كلمات حول كيفية مقاربة الحق والله (اقتباس 2)

يجب على المؤمنين بالله فهم بعض الأشياء الأساسية. على الأقل يجب أن يعرفوا في قلوبهم ما يعنيه الإيمان بالله؛ أي حقائق يجب على المؤمنين بالله فهمها؛ وكيف يجب أن يمارسوا الخضوع لله؛ وكذلك في خضوعهم لله ما هي الحقائق التي يجب فهمها، وأي من كلام الله يجب فهمه، وما هي وقائع الحق التي يجب أن يمتلكها المرء لكي يرضي الله. إذا كان لديك هذا الإيمان وهذه العزيمة، فحتى لو كانت لديك أحيانًا بعض المفاهيم أو كنت تُضمر مقاصد معينة، فسيكون من السهل التخلي عنها. أما أولئك الذين لا يملكون هذا الإيمان فسيكونون دائمًا انتقائيين في خضوعهم، وفي بعض الأحيان سيدققون وينتقون، ويجادلون، ويضمرون الضغائن، ويتذمرون بالشكاوى… كل أنواع السلوكيات المتمردة ستحدث من وقت لآخر! ليس فقط حادثة أو اثنتين عرضيتين، ولا مجرد فكرة عابرة، وإنما القدرة على التحدث بكلمات متمردة وفعل أشياء متمردة. يشير هذا إلى شخصية شديدة التمرد. إن الناس لديهم شخصيات فاسدة، وحتى إذا كانت لديهم العزيمة للخضوع لله، فإن خضوعهم يكون محدودًا؛ فهو خضوع نسبي، كما أنه عرضي، وعابر، ومشروط. إنه ليس خضوعًا مطلقًا. وبشخصية فاسدة، يكون تمردهم كبيرًا للغاية. إنهم يعترفون بالله، ولكن لا يمكنهم الخضوع له، وهم مستعدون للاستماع إلى كلامه، ولكن لا يمكنهم الخضوع له. يعرفون أن الله صالح، ويريدون أن يحبوه لكنهم لا يستطيعون. لا يمكنهم الاستماع إلى الله بالكامل، ولا يمكنهم تركه يرتب كل شيء، ولا يزال لديهم اختياراتهم الخاصة، ويُضمرون مقاصدهم ودوافعهم الخاصة، ولديهم خططهم وأفكارهم، وطريقتهم في فعل الأشياء. وامتلاك طريقتهم الخاصة للقيام بالأشياء، وأساليبهم الخاصة، يعني أنه لا توجد طريقة يمكنهم بها الخضوع لله. يمكنهم فقط التصرف وفقًا لأفكارهم الخاصة والتمرد على الله. هذا هو حال الأشخاص المتمردين! وهكذا فإن طبيعة الإنسان ليست فقط مجرد شخصيات فاسدة بسيطة مثل البر الذاتي السطحي، أو الاعتداد بالذات، أو الكبرياء، أو الأكاذيب وأساليب الخداع العرضية تجاه الله؛ بل إن جوهر الإنسان قد أصبح بالفعل هو جوهر الشيطان. كيف خان رئيس الملائكة الله في الماضي؟ وماذا عن الناس في الوقت الحاضر؟ بصراحة، سواء قبلتم ذلك أم لم تقبلوه، فإن الناس في الوقت الحاضر لا يخونون الله تمامًا مثلما فعل الشيطان فحسب، بل هم أيضًا معادون لله مباشرة في قلوبهم، وتفكيرهم، وأيديولوجياتهم. هذا هو إفساد الشيطان للبشرية وتحويلهم إلى أبالسة؛ لقد أصبح البشر ذرية الشيطان حقًا. ربما ستقولون: "نحن لسنا معادين لله. نحن نستمع إلى كل ما يقوله الله". هذا سطحي؛ يبدو الأمر وكأنك تستمع إلى كل ما يقوله الله. في الواقع، عندما أعقد شركة بشكل رسمي وأتحدث، لا يكون لدى معظم الناس مفاهيم، ويكونون مهذبين ومطيعين، ولكن عندما أتحدث وأقوم بالأمور بالإنسانية الطبيعية، أو عندما أعيش وأتصرف بالإنسانية الطبيعية، تظهر مفاهيمهم. على الرغم من رغبتهم في إفساح مكان لي في قلوبهم، فإنهم لا يستطيعون استيعابي، ومهما تُعقَد الشركة عن الحق فإنهم لا يستطيعون التخلي عن مفاهيمهم. هذا يظهر أن الإنسان لا يمكنه الخضوع لله بشكل مطلق، وإنما بشكل نسبي فحسب. أنت تعرف أنه الله، وتعرف أن الله المُتجسد لا بد أن تكون له إنسانية طبيعية، فلماذا لا تستطيع الخضوع لله بشكل مطلق؟ الله الذي صار جسدًا هو المسيح، ابن الإنسان؛ لديه الألوهية والإنسانية الطبيعية على حد سواء. ظاهريًا، له إنسانية طبيعية، لكن ألوهيته تعيش وتعمل داخل هذه الإنسانية الطبيعية. والآن، لقد صار الله جسدًا في صورة المسيح، ممتلكًا الألوهية والإنسانية. ورغم ذلك، بعض الناس لا يستطيعون الخضوع إلا لبعض كلامه وعمله الإلهيين، آخذين فقط كلامه الإلهي ولغته العميقة بوصفتهما كلام الله، بينما يتجاهلون بعض كلامه وعمله في حالة الإنسانية الطبيعية. بل إن بعض الناس تكون لديهم أفكار ومفاهيم في قلوبهم، إذ يؤمنون أن لغته الإلهية فقط هي كلمة الله، وأن لغته البشرية ليست كذلك. فهل يمكن لهؤلاء الناس أن يقبلوا كل الحقائق التي يعبر عنها الله؟ هل يمكن أن يطهرهم الله ويكمِّلهم؟ كلا، لا يمكن، لأن مثل هؤلاء الناس يفهمون بطريقة عبثية ولا يستطيعون ربح الحق. باختصار، إن العالم الداخلي للإنسان معقد للغاية، وهذه الأمور المتعلقة بالتمرد معقدة جدًا؛ لا حاجة لشرح ذلك بالتفصيل. يستطيع الناس الخضوع للاهوت الله، لكنهم لا يستطيعون الخضوع لبعض كلام إنسانيته الطبيعية وبعض عملها، وهو ما يدل على أنهم لم يخضعوا لله حقًا. خضوع الناس لله مشروط دائمًا؛ فهم يستمعون إلى ما يعتقدون أنه صحيح ومعقول، ويرفضون الاستماع إلى ما يعتقدون أنه غير صحيح وغير معقول. لا يخضعون لما لا يرغبون في الاستماع إليه أو لما لا يستطيعون فعله. هل يمكن أن يُطلق على هذا خضوع حقيقي؟ كلا بالتأكيد. يوضح هذا أن شخصيات الناس ليست صالحة، وأن شخصياتهم دنيئة وخبيثة للغاية؛ وهذا أمر بالغ الأهمية! معنى هذا أنه حتى عندما يخضع الناس قليلًا لله، فإن هذا الخضوع دائمًا ما يكون انتقائيًا ومشروطًا، وليس خضوعًا مطلقًا لله أبدًا. إذا قيل إن شخصًا ما يستمع ويخضع، فإن هذا يكون نسبيًا فحسب، لأنك لم تمس مصالحه أو لأنك لم تهذبه حقًا، لم تهذبه مباشرةً بخشونة. وحالما تهذبه بحق، سيعارضك ويظهر بوجه كئيب طوال اليوم. إذا سألته عن شيء فلن يرد، وإذا أخبرته أن يفعل شيئًا ما فلن يكون راغبًا في فعله. وعندما تخبره أن يفعل شيئًا لا يرغب في فعله، سيبدأ في تحطيم الأشياء ويكون عنيدًا معك. إلى أي مدى من السوء يمكن أن تصل شخصية المرء! لمَّا كنت تعلم أنه هو الله، فلماذا تعامله بهذه الطريقة؟ لا يختلف هذا عن الفريسيين وبولس في الماضي. هل كان بولس يعرف أن يسوع هو الله؟ لماذا اضطهد تلاميذ يسوع؟ لماذا اعتقل الكثير منهم؟ في نهاية المطاف، رأى يسوع أن بولس قد بالغ كثيرًا في اضطهاده، وفي الطريق إلى دمشق، أسقطه الله أرضًا. أشع نور حوله، وسقط بولس على الأرض. وبعد سقوطه، سأل يسوع: "مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟" فقال له يسوع: "أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ" (أعمال 9: 5). ومنذ ذلك الحين أصبح بولس بدرجة أكثر خضوعًا. لو لم يكن يسوع قد "أضاءه" وأسقطه أرضًا، لَمَا قبَل بولس يسوع؛ فضلًا عن أن يبشر له. ماذا يثبت هذا؟ إنه يثبت أن طبائع البشر سيئة للغاية.

كثيرًا ما يقول الناس: "نحن البشر جميعًا لدينا شخصيات فاسدة؛ لا يمكن لأي منا إرضاء الله"، و"البشر بارون في أعين ذاتهم ومزهوون بأنفسهم. إنهم يعتقدون دائمًا أنهم صالحون وأنهم أفضل من الآخرين!" وفي الواقع، هذا الفهم هو الأكثر سطحية؛ وهذا ليس سوى جانب صغير من جوانب الشخصية الفاسدة. لماذا لا تناقش تلك الأفكار والمقاصد المتعلقة بالتمرد على الله ومقاومته في طبيعتك الخاصة؟ يطلب الله منك أن تفعل شيئًا بطريقة معينة، وأنت تريد أن تفعله بطريقة أخرى. الله يعمل بطريقة معينة، وأنت تطالبه أن يعمل بطريقة أخرى. أليس هذا منازعة لله؟ كل إنسان لديه هذا النوع من الشخصية؛ لا أحد يمكنه الهروب منها. ربما سيقول بعض الناس: "هذا لا ينطبق عليَّ، لم أكن أعلم!" ذلك لأنك لم تتواصل مع الله. وبمجرد أن تفعل، وبعد أسبوع من التعرف عليه تدريجيًا، من المؤكد أنك ستتغير وتكشف عن ذاتك الحقيقية. هذه ليست مبالغة، ولا تقليلًا منك. في الوقت الحاضر، لا يمتلك البشر شخصيات فاسدة فحسب؛ بل لقد فسدت طبائعهم ذاتها أيضًا. لقد فسدت إنسانيتهم الطبيعية إلى حد أنَّها صارت ممزقة وضائعة تمامًا؛ أي أن البشر لم تعد لديهم إنسانية طبيعية. الله المتجسد لديه إنسانية طبيعية، لكن الناس جميعًا لديهم شخصيات فاسدة، وليس لديهم الكثير من الإنسانية الطبيعية، مما يجعل من المستحيل عليهم أن يكونوا على توافق مع الله. سيكون لديهم بالتأكيد خلافات ونزاعات مع الله في العديد من الأمور، بل إنهم قد يصلون إلى حد أن يكونوا عدوانيين تجاهه. هذا لأن الناس لا يمتلكون قلوبًا تتقي الله أو قلوبًا خاضعة لله. لا يمكن للمرء أن يطالب الناس قائلًا: "بما أنك تعترف بأنه هو الله، فيجب عليك أن تخضع له أيًا كان ما يقوله"، وبالطبع لا يمكنه أن يطالبهم بالإذعان لله في كل الأمور. الأمر ليس متعلّقًا بالإذعان؛ فالبشر كائنات مخلوقة، وفي نهاية المطاف، الله هو الله والإنسان هو الإنسان؛ يجب أن يكون هناك حدّ بينهما. كيف كان خادم إبراهيم يصلي إلى يهوه الله في عصر الناموس؟ "أَيُّهَا يَهْوَه إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيم" (التكوين 24: 12). لقد جعل الاختلاف في الرُتب واضحًا جدًا، في حين يعتقد الناس اليوم أن: "الله ليس مختلفًا عنا كثيرًا. لديه أيضاً إنسانية طبيعية، ولديه احتياجات، ولديه جميع المشاعر، والحياة، والأنشطة الخاصة بالإنسانية الطبيعية. فعلى الرغم من أنه يقوم بالأعمال الإلهية، فإن إنسانيته الطبيعية لا يمكن الاستغناء عنها!" وبمجرد أن تتكوّن لدى الناس هذه الفكرة الفجة عن "الإنسانية الطبيعية" داخل أنفسهم، فإنهم سيكونون ميّالين لوصف عمل الله، وكلامه، وشخصياته، على أنها الإنسانية الطبيعية للبشر، منكرين جوهره الإلهي. هذا خطأ هائل؛ فهذا يجعل معرفة الله مستحيلة، أليس كذلك؟ أنتم لم تتواصلوا مع الله؛ من منكم يجرؤ أن يقول: "لو أنني اتصلت مع الله لمدة سنة واحدة، أضمن أنني لن أكون متمردًا على الإطلاق؟" لا أحد يمكنه أن يكون موقنًا إلى هذا الحد. معظم الناس آمنوا بالله لأكثر من ١٠ أو ٢٠ سنة، ومع ذلك لا أحد يستطيع تحقيق الخضوع الحقيقي لله. هذا يكفي لإظهار أن الناس قد فسدوا بعمق بسبب الشيطان، وأن شخصية الشيطان قد ترسخت بالفعل في قلوبهم؛ وثمة بعض الأشياء الفاسدة التي لا تستطيعون حتى اكتشافها بأنفسكم. لقد تحدثت بالكثير من الكلمات وعبّرت عن العديد من الحقائق، ومع ذلك يكاد لا يكون أحد منكم يفهم الحق بالفعل. الناس الآن مصممون بعناد على الخطأ؛ إنهم مخدرون وبليدو الفهم إلى حد معين. المشكلة ليست أنهم جاهلون فحسب؛ بل لقد تشكلت طبائعهم المتمردة بالفعل، لكنكم لم تروا هذا بوضوح بعد.

بعض الناس، عند لقاء المسيح ليوم أو يومين، يجدونه غريبًا ويشعرون بشيء من التقيد في قلوبهم: "هذا هو الله هنا!" تكون لديهم هذه الفكرة في قلوبهم، ولكن بعد عشرة أيام أو أسبوعين من التواصل معه، يصبحون تدريجيًا أكثر ألفة وأقرب إليه، ويصبحون غير مقيدين في قلوبهم، ولا يعودون يميزون بين مكانتهم ومكانته. يبدو الأمر وكأن هناك مساواة تامة، بلا أي هرمية؛ يعتقدون أنه من اللائق لله أن يشاركهم الحياة والفرح. أتساءل أحيانًا، كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يكونوا كذلك؟ لو كنت أقوم بتهذيبهم باستمرار وتعنيفهم، لكانوا بالتأكيد مهذبين وخاضعين. أحيانًا، عندما أتحدث مع شخص ما على قدم المساواة، يفكر قائلًا: "همم، انظر كيف أن الله جيد معي!" كون الله جيدًا معك لا يُثبت أنك لا تمتلك شخصية متمردة أو أن جوهر طبيعتك صالح. أليس كذلك؟ بعض الناس، عندما أُعاملهم بلطف وأبتسم لهم قليلًا، ينسون مكانهم في الكون، ينسون من أين جاءوا وما هي هويتهم وجوهرهم؛ ينسون كل هذا. إن طبائع الناس سيئة جدًا حقًا؛ ليس لديهم أي عقل على الإطلاق! إذا كان بعض الناس يعتقدون أنهم صالحون تمامًا، فلتتعامل مع الله لفترة من الوقت وسترى كيف سينكشف كل التمرد والمقاومة بداخلك. تفاعل مع الله لفترة من الوقت؛ لن أذكرك، أو أوبخك، أو أهذبك، ولن يعقد أحد شركة معك؛ سوف تختبر بنفسك، وسنرى إلى أي مدى يمكنك أن تختبر. دون نيل الحق، حتمًا ستفشل فشلاً ذريعًا، وستكون العواقب لا تُصدّق. إن شخصيات الناس المتمردة شديدة للغاية؛ قلوبهم لا تستطيع أن تتسع للآخرين! إن شخصيتك المتمردة، وطبيعتك الشيطانية، وقلبك المتعجرف لا تستطيع أن تستوعب الآخرين. ربما تنشأ لدى بعض الأشخاص، بعد تفاعلهم معي لفترة من الوقت، بعض الأفكار الخاطئة؛ وإذا لم تتم معالجة هذه الأفكار، فما أن تصبح مفاهيم أو دينونة، سيجدون أنفسهم في خطر. يقول بعض الناس: "هذا لأنك عادي وطبيعي جدًا. أنا لست هكذا في إيماني بالرب يسوع". ينطبق الشيء نفسه على إيمانك بيسوع. لو كنتم في عصر يسوع، لما كنتم أفضل من الفريسيين، ولكانت عقولكم ممتلئة بالمفاهيم الخاطئة. لا تظن أنك كنت ستكون أفضل من يهوذا. لقد أمكنه أن يخون الرب وأن يسرق أمواله لاستخدامه الخاص؛ قد لا تخونه أو تنفق أموال الكنيسة بتهور، لكنك لن تكون شخصاً يخضع للرب، وستكون بالتأكيد مليئًا بالمفاهيم، والتمرد، والمقاومة. إن كلام الرب يسوع وعمله هما ظهور الله وعمله. لماذا عارض يهوذا الرب؟ كانت طبيعته سيئة للغاية؛ لم يكن قادرًا على استيعاب المسيح وأصر على معاداته. ألم يعاني بطرس كثيرًا أيضًا في ذلك الوقت؟ وفي نهاية المطاف، نظرًا لأن إنسانيته كانت أفضل قليلًا مقارنةً بالآخرين في ذلك الوقت، ولأنه كان قادرًا على السعي لمحبة الله، فقد كُمل في النهاية. في ذلك الوقت، كانت لديه هو أيضًا بعض المفاهيم والآراء حول يسوع، لكن بسبب قدرته على السعي لمحبة الرب، اكتسب بعض المعرفة عن الرب يسوع في النهاية. لذا، لا تتفاخر؛ لا تضمن أنك تستطيع أن تنجح وتحقق درجة كاملة في شيء لم تختبره. هذا غير صحيح أو واقعي. يجب أن تختبر الأمر بنفسك أولًا؛ وعندئذ فقط ستكون المعرفة والبصيرة التي تشاركها عملية. لا تقل: "يا الله، تعال إلى بيتي، أعدك أنني لن أغضبك مثل الآخرين. أعدك ألا أكون غير إنساني مثل الآخرين". هذا ليس مؤكدًا، لأن عناصر الإنسانية الطبيعية داخل الناس قد دُمِّرت بالفعل؛ إنسانيتهم الطبيعية ذهبت، وكذلك ضمائرهم وعقولهم؛ الفطرة السليمة للإنسانية الطبيعية، التحدث ببساطة وأمانة، والقدرة على الاستماع والخضوع، كل هذه الأشياء الإيجابية قد اختفت بالفعل من داخل الناس. لذا، لقد تغيرت بالفعل مبادئ الناس للعيش وأهدافهم في الحياة؛ فجميعهم يتمسكون بالفلسفة الشيطانية وتهيمن عليهم طبيعة الشيطان. كلامهم مليء بالمكر والخداع، ويتبعون الاتجاه السائد، ويتفوقون في قول أشياء تبدو لطيفة؛ يعتقدون أن العيش بهذه الطريقة أمر رائع. لماذا يقال إن البشر فسدوا بعمق؟ وإذا كانوا قد فسدوا بهذا العمق، فهل لا يزال لدى الناس أي إنسانية طبيعية؟ أنت تعتقد أن لديك شخصية فاسدة، وتعتقد أنها مجرد نوع من الغطرسة، والبر في عين نفسك، والكبرياء، مع كونك مخادع بعض الشيء في الحديث، أو تؤدي واجباتك بلا مبالاة؛ هذا كل ما في الأمر. لكن هذه المعرفة سطحية جدًا؛ إنها مجرد خدش للسطح. الأساس هو أن الإنسان شرير بطبيعته، جميع الناس يوقرون الشر وينكرون الله ويقاومونه، وإنسانيتهم الطبيعية قد زالت بالفعل من على وجه الأرض. أليس الأمر كذلك؟ إذن، ماذا يجب أن يفعل الناس ليحققوا معيار كونهم كائنات مخلوقة؟ الأساس هو العثور على طريق للممارسة، طريقة مناسبة للممارسة، من خلال كلام الله. أنتم جميعًا تعلمون أنه لا يوجد أشخاص صالحون بشكل استثنائي بين البشر، فلماذا يقال الآن إن بعض الناس لديهم إنسانية بينما البعض الآخر لا؟ هل يستطيع الأشخاص الذين يمتلكون الإنسانية أن يمارسوا هذه الحقائق فعليًا؟ هم أيضًا لا يستطيعون ممارستها؛ الأمر هو أن هؤلاء الناس نسبيًا يكونون أكثر لطفًا ورقة في قلوبهم، وأكثر مسؤولية في عملهم؛ لكن هذا كله نسبي، وليس مطلقًا. إذا قمتَ بتقييم شخص وقلتَ إن هذا الشخص جيد تمامًا ولا توجد لديه أي عيوب أو تمرد، وأنه مطيع وخاضع تمامًا، وليس لا مباليًا على الإطلاق في أداء واجباتهِ، ألن يكون هذا من قبيل المبالغة؟ هل يتماشى مع الحقائق؟ هل يوجد حقًا شخص كهذا؟ إذا كان هذا هو فهمكم، فهو فهم مشوّه. ولكن إذا كنتم تفكرون: "لقد انتهى أمرنا نحن البشر. ليس بيننا أحد صالح، فما الجدوى من الإيمان بالله؟ سأتوقف ببساطة عن الإيمان وأنتظر موتي!"، فهذا أيضًا سخيف. أنتم دائمًا تميلون إلى التطرف، كما لو كنتم لا تفهمون الكلام الواضح؛ أنتم دائمًا ما تميلون إلى جهة أو أخرى. إذا كنتُ أتحدث بلطف وهدوء، ستفشلون في معرفة أنفسكم، ولكن إذا تحدثتُ بشدة وقسوة، ستخفضون رؤوسكم، وتصبحون سلبيين، وحتى تيأسوا من أنفسكم. عندما يسمع بعض الناس كلام الدينونة والإدانة من الله، يصبحون مشلولين على الفور ويعتقدون أنهم انتهوا، وأنه لا أمل لهم في الخلاص. هؤلاء الأشخاص هم بالضبط أصعب من يمكن تخليصهم، لأنهم لا يفهمون الكلام الواضح! والآن، عندما يتحدث الله ويكشف الناس، يكون ذلك لجعلهم يفهمون جذور طبيعة الإنسان الفاسدة ويفهمون لماذا يستطيع الإنسان أن يتمرد على الله. إن كشف هذه الأمور مفيد للناس. إذا لم تُكشف هذه الأمور، ستؤمن حتى النهاية دون أن تعرف نفسك، ودائمًا ما ستقول إن رئيس الملائكة متكبر ومغرور، أو تقول إن هذا الشخص متعجرف وذلك الشخص متمرد. ماذا عنك أنت؟ وهناك أيضًا أناس دائمًا ما يقولون: "إننا بالفعل متمردون على الله"، لكنهم لا يعرفون جذور تمردهم ولا يرون جوهر تلك الحالات أو يفهمونه. هذا يعني أنهم لا يستطيعون التغير ولا يمكن تخليصهم. هل يمكنكم فهم هذه الكلمات؟ (نعم).

هناك جانبان أساسيان لما عقدت شركة عنه للتو. أحد الجانبين هو أنه عند الإيمان بالله، ينبغي للمرء أن يصل إلى الخضوع الحقيقي، محققًا المعايير المطلوبة بوصفه كائنًا مخلوقًا. والجانب الآخر هو أن كشف التمرد داخل الناس وفضح طبيعتهم يمكنهم من معرفة أنفسهم. إذا لم يتم كشفهم بهذه الطريقة وجعلهم يعرفون أنفسهم، فسيقول الجميع إنهم صالحون وأفضل من الآخرين. على سبيل المثال، يقول بعض الناس: "أنا أيضًا فاسد جدًا"، لكن عندما يتفاعلون مع الآخرين لفترة من الوقت، يعتقدون أنهم لا يزالون أفضل من الآخرين، قائلين: "أنا لست صالحًا؛ لكني أرى أنك لست أفضل، وفي الواقع، أنت أسوأ مني!" لا تظن أنك أفضل من الآخرين. أنت لست أفضل من الآخرين بأي شكل من الأشكال؛ فطبيعة الناس المتمردة واحدة. هل هذا واضح؟ والآن، بعد أن أنهينا هذه الشركة، ماذا تعتقدون جميعًا؟ هل تفكرون: "لقد آمنتُ بالله لسنوات عديدة، وكنت أعتقد أنني شخص خاضع لله. واليوم، بعد أن أنهى الله هذه الشركة، أدركت أخيرًا أنني لا أملك خضوعًا حقيقيًا لله، ولا زلت لا أتعامل معه بوصفه الله. لا أستطيع حتى أن أُخضع لله؛ أنا بلا عقل تمامًا وإيماني مشوش جدًا!" إذا كان لديك هذا النوع من المعرفة حقًا، فهناك أمل لدخولك إلى الطريق الصحيح للإيمان بالله وأن تصبح شخصًا يخضع له؛ وحينها فقط يمكنك أن تنال الخلاص.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.