ماذا يعني السعي إلى الحق (12) الجزء الثالث

الآن وقد شرَّحنا القول: "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك" وعقدنا الشركة عنه باستفاضة، هل تفهمون كل ما قيل؟ (نعم). باختصار، يمكننا الآن أن نكون على يقين من أن هذا القول ليس إيجابيًا، وليس له معنى إيجابي أو عملي. إذن ما نوع تأثيره على الناس؟ هل هذا القول مميت؟ هل يتطلب حياة الناس؟ هل من المناسب أن نسميه "قولًا مميتًا"؟ (نعم). الحقيقة هي أنه يسلبك حياتك. يستخدم القول كلمات لطيفة ظاهريًا ليجعلك تشعر بمدى روعة ومجد أن تكون قادرًا على قضاء حياتك في الخضوع لمهمةٍ وبذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك، وكم أن هذا يجعل منك شخصًا ذا قلبٍ كبيرٍ. إن امتلاك مثل هذا القلب الكبير يعني أنه لم يعد لديك مجال للتفكير في الحطب والأرز والزيت والملح وصلصة الصويا والخل والشاي وغيرها من زينات الحياة المنزلية، ناهيك عن رعاية زوجتك وأبنائك، أو التوق إلى سرير دافئ. كيف يمكن أن يكون من المقبول لشخص كبير القلب أن يستغني عن بعض الأشياء المميزة؟ هل من المبالغة في الدنيوية ألا يتسع قلبك إلا لأشياء مثل الحطب والأرز والزيت والملح وصلصة الصويا والخل والشاي؟ يجب أن يتسع قلبك لأشياء لا يستطيع الشخص العادي أن يفسح لها مجالًا في قلبه، مثل الأمة، والمشاريع العظيمة لوطنك، ومصير البشرية، وما إلى ذلك؛ هذا "عندما تكون السماء على وشك إلقاء مسؤولية كبيرة على شخص ما". بمجرد أن يتكون هذا النوع من الأفكار لدى الناس، سيطمحون أكثر إلى الخضوع للمهمة وبذل قصارى جهدهم حتى يوم احتضارهم، مستخدمين هذا القول المتعلق بالسلوك الأخلاقي لتحفيز أنفسهم باستمرار، ومفكِّرين: "يجب أن أخضع لمهمة خدمة مصير وطني والبشرية، وأن أبذل قصارى جهدي حتى يوم احتضاري، هذا هو مسعى حياتي وطموحي". لكن يتضح أنهم غير قادرين على تحمل القضية العظيمة لوطنهم وأمتهم، ويصبحون متعبين للغاية إلى حد أنهم يتقيؤون دمًا؛ الخضوع للمهمة وبذل قصارى جهدهم يسبب وفاتهم في النهاية. لا يعرف هؤلاء الأشخاص كيف ينبغي أن يعيش الناس، أو ماهية الإنسانية، أو ماهية المشاعر الإنسانية، أو ماهية الحب، أو ماهية الكراهية، بل إنهم – من قلقهم بشأن البلاد والناس – يبكون بشدة حتى تجف دموعهم، ويظلون إلى أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة غير قادرين على التخلي عن المهمة العظيمة لوطنهم وأمتهم. هل القول "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك" قولٌ قاتلٌ يتطلب حياة الناس؟ ألا يموت مثل هؤلاء الناس موتة مثيرة للشفقة؟ (بلى). حتى وهم على شفا الموت، يرفض هؤلاء الناس نبذ أفكارهم ومُثُلهم الجوفاء، ويموتون في النهاية وبداخلهم مظالم وكراهية. لماذا أقول إنهم يموتون وبداخلهم مظالم وكراهية؟ لأنهم لا يستطيعون التخلي عن الأمة ووطنهم ومصير البشرية والمهمة التي عهد بها إليهم الحكام. إنهم يفكرون: "حياتي قصيرة جدًا للأسف. لو كان بإمكاني العيش بضعة آلاف من السنين، كنتُ سأرى إلى أين يتجه مستقبل البشرية". يقضون حياتهم حاملين كل شيء تحت السماء في قلوبهم، ولا يزالون في النهاية غير قادرين على التخلي عنه. حتى على شفا الموت، لا يعرفون ما هي هويتهم، أو ما يجب عليهم فعله أو عدم فعله. والحقيقة هي أنهم أناس عاديون، ويجب أن يعيشوا حياة الناس العاديين، لكنهم قبلوا تضليل الشيطان وَسُمَّ الثقافة التقليدية، ويعتبرون أنفسهم مُخَلِّصي العالم. أليس هذا مثيرًا للشفقة؟ (بلى). إنه أمر مثير للشفقة لأقصى الحدود! أخبرني، لو لم يتأثر تشو يوان بهذه الفكرة التقليدية المتمثلة في البر الأكبر للأمة، فهل كان سينتحر بإلقاء نفسه في النهر؟ هل كان سيقوم بمثل هذا الفعل المتطرف لإنهاء حياته؟ (لا). بالتأكيد لم يكن سيفعل ذلك. كان ضحية للثقافة التقليدية، إذ أنهى حياته بتهور قبل أن يعيشها حتى النهاية. لو لم يتأثر بهذه الأشياء، ولم يقلق بشأن البلاد والشعب، وركز بدلًا من ذلك على عيش حياته الخاصة، فهل كان سيتمكن من الوصول إلى الشيخوخة والموت بشكل طبيعي؟ هل كان سيموت موتة طبيعية؟ لو لم يكن يطمح إلى الخضوع لمهمة وبذل قصارى جهده حتى يوم احتضاره، فهل كان سيكون أكثر سعادة وحرية وأكثر سلامًا في الحياة؟ (نعم). لهذا السبب، فالقول: "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك" قولٌ قاتلٌ يتطلب حياة الناس. حالما يُصاب الشخص بعدوى هذا النوع من التفكير، يبدأ في قضاء اليوم بأكمله متفجِّعًا على البلاد والشعب وينتهي الأمر بأن يقلق نفسه حتى الموت، دون أن يتمكن من تغيير الوضع الحالي. ألا تُسْرَقُ حياته بسبب هذه الفكرة والرؤية المتمثلة في الخضوع لمهمة وبذل قصارى جهده حتى يوم احتضاره؟ مثل هذه الأفكار والآراء مميتة بالفعل وتتطلب حياة الناس. لماذا أقول ذلك؟ مَنْ يمكنه إفساح المجال في قلبه لمصير بلد أو أمة؟ من يمكنه تحمل مثل هذا العبء؟ أليست هذه مبالغة في تقدير المرء لقدراته؟ لماذا يُبالِغ الناس عادةً في تقدير قدراتهم؟ هل بعض الناس يجلبون كل شيء على أنفسهم؟ هل الأمر أنهم راغبون في القيام بذلك من تلقاء أنفسهم؟ الحقيقة هي أنهم ضحايا، ولكن ضحايا ماذا؟ (الأفكار والآراء التي يغرسها الشيطان في الناس). هذا صحيح، إنهم ضحايا الشيطان. يغرس الشيطان هذه الأفكار في الناس، ويخبرهم: "يجب أن تحتفظوا بكل شيء تحت السماء في قلوبكم، وأن تبقوا الجماهير في قلوبكم، وأن تقلقوا بشأن البلاد والشعب، وأن تكونوا فرسانًا جوالين، وأن تكونوا أشخاصًا صالحين يسرقون الأغنياء لمساعدة الفقراء، وأن تساهموا في مصير البشرية، وأن تخضعوا للمهمة وتبذلوا قصارى جهدكم حتى يوم احتضاركم، بدلاً من أن تعيشوا حياة عادية. لماذا تتممون المسؤوليات الأسرية والاجتماعية؟ تلك الأشياء لا تستحق الذكر، فالأشخاص الذين يفعلونها هم مثل النمل تمامًا. أنت لست نملة، ولا ينبغي أن تكون عصفورًا أيضًا، بل يجب أن تكون نسرًا، ويجب أن تفرد جناحيك وتحلق، وأن تمتلك طموحات كبيرة". هذا التحريض والاستفزاز يربك الناس ويدفعهم إلى أن يفكِّروا: "هذا صحيح تمامًا! لا ينبغي أن أكون عصفورًا، ينبغي أن أكون نسرًا يحلِّق عاليًا". على الرغم من ذلك، لا يمكنهم الطيران عاليًا، مهما كانت جدية محاولتهم، وأخيرًا يسقطون ميتين من الإرهاق، بعد أن يكونوا قد دمروا أنفسهم بصنيع أيديهم. الحقيقة هي أنك لا شيء. أنت لست عصفورًا، ولستَ نسرًا. ما أنت إذن؟ (كائن مخلوق). هذا صحيح، أنت شخص عادي، كائن مخلوق عادي. لا بأس من تفويت إحدى وجباتك اليومية الثلاث، ولكن ليس من المقبول أن تقضي أيامًا طويلة دون طعام. ستشيخ، وستمرض، وستموت، أنت مجرد شخص عادي. من الممكن أن يصبح الأشخاص الذين لديهم القليل من الموهبة والقدرة متغطرسين للغاية، وبعد أن يشجعهم الشيطان بهذه الطريقة ويغريهم ويحثهم ويضللهم بهذه الطريقة، فإنَّ ذلك يربكهم ويجعلهم يظنون فعليًا أنهم مخلِّصو العالم. إنهم يتجهون بثقةٍ ليشْغَلوا مقعد المخلص، ويخضعون لمهمة خدمة البلاد والأمة ويبذلون قصارى جهدهم حتى يوم احتضارهم، ولا يفكرون في مهمة البشر أو مسؤولياتهم أو التزاماتهم أو حياتهم، وهي أثمن شيء يمنحه الله للناس. وبالتالي، يشعرون أن الحياة ليست مهمة أو ثمينة، وأن قضية وطنهم هي أثمن شيء، وأنهم يجب أن يحملوا كل شيء تحت السماء في قلوبهم، وأن يقلقوا بشأن البلاد والشعب، وأنهم من خلال القيام بذلك ستكون لديهم أغلى الشخصيات وأنبل الأخلاق، وأنه ينبغي على جميع الناس أن يعيشوا هكذا. الشيطان يغرس هذه الأفكار في الناس، مضلِّلًا إياهم ومشجِّعًا لهم على التخلص من هوياتهم ككائنات مخلوقة وأشخاص عاديين، وعلى القيام ببعض الأشياء التي لا تتوافق مع الواقع. ما عاقبة هذا؟ يقودون أنفسهم على الطريق إلى هلاكهم، ويصبحون متطرفين عن غير قصدٍ. ما معنى "يصبحون متطرفين"؟ هذا يعني الابتعاد أكثر فأكثر عن متطلبات الله من البشر، وعن الغرائز التي عيَّنها الله مسبقًا للبشرية. في نهاية المطاف يصل مثل هؤلاء الأشخاص إلى طريق مسدود، وهو الطريق إلى هلاكهم.

فيما يتعلق بكيفية عيش الناس، ما هي متطلبات الله تجاه البشر؟ الحقيقة هي أنها بسيطة للغاية. يجب عليهم تولي المكان المناسب للكائن المخلوق وتتميم الواجب الذي يجب على الشخص تتميمه. لم يطلب منك الله أن تكون إنسانًا خارقًا أو شخصًا بارزًا، ولم يعطك أجنحة لتطير في السماء. إنه لم يعطك سوى يدين وساقين تسمحان لك بالسير على الأرض خطوة بخطوة، وبالركض عند الضرورة. تقوم الأعضاء الداخلية التي خلقها الله لك بهضم الطعام وامتصاصه، وتوفير التغذية لجسمك بالكامل، لذلك يجب عليك الالتزام بعادة تناول ثلاث وجبات في اليوم. لقد أعطاك الله الإرادة الحرة، والقدرات الفكرية للإنسانية الطبيعية، والضمير والحس الذي يجب أن يمتلكه الإنسان. إذا كنت تستخدم هذه الأشياء بشكل جيد وصحيح، وتتبع قوانين بقاء الجسم المادي، وتعتني بصحتك بشكل صحيح، وبصمود تفعل ما يطلبه الله منك، وتحقق ما يطلب الله منك تحقيقه، فهذا يكفي، وهو أيضًا بسيط جدًا. هل طلب منك الله أن تخضع للمهمة وتبذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك؟ هل طلب منك أن تعذب نفسك؟ (لا). الله لا يطلب مثل هذه الأشياء. يجب ألا يعذب الناس أنفسهم، بل أن يكون لديهم قدر من الحس السليم وأن يلبوا مختلف احتياجات الجسم بشكل صحيح. اشرب الماء عندما تعطش، وأكمل نظامك الغذائي عندما تجوع، واسترح عندما تتعب، ومارس الرياضة بعد الجلوس لفترة طويلة، واذهب إلى الطبيب عندما تمرض، والتزم بثلاث وجبات في اليوم، وحافظ على حياة إنسانية طبيعية. بالطبع، يجب عليك أيضًا الحفاظ على واجباتك العادية. إذا كانت واجباتك تنطوي على بعض المعرفة المتخصصة التي لا تفهمها، فيجب عليك دراستها وممارستها. هذه هي الحياة الطبيعية. مبادئ الممارسة المختلفة التي يطرحها الله للناس هي كل الأشياء التي يمكن لفكر الإنسانية الطبيعية فهمها، وهي أشياء يمكن للناس فهمها وقبولها، ولا تتجاوز نطاق الإنسانية الطبيعية على الإطلاق. كلها ضمن نطاق ما يمكن للبشر بلوغه، ولا تتجاوز بأي حال من الأحوال حدود ما هو مناسب. لا يطلب الله من الناس أن يكونوا أشخاصًا خارقين أو بارزين، بينما الأقوال المتعلقة بالسلوك الأخلاقي تجبر الناس على التطلع إلى أن يكونوا أشخاصًا خارقين أو بارزين. لا يقتصر الأمر فحسب على أنه يتعين عليهم أن يأخذوا على عاتقهم القضية العظيمة لبلادهم وأمتهم، بل هم مطالبون أيضًا بالخضوع للمهمة وبذل قصارى جهدهم حتى يوم احتضارهم. هذا يجبرهم على التخلي عن حياتهم، وهو ما يتعارض تمامًا مع متطلبات الله. ما هو موقف الله تجاه حياة الناس؟ الله يحافظ على أمان الناس في كل موقف، ويحميهم من الوقوع في الغواية وغيرها من المآزق الخطيرة، ويحمي حياتهم. ما هدف الله من القيام بذلك؟ جعل الناس يعيشون حياتهم بشكل صحيح. ما الغرض من جعل الناس يعيشون حياتهم بشكل صحيح؟ إنه لا يجبرك على أن تكون إنسانًا خارقًا، ولا على أن تحمل في قلبك كل شيء تحت السماء، ولا على أن تقلق بشأن البلاد والشعب، ناهيك عن أن تحلَّ محله في السيطرة على كل الأشياء، وتنظيم كل الأشياء، والسيطرة على البشر. بدلًا من ذلك، يطلب منك تولي المكان المناسب للكائن المخلوق، وتتميم واجبات الكائن المخلوق، وأداء الواجبات التي يجب على الناس القيام بها، والقيام بما يجب على الناس القيام به. توجد العديد من الأشياء التي يجب عليك القيام بها، وهي لا تشمل السيطرة على مصير البشر، أو إبقاء كل شيء تحت السماء في قلبك، أو أن تبقي في قلبك البشرية، أو وطنك، أو الكنيسة، أو مشيئة الله، أو تعهده العظيم بتخليص البشرية. هذه الأشياء غير مشمولة. إذن، ما الأشياء التي يجب عليك القيام بها؟ إنها تشمل الإرسالية التي يعهد بها الله إليك، والواجبات التي يمنحك الله إياها، وكل مطلب يضعه بيت الله عليك في كل فترة. أليس هذا بسيطًا؟ أليس القيام بهذا سهل؟ هذا بسيط للغاية والقيام به سهل. لكن الناس دائمًا ما يسيئون فهم الله ويعتقدون أنه لا يأخذهم على محمل الجد. هناك من يفكر: "يجب على الأشخاص الذين يؤمنون بالله ألا يروا أنفسهم مهمين للغاية، ويجب ألا ينشغلوا بأجسامهم المادية، ويجب أن يعانوا أكثر، وألا يناموا مبكرًا في الليل، لأن الله قد يكون غير سعيد إذا ناموا مبكرًا جدًا. يجب أن يستيقظوا مبكرًا ويناموا متأخرين، وأن يكدحوا طوال الليل في أداء واجبهم. حتى لو لم يخرجوا بنتائج، فيجب أن يظلوا مستيقظين حتى الساعة الثانية صباحًا أو الثالثة". ونتيجة لذلك، يكدح هؤلاء الأشخاص في عملهم حتى يصبحوا منهكين جدًا لدرجة أن حتى المشي يتطلب منهم جهدًا فائقًا، ورغم ذلك يقولون إن أداء واجباتهم هو ما يجعلهم منهكين. أليس هذا بسبب حماقة الناس وجهلهم؟ هناك آخرون يفكرون: "لا يكون الله سعيدًا عندما نرتدي ملابس مميزة ولطيفة بعض الشيء، ولا يكون سعيدًا لأننا نأكل اللحوم والطعام الطيب كل يوم. في بيت الله، لا يمكننا سوى الخضوع لمهمتنا وبذل قصارى جهدنا حتى يوم احتضارنا"، ويشعرون أنهم كمؤمنين بالله، يجب عليهم أداء واجبهم حتى الموت، وإلا فلن يرحمهم الله. هل هذا هو الحال بالفعل؟ (لا). يطلب الله من الناس أداء واجبهم بمسؤولية وإخلاص، لكنه لا يجبرهم على أن يكونوا قساة على أجسامهم، ناهيك عن أن يطلب منهم أن يكونوا لا مبالين، أو أن يكتفوا بتمضية الوقت فحسب. أرى أن بعض القادة والعاملين يرتبون للناس أداء واجباتهم بهذه الطريقة، فلا يطالبون بالكفاءة وإنما يهدرون وقت الناس وطاقتهم فحسب. الحقيقة هي أنهم يهدرون حياة الناس. وفي النهاية، فعلى المدى الطويل، يصاب بعض الناس بمشاكل صحية، ومشاكل في الظهر، ويصابون بآلام في الركبة، ويشعرون بالدوار كلما نظروا إلى شاشة الكمبيوتر. كيف يحدث هذا؟ مَن تسبب في هذا؟ (لقد تسببوا في ذلك بأنفسهم). يطلب بيت الله أن يستريح الجميع في موعد لا يتجاوز الساعة العاشرة مساءً، لكن بعض الناس لا يخلدون إلى النوم حتى الساعة الحادية عشرة مساءً أو الثانية عشرة في منتصف الليل، مما يؤثر على راحة الآخرين. إن بعض الناس حتى يلومون أولئك الذين يأخذون راحة طبيعية، لكونهم يلتمسون وسائل الراحة في الحياة. هذا خطأ. كيف يمكنك القيام بعمل جيد إذا لم ينل جسمك قسطًا جيدًا من الراحة؟ ماذا يقول الله عن هذا؟ كيف ينظم بيت الله هذا؟ يجب أن يتم كل شيء وفقًا لكلمات الله وشروط بيت الله، وهذا فقط هو الصواب. بعض الناس يفهمون فهمًا سخيفًا، إذ يتطرفون دائمًا، وهم حتى يقيدون الآخرين. هذا لا يتماشى مع مبادئ الحق. بعض الناس مجرد حمقى سخفاء دون أي تمييز على الإطلاق، ويعتقدون أنه لأداء واجباتهم، يجب عليهم السهر حتى وقتٍ متأخر، حتى عندما لا يكونون مشغولين بالعمل، ولا يسمحون لأنفسهم بالنوم عندما يكونون متعبين، ولا يسمحون لأنفسهم بإخبار أي شخص إذا كانوا مرضى، والأسوأ من ذلك أنهم لا يسمحون حتى لأنفسهم بزيارة الطبيب، الأمر الذي يعتبرونه مضيعة للوقت تؤخر أداء واجبهم. هل وجهة النظر هذه صحيحة؟ لماذا لا يزال المؤمنون يأتون بمثل هذه الآراء السخيفة بعد سماعهم كل تلك المواعظ؟ كيف تُنَظَّم ترتيبات عمل بيت الله؟ يجب أن تخلد للراحة بحلول الساعة العاشرة مساءً بالضبط، وأن تستيقظ في السادسة صباحًا، ويجب أن تضمن أن تنام لثماني ساعات. إضافة إلى ذلك، يتم التأكيد مرارًا وتكرارًا على أنه يجب عليك الاعتناء بصحتك من خلال ممارسة الرياضة بعد العمل، والالتزام بنظام وروتين غذائي صحي، وذلك لتجنب المشكلات الصحية في أثناء أداء واجبك. لكن بعض الناس لا يفهمون ذلك، ولا يمكنهم الالتزام بالمبادئ أو الالتزام بالقواعد، ويسهرون لوقت متأخر دون داعٍ ويتناولون طعامًا غير صحي. بمجرد أن يتسببوا لأنفسهم في المرض، يصبحون غير قادرين على أداء واجبهم، وبحلول ذلك الوقت يكون من غير المجدي الشعور بالندم. سمعت مؤخرًا أن بعض الناس قد أصيبوا بالمرض. أليس هذا بسبب قيامهم بواجبهم دون الالتزام بالمبادئ وتصرفهم بتهور؟ صحيح أنّك تقوم بواجبك بجدية، لكن لا يمكنك انتهاك القوانين الطبيعية لجسمك. إذا انتهكتها، فسوف تتسبب لنفسك في المرض. يجب أن يكون لديك فهم عام لكيفية الاعتناء بصحتك. يجب عليك ممارسة الرياضة متى كان ذلك مناسبًا، وتناول الطعام في أوقات منتظمة. لا يمكنك الإفراط في الأكل أو الشرب، ولا يمكنك أن تكون انتقائيًا في طعامك أو أن تتبع نظامًا غذائيًا غير صحي. إضافةً إلى ذلك، تحتاج إلى تنظيم مزاجك، والانتباه إلى العيش أمام الله وممارسة الحق، والتصرف وفقًا للمبادئ. بهذه الطريقة، سيكون لديك سلام وفرح في قلبك، ولن تشعر بالخواء أو الاكتئاب. على وجه الخصوص، إذا تخلص الناس من الشخصيات الفاسدة وعاشوا بحسب الإنسانية الطبيعية، فستكون حالتهم الذهنية طبيعية تمامًا وسيكون جسمهم صحيًا. لم أطلب منكم قَط أن تناموا في وقت متأخر وتستيقظوا مبكرًا، أو أن تعملوا لأكثر من عشر ساعات في اليوم. كل ذلك لأن الناس لا يتصرفون وفقًا للقواعد ولا يلتزمون بترتيبات بيت الله. في نهاية المطاف، الناس جاهلون لدرجة أنهم يعتبرون صحتهم أمراً مُسَلَّمًا به. لقد رأيت في بعض الأماكن أنَّ الناس كانوا يؤدون واجباتهم دائمًا في أماكن مغلقة، ولم يكونوا يخرجون للتمتع ببعض أشعة الشمس أو الحفاظ على نشاطهم، لذلك قمت بترتيبات للحصول على بعض معدات اللياقة البدنية للناس، وطلبتُ منهم ممارسة الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع، وهو ما يتوافق مع روتين صحي. فالأشخاص الذين لا يمارسون التمرينات الرياضية المناسبة سيصابون بالمرض بشكل طبيعي، وهذا يؤثر أيضًا على حياتهم الطبيعية. حالما أجري مثل هذه الترتيبات، هل يتعين عليَّ التحقق ممَن يمارسون الرياضة وعدد مرات ممارستهم لها؟ (لا). لا يتعين عليَّ ذلك، فقد أتممتُ مسؤوليتي، وأوضحت وجهة نظري، وأخبرتك بكل إخلاص بما يجب عليك فعله، دون كذبة واحدة، وما عليك سوى اتباع الإرشادات. لكن الناس لا يأخذون الأمر على محمل الجد، بل يعتقدون أنهم شباب وبصحة جيدة، لذلك لا يأخذون كلماتي على محمل الجد. إذا كنتم لا تقدِّرون صحتكم، فليس من الضروري أن أشغل نفسي بها؛ فقط لا تُلقِ باللوم على الآخرين عندما تُصابُ بالمرض. الناس لا يهتمون بممارسة التمارين الرياضية. أحد جوانب الأمر هو أن لديهم بعض الأفكار والآراء الخاطئة. والآخر هو أن لديهم أيضًا مشكلة قاتلة، وهي الكسل. إذا كان الناس يعانون من مرض جسدي طفيف، فكل ما يحتاجون إليه هو الانتباه إلى الاعتناء بصحتهم وأن يكونوا أكثر نشاطًا. لكن بعض الناس يفضلون الذهاب وأخذ حقنة أو تناول الدواء حالما يمرضون على أن يمارسوا الرياضة ويعتنوا بصحتهم. يحدث هذا بسبب الكسل. الناس كسالى وغير راغبين في ممارسة التمارين الرياضية، لذلك لا جدوى من قول أي شيء لهم. في النهاية، لا يمكنهم إلقاء اللوم على الآخرين عندما يمرضون؛ فهم في أعماقهم يعرفون السبب الحقيقي. يجب على الجميع ممارسة قدر طبيعي من التمارين الرياضية كل يوم. كل يوم لا بد لي من القيام بما لا يقل عن ساعة أو ساعتين من المشي وبعض التمارين الضرورية. هذا لا يساعد على تقوية بنيتي فحسب، بل يساعد أيضًا على الوقاية من المرض ويجعلني بحالةٍ جسديةٍ أفضل. لا تتعلق ممارسة التمارين بالوقاية من المرض فحسب، بل هي أيضًا حاجة بدنية طبيعية. في هذه المسألة، فإن مطلب الله من البشر هو أن يكون لديهم أدنى قدر من البصيرة. لا تكن جاهلًا، ولا تكن قاسيًا على جسمك، بل اتبع قوانينه الطبيعية. لا تسيء معاملة جسمك، لكن لا تفرط في الانشغال به أيضًا. هل هذا المبدأ سهل الفهم؟ (نعم). فهمه سهل جدًا في الواقع، لب الأمر هو ما إذا كان الناس يطبقونه. ما نقاط الضعف القاضية الأخرى لدى الناس؟ إنهم دائمًا ما يطلقون العنان لخيالهم، إذ يفكِّرون: "إذا كنت أؤمن بالله، فلن أمرض، ولن أكبر، وبالطبع لن أموت". هذا هراء محض. لا يفعل الله هذه الأشياء الخارقة للطبيعة. إنه يُخَلِّص الناس، ويقدم وعودًا لهم، ويطلب منهم السعي إلى الحق وفهمه، والتخلص من شخصياتهم الفاسدة، ونيل خلاصه، والدخول في الغاية الجميلة للبشرية. لكن الله لم يعد الناس قَطُّ بأنهم لن يمرضوا أو يشيخوا، ولم يعد الناس بأنهم لن يموتوا. ومن المؤكد بالطبع أنَّ الله لم يشترط على الناس أنه يجب عليهم "الخضوع للمهمة وبذل قصارى جهدهم حتى يوم احتضارهم". فيما يتعلق بقيام المرء بواجبه، وعمل الكنيسة، والمصاعب التي يجب تحملها، وما الذي يجب تركه، وما الذي يجب بذله، وما الذي يجب التخلي عنه، يجب أن يتصرف الناس وفقًا للمبادئ. عند التعامل مع الحياة المادية والاحتياجات الجسدية، يجب أن يكون لدى الناس قدر من الحس السليم، ويجب ألا ينتهكوا الاحتياجات الطبيعية لجسمهم، ناهيك عن القوانين والقواعد التي وضعها الله للناس. هذا أيضًا بالطبع هو الحد الأدنى من الحس السليم الذي يجب على الناس امتلاكه. إذا كان الناس لا يعرفون حتى كيفية التعامل مع احتياجات وقوانين أجسامهم المادية، وليس لديهم أي حس سليم على الإطلاق، بل يعتمدون فقط على التصورات والمفاهيم، ولديهم حتى بعض الأفكار المتطرفة ويتبنون بعض الأساليب المتطرفة للتعامل مع أجسامهم المادية، فإن هؤلاء الناس لديهم فهم سخيف. أي نوع من الحق يمكن للناس الذين لديهم مستوى القدرات هذا أن يستوعبوه؟ لدينا علامة استفهام هنا. كيف يطلب الله من الناس أن يعاملوا جسمهم المادي؟ عندما خلق الله الناس، وضع قواعد لهم، لذلك يطلب منك أن تعامل جسمك المادي وفقًا لهذه القواعد. هذا هو المطلب والمعيار الذي يضعه الله للناس. لا تعتمد على المفاهيم، ولا تعتمد على التصورات. هل تفهم؟

تحت غرس وتأثير هذا القول المتعلق بالسلوك الأخلاقي: "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك"، لا يعرف الناس كيفية التعامل مع جسدهم المادي أو كيفية عيش حياة طبيعية. هذا أحد الجوانب. الجانب الآخر هو أن الناس لا يعرفون كيفية التعامل مع موتهم، ولا كيفية العيش بطريقة ذات مغزى. دعونا ننظر إذن في موقف الله تجاه التعامل مع موت الناس. أيًا يكن جانب الواجب الذي يؤدَّى، فإن هدف الله هو أن يفهم الناس الحق خلال أداء واجبهم، وأن يطبِّقوه، وأن يتخلصوا من شخصياتهم الفاسدة، وأن يعيشوا شبه الشخص الطبيعي، وأن يصلوا إلى معيار نيل الخلاص، بدلاً من الإسراع بتهورٍ نحو الموت. حينما يصاب بعض الناس بمرض خطير أو سرطان فإنهم يفكِّرون: "ها هو الله يطلب مني أن أموت وأتخلى عن حياتي، لذلك سأطيع!". في الواقع، لم يقل الله ذلك، ولم تخطر له مثل هذه الفكرة. هذا ليس أكثر من سوء فهم لدى الناس. إذن ماذا يقصد الله؟ يعيش الجميع عددًا معينًا من السنوات، لكن الأعمار مختلفة. يموت الجميع عندما يحكم الله بذلك، في الوقت والمكان المناسبين. كل هذا يُقَدِّره الله. إنه يحكم بذلك وفقًا للوقت الذي قدَّره لانتهاء عمر ذلك الشخص ومكان موته وطريقته، ولا يترك أي شخص يموت بسبب أمر اعتباطي. يعتبر الله حياة الشخص مهمة جدًا، كما أنه يعتبر وفاة الشخص ونهاية حياته المادية مهميْن جدًا. كل هذا يُقَدِّره الله. بالنظر إلى الأمر من وجهة النظر هذه، فسواء كان الله يطلب من الناس أداء واجباتهم أو اتباعه، فإنه لا يطلب من الناس الإسراع بتهورٍ نحو الموت. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن الله لا يطلب منك أن تكون مستعدًا للتخلي عن حياتك في أي وقت من أجل أداء واجبك أو بذل نفسك من أجل الله، أو من أجل إرساليته. لست بحاجة إلى القيام بمثل هذه الاستعدادات، ولست بحاجة إلى أن تكون لديك مثل هذه العقلية، ومن المؤكد أنك لست بحاجة إلى التخطيط أو التفكير بهذه الطريقة، لأن الله لا يحتاج إلى حياتك. لماذا أقول ذلك؟ غني عن القول إن حياتك ملكٌ لله، وهو الذي منحها، فلماذا قد يرغب في استعادتها؟ هل حياتك ثمينة؟ من منظور الله، لا يتعلق الأمر بما إذا كانت ثمينة أم لا، بل يتعلق فقط بالدور الذي تلعبه أنتَ في خطة تدبير الله. فيما يتعلق بحياتك، إذا أراد الله أن يأخذها، فيمكنه فعل ذلك في أي وقت وفي أي مكان وفي أي لحظة. ومن ثَمَّ، فإن حياة أي شخص مهمة لنفسه، وهي مهمة لواجباته والتزاماته ومسؤولياته، وكذلك لإرسالية الله. وهي بالطبع مهمة أيضًا لدوره في خطة تدبير الله الشاملة. على الرغم من أهمية حياتك، فإنَّ الله لا يحتاج إلى أن يأخذها منك. لماذا؟ عندما تُؤْخَذُ حياتك، تصبح شخصًا ميتًا، ولا تصبح لك أي فائدة أخرى. فقط عندما تكون على قيد الحياة، وتعيش بين الجنس البشري الذي يحكمه الله، يمكنك أن تلعب الدور الذي من المفترض أن تلعبه في هذه الحياة، وتتمم المسؤوليات والالتزامات التي من المفترض أن تتممها، والواجبات التي يطلب الله منك القيام بها في هذه الحياة. فقط عندما توجد على هذه الهيئة، من الممكن أن تكون لحياتك قيمة وأن تحقق قيمتها. لذلك، لا تستخدم عبارات مثل "الموت من أجل الله" أو "التخلي عن حياتي من أجل عمل الله"، عرضًا ولا تكررها، أو تحتفظ بها في ذهنك أو في أعماق قلبك؛ فهي غير ضرورية. إذا كان ثمة شخص يرغب باستمرار في الموت من أجل الله، وفي تقديم نفسه والتخلي عن حياته من أجل واجبه، فهذا هو الشيء الأكثر انحطاطًا وتفاهة وحقارة. لماذا؟ إذا انتهت حياتك، ولم تعد تعيش في هذه الهيئة الجسدية، فكيف يمكنك أن تتمم واجبك ككائن مخلوق؟ إذا مات الجميع، فمن سيبقى لله ليُخَلِّصَه من خلال عمله؟ إذا لم يكن هناك بشر يحتاجون إلى الخلاص، فكيف ستُنفَّذ خطة تدبير الله؟ هل سيظل عمل الله لتخليص البشرية موجودًا؟ هل يمكن أن يستمر؟ بالنظر إلى الأمر من هذه الجوانب، أليس من المهم أن يعتني الناس بأجسادهم ويعيشوا حياة صحية؟ أليس الأمر يستحق؟ من المؤكد أن الأمر يستحق، ويجب على الناس أن يفعلوا ذلك. أما بالنسبة لأولئك الأغبياء الذين يقولون عرضًا: "إذا ساءت الأمور، فأنا مستعد للموت من أجل الله"، والذين يمكنهم الاستخفاف بالموت باستهتار، والتخلي عن حياتهم، وإساءة معاملة أجسادهم، فأي نوع من الناس هؤلاء؟ هل هم أناس متمردون؟ (نعم). هؤلاء هم أكثر الناس تمردًا، ويجب احتقارهم وازدراؤهم. عندما يكون شخصٌ ما قادرًا على أن يقول على نحو عرضي إنه مستعدٌ للموت من أجل الله، فيمكن القول إنه يفكِّر عرضًا في إنهاء حياته بنفسه، وفي التخلي عن واجبه، والتخلي عن الإرسالية التي ائتمنه الله عليها، وفي منع كلمات الله من أن تُتمَّم فيه. أليست هذه طريقة حمقاء للقيام بالأشياء؟ قد تتخلى عن حياتك عرضًا وبسهولةٍ وتقول إنك تريد تقديمها إلى الله، لكن هل يحتاج الله منك أن تقدِّمها؟ حياتك في حد ذاتها ملك لله، ويمكن لله أن يأخذها في أي وقت، فما الفائدة من تقديمها له؟ إذا لم تُقَدِّمها ولكن الله كان يحتاج إليها، فهل سيطلبها منك بلطف؟ هل سيحتاج إلى النقاش في الأمر معك؟ لا، لن يفعل. ولكن لمَ قد يريد الله حياتك؟ بمجرد أن يستعيد الله حياتك، لن تتمكن بعدئذٍ من أداء واجبك، وسيصبح هناك شخص مفقود من خطة تدبير الله. هل سيكون سعيدًا بذلك وراضيًا عنه؟ مَنْ سيكون سعيدًا وراضيًا حقًا؟ (الشيطان). ما الذي ستكسبه من التخلي عن حياتك؟ وما الذي يمكن أن يربحه الله بأخذ حياتك؟ إذا فاتتك فرصة الخلاص، فهل هذا مكسب لله أم خسارة؟ (خسارة). بالنسبة إلى الله هذا ليس مكسبًا، بل خسارة. يسمح الله لك، ككائن مخلوق، بالحصول على الحياة واتخاذ مكان الكائن المخلوق من أجل أداء واجب الكائن المخلوق، وبذلك، تكون قادرًا على الدخول في واقع الحق، والخضوع لله، وفهم مقاصده ومعرفته، واتباع مشيئته، والتعاون معه في إنجاز عمله في تخليص البشرية، واتباعه حتى النهاية. هذا هو البر، وهذه هي قيمة وجود حياتك ومعناه. إذا كانت حياتك موجودة لهذا الغرض، وكنت تعيش بصحة جيدة لهذا الغرض، فهذا هو الشيء الأكثر مغزى، وبالنسبة إلى الله، فهذا هو التفاني والتعاون الحقيقيين؛ لأن هذا هو الشيء الأكثر إرضاءً بالنسبة إليه. ما يريد الله أن يراه هو كائن مخلوق يعيش في الجسد متخلِّصًا من شخصيته الفاسدة وسط توبيخه ودينونته، رافضًا عددًا لا يحصى من الأفكار المغلوطة التي يغرسها فيه الشيطان، وقادرًا على قبول الحقائق والمتطلبات من الله، والخضوع بالكامل لسيادة الخالق، وتتميم الواجب الذي ينبغي للكائن المخلوق أن يؤديه وقادرًا على أن يصبح كائنًا مخلوقًا حقيقيًا. هذا هو ما يريد الله أن يراه، وهذه هي قيمة وجود الحياة البشرية ومعناه. ومن ثمَّ، فالموت ليس هو الغاية النهائية لأي كائن مخلوق. إنَّ قيمة وجود الحياة البشرية ومعناه لا تتمثل في الموت، وإنما العيش من أجل الله، والوجود من أجل الله ومن أجل واجب المرء، والوجود من أجل تتميم واجبات الكائن المخلوق ومسؤولياته، واتباع مشيئة الله، وإذلال الشيطان. هذه هي قيمة وجود الكائن المخلوق، وكذلك معنى حياته.

فيما يتعلق بمتطلبات الله تجاه الناس، فإن الطريقة التي يعامل بها الله حياة الناس وموتهم تختلف تمامًا عما يصفه القول "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك"، الذي يرد في الثقافة التقليدية. يريد الشيطان باستمرار أن يموت الناس. إنه يشعر بعدم ارتياح لرؤية الناس على قيد الحياة، ويحاول باستمرار إيجاد طريقةٍ لسلب حياتهم. حالما يقبل الناس من الشيطان الأفكار المغلوطة للثقافة التقليدية، يصبح كل ما يريدونه هو التضحية بحياتهم من أجل بلادهم وأمتهم، أو من أجل حياتهم المهنية، أو من أجل الحب، أو من أجل أسرهم. إنهم ينظرون إلى حياتهم باحتقار باستمرار، وهم مستعدون للموت والتضحية بحياتهم في أي مكان وفي أي وقت، ولا يعتبرون الحياة التي منحها لهم الله أثمن شيء ولا شيئًا يجب الاعتزاز به. ومع عدم قدرتهم على تتميم واجباتهم والتزاماتهم خلال أعمارهم، بينما لا يزالون يمتلكون الحياة التي منحهم الله إياها، يقبلون بدلًا من ذلك مغالطات الشيطان وكلامه الإبليسي، وهم عازمون دائمًا على الخضوع لمهمتهم وبذل قصارى جهدهم حتى يوم احتضارهم، وإعداد أنفسهم للموت من أجل الله في أي وقت. الحقيقة هي أنك إذا مِتَّ حقًا، فإنك لا تفعل ذلك من أجل الله، بل من أجل الشيطان، ولن يتذكرك الله. لأن الأحياء فقط هم الذين يمجدون الله ويقدِّمون الشهادة له، والأحياء فقط هم من يمكنهم اتخاذ المكان المناسب للكائنات المخلوقة وتتميم واجباتهم، ومن ثمَّ لا يخلفون وراءهم أي ندم، ويكونون قادرين على إذلال الشيطان، ويشهدون على الأعمال العجائبية للخالق وعلى سيادته؛ وحدهم الأحياء من يمكنهم القيام بهذه الأشياء. إذا لم تكن تملك الحياة أصلًا، فإن كل هذا لا يعود موجودًا. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). لذلك، فالشيطان من خلال طَرْحِهِ القول المتعلق بالسلوك الأخلاقي: "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك"، يلهو – لا شك – بالحياة البشرية ويدوس عليها. الشيطان لا يحترم حياة الإنسان، بل يلهو بها، مما يجعل الناس يقبلون أفكارًا مثل "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك". إنهم يعيشون بمثل هذه الأفكار، ولا يعتزون بالحياة أو يعتبرون حياتهم ثمينة، ولهذا يتخلون عن حياتهم ببساطة، وهي أثمن الأشياء التي يعطيها الله للناس. هذا فعلٌ غادر وغير أخلاقيّ. ما دمت لم تصل إلى الموعد النهائي الذي قَدَّره الله لك، فينبغي ألا تتحدث باستخفاف عن التخلي عن حياتك، مهما يكن الوقت. ما دام لا يزال لديك نفس، فلا تستسلم، ولا تنبذ واجبك، ولا تتخلَّ عن إرسالية الخالق إليك أو ما قد ائتمنك عليه. لأن حياة أي كائن مخلوق موجودة فقط من أجل الخالق، وفقط من أجل سيادته، وتنظيمه، وترتيباته، وهي أيضًا لا توجد ولا تحقق قيمتها إلا لشهادة الخالق وعمله في تخليص البشرية. يمكنك أن ترى أن وجهة نظر الله عن حياة الإنسان مختلفة تمامًا عن وجهة نظر الشيطان. إذن، من يعتز حقًا بالحياة البشرية؟ (الله). الله وحده، في حين أن الناس أنفسهم لا يستطيعون أن يعتزوا بحياتهم. الله وحده يعتز بالحياة البشرية. على الرغم من أن البشر ليسوا محبوبين أو جديرين بالمحبة، وهم ممتلئون بالقذارة والتمرد والأنواع الكثيرة من الأفكار والآراء السخيفة التي يغرسها الشيطان، وعلى الرغم من أنهم يؤلِّهون الشيطان ويتبعونه، حتى إلى حد معارضة الله، فمع ذلك، بما أن الله هو الذي يخلق البشر، وهو يمنحهم النفس والحياة، فهو فقط الذي يعتز بالحياة البشرية، وهو فقط الذي يحب الناس، وهو فقط الذي يهتم بالبشرية باستمرار ويعتز بها. الله يعتز بالبشر؛ ليس بأجسادهم المادية، بل بحياتهم، لأن البشر الذين منحهم الله الحياة هم فقط الذين يمكنهم في النهاية أن يصبحوا كائنات مخلوقة تعبده حقًا وتقدِّم الشهادة له. الله لديه عمل وإرساليات وتطلعات للناس؛ هذه الكائنات المخلوقة. لذلك، يعتز الله بحياتهم ويثمِّنها. هذه هي الحقيقة. هل تفهم؟ (نعم). لذلك، حالما يفهم الناس مقصد الله الخالق، ألا ينبغي أن تكون هناك مبادئ لكيفية تعاملهم مع حياة أجسادهم المادية، والتعامل مع القوانين والاحتياجات التي تبقى على قيد الحياة بها؟ إلامَ تستند هذه المبادئ؟ إنها تستند إلى كلمات الله. ما هي مبادئ ممارستها؟ على الجانب السلبي، يجب على الناس أن ينبذوا الأنواع العديدة من وجهات النظر المغلوطة التي يغرسها الشيطان فيهم، وكشف وجه المغالطة في آراء الشيطان وإدراكه – مثل القول "اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك" – والتي تخدر الناس وتؤذيهم وتقيِّدهم، وأن ينبذوا هذه الآراء؛ إضافة إلى ذلك، على الجانب النشط، يجب أن يفهموا بالضبط متطلبات الله الخالق للبشرية، وأن يجعلوا كلمات الله أساسًا لكل ما يفعلونه. وبهذه الطريقة، سيتمكن الناس من الممارسة بشكل صحيح دون انحرافات، والسعي حقًا إلى الحق. ما هو السعي إلى الحق؟ (هو أن يرى المرء الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله تمامًا، بحيث يكون الحق معيارًا له). إنَّ تلخيص الأمر في هذه الكلمات صحيح.

اليوم عقدنا الشركة بشكل أساسي عن كيفية التعامل مع الموت، وكذلك كيفية التعامل مع الحياة. يدوس الشيطان على حياة الناس ويدمرها ويسلبها. إنه يضلل الناس ويخدرهم من خلال غرس الأنواع المغلوطة من الأفكار والآراء فيهم، ويجعل الناس يعاملون أثمن ما لديهم – حياتهم – باحتقار، ومن ثمَّ يعطِّل عمل الله ويدمره. أخبروني، إذا أراد جميع الناس في العالم بأسره أن يموتوا، وتمكَّنوا من ذلك ببساطة، ألن يسقط المجتمع في الفوضى؟ هل سيكون من الصعب حينئذٍ على البشر البقاء على قيد الحياة والوجود؟ (نعم). إذن، ما هو موقف الله تجاه حياة الإنسان؟ إنه يعتز بها. يعتز الله بالحياة البشرية ويثمِّنها. ما طريق الممارسة الذي يجب أن يكسبه الناس من كلمات الله هذه؟ خلال أعمارهم، وبينما لا يزالون يتمتعون بالحياة والنفس، وهما أثمن الأشياء التي يمنحها الله، يجب على الناس السعي إلى الحق وفهمه بشكل صحيح، وتتميم واجباتهم ككائنات مخلوقة وفقًا لمتطلبات الله ومبادئه، دون أن يخلِّفوا وراءهم أي ندم، حتى يتمكنوا في يوم من الأيام من تولي مكان الكائنات المخلوقة وتقديم الشهادة للخالق وعبادته. وبذلك، سيعطون لحياتهم قيمة ومعنى، من خلال العيش ليس من أجل الشيطان، بل من أجل سيادة الله، وعمله، وشهادته. تكتسب حياة الناس قيمة ومعنى عندما يمكنهم الشهادة عن أعمال الله وعمله. لكن لا يمكن القول حينئذٍ إن الحياة البشرية قد بلغت وقتها المجيد. ليس من الصواب تمامًا أن نقول هذا، لأن هذا الوقت لم يتم الوصول إليه بعد. حالما تكون قد فهمت الحق حقًا، واكتسبت الحق، واكتسبت معرفة بالله، ويمكنك تولي مكان الكائن المخلوق لعبادة الله، وتشهد عن الله، وعن سيادة الخالق، وأعماله، وعن جوهره وهويته، فإن قيمة حياتك ستكون قد وصلت إلى ذروتها وأقصى حد لها. إنَّ الغرض من قول كل هذا وأهميته هو جعلكم تفهمون قيمة وجود الحياة ومعناه، وكيف يجب أن تعامل حياتك، بحيث تختار المسار الذي يجب أن تسلكه بناءً على ذلك. هذه هي الطريقة الوحيدة لتكون في توافقٍ مع مقاصد الله.

4 يونيو 2022

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.