الله ذاته، الفريد (و)
قداسة الله (ج) الجزء الأول
ما الموضوع الذي تشاركنا به في المرَّة الأخيرة؟ (قداسة الله). وأيّ جانبٍ من الله ذاته يخصّ قداسة الله؟ هل يتعلَّق بجوهر الله؟ (نعم). ما الموضوع الذي يتعلَّق بجوهر الله في شركتنا إذًا؟ هل هو قداسة الله؟ (نعم). قداسة الله: هذا هو الجوهر الفريد لله. ماذا كان الموضوع الرئيسيّ الذي تشاركنا به في المرَّة الماضية؟ (تمييز شرّ الشيطان). وماذا تشاركنا في المرَّة الأخيرة بخصوص شرّ الشيطان؟ هل يمكنكم التذكُّر؟ (الكيفيَّة التي يُفسِد بها الشيطان البشر. إنه يستخدم المعرفة والعلم والثقافة التقليديّة والخرافة والاتّجاهات الاجتماعيّة لإفسادنا). كان هذا هو الموضوع الرئيسيّ الذي ناقشناه في المرَّة الماضية. يستخدم الشيطان المعرفة والعلم والخرافة والثقافة التقليديّة والاتّجاهات الاجتماعيّة لإفساد الإنسان؛ هذه هي الطُرق التي يُفسِد بها الشيطان الإنسان. كم عدد هذه الطُرق مُجتمِعةً؟ (خمس طُرقٍ). أيٌّ منها تعتقدون أن الشيطان يستخدمها بالأكثر لإفساد الإنسان، أي الشيء الذي يُفسِده بأكبر مقدارٍ؟ (الثقافة التقليديّة). يعتقد بعض الإخوة والأخوات أنه الثقافة التقليديّة. هل يوجد أيّ شيءٍ آخر؟ (المعرفة). يبدو أن لديكم مستوى عاليًا من المعرفة. هل توجد طُرقٌ أخرى؟ (المعرفة). أنتم تتشاركون في الرأي نفسه. الإخوة والأخوات الذين قالوا الثقافة التقليديّة، هل يمكنكم أن تخبرونا لماذا تعتقدون هذا؟ هل لديكم أيّ فهمٍ له؟ ألا تريدون شرح فهمكم؟ (فلسفات الشيطان وتعاليم كونفوشيوس ومنسيوس مُتجذِّرةٌ بعمقٍ في عقولنا، ولذلك نشعر أن هذه تُفسِدنا بمقدارٍ عميق). بالنسبة لمن يعتقد فيكم أنها المعرفة، هل يمكنكم تفسير السبب؟ تحدَّثوا عن أسبابكم. (لا يمكن أن تدعنا المعرفة نعبد الله أبدًا. إنها تُنكِر وجود الله وتُنكِر حُكم الله. وهذا يعني أن الشيطان يُخبِرنا أن ندرس من سنٍّ مُبكِّر، وأن مستقبلنا ومصيرنا لا يكونان مضمونين إلّا من خلال الدراسة واكتساب المعرفة. وبهذه الطريقة يُفسِدنا). يستخدم الشيطان المعرفة ليتحكَّم في مستقبلك ومصيرك، ثم يقودك بالإكراه؛ هذه هي الطريقة التي تعتقد أن الشيطان يُفسِد بها الإنسان بأعمق مقدارٍ. ولذلك يعتقد معظمكم أن الشيطان يستخدم المعرفة لإفساد الإنسان بأعمق مقدارٍ. هل توجد غيرها؟ ماذا عن العلم أو الاتّجاهات الاجتماعيّة على سبيل المثال؟ هل يتَّفق أيّ شخصٍ مع هذه؟ (نعم). سوف أتشارك اليوم مرَّةً أخرى حول الجوانب الخمسة التي يُفسِد بها الشيطان الإنسان، وبمُجرَّد أن أنتهي سوف أسألكم بعض الأسئلة لأرى في أيّ جانبٍ بالضبط يُفسِد الشيطان الإنسان بأعمق مقدارٍ.
الجوانب الخمسة التي يُفسِد بها الشيطان الإنسان هي الطُرق الخمس التي يُفسِد بها الإنسان. أوّل هذه الطُرق الخمس التي ذكرناها هي المعرفة، ولذلك دعونا أوّلاً نأخذ المعرفة كموضوعٍ للشركة. يستخدم الشيطان المعرفة كطُعْمٍ. أنصِتْ بانتباهٍ: إنه مُجرَّد نوعٍ من الطُعْم. يميل الناس إلى "الدراسة الجادّة وتطوير أنفسهم دائمًا"، لتسليح أنفسهم بالمعرفة، كما لو كانت سلاحًا، ثم استخدام المعرفة لفتح بوابة العلم؛ وهذا يعني أنه كُلَّما زادت المعرفة التي تكتسبها فهمتَ أكثر. يُخبِر الشيطان الناس هذا كُلَّه. يأمر الشيطان الناس بتعزيز المُثُل العُليا كذلك، في الوقت نفسه الذي يتعلَّمون فيه المعرفة، ويُخبِرهم بأن تكون لديهم طموحاتٌ ومُثُل. ينقل الشيطان العديد من الرسائل مثل هذه دون علم الناس ممَّا يجعل الناس يشعرون دون وعيٍ بأن هذه الأشياء صحيحةٌ أو مفيدة. ويسير الناس دون علمهم في هذا النوع من الطُرق منقادين دون درايةٍ إلى الأمام بمُثُلهم وطموحاتهم. يتعلَّم الناس خطوةً بخطوةٍ دون درايةٍ من المعرفة التي قدَّمها الشيطان تفكير الناس العظماء أو المشاهير. يتعلَّمون أيضًا شيئًا تلو الآخر من أفعال البعض الذين يعتبرهم الناس أبطالاً. قد تعرفون بعضًا ممَّا يدافع به الشيطان عن الإنسان في أفعال هؤلاء الأبطال، أو ما يريد غرسه في الإنسان. ماذا يغرس الشيطان في الإنسان؟ ينبغي أن يكون الإنسان وطنيًّا، وأن تكون لديه نزاهةٌ قوميّة، وأن يكون بطوليًّا. ماذا يتعلَّم الإنسان من بعض القصص التاريخيّة أو من بعض السِير الذاتيّة للشخصيّات البطوليّة؟ أن يكون لديك قدرٌ من الولاء الشخصيّ، أو أن تفعل أيّ شيءٍ من أجل رفيقٍ أو صديقٍ. يتعلَّم الإنسان دون درايةٍ ضمن هذه المعرفة من الشيطان العديد من الأشياء غير الإيجابيّة. في وسط عدم الوعي، يزرع الشيطان في عقولهم غير الناضجة البذور التي يُعدُّها لهم. تجعلهم هذه البذور يشعرون أنه لا بدَّ أن يكونوا أُناسًا عظماء، أو لا بدَّ أن يكونوا مشهورين، أو لا بدَّ أن يكونوا أبطالاً، أو أن يكونوا وطنيّين، أو أن يكونوا أُناسًا يُحبّون عائلاتهم، أو أن يكونوا أُناسًا يفعلون أيّ شيءٍ من أجل صديقٍ ولديهم شعورٌ بالوفاء الشخصيّ. وفيما يغويهم الشيطان يسيرون دون درايةٍ في الطريق الذي أعدَّه لهم. وحينما يمشون في هذا الطريق، يضطَّرون لقبول قواعد الشيطان للعيش. ودون علمٍ أو درايةٍ، يُطوِّرون قواعدهم الخاصّة للعيش ولا تكون هذه أكثر من مُجرَّد قواعد الشيطان المغروسة فيها بقوّةٍ. يجعلهم الشيطان خلال عمليّة التعلُّم يُعزِّزون أهدافهم الخاصّة ويُحدِّدون أهداف حياتهم الخاصّة وقواعد العيش والتوجيه في الحياة وفي الوقت نفسه يغرس فيهم أمور الشيطان باستخدام القصص وباستخدام السِير الذّاتيّة وباستخدام جميع الوسائل المُمكِنة ليجعل الناس يلتقطون الطُعْم شيئًا فشيئًا. وبهذه الطريقة، خلال فترة تعلُّمهم، يُحبّ البعض الأدب ويُحبّ البعض الاقتصاد ويُحبّ البعض علم الفَلَك أو الجغرافيا. ويوجد البعض ممَّن يُحبّون السياسة، والبعض ممَّن يُحبّون الفيزياء، والبعض ممَّن يُحبّون الكيمياء، وحتَّى البعض ممَّن يُحبّون علم اللاهوت. هذه كُلّها جزءٌ من المعرفة. يعرف كلّ واحدٍ منكم في قلبه كيف يسير الأمر مع هذه الأشياء، وكلّ واحدٍ تواصل معها من قبل. فيما يتعلَّق بمثل هذه الأنواع من المعرفة، يمكن لأيّ شخصٍ التحدُّث إلى ما لا نهايةٍ عن أيٍّ منها. وهكذا من الواضح مدى العمق الذي دخلت به هذه المعرفة عقل الإنسان، وهذا يُبيِّن المكانة التي تشغلها هذه المعرفة في عقل الإنسان ومدى عمق تأثيرها على الإنسان. بمُجرَّد أن يُحبّ شخصٌ ما جانبًا من جوانب المعرفة، عندما يقع في قلب الشخص حُبّ أحدها، فإنه يُطوِّر مُثُلاً دون درايةٍ: يريد بعض الناس أن يكونوا مُؤلِّفين، ويريد بعضهم أن يكونوا كُتّابًا، ويريد بعضهم أن يمتهنوا السياسة، ويريد البعض الانخراط في الاقتصاد وأن يصبحوا رجال أعمالٍ. ثم توجد مجموعةٌ من الناس الذين يريدون أن يكونوا أبطالاً أو من العظماء أو المشاهير. بغضّ النظر عن نوع الشخص الذي يريد أن يكونه أحدهم، فإن هدفه أخذ طريقة تعلُّم المعرفة هذه واستخدامها لأهدافه الخاصّة ولتحقيق رغباته ومُثُله الخاصّة. وبغضّ النظر عن روعتها فيما تبدو – أنهم يريدون تحقيق أحلامهم أو عدم عيش حياتهم بلا جدوى أو أنهم يريدون الانخراط في مهنةٍ – فإنها تُعزِّز هذه المُثُل العليا والطموحات ولكن، في الأساس، ما هدفها الرئيسيّ؟ هل فكَّرتم في هذا من قبل؟ لماذا يريد الشيطان أن يفعل هذا؟ ما غرض الشيطان من غرس هذه الأشياء في الإنسان؟ ينبغي أن يتضِّح لقلوبكم هذا السؤال.
دعونا الآن نتحدَّث عن الكيفيّة التي يستخدم بها الشيطان المعرفة لإفساد الإنسان. يجب أن نعرف أوّلاً ما الذي يريد أن يفعله بالإنسان باستخدام المعرفة ونوع الطريق الذي يقود الإنسان إلى اتّباعه. (لمقاومة الله). إنه بالتأكيد لمقاومة الله. هذا هو التأثير الذي يمكنك أن تراه من الناس الذين يتعلَّمون المعرفة، والعاقبة التي تراها بعد تعلُّم المعرفة – مقاومة الله. ما دوافع الشيطان الشرّيرة إذًا؟ لا يتَّضح لك الأمر، أليس كذلك؟ خلال عمليّة تعلُّم الإنسان المعرفة سوف يستخدم الشيطان أيّ أسلوبٍ، سواء كان شرح القصص أو مُجرّد تقديم قدرٍ ضئيل من المعرفة لهم، أو السماح لهم بإشباع رغباتهم أو إرضاء مُثُلهم. هل يتَّضح لك تمامًا الطريق الذي يريد الشيطان أن يقودك إليه؟ يعتقد الناس أنه لا يوجد خطأٌ في تعلُّم المعرفة، وأنها المسار الطبيعيّ. على أقلّ تقديرٍ، أن تُعزِّز المُثُل العُليا أو أن تكون لديك طموحاتٌ معناه أن تكون لديك تطلُّعاتٌ، ويجب أن يكون هذا هو الطريق الصحيح في الحياة. إذا كان الناس يمكنهم تحقيق مُثُلهم الخاصّة أو النجاح في مهنةٍ في حياتهم – أفليس من الأروع العيش بهذه الطريقة؟ ألاّ يكتفي المرء بإكرام أسلافه بتلك الطريقة بل ربّما أن يترك أيضًا سمتَه المميزة في التاريخ – أليس هذا شيئًا جيّدًا؟ هذا شيءٌ جيّد في نظر الناس الدنيويّين، وبالنسبة لهم يجب أن يكون مناسبًا وإيجابيًّا. ومع ذلك، هل يأخذ الشيطان الناس بدوافعه الشرّيرة إلى هذا النوع من الطريق ثم يُقرِّر أنه انتهى من فعلته؟ لا بالتأكيد. في الواقع، بغضّ النظر عن سموّ المُثُل العُليا للإنسان، وبغضّ النظر عن مدى واقعيّة رغبات الإنسان أو مدى لياقتها، فإن كلّ ما يسعى إليه الإنسان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكلمتين. هاتان الكلمتان مُهمّتان أهميّةً كبيرة لحياة كلّ شخصٍ، وهذه أمورٌ يعتزم الشيطان غرسها في الإنسان. ما هاتان الكلمتان؟ الأولى هي "الشهرة" والأخرى هي "الربح": إنهما الشهرة والربح. يستخدم الشيطان نوعًا دقيقًا جدًّا من الطريق، وهو طريقٌ يتوافق بمقدارٍ كبير مع مفاهيم الناس؛ إنه ليس أيّ نوعٍ من الطريق الجَذريّ. يبدأ الناس في خضمّ عدم الوعي بقبول طريقة عيش الشيطان وقواعده للعيش ويُحدِّدون أهداف الحياة وتوجيههم في الحياة، وعند عمل ذلك تكون لهم أيضًا دون درايتهم مُثُل في الحياة. بغضّ النظر عن مدى سموّ هذه المُثُل في الحياة، فهي مُجرَّد ذريعةٍ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشهرة والربح. أيّ شخصٍ عظيم أو مشهور، جميع الناس في الواقع، وأيّ شيءٍ يتبعونه في الحياة يتعلَّق بكلمتين فقط: "الشهرة" و"الربح". أليس كذلك؟ يعتقد الناس أنه بمُجرَّد حصولهم على الشهرة والربح يمكنهم حينها الاستفادة منهما للاستمتاع بالمكانة العالية والثروة الكبيرة والاستمتاع بالحياة، وأنه بمُجرَّد حصولهم على الشهرة والربح يمكنهم حينها الاستفادة منهما في البحث عن متعة الجسد بحثاً عن اللذة ودونما ضمير. يأخذ الناس عن طيب خاطرٍ، وإن كان دون درايةٍ، أجسادهم وعقولهم وكلّ ما لديهم ومستقبلهم ومصائرهم ويُسلِّمونها إلى الشيطان لتحقيق الشهرة والربح اللذين يرغبون فيهما. يفعل الناس هذا فعلاً دون تردُّدٍ للحظةٍ واحدة ويجهلون دائمًا الحاجة إلى استعادة كلّ شيءٍ. هل يمكن للناس أن يتحكَّموا بأنفسهم بمُجرَّد أن يلجأوا إلى الشيطان ويصبحوا مخلصين له بهذه الطريقة؟ لا بالتأكيد. فالشيطان يتحكَّم بهم تمامًا وبمعنى الكلمة. كما أنهم قد غرقوا تمامًا وبمعنى الكلمة في مستنقعٍ وهم عاجزون عن تحرير أنفسهم. بمُجرَّد أن يتورَّط شخصٌ ما في الشهرة والربح، فإنه لا يعود يبحث عمّا هو مُشرِقٌ أو ما هو بارٌّ أو تلك الأشياء الجميلة والصالحة. يعود السبب في هذا إلى أن القوّة المُغرية التي تملكها الشهرة والربح على الناس هائلةٌ للغاية، وتصبح أشياءً يتبعها الناس طيلة حياتهم وحتَّى إلى الأبد بلا نهايةٍ. أليس هذا صحيحًا؟ سوف يقول بعض الناس: "إن تعلُّم المعرفة ليس أكثر من قراءة الكتب أو تعلُّم القليل من الأشياء التي لا نعرفها بالفعل، حتَّى نواكب الزمان ولا يتركنا العالم في الوراء. لا نتعلَّم المعرفة إلّا لكي نتمكَّن من وضع الطعام على المائدة أو من أجل مستقبلنا أو من أجل الضروريّات الأساسيّة". هل يمكنك أن تُخبِرني الآن ما إذا كان هناك أيّ شخصٍ سوف يتحمَّل عَقدًا من الزمان في الدراسة الشاقّة من أجل الاحتياجات الأساسيّة فقط، ومن أجل حلّ مشكلة الغذاء فقط؟ (لا، لا يوجد). لا يوجد أُناسٌ مثل هذا. من أجل ماذا إذًا يعاني من هذه المصاعب ويعاني جميع هذه السنوات؟ إنه من أجل الشهرة والربح: الشهرة والربح في انتظاره بالأمام يدعوانه، وهو يعتقد أنه لا يمكنه أن يتبع هذا الطريق إلّا من خلال اجتهاده الخاصّ ومشاقّه وصراعه، ويُحقِّق بالتالي الشهرة والربح. ينبغي أن يعاني هذه المشاقّ في سبيل مساره الخاصّ في المستقبل ومن أجل التمتُّع في المستقبل والحياة الأفضل. ما هذه المعرفة تحديدًا – هل يمكنكم أن تخبروني؟ أليست هي قواعد العيش التي يغرسها الشيطان في الناس والتي يُعلِّمها الشيطان لهم في سياق تعلُّمهم المعرفة؟ أليست هي المُثُل العُليا للحياة التي يغرسها الشيطان في الإنسان؟ تأمَّل، على سبيل المثال، في أفكار الناس العظماء ونزاهة المشاهير أو الروح الشجاعة للشخصيّات البطوليّة، أو تأمَّل في فروسيّة ولُطف الأبطال والمُبارزين بالسيوف في روايات الفنون القتاليّة. (نعم، إنها كذلك). تُؤثِّر هذه الأفكار على جيلٍ تلو الآخر، ويُدفَع الناس من كلّ جيلٍ لقبول هذه الأفكار وليعيشوا من أجل هذه الأفكار وليسعوا وراءها بلا نهايةٍ. هذه هي الطريقة، أي القناة، التي يستخدم فيها الشيطان المعرفة لإفساد الإنسان. بعد أن قاد الشيطان الناس إلى هذا الطريق إذًا، هل لا يزال بإمكانهم عبادة الله؟ (لا، ليس بإمكانهم). هل تشتمل المعرفة والفكر اللذان يغرسهما الشيطان في الإنسان على أيّ شيءٍ من عبادة الله؟ هل يملكان أيّ شيءٍ يخصّ الحقّ؟ (لا، لا يملكان). هل يحتويان على أيّ شيءٍ من اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ؟ (لا، لا يحتويان). يبدو أنكم تتحدَّثون بقدرٍ من عدم اليقين، ولكن هذا لا يهمّ. طالما أنك تُدرِك أن "الشهرة" و"الربح" هما الكلمتان الرئيسيّتان اللتان يستخدمهما الشيطان لإغواء الناس على طريق الشرّ، فهذا يكفي.
دعونا نُقدِّم موجزًا مختصرًا مرّةً أخرى: ما الذي يستخدمه الشيطان للاستمرار في تقييد الإنسان والتحكُّم به؟ (الشهرة والربح). يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان إلى أن يكون كلّ ما يُفكِّر به هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الإنسان بأغلالٍ غير مرئيّةٍ. تُوضع هذه الأغلال على الناس ولا تكون للناس القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك يتثاقل الناس في خُطاهم باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة، وهم لا يُدرِكون أنهم يحملون هذه الأغلال. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتهدَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان. بالنظر الآن إلى أعمال الشيطان، هل دوافعه الشرّيرة مقيتة؟ (نعم). ربّما ما زال لا يمكنكم اليوم أن تروا بوضوحٍ دوافع الشيطان الشرّيرة؛ لأنكم تعتقدون أنه لا توجد حياةٌ دون الشهرة والربح. تعتقدون أنه إذا ترك الناس الشهرة والربح وراءهم فلن يكونوا قادرين فيما بعد على رؤية الطريق أمامهم ولن يعودوا قادرين على رؤية أهدافهم ويصبح مستقبلهم مُظلِمًا وقاتمًا ومعتمًا. ولكنكم سوف تعترفون جميعًا وببطءٍ يومًا ما أن الشهرة والربح أغلالٌ شنيعة يستخدمها الشيطان ليربط الإنسان. وإلى أن يحين اليوم الذي تُدرِك فيه هذا، سوف تقاوم تمامًا تحكُّم الشيطان وتقاوم تمامًا الأغلال التي يجلبها الشيطان ليربطك بها. عندما يحين الوقت الذي ترغب فيه التخلُّص من جميع الأشياء التي غرسها الشيطان فيك، سوف تنزع نفسك من الشيطان انتزاعًا تامًّا وسوف تكره حقًّا جميع ما جلبه عليك الشيطان. وعندها فقط سوف تكون لك مَحبَّةٌ حقيقيّة وحنينٌ إلى الله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.