ربح الحق هو الأهم في الإيمان بالله (الجزء الأول)
لقد آمن بعض الناس بالله لأعوام، لكنهم ما زالوا متمسكين بملذات الطعام والملبس وغيرها من المتع الجسدية. هل يمكن لهذه الأشياء تلبية احتياجات قلب الإنسان؟ إن ما يحتاجه الناس بالأكثر غير واضح حتى لبعض الذين آمنوا بالله أعوامًا عديدة. يراني بعض الناس أعطي شيئًا لأحد الأشخاص، ويبدأون في إثارة الصخب قائلين: "كيف يعتني الله به ولا يعتني بي؟ إنني لا أملك هذا الشيء بعد". في الواقع، أنت لا تشعر بالجوع ولا ينقصك الملبس. لكنك جشع فحسب، ولا تعرف القناعة، وتحب التنافس على الأشياء. إن الاعتناء بكم ليس واجبي. يجب أن تتصرف وفقًا للمبادئ. لا تقاتل أبدًا لأجل مصالحك أو لأجل المنافع. فهذه الأشياء جميعها خارجية، وليست بديلًا عن ربحك للحق والحياة. بصرف النظر عن مدى حُسن مظهرك من الخارج، سوف يظل قلبك فارغًا إذا لم تكن قد ربحت الحق. يفهم الناس هذه الأشياء عندما يكون الأمر مجرد كلام، لكنهم لا يستطيعون مساعدة أنفسهم عندما تواجههم فعليًا. لا يمكنهم أن يعرفوها على حقيقتها. يتمتع أناس كثيرون في هذا العالم بالثروة والسلطة، وما نوع الحياة التي يعيشها هؤلاء الناس؟ إنها كلها أكل وشرب ولهو، واحتساء الخمر وتناول الطعام كل يوم، واستضافة الضيوف وتقديم الهدايا، والتصرف بتهور. هذه هي طريقة عيشهم. هل لديهم حياة بشرية؟ لا. إن ما يركزون عليه طوال اليوم هو تناول الطعام بكل نهم، وارتداء ملابس العلامات التجارية الشهيرة، والتباهي أينما ذهبوا، واستخدام سلطتهم لتحقيق أغراضهم. ما هؤلاء الناس؟ إنهم ينتمون إلى الأبالسة والشيطان، فهم متوحشون. عندما يكتفي بعض الأثرياء من ملذاتهم، فإنهم يفقدون الاهتمام بالحياة ويقتلون أنفسهم. ربما يكونون قد اكتفوا من ملذات الطعام واللباس واللهو، ولكن لماذا يمضون إلى قتل أنفسهم؟ يمكن للمرء أن يرى من هذا أن الشهرة والربح والمكانة والثروة والطعام واللباس والمتع ليست هي ما يحتاج الناس إليه حقًا على الإطلاق. يجب عليكم عدم السعي إلى تلك الأشياء. إذا انتظرت ولم ترجع إلّا بعد أن تتدهور بحيث لم يعد ثمة مجال للخلاص، فسوف يكون الأوان قد فات! عندما يرى شخص ذكي شخصًا آخر يفشل، فإنه يستمد الخبرة من ذلك مباشرةً من دون الحاجة إلى اختبار ذلك بنفسه. ومن ناحية أخرى، يمكن لشخص جاهل أن يمر بفشل تلو الآخر ويظل عاجزًا عن استخلاص الدروس منه. يجب تهذيبه قبل أن يبدأ في اكتساب بعض الوعي، ولكن بحلول ذلك الوقت سيكون الأوان قد فات. يعجز أولئك الناس الذين هم في غاية الجهل عن ربح الحق، أما الأذكياء الذين يختبرون عمل الله فهم وحدهم القادرون على ربح الحق. الحقيقة هي أن البشرية جميعها تحتاج إلى الحق، ولا يمكن خلاصها إلا من خلال السعي إلى الحق. سواء كنت واحدًا من شعب الله المختار أو من الأمم، فأنت بحاجة إلى التزود بالحق وإلى خلاص الله. بعض الناس ليست لديهم إنسانية على الإطلاق ولا يقبلون الحق بتاتًا، وأمثال هؤلاء الناس متوحشون. قد يحضرون الاجتماعات، لكن ما يسعون إليه في قلوبهم هو اللّذّات الآثمة، ومتع الطعام واللباس واللهو، وهم مُترَعون بهذه الأشياء. إنهم لا يسعون إلى الحق على الإطلاق، وتفيض قلوبهم بوجهات نظر إلحادية، وبأفكار عن نظرية التطور. إنهم لا يسمعونك مهما أقمت شركة معهم عن الحق، وعلى الرغم من أنهم يعرفون أن الإيمان بالله شيء جيد ويمكنهم المثابرة على إيمانهم، فإنهم غير قادرين على الانطلاق في طريق السعي إلى الحق. ولذلك، فإن أولئك الذين ليست لديهم محبة للحق ليسوا هم أولئك الذين عيَّنهم الله لخلاصه.
يملك الكثير من الناس حاليًا إيمانًا بالله مشوشًا للغاية. إنهم لا يعرفون ما ينبغي ربحه من الإيمان بالله، ولا يفهمون ما الهدف من الإيمان بالله؛ فهم ليست لديهم أي فكرة؛ إنهم لا يعرفون شيئًا على الإطلاق عما ينبغي أن يعيش الإنسان من أجله، أو ما ينبغي أن يعيش وفقًا له، أو كيفية العيش بطريقة لها قيمة ومغزى. إذا كنت غير متأكد في قلبك من سبب وجوب إيمانك بالله، فإن الاضطهاد والألم اللذين تعانيهما بسبب إيمانك بالله لا قيمة ولا أهمية لهما. ما الذي يقصد الناس بالضبط أن يربحوه من خلال إيمانهم بالله؟ إن كان إيمانك لا يهدف إلى ربح الحق والحياة، أفلا تعتصر ندمًا عندما ينتهي عمل الله وتتقرر عواقب الناس؟ عندما قررت في البداية أن تتبع الله، هل كان ذلك مجرد دافع لحظي، أم أنك فكرت في مسألة الإيمان بالله وحسبتها قبل أن تتخذ قرارك؟ ما الذي تعيش من أجله بالضبط؟ ما اتجاهك في الحياة وما أهدافك؟ هل لديك العزم على اتباع الله إلى النهاية وربح الحق في النهاية؟ هل يمكنك التأكد من أنك لن تستسلم في منتصف الطريق؟ هل يمكنك أداء واجبك بإخلاص بصرف النظر عن المواقف التي قد تظهر أو الضيقات أو التجارب أو الصعوبات أو المشكلات التي تواجهها؟ لا يملك بعض الناس حتى هذا القدر الضئيل من الإيمان أو التصميم على السعي إلى الحق. ومن ثم، فلن يكون ربح الحق سهلًا. عندما لا يكون الناس مهتمين بالحق، فإنهم لا يتمكنون من أداء واجبهم عن طيب خاطر، ولا يبذلون أنفسهم لله بإخلاص. كيف يمكن لأناس مثل أولئك أن يتبعوا الله إلى النهاية؟ إِذا سألتَ أحدهم: "لماذا تؤمن بالله؟ ماذا تريد من الإيمان بالله؟ ما الطريق الذي ينبغي أن تسلكه؟"، فلن يعرف ولن يتمكن من الإجابة. وهذا يُثبت أنهم لا يتبعون الله لربح الحق والحياة، بل يبحثون عن فرصة لربح البركات. كيف يمكن لشخص مثل ذلك أن يتمِّم واجبه بإخلاص؟ كلما ازداد فهم أولئك الذين يحبون الحق بالفعل للحق، ازدادت حماستهم في أداء واجبهم. أما الذين لا يفهمون الحق فغالبًا ما يصبحون سلبيين عند أداء واجبهم. إذا لم يتمكنوا من قبول الحق، فسوف ينسحبون. أما الذين يسعون إلى الحق فهم مختلفون: كلما أدوا واجبهم ازداد فهمهم للحق، وفيما يفعلون ذلك يتطهر فسادهم. كلما ازداد فهم الشخص للحق، ازداد شعوره بأن ما يربحه من اتباع الله هو الأعظم، ويمكنه الشعور بأن طريق اتباع الله يصبح أكثر إشراقًا كلما طالت فترة سلوكه إياه. هؤلاء هم الناس الذين ربحوا الحق. إن فهم الناس الحق فعلًا، فسوف يكونون واثقين من اتباع الله ويظلون مخلصين إلى النهاية.
عندما يواجه بعض الناس المرض وتمر حياتهم بمنعطف حرج، فإنهم يطلبون من الله أن يخلّصهم، وبمجرد أن يتجاوزوا ذلك يتوصلون إلى فهم القليل من الحق. ولكن ليس من الضروري أن يختبر الجميع الدعاء إلى الله في مسألة حياة أو موت. ما عليك إلا إلقاء نظرة على اختبارات بعض الناس، والاستماع إلى شركتهم ومشاعرهم، وسيكون بإمكانك الاستفادة منها. وحتى إن لم تكن قد مررت باختبار بنفسك، فيمكنك أن تفهم بعضًا من اختبارات الآخرين. عندما يقترب بعض الناس من الموت، فإنهم يشعرون أنهم لم يتغيروا كثيرًا، وأنهم يعرفون القليل عن الله، وأن ما فعلوه وبذلوه من أجل الله محدود؛ حيث يشعرون أنهم لم يسعوا إلى الحق خلال أعوام إيمانهم بالله، وأنهم لم يربحوا إلا القليل جدًا، وأنهم مدينون لله بالكثير للغاية، وإن حدث فعلًا أن ماتوا، فلن يكون ذلك بإرادتهم؛ لأنه لن تعود لديهم فرصة للتوبة. عندما واجه أيوب التجارب، أصبح جسده مغطى بالقروح. لم تفهمه زوجته وسخرت منه، ولم يفهمه أصدقاؤه، بل وحكموا عليه وأدانوه معتقدين أنه لا بد أنه فعل شيئًا سيّئًا وأغضب يهوه الله. كلَّموا أيوب قائلين: "كيف أغضبت يهوه الله؟ امضِ واعترف بخطاياك. يهوه الله بار". لكن أيوب فهم في قلبه، ولم يشعر أنه فعل أيّ شيء سيّئ. ومع ذلك، كان من المؤلم له أن يواجه مثل هذه التجربة! لقد سعى إلى الموت مفضلًا إياه على الحياة في معاناته، فقد عانى كثيرًا لدرجة أنه اعتقد أن الموت كان مهربه الوحيد منها وأن الموت سيكون نهاية الأمر، ومع ذلك كان لا يزال بإمكانه تسبيح الله في قلبه. وهذا ليس شيئًا يمكن لشخص عادي تحقيقه. فمعظم الناس لا يسبحون الله عندما يشعرون بالألم. إنهم يطالبونه فحسب قائلين: "يا الله، أعطني نَفَسًا واحدًا فقط. أسرع واشفني من جديد! سوف أفعل ما تريده مني عندما أتحسّن". إنهم يبدأون بمحاولة المساومة. كيف ينبغي أن تواجه المرض عندما يأتي؟ ينبغي أن تمثل أمام الله وتُصلِّي وتسعى وتتلمس قصد الله. ينبغي أن تفحص نفسك لتجد ما الذي فعلته وكان مخالفًا للحق، وأي فساد فيك لم يُعالَج. لا يمكن علاج شخصيتك الفاسدة من دون التعرض للمعاناة. فمن خلال تلطيف حدة المزاج بالمعاناة وحدها، يمكن للناس ألا يكونوا فاسقين، ويمكنهم العيش أمام الله في جميع الأوقات. عندما يعاني الشخص، فإنه يكون دائمًا في حالة صلاة. ليس لديه أي تفكير في ملذات الطعام واللباس وغيرهما من الملذات. إنه يُصلِّي باستمرار في قلبه، ويفحص نفسه لمعرفة ما إذا كان قد ارتكب أي خطأ، أو أين تمادى في معارضة الحق. في المعتاد، عندما تواجه مرضًا خطيرًا أو داءً غريبًا يجعلك تعاني بشدة، فإن هذا لا يحدث بالصدفة. سواء كنت مريضًا أو بصحة جيدة، فإن مقصد الله يكمن في ذلك. عندما يعمل الروح القدس وتكون سليمًا جسديًا، يمكنك عادةً أن تسعى إلى الله، لكنك تتوقف عن السعي إلى الله عندما تمرض وتتألم، ولا تعرف كيفية السعي إليه. أنت تعيش في مرض، وتفكر دائمًا في العلاج الذي سيجعلك تتحسن بشكل أسرع. أنت تحسد غير المرضى في مثل هذه الأوقات، وتريد التخلص من مرضك وألمك بأسرع ما يمكن. وهذه عواطف سلبية ومقاومة. عندما يمرض الناس، فإنهم يفكرون أحيانًا: "هل تسبَّبت في هذا المرض بسبب جهلي، أم أنه مقصد الله؟" بكل بساطة، لا يمكنهم معرفة ذلك. في الواقع، بعض الأمراض طبيعية؛ مثل نزلة البرد أو الالتهاب أو الأنفلونزا. عندما تُصاب بمرض خطير يُسقِطك فجأةً، وتفضل الموت على المعاناة، فإن مثل هذا المرض لا يحدث بالصدفة. هل تُصلِّي إلى الله وتطلب منه عندما يداهمك المرض والمعاناة؟ كيف يرشدك عمل الروح القدس ويقودك؟ هل ينيرك ويضيئك فحسب؟ تلك ليست طريقته الوحيدة، فسوف يختبرك وينقيك أيضًا. كيف يختبر الله الناس؟ ألا يختبر الناس بأن يجعلهم يعانون؟ تسير المعاناة جنبًا إلى جنب مع الاختبار. كيف يمكن أن يعاني الناس إذا لم تكن هناك اختبارات؟ وكيف يمكن أن يتغير الناس من دون معاناة؟ تسير المعاناة جنبًا إلى جنب مع الاختبار، وذلك هو عمل الروح القدس. أحيانًا يمنح الله الناس بعض المعاناة؛ لأنهم لولاها لما عرفوا مكانهم في الكون ولأصبحوا وقحين. لا يمكن علاج الشخصية الفاسدة تمامًا من خلال إقامة الشركة عن الحق فقط. قد يشير الآخرون إلى مشكلاتك، وقد تعرفها بنفسك ولكن لا يمكنك تغييرها. بصرف النظر عن مدى اعتمادك على قوة إرادتك لضبط نفسك، فإن صفْعَ وجهك أو ضرْبَ نفسك على الرأس أو خبْطَ نفسك بالحائط أو إيذاء جسدك لن يعالج مشكلاتك. وما دامت توجد شخصية شيطانية بداخلك تعذبك باستمرار وتزعجك وتعطيك جميع أنواع الخواطر والأفكار، فسوف تُكشَف شخصيتك الفاسدة. ماذا تفعل إذًا إن لم تتمكن من علاجها؟ يجب تنقيتك من خلال المرض. يعاني البعض كثيرًا في هذه التنقية لدرجة أنهم لا يستطيعون تحمُّلها، ويبدأون في الصلاة والسعي. عندما لا تكون مريضًا، فإنك تكون فاسقًا للغاية ومتكبرًا بجموح. وعندما تمرض، فإنك تخضع. هل لا يزال بإمكانك أن تكون متكبرًا إلى حد كبير حينها؟ عندما يكون لديك ما يكفي من الطاقة للتحدث، هل يمكنك أن تلقي محاضرات على الآخرين أو أن تكون متكبرًا؟ في مثل تلك الأوقات، لا تقدم أي مطالب، فأنت لا تريد إلا التخلص من معاناتك من دون التفكير في أي طعام أو لباس أو متعة. لم يختبر معظمكم ذلك الشعور، لكنكم سوف تفهمون عندما تختبرونه. يوجد الآن البعض ممن يقاتلون من أجل المنصب وملذات الجسد ومصالحهم الخاصة. وهذا كله لأنهم في بحبوحة عظيمة ومعاناتهم طفيفة للغاية وقدرهم وضيع. توجد المشقة والتنقية بانتظار هؤلاء الناس!
سوف يرتب الله لك بعض المواقف أحيانًا، ويهذبك من خلال الناس من حولك، ويُسبِّب لك المعاناة، ويجعلك تتعلم الدروس، ويسمح لك بفهم الحق ورؤية الأشياء على حقيقتها. يُجري الله هذا العمل الآن من خلال جعل المعاناة ملازمة لجسدك، وذلك حتى تتمكن من تعلُّم درسك، وعلاج شخصيتك الفاسدة، وأداء واجبك جيدًا. كان بولس كثيرًا ما يقول إنه كانت لديه شوكة في جسده. ماذا كانت هذه الشوكة؟ لقد كانت مرضًا، ولم يستطع التخلص منه. كان يعرف تمام المعرفة ماهية ذلك المرض، وأنه كان يستهدف شخصيته وطبيعته. لو لم تَخِزْه هذه الشوكة، ولو لم يلحقه هذا المرض، لكان بإمكانه أن يؤسس ملكوته الخاص في أي مكان وزمان، ولكن لم تكن لديه الطاقة بسبب مرضه. ولذلك، فإن المرض في الغالب نوع من "المظلة الواقية" للناس. إذا لم تكن مريضًا، بل كنت مفعمًا بالطاقة، فمن الممكن أن ترتكب شرًا من نوع ما وتُسبِّب بعض المتاعب. يمكن أن يفقد الناس عقلهم بسهولة عندما يكونون متكبرين وفاسقين للغاية. سوف يندمون عندما يكونون قد فعلوا الشر، ولكن بحلول ذلك الوقت لن يتمكنوا من مساعدة أنفسهم. ولذلك السبب، فإن الإصابة بمرض بسيط أمر جيد وحماية للناس. قد تستطيع علاج جميع مشكلات الآخرين، ويمكنك علاج جميع المشكلات في ذهنك، ولكن لا يوجد شيء يمكنك فعله عندما لا تتعافى من مرض. فالإصابة بالمرض أمر خارج عن إرادتك حقًا. إذا مرضت ولم توجد طريقة لعلاج مرضك، فإن تلك هي المعاناة التي ينبغي أن تتحملها. لا تحاول التخلص منها. يجب عليك أولًا أن تخضع وتُصلِّي إلى الله وتطلب رغبات الله. قل: "يا إلهي، أعلم أنني فاسد وأن طبيعتي رديئة. يمكنني أن أعمل أشياء تنطوي على العصيان والمقاومة ضدك، وأشياء تؤذيك وتُسبِّب لك الألم. كم من الرائع أنك منحتني هذا المرض. ينبغي أن أخضع له. من فضلك مدَّني بالاستنارة، واجعلني أفهم مقصدك وما تريد تغييره فيَّ وتجعله كاملًا. لا أطلب منك إلا أن ترشدني حتى أتمكن من فهم الحق والانطلاق في الطريق الصحيح للحياة". يجب أن تسعى وتُصلِّي. لا يمكنك أن تكون في حالة من التخبط، معتقدًا أنه لا توجد مشكلة إن مرضتَ، وأنه لا يمكن أن يكون التأديب الذي تواجهه هو بسبب إغضاب الله. لا تُصدِر أحكامًا متسرعة. إذا كان الله يسكن قلبك حقًا، فلا تدع كل ما تقابله يفوتك. ينبغي أن تُصلِّي وتطلب، وأن تشعر برغبة الله في كل أمر، وأن تتعلم الخضوع لله. عندما يرى الله أنك تستطيع الخضوع وتملك قلبًا خاضعًا لله، سوف يخفف معاناتك. يحقق الله مثل هذه التأثيرات من خلال المعاناة والتنقية.
على مر التاريخ، تعرَّض المسيحيون والتلاميذ والرسل والأنبياء الأتقياء للرجم حتى الموت، والسحل بالخيول حتى الموت، والتقطيع إلى أشلاء، والغلي في الزيت، والصلب…. لقد ماتوا بجميع أنواع الطرق. وما أعنيه بهذا هو ألّا تخطط للتمتع بالبحبوحة عندما تتبع الله. لا تطلب هذا ولا ترغبه بطريقة مفرطة. لماذا أقول إنه من الخطأ أن يطالب الناس الله بأشياء؟ لأن أي مطلب بسيط يصل إلى حد الرغبة المفرطة، وينبغي ألا تكون لديك هذه المطالب. لا تتمنَّ الأشياء وتقول: "يا الله، ألبسني ملابس أنيقة، فلديَّ سبب لارتداء الأشياء الجميلة. يا إلهي، إنني أقوم بواجبي الآن، ولذلك لديَّ سبب وجيه لأطلب منك أن تباركني وتمنحني صحة جيدة". إذا مرضتَ يومًا، فهل ستصبح سلبيًا؟ هل ستتوقف عن الإيمان بالله؟ هل ستستمر في أداء واجبك إذا لم تكن بصحة جيدة؟ أليس أداء واجبك هو ما يجب أن تفعله على أي حال؟ إنه دعوة مرسلة من السماء، ومسؤولية لا يمكن التخلص منها. ينبغي أن تؤدي واجبك حتى لو لم يوجد أي شخص آخر يؤدي واجبه. هذه هي العزيمة التي يجب أن تكون لديك. يفكر أناس كثيرون قائلين: "إذا كان لا يزال يتعين عليَّ أن أعاني عندما أؤمن بالله، فلماذا أتبعه؟ إنني أتبع الله لأتمتع ببركاته. ولن أتبعه من دون بركات أتمتع بها!". أليست هذه طريقة خاطئة للنظر إلى الأمر؟ لقد رأيتم جميعًا في اختباركم على مدار جميع هذه الأعوام أن أولئك الذين يسعون إلى الحق فعلًا لا يحصلون على بركات مرئية بوضوح كما يتصور الناس. لا تسير الأمور هكذا لأي أحد في أن يكون مبتهجًا وخاليًا من الهموم كل يوم، وأن يرتدي ملابس أنيقة، وأن يسير كل شيء له على ما يرام، وأن ينجح في العالم. فالناس جميعهم يمرون بالحياة يومًا بعد يوم، ويصطدمون بعقبة تلو الأخرى. يتعرض بعض الناس للتمييز والتنمر في وظائفهم في أماكن أخرى، وبعض الناس يلازمهم المرض دائمًا، وآخرون يفشلون في الأعمال التجارية ويتخلى عنهم أفراد عائلاتهم الملحدين. للحياة حلوها ومُرَّها، وهي لا تخلو من المشكلات. كلما سعى الشخص إلى الحق ازدادت معاناته، في حين أن أولئك الذين لا يسعون إلى الحق على الإطلاق يعيشون حياة مريحة. ليست لديهم أمراض أو متاعب، وكل شيء يسير على ما يرام لهم، ويحسدهم الآخرون. ومع ذلك، ليس لديهم أدنى قدر من دخول الحياة، وهم يعيشون مثل غير المؤمنين. أما أولئك الذين يتبعون الله بإخلاص فلا بدّ أن يعانوا الاضطهاد والمشقة حتمًا. وما الذي تثبته معاناتك للاضطهاد والمشقة؟ أن الله لم يتركك، وأن الله لم يتخلَّ عنك، وأن يد الله دائمًا عليك ولا تفارقك. إن فارقك الله وسقطت في فخ الشيطان، أفلا تكون في خطر حينها؟ إن عشتَ كل يوم في الخطية، ساعيًا وراء الشهرة والربح، ومشتهيًا الملذات ومنحطًّا في الشراب والقمار والفجور، فسوف يتركك الله. لن يعود يكترث بك، وسوف تُستبعَد بالتأكيد. قد تربح ثروة ومكانة دنيويتين، لكنك في الواقع ستكون قد خسرت الشيء الأثمن على الإطلاق؛ وهو الحق، أي الحياة الأبدية، حتى من دون أن تدري!
يقول بعض الناس: "لماذا يؤدبني الله دائمًا؟ لماذا يتمتع الآخرون بصحة ممتازة بينما أنا مريض دائمًا؟ لماذا أعاني دائمًا؟ ولماذا عائلتي فقيرة للغاية؟ لماذا لا نستطيع أن نصبح أغنياء؟ لماذا لا أتمكن من ارتداء ملابس أنيقة؟ كيف يمكن للآخرين ارتداء ملابس أنيقة؟". لا تحسد الآخرين على مقدار نعمة الله وبركاته التي يتمتعون بها؛ ربما لأن قاماتهم ضئيلة، والله يفهم ضعفهم فيمنحهم قدرًا من النعمة ليتمتعوا بها، ويجعلهم يختبرونها شيئًا فشيئًا حتى يفهموا أعماله تدريجيًا. أما بالنسبة إليك، فالله لديه متطلبات صارمة للغاية. إن حياتك، كما يراها الإنسان، في غاية التعاسة، وأنت تعاني باستمرار، ومع ذلك فقد فهمتَ الكثير من الحقائق، وينبغي عليك تقديم وافر الشكر والثناء لله. هذا شخص يعرف أعمال الله. ما دام الشخص يستطيع أن يفهم الحق، فتلك هي البركة الأعظم من الله مهما كانت معاناته. أما تأديب الله لك ومواجهتك التجارب غالبًا بحيث يمكنك تعلُّم الدروس وفهم الحقائق غالبًا فمعناه أن محبة الله تتبعك. إذا كنت فاسقًا دائمًا ولم تؤدب بعد، وكنت لا تتأدب، فمهما طال فسقك يكون قد انتهى أمرك ما لم يهذبك أحد أو ينتبه إليك. وهذا يعني أن الله قد تخلَّى عنك. يوجد بعض الناس الذين لا يؤدون أي واجب ولا يتحملون أي مسؤوليات. إنهم يعيشون حياة مترفة وخالية من الهموم، وفي راحة كبيرة. لا يمكنهم تعلُّم أي دروس، ولا يربحون شيئًا. هل هذه هي السعادة؟ ماذا يمكن أن يربحوا من رغبتهم في الفسق وسعيهم إلى الحرية ومتعهم الجسدية؟ أنت تعاني وتُتعِب نفسك في أداء واجبك، والجميع يهتم بك، وأحيانًا يهذبونك. وهذا يوضح أن الله يحبك ويتحمل مسؤوليتك. يجب أن تسعى وأن تُصلِّي إلى الله أكثر لأجل كثير من الأمور، وستستطيع حينها فهم مقاصده. وبصرف النظر عن الواجب الذي تؤديه، يجب ألا تكون ضالًا أو فاسقًا أو لا مباليًا أو عنيدًا في طرقك الضالة تحت أي ظرف من الظروف. أسرع واسعَ إلى الحق عندما تكون لديك مشكلة. فالشيء الأهم هو أن تستطيع إتمام واجبك وإرضاء الله، وسيتمكن قلبك بالطبع من التمتع بالسلام والبهجة. إذا كنت جامحًا أو فاسقًا للغاية، ولا تقبل التأديب، وكنت عنيدًا جدًا أيضًا، فسوف تكون في خطر. لن تكون لديك فرص أخرى بمجرد استبعادك، وسوف يكون وقت الندم قد فات. يُصلِّي بعض الناس طوال الوقت عندما يمرضون للمرَّة الأولى، ولكن عندما يرون لاحقًا أن صلواتهم لم تشفهم، فإنهم يغرقون في مرضهم، ويشكون طوال الوقت، ويقولون في قلوبهم: "إن الإيمان بالله لم ينفعني بشيء. أنا مريض والله لن يشفيني!". هذا ليس إيمانًا صادقًا. إنه يخلو تمامًا من الخضوع، وما يترتب عليه هو موتهم بمجرد أن يفرغوا من الشكوى. هذا هو إبطال الله لجسدهم وإرسالهم إلى الجحيم. إنها نهاية كل شيء بالنسبة إليهم. ليست لديهم فرصة لربح الخلاص في هذه الحياة، ويجب أن تذهب أرواحهم إلى الجحيم. هذه هي المرحلة الأخيرة من عمل الله لخلاص البشرية، وإذا استُبعدَ الشخص، فلن تتاح له فرصة أخرى أبدًا! إذا مُتَّ بينما يُجري الله عمله الخلاصي، فإن هذا الموت عقوبة وليس موتًا عاديًا، والذين يموتون كعقوبة ليست لديهم فرصة للخلاص. ألا يُعاقَب بولس باستمرار في العالم السفلي؟ لقد مرَّ ألفا عام، وما زال هناك يُعاقَب! والأمر أسوأ عندما تفعل شيئًا خاطئًا عن عمد، وسوف تكون العقوبة حتّى أشد!
يقول بعض الناس: "لقد كنت مريضًا دائمًا، وأعاني وأتألم دائمًا. كانت توجد دائمًا بعض الظروف المحيطة بي، لكنني لم أشعر قط بعمل الروح القدس". هذا صحيح. هذه هي طريقة عمل الروح القدس في معظم الأوقات، ولا يمكنك الشعور بها. هذه هي التنقية. سوف يمدَّك الروح القدس أحيانًا بالاستنارة، ويتيح لك أن تفهم قدرًا من الحق من خلال إقامة الشركة. وأحيانًا، سوف يجعلك تدرك شيئًا من خلال بيئتك ويختبرك ويجعلك أشد صلابةً ويدربك في تلك البيئة، ويجعلك تنمو. هذه هي طريقة عمل الروح القدس. لم تكن لديكم أي معرفة عندما مررتم بالأشياء من قبل؛ لأنكم لم تركزوا على السعي إلى الحق في قلوبكم. عندما لا يفهم الشخص الحق، فإنه لا يستطيع رؤية أي شيء على حقيقته، ويكون محَرَّفًا دائمًا في استيعابه. وهذا هو الحال عندما يمرض الشخص ويعتقد أن الله هو الذي يؤدبه، في حين أن بعض الأمراض في الواقع من صنع الإنسان بسبب عدم فهم قواعد العيش. عندما تأكل بإفراط ولا تفهم الحياة الصحية، فإنك تمرض بجميع أنواع الطرق. ومع ذلك، فإنك تقول إنه تأديب من الله، في حين أنه جاء في الواقع بسبب جهلك. ولكن للتأكيد، سواء كان للمرض سبب بشري أو كان من الروح القدس، فإنه لطف خاص من الله. فالمقصود منه أن تتعلم درسًا، ويجب أن تشكر الله وألا تشكو. فكل شكوى تقدمها تترك وصمة عار، وتلك خطية لا يمكن غفرانها! كم من الوقت سوف يستغرقه تغيير حالتك عندما تشكو؟ إذا كنت سلبيًا بعض الشيء، فقد تعود إلى حالتك بعد شهر. عندما تشكو وتُعبِّر عن بعض العواطف السلبية، فقد لا تتمكن من العودة إلى حالتك حتى بعد عام، ولن يعمل الروح القدس فيك. سوف يكون من المريع لك إذا كنت تشكو دائمًا، وسوف يكون حتى أشّد صعوبةً عليك أن تربح عمل الروح القدس. يجب أن يبذل المرء قدرًا كبيرًا من الجهد في الصلاة لضبط عقليته ضبطًا صحيحًا وقبول جزء من عمل الروح القدس. ليس من السهل تغيير طريقة التفكير بالكامل. لا يمكن عمل ذلك إلا من خلال السعي إلى الحق وربح استنارة الروح القدس وإضاءته. توجد في الواقع أوقات في اختباركم الخاص تربحون فيها عمل الروح القدس، وتكون معظمها عندما تواجه الاضطهاد والمشقة أو المرض والألم. فعندها فقط تُصلِّي إلى الله بحرارة، وتطلب منه أن يشفيك ويمنحك الإيمان والقوة. أنت تُصلِّي من أجل هذا الشيء وحده. لعلك تريد الصلاة أكثر وطلب مقاصد الله، لكنك لا تعرف ما تقول. تريد أن تعقد شركة ببعض الكلمات من قلبك إلى الله، ولكن ليس لديك ما تقدمه؛ فقامتك ضئيلة للغاية. سوف يعطيك الله أحيانًا وقتًا عصيبًا من خلال الناس من حولك. ولا يمكنك في تلك الأوقات أن تفعل شيئًا إلا الرجوع أمام الله والبدء في التأمل: "ما الخطأ الذي ارتكبته بالضبط؟ مدَّني بالاستنارة يا الله أرجوك واجعلني أفهم. إذا كان الله لا يمدُّني بالاستنارة، فسوف أواصل الصلاة. وإن كنت قد صلَّيت وما زلت لا أفهم، فسوف أظل أسعى في هذا الأمر، وسوف أسعى مع شخص يفهم الحق". هذا هو معنى تحمُّل المسؤولية عن نفسك. لا يسعى بعض الناس أبدًا إلى الحق عندما تحدث الأشياء لهم. إنهم يفهمون بعض الكلمات والتعاليم، ويعتقدون أنهم يفهمون الحق. إنهم يخدعون أنفسهم، وتلك حماقة. إنهم الناس الأكثر حماقة وجهلًا، والنتيجة الوحيدة المحتملة هي أنهم سوف يؤذون أنفسهم ويدمرونها من دون أن يربحوا أي حق على الإطلاق.
أنتم لا تصلّون كثيرًا في العادة، أليس كذلك؟ عندما لا يُصلِّي الناس كثيرًا، فإنهم لا يسعون كثيرًا، وإذا لم يسعوا كثيرًا، فإنه يصعب عليهم فهم الحق، ويخلون من الخضوع. إذا لم يكن لديك موقف السعي، فكيف يمكنك أن تملك الخضوع؟ كيف ستتمكن من فهم أعمال الله؟ أنت لا تعرف حتى كيفية عمل الله فيك، ولا من ينبغي أن تخضع له أو من ينبغي أن تنتبه إلى كلامه. الخضوع غير ممكن لك. إن الخضوع ليس شيئًا غامضًا، فهي تتطلب هدفًا وغاية. إذا كنت لا تعرف حتى سبب تعبير الله عن الحق أو ما يفعله، فكيف يمكنك أن تكون خاضعًا؟ يصبح الخضوع كلمة فارغة عندما تقولها. وعندما يحدث لك شيء، كيف ينبغي أن تُصلِّي وكيف ينبغي أن تسعى بقول ما في قلبك؟ ما الذي ينبغي أن تسعى إليه؟ يجب أن تتضح لك هذه الأشياء قبل أن تتمكن من أداء صلاة حقيقية. لا تحاكِ ما يقوله الآخرون عندما تُصلِّي، فضلًا عن أن تقلد كلمات يسوع: "لتكن مشيئتك". لا تنسخ هذه الكلمات اعتباطًا. إن ما لديك في داخلك ليس أكثر من الاستنارة والإضاءة، ولا يمكن أن يصل إلى مستوى تتميم مشيئة الله. عندما تُهذَّب أحيانًا أو عندما تتحمل بعض المعاناة، لا تقل إن هذا هو تكميل الله لك أو إن هذه هي مشيئته. من الخطأ أن تقول هذا، ويجب ألا تُصلِّي بهذه الطريقة. أنت تحتل المكانة الخاطئة، ولن يعمل الروح القدس فيك. يحاكي بعض الناس صلاة يسوع قائلين: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ". هل سيفيد أن تضع نفسك على قدم المساواة مع الله؟ لقد قال المسيح تلك الصلاة من منظور الجسد إلى الروح الذي في السماء. وقد كانا على قدم المساواة ومن المكانة نفسها. لقد كانا إلهًا واحدًا، مع اختلاف في المنظور فقط. صلَّى المسيح بتلك الطريقة؛ فإذا صلَّى الناس أيضًا بتلك الطريقة، فهذا يدل على أنهم يفتقرون إلى العقل، ولا عجب أن الروح القدس لا يمدُّهم بالاستنارة بتاتًا! تلك الكلمات التي تقولها هي كلمات محاكاة، وليست كلمات نابعة من القلب. إنها فارغة تمامًا وغير عملية، مما يدل على أن قامتك أصغر من أن تستطيع فهم كلام الله أو متطلباته. كيف سيمدُّك الروح القدس بالاستنارة؟ إن الناس في حيرة شديدة من أمرهم! إذا لم يتمكنوا حتى من معرفة هذا، فلن يفهموا الحق أبدًا. لا تحاكِ الآخرين عشوائيًا عندما تُصلِّي. يجب أن تكون لديك خواطرك ووجهات نظرك الخاصة. إذا كنت لا تفهم شيئًا، فيجب أن تسعى إلى الحق. يجب أن تتأمل غالبًا في كيفية الصلاة عندما تداهمك أمور بأنواع مختلفة، وإذا وجدت طريقة للمضي قُدُمًا، فيجب أن تقود إخوتك وأخواتك إلى الصلاة بتلك الطريقة أيضًا. فهذا هو ما يُسَرّ الله به. يجب على الجميع أن يتعلموا كيفية المثول أمام الله. لا تحاول التعامل مع كل شيء بنفسك اعتباطًا، ولا تستند فيما تفعله إلى تصوراتك. إذا كنت بفعل ذلك تعمل أشياء تُسبِّب تعطيلات وإزعاجات وتعارض مقاصد الله، فسوف يُسبِّب ذلك مشكلة. إذا طُلِبَ منك قيادة كنيسة، وكنت دائمًا تعظ بكلمات وتعاليم، لكنك لا تقيم الشركة عن كيفية أكل كلام الله وشربه أو كيفية الصلاة إلى الله، فهذا يعني أنك قد ضللت. إذا كنت تعظ دائمًا بالكلمات والتعاليم، وتُعلِّم الناس صلوات فارغة يكتفون فيها بتلاوة بعض الكلمات من الكتاب المقدس وكلمات التعاليم، فلن تتحقق نتائج مهما كانت صلواتهم. لن تتقدم حياتهم، ولن تكون علاقتهم مع الله طبيعية، وهذا يعني أنك سوف تقودهم أيضًا إلى الضلال. ما نوع الصلاة التي تحقق النتائج؟ إنها الشركة الصريحة مع الله. والأهم من ذلك، يجب على المرء أن يُصلِّي إلى الله ويسعى إلى الحق وفقًا لكلامه ومتطلباته. يتطلب هذا من المرء أن يكون صادقًا؛ فغير الصادقين سيجدون صعوبة في تحقيق هذا. أيّ نوع من الناس يمدُّهم الروح القدس بالاستنارة؟ الحريصون وأصحاب الفكر الثاقب. عندما يمنحهم الروح القدس شعورًا أو يمدُّهم بالاستنارة، يمكنهم الشعور بأن هذا هو عمل الروح القدس، وبأن الله هو الذي يفعل ذلك، أو أحيانًا عندما يمدُّهم الروح القدس بالاستنارة أو يوبخهم، يمكنهم أن يعرفوا ذلك فورًا ويكبحوا جماح أنفسهم. هؤلاء هم نوعية الناس الذين يمدُّهم الروح القدس بالاستنارة. إذا كان الشخص مهملًا وليس لديه فهم روحي، فلن يدرك الوقت الذي يمنحه الروح القدس فيه شعورًا. إنه لا يهتم بعمل الروح القدس. قد يمدُّه الروح القدس بالاستنارة ثلاث أو أربع مرَّات، ومع ذلك لا يقبلها، ولذلك لا يعود الروح القدس يعمل فيه. لماذا يستمر بعض الناس في الإيمان لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى الله أو الشعور بعمل الروح القدس، وتسيطر الظلمة في داخلهم وكذلك الكآبة، ويفتقرون إلى الطاقة؟ ليست لديهم استنارة الروح القدس على الإطلاق. كيف يمكن أن تكون لديهم أي طاقة مع وجود تلك الأشياء والتعاليم عديمة الحياة؟ لا يمكن للمرء أن يستمر طويلًا بالحماسة وحدها، إذ يجب عليه أن يفهم الحق ليملك القوة. ولذلك، لكي يؤمن المرء بالله، يجب أن يكون ثاقب التفكير، وأن يركز على قراءة كلام الله ومعرفة نفسه وفهم الحق وممارسته. فحينها فقط يمكنه ربح عمل الروح القدس وقيادته. يتمتع بعض الناس بقدرة على استيعاب الحق فحسب، لكنهم لم يراعوا عمل الروح القدس قط ولم يختبروه. من الآن فصاعدًا، يجب عليكم التركيز على أرهف شعور وأدق خيوط النور. في كل مرة يحدث لك شيء، ينبغي أن تنظر إليه وتتعامل معه وفقًا للحق. هذه هي الطريقة التي سوف تسير بها تدريجيًا على الطريق الصحيح للإيمان بالله. إن نظرت إلى كل شيء بنظرتك الدنيوية، وحلَّلت كل شيء باستخدام التعاليم والمنطق واللوائح، وحلَّلت كل شيء وتعاملت معه بناءً على الفكر البشري، فذلك ليس سعيًا إلى الحق، ولن تكون قادرًا على الخضوع لله. بصرف النظر عن عدد أعوام إيمانك بالله، سوف تكون خارج كلام الله وسوف تكون غريبًا، ولن تتمكن من فهم الحق. يجب عليكم الآن نقل تركيزكم تدريجيًا في هذا الاتجاه والسعي إلى الحق. بعد عدة أعوام من الاختبار، سوف تنمو قامتك قليلًا، وسوف تستطيع فهم قدر من الحق. لا تظن أن التأخر في الإيمان بالله ليس مشكلة، وأنك تستطيع أيضًا الدخول إلى واقع الحق عندما يكون الآخرون قد فعلوا ذلك، أو أنك لن تتخلف عن غيرك أبدًا. يجب ألا تفكر بهذه الطريقة. إذا فكرت هكذا، فمن المؤكد أنك سوف تتخلف عن غيرك. إذا آمنت بالله في وقت متأخر، فينبغي أن تكون أكثر إسراعًا. يجب أن تفعل كل ما بوسعك للحاق بغيرك؛ لأنك حينها فقط سوف تتمكن من مواكبة خطوات عمل الله ومنع نفسك من التخلف عن غيرك واستبعادك.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.