البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يخونون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول) القسم الأول

ملحق: ما هو الحق

سنستكمل اليوم شركتنا حول الموضوع الذي تناولناه في المرة السابقة. ما هو الموضوع الذي عقدنا شركة عنه في المرة السابقة؟ ("النوم على الحطب ولعق المرارة" ليس هو الحق). هل كنت تعتقد في السابق أنه الحق إذن؟ كان الناس في السابق يعتقدون لا شعوريًا أنه الحق، أو أنه – على أقل تقدير – أمر إيجابي إلى حد كبير، وملهم، ويمكن أن يشجع الناس على أن يكونوا مبادرين ومتفائلين. وبالنظر إليه من هذا المستوى من المعنى، اعتقد الناس أنه قريب إلى حد كبير من الحق، وقريب إلى حد كبير من الأشياء الإيجابية. لذا، كان الناس يؤمنون لا شعوريًا بأن هذه المقولة: "النوم على الحطب ولعق المرارة" هي عبارة إيجابية إلى حد ما، أو على الأقل، لها دلالات إيجابية وليست سلبية، ولها دور في مساعدة حياة الناس وسلوكهم الذاتي. لكن بعد عقد شركة حولها، رأينا أنها ليست أي شيء من هذا القبيل، وأن ثمة مشاكل كبيرة بشأنها. هل بحثتم أكثر عن عبارات مماثلة أو مرتبطة بهذه العبارة، أو لها دور مماثل، ويعتقد الناس لا شعوريًا أنها إيجابية إلى حد ما أو جيدة إلى حد ما، وشرحتموها؟ (كلا). أخبروني، هل العبارة القائلة بأن "استخلاص العديد من الاستنتاجات من حالة واحدة" مناسبة هنا؟ (نعم). يجب أن يُقال إن هذه العبارة لها تطبيقات عملية فيما يتعلق بطلب الحق وممارسة الحق. في المرة السابقة، عقدنا شركة عن "النوم على الحطب ولعق المرارة". ما العبارات الأخرى المشابهة لتلك العبارة؟ ما العبارات الأخرى التي تحمل المعنى نفسه تقريبًا، أو يمكن أن تلعب الدور نفسه؟ لا يوجد ضرر في أن تشرحوا عبارات مثل "النوم على الحطب ولعق المرارة" وفقًا لطريقتي، وعقد شركة عنها مع بعضكم البعض، واكتساب بعض الأفهام الجديدة. عندما تكونون قادرين على رؤية حقيقة تضليل مثل هذه العبارات، سترفضونها، ومن ثم تسلكون طريق ممارسة الحق والسعي وراء الحق استنادًا بالكلية إلى كلام الله.

دعونا نواصل الموضوع الذي عقدنا شركة عنه في المرتين السابقتين. ماذا كان ذلك الموضوع؟ (ما هو الحق). هذا صحيح، ما هو الحق. إذن ما هو الحق بالضبط؟ (الحق هو معيار السلوك الذاتي للإنسان وأفعاله وعبادته لله). يبدو أنكم قد حفظتم هذه الجملة من حيث النظرية والتعريف. إذن، بعد شركتينا السابقتين، هل ثمة اختلاف في تعريفكم للحق، ومعرفتكم به، واستيعابكم له في أعماق قلوبكم الآن، مقارنةً بما سبق؟ (نعم، ثمة اختلاف). ما هو هذا الاختلاف بالضبط؟ على الرغم من أنه على المدى القصير قد لا تكون لديكم معرفة الاختبار العملي، فقد صار لديكم على الأقل بعض المعرفة الإدراكية. أخبروني بناءً على اختباركم الخاص، ومعرفتكم الخاصة، وفهمكم الخاص. (كنت أعرف في السابق أنني يجب أن أمارس وفقًا للحق في كلام الله متى حلَّت بي الأمور، لكنني لم أستطع أبدًا تطبيق ذلك. الأمر أنني أميل عادة إلى إظهار التهور، وعلى الرغم من أنني أعرف من كلام الله أنه من الخطأ الكشف عن التهور، وأعرف متطلبات الله من الناس، فإنني لا أزال أفعل ذلك، ولم أتمكن أبدًا من العثور على السبب الجذري. وفقط بعد الاستماع إلى شركة الله في المرة السابقة أدركت أن الناس – في كثير من الأحيان – يكشفون عن فساد بسبب سيطرة الأفكار الشيطانية عليهم، وأنني أكشف عن التهور لأنني في داخلي المنطق الشيطاني: "أسالم من يسالمني وأعادي من يعاديني". أعتقد أن هذه المقولة صحيحة، وأنني أتصرف بهذه الطريقة كوسيلة للدفاع عن نفسي. ونتيجة لتأثري بهذا التفكير والرأي الشيطانيين، أنا غير قادر على ممارسة الحق. لكن في الواقع، على الرغم من أن هذه الأشياء الشيطانية تبدو ظاهريًا صحيحة، فإن المعاني التي تنقلها في الواقع تتعارض مع ما يتطلبه كلام الله، وهي خاطئة. وحده كلام الله هو الحق، ووحده العمل وفقًا لكلام الله هو الشيء الصحيح تمامًا). هذا جيد حقًا. من يمكنه إضافة أي شيء إلى ذلك؟ (أود أن أضيف شيئًا. كنت أعرف سابقًا أنني يجب أن أطلب الحق وأمارسه متى حلَّت بي الأمور، لكنني كنت لا أزال مرتبكًا بعض الشيء بشأن كيفية الممارسة. وبعد أن استمعت إلى شركة الله، أشعر أن الحق واقعي للغاية ويتعلق بكل جانب من جوانب الحياة. خذ بعض الأمثلة التي ذكرها الله. الصينيون أيضًا يتعلمون شُرب القهوة بعد وصولهم إلى الدول الغربية. هذه ليست مشكلة في الطريقة التي يتصرف بها المرء، لكنها مشكلة في أفكار الناس وآرائهم، وهذا يتعلق بالحق. أيضًا، بعد تشريح الله لبعض المقولات والعبارات الشائعة التي يظن الناس أنها صائبة، بدأت أفكر أنني يجب أن أتأمل في سلوكياتي وممارساتي التي تبدو صحيحة، وفي النوايا، والأفكار، والآراء الكامنة وراء تلك السلوكيات، وفي ما أعيش بحسبه بالضبط بالاعتماد على تلك الأشياء. أشعر الآن أنني أكثر تحديدًا فيما يتعلق بكيفية طلب الحق وممارسته متى حلَّت بي الأمور، ولم يعد الأمر تجريديًا). يبدو أنه من خلال هاتين الشركتين، اكتسب معظم الناس فهمًا أساسيًا لماهية الحق ولبعض المواضيع المرتبطة بالحق، وأنهم قد بدأوا بالفعل في التأمل، من أعماق قلوبهم، في ما إذا كانت تصرفاتهم وأفعالهم مرتبطة بالحق أم لا، إضافةً إلى التأمل في أي الأشياء التي يلتزمون بها ويسمعونها في إيمانهم بالله هي تحديدًا الحق وأيها ليست الحق، وما إذا كانت الأشياء التي يظنون أنها صائبة هي فعلًا الحق أم لا، وفي ما تكون علاقة مثل هذه الأشياء بالحق. بعد التأمل، يمكن للناس عندئذٍ تحديد ما هو الحق بالضبط، إضافةً إلى أي الأشياء تحديدًا هي الحق، وأي الأشياء ليست هي الحق. بعد الاستماع إلى العظات لسنوات عديدة وأكل كلمات الله وشربها لسنوات عديدة، اكتسب معظم الناس بعض الأشياء ويمكنهم أن يروا بوضوح حقيقة واحدة: كلام الله هو فعلًا الحق، ومتطلبات الله هي الحق، وكل شيء يأتي من الله هو الحق. الأشخاص الذين يؤمنون بالله حقًا قد اعترفوا بهذه الحقيقة بالفعل وقبلوها من أعماق قلوبهم، لكن في الحياة الواقعية، قد يقولون غالبًا من غير وعي أشياء ليس لها أي علاقة بالحق أو تتعارض مع الحق. البعض حتى يعاملون الأشياء التي يعتقد الناس أنها صائبة وجيدة على أنها الحق، وهم على وجه الخصوص لم يتمكنوا من تمييز المغالطات الزائفة والكلمات الشيطانية التي تأتي من الشيطان، والتي لم يقبلوها في قلوبهم منذ مدة طويلة فحسب، بل تعاملوا معها على أنها إيجابية. على سبيل المثال، الكثير من الفلسفات الشيطانية مثل: "العين بالعين والسن بالسن"، و"جعل الآخرين يتجرعون مرارة الكأس نفسه"، و"العقلاء يجيدون حماية أنفسهم ولا يسعون إلا لتجنب ارتكاب الأخطاء"، و"أسالم مَن يسالمني"، وما إلى ذلك، ينظر إليها الناس على أنها الحق وأنها شعارات للحياة، حتى إنَّ الناس يشعرون بالرضا التام عن أنفسهم لتمسكهم بتلك الفلسفات الشيطانية، ولا يدركون إلا بعد قراءتهم لكلام الله أن هذه الأشياء الصادرة عن الشيطان ليست هي الحق فعلًا، وإنما هي هرطقات ومغالطات زائفة تضلل الناس. من أين تأتي هذه الأشياء؟ بعضها يأتي من التعليم المدرسي ومن الكتب المدرسية، وبعضها يأتي من التربية الأسرية، وبعضها يأتي من التكييف الاجتماعي. باختصار، إنها جميعًا تأتي من الثقافة التقليدية وتنشأ من تعليم الشيطان. هل لهذه الأشياء أي علاقة بالحق؟ ليس لها أي علاقة بالحق على الإطلاق. لكن الناس لا يستطيعون تمييز تلك الأشياء على حقيقتها، ويظلون يعتبرونها الحق. هل أصبحت هذه المشكلة خطيرة للغاية؟ ما عواقب النظر إلى هذه الأمور الصادرة عن الشيطان على أنها الحق؟ هل يمكن للناس التخلص من شخصياتهم الفاسدة من خلال التمسك بهذه الأشياء؟ هل يمكن للناس العيش بحسب الإنسانية الطبيعية من خلال التمسك بها؟ هل يمكن للناس أن يعيشوا وفقًا للضمير والعقل من خلال التمسك بها؟ هل يمكنهم أن يرتقوا إلى معايير الضمير والعقل من خلال التمسك بها؟ هل يمكن للناس أن ينالوا استحسان الله من خلال التمسك بها؟ لا يمكنهم فعل أي من هذا. وبما أنه لا يمكنهم فعل أي من هذا، فهل تلك الأشياء التي يتمسك بها الناس هي الحق؟ هل يمكن أن تكون بمثابة حياة للمرء؟ ما عواقب اعتبار الناس أن تلك الأشياء السلبية – مثل ما يعتقدون أنها فلسفات صائبة وجيدة للتعاملات الدنيوية، وأساليب للبقاء، وقوانين للبقاء، وحتى ثقافة تقليدية – هي الحق وتمسكهم بها؟ لقد تمسك البشر بهذه الأشياء منذ آلاف السنين. فهل تغيروا على الإطلاق؟ هل تغير الوضع الحالي للبشرية على الإطلاق؟ ألا يصبح الجنس البشري الفاسد خبيثًا أكثر فأكثر ومقاومًا لله أكثر فأكثر؟ يُعبِّر الله عن العديد من الحقائق في كل مرة يقوم بعمله فيها، ويستطيع الناس أن يروا أن هذه الحقائق لها سلطة وقوة، لذا كيف لا يزال البشر قادرين على إنكار الله ومقاومته؟ لماذا لا يزالون قادرين على عدم قبول الله والخضوع له؟ هذا يكفي لإظهار أن البشرية قد أفسدها الشيطان بعمق، وأن البشرية الفاسدة مليئة بالشخصيات الشيطانية، وتنفر من الحق، وتكرهه، ولا تقبله على الإطلاق. جذر هذه المشكلة هو أن البشر قبلوا الكثير جدًا من الفلسفات الشيطانية والكثير جدًا من المعرفة الشيطانية. في أعماق قلوبهم، تشبّع الناس بكل أنواع الأفكار والآراء الشيطانية، وهكذا نموا شخصيات تنفر من الحق وتكره الحق. يمكننا أن نرى الكثير من الناس الذين يؤمنون بالله – على الرغم من أنهم يُقرّون بأن كلام الله له سلطة وقوة – أنهم لا يقبلون الحق. وهذا يعني أنه عندما يأكل الناس كلام الله ويشربونه، فعلى الرغم من أنهم يُقرون بأفواههم بأن: "كلام الله هو الحق، ولا يوجد شيء فوق الحق، وأن الحق في قلوبنا، وأننا نأخذ طلب الحق على أنه الهدف من الوجود"، فإنهم في الحياة الحقيقية يظلوا يعيشون وفقًا لمقولات شيطانية وفلسفات شيطانية شهيرة، ويضعون كلام الله والحق جانبًا، ويتمسكون بأشياء مثل المعرفة اللاهوتية الإنسانية والتعاليم الروحية ويمارسونهما كما لو كانت هي الحق. هل هذه هي الحالة الحقيقية لمعظم الناس الذين يؤمنون بالله؟ (نعم). إذا واصلتم التمسك بهذه الطريقة ولم تُشرحوا تلك الأشياء المتجذرة بعمق من الثقافة الشيطانية التقليدية وتفهموها بناء على كلام الله، وإذا لم تتمكنوا من تمييزها من جذرها، أو تكتسبوا فهمًا شاملًا لها، أو تتخلوا عنها، فماذا ستكون النتيجة؟ ثمة نتيجة واحدة مؤكدة، وهي أن الناس يؤمنون بالله لسنوات عديدة ومع ذلك لا يعرفون ما هو الحق أو الطريق الذي يجب أن يسلكوه، وفي نهاية المطاف، يكون لديهم جميعًا مجموعة من التعاليم الروحية والنظريات اللاهوتية التي تجري على ألسنتهم، ويبدو كل شيء يقولونه لطيفًا وكله تعاليم تتوافق مع الحق. ولكن في الواقع، هؤلاء الأشخاص هم نماذج للفريسيّين المُنافقين من حيث ما يمارسونه ويعيشونه. وما عواقب هذا؟ لا شك في أن الله سيُدينهم ويلعنهم. أولئك الذين يؤمنون بالله لكن لا يقبلون الحق هم الفريسيّون ولا يمكنهم أبدًا أن ينالوا استحسان الله.

على سبيل المثال، بخصوص مسألة تربية الأطفال، يرى بعض الآباء أطفالهم غير مطيعين ولا يهتمون بواجباتهم الصحيحة، ويقولون: "لقد فهم القدماء الأمر بشكل صحيح عندما قالوا: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". مثل هؤلاء الآباء لا يعاملون هذه المسألة بناء على كلام الله. لديهم فقط كلام الناس في قلوبهم، وليس كلام الله. هل لديهم واقع الحق إذن؟ كلا، ليس لديهم. على الرغم من أنهم يؤمنون بالله ويفهمون بعض الحقائق، ويجب أن يعرفوا أنهم يجب أن يستخدموا الحق لتعليم أطفالهم لكي يوفوا بمسؤولياتهم الأبوية، فإنهم لا يمارسون بهذه الطريقة. عندما يرون أطفالهم يسيرون في الطريق الخطأ، يتنهدون ويقولون: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". أي نوع من العبارات هذه؟ من قائل هذه العبارة الشهيرة؟ (إنها عبارة شهيرة للشيطان). هل قال الله هذه العبارة في أي وقت مضى؟ (كلا). من أين أتت هذه العبارة إذًا؟ (مِن الشيطان). أتت من الشيطان، من هذا العالم. "يسعى" الناس إلى الحق كثيرًا، و"يحبون" الحق كثيرًا، و"يمجدون" الحق كثيرًا، فلماذا إذن يقولون عبارات شيطانية مثل هذه عندما تطرأ عليهم مثل هذه الأمور؟ إنهم حتى يشعرون أنه شيء منصف ووقور أن يقولوه. يقولون: "انظروا إلى مدى التبجيل والاحترام الذي أُكنّه للحق ولله. من الطبيعي بالنسبة لي أن أقول: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب"؛ يا لها من حقيقة عظيمة! هل يمكنني قول هذه العبارة إذا لم أؤمن بالله؟" أليس هذا ادعاء بأنها الحق؟ (بلى). هل هذه العبارة هي الحق إذًا؟ (كلا). أي نوع من العبارات هي عبارة: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب؟" ما الخطأ فيها؟ ما تعنيه هذه العبارة هو أن الأطفال إذا كانوا غير مطيعين أو غير ناضجين، فإنها مسؤولية الأب، أي أن الوالدين لم يعلموهم جيدًا. لكن هل هذا هو الحال في الواقع؟ (كلا). بعض الوالدين يكون سلوكهم الذاتي لائقًا، ومع ذلك يكون أبناؤهم أشقياء وبناتهم عاهرات. يغضب الرجل الذي يلعب دور الأب كثيرًا ويقول: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب. لقد دللتهم!" هل هذا القول صائب أم لا؟ (كلا، إنه خاطئ). ما الخطأ فيه؟ إذا كان بإمكانك فهم الخطأ في هذه العبارة، فهذا يثبت أنك تفهم الحق وأنك تفهم ما المشكلة التي تكمن في هذه العبارة. وإذا كنت لا تفهم الحق في هذه المسألة، فلا يمكنك شرحها بوضوح. والآن بعد أن استمعتم إلى شرح الحق وتعريفه، يمكنكم أن تشعروا بشيء وتقولوا شيئًا من قبيل: "هذه العبارة خاطئة، إنها عبارة دنيوية. نحن المؤمنون بالله لا نقول أشياء مثل هذه". لقد غيّرت فقط الطريقة التي تتحدث بها عن هذا الأمر. هذا لا يعني أنك تفهم الحق؛ في الواقع، أنت لا تعرف ما هو الخطأ في العبارة القائلة "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". عندما تواجه أمورًا مثل هذه، ما الشيء المتسق مع الحق الذي يجب أن تقوله؟ كيف يجب أن تتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ دعونا نتحدث أولًا عن كيفية فهم مثل تلك الأمور وشرحها بطريقة صحيحة. ماذا يقول الله عن هذا؟ هل يوجد في كلام الله أي شيء محدد يقوله عن مثل تلك الأمور؟ لقد عبّر الله عن الكثير من الحقائق، وكل ذلك لكي يقبلها الناس ويجعلوها حياتهم. لذا، عند تربية الناس لأبنائهم، ألا يجب أن يستخدموا كلام الله لتعليمهم؟ كلام الله يُخاطب البشرية جمعاء. سواءً كنت بالغًا أو طفلًا، رجلًا أو امرأة، كبيرًا أو صغيرًا، يجب على الجميع قبول كلام الله. كلام الله فقط هو الحق ويمكن أن يصبح حياة الناس. يمكن لكلام الله فقط أن يقود الناس نحو الطريق الصحيح في الحياة. يجب على الناس الذين يؤمنون بالله أن يكونوا قادرين على اكتساب فهم شامل لهذه المسألة. كيف تفسر عبارة "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب"؟ (يتحدد الطريق الذي يسلكه الشخص من خلال جوهر طبيعته. وبالإضافة إلى ذلك، العقاب الذي سيتعرض له أو البركات التي سيتلقاها في هذه الحياة متصلة بحياته السابقة. لذا فإن العبارة التي تقول: "إذا لم يتبع الأطفال الطريق الصحيح، فهذا لأن والديهم لم يُحسنوا تعليمهم" لا تصمد أمام التمحيص، وتنكر تمامًا حقيقة أن الله هو صاحب السيادة على قدر البشر). وفقًا لما تقوله، هل لعدم اتّباع الأطفال للطريق الصحيح أي علاقة بسيادة الله؟ يسمح الله للناس باتخاذ خياراتهم بأنفسهم واختيار السير في الطريق الصحيح. لكن الناس لديهم طبائع شيطانية، ويختارون جميعًا خياراتهم الخاصة، ويختارون جميعًا طرُقهم المفضلة الخاصة، وليسوا مستعدين للخضوع لسيادة الله. إذا كان ما تقوله يتفق مع الحق، فيجب عليك أن تشرحه بوضوح لكي يقتنع الناس به.

تاليًا، سنعقد شركة عن التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". أول شيء يجب توضيحه هو أنه من الخطأ القول إن: "فشل الأطفال في اتِّباع الطريق الصحيح مرتبط بالوالدين". أيًا كان الشخص، إذا كان نوعًا معينًا من الأشخاص، فسوف يسير في طريق معين. أليس هذا مؤكدًا؟ (بلى). الطريق الذي يسير فيه الشخص يحدد مَن هو. الطريق الذي يسلكه ونوع الشخص الذي يصبح عليه هو أمر يرجع إليه. هذه أشياء مُقدَّرة سلفًا، وفطرية، ومرتبطة بطبيعة الشخص. إذن ما فائدة التربية الأبوية؟ هل يمكن أن تحكم طبيعة المرء؟ (كلا). لا يمكن للتربية الأبوية أن تحكم الطبيعة البشرية ولا يمكنها أن تحل مشكلة الطريق الذي يسلكه المرء. ما هو النوع الوحيد من التربية الذي يمكن للوالدين توفيره؟ بعض السلوكيات البسيطة في حياة أطفالهم اليومية، وبعض الأفكار وقواعد السلوك الذاتي السطحية إلى حد ما؛ هذه هي الأشياء التي لها علاقة بالوالدين. قبل وصول الأبناء إلى سن الرشد، يجب على الوالدين تتميم مسؤوليتهم الواجبة، وهي تعليم أبنائهم اتِّباع الطريق الصحيح، والاستذكار بجد، والاجتهاد ليتفوقوا على الآخرين عندما يكبرون، وألا يفعلوا أشياء سيئة أو يصبحوا أشخاصًا سيئين. يجب على الوالدين أيضًا تنظيم سلوك أبنائهم، وتعليمهم أن يكونوا مهذبين، وأن يُحيّوا كبار السن متى رأوهم، وأن يعلموهم أشياء أخرى مرتبطة بالسلوك؛ هذه المسؤولية التي يجب على الوالدين تتميمها. الاهتمام بحياة أطفالهم وتعليمهم بعض القواعد الأساسية للسلوك الذاتي؛ هذا ما يرقى إليه تأثير الوالدين. أما الطبع، فلا يمكن للوالدين أن يعلما الطفل هذا. بعض الوالدين يكونون هادئين ويفعلون كل شيء بإيقاع مريح، بينما يكون أطفالهم غير صبورين ولا يمكنهم البقاء ساكنين ولو لمدة قصيرة. إنهم ينطلقون من تلقاء أنفسهم لكسب لقمة العيش عندما يبلغون من السن 14 عامًا أو 15، ويتخذون قراراتهم الخاصة في كل شيء، ولا يحتاجون إلى والديهم، وهم مستقلون جدًا. هل يُعلمهم الوالدان هذا؟ كلا. لذا فإن طبع الإنسان، وشخصيته، وحتى جوهره، إضافةً إلى الطريق الذي يختاره في المستقبل هي أشياء ليس لها أي علاقة بوالديه. البعض يدحضون هذا بقولهم: "كيف يمكن ألا يكون لها أي علاقة بهم؟ بعض الأشخاص ينحدرون من عائلة علمية أو عائلة تمتلك خبرات متوارثة عبر الأجيال في مهنة معينة. على سبيل المثال، يدرس أحد الأجيال الرسم، ويدرس الجيل التالي الرسم أيضًا، وكذلك الجيل الذي يليه. هذا يؤكد صحة التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". هل قول هذا صواب أم خطأ؟ (خطأ). إن استخدام هذا المثال لتوضيح هذه المشكلة خاطئ وغير دقيق، لأنهما أمران مختلفان. إنَّ تأثير أسرة ذات الأجيال من الخبرة لا يشمل إلا جانبًا واحدًا من الخبرة، وقد يكون الحال أن هذه البيئة الأُسرية تؤدي إلى تعلم الجميع الشيء نفسه. ظاهريًا، الطفل أيضًا يختار هذا الشيء نفسه، لكن في الأصل، كل هذا هو تقدير الله المسبق. كيف تناسخ هذا الشخص في هذه العائلة؟ أليس هذا أيضًا شيء يملك الله السيادة عليه؟ الوالدون مسؤولون فقط عن تربية أطفالهم حتى سن الرشد. لا يتأثر الأطفال بوالديهم إلا من حيث سلوكهم الخارجي وعادات نمط حياتهم. لكن بمجرد أن يكبروا، فإن الأهداف التي يسعون إليها في الحياة ومصيرهم في الحياة ليس لها أي علاقة بوالديهم على الإطلاق. بعض الوالدين يكونون مجرد مزارعين عاديين يعيشون الحياة وفقًا لمركزهم، لكن أطفالهم يكونون قادرين على أن يصبحوا مسؤولين ويقوموا بأشياء عظيمة. ثم هناك أطفال والدونهم محامون وأطباء، وجميعهم أصحاب مقدرة، غير أن أطفالهم لا نفع منهم ولا يستطيعون الحصول على وظيفة أينما ذهبوا. هل هذا ما علمهم والدونهم أن يكونوا عليه؟ عندما يكون الأب محاميًا، هل من المحتمل أن يقتصد في تعليم أطفاله والتأثير عليهم؟ كلا بالتأكيد. لا يوجد أب يقول: "لقد حققت نجاحًا كبيرًا في حياتي، أتمنى ألا ينجح أطفالي مثلي في المستقبل، سيكون هذا مُتعِبًا للغاية. يكفي أن يكونوا مجرد رعاة أبقار في المستقبل". لا بد بالتأكيد أن يعلم أطفاله لكي يتعلموا منه ويصبحوا مثله في المستقبل. ماذا سيحدث لأطفاله بعد أن يُنهي تعليمهم؟ سيصبح الأطفال ما قُدّر لهم أن يصبحوا، وستكون مصائرهم كما هو مُقدّر لها، ولا أحد يمكنه تغيير ذلك. ما الحقيقة التي تدركها هنا؟ الطريق الذي يسلكه الطفل ليس له أدنى علاقة بوالديه. بعض الآباء يؤمنون بالله ويُعلّمون أبناءهم أن يؤمنوا بالله، لكن مهما قالوا، لا يؤمن أطفالهم، وليس لدى الآباء شيء يمكن أن يفعلوه حيال ذلك. وبعض الوالدين لا يؤمنون بالله، بينما يؤمن أطفالهم بالله. وما إن يبدأ أطفالهم في الإيمان بالله، فإنهم يتّبعونه، ويبذلون أنفسهم من أجله، ويستطيعون قبول الحق، وينالون استحسان الله، ويتغير مصيرهم. هل هذا نتيجة للتربية الأبوية؟ كلا، على الإطلاق، الأمر يتعلق بتقدير الله المسبق واختياره. ثمة مشكلة في التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". على الرغم من أن الوالدين يتحملون مسؤولية تعليم أطفالهم، فإن مصير الطفل لا يتحدد بوالديه، ولكن بطبيعة الطفل. هل يمكن للتعليم أن يحل مشكلة طبيعة الطفل؟ لا يمكنه حلها على الإطلاق. الطريق الذي يسلكه الشخص في الحياة لا يُحدد بوالديه، بل هو مُقدَّر من الله. يُقال إن: "مصير الإنسان تُحدده السماء"، وهذه المقولة تتلخص بالتجربة الإنسانية. قبل أن يصل الشخص إلى سن الرشد، لا يمكنك معرفة الطريق الذي سيسلكه. وبمجرد أن يصبح راشدًا، ويصبح لديه أفكار ويتمكن من التفكير في المشاكل، سيختار ما يفعله في المجتمع الأوسع. يقول بعض الناس إنهم يريدون أن يصبحوا مسؤولين كبار، ويقول البعض الآخر إنهم يريدون أن يصبحوا محامين، ويقول البعض الآخر إنهم يريدون أن يصبحوا كُتّابًا. كل شخص لديه خياراته الخاصة وأفكاره الخاصة. لا أحد يقول: "سأنتظر فحسب حتى يُعلّمني والداي. سأصبح أي شيء يُعلّمني والداي أن أصبح عليه". لا أحد بهذه الحماقة. بعد الوصول إلى سن الرشد، تبدأ أفكار الناس في أن تنشأ وتنضج، ومن ثم يصبح الطريق والأهداف أمامهم واضحة على نحو متزايد. وفي هذا الوقت، يصبح أي نوع من الأشخاص هم، والمجموعة التي ينتمون إليها، أكثر ظهورًا ووضوحًا شيئًا فشيئًا. ومن هذه النقطة فصاعدًا، تصبح طباع كل شخص محددة بوضوح تدريجي، وكذلك شخصيته، إضافة إلى الطريق الذي يسعى إليه، واتجاهه في الحياة، والمجموعة التي ينتمي إليها. ما هو أساس كل هذا؟ في النهاية، هذا ما قدّره الله مسبقًا؛ لا علاقة له بوالديّ الشخص. هل ترون هذا بوضوح الآن؟ ما هي الأشياء التي لها علاقة بالوالدين إذن؟ مظهر الشخص، وطوله، وجيناته، وبعض الأمراض العائلية لها علاقة ضئيلة بوالديه. لماذا أقول علاقة ضئيلة؟ لأن الأمر ليس كذلك في 100% من الحالات. في بعض العائلات، يعاني كل جيل من مرض معين، لكن بعد ذلك يولد طفل من دونه. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ البعض يقولون: "هذا لأن هذا الطفل طباعه جيدة". هذا رأي الناس، لكن من أين تنشأ المسألة؟ (من تقدير الله المسبق). هذا هو الحال بالضبط. إذن هل التعبير "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب" صائب أم خاطئ؟ (إنه خاطئ). الأمر واضح لكم الآن، أليس كذلك؟ لن يكون ذلك كافيًا إذا لم تكونوا تعرفون كيفية التمييز. من دون الحق، لا يمكنك رؤية أي مسألة بوضوح.

في الحياة اليومية، يحمل كل شخص بعض هذه الآراء الزائفة المستمدة من الشيطان في ذهنه. إنها تظل مودعة ومخزّنة بداخله، ويُكشف عنها كلما حدث شيء ما. يقول بعض الناس: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء. انظروا كم أنا نبيل. أنا رجل وفحل، بينما أنتِ امرأة مقيدة القدمين بحذاء، لذا لن أتشاجر معكِ". كيف يتعاملون مع هذه العبارة؟ (على أنها الحق). يتعاملون معها على أنها الحق ومبدأ لممارسة الحق. وهناك أيضًا أشخاص يرون شخصًا يتمتع بملامح وسيمة جدًا ويبدو وكأنه رجل نبيل، لكنه ماكر ويتنكر دائمًا، ويكون مخادعًا وخبيثًا بشدة عند التفاعل مع الآخرين، ولا يستطيع الكثير من الناس فهمه، لذلك يقولون: "أنا أؤمن بالله فقط لكي أسلك بوصفي شخصًا نبيلًا وطيب القلب، ولأكون ودودًا مع الآخرين، وليس عدائيًا. هذا مثل المقولة التي تقول: "خير لك أن تكون حقيرًا حقيقيًا من نبيل زائف". بعض كلام الله أيضًا يحمل المعنى نفسه". ما رأيكم فيما يقوله هؤلاء الناس؟ "خير لك أن تكون حقيرًا حقيقيًا من نبيل زائف". كما ترى، ما إن يحدث شيء ما للناس، تخرج كل هذه المقولات، والأمثال، والتعبيرات الشائعة التي في داخلهم وتتدفق دفعة واحدة، ولا يوجد فيها كلمة واحدة من الحق. وفي النهاية، يقول هؤلاء الناس: "الحمد لله على تنويري". هل مقولة: "خير لك أن تكون حقيرًا حقيقيًا من نبيل زائف" صائبة أم خاطئة؟ (إنها خاطئة). كلكم تعرفون أنها خاطئة، لكن ما العيب فيها؟ العيب في النبلاء الزائفين هو أنهم زائفون. لا أحد يرغب في أن يكون نبيلًا زائفًا، بل يرغب في أن يكون شريرًا حقيقيًا. ما الذي يستحسنه الناس في الأشرار الحقيقيين؟ إن مجرد كونهم حقيقيين يجعلهم يفوزون باستحسان الجميع، رغم أنهم أشرار. إذن ما الذي تتمنون أن تكونوه، شرير حقيقي أم نبيل زائف؟ (لا أحد منهما). ولماذا لا تكونون هذين النوعين من الأشخاص؟ (لا أحد منهما يتوافق مع الحق، لا شيء مذكور عن هذا في كلام الله). هل يمكنكم العثور على الأساس المناسب للادعاء بأن الله لم يُخبر الناس بأن يكونوا نبلاء زائفين أو أشرارًا حقيقيين؟ (يريد الله أن يكون الناس أشخاصًا صادقين). يريد الله أن يكون الناس أشخاصًا صادقين. ما الفارق إذن بين الأشخاص الصادقين والأشرار الحقيقيين؟ كلمة "أشرار" ليست جيدة، لكنهم حقيقيون جدًا. لمَ الأشرار الحقيقيون ليسوا صالحين؟ هل يمكنك أن تشرح بوضوح؟ ما هو أساس الإدعاء أن لا الأشرار الحقيقيون ولا النبلاء الزائفون أشخاص صالحون؟ ما هم الأشرار؟ ما الكلمات المرتبطة عادةً بالأشرار؟ (دنيء). هذا صحيح. كيف وُصِف مصطلح "دنيء" هذا وعُرِّف في كلام الله؟ في كلام الله، هل كلمة "دنيء" مُعرّفة على أنها كلمة جيدة أم كلمة سيئة؟ (كلمة سيئة). كلمة سيئة، وكلمة يدينها الله. الأشخاص ذوو التصرفات الدنيئة والآراء الدنيئة أشرار. وكيف تُعرّف شخصية الشرير وجوهره بخلاف ذلك؟ بالأنانية، أليس كذلك؟ (بلى). هذا النوع من الأشخاص أناني ودنيء. حتى لو كان ما كشف عنه هو مزاجه الحقيقي، فإنه يظل شخصًا شريرًا إلى حد كبير. النبيل الزائف مخادع وخبيث، ودائمًا يتنكر ويعطي الآخرين انطباعًا خاطئًا، ويترك الآخرين يرون جانبه المشرق، واللامع، والودود. إنه يبقي شخصيته، وآرائه، ووجهات نظره الحقيقية طي الكتمان لكي لا يراها أحد أو يفهمها. ما الشخصية التي لدى هؤلاء الأشخاص؟ (شخصية مخادعة خبيثة). إنهم ببساطة أشخاص خبثاء. لذا، لا الأشرار ولا النبلاء الزائفون أشخاص صالحون. أحدهما سيء من الداخل، والآخر سيء من الخارج. شخصياتهم هي نفسها في الواقع؛ كلاهما خبيث للغاية، وأناني، ومخادع. هل يسعى هذان النوعان من الأشخاص الخبثاء والمخادعين إلى أن يكونوا أشخاصًا صادقين؟ (كلا). لهذا السبب، بغض النظر عن أي من هذين النوعين من الأشخاص تصبح، فأنت لست الشخص الصالح أو الصادق الذي يطلبه الله. أنت شخص يبغضه الله، ولست الشخص الذي يطلب الله منك أن تكونه. لذا أخبرني، هل عبارة "خير لك أن تكون حقيرًا حقيقيًا من نبيل زائف" هي الحق؟ (كلا). بالنظر إليها من هذا المنظور، هذه العبارة ليست هي الحق. يقول الكثير من الناس: عبارة "خير لك أن تكون حقيرًا حقيقيًا من نبيل زائف" بهدف مهاجمة الأشخاص النبلاء الزائفين وإدانتهم لكي يتمكنوا من التظاهر بأنهم أُناس صالحون، وكأن "شر" هؤلاء الأشرار يجعلهم منصفين وحقيقيين للغاية، وكأنهم قوة من قوى العدالة. كيف يمكنك – بوصفك شخصًا شريرًا – أن تدعي أنك منصف؟ بل أنت الشخص الذي يستحق أن يُدان.

في أذهان الجميع، توجد بعض المقولات والأشياء من هذا القبيل، ولذلك يحمل الكثير من الناس مثل هذا النوع من الآراء. وسواء كانت من الثقافة التقليدية، أو الأمثال شعبية، أو الشعارات العائلية، أو القواعد العائلية، أو النظام القانوني للبلاد، يستخدم الناس عادةً هذه الأشياء التي تم تداولها لوقت طويل وعلى نطاق واسع في المجتمع، والتي تم الإعلان عنها والترويج لها باعتبارها أشياء إيجابية في المجتمع وبين البشرية لوقت طويل، لتعليم أجيال بعد أجيال من الناس. تُعتبر بعض التعبيرات في أعماق قلوب الناس بمثابة مبادئ للممارسة ومبادئ لوجود الإنسان. وبعضها تعبيرات تنقل وجهة نظر يتفق معها الناس فقط، لكن لا يرغبون في تطبيقها بالضرورة. وسواء كنت ترغب في تطبيقها أم لا، ففي أعماق قلبك، أنت تأخذ هذه التعبيرات في الواقع على أنها مبادئ للممارسة في سلوكك الذاتي. وباختصار، هذه الأشياء هي عائق كبير أمام إيمان الناس بالله والسعي إلى الحق. إنها تؤذي فقط، بدلًا من أن تنفع الناس. على سبيل المثال، أحد الموضوعات التي يتحدث الأشخاص المعاصرون عنها كثيرًا يتمثل في عبارة: "الحياة ثمينة؛ والحب أثمن منها. لكن من أجل الحرية، يمكن أن أتخلى عنهما". هذا التعبير مقولة شهيرة ينادي بها ويبجلها الناس في الشرق والغرب ممن لديهم أفكار سامية ويسعون إلى الحرية ويريدون التخلص من النظام الإقطاعي التقليدي. ما هو محور سعي الناس هنا؟ هل هو الحياة؟ أم الحب؟ (لا، إنها الحرية). هذا صحيح، إنها الحرية. إذن هل هذا التعبير هو الحق؟ معنى هذا التعبير هو أنه من أجل السعي وراء الحرية، يمكن إهدار الحياة، ويمكن التخلي عن الحب أيضًا – أي أن الشخص الذي تحبه يمكن هجره – من أجل الركض وراء تلك الحرية الجميلة. كيف تبدو هذه الحرية للأشخاص الدنيويين؟ كيف نُفسر هذا الشيء الذي يعتقدون أنه الحرية؟ كسر التقاليد هو نوع من الحرية، وكسر الأعراف القديمة هو نوع من الحرية، وكسر الملكية الإقطاعية هو أيضًا نوع من الحرية. ماذا أيضًا؟ (عدم الخضوع لنظام سياسي ما). أحد الأنواع الأخرى هو عدم الخضوع للسُلطة أو ألعاب السياسة. ما يسعون إليه هو هذا النوع من الحرية. إذن هل الحرية التي يتحدثون عنها حرية حقيقية؟ (كلا). هل يوجد أوجه شبه بينها وبين الحرية التي يتحدث عنها الناس الذين يؤمنون بالله؟ (كلا). قد يكون لدى بعض الناس الذين يؤمنون بالله هذا الرأي أيضًا في قلوبهم: "الإيمان بالله رائع، إنه يحررك ويمنحك التحرر. ليس عليك اتّباع أي عادات أو إجراءات تقليدية، لا داعي للقلق بشأن تنظيم الأفراح والجنائز أو حضورها، فأنت تتخلى عن كل الأشياء الدنيوية. أنت حقًا حر جدًا!" هل هذا هو الحال؟ (كلا). إذن ما هي الحرية بالضبط؟ هل أنتم أحرار الآن؟ (قليلًا). إذن كيف حصلتم على هذا القدر القليل من الحرية؟ ماذا تعني هذه الحرية؟ (فهم الحق وكسر التأثير المظلم للشيطان). بعد كسر التأثير المظلم للشيطان، تشعر بقليل من التحرر ودرجة معينة من الحرية. لكن، إذا لم أُشرحها، قد تعتقدون أنكم أحرار حقًا، لكن في الحقيقة أنتم لستم كذلك. الحرية الحقيقية ليست نوع الحرية والإفراج عن الجسد من الناحية المكانية والمادية مثلما يظنها الناس؛ وإنما هي تعني أنه ما إن يفهم الناس الحق، فسيكون لديهم آراء صحيحة حول مختلف الأشخاص، والأحداث، والأشياء وحول العالم، ويمكنهم السعي إلى الأهداف والاتجاهات الصحيحة في الحياة، وعندما لا يخضع الناس لقيود تأثير الشيطان والأفكار والآراء الشيطانية، تتحرر قلوبهم؛ هذه هي الحرية الحقيقية.

ثمة شاب، غير مؤمن، يعتقد أنه يحب الحرية، والطير في كل مكان مثل العصفور، وعيش حياة غير مقيدة، لذا فهو يكره تلك القواعد والمقولات الحقيرة في عائلته. ويقول لأصدقائه كثيرًا: "على الرغم من أنني وُلِدت في عائلة تقليدية للغاية، وهي عائلة كبيرة جدًا، لديها الكثير من القواعد والتقاليد، وما يزال لديها حتى الآن ضريح للأجداد بداخله ألواح تذكارية مُرتّبة لكل الأجيال المتتالية، فإنني عن نفسي قد كسرت الكثير من تلك التقاليد ولست متأثرًا بتلك القواعد العائلية، والأعراف الأُسَرية، والعادات الشائعة. ألا ترون أنني شخص غير تقليدي للغاية؟" فيقول أصدقاؤه: "لقد لاحظنا أنك غير تقليديّ للغاية". كيف لاحظوا ذلك؟ لديه ثقب في اللسان، وخاتم في الأنف، وأربعة ثقوب أو خمسة في كلتي الأذنين، وثقب في السُّرّة، ووشم ثعبان على ذراعه. يعتبر الصينيون الثعابين رمزًا مشؤومًا، لكنه أصر على وشم ثعبان على جسده، والناس يخافون عندما يرونه. هذا غير تقليدي، أليس كذلك؟ (بلى). إنه غير تقليدي للغاية، وعلاوة على ذلك، فهو يتحدث بسمت شخص طليعي. كل من يراه يقول: "هذا الرجل رائع! إنه غير تقليدي، غير تقليدي حقًا!" إنه يعتقد أنه لا يمكنه التعبير عن كونه غير تقليدي بتلك الطُرق فحسب، بل عليه أن يجعل الأمر ملموسًا أكثر ويجعل الناس أكثر قدرة على ملاحظة العلامات الدالة على مدى خروجه عن المألوف. إنه يرى الآخرين لديهم في العموم صديقات صينيات ذوات بشرة صفراء ويتعمَّد أن يكون له صديقة أجنبية بيضاء لكي يكون الجميع أكثر اقتناعًا بأنه غير تقليدي حقًا. وبعد ذلك، يحاكي صديقته في كل موقف، ويفعل أي شيء تقوله صديقته، وأيًا كانت الطريقة التي تطلب منه أن يفعله بها. عندما يأتي عيد ميلاده، تشتري له صديقته هدية سرِّية مغلفة في صندوق كبير، ويبدأ في إزالة غلاف الهدية بسعادة غامرة. بعد تقشير كل طبقات الغلاف، يرى قبعة خضراء في الداخل. كل الصينيون يعرفون الإشارة الضمنية للـ "قبعة الخضراء"، أليس كذلك؟ إنها بالتأكيد شيء تقليدي للغاية. وبمجرد أن يراها، يصبح غاضبًا ويقول: "أي نوع من الهدايا هذه؟ لمن اشتريتِ هذه الهدية؟" ظنّت صديقته أنه سيكون سعيدًا؛ فلماذا هو غاضب إلى هذا الحد بشأن الهدية؟ لا يمكنها التفكير في السبب ولا يمكنها تحديده، لذلك تقول: "لم يكن من السهل العثور على هذه القبعة الخضراء. أنا متأكدة من أنها ستبدو جيدة عليك". فيقول: "هل تعرفين ما تمثله هذه القبعة؟" فتقول صديقته: "أليست مجرد قبعة؟ القبعات الخضراء تبدو لطيفة فحسب". تصر على جعله يرتديها، لكنه لن يرتديها مهما حدث. هل يعرف الغربيون دلالة "القبعات الخضراء"؟ (كلا، لا يعرفون). لذلك، ألا ينبغي توضيح هذه المسألة وكشف تفاصيلها بالكامل؟ لا يمكن لأحد منكم الإجابة على ذلك؛ لمَ لا تجرؤون على شرح الأمر بوضوح؟ هذه ليست مسألة كبيرة، أليست كذلك؟ أنتم مثل هذا الشاب بالضبط؛ أنتم تلوحون براية كونكم غير تقليديين، والتخلي عن التقاليد والتخلص من مفاهيم الثقافة التقليدية الشيطانية لكي تسعوا إلى الحق والحرية، ورغم ذلك فأنتم منشغلون بشدة بهذه القبعة الخضراء. تطلب صديقة ذلك الشاب منه أن يرتديها، لكنه يرفض ارتداءها مهما حدث، ويقول في النهاية: "أنتِ تُصرين على جعلي أرتديها. إذا ارتديتها، فسأضطر لتحمل الإهانة من الآخرين!" هذا هو جوهر القضية وقلب المشكلة؛ هذا تقليد. لا يتعلق هذا التقليد بلون شيء ما أو نوعه، بل يتعلق بالرمز والرأي الذي يثيره هذا الشيء في الناس. ما الذي يرمز إليه هذا الشيء – المتمثل في قبعة خضراء – بالضبط؟ ماذا يمَثل؟ يصنِّف الناس القبعات من هذا اللون على أنها سيئة، لذلك يرفضون القبعات التي بهذا اللون. لماذا يرفضها الناس؟ لماذا لا يستطيعون قبول مثل هذا الشيء؟ لأن ثمة نوع من التفكير التقليدي في داخلهم. هذا التفكير التقليدي في حد ذاته ليس الحق؛ إنه مثل شيء ماديّ، لكن هذا المجتمع وهذا العِرق من الناس قد حوَّلوه بشكل غير ملحوظ إلى شيء سلبي. على سبيل المثال، حوَّل الناس اللون الأبيض إلى رمز للقداسة، واللون الأسود إلى رمز للظلام والخبث، واللون الأحمر إلى رمز للاحتفال والدموية والشغف. في الماضي، كان الصينيون يرتدون ملابس حمراء عندما يتزوجون، معتقدين أنها احتفالية. وعندما يتزوج الغربيون، يرتدون ملابس بيضاء جميلة ونظيفة ترمز إلى القداسة. إن فهم كل من الثقافتين للزواج مختلف. في إحداها، يُمثَّل باللون الأحمر، وفي الأخرى، يُمثَّل باللون الأبيض. كلا هذان اللونان يمثلان موقفًا من البركة تجاه الزواج. إنَّ مختلف المجموعات العِرقية والأعراق تستخدم الأشياء نفسها لأغراض مختلفة، وهذه هي الطريقة التي تنشأ بها الخلفيات الثقافية. وبعد ظهور تلك الخلفيات الثقافية، تُولَّد التقاليد الثقافية معها. بهذه الطريقة، تُطوِّر المجتمعات المختلفة والأعراق المختلفة عادات مختلفة، وتلك العادات تؤثر في الناس من هذه الأعراق المعنية. وهكذا، يتأثر الصينيون بهذه الدلالة للقبعات الخضراء. أي نوع من النتائج يُنتج من غرس هذا فيهم؟ لا يمكن للرجال ارتداء القبعات الخضراء، ولا ترتديها النساء أيضًا. هل ترى أي امرأة ترتديها؟ في الواقع، يستهدف هذا التقليد الثقافي الرجال فقط، بمعنى أن ارتداء الرجال للقبعات الخضراء علامة سيئة، ولا علاقة لذلك بالنساء. ورغم ذلك، حالما ينشأ هذا التقليد الثقافي، وفي أي سياق يظهر فيه، فإنه يولِّد لدى كل شخص من هذا العِرق نوعًا من التمييز تجاه هذا الشيء. وبعد حدوث مثل هذا التمييز، يتغير هذا الشيء من دون وعي من شيء مادي بريء للغاية إلى شيء سلبي. في الواقع، إنه بريء وليس له سمات إيجابية أو سلبية على الإطلاق. إنه مجرد شيء مادي، ولون، وشيء له شكل. ورغم ذلك، بعدما تُفسِّره الثقافة التقليدية وتؤثر فيه بهذه الطريقة، ماذا تصبح النتيجة النهائية؟ (سلبية). تُصبح سلبية. بعدما يصبح سلبيًا، لا يمكن للناس التعامل مع هذا الشيء أو استخدامه بشكل صحيح. فكروا في الأمر: توجد في السوق الصيني قبعات من مختلف الألوان، مثل الأحمر والوردي والأصفر وما إلى ذلك، لكن لا توجد قبعات خضراء. الناس مقيدون بهذا التفكير التقليدي ومتأثرون به. هذا هو تأثير مسألة معينة من الثقافة التقليدية على الناس.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.