البند الحادي عشر: لا يقبلون التهذيب، ولا يتبنون موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، ولكنهم بدلًا من ذلك ينشرون المفاهيم ويطلقون الأحكام على الله علنًا (القسم الرابع)
عندما يضطلع أضداد المسيح بأي جزء من العمل، يكونون لا مبالين، ويغضون الطرف عن الأشرار وأولئك الذين يزعجون عمل بيت الله، أو حتى قد يتسترون عليهم، ويتساهلون معهم، ويحمونهم. بعد إعفاء ضد المسيح، هل يتغير عندما يقوم بواجب مختلف؟ (كلا). ما السبب في ذلك؟ (بسبب مشكلة في جوهر طبيعته). بعد ارتكابه خطأ فادحًا، يظل لا يتوب، ويظل يضمر المفاهيم والمظالم في قلبه، فهل يمكن أن يكون مخلصًا بعض الشيء في أي واجب يقوم به؟ إنه يرتكب الأعمال السيئة بتهور في واجبه حتى قبل أن يكون لديه أي مفاهيم أو مظالم، لذا عندما يضمر هذه الأشياء، فهل يمكن أن يكون مخلصًا في واجبه؟ (كلا، لا يمكنه). وبدون الإخلاص، هل يكون لا مباليًا؟ هل سيرتكب أعمالًا سيئة بتهور؟ (نعم سيفعل). قد لا يكون بعضكم مقتنعين، لذا ألق نظرة جيدة بنفسك، وسيأتي اليوم الذي تقتنع فيه. لا يمكن لضِدّ المسيح أن يتغير أبدًا، وبغض النظر عن المكان الذي يوضع فيه، فسوف يكون غير صالح دائمًا. بعد تهذيب شخص يسعى إلى الحق بسبب إظهاره شخصية فاسدة، تحدث له بعض التغييرات. تتحسن حالته أكثر فأكثر، ويصبح موقفه استباقيًا أكثر وأكثر، ويصبح منظوره إيجابيًا أكثر وأكثر، وتصبح أهداف سعيه واتجاه ذلك السعي صحيحة أكثر وأكثر، وينشأ لديه قلب يتقي الله بشكل متزايد، وتظهر إنسانيته جديرة بالاحترام أكثر وأكثر. وعلى النقيض من ذلك، كلما تعرض ضِدُّ المسيح للتهذيب، زاد استياؤه الداخلي، وأصبح أكثر حذرًا، وشعر بالظلم في قلبه، وزادت مفاهيمه، وكراهيته، وشكواه بشأن الله. عندما لا يتعرض للتهذيب، يكون جسده قادرًا على دفع القليل من الثمن، ولكن عندما يتعرض للتهذيب كثيرًا، فإنه لا يمتلك حتى أدنى قدر من الإخلاص. إنه حقًا شخص ميؤوس منه! لاحظوا هذا بأنفسكم؛ أي شخص مثل هذا يقدم دائمًا المواعظ لدعم الآخرين، لكن هو نفسه لا يُمارس على الإطلاق أو ليس لديه أي دخول؛ هذه إحدى السمات. وهناك سمة أخرى تتمثل في أنه أيًّا كان العمل الذي يقوم به، فعندما يحصل على مكانة، يمكنه أن يبادر ويظهر بعض الحماس، لكنه دائمًا ما يكون لا مباليًا ويرتكب أعمالًا سيئة بتهور في عمله. وعندما يفقد مكانته، فإنه يظهر على حقيقته، ويقرر أن موقفه ميؤوس منه، حتى أنه يتصرف بطريقة جريئة ومتهورة، ويتصرف مثل شخص همجي جامح، مفتقرًا تمامًا إلى قلب يتقي الله. هذا النوع من الأشخاص، من بين جميع البشر، هو ضِدُّ المسيح الكلاسيكي. إنه قادر على تشريح حالات الآخرين بوضوح ومنطقية شديدة، بطريقة يسهل فهمها وتجعلك تشعر بأن ضد المسيح أيضًا لديه هذا النوع من الفهم لنفسه. ولكن عندما يرتكب خطأً ما، وعندما يُظهر شخصية فاسدة، وتحاول أنت فضحه وتشريحه، انظر إلى نوع الموقف الذي يتبناه. لن يكون على استعداد مطلقًا لقبول الأمر، وسوف يفكر في كل طريقة ممكنة لدحضه، والدفاع عن نفسه، رافضًا الاعتراف بخطأه. لن يكون أحد قادرًا على المساس به، وأي شخص يمس وترًا حساسًا، أو يكشف عن مشكلة تتعلق به، سيجد نفسه في ورطة، وسيُعامل باعتباره عدوًا له.
عندما يتمتع ضِدُّ المسيح بمكانة، فإنه يكون قادرًا على تحمل شيء من المشقة ودفع بعض الثمن لحماية مكانته. يكون قادرًا أيضًا على ارتداء وجه طيب من الرحمة تجاه كافة الناس على الأرض، والرغبة في تخليص الجميع؛ إنه وجه منافق. لكن في اللحظة التي يفقد فيها مكانته، يتلاشى كل إحسانه، وعلى الرغم من ذلك، يظل يريد التمسك والاستمتاع بالدعم، والتقدير، والاهتمام الخاص الذي كان يتمتع به في الماضي. إنه ببساطة وقح إلى أقصى حد! أيًّا كانت الفئة التي ينتمي إليها ضِدُّ المسيح، فإنه لا يقدم أدنى مساعدة أو تنوير لأي شخص، ومع ذلك يظل يريد التمتع بدعم وتقدير الجميع. أيًّا كان من يعترف من الآخرين بأن لديه شخصية فاسدة، فإن ضِدَّ المسيح لن يتحدث ويقول إن لديه شخصية فاسدة هو الآخر، أو يتحدث عن نوع الشخصية الفاسدة التي أظهرها في الماضي. إنه لا يشرِّح نفسه أبدًا، وعندما يوضع في موقف محرج ولا يجد مخرجًا، سيقول شيئًا من قبيل: "نعم، أنا إبليس، أنا شيطان"، وهذا كل شيء. لا يقول سوى بعضًا من هذه الكلمات الرنانة الفارغة. وإذا سألته: "ما المظاهر والكشوفات المحددة التي لديك وتدل على كونك إبليسًا وشيطانًا؟ ما أنواع الدوافع والنوايا التي تكون لديك عندما تتصرف؟" فلن يقول أي شيء على الإطلاق. أليس شيطانًا؟ منذ وصوله إلى السلطة، ارتكب التنين العظيم الأحمر شرورًا لا حصر لها، وخلال فترة حكمه، كان يعترف باستمرار بأخطائه ويصححها، فيما كان يشتد باستمرار في إساءة معاملته لشعبه. عندما تراه يعترف بأخطائه، قد تعتقد أنه سيتوب ويفتح صفحة جديدة، وأن لديه موقف الاعتراف، وأنه ربما لن يرتكب مثل هذه الأخطاء مرة أخرى. ولكن بناءً على الأشياء التي تحدث بعد ذلك وكيفية تطور الأمور، يمكن القول إن اعتراف التنين العظيم الأحمر بأخطائه لا يكون إلا من أجل حماية صورته ومكانته، وتمهيد الطريق له للاستمرار في الاحتفاظ بالسلطة والقيام بالمزيد من الأشياء الفظيعة التي تسيء إلى شعبه. وأضداد المسيح نفس الشيء؛ إنهم يمتلكون جوهر الطبيعة نفسه، مثل الأبالسة، والشيطان، والتنين العظيم الأحمر. إنهم جيدون في التنكر، وهم كاذبون معتادون على الكذب؛ لا يعرفون الخجل، وينفرون من الحق والأمور الإيجابية، ولا يقبلون الحق نهائيًا. وإضافة إلى ذلك، لا يقولون سوى أشياء ذات وقع لطيف، ويفعلون جميع أنواع الأشياء السيئة. في ظل وجود الإخوة والأخوات، غالبًا ما يقول أضداد المسيح الأشياء الصحيحة، ويفعلون أشياء تبدو صحيحة ظاهريًا، ولكن عندما يُطلب منهم الممارسة الصارمة وفقًا لكلام الله ومبادئ الحق، لتنفيذ ترتيبات عمل بيت الله، فإنهم لا يفعلون شيئًا من هذا القبيل، وبدلًا من ذلك يختفون دون أثر. إذا تركتهم بلا إشراف، أو حث، فإنهم سيرتكبون أعمالًا سيئة بتهور، وينشؤون مملكتهم المستقلة. ولتحقيق هدفهم المتمثل في الاحتفاظ بالسلطة، سيتحملون أي مشقة ويدفعون أي ثمن. يمكننا أن نرى من خلال هذا أن أضداد المسيح لديهم نوع آخر من جوهر الطبيعة، وهو أنهم أنانيون وحقيرون. فبخلاف دفع قدر من الثمن عند القيام بشيء ما من أجل أنفسهم، إذا طُلب منهم القيام بشيء أو قول شيء للإخوة والأخوات، من أجل بيت الله، دون تلقي أي شيء في المقابل، فهل سيكونون طيبي القلب هكذا؟ هل سيتحملون هذا العبء؟ (كلا). لذا، عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي طلب منهم الأعلى تنفيذها، عندما يحين وقت التحقق من هذا العمل، فلن يكونوا قد نفذوا أيًّا من هذه الأشياء. لماذا؟ لأن تنفيذها يتطلب منهم أن يرهقوا أنفسهم وأن يعانوا؛ سيضطرون لدفع ثمن، وعلى الأرجح لن يستطيعوا الاستفادة كثيرًا من ذلك. لذلك فإنهم ببساطة لن يفعلوه. إذا كان أغلب الناس قد يستفيدون من ذلك، وإذا كان أغلب الناس قد يربحون منه، فهل يكون ضِدُّ المسيح على استعداد لدفع ثمن مقابل ذلك؟ لن يكون على استعداد لدفع ثمن. وإذا كان الأمر شيئًا سوف يجعل أغلب الناس يقدِّرونه، ويتذكرونه ويعبدونه، ويمتدحونه، وإذا كان ضِدّ المسيح سيُذكر على مدى أجيال بسبب هذا الشيء الطيب الذي فعله، فكيف سيتصرف؟ سوف ينهض على الفور إلى العمل، وسوف يفعل ذلك بسعادة أكثر من أي شخص آخر. إنه أمر وقح، أليس كذلك؟ إن الشيطان، إبليس، وقح حقًا. لقد ارتكب شرورًا لا تحصى، ومع ذلك لا يزال يريد من الجميع أن يكونوا ممتنين له بعمق، وأن يتبعه الناس عن كثب ويتملقونه. إنه يسيء إلى الناس كثيرًا، ومع ذلك لا يزال يريد أن يمتدحوه. أضداد المسيح هم كذلك. أيًّا كان عدد المواعظ التي سمعها ضد المسيح، أو عدد التعاليم التي يفهمها، فإنك إذا طلبت منه القيام بعمل ما أو أداء واجب ما دون أن يكون لا مباليًا، فلن يمكنه أن يفعل ذلك. إذا طلبت منه الامتناع عن إنشاء مملكته المستقلة أو ارتكاب أعمال سيئة بتهور، فلن يستطيع ذلك. إذا طلبت منه الامتناع عن التمتع بمنافع المكانة، والانغماس في الراحة، والاستمتاع بالمكانة والامتيازات الخاصة، فلن يمكنه ذلك. إذا طلبت منه عدم تعذيب الآخرين، أو عدم الكذب، فلن يمكنه فعل ذلك. إذا طلبت منه عدم تبديد التقدمات، وأن يحمي مصالح بيت الله، فلن يمكنه فعل ذلك. إذا طلبت منه ألا يقدم الشهادة لنفسه، فلن يكون قادرًا أبدًا على فعل ذلك؛ وإذا طلبت منه دفع ثمن ما لشعب الله المختار دون الحصول على أي شيء في المقابل، أو القيام بعمل ما في الخفاء، فلن يكون قادرًا على ذلك. ما الذي يقدر على فعله إذن؟ إنه قادر على ارتكاب أعمال سيئة بتهور، وإنشاء مملكته المستقلة، وتقديم الشهادة لنفسه، وتبديد التقدمات، والعيش عالة على الكنيسة، وتعذيب الآخرين، والهتاف بالشعارات، والثرثرة بالتعاليم، ونشر البدع والمغالطات لتضليل الناس، وما إلى ذلك؛ إن القيام بهذه الأشياء أمر هين بالنسبة إليه. هل ثمة شخص مثله حولكم؟ في اللحظة التي يمتلك فيها السلطة، ما إن يحصل على قدر ضئيل من السلطة، فإنه يريد أن يسيطر على مقاليد مال بيت الله؛ أيًّا كان ما يشتريه، فإنه يريد الحصول على أشياء عالية الجودة وباهظة الثمن وذات علامات تجارية معروفة، ولا يناقش هذا مع أي شخص آخر، أو ينصت إلى ما يريد أي شخص آخر أن يقوله. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه ينغمس فيها. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يريد تكوين زمر، والقيام بالأشياء بطريقته الخاصة، ويرفض الاستماع إلى الأعلى، أو إلى أي شخص آخر. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يشعر وكأنه أصبح إلهًا، ويريد أن يقدم الشهادة لنفسه حتى يدعمه الآخرون، ويريد تشكيل حِزْبٍ، تشكيل عصبة خاصة به. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يريد السيطرة على الإخوة والأخوات بإحكام في قبضته. وإذا كان عمل بيت الله يتطلب نقل شخص ما بعيدًا عنه، فسيكون ذلك صعبًا للغاية. يجب أن يوافق على ذلك، وسيحتاج شخص ما إلى مناقشة الأمر معه، ولن يقبل من ذلك الشخص أي موقف لا يعجبه. إنه يريد أن يعرف العالم كله أنه يتمتع بالسلطة والنفوذ، وأنه يتعين على الجميع أن يحترموه ويبجِّلوه. هذه حقيقة بديهية واضحة. لن يعترف ضِدُّ المسيح أبدًا بأن لديه شخصية فاسدة. لاحظوا هذا بأنفسكم؛ انظروا ما إذا كان أولئك الذين لا يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة يستطيعون أن يتوبوا بعد ارتكاب خطأ ما وإظهار شخصية فاسدة، وما الاتجاه الذي يتطورون فيه، وما نوع الطريق الذي يسلكونه في النهاية، وكيف يتصرفون في أثناء أداء واجبهم وتعاملهم مع الآخرين، وكيف يتصرفون فيما يتعلق بالمكانة، وما طرقهم وأساليبهم في القيام بالأشياء. هل ستتمكنون من تمييز هذا؟ إذا تمكنتم من التوصل إلى استنتاجات بشأن هذه الأشياء، فهذا يعني أن لديكم بعض التمييز.
ج. رفض الاعتراف بأن كلام الله هو الحق والمعيار الذي يُقاس عليه كل شيء
ثمة سبب ثالث لرفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم والافتقار لموقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، وهو أنهم يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. لقد قدَّمتُ شركة مفصلة نسبيًا حول السببين السابقين؛ وهذا السبب مختلف قليلًا عن السببين الأولين من حيث معناه الحرفي، لكن من حيث الجوهر، فإن السببين الأولين يرتبطان بهذا السبب حيث يرفض أضداد المسيح الاعتراف بأن كلام الله هو الحق، لذا يمكننا جعل شركتنا قصيرة وموجزة. عندما يتعرض ضِدُّ المسيح للتهذيب، وتُعقد معه شركة حول الحق، وتحدثه عن مبادئ الحق ومبادئ القيام بالأشياء، فهل سيكون قادرًا على قبول هذا بعد سماعه؟ (كلا). أيًا كان الوقت الذي يسمع فيه ضِدُّ المسيح الحق، سيكون لديه دائمًا الموقف نفسه تجاهه؛ موقف الإدانة والمقاومة. ما هي مبادئ الحق؟ إنها المعيار لقياس كيفية القيام بشيء ما. وما دام الأمر يتم بما يتماشى تمامًا مع حقيقة كلام الله، فإن ما يفعله الشخص إذن سيكون مبنيًا على المبادئ. وهذا هو ما يعنيه القيام بالأشياء وفقًا للمبادئ. إذا كانت شركتك تتفق مع مبادئ الحق، فلن يقبلها ضِدُّ المسيح على الإطلاق؛ وكلما كانت شركتك إيجابية وعملية وعادلة وصحيحة ومستندة إلى الحقائق، كانت غير مقبولة لدى ضِدّ المسيح. سوف يستجيب بحجج ملتوية رافضًا قبول الحق أو الحقائق. إذا تحدثت معه عن كيفية التصرف للوفاء بمسؤولياته في الأمر، فسوف يخبرك عن قدر معاناته ودفعه الثمن؛ وإذا تحدثت معه عن كيفية التصرف وفقًا لمبادئ الحق، فسوف يخبرك عن عدد الطرق التي سلكها، ومدى معاناته، وقدر الكلام الذي تفوَّه به. إذا تحدثت معه عن كيفية أن تكون شخصًا صادقًا، وكيفية التصرف وأداء الواجب بقلب صادق ومخلص، فلن يهتم وسيتجاهلك. وعندما يتصرف، يركز فقط على التكتيكات، والمخططات، والحيل. وبصفة عامة، فإن ضِدَّ المسيح لديه مجموعة فريدة من المبادئ الخاصة به التي تقوم عليها أفعاله، وبغض النظر عن مدى خطئها، أو دناءتها، أو سخافتها وعبثيتها في نظر الآخرين أو في نظر الله، فلن يكلَّ أبدًا من التمسك بهذه الأساليب والمبادئ. لن يقبل كلام الله باعتباره مبادئ الحق، ولن يتخلى عن مبادئه الخاصة، لذا بغض النظر عما إذا كنت تهذبه، أو تفضحه، أو تعفيه، فإن معاييره، ومنظوراته، ووجهات نظره في قياس الأشياء لن تتغير أبدًا. بعض هذه المعايير ناشئة من علم الإنسانية، وبعضها من المعرفة، وبعضها من الثقافة التقليدية، وبعضها من الاتجاهات الشريرة لهذا العالم، ولكن أيًّا كان مدى خطأ هذه الأشياء، فإن ضد المسيح لا يمكنه التخلي عنها. سوف يقبل أي اتجاهات شريرة، وأي أقوال ووجهات نظر شائعة في المجتمع، لكن كلام الله أو الحق ليس أبدًا معياره لقياس جميع الأشياء والأحداث، لقياس كل شيء. وبينما يتبع الله ويعيش عالة على بيت الله، فإنه ينكر الحق ويدينه. وفي حين ينكر الحق ويدينه، فإنه يُوقر ويُبجل جميع أنواع البدع والمغالطات من العالم. الشيء الوحيد الذي لا يمكنه قبوله هو كلام الله؛ الحق. وبناء على جوهر أضداد المسيح هذا، فإنه على الرغم من أنهم يحضرون الاجتماعات، ويقرؤون كلام الله، ويؤدون واجبًا في سياق إيمانهم، فإن ثمة شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو: شخصيتهم لن تتغير أبدًا، ولن تتغير وجهات نظرهم أبدًا، والتي هي من العالم والاتجاهات الشريرة. وإذا طلبت من أحد أضداد المسيح أن يتحدث عن دخول الحياة أو تغيير الشخصية، فسوف تتساءل لماذا تبدو كلماته شديدة الغرابة، ومنفِّرة، ومرتبكة. ستبدو وكأنها كلمات شخص ليس خبيرًا مطلعًا، وهو ليس إلا شخص مشوَّش ليس لديه فهم روحي لكنه يتظاهر بأنه روحي ويمتلك الحياة. إن الأمر مقزز حقًا إلى أقصى حد! هل يمكن لشخص لم يعترف قط بأن كلام الله هو الحق، أو لم يقبل قط كلام الله باعتباره حياة له أن يمتلك الحياة؟ هذه مزحة، أليست كذلك؟ ألقوا نظرة حولكم، وتحققوا مما إذا كان هناك أي شخص يقول باستمرار: "إن فلانًا أو فلانًا من المشاهير قال كذا؛ هذا أو ذاك الكتاب قال كذا؛ هذه الدراما التلفزيونية أو تلك قالت كذا؛ هذا العمل الفني الرائع أو ذاك قال كذا"، أو "إن ثقافتنا التقليدية هي كذا؛ في موطني نقول كذا؛ في عائلتنا لدينا هذه القاعدة"، وما إلى ذلك. انظروا من يقول دائمًا الكثير من هذه الأشياء، ومن لا يتأثر بكلام الله بعد سماعه، ولا ينطق إلا بكلام مشوش، وكلام سخيف، وكلام يفتقر إلى الفهم الروحي عندما يتمكن من عقد شركة عن فهمه لكلام الله، وانظروا مَنْ – على الرغم من أنه ليس لديه استيعاب أو فهم لكلام الله – يحاول تجميع بعض الأفكار غير المترابطة، ويتظاهر بأنه روحي. إنه أمر مقزز تمامًا! لقد آمن هؤلاء الناس بالله لسنوات عديدة، واستمعوا إلى المواعظ وحضروا الاجتماعات لسنوات عديدة، ومع ذلك لا يزالون – على نحو لا يصدق – لا يعرفون أن لديهم شخصية فاسدة، ولم يكتشفوا أن لديهم وجهات نظر غير صحيحة، أو أن وجهات نظرهم المغلوطة تتعارض تمامًا وتتناقض مع كلام الله. ما سبب هذا؟ إنه السبب الثالث وراء رفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم وافتقارهم لموقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ: أنهم يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. هذا هو جذر المشكلة.
لماذا يرفض أضداد المسيح قبول التهذيب؟ لماذا لا يتوبون عندما يواجهون حدثًا ما، بل ينشرون بدلًا من ذلك مفاهيم متنوعة، وحتى يطلقون الأحكام على الله؟ الأسباب واضحة جدًا: أولًا، لا يعترف أضداد المسيح أبدًا بأنهم يمكن أن يخطئوا؛ ثانيًا، لا يعترفون أبدًا بأن لديهم شخصية فاسدة؛ ثالثًا، يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. بالنسبة إلى كل هؤلاء الذين لا يقبلون تهذيبهم، وكل هؤلاء الذين يُظهرون بوضوح شخصية فاسدة عندما يرتكبون الأخطاء، وكل هؤلاء الذين كثيرًا ما يجلبون الأذى على شعب الله المختار، والذين يؤخِّرون دخول أعداد لا حصر لها من شعب الله المختار إلى الحياة، ويتسببون في خسائر لعمل بيت الله، إذا لم يكن لدى هؤلاء الأشخاص أي ندم أو موقف توبة عندما يتعرضون للتهذيب، فإن ثمة شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو أنهم يمتلكون جميع هذه المظاهر الثلاثة الخاصة بأضداد المسيح. هل هذا صحيح؟ (نعم، صحيح). ثمة ثلاثة أسباب إجمالًا وراء رفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم. اقرأوا الأسباب مرة أخرى. (أولًا، لا يعترف أضداد المسيح أبدًا بأنهم يمكن أن يخطئوا؛ ثانيًا، لا يعترفون أبدًا بأن لديهم شخصية فاسدة؛ ثالثًا، يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء). ثمة ثلاثة أسباب إجمالًا. لقد عقدنا شركة عن السببين الأولين بتفاصيل كثيرة جدًا. السبب الأخير يختلف قليلًا، لكن من حيث الجوهر، فإن السببين الأولين مرتبطان بموضوع رفض أضداد المسيح الاعتراف بأن كلام الله هو الحق، لذلك لن نعقد شركة عن هذا السبب بأي تفاصيل أخرى. حسنًا، لننهي شركتنا هنا اليوم. إلى اللقاء! (إلى اللقاء يا الله!)
19 سبتمبر 2020
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.