1. أنا محظوظ بخدمة لله
يقول الله القدير، "بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وتكميله للإنسان يتحقَّق أساسًا من خلال الدينونة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). "فقبل زمن(أ) عاملي الخدمة، لم يفهم الإنسان أي شيء عن مسعى الحياة، وما معنى أن تؤمن بالله، أو حكمة عمل الله، ولم يفهم كذلك أن عمل الله يمكن أن يمتحن الإنسان. ومنذ زمن(ب) عاملي الخدمة وحتى اليوم، يرى الإنسان مدى روعة عمل الله، إذ لا يقدر الإنسان أن يسبر أغواره، ولا يمكنه باستخدام عقله أن يتخيل كيف يعمل الله، كما أنه يرى أيضًا مدى ضآلة قامته وأنه يغلب عليه طابع العصيان. عندما لعن الله الإنسان كان ذلك لأجل تحقيق تأثير ما، ولم يُمت الإنسان. فمع أنه لعن الإنسان، لكنه فعل ذلك بواسطة الكلمات، ولم تقع لعناته فعليًا على الإنسان، لأن ما لعنه الله كان عصيان الإنسان، ومن ثم كانت كلمات لعناته أيضًا بهدف جعل الإنسان كاملًا. سواء كان الله يدين الإنسان أو يلعنه، فكلا الأمران يجعلان الإنسان كاملًا: فكلامهما من أجل جعل ما هو نجس في داخل الإنسان يصبح كاملًا. من خلال هذه الوسيلة كان الإنسان يتنقَّى، وما كان ناقصًا في داخل الإنسان قد صار كاملًا من خلال كلمات الله وعمله. كل خطوة في عمل الله – سواء كانت كلمات صارمة أو دينونة أو توبيخًا – تجعل الإنسان كاملًا، وهي مناسبة تمامًا. عبر العصور لم يسبق لله أن قام بمثل هذا العمل؛ اليوم هو يعمل في داخلكم حتى يكون لديكم تقدير لحكمته. فمع أنكم عانيتم بعض الألم في داخلكم، فإن قلوبكم تشعر بالثبات، ويغمرها السلام؛ إنها بركة لكم أن تتمكنوا من التمتع بهذه المرحلة من عمل الله. بغض النظر عمَّا سيمكنكم تحقيقه في المستقبل، كل ما ترونه من عمل الله فيكم اليوم هو المحبة. فإذا لم يكن الإنسان يختبر دينونة الله وتنقيته، فإن أفعاله وحماسته ستكون دائمًا مجرد مظهر خارجي، وستظل شخصيته ثابتة دائمًا لا تتغير. فهل هذا يُعد في رأيك مُكتَسبًا من الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). يؤثر فيّ كلام الله هذا للغاية. أستطيع أن أشعر أن عمل دينونة الله وتوبيخه يهدف بالكامل إلى تطهير البشرية وخلاصها. لأول تجربة مررت بها بعد قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، وكانت تجربة عمال الخدمة.
في أحد الأيام في فبراير 1991، كنت أحضر اجتماعًا كالمعتاد عندما قال لنا أحد الإخوة بسعادة، "نطق الروح القدس بكلام!" ثم بدأ الإخوة والأخوات في القراءة: "جاءت التسبيحات إلى صهيون وتجلّى مسكن الله. تُسبّح جميع الشعوب الاسم المقدس المجيد، وها هو ينتشر. آه، يا الله القدير! رئيس الكون، مسيح الأيام الأخيرة – هو الشمس المُشرقة، التي أشرقت على جبل صهيون، والتي تعلو بجلالة وعظمة فوق الكون بأسره..." "لقد كوّنت جماعة من الغالبين وأتممت خطة تدبير الله. ستتدفق جميع الشعوب إلى هذا الجبل، وستركع جميع الشعوب أمام العرش! فأنت الإله الحقيقي الواحد والوحيد وتستحق المجد والكرامة. كل المجد والتسبيح والسلطان للعرش!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الأول). على الرغم من أنني لم أفهم هذا تمامًا في ذلك الوقت، إلا أنني عندما سمعته، شعرت أنه خاص جدًا ومؤثر للغاية، ولا يمكن لأي إنسان أن يتكلم بمثل هذا الكلام. كنت على يقين من أن هذا الكلام أتى من الله، وأنه كان أقوال الروح القدس. بعد ذلك، كان الفصل تلو الفصل من كلام الروح القدس يُرسل إلى كنيستنا طوال الوقت، كلام كشف الكثير من حقائق الإيمان وأسرار الكتاب المقدس، وفتح لنا أيضا الطريق لممارسة الحق والدخول في الحياة. خلال ذلك الوقت كانت لدينا تجمعات كل يوم تقريبًا لقراءة كلام الروح القدس. لقد كانت مشبعة ومغذية لقلبي. كان الجميع منغمسين في الفرح والسرور وشعروا ببركة كبيرة. اعتقدنا جميعًا أننا من بين الأوائل الذين رُفعوا أمام الله، وأننا كنا ممَّن سيجعلهم الله غالبين، وأنه سيكون لدينا بالتأكيد نصيب في ملكوت السموات، وأننا سنكون مستحقين لتلقي وعود الله وبركاته. كنا كلنا نبذل أنفسنا لله والإيمان يملئنا. كان البعض ينسخ كلام الروح القدس بحماس، وكان البعض يلحنونه ليجعلون منه ترانيم. كانت ظروفنا أيضًا صعبة حقًا في ذلك الوقت، بسبب اعتقال بعض الإخوة والأخوات أثناء الاجتماعات. لم أكن خجولًا أو خائفًا، ولكني ظللت أبذل نفسي بحماس لله.
في الوقت الذي كنت فيه مملوءًا بالأمل في نيل البركة ودخول ملكوت السموات، قال الله كلامًا جديدًا وأدخلنا في تجربة عمال الخدمة. في أحد أيام أكتوبر، أُخطرت بالذهاب إلى اجتماع كنيسة على بعد 25 ميلاً لجمع الكلمات الجديدة التي قالها الروح القدس. اعتقدت أنه لا بد أن يكون هناك أخبار رائعة، لذلك ركبت دراجتي بحماس وذهبت إلى مكان الاجتماع، وأنا أدندن بلحن وأتفجّر بالطاقة. لدهشتي، عندما وصلت رأيت الاضطراب يبدو على إخوتي وأخواتي وكلهم يطرقون برؤوسهم. قال لي أخ، "لقد نطق الروح القدس بكلام. يقول الله إننا جميعًا عمال خدمة". وقالت أخت امتلأت عيناها بالدموع: "نحن جميعًا عمال خدمة. الشعب الصيني موجود لتقديم الخدمة ولن نحصل على أي بركات على الإطلاق". لم أستطع أن أصدق أن هذا كان صحيحًا. هرعت لقراءة كلمة الروح القدس، وقرأت هذا من عند الله: "في الصين، بخلاف أبنائي الأبكار وشعبي، فإن الآخرين جميعًا هم نسل التنين العظيم الأحمر، وسوف يُنبَذون. كما يجب أن تدركوا جميعًا أن الصين هي في النهاية أمة حلت عليها لعنتي، وأن القلة القليلة من شعبي هناك ليست إلا أولئك الأشخاص الذين يخدمون عملي القادم. وبعبارات أخرى، فبخلاف أبنائي الأبكار، ليس هناك أحد – فسوف يهلكون جميعًا. لا تظنوا أنني أبالغ في أفعالي – فهذا هو مرسومي الإداري. إن أولئك الأشخاص الذين تحل عليهم لعناتي ينالون كراهيتي، هذا أمر مؤكد" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الخامس والتسعون). تركتني قراءة هذا الكلام مذهولًا. لقد ذُكر عمال الخدمة مرات عديدة في كلام الروح القدس، وكنت أعتقد دائمًا أن المقصود هم غير المؤمنين. ولكن اتضح أن الأمر يتعلق بنا. يُقال إن الشعب الصيني هم عمال الخدمة الذين سيلعنهم الله، وعندما يكملون خدمتهم، سيُطرحون في الهوَّة السحيقة. شعرت بجسدي كله يصيبه الوهن. لم أتخيل قط أنني كنت عامل خدمة. هل كانت كل سنوات الإيمان هذه بلا مقابل؟ بالإضافة إلى أنني لن أكون مباركاً في ملكوت السموات، سأُلقى أيضًا في الهوة السحيقة! شعرت وكأنني أُلقيت في الهاوية. كنت بائسًا، وبدأت الشكاوى تطفو على السطح. فكرت كيف تخليت عن دراستي لأتبع الرب، وكيف سخر مني أهل العالم، وكيف لم يفهم أصدقائي وعائلتي، وفكرت في اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني وكيف تمكنت بالكاد من الفرار من الاعتقال عدة مرات. لكنني لم أتراجع قط، بل تابعت بذل نفسي وتقديم التضحيات. لقد عانيت كثيرًا، وظننت أنني سأدخل ملكوت السموات وأستمتع بالبركات، ولكنني صرتُ الآن عامل خدمة وضيعًا. لم أستطع فهم أي شيء من الأمر. جلست هناك لبعض الوقت زافرًا تنهدات اليأس. كان الإخوة والأخوات الآخرون يطرقون برؤوسهم، بعضهم يذرفون الدموع، وآخرون يغطون وجوههم ويجهشون بالبكاء بصوت عال، حتى أن بعض الإخوة كانوا ينوحون بصوت مسموع.
في طريق عودتي إلى المنزل بعد الاجتماع، لم أكن أملك القوة لركوب دراجتي. تساءلت طوال الطريق، "كيف يمكنني أن أكون عامل خدمة؟" كلما فكرت في الأمر، ازداد شعوري بالظلم، واستمرت دموعي في الانهمار. في بيتي، لم أكن مهتمًا بعمل أي شيء على الإطلاق، ولكنني كنت أسير مطرقًا برأسي؛ غير راغب في التحدث مع أي شخص. حتى التنفس كان يشعرني بالإرهاق. لم أستطع أن أتقبل كوني عامل خدمة لن يحصل على أي بركات في النهاية.
كان الفصل تلو الفصل من كلام الله يُنشر، وكنت أقرأ كل واحد منها بلهفة، وأتوق إلى أن يكون هناك بصيص أمل في كلامه، وأن يكون تغيير مصيري ممكنًا. ولكن بالإضافة إلى أنني لم أر شيئًا من البركات التي كنت آملها، لم يكن هناك سوى الدينونة القاسية. كان هناك على وجه الخصوص بعض كلام الله القائل: "إن أولئك الذين يقدمون الخدمة، وأولئك الذين ينتمون إلى الشيطان هم الموتى الفاقدون للروح، ولا بد من إفنائهم ليصيروا عدمًا. هذا سر من أسرار خطة تدبيري، وجزءٌ لا تستطيع الإنسانية فهمه من خطة تدبيري؛ ولكنني في الوقت نفسه أعلنت أيضًا هذا إلى الجميع. أولئك الذين لا ينتمون إليّ هم ضدي، أما أولئك الذين ينتمون إليّ فهم متوافقون معي. هذا أمر لا جدال فيه، وهو المبدأ وراء دينونتي للشيطان. لا بد أن يكون هذا المبدأ معلومًا للجميع حتى يروا بِرِّي وعدلي، وكل الذين ينحدرون من الشيطان سيدانون ويُحرقون ويتحولون إلى رماد. هذا هو غضبي أيضًا، ومنه تتبين شخصيتي أكثر" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثامن بعد المائة). "بعدما يسدون خدمةً لي اليوم، لابد وأن يغادروا جميعًا! لا تمكثوا في بيتي، لا تكونوا بلا حياء ومجرد عالة على غيركم. أولئك الذين ينتمون للشيطان هم جميعًا أبناء إبليس، وسيهلكون إلى الأبد" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل التاسع بعد المائة). عندما رأيت أن الله يدين عمال الخدمة ويلعنهم، فقدت كل الأمل وشعرت حقًا أنني سقطت في الهوّة السحيقة. أنا لا أعرف حتى كيف أصف هذا الشعور بالبؤس. فكرت كيف كنت لتوي في أحضان الله، مستمتعًا بحبه، ولكنه الآن طردني، وأدانني، ولعنني، وألقاني في الهوة السحيقة. لقد غرقت في تنقية البؤس وأصبحت سلبيًا جدًا. لم تكن لدي الطاقة للصلاة أو الاستماع إلى الترانيم أو قراءة كلام الله. حتى أنني بدأت أشعر بالندم على كل ما بذلته وضحيت به من قبل. لو كنت أعلم أن هذه ستكون النتيجة، لتركت لنفسي مخرجًا، ولكن الآن لم يبق لي شيء. لو عرف أصدقائي وأفراد أسرتي غير المؤمنين أني سأكون عامل خدمة وبأنه سينتهي بي الحال خالي الوفاض، أما كانوا ليسخروا مني بلا نهاية؟ كيف يمكنني أن أريهم وجهي؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ عندما فكرت في ذلك، شعرت حقًا بالتأنيب. متذكرًا سنوات إيماني، على الرغم من أنني عانيت كثيرًا، إلا أنني استمتعت بالكثير من نعم الله وبركاته. اليوم رفعني الله لأسمع كلامه الجديد، وتعلمت الكثير من الأسرار والحقائق. لم أستطع الابتعاد عن الله مهما حدث.
ذات مرة، في أحد الاجتماعات، قرأنا كلام الله القائل: "إنني لا أرغب إلا في أن تقدموا لي كل قوّتكم من كل قلبكم وبكل تفكيركم، وبذل أقصى قدرتكم. سواء أكان اليوم أم غدًا، وسواء أكنت شخصًا يقدم الخدمة لي أم شخصًا ينال البركات، عليكم جميعًا أن تبذلوا ما لديكم من قوة لأجل ملكوتي. هذا واجب يتعين على جميع الأشخاص المخلوقين الاهتمام به، ويجب القيام به وتنفيذه بهذه الطريقة. سأحشد كل الأشياء كي تُقدّم الخدمة لأجل جمال ملكوتي ليكون جديدًا دائمًا، وليكون بيتي متناغمًا ومتحدًا. لا يجوز لأحد أن يتحداني، وكل من يفعل ذلك سيعاني الدينونة وتنزل عليه لعنتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل المائة). كما شارك زعيم الكنيسة في ذلك الوقت ببعض الشركة حول ما سبق. "يشعر أشخاص كثيرون بأنّه من العار أن يكونوا عاملي خدمة، لكنّ هذا خطأ فادح. أن نتمكّن من تقديم خدمة لله اليوم أمر قدّره هو مسبقًا، وأكثر من هذا، اختارنا الله لنفعل هذا. في الواقع، يُعدّ تقديم الخدمة لله الأسمى والقدير أمرًا مجيدًا تمامًا! نحن بشر أفسدَنا الشيطان بشدّة، ونحن مجرد مخلوقات صغيرة أمام الله. من هو أهل ليؤدّي الخدمة لله؟ من بين كل البشرية، نحن مَن انتقاهم الله كي يخدموه. لقد ربحنا الكثير، وهذا فعلًا تشريف عظيم من الله. هذا هو التصريح الأكثر عدلًا، وإن عجزتم عن فهمه، فأنتم متعجرفون إلى أبعد الحدود. دعوني أقول لكم بصدق: سمح الله لنا – نحن الذين نفتقر بالكامل إلى الإنسانية – بأن نخدمه. لكن هل تعرفون مدى الذل الذي عانى منه؟ إنه يواجه كل يوم أشخاصًا فاسدين مثلنا، لكن مَن بيننا قد فكّر يومًا في الذل الكبير الذي عانى منه الله؟ نحن نثور دائمًا ضده ونتحدّاه، وندينه بمفاهيمنا وتخيلاتنا الخاصة، وقد حطّمنا قلبه. كم من الأسى قد عانى الله؟ اسمعوني عندما أقول إنّنا ممتلئون بطباع فاسدة، وعندما نخدمه، لا نلبّي متطلباته. بعد هذا السلوك، لسنا حتى أهلًا لتقديم خدمة لله. فكيف سيليق بنا أن نكون شعبه؟" أيقظني سماع هذا. الله هو الخالق وهو الأسمى. أنا وضيع وضئيل، لذا فإن القدرة على تقديم الخدمة له هي رفع الله لنا وعطفه علينا. لكنني لم أكن أعرف هويتي أو مكانتي، معتقدًا أن كوني عامل خدمة كان شيئًا وضيعًا، وكنت غير راغب في القيام بذلك من أجل الله. كنت متغطرسًا وغير عقلاني. عندما أعود بالذاكرة إلى الماضي، على الرغم من أنني كنت أسعى بشغف، وأقدم التضحيات وأبذل نفسي، كان كل ذلك للحصول على البركات، والاستمتاع ببركات ملكوت السموات. لقد أصبحت متحمسًا حقًا عندما قرأت كلام الله المليء بالوعود والبركات للإنسان، واستمررت حتى في مواجهة اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني. ولكن عندما قرأت كلام الله القائل إننا عمال خدمة سيُلقون في الهوة السحيقة، بدأت أشكو وألقي باللوم على الله، بل وفكرت في خيانة الله والتخلي عنه. كيف كنت مؤمنًا حقيقيًا بأي شكل؟ كان كل ما أعطيته وضحيت به وبذلته ملوثًا بدوافعي ونجاستي. كان من أجل كسب النعم، كانت محاولة لخداع الله، لعقد صفقة مع الله. كانت قمة الأنانية والخسة. لقد استمتعت بالكثير من نعمة الله وبركاته، وغذاء كلامه وسقايته، لكني أردت أن أخونه في اللحظة التي لم أر فيها بركات لي. كنت أفتقر تمامًا إلى أي ضمير أو عقل. تركتني هذه الفكرة مملوءًا بالندم ولوم الذات. كنت ذرية التنين العظيم الأحمر. كنت أنتمي إلى الشيطان ولم أكن من بيت الله، وحتى إيماني كان مدفوعًا بنيل البركة. إن الله قدوس وبار، ولا تتحمل شخصيته أي إساءة. من خلال سلوكي وموقفي تجاه الله، لم أكن حتى أستحق أن أكون عامل خدمة. كان يجب أن يلعنني الله ويرسلني إلى الجحيم منذ فترة طويلة. لم يكن الله يعاقبني، لكنه كان يسمح لي بأن أعيش وأتنفس حتى تتاح لي الفرصة لسماع أقواله، وقبول تزويده للحياة، وخدمة الله العلي. كان هذا تمجيدًا استثنائيًا، ويجب أن أشكر الله. بأي حق كنت أشكو؟ كنت أعلم أنه يجب عليّ تقديم الخدمة لله جيدًا!
في أواخر نوفمبر، تلقينا المزيد من كلام الله الجديد. يقول الله القدير، "بعد أن أعود إلى صهيون، سيظل أولئك الموجودون على الأرض يمدحونني كما في الماضي. وسينتظر عاملو الخدمة الأوفياء كما هم دائمًا لتقديم الخدمة لي، لكن مهمتهم ستنتهي. وأفضل ما يمكنهم فعله هو التأمل في ظروف وجودي على الأرض. في ذلك الوقت سوف أبدأ في إنزال كارثة على أولئك الذين سيعانون المحنة؛ يعتقد الجميع أنني إله بار. فمن غير ريب لن أعاقب عاملي الخدمة الموالين أولئك، بل سأسمح لهم بنيل نعمتي فحسب. ولأنني قلت إنني سوف أعاقب جميع المذنبين، وإن أولئك الذين يؤدون الأعمال الصالحة سوف ينالون المتعة المادية التي أمنحها، فهذا يُظهر أنني أنا إله البر والأمانة ذاته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العشرون بعد المائة). رأيت أن الله لم يتخل عنا على الإطلاق، ولم يكن يعاقبنا لأننا نسل التنين الأحمر العظيم. كان الله لا يزال يسمح لنا بأن نكون عمال خدمة مخلصين له ونسبّحه على الأرض. لقد أعطاني هذا شعورًا دافئًا، وملأتني طاقة حقيقية. لقد شعرت حقًا بأن القدرة خدمة الله هي رفع من الله لنا، وأنها نعمة. خلال تلك الفترة الزمنية، رنمنا ترنيمة "مِن حسن حظِّنا أن نخدم الله" في كل اجتماع. من خلال كشف كلام الله ودينونته، نرى مدى عُمق فسادنا. كيف نستحق العيش أمام الله ونحن نمتلئ بالنية والرغبة في أن نُبارك؟ لسنا مؤهلين لدخول ملكوت السموات، وتقديم الخدمة لله هو بالفعل رفعه لنا. أجل! وبنعمة الله، نقدم الخدمة، وتقديم الخدمة هو من حسن حظنا. بغض النظر عما إذا كنت أتلقى بركات أو أعاني من سوء الحظ، فأنا على استعداد لتقديم الخدمة حتى النهاية. اليوم نخدم مع أنَّنا نشعر أنَّنا لا نستحقُّ، غير مهتمِّين بالمباركة أو الخراب أو النِّهاية. الله يهزم الشَّيطان بكلِّ كلامه. هكذا يخلِّصنا الله مِن الظُّلمة. نحن مستعدُّون للعمل بجدٍّ مِن أجل الله، والرُّضوخ لخططه وترتيباته، والخدمة طوال حياتنا مِن كلِّ قلوبنا. مادحين برَّه على الدَّوام" (من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").
بمجرد أن سعدنا بأن نكون عمال خدمة وراغبين في خدمة الله، قال الله القدير كلامًا جديدًا. كان هذا في 20 فبراير 1992. لقد رفعنا لنكون من أهل الملكوت، وأنهى تجربة عمال الخدمة. تقول كلمات الله، "لم يَعُد الوضع الآن كما كان عليه من قبل، وقد دخل عملي منطلقًا جديدًا. وهكذا سوف يكون هناك منهج جديد، وهو أنَّ: جميع الذين يرون كلمتي ويقبلونها كحياة حقيقية لهم هُم شعب في ملكوتي، وحيث إنهم موجودون في ملكوتي، فهُم شعب ملكوتي. وما داموا يقبلون الإرشاد بكلامي، فحتى إن تمت الإشارة إليهم بكلمة "شعبي"، فإن هذا اللقب لا يقل بحالٍ من الأحوال عن تسميتهم بـ"أبنائي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الأول). عندما رأيت أن الله قد حول عمال الخدمة إلى شعبه في عصر الملكوت، شعرت بالسعادة ممزوجة بالندم ولوم الذات. ندمت على أنني كنت سلبيًا وضعيفًا وخاليًا من الأمل خلال تجربة عمال الخدمة، وقد اشتكيت حتى لله وأسأت فهمه وألقيت اللوم عليه. كنت غير راغب في أن أكون عامل خدمته. كنت مفتقرًا تمامًا إلى التفاني والطاعة لله. هذا جعلني أشعر بالندم حقًا وبأنني مدين لله. كنت سعيدًا لأنه نظرًا لأن ذرية التنين العظيم الأحمر متمردة وفاسدة، لمجرد أننا لم نستسلم خلال التجربة، رفعنا الله لنكون شعب الملكوت، لنكون أفراد بيته. كان بإمكاني الشعور بمحبة الله العظيمة لنا، وتزايد الامتنان والتسبيح لله في قلبي.
بعد خوض تلك التجربة، رأيت الحكمة المذهلة في عمل الله. إنه يدين ويوبخ، بل يلعن الناس بكلامه، ورغم كون كلامه قاسيًا، ويتركنا شاعرين بالألم والضيق، إلا أن كل غرضه هو تنقيتنا وتحويلنا. على الرغم من أنني تنقيت بكلام الله، ورأيت شخصيته البارة. يشعر الله بالاشمئزاز من دوافعنا ونجاستنا، ويشعر بالاشمئزاز من الإيمان بدافع الحصول على البركات. بعد هذه التجربة، تغيرت وجهة نظري عن الإيمان قليلاً. توقفت عن هوس السعي إلى البركات والدخول إلى ملكوت السموات، ولكن شعرت أن كوني عامل خدمة أقدّم خدمة للخالق معناه أن يرفعني الله، وأن هذه نعمة لي. يشعرني هذا بالفخر والشرف!
الحواشي:
(أ) لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "زمن".
(ب) لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "زمن".