هذا هو تطبيق الحق

2021 فبراير 10

فان شينغ – مدينة تشوماديان – إقليم خنان

حدث في الماضي أنني تزاملت مع إحدى الأخوات لتأدية بعض الواجبات. ولأنني كنت متكبِّرةً ومغرورةً ولم أكن أسعى إلى الحق، كان لدي بعض الأفكار المُسبقة تجاه هذه الأخت لطالما احتفظت بها في قلبي، ولم أكن أتواصل معها بصراحةٍ. عندما انفصلنا، لم أكن قد أدركت حقيقة علاقة العمل المتناغمة. وقد رتبت لي الكنيسة في وقت لاحق أن أعمل مع أخت أخرى، واتّخذت قرارًا أمام الله: من الآن فصاعدًا لن أسير في طرق الفشل. لقد تعلَّمت درسي، ولذلك فإنني بالتأكيد سأقوم هذه المرة بتواصل أكثر انفتاحًا مع هذه الأخت، وسنبني علاقة عمل متناغمة.

في كل مرة كان يوجد فيها خلاف أو فجوة بيننا أثناء قيامنا بواجباتنا معًا، كنت أُبادر بالتواصل مع هذه الأخت وأصارحها بما يدور في خلدي. كنت أسألها عن جوانب القصور في أدائي، فأوضَحَتْ لي أنني كنت متكبِّرة ومغرورة، وأنني كنت دائمًا أرفض وجهات نظرها أثناء تواصلنا. وقالت إنني كنت في بعض الأحيان أتحدث عن ظروفها وأعيرها بصورة غير عادلة، وأنه خلال التجمّعات، كنت أتّخذ كافة القرارات فيما يخص قراءة كلمة الله. أومأت برأسي في إشارة إلى الموافقة على كل هذه الأمور التي أَوضَحَتها عني. وفكَّرت: "بما أنكِ تقولين إنني متكبِّرة، فسوف أتحدَّث بطريقةٍ أكثر تواضعًا من الآن فصاعدًا، وسوف أُولي اهتمامًا خاصًا للتحدِّث بحكمةٍ ولباقة. وإذا اكتشفت أي مشاكل لديكِ، فسأهوِّن من شأنها عندما أذكرها. وإذا لم تُقِرّي بها، لن أتحدَّث عنها. وأثناء التجمّعات، سوف آكل وأشرب أيّما تطلبين مني أن آكله وأشربه، وسوف أستمع إلى كل ما تقولينه.

أليس في هذا حل لكل مشكلة؟ عندها لن تقولي إنه ليس باستطاعتي العمل مع أي شخص بسبب غروري. وقد بدأت بعد ذلك بتطبيق أقوالي. كنت قبل أن أتحدَّث أفكّر كيف يمكنني أن أتجنّب نقض فكرة هذه الأخت. وإذا لم نتفق في وجهات نظرنا، كنت أقبل وجهة نظرها وأُنفِّذ فكرتها. وإذا ما رأيت الأخت تفعل شيئًا بطريقة خاطئة، لم أكن أشرح لها ذلك بوضوح. لكن بعد فترة من الزمن كنت أتصرَّف فيها بهذه الطريقة، أدركت أن إيديولوجيتي القائمة على مبدأ "التخلّي عن الجسد وتطبيق الحق" لم تغيِّر علاقتنا على الإطلاق، بل بالأحرى عزَّزت أفكارها المسبقة عني. وقد شعرت بالظلم عندما رأيت هذه النتائج. وفكَّرت مُحدّثةً نفسي: "لقد بذلت بالفعل قصارى جهدي حتى أطبق الحق، فلماذا لم يفلح الأمر؟ هذه الأخت صعبة المراس، وليس لديها أدنى قدر من الإحساس". ومن ثمّ فقد غرقت في الشعور بالسلبيَّة وأصبح قلبي يعاني من ألمٍ شديدٍ.

وفي أحد الأيام جاء إلينا أحد القادة ليتفقَّد عملنا ويسألنا عن أوضاعنا خلال هذه الفترة، فتحدَّثت إليه عن وضعي. وبعد أن سمعني القائد، قال: " طريقتك هذه لا تطبق الحق. إنكِ لست طاهرة من الداخل. أنت تفعلين هذا لأجل غرضكِ الخاص ولا تتصرّفين وفقًا للحق". بعد ذلك قرأنا مقطعين من كلمات الله، حيث قال الله: "يبدو من الخارج كما لو أنك تمارس الحقّ، ولكن طبيعة أفعالك في الواقع لا تُظهِر ذلك. يوجد كثيرون من الناس الذين، بمُجرَّد أن تكون لديهم بعض السلوكيَّات الخارجيَّة، يقولون لأنفسهم: "ألا نؤدِّي واجباتنا؟ ألم نترك عائلاتنا ووظائفنا؟ ألا نمارس الحقّ من خلال أداء واجباتنا؟" لكن الله لا يعترف بأنك تمارس الحقّ. فجميع أولئك الذين تشوب أفعالهم دوافع وأهداف شخصيَّة لا يمارسون الحقّ. وبالتدقيق، من المحتمل أن يدين الله هذا النوع من السلوك، فهو لن يمدحه أو يذكره. ولتوضيح ذلك بمزيدٍ من التفصيل، فأنت تفعل الشرّ وسلوكك يتعارض مع الله. يبدو من الخارج أن هذه الأشياء التي تفعلها تتَّفق مع الحقّ: فأنت لا تقاطع أيّ شيءٍ أو تزعجه ولم تتسبَّب في أيَّة أضرارٍ حقيقيَّة ولم تنتهك أيّ حقٍّ. يبدو أن الأمر منطقيٌّ ومعقول، ولكن جوهر أفعالك يتعلَّق بعمل الشرّ وبمقاومة الله. ولذلك، يجب عليك تحديد ما إذا كان يوجد تغييرٌ في شخصيَّتك وما إذا كنت تمارس الحقّ من خلال النظر في المقاصد الكامنة وراء أفعالك في ضوء كلام الله. إنه لا يتحدَّد بالكلمات أو بالآراء البشريَّة. ولكنه بدلاً من ذلك يعتمد على قول الله إذا ما كنت تتَّفق مع مشيئته أم لا، وإذا ما كانت أفعالك تملك واقع الحقّ أم لا، وإذا ما كانت تفي بمتطلِّباته ومعاييره أم لا. لا يوجد شيءٌ دقيق سوى قياس نفسك على مقياس متطلِّبات الله" (من "ما يجب عليك معرفته عن تحوُّل شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "عادةً ما تبدو الأفكار البشرية جيِّدة وصحيحة للناس، ويبدو أنها لن تنتهك الحقّ كثيرًا. يشعر الناس أن فعل الأشياء بهذه الطريقة يعني ممارسة الحقّ؛ ويشعرون أن أداء أشياء بهذه الطريقة معناه الخضوع لله. إنهم في الواقع لا يطلبون الله حقًّا ولا يُصلِّون لله بهذا الخصوص، ولا يجاهدون لعمل ذلك بطريقة جيِّدة وفقًا لمُتطلّباته من أجل إرضاء مشيئته. لا يملكون هذه الحالة الصادقة وليست لديهم مثل هذه الرغبة. هذا أكبر خطأ يرتكبه الناس في ممارساتهم. أنت تؤمن بالله، ولكنك لا تحتفظ به في قلبك. فكيف لا تكون هذه خطيَّة؟ ألا تخدع نفسك؟ ما نوع التأثيرات التي يمكنك جنيها إذا واصلت الإيمان بهذه الطريقة؟ بالإضافة إلى ذلك، كيف يمكن إظهار أهميَّة الإيمان؟" (من "طلب مشيئة الله من أجل ممارسة الحقّ" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). حاولت أن أستوضح كلمات الله، وقارنتها مع وضعي الذي كنت أُسمّيه "تطبيق الحق "، وقد أضاء ذلك قلبي. وبناءً عليه فإن الطريقة التي كنت أتعامل بها مع الأمور لم تكن بقصد إرضاء الله، بل كان المقصود منها هو حماية كرامتي الباطلة. كنت أخشى أن يقول القائد إن طبيعتي معيبة، وإنني لم أكن أسعى إلى الحق، وإنني لم أكن ناجحة في العمل مع أي أحد. وبالإضافة إلى هذا، فقد ظننت أن ذلك كان مبررًا لتحسين علاقتي مع الأخت، ولتجنّب الحرج والألم الناتجين عن الصراع بيننا. ظننت أن ذلك سيخلّصني من الصورة التي أخذها الآخرون عني ويجعلهم يرون أنني قد تغيَّرت. من الواضح أن ما كنت أُسمّيه "تطبيق الحق" كان لأجل أغراضي الخاصة. كان كل ذلك على مرأى ومسمع من الآخرين، ولم يكن أساسه السعي لإرضاء الله. لم أحتقر ذاتي وأتخلى عن جسدي بصدقٍ لأنني لم أكن على دراية بطبيعتي المتكبِّرة والمغرورة. وبالتأمَّل في العمل مع هذه الأخت، وجدت أنه نظرًا لأنني لم أتعرَّف على طبيعتي المتكبِّرة والمغرورة، ولأنني كنت أُمجّد ذاتي، وكنت أظن دائمًا أنني أفضل من الآخرين، كنت عندما أتحدَّث أقف عن غير قصد على ركيزة عالية بحيث أقلل من شأن الآخرين. وعند التعامل مع الأمور، كنت أحب أن أكون المسؤولة؛ وكنت أنفذ الأمور بطريقتي الخاصة، ولم أطلب أبدًا آراء الآخرين. عندما أوضحت الأخت المشاكل التي كانت لدي، لم أبحث عن الحق الذي يخاطب مشاكلي لتحليل جوهر طبيعتي وإدراكه. والأكثر من ذلك أنني لم أكن أبحث عن كيفية تطبيق هذا الحق بما يتّفق مع متطلبات الله، ووفقًا للحق. لقد قمت بتغيير بعض التصرّفات الخارجية فحسب ظنًا منيّ أنه بما أنني قد توقفت عن فعل أمور كانت خاطئة، فقد صرت أطبق الحق. في واقع الأمر، كل ما كنت أمارسه كان الحق الذي يعتمد على مفاهيمي الخاصة. كانت كلها أعمال خارجية ولم يكن لها أي علاقةٍ بكلمة الله. ولذلك لم يقر الله أنني كنت أطبق الحق. فلم يكن تطبيقي مُتمشيًا مع متطلبات الله، ولم يكن وفقًا للحق، وكل ما فعلته كان بغرض إشباع رغباتي الشخصية والوصول إلى أغراضي الخاصة، ولذلك فإن أفعالي كانت شريرة في نظر الله؛ وكانت تقاوم الله.

بعد أن أدركت هذا، استعنت بكلمة الله بشكل واعٍ حتى أفهم طبيعتي الفاسدة في الحياة. وعندما كنت أعبّر عن فسادي أو أُدرك أن وضعي لم يكن سليمًا، كنت أكشف عن موقفي صراحةً، وكنت أُحلله، وأبحث عن مصدر فسادي في ضوء كلمة الله. وعندما فعلت ذلك، أصبحت كلماتي وتصرّفاتي هادئة بصورة طبيعية، وعرفت الموقف الذي يجب أن أتخذه. كنت أكن الاحترام للناس وكنت أخضع بصبرٍ. وقد أصبح التخلي عن الجسد أقل صعوبة بكثير، وأصبح بإمكاننا أيضًا أن نتواصل من القلب إلى القلب. وقد أصبحت شركتنا أكثر تناغمًا ممّا كانت عليه في الماضي.

لقد أدركت من خلال هذه الاختبارات أن تطبيق الحق ينبغي أن يستند إلى كلمة الله وينبغي أيضًا أن يكون على أساس مبادئ الحق. إذا ترك المرء كلمة الله، فإن كل شيء يصبح عملًا خارجيًا، ألا وهو تطبيق الحق الذي هو بحسب مفاهيمه الخاصة. حتى لو كنت أفعل الأمور بشكل جيد وصحيح، لم يكن ذلك تطبيقًا للحق، والأهم هو أنه لن يُحدِث تغييرات في شخصية حياتي. من الآن فصاعدًا، مهما كان ما أفعله، أريد أن تكون كلمات الله هي المبادئ لتصرّفاتي، وأن أطبق كلمة الله بالكامل، حتى يكون سلوكي متوافقًا مع الحق ومع مشيئة الله، وحتى أنال رضا الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

عواقب الثقة العمياء في شخص ما

في نوفمبر من عام 2020، اتهم بعض الإخوة والأخوات شريكتي الأخت وانغ بعدم القيام بعمل فعلي وبكونها قائدة كاذبة. أكد المشرف صحة هذا الاتهام بعد...

اكتشاف حقيقة شر القس

قابلت أختًا عبر الإنترنت في سبتمبر 2020. أخبرتني أن الرب يسوع قد عاد كالله القدير، وهو يعبِّر عن الحقائق ليقوم بعمل الدينونة. شعرت بسعادة...

مبادئ حياتي دمرتني

شيانج كاي – مدينة بينكسي – مقاطعة لياونينج "الحصان الراضي يطأه الجميع" عبارة شائعة، ومألوفة لي بشكل خاص للغاية. كنتُ أنا وزوجي شخصين ساذجين...