كلمات حول كيفية معالجة الشخصيات الفاسدة (اقتباس 53)

عندما لا يتحمّل الناس المسؤولية تجاه واجباتهم، ويقومون بها بلا مبالاة، ويتصرفون كأشخاص ساعين لإرضاء الناس، ولا يدافعون عن مصالح بيت الله، ماذا تكون هذه الشخصية؟ هذه شخصية المكر، وهي شخصية الشيطان. أبرز جانب في فلسفات التعاملات الدنيوية للإنسان هو المكر. يعتقد الناس أنهم إذا لم يكونوا ماكرين، فسيصبحون عرضة للإساءة إلى الآخرين ولن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم؛ إنهم يظنون أنه يجب عليهم أن يكونوا ماكرين بما فيه الكفاية كيلا يؤذوا أي أحد أو يسيئوا إلى أي أحد، وبهذا يُبقون أنفسهم آمنين، ويحمون أرزاقهم، ويكتسبون موطئ قدم ثابت بين الأشخاص الآخرين. جميع غير المؤمنين يعيشون وفقًا لفلسفات الشيطان. كلهم أشخاص ساعون لإرضاء الناس ولا يسيئون إلى أي أحد. لقد أتيتَ إلى بيت الله، وقرأتَ كلمة الله، وسمعتَ عظات بيت الله، فلماذا أنت غير قادر على ممارسة الحق، والحديث من القلب، وأن تكون شخصًا صادقًا؟ لماذا أنت دومًا شخص يسعى لإرضاء الناس؟ الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الناس لا يحمون إلا مصالحهم الخاصة، وليس مصالح الكنيسة. عندما يرون شخصًا يفعل الشر ويضرّ بمصالح الكنيسة، فإنهم يتجاهلون ذلك. إنهم يحبون أن يكونوا أشخاصًا يسعون إلى إرضاء الناس، ولا يسيئون لأي أحد. هذا انعدام للمسؤولية، وذلك النوع من الأشخاص ماكر للغاية وغير جدير بالثقة. لحماية غرورهم وكبريائهم، وللحفاظ على سمعتهم ومكانتهم، يسعد بعض الأشخاص بمساعدة الآخرين والتضحية من أجل أصدقائهم بغض النظر عن الثمن، لكن عندما يتعين عليهم حماية مصالح بيت الله، والحق، والعدالة، فإن مقاصدهم الصالحة تختفي، تكون قد تلاشت تمامًا. عندما يتوجب عليهم ممارسة الحق، لا يمارسونه على الإطلاق. ما الذي يجري؟ لحماية كرامتهم وكبريائهم، سيدفعون أي ثمن ويتحمّلون أي معاناة. غير أنهم عندما يحتاجون إلى القيام بعمل حقيقي والتعامل مع الشؤون العملية، ولحماية عمل الكنيسة والأمور الإيجابية، ولحماية شعب الله المختار والنهوض بأعبائه، لماذا لا تعود لديهم القوة لدفع أي ثمن وتحمّل أي معاناة؟ هذا لا يمكن تصوره. الواقع أنَّ لديهم نوع من الشخصيات التي تنفر من الحق. لماذا أقول إن شخصيتهم تنفر من الحق؟ لأنه كلما تعلق الأمر بتقديم الشهادة لله، وممارسة الحق، وحماية شعب الله المختار، ومحاربة مخططات الشيطان، أو حماية عمل الكنيسة، فإنهم يفرّون ويختفون، ولا يهتمون بأي أمور جادة. أين بطولتهم وروح تحمّل المعاناة لديهم. أين يطبّقون هذه الأمور؟ من السهل رؤية هذا. حتى لو وبّخهم شخص ما، قائلاً إنه يجب ألا يكونوا أنانيين ودنيئين يحمون أنفسهم، وأنه يجب عليهم حماية عمل الكنيسة، فإنهم لا يهتمون حقًا. إنهم يقولون لأنفسهم: "أنا لا أفعل تلك الأشياء، وليس لها أي علاقة بي. ما فائدة التصرف على هذا النحو لسعيي نحو الشهرة والربح والمكانة؟" إنهم ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق. هم فقط يحبون طلب الشهرة والربح والمكانة، ولا يؤدون العمل الذي ائتمنهم الله عليه على الإطلاق. لذا، عندما تكون ثمة حاجة إليهم للقيام بعمل الكنيسة، فإنهم ببساطة يختارون الفرار. هذا يعني أنهم – في قلوبهم – لا يحبون الأمور الإيجابية، وليسوا مهتمين بالحق. هذا مظهر واضح لكون المرء نافرًا من الحق. فقط أولئك الذين يحبون الحق ويمتلكون واقع الحق بإمكانهم التقدم للأمام عندما يتطلبهم عمل بيت الله وشعب الله المختار، فقط هم من يمكنهم الوقوف بشجاعة ملتزمين بالواجب، لتقديم الشهادة لله وعقد شركة عن الحق، وقيادة شعب الله المختار على الطريق الصحيح، مما يُمكّنهم من تحقيق الخضوع لعمل الله. وحده هذا الموقف هو موقف مسؤولية ومظهر لإظهار مراعاة مقاصد الله. إذا لم يكن لديكم هذا الموقف، ولستم سوى مهملين في تعاملكم مع الأمور، وكنتم تفكرون: "سأقوم بالأمور التي تقع ضمن نطاق واجبي، لكنني لا أهتم بأي شيء آخر. إذا سألتني عن شيء، فسأجيبك لو كنت في مزاج جيد؛ وإلا، فلن أجيبك. هذا موقفي"، فإن هذه شخصية فاسدة، أليست كذلك؟ حماية المرء لمكانته وسمعته وكبريائه فحسب، وحماية الأمور التي تتعلق بمصالحه الخاصة فحسب، هل هذه حماية لقضية عادلة؟ هل هي حماية لمصالح بيت الله؟ خلف تلك الدوافع الحقيرة الأنانية، تكمن الشخصية النافرة من الحق. الغالبية منكم كثيرًا ما يُظهرون مثل تلك الشخصيات، وفي اللحظة التي تواجه فيها شيئًا يتعلق بمصالح بيت الله، فإنك تتحايل بالقول: "لم أرَ"، أو "لا أعرف"، أو "لم أسمع". بغض النظر عما إذا كنت حقًا غير مدرك أو فقط تتظاهر بذلك، إذا أظهرت هذا النوع من الشخصية الفاسدة في اللحظات الحاسمة، فإنه من الصعب القول ما إذا كنت شخصًا يؤمن بالله حقًا أم لا؛ بالنسبة لي، أنت إما شخص مُضلّل في إيمانه، أو عديم الإيمان. من المؤكد أنك لست شخصًا يحب الحق.

ربما تفهمون معنى أن تكونوا نافرين من الحق، لكن لماذا أقول إن النفور من الحق شخصية؟ الشخصية لا علاقة لها بالمظاهر العرضية والمؤقتة، والمظاهر العرضية والمؤقتة لا تُعدّ مشكلة تتعلق بالشخصية. بغض النظر عن نوع الشخصية الفاسدة التي لدى الشخص، فإنها سوف تظهر فيه أحيانًا كثيرةً أو حتى دائمًا؛ ستظهر متى ما كان ذلك الشخص في السياق المناسب. لذلك، لا يمكنك توصيف مشكلة تتعلق بالشخصية اعتباطًا بناءً على مظهر عرضي مؤقت. إذن، ما هي الشخصية؟ ترتبط الشخصيات بالنوايا والدوافع، وترتبط بتفكير الشخص ووجهة نظره. أنت تبدو قادرًا على إدراك أنها تسيطر عليك وتؤثر فيك، لكن الشخصيات قد تكون مخفيةً أيضًا ومستترةً، وتعتم عليها الظواهر السطحية. باختصار، ما دامت هناك شخصية داخلك، فإنها ستتدخل فيك، وتقيّدك وتسيطر عليك، وتولّد فيك العديد من التصرفات والمظاهر، هذه هي الشخصية. ما التصرفات والأفكار ووجهات النظر والمواقف التي غالبًا ما تؤدي إليها شخصية النفور من الحق؟ إحدى الخصائص الرئيسية التي يُظهرها الأشخاص النافرون من الحق هي عدم الاهتمام بالأمور الإيجابية والحق، إضافةً إلى عدم الاكتراث، وفتور القلب، وغياب الرغبة في بلوغ الحق، والاعتقاد بأن هذا كله جيّد بما يكفي فيما يتعلق بأي شيء يتضمن ممارسة الحق. سأقدّم مثالاً بسيطًا. من جوانب الحسّ السليم التي كثيرًا ما يتحدث الناس عنها فيما يتعلق بالصحة الجيدة تناول فواكه وخضروات أكثر، وتناول أطعمة خفيفة أكثر، والإقلال من اللحوم، خاصةً الإقلال من الأطعمة المقلية؛ هذا إرشاد إيجابي لصحة الناس ورفاههم. بوسع كل شخص أن يفهم ويقبل ما يجب الإكثار من تناوله وما يجب الإقلال من تناوله، فهل هذا القبول مبنيّ على نظرية أم ممارسة؟ (على نظرية). كيف يظهر القبول النظري؟ في نوع من الإدراك الأساسي. إنه الاعتقاد بأن هذا التصريح صحيح وأنه جيد جدًا من خلال التمييز الذي يستند إلى حكمك. لكن هل لديك أي برهان يُثبِت هذا التصريح؟ هل لديك أي أسباب لتصديقه؟ دون أن تختبر هذا التصريح بنفسك، ودون أي أسباب أو أساس لتأكيد ما إذا كان التصريح صحيحًا أم خاطئًا، وبالتأكيد دون استخلاص دروس من الأخطاء السابقة، ودون أي أمثلة من العالم الحقيقي؛ فإنك قد قبلتَ هذا الرأي فحسب، وهذا قبول نظري. بغض النظر عما إذا كنت تقبله نظريًا أو عمليًا، عليك أولاً التأكد من أن تصريح "تناول خضروات أكثر ولحوم أقل" صحيح وأنه أمر إيجابي. إذن، كيف يمكن رؤية شخصيتك في كونك نافرًا من الحق؟ بناءً على كيفية تعاملك وتطبيقك لهذا التصريح في حياتك؛ فإنَّ هذا يُظْهِر موقفك تجاه ذلك التصريح، سواءً كنت قد قبلته نظريًا ومن حيث التعليم، أو كنت قد طبّقته في الحياة الفعلية وجعلته واقعك. إذا كنت قد قبلت هذا التصريح فقط من حيث التعليم، لكن ما تفعله في العالم الحقيقي يتناقض تمامًا معه، أو كنت لا تُظهِر أي تطبيق عملي على الإطلاق لهذا التصريح، فهل أنت تحب هذا التصريح، أم أنك تنفر منه؟ على سبيل المثال، عندما تأكل بعض الخضروات الخضراء وتراها، وتفكر: "الخضروات الخضراء مفيدة لصحة المرء، لكن طعمها ليس لذيذًا، وطعم اللحوم أفضل، لذا سآكل بعض اللحم أولاً"، ثم تأكل اللحوم فقط ولا تأكل الخضروات الخضراء؛ ما نوع الشخصية التي يُظهِرها هذا؟ شخصية عدم قبول التصريحات الصحيحة، والنفور من الأمور الإيجابية، والرغبة في الأكل وفقًا للتفضيلات الجسدية فحسب. هذا النوع من الأشخاص الذي هو نهِم للمتع وشره لها قد أصبح بالفعل نافرًا جدًا من الأمور الإيجابية ومقاومًا لها ومصدودًا عنها، وهذا أحد أنواع الشخصيات. قد يعترف شخص ما بأن هذا التصريح صحيح تمامًا، لكنه هو نفسه لا يستطيع القيام به، وعلى الرغم من أنه لا يستطيع، لا يزال ينصح الآخرين بأن يفعلوا ذلك؛ بعد تكرار قوله كثيرًا، يصبح هذا التصريح بمثابة نظرية له، وليس له تأثير فيه. ذلك الشخص يعرف جيدًا في قلبه أن تناول خضروات أكثر أمر صائب وأن تناول لحوم أكثر ليس جيدًا، ولكنه يفكر: "بغض النظر عن أي شيء، أنا لم أخسر، تناول اللحوم استفادة، وأنا لا أشعر أنه أمر غير صحي". جعله طمعه ورغباته يختار أسلوب حياة غير صحيح، يعارض الحسّ السليم الصحيح باستمرار وأسلوب الحياة الصائب. إن لديه نوع الشخصية الفاسدة التي تشتهي المزايا والمتعة الجسدية، فهل سيكون من السهل عليه قبول التصريحات الصحيحة والأمور الإيجابية؟ لن يكون سهلاً على الإطلاق. أليس أسلوب حياته إذن محكوم بشخصيته الفاسدة؟ إنه كشف عن شخصيته الفاسدة، وهو مظهر لشخصيته الفاسدة. ما يظهر خارجيًا هي تلك السلوكيات وموقف، لكن في الحقيقة، إنها شخصية تحكمه. ما هذه الشخصية؟ إنها النفور من الحق. شخصية النفور من الحق هذه يصعُب اكتشافها؛ لا أحد يشعر أنه نافر من الحق، لكن حقيقة أنه قد آمن بالله لعدة سنوات ولا يزال لا يعرف كيف يُمارس الحق كافية لإثبات أنه نافر من الحق. يستمع الناس إلى الكثير من العظات ويقرؤون الكثير من كلام الله، ومقصد الله هو أن يقبلوا كلامه في قلوبهم وأن يجلبوا تلك الكلمات إلى حياتهم الواقعية لممارستها واستخدامها، حتى يفهموا الحق ويجعلوا الحق حياتهم. هذا المطلب يصعب على معظم الناس تحقيقه، ولهذا يُقال إن معظم الناس لديهم شخصية النفور من الحق.

عندما يفهم شخص ما الحق، فإن ممارسة الحق لا تكون صعبةً بالنسبة إليه، وحالما يتمكّن شخص ما من ممارسة الحق، يمكنه الدخول في واقع الحق. أمِن الصعب حقًا تحويل الحقائق التي يفهمها المرء إلى الوقائع التي يعيشها؟ دعني أعطيك مثالاً. لنقل إنَّ الطقس بارد وأنت تحاول مغادرة المنزل بينما لا يزال العَرق على جبينك، وتخبرك والدتك أن تجفّف عَرقك قبل الخروج حتى لا تُصاب بنزلة برد. أنت تعرف أن والدتك تريد الأفضل لك، لكنّك لا تأخذ نصيحتها على محمل الجدّ، وتتجاهلها رغم أنك تشعر أن اقتراحها صحيح. تخرج بينما العرق على جبينك على أي حال، وأحيانًا تُصاب بالبرد فعلًا بعد الخروج على هذا النحو، لكنك تواصل مخالفة نصيحتها في المرة التالية التي تخرج فيها من المنزل. من الواضح أنك تعرف أن نصيحتها صحيحة وأنها في مصلحتك، وأن دوافع والدتك ونواياها دائمًا ما تكون لصالحك، لكنك تظل تتجاهلها ولا تستمع إليها؛ أليست هذه شخصيةً؟ ماذا كنت ستختار أن تفعل لو لم تكن لديك هذه الشخصية؟ (الإصغاء). كنت ستعرف أهمية هذه النصيحة، وكنت ستعرف ما قد تعانيه من عواقب وألم جرَّاء عدم الاستماع إليها، وكنت ستستوعب وتفهم معنى هذا الاقتراح. كنت ستتمكّن من الالتزام الصارم بهذه النصيحة وتنفيذها على الدوام، وبالتالي لا تكون عرضةً للإصابة بالبرد. هذا مجرد مثال واحد. الأمر نفسه ينطبق على الإيمان بالله، وقراءة كلام الله والاستماع إليه، فكيف يجب أن يعامل الناس كلام الله؟ هذا هو السؤال الأهم على الإطلاق. إذا كان ثمة شخص يتحدث وفقًا للحق وكان حديثه صحيحًا، فسوف ينتفع الناس من قبول كلامه. كلام الله هو الحق، وإذا كان الناس قادرين على قبوله، فسوف ينتفعون، بل إنهم سيربحون الحياة أيضًا. الكثير من الناس لا يستطيعون رؤية هذا الأمر بوضوح، ودائمًا ما يزدرون كلام الله. بغض النظر عمّا يقوله الله، سواءً كان يعظ الناس أو يوبِّخهم أو يذكِّرهم أو يعزيهم أو يتوسل إليهم بجدية؛ بغض النظر عن الكيفية التي يتكلم بها، فإنه لا يستطيع إيقاظ قلوبهم. هم غير قادرين على التصرف وفقًا لكلامه، وبعد الاستماع إليه، فإنهم يصمون عنه آذانهم. هذه إحدى شخصيات الإنسان؛ العناد والنفور من الحق. إذا لم تستطع اتّباع كلام الله في كيفية تعاملك مع الأمور التي يخبرك الله بها ويأمرك بفعلها، فلن تتمكّن من تغيير هذه الشخصية. مهما تعترف بكل كلمة يقولها الله وتؤمِّن عليها، ومهما تثنِ على كلام الله شفهيًا بوصفه الحق، فهذا بلا جدوى؛ يجب أن تكون قادرًا على قبول كلام الله، ويجب أن تمارس كلام الله وتختبره، وتجعل كلام الله حياتك، وواقعك؛ ذلك وحده هو المُجدي. على سبيل المثال، إذا عزم شخص ذو شخصية مخادعة على أن يكون صادقًا وأن يتكلم بالحق، فهذا من السهل تحقيقه إلى حدٍ ما، لكن الشيء الأصعب للغاية هو تغيير شخصية النفور من الحق والعناد. بغض النظر عمّا يتكلم به الله، فالأشخاص الذين لديهم هذه الشخصية لا يأخذونه على محمل الجد في قلوبهم، وبغض النظر عن نوع الموقف الذي يتّخذه الله، سواءً كان التحذير أو التذكير أو الوعظ أو التوسل بجدية أو تقديم الحقائق أو تعقُّل الأمور، فإنه لا يحرّك قلوبهم، وهذا من الصعب التعامل معه. من الصعب على الناس إدراك الشخصية النافرة من الحق، وعليهم طلب الحق مرارًا والتأمل في حالاتهم الخاصة، بشأن السبب في أنهم لا يستطيعون قبول الحق ولا يستطيعون ممارسة الحقائق التي يفهمونها. إذا فهموا هذه المشكلة فهمً تامًا، فسيعرفون ما يعنيه النفور من الحق.

ثمّة شيء خفي في شخصية الناس يُبرز نفسه في الموقف الذي لا يكونون فيه لا معجبين بأنفسهم ولا خانعين. لديهم طريقتهم الخاصة في التفكير والتعبير عن أنفسهم، ويعتقدون أن هذه هي الطريقة الأكثر ملائمةً. بغض النظر عمّا يقوله الناس أو يفعلونه، فهم لا يتأثرون بهم؛ بل يُصرّون على القيام بأي شيء يشعرون أنه سيجعل الناس يتطلعون إليهم، معتقدين أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله؛ لا يقبلون الحق على الإطلاق، ولا يمكنهم مواجهة الحقائق بشكل صحيح، وهم خاوون من أي من مبادئ الحق. ما نوع هذه الشخصية؟ هذه شخصية الغطرسة والبرّ الذاتيّ والنفور من الحق. أولئك الذين ينتمون إلى الشيطان وينفرون من الحق هم صمٌ وعمي تجاه كلام الله وأعماله، مهما يكن مقدار ما يتكلم به الله أو يعمله. الشيطان لا يعامل كلام الله أبدًا على أنه الحق، إنه يتجاهله، ولا يدع الناس يقبلون كلام الله والحق، وهو أيضًا يضلِّل الناس حتى يخضعوا له؛ هكذا يقاوم الشيطان الله. يُعبّر الله عن الحق ليخلّص البشرية ويوقظها ويطهّرها، والشيطان يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يزعج عمل الله ويدمره؛ هدف الشيطان من تضليل البشرية هو أن يفسد البشرية ويبتليها، وأن يلتهمها في نهاية المطاف ويبديها. على سبيل المثال، أعطى الله البشرية جميع أنواع الطعام، وخلق أيضًا جميع أنواع الحبوب والخضروات، وكذلك الأرض الصالحة لزراعتها. ما دام الناس يعملون بجدّ، فسيكون لديهم ما يكفي لأكله واستخدامه، وسيمكنهم ضمان أن لديهم نظامًا غذائيًا صحيًا. لكن الناس جشعون ويرغبون دومًا في الثراء، وهم يُصرّون على البحث عن طرق للتعديل الجيني لزيادة إنتاج المحاصيل، مما يدمّر القيمة الغذائية الحقيقية للحبوب، ويحوّل الطعام العضوي إلى طعام غير عضوي. بعد أن يأكل الناس هذه الأشياء، تظهر في أجسادهم جميع أنواع الأمراض، أليس هذا عمل الشيطان؟ لقد أفسد الشيطان الناس إلى نقطة معينة، وأصبحوا جميعًا شياطين أحياء وأبالسةً أحياء. في الماضي، كان الشيطان والأرواح الشريرة هم فقط الذين يقاومون الله، لكن الآن، البشرية الفاسدة بأكملها تقاوم الله. إذن، أليس البشر الفاسدون أبالسةً وشياطين؟ أليسوا من نسل الشيطان؟ (بلى). هذه هي العاقبة التي أحدثها إفساد الشيطان للبشرية على مدار آلاف السنين. كيف يمكنك معرفة شخصية شيطانية وتمييزها؟ بناءً على الأشياء التي يحب الشيطان فعلها، وكذلك الأساليب والحيل التي يفعل الأشياء بها، يمكن للمرء أن يرى أنه لا يحب الأمور الإيجابية أبدًا، وأنه يحب الشر، وأنه دائمًا ما يعتقد أنه كفء وقادر على السيطرة على كل شيء. هذه هي طبيعة الشيطان المتغطرسة. هذا هو السبب في أنَّ الشيطان ينكر الله بلا ضمير ويقاومه ويعارضه. الشيطان هو ممثل كل الأشياء السلبية والأشياء الشريرة ومصدرها. إذا استطعت رؤية هذا بوضوح، فإن لديك تمييزًا لشخصيات الشيطان. ليست مسألةً بسيطة أن يقبل الناس الحق وأن يمارسوا الحق، ﻷنهم جميعًا لديهم شخصيات شيطانية، وجميعهم مُقيَّدون ومكبَّلون بشخصياتهم الشيطانية. على سبيل المثال، بعض الناس يدركون أن كونهم أشخاصًا صادقين أمر جيّد، ويشعرون بالحسد والغيرة عندما يرون الآخرين يلتزمون الصدق، ويتحدثون بالحق، ويتحدثون بطريقة بسيطة وصريحة، لكن إذا طلبت منهم أن يكونوا هم أنفسهم أشخاصًا صادقين، فهم يجدون ذلك صعبًا. إنهم بشكل ثابت غير قادرين على التحدث بكلمات صادقة أو القيام بأشياء صادقة. أليست هذه شخصية شيطانية؟ هم يتفوهون بأشياء معسولةً، لكنهم لا يمارسونها. هذا هو النفور من الحق. أولئك الذين ينفرون من الحق يجدون صعوبةً في قبول الحق وليس لديهم طريقةً للدخول في وقائع الحق. الحالة الأكثر وضوحًا من حالات الناس الذين ينفرون من الحق هي أنهم غير مهتمين بالحق والأمور الإيجابية، بل هم حتى مشمئزين منها ويزدرونها، ويحبون اتباع التوجهات بشكل خاص. هم لا يقبلون في قلوبهم الأشياء التي يحبها الله وما يطلب الله من الناس فعله. عوضًا عن ذلك، هم رافضون لها وغير مكترثين بها، بل إن بعض الناس كثيرًا ما يزدرون المعايير والمبادئ التي يطلبها الله من الإنسان. هم مشمئزين من الأمور الإيجابية، ودائمًا ما يشعرون بأنهم – في قلوبهم – يقاومونها ويعارضونها وأنهم ممتلئون بالاحتقار تجاهها. هذا هو المظهر الرئيسي لكون المرء نافرًا من الحق. في حياة الكنيسة، قراءة كلمة الله والصلاة وعقد شركة عن الحق، وأداء الواجبات، وعلاج المشاكل بالحق، كلها أمور إيجابية. إنها ترضي الله، لكن بعض الناس مصدودين عن هذه الأمور الإيجابية، ولا يكترثون بها، ولا يبالون بها. والجزء الأبغض هو أنهم يتبنون موقفًا محتقرًا تجاه الأشخاص الإيجابيين، مثل الأشخاص الصادقين، أولئك الذين يسعون إلى الحق، وأولئك الذين يؤدون واجباتهم بإخلاص، وأولئك الذين يحافظون على عمل بيت الله. هم يحاولون دومًا مهاجمة هؤلاء الناس واستبعادهم. إذا وجدوا أن لديهم نقائص أو كشوفات عن الفساد، فهم يستغلون هذا، ويثيرون جلبةً كبيرةً بشأنه، ويقللون من شأنهم باستمرار بسببه. ما نوع هذه الشخصية؟ لماذا يحملون عدوانيةً شديدةً تجاه الأشخاص الإيجابيين؟ لماذا هم مولعون بالأشخاص الأشرار وعديمي الإيمان وأضداد المسيح ويحابونهم، ولماذا يتسكعون كثيرًا مع هؤلاء الأشخاص؟ عندما يتعلق الأمر بالأشياء السلبية والشريرة، فهم يشعرون بالإثارة والابتهاج، لكن عندما يتعلق الأمر بالأمور الإيجابية، تبدأ المقاومة بالظهور في موقفهم؛ ولاسيما عندما يسمعون الناس يقدّمون شركة عن الحق أو يحلون المشاكل باستخدام الحق، فإنهم يشعرون في قلوبهم بالنفور وعدم الرضا، ويبثون تظلماتهم. أليست هذه شخصية كون المرء نافرًا من الحق؟ أليس هذا كشف لشخصية فاسدة؟ يوجد الكثير من الأشخاص الذين يؤمنون بالله ويحبون العمل من أجله وفعل الكثير بحماس من أجله، وعندما يتعلق الأمر باستخدام مواهبهم وقدراتهم، والانغماس في تفضيلاتهم والتباهي بأنفسهم، تكون لديهم طاقة لا حدود لها. لكن إذا طلبت منهم تطبيق الحق والتصرف وفق مبادئ الحق، فإنَّ ذلك يُفقدهم طاقتهم وحماستهم. إذا لم يُسمح لهم بالتباهي، فإنهم يغدون فاترين وقانطين. لماذا يكون لديهم طاقة للتباهي؟ ولماذا لا يكون لديهم طاقة لممارسة الحق؟ ما المشكلة هنا؟ الناس جميعًا يحبون تمييز أنفسهم؛ كلهم يتوقون إلى المجد الفارغ. جميع الأشخاص لديهم طاقة لا تنفد عندما يتعلق الأمر بالإيمان بالله من أجل ربح البركات والمكافآت، فلماذا يصيبهم الفتور، ولماذا يصبحون قانطين عندما يتعلق الأمر بممارسة الحق والتمرد على الجسد؟ لماذا يحدث هذا؟ هذا يُثبت أن قلوب الناس مغشوشة. هم يؤمنون بالله بالكامل من أجل نيل البركات؛ هم – بصراحة تامة – يفعلون ذلك من أجل دخول ملكوت السماوات. دون بركات أو منافع يسعون إليها، يصاب الناس بالفتور والقنوط، ولا يكون لديهم حماس. هذا كله ناتج عن شخصية فاسدة تنفر من الحق. عندما تسيطر هذه الشخصية على الناس، لا يرغبون في اختيار طريق السعي إلى الحق؛ يسلكون طريقهم الخاص، ويختارون الطريق غير الصحيح، يعلمون جيدًا أنه من الخطأ السعي إلى الشهرة والربح والمكانة ومع ذلك يظلّون غير قادرين على تحمّل الاستغناء عن هذه الأشياء أو تنحيتها جانبًا، وهم يظلون يسعون إليها، سائرين في طريق الشيطان. في هذه الحالة، هم لا يتبعون الله، بل يتبعون الشيطان. كل ما يفعلونه هو في خدمة الشيطان، وهم خدم للشيطان.

هل من السهل تغيير الشخصية الفاسدة المتمثلة في النفور من الحق؟ كون المرء نافرًا من الحق سمة من سمات فساد البشرية العميق، وهي السمة الأصعب في التغيير؛ ﻷنَّ تغيير الشخصية لا يمكن تحقيقه إلا بقبول الحق. إنَّ شخصًا ينفر من الحق لا يمكنه قبول الحق بسهولة، مثلما أنَّ المريض الميؤوس من شفائه يرفض الطعام. هذا أمر خطير جدًا، والشخص الذي ينفر من الحق لا يمكن تخليصه بسهولة، حتى لو كان يؤمن بالله. إذا كان ثمة شخص يؤمن بالله منذ بضع سنوات لكنه لا يعرف ما الحق، وما الأمور الإيجابية، وليس واضحًا حتى بشأن هدف الحياة المتمثّل في السعي إلى الحق لتحقيق الخلاص، أليس هذا إنسانًا أعمى ضلّ طريقه؟ لذلك، كون المرء نافرًا من الحق يجعل قبول الحق مستحيلًا، وهذا النوع من الشخصيات الفاسدة ليس من السهل تغييره. الأشخاص الذين يستطيعون اختيار قبول الحق واتباع الطريق الصحيح هم أولئك الذين يحبون الحق، وأشخاص مثل هؤلاء يمكنهم تغيير شخصياتهم الفاسدة بسهولة. إذا كان لدى شخص ما شخصيةً النفور من الحق، لكنه لا يزال يأمل في قلبه أن يُخلصه الله، فمن أين يجب أن يبدأ؟ ما نقطة البداية التي ستجعل هذا أسهل؟ ما هو الطريق الأسرع؟ (بعد فهم ماهية الأمور الإيجابية، وماهية المبادئ، يجب عليه استخدام المبادئ والمعايير مقياسًا له في أثناء أداء واجبه، وإذا كان ثمة شيء يتعارض مع المبادئ ولا يتوافق مع مقاصد الله، فعليه التمسك بالمبادئ وعدم فعله). يجب عليه أولاً أن يفهم مبادئ كل حق، وهذا مهم جدًا. ثم ماذا؟ (عندما يكشف عن حالة كونه نافرًا من الحق، وعندما يتضمن ذلك واجباته ومبادئه، عليه التمرد على الجسد والممارسة وفقًا للمبادئ). هذا صحيح، يجب أن يكون لديه طريق، ويجب أن يكون ذلك الهدف والطريق واضحين. في الوقت الحالي، الأمر الجوهري هو أن معظم الناس لا يعرفون أي جانب من شخصيتهم يُكشَف في أي سياق وفي أي وقت، وبأي طريقة يُكشَف. إذا عرفوا ذلك، ألن يكون من السهل عليهم التغيير؟ عند النظر الآن، مختلف أنواع التفكير أو المواقف لدى الناس تتضمّن شخصياتهم بالفعل؛ دون هيمنة مختلف الشخصيات، ودون التحدي الذي تشكله شخصياتهم الفاسدة ومن دون أغلالها، سيكون من السهل على الناس تصحيح أفكارهم الخاطئة. على سبيل المثال، لنقل إن والدتك تخبرك بتجفيف عَرقك قبل مغادرة المنزل. إذا كنت طفلاً مطيعًا بارًا، وبينما تشعر بنوايا والدتك الصالحة، فيمكنك أيضًا استيعاب صحّة هذه النصيحة، ومعرفة فائدتها، ويمكنك الإقرار بها وقبولها. إذا لم تكن لديك شخصية فاسدة تنشط وتُرجعك إلى الوراء، فسيكون من السهل عليك قبول هذا المقترح. على الرغم من أن هذه النصيحة بسيطة جدًا وسهلة التنفيذ، وأنت تعلم أنها صحيحة، فبسبب امتلاكك لشخصية نافرة من الحق وعنيدة، قد يقودك هذا إلى معارضتها عن علم، وهذا قد يجرح مشاعر والدتك ويجعلها تقلق عليك وتعاني، هذه هي العاقبة. باختصار، كيفية تعامل المرء مع الأشياء عندما تحل به، وكيفية تعامل المرء مع الأمور الإيجابية، وأيضًا كيفية تصدي المرء باستمرار لشخصياته الفاسدة ومحاربته لها، هو ما يُمثّل عزيمته في السعي إلى الحق. إذا كانت لديك هذه العزيمة، وكنت مستعدًا للتخلص من شخصيتك الفاسدة، وقبول الحق، وجعل كلمة الله حياتك، والعيش بشبه الإنسان، فيمكنك أن تتغيّر. بقدر كِبر عزيمتك في السعي إلى الحق، بقدر ما سيكون تغيّرك كبيرًا.

ما الذي يشير إليه الخلاص بشكل أساسي؟ يشير بشكل أساسي إلى تغيّر في الشخصية. فقط عندما تكون شخصية المرء قد تغيرت يمكنه التخلص من تأثير الشيطان، وأن يُخلَّص. لذلك، بالنسبة إلى أولئك الذين يؤمنون بالله، التغيّر في الشخصية هو مسألة كُبرى. عندما تتغيّر شخصية المرء، فإنه سيعيش شبه الإنسان ويحقق الخلاص الكامل. من الممكن أن يكون المرء غير حسن المظهر للغاية، أو ليس موهوبًا، أو ليس بارعًا، وربما هو يتلعثم في الحديث وليس بالغ الفصاحة، أو جيدًا في التأنّق، وقد يبدو عاديًا جدًا في الظاهر، لكنه قادر على طلب الحق عندما يحدث له شيء ما، بدلاً من التصرف وفقًا لإرادته الخاصة أو وضع المكائد من أجل مصلحته الشخصية، وعندما يأمره الله بأداء واجب ما، يكون قادرًا على الخضوع له وإنجاز ما أوكله إليه. ما رأيكم في هذا النوع من الأشخاص؟ رغم أنه خارجيًا ليس جذابًا أو لافتًا في المظهر، لكن لديه قلبًا يتقي الله ويخضع له، وفي هذا تتكشّف نقاط قوته. عندما يرى الناس هذا، سيقولون: "هذا الشخص لديه شخصية مستقرة، وعندما تحدث الأشياء، يمكنه أن يطلب بهدوء أمام الله دون أن يكون مهملًا أو يفعل شيئًا أحمق أو غبيًا. لديه موقف جاد ومسؤول؛ إنه ملتزم بالواجب ويمكنه تكريس نفسه بالكامل لأداء واجبه بصدق". هذا الشخص مُقيّد في كيفية تكلّمه وتصرفه، ولديه عقلانية طبيعية، وبناءً على ما يعيش بحسبه والشخصية التي يظهرها، فهو يمتلك قلبًا يتقي الله. إذا كان لديه قلب يتقي الله، فهل هناك مبادئ في أفعاله؟ هو بالتأكيد يطلب المبادئ ولا ينخرط بتهوّر في أفعال خاطئة. هذه هي النتيجة النهائية التي تتحقّق بممارسة الحق والسعي إلى تغيير الشخصية. حديثه موزون ودقيق، ولا يتحدث بإهمال، ويتصرف بطريقة مطمئنة وجديرة بالثقة، ولديه وقائع الخضوع لله والحيد عن الشر. جميع هذه المظاهر يُمكن رؤيتها في هذا الشخص. هذا شخص قد دخل في واقع الحق، وقد تغيّرت شخصيته. هذه الأشياء لا يمكن تزييفها. شخصية المرء هي حياته؛ أيًا كانت شخصية المرء، فإنها ستكون تصرفه. تصرفات الناس ومظاهرهم محكومة بشخصياتهم، وما يعبّر الناس عنه باستمرار هو كشوفات عن شخصيتهم، وليس سمتهم. القدرة على التعرّف على المشكلات المتعلقة بالشخصية والكشوفات عن مختلف الشخصيات الفاسدة، ثم حلها بطلب الحق، هو الأمر الأكثر أساسيةً الذي يجب على المرء تحقيقه في السعي إلى تغيير الشخصية.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.