كلمات الله اليومية: مراحل العمل الثلاث | اقتباس 30
عمل الإخضاع الحالي هو عمل يهدف إلى توضيح ما ستكون عليه نهاية الإنسان. لماذا يُقال إن توبيخ ودينونة اليوم هما دينونة أمام العرش العظيم الأبيض في الأيام الأخيرة؟ ألا ترى ذلك؟ لماذا كان عمل الإخضاع هو المرحلة الأخيرة؟ أليس ذلك خاصة لتوضيح كيفية نهاية كل فئة من فئات البشر؟ أليس ذلك للسماح للجميع في خضم عمل الإخضاع من توبيخ ودينونة لإظهار معدنهم الأصلي، ثم تصنيفهم حسب نوعيتهم بعد ذلك؟ بدلًا من أن نقول إن هذا إخضاع للبشرية، قد يكون من الأفضل أن نقول إن هذا هو توضيح لنهاية كل نوع من أنواع البشر؛ بمعنى أن هذه دينونة لخطاياهم ثم إعلان لفئات البشر المختلفة، وبذلك يتم تحديد ما إذا كانوا أشرارًا أو أبرارًا. بعد عمل الإخضاع تأتي مكافأة الصالحين ومعاقبة الأشرار. منْ أطاعوا بالكامل، أي من تم إخضاعهم بالكامل، سيوضعون في الخطوة التالية من نشر عمل الله في الكون بأكمله؛ أما من لم يتم إخضاعهم فسيوضعون في الظلمة وستحل بهم الكوارث. ومن ثم يُصنَّف البشر حسب النوع، الأشرار مع الأشرار، ولن يروا نور الشمس مجددًا، ويُصَنَّف الأبرار مع الأبرار، وسيتلقون النور ويعيشون إلى الأبد في النور. اقتربت نهاية كل شيء، وها هي نهاية الإنسان قد ظهرت بوضوح أمام عينيه، وستُصَنَّف كل الأشياء حسب النوع. كيف إذًا يمكن للناس الهروب من ألم تصنيف كل منهم حسب النوع؟ تُكشف النهايات المختلفة لكل فئة من البشر عندما تقترب نهاية كل شيء، وهو ما يتم أثناء عمل إخضاع الكون بأكمله (بما في ذلك عمل الإخضاع الذي يبدأ بالعمل الحالي). يتم هذا الكشف عن نهاية كل البشرية أمام كرسي الدينونة، أثناء التوبيخ وعمل الإخضاع في الأيام الأخيرة. إن تصنيف البشر حسب النوع لا يُرجع الناس إلى فئاتهم الأصلية؛ وذلك لأنه عندما خُلق الإنسان وقت خلق العالم، كان هناك نوع واحد فقط من البشر، ولم يكن ينقسم هذا النوع إلّا بين ذكر وأنثى. لم تكن هناك أنواع كثيرة مختلفة من الناس. فقط بعد عدة آلاف من سنوات الفساد، ظهرت فئات مختلفة من البشر، بعضها يرزح تحت مُلك الشياطين الدنسين، وبعضها تحت مُلك الشياطين الأشرار، والبعض الآخر يبحث عن طريق الحياة، تحت هيمنة القدير. بهذه الطريقة فقط تتكون الأصناف تدريجيًا بين البشر، وينقسم البشر إلى أصناف ضمن العائلة الكبرى للإنسان. يصبح للبشر جميعًا "آباءٌ" مختلفون؛ ولا يكون الحال أن يخضع الجميع تمامًا لهيمنة القدير؛ لأن البشر شديدو التمرد. تُظهر الدينونة البارة الذات الحقيقية لكل نوع من الأشخاص، ولا تترك أي شيء مستترًا. ويُظهِرُ الكلّ وجهه الحقيقي في النور. عند هذه المرحلة، لا يعود الإنسان كما كان في الأصل، ويكون الشبه الأصلي بينه وبين أجداده قد اختفى منذ أمدٍ بعيد؛ لأن أحفادًا لا تُحصَى أعدادُهم لآدم وحواء قد استحوذ عليهم الشيطان طويلًا، ولم يعودوا يعرفون شمس السماء، ولأن الناس امتلؤوا بجميع أنواع سموم الشيطان. ولذلك، أصبح لكل واحدٍ وجهته المناسبة. وبالإضافة إلى ذلك، فهم يصنَّفون حسب النوع على أساس سمومهم المختلفة، أي أنهم يُفرَزون بحسب درجة إخضاعهم اليوم. إن نهاية الإنسان ليست أمرًا مُقَدَّرًا مسبَقًا منذ خلق العالم؛ وذلك لأنه في البداية لم يكن هناك سوى صنف واحد، كان يُعرف إجمالًا باسم "البشرية"، ولم يكن الإنسان قد فسد على يد الشيطان في البداية، وكان الناس جميعًا يعيشون في نور الله دون أن تحيط بهم أي ظلمة. ولكن بعد فساد الإنسان على يد الشيطان، انتشرت جميع أنواع البشر وأصنافهم في جميع أنحاء الأرض – جميع أنواع البشر وأصنافهم الذين أتوا من العائلة التي تعرف كلها باسم "البشرية" والتي كانت تتكون من الذكور والإناث. انقادوا كلهم على يد أجدادهم إلى الضلال بعيدًا عن جدَّيْهما الأقدَمَيْن – البشرية التي كانت تتكون من ذكر وأنثى (أي، آدم وحواء، في البداية). في ذلك الحين، كان بنو إسرائيل هم الناس الوحيدين الذين قاد يهوه حياتهم على الأرض. ثم أتت الأنواع المختلفة من الناس التي نشأت من كل إسرائيل (أي من السبط الأصلي) ثم فقدت إرشاد يهوه. هؤلاء الناس الأوائل، بجهلهم التام بأمور العالم البشري، ذهبوا مع أجدادهم ليعيشوا في الأراضي التي ادعوا ملكيتها، الأمر الذي استمر حتى يومنا هذا. وبذلك يظلون في جهل بكيفية ضلالهم عن يهوه وكيفية إفسادهم إلى هذا اليوم بواسطة جميع أنواع الشياطين الدنسين والأرواح الشريرة. وهؤلاء الذين هم الأكثر فسادًا وتسمُّمًا حتى الآن، أي مَن لا يمكن إنقاذهم في النهاية، لن يكون لديهم خيار سوى الذهاب مع أجدادهم؛ الشياطين الدنسين الذين أفسدوهم. أما الذين يمكن تخليصهم في نهاية المطاف فسيذهبون إلى الوجهة المناسبة للبشرية، أي النهاية المحجوزة للذين يتم خلاصهم وإخضاعهم. سيتم كل شيء من أجل خلاص كل من يمكن خلاصهم، أما بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص عديمي الإحساس وغير القابلين للشفاء، فسيكون خيارهم الوحيد هو اتباع أجدادهم إلى هاوية التوبيخ. لا تظن أن مصيرك كان معدًا مسبقًا منذ البداية وقد كُشف الآن فقط. إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فهل نسيت أنه في أثناء بداية خلق البشرية لم تكن هناك فئة شيطانية منفصلة؟ هل نسيت أن هناك بشرية واحدة فقط خُلقت من آدم وحواء (أي أنه تم خلق جنس بشري مكون من ذكر واحد وأنثى واحدة فقط)؟ إذا كنت من ذرية الشيطان في البداية، ألا يعني هذا أن يهوه عندما خلق الإنسان وضع ضمن خليقته فئة شيطانية؟ هل يمكن أن يكون قد قام بشيء مثل هذا؟ لقد خلق الإنسان من أجل شهادته؛ لقد خلق الإنسان من أجل مجده. لِمَ يخلق متعمدًا مجموعة من نسل إبليس لمقاومته عن عمد؟ كيف يمكن أن يكون يهوه قد فعل ذلك؟ إن كان قد فعل ذلك، فمَنْ سيقول إذًا إنه إله بار؟ حين أقول الآن إن بعضكم سيذهب مع الشيطان في النهاية، فهذا لا يعني أنكم كنتم مع الشيطان منذ البداية؛ بل يعني هذا بالأحرى أنك سقطت إلى الحضيض لدرجة أنك لن تستطيع أن تحظى بالخلاص حتى لو حاول الله أن يخلِّصك. ليس هناك خيار سوى تصنيفك مع الشيطان. وهذا فقط لأنك غير قابل للخلاص، وليس لأن الله غير بار معك، أي ليس لأن الله حدد مصيرك عن قصد لتكون تجسيدًا للشيطان ومن ثم يصنّفك مع الشيطان ويريدك أن تتعذب عن عمد. هذه ليست الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع. إذا كان ذلك ما تعتقده، ففهمك للأمور إذًا هو فهم أحادي الجانب تمامًا! إن المرحلة الأخيرة للإخضاع تهدف إلى خلاص البشر وكذلك إظهار مصائرهم، وهي أيضًا لكشف انحطاط الناس من خلال الدينونة، ومن ثم دفعهم إلى التوبة والارتقاء واتباع الحياة والطريق الصحيح للحياة الإنسانية. إنها لإيقاظ قلوب الأشخاص فاقدي الإحساس والأغبياء، ولإظهار تمردهم الداخلي من خلال الدينونة. ولكن إذا ظل البشر غير قادرين على التوبة واتباع الطريق الصحيح للحياة الإنسانية ونبذ الفساد، فسيصبحون غير قابلين للخلاص وسيقوم الشيطان بابتلاعهم. هذا هو معنى إخضاع الله لهم: هو خلاص الناس وكذلك إظهار مصائرهم: نهايات طيبة ونهايات سيئة، وكلها تنكشف من خلال عمل الإخضاع. وسواء أكان الناس مخلَّصين أم ملعونين، كل شيء سينكشف أثناء عمل الإخضاع.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (1)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.