كلمات الله اليومية: مراحل العمل الثلاث | اقتباس 40
في كل مرة يأتي فيها الله إلى الأرض، يغير اسمه وجنسه وصورته وعمله؛ إنه لا يكرر عمله. إنه إله جديد دائمًا وليس قديمًا أبدًا. عندما أتى من قبل، كان يُدعى يسوع؛ فهل يمكن أن يظل يُدعى يسوع في هذه المرة التي يأتي فيها مجددًا؟ عندما أتى من قبل، كان ذكرًا؛ هل يمكن أن يظل ذكرًا مجددًا هذه المرة؟ كان عمله عندما أتى في عصر النعمة أن يُسمر على الصليب، هل عندما يأتي مجددًا، سيظل يفدي البشرية من الخطية؟ هل يمكن أن يُسمر على الصليب مجددًا؟ ألا يكون هذا تكرارًا لعمله؟ ألم تعرف أن الله جديد دائمًا وليس قديمًا أبدًا؟ هناك مَنْ يقولون إن الله ثابت ولا يتغير. هذا صحيح، ولكن هذا يشير إلى عدم قابلية شخصية الله وجوهره للتغير. لا تثبت التغيرات في اسمه وعمله أن جوهره قد تغير؛ بمعنى آخر، سيظل الله دائمًا الله، وهذا لن يتغير أبدًا. إذا قلت إن عمل الله غير متغير، فهل سيكون بإمكانه إنهاء خطة تدبير الستة آلاف عام؟ أنت تعرف فقط أن الله لا يتغير إلى الأبد، ولكن هل تعرف أن الله دائمًا جديد وليس قديمًا أبدًا؟ إذا كان عمل الله غير متغير، فكيف كان سيمكنه قيادة البشرية كلها حتى اليوم الحالي؟ إذا كان الله غير متغير، فلماذا قام بالفعل بعمل العصرين؟ لا يتوقف عمله أبدًا عن المضي قدمًا، أي أن شخصيته تنكشف تدريجيًّا للإنسان، وما ينكشف هو شخصيته المتأصلة. في البداية، كانت شخصية الله مستترة عن الإنسان، ولم يكشف شخصيته للإنسان علنًا أبدًا، ولم يكن لدى الإنسان معرفة عنه ببساطة. لهذا السبب، يستخدم عمله ليكشف عن شخصيته تدريجيًّا للإنسان، ولكن العمل بهذه الطريقة لا يعني أن شخصية الله تتغير في كل عصر. ليست القضية أن شخصية الله تتغير باستمرار لأن مشيئته دائمًا تتغير، بل لأن عصور عمله مختلفة. يأخذ الله شخصيته المتأصلة بكليتها، ويكشفها للإنسان خطوة خطوة، ليكون الإنسان قادرًا على أن يعرفه. لكن هذا ليس بأي حال من الأحوال دليلًا على أن الله ليس له شخصية محددة في الأصل أو أن شخصيته قد تغيرت تدريجيًّا مع مرور العصور؛ هذا فهم خاطئ. يكشف الله للإنسان شخصيته الخاصة والمتأصلة – ما هو عليه – وفقًا لمرور العصور؛ لا يمكن أن يعبّر عمل مرحلة واحدة عن شخصية الله الكلية. لذا، تشير جملة "الله دائمًا جديد وليس قديمًا أبدًا" إلى عمله، وتشير جملة "الله ثابت ولا يتغير" إلى ماهية الله المتأصلة وما لديه. بغض النظر عن ذلك، لا يمكنك أن تقلص عمل الستة آلاف عام في نقطة واحدة أو تحددها في كلمات ميتة. هذا هو غباء الإنسان. فالله ليس بسيطًا كما يتخيل الإنسان، ولا يمكن أن يتباطأ عمله في أي عصر. لا يمكن ليهوه، على سبيل المثال، أن يمثل دائمًا اسم الله؛ يمكن لله أيضًا أن يقوم بعمله تحت اسم يسوع. هذه علامة على أن عمل الله يمضي قدمًا دائمًا إلى الأمام.
الله هو دائمًا الله، ولن يكون الشيطان أبدًا؛ الشيطان دائمًا هو الشيطان ولن يصير الله أبدًا. ولن تتغير حكمة الله، وروعة الله، وبر الله، وجلال الله أبدًا. جوهر الله وما لديه وماهيته هي أمور لا تتغيَّر أبدًا. أما بالنسبة إلى عمله فهو دائمًا في تقدم للأمام، ودائمًا ينفذ إلى الأعماق؛ لأنه دائمًا متجدّد ولا يشيخ البتَّة. في كل عصر يتقلد الله اسمًا جديدًا، وفي كل عصر يقوم بعمل جديد، وفي كل عصر يسمح لمخلوقاته أن ترى مشيئته وشخصيته الجديدتين. لو فشل الناس في عصر جديد في أن يروا تعابير شخصية الله الجديدة، ألا يصلبونه بذلك إلى الأبد؟ وبفعلتهم هذه، ألا يحددون الله؟ لو جاء الله في الجسد فقط كذكر، سيعرِّفه الناس على أنه ذكر، وكإله الرجال، ولن يؤمنوا به أبدًا على أنه إله النساء. سيفهم الرجال إذًا بعد هذا أن الله من نفس جنس الذكور، وأن الله هو رئيس الرجال، ولكن ماذا بشأن النساء؟ هذا غير عادل؛ أليست هذه معاملة تمييزية؟ إن كانت القضية هكذا، فكل من خلّصهم الله سيكونون رجالاً مثله، ولن تَخلُص أيٌّ من النساء. عندما خلق الله البشر، خلق آدم وخلق حواء. لم يخلق آدم فقط، لكنه خلق الرجل والمرأة على صورته. الله ليس إله الرجال فحسب، هو أيضًا إله النساء. يدخل الله مرحلة عمل جديدة في الأيام الأخيرة. سيكشف عن المزيد من شخصيته، ولن تكون شخصيته هي شخصية الرحمة والمحبة التي كانت في زمن يسوع. وبما أنه قد بدأ عملًا جديدًا، فهذا العمل الجديد تصاحبه شخصية جديدة. لذلك، لو قام الروح بهذا العمل – لو لم يصر الله جسدًا، بل تكلم الروح مباشرةً عبر الرعد لكي لا يكون للإنسان وسيلة ليتواصل معه، فهل كان الإنسان ليقدر على معرفة شخصيته؟ لو كان الروح فقط هو من قام بالعمل، فما كان للإنسان وسيلة لمعرفة شخصية الله. لا يمكن للناس أن يروا شخصية الله بعيونهم إلا عندما يصير جسدًا، وعندما يظهر الكلمة في الجسد، ويعبر عن شخصيته الكلية من خلال الجسد. يعيش الله حقًّا وصدقًا بين البشر. هو ملموس؛ ويمكن للإنسان التعامل فعليًّا مع شخصيته، والانخراط فيما لديه ومن هو؛ وبهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتوصل لمعرفته بحق. وفي الوقت ذاته، قد أكمل الله أيضًا العمل الذي يعتبر فيه "الله إله الرجال وإله النساء" وقد أنجز عمله بأسره في الجسد.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (3)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.