لا توجد قيمة في العيش إلا بحسن أداء الكائن المخلوق واجبه (الجزء الثاني)
رغم أنَّ بعض الناس يؤمنون بالله، لا تزال قلوبهم في العالَم الدنيوي؛ قد يؤدون واجباتهم، لكنهم لا يزالوا يَحلمون بالثراء. تظل قلوبهم قَلِقة وغير راضية، ويريدون أحيانًا مغادرة بيت الله، لكنهم يَخشون ألّا ينالوا البركات وأنْ يَسقطوا في الكوارث، ولذلك، كل ما يمكنهم فعله هو أداء واجباتهم بلا مبالاة. قد ينشرون السلبية أحيانًا ويتذمَّرون قليلًا، ورغم أنهم لم يرتكبوا قَدرًا كبيرًا من الشَرِّ، فإنهم لا يَلعبون دورًا إيجابيًّا. هل الله على دراية بتصرفاتهم هذه؟ (نعم). هل يَدري الناس؟ في كثير من الأحيان، لا يرى الناس ذلك. إنهم يَشعرون أنَّ أمثال هؤلاء الناس صالِحون، وأنهم في أدائهم لواجباتهم يستيقظون باكرًا ويتأخرون في النوم، وأنهم قادرون على تحمُّل المشقَّات ودفع الثمن، لكنهم يَشعرون أحيانًا بالضعف ولا يُحبُّون التفاعل مع الآخرين. ولكن الله يَعرِف ما يُفكِّر فيه هؤلاء الناس في قلوبهم، وكيف يتصرَّفون، ولديه الترتيبات المناسبة. عندما يحين الوقت، يَسمَح للمرض أنْ يصيبهم، وبمجرد أنْ يمرَضوا، لا يمكنهم أداء واجباتهم. ماذا يعني هذا؟ إنه يعني عزلهم عن صفوف القائمين بالواجبات. أهذا شيء جيد أم سيئ؟ (إنه شيء سيئ). جميعكم على استعداد لأداء واجباتكم بإخلاص، ولا تريدون مواجهة الضيقات أو المَرض أو الألم، وتَشعرون أن ذلك يؤخِّر أداء واجباتكم. لكن أولئك الذين لا يريدون القيام بواجباتهم سيَشعرون أنَّه أمر جيِّد أنْ يواجهوا الضيقات أو المَرَض، فيفكِّرون: "هذه المرَّة وجدت سببًا، وعذرًا؛ ليس عليَّ أداء واجبي بعد الآن". في الواقع، هذا أمر سيئ: فهو يعني أن الله لم يعد يريدهم، وأنهم صاروا خارج حساباته، وهذه هي طريقة الله في إخراجهم. قد تختفي أمراضهم بصورة غير متوقَّعة بعد إخراجهم، وبمجرد تحسُّنهم، سيذهبون إلى العمل وكَسبِ المال، ويعيشون حياتهم ويجمعون ثرواتهم. لا يريد الله هذا النوع من الأشخاص. ما الذي يعنيه أن الله لم يَعُد يريد شَخصًا ما؟ إنه يعني أنَّ هذا الشخص بلا آخرة؛ لقد اختفى عن نظر الله، ولم تعُد لديه أي فرصة لنيل الخلاص. لقد سَبقَ الله فعيَّنه واختاره، ولكنَّه من الآن فصاعدًا يزدريه؛ لقد قرَّر ألَّا يُخلِّص هذا النوع من الأشخاص، بل يستأصلهم من بيته. لن يخلِّص الله هذا النوع من الأشخاص أبدًا، ومنذ هذه اللحظة فصاعدًا، قد فَقَدوا أي فرصة للخلاص. ومهما يكن ما يفعلونه أو كيف يتصرفون، فالله لم يَعد يريدهم. إذا لم يَعُد الله يريد شخصًا ما، فهل هذه نهاية الأمر؟ قصة هذا الشخص لم تنته بعد. قبل أن يختارَ الله شخصًا ما، فإنَّ هذا الشخص يعيش تحت نفوذ الشيطان. وبعد أن يختاره الله، يأتي إلى بيت الله ويعيش تحت رعاية الله وحمايته. عندما يُقاوِم الله ويخونه، يقطعه الله، فإلى أين يَعود؟ (تحت نفوذ الشيطان). إنه يعود تحت نفوذ الشيطان مجددًا. وهذا يَدلُّ على أنَّ الله قد أعاده إلى الشيطان، ومعناه: "لم أعد أريد هذا الشخص. إنَّه لا يَقبَل الحقَّ؛ أنا أسَلمه لك"، فيأخذه الشيطان. يرجِع هذا الشخص إلى الشيطان ولا تعود لديه أي فرصة للخلاص. ماذا يَخسَر الإنسان عندما يردُّه الله إلى الشيطان؟ وما العواقب والنهاية التي ستأتي عليه؟ يجب أنْ يكون هذا الأمر واضحًا عندكم. إنَّ استبعادَ الله لأحدهم ليس بالأمر اليسير، وبالتأكيد ليس بسبب تعدٍّ مؤقت للشخص؛ لأن الله يخلِّص الناس إلى أقصى حد مُمكن ولا يستبعدهم باستخفاف. ماذا يَربح الشخص مِن الله عندما يختاره الله؟ (فرصة الخلاص). وماذا أيضًا؟ (إنه يَربَح الحق). نعم، بالطبع لا بدّ أن ينال الحقَّ حتى ينال خلاص الله. عندما يختار الله شخصًا ويقوده من نفوذ الشيطان إلى بيته، هل يجرؤ الشيطان على اشتراط أي شروط على الله؟ إنه لا يجرؤ على اشتراط أي شروط، ولا يجرؤ على أن ينبس ببنت شفة. إذا قال الله: "هذا الشخص لي، ولم يعد مسموحًا لك أن تمسه"، فإن الشيطان يسلِّم ذلك الشخص طوعًا. طعام هذا الشخص وملبسه ومسكنه وسُبل تنقلاته وكل تحركاته تحت رعاية الله وعينيه، ومن دون سماح الله، لن يجرؤ الشيطان على مَسِّ ذلك الشخص مجددًا. إلامَ يُشير هذا؟ إنه يعني أنَّ الإنسان يعيش بالكامل تحت رعاية الله وحمايته، دون تدخل أو تعدٍّ من قوى خارجية، وأن أفراحه وأحزانه وآلامه اليوميَّة كلها تحت تمحيص عينيِ الله، وتحت رعايته وحمايته. في حالة حدوث كارثة أو مصيبة، سيجعل الله هذا الشخص يتجنَّبها، وسيكون على ما يرام؛ في حين أنَّ غير المؤمنين والذين لم يخترهم الله سينالون أيّ مصير يستحقونه. إذا كان مصيرهم الموت فسيموتون؛ وإذا كان مصيرهم معاناة الكارثة، فسيعانون كارثة. ليس بوسع أي شخص تغيير هذا، وليس بوسع أي شخص خلاص أي شخص آخر. عندما تحلُّ المصائب فإنها تحلُّ بالكثير من الناس؛ ولكن كيف لا تحلُّ بكم هذه الكوارث؟ هذه حماية الله. لا يجرؤ الشيطان ولا الأبالسة الصغار ولا الأرواح الشريرة على مسِّكَ. فإنْ جاؤوا قبالتك، فيكونون وكأنهم محصورون في منطقة محظورة أمامهم، وكأنهم يَرون عبارة: "لا تَمس هذا الشخص"، أو كأنهم يَلمحون مرسومًا سماويًّا، ولا يجرؤون على المساس بك، وأنت محميٌّ. لقد عشتَ حياةً جيدة جدًّا خلال هذه السنوات، وكل شيء سار على ما يرام، وتمكَّنتَ من أداء واجبك بصورة طبيعيَّة؛ هذا شخصٌ تحميه يدا الله. لكنه بعد نوال الشخص الذي ذكرته للتو حماية الله، فإنه لا يشعر بها ولا يَعيها. إنه يقول: "ربما كان ذلك بسبب الحظ أو حُسن الطالِع أنني عِشت في سلام طوال هذه السنوات، وأنَّ الشيطان وهؤلاء الأبالسة الصغار ظلوا بعيدين عني". لا يقول هذا الشخص إنَّ هذه كانت حماية الله، ولا يَعرِف كيف يكافئ محبَّة الله ونعمته. إنه لا يؤدي واجبه جيدًا، بل يتسبَّب في التعطيل والإزعاج، ولا يَفعل إلا أشياءَ سيئة. يَرى الله سلوكه الثابِت، ويمحّص أعماقه، ويمنحه الوقت والفُرَص لسنوات كثيرة، ومع ذلك يظل دون توبة. لذلك، يقول الله إنَّ هذا الشخص لا يمكن أنْ يَخلُص، ويقرِّر أخيرًا ردَّه إلى الشيطان. هذا الشخص شيء بلا قيمة، ولم يَعُد الله يريده. مَن يكون في أسعد حالاته عندما يستبعِد الله هذا الشخص؟ يكون الشيطان في أسعد حالاته، ويقول: "كم هو رائع أن يكون لديَّ شيطان صغير آخر في معسكري، شريك آخر!" ذلك الإنسان، صاحب العقل البسيط الذي لا يعرف الخوف، يعود إلى حُضن الشيطان هكذا. ما الأشياءُ التي سيفعلها الشيطان به؟ (سيدوسه ويؤذيه). إنَّ الشيطان ماهرٌ جدًّا في إيذاء الناس، لدرجة أنَّ البعض تتلبسهم الشياطين، ويصاب البعض بأمراض غريبة، ويتصرَّف البعض فجأة بصورة غير طبيعية، ويكشفون مظهرهم الشيطاني كما لو كانوا مجانين. غالبًا ما يؤذي الشيطان الناسَ ويلتهمهم بهذه الطريقة. هذه هي طبيعة أفعال الشيطان: إنه يعتمد على الخِداع والشَرِّ، ويستخدم أساليبَ مختلفة لجذبِ الناس إلى الخضوع وإيذائهم والتهامهم. وهل أساليب الشيطان في إيذاء الناس تقتصر على هذه؟ بالطبع لا. لا يُفسد الشيطان الناس من خلال إيذائهم وإتلافهم وإهلاكهم فحسب، كما يقول الناس. وله وسائل أكثر خبثًا وشرًّا، وكلها تختبرها البشرية الفاسدة بصورة مباشِرة. بعد أنْ يُسلَّم الناس للشيطان، يصير بعضهم فجأة أذكياء وبارعين على وجه الخصوص في استخدام الحِيَل؛ وفجأة، تصير مساراتهم المهنية سلسة بصورة ملحوظة، ويترقون ويصيرون أثرياء. أهذا شيءٌ جيِّد أم سيئ؟ (شيء سيئ). هذا شيء جيد في نظر الإنسان، فكيف يمكن اعتباره سيئًا؟ (لقد وقع هؤلاء الناس في شَرَك حِيل الشيطان، وسينفصلون بصورة متزايدة عن الله). يَتَرقون ويصيرون أثرياء، وكل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إليهم؛ وسرعان ما يصبحون من أباطرة المال والمكانة والشهرة. إنهم يعيشون حياة جيدة للغاية، ويعودون تمامًا للعالَم الدنيوي. أيظلون يفكِّرون في الله في هذا الوقت؟ أما زالوا يريدون الإيمان بالله؟ أما زال الله في قلوبهم؟ (لا). لقد ابتعدوا تمامًا عن الله ونَأَوْا عن الطريق الحق، وقد أسرَهم الشيطان تمامًا. لم يعودوا أعضاءَ في بيت الله؛ لقد صاروا غير مؤمنين، وهكذا خَرِبوا تمامًا. هل ما زال بإمكان هؤلاء الناس أن يتمتعوا بحماية الله؟ (لا يمكنهم). ما الحالة التي يعيشون فيها بحياتهم في العالَم الدنيوي وتحت نفوذ الشيطان؟ وكل يوم لا يعرفون هل سيعيشون أم يموتون؛ وعندما يَخرُجون لا يعرفون ما إذا كانوا سيواجهون بَليَّةً ما؛ لا يَعرِفون الطمأنينة ولا الفَرح، وقلوبهم مملوءة رعبًا وقَلقًا وخوفًا. إنهم يعرفون ما هي عواقب خيانة الله؛ لذا فهم في حالة من القلق طول اليوم، ولا يَعرِفون متى ستَحل بهم الكارثة، ومتى سيُعاقَبون. هذا ما تشعر به قلوب الناس عندما يزدريهم الله: إنهم مُحاصَرون في الظلمة بلا مخرج، وكل خطوة يتخذونها صعبة ومخيفة للغاية، وحياتهم مؤلمة للغاية. أتعتقد أن هؤلاء الناس يعيشون حياة مؤلمة لأنهم يطارِدون الشهرة والربح، ويسعون وراء العالَم الدنيوي، ويعيشون حياة الراحة، ويتّبعون طريق غير المؤمنين؟ كلا، بل بسبب أنَّه بمجرد تَرك الله لهم، لم يعد يهتَم بهم. ومن دون حماية الله ورعايته، يصبحون أناسًا تحت نفوذ الشيطان، ويَسقُطون على الفور في الظُلمة. أول ما يشعرُ به الناس عند وقوعهم في الظلمة هو أنَّ قلوبهم لم تعد في سلام، ولم يعودوا يشعرون بمحضر الله. إنهم يَشعرون أنَّ العالم مملوء بالإرهاب والشِراك والخِداع والخطر، وأنَّ الحياة أصعب. هل يهم ما هي منزلتهم في العالم؟ هل يهم مدى قدرتهم أو قوتهم؟ كلا، كل أولئك الذين لا يؤمنون بالله أو استبعدهم الله سينتهي بهم المطاف إلى هذه العاقبة، وسيَسقطون في جحيم حي، وهو أمرٌ مؤلِم للغاية. جميع أنواع الأشباح الحيَّة ستؤذيك كل يومٍ هناك. إنه غير صالح للعيش. إنها ببساطة حياة أسوأ من الموت.
عندما يكون الناس تحت حماية الله، يَشعُرون بالأمان والطمأنينة والفرح. يمكنهم العيش بصفتهم بَشَرًا، والانخراط في أنشطة الإنسانيَّة الطبيعيَّة كافةً؛ كل ما يتعلَّق بهم نظاميٌّ وكما ينبغي أن يكون، وقلوبهم حُرَّة ومسترخية. عندما يَفقِد الناس رعاية الله وحمايته، تتوارى تلك المشاعِر، فيستجيبون لكل الناس والأحداث والأشياء من حولهم بمهاراتهم وقُدْراتهم وأفكارهم وفلسفات المعاملات الدنيوية، وأيضًا بتهورهم. ما كل هؤلاء الناس والأحداث والأشياء من حولهم؟ إنهم جميعًا الأناس الأردياء، والأناس الأشرار، والأبالسة الأكبر والأصغر، والأرواح الشريرة. هل ستكون حياة الناس جيِّدة إذا كانوا في مثل هذا الموضِع حيث تسودُ أرواحٌ نَجِسَة دون حماية الله؟ (لا). ولهذا لا يمكن للناس التمتُّع بيوم واحد جيِّد بعد ترك الله؛ تصير الحياة صعبة للغاية عليهم. عندما يعيش الناس في رعاية الله وحمايته، فإنهم لا يَعرِفون كيف يقدّرون ذلك، ولا يأخذون الأمر بجديَّة؛ بمجرَّد أنْ يتخلَّى الله عنهم، يكون قد فاتَ أوانُ الندم، وتلك حقًّا كارثة هائلة الأبعاد! فقط عندما يعيشُ الناسُ تحت ترتيب الله ورعايته وحمايته، يمكنهم اختبار السعادة الحقيقية والطمأنينة والفرح، وهما الطمأنينة والفرح اللذان يَشعُر بهما المرء في أعماق قلبه، وينبعان من الله. بمجرَّد أنْ يفقِد الناس رعاية الله وحمايته، يبدأ الألم والهم والقلق والانزعاج والرهبة الكامنة في أعماق قلوبهم في التزايد تدريجيًّا. وتزداد المعاناة في قلوبهم، ويَصعُب عليهم تخليص أنفسهم منها؛ ولا يمكنهم التحرُّر. إلى أي مدى يُمكِن أنْ تتعاظم مهارات شخصٍ ومواطن قوّته؟ ما ذلك الذي تواجهه وحدك؟ أنت تواجِه كلَّ أنواع الأرواح النجسة والشريرة! إنهم يشبهون الناس ظاهريًّا: لهم أشكال وهيئات ولَحم ودم، لكن كل هؤلاء الناس من الشيطان، وإنّ الشيطان وكلَّ نوعٍ من الأرواح الشريرة والنجسة، هو الذي يتلاعب بهم. ما مدى قُدرة شخص واحد على مواجهة هذه الأشياء؟ هل يمكن أن يكون غير خائف؟ هل يمكنه التمتُّع بالطمأنينة والفَرح؟ مهما كان مدى عظمة شخصيته، ومهما كان مدى قدرته أو مدى شراسته، كيف سيشعُر عندما يعيش تحت نفوذ الشيطان، وفي هذا العالم؟ بمجرَّد أنْ يصبح بمفرده ويهدأ، سيفكِّر في الناس والأحداث والأشياء من حوله، وفي مدى صعوبة التعامل مع كل شيء يعترض طريقه؛ عليه قدح زناد فِكره للتعامل معها جميعًا. ويا لها من مِحنة أنْ يستخدِم المرء قوَّة البشَر وسُبلهم لتسوية كل هذه الأمور! ذلك هو مدى صعوبة العيش عليه، ومدى الألم الذي يسببه. يقول البعض إنَّ الشخصيات العظيمة لا تعاني مثل هذه الآلام، لكنها في الحقيقة تعاني أكثر. يواجه الأناس العاديون دائرة صغيرة من الحياة، بينما تواجِه الشخصيات العظيمة دائرة حياة أكبر ومعاناةً وعذابًا أكبر. هل يعرفون السعادة؟ (كلا). إذًا، بمجرد أنْ يفقِد الناس رعاية الله وحمايته، ويتخلَّى الله عنهم، ما نوع الحياة التي سيواجهونها؟ سيواجهون كلَّ تلك الأرواح النجسة والشريرة بمفردهم، مما يجعل الحياة لا تُطاق! وقد يموتون في أي وقت تحت نيران خصومهم أو نتيجة لمؤامراتهم، ويعيشون حياةً مُرهِقَة ومُؤلِمَة ومُعذَّبَة. بعض الناس حمقى ويظنون أنَّ الإيمان بالله، والسعي باستمرار إلى الحقِّ، والتركيز دائمًا على الخضوع لله والاستماع إلى كلام الله هي أمورٌ مملة؛ ويظنون أنَّ الناس الدنيويون هم الأحرار، ويَشعرون أنَّ الإيمان بالله بلا معنى، ولذلك لا يريدون الإيمان بعد الآن. إنهم يفكرون هكذا دائمًا، ولكن سيعرِفون يومًا ما عواقب ذلك.
في يديِّ الخالق، يتمتَّع الناس بطمأنينة وفَرَحٍ وبَرَكاتٍ وحمايةٍ ورعايةٍ بلا نهاية، في حين أنَّ أولئك الذين يفتقرون إلى الإنسانية والضمير لن يختبروا هذه الأشياء. غير أنه بمجرَّد أنْ يَنبُذ الله الشخص، سيشعُر على الفور بألمِ الظلمة يحلُّ به، وفي ذلك الوقت سيفهَم تمامًا مدى السعادة والفَرَح اللذين كان يشعر بها في إيمانه بالله، وأداء واجباته، والعيش في بيت الله وفي حضرته، ولكن سيكون الأوان قد فات بالفعل. قد تقول: "أنا نادم على ترك الله. أيمكنني البدء في الإيمان به من جديد؟" هل يَمنَح الله مثل هذه الفرص؟ (كلا، لا يَمنحها). إذا لم تعُد تريد الله، فهل لا يزال الله يريدك؟ ألا تُحب الشيطان؟ أنت تُحب الشيطان في قلبك، لكنك لا تزال ترغب في اتباع الله لنوال بعض البَركات. أيمكن أنْ يوافق الله على هذا؟ (لا يمكنه). هذا هو الحال. لذلك، على الناس المجيء إلى حضرة الله كثيرًا للتأمُّل والتفكير في هذه الأشياء: ما السعادة الحقيقية، كيف تعيش من أجل الحصول على السعادة الحقيقية والفَرح والطمأـنينة، وما الأشياء الأكثر قيمة والتي تستحقُّ التقدير في حياة الناس. يجب التأمُّل في هذه الأمور. كلما زاد تأملك في الأمور الصحيحة وفي الحق، أنارك الله وأرشدك أكثر، وجعلك تَفهم وتَعرِف وتُبصِر، وأصبحتَ أكثر استنارة وإضاءة من حيث الممارسة والدخول إلى الحق؛ ألن يصبِح إيمانك بعد ذلك أعظم فأعظم؟ إنْ كنتَ كسولًا معاندًا دائمًا، وتكره الحق دائمًا ولا تحبه؛ وإنْ كنتَ لا تريد أبدًا أنْ تمثل في حضرة الله، ودائمًا ما تفكِّر في المجون والضلال بعيدًا عن الله؛ وإنْ لم تقبَل إرشاده ولا رعايته ولا حمايته، فهل يستطيع الله إرغامك؟ إنْ كان هذا هو موقفك، فقطعًا لن ينيرك الله، لذلك سيكون إيمانك ضعيفًا. كلما طالتْ فترة إيمانك، قلَّتْ طاقتك، وبعد ذلك ستتذمَّر وتنشر مفاهيمك وسلبياتك، ومع الوقت ستُسبِّب المتاعِب. بمجرَّد أنْ تُسبِّب المتاعب وتُزعِج عمل الكنيسة، فلن يعامِلك بيت الله بهذا اللطف بعد ذلك، وسوف يستبعدك أو يَطردُك، وستصل إلى نهاية طريق إيمانك بالله. من سيكون المسؤول عن هذا؟ (الشخص نفسُه). هذه هي العاقبة التي تَحلُّ بالأشخاص الذين يؤمنون بالله، ولكنهم لا يَسعون إلى الحق. وكما يقول المثل: "لا يمكن أن تتجمد ثلاثة أقدام من الجليد في يوم". إذا كنتَ قد آمنت بالله لسنوات عدّة ولكنك لم تسعَ إلى الحق، واخترتَ طريقَ العالَم، واتبعتَ الشيطان عوضًا عن الله، فسوف يتخلَّى الله عنك وَيهجُرك. الله لا يُرغِم الناس. إنَّ خلاص الله وكلمته وحقَّه وحياته مُعطاة للإنسان مجانًا؛ إذ لا يطلب الله منك المال أو يَعقِد صفقات معك. إذا كنتَ لا ترفُض قبول الحق فحسب، بل تشتكي أيضًا إلى الله وتُزعِج عَمل الكنيسة، أفلا تطلب المتاعب؟ ماذا سيفعل الله حينئذٍ؟ سيتخلى عنك قطعًا، وسيكون هذا جزاءك. إذا كنت ترفُض خلاص الله العظيم عندما يكون في متناول يدك، ولا تزال تشعُر بالظلم وترغب في عقد صفقة مع الله، فهذا في الواقع أمر غير معقول! إذا كان الأمر كذلك، فعليك بالرجوع إلى حمأة العالَم وتدبر أمرك كما يحلو لك! لن يهتم الله بعد الآن، وفي هذا ستُحدَّد آخرتك. يقول البعض: "إذا لم يَعُد الناس يريدون الله، فلماذا لا يتركهم يموتون؟" ألا يُوجد من يفكِّر هكذا؟ (إنهم موجودون). بعض الناس قساة ويقولون: "إذا كان شخص لا يتبع الله، فعلى الله أن يلعَنه، ويعاقِبه، ثم يُهلِكه!" أتظنون أن هذه شخصية الله؟ (لا، ليست شخصيته). فالله لا يفعل ذلك؛ فهو لا يُرغِم الناس. ما ستكون عليه حياة الشخص قد حدَّده الله بالفعل، والله لا يعمل بطرق عشوائية. لقد حدَّد الله مصير هذا الشخص وغايته وعاقبته مسبقًا، وإذا لم يتّبع الله، فسيظل الله يسمح له بالعيش بتلك الطريقة بصورة طبيعية وفقًا لمصيره الأصلي. سيسلِّمه الله إلى الشيطان، وستكون تلك نهاية المطاف؛ وسيحدِّد الله آخرته في النهاية في الوقت المناسب، في نهاية حياته. لن يُبطِل الله كُلَّ هذه القوانين. بالتعبير البَشري، يتصرَّف الله بطريقة عقلانية خصوصًا، على عكس خبث أضداد المسيح وشراستهم، الذين يقولون: "سأقتلك ما لم تتبعني!" أي نوع من الشخصية هذا؟ إنها شخصية لِص، شخصية قاطع طريق، وشخصية مارِق. لا يتصرَّف الله هكذا. يقول الله: "إنْ لم تتبعني فارجع إلى الشيطان، ومن الآن تنقطع كل صلة بيننا. لن تتمتَّع بحمايتي ولا برعايتي؛ فلن يكون لك نصيب في هذه البركة. عِش كما شِئت؛ فالأمر متروك لك للاختيار!" الله متسامِح مع الناس ولا يُرغمهم، على النقيض من الشيطان، الذي يريد دائمًا السيطرة عليك والتمسُّك بك، إلى الأبد، حتى لو لم يكن هذا ما تريده. الله لا يفعَل ذلك. لدى الله مبادئه الخاصة لعمل الأشياء؛ يطلب من الناس أن يتبعوه، لكنه لا يُرغمهم أبدًا. باعتبارك كائنًا مخلوقًا، إذا لم يمكنك قبول الحق، وإذا لم يمكنك أن تتمم واجبات الكائن المخلوق، فلن تنال أبدًا بَرَكة الله.
7 نوفمبر 2017
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.