البند الرابع عشر: يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي (القسم الرابع)
ثالثًا: أضداد المسيح يتقصُّون قلوب الناس ويسيطرون عليها
علاوة على احتكار السلطة والتلاعب بالظروف، ما الأفعال الأخرى التي يمكن أن تؤكد أن أضداد المسيح يعاملون بيت الله باعتباره مجالهم الخاص؟ فيما يتعلق باحتكار السلطة، عقدنا في المقام الأول شركة حول جوانب شؤون العاملين، بينما يتعلق التلاعب بالظروف أساسًا بالتحكم في تطور الأحداث. يُعتبر احتكار أضداد المسيح للسلطة عملًا خارجيًّا، ويُعد أيضًا التلاعب بالظروف شيئًا خارجيًّا يمكن أن يراه الناس – تسهُل السيطرة على هذه الجوانب. مع ذلك، ثمة شيء واحد يصعب بشكل استثنائي على أي شخص السيطرة عليه. ما هذا الشيء الواحد؟ (السيطرة على قلوب الناس وأفكارهم). أخبروني: هل هذا صحيح؟ (نعم، إنه صحيح). يقول الكتاب المقدس: "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" (إرميا 17: 9)، أي أن قلب الإنسان هو أصعب شيء يمكن السيطرة عليه. هل سيحاول أضداد المسيح السيطرة على أصعب شيء؟ هل يمكن أن يقولوا: "لأن قلب الإنسان هو الأخدع والأصعب في السيطرة عليه، فلن أسيطر عليه. دعهم يظنون ما يريدون؛ ما دامت لدي السلطة، ما دمت أسيطر على الناس، فهذا يكفي. سأسيطر على أفعالهم وسلوكهم فقط، ويمكن ترك أفكارهم ليدبِّر الله أمرها؛ فليست لدي القدرة، لذا لن أزعج نفسي بها؟" هل سيتنازل أضداد المسيح على هذا النحو؟ (كلا، لن يتنازلوا). انطلاقًا من جوهر أضداد المسيح، يتمثل طموحهم في السيطرة على الشخص كلية. أكثر شيء يصعب عليهم السيطرة عليه هو قلب الإنسان، لكنه أيضًا أكثر ما يرغبون في السيطرة عليه. إنهم يوقِعون الناس تحت سلطتهم، ويسيطرون بشكل كامل على كل شيء: في أي اتجاه تتكشف الأحداث، وما عدد الأشخاص المشاركين، وما الأمور المتضمَّنة، ومجمل مسار تطور هذه الأحداث، وماذا ستكون النتائج – يتطور ذلك كله وفقًا لما خطَّطوا لتنفيذه وحسب رغبة قلوبهم. مع ذلك، ثمة شيء واحد، وهو تحديدًا: فيمَ يفكر الناس في قلوبهم؟ فيمَ يفكرون بشأنهم؟ هل لديهم انطباع جيد عنهم أم لا؟ هل يحبونهم أم لا؟ هل يؤمنون في قلوبهم بأنهم أضداد المسيح؟ هل يميزون أفعالهم أو يستاؤون منها؟ وعندما يُظهِر لهم الناس احترامًا ظاهريًّا ويتملقونهم، ما الذي يفكرون فيه حقًا في قلوبهم؟ هل ما في قلوبهم يتوافق حقًا مع مظهرهم الخارجي؟ هل يطيعونهم حقًا؟ هذه مسألة تزعج أضداد المسيح كثيرًا. كلما شعروا بالانزعاج، زاد بحثهم عن إجابات. هذا هو المظهر الثالث لأضداد المسيح الذين يعاملون بيت الله باعتباره مجالهم الخاص – يتقصُّون قلوب الناس ويسيطرون عليها.
هل يسهُل تقصِّي قلوب الناس والسيطرة عليها؟ يمثل التقصّي والسيطرة درجتين مختلفتين من الفِعل أو السلوك عند القيام بشيء ما. عندما يتولى ضد المسيح السلطة ويسيطر على مجمل مسار تطور حدث ما ونتيجته، عندما يسيطر على هذه الأشياء، فإن ما الذي يفكر فيه الناس عندئذ تحت قيادته أو في مجال نفوذه في قلوبهم حقًا – سواء كانوا يعاملونه كإله أو كشخص مثالي، سواء كانوا يضمرون كراهية أو آراء أو مفاهيم تجاهه، وما إذا كانوا يميزونه – ما يفكر فيه الناس حقًا في قلوبهم، هذه أشياء يصعب للغاية قياسها. ماذا يفعل عندئذ؟ إنه يراقب من هم تحت قيادته، ويمنح منافع أو يتحدث ببعض الكلمات اللطيفة لأي شخص يفتقر إلى التمييز ويسهل استغلاله. يشبه هؤلاء الناس الكرات المطاطية تمامًا: يرتفعون أكثر ويجمعون المزيد من الطاقة في كل مرة تضربهم. إنه يستخدم مثل هؤلاء الأفراد كبيادق. يستخدمهم ليفعلوا ماذا؟ لديه هذه البيادق التي تتقصّى قلوب الناس من أجله. قد يقول لبيدق: "في الآونة الأخيرة، قلَّ ما تقدمه الأخت لي وابنتها في كنيستنا. لقد اعتادتا تقديم كمية كبيرة، لكنهما الآن لا تأتيان كثيرًا. ماذا كانتا تفعلان مؤخرًا؟ هل كان لديهما أي اتصال مع غرباء؟ هل ثمة شيء يحدث في المنزل؟ اذهب وألق نظرة وقدم بعض الدعم". يزور هذا الشخص منزل الأخت لي ويلقي نظرة حوله، ويفكر: "لا توجد وجوه غير مألوفة هنا. يبدو أن الأختين تعيشان حياة هادئة تمامًا. لا يبدو أنهما تواجهان أي صعوبات. لماذا لا يأتين إلى اجتماعاتنا؟ عليَّ أن أستفسر أكثر". يسأل هذا الشخص: "هل دخل أي نور جديد إلى منزلكما مؤخرًا؟ لقد كنت أشعر بالضعف مؤخرًا؛ أقيما شركة معي لبعض الوقت". عندما رأت الأختان أن الشخص قد جاء يطلب الحق ويطلب المساعدة، أقامتا شركة معه وقلن: "لقد اكتسبنا في الآونة الأخيرة نورًا جديدًا، ينبغي للمؤمنين بالله عدم اتباع أناس آخرين أو الاعتماد عليهم دائمًا؛ عندما نواجه تحديات، ينبغي أن نأتي أمام الله لنصلي؛ هذه هي الحكمة العليا. لا يمكن الاعتماد على الناس، لا يمكن أن يعتمد المرء إلا على الله؛ فهو قادر على منح الناس الحق، والحياة، والطريق الذي ينبغي أن يسيروا فيه – فالناس لا يمكنهم القيام بذلك. كنت أعتمد دائمًا على آخرين، ولكن لاحقًا من خلال الشركة مع الأخت..." يجيب: "من خلال شركة مع أخت؟ أين تلك الأخت؟ هل هي غريبة؟" تقول الأختان: "إنها ليست غريبة تمامًا. هي أخت من كنيستنا، عادت بعد عدة سنوات من القيام بواجبها بعيدًا". يجيب: "ألا يظل هذا تواصلًا مع شخص غريب؟ لقد تسرعتما في التعامل مع غرباء؛ أنتما بحاجة إلى إبلاغ الكنيسة بالأمر!" بعد جمع هذه المعلومات، يكشف هذا الشخص عن معلومتين مهمتين: أولًا، لا تريد الأختان أن تكونا قريبتين من القائد، وقد أظهرتا بعض التمييز تجاهه. ثانيًا، لقد اتصلتا بشخص غريب، وقال لهما هذا الغريب شيئًا. التفاصيل غير واضحة، ولن تقول الأختان أي شيء عنه، فهما تخفيان ذلك عمدًا، ما يعني أن ولائهما للقائد يتذبذب وبدأتا في الحذر منه. عندما يعود هذا الشخص ويقدم تقريره إلى ضد المسيح، هل يسعد ضد المسيح بعد سماعه؟ هل سيفكر: "عظيم، لقد أظهر مرؤوسي أخيرًا بعض التمييز تجاهي؟" (كلا، لن يفعل). ماذا سيفكر؟ "هذا سيء. اعتادت الأختان أن تكونا مطيعتين، وكانتا مؤمنتين مخلصتين في الكنيسة، وقدمتا الكثير. منذ أن بدأ هذا الشخص المجهول في التفاعل معهما، أصبحتا غير مطيعتين بعض الشيء. هل ستستمران في تقديم التقديمات في المستقبل؟ هذا أمر مسبب للمشكلات ومحفوف بالمخاطر". يشعر ضد المسيح بعدم الارتياح. لماذا يشعر بعدم الارتياح؟ (الناس يميزونه، ولم يعودوا يستمعون إليه). بالضبط، لم تعد قلوب الناس محل تلاعبه وتحت سيطرته، فهم يخضعون لتغير في القلب، لذلك يشعر بعدم الارتياح. في الماضي، كانت الاثنتان وديعتين وبسيطتين، كانتا مطيعتين للغاية ولم تظهرا سوى قليل من التمييز تجاهه، وكانتا تقبلان كل ما يقوله دون إعادة تفكير. الآن، بعد أن خضعتا لتغيير في القلب، وطورتا التمييز، وحافظتا على مسافة منه، وربما ترفضانه، وربما حتى تعتزمان الإبلاغ عنه – هذا يثير المتاعب. أليس هذا مظهرًا محددًا لكيفية قيام أضداد المسيح بتقصّي قلوب الناس والسيطرة عليها؟
عندما يلاحظ ضد المسيح أي شيء غير عادي، فإنه يُسرع في إرسال شركائه أو مريديه لمعرفة الوضع وفهم أسبابه الأساسية. إذا لم يكن ثمة تغيير، إذا ظل الناس على حالهم ولم يتغير قلبهم، يشعر عندئذ بالاطمئنان، ولا يعُد يشعر بعدم الارتياح أو التوتر. مع ذلك، إذا اكتشف شيئًا غير عادي، شيئًا غير معروف له، ليس تحت سيطرته، وليس كما كان يتصوره، فهذا أمر مزعج. يصبح قلقًا ومتوترًا، ويتخذ إجراء وهو في عجلة من أمره. ما الهدف من أفعاله؟ إنه يريد أن يكون الناس على رأي واحد معه، وألا يتغير قلبهم. يجب أن يطلعه الناس على أفكارهم وأن يستمروا في إبلاغه، مُعبِرين عن الولاء، والعزيمة، والإخلاص. يجب أن يسيطر باستمرار على خواطر الناس المتغيرة وأفكارهم في قلوبهم، واتجاه أفكارهم ومبادئها. وبمجرد اكتشافه لشخص يضمر معارضة، عليه أن يتحرك لتغييره. إذا لم يتمكن من تغييره ليصبح صديقًا، فإنه سيصبح عدوًا بدلًا من ذلك. ما عواقب أن يُصبح عدوًا له؟ سوف يتعرض للتعذيب والقمع. هذا نهج. ثمة نهج آخر أيضًا. يتوجس ضد المسيح دائمًا ممن حوله، ولا يستطيع أبدًا قياسهم بالكامل، خشية أن يميزه الناس ويبلغوا عنه، ويقول في قلبه: "هل رأيت عندما سرقت التقديمات وفعلت الأشياء بطريقتي الخاصة؟ إذا رأيت ذلك، فهل يمكنك تمييزه؟ هل يمكنك الإبلاغ عني؟" بعض أضداد المسيح حتى فاسقون جنسيًّا في الخفاء، ويفكرون: "من يدري عن هذه الأشياء؟ فيمَ يفكر أولئك الذين يعرفون؟ ألا ينبغي أن أتظاهر بطريقة ما، وأخلق انطباعًا كاذبًا، ثم أمتحن هؤلاء الأشخاص، وأستخرج منهم أفكارهم الداخلية، وأعرف ما يفكرون فيه حقًا؟" أيفعل أضداد المسيح مثل هذه الأشياء؟ بالنسبة إلى أناس أشرار مثل أضداد المسيح، فإن القيام بمثل هذه الأشياء يشبه طبيعة ثانية. إنهم موهوبون في ذلك – يفعلون ذلك بشكل رائع. يجمع ضد المسيح الناس ويقول: "اليوم، دعوت الجميع هنا ليس لغرض آخر سوى فحص أوجه القصور في العمل الذي قمت به في الكنيسة مؤخرًا، والتحدُث عن معرفتي بالشخصيات الفاسدة التي كشفتها. تحدثوا بصراحة، ولا تكبتوا شيئًا. لن أدينكم. دعونا نعقد شركة صريحة من القلب إلى القلب ووجهًا لوجه. إذا فعلت شيئًا ما، فسوف أتغير؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، فسأعتبره تحذيرًا بعدم القيام بذلك. كل شيء في بيت الإله مفتوح، وغير مخفي، ومكشوف. نحن نفعل كل شيء أمام الإله، ولا يحتاج أحد أن يحذر من أي شخص آخر. أيها الإخوة والأخوات، أريحوا عقولكم. سأبدأ بفحص نفسي. في الآونة الأخيرة، بسبب كسلي واشتهائي لراحة الجسد، لم أقم بعملي بشكل جيد. لم يكن عمل الإنجيل يسير على ما يرام مؤخرًا، ولم أهتم كثيرًا بحياة الكنيسة. لقد انشغلت بعمل الإنجيل ولم أجد وقتًا للأمور الأخرى. أنا مسؤول بالطبع. اعتمادًا على تصوراتي، افترضت أن حياة الكنيسة ستكون ذاتية التنظيم من جانب الإخوة والأخوات، وأنني لن أحتاج إلى أن أقلق كثيرًا. أنتم جميعًا بالغون، وكلام الإله واضح جدًا، لذلك كرست نفسي بكل إخلاص لعمل الإنجيل. ومع ذلك، لم أُحسن أيضًا في عمل الإنجيل. أنا في حاجة إلى الاعتراف بأخطائي أمام الإخوة والأخوات، وطلب المغفرة منكم، وطلب المغفرة من الإله. هنا، اسمحوا لي أن أنحني أمامكم جميعًا". يرى الجميع ذلك ويقولون لأنفسهم: "لقد تغيَّر؛ لا يبدو ماكرًا كما كان في السابق. لماذا هو صادق للغاية اليوم؟ ثمة شيء غير عادي. يجب ألا أتسرع في الاستنتاجات؛ سأرى ما سيقوله بعد ذلك". يستمر ضد المسيح، قائلًا إنه يدرك أنه إبليس، شيطان، معترفًا بأنه لم يقم بأي عمل فعلي، مُعربًا عن استعداده ليكون تحت تصرف الأعلى وقبول أي نقد أو توبيخ من الإخوة والأخوات. ويذهب إلى أبعد من ذلك ويقول: "حتى إذا أعفوني ولم يسمحوا لي بالقيادة، فأنا على استعداد لأن أكون واحدًا من الأقل شأنًا. أوصي بإسناد عملي إلى الأخت لي وابنتها من كنيستنا". لقد اختار بالفعل خليفته. أليس موقفه صادقًا تمامًا؟ هل ثمة حتى أي حاجة للشك؟ أثناء قوله هذا، يبدأ حتى في البكاء. ثم يأتي بزوجته ويقول: "خلال ذلك الوقت، أنتِ لم تقومي بأي عمل فعلي أيضًا، تسببتِ فقط في عراقيل واضطرابات، بل قمتِ بتهذيب الإخوة والأخوات بشكل أعمى. يجب إعفاؤك أنت أيضًا". يشير ضد المسيح بإصبع الاتهام إلى نفسه ثم إلى عائلته، ما يجعل الناس يشعرون بأنه صادق. عندما يسمع الجميع هذا، يقول شخص ما: "في الواقع، كنا نميزكم لفترة طويلة. أنتم لا تتشاورون معنا بشأن الأمور؛ عدد قليل منكم يناقش الأمور معًا على انفراد، ويتخذون القرارات. هذا لا يتوافق مع مبادئ العمل في بيت الله. علاوة على ذلك، لقد حددتم من سيكون القائد بينكم دون علمنا – ليس لدينا الحق في المعرفة حتى. ليس الأمر أن الشخص الذي اخترتوه يفشل في القيام بعمل فعلي فحسب، بل يتسبب أيضًا في اضطرابات، لكنكم لا تعفونه". يُعبر الإخوة والأخوات عن آرائهم واحدًا تلو الآخر. عندما يسمع ضد المسيح هذا، يفكر: "هذا سيء! ومع ذلك، من الجيد أنهم يسكبون أفكارهم الحقيقية دفعة واحدة. هذا سيفيد عملي المستقبلي. إذا لم يتحدثوا، وطعنوني في ظهري بدلًا من ذلك، وكتبوا مباشرة رسالة تقرير إلى الأعلى دون علمي، سينتهي أمري عندئذٍ، أليس كذلك؟ من حسن الحظ أنني استخدمت هذا التكتيك، أنا ذكي ولديَّ ردود أفعال سريعة، وحصلت على آرائهم في الوقت المناسب". ثم يتابع، قائلًا بتزلف: "شكرًا لكم أيها الإخوة والأخوات على ثقتكم، وعلى انتقادكم المخلص لأخطائي اليوم. سأغيرها بالتأكيد في المستقبل. وإذا لم أفعل، فلتسقط العقوبات واللعنات على رأسي". إن تقصّي ضد المسيح لقلوب الناس والسيطرة عليها لا يقتصر على التنصت واسترقاق النظر من خلال الأبواب. ففي المواقف الخطيرة، توجد لديه ورقة رابحة. ما نوع هذه الورقة الرابحة؟ إنه يمارس الديمقراطية والحرية، ويمنح الناس حرية التعبير الكافية، ويسمح لهم بالحرية الكاملة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم الداخلية، ويشجع الناس على التعبير عن مشاعرهم الداخلية، حتى لو كانت شكاوى. ثم يستغل نقاط الضعف لدى أولئك الذين يختلفون معه في الأفكار أو الآراء، ويقضي عليهم جميعًا في الحال. كيف يبدو نهج ضد المسيح؟ إنه شرير بشكل لا يصدق! ألا يشبه قليلًا التنين العظيم الأحمر؟ إنهم في الأساس المجموعة نفسها، ويشتركون في جوهر الطبيعة نفسه. أليست هذه هي الطريقة التي يعمل بها التنين العظيم الأحمر؟ إن رؤية الطريقة التي يتصرف بها ضد المسيح يشبه رؤية الوجه القبيح للتنين العظيم الأحمر.
يبرع أضداد المسيح في استخدام الكلمات اللطيفة والصحيحة لإغراء الناس وجعلهم يثقون بهم. بعد التقصّي واستخلاص المواقف الحقيقية للناس منهم، ما النتيجة؟ هل سيتوب أضداد المسيح لأن الناس قالوا لهم هذه الكلمات الحقيقية؟ هل يستسلمون، ويتوقفون عن فِعل الشر، ويتخلون عن سلطتهم، وعن رغبتهم في السلطة، ويفضون مجالهم؟ أبدًا. بل سوف يكثفون جهودهم. بعد بذل كل ما في وسعهم للسيطرة على قلوب الناس، فإنهم يبقون على أولئك الذين يتوافقون معهم ويتخلصون من كل من لا يتوافق معهم. في مثل هذه الظروف، لا يمكننا استبعاد إخراج بعض الإخوة والأخوات في الكنيسة أو طردهم، أو مصادرة كتبهم التي تضم كلام الله. لقد ظُلِم هؤلاء الأفراد. ماذا ينبغي أن يفعل هؤلاء الإخوة والأخوات الذين تعرضوا للظلم؟ أينبغي لهم التوقف عن الإيمان بالله لأن أحد أضداد المسيح ظهر في بيت الله، وعذبهم هكذا وجعل الإيمان مستحيلًا؟ هل يمكنهم ذلك؟ (كلا، لا يمكنهم). هل من المناسب أن تتنازلوا أو تحنو رؤوسكم لأضداد المسيح، أو لقوى الظلام أو الشر؟ هل هذا هو المسار الذي ينبغي أن تختاروه؟ (كلا، ليس كذلك). إذًا، ما المسار الذي ينبغي لكم اختياره؟ (إنه فضح أضداد المسيح والإبلاغ عنهم). عندما تكتشف أن شخصًا ما هو أحد أضداد المسيح، دعني أخبرك، إذا كان تأثيره كبيرًا، ويستمع إليه العديد من القادة والعاملين ولا يستمعون إليك، وإذا فضحته قد تتعرض للعزل أو الإخراج، فعليك التفكير بعناية في استراتيجيتك. لا تواجهه بمفردك؛ فالاحتمالات ليست في صالحك. ابدأ بالاتصال بعدد قليل من الناس الذين يفهمون الحق ولديهم تمييز، واطلب عقد شركة معهم. إذا توصلت إلى توافق في الآراء، توجه إلى قائدين أو عاملين آخرين يمكنهما قبول الحق والتوصل إلى اتفاق. مع العديد من الأشخاص الذين يعملون معًا، يمكن بشكل مشترك فضح ضد المسيح والتعامل معه. بهذه الطريقة، لديك فرصة للنجاح. إذا كان تأثير ضد المسيح كبيرًا جدًا، يمكنكم أيضًا كتابة رسالة تقرير إلى الأعلى. هذا هو أفضل نهج. إذا حاول عدد قليل من القادة والعاملين قمعكم بجد، يمكنكم أن تقولوا لهم: "إذا كنتم لا تقبلون كشفنا وتقريرنا، فسوف نُصعِّد هذا الأمر إلى الأعلى ونتركه يتعامل معكم!" هذا يزيد من فرص نجاحكم، لأنهم لن يجرؤوا على التحرك ضدكم. عند تعاملك مع أضداد المسيح، يجب أن تتبنى هذا النهج الموثوق – لا تفعل ذلك بمفردك أبدًا. إذا لم يكن لديك دعم من عدد قليل من القادة والعاملين، فإن جهودك محكوم عليها بالفشل، ما لم تتمكن من كتابة رسالة تقرير وتسليمها إلى الأعلى. أضداد المسيح خبثاء وماكرون للغاية. إذا لم يكن لديك أدلة كافية، فامتنع عن التحرك ضدهم. لا جدوى من التفاهم أو النقاش معهم، ولا جدوى من إظهار الحب لمحاولة تغييرهم، ولن تنجح الشركة معهم حول الحق؛ فلن تتمكن من تغييرهم. في حالة عدم استطاعتك تغييرهم، فإن أفضل مسار للعمل هو عدم التحدث معهم من القلب إلى القلب، وعدم التفاهم معهم، وانتظار توبتهم. بل عليك فضحهم والإبلاغ عنهم دون إخبارهم، ودع الأعلى يتعامل معهم، وشجع المزيد من الناس على فضحهم، والإبلاغ عنهم، ورفضهم؛ ما يؤدي في النهاية إلى استئصالهم من الكنيسة. أليس هذا نهجًا جيدًا؟ إذا كان يستهدف استخراج أفكارك الداخلية، وتقصّيك، ومعرفة ما إذا كان لديك أي تمييز تجاهه، فماذا يجب أن تفعل إذا كنت قد حددته بالفعل على أنه ضد المسيح؟ (ينبغي ألا أتحدث معه بصدق، لكن أتوافق مع كلامه في الوقت الحالي، ولا أسمح له باكتشاف تمييزي، وبعد ذلك ينبغي أن أفضحه وأبلغ عنه سرًا). ماذا عن هذا النهج؟ (جيد). يجب أن ترى حقيقة مخططات الأبالسة والشياطين، وتتجنب إطلاق فخاخهم أو الوقوع في حفرهم. عند التعامل مع الأبالسة والشياطين، عليك استخدام الحكمة، والامتناع عن التحدث إليهم بصدق. ذلك لأن من يمكنك التحدث إليهم بصدق هم الله، والإخوة والأخوات الحقيقيون. ينبغي ألا تتحدث بصدق مع الشياطين، أو الأبالسة، أو أضداد المسيح. الله وحده هو الذي يستحق فهم ما في قلبك، وامتلاك السيادة على قلبك وتمحيصه. لا أحد، وخاصة الأبالسة والشياطين، مؤهل للسيطرة على قلبك أو تمحيصه. لذا، إذا حاول الأبالسة والشياطين إخراج الحق منك، فلديك الحق في قول "لا"، ورفض الإجابة، وحجب المعلومات – هذا هو حقك. إذا قلت: "يا إبليس، أنت تريد أن تستخرج مني كلماتي، لكني لن أتحدث إليك بصدق، لن أخبرك. سأبلغ عنك – ماذا يمكنك أن تفعل بي؟ إذا كنت تجرؤ على تعذيبي، فسأبلغ عنك؛ إذا عذبتني، سوف يلعنك الله ويعاقبك!" هل ينجح ذلك؟ (كلا، لا ينجح). يقول الكتاب المقدس: "فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَٱلْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَٱلْحَمَامِ" (متى 10: 16). في مثل هذه الحالات، يجب أن تكون حكيمًا كالحيّات؛ ينبغي أن تكون حكيمًا. قلوبنا لا تصلح إلا لله ليمحّصها ويمتلكها، وينبغي ألا تُعطى إلا له. الله وحده هو الجدير بقلوبنا، أما الشياطين والأبالسة فلا يستحقون! لذلك، هل يحق لأضداد المسيح أن يعرفوا ما في قلوبنا أو ما نفكر فيه؟ ليس لديهم هذا الحق. ما الغرض من محاولتهم استخراج الحقيقة منك وتقصّيك؟ إنهم يهدفون إلى السيطرة عليك؛ يجب أن تدرك هذا بوضوح. لذا، لا تتحدث إليهم بصدق. يجب أن تجد طرقًا لتوحيد المزيد من الإخوة والأخوات معًا لفضحهم ورفضهم، وإبعادهم عن مناصبهم، وعدم السماح لهم بالنجاح أبدًا. عليك استئصالهم من الكنيسة، وحرمانهم من أي وكل فرصة للتسبب في الاضطراب وممارسة السلطة في بيت الله مرة أخرى.
يُعد تقصّي أضداد المسيح لقلوب الناس والسيطرة عليها بمثابة واقع صارخ. انطلاقًا من جوهر أضداد المسيح، يبدو واضحًا أن انخراطهم في مثل هذه الأنشطة يتم بشكل طبيعي بالنسبة إليهم، وهو أمر شائع للغاية. في مختلف الكنائس، غالبًا ما يرسل أضداد المسيح المقربين منهم للتسلل إلى الإخوة والأخوات، وتقصّي المعلومات، وجمع المعلومات الداخلية. في بعض الأحيان، تتعلق المعلومات التي يجمعونها بتفاهات داخلية أو محادثات عادية بين الناس، وهذه لا تمثل أهمية على الإطلاق. مع ذلك، يثير أضداد المسيح دائمًا ضجة حول هذه الأمور، وحتى يرفعونها إلى مستوى الأفكار ووجهات النظر، لكي يدركوا على الفور التغيرات في أفكار الناس وآرائهم. وذلك حتى يتمكنوا من السيطرة بسهولة على الظروف ووضع كل شخص، والاستجابة على الفور لكل منهم. أضداد المسيح محددون بشكل خاص في أفعالهم التي تتعلق بالسلطة والمكانة. ما مدى هذا التحديد؟ بالنسبة إلى وجهة نظر كل شخص حول كيفية تعامله مع الأمور، وكذلك وجهة نظره حول الأشياء المادية، والمال، والمكانة، والإيمان بالله، والقيام بالواجبات، والتخلي عن الوظائف – فإنهم يريدون معرفة كل هذا كمعرفتهم بظهر أيديهم. بعد أن يعرف أضداد المسيح ذلك معرفة دقيقة، لا يستخدمون الحق لإعالة الناس، أو تغيير وجهات النظر الخطأ لدى الناس، أو حل القضايا. بل يستخدمونها لخدمة مكانتهم، وسلطتهم، ومجالهم. هذا هو غرض أضداد المسيح من تقصّي قلوب الناس والسيطرة عليها. بالنسبة إلى أضداد المسيح، يبدو كل ما يفعلونه ذا مغزى وقيمة، لكن جميع هذه الأشياء التي يُفتَرض أنها ذات مغزى وقيمة هي بالتحديد التي يدينها الله. إنهم يخونون الله تحديدًا، وهم في عداوة معه.
7 نوفمبر 2020
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.