كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 457

2020 سبتمبر 6

حين يتم التكلُّم عن العمل، يعتقد الإنسان أن العمل هو الركض مجيئًا وذهابًا من أجل الله، والوعظ في كُلّ الأماكن والتضحية في سبيل الله. وعلى الرغم من أن هذا المعتقد صحيحٌ، فإنه أحاديّ الاتّجاه للغاية؛ ما يطلبه الله من الإنسان ليس فقط رحلة مجيئًا وذهابًا من أجله؛ بل بالأحرى الخدمة والعطاء في الروح. العديد من الإخوة والأخوات لم يُفكِّروا قطّ بالعمل من أجل الله حتَّى بعد العديد من سنوات الاختبار؛ لأن العمل كما يتصوَّره الإنسان يتنافى مع العمل الذي يطلبه الله. لذلك، ليس لدى الإنسان أيّ اهتمامٍ فيما يتعلَّق بالعمل، وهذا بالتحديد هو السبب وراء أن دخول الإنسان أيضًا أحاديّ الاتّجاه تمامًا. يجب عليكم جميعًا أن تبدأوا في الدخول من خلال العمل من أجل الله، حتّى يمكن أن تختبروا جميع جوانبه اختبارًا أفضل. هذا ما يجب عليكم الدخول فيه. لا يشير العمل إلى الركض مجيئًا وذهابًا من أجل الله، بل يشير إلى ما إذا كانت حياة الإنسان وما يعيشه الإنسان هو من أجل مسرَّة الله أم لا. يشير العمل إلى الإنسان الذي يستخدم أمانته تجاه الله ومعرفته بالله لكي يشهد له ويخدم البشر. هذه هي مسؤوليَّة الإنسان وهذا هو ما يجب على كُلّ البشر إدراكه. بمعنى آخر، دخولك هو عملك؛ أنت تطلب الدخول أثناء مسار عملك من أجل الله. اختبار الله لا يعني أن تكون قادرًا على أن تأكل وتشرب من كلمته فحسب؛ بل الأهمّ أنه ينبغي عليك أن تكون قادرًا على الشهادة له، وخدمته، وخدمة ومعونة الإنسان. هذا هو العمل وهو أيضًا دخولك؛ هذا ما يجب على كُلّ إنسانٍ تحقيقه. يوجد العديد ممَّن يُركِّزون فقط على القيام برحلةٍ مجيئًا وذهابًا من أجل الله، والوعظ في كافة الأماكن، ومع ذلك يغفلون عن اختبارهم الشخصيّ ويهملون دخولهم في الحياة الروحيَّة. هذا هو ما يجعل أولئك الذين يخدمون الله يصيرون هم الذين يقاومونه. على مدى العديد من السنوات، كان أولئك الذين يخدمون الله والإنسان يعتبرون ببساطةٍ أن العمل والوعظ هما الدخول، ولم يأخذ واحدٌ منهم اختباره الروحيّ الشخصيّ كدخولٍ هامّ، بل يستفيدون من تنوير عمل الروح القدس ليُعلِّموا آخرين. وأثناء الوعظ، يُثقل كاهلهم بصورةٍ أكبر ويستقبلون عمل الروح القدس، ومن خلال هذا يطلقون صوت الروح القدس. آنذاك، أولئك الذين يعملون يعتدون بأنفسهم ويشعرون بالرضا الذاتيّ، كما لو كان عمل الروح القدس هو اختبارهم الروحيّ الشخصيّ؛ ويشعرون أن كُلّ الكلمات التي يقولونها أثناء ذلك الوقت وكأنها تخرج منهم شخصيًّا وأيضًا كما لو كان اختبارهم الشخصيّ ليس بالوضوح الذي وصفوه. وبالإضافة إلى ذلك، ليست لديهم فكرةٌ عمَّا ينبغي أن يقولوه قبل أن يتكلَّموا، ولكن حين يعمل الروح القدس فيهم، يكون لديهم تدفُّقٌ غير مُتوقِّفٍ ومستمرّ من الكلمات. بعد أن تعظ مرَّةً بهذه الطريقة، ستشعر أن قامتك الفعليَّة ليست بالصغر الذي اعتقدته. وبعدما يعمل الروح القدس بالمثل فيك عدَّة مرَّاتٍ، ستُقرِّر بعدها أن لديك قامةً بالفعل وتعتقد خطأً أن عمل الروح القدس هو دخولك وكيانك. حين يكون لديك هذا الاختبار بصورةٍ مُستمرَّة، تصير متهاونًا بشأن دخولك. ثم تصبح بعد ذلك كسولاً دون أن تلاحظ أو تولي أهميَّةً مطلقًا لدخولك. لذلك حين تخدم الآخرين، ينبغي عليك أن تُميِّز بوضوحٍ بين قامتك وبين عمل الروح القدس. سيُسهِّل هذا دخولك بصورةٍ أفضل ويفيد اختبارك. وإن اعتبار الإنسان لعمل الروح القدس كاختباره الشخصيّ هو بداية انحلال الإنسان. ولذلك، فأيًّا كان الواجب الذي تُؤدِّيه، ينبغي عليك أن تنظر لدخولك كدرسٍ رئيسيّ.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (2)

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر