سادسًا شخصية الله وما لديه وماهيته
كلمات الله اليومية اقتباس 232
أنا بار، وجدير بالثقة، وأنا الإله الذي يفحص صميم قلب الإنسان! وسأكشف في الحال مَنْ هو صادق ومَنْ هو كاذب. لا تفزع؛ فكل الأشياء تعمل وفقًا لوقتي. وسأخبركم عمّن يُريدني بإخلاص، ومن لا يُريدني بإخلاص، واحدًا تلو الآخر. لا تهتموا سوى بأن تأكلوا جيدًا، وتشربوا جيدًا، وتقتربوا مني عندما تأتون إلى محضري، وسأعمل عملي بنفسي. لا تتلهفوا إلى الحصول على نتائج سريعة؛ فعملي ليس شيئًا يمكن تحقيقه دفعةً واحدة، وفيه توجد خطواتي وحكمتي، وهذا هو السبب وراء أنه يمكن كشف حكمتي. وسأتيح لكم أن تروا ما الذي تعمله يدايَ – معاقبة الشر ومجازاة الخير. وفي الحقيقة لا أُحابي أي شخص. إنني أحبكم بإخلاص يا مَنْ تحبونني بإخلاص، أما أولئك الذين لا يحبونني بإخلاص، فسيكون دائمًا غضبي عليهم، حتى يتذكروا دائمًا أنني أنا الإله الحق، الإله الذي يفحص صميم قلب الإنسان. لا تتصرف بطريقة أمام الآخرين وبطريقة أخرى من وراء ظهورهم؛ فأنا أرى بوضوح كل شيء تفعله، ومع أنك قد تخدع الآخرين، لا يمكنك أن تخدعني. فأنا أرى كل شيء بوضوح، ولا يمكنك إخفاء أي شيء؛ فكل شيء في يديّ. لا تظن نفسك ذكيًا للغاية لأنك تجعل حساباتك الصغيرة التافهة تعمل لمصلحتك. وأقول لك: مهما كان عدد الخطط التي يضعها الإنسان، سواء آلاف أو عشرات الآلاف من الخطط، لكنه في النهاية لا يستطيع الإفلات من راحة يدي. تحكم يداي جميع الأشياء والأمور، فكم بالحريّ تحكم شخصًا واحدًا! فلا تحاول أن تتملَّص مني أو تختبئ، ولا تحاول أن تمكر أو تكتم شيئًا. أيمكن أن يكون الأمر أنك لا تستطيع أن ترى أن وجهي المجيد وغضبي ودينونتي قد أُعلنت على رؤوس الأشهاد؟ وسأُدين على الفور ودون رحمة كل أولئك الذين لا يريدونني بإخلاص. لقد وصلت شفقتي إلى نهايتها ولم يعد يوجد المزيد منها. فلا تكونوا منافقين بعد الآن وتوقفوا عن طرقكم الجامحة والطائشة.
يا بُنَيَّ، احذر، واقض وقتًا أطول في حضوري وسأتولى أمرك. لا تخف، وأخرج سيفي القاطع ذا الحدين، وحارب – بحسب مشيئتي – الشيطان حتى النهاية، وسأحميك. لا تقلق، فستُفتح جميع الأشياء المحجوبة وتُكشف. أنا الشمس التي تعطي النور، فتضيء كل الظلام بدون رحمة. فقد جاءت دينونتي بكاملها، والكنيسة هي ساحة المعركة. وينبغي لكم جميعًا أن تستعدوا، وأن تكرس كيانك كله للمعركة النهائية الحاسمة؛ وسأحميك من غير ريب لعلّك تحارب من أجلي في الحرب الصالحة الظافرة.
كونوا حذرين؛ فقلوب الناس اليوم خادعة ومتقلبة ومن غير الممكن أن يكسبوا ثقة الآخرين. وحسبكم أنني أؤيدكم تمامًا. فلا يوجد أي مكر فيّ؛ اعتمدوا عليّ فحسب! سيكون أبنائي بالتأكيد غالبين في المعركة النهائية الحاسمة، وسوف يخرج الشيطان لا محالة ليقاتل حتى الموت. لا تخف! فأنا قوّتك، وأنا كل ما تملك. لا تفكر في الأمور مرارًا وتكرارًا، فلا يمكنك أن تتعامل مع أفكار كثيرة جدًا. ولقد قلت من قبل إنني لن أُعيدكم إلى الطريق بعد الآن؛ لأن الوقت ضيق للغاية. ليس لدي مزيد من الوقت لأمسك بآذانكم مرة أخرى وأحذركم في كل مناسبة – ليس الأمر ممكنًا! أنتم فقط تتمِّمون استعداداتكم للمعركة. أما أنا فأتحمل المسؤولية الكاملة عنك؛ إذ كل الأشياء في يديّ. وهذه معركة حتى الموت، ومن المؤكد أن طرفًا أو آخر سيهلك. لكن عليك أن تدرك هذا: أنا غالب إلى الأبد ولا أُهزم، وسوف يهلك الشيطان من غير ريب. هذه هي طريقتي وعملي ومشيئتي وخطتي!
الأمر مفروغ منه! كل شيء مُنجز! فلا تتردد أو تخف. أنا معك وأنت معي، سنكون ملوكًا إلى أبد الآبدين! بمجرد أن أنطق كلامي، لن يتغير أبدًا، وستحل عليكم الأحداث قريبًا. اسهروا! ينبغي لكم أن تتفكروا جيدًا في كل سطر؛ لا تكونوا غير فاهمين لكلامي بعد الآن. ويجب أن تكونوا مُدركين له! لا بد أن تتذكروا هذا: اقضوا وقتًا أطول على قدر استطاعتكم في حضوري!
من "الفصل الرابع والأربعون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 233
بدأت أتخذ إجراءً لمعاقبة أولئك الذين يرتكبون الشر، وأولئك الذين يتقلّدون السلطة، والذين يضطهدون أبناء الله. من الآن فصاعدًا، لن يفلت من يد مراسيمي الإدارية أولئك الذين يعارضونني في قلوبهم. كُونوا على علمٍ بهذا! هذه بداية دينونتي، ولن أُظهر رحمةً تجاه أحد، ولن يُستثنى أحدٌ، لأنني أنا الإله المحايد الذي يطبّق البِرّ؛ ومن الأفضل لكم أن تدركوا هذا.
ليس الأمر أنني أرغب في أن أعاقب أولئك الذين يرتكبون الشر، وإنَّما هذا عقاب جلبوه هم على أنفسهم بسبب أعمالهم الشريرة. أنا لا أسارع بمعاقبة أحد ولا أظلم أحدًا – وإنَّما أنا بارٌ مع الجميع. إنني بالتأكيد أحب أبنائي، وبالتأكيد أكره أولئك الأشرار الذين يتحدّونني؛ هذا هو المبدأ الذي يُحرّك أفعالي. ينبغي على كل شخص منكم أن يتمتع ببعض البصيرة في مراسيمي الإدارية. إن لم تفعلوا، فلن ينتابكم أدنى خوف، وستتصرفون بلا اكتراث تجاهي. ولن تعرفوا أيضًا ما الذي أريد أن أحققه، أو ما الذي أريد أن أنجزه، أو ماذا أريد أن أربح، أو أي نوع من الأشخاص يتطلبه ملكوتي.
مراسيمي الإدارية هي كما يلي:
1. بغض النظر عن هويَّتكم، فإن عارضتموني في قلبكم، فسوف تُدانون.
2. أولئك الذين اخترتهم سوف يُؤدبون على الفور على أي تفكير خاطئ.
3. سوف أُنحّي أولئك الذين لا يؤمنون بي جانبًا. وسوف أسمح لهم بأن يتحدَّثوا ويتصرَّفوا بتهاونٍ حتى النهاية، وعندها سأعاقبهم وأفرزهم تمامًا.
4. سوف أرعى وأحفظ أولئك الذين يؤمنون بي في كل حين. وفي كل الأوقات، سوف أمُدُّهم بالحياة عن طريق الخلاص. سوف ينال هؤلاء الأشخاص محبتي، ولن يسقطوا أو يضلّوا طريقهم بالتأكيد. وأي ضعف لديهم سيكون مؤقّتًا فحسب، ولن أتذكر ضعفاتهم بالتأكيد.
5. أولئك الذين يتظاهرون بالإيمان، لكنهم في الحقيقة غير مؤمنين – أي أولئك الذين يؤمنون بوجود إله، لكنهم لا يسعون إلى المسيح، وكذلك لا يقاومون – هؤلاء هم أكثر أنواع الناس استحقاقًا للشفقة، ومن خلال أعمالي سوف أجعلهم يرون الأمور بوضوح. وبأفعالي، سوف أخلِّص هذه النوعيَّات من الأشخاص وأستردُّهم.
6. سوف يُبارَك الأبناء الأبكار الذين كانوا أول مَن قَبِلوا اسمي! سأُنعِم عليكم بالتأكيد بأفضل البركات، سامحًا لكم بأن تتمتَّعوا بها حسبما يسر قلوبكم؛ ولن يجرؤ أحد على منع ذلك. كل هذا مُعدّ لكم تمامًا؛ لأن هذا هو مرسومي الإداري.
من "الفصل السادس والخمسون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 234
طوبى للذين يقرؤون كلامي ويؤمنون بأنه سيتحقق – لن أسيء معاملتك مطلقًا، ولكنني سأجعل ما تؤمن به يتحقق فيك. هذه هي بركتي التي ستحل عليك. يصيب كلامي صميم الأسرار المحتجبة داخل نفس كل إنسان. يعاني الجميع من جروح مميتة، وأنا الطبيب الصالح الذي يشفيها: تعالوا فحسب إلى حضرتي. لماذا قلت إنه لن يكون هناك حزن أو دموع في المستقبل؟ هذا هو السبب. في شخصي يتحقق كل شيء، أما في الناس، فكل الأشياء فاسدة وفارغة وخادعة للبشر. في حضرتي، من المؤكد أنك ستنال كل الأشياء، ويمكنك حتمًا أن ترى كل البركات وتنعم بجميع البركات التي لم تخطر لك أبدًا على بال. أما هؤلاء الذين لا يأتون أمامي فهم متمردون بلا ريب، وهم حتمًا من يقاومونني. وبالتأكيد لن أدعهم يفلتون مني بسهولة، بل سأوبخ أمثال هؤلاء الناس بشدة. تذكروا هذا! كلما زاد عدد الأشخاص الذين يأتون أمامي، ازداد ربحهم، علمًا أنهم لن يربحوا غير النعمة، ولاحقًا سيتلقون بركات أعظم.
منذ خلق العالم بدأت أقدّر وأختار هذه المجموعة من الناس، أي أنتم بالتحديد الذين تعيشون في الوقت الحاضر. لقد رتبت يداي طباعكم، وقدراتكم، ومظهركم، وقامتكم، وأسرتكم التي ولدتم فيها، ووظيفتك وزواجك، وأنت بجملتك، وحتى بما في ذلك لون شعرك وبشرتك، ووقت ميلادك. وقد رتبتُ بيديَّ حتى الأمور التي تفعلُها والأشخاص الذين تقابلهم كل يوم، فضلًا عن أن مثولك في حضرتي اليوم قد تم في الواقع بترتيبي. لا تلق بنفسك في الفوضى، وعليك أن تدبر أمورك بهدوء. ما أسمح لك بالاستمتاع به اليوم هو نصيب تستحقه، وقد سبق أن قدَّرتُه لك منذ خلق العالم. البشر جميعًا شديدو التطرف؛ فهم إما شديدو العناد أو مجردون تمامًا من الحياء. إنهم عاجزون عن تدبير أمورهم وفقًا لخطتي وترتيباتي. توقفوا عن فعل هذا من الآن فصاعدًا. كل شيء في ذاتي متحرر، فلا تقيدوا أنفسكم، لأن ذلك سيؤدي إلى خسارة فيما يتعلق بحياتكم. تذكروا هذا!
من "الفصل الرابع والسبعون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 235
أنا الإله الفريد ذاته، وأكثر من ذلك أنا شخص الله الوحيد. إضافة إلى كوني الجسد بكليته، فأنا الاستعلان الكامل لله. كل منْ يجرؤ على ألا يتقيني، ومن يجرؤ على إظهار المقاومة في عينيه، ومن يجرؤ على التحدث بكلمات تحدٍ ضدي، سوف يموت بالتأكيد من لعناتي وغضبي (سيكون هناك لعنة بسبب غضبي). إضافة إلى ذلك، كل منْ يجرؤ على ألا يكون مخلصًا أو ابنًا لي، ومن يجرؤ على محاولة خداعي، سيموت بالتأكيد من كراهيتي. وسوف يبقى بِرّي وجلالتي ودينونتي إلى أبد الآبدين. في البداية، كنت مُحبًا ورحيمًا، لكن هذه ليست شخصية ألوهيتي الكاملة؛ تتألف شخصيتي من البر والجلالة والدينونة، الإله الكامل ذاته. خلال عصر النعمة، كنت مُحبًا ورحيمًا. وبسبب العمل الذي كان عليَّ إتمامه، اتسمت بإحسان ورحمة. لكن بعد ذلك لم يكن هناك حاجة إلى هذه الأمور (ولم يعد هناك أيٌّ منهما منذ ذلك الحين). إنه كله البر والجلالة والدينونة؛ وهذه هي الشخصية الكاملة لطبيعتي البشرية المقترنة بألوهيتي الكاملة.
سوف يهلك أولئك الذين لا يعرفونني في الهاوية، في حين سيعيش أولئك الذين هم على يقين فيّ إلى الأبد، تشملهم الرعاية والحماية داخل محبتي. في اللحظة التي أنطق كلمة واحدة، يرتعد العالم كله وأقاصي الأرض. منْ يستطيع أن يسمع كلامي ولا يرتعد خوفًا؟ ومنْ يستطيع أن يمتنع عن الامتلاء بالاتقاء لي؟ ومنْ لا يستطيع أن يعرف بِرّي وجلالتي من أعمالي! ومنْ لا يستطيع أن يرى قدرتي وحكمتي في أعمالي! سوف يموت بالتأكيد كل منْ لا ينتبه. وهذا لأن أولئك الذين لا ينتبهون هم الذين يقاومونني، والذين لا يعرفونني. إنهم رئيس الملائكة، والأكثر همجية. امتحنوا أنفسكم: كل منْ هو همجي وبار في عيني نفسه ومتكبر ومغرور، هو بالتأكيد هدف عداوتي ومصيره الهلاك!
أعلن الآن المراسيم الإدارية لملكوتي: كل الأشياء داخل دينونتي، وكل الأشياء داخل بِرّي، وكل الأشياء داخل جلالتي، وأطبق البِرّ مع الجميع. وسوف يُطرد أولئك الذين يقولون إنهم يؤمنون بي لكنهم ينكرونني في أعماقهم، أو أولئك الذين قد تخلت عني قلوبهم، لكن كل ذلك في حينه المناسب. وسوف يموت على الفور الناس الذين يتحدثون بسخرية عني، لكن بطريقة لا يلاحظها الآخرون (سوف يهلكون بالروح والجسد والنفس). وبالنسبة لأولئك الذين يضطهدون أو يستخفون بأحبائي، فإن غضبي سوف يدينهم على الفور. ويعني هذا أن الناس الذين لديهم قلب غيور ممن أحبهم، والذين يظنون أنني لست بارًا، سوف أسلمهم إلى الذين أحبهم لكي يدينوهم. وسوف يبقى في ملكوتي كل منْ هم حسنو السلوك وبسطاء وصادقون (بمنْ فيهم أولئك الذين يفتقرون إلى الحكمة) والذين يعاملونني بإخلاص ثابت. وستكون القوة في ملكوتي لأولئك الذين لم يتموا التدريب، وأعني أولئك الصالحين الذين يفتقرون إلى الحكمة والبصيرة. ومع ذلك، فقد خضعوا أيضًا للتعامل معهم والكسر. إن عدم اجتيازهم التدريب ليس مطلقًا، لكن من خلال هذه الأشياء سأظهر للجميع قدرتي وحكمتي. سوف أطرد جميع أولئك الذين ما زالوا يشككون فيّ، ولا أريد أحدًا منهم (أمقت الناس الذين ما زالوا يشككون فيّ في وقت مثل هذا). عن طريق الأعمال التي أنفذها في جميع أنحاء العالم كله، سوف أُظهر للصالحين عجيب أفعالي، وعندئذ يتسبب ذلك في نمو حكمتهم وبصيرتهم وقدرتهم على التمييز. كذلك سوف أُهلك الماكرين في لحظةٍ بسبب أعمالي العجيبة. سوف يكون كل الأبناء الأبكار الذين كانوا أول من يقبل اسمي (أعني أولئك المقدسين والذين بلا عيب والصادقين) أول من يحصلون على دخول إلى ملكوتي ويسودون كل الأمم وكل الشعوب معي، وسوف يحكمون كملوك في الملكوت ويدينون كل الأمم وكل الشعوب (يشير هذا إلى جميع الأبناء الأبكار في الملكوت، وليس غيرهم). وسوف يدخل أولئك الذين أُدينوا والذين تابوا – من بين كل الأمم وكل الشعوب – ملكوتي، ويصيرون شعبي، بينما يُطرح أولئك المعاندون وغير التائبين في الهاوية (ليهلكوا إلى الأبد). وستكون الدينونة في الملكوت هي الدينونة الأخيرة، وستكون تطهيري الشامل للعالم. ولن يكون هناك بعد الآن أي ظلم أو حزن أو دموع أو تنهدات، أضف إلى ذلك أنه لن يوجد العالم فيما بعد. سيكون كل شيء استعلانًا للمسيح، وسيكون كله ملكوت المسيح. فيا له من مجد! يا له من مجد!
من "الفصل التاسع والسبعون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 236
الآن أُشهر مراسيمي الإدارية لكم (نافذةً من يوم إشهارها، فتُعيّن توبيخات مختلفة لمختلف الناس):
أفي بوعودي، وكل شيء في يديّ: سوف يُقتل بالتأكيد كل من يشكك، وليس هناك مجال لأي اعتبار، وسوف يُستأصلون على الفور، منتزعًا بذلك الكراهية من قلبي. (من الآن فصاعدًا، يتأكد أن كل منْ يُقتل يجب ألا يكون أحد أعضاء ملكوتي، ولا بد أنه من ذرية الشيطان).
ينبغي لكم – باعتباركم الأبناء الأبكار – أن تحافظوا على مواقفكم، وتتمّموا واجباتكم الخاصة بصورة سليمة، وألّا تكونوا فضوليين. وينبغي لكم أن تقدموا أنفسكم لخطة تدبيري، وينبغي لكم أن تشهدوا لي حيثما ذهبتم شهادةً حسنة وتمجّدوا اسمي. ولا تأتوا بتصرفات مخزية، بل كونوا قدوة لكل أبنائي وشعبي. لا تكونوا فاسقين ولو للحظة: يجب أن تظهروا دائمًا أمام الجميع حاملين هوية الأبناء الأبكار، ولا تكونوا خانعين، بل تسيرون ورؤوسكم مرفوعة. أطلب منكم تمجيد اسمي، لا أن تهينوا اسمي. كل واحد من أولئك الأبناء الأبكار له وظيفته، ولا يمكنهم فعل كل شيء. هذه هي المسؤولية التي قد أعطيتها لكم، ولا يجب التهرب منها. يجب عليكم أن تكرِّسوا أنفسكم من كل قلبكم ومن كل عقلكم وبكل قوتكم لتتمموا ما أوكلته لكم.
من هذا اليوم فصاعدًا، وفي جميع أنحاء العالم، فإن واجب رعاية جميع أبنائي وكل شعبي سوف يُوكل إلى أبنائي الأبكار لتتميمه، وسوف أوبّخ منْ لا يستطيع تكريس كل قلبه وكل عقله لتتميمه. هذا هو بِرّي، ولن أشفق حتى على أبنائي الأبكار أو أتساهل معهم.
إن كان ثمة أي شخص بين أبنائي أو بين شعبي يسخر أو يهين أحد أبنائي الأبكار، فسوف أعاقبه بقسوة؛ لأن أبنائي الأبكار يمثلونني، وما يفعله شخص ما بهم، يفعله أيضًا بي. وهذا هو أقسى مراسيمي الإدارية. سأسمح لأبنائي الأبكار بأن يخدموا بِرّي حسب مرادهم ضد كل منْ يخالف هذا المرسوم من أبنائي وشعبي.
سوف أتخلى شيئًا فشيئًا عن كل منْ ينظر لي بطيش، ويركز فقط على طعامي وملابسي ونومي؛ ويهتم فقط بشؤوني الخارجية ولا يبالي بحِملي؛ ولا يهتم بإنجاز وظائفه كما ينبغي. وهذا موجه لجميع منْ لهم آذان.
يجب على كل منْ أنهى عمل الخدمة لأجلي أن ينسحب مُطيعًا دون صخب، وإلا سأعاقبه. (هذا مرسوم إضافي).
سوف يأخذ أبنائي الأبكار العصا الحديدية من الآن فصاعدًا ويبدؤون بتنفيذ سلطاني ليحكموا كل الأمم والشعوب، وليسيروا بين كل الأمم والشعوب، ولينفذوا دينونتي وبِرّي وجلالي بين جميع الأمم والشعوب. سوف يتقيني أبنائي وشعبي، ويسبحونني ويُبهجونني ويمجدونني بلا انقطاع؛ لأن خطة تدبيري تتحقق ويمكن لأبنائي الأبكار أن يملكوا معي.
هذا جزء من مراسيمي الإدارية. وبعد ذلك سوف أقولها لكم أثناء تقدم العمل. ومن المراسيم الإدارية المذكورة أعلاه، سوف ترون الوتيرة التي أنفذ بها عملي، وسوف ترون أيضًا الخطوة التي وصل إليها عملي. وهذا سيكون تأكيدًا.
لقد أدنت الشيطان بالفعل؛ ولأن مشيئتي تسري بدون عوائق، ولأن أبنائي الأبكار تمجدوا معي، فقد مارست بِريّ وجلالي بالفعل على العالم وجميع الأشياء التي هي ملك للشيطان. وأنا لا أحرك ساكنًا أو أبالي بالشيطان على الإطلاق (لأنه لا يستحق حتى أن يتحدث معي). أستمر فقط في تنفيذ ما أريد فعله. ويسير عملي بسلاسة، خطوةً فخطوةً، وتسري مشيئتي بدون عوائق في كل أنحاء الأرض. قد أخزى هذا الشيطانَ إلى درجة كبيرة، وقد أُهلِك تمامًا، إلا أن هذا في حد ذاته لم يحقق مشيئتي. كما أسمح لأبنائي الأبكار بتنفيذ مراسيمي الإدارية عليهم. من ناحية، ما أدع الشيطان يراه إنما هو غضبي نحوه؛ ومن ناحية أخرى أتركه يرى مجدي (يرى أن أبنائي الأبكار هم الشهود الأكثر وضوحًا على إذلال الشيطان). ولا أعاقبه بنفسي، بل أترك أبنائي الأبكار ينفذون بِرّي وجلالي. ولأن الشيطان اعتاد مضايقة أبنائي واضطهادهم وظلمهم، فاليوم، وبعد انتهاء خدمته، سأسمح لأبنائي الأبكار الناضجين بطرحه خارجًا. لقد كان الشيطان عاجزًا في مواجهة السقوط. إنّ عجز جميع الأمم في العالم هو أفضل شهادة، والناس الذين يقاتلون والدول المتحاربة هي الأدلة العملية الواضحة على انهيار مملكة الشيطان. السبب وراء عدم إظهاري لأي آيات وعجائب في الماضي كان إذلال الشيطان وتمجيد اسمي خطوةً فخطوةً. وعندما ينتهي الشيطان تمامًا، أبدأ يإظهار قوّتي: ما أقوله يوجد، والأشياء الخارقة للطبيعة التي لا تتوافق مع المفاهيم البشرية سوف تتحقق (تشير هذه إلى البركات التي ستتحقق قريبًا). ولأنني الإله العملي نفسه وليس لي أي قواعد، وبسبب أنني أتحدث وفقًا لتغييرات في خطة تدبيري، فإن ما قد قلته في الماضي هو بالتالي لا يسري بالضرورة في الوقت الحاضر. فلا تتشبثوا بمفاهيمكم! فأنا لست إلهًا تقيده القواعد. وكل شيء معي حرٌ، وفوق حدود الإدراك، ومتحرر تمامًا. ربما ما قيل بالأمس صار عتيقًا اليوم، أو ربما يُترك اليوم جانبًا (لكن مراسيمي الإدارية لن تتغير أبدًا منذ أن تُعلن). وهذه هي الخطوات في خطة تدبيري. لا تتشبث باللوائح؛ فكل يوم هناك نور جديد، وإعلانات جديدة، وهذه هي خطتي. وكل يوم سوف يُعلن نوري فيك وسوف ينطلق صوتي إلى العالم. هل تفهم؟ هذا هو واجبك، والمسؤولية التي أوكلتها لك. يجب عليك عدم إهمالها ولو للحظة. سوف أستخدم الناس الذين أزكيهم حتى النهاية، ولن يتغير هذا أبدًا. ولأنني أنا الله القدير، أعرف أي شيء ينبغي على كل نوع من الأشخاص فعله، كما أعرف أي نوع من الأشخاص يقدر على فعل أي شيء. وهذه هي قوتي المطلقة.
من "الفصل الثامن والثمانون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 237
كل جملة أتفوه بها تحمل سلطانًا ودينونةً ولا يمكن لأحد تغيير كلامي. بمجرد صدور كلامي ستتحقق الأمور وفقًا لكلامي يقينًا، وهذه هي شخصيتي. كلامي سلطان، وكل مَنْ يعدّله ينتهك توبيخي، ويجب أن أطيح به. في الحالات الخطيرة، يجلبون الخراب إلى حياتهم ويمضون إلى الجحيم أو الهاوية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي أتعامل بها مع الجنس البشري، ولا يوجد لدى الإنسان طريقة لتغييرها – وهذا مرسومي الإداري. تذكروا هذا! لا يجوز لأحد انتهاك مرسومي. يجب أن تتم الأمور وفق مشيئتي! كنت في الماضي متساهلاً معكم جدًا، ولم تواجهوا سوى كلامي. فالكلام الذي قلته حول الإطاحة بالناس لم يَسْرِ مفعوله بعد. لكن منذ اليوم ستقع كل الكوارث (تلك التي لها صلة بمراسيمي الإدارية) واحدةً تلو الأخرى لمعاقبة كل أولئك الذين لا يمتثلون لمشيئتي. لا بد من ظهور الوقائع، وإلا فلن يستطيع الناسُ رؤية غضبي، لا بل سينغمسون أكثر فأكثر في الفسق. هذه خطوةٌ من خطوات خطة تدبيري وهي الطريقة التي أنفذ بها الخطوة التالية من عملي. أقول هذا لكم مسبقًا حتى تتجنبوا ارتكاب الإثم ومعاناة الهلاك الأبدي. وهذا يعني أنه من اليوم فصاعدًا سأجعل جميع الناس باستثناء أبنائي الأبكار يتّخذون أماكنهم الصحيحة وفقًا لمشيئتي، وسوف أوبّخهم واحدًا تلو الآخر. لن أسمح لأحد منهم أن يخرج من مأزقه. فلتجرؤوا فقط أن تفسقوا مرة أخرى! فلتجرؤوا فقط على العصيان مرة أخرى! لقد سبق وقلت إنني بارٌّ مع الجميع بدون ذرة مشاعر، وهذا يُظهِر أنه لا تجوز إهانة شخصيتي. هذا شخصي ولا أحد يستطيع تغيير هذا. يسمع كل الناس كلامي ويرى جميع الناس وجهي المجيد. على جميع الناس واجب طاعتي طاعةً كاملةً ومطلقةً – وهذا مرسومي الإداري. يجب على جميع الناس عبر الكون وفي أركان الأرض أن يسبحوني ويمجدوني؛ لأنني أنا الله المتفرد ذاته، ولأنني أنا ذات الله. لا أحد يستطيع أن يغيّر كلامي وأقوالي، وخطابي ومسلكي؛ فهي أمور تخصني وحدي وهذه أمور قد امتلكتها منذ قديم الأزل وستبقى موجودة إلى الأبد.
من "الفصل المائة" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 238
إن العمل الذي خططت له مستمر في المضي قدمًا دون التوقف لحظة واحدة. بعد أن انتقلت إلى عصر الملكوت، وجئت بكم إلى ملكوتي كشعبي، سيكون لدي مطالب أخرى منكم؛ بمعنى أني سأبدأ بنشر الدستور الذي سأحكم بموجبه في هذه الحقبة:
بما أنكم تُدعون "شعبي"، يجب أن تكونوا قادرين على تمجيد اسمي، أي التمسُّك بالشهادة في وسط التجربة. إذا حاول أي شخص أن يخدعني وأن يخفي الحقيقة عني، أو ينخرط في تعاملات سيئة السمعة وراء ظهري، فسوف يُطارَد بدون استثناء، ويُبعَد من منزلي في انتظار تعاملي معه. أولئك الذين كانوا غير مخلصين وغير مطيعين لي في الماضي، واليوم ينهضون مرة أخرى ليدينوني علانية، سوف يُطردون هم أيضًا من منزلي. يجب على أولئك الذين هم شعبي أن يهتموا بأعبائي باستمرار ويسعون أيضًا إلى معرفة كلامي. لن ينال الاستنارة إلا أناس مثل هؤلاء، وسيعيشون بالتأكيد تحت إرشادي واستنارتي، ولن يتعرضوا أبدًا للتوبيخ. أما أولئك الذين يركزون على التخطيط لمستقبلهم، غير مهتمين بأعبائي، أي أولئك الذين لا يهدفون بأفعالهم لإرضاء قلبي، بل يطلبون صدقة، فأنا أرفض تمامًا استخدام هذه المخلوقات الشبيهة بالمتسولين، لأنهم منذ ولادتهم لا يعرفون شيئًا عن معنى الاهتمام بأعبائي. إنهم أناس يفتقرون إلى العقل الطبيعي؛ ويعاني مثل هؤلاء الناس من "سوء تغذية" في الدماغ، ويحتاجون إلى العودة إلى ديارهم للحصول على بعض "التغذية". ليس لديّ أي استخدام لأناس من هذا النوع. سيُطلب من الجميع في شعبي أن يعتبروا معرفتهم بي كواجب إلزامي يتم الوفاء به مثل الأكل وارتداء الملابس والنوم، وكأمر لا ينساه المرء للحظة واحدة، حتى تصبح معرفتي في نهاية المطاف مهارة مألوفة مثل الأكل، وأمراً تؤدونه بمهارة دون عناء. وأما الكلمات التي أتكلمها، فيجب أن تؤخذ كل كلمة بأقصى قدر من اليقين وتُستوعب استيعابًا كاملاً؛ فلا يمكن أن توجد أنصاف حلول سطحية. سيُعتبر أي شخص لا يلتفت إلى كلامي معارضًا لي مباشرةً، وسيُعتبر أي شخص لا يأكل كلامي، ولا يسعى إلى معرفته، أنه لا يعيرني انتباهًا، وسوف يُطرح خارج باب بيتي مباشرة؛ وذلك لأن ما أريده، كما قلت في الماضي، ليس عددًا كبيرًا من الناس، بل التميز. إذا وُجد واحدٌ فحسب من بين مئة شخص قادر على معرفتي من خلال كلامي، فعندئذ سأُلقي بالآخرين جميعًا عن طيب خاطر لأركز على استنارة واستبصار هذا الشخص الواحد. من هذا يمكنكم أن تروا أنه ليس صحيحًا بالضرورة أن الأعداد الكبرى هي التي يمكنها أن تعبر عني وتحيا بي. ما أريده هو الحنطة (حتى وإن كانت السنابل غير ممتلئة) وليس الزوان (حتى وإن كانت السنابل ممتلئة بما يكفي لجذب الإعجاب). أما أولئك الذين لا يعيرون أي اهتمام للسعي، بل بدلاً من ذلك يتصرفون بطريقة بطيئة، فيجب عليهم المغادرة من تلقاء أنفسهم. لا أريد أن أراهم بعد الآن، خشية أن يستمروا في جلب عار لاسمي.
من "الفصل الخامس" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 239
بما أنك واحد من أهل بيتي، وبما أنك مؤمن بملكوتي، فيجب أن يستوفي كل ما تفعله المعايير التي أطلبها. أنا لا أطلب منك أن تكون مجرد سحابة منجرفة، بل أن تكون ثلجًا لامعًا، وتمتلك جوهره، بل ولك بالأحرى قيمته؛ لأنني أتيت من الأرض المقدسة، وليس مثل زهرة اللوتس، التي لها اسم فقط دون أي جوهر لأنها جاءت من المستنقع، وليس من الأرض المقدسة. إن الوقت الذي تنزل فيه سماء جديدة على الأرض، وتنتشر فيه أرض جديدة فوق السماء، هو أيضًا الوقت نفسه الذي أعمل فيه رسميًا بين البشر. مَنْ من بين البشر يعرفني؟ مَنْ عاين لحظة وصولي؟ مَنْ رأى أنني لا أمتلك اسمًا فحسب، ولكني أمتلك أيضًا جوهرًا؟ أنا أزيل السحب البيضاء بيدي وأراقب السماء من كثبٍ؛ وفي الفضاء، ما من شيء إلا ويُرتب بيدي، وأسفل الفضاء، ما من إنسان لا يساهم بجهده الضئيل في إنجاز مشروعي العظيم. أنا لا أضع مطالب مرهقة للناس على الأرض؛ لأنني دومًا كنت الإله العملي، ولأنني القدير الذي خلق الإنسان ويعرفه جيدًا. كل الناس كائنون أمام عيني القدير. كيف يمكن لأولئك الذين يقطنون في الأطراف البعيدة من الأرض أن يتجنبوا فحص روحي؟ ومع أن الإنسان "يعرف" روحي، فإنه يسيء إليه أيضًا. يكشف كلامي عن الوجه القبيح للناس كافة، ويكشف عن الأفكار الباطنة في نفوس كل الناس، ويكشف نوري كل ما على الأرض ويُسقطه في وسط فحصي. ولكن مع أن الإنسان يسقط، فإن قلبه لا يجرؤ على الابتعاد عني. من بين المخلوقات، مَنْ لا يأتي إليَّ ويحبني بسبب أفعالي؟ مَنْ لا يتوق إليّ نتيجة لكلامي؟ مَنْ الذي لا تتولّد بداخله مشاعر الإخلاص بسبب محبتي؟ إن فساد الشيطان هو الذي يجعل الإنسان غير قادر على الوصول إلى الملكوت بحسب مطلبي. حتى إن الحد الأدنى من المعايير التي أطلبها يخلق الشكوك بداخله، بغض النظر عن اليوم، وهو الفترة التي يدير فيها الشيطان أعمال شغب وتتسم بأنها استبدادية بجنون، أو الوقت الذي سحق فيه الشيطانُ الإنسانَ بشدة لدرجة أن جسده كله غدا مُدنَسًا بالنجاسة. متى لم يجلب إخفاق الإنسان في رعاية قلبي نتيجة فساده عليَّ الحزن؟ أيمكن أن يكون الأمر أني أشفق على الشيطان؟ أيمكن أن يكون الأمر أني أخطأت في محبتي؟ عندما يعصيني الإنسان، يبكي قلبي سرًا، وعندما يعارضني الإنسان، أوبِّخه، وعندما أُخلِّص الإنسان وأقيمه من الموت، أغذيه بأقصى قدر من العناية، وعندما يخضع لي، يطمئن قلبي وأشعر فورًا بتغييرات كبرى في في السماء والأرض وجميع الأشياء، وعندما يسبحني الإنسان، كيف لا أستمتع بذلك؟ عندما يراني الإنسان وأقتنيه، كيف لا أتمجّد؟ أيمكن ألا يكون كل ما يفعله الإنسان مني ويخضع لسيطرتي؟ عندما لا أقدم التوجيه، يصيب الناس الخمول والسكون، ومن وراء ظهري، ينخرطون في تلك الصفقات القذرة "الجديرة بالثناء". هل تعتقد أن الجسد، الذي أرتديه، لا يعرف شيئًا عن أفعالك وتصرفك وكلامك؟ لقد تحملت لسنوات عديدة الرياح والأمطار، وكذلك اختبرت مرارة العالم البشري، ولكن مع التأمل عن قرب، لا يمكن لأي قدر من المعاناة أن يجعل إنسان من جسدٍ يفقد الأمل فيَّ، كما لا يمكن لأي عذوبة أن تجعل إنسانًا من جسد باردًا أو مكتئبًا أو يشعر بالرفض تجاهي. هل محبة الإنسان لي مقصورة حقًا على عدم وجود ألم أو عدم وجود عذوبة؟
من "الفصل التاسع" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 240
واليوم، حيث أني قُدتكُم إلى هذه النقطة، فقد قمت بترتيبات ملائمة، ولديّ أهدافي الخاصة. إن كان لي أن أخبركم عنها اليوم، فهل ستتمكنون حقًا من معرفتها؟ أنا على علم جيد بأفكار عقل الإنسان ورغبات قلبه: مَنْ ذا الذي لم يبحث لنفسه أبدًا عن مخرَج؟ مَنْ ذا الذي لم يفكر أبداً في آفاقه الخاصة؟ لكن مع أن الإنسان يتمتع بعقل ثري وبراق، مَنْ استطاع أن يتنبأ بأنه بعد عصور سيصبح الحاضر كما هو عليه الآن؟ هل هذا حقًا هو ثمر مجهوداتك الذاتية؟ هل هذا هو جزاء اجتهادك بلا كلل؟ هل هذه هي الصورة الجميلة التي تخيَّلتها بعقلك؟ إن لم أكن قد قمت بتوجيه كل البشر، مَنْ كان يمكنه أن يفصل نفسه عن ترتيباتي ويجد مخرجًا آخر؟ هل تخيلات الإنسان ورغباته هي التي جاءت به إلى هذا اليوم؟ كثيرون من الناس يعيشون طوال حياتهم دون أن تتحقق رغباتهم. هل هذا حقًا بسبب خطأ في تفكيرهم؟ تمتلئ حياة الكثيرين من البشر بسعادةٍ ورضا يأتيان دون توقع. فهل هذا حقًا لأنهم يتوقعون القليل جداً؟ مَنْ من بين كل البشر لا يحظى بعناية في عيني القدير؟ مَنْ ذا الذي لا يعيش وسط ما سبق القدير فعيَّنه؟ هل تحدث حياة الإنسان ومماته باختياره؟ هل يتحكَّم الإنسان في مصيره؟ كثيرون من البشر يصرخون طلبًا للموت، ولكنه يبقى بعيداً عنهم جدًا؛ وكثيرون من الناس يريدون أن يكونوا أقوياء في الحياة ويخافون من الموت، ومع أن يوم موتهم يكون مجهولًا بالنسبة لهم، إلّا أنه يقترب ليُلقي بهم في هاوية الموت؛ كثيرون من الناس ينظرون إلى السماوات ويتنهدون بعمقٍ؛ وكثيرون يصرخون بتنهُّدات ونواح عظيم؛ كثيرون من الناس يسقطون وسط التجارب؛ ويصبح كثيرون من الناس أسرى الإغواء. ومع أني لا أظهر شخصيًا لكي أسمح للإنسان أن يراني بوضوح، كثيرون من الناس يخافون رؤية وجهي، ويخشون بشدة أن أضربهم، وأن أميتهم. هل يعرفني الإنسان حقًا، أم لا يعرفني؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على وجه اليقين. أليس كذلك؟ أنتم تخافون مني ومن توبيخي، ولكنكم تقفون أيضًا وتعارضونني علانيةً وتصدرون دينونةً ضدّي. أليس كذلك؟ الإنسان لم يعرفني قط لأنه لم يرَ وجهي ولا سمع صوتي البتَّة. لذلك، مع أنني داخل قلب الإنسان، هل يوجد أي إنسان لا أكون في قلبه غامضًا وغير واضحٍ؟ هل يوجد أي إنسان أكون في قلبه واضحًا تمامًا؟ إنني لا أرغب في أن يراني شعبي أيضًا بغموضٍ وبطريقةٍ مُبهمةٍ، ولذلك أشرع في هذا العمل العظيم.
إنني آتي بهدوء بين البشر، وأرحل بلطفٍ. هل رآني أحد من قبل؟ هل الشمس قادرة على رؤيتي بسبب أشعتها الحارقة؟ هل يستطيع القمر أن يراني بسبب وضوحه اللامع؟ هل تستطيع النجوم أن تراني بسبب مكانها في السماء؟ عندما آتي، لا يعرف الإنسان، وتظل كل الأشياء تجهل ذلك، وعندما أرحل، يظل الإنسان غير واعٍ أيضًا. مَنْ يستطيع أن يشهد لي؟ هل يمكن أن يشهد لي تسبيح البشر على الأرض؟ هل تقوم بذلك الزنابق النابتة في البرية؟ أم الطيور المحلِّقة في السماء؟ أم الأسود الزائرة في الجبال؟ لا أحد يستطيع أن يشهد لي شهادةً كاملة! ولا يستطيع أحد أن يقوم بالعمل الذي سأفعله! وحتى لو قام بهذا العمل، فماذا سيكون تأثيره؟ إنني أراقب كل يوم كل عمل يقوم به الكثيرون من الناس، وأفحص كل يوم قلوب كثيرين من البشر وأفكارهم؛ لم يهرب أبدًا أي إنسان من دينونتي، ولم يُخلّص أي إنسان نفسه أبدًا من حقيقة دينونتي. إنني أقف فوق السماوات وأنظر من بعيدٍ: لقد ضربتُ عددًا لا حصر له من البشر، لكن مع ذلك أيضًا، يعيش عدد لا حصر له من البشر وسط مراحمي وإشفاقي. ألا تعيش أنت أيضًا في ظل مثل هذه الظروف؟
من "الفصل الحادي عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 241
على الأرض، أنا الإله العملي نفسه في قلوب الناس؛ في السماء، أنا سيد الخليقة. لقد تسلقت جبالاً وعبرت أنهارًا، وقد انجرفت أيضًا إلى داخل وخارج الإنسانية. من يجرؤ على معارضة الإله العملي بصراحة؟ من يجرؤ على الإفلات من سلطان القدير؟ من يجرؤ على تأكيد، دون أي شك، أني في السماء؟ مرة أخرى، من يجرؤ على التأكيد على أنني على الأرض بشكل قاطع؟ لا يوجد شخص في البشرية قادر على وصف كل التفاصيل عن الأماكن التي أتواجد بها. هل يمكن أنه عندما أكون في السماء، أكون أنا الله الفائق للطبيعة ذاته؟ هل يمكن أنه عندما أكون على الأرض، أكون عندها الله العملي ذاته؟ ومن المؤكد أن كوني أو عدم كوني الإله العمليَّ نفسه لا يمكن تحديده بكوني حاكم كل الخليقة، أو كوني أختبر معاناة العالم البشري، أليس كذلك؟ إذا كانت تلك هي القضية، ألا يكون البشر بذلك جهلاء بما لا يترك مجالًا للأمل؟ أنا في السماء، أنا أيضًا على الأرض، أنا بين الأشياء الكثيرة في الخليقة، أيضًا في وسط الكثير من الناس. يمكن أن يلمسني الإنسان كل يوم، كذلك، يمكنه أن يراني كل يوم. فيما يتعلق بالبشرية، أبدو أحيانًا خفيًا وأحيانًا منظورًا، أبدو أن لي وجودًا حقيقيًا، لكن أبدو أني غير موجود. في كينونتي تكمن كل الألغاز غير المفهومة للبشرية. يبدو الأمر كما لو أن جميع الناس يتأملونني من خلال مجهر من أجل اكتشاف المزيد من الألغاز في داخلي، آملين بذلك تبديد هذا الشعور غير المريح في قلوبهم. ولكن حتى لو كانوا سيستخدمون الأشعة السينية، كيف يمكن للإنسانية أن تكشف الغطاء عن أي من الأسرار التي في حوزتي؟
عندما يتمجّد شعبي معي، في تلك اللحظة سيتم كشف مخبأ التنين العظيم الأحمر، كل الطين والقاذورات يُمحَيان بعيدًا، والماء الملوث، المتراكم عبر سنوات لا تحصى، يجف في نيراني المحرقة، ولا يوجد فيما بعد. عندها سيختفي التنين العظيم الأحمر في بحيرة النار والكبريت. هل ترغبون حقًا في أن تبقوا تحت رعايتي الحنونة حتى لا يخطفكم التنين؟ هل تكرهون حقًا حيله الخادعة؟ من يقدر على الشهادة القوية لي؟ من أجل اسمي ومن أجل روحي، ومن أجل كامل خطة تدبيري – من يقدر على تقديم كل القوة التي في جسده؟ اليوم، عندما يكون الملكوت في عالم الناس، هو الوقت الذي أجيء فيه شخصيًا إلى عالم الناس. إذا لم يكن الأمر كذلك، هل هناك شخص ما يمكنه أن يتقدم ببسالة إلي ميدان المعركة بالنيابة عني؟ حتى يتخذ الملكوت شكله، حتى يرضى قلبي، ومرة ثانية، ليأتي يومي، حتى يأتي الوقت عندما تولد المخلوقات الكثيرة من جديد وتنمو بكثرة، حتى يُنتشل الإنسان من بحر المعاناة، حتى يأتي الغد، حتى يكون عجيبًا، وينمو ويزدهر، ومرة أخرى، حتى تتسنى متعة المستقبل، كل البشر يسعون جاهدين بكل قوتهم، ولا يدّخرون شيئًا عند تضحيتهم بأنفسهم من أجلي. أليس هذا دليلاً على أن النصر هو لي بالفعل، وعلامة على إتمام خطتي؟
كلما عاش البشر في الأيام الأخيرة، سيشعرون بفراغ العالم وسيكون لديهم شجاعة أقل ليعيشوا الحياة. ولهذا السبب، مات عدد لا يحصى من البشر بخيبة أمل، وآخرون أصابهم الإحباط في سعيهم وبحثهم، وآخرون يعانون بأنفسهم من الخداع على يد الشيطان. لقد أنقذت العديد من البشر، أرحت الكثير منهم، وعادة، عندما فقد البشر النور، قد أعدتهم مرة أخرى إلى مكان النور؛ حتى يعرفوني في إطار النور، ويستمتعوا بي في وسط أجواء من السعادة. وبسبب مجيء نوري، ينمو العشق في قلوب الناس الذين يسكنون في ملكوتي؛ لأني إله يُحِبَه البشر، إله تتعلق به البشرية في رباط قوي، ويملؤهم انطباع راسخ عن شكلي. ومع ذلك، فعندما يقال ويُفعل كل شيء، ما من شخص يفهم إذا كان هذا بعمل الروح، أم عمل الجسد. هذا الشيء بمفرده يكفي لكي يختبره الإنسان بتفاصيله الدقيقة طوال مسيرة عمره. الإنسان لم يحتقرني أبدًا في أعماق قلبه، بل، يتطلع إليّ في أعماق روحه. حكمتي تثير إعجابه، العجائب التي أصنعها تُمتع بصره، كلماتي تحير عقله، ومع ذلك فهو يتعلق بها بشدة. واقعي يجعل الإنسان في خسارة وذهول وحيرة، ولكنه يرغب في قبولها جميعًا. أليس هذا بالضبط مقدار الإنسان كما هو حقًا؟
من "الفصل الخامس عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 242
1. لا يجب على الإنسان أن يعظم نفسه ولا يمجدها. ينبغي أن يعبد الله ويمجده.
2. ينبغي عليك أن تفعل أي شيء نافع لعمل الله، ولا تفعل أي شيء ضار لمصالح عمل الله. ينبغي عليك أن تدافع عن اسم الله وشهادته وعمله.
3. المال والأشياء المادية وكل الممتلكات في بيت الله هي تقدمات ينبغي على الإنسان تقديمها. هذه التقدمات لا ينبغي أن يتمتع بها أحد إلا الله والكاهن، لأن تقدمات الإنسان هي مسرة لله، والله يشارك هذه التقدمات فقط مع الكاهن، ولا أحد غير ذلك مؤهل أو يحق له التمتع بأي جزء منها. كل تقدمات الإنسان (بما في ذلك المال والأشياء المادية التي يمكن التمتع بها) تُقدم لله وليس للإنسان. لذلك لا ينبغي على الإنسان التمتع بهذه الأشياء؛ وإن كان الإنسان ليتمتع بها، فهو بذلك يسرق التقدمات. أي شخص يفعل ذك هو بمثابة يهوذا الإسخريوطي، لأنه بالإضافة لكونه خائنًا، كان يهوذا يسرق مما يوضع في الخزانة.
4. للإنسان شخصية فاسدة بالإضافة إلى أن المشاعر تمتلكه. ومن ثم، ممنوع قطعًا على عضوين من جنسين مختلفين (ذكر وأنثى) أن يعملا معًا بمفردهما أثناء خدمة الله. إن تم اكتشاف شخص يفعل هذا سيتم طرده، بلا استثناء – ولا أحد مستثنى من هذا.
5. لا يجب عليك إصدار حكم على الله، ولا مناقشة الأمور المتعلقة بالله بصورة عرضية. ينبغي عليك أن تفعل ما ينبغي على الإنسان فعله، وتتكلم كما ينبغي على الإنسان أن يتكلم، ولا يجب عليك أن تتجاوز حدودك أو تتعداها. احفظ لسانك واحرص على خطاك. كل هذا سيمنعك من أن تفعل أي شيء يسيء لشخصية الله.
6. ينبغي عليك أن تفعل ما ينبغي على الإنسان فعله، وتؤدي التزاماتك، وتوفي بمسؤولياتك، وتلتزم بواجبك. بما أنك تؤمن بالله، ينبغي عليك أن تساهم في عمله؛ وإن لم تفعل، فأنت لا تصلح لأكل وشرب كلمات الله، ولا تصلح للعيش في بيت الله.
7. في عمل وشؤون الكنيسة، إلى جانب طاعة الله، يجب عليك أن تتبع إرشادات الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس في كل شيء تفعله. حتى أدنى مخالفة غير مقبولة. يجب أن تقدم امتثالك المطلق، ولا تحلل ما هو صواب وما هو خطأ؛ الصواب والخطأ لا يتعلق بك. عليك فقط أن تهتم بطاعتك الكاملة.
8. ينبغي على الناس الذين يؤمنون بالله أن يطيعوا الله ويعبدوه. لا ينبغي عليك أن تُمَجِد أي شخص أو تُرفِّعه؛ ولا ينبغي عليك أن تعطي المكانة الأولى لله، والمكانة الثانية للناس الذين تقدرهم، والمكانة الثالثة لنفسك. لا ينبغي لأي شخص أن يشغل مكانًا في قلبك، ولا يجب عليك اعتبار الناس – وبالأخص الذين تُبَجِلَهم – ليكونوا على قدم المساواة مع الله. هذا أمر لا يتسامح الله معه.
9. يجب أن تنصب أفكارك على عمل الكنيسة. وينبغي عليك أن تتخلى عن تطلعات جسدك، وتكون حاسمًا في الأمور العائلية، وتكرس قلبك بالكامل لعمل الله، وتضع عمل الله أولاً وحياتك ثانيًا. هذه هي لياقة القديس.
10. لا ينبغي إجبار القريب غير المؤمن (أبناؤك، زوجتك/ زوجك، أخواتك، أبواك، وخلافه) على دخول الكنيسة. بيت الله لا ينقصه أعضاء، ولا حاجة لتشكيل أعضاء من أناس بلا منفعة. كل من لا يؤمنون يجب إخراجهم من الكنيسة بسرور. هذا المرسوم موجه لكل الناس. في هذا الأمر يجب عليكم فحص وتدقيق وتذكير بعضكم البعض، ولا يجب على أحد انتهاك هذا المرسوم. وحتى عندما يدخل أقرباء غير مؤمنين إلى الكنيسة باستياء، لا يجب إصدار كتب لهم أو إعطاؤهم اسمًا جديدًا؛ هؤلاء الناس ليسوا من عائلة الله، ويجب منعهم من دخول الكنيسة بأية وسيلة ضرورية. إن حدثت متاعب في الكنيسة بسبب هجوم الشياطين، فأنت نفسك ستُطرد من الكنيسة، أو سيتم فرض قيود عليك. باختصار، كل شخص يتحمل مسؤولية تجاه هذا الأمر، ولكن عليك أيضًا ألا تكون متهورًا، أو تستغل هذا الأمر لتصفية حساباتك الشخصية.
من "المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 243
ينبغي على الناس أن يلتزموا بالواجبات الكثيرة التي عليهم القيام بها. هذا ما ينبغي على الناس أن يلتزموا به، وما يجب عليهم أن ينفّذوه. فليقم الروح القدس بما ينبغي عليه القيام به، إذ ليس للإنسان أي دورٍ في ذلك. ينبغي على الإنسان أن يلتزم بما يجب عليه القيام به، وهو ما لا علاقة له بالروح القدس. إنه ليس إلا ذلك المفروض أن يتم بواسطة الإنسان ويجب الالتزام به كوصية، تمامًا مثل الالتزام بناموس العهد القديم. مع أن الوقت الآن ليس هو عصر الناموس، ما زال يوجد كلام كثير من نفس نوعية كلام عصر الناموس ينبغي الالتزام به، ولا يُنفّذ بمجرد الاعتماد على لمسة الروح القدس، لكن يتعين على الإنسان أن يلتزم به. على سبيل المثال، يجب ألا تدين عمل الإله العملي، ويجب ألا تقاوم الإنسان المشهود له من الله. يجب أن تلتزم مقامك أمام الله وألا تكون منحلاً. يجب أن تكون معتدلاً في الحديث، وأن تكون أقوالك وأفعالك وفق ترتيبات الإنسان المشهود له من الله. يجب أن توقر شهادة الله، وألا تتجاهل عمل الله وكلام فمه. يجب ألا تقلّد نبرة أقوال الله وأهدافها. وخارجيًا، يجب ألا تفعل شيئًا يقاوم بوضوح الإنسان المشهود له من الله، وهكذا. هذا ما يجب على كل شخص أن يلتزم به. يضع الله في كل عصرٍ قواعد كثيرة متوافقة مع الشرائع ينبغي على الإنسان أن يلتزم بها، ومن خلالها، يُقيِّد تصرف الإنسان ويحدد مدى إخلاصه. خذ على سبيل المثال عبارة "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ" من عصر العهد القديم. هذه العبارة لا تنطبق اليوم، لكنها في ذلك الوقت كانت فقط تُقيّد بعض جوانب شخصية الإنسان الخارجية، وكانت تُستَخدَم لإظهار مدى الإخلاص في إيمان الإنسان بالله، وكانت علامة مميزة للمؤمنين بالله. ومع أنه الآن عصر الملكوت، ما زالت توجد قواعد كثيرة ينبغي على الإنسان أن يلتزم بها. إن قواعد الماضي لا تنطبق على يومنا هذا، فاليوم توجد ممارسات كثيرة أكثر ملاءمة ليقوم بها الإنسان، وهذه الممارسات ضرورية، ولا تنطوي على عمل الروح القدس ولا بد أن يقوم الإنسان بها.
الكثير من ممارسات عصر الناموس أُهمِلَت في عصر النعمة؛ لأن تلك الشرائع لم تكن ذات تأثير تحديدًا في عمل ذلك الزمان. وبعد أن أُهمِلَت، وُضِعَت ممارسات كثيرة مناسبة للعصر، وتحولت تلك الممارسات إلى القواعد الكثيرة الموجودة اليوم. لكن ما لبث أن جاء إله اليوم حتى توقف استخدام هذه القواعد، ولم يعد الالتزام بها مطلوبًا، ووُضِعَت ممارسات كثيرة مناسبة لعمل اليوم. واليوم، هذه الممارسات ليست قواعد، لكنَّ الغرض منها إحداث تأثير. إنها مناسبة لليوم، ولعلها تتحول غدًا إلى قواعد. الخلاصة، عليك أن تلتزم بتلك الممارسة التي تثمر لعمل اليوم. لا تهتم بالغد، فما يُعمَل اليوم هو لأجل اليوم، وربما توجد غدًا ممارسات أفضل يُطلَب منك تنفيذها، لكن لا تهتم كثيرًا بذلك والتزم بما يجب عليك الالتزام به اليوم لتتجنب مقاومة الله. لا شيء اليوم أكثر أهمية ليلتزم به الإنسان من الآتي: عليك ألّا تحاول أن تخدع الله الذي يقف أمام عينيك أو تخفي عنه شيئًا. لا تنطق بأقوال شريرة أو متعجرفة أمام الله الموجود أمامك. لا تخدع الله الموجود أمام عينيك بكلمات حسنة وأحاديث جيدة حتى تفوز بثقته. لا تتصرف بعدم وقار أمام الله. أطع كل ما نطق به فم الله، ولا تقاوم كلامه أو تعارضه أو تجادله. لا تفسّر الكلام الذي نطق به فم الله بحسب ما تراه أنت مناسبًا. احفظ لسانك لئلا يتسبب في وقوعك فريسة لمكائد الأشرار الخادعة. احفظ خطواتك لئلا تتجاوز الحدود التي وضعها لك الله. سوف يجعلك الوقوع في ذلك تتكلم كلامًا متكبرًا ومتعجرفًا في نظر الله، وبذلك تصبح مكروهًا منه. يجب ألّا تنشر باستهتار الكلام الذي نطق به الله، لئلا يهزأ بك الآخرون وتسخر منك الشياطين. أطع كل عمل الله اليوم، ولا تنتقد هذا الكلام حتى لو لم تفهمه، كل ما في وسعك أن تفعله هو البحث والمشاركة. لا يتجاوز أحد مكانة الله الأصلية. ليس بوسعك إلا أن تخدم إله اليوم من موقعك كإنسان، فلا يمكنك أن تُعلِّم إله اليوم من موقعك كإنسان، إذ يُعَد قيامك بذلك ضلالاً. لا يجوز لإنسان أن يقف في محل الإنسان المشهود له من الله؛ فأنت في كلامك وأفعالك وأفكارك الداخلية تقف في موقع إنسان. ينبغي الالتزام بهذا؛ فهذه مسؤولية الإنسان، وليس بوسع أحد أن يغيره، ويُعَد تغييره إخلالاً بالمراسيم الإدارية. ينبغي أن يتذكر الجميع هذا.
من "وصايا العصر الجديد" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 244
توجد العديد من الأشياء التي آمل أن تتمموها. ومع ذلك، فإن أفعالكم وكل حياتكم غير قادرة على تلبية مطالبي بالكامل، لذلك ليس أمامي خيار سوى أن أدخل مباشرةً في صُلب الموضوع وأشرح لكم إرادتي. نظرًا لضعف تمييزكم وكذلك ضعف تقديركم، فأنتم تقريبًا تجهلون شخصيتي وكذلك جوهري جهلاً تامًا، ومن ثمَّ فإن الأمر ملحٌ أن أخبركم عنهما. بغض النظر عن مقدار ما فهمته في السابق أو ما إذا كنتَ على استعداد لمحاولة فهم هذه القضايا، لا يزال يتعيّن عليَّ شرحها لكم بالتفصيل. هذه القضايا ليست غريبة عليكم بجملتها، ولكن لا يبدو أنكم تفهمون المعنى المتضمن فيها أو على دراية به. كثير منكم ليس لديه سوى فهم ضعيف، بل وفهم جزئي وغير كامل لذلك. ولمساعدتكم على ممارسة الحق بشكل أفضل، أي تطبيق كلامي تطبيقًا أفضل، أعتقد أن هذه هي القضايا التي يجب أن تعرفوها أولاً. وإلا، فإن إيمانكم سيبقى مبهمًا وزائفًا ومملوءًا بزخارف الدين. إن كنتَ لا تفهم شخصية الله، فسيكون من المستحيل عليك القيام بالعمل الذي يجب عليك القيام به لأجله. وإن كنتَ لا تعرف جوهر الله، فسيكون من المستحيل عليك أن تُظهر له المهابة والتقوى، وبدلاً من ذلك لن تُبدي سوى لامبالاةً ومراوغةً، بل وتجديفًا عنيدًا. مع أن فهم شخصية الله أمر مهم بالفعل، ولا يجب التقليل من شأن معرفة جوهر الله، إلا أنه لم يسبق لأحد أن درس هذه القضايا أو تعمّق فيها. من الواضح أنكم قد رفضتم جميع المراسيم الإدارية التي أصدرتها. إذا كنتم لا تفهمون شخصية الله، فسوف تسيئون بسهولة إلى شخصيته. مثل هذا الإثم يعادل إغضاب الله نفسه، وتصبح النتيجة النهائية لتصرفك هي مخالفة المراسيم الإدارية. الآن يجب عليك أن تدرك أن فهم شخصية الله يأتي مع معرفة جوهره، وأنه جنبًا إلى جنب مع فهم شخصية الله يأتي فهم المراسيم الإدارية. بالتأكيد، تتطرق العديد من المراسيم الإدارية إلى شخصية الله، ولكن لم يُعبر عن شخصيته بكاملها في طيات هذه المراسيم. ومن ثمَّ، عليكم أن تخطوا خطوة أخرى في تطوير فهمكم لشخصية الله.
من "من المهم جدًا فهم شخصية الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 245
إن شخصية الله موضوع يبدو مجرّدًا جدًا للجميع، بل وليس من السهل على الجميع قبوله، لأن شخصيته لا تشبه شخصية الإنسان. لله أيضًا مشاعره الخاصة من الفرح والغضب والحزن والسعادة، لكن تختلف هذه المشاعر عن مشاعر الإنسان. الله هو ما هو عليه وهو ما لديه. كل ما يعبِّر عنه ويكشفه هو تمثيل لجوهره وهويته. ما هو عليه وما لديه، وكذلك جوهره وهويته، هي أشياء لا يمكن استبدالها بأي إنسان. وتشمل شخصيته حبه للبشرية، وعزاءه للبشرية، وكراهيته للبشرية، بل وأكثر من ذلك، فهمه الشامل للبشرية. غير أن شخصية الإنسان قد تكون متفائلة أو مفعمة بالحياة أو متبلّدة. إنّ شخصية الله تُنسب إلى المُهيمِن على كل الأشياء والكائنات الحيّة، وإلى ربّ كل الخليقة. وتمثل شخصيته الشرف والقوة والنبل والعظمة، والأهم من ذلك كله، السيادة. إن شخصيته رمز للسلطان، ورمز لكل ما هو بار، ورمز لكل ما هو جميل وصالح. أكثر من ذلك، إنها رمز لمَنْ لا يُغلب [أ] ولا يهزمه الظلام ولا أي قوة لعدو، وكذلك رمز لمَنْ لا يُهان من أي مخلوق (ولا يتحمّل الإهانة) [ب]. إن شخصيته رمز للقوة العليا. لا يمكن لأي شخص أو أشخاص أن يعيقوا عمله أو شخصيته ولا ينبغي لهم. لكن شخصية الإنسان ليست أكثر من مجرد رمز للتفوق البسيط للإنسان على البهائم. ليس للإنسان في ذاته أو من ذاته سلطانًا ولا استقلالية ولا قدرة على تجاوز الذات، بل هو في جوهره الشخص الذي ينكمش خوفًا تحت رحمة كل الناس والأحداث والأشياء. يعود فرح الله إلى وجود البر والنور وظهورهما، وذلك بسبب تدمير الظلام والشر. إنه يفرح لأنه أتي بالنور والحياة الطيبة إلى البشرية؛ إن فرحه هو فرح صالح، ورمز لوجود كل ما هو إيجابي، بل وأكثر من ذلك، أنه رمز للابتهاج. يرجع غضب الله إلى وجود الظلم والاضطراب اللذيْن تسببا في أذية البشرية، وبسبب وجود الشر والظلام، وبسبب وجود الأشياء التي تُبعد الحق، وحتى بسبب وجود أشياء تعارض ما هو صالح وجميل. يرمز غضبه إلى أن كل الأشياء السلبية لم تعُد موجودة، بل والأكثر من ذلك، هو رمز لقداسته. إن حزنه بسبب الإنسان، الذي يحمل آمالاً من جهته، ولكنه سقط في الظلام، لأن العمل الذي يجريه على الإنسان لا يرقى لتوقعاته، ولأن البشرية التي يحبها لا يمكن أن تعيش كلها في النور. إنه يشعر بالأسى تجاه البشرية البريئة، وتجاه الإنسان الأمين ولكنه جاهل، وتجاه الإنسان الصالح ولكنه يفتقر إلى الآراء السديدة. حزنه هو رمز لصلاحه ورحمته، ورمز للجمال واللطف. تأتي سعادته بالطبع من هزيمة أعدائه والظفر بحسن نية الإنسان. أكثر من هذا، إنها تنبع من طرد كل قوات العدو وتدميرها، وبسبب حصول البشرية على حياة صالحة وهادئة. إن سعادة الله لا تشبه فرح الإنسان، بل هي الشعور بالحصول على ثمار جيدة، هي حتى شعور أعظم من الفرح. سعادته هي رمز للبشرية المتحررة من المعاناة من الآن فصاعدًا، ورمز للبشرية التي تستشرف الدخول إلى عالم النور. من ناحية أخرى، تنشأ مشاعر الإنسان بسبب مصالحه الشخصية، وليس من أجل البر أو النور أو ما هو جميل، ولا بالطبع من أجل النعمة التي تمنحها السماء. إن مشاعر البشر أنانية وتنتمي إلى عالم الظلام. لا توجد هذه المشاعر لأجل مشيئة الله، ولا توجد لأجل خطته، وهكذا لا يمكن أبدًا التحدث عن الإنسان والله في السياق نفسه. إن الله هو العَليّ إلى الأبد والمُبَجّل دائمًا، بينما الإنسان وضيع دائمًا، ولا قيمة له أبدًا. هذا لأن الله يقدم التضحيات دائمًا ويكرّس نفسه للبشرية؛ إنما الإنسان دائمًا ما يأخذ لنفسه ويسعى لأجل نفسه فقط. يتحمل الله دائمًا آلامًا من أجل بقاء الإنسان، ولكن لا يعطي الإنسان أي شيء أبدًا من أجل النور أو من أجل البر. وحتى لو بذل الإنسان جهدًا لبعض الوقت، فهو ضعيف جدًا بحيث لا يستطيع تحمُّل ضربة واحدة، لأن جهد الإنسان هو دائمًا من أجل ذاته وليس من أجل الآخرين. إن الإنسان دائمًا أناني، بينما الله دائمًا إِيثارِيّ. إن الله هو مصدر كل ما هو عادلٌ وصالحٌ وجميلٌ، في حين أن الإنسان هو الذي يتبع كل القبح والشر ويظهرهما بوضوح. لن يغيِّر الله أبدًا جوهره من البر والجمال، لكن الإنسان قادرٌ تمامًا في أي وقت وفي أي وضع على خيانة البر والانحراف بعيدًا عن الله.
من "من المهم جدًا فهم شخصية الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
أ. يرد النص الأصلي "إنه رمز كونه غير قادر على أن".
ب. يرد النص الأصلي "وكذلك رمز لكونه لا يُهان (ولا يتحمل الإهانة)".
كلمات الله اليومية اقتباس 246
تنطوي كل جملة تحدثت بها على شخصية الله. ستعمل عملاً جيدًا للتفكير في كلماتي بعناية، وستجني الكثير منها بالتأكيد. إن جوهر الله يصعب جدًا استيعابه، لكنني على ثقة بأنكم جميعًا لديكم على الأقل فكرة عن شخصية الله. آمل إذًا أن تظهروا لي وأن تفعلوا المزيد مما لا يهين شخصية الله. عندها سأكون مطمئنًا. على سبيل المثال، احفظ الله في قلبك طيلة الوقت. عندما تتصرف، افعل ذلك بحسب كلماته. ابحث عن نواياه في كل شيء، وامتنع عن القيام بما لا يحترم الله ويهينه، كما لا ينبغي عليك أن تضع الله في مؤخرة عقلك لملء الفراغ المستقبلي في قلبك. إن كنت تقوم بذلك، فستكون قد أسأت إلى شخصية الله. ومرة أخرى، على افتراض أنك لن تقوم أبدًا بعمل تصريحات أو شكاوى تجديفية ضد الله خلال حياتك، وأيضًا بافتراض أنك قادر على إتمام كل ما أوكله الله لك بشكل صحيح، وأن تخضع لكلماته أيضًا طيلة حياتك، فعندها ستكون قد تجنبت مخالفة المراسيم الإدارية. على سبيل المثال، إذا سبق لك أن قلت: "لماذا لا أعتقد أنه هو الله؟"، أو "أعتقد أن هذه الكلمات ليست سوى بعض الاستنارة من الروح القدس"، أو "في رأيي، ليس كل ما يعمله الله بالضرورة صحيح"، أو "إن الطبيعة البشرية لله لا تتفوق على طبيعتي البشرية"، أو "إن كلمات الله ببساطة لا يمكن تصديقها"، أو غيرها من مثل هذه التصريحات الانتقادية، فأنصحك بالاعتراف بخطاياك والتوبة عنها لمرات أكثر من المعتاد. وإلا، فلن تحصل على فرصة للغفران، لأنك لا تسيء إلى إنسان، بل إلى الله نفسه. قد تعتقد أنك تحكم على إنسان، لكن روح الله لا يعتبر الأمر كذلك. إن عدم احترامك لجسده يساوي عدم احترامه هو. وهكذا، ألا تسيء إلى شخصية الله؟ عليك أن تتذكر أن كل ما يقوم به روح الله يتم من أجل الحفاظ على عمله في الجسد ولكي يتمّم هذا العمل بشكل جيد. إذا تجاهلت هذا، فأنا أقول إنك شخص لن يكون قادرًا أبدًا على النجاح في الإيمان بالله، لأنك أثرت غضب الله، لذلك سوف يُعِدُّ عقابًا مناسبًا ليعلِّمك درسًا.
إن معرفة جوهر الله ليس أمرًا تافهًا. يجب أن تفهم شخصيته. بهذه الطريقة ستحصل تدريجيًا ودون أن تدري على معرفة جوهر الله. عندما تكون قد دخلت في هذه المعرفة، ستجد نفسك تخطو إلى الأمام في حالة أعلى وأكثر جمالاً. وفي النهاية، ستشعر بالخجل من روحك القبيحة، لدرجة تشعرك أنه لا يوجد مكان لتختبئ فيه. في ذلك الوقت، سيقل تدريجيًا سلوكك تجاه الإساءة إلى شخصية الله، وسيقترب قلبك أكثر فأكثر من قلب الله، وسوف ينمو تدريجيًا حبه في قلبك. هذا علامة على دخول البشر في حالة جميلة. ولكن حتى الآن لم تحققوا هذا. مع انطلاقكم ذهابًا وإيابًا من أجل مصيركم، مَنْ سيكون لديه الرغبة في محاولة معرفة جوهر الله؟ إذا استمر هذا، سوف تتعدون على المراسيم الإدارية دون وعي، لأنكم لا تفهمون سوى القليل جدًا عن شخصية الله. لذلك، أليس ما تفعلونه الآن هو وضع أساس لآثامكم ضد شخصية الله؟ لا يتعارض طلبي منكم أن تفهموا شخصية الله مع عملي. لأنكم إن كنتم تتعدون على المراسيم الإدارية كثيرًا، فمَنْ منكم يمكن أن يفلت من العقاب؟ ألن يكون عملي بأكمله حينها بلا جدوى؟ لذلك، ما زلت أطلب منكم، بالإضافة إلى التدقيق في سلوككم، أن تكونوا حذرين في الخطوات التي تتخذونها. سيكون هذا هو المطلب الأعلى الذي أطلبه منكم، وآمل أن تفكروا فيه جميعًا بعناية وأن تولوه اهتمامكم بجدية. إذا جاء يوم من الأيام أغضبتني فيه أعمالكم غضبًا عارمًا، فسيكون عليكم وحدكم التفكير في العواقب، ولن يوجد شخص آخر يتحمل العقاب بدلاً منكم.
من "من المهم جدًا فهم شخصية الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 247
يقول الناس إن الله هو إله بار، وإنه طالما أن الإنسان يتبعه حتى النهاية، فإنه بالتأكيد سيكون منصِفًا تجاه الإنسان، لأن بره عظيم جدًا. إذا تبعه الإنسان حتى النهاية، فهل سيلقي بالإنسان جانبًا؟ أنا لست متحيزًا تجاه جميع البشر، وأدين جميع البشر بشخصيتي البارة، ومع ذلك هناك شروط مناسبة للمتطلبات التي أطلبها من الإنسان، والتي يجب على جميع البشر تحقيقها، بغض النظر عمَّنْ هم. لا يهمني مدى اتساع مؤهلاتك أو عظمتها، فلا أهتم إلا بكونك تسير في طريقي أم لا، وما إذا كنت تحب الحق وتتوق إليها أم لا. إذا كنت تفتقر إلى الحق، بل وتجلب العار على اسمي، ولا تسلك وفقًا لطريقي، وتمضي دون اهتمام أو انشغال، ففي ذلك الوقت سأضربك وأعاقبك على شرّك، وماذا ستقول حينها؟ هل تستطيع أن تقول إن الله ليس بارًا؟ اليوم، إذا كنت قد امتثلت للكلمات التي تحدثت بها، فأنت من النوع الذي أستحسنه. إنك تشكو أنك عانيت دائمًا أثناء اتباعك لله، وتدَّعي أنك تبعته في السراء والضراء، وكنت في معيته في الأوقات الجيدة والسيئة، لكنك لم تحيا بحسب الكلام الذي قاله الله؛ فطالما تمنيت مجرد السعي وبذل نفسك من أجل الله كل يوم، ولكنك لم تفكر قط في أن تحيا حياة ذات معنى. كما تقول أيضًا: "على أية حال أنا أؤمن أن الله بار: لقد عانيتُ من أجله، وانشغلتُ به، وكرَّستُ نفسي من أجله، وجاهدتُ مع أنني لم أحصل على أي اهتمام خاص؛ فمن المؤكد أنه يتذكرني. إن الله بار حقًا، ولكن لا تشوب هذا البر أي شائبة: فلا تتداخل في بره أية إرادة بشرية، ولا يدنسه الجسد، أو التعاملات الإنسانية. سوف يُعاقَب جميع المتمردين والمعارضين، الذين لا يمتثلون لطريقه؛ فلن يُعفى أحد، ولن يُستثنى أحد! بعض الناس يقولون: "اليوم أنا منشغل بك؛ وعندما تأتي النهاية، هل يمكنك أن تمنحني بركة قليلة؟" لذا أسألك: "هل امتثلت لكلامي؟" إن البر الذي تتحدث عنه يستند على صفقة. إنك لا تفكر سوى في أنني بار، ومُنصف تجاه كل البشر، وأن كل الذين يتبعونني حتى النهاية هم بالتأكيد مَنْ سيخلصون وينالون البركات. يوجد معني متضمن في كلامي بأن "كل الذين يتبعونني حتى النهاية هم بالتأكيد مَنْ سيخلصون"، بمعنى أولئك الذين يتبعونني حتى النهاية هم الذين سأقتنيهم اقتناءً كاملًا، إنهم أولئك الذين يسعون، بعد أن أُخضعوا، إلى الحق وسيُكمَّلون. ما هي الشروط التي حققتها؟ كل ما حققته ليس إلا أنك تبعتني حتى النهاية، ولكن ماذا أيضًا؟ هل امتثلت لكلامي؟ لقد حققت أحد متطلباتي الخمسة، ولكنك لا تنوي تحقيق الأربعة المتبقية. لقد وجدت ببساطة أبسط الطرق وأسهلها، وسعيت في إثرها متفكرًا في نفسك أنك محظوظً. إن شخصيتي البارة نحو شخص مثلك تتضمن التوبيخ والدينونة، إنه الجزاء العادل، والعقاب العادل لجميع الأشرار؛ فجميع أولئك الذين لا يسيرون في طريقي سيعاقبون بالتأكيد، حتى لو اتبعوا الطريق حتى النهاية. هذا هو بر الله. عندما يُعبَّر عن هذه الشخصية البارة في عقاب الإنسان، فسيصاب بالذهول، ويندم على ذلك، فبينما يتبع الله، لم يكن سالكًا في طريقه. "لقد عانيت في ذلك الوقت مجرد معاناة قليلة أثناء تبعيتي لله، لكنني لم أسلك في طريق الله. ما هي الأعذار لذلك؟ لا يوجد خيار سوى أن أخضع للتوبيخ!" لكنه يفكر في ذهنه: "على أية حال، لقد تبعتُ حتى النهاية، لذا فحتى لو وبختني، فلا يمكن أن يكون توبيخًا شديدًا جدًا، وبعد فرض هذا التوبيخ فستظل تريدني. أعلم أنك بار، ولن تعاملني بهذه الطريقة إلى الأبد. على أية حال، أنا لستُ مثل أولئك الذين سوف يُبادون؛ فسوف يتلقى أولئك الذين يبادون توبيخًا قاسيًا، في حين سيكون التوبيخ الذي أتلقاه أخف." إن شخصية الله البارة ليست كما تقول أنت. فالأمر لا يتعلق بأن يحظى أولئك الذين يجيدون الاعتراف بآثامهم بمعاملة أكثر تساهلًا. إن البر هو القداسة، وهذا معناه أنه شخصية لا تتساهل مع إساءات الإنسان، وهكذا يصبح كل ما هو دنس ولم يتغير هدفًا يمقته الله. إن شخصية الله البارة ليست قانونًا، بل مرسومًا إداريًا: إنه مرسوم إداري في الملكوت، وهذا المرسوم الإداري هو العقوبة العادلة لأي شخص لا يمتلك الحق ولم يتغير، ولا يوجد هامشًا للخلاص. لأنه عندما يصنَّف كل إنسان حسب نوعه، سيُكافأ الصالح وسيُعاقب الشرير. عندما يُكشف عن وجهة الإنسان، يكون هذا هو الوقت الذي ينتهي فيه عمل الخلاص، وبعدها لا يكون هناك عمل على خلاص الإنسان مرة أخرى، وسيحل العقاب على كل مَنْ يرتكب الشر.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 248
أنا نار آكلة ولا أحتمل الإساءة. ولأنني خلقت البشر كافة، فمهما كان ما أقوله وأفعله، يجب عليهم أن يطيعوني وألّا يتمردوا. ليس للناس الحق في أن يتدخلوا في عملي، فضلًا عن أنهم غير مؤهلين لتحليل ما هو صائب أو خاطئ في عملي وكلامي. أنا رب الخليقة، ويجب على المخلوقات أن تحقق كل شيء أطلبه بقلب يتقيني. ينبغي ألا يحاولوا أن يجادلوني، وينبغي بالأخص ألا يقاوموني. أنا أحكم شعبي بسلطاني، وأولئك الذين هم جزء من خليقتي ينبغي عليهم الخضوع لسلطاني. مع أنكم اليوم جريئون ومتغطرسون أمامي، وتعصون الكلمات التي أعلمكم بها، ولا تعرفون الخوف، فأنا لا أقابل عصيانكم إلا بالتسامح. لن أفقد أعصابي وأدع هذا يؤثر في عملي لأن دودًا ضئيلًا قد أثار القذارة في كومة الروث. أتحمل الوجود المستمر لكل شيء أشمئز منه وكل الأشياء التي أمقتها من أجل مشيئة أبي، وسوف أفعل ذلك إلى أن تكتمل أقوالي، وحتى لحظتي الأخيرة. لا تقلق! لن أنغمس في مستوى كمستوى دودة نكرة، ولن أقارن درجة مهارتي معك. أنا أشمئز منك، لكنني قادرٌ على التحمل. أنت تعصيني، لكنك لا تستطيع الهروب من اليوم الذي سوف أوبخك فيه والذي قد وعدني به أبي. هل يمكن لدودة مخلوقة أن تُقارَن مع رب الخليقة؟ في الخريف، تعود الأوراق المتساقطة إلى جذورها، وأنت ستعود إلى بيت "أبيك"، وأنا سأعود إلى جانب أبي. ستصطحبني محبته الحانية، وأنت ستتبع قسوة أبيك. أنا سيكون لي مجد أبي، وأنت سيكون لك خزي أبيك. سأستخدم التوبيخ الذي لطالما حجبته طويلًا لأصحبك، وأنت ستلقى توبيخي بجسدك النتن الذي قد فسد لعشرات الآلاف من السنين. سأكون قد اختتمت عمل كلامي فيك، مصحوبًا بالتسامح، وستبدأ أنت أداء دور معاناة الكارثة من كلامي. سأبتهج بشدة وأعمل في إسرائيل؛ وأنت ستنوح وتَصُرُّ بأسنانك، وتحيا وتموت في الطين. سأستعيد هيئتي الأصلية ولن أبقى في الدنس معك، بينما أنت ستستعيد قبحك الأصلي وتستمر في حفر جحرك في كومة الروث. عندما يتم عملي وكلامي، يكون يوم بهجة لي. عندما تحدث مقاومتك وعصيانك، سيكون يوم مناحة لك. لن أتعاطف معك، وأنت لن تراني مجددًا أبدًا. لن أعود أحاورك، ولن تقابلني مرة أخرى أبدًا. سأكره عصيانك، وستفتقد حلاوتي. سأضربك وستتحسر علي. سأرحل عنك بسرور، وستدرك أنك مدين لي. لن أراك مجددًا أبدًا، لكنك ستتطلع إليّ دائمًا. سأكرهك لأنك تقاومني في الوقت الحالي، وستفتقدني لأني أوبّخك الآن. لن أرغب في العيش بجانبك، ولكنك ستشتاق بشدة إلى العيش معي وستبكي إلى الأبد؛ لأنك ستندم على كل ما صنعته معي. ستندم على عصيانك ومقاومتك، وستنبطح ووجهك إلى الأرض في ندم، وستسقط أمامي وتقسم أنك لن تعصيني مطلقًا. لكنك ستحبني في قلبك فحسب، غير أنك لن تستطيع سماع صوتي، وسوف أجعلك تخجل من نفسك.
من "حين تعود الأوراق المتساقطة إلى جذورها، ستندم على كل الشر الذي صنعته" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 249
تجب رحمتي لأولئك الذين يحبونني وينكرون ذواتهم. ويُعد حلول العقوبة على الأشرار على وجه التحديد دليلاً على شخصيتي البارة، بل وأكثر من ذلك، أنها شهادة على غضبي. عندما تحل الكارثة، ستصيب المجاعة والطاعون كل أولئك الذين يعارضونني وسيبكي هؤلاء. إن الذين ارتكبوا كل أنواع الشرور، ولكن اتبعوني لعدة سنوات، لن يفلتوا من دفع ثمن خطاياهم؛ وسيأتون أيضًا للعيش في حالة مستمرة من الذعر والخوف؛ إذ يقعون في كارثة قلما يشاهد مثلها على مر ملايين من السنين. وسوف يبتهج من أتباعي أولئك الذين أظهروا الولاء لي وحدي، وسيهللون لقدرتي، ويشعرون بطمأنينة لا تُوصف ويعيشون في بهجة لم أمنحها أحدًا من البشر من قبل قط؛ لأنني أقدّر الأعمال الصالحة للناس وأكره أعمالهم الشريرة. منذ أن بدأت أول مرة في قيادة البشر، كنت أتطلع بشغف إلى الفوز بمجموعة من الناس لهم أسلوب تفكيري نفسه. لم أنسَ قط أولئك الذين لم يكونوا يحملون أسلوب تفكيري نفسه؛ فقد حملت لهم البغض في قلبي منتظرًا فقط فرصة ليحل عليهم عقابي، الأمر الذي يسرني رؤيته. وأخيرًا جاء يومي اليوم ولم أعد أحتاج إلى الانتظار!
ليس الغرض من عملي الأخير هو مجرَّد عقاب الإنسان، وإنَّما أيضًا من أجل ترتيب مصير الإنسان، بل الأكثر من ذلك أنَّه من أجل الحصول على اعتراف من الجميع بكل ما قمتُ به. أريد من كل إنسان أن يرى أن كل ما قمتُ به هو حق، وأن كل ما قمتُ به هو تعبير عن شخصيتي؛ وليس هو من صُنع الإنسان، ناهيك عن الطبيعة، التي أخرجت البشرية، على النقيض من ذلك، أنا هو الذي يُطعِم كل حي في الخليقة. بدون وجودي، لن تلاقي البشرية سوى الهلاك والخضوع لويلات الكوارث. لن يرى أي إنسان مرة أخرى الشمس البهيَّة والقمر الجميل أو العالم الأخضر؛ ولن يواجه البشر سوى الليل البارد ووادي ظل الموت الذي لا يرحم. أنا هو خلاص البشرية الوحيد. إنني الأمل الوحيد للبشرية، بل وأكثر من ذلك، أنا هو الذي تستند إلى وجوده البشرية كلها. بدوني، ستصل البشرية على الفور إلى طريق مسدود. بدوني، ستعاني البشرية كارثة وتطاردها كل أنواع الأشباح، على الرغم من أن أحداً لا يبالي بي. لقد أنجزتُ العمل الذي لم يكن في مقدور أحد غيري القيام به، وأملي الوحيد أن يستطيع الإنسان أن يفي بالدَيْن لي ببعض الأعمال الصالحة. على الرغم من أن أولئك الذين يستطيعون الوفاء بالدَيْن هم عدد قليل جدًا، فإنني سأنهي رحلتي في عالم البشر وأبدأ الخطوة التالية من عملي الذي بدأته، لأن كل ما عندي من الاندفاع جيئة وذهاباً في وسط الإنسان خلال هذه السنوات العديدة كان مثمرًا، وأنا سعيد به جدًا. إن ما يهمني ليس عدد الناس بل أعمالهم الصالحة. على أي حال، أتمنى أن تُعدِّوا ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل مصيركم. وعندئذٍ سأكون راضيًا، وإلا فلن يفلت أحد منكم من الكارثة التي ستحل عليكم. تنبع الكارثة مني وبترتيب مني بالطبع. إذا لم تستطيعوا أن تبدوا صالحين في عيني، فلن تفلتوا من معاناة الكارثة. في خضم الضيق، لم تكن أعمالكم وأفعالكم مناسبة تمامًا، بسبب فراغ إيمانكم ومحبتكم من معانيهما، ولم تظهروا أنفسكم إلا خجولين أو قاسيين. فيما يتعلق بهذا، سأقوم فقط بالحكم على الخير أو الشر. سيظل اهتمامي منصبًا على الطريقة التي يتصرف بها كل منكم ويعبِّر بها عن نفسه، وهو ما أحدِّد نهايتكم على أساسه. ومع ذلك، يجب أن أوضح هذا: لن أمنح مزيدًا من الرحمة لأولئك الذين لم يظهروا لي أي ذرة من الولاء في أوقات الشدة، لأن رحمتي تسع هذا فحسب. علاوة على ذلك، ليس لديَّ أي ود لأي أحد سبق وأن خانني، ولا أحب مطلقاً أن أخالط الذين يخونون مصالح أصدقائهم. هذه هي شخصيتي، بغض النظر عن الشخص الذي قد أكونه. يجب عليَّ أن أخبركم بهذا: كل مَنْ يكسر قلبي لن ينال مني رأفة مرة ثانية، وكل مَنْ آمن بي سيبقى إلى الأبد في قلبي.
من "أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 250
عندما جاء الله إلى الأرض لم يكن من العالم ولم يصِر جسدًا ليتمتع بالعالم. فالمكان الذي سيكشف فيه العمل شخصيتَه ويكون أكثر أهمية هو المكان الذي وُلد فيه. سواء كانت أرضًا مقدسة أم قذرة، وبغض النظر عن مكان عمله، فهو قدّوس. إنه من خلق كل شيء في العالم على الرغم من أن الشيطان أفسد كل شيء. ومع ذلك، لا تزال جميع الأشياء تنتمي إليه؛ فهي جميعها في يديه. يأتي إلى أرض قذرة ويعمل فيها من أجل إعلان قداسته؛ إنه يفعل ذلك من أجل عمله فحسب، أي إنه يتحمل إذلالًا كبيرًا للقيام بمثل هذا العمل من أجل تخليص شعب هذه الأرض القذرة. يتم القيام بهذا من أجل تقديم الشهادة، ومن أجل البشرية جمعاء. ما يُظهره هذا النوع من العمل هو برّ الله، وهو أفضل قدرة على إظهار سيادة الله. عظمته ونزاهته تتجليان في تخليص مجموعة من الناس الوضعاء الذين يزدريهم الآخرون. لا تدل ولادته في أرض قذرة على أنه وضيع على الإطلاق؛ فهي ببساطة تتيح لكل الخلق رؤية عظمته ومحبته الحقيقية للبشرية. فكلما فعل ذلك أكثر، كشف عن محبّته الصافية والتي لا تشوبها شائبة للإنسان. الله قدوس وبار. وعلى الرغم من أنه وُلد في أرض قذرة، وأنه يعيش مع هؤلاء الأشخاص المليئين بالقذارة، تمامًا كما عاش يسوع مع الخُطاة في عصر النعمة، ألم يُنفَّذ كل عمله من أجل بقاء البشرية جمعاء؟ أليس كل ذلك حتى تتمكن البشرية من نيل خلاص كبير؟ قبل ألفي سنة عاش مع الخطاة عددًا من السنين. كان ذلك من أجل الفداء. وهو يعيش اليوم مع مجموعة من الناس القذرين والوضعاء، وهذا من أجل الخلاص. أليست كل أعماله من أجلكم، أنتم البشر؟ لو لم يكن من أجل تخليص البشرية، لماذا عاش وتعذّب مع الخطاة لسنوات عديدة بعد ولادته في مِذْوَد؟ وإن لم يكن من أجل تخليص البشرية، فلماذا يتجسّد مرة ثانية، ويولد في هذه الأرض حيث تتجمع الشياطين، ويعيش مع هؤلاء الناس الذين أفسدهم الشيطان بشدة؟ أليس الله مُخلِصًا؟ أي جزء من عمله لم يكن من أجل البشر؟ أي جزء لم يكن من أجل مصيركم؟ الله قدّوس، هذا شيء ثابت! هو ليس ملوثًا بالقذارة، على الرغم من مجيئه إلى أرض قذرة؛ إذ لا يعني هذا كله سوى أن محبة الله للبشر غير أنانية على الإطلاق، وأن المعاناة والإذلال اللذين يتحملهما عظيمان جدًا! ألا تعلمون مدى عظمة الإذلال الذي يتحمله من أجلكم جميعًا ومن أجل مصيركم؟ فبدلًا من تخليص أشخاصٍ عظماء أو أبناء عائلات ثرية وذات نفوذ، يهتم بتخليص أولئك الوضعاء والذين ينظر إليهم الآخرون باستعلاء. أليس هذا كله قداسته؟ أليس هذا كله برّه؟ يفضل أن يولد في أرض قذرة ويتحمل كل الإذلال من أجل بقاء البشرية جمعاء. الله حقيقي جدًا – إنه لا يقوم بعمل خاطئ. ألم تُنجز كل مرحلة من مراحل عمله بطريقة عملية؟ على الرغم من أن الناس جميعًا يشهّرون به ويقولون إنه يجلس على المائدة مع الخُطاة، وعلى الرغم من أن الناس جميعًا يسخرون منه ويقولون إنه يعيش مع أبناء القذارة، ومع أكثر الناس وضاعة، لا يزال يكرّس نفسه بتفانٍ، ولا يزال مرفوضًا هكذا بين البشر. أليست المعاناة التي يتحملها أكبر من معاناتكم؟ أليس العمل الذي يقوم به أثمن من الثمن الذي دفعتموه؟
من "أهمية تخليص ذرّية مؤاب" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 251
لقد تواضع الله إلى حد أنه يقوم بعمله في هؤلاء الأشخاص القذرين والفاسدين، ومنح الكمال لهذه المجموعة من الأشخاص. لم يتجسّد الله ليعيش ويأكل بين الناس ويرعاهم ويوفر لهم ما يحتاجون إليه بل الأهم من ذلك هو أنه يقوم بعمله العظيم المتمثل في الخلاص وإخضاع هؤلاء الفاسدين الذين لا يُطاقون. جاء إلى قلب التنين العظيم الأحمر ليخلّص هؤلاء الأشخاص الأكثر فسادًا، حتى يتغير ويتجدد جميع الناس. فالمشقة الهائلة التي يتحملها الله ليست هي المشقة التي يتحملها الله المتجسّد فحسب، إنما هي على الأغلب معاناة روح الله من الإذلال الشديد – فهو يتواضع ويخفي نفسه كثيرًا حتى يصبح شخصًا عاديًا. تجسّد الله واتخذ شكل الجسد ليرى الناسُ أن لديه حياة إنسان عادي، وأن لديه احتياجات الإنسان العادي. هذا يكفي لإثبات أن الله قد أذل نفسه بدرجة كبيرة. ويتحقق "روح الله" في الجسد؛ فروحه عالٍ وعظيم للغاية، إلا أنه يأخذ شكل إنسان عادي، إنسان متواضع ليقوم بعمل روحه. تبين مكانة كل واحد منكم وبصيرته وإحساسه وإنسانيته وحياته أنكم غير جديرين حقًا بأن تقبلوا هذا النوع من عمل الله. أنتم في الواقع غير جديرين بأن تَدَعوا الله يتحمل مشقة كهذه من أجلكم؛ فالله عظيم جدًا، وهو سامٍ للغاية، والناس أشرار ووضيعون، لكنه مع ذلك لا يزال يعمل عليهم. لم يتجسّد ليقوم بأوَد الناس، ويتحدث مع الناس فحسب، بل إنه يعيش جنبًا إلى جنب مع الناس. الله متواضع للغاية، ومحبوب للغاية.
من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 252
كثيرة هي الليالي المؤرقة التي احتملها الله من أجل عمل البشرية. من أعلى الأعالي إلى أدنى الأعماق، نزل إلى الجحيم الحي الذي يسكن فيه الإنسان ليقضي أيامه معه، ولم يشتكِ قط من الخسة الموجودة بين البشر، ولم يَلُمْ الإنسان قط على عصيانه، بل تحمل مهانةً عظيمة بينما ينفذ شخصيًّا عمله. كيف يمكن أن ينتمي الله إلى الجحيم؟ كيف يمكن أن يقضي حياته في الجحيم؟ لكن من أجل خاطر البشرية جمعاء، كي تجد كل البشرية الراحة قريبًا، تحمل المهانة وعانى الظلم ليأتي إلى الأرض، ودخل شخصيًّا إلى "الجحيم" و"العالم السفلي"، دخل إلى عرين النمر، ليخلص الإنسان. كيف يتأهل الإنسان لمعارضة الله؟ ما السبب الذي لديه ليشتكي من الله مرةً أخرى؟ كيف يتحلى بالسفاهة ليتطلع إلى الله مجددًا؟ لقد جاء إله السماء إلى أرض الرذيلة الأكثر نجاسة، ولم يعبِّر قط عن مظالمه، أو يشتكِ من الإنسان، بل قبل بصمت ويلات[1] الإنسان ومقاومته. لم يأخذ بثأره قط من متطلبات الإنسان غير المنطقية، ولم يطلب من الإنسان قط متطلبات مفرطة، ولم يقدم أية متطلبات غير معقولة منه؛ إنه فقط يقوم بالعمل الذي يطلبه الإنسان بلا شكوى: التعليم والاستنارة والتأنيب وتنقية الكلمات والتشجيع والتذكير والتحذير والتعزية والدينونة والإعلان. أي من خطواته لم تكن من أجل حياة الإنسان؟ مع أنه قد أزال تطلعات الإنسان ومصيره، أي من الخطوات التي نفذها الله لم تكن من أجل مصير الإنسان؟ أي منها لم تكن من أجل نجاته؟ أي منها لم تكن من أجل تحرير الإنسان من هذه المعاناة ومن قمع قوى الظلمة السوداء كالليل؟ أي منها لم تكن من أجل الإنسان؟ من يمكنه أن يفهم قلب الله، الذي هو كأم مُحبَّة؟ من يمكنه أن يستوعب قلب الله المتحمس؟ قلب الله المتحمس وتوقعاته العطوفة لُقيَت بقلوب باردة، وعيون غير مبالية وقاسية، وبتأنيبات وشتائم متكررة من الإنسان، وملاحظات حادة وسخرية واستخفاف، لُقيت بسخرية الإنسان ونبذه القاسي، وعدم استيعابه، وأنينه، واغترابه، وتجنبه، لم تُلاقَ بشيء إلا الخداع والمرارة والهجمات. الكلمات الدافئة لُقيت بنظرات ضارية وتحدٍّ بارد بآلاف من أصابع الاتهام. لم يسع الله شيء إلا الاحتمال محني الرأس خادمًا الناس مثل ثور مطيع.[2] كم من شموس وأقمار، كم من مرات واجه فيها النجوم، كم من مرات غادر فيها عند الفجر وعاد مع الغروب، مطروحًا وعائدًا، متحملًا العذاب ألف مرة أكثر من وجع رحيله عن أبيه، ومتحملًا هجمات وكسر الإنسان، ومعاملته وتهذيبه. إن اتضاع الله واستتاره لُقيا بإجحاف[3] الإنسان، وبآراء الإنسان ومعاملته غير العادلة، وتجهيل هويته واحتماله وتسامحه لُقيت بنظرة الإنسان الجشعة؛ يحاول الإنسان أن يدوس الله حتى الموت، بدون ندم، يحاول أن يطرح الله أرضًا. موقف الإنسان في معاملته مع الله هو موقف "مهارة نادرة" والله، وهو الذي يزدريه الإنسان ويضايقه، مسحوق تحت قدم عشرات آلاف الناس بينما يقف الإنسان عاليًا، كما لو كان ملكًا في قلعته، كما لو كان يرغب في أن يمتلك سلطة مطلقة،[4] ويدير القضاء من وراء ستار، ويجعل الله مخرجًا ملتزمًا بالقواعد والضمير من وراء المشهد، ولا يُسمح له بالدفاع عن نفسه أو التسبب في متاعب؛ يجب على الله أن يلعب دور الإمبراطور الأخير، ويجب أن يكون دُمية،[5] متجردًا من كل حرية. أفعال الإنسان لا يمكن وصفها، فكيف له أن يتأهل أن يطلب هذا أو ذلك من الله؟ كيف يتأهل ليقدم مقترحات لله؟ كيف يتأهل ليطلب من الله أن يتعاطف مع ضعفه؟ كيف يمكنه أن يكون لائقًا لنيل رحمة الله؟ كيف يمكنه أن يكون لائقًا لنيل رحابة صدر الله مرارًا وتكرارًا؟ كيف يكون مؤهلاً لنيل غفران الله مرارًا وتكرارًا؟ أين ضميره؟ لقد كسر قلب الله منذ مدة طويلة، وقد ترك قلب الله من وقتها ممزقًا. جاء الله بين البشر مشرق العينين ومتوهجًا وآملًا أن يكون البشر محسنين تجاهه، حتى ولو بالقليل من الدفء فقط. مع ذلك كان قلب الله بطيئًا في أن يتعزى من الإنسان، كل ما حصل عليه هو عذاب وهجمات متعاظمة،[6] قلب الإنسان جشع للغاية، وشهوته عظيمة جدًّا ولا يشبع أبدًا، هو دائمًا مؤذٍ ومتهور، ولا يسمح لله أبدًا بأية حرية أو بالحق في التكلم ويترك الله بلا خيار إلا الخضوع للمهانة، والسماح للإنسان بأن يتلاعب بالله كيفما شاء.
من "العمل والدخول (9)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
1. "ويلات" تستخدم لكشف عصيان البشرية.
2. "لُقيت بنظرات ضارية وتحدٍّ بارد بآلاف من أصابع الاتهام. لم يسع الله شيء إلا الاحتمال محني الرأس خادمًا الناس مثل ثور راغب" هي في الأصل جملة واحدة، لكن تم قسمتها إلى جملتين للتوضيح. تشير الجملة الأولى إلى تصرفات الإنسان، بينما الثانية إلى المعاناة التي اجتاز فيها الله وأنه متضع ومستتر.
3. تشير "إجحاف" إلى سلوك الناس العاصي.
4. "يمتلك سلطة مطلقة" تشير إلى سلوك الناس العاصي؛ إذ يضعون أنفسهم في مرتبة عالية، ويكبلون الآخرين ويجعلونهم يتبعونهم ويعانون من أجلهم. إنهم القوى المعادية لله.
5. "دمية" تستخدم للسخرية من أولئك الذين لا يعرفون الله.
6. "متعاظمة" تستخدم لتسليط الضوء على سلوك الناس المتدني.
كلمات الله اليومية اقتباس 253
كل ما يفعله الله عملي، وليس شيء مما يفعله فارغًا وهو يختبر كل شيء بنفسه. يدفع الله ثمن اختباره الشخصي للمعاناة في مقابل يمنح غاية للبشرية. أليس هذا عملًا عمليًا؟ قد يدفع الوالدان ثمنًا جديًا من أجل أطفالهم، وهذا يعبِّر عن صدقهم. عند القيام بذلك، يتعامل الله المتجسِّد بالطبع مع البشرية بمنتهى الصدق والأمانة. جوهر الله أمين. فهو يفعل ما يقول، وكلّ ما يفعله يتحقَّق. كل ما يفعله الله للبشر يعكس إخلاصًا. إنه لا يتفوه بمجرد أقوال. عندما يقول إنه سيدفع الثمن، فإنه يدفع الثمن بالفعل. عندما يقول إنه سيتحمَّل معاناة البشرية ويعاني بدلًا منها، فهو يأتي في الحقيقة ليعيش بينهم، ويشعر بهذه المعاناة ويعاني منها شخصيًا. بعد ذلك، ستعترف كل الأشياء الموجودة في الكون بأن كل ما يفعله الله هو حق وبار، وأن كل ما يفعله الله واقعي: هذا دليل قوي. بالإضافة إلى ذلك، سيكون للبشرية غاية جميلة في المستقبل، وسوف يسبّح الله كل مَنْ يبقون؛ سوف يبجِّلون أن أعمال الله قد تمت بالفعل بسبب محبته للبشرية. يحل الله بين البشر بتواضع كشخص عادي. إنه لا يقوم فقط ببعض العمل، ويتكلم ببعض الكلمات ثم يغادر؛ بل يحل بدلًا من ذلك حقًا بين البشر، ويختبر آلام العالم، ولن يغادر إلّا عندما ينتهي من اختبار هذا الألم. هذا هو مدى واقعية عمل الله وكونه عمليًّا؛ وكل من يبقون سيسبحونه بسبب ذلك، وسيرون إخلاص الله وطيبة قلبه مع الإنسان. يمكن رؤية جوهر الله من الجمال والخير في أهمية حلوله في الجسد. كل ما يفعله صادق، وكل ما يقوله هو أمين وجاد. إنه يقوم بالفعل بكل الأشياء التي يعتزم القيام بها، وعند دفع ثمن ما فإنه يدفعه فعلًا؛ إنه لا يتفوَّه بأقوال فحسب. الله إله بار؛ الله إله أمين.
من "الجانب الثاني من أهميَّة التجسد" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 254
ليس طريق الحياة شيئًا يستطيع أي شخص أن يمتلكه، وليس أمرًا يمكن لأي شخص الحصول عليه بسهولة؛ ذلك لأن مصدر الحياة الوحيد هو الله، وهذا يعني أن الله وحده هو الذي يملك مادة الحياة، ولا يوجد طريق للحياة دون الله نفسه، فالله إذًا هو مصدر الحياة وينبوع مائها الحي الذي لا ينضُب. منذ أن خلق الله العالم، أتمّ أعمالاً كثيرة تشمل حيوية الحياة، وقام بأعمال كثيرة تجلب للإنسان الحياة، ودفع ثمنًا باهظًا حتى يفوز الإنسان بالحياة، لأن الله ذاته هو الحياة الأبدية، وهو نفسه الطريق لقيامة الإنسان. لا يغيب الله مطلقًا عن قلب الإنسان، بل إنه موجود معه على الدوام. إنه القوة التي تغذي حياة الإنسان، وكُنه الوجود البشري، ومَعين ثري لوجوده بعد ولادته. يهب الإنسان ولادة جديدة، ويمنحه القدرة على أن يؤدي دوره في الحياة على أكمل وجه وبكل مثابرة. ظل الإنسان يحيا جيلاً بعد جيل بفضل قدرة الله وقوة حياته التي لا تنضب، وكانت قوة حياة الله طوال هذه المدة هي ركيزة الوجود الإنساني التي دفع الله من أجلها ثمنًا لم يدفعه أي إنسانٍ عادي. لقوة حياة الله القدرة على السمو فوق أي قوة، بل والتفوق على أي قوة؛ فحياته أبدية وقوته غير عادية، ولا يمكن لأي مخلوق أو عدو قهر قوّة حياته. قوة حياة الله موجودة وتلمع بأشعتها البراقة، بغض النظر عن الزمان والمكان. تبقى حياة الله إلى الأبد دون أن تتغير مهما تغيَّرت السماء والأرض. الكل يمضي ويزول وتبقى حياته لأنه مصدر وجود الأشياء وأصل وجودها. فالله أصل حياة الإنسان، وسبب وجود السماء، بل والأرض أيضًا تستمد وجودها من قوة حياته. لا يعلو فوق سيادته مخلوقٌ يتنفس، ولا يفلت من حدود سلطانه ما يتحرك. هكذا يخضع الكل – كان من كان – لسيادة الله، ويحيا الجميع بأمره، ولا يفلت من سيطرته أحد.
من "وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 255
إذا كنتَ ترغب حقاً في الوصول إلى طريق الحياة الأبدية، وكنتَ جادًا في بحثك عنه، أجب أولاً عن هذا السؤال: أين يوجد الله اليوم؟ ربما تجيب دون أي شك أن الله يسكن السماء، فهو لا يعيش في منزلك، أليس كذلك؟ وربما تقول إن الله موجود بكل تأكيد بين كل الأشياء، أو تقول إن الله يحيا في قلب كل إنسان، أو إنه موجود في عالم الروح. لا أنكر عليك أيًّا من تلك الإجابات، لكن دعني أوضح الأمر لك. القول بأن الله يحيا في قلب الإنسان ليس صحيحًا تمامًا، لكنه أيضًا ليس خطأ تمامًا؛ ذلك لأنه يوجد من بين المؤمنين به مَنْ كان إيمانه مستقيمًا، ومَنْ كان إيمانه غير مستقيم، ويوجد مَنْ تزكّى من الله، كما أنه يوجد مَنْ لم يتزكّ منه، ويوجد مَنْ يُسِر الله، كما يوجد مَنْ يُرذِله الله، ويوجد مَنْ يكمّله الله، كما أنه يوجد مَنْ يرفضه. لذلك أقول إن الله لا يعيش إلا في قلوب قِلَّة من الناس، وأولئك – من دون شك – هم الذين يؤمنون به إيمانًا صادقًا، أولئك الذين يزكيهم الله، صانعو مسرّته وأولئك الذين يكمِّلَهم. هم الذين يقودهم الله، ولأن الله يقودهم، فهم أولئك الذين سمعوا عن طريق الحياة الأبدية ورأوه. أما أولئك الذين لا يؤمنون بالله إيمانًا مستقيمًا، الذين لا يزكّيهم الله، إنما يزدريهم، وأولئك الذين يبيدهم الله، هؤلاء عتيدون أن يُرفَضوا من قِبَل الله، وأن يظلوا محرومين من طريق الحياة، جاهلين بمكان وجود الله. وبالمقابل، أولئك الذين يسكن الله قلوبهم يعرفون مكانه. هم الذين يهبهم الله طريق الحياة الأبدية وأولئك الذين يتبعون الله. هل عرفتَ الآن أين يوجد الله؟ إنه في قلب الإنسان وبجانبه أيضًا. ليس في عالم الروح وفوق كل الأشياء فحسب، إنما بالأكثر موجود على الأرض حيث يعيش الإنسان. لذلك فإن مجيء الأيام الأخيرة قد نقل عمل الله إلى دائرة جديدة. الرب يملك على كل شيء في الكون، وهو عمادُ قلب الإنسان، وبالأكثر موجود أيضًا بين البشر. بهذه الطريقة وحدها يستطيع الله أن يقدم طريق الحياة للبشرية، وأن يأتي بالإنسان إلى طريق الحياة. لقد أتى الله إلى الأرض وها هو يعيش بين البشر لعل الإنسان يعرف طريق الحياة وينال الوجود. وفي الوقت نفسه، يضبط الله كل ما في الكون لعله يتعاون مع تدبيره بين البشر. لذلك إذا كنتَ تقرّ فقط بمبدأ وجود الله في السماء وفي قلب الإنسان، لكنك لا تقرّ بحقيقة وجوده بين البشر، فلن تدرك الحياة ولن تصل إلى طريق الحق.
الله نفسه هو الحق والحياة، والحق والحياة متلازمان. لذلك فإن مَنْ لا يستطيع أن يصل إلى الحق لن يصل مطلقًا إلى الحياة. فبدون إرشاد الحق ودعمه وعنايته لن تصل إلا إلى مجرد حروف وعقائد لا بل إلى الموت نفسه. حياة الله موجودة دائمًا، وحقه وحياته متلازمان. إذا تعذر عليك العثور على مصدر الحق، فلن تصل إلى طعام الحياة، وإذا تعذر عليك أن تصل إلى طعام الحياة، فبالتأكيد لن تدرك الحق، حينئذٍ، وبعيدًا عن التصورات والمفاهيم النظرية، يصبح جسدك كله لحمًا فحسب، لحماً نتنًا. اعلم أنَّ كلمات الكتب لا تُعتَبَر حياةً، وأنَّ سجلات التاريخ لا تُكرَّم كالحق، وعقائد الماضي لا يمكن اعتبارها تسجيلاً للكلام الذي يتكلم به الله اليوم. إن ما يعبّر عنه الله عندما يجيء إلى الأرض ويعيش بين البشر هو الحق والحياة وإرادة الله ومنهجه الحالي في العمل. إذا طَبَّقْتَ الكلمات التي نطق بها الله في العصور السالفة على حياتنا اليوم تصبح كعالم الآثار، ويكون أفضل وصفٍ لك أنك خبيرٌ في الإرث التاريخي، ذلك لأنك تؤمن دائمًا بالآثار الباقية لعمل الله الذي أتمّه في الأزمنة الماضية، وتصدّق فقط الظلّ الذي تركه الله في عمله السابق بين البشر، كما وتؤمن فقط بالمنهج الذي سلَّمه الله لمن تبعه في الأزمنة الماضية. فأنت لا تؤمن بمسار عمل الله اليوم وسماته المجيدة، كما ولا تؤمن بالطريقة التي يستخدمها الله الآن في التعبير عن الحق. لذلك فأنت – بلا شك – حالم بعيد كل البُعد عن الواقع. إذا كنت مُتمسّكًا الآن بكلماتٍ لا تقدر أن تحيي الإنسان، فأنت غصنٌ يابس ميؤوس منه،[أ] ذلك لأنك محافظ أكثر من اللازم ومعاند جداً ومنغلق تماماً أمام المنطق!
من "وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
أ. غصنٌ يابس: مصطلح صيني يعني "تتعذر مساعدتك".
كلمات الله اليومية اقتباس 256
الله بذاته يملك الحق، وهو مصدر الحق. ينبع كل شيء إيجابي وكل حق من الله. هو يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء والأحداث وخطئِها. يستطيع الحكم على أشياء قد حصلت، وأشياء تحصل الآن، وأشياء مستقبلية لا يعرفها الإنسان بعد. إنّه القاضي الوحيد الذي يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء وخطئِها، وهذا يعني أنّ صحة كل الأشياء وخطأها لا يمكن أن يحكم عليها سواه. هو يعرف قواعد كل الأشياء. هذا تجسيدٌ للحق، ما يعني أنّه هو بذاته يملك جوهر الحق. إنْ فهم الإنسان الحق وبلغ الكمال، هل ستكون له حينئذٍ علاقة بتجسُد الحق؟ عندما يكمَّل الإنسان، يملك حكمًا دقيقًا لكل ما يفعله الله الآن والأشياء التي يتطلّبها، ويملك طريقاً دقيقاً للممارسة. يفهم الإنسان أيضًا مشيئة الله ويميّز الصواب عن الخطأ. لكن ثمة أشياء لا يستطيع الإنسان بلوغها، أشياء لا يقدر أن يعرفها إلاّ بعد أن يُطلعه الله عليها – هل يستطيع الإنسان معرفة أشياء مجهولة حتى الآن، أشياء لم يُطلعه الله عليها بعد؟ (لا يستطيع.) لا يستطيع الإنسان أن يتنبّأ. علاوةً على هذا، حتى لو كسب الإنسان الحق من الله، وامتلك واقع الحق، وعرف جوهر الكثير من الحقائق، وامتلك القدرة على تمييز الصواب عن الخطأ، فهل سيمتلك حينئذٍ القدرة على السيطرة على كل الأشياء وحكمها؟ (لا.) هذا هو الفرق. لا تستطيع الكائنات المخلوقة أن تكسب الحق قط سوى من مصدر الحق. هل تستطيع أن تكسب الحق من الإنسان؟ هل يستطيع الإنسان توفيرها؟ هل يستطيع الإنسان أن يزوّد إنسانًا آخر؟ لا يستطيع، وهذا هو الفرق. لا يمكنك سوى أن تتلقّى، وليس أن تزوِّد – هل يمكن تسميتك تجسيدًا للحق؟ ما هو بالضبط جوهر تجسُد الحق؟ إنّ المصدر هو ما يزوّد الحق، مصدر الحكم والسيادة على كل الأشياء، وأيضًا المعايير والقواعد التي تُحكَم على أساسها كل الأشياء والأحداث. هذا هو تجسُد الحق.
من "إنّ اختيار طريق أمر بالغ الأهمية للقادة والعاملين، القسم ك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 257
يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره في تعبيره عن الحق، وهما لا يُعبَّر عنهما وفق موجزات البشرية للأمور الإيجابية المختلفة وطرق الكلام التي تعرفها البشرية. كلام الله هو كلام الله. كلام الله هو الحق. إنه هو الأساس والناموس الذي يجب أن توجد به البشرية، ويدين الله ما يسمَّى بالمعتقدات التي تنشأ من الإنسانية. إنها لا تنال قبوله، ناهيك عن أنها ليست مصدر أو أساس أقواله. يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره من خلال كلامه، وكل الكلام الذي يظهر للعلن من خلال تعبير الله؛ هو الحق؛ لأن لديه جوهر الله وهو حقيقة كل الأشياء الإيجابية. إن حقيقة أن كلام الله هو الحق لا تتغير أبدًا، مهما حدَّدت هذه البشرية الفاسدة موضعها أو عرفَّتها، ومهما كانت نظرتها إليها أو طريقة فهمها لها. مهما كان عدد كلمات الله التي قد تكلَّم الله بها، ومهما كانت درجة إدانة هذه البشرية الفاسدة والخاطئة لها، حتى إلى عدم نشرها، وحتى إلى درجة تلقي البشرية الفاسدة البشرية لها بازدراء؛ حتى في هذه الظروف، لا تزال هناك حقيقة لا يمكن تغييرها: إن ما يسمى بالثقافة والتقاليد التي تقدّرها البشرية، حتى في ضوء الأسباب المذكورة أعلاه، لا يمكنها أن تصبح أشياءَ إيجابية، ولا يمكنها أن تصبح الحق. هذا غير قابل للتغيير.
لن تصبح الثقافة وطريقة الوجود التقليديان للبشرية هما الحق، بسبب تغيرات الزمن أو مروره، ولن يصبح كلام الله هو كلام الإنسان بسبب إدانة البشرية أو نسيانها. هذا الجوهر لن يتغير أبدًا. الحق هو دائمًا الحق. فأي حق موجود هنا؟ كل تلك الأقوال التي لخّصها الجنس البشري تنبع من الشيطان؛ إنها تصورات ومفاهيم بشرية، حتى إنها تنبع من شهوات الإنسان، وليس لها علاقة على الإطلاق بالأشياء الإيجابية. من جهة أخرى، فإن كلام الله هو تعبير عن جوهر الله ومكانته. ما سبب تعبيره عن هذا الكلام؟ لماذا أقول إنه حق؟ السبب هو أن الله يسود على جميع النواميس والمبادئ والأصول وكل جوهر، والوقائع وأسرار كل شيء؛ يجمعها جميعها في يده، والله وحده يعرف جميع المبادئ والوقائع والحقائق والأسرار لكل الأشياء؛ إنه يعرف أصولها وما هي جذورها حقًا. ولذلك، فإن تعريفات كل الأشياء المذكورة في كلام الله هي وحدها الأكثر دقة، ومتطلبات الجنس البشري في كلام الله هي المقياس الوحيد للبشرية، وهي المعيار الوحيد الذي يجب أن توجد البشرية وفقًا له.
من "عن ماهية الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 258
منذ اللحظة التي تدخل فيها هذا العالم صارخًا بالبكاء، فإنك تبدأ في أداء واجبك، وتبدأ رحلة حياتك بأداء دورك في خطة الله وترتيباته. أيًا كانت خلفيتك وأيًا كانت الرحلة التي تنتظرك، فلا يمكن لأحد أن يفلت من تنظيمات وترتيبات السماء، ولا أحد يتحكَّم في مصيره؛ لأن مَنْ يحكم كل شيء هو وحده القادر على مثل هذا العمل. منذ اليوم الذي أتى فيه الإنسان إلى الوجود، وعمل الله مستمر بثبات، يدبّر هذا الكون ويوجّه قواعد تغيير كل شيء ومسار حركته. ومثل جميع الأشياء، يتلقى الإنسان، بهدوء ودون أن يدري، غذاءً من العذوبة والمطر والندى من الله. ومثل جميع الأشياء، يعيش الإنسان دون أن يدري تحت ترتيب يد الله؛ فقلب الإنسان وروحه تمسكهما يد الله، وكل حياة الإنسان تلحظها عينا الله. وبغض النظر عمّا إذا كنت تصدق ذلك أم لا، فإن أي شيء وكل شيء، حيًا كان أو ميتًا، سيتحوَّل ويتغيَّر ويتجدَّد ويختفي وفقًا لأفكار الله. هذه هي الطريقة التي يسود بها الله على كل شيء.
عندما يدنو الليل بهدوء، يظل الإنسان غير مدرك؛ لأن قلبه لا يمكنه أن يتصور كيف يقترب الظلام أو من أين يأتي. وعندما يرحل الليل بعيدًا بهدوء، يستقبل الإنسان ضوء النهار، ولكن يظل قلب الإنسان لا يعرف ولا يدري بالمكان الذي أشرق منه النور وكيف أزاح ظلام الليل بعيدًا. تأخذ هذه التعاقبات المتكررة من النهار والليل الإنسان إلى مرحلة تلو الأخرى، ومن سياق تاريخي إلى السياق الذي يعقبه، ولكنها تؤكد أيضًا على أن عمل الله في كل مرحلة وخطته لكل عصر يتحققان. سار الإنسان مع الله عبر هذه الفترات، ولكنه لم يعرف أن الله يحكم مصير كل الأشياء والكائنات الحية، أو كيف ينظم الله كل شيء ويوجهه. استعصى هذا الشيء على الإنسان منذ زمن سحيق وحتى يومنا هذا. أما السبب، فليس لأن أعمال الله مخفيّة للغاية، أو لأن خطة الله لم تتحقَّق بعد، ولكن لأن قلب الإنسان وروحه بعيدان جدًا عن الله، للدرجة التي فيها يظل الإنسان يخدم الشيطان حتى وهو يتبع الله، وما زال غير مدرك لهذا. لا يبحث أحد جديًا عن خُطى الله وظهوره، ولا يرغب أحد في الوجود في رعاية الله وحفظه. بل بالأحرى هم يرغبون في الاعتماد على فساد الشيطان الشرير من أجل التكيّف مع هذا العالم، ومع قواعد الوجود التي تتبعها البشرية الشريرة. عند هذه النقطة، بات قلب الإنسان وروحه ذبيحةً للشيطان، ويصبحان طعامه. إضافة إلى ذلك، أصبح قلب الإنسان وروحه مكانًا يمكن للشيطان أن يقيم فيه، وملعبًا مناسبًا له. وبهذه الطريقة، يفقد الإنسان دون وعي فهمه لمبادئ كينونته كإنسان، وقيمة الوجود الإنساني والغرض منه. تتلاشى في قلب الإنسان تدريجيًا القوانين التي تأتي من الله والعهد الذي بينه وبين الإنسان، ولا يعود يسعى الإنسان في طلب الله أو يعيره الانتباه. ومع مرور الوقت، لا يفهم الإنسان لماذا خلقه الله، ولا يفهم الكلمات التي تأتي من فم الله وكل ما يأتي من الله. بعدها يبدأ الإنسان في مقاومة قوانين الله وأحكامه؛ ويتقسى قلب الإنسان وروحه... يفقد الله الإنسان الذي خلقه بالأصل، ويفقد الإنسان جذور بدايته. هذا هو حزن هذا الجنس البشري. في الواقع، منذ البداية وحتى الآن، نظّم الله مسرحية مأساوية للبشرية يكون فيها الإنسان بطل الرواية والضحية على حد سواء، ولا أحد يمكنه الإجابة عمَّن هو مخرج هذه المسرحية.
من "الله مصدر حياة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 259
خلق الله هذا العالم وجاء فيه بالإنسان، كائناً حيًّا منحه الحياة. وبعدها أصبح للإنسان آباء وأقارب ولم يعد وحيدًا. ومنذ أن وضع الإنسان لأول مرة عينيه على هذا العالم المادي، أصبح مقدرًا له الوجود ضمن ترتيب الله. إنها نسمة الحياة من الله التي تدعم كل كائن حي طوال نموه حتى مرحلة البلوغ. وخلال هذه العملية، لا أحد يشعر أن الإنسان يعيش وينمو في ظل رعاية الله. بل على العكس يرون أن الإنسان ينمو في ظل حُب والديه ورعايتهم، وأن نموه تحكمه غريزة الحياة. وذلك لأن الإنسان لا يعرف مَنْ الذي منحه الحياة أو من أين جاءت، فضلاً عن عدم معرفته بكيف تخلق غريزة الحياة المعجزات. لا يعرف الإنسان سوى أن الغذاء هو أساس استمرار حياته، وأن المثابرة هي مصدر وجوده، وأن المعتقدات التي في عقله هي رأس المال الذي عليه يعتمد بقاؤه. وهكذا ينسى الإنسان تمامًا نعمة الله وعطيته، وهكذا يهدر الإنسان الحياة التي منحها له الله... ولا يأخذ أي إنسان من بين البشر – يرعاه الله ليلاً ونهارًا – زمام المبادرة لعبادته. لا يزال الله يعمل كما خطط للإنسان، الذي لا ينتظر منه أي ردود فعل. ولكن الله يفعل ذلك على أمل أنه في يوم من الأيام سوف يستيقظ الإنسان من حلمه ويفهم فجأةً قيمة الحياة والغرض منها، ويفهم التكلفة التي تحملها الله حتى يمنح الإنسان كل شيء، ويدرك كم يتوق الله بشدة إلى عودة الإنسان إليه. لم يدرك أحد من قبل الأسرار وراء أصل حياة الإنسان واستمرارها. الله وحده هو مَنْ يفهم كل هذا، ويتحمل في صمت الجراحات والضربات التي يوجهها الإنسان، الذي تلقى كل شيء من الله، ولكنه لا يشكر. يأخذ الإنسان كل ما تأتي به الحياة كأمر بديهي، و"بطبيعة الحال"، فإن الإنسان بهذا يخون الله وينساه ويبتزه. هل من الممكن أن تكون خطة الله بهذه الأهمية حقًا؟ هل من الممكن أن يكون الإنسان، الكائن الحي الذي جاء من يد الله، له هذه الأهمية حقًا؟ إن خطة الله ذات أهمية مطلقة؛ ومع ذلك، فإن الكائن الحي الذي خلقتْه يد الله موجود لأجل خطته. لذلك، لا يمكن لله أن يدمر خطته بدافع الكراهية لهذه البشرية. يتحمل الله كل العذاب من أجل خطته والروح التي نفخها، ليس لأجل جسد الإنسان، بل لأجل حياته. وهو لا يرغب في استعادة جسد الإنسان، بل الحياة التي نفخها فيه. هذه هي خطته.
من "الله مصدر حياة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 260
جميع الذين يأتون إلى هذا العالم عليهم أن يواجهوا الحياة والموت، وغالبيتهم قد اختبروا دورة الموت والعودة إلى الحياة. أولئك الذين يعيشون سوف يموتون قريبًا، والموتى سوف يعودون قريبًا. كل هذا هو مسار الحياة التي رتبها الله لكل كائن حي. ومع ذلك، هذا المسار وهذه الدورة هما الحقيقة التي يرغب الله في أن يراها الإنسان: أن الحياة التي منحها الله للإنسان هي لا نهائية وغير مقيدة بالجسد أو الوقت أو المكان. هذا هو سر الحياة التي منحها الله للإنسان، ودليل على أن الحياة جاءت منه. ومع أن الكثيرين قد لا يعتقدون أن الحياة قد جاءت من الله، فحتمًا يتمتع البشر بكل ما يأتي من الله، سواء كانوا يؤمنون بوجوده أو ينكرونه. إذا حدث وتغيَّر قلب الله تغيرًا فجائيًا ورغب في استعادة كل ما هو موجود في العالم، واستعادة الحياة التي أعطاها، فعندها لن يبقى أي شيء فيما بعد. يستخدم الله حياته ليرعى جميع المخلوقات الحية والجامدة على حد سواء، وبذلك يضع كل شيء في نظام حسن بحكم قدرته وسلطانه. هذه حقيقة لا يمكن لأحد تصورها أو فهمها بسهولة، وهذه الحقائق غير المفهومة هي استعلان واضح وشهادة لقوة حياة الله. الآن اسمح لي أن أقول لك سرًا: لا يمكن لأي مخلوق استيعاب عظمة وقوة حياة الله. فهكذا هي الآن، كما كانت في الماضي، وهكذا ستكون في المستقبل. والسر الثاني الذي سأخبر به هو: يأتي مصدر الحياة من الله لكل المخلوقات، مهما اختلف شكلها أو بنيتها. وأيًا كان شكل الحياة التي تعيشها، فلا يمكنك أن تتحرك ضد مسار الحياة الذي حدَّده الله. في كل الأحوال، كل ما أتمناه هو أن يفهم الإنسان أنه من دون رعاية الله وحفظه وعطيته، لا يستطيع الإنسان أن يتلقى كل ما كان من المفترض أن يتلقاه، مهما كان ما يبذله من جهد أو كفاح. من دون عطية الحياة من الله، يفقد الإنسان معنى القيمة في الحياة ويفقد معنى الهدف في الحياة. كيف يمكن أن يسمح الله للإنسان الذي يُضيّع قيمة حياته بطيش بأن يكون بكل راحة البال هذه؟ وكما سبق أن قلت، لا تنسَ أن الله هو مصدر حياتك. إذا فشل الإنسان في أن يقدّر كل ما أعطاه الله، فلن يسترد الله كل ما أعطاه في البداية فحسب، بل سيتعيَّن على الإنسان دفع ثمنٍ مضاعفٍ لتعويض كل ما أنفقه الله.
من "الله مصدر حياة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 261
يتغير كل شيء في هذا العالم بسرعة مع أفكار القدير وتحت ناظريه. فجأة، تقع أمور لم تخطر قط على بال البشر، بينما الأشياء التي امتلكها البشر منذ زمنٍ طويل تتلاشى دون علمهم. لا يمكن لأحد إدراك مكان القدير، بل ولا يمكن لأحد الشعور بسمو قوة حياة القدير أو عظمتها. يكمن سموه في قدرته على إدراك ما لا يستطيع البشر إدراكه. وتكمن عظمته في منحه الخلاص لبني البشر، رغم انصرافهم عنه. إنه يعرف معنى الحياة والموت، بل يعرف القواعد الملائمة لحكم وجود البشر الذين خلقهم. هو أساس وجود البشر وهو الفادي الذي يقيم البشر من الموت ثانية. هو من يثقل القلوب السعيدة بالحزن، ويفرِّج عن القلوب الحزينة بالسعادة، كل ذلك من أجل عمله، ومن أجل خطته.
يجهل البشر، الذين ضلوا عن إمداد القدير، يجهلون الغرض من الوجود، ولكنهم يخافون الموت رغم ذلك. يفتقرون إلى المساعدة والعون، ولكنهم يترددون في غلق عيونهم، ويُصلِّبون أنفسهم ليستجمعوا وجودًا منحطًا في هذا العالم، أجولة لحم بلا حس بأرواحهم. أنت تحيا هكذا، بلا أمل، كما يحيا الآخرون، بلا هدف. فقط قدوس الأسطورة سيُخلِّص الناس الذين ينوحون في وسط معاناتهم، ويتحرقون شوقًا لمجيئه. إلى الآن، لم يتحقق هذا المُعتقد لدى المفتقرين إلى الوعي. رغم ذلك، لا يزال الناس يتوقون إليه بشدة. لدى القدير رحمة على هؤلاء الناس الذين عانوا بشدة، وفي نفس الوقت، فقد سأم من هؤلاء الناس المفتقرين إلى الوعي، إذ اضطر إلى الانتظار طويلاً لتلقي ردًا من البشرية. هو يأمل أن يسعى، يسعى إلى قلبك وروحك، ويقدم لك الماء والزاد، ويوقظك حتى لا تعود ظمآنًا أو جائعًا. عندما تشعر بالإنهاك، وعندما تبدأ في الشعور بشيء من عزلة هذا العالم الكئيبة، لا تشعر بالضياع، ولا تبكِ. الله القدير، المراقب، سيتقبل مجيئك بسرور في أي وقت. إنه بجوارك، يراقبك وينتظر عودتك إليه. إنه ينتظر اليوم الذي ستسترد فيه فجأةً ذاكرتك: عندما تدرك أنك أتيتَ من الله، وأنك في وقتٍ غير معروف، فقدتَ وعيك على الطريق، وفي وقتٍ غير معروف صار لك "أبٌ"، وعندما تدرك، بالإضافة إلى ذلك، أن القدير كان يراقب دائمًا، منتظرًا هناك منذ وقتٍ طويلٍ جدًا، عودتك. لقد كان يراقب بلهفةٍ وشوق، منتظرًا رد دون أن يتلقى جوابًا. وقوفه مراقبًا لا يُقدَّر بمال، وهو من أجل قلوب البشر وأرواحهم. ربما هذا الوقوف مراقبًا لا نهاية له، وربما قد بلغ نهايته. ولكن ينبغي عليك أن تعرف بالضبط أين يوجد قلبك وروحك الآن.
من "تنهدات القدير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 262
كأعضاء في الجنس البشري وكمسيحيين أتقياء، تقع علينا المسؤولية والالتزام لتقديم أذهاننا وأجسادنا لتتميم إرسالية الله، إذ أن كياننا كله قد جاء من الله ويوجد بفضل سيادته. إن كانت أذهاننا وأجسادنا غير مكرّسة لإرسالية الله وقضية البشر العادلة، فلن تكون أنفسنا جديرة بأولئك الذين استشهدوا لأجل إرساليته، وبالأكثر غير مستحقّة لله الذي وهبنا كل شيء.
خلق الله هذا العالم وهذه البشرية، لا بل كان المهندس المعماري الذي صمم الثقافة الإغريقية والحضارة البشرية. فقط الله مَنْ يعزّي هذه البشرية، وهو الوحيد الذي يعتني بها ليلًا ونهارًا. لا ينفصل التقدم البشري والنمو عن سيادة الله، ولا يمكن انتزاع تاريخ البشرية ومستقبلها بعيدًا عن مقاصده. إن كنت مسيحيًا حقيقيًا، فستؤمن حقًّا أن نهوض أو سقوط أية دولة أو أمة يتم طبقًا لمقاصد الله؛ فالله وحده يعرف مصيرَ الأمم والدول، وهو وحده من يتحكم في مسار هذه البشرية. إنْ ابتغت البشرية حُسنَ المآل أو أرادته دولة ما، فعلى الإنسان أن يسجد مُتعبِّدًا لله ويتوب معترفًا أمامه، وإلا سينتهي حتمًا مصيره وغايته نهاية كارثية.
انظر إلى زمن فلك نوح: كانت البشرية فاسدة فسادًا كبيرًا، وابتعدت عن بركة الله الذي لم يعد يكترث لها، وخسرت وعوده. عاشت البشرية في الظلمة بدون نور الله وهكذا أصبح البشر فاسقين بطبيعتهم وأسلموا أنفسهم للفساد القبيح. ولم يعد في استطاعة هؤلاء البشر الحصول على وعد الله؛ وكانوا غير مؤهّلين لرؤية وجه الله ولا حتى سماع صوته لأنهم كانوا قد تخلوا عن الله، وطرحوا جانبًا كل ما قد أنعم به عليهم، متناسين تعاليمه. ابتعدت قلوبهم أكثر فأكثر عن الله، وبفعلتهم هذه فسدوا فسادًا تخطى العقل والإنسانية، وازداد شرهم. وبذلك أصبحوا أقرب إلى الموت، ووقعوا تحت غضب الله وعقابه. فقط نوح هو من عَبَدَ الله وحاد عن الشر، ولذلك كان قادرًا على سماع صوت الله وتعاليمه. فقام ببناء الفلك وفقًا لتوجيهات كلمة الله، وجمع كافة أنواع الكائنات الحية. وبهذه الطريقة، حالما أصبح كل شيء جاهزًا، أوقع الله دماره على العالم. فقط نوح وسبعة أشخاص من عائلته نجوا من الدمار لأن نوح عبد يهوه وحاد عن الشر.
ثم انظر الآن للزمن الحاضر: لم يعد يوجد رجال أتقياء مثل نوح يعبدون الله ويحيدون عن الشر. ومع ذلك لا يزال الله مُنعِمًا على هذه البشرية وغافرًا لها خلال هذه الحقبة الأخيرة. يبحث الله عن أولئك المشتاقين لظهوره. يبحث عن أولئك القادرين على سماع كلماته، أولئك الذين لم ينسوا إرساليته إنما يقدّمون قلوبهم وأجسادهم له. يطلبُ أولئك الذين يطيعونه كأطفالٍ، ولا يقاومونه. إن لم توجد أية قوة تُعيقك في تكريسك له، ستجد نعمة في عين الله وينعم عليك ببركاته. وإن كنت في مركز عالٍ، وسمعة كريمة، ولديك معرفة غزيرة، وتمتلك العديد من العقارات ويدعمك أناس كثيرون، غير أن هذه الأمور لا تمنعك من المجيء أمام الله لقبول دعوته وإرساليته، وتنفيذ ما يطلبه منك، عندها فإن كل ما ستفعله سيكون ذا أهمية كبيرة للأرض وذا خير كبير للبشرية. إن رفضتَ دعوة الله من أجل مكانتك وأهدافك الخاصة، فكل ما ستفعله سيكون ملعونًا وسيَرْذُلُك الله. ربما تكون رئيس دولة، أو عالِمًا أو قسيسًا أو شيخًا، مركزك العالي لا يهم، إن كنت تتكل على معرفتك وسِعَةِ مشاريعك فستفشل دائمًا ولن تنال بركات الله، لأن الله لن يقبل أي شيء تفعله، ولن يضمن أن تكون مهنتك مهنة بارة أو يقبل عملك كشيء مفيد للبشرية. سيقول إن كل شيء تفعله هو استخدام لمعرفة وقوة البشر لتحجب عن الناس حماية الله ولإنكار بركاته. سيقول إنك تقود البشرية للظلمة والموت والدخول إلى وجود بلا حدود فيه يفقد الإنسان الله وبركاته.
من "الله هو من يوجِّه مصير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 263
منذ أن عرف الإنسان العلوم الاجتماعية أصبح عقله منشغلًا بالعلم والمعرفة. ثم أصبح العلم والمعرفة أدوات للسيطرة على الجنس البشري، ولم تعد توجد مساحة كافية للإنسان ليعبد الله، ولم تعد تتوفر ظروف مناسبة لعبادة الله. وانحطت مكانة الله إلى أدنى مرتبة في قلب الإنسان. العالم في قلب الإنسان بلا مكان لله مُظلم وفارغ وبلا رجاء. ولهذا ظهر العديد من علماء الاجتماع والمؤرخين والساسة للتعبير عن نظريات العلوم الاجتماعية، ونظرية تطور الإنسان، ونظريات أخرى تتعارض مع حقيقة خلق الله للإنسان، وهذه النظريات ملأت عقل الإنسان وقلبه. وبهذه الطريقة يصبح مَن يؤمنون بأن الله خلق كل شيء أقل من أي وقتٍ سابق، ويتزايد عدد المؤمنين بنظرية التطوُّر أكثر من أي وقتٍ مضى. يتزايد ويتزايد عدد الناس الذين يتعاملون مع سجلَّات عمل الله وكلامه في عصر العهد القديم كخرافات وأساطير. أصبح الناس في قلوبهم غير مكترثين بكرامة الله وعظمته. ولا يبالون بعقيدة وجود الله وتسلّطه على كافة الأشياء. لم يعد بقاء الجنس البشري ومصير الدول والشعوب مهمًا في نظرهم. يعيش الإنسان في عالم أجوف يهتم فقط بالمأكل والمشرب والسعي وراء الملذَّات. ... القليل من الناس يحملون على عاتقهم البحث عن مكان عمل الله اليوم، ويبحثون عن كيفية تسلطه على غاية الإنسان وترتيبه لهذا. وبهذه الطريقة أصبحت الحضارة الإنسانية – دون دراية الإنسان – عاجزة أكثر فأكثر عن أن تساير آمال الإنسان، بل ويوجد العديد من البشر يشعرون أنهم، لكونهم يعيشون في مثل هذا العالم، صاروا أقل سعادة من الذين سبقوهم. حتى الأشخاص الذين يعيشون في دول متقدمة يعانون من نفس الشكوى. لأنه بدون إرشاد الله لا يهم مقدار ما يفكر فيه الحكام أو علماء الاجتماع للحفاظ على الحضارة البشرية؛ فهذا كله بلا جدوى. لا يستطيع أحد أن يملأ الفراغ الموجود في قلب الإنسان، لأنه لا يوجد أحد يمكنه أن يكون حياةً للإنسان ولا ثمة نظرية اجتماعية يمكنها تحرير الإنسان من الفراغ المُبتَلى به. العلم والمعرفة والحرية والديمقراطية والرخاء والراحة ليست إلا أمورًا تسبب راحة مؤقتة. حتى مع هذه الأشياء سيظل الإنسان يرتكب الإثم حتمًا ويتحسر على مظالم المجتمع. حتى هذه الأمور لا يمكنها أن تكبَح جماح نَهَم الإنسان ورغبته في الاستكشاف. لأن الإنسان قد خلقه الله، وهذه التضحيات والاستكشافات البشرية التي بلا إحساس ستقوده فقط إلى مزيد من الضيق. سوف يظل الإنسان يحيا في حالة دائمة من الخوف، ولا يعرف كيف يواجه مستقبل البشرية أو كيف يواجه الطريق الذي أمامه. بل سيخشى الإنسان العلم والمعرفة، ويخشى شعور الفراغ بداخله. في هذا العالم، سواء كنت تحيا في دولة حرة أو دولة بلا حقوق إنسان، ستظل عاجزًا عجزًا كبيرًا عن الهروب من مصير البشرية. سواء كنت حاكمًا أم محكومًا، ستظل عاجزًا عجزًا كبيرًا عن الهروب من رغبة استكشاف مصير البشرية وأسرارها وغايتها، وستظل أكثر عجزًا عن الهروب من الإحساس الكبير بالفراغ. مثل هذه الظواهر منتشرة بين البشرية جمعاء ويطلق عليها علماء الاجتماع الظواهر الاجتماعية، غير أنه لا يقدر أي إنسان عظيم على حل مثل هذه المشكلات، فالإنسان هو في المقام الأول مجرد إنسان، ومكانة الله وحياته لا يمكن استبدالها بأي إنسان. لا يحتاج الإنسان فقط إلى مجتمع عادل فيه يتمتع الجميع بالمأكل والمساواة والحرية، بل يحتاج أيضًا إلى خلاص الله وتدبيره لحياته. فقط عندما ينال الإنسان خلاص الله وتدبيره لحياته، تُحلُّ مشكلة احتياجات الإنسان واشتياقه للاستكشاف وفراغه الروحي. إن لم يستطع شعب أمة أو دولة ما نيل خلاص الله ورعايته، ستسلك هذه الأمة أو الدولة تجاه الخراب والظلام وسيُبيدها الله.
ربما تعيش الآن في دولة مزدهرة، ولكن إن تركت شعبك يضل عن الله، ستجد دولتك نفسها تتجرد من بركات الله بطريقة متزايدة. ستُسحق حضارة دولتك أكثر فأكثر تحت الأقدام، وبعد فترة وجيزة سيثور الشعب ضد الله ويلعن السماء. وبذلك يكون مصير هذه الدولة، دون دراية الإنسان، هو الخراب. سيقيم الله دولًا قوية تتعامل مع هذه الدول التي لعنها الله وربما أيضًا تمسحها من على وجه الأرض. يتوقف صعود أو سقوط دولة أو أمة على ما إذا كان حكامها يعبدون الله، وما إذا كانوا يقودون شعبهم إلى الله وعبادته. ولكن في هذا العصر الأخير، الذي تحاول فيه قلة قليلة عبادة الله والبحث عنه، يُنعم الله بإحسانه الخاص على الدول التي فيها المسيحية هي دين الدولة. يجمعهم الله معًا ليكوِّن معسكرًا عالميًّا بارًّا نسبيًّا، بينما تصير الدول الملحدة أو تلك الدول التي لا تعبد الله أعداءً للمعسكر البار. بهذه الطريقة لا يكون لله مكان بين البشرية لإتمام عمله فحسب، بل أيضًا يستحوذ على دول يمكنها ممارسة السلطة البارة، كمثل أن تفرض عقوبات وقيود على تلك الدول التي تقاوم الله. ومع ذلك لا يزال عدد كبير من الناس لا يأتون إلى الله لأن الإنسان قد حاد بعيدًا عنه كثيرًا وظل الله غائبًا عن أفكار الإنسان لمدة طويلة. لا تزال على الأرض دول تمارس البر وتقاوم الإثم، ولكن هذا بعيد كل البُعد عن رغبات الله، لأن حكام الدول لن يسمحوا لله بتوجيه شعوبهم، ولن يجمع حزب سياسي أعضاءه لعبادة الله؛ لقد فقد الله مكانه الصحيح في قلب كل دولة وشعب وحزب حاكم وحتى في قلب كل إنسان. ومع أنه توجد قوى بارة موجودة في هذا العالم، لكن الحكم الذي لا يكون فيه مكان لله في قلب الإنسان يكون هشًّا. دون بركة الله، سيسقط المجال السياسي في الضلال ويصبح عرضة للهجوم. أما بالنسبة إلى البشر، فإن الحرمان من بركة الله أشبه ما يكون بالحرمان من ضوء الشمس. بغض النظر عن مدى المساهمات المجتهدة التي يقدمها الحكام لشعوبهم، وبغض النظر عن عدد المؤتمرات الدينية العديدة التي تعقدها البشرية، لن يغيّر هذا مصير البشرية أو يعدِّله. يعتقد الإنسان أن الدولة الجيدة هي التي يتوفر فيها الملبس والمأكل ويعيش فيها الناس معًا في سلام، ويكون فيها قيادة جيدة. لكن الله لا يفكر بالمثل. فالله يرى أن الدولة التي لا أحد يعبده فيها هي دولة تستحق الإبادة. تختلف طريقة تفكير الإنسان عن طريقة تفكير الله كليًّا. لذلك، إن لم يعبد رأس الدولة الله سيكون مصير هذه الدولة مأسويًّا وستكون بلا غاية.
لا يشترك الله في سياسات الإنسان، ومع ذلك فإن مصير دولة أو أمة ما هو في يد الله. الله يتحكّم في هذا العالم والكون بأسره. مصير الإنسان وخطة الله مرتبطان ارتباطًا لصيقًا، ولا يوجد إنسان أو دولة أو شعب خارج نطاق سيادته. إن رغب إنسان في معرفة مصيره، عليه أن يأتي أمام الله. فالله سيجعل مَنْ يتبعونه ويعبدونه يزدهرون، وسيجلب الخراب والإبادة على مَنْ يقاومونه ويرفضونه.
من "الله هو من يوجِّه مصير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 264
في الامتداد الشاسع للكون والسماء، تعيش مخلوقات لا تحصى وتتكاثر، وتتبع قانون الحياة الدوري، وتلتزم بقاعدة واحدة ثابتة. أولئك الذين يموتون يأخذون معهم قصص الأحياء، وأولئك الأحياء يكررون التاريخ المأساوي نفسه لأولئك الذين ماتوا. وهكذا لا يسع البشرية إلا أن تسأل نفسها: لماذا نعيش؟ ولماذا علينا أن نموت؟ مَنْ الذي يقود هذا العالم؟ ومَنْ خلق هذا الجنس البشري؟ هل خلقت حقًا الطبيعة الأم الجنس البشري؟ هل تتحكم حقًا البشرية في مصيرها؟ ... طرح البشر هذه الأسئلة مرارًا وتكرارًا منذ آلاف السنين. ولسوء الحظ، كلَّما ازداد انشغال البشر بهذه الأسئلة، زاد تعطّشهم للعلم. يقدم العلم إشباعًا محدودًا ومتعة جسدية مؤقّتة، لكنه بعيد عن أن يكون كافيًا لتحرير الإنسان من العزلة والشعور بالوحدة، والرعب الذي يستطيع بالكاد أن يخفيه والعجز المتغلغل في أعماق نفسه. يستخدم الإنسان المعرفة العلمية التي يمكنه رؤيتها بالعين المجرَّدة وفهمها بعقله لتخدير مشاعر قلبه. لكن لا تكفي مثل هذه المعرفة العلمية لمنع البشر من استكشاف الأسرار، فهم ببساطة لا يعرفون مَنْ هو سيد الكون وكل الأشياء، فضلاً عن أن يعرفوا بداية البشرية ومستقبلها. يعيش الإنسان بحكم الضرورة فحسب وسط هذا القانون. لا يستطيع أحد أن يهرب منه ولا يمكن لأحد أن يغيره، فلا يوجد وسط كل الأشياء وفي السموات إلا الواحد الأزلي الأبدي الذي يمتلك السيادة على كل شيء. إنه الواحد الذي لم تنظره البشرية قط، الواحد الذي لم تعرفه البشرية أبدًا، والذي لم تؤمن البشرية بوجوده قَط، ولكنه هو الواحد الذي نفخ النَسمة في أسلاف البشر ووهب الحياة للإنسان. هو الواحد الذي يسد حاجة الإنسان ويغذيه من أجل وجوده، ويرشد البشرية حتى اليوم الحاضر. إضافة إلى ذلك، هو، وهو وحده، الذي تعتمد عليه البشرية في بقائها. له السيادة على كل الأشياء ويحكم جميع الكائنات الحية تحت قبة الكون. إنه المتحكم في الفصول الأربعة، وهو مَنْ يدعو الرياح والصقيع والثلوج والأمطار فيُخرجها. إنه يمنح أشعة الشمس للبشر ويأتي بالليل. هو الذي صمَّم السموات والأرض، وأعطى الإنسان الجبال والبحيرات والأنهار وكل ما فيها من كائنات حية. أعماله في كل مكان، وقوته تملأ كل مكان، وحكمته تتجلَّى في كل مكان، وسلطانه يسود على كل مكان. كل هذه القوانين والقواعد هي تجسيد لعمله، وكل منها يعلن عن حكمته وسلطانه. مَنْ ذا يستطيع أن يعفي نفسه من سيادته؟ ومَنْ ذا يستطيع أن يطرح عنه خططه؟ كل شيء موجود تحت نظره، كما أن كل شيء يعيش خاضعًا لسيادته. لا يترك عمله وقوته للبشر خيارًا سوى الاعتراف بحقيقة أنه موجود حقًا وبيده السيادة على كل الأشياء. لا يمكن لأي شيء آخر سواه أن يقود الكون، ولا أن يقدِّم إحسانه للبشر بلا توقف. بغض النظر عمَّا إذا كنت قادرًا على التعرف على عمل الله، وبصرف النظر عمَّا إذا كنت تؤمن بوجود الله، فلا شك أن مصيرك يقع ضمن تقدير الله، ولا شك أن الله سيحتفظ دائمًا بالسيادة على كل الأشياء. لا يستند وجوده وسلطانه إلى ما إذا كان يمكن للإنسان الاعتراف بهما أو إدراكهما أم لا. هو وحده مَنْ يعرف ماضي الإنسان وحاضره ومستقبله، وهو وحده مَنْ يستطيع تحديد مصير البشرية. وبغض النظر عما إذا كنت قادرًا على قبول هذه الحقيقة، فلن يمر وقت طويل قبل أن يشاهد الإنسان كل هذا بعينيه، وهذه هي الحقيقة التي سيعلنها الله قريبًا. يعيش الإنسان ويموت تحت عينيّ الله. يعيش الإنسان من أجل تدبير الله، وعندما تُغلق عيناه لآخر مرة، فإن ذلك يكون لأجل نفس التدبير. مرارًا وتكرارًا، يأتي الإنسان ويذهب، يتحرك ذهابًا وإيابًا؛ وبدون استثناء، فهذا كله جزء من سيادة الله وتخطيطه. يمضي تدبير الله قدمًا دائمًا ولم يتوقف أبدًا، وسوف يعطي البشرية وعيًا بوجوده، وثقةً بسيادته، وأن تنظر عمله، وتعود إلى ملكوته. هذه هي خطته والعمل الذي كان يقوم به منذ آلاف السنين.
من "لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"