الملحق الخامس: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثاني) القسم الثاني
ثالثًا: جوهر شخصية أضداد المسيح
لا يزال التركيز في شركة اليوم منصبًا بالأساس على تلخيص ماهية جوهر شخصية أضداد المسيح. من بين الشخصيات الفاسدة الستّة للبشر التي ناقشناها للتو، أي ثلاثة تُستخدم بشكل أدق لتوصيف الأشخاص ذوي جوهر شخصية أضداد المسيح؟ (النفور من الحق، والشراسة، والخبث). وبما أننا حصرنا النطاق في هذه الثلاثة، فلن تكون الشخصيات الثلاثة الأولى جزءًا من هذه الشركة. إذًا، هل يفتقر الأشخاص ذوو جوهر شخصية أضداد المسيح إلى الشخصيات الفاسدة المتمثلة في العناد، والغطرسة، والخداع؟ (كلا). لماذا لا نستخدم الشخصيات الثلاثة الأولى لتوصيف جوهر شخصية أضداد المسيح؟ (لأن البشر العاديين الفاسدين لديهم أيضًا الشخصيات الثلاثة الأولى، وهي لا تمثل جوهر الشخص). هذا الملخص دقيق للغاية. فيما يتعلق بموضوع جوهر الشخصية، فإن الشخصيات الفاسدة الثلاثة الأولى أخفّ نسبيًا في الدرجة، بينما الشخصيات التي يمكنها حقًا أن تلخص جوهر شخصية أضداد المسيح هي الشخصيات الثلاثة الأخيرة: النفور من الحق، والشراسة، والخبث. هذه الشخصيات الفاسدة الثلاثة تُوصِّف جوهر شخصية أضداد المسيح بدقة أكبر. ورغم أن الشخصيات الثلاثة الأولى لا تُستخدم لتوصيف جوهر أضداد المسيح، فإن كل شخصية من هذه الشخصيات الفاسدة الثلاثة موجودة في أضداد المسيح بصورة أكثر حدّة من وجودها لدى عامة الناس. يمكن استخدام النفور من الحق، والشراسة، والخبث لتلخيص عناد هؤلاء وتوصيفه، ولوصف درجة عنادهم. كما يمكن استخدام الشخصيات الثلاثة الأخيرة أيضًا لتلخيص غطرستهم وخداعهم وتوصيفهما. من الواضح أن السمات الرئيسية لجوهر شخصية أضداد المسيح هي النفور من الحق، والشراسة، والخبث.
أ. الخبث
من بين هذه الشخصيات الفاسدة الثلاثة – النفور من الحق، والشراسة، والخبث – يُعد الخبث هو المُلخّص الأشمل للشخصية في جوهر شخصية ضد المسيح، وهو الأكثر شيوعًا في جوهر شخصية ضد المسيح. لماذا يُستخدم مصطلح الخبث لوصف جوهر شخصية ضد المسيح؟ إذا قيل إن أضداد المسيح خبثاء للغاية، فبالنظر إلى أفكارهم، ما الذي يفكرون فيه، ويقولونه، ويفعلونه كل يوم ويثبت أنهم ذوو جوهر خبيث؟ أليس هذا سؤالًا يجب التفكُّر فيه؟ (بلى). إذًا، يجب أن نبدأ تحليلنا وملاحظاتنا انطلاقًا مما يفكرون فيه، وكلامهم وسلوكهم، وكيف يسلكون ويتعاملون مع العالم، كي نستطيع الحكم على وجود جوهر خبيث حقًا في هؤلاء الناس. دعونا نلقِ نظرة أولًا على ما يفكر فيه أضداد المسيح كل يوم. يفكر بعض الناس في قلوبهم قائلين: "من بين هذه المجموعة من الناس، لستُ الأكثر كفاءة، ولا أمتلك أفضل المواهب، فكيف يمكنني اكتساب المزيد من الشعبية، وكسب احترام الجميع، وتحقيق المجد لأسلافي، وامتلاك هالة فوق رأسي؟ كيف يمكنني إقناع الآخرين وجعلهم يستمعون إليّ ويُعجبون بي؟ يبدو أن امتلاك المكانة أمر جيد. يتحدث بعض الناس بهيبة حقيقية، وعندما يواجه الآخرون مشاكل، يلجأون إليهم؛ لماذا لا يلجأ إليَّ أحد؟ لماذا لا يلاحظني أحد؟ لديّ عقل، وأفكار، ومنهجية مُنظمة لأفعالي، وأنا قادر على استخدام حسن تقدير الأمور؛ لماذا لا يهتم بي أحد أو يُقدّرني أحد؟ متى سأبرز بين الآخرين؟ متى سيأتي الجميع إليَّ طلبًا للمساعدة وتأييدًا لي؟" ما الذي يفكر فيه هؤلاء الناس؟ هل يفكرون في أمور إيجابية أم سلبية؟ (سلبية). عندما يرى البعض أشخاصًا آخرين يتمتعون بعلاقات جيدة مع بعضهم البعض، يفكرون قائلين: "كيف يمكن لعلاقاتهم أن تكون جيدة إلى هذه الدرجة؟ عليَّ إيجاد طريقة لإثارة الفتنة وإفساد علاقتهم؛ بهذه الطريقة لن أكون معزولًا وسأجد لي رفيقًا". ما الذي يفعله هؤلاء الناس؟ أيًا كانت الطريقة التي يستخدمونها، فإن الأمر كله يؤدي إلى إثارة الفتنة. عندما يرون شخصًا ما يقوم بواجبه بحماس ونشاط، ويكتسب النور أيًا كان ما يفعله أثناء أداء واجبه، يشعرون بالغيرة ويفكرون كيف يقوضونه، كيف يُثبطون عزيمته ويجعلونه يشعر بالسلبية. إن هذه الأفكار، سواءً نُفِّذت أم لم تُنَفّذ، هي أفكار سلبية. وهناك أيضًا من يفكّرون: "كيف يراني القائد المُنتخب حديثًا؟ عليَّ التقرب من هذا القائد. علاقتنا ليست جيدة، ولسنا مقربين تمامًا، فكيف يمكنني أن أتزلف إليه؟ لديَّ بعض المال، لذا سأبحث عما يحتاجه ثم أشتريه له. لكن إذا كان بحاجة إلى جهاز كمبيوتر، فأنا غير مُستعد لإنفاق هذا المبلغ؛ إذا لم يستمر قائدًا في المستقبل، ألن يكون هذا المال مُهدرًا؟ لكن إذا كان بحاجة إلى شيء مثل قفازات أو ملابس، فيمكنني تحمل شراء ذلك، وهو يستحق ما سيُنفق فيه. يجب إنفاق المال على الأشياء الصحيحة، وليس بتبذير. يجب أيضًا أن أتملق القائد وأرضيه ليس بكلماتٍ فارغةٍ فحسب، ولكن بأفعال حقيقية؛ أحتاج إلى أن أكون منتبهًا لما يحبه هذا القائد. وإضافة إلى ذلك، سأساعد في وضع أطباق الطعام للقائد عندما يحين وقت الطعام كل يوم وغسل أطباقه عندما ينتهي من تناول الطعام. إذا انتقد القائد شخصًا ما، سأُجاريه وأردد كلامه؛ وإذا امتدح شخصًا ما، فسأوصي بهذا الشخص بسرعة وأشيد بفضائله". ما الذي يفكر فيه هؤلاء الناس؟ (إرضاء القائد وتملُّقه). هناك أيضًا أولئك الذين يُفكّرون أثناء عملهم في بيت الله قائلين: "الآخرون يعملون بكد واجتهاد؛ عليَّ أن أكون ذكيًا، لا يمكنني أن أكون أحمقًا، ولا أستطيع أن أُرهق نفسي بالعمل أكثر مما ينبغي. إذا لم يحتجني بيت الإله في المستقبل، ألن يكون هذا الجهد هباءً؟ ألن أكون قد عملت بكد من أجل لا شيء؟ ولكن إذا لم أعمل على الإطلاق، فسوف أُطرد من بيت الإله. ماذا أفعل؟ عندما يكون القائد حاضرًا، سأعمل بكل جهدي، وأتصبب عرقًا، وأدع القائد يرى ذلك؛ وعندما لا يكون موجودًا، سأذهب إلى دورة المياه، وأشرب الماء، وأخرج في نزهة، أو أجد ركنًا للاسترخاء فيه. إذا حفر الآخرون ثلاث مجارف من التراب، فسأحفر نصف مجرفة؛ وإذا تنقّل الآخرون ذهابًا وإيابًا حاملين الأشياء ثلاث أو خمس مرات، فسأفعل ذلك مرة واحدة فقط. سأستريح وأتكاسل كلما استطعتُ. لا ينبغي أن أكون جادًا جدًا، إذا مرضت أو أنهكتني كثرة العمل، فمن سيشفق عليَّ؟ من سيهتم بمرضي؟ هل سيتولى القائد الأمر؟ هل سيتولى الإله الأمر؟ هل سيكون الإله مسؤولًا عن هذه الأشياء؟ لذا، أثناء العمل، عليَّ أن أكتشف أين يمكنني العمل بشكل أكثر وضوحًا. وعندما أرغب في التكاسُل، عليَّ أن أعرف أين أكون أقل عرضة للاكتشاف، وأين أكون أقل عرضة لجذب الانتباه". ما الذي يفكر فيه هؤلاء الناس؟ (التكاسُل والتصرف بمكر).
1. ما يفعله أضداد المسيح تجاه الناس
ما هو خُلُق الأشخاص الذين تدور في أذهانهم أفكار خبيثة طوال اليوم؟ إنه خُلُق يتسم بتدني الاستقامة والغدر. بالنظر إلى شخصيتهم، ما هذا؟ (خبث). هل يوجد أي شيء نزيه في طبيعة هذه الأشياء التي يفكرون فيها؟ هل يوجد أي شيء يبدو نبيلًا، ومنفتحًا، وصريحًا؟ هل يوجد أي شيء صالح؟ (كلا، لا شيء). إذًا، باختصار، أول ما يظهر في الشخصية الخبيثة لأصحاب جوهر ضد المسيح هو أن كل ما يفكرون فيه طوال اليوم هو الشر. سواء كانوا يواجهون مشكلة كبيرة أو صغيرة، فإن أفكارهم مليئة بالشر. إنهم بالتحديد يفعلون أشياءً معينة تجاه الناس، ولديهم أيضًا مظاهر وممارسات مختلفة تجاه الله. ما هي الأشياء التي يفعلونها تجاه الناس إذًا؟ ما هي أنواع الممارسات التي تنشأ في أفكارهم؟ في الأمثلة العديدة المذكورة للتو، هل ترون كيف يتآمر هذا النوع من الأشخاص باستمرار ضد الآخرين؟ إنهم يتآمرون بلا انقطاع، وأي شخص يتعاملون معه أو يتواصلون معه يصبح هدفًا لمخططاتهم. ثانيًا، رغم أنهم في بعض الأحيان لا يتحدثون عند فعل الأشياء، فإن طرق وأساليب ومصادر أفعالهم ليست صادقة، وهم لا يمارسون الحق؛ إنه مجرد مظهر زائف. ما هي طبيعة هذا، وما هي هذه الممارسة؟ إنه الخداع والتظاهر، وهم أيضًا يغوون الآخرين. وبما أنهم يستطيعون التظاهر وخداع الناس، فهل يمكنهم أيضًا إغواء الناس وتضليلهم؟ (نعم، يمكنهم ذلك). إضافة إلى ذلك، هذا النوع من الأشخاص ينخرط في صراع دائم مع الآخرين على المكانة، والسمعة، والوجاهة، ومصالحهم الخاصة. إنهم يتنافسون على الشهرة، وعلى من يكون له القول الفصل، وعلى من لديه المزيد من الأفكار، وعلى آراء من هي الأكثر حكمة ومعقولية، وعلى من يحظى بتأييد أكبر من الجميع، وعلى من يمكنه الحصول على المزيد من المنافع؛ هذا هو ما يتنافسون عليه. إنهم يتآمرون ضد الناس بهذه الطريقة حتى وهم بلا مكانة، فما بالكم عندما يكون لهم مكانة؟ حينئذٍ، يتعرض الأشخاص الخاضعون لسيطرتهم للتعذيب باستمرار؛ إنهم يجذبون مَن لا يحبون الحق ويكسبونهم، ويهاجمون مَن يستطيعون قبول الحق ويستبعدونهم، بهدف جعل الجميع يستمعون إليهم ويطيعونهم؛ إنهم دائمًا ما يشكلون أحزابًا ويثيرون الفتنة في المجموعات، وفي النهاية يفوزون بانتماء الجميع إليهم. تندرج هذه الأشياء كلها ضمن نطاق تعذيبهم. يُفكّر أضداد المسيح في الشر طوال اليوم، وكل شخصية يكشفون عنها هي شخصية شريرة. إذًا، هل من الصحيح القول إن شخصية هؤلاء الأشخاص خبيثة؟ (نعم). في مجموعة يعرف فيها الجميع مكانهم، ويلتزمون بعملهم، ويفعلون ما ينبغي عليهم فعله، بمجرد ظهور ضد المسيح، فإنه يثير الفتنة بينهم من الداخل، مُتحدثًا بسوء عن الشخص (أ) أمام الشخص (ب) والعكس، مما يضع الاثنين على طرفي نقيض. أليست هذه هي نتيجة إثارة الفتنة؟ إذًا، ما هي بعض مظاهر التآمر لدى ضد المسيح؟ على سبيل المثال، عندما تُجرى انتخابات في الكنيسة، قد يفكر الأشخاص العاديون الذين ليس لديهم طموح قائلين: "أيًا كان من يُنتخب، سأخضع للأمر؛ سأدعم من يسمح الله بأن يكون قائدًا، ولن أكون مصدر إزعاج أو أسبب مشاكل". لكن أصحاب النوايا السيئة لا يفكرون بهذه الطريقة. إذا رأوا أنه ليس لديهم أمل في الفوز في هذه الانتخابات، فإنهم يبدأون في حساب الأمر في قلوبهم: "أحتاج إلى شراء بعض الأشياء الجيدة للجميع. ماذا ينقص الكنيسة هذه الأيام؟ سأشتري جهازًا لتنقية الهواء وأضعه في مكان الاجتماعات بحيث عندما يتنفس الجميع الهواء النقي، يفكرون بي. بهذه الطريقة، عندما يحين وقت الانتخابات، ألن أكون المرشح الأول الذي يفكرون فيه؟ بذلك، لن تكون تصرفاتي أو إنفاقي المال عبثًا". وبهذا التفكير، يشترون بسرعة أرخص جهاز لتنقية الهواء وأكثر جهاز جاذبية للبصر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يفكرون قائلين: "خلال هذا الوقت، يجب أن أكون حذرًا. يجب ألا أقول أشياء خاطئة، ويجب ألا أقول أشياء سلبية لا تبني الناس؛ يجب أن أتحدث بكلمات مُتملقة كلما قابلت الناس، ويجب أن أثني على الآخرين كثيرًا بعبارات مثل: "تبدو جيدًا حقًا! أنت حقًا تسعى إلى الحق! رغم أنك لم تؤمن بالله منذ فترة طويلة مثلي، فقد سعيت إلى الحق أكثر مني. لديك إنسانية صالحة، وذوو الإنسانية الصالحة مثلك يمكن تخليصهم؛ على عكسي أنا". يجب أن أبدو متواضعًا وأُشيد بالآخرين باعتبارهم أفضل مني في جميع الجوانب، وذلك يُشعر الآخرين بأنهم تلقوا احترامًا كافيًا". أليس هذا تآمُرًا؟ يفعل أضداد المسيح هذه الأشياء بسهولة؛ ولا يمكن للناس العاديين التفوق عليهم في التآمُر. ما القول السائد بين غير المؤمنين؟ (يبيعونك، ثم تساعدهم أنت في عد المال). يرتكب أضداد المسيح مثل هذه الأشياء، ويصبح معظم الناس هدفًا لخيانتهم وتآمرهم.
أخبروني، هل يقبل أضداد المسيح التهذيب؟ هل يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة؟ (لا، لا يعترفون بذلك). إنهم لا يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة، ولكن بعد تهذيبهم، يظلّون يتظاهرون بأنهم يعرفون أنفسهم. يقولون إنهم إبليس وشيطان، مجردون من الإنسانية ومستوى قدراتهم ضعيف، وأنهم غير قادرين على التفكير في الأمور بدقة، وأنهم ليسوا أهلًا للمهام التي تُرتبها الكنيسة، وأنهم لم يقوموا بواجباتهم بشكل جيد. ثم، أمام غالبية الناس، يعترفون بشخصيتهم الفاسدة، ويعترفون بأنهم إبليس، وأخيرًا، يقولون أيضًا إن الله ينقيهم ويخلصهم، ويوضحون للناس قدرتهم على قبول التهذيب ومدى خضوعهم للحق. إنهم لا يذكرون سبب تهذيبهم أو الضرر والخسائر التي سببتها أفعالهم لعمل الكنيسة. إنهم يتجنبون هذه الأمور ويتحدثون بكلمات جوفاء، وتعاليم، وسفسطة، وملاحظات توضيحية تجعل الناس يسيئون تفسير التهذيب الذي يتلقونه من بيت الله على أنه غير مستحق وغير عادل، كما لو أنهم عانوا من ظلم كبير. بعد التهذيب، يظلون غير مُذعنين في قلوبهم، ولا يعترفون بأي من أعمالهم الشريرة العديدة على الإطلاق. إذًا، ما كل هذه الكلمات التي عقدوا شركة عنها مُعترفين بشخصيتهم الفاسدة، ومُبدين استعدادهم لقبول الحق، وقدرتهم على الخضوع للتهذيب؟ هل هذه مشاعرهم الحقيقية؟ كلا بالتأكيد. إنها جميعًا أكاذيب، وادعاءات، وكلمات شيطانية تهدف إلى تضليل الناس وإغوائهم. ما الهدف من تضليلهم للناس؟ (جعل الناس يعبدونهم ويتبعونهم). بالضبط، هو تضليل الناس وإغوائهم باتباعهم والاستماع إليهم، وجعل الجميع يعتقدون أنهم على حق وأنهم صالحون. وبهذه الطريقة، لا يمكن لأحد أن يكشفهم أو يعارضهم. وعلى النقيض، يعتقد الناس أنهم أشخاص يقبلون الحق، ويقبلون التهذيب، وتائبون. لماذا إذًا لا يعترفون بأعمالهم الشريرة أو يعترفون بالخسائر التي تسببوا بها لعمل بيت الله؟ لماذا لا يكشفون هذه الأمور في العلن لتقديم شركة عنها؟ (إذا قالوا هذه الأشياء، سيميزهم الناس). وإذا ميزهم الناس، وعرفوا حقيقتهم، وكشفوا إنسانيتهم وجوهر شخصيتهم، فسوف يتخلون عنهم. هل سيظلون يُخدعون بحيلهم ويُضللون بهم؟ هل سيظلون يحترمونهم كثيرًا؟ هل سيظلون يُشيدون بهم إلى عنان السماء؟ هل سيظلون يعبدونهم؟ لن يفعلوا أيًا من هذا. يتظاهر أضداد المسيح بمعرفة أنفسهم، ولكن في الواقع، كلها سفسطة وتبريرات ذاتية، جميعها لتضليل الناس وكسب تأييدهم، وهذا هو دافعهم الخفي. إنهم يتهربون من الأمور المهمة، ويتحدثون باستخفاف عن معرفتهم بأنفسهم وقبول التهذيب لتضليل الناس وإغوائهم، ولكسب احترامهم وعبادتهم لهم. أليست هذه الطريقة خبيثة تمامًا؟ بعض الناس ينخدعون بها بالفعل، وبعد أن يضلّهم أضداد المسيح، يقولون: "هذا الشخص يتحدث جيدًا جدًا؛ لقد ألهمني كثيرًا. لقد بكيت مرات عديدة!" حينئذ، يعبدهم هؤلاء الناس ويحترمونهم بشدة، لكن في النهاية يتبين أنهم أضداد للمسيح؛ هذه هي نتيجة تضليل أضداد المسيح للآخرين وإغوائهم. يمكن لأضداد المسيح أن يضلوا الناس بهذه الطريقة، وبالتأكيد كثيرون تنطلي عليهم الحيلة وينخدعون. إذا كان المرء يستطيع تمييز أضداد المسيح في هذا الأمر، فهو إنسان يفهم الحق ويستطيع التمييز.
كثيرًا ما يُعذب أضداد المسيح الناس. لديهم مقولة شهيرة مفادها: "يا صغيري، بما أنك لم تُذعن لي، فسأجعلك تركع على يديك وركبتيك وتعبدني ببضع حركات قليلة فحسب؛ وإن لم تُذعن، فسأضعك في طابور الإعدام!" ماذا يريد أضداد المسيح أن يفعلوا؟ يريدون تعذيب الناس. وأي نوع من الأشخاص يريدون تعذيبهم؟ إذا كُنت مُطيعًا لهم، مُتوددًا إليهم، وعابدًا لهم، فهل سيعذبونك؟ إذا كنت سهل الانقياد ومطيعًا لهم، إذا اعتبروك لا تُمثل تهديدًا لهم، وأنك مجرد ضعيف أو عبد، فلن يُكلفوا أنفسهم عناء تعذيبك. إذا فعلوا شيئًا سيئًا أو ارتكبوا أعمالًا شريرة، ووجدوا من يميزهم، ويكشف أمرهم، ويسقطهم من مناصبهم، ويشوه سمعتهم ويقوض أفعالهم، فسيفكرون في كيفية تعذيبه. لا يعذب أضداد المسيح الناس حسب الهوى، بل يراقبون الناس ويمتحنونهم باستمرار، ليروا من يتكلم عنهم بسوء دون علمهم، ومن لا يذعن لهم، ومن يميز أفعالهم، ومن لا ينتبه لهم، ومن يرفض التقرب منهم. وبعد فترة المراقبة، والعثور على اثنين أو ثلاثة من هؤلاء الأفراد، يبدأون في عقد شركة عن مشكلاتهم في الاجتماعات. ورغم أن ما يقولونه يبدو صحيحًا في الظاهر، فإنه في الواقع مُوجَّه، له سبب وغاية. وما السبب؟ لقد تقصوا بدقة بالفعل؛ وهؤلاء الأفراد لا يذعنون لهم، بل يميزونهم، مُحاولين دائمًا كشفهم وفضحهم، لطردهم من المنصب. إنهم يقولون هذه الأشياء لتحذيرهم وإنذارهم. فإذا تراجع هؤلاء ولم يجرؤوا على الاستمرار، وسارت الأمور وفقًا لرغبات أضداد المسيح، فإنهم يتجاهلونهم. أما إذا استمر هؤلاء الأفراد كما كانوا من قبل، رافضين التقرب منهم، وعازمين على فضحهم والإبلاغ عنهم إلى الأعلى وعزلهم من مناصبهم، فإنهم يصبحون أهدافًا قادمة لأضداد المسيح للتعذيب. إنهم يفكرون في أساليب أخرى، ويتبنون أساليب أقوى وأشد، محاولين التفكير في طرق لاكتساب سطوة عليهم وإيجاد فرص لتعذيبهم، ولا يتوقفون حتى يطردوهم من الكنيسة. يعامل أضداد المسيح المعارضين بهذا النوع من التعذيب، ولا يهدأ لهم بال حتى يحققوا هدفهم. إن أساليب أضداد المسيح في تعذيب الناس قاسية. إنهم يبدأون بإيجاد ذريعة ووصم الناس، ثم يبدأون في تعذيبهم، ولا يتوقفون حتى يطيعهم الناس ويُذعنوا لهم تمامًا؛ وإلا فإن الأمر لم ينته بعد. في الكنيسة، يُثير أضداد المسيح الفتنة باستمرار ويُشكّلون الشِلَل، بهدف تشكيل فصيل والسيطرة على الكنيسة. أليس هذا أمرًا شائعًا؟ يُشكّل أضداد المسيح شِلَلًا، ويُثيرون الفتن، ويجتذبون القوى، ويتآمرون مع من يُفيدونهم، ومن يُمكنهم التحدث نيابة عنهم، والتستر على أعمالهم الشريرة، والدفاع عنهم في اللحظات الحاسمة. يجعلون هؤلاء الأشخاص يفعلون أشياء لأجلهم، حتى أنهم يُبلغون عن الآخرين ويعملون رسلًا لهم. إذا كانت لهم مكانة، تُصبح هذه المجموعة مملكتهم المستقلة. وإذا لم تكن لهم مكانة، فإنهم يُشكّلون هم وجماعتهم قوةً داخل الكنيسة، مُزعجين النظام الطبيعي للكنيسة ومُتدخلين فيه ومُزعجين حياتها الطبيعية وعملها.
المظهر الأكثر شيوعًا للجوهر الخبيث لأضداد المسيح هو أنهم بارعون للغاية في التظاهر والنفاق. ورغم شخصيتهم الشرسة والغادرة والقاسية والمتغطرسة، فإنهم يتظاهرون بأنهم متواضعون ولطيفون للغاية. أليس هذا تظاهرًا؟ هؤلاء الناس يتأملون يوميًا في قلوبهم، ويفكرون: "أي نوع من الملابس يجب أن أرتديها لأبدو مسيحيًا أكثر، ولأبدو شريفًا أكثر، وروحانيًا أكثر، وحاملًا للأعباء، وأكثر شبهًا بالقائد؟ كيف ينبغي أن آكل حتى يشعر الناس بأنني راقٍ ولطيف ومُوقّر ونبيل بما يكفي؟ أي وضعية مشي يجب أن أتخذها لإضفاء سمة القيادة والكاريزما، لأبدو شخصًا استثنائيًا وليس عاديًا؟ في محادثاتي مع الآخرين، أي نبرة وأي مفردات ونظرات وتعبيرات وجه تُشعر الناس أنني من الطبقة الراقية، من النخبة الاجتماعية أو من المثقفين رفيعي المستوى؟ كيف يُمكن لملابسي وأسلوبي وكلامي وسلوكي أن تجعل الناس يُقدّرونني تقديرًا كبيرًا، وتترك لديهم انطباعًا لا يُمحى، وتضمن بقائي في قلوبهم إلى الأبد؟ ماذا أقول لأكسب قلوب الناس وأسعدها، وتترك انطباعًا دائمًا؟ يجب أن أبذل المزيد من الجهد لمساعدة الآخرين والتحدث بإيجابية عنهم، وأن أتحدث كثيرًا عن كلام الإله وأستخدم بعض المصطلحات الروحية أمام الناس، وأن أقرأ المزيد من كلام الإله للآخرين، وأن أصلي لهم أكثر، وأن أتحدث بصوت منخفض كي تنتبه آذانهم ويستمعوا إليَّ، وأُشعرهم أنني لطيف، ومُهتم، ومحب، وكريم، ومتسامح". أليس هذا تظاهرًا؟ هذه هي الأفكار التي تشغل قلوب أضداد المسيح. ما يملأ أفكارهم ليس سوى اتجاهات العالم غير المؤمن، مما يدل تمامًا على أن أفكارهم ووجهات نظرهم من العالم والشيطان. قد يرتدي البعض ملابس عاهرة أو حتى امرأة فاسقة سرًا؛ فملابسهم تُلبي تحديدًا الاتجاهات الشريرة وهي عصرية تمامًا. لكن عندما يأتون إلى الكنيسة بين الإخوة والأخوات، يرتدون زيًا مختلفًا تمامًا ويسلكون سلوكًا مختلفًا. أليسوا بارعين للغاية في التظاهر؟ (بلى). إن ما يفكر فيه أضداد المسيح في قلوبهم، وما يفعلونه، ومظاهرهم المتنوعة، والشخصيات التي يكشفون عنها، كلها توضح أن جوهر شخصيتهم خبيث. لا يفكر أضداد المسيح في الحق، أو الأمور الإيجابية، أو الطريق الصحيح، أو متطلبات الله. إن أفكارهم، والمناهج والأساليب والأهداف التي يختارونها كلها خبيثة؛ كلها تنحرف عن الطريق الصحيح ولا تتوافق مع الحق. بل إنهم يعارضون الحق، ويمكن الإشارة إليهم عمومًا بأنهم أشرار؛ إن طبيعة هذا الشر خبيثة فحسب، لذلك يشار إليها مجتمعة باسم الخبث. إنهم لا يفكرون في أن يُصبحوا أشخاصًا صادقين، أو طاهرين ومنفتحين، أو مخلصين وأوفياء؛ لكنهم يفكرون في أساليب خبيثة. لنأخذ على سبيل المثال شخصًا يستطيع أن ينفتح معبرًا عن نفسه بطريقة نقية، وهو أمر إيجابي ومُمارسة للحق. هل يفعل أضداد المسيح هذا؟ (كلا). ماذا يفعلون إذًا؟ إنهم يتظاهرون باستمرار، وما إن يرتكبوا فعلًا سيئًا ويبدأوا في فضح أنفسهم، يخفونه بشراسة، ويبررونه، ويدافعون عن أنفسهم، ويخفون الحقائق؛ ثم يقدمون في النهاية أسبابهم. هل ترقى أي من هذه الممارسات إلى ممارسة الحق؟ (كلا). هل يتوافق أي منها مع مبادئ الحق؟ على الإطلاق.
قدمنا للتو شركة وقمنا بتشريح الجانب الأول من جوهر شخصية أضداد المسيح، وهو الخبث. بدأنا بتشريح ما يفكر فيه أضداد المسيح طوال الوقت، مستخدمين أفكارهم، ووجهات نظرهم، والطرق والأساليب التي يتعاملون بها مع مختلف الأمور، لتشريح الشخصية الخبيثة لأضداد المسيح. كذلك قمنا بتشريح طبيعة أفعالهم المختلفة، بناءً على ما هو موجود في أفكارهم. وقدمنا أيضًا بعض الأمثلة لتشريح جوهر شخصيتهم الذي انكشف من خلال هذه الأمثلة. فيما يتعلق بهذه الأمثلة، هل رأيتم أحدًا يتمتع بإنسانية صالحة نسبيًا بين أولئك الذين يظهرون هذه السلوكيات ويكشفون عن هذه الشخصيات؟ عندما يتعلق الأمر بشخص لديه مثل هذه الكشوفات والمظاهر، هل يتميز خُلُقه بالصدق واللطف والبساطة والإخلاص والنزاهة وما إلى ذلك؟ (كلا). من الواضح أنهم يفتقرون إلى هذه الصفات. بل على النقيض من ذلك، خُلُقهم غادر وقاسي ويميل إلى اعتياد الكذب، وأناني، وخسيس، وعديم الشرف. هذه السمات بخُلُقهم واضحة تمامًا. يمكن القول على نحو دقيق إن أولئك الذين يُفكرون في أفكار خبيثة طوال الوقت، والذين يمكنهم القيام بأشياء خبيثة مختلفة، لديهم جميعًا خُلُق رديء للغاية. إلى أي مدى خُلُقهم رديء؟ إنه يفتقر إلى الضمير والاستقامة، وخاصة العقلانية الطبيعية. هل يمكن اعتبار الأشخاص الذين يفتقرون إلى هذه الأشياء بشرًا؟ يمكن القول بشكل قاطع إن الأشخاص الذين يفتقرون إلى هذه الأشياء ليسوا بشرًا؛ إنهم يرتدون الغُلاف الخارجي للإنسان فحسب. قد يتساءل البعض: "أليس هذا مثل الذئب في ثياب الحمل؟" إنها مجرد استعارة. ما هي الذئاب في ثياب الحملان؟ إنهم في الأساس ذئاب. هل هناك تمييز جوهري بين الذئاب والأبالسة أو أضداد المسيح؟ تصطاد الذئاب الماشية والأغنام وتأكلها، ليس بدافع الجشع ولكن باعتبار ذلك جزءًا من طبيعتها التي أودعها الله فيها. ولكن هناك شيء تتميز به الذئاب ويفتقر إليه أضداد المسيح. إذا تبنى شخص ما ذئبًا وربّاه أو أنقذ حياته، فلن يؤذيه الذئب أبدًا وسيظهر امتنانه. وعلى النقيض، يتمتع أضداد المسيح بنعمة الله وقيادته وتدبير كلماته، لكنهم يتآمرون ضد الله في كل شيء، ودائمًا ما يعارضونه ويعادونه. لا يستطيعون الخضوع لأي شيء يفعله الله؛ لا يستطيعون قول "آمين"؛ إنهم يريدون الوقوف في وجه الله. هل من المناسب القول إن أضداد المسيح ذئاب في ثياب حملان؟ هل هذه الاستعارة دقيقة؟ (كلا، ليست دقيقة). في الماضي، كان الدين يعتبر كل من يُوصف بأنه ضد للمسيح أو شخص شرير ذئبًا في ثياب حمل. كانت هذه مجرد استعارة استخدمها الناس عندما لم يفهموا حقيقة الأفراد المختلفين وجوهر إنسانيتهم وشخصياتهم. ولكن عندما تُقَدّم شركة عن الحق على هذا المستوى، يصبح استخدام هذه الاستعارة أقل ملاءمة. فالأبالسة هم أبالسة، وأضداد المسيح مساوون للأبالسة، ولا يستحقون المقارنة بجميع الكائنات الحية التي خلقها الله. هل قاومت الله أيٌّ من مخلوقاته، مثل الذئاب أو غيرها من آكلات اللحوم، أو تمرّدت عليه؟ هل كانت ستصرخ ضده أو تُعارضه؟ هل كانت ستُدين أي شيء يقوله الله، أو تندد به، أو تُهاجمه؟ إنها لا تفعل ذلك؛ إنها تعيش فقط وفقًا للغرائز والبيئة التي عيّنها الله لهم. إنها ما خلقها الله لتكونه؛ دون أي تظاهر. لكنّ أضداد المسيح مختلفون: إن لهم طبيعة الشيطان، ويتخصصون في العمل ضد الأشياء الإيجابية والحق. إنهم مثل التنين الأحمر العظيم تمامًا: متخصصون في ارتكاب أعمال مقاوِمة ضد الله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.