الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا (الجزء الثاني)

أولئك الذين يأخذون أطفالهم وأقاربهم غير المؤمنين تمامًا إلى الكنيسة هم أنانيون للغاية ويظهرون لطفهم. هؤلاء الناس يؤكدون على الحب فقط، دون أي اعتبار فيما إذا كانوا يؤمنون أو ما إذا كانت هذه إرادة الله. يُحضر البعض زوجاتهم إلى الله، أو يحضرون آبائهم إلى الله، وبغض النظر عما إذا كان الروح القدس يوافق على هذا أو يقوم بعمله، فهم "يتبنون أناسًا موهوبين" بلا تبصر لأجل الله. ما الفائدة التي يمكن كسبها من توسيع هذا اللطف تجاه هؤلاء الناس الذين لا يؤمنون؟ حتى لو كان هؤلاء غير المؤمنين الذين يجاهدون لاتباع الله دون حضور الروح القدس، فلا يزال لا يمكن خلاصهم كما يعتقد المرء. ليس بهذه السهولة في الواقع اقتناء أولئك الذين يتلقون الخلاص. أولئك الذين لم يخضعوا لعمل الروح القدس واجتازوا التجارب، ولم يصيروا كاملين بعمل الله المُتجسِّد، فلا يمكن أن يتكملوا على الإطلاق. لذلك، يفتقر هؤلاء لحضور الروح القدس من اللحظة التي يبدؤون فيها اتباع الله تبعية شكلية، ولا يمكنهم ببساطة أن يكونوا كاملين وفقًا لظروفهم وحالاتهم الفعلية. لذا، لا يقرر الروح القدس أن يمنحهم الكثير من الطاقة، كما أنه لا يقدم أي استنارة، أو يرشدهم بأي شكل من الأشكال؛ إنه يسمح لهم فقط بتبعيته ويُظهر عاقبتهم في النهاية – وهذا يكفي. إن حماس الإنسان ونواياه تأتي من الشيطان، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال إتمام عمل الروح القدس. بغض النظر عن نوعية الشخص، فيجب عليه أن يكون لديه عمل الروح القدس – هل يمكن لشخص أن يُكمِّل شخصًا؟ لماذا يحب زوج زوجته؟ ولماذا تحب زوجة زوجها؟ لماذا يكون الأطفال مطيعين لوالديهم؟ ولماذا يكون الوالدان مولعين بأطفالهما؟ ما أنواع النوايا التي يكنَّها الناس حقًا؟ أليس من أجل إرضاء خطط المرء ورغباته الأنانية؟ هل هذا حقًا لأجل خطة تدبير الله؟ هل هذا لأجل عمل الله؟ هل هذا لتتميم واجب أحد الخلائق؟ أولئك الذين آمنوا بالله أولاً ولم يستطيعوا نيل حضور الروح القدس لا يمكنهم أبدًا اقتناء عمل الروح القدس؛ وقد تقرر أنه سيتم هلاك هؤلاء الناس. بغض النظر عن مقدار الحب الذي يملكه المرء، لا يمكنه أن يحل محل عمل الروح القدس. يمثل حماس الإنسان وحبه نوايا الإنسان، لكن لا يمكنهما أن يمثلا نوايا الله ولا يمكنهما أن يحلا محل عمل الله. حتى إذا قدم المرء أكبر قدر ممكن من الحب أو الشفقة تجاه أولئك الذين يؤمنون بالله إيمانًا شكليًا ويتظاهرون بإتباعه، ولكنهم لا يعرفون ماهية الإيمان بالله، فلا يزال لا ينال تحنُن الله أو اقتناء عمل الروح القدس. حتى لو كان الناس الذين يتبعون الله بإخلاص لهم قدرات فقيرة ولا يستطيعون فهم العديد من الحقائق، فلا يزال بإمكانهم اقتناء عمل الروح القدس من حين إلى آخر، ولكن أولئك الذين يتمتعون بقدرات جيدة ولكنهم لا يؤمنون بإخلاص، فلا يمكنهم ببساطة نيل حضور الروح القدس. ببساطة لا توجد إمكانية للخلاص مع هؤلاء الناس. حتى إذا قرأوا أو سمعوا الرسائل من حين لآخر أو غنوا بمدائح لله، لن يتمكنوا في النهاية من البقاء في وقت الراحة. ما إذا كان المرء يسعى بإخلاص لا يحدده كيف يحكم عليه الآخرون أو كيف ينظر إليه الناس المحيطون به، ولكن يحدده ما إذا كان الروح القدس يعمل عليه وما إذا كان لديه حضور الروح القدس، بل ويحدده بالأولى إذا كان تصرفه يتغير وما إذا كانت لديه معرفة بالله بعد خضوعه لعمل الروح القدس خلال فترة معينة؛ إذا كان الروح القدس يعمل على شخص ما، فإن تصرف هذا الشخص سيتغير تدريجيًا، وستزداد رؤيته نقاءً عن الإيمان بالله تدريجيًا. بغض النظر عن طول الوقت الذي يتبع فيه الشخص الله، فطالما أنه يتغير، فهذا يعني أن الروح القدس يعمل عليه. إن لم يكن يتغير، فهذا يعني أن الروح القدس لا يعمل عليه. حتى لو كان هؤلاء الناس يقدمون بعض الخدمات، فإن ما يحرضهم هو نواياهم للحصول على حظ سعيد. لا يمكن للخدمة المقدمة من حين إلى آخر إحداث تغيير في شخصيتهم. في نهاية المطاف سيظلون عرضة للهلاك، لأنه لا توجد حاجة لمن يقدمون الخدمة داخل الملكوت، ولا توجد حاجة لأي شخص لم يتغير تصرفه ليقدم خدمة لأولئك الذين أصبحوا كاملين والذين هم مؤمنون بالله. هذه الكلمات من الماضي والتي تقول: "عندما يؤمن شخص بالرب، يبتسم الحظ لأسرة الشخص بأكملها"، هي مناسبة لعصر النعمة، ولكنها لا ترتبط بنهاية الإنسان. لقد كانت مناسبة فقط لمرحلة خلال عصر النعمة. المعنى المقصود من هذه الكلمات موجه نحو السلام والبركات المادية التي يتمتع بها الناس؛ ولا تعني أن عائلة الشخص الذي يؤمن بالرب ستخلص بأكملها، ولا تعني أنه عندما يحصل الشخص على الحظ السعيد، فإن العائلة بأكملها ستأتي إلى الراحة. يتم تحديد ما إذا كان الشخص يتلقى بركات أو يعاني من سوء الحظ وفقًا لجوهره، ولا يتم تحديده وفقًا للجوهر المشترك الذي يشاركه الشخص مع الآخرين. لا يضم الملكوت ببساطة هذا النوع من القول أو هذا النوع من الحُكم. إذا كان الشخص قادرًا في نهاية المطاف على البقاء، فذلك لأن الشخص قد حقق متطلبات الله، وإذا كان الشخص عاجزًا في نهاية المطاف عن البقاء في وقت الراحة، فذلك لأن هذا الشخص عصى الله ولم يُرضِ متطلبات الله. كل شخص لديه نهاية مناسبة. يتم تحديد هذه النهايات وفقًا لجوهر كل شخص وهي غير مرتبطة نهائيًا بالآخرين. لا يمكن نقل سلوك طفل شرير إلى والديه، ولا يمكن مشاركة صلاح طفل مع والديه. ولا يمكن نقل سلوك شرير لأحد الوالدين إلى أطفاله، ولا يمكن مشاركة صلاح أحد الوالدين مع أطفاله. كل شخص يحمل خطاياه، وكل شخص يتمتع بحظه. لا يمكن لأحد أن يحل محل آخر. هذا هو البر. من وجهة نظر الإنسان، إذا نال الآباء حظًا سعيدًا، فيمكن لأطفالهم أن ينالوه أيضًا، وإذا ارتكب الأطفال الشر، فيجب على والديهم التكفير عن خطاياهم. هذه هي نظرة الإنسان وطريقته في فعل الأشياء؛ إنها ليست نظرة الله. يتم تحديد نهاية كل شخص وفقًا للجوهر الناتج عن سلوكه، ودائمًا ما يتم تحديده بشكل مناسب. لا يمكن لأحد تحمل خطايا شخص آخر؛ وهكذا أيضًا، لا يمكن لأحد أن يتلقى العقاب بدلاً من آخر. هذا أمر مطلق. لا تعني رعاية أحد الوالدين لأطفاله بشغف أنه يستطيع القيام بأعمال صالحة بدلاً من أطفاله، ولا تعني العاطفة المطيعة لطفل تجاه والديه أنه يمكنه القيام بأعمال صالحة بدلاً من والديه. هذا هو المعنى الحقيقي وراء الكلمات: "حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ فِي ٱلْحَقْلِ، يُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ. اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى ٱلرَّحَى، تُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ ٱلْأُخْرَى". لا يمكن لأحد أن يأخذ أطفاله الأشرار إلى الراحة على أساس حُبّه العميق لأطفاله، ولا يمكن لأحد أن يأخذ زوجته (أو زوجه) إلى الراحة بسبب سلوكه المستقيم. هذه قاعدة إدارية؛ لا يمكن أن يكون هناك استثناء لأي أحد. فاعلو البر هم فاعلو البر، والأشرار هم الأشرار. سوف يكون بوسع فاعلي البر البقاء، وسيتم هلاك الأشرار. القديسون هم قديسون؛ إنهم ليسوا دنسين. الدنسون هم دنسون، ولا يوجد بهم جزء واحد مقدس. سيهلك جميع الناس الأشرار، وسيبقى كل الناس الصالحين، حتى لو كان أطفال أحد فاعلي الشر يؤدون أعمال صالحة، وحتى لو كان والدا شخص صالح يرتكبان أفعالاً شريرة. ليس هناك علاقة بين زوج مؤمن وزوجة غير مؤمنة، وليس هناك علاقة بين أطفال مؤمنين ووالدين غير مؤمنين. هما نوعان غير منسجمين. قبل دخول الراحة، يكون لدى المرء أقارب جسديين، ولكن ما إن يدخل المرء الراحة، فلن يعود لدى المرء أي أقارب جسديين يتحدث عنهم. أولئك الذين يقومون بواجبهم وأولئك الذين لا يقومون به هم أعداء؛ أولئك الذين يحبون الله وأولئك الذين يكرهون الله يعارضون بعضهم بعضًا. أولئك الذين يدخلون الراحة وأولئك الذين يتم هلاكهم هما نوعان غير منسجمين من المخلوقات. المخلوقات التي تؤدي واجبها ستكون قادرة على البقاء، والمخلوقات التي لا تؤدي واجبها ستهلك؛ ما هو أكثر من ذلك، فإن هذا سوف يستمر إلى الأبد. هل تحبين زوجك لتؤدي واجبك كمخلوق؟ هل تحب زوجتك لتؤدي واجبك كمخلوق؟ هل أنت مطيع لوالديك غير المؤمنين لتؤدي واجبك كمخلوق؟ هل نظرة الإنسان عن الإيمان بالله صحيحة أم لا؟ لماذا تؤمن بالله؟ ماذا تريد أن تربح؟ كيف تحب الله؟ أولئك الذين لا يستطيعون القيام بواجباتهم كمخلوقات ولا يمكنهم بذل جهد كامل سيهلكون. لدى الناس اليوم علاقات جسدية بين بعضهم بعضًا، فضلاً عن روابط الدم، ولكن كل هذا سيتحطم لاحقًا. لا ينسجم المؤمنون وغير المؤمنين، بل يعارضون بعضهم بعضًا. يؤمن أولئك الذين في الراحة بأن هناك إلهًا، وهم مطيعون لله. أولئك الذين لا يطيعون الله سيهلكون. لن توجد العائلات على الأرض مجددًا؛ كيف يمكن أن يكون هناك آباء أو أطفال أو علاقات بين الأزواج والزوجات؟ إن عدم الانسجام الكبير بين الإيمان وعدم الإيمان سيؤدي إلى قطع هذه العلاقات الجسدية!

لم تكن هناك في الأصل عائلات بين البشر، فقط رجل وامرأة، نوعان من الناس. لم تكن هناك بلدان، ناهيك عن العائلات، ولكن بسبب فساد الإنسان، نظم جميع الناس أنفسهم في عشائر فردية، ثم تطوروا في وقت لاحق إلى بلدان وأمم. كانت هذه البلدان والأمم مكونة من عائلات فردية صغيرة، وبهذه الطريقة توزَّع جميع الناس على مختلف الأجناس وفقًا للاختلافات في اللغة والحدود الفاصلة. في الواقع، بغض النظر عن عدد الأجناس الموجودة في العالم، فإنه يوجد جَدّ واحد للبشرية. في البداية، كان هناك نوعان فقط من الناس، وكان هذان النوعان هما رجل وامرأة. ومع ذلك، بسبب تَقدُّم عمل الله، وانقضاء التاريخ والتغيرات الجغرافية، فقد تطور هذان النوعان من الناس بدرجات متفاوتة إلى أنواع أكثر من الناس. عندما يتعلق الأمر بهذا، وبغض النظر عن عدد الأجناس التي تتكون منها البشرية، فإن البشرية كلها لا تزال خليقة الله. بغض النظر عن العرق الذي ينتمي إليه الناس، فجميعهم مخلوقاته؛ هم جميعًا نسل آدم وحواء. على الرغم من أنهم ليسوا مصنوعين بيديّ الله، إلا أنهم من نسل آدم وحواء، اللذان خلقهما الله شخصيًا. بغض النظر عن النوع الذين ينتمي إليه الناس، فإنهم جميعًا مخلوقاته؛ ولأنهم ينتمون للبشرية، التي خلقها الله، فإن نهايتهم هي ما يجب أن تصله البشرية، وهم مقسمون وفقًا للقوانين التي تنظم البشرية. وهذا يعني أن الأشرار والأبرار هم على أية حال مخلوقات. ستهلك المخلوقات التي ترتكب الشر في النهاية، وستبقى المخلوقات التي تعمل أعمالاً صالحة. هذا هو الترتيب الأكثر ملاءمة لهذين النوعين من المخلوقات. لا يستطيع الأشرار بسبب عصيانهم أن ينكروا أنهم خليقة الله، لكن سلبهم الشيطان، ومن ثمَّ لا يمكنهم أن يخلصوا. المخلوقات التي تسلك سلوكًا صالحًا لا يمكنها أن تعتمد على حقيقة أنها ستبقى على قيد الحياة لإنكار أنها قد خُلقت بواسطة الله، ولكنها حصلت على الخلاص بعد أن أفسدها الشيطان. الأشرار هم مخلوقات غير مطيعين لله؛ هم مخلوقات لا يمكن خلاصهم وقد سلبهم الشيطان بالكامل. الناس الذين يرتكبون الشر هم أيضًا أشخاص؛ إنهم أناس قد فسدوا إلى أقصى الحدود ولا يمكن خلاصهم. فكما أنهم أيضًا مخلوقات، فإن الناس الذين يسلكون سلوكًا صالحًا قد فسدوا أيضًا، لكنهم أناس مستعدون للتحرر من تصرفهم الفاسد وقادرون على طاعة الله. لا يمتلئ الأشخاص الذين يسلكون سلوكًا صالحًا بالبر، بل نالوا الخلاص وتحرروا من تصرفهم الفاسد ليطيعوا الله. سوف يثبتون في النهاية، لكن هذا لا يعني أن الشيطان لم يفسدهم. بعد انتهاء عمل الله، سيكون هناك من بين جميع مخلوقاته أولئك الذين سوف يهلكون والذين سوف ينجون. هذا اتجاه حتمي في عمله التدبيري. لا يستطيع أحد أن ينكر هذا. لا يستطيع الأشرار النجاة، ولكن أولئك الذين يطيعونه ويتبعونه حتى النهاية سوف ينجون بالتأكيد. ولما كان هذا العمل هو عمل تدبير البشرية، فسيكون هناك مَنْ ينجون ومَنْ يفنون. هذه نهايات مختلفة لأنواع مختلفة من الناس، وهذه هي الترتيبات الأكثر ملاءمة لمخلوقاته. إن ترتيب الله النهائي للبشرية هو تقسيمها عن طريق تحطيم الأسر وتحطيم الأمم وتحطيم الحدود القومية. إنها بشرية بدون عائلات وحدود وطنية، لأن الإنسان في نهاية الأمر ينحدر من جَدٍّ واحد وهو خليقة الله. باختصار، سوف يتم هلاك المخلوقات الشريرة، وسوف تنجو المخلوقات التي تطيع الله. وبهذه الطريقة، لن تكون هناك عائلات ولا بلدان ولاسيما أمم في الراحة المستقبلية؛ هذا النوع من البشرية هو أقدس نوع من البشرية. خُلق آدم وحواء أصلاً حتى يمكن للإنسان أن يعتني بجميع الأشياء على الأرض، وكان الإنسان في الأصل سيد كل الأشياء. كانت نية يهوه في خلق الإنسان هي السماح للإنسان بأن يكون موجودًا على الأرض وأن يعتني أيضًا بكل شيء عليها، لأن الإنسان لم يكن قد فسد في الأصل ولم يكن قادرًا على ارتكاب الشر. ومع ذلك، بعد أن فسد الإنسان، لم يعد معتنيًا بجميع الأشياء. والغرض من خلاص الله هو استعادة هذه الوظيفة للإنسان، لاستعادة عقل الإنسان الأصلي وطاعته الأصلية؛ سوف تكون الإنسانية في الراحة هي الصورة الدقيقة للنتيجة التي يرغب عمله الخلاصي في تحقيقها. على الرغم من أنه لن تكون هناك حياة مثل تلك التي وُجدت في جنة عدن، إلا أن جوهرها سيكون نفس الجوهر؛ لن تكون البشرية هي نفسها البشرية السابقة غير الفاسدة مرة أخرى، بل هي بشرية فسدت ثم نالت الخلاص. يدخل هؤلاء الأشخاص الذين نالوا الخلاص الراحة في نهاية الأمر (أي بعد انتهاء عمله). وبالمثل، فإن نهايات أولئك الذين عُوقبوا ستظهر تمامًا في النهاية، ولن يتم هلاكهم إلا بعد انتهاء عمله. وهذا يعني أنه بعد الانتهاء من عمله، سيظهر هؤلاء الأشرار وأولئك الذين خلصوا، لأن عمل إظهار جميع أنواع الناس (بغض النظر عمَّا إذا كانوا أشرارًا أو مخلصين) فسوف يُنفَّذ على جميع الناس في وقت واحد. سيتم القضاء على الأشرار، وسيظهر أولئك الذين يمكنهم البقاء في وقت واحد. لذلك، ستُعلن نهايات جميع أنواع الناس في وقت واحد. لن يسمح أولاً لمجموعة من الناس الذين خَلصوا بدخول الراحة قبل أن يعزل الأشرار ويدينهم أو يعاقبهم قليلاً في وقت ما؛ ليست الحقيقة في الواقع هكذا. عندما يتم هلاك الأشرار ويدخل مَنْ يستطيع النجاة الراحة، فسينتهي عمله في الكون بأكمله. لن يكون هناك ترتيب للأولوية بين أولئك الذين ينالون البركات والذين يعانون الحظ السيئ؛ أولئك الذين ينالون البركات سيعيشون إلى الأبد، وأولئك الذين يعانون من الحظ السيئ سيهلكون إلى الأبد. يجب إكمال هاتين الخطوتين من العمل في نفس الوقت. هذا بالضبط لأن هناك أناس غير مطيعين حتى أن بر هؤلاء الأشخاص المطيعين سيُعلن، وهذا بالضبط لأن هناك أولئك الذين نالوا البركات حتى سيتم إظهار سوء الحظ الذي عانى منه هؤلاء الأشرار بسبب سلوكهم الشرير. إذا لم يُظهر الله الأشرار، فإن أولئك الذين يطيعون الله بإخلاص لن يروا الشمس أبدًا؛ وإن لم يأخذ الله أولئك الذين يطيعونه إلى نهاية مناسبة، فلن يتمكن أولئك الذين لا يطيعون الله من نيل عقوبتهم المستحقة. هذا هو تدبير عمله. إذا لم يقم بعمله في معاقبة الشر ومكافأة الخير، فلن تكون مخلوقاته قادرة على الوصول إلى غايتها. وبمجرد دخول البشرية الراحة، سيتم هلاك الأشرار، وسوف تدخل البشرية كلها في الطريق الصحيح، وسيكون كل نوع من الأشخاص مع نوعه وفقًا للوظائف التي ينبغي عليه تنفيذها. ولن يكون هذا سوى يوم راحة البشرية والتوجه الذي لا مفر منه لتطوير البشرية، وفقط عندما تدخل البشرية الراحة، سيكتمل عمل الله العظيم والنهائي؛ هذا سيكون ختام عمله. سيُنهي هذا العمل كل الحياة الجسدية المنحطة للبشرية، وسوف يُنهي حياة البشرية الفاسدة. من هنا يجب أن تدخل البشرية إلى عالم جديد. على الرغم من أن الإنسان يقود وجودًا ماديًا، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين جوهر حياته وجوهر حياة البشرية الفاسدة. كما أن معنى وجوده ومعنى وجود البشرية الفاسدة مختلفان أيضًا. على الرغم من أن هذه ليست حياة نوع جديد من الأشخاص، إلا أنه يمكن القول إنها حياة بشرية نالت الخلاص وحياة للبشرية والعقل بعد استعادتهما. هؤلاء هم الناس الذين كانوا غير مطيعين لله في يوم من الأيام، والذين أخضعهم الله في يوم من الأيام، ثم خلصهم؛ هؤلاء هم الناس الذين ازدروا بالله، ثم شهدوا له فيما بعد. بعد اجتيازهم تجربته ونجاتهم، فإن وجودهم هو الوجود ذو المعنى الأعمق؛ هم أناس شهدوا لله أمام الشيطان، وهم أناس يصلحون للعيش. أولئك الذين سيتم هلاكهم هم أشخاص لا يستطيعون أن يشهدوا لله وغير مناسبين للعيش. سيكون هلاكهم بسبب سلوكهم الشرير، والهلاك هو أفضل نهاية لهم. عندما يدخل الإنسان فيما بعد إلى عالم جيد، لن تكون هناك أي من العلاقات التي يتصور الإنسان وجودها بين الزوج والزوجة، أو بين الأب والابنة، أو بين الأم والابن. في ذلك الوقت، سوف يتبع الإنسان نوعه الخاص، وستكون قد تحطمت العائلة بالفعل. لن يُزعج الشيطان البشرية مرة أخرى بعد فشله تمامًا، ولن يعود الإنسان يعاني من الشخصية الشيطانية الفاسدة. سيكون قد هلك هؤلاء الناس العُصاة بالفعل، ولن يتمكن من النجاة سوى أولئك المطيعين. ولذا فإن قلة قليلة من العائلات ستبقى سليمة؛ كيف ستظل العلاقات الجسدية قادرة على الوجود؟ سيتم مصادرة الحياة الجسدية السابقة للإنسان تمامًا؛ كيف ستكون العلاقات الجسدية قادرة على الوجود بين الناس؟ بدون الشخصية الشيطانية الفاسدة، فلن تبقى حياة الناس هي الحياة القديمة التي من الماضي، بل ستكون حياة جديدة. سيفقد الآباء الأطفال، وسيفقد الأطفال الوالدين. سيفقد الأزواج الزوجات، وستفقد الزوجات الأزواج. الناس الآن لديهم علاقات جسدية فيما بينهم. عندما يكون الجميع قد دخلوا الراحة، فلن تكون هناك علاقات جسدية مرة أخرى. ستمتلك مثل هذه البشرية البر والقداسة، وسَتَعْبدُ مثل هذه البشرية الله.

خلق الله البشرية وأسكنها الأرض، وقادها إلى يومنا هذا. ثم خلَّص البشرية وخدم كذبيحة خطية للبشرية. في النهاية لا يزال يتعين عليه إخضاع البشرية، ويُخلِّص البشرية بالتمام ويستعيدها إلى شكلها الأصلي. هذا هو العمل الذي قام به منذ البداية وحتى النهاية – وهو استعادة الإنسان إلى صورته الأصلية وشبهه الأصلي. سيُثبِّت مملكته ويعيد شَبَه الإنسان الأصلي، بمعنى أنه سيستعيد سلطانه على الأرض وسيستعيد سلطانه بين كل الخليقة. لقد فقد الإنسان قلبه الذي يتقي الله بعد أن أفسده الشيطان وفقد الوظيفة التي يجب أن يمتلكها أحد مخلوقات الله، وأصبح عدوًا غير مطيع لله. عاش الإنسان تحت مُلك الشيطان واتبع أوامر الشيطان؛ وهكذا، لم يكن لدى الله طريقة للعمل بين مخلوقاته، ولم يعد قادرًا على تلقي المخافة من مخلوقاته. خلق الله الإنسان، وكان عليه أن يعبد الله، لكن أدار الإنسان ظهره لله وعَبَد الشيطان. أصبح الشيطان معبودًا في قلب الإنسان. وهكذا فقد الله مكانته في قلب الإنسان، أي أنه فقد معنى خلقته للإنسان، وهكذا لاستعادة معنى خلقته للإنسان، فعليه أن يعيد صورة الإنسان الأصلية ويُخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة. لاسترداد الإنسان من الشيطان، عليه أن يُخلِّص الإنسان من الخطيئة. وبهذه الطريقة فقط يمكن استعادة صورة الإنسان الأصلية واستعادة وظيفة الإنسان الأصلية تدريجيًا، وفي النهاية يستعيد مملكته. سوف يتم أيضًا الهلاك النهائي لأبناء المعصية من أجل السماح للإنسان أن يعبد الله عبادةً أفضل وأن يعيش حياة أفضل على الأرض. بما أن الله خلق الإنسان، فيجب أن يجعل الإنسان يعبده؛ ولأنه يرغب في استعادة وظيفة الإنسان الأصلية، فيجب عليه استعادتها بالكامل، ودون أي غش. استعادة سلطانه تعني جعل الإنسان يعبده وجعل الإنسان يطيعه؛ هذا يعني أنه سوف يجعل الإنسان يعيش بسببه، ويُهلك أعداءه بسبب سلطانه؛ هذا يعني أنه سوف يجعل كل جزء منه يظل قائمًا بين الإنسانية ودون أي مقاومة من الإنسان. المملكة التي يرغب في إقامتها هي مملكته الخاصة. إن البشرية التي يرغب فيها هي بشرية تعبده، بشرية تطيعه طاعةً كاملةً وتحمل مجده. إذا لم يُخلِّص البشرية الفاسدة، فلن يتحقق معنى خلقته للإنسان؛ لن يكون له سلطان مرة أخرى بين البشر، ولن يعود لملكوته وجود على الأرض. إن لم يُهلك هؤلاء الأعداء الذين لا يطيعونه، فلن يكون قادرًا على الحصول على مجده الكامل، ولن يكون قادرًا على تأسيس مملكته على الأرض. هذه هي رموز الانتهاء من عمله ورموز إنجاز عمله العظيم: أن يُهلك تمامًا أولئك الذين لا يطيعونه بين البشر، وأن يُحضر أولئك الذين تَكَمَّلوا إلى الراحة. عندما يتم استعادة البشرية إلى شكلها الأصلي، وعندما تستطيع البشرية أن تؤدي واجباتها، وأن تحتفظ بمكانها وتطيع كل ترتيبات الله، سيكون الله قد حصل على مجموعة من الناس الذين يعبدونه على الأرض، وسيكون قد أسس أيضًا مملكة تعبده على الأرض. سيكون قد حقق انتصارًا أبديًا على الأرض، وسيهلك إلى الأبد أولئك الذين يعارضونه. هذا سوف يُعيد قصده الأصلي من خلق الإنسان؛ وسوف يُعيد قصده من خلق كل الأشياء، وسوف يُعيد أيضًا سلطانه على الأرض، وسلطانه وسط كل الأشياء وسلطانه بين أعدائه. هذه هي رموز انتصاره الكامل. من الآن فصاعدًا ستدخل البشرية الراحة وتدخل إلى حياة تتبع الطريق الصحيح، وسوف يدخل الله أيضًا الراحة الأبدية مع الإنسان ويدخل في حياة أبدية يشترك فيها الله والإنسان. سيختفي الدنس والعصيان على الأرض، كما سيختفي العويل على الأرض. لن يُوجد كل ما يعارض الله على الأرض. سيبقى الله وحده وهؤلاء الناس الذين خلَّصهم؛ وحدها خليقته ستبقى.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة