ماذا يعني السعي إلى الحق (2) الجزء الثاني

لا يرتبط الإيمان بالله بربح النعمة أو تسامح الله وشفقته. بماذا يرتبط إذًا؟ إنه يرتبط بالخلاص. وما علامة الخلاص إذًا؟ ما المعايير التي يطلبها الله؟ ما الذي يتطلبه الأمر للخلاص؟ علاج الشخصية الفاسدة للمرء، فهذا هو جوهر المسألة. ولذا، في نهاية المطاف وعند وضع جميع الحقائق في الاعتبار، إذا لم تُعالَج شخصيتك الفاسدة على الإطلاق مهما كان مقدار ما عانيته أو مقدار الثمن الذي دفعته أو مهما زعمت عن نفسك بأنك مؤمن حقيقي، فهذا يعني أنك لا تسعى إلى الحق. أو يمكن القول إنه نظرًا لأنك لا تسعى إلى الحق، فإن شخصيتك الفاسدة لم تُعالَج. وهذا يعني أنك لم تنطلق بتاتًا في طريق الخلاص، وأن كل ما يقوله الله وجميع العمل الذي يُجريه لخلاص الإنسان لم يحقق شيئًا فيك، ولم يؤدِ إلى أي شهادة منك، ولم يثمر في داخلك. سوف يقول الله: "نظرًا لأنك عانيت ودفعت ثمنًا، فقد منحتك النعمة والبركات والاهتمام والحماية التي تستحقها في هذه الحياة وفي هذا العالم. ولكن لا نصيب لك فيما يستحقه الإنسان بعد الخلاص. لمَ هذا؟ لأنني وهبتك بالفعل ما تستحقه في هذه الحياة وفي هذا العالم، أما ما يستحقه الإنسان بعد الخلاص فلا يوجد شيء لك لأنك لم تنطلق في طريق السعي إلى الحق". أنت لست من بين أولئك الذين سوف يخلصون، ولم تصبح كائنًا مخلوقًا حقيقيًا، والله لا يريدك. لا يريد الله أولئك الذين يكتفون بالعمل والسعي والمعاناة ودفع ثمن من أجله، والذين يؤمنون بالفعل نوعًا ما ولديهم قدر ضئيل من الإيمان ولا شيء أكثر من ذلك. يمكن إيجاد أمثال هؤلاء الناس في كل مكان داخل مجموعات من المؤمنين بالله. بتعبير آخر، يوجد الكثير منهم، أي أولئك الذين يعملون ويكدون من أجل الله، بأعداد تفوق الحصر. إذا كانوا أشخاصًا عيَّنهم الله مسبقًا واختارهم وأعادهم إلى بيت الله، فلن يكون أي منهم غير راغب في العمل والكد من أجله. لمَ هذا؟ لأنه سهل الأداء. ولهذا السبب، يوجد أناس كثيرون يكدون ويتعبون من أجل الله. بل ويوجد أضداد للمسيح وأشرار يمكنهم فعل ذلك أيضًا مثل بولس. ألا يوجد أناس كثيرون مثل بولس؟ (بلى). إذا ذهبت إلى كنيسة ووعظت بهذه الطريقة – "ما دمت على استعداد للسعي والمعاناة ودفع ثمن من أجل الله، سوف يكون إكليل البر في انتظارك" – فهل تعتقد أن أناسًا كثيرين سوف يستجيبون لدعوتك؟ سوف يستجيب كثيرون. ولكن لسوء الحظ، فإن هؤلاء في النهاية ليسوا الأشخاص الذين سوف يُخلِّصهم الله أو الذين يمكن أن يخلصوا. فأمثال هؤلاء الناس يتوانون في مرحلة الكد وليسوا على استعداد إلا للكد من أجل الله. بعبارة أخرى، هؤلاء الناس ليسوا على استعداد إلا لمقايضة تعبهم للحصول على غنى الله ونعمته وبركاته. إنهم لا يرغبون في تغيير أساليب بقائهم على قيد الحياة أو طرق عيشهم أو الأساس الذي يعتمدون عليه للبقاء على قيد الحياة، ولا يريدون قبول دينونة الله وتوبيخه لتغيير شخصياتهم الفاسدة أو السعي إلى الحق لنيل الخلاص. وبطبيعة الحال، يمكنك القول أيضًا إن هؤلاء الناس ليسوا على استعداد إلا للمعاناة ودفع الثمن، وإنهم ليسوا على استعداد إلا لنبذ كل ما لديهم وتقديمه، وإنهم يبذلون كل ما في وسعهم مهما كانت التكلفة، وإنهم مستعدون للتعب بأي طريقة ممكنة. ولكن إذا طلبت منهم أن يعرفوا أنفسهم، ويقبلوا الحق، ويعالجوا شخصياتهم الفاسدة، ويتمردوا على الجسد، ويمارسوا الحق، ويتركوا شرَّهم، ويعودوا إلى الله كما فعل أهل نينوى، ويراعوا كلامه ويعيشوا وفقًا لكلامه، فسوف يكون الأمر صعبًا للغاية عليهم. أليس كذلك؟ (بلى). أليس هذا مزعجًا تمامًا؟ لقد أدى الله الكثير من العمل وتكلم كلامًا كثيرًا، فلماذا يشعر الناس أن السعي إلى الحق في غاية الصعوبة؟ لماذا يكونون دائمًا غير مبالين تجاهه؟ ليست لديهم نية للتغيير إلى الآن، حتى بعد سماع العظات لأعوام. إنهم لم يتوبوا مطلقًا إلى الله بصدق في أعماق قلوبهم، ولم يعترفوا قط أو يقبلوا حقيقة أن لديهم شخصيات فاسدة. وفي آرائهم عن الأشياء وفي أفعالهم، لم يتخلوا قط عن آرائهم الخاصة ولم يسعوا إلى الحق. إنهم لا يتعاملون مع كل أمر بموقف يعكسون فيه وجهات نظرهم ويتوبون إلى الله. ولذلك، يوجد أناس عديدون اختبروا الكثير وأدوا الكثير من العمل وظلوا في واجباتهم لفترة طويلة، لكنهم ما زالوا عاجزين عن تقديم أي شهادة. ليست لديهم أي معرفة أو اختبار بكلام الله إلى الآن، وعندما يتحدثون عن اختبارهم ومعرفتهم بكلام الله، فإنهم يشعرون بالحرج والعجز الشديدين، ويبدون غير أكفاء للغاية. وسبب هذا هو أنهم ليست لديهم معرفة بالحق أو أنهم غير مهتمين به. ومن ناحية أخرى، فإن التعب بسيط وسهل للغاية. ولذا، فإن الجميع على استعداد للكد من أجل الله، لكنهم لا يختارون السعي إلى الحق.

والآن، بعد أن قلنا ذلك، فماذا يعني السعي إلى الحق بالتحديد؟ لقد قلنا الكثير. ألا ينبغي لنا تعريف ماذا يعني السعي إلى الحق؟ هل يمكنكم تعريفه؟ ينبغي أن يكون تعريفًا بسيطًا جدًا، أليس كذلك؟ هل سيخطر لكم إذا اكتفيتم بتأمل الكلام والتفكير فيه ودراسته؟ قد يقول البعض: "السعي إلى الحق موضوع كبير، ولا يمكن التعبير عنه بوضوح في بضع عبارات فحسب. لا أعرف ماذا أقول عنه. ما الكلمات التي يمكن أن تصفه؟ السعي إلى الحق أمر عظيم، ولا شيء يمكنه وصفه وتعريفه كما يليق سوى الكلمات السامية. تلك هي الطريقة الوحيدة لإثارة إعجاب الجميع حقًا!" هل تعتقدون أن هذا هو ما يجب أن يكون عليه الأمر؟ (كلا). عرِّفوا السعي إلى الحق إذًا بلغة الحياة اليومية. (السعي إلى الحق يعني استخدام الحق لعلاج شخصيتنا الفاسدة). هل يُعتبر ذلك تعريفًا؟ هل تتوصل إلى استنتاج بهذا؟ هل من السهل تعريف السعي إلى الحق؟ إن تعريفه ليس بالمهمة السهلة، فأنت تحتاج إلى بذل بعض الجهد للتأمل فيه. ماذا يعني السعي إلى الحق؟ دعونا نحاول تعريفه. إن أفضل ما في اللغة البشرية جميعها هو ما يتسم بالبساطة والعامية والواقعية. لن نتحدث بلغة غريبة أو ببعض الكلمات السامية، بل سوف نتحدث باللغة اليومية للناس العاديين بطلاقة وبطريقة دارجة وسهلة الفهم، حتى يتمكن الناس من فهم ما نقوله فورًا. بخلاف القاصرين أو السذج أو المرضى العقليين العاجزين عن الفهم، فإن أي شخص بالغ يفكر تفكيرًا طبيعيًا سوف يتمكن من فهم اللغة التي نستخدمها بمجرد سماعها. وهذا ما يعنيه أن تكون اللغة عامية، وهي ما تُسمَّى لغة الحياة اليومية. إذًا، ماذا يعني السعي إلى الحق؟ يرى الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا له، فهذا هو ما يعنيه السعي إلى الحق. ذلك هو ما يبدو عليه التعريف الدقيق للسعي إلى الحق. سؤال: ماذا يعني السعي إلى الحق؟ جواب: يرى الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا له. ذلك هو تعريف السعي إلى الحق. إنه بسيط، أليس كذلك؟ قد يقول بعضكم: "لقد كنت تعقد شركة طوال هذا الوقت عن ماذا يعني السعي إلى الحق، في حين أن تعريفه مجرد جملة واحدة. هل هو بتلك البساطة؟" نعم، إنه بهذه البساطة. إنه تعريف بسيط، لكنه يتطرق إلى العديد من الموضوعات ذات الصلة، وتلك الموضوعات ذات الصلة تتطرق جميعها إلى موضوع السعي إلى الحق. تشمل هذه الموضوعات صعوبات الإنسان، وخواطره ووجهات نظره، بالإضافة إلى جميع الأعذار والمبررات والأساليب والمواقف التي لا تُعد ولا تُحصى لدى الإنسان تجاه السعي إلى الحق. يوجد أيضًا موضوع مقاومة الإنسان للسعي إلى الحق ورفضه فعل ذلك، وهذا ما ينتج عن شخصيات الإنسان الفاسدة. وبالطبع، فإن الأشياء التي أخبرتك عنها – أي مسارات السعي إلى الحق وخطواته المتعددة، والطريقة التي يسعى بها المرء إلى الحق، والنتائج التي تتحقق من خلال السعي إلى الحق، وواقع الحق الذي يمكن أن يظهر في الناس الذين يعيشونه – تتطرق أيضًا إلى موضوع السعي إلى الحق. والنتيجة النهائية لهذا هي الشهادة الاختبارية لكلام الله وعمل الله لخلاص الإنسان والتي تنشأ عندما يسعى الناس إلى الحق ويمارسون كلام الله ويختبرونه، فهذه هي النتيجة الأعظم. من سمات مثل هذه الشهادة أنها تشهد لنتائج عمل الله، ومن السمات الأخرى أنها تشهد للآثار الإيجابية التي يمكن رؤيتها في الناس الذين سعوا إلى الحق، وهي أن شخصياتهم الفاسدة قد عولجت بدرجة أكبر أو أقل. ومثال ذلك، فإن الشخص الذي اعتاد أن يكون متكبرًا للغاية وكان متعسفًا ومتهورًا وكان يتصرف كما يشاء، ويتعلم من خلال قراءة كلام الله أن هذه شخصية فاسدة، ثم يمضي لقبول هذا والاعتراف به. إنه يتعرف تدريجيًا على الضرر الذي تُسبِّبه هذه الشخصية الفاسدة للآخرين ولنفسه: فهي من منظور أضيق ضارة بالناس، ومن منظور أوسع تزعج عمل الكنيسة وتعطله وتضره. هذا جزء من النتائج، وهو شيء يتعلمه الإنسان عندما يفهم كلام الله. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعترف بشخصيته الفاسدة بناءً على إعلان كلام الله، وبعد ذلك في المواقف التي يرتبها الله، يصل تدريجيًا إلى التوبة ويتخلى عن أنماط حياته وآفاق سلوكه وأفعاله التي كان يتمسك بها سابقًا. إنه يجد مبادئ ومسارات للممارسة في كلام الله ويتعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الممارسة التي منحه الله إياها. وهذه توبة حقيقية وتغيير حقيقي للمرء، فهو يستطيع السلوك والتصرف بناءً على كلام الله، وفي النهاية يحقق السعي إلى مبادئ الحق كلما تصرَّف، ويعيش جزءًا من واقع اتخاذ كلام الله أساسًا له. وهذا مثال على علاج شخصية متكبرة. والنتيجة النهائية التي تتحقق من هذا هي أن هذا الشخص لا يعود يعيش في التكبُّر، لكنه بدلًا من ذلك يتمتع بالضمير والعقل ويتمكن من طلب مبادئ الحق ويخضع بالفعل للحق. لم يعد ما يمارسه ويعيشه تتحكم فيه شخصيته الفاسدة، لكنه بدلًا من ذلك يتخذ الحق معيارًا له ويعيش واقع كلام الله، وتلك هي النتيجة. ألا تتحقق هذه النتيجة بالسعي إلى الحق؟ (بلى). هذا هو نوع النتيجة التي يحققها السعي إلى الحق لدى المرء. وفي نظر الله، فإن العيش بهذه الطريقة شهادة حقيقية له ولعمله، فهو نتيجة تتحقق عندما يخضع الكائن المخلوق للدينونة والتوبيخ وكشف كلام الله. إنها شهادة حقيقية، وهذا شيء مجيد في نظر الله. أما بالنسبة للإنسان، فهذا بالطبع ليس شيئًا مجيدًا، إذ لا يمكن إلا أن يُسمَّى شيئًا جليلًا ويدعو للافتخار، وهو الشهادة التي يجب أن يمتلكها الكائن المخلوق ويعيش وفقًا لها بعد اختبار عمل الله. إنه تأثير إيجابي يتحقق في الشخص الذي يسعى إلى الحق. كما أن الله ينظر بعين الاعتبار لهذا الاختبار والمعرفة وما يعيشه هؤلاء الناس باعتبارها نتائج يحققها عمله. إنه يعتبر أن هذه شهادة تنتقم بقوة ساحقة من الشيطان. وهذا ما يحبه الله ويُقدِّره.

لقد عرَّفنا للتو ماذا يعني السعي إلى الحق. من خلال هذا التعريف، هل اقتربت وجهة نظركم لمعنى السعي إلى الحق من الواقع؟ (نعم). الآن وبعد أن عرَّفنا السعي إلى الحق بطريقة تفهمونها، كيف ينبغي أن تنظروا إلى مساعيكم السابقة؟ من الممكن أن الغالبية العظمى منكم ليسوا أناسًا يسعون إلى الحق. قد يكون سماع هذا مزعجًا بعض الشيء لكم، أليس كذلك؟ اقرأوا التعريف مرَّة أخرى. (ماذا يعني السعي إلى الحق؟ جواب: يرى الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا له). يمكنكم الآن أن تقولونه بدقة. على أساس مزيد من الدراسة، هل هذا صحيح؟ (نعم). إذا قستم مساعيكم وممارساتكم السابقة بناءً على هذا التعريف، فماذا ستكون النتيجة؟ سوف تتمكنون من معرفة ما إذا كنتم تمتلكون حاليًا واقع الحق أم لا، وسوف تتمكنون من التحقق مما إذا كان سلوككم الحالي هو السعي إلى الحق. هذه ليست طريقة مجردة للتعبير عن الأمر، أليس كذلك؟ إنها لغة عامية، أليست كذلك؟ (بلى). إنها لغة عادية يمكن لأي شخص عادي أن يفهمها. وعلى الرغم من أنه قد يبدو من السهل جدًا فهمه، فإن الناس لديهم مشكلة. ما المشكلة؟ أنهم يشعرون بالضيق والانزعاج بمجرد أن يفهموا التعريف. لماذا هم منزعجون؟ لأنهم يشعرون أن معاناتهم الماضية والأثمان التي دفعوها قد أدينت، وأنهم قدموها عبثًا، وهذا يجعلهم يشعرون بالغضب. سوف يقول بعض الناس بعد سماع هذا: "ذلك إذًا هو تعريف السعي إلى الحق. إذا طبقنا ذلك التعريف، ألم تُهدَر جميع الأثمان التي دفعناها وجميع نفقاتنا السابقة؟ لو لم تضع تعريفًا لما يعنيه السعي إلى الحق، لكنا قد واصلنا التفكير بأننا على ما يرام في مساعينا. أما الآن وقد قدَّمت له هذا التعريف، ألم تُهدَر جميع مساعينا والأثمان التي دفعناها؟ ألم تتحطم جميع أحلامنا في نيل الإكليل والمكافأة؟ عندما نفهم الحق، ينبغي أن ننال البركة وأن تتحقق أحلامنا، فلماذا نُدان الآن بعد أن فهمنا الحق؟ لماذا نعيش يائسين في الظلمة؟ لقد أدين ماضينا وحاضرنا ومن المستحيل معرفة ما سيكونه المستقبل. يبدو أنه ليس لدينا رجاء في البركة". هل ذلك هو الحال؟ هل يصح أن يفكر الناس في الأمر بهذه الطريقة؟ (كلا). هل ينبغي إذًا أن يفكر الناس في الأمر بهذه الطريقة؟ (كلا). ينبغي ألا يفعلوا ذلك. ولكن يوجد شيء واحد جيد في هذا: يمكنك أن تقرأ تعريف السعي إلى الحق هذا مصليًا مرارًا وتكرارًا، ثم تلقي نظرة على ماضيك وتنظر إلى حاضرك وتتطلع إلى مستقبلك. قد تشعر بالضيق، لكن ذلك الشعور يعني أنك لست فاقدًا للحس، فأنت تعرف التفكير في ماضيك وحاضرك ومستقبلك، وتعلم وضع خطط لآفاقك والتفكير فيها والقلق بشأنها والشعور بالغضب فيما يخصها. وذلك أمر جيد، فهو يثبت أنك ما زلت على قيد الحياة، وأنك شخص حي، وأن قلبك لم يمت. أما ما يثير القلق فهو أن يظل الشخص غير مبال مهما كان ما يقال له أو مهما كان وضوح عقد الشركة معه عن طريق السعي إلى الحق. إنه يفكر: "هذه هي طبيعتي. فمن يبالي بما إذا كنت أنال البركة أو تصيبني كارثة؟ أصدر دينونتك واحكم عليَّ وافعل ما تريد!" إنه لا يبالي بالأمر بصرف النظر عما يقال له. وذلك ينذر بالمتاعب. ماذا أقصد بالمتاعب؟ أقصد أنه مهما عقدت شركة معه عن الحق، فإنه لن يفهمها؛ فهو شخص ميت منعدم الروح. ليست لديه فكرة عن أمور مثل الإيمان بالله أو السعي إلى الحق أو الخلاص أو عمل الله لخلاص الإنسان، فهو لا يفهم مثل هذه الأشياء. والأمر أشبه بمحاولة تعليم الغناء لشخص ليست لديه أذن موسيقية أو تعليم مزج الألوان لشخص مصاب بعمى الألوان، فهذا ليس ممكنًا. وعقد الشركة حول هذه الأشياء يخلو من أي معنى أو قيمة، لأنه مهما كان ما تقوله، سواء كان عميقًا أو سطحيًا، وسواء كان محددًا أو عموميًا، فإنه لن يُحدث أي فرق، ولن يشعر بأي شيء على أي حال. إنه مثل أعمى يرتدي نظارات، إذ لا يوجد أي تأثير على بصره سواء ارتدى تلك النظارات أم لا. يقول بعض الناس غالبًا: "حلول الشتاء يؤذن باقتراب الربيع" و"لست خائفًا من الموت، فلماذا أخاف من العيش؟" و"عندما أمضي سيظل كل شيء على حاله". هذه جميعها كلمات لأناس أموات لا روح لهم يعتقدون أنهم ماهرون للغاية. وللتعبير عن ذلك بمصطلحات روحية، فإنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي. أولئك الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي هم أناس أموات، حتى وإن كانوا أحياء. هل يستطيع الموتى فهم كلام الأحياء؟ إنهم يفكرون: "ما علاقتي بهذا الكلام كله عن السعي إلى الحق وآراء المرء عن الأشخاص والأشياء وتصرُّفهم وأفعالهم؟ لست خائفًا من الموت، فلماذا أخاف من العيش؟" من يفكر هكذا انتهى أمره، فهو واحد من الموتى. وذلك هو الحال مع تعريف السعي إلى الحق. مهما كانت المقاصد أو الخطط التي لديك لمسارك المستقبلي بعد قراءة هذا التعريف أو الكيفية التي سوف تتغير بها، فإن ذلك كله يعود إلى سعيك الشخصي. هذه هي الكلمات التي أريد قولها والعمل الذي أحتاج إلى فعله. لقد قلت كل ما كنت أحتاج إلى قوله، وقلت كل ما يجب أن أقوله. إذا كنتم تحبون الحق بالفعل وكانت لديكم الإرادة للسعي إليه، فمن الأفضل أن تقبلوا تعريف السعي إلى الحق الذي قدَّمته باعتباره هدف واتجاه سعيكم عندما يتعلق الأمر بآراء المرء عن الأشخاص والأشياء وتصرُّفهم وأفعالهم أو اتخاذه كمرجع حتى تتمكنوا من الدخول تدريجيًا إلى واقع كلام الله والحق. إذا فعلت ذلك، فعندئذٍ سوف تربح شيئًا بالتأكيد في المستقبل القريب على طريق السعي إلى الحق. قد يقول البعض: "لم يفت الأوان بعد للسعي إلى الحق". هذا غير دقيق، فإذا لم تسع إلى الحق حتى ينتهي عمل الله، فسوف يكون قد فات الأوان بالفعل. كيف يمكن شرح تلك الفكرة؟ يجب أن يحدث السعي إلى الحق قبل انتهاء عمل الله. أي، بتعبير آخر، أن هذه العبارة صحيحة قبل أن يقرع الله الجرس ليُظهر أن عمله قد انتهى. ولكن عندما يكون عمل الله قد انتهى ويقول: "لن أُجري بعد الآن عمل خلاص الإنسان، ولن أتكلم فيما بعد كلامًا يساعد الناس على تحقيق الخلاص أو ينطوي على خلاص الإنسان. لن أتكلم فيما بعد عن مثل هذه الأشياء"، فعندئذٍ يكون عمله قد انتهى حقًا. إذا انتظرت حتى ذلك الحين للسعي إلى الحق، فسوف يكون الوقت قد فات حقًا. وأيًا كان الأمر، إذا بدأت السعي إلى الحق الآن، فسوف يظل لديك الوقت ولا تزال لديك فرصة لنيل الخلاص. من الآن فصاعدًا، ابذل أقصى ما في وسعك لرؤية الناس والأشياء تدريجيًا، والتصرف والفعل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا لك. جاهد لقراءة جميع كلمات الله التي تكشف شخصيات الإنسان الفاسدة وفهمها في فترة زمنية قصيرة، ومارس التأمل في نفسك ومعرفة نفسك، ففعل ذلك له فائدة كبيرة لدخولك إلى الحياة. من بين كلمات الله التي تكشف الشخصيات الفاسدة للبشرية، خذ مثال ذلك تلك الكلمات التي تتطرق إلى شخصية أضداد المسيح. أليست تلك هي الكلمات الأكثر جوهرية؟ (بلى). وماذا ينبغي أن تفعل بهذه الكلمات كأساس لك؟ تدين نفسك؟ تلعن نفسك؟ تُجرِّد نفسك من مستقبلك وقدرك؟ لا، بل عليك استخدامها لمعرفة شخصيتك الفاسدة. لا تحاول الهروب من هذا، فهذا منعطف يجب أن يمر به كل شخص. ماذا يعني أن كل شخص يجب أن يمر به؟ الأمر أشبه تمامًا بالكيفية التي يولد بها كل شخص لأم وأب، ثم يكبر ثم يشيخ ثم يموت. فهذه منعطفات يجب أن يمر بها كل شخص واحدًا تلو الآخر. ما أهمية السعي إلى الحق؟ إنه بمثل أهمية طعام الإنسان وشرابه اليومي. لو توقفت عن الأكل والشرب كل يوم، لما تمكَّن جسدك من البقاء ولما استمرت حياتك. وتعبير "وفقًا لكلام الله" يعني أن عليك أن ترى الناس والأشياء وأن تتصرف وتفعل وفقًا لكلام الله، مما يدفع بدوره تطلعاتك وأساليبك وممارساتك. وبالطبع، فإن تعبير "وفقًا لكلام الله" يعادل تعبير "بحيث يكون الحق معيارًا للمرء". ولذلك، في تعريف السعي إلى الحق، يكفي تعبير "وفقًا لكلام الله" بحد ذاته. لماذا يجب إضافة تعبير "بحيث يكون الحق معيارًا للمرء"؟ لأنه توجد بعض المشكلات المحددة التي لا يتناولها كلام الله. في مثل هذه الحالات، ينبغي أن تطلب مبادئ الحق، وأن ترى الناس والأشياء، وأن تتصرف وتفعل ضمن تلك المبادئ. فبفعل ذلك، سوف تحقق بدرجة حاسمة الدقة المطلقة. وقبل تحقيق الدقة المطلقة، يجب على المرء أن يعرف شخصيته الفاسدة ويعترف بتدفقاته الفاسدة وجوهره الفاسد. وبعد ذلك، يجب أن يتوب بصدق، ومن ثم يُغيِّر نفسه بصدق. لا غنى عن كل من العمليات في هذه السلسلة، تمامًا مثلما يحدث عندما يأكل الشخص: يجب وضع الطعام في فمه ثم يمر عبر المريء إلى معدته، وبعدها يجري هضمه وامتصاصه. فعندئذٍ فقط يمكن أن يدخل إلى الدم تدريجيًا ويصبح التغذية التي يحتاج إليها جسمه. يسعى الناس إلى الحق ويصلوا إلى اعتباره معيارًا لهم، وحينها يمكنهم ممارسة الحق والعيش به والدخول إلى واقع الحق. لا غنى عن أي من العمليات العادية في هذه السلسلة، فهي خطوات إلزامية يجب على كل شخص يسعى إلى الحق أن يتخذها في السعي إلى أي عنصر من عناصر الحق. قد يقول البعض: "لست بحاجة إلى تلك الخطوات والعمليات للسعي إلى الحق. سأسعى إلى الحق مباشرةً فحسب ثم أمارسه وأجعله واقعي". وذلك فهم تبسيطي، ولكن إذا كان بإمكانه تحقيق نتائج، فهو بالطبع طريقة أفضل. إنه يوضح أنك جمعت بالفعل قدرًا معينًا من المعرفة والنجاح بينما تتعرف بانتظام إلى شخصيتك الفاسدة، ولذلك يمكنك الاستغناء عن عمليات الفحص والمعرفة والقبول والتوبة وما إلى ذلك والانتقال مباشرةً إلى طلب مبادئ الحق. ولكي ينتقل الشخص مباشرةً إلى طلب مبادئ الحق، يجب أن يتمتع بقامة معينة. ماذا يعني وجود مثل هذه القامة؟ يعني أن لديه معرفة حقيقية بشخصيته الفاسدة، وأنه عندما لا يفهم الحقائق بشأن شيء ما يصيبه لن يعود بحاجة إلى معرفة نفسه أو التوبة أو إحداث تغيير عكسي في مساره. كل ما يحتاج إليه هو أن يتوصل مباشرةً إلى فهم لمبادئ الحق ثم يمضي في الممارسة وفقًا لها. فذلك يكفي. هذه ليست قامة الشخص العادي، فالشخص الذي يتمتع بمثل هذه القامة اختبر على الأقل عملية دينونة الله وتوبيخه وتأديبه وامتحانه له بقسوة. لقد خضع له وهو بالفعل على الطريق نحو الكمال. لا يحتاج أمثال هؤلاء الناس إلى عمليات مثل معرفة فسادهم ثم الاعتراف به والتوبة وتغيير أنفسهم. ماذا عنكم إذًا؟ هل يحتاج معظمكم إلى البدء بمعرفة أنفسكم؟ إذا كنت لا تعرف نفسك، فلن تكون مقتنعًا، ولن يسهل عليك قبول الحق، ولن تتمكن من التوبة الحقيقية. وإذا لم تتب حقًا، فهل يمكنك الخضوع للحق؟ هل يمكنك الخضوع لله؟ بالتأكيد لا، وفي تلك الحالة لن تكون شخصًا ينال الخلاص.

بعد عقد هذه الشركة، هل لديكم الآن القليل من طريق السعيِ إلى الحق؟ هل لديكم الثقة للسعي إليه؟ (نعم). ذلك جيد، فسوف يكون الأمر مقلقًا إن لم يكن لديكم أي طريق. قد يشعر بعضكم بالسلبية بعد العظة. "لا، إن مستوى قدراتي ضئيل. لقد استمعت للعظة، ولكنني لا أستطيع فهم أي شيء منها، فأنا أفهم قدرًا ضئيلًا من التعاليم. يبدو أنني لا أتمتع بالكثير من الفهم الروحي. أشعر بالفتور بخصوص السعي إلى الحق، وكل ما يمكنني فعله في أداء واجبي هو الكد قليلًا. لديَّ نقائص كثيرة وأنا مليء بالشخصيات الفاسدة. أعتقد أن هذا لا يمكن تغييره، وذلك بالضبط ما سيكون عليه الأمر، إذ يكفيني مجرد كوني عامل". هل يمكن لشخص لديه أفكار سلبية كهذه أن ينطلق في طريق السعي إلى الحق؟ يبدو الأمر خطيرًا نوعًا ما، لأن هذه الأفكار السلبية هي التي تشكل عائقًا هائلًا أمام سعي المرء إلى الحق. وإذا لم يعالجها المرء، فلن يتمكن من السير في هذا الطريق مهما كان جيدًا. لقد فشل بعض الناس وسقطوا مرَّات عديدة على طريق السعي إلى الحق، وينتهي بهم الأمر بالإحباط: "هذا يكفي، فلم أعد بحاجة إلى السعي إلى الحق. وليس مصيري أن أنال البركة. ألم يقلها الله بنفسه: "هل لديك وجه إنسان يمكن أن ينال البركات؟" عندما أنظر إلى المرآة يبدو مظهري عاديًا، فعيناي فاترتان وملامحي غير متناسقة، وليس لديَّ أدنى قدر من التنقية. ومهما نظرت إلى وجهي، فإنني لا أبدو كشخص ينال البركة. إذا لم يكن الله قد عيَّن مسبقًا أن يكون الأمر كذلك، فيمكن للناس السعي بقدر ما يريدون ولن يكون ذلك مفيدًا!" انظر إلى عقلية هؤلاء الناس: كيف يمكنهم الانطلاق في طريق السعي إلى الحق مع وجود فظائع كثيرة في قلوبهم لم تُعالَج بعد؟ إن السعي إلى الحق هو أعظم أمر في الحياة، وأسوأ ما يمكنك فعله هو أن تربطه دائمًا بربح البركات. يجب على المرء أولًا أن يعالج نيته في ربح البركات، وبعد ذلك، سوف يصبح السعي إلى الحق أكثر سلاسة نوعًا ما. عندما يتعلق الأمر بالسعي إلى الحق، فإن الشيء الأهم هو عدم النظر إلى ما إذا كان يوجد أشخاص كثيرون على هذا الطريق، وعدم اتباع ما تختاره الأغلبية، بل التركيز فحسب على السعي لتلبية متطلبات الله والاقتداء ببطرس. الشيء الأهم هو أن ترى الحاضر بوضوح وتعيش فيه، وأن تعرف الشخصية الفاسدة التي تتدفق منك حاليًا، وأن تطلب فورًا وحالًا الحق لعلاجها بتشريحها أولًا ومعرفتها جيدًا ثم التوبة إلى الله. وعندما تتوب، فإن ممارسة الحق في غاية الأهمية، فهي الطريقة الوحيدة لتحقيق نتائج فعلية. إذا اكتفيت بالقول لله: "يا إلهي، أنا على استعداد للتوبة. أنا آسف، فقد كنت مخطئًا. سامحني من فضلك!"، واعتقدت أن هذا هو كل ما عليك فعله لربح استحسان الله، فهل سينجح ذلك؟ (كلا). إذا كنت دائمًا على استعداد لتقول لله: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا"، على أمل أن يقول الله لك عندما تفعل ذلك: "لا بأس. استمر"، وإذا كنت تعيش دائمًا في هذا النوع من الظروف، فلن تتمكن من الدخول إلى الحق. كيف ينبغي أن تصلي وتتوب إلى الله إذًا؟ هل يوجد طريق؟ كل من لديه اختبار عن هذا يمكنه التحدث قليلًا عنه. لا أحد؟ يبدو أنكم في الأحوال الطبيعية لا تصلون صلوات التوبة أبدًا ولا تعترفون بخطاياكم وتتوبون إلى الله. ولذلك، كيف ينبغي أن تتخلوا عن رغباتكم ونواياكم؟ كيف ينبغي علاج فسادكم؟ هل لديكم طريق للممارسة؟ مثال ذلك، إذا لم يكن لديك طريق لعلاج شخصية متكبرة، فينبغي أن تصلي إلى الله هكذا: "يا إلهي، لديَّ شخصية متكبرة، فأنا أعتقد أنني أحسن من الآخرين، وأفضل من الآخرين، وأذكى من الآخرين، وأريد أن أجعل الآخرين يفعلوا ما أقول. وهذا يخلو تمامًا من الإدراك. لماذا لا أستطيع التخلي عنه رغم علمي أنه التكبُّر؟ أتوسل أن تؤدبني وتعاتبني، فأنا على استعداد للتخلي عن تكبُّري ومقاصدي لطلب مقاصدك بدلًا من ذلك. أنا على استعداد للاستماع إلى كلامك وقبوله على أنه حياتي والمبادئ التي أتصرف وفقًا لها. أنا على استعداد للعيش وفقًا لكلامك. أتوسل إليك أن ترشدني، وأبتهل إليك أن تساعدني وتقودني". هل يوجد موقف خضوع في هذه الكلمات؟ هل توجد رغبة للخضوع؟ (نعم). قد يقول البعض: "الصلاة مرَّة واحدة لا تنفع. عندما يصيبني شيء ما، فإنني ما زلت أعيش بشخصيتي الفاسدة، وما زلت أريد أن أكون مسؤولًا". في تلك الحالة، واصل الصلاة: "يا إلهي، أنا متكبر للغاية ومتمرد للغاية! أتوسل إليك أن تؤدبني وأن توقف فعلي للشر فورًا وأن تكبح شخصيتي المتكبرة. أتوسل إليك أن ترشدني وتقودني حتى أعيش حسب كلامك وأتصرف وأمارس حسب كلامك ومتطلباتك". امثل أمام الله أكثر في الصلاة والدعاء ودعه يعمل. كلما كان كلامك وقلبك أكثر صدقًا، زادت رغبتك في التمرد على جسدك وعلى نفسك. وعندما يطغى هذا على رغبتك في التصرف وفقًا لإرادتك، فإن قلبك سوف يُغيِّر نفسه تدريجيًا. وعندما يحدث ذلك، سوف يوجد رجاء لك لممارسة الحق والتصرف وفقًا لمبادئ الحق. عندما تصلي، لن يقول الله لك أي شيء ولن يشير لك بأي شيء أو يعدك بأي شيء، لكنه سيفحص قلبك والنية من وراء كلامك، وسيلاحظ ما إذا كان ما تقوله صادقًا وصحيحًا وما إذا كنت تتضرع وتصلي إليه بقلب صادق أم لا. عندما يرى الله أن قلبك صادق، فإنه سيقودك ويرشدك كما طلبت وصليت إليه، وبالطبع، سوف يوبخك ويؤدبك. عندما يتمم الله ما تضرعت من أجله، سوف يستنير قلبك ويتغير نوعًا ما. وعلى العكس من ذلك، إذا كانت صلواتك وتضرعاتك إلى الله غير صادقة، ولم تكن لديك رغبة حقيقية في التوبة، لكنك تحاول فقط إرضاء الله بطريقة روتينية وتخدعه بكلامك، فعندما يكون الله قد فحص قلبك لن يفعل لك شيئًا وسوف يزدريك. وفي ظل هذه الظروف، لن تشعر أيضًا أن الله يقول لك أي شيء أو يفعل أي شيء أو يتخذ أي إجراء على الإطلاق، لكن الله لن يُجري أي عمل فيك لأنك غير صادق في قلبك. وعندما لا يعمل الله، ماذا سيحدث؟ سوف يحدث ما كنت تقصده تمامًا. سيفتقر قلبك إلى الرغبة في التوبة، ولن يكون قد تغير على الإطلاق. وهكذا، في تلك البيئة وفي الحدث الذي أصابك، سوف يظل ما تفعله خاضعًا للإرادة البشرية والشخصيات الفاسدة بدلًا من أن يكون مبنيًا على مبادئ الحق. سوف تظل تتصرف وتمارس وفقًا لما تريده وترغبه. وسوف تكون آخرة صلواتك إلى الله هي نفسها كما كانت قبل الصلاة، فلن يوجد أي تغيير. ستظل تفعل ما تريد من دون أن تُغيِّر نفسك على الإطلاق. وهذا يعني أنه في عملية السعي إلى الحق تكون جهود الناس الذاتية مهمة، كأهمية ما إذا كانوا يفهمون الحق. وفي الوقت نفسه، عندما يفهم الناس الحق ويرغبون في ممارسته لكنهم يجدون صعوبة في فعل ذلك، يجب عليهم الاتكال على الله وتقديم قلوبهم وصلواتهم الصادقة. ذلك مهم جدًا أيضًا، فجميع هذه الأشياء لا غنى عنها. إذا كان كل ما تفعله هو الصلاة إلى الله بطريقة عابرة سطحية قائلًا: "يا إلهي، لقد كنت مخطئًا، أنا آسف"، وإذا كنت لا مباليًا مع الله في قلبك مثلما تكون في كلام صلاتك، فلن يُجري الله أي عمل ولن يبالي بك. وإذا قلت: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا"، فلن يقول الله بالتأكيد: "لا بأس". نظرًا للكلمات العابرة السطحية التي قلتها لله، سوف يسألك: "بأي طريقة كنت مخطئًا؟ ماذا تنوي أن تفعل؟ هل ستتوب؟ هل ستنبذ شرَّك وتُغيِّر نفسك؟ هل ستتخلى عن إرادتك ومقاصدك ومصالحك وتسرع لتغيير نفسك؟ هل يمكنك عقد العزم على تغيير نفسك؟" قد لا تسمع الله يطلب منك أي شيء أثناء حدوث هذا، ولكن إذا قلت لله: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا"، فسوف يكون موقف الله من خلال منظوره هو كما قلت للتو: سوف يسألك مستخدمًا هذا الكلام. كيف سيسألك؟ سوف يستمر في مراقبة ما تفعله والخيارات التي تتخذها بعد أن تقول: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا". وسوف يتطلع ليرى ما إذا كانت لديك توبة حقيقية مصدرها الاعتراف الصادق بفسادك وكرهك له. سوف ينظر الله ليرى موقفك تجاهه، وموقفك تجاه الحق، وكيفية نظرتك إلى شخصيتك الفاسدة وآرائك عنها، وما إذا كنت تنوي التخلي عن آرائك وطرقك الخاطئة. سوف ينظر في اختياراتك، وفيما إذا كنت تختار السير في طريق السعي إلى الحق، والطريقة التي ينبغي أن تتصرف بها والمبادئ التي يجب عليك التمسك بها من ذلك الوقت فصاعدًا، وما إذا كان يمكنك ممارسة الحق والخضوع لله. سوف يرصد الله كل حركة وكل نية وخيار لديك، وبينما يفعل ذلك، سوف ينظر ليرى ما إذا كانت الأشياء التي تفعلها بعد اتخاذ تلك الخيارات هي حقًا أفعال توبة وأنك تُغيِّر نفسك، فتلك هي المسألة الحاسمة.

بمجرد أن يختار الناس التوبة، كيف يمكنهم تغيير أنفسهم؟ بالتخلي عن رغباتك وخواطرك وآرائك وطرقك القديمة في فعل الأشياء لممارسة الحق والتغيير الحقيقي. ذلك هو ما يعنيه تغيير نفسك حقًا. إذا كنت تكتفي بالادعاء بأنك على استعداد لتغيير نفسك، لكنك في قرارة نفسك ما زلت متمسكًا برغباتك الخاصة وتنبذ الحق وتستمر في طرقك القديمة، فأنت لا تُغيِّر نفسك حقًا. وإذا كان كل ما تقوله لله عندما تصلي هو: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا"، لكنك في كل سلوكك اللاحق ما زلت تتخذ قرارات وتتصرف وتمارس وتعيش وفقًا لإرادتك الخاصة، وكنت تخالف الحق في جميع هذه الأشياء، فكيف ينبغي تعريفك من خلال منظور الله؟ أنت لم تُغيِّر نفسك. سوف يقول الله على أقل تقدير إنك لا تنوي تغيير نفسك. قد تقول لله: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا"، لكن هذه مجرد كلمات عابرة، وهي ليست توبة واعترافًا ينبعان من أعماق قلبك. إنها لا تعكس موقف الاعتراف بالخطأ والتوبة، فما هي سوى كلمات جوفاء. لا يستمع الله إلى ما تقوله، فهو ينظر إلى ما تفكر فيه وتخطط له وتدبره. وعندما يرى الله أن أساس أفعالك ومبادئها ما زال معارضًا للحق، سوف يُصدر بحقك حكمًا صادقًا وفعليًا ودقيقًا. سوف يقول: "أنت لم تُغيِّر نفسك، ولا تُغيِّر نفسك". وعندما يقول الله هذا ويصدر هذا الحكم بحقك، لن يعود يُشغِل نفسه بك. وعندما لا يُشغِل الله نفسه بك، سيكون قلبك معتمًا في الأيام التالية، وستفتقر إلى الاستنارة والإضاءة في كل ما تفعله، ولن تكون مدركًا على الإطلاق عندما تتدفق منك شخصية فاسدة ولن تُؤدَّب عليها. سوف تستمر في أن تكون بليدًا منعدم الحس، وسوف تشعر بالخواء وأنه ليس لديك ما تتكل عليه. والأسوأ من ذلك كله، سوف تستمر في الانغماس في سلوكك التعسفي المتهور، وسوف تواصل ترك شخصيتك الفاسدة تتضخم وتنمو من دون رقابة. ذلك هو ما سيحدث. وماذا ستكون العاقبة النهائية للشخص الذي يتصرف بهذه الطريقة؟ عندما يتخلى الشخص عن الحق، فإن العاقبة التي يجلبها على نفسه هي أن الله لن يُشغِل نفسه به. سوف تتمكن من الشعور بذلك، على الرغم من أن الله قد لا يقول لك أي شيء أو يشير لك بوضوح إلى أي شيء. بناءً على خواطرك وأفكارك وحالاتك الحقيقية وموقفك من الحق، سوف يتضح أن وضعك بالإجمال وضع بلادة وانعدام للحس وعناد ومظاهر أخرى من هذا القبيل. وهذه الأشياء تنعكس في الناس. ولذلك، بعد مقارنة حياتكم الواقعية والأشياء التي تمارسونها بهذا، قد ترغبون في دراسة ما يلي أو فحصه: عندما لا تكون قد رجعت إلى الله على الإطلاق، قد تقول له الكثير من الكلمات المعسولة اللطيفة، ولكن ما نوع حالتك ووضعك عندما تفعل ذلك؟ وعندما تكون قد غيَّرت نفسك بالفعل، فعلى الرغم من أنك قد لا تصلي إلى الله بكلمات لطيفة أو معسولة، بل تتحدث قليلًا من قلبك، فما نوع حالتك ووضعك حينئذٍ؟ الحالتان في غاية الاختلاف. قد لا يشير الله بوضوح إلى أي شيء للناس في حياتهم اليومية أو يتحدث إليهم بكلمات واضحة، ولكن ينبغي أن يتمكن الناس من الشعور في حياتهم اليومية بعمل الروح القدس وبكل ما يفعله الله وبكل مقصد يرغب في التعبير عنه. وبطبيعة الحال، يمكن للناظرين اكتشاف هذه الأشياء أيضًا. فالشخص الذي كان بليدًا غبيًا قد يصبح فجأةً ذكيًا، والشخص الذي يكون ذكيًا في العادة قد يصبح فجأةً بليدًا وغبيًا وعديم الجدوى. يمكن أن يحدث هذان الوضعان أو هاتان الحالتان في الوقت نفسه لدى شخص واحد أو لدى أناس مختلفين، فهذا أمر يحدث كثيرًا. ومن هذا، يمكن للمرء أن يرى أنه في حالات كثيرة لا يتعلق كون الشخص ذكيًا أو أحمق بعقله أو خواطره أو مستوى قدراته، لكن الله يحدد هذا. هل ذلك واضح؟ (نعم). لن تفهم هذه الأشياء أبدًا ما لم تختبرها، فسوف تعرف بمجرد أن تختبرها، وكلما تعمّق اختبارك لها، كان فهمك أكثر شمولًا وتعمّق تقديرك لها. تكمن مقاصد الله في أفعاله، فهو لن يعطيك إشارة واضحة عنها ولن يخبرك صراحةً عنها أو يتحدث إليك عنها، لكن هذا لا يعني أنه ليس لديه أي موقف تجاهك. وهذا لا يعني أن الله ليست لديه آراء حول أي من الخواطر أو الأفكار أو الحالات أو المواقف التي لديك. عندما يضمر شخص نواياه وخططه الشخصية عندما يصيبه شيء ما، وعندما تتدفق منه بوضوح شخصية فاسدة، فإن هذه بالضبط هي اللحظات التي يحتاج فيها إلى التأمل في نفسه وطلب الحق، كما أنها أيضًا لحظات حاسمة عندما يمحّص الله ذلك الشخص. وبالتالي، فإن اللحظات الأشد كشفًا للشخص هي ما إذا كان يمكنه السعي إلى الحق وقبوله وتقديم التوبة الصادقة. ففي مثل هذه الأوقات، ينبغي أن تعترف بأن لديك شخصية فاسدة وأن تكون على استعداد للتوبة حقًا. ينبغي أن تعلن إعلانًا صادقًا لله بدلًا من أن تقول له بعدم مبالاة: "يا إلهي، أنا آسف، فقد كنت مخطئًا". فالله ليس بحاجة إلى عدم مبالاتك، بل إلى موقف توبة صادقة. إذا كانت لديك صعوبات، فسوف يساعدك الله ويرشدك ويقودك خطوة بخطوة في تغيير نفسك نحو طريق قبول الحق والسعي إليه. وبالطبع، إذا كانت توبتك ليست سوى كلام، أو إذا كنت تنوي التوبة وتتمنى التخلي عن نواياك ورغباتك، لكنك لست مخلصًا في ذلك وليست لديك الإرادة لفعل ذلك، فإن الله لن يجبرك. عندما يتعلق الأمر بالله، لا توجد "ضرورة" في موقفه تجاه الإنسان، فالله يمنحك الحرية والاختيار وينتظر. ماذا ينتظر؟ إنه ينتظر ليرى أي خيار ستتخذه في النهاية وما إذا كنت تنوي التوبة. وإذا كنت تنوي التوبة، فمتى ستفعل ذلك؟ وكيف ستظهر توبتك؟ إذا كنت تنوي التوبة وترغب في فعل ذلك لكنك ما زلت تحاول حماية مصالحك عندما تتصرف وما زلت لا ترغب في فقدان مكانتك، فمن الواضح أنك لست تائبًا حقًا ولست مخلصًا بخصوص ذلك. إنك ترغب فحسب في التوبة نوعًا ما، لكنك لست تائبًا حقًا. هل سيعمل الله فيك إذا كنت تنوي التوبة فحسب لكنك لست تائبًا حقًا؟ لن يفعل ذلك. سوف يقول: "متى تنوي التوبة؟" لن تعرف ذلك. هل سيسألك الله مرَّة أخرى؟ لا، فسوف يقول: "إذًا أنت لست تائبًا حقًا. سوف أنتظر فحسب". قد لا تنوي التوبة، أو لا ترغب في التوبة أو التخلي عن مكانتك ومصالحك. فليكن. الله يمنحك الحرية، ويمكنك اتخاذ أي خيار تريده. لن يجبرك الله. ولكن توجد حقيقة واحدة يجب أن تراعيها، مثل أهل نينوى. إذا لم تُغيِّر نفسك وتتب، فما النتيجة؟ سوف تُدمّر. إذا كنت في الوقت الحالي تكتفي بنية التوبة، لكنك لم تتخذ أي إجراء حقيقي نحو التوبة، فلن يُشغِل الله نفسه بك. لماذا لن يُشغِل نفسه بك؟ يقول الله: "أنت غير صادق ولا تعلن عن موقفك ولا يزال قلبك مترددًا". قد تقول بعد لحظة من التفكير إنك على استعداد للتوبة، لكن تلك مجرد خاطرة لديك، أي عبارة جوفاء من دون أي فعل أو أي خطة ملموسة. ولهذا السبب، يقول الله: "سوف أضع أمثالك جانبًا. فأنا لن أشغل نفسي بك. افعل ما تشاء!" عندما تدرك ذات يوم هذا: "كلا، أنا بحاجة إلى التوبة"، فكيف ينبغي أن تفعل ذلك؟ لن ينخدع الله بكلامك هذا وينطلق اعتباطًا إلى العمل قائلًا: "إنه ينوي التوبة، ولذلك عليَّ الآن أن أباركه، أليس كذلك؟" لن يفعل الله ذلك. ماذا سيفعل؟ سوف يفحصك. أنت تنوي التوبة وترغب في التوبة وتنشدها أقوى نوعًا ما من ذي قبل، ولكن من يعلم كم من الوقت سيمضي قبل أن تتوب بالفعل. إن لم تكن قد اتخذت خطوات ملموسة أو لم تكن لديك خطة فعلية لممارسة التوبة، فتلك ليست توبة صادقة. ينبغي عليك اتخاذ إجراء فعلي. وبمجرد أن تتخذ إجراءً فعليًا، سيكون عمل الله هو التالي. ألا توجد مبادئ لعمل الله ومعاملته للناس؟ عندما ينطلق الله إلى العمل، يربح الشخص الاستنارة وتشرق عيناه ويتمكن من فهم الحق والدخول إلى الواقع وتتضاعف أرباحه مائة ضعف وألف ضعف. وبمجرد أن يحدث هذا، فإنك تتبارك حقًا. ما الأساس الذي يجب أن يستند عليه الناس إذًا لتحقيق هذه الأشياء؟ (القدرة على التوبة حقًا). ذلك صحيح، فعندما يتخلى الناس حقًا عن مصالحهم ورغباتهم الخاصة، وعندما يتوبون بصدق إلى الله – أي يتوقفون عن عمل الشر فورًا ويتخلون عن شرَّهم وشهواتهم ومقاصدهم ويعترفون لله ويقبلون متطلبات الله وكلامه – سوف يبدأون حينها في الدخول إلى حقيقة تغيير أنفسهم. وهذه وحدها هي التوبة الحقيقية.

لقد عقدنا للتو شركة عن المشكلات التي توجد كثيرًا في سياق سعي الإنسان إلى الحق، والمشكلات التي يمكن لمن يسعون إلى الحق إدراكها ومعرفتها. إنها المشكلات نفسها التي يجب علاجها. ربما لم نفسّر هذه المشكلات أو نشرّحها كثيرًا في الماضي، وربما لم نتوصل حتى إلى أي استنتاجات واضحة عنها، ولكن فيما يخص كل خطوة من الخطوات التي يختبرها الإنسان في عملية السعي إلى الحق ومختلف السلوكيات والحالات التي تكون لديه خلال هذه العملية، فإن الله لديه كلمات وأعمال مقابلة ولديه طرق وأساليب مناسبة للتعامل معها وعلاجها. يمكن للناس اختبار قدر قليل من جميع هذه الأشياء وفهمه. ينبغي ألا يسيئوا فهم الله أو يضمروا أي مفاهيم أو تصورات عن الله لا تتناسب مع الواقع. وبالإضافة إلى ذلك، يمنح الله الناس ما يكفي من الحرية وتفويض الحق في اتخاذ خيارات فيما يتعلق بكل خطوة وكل طريقة عمل وكل طريقة ممارسة مرتبطة بالسعي إلى الحق، فهو لا يجبر الناس. وعلى الرغم من أن هذه الكلمات والمتطلبات مطبوعة في صورة نصوص ومنطوقة بلغة واضحة ودقيقة، فإن الأمر متروك لكل شخص لاتخاذ قراره الحر فيما يخص كيفية التعامل مع هذه الحقائق، فالله لا يجبر الناس. إذا كنت على استعداد للسعي إلى الحق، فعندئذٍ يكون لديك رجاء لنيل الخلاص. وإذا كنت غير راغب في السعي إلى الحق وكنت لا تهتم بهذه الحقائق وتتجاهلها، وإذا لم تكن مهتمًا على الإطلاق بهذه الطرق لممارسة السعي إلى الحق، فلا بأس بذلك أيضًا. لن يجبرك الله. ولا بأس أيضًا إذا لم تكن على استعداد إلا للتعب. ما دمت لا تنتهك المبادئ، سوف يسمح لك بيت الله باتخاذ خيارك. على الرغم من أن السعي إلى الحق مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق الخلاص ووثيق الصلة به، فإن الناس غير المهتمين بالسعي إلى الحق والذين ليست لديهم خواطر تجاهه أو نية لفعل ذلك ولا أي خطط لذلك ليسوا بالقليلين. هل هؤلاء الناس مدانون إذًا؟ ليس تمامًا. إذا استوفى هؤلاء الأشخاص متطلبات بيت الله في أداء واجباتهم، فيمكنهم الاستمرار في أداء واجباتهم فيه. لن يسلب بيت الله حقك في أداء واجب نظرًا لأنك لا تسعى إلى الحق. لكن أداء المرء لواجبه بهذه الطريقة قد جرى تصنيفه إلى يومنا هذا على أنه "تعب". وكلمة "التعب" كلمة مهذبة لوصف ذلك. إنه المصطلح الذي يستخدمه بيت الله، ولكن يمكن في الواقع تسميته ببساطة "أداء عمل". قد يقول بعضكم: "عندما تؤدي عملًا فإنك تحصل على أجر مدفوع". نعم، يمكنك الحصول على أجر مقابل أداء عمل ما. ما أجرك إذًا؟ جميع النعم التي منحك الله إياها، فذلك هو أجرك. وفيما يخص السعي إلى الحق، فإن أيًا كان ما تنوي عمله أو تخطط لعمله أو تتمنى عمله، يمكنني أن أخبرك بوضوح الآن أنك حر. يمكنك السعي إلى الحق، وذلك جيد. وإذا لم تسعَ، فلا بأس بذلك أيضًا. لكن آخر شيء سأقوله لكم هو أنه لا يمكن للمرء نيل الخلاص إلا من خلال السعي إلى الحق. إذا كنتم لا تسعون إلى الحق، انعدم رجاؤكم في نيل الخلاص. وتلك هي الحقيقة التي أخبركم بها. يجب إخباركم بهذه الحقيقة بحيث تكون لها علامة واضحة وصريحة ودقيقة ومميزة في قلوبكم وبحيث تعرفوا بوضوح في قلوبكم الأساس الذي يستند عليه رجاء الخلاص. إذا رضيت بمجرد التعب قائلًا لنفسك: "الأمور على ما يرام إذا تمكنت فحسب من أداء واجبي ولم أتعرض للطرد من بيت الله. لست مضطرًا لإزعاج نفسي بشيء صعب مثل السعي إلى الحق"، فهل ستصمد وجهة نظرك هذه؟ على الرغم من أنك ما زلت تؤمن بالله الآن أو تؤدي واجبًا، فهل أنت واثق من أنه يمكنك اتباع الله إلى النهاية؟ مهما كان الأمر، فإن السعي إلى الحق أمر عظيم في الحياة، فهو أهم من الزواج وإنجاب الأطفال، وأهم من تربية أبنائك وبناتك، وأهم من عيش حياتك وصنع ثروتك، بل وأهم من أداء واجب والسعي وراء تكوين مستقبل في بيت الله. عند وضع جميع الأمور في الاعتبار، فإن السعي إلى الحق أهم شيء على طريق حياة الشخص. وإذا لم يكن قد نشأ فيكم بعد اهتمام بالسعي إلى الحق، فلن يصدر أحد حكمًا عليكم ويقول إنكم لن تسعوا إلى الحق في المستقبل. وأنا أيضًا لن أصدر حكمًا عليكم وأقول إنكم إذا لم تسعوا إلى الحق الآن فلن تفعلوا ذلك أبدًا في المستقبل. فذلك ليس هو الواقع. لا توجد مثل هذه العلاقة المنطقية، وهذه ليست هي الحقيقة. مهما يكن الأمر، آمل أن تتمكنوا في المستقبل القريب أو حتى في هذه اللحظة بالذات من أن تنطلقوا في طريق السعي إلى الحق وتصبحوا أناسًا يسعون إلى الحق وتُحسَبوا ضمن أولئك الذين لديهم رجاء في الخلاص.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.