لا توجد قيمة في العيش إلا بحسن أداء الكائن المخلوق واجبه (الجزء الأول)

تنشغلون الآن جميعًا بأداء واجباتكم، والتدرُّب على الوعظ، والشهادة لكلمة الله ولعمل الله في الأيام الأخيرة. وسواء أكانت صناعة الأفلام أم ترتيل الترانيم من أجل الشهادة لله، فهل الواجبات التي تؤدُّونها ذات قيمةٍ للبشرية الفاسدة؟ (نعم). أين تكمن قيمتها؟ تكمن قيمتها في مساعدة الناس على الشروع في السبيل القويم بعد رؤية هذه الكلمات والحقائق التي عبَّر عنها الله، وفي إعانة الناس على فهم أنهم أفراد من المخلوقات، وأنَّ عليهم المثول أمام الخالِق. كثيرون من الناس لا يمكنهم إدراك حقيقة الكثير من الأشياء التي يواجهونها، ولا يمكنهم فهمها. إنهم يَشعرون بالعجز وبأنَّ الحياة بلا معنى وفارغة، وليس لديهم قوتٌ روحيٌّ. ما مَصدر كلِّ هذا؟ إجابة كل هذا تكمن في كلمة الله. على مدار السنوات التي آمنتم فيها بالله، قرأتم جميعًا الكثير من كلمته وفهمتم عددًا معيَّنًا من الحقائق؛ لذا فإن الواجب الذي عليكم تأديته هو استخدام كلمة الله من أجل استنارتهم ومعالَجة أفكارهم ووجهات نظرهم الخاطئة، بحيث تمكّنونهم من فهم الحق في كلمة الله، ورؤية ظلمة العالم وشرِّه، وكذلك إعانتهم على السعي إلى الطَّريق الحقّ، ومعرفة الخالِق، والاستماع إلى صوت الله، وقراءة كلامه. سيسمَح لهم ذلك باستيعاب بعض الحقائق، ورؤية عمل الخلاص الذي يقوم به الله، ليُمكِنهم الرجوع إليه وقبول عمله. ذلك هو بالضبط الواجب الذي عليكم تأديته. أنتم جميعًا تَعرفون في قلوبكم كم من الحقائق فهمتم وكم من المشكلات حللتم منذ أن توصلتم إلى الإيمان بالله. في الوقت الراهن، ثمة كثير من الناس، مِن المتدينين وغير المؤمنين، يسعون للطريق الحق ويفتِّشون عن المخلِّص. إنهم لا يعرفون إجابات أسئلة بعينها، مِثل: لماذا يعيش الناس ويموتون؟ أو ما قيمة حياة المرء ومعناها؟ أو من أين يأتي الناس وإلى أين يرحلون؟ إنهم ينتظرون منكم أن تَعِظوا بالإنجيل وتَشهدوا لله وتقودوهم أمام الخالق، ولهذا السبب فإنَّ الواجبات التي تؤدونها الآن ذات معنى كبير! من جهة، أنت نفسك تختَبِر عمل الله، ومن أخرى، تشهد أيضًا للآخرين عن عمل الله. كلما اختبرتم هذا أكثر، زادتِ الحقائقُ التي سيتعين عليكم فهمُها والتزوُّد بها، وزادَ العمل الذي سيَلزَمُكم أداؤه. هذه فرصة ممتازة ليكمّل الله الناس. عليكم أن تُصلوا إلى الله وتتطلعوا إليه مهما واجهتم من صعوبات في أداء واجباتكم. عندما يقرأ الجميع كلمة الله ويسعون معًا إلى الحق أكثر، لا توجد مشكلة عصيَّة على الحل. يوجد الكثير من الحقائق في كلمة الله عليكم فهمها؛ لذا عليكم التأمل فيها والشركة حولها كثيرًا، وعندئذٍ ستربَحون استنارة الروح القدس وإضاءته. بالاتكال على الله، ليست هناك مشكلة لا يمكن حلها، فعليكم بالتحلي بالإيمان بذلك.

لقد وضعَ اللهُ خطةَ تدبير بعدما خَلقَ هذه البشريَّة. لم تتحمَّل هذه البشريةُ أيَّ مسؤولية أو إرساليَّة كبيرة للشهادة للخالِق، خلال بضعة آلاف من السنين الماضية، وكان العمل الذي عمله الله بين البشر خفيًّا وبسيطًا نسبيًّا. أمّا في الأيام الأخيرة، فلم تَعُد الأمور كسابق عهدها. لقد بدأ الخالق ينطق بالكلمات، وعبَّر عن الكثير من الحقائق، وكشف عن أسرار خطة تدبيره، لكن البشريَّة الفاسدة بليدةٌ وفاقدة للإحساس: فالناس يُبصرون لكنهم لا يَعرِفون، ويسمَعون لكنهم لا يَفهمون، كما لو أنهم أصبحوا غلاظ القلوب. ولذلك فإنكم جميعًا تحمِلون مسؤوليَّةً عظيمةً! ما العظيم جدًّا حيال ذلك؟ بالإضافة إلى نَشر هذه الكلمات والحقائق التي عبَّر عنها الله، لا يزال الأمر الأهم أنْ تشهدَ للخالق أمام جميع الخلق من البشر، وأن تُحضر أيضًا كل هؤلاء البشر المخلوقين الذين سَمعوا إنجيل الله أمام الخالق، بحيث يُمكنهم استيعاب أهمية خَلق الله للبشرية، وفهمُ أنهم، كبشر مخلوقين، لا بدَّ أن يَرجعوا أمام الخالق، ويستمعوا إلى أقواله، ويقبَلوا كل الحقائق التي عبَّر عنها. هذه هي الطريقة التي يمكن بها جعل البشر جميعًا يَخضَعون لسيادة الخالق وترتيباته. هل من الممكن تحقيق هذه النتائج بقراءة بضعة مقاطعَ من كلمة الله فحسب؟ أو بتعلُّم ترتيل بعض الترانيم فحسب؟ أو بتأدية جانب واحد فحسب من العمل؟ لا. لذلك، إذا كنتم ترغبون في تأدية واجباتكم أداءً حَسنًا، فعليكم بالشهادة لأفعال الخالق وسيادته وترتيباته، باستخدام أساليب متنوعة ونماذج مختلفة. وبهذه الطريقة، ستتمكَّنون من إحضار المزيد من الناس أمام الخالِق، ومساعدتهم على قبول سيادته وترتيباته والخضوع لها. أليست هذه مسؤولية عظيمة؟ (بلى). ما الموقف الذي عليكم انتهاجه حيال واجباتكم إذًا؟ هل من الحَسن أن تكونوا مشوَّشين؟ هل من الحَسن غض الطرف عن أشياء؟ هل من الحَسن أن تفعلوا الأشياء بفتور ولا مبالاة؟ وأن تسوِّفوا وتتعاملوا مع الأشياء عرضيًّا؟ (لا). ماذا عليكم إذًا أن تفعلوا؟ (الالتزام قلبًا وقالبًا). عليكم الالتزام قلبًا وقالبًا، باستخدام أي قدر يسير من الطاقة والخبرة والبصيرة لديكم. لا يفهم غير المؤمنين ما الشيء ذو المغزى الأكبر الذي يُمكن للمرء فِعله في حياته، لكنكم بالفعل تفهمون شيئًا عن هذا، أليس كذلك؟ (بلى). إنَّ قبول ما ائتمنكم الله عليه وإتمام إرساليتكم؛ هذان هما الشيئان الأهم. إنَّ الواجبات التي تؤدونها الآن ذات قيمة! قد لا تُبصِر آثارها الآن حالًا، وقد لا تحصدُ نتائجَ رائعة منها الآن حالًا، لكن لن يمرَّ وقت طويل حتى تؤتي ثمارها. على المدى الطويل، إذا نُفِّذَ هذا العمل جيدًا، فلن يكفي المال لتقدير المساهمة التي يقدِّمها للبشرية. إنَّ مثل هذه الشهادات الصادقة أثمن وأعلى قيمةً من أي شيء آخر، وسوف تدوم إلى الأبد. هذه هي الأعمال الصالحة لكل امرئٍ يتبع الله، وهي شيء يستحقُّ الذكرى. كل شيء في حياة الإنسان خاوٍ ولا يستَحقُّ الذكرى، ما خلا الإيمان بالله والسعي إلى الحق وأداء واجبه ككائن مخلوقٍ. حتى لو كنتَ قد أنجزتَ أعظم الأعمال البطوليَّة؛ حتى لو ذهبتَ إلى القمر ورجعتَ؛ حتى لو حققتَ تقدُمًا علميًّا كان له بعض النَّفع أو الفائدة للبشرية، فكله باطل ومصيره الزوال. ما الشيء الوحيد الذي لن يزول؟ (كلمة الله). وحدها كلمة الله، والشهادات لله، وكل الشهادات والأعمال التي تشهد للخالق، وأعمال الناس الصالحة لن تزول. هذه الأشياء سوف تدوم إلى الأبد، وهي ذات قيمة كبيرة. فاطرحوا عنكم كل قيودكم، ونفِّذوا هذا المسعى العظيم، ولا تجعلوا أنفسكم مقيَّدين بأي أشخاص أو أحداث أو أشياء؛ ابذلوا أنفسكم بإخلاص من أجل الله، وابذلوا كل طاقتكم وجهدكم في أداء واجباتكم. هذا هو الشيء الذي يُبَاركه الله أكثر من أي شيء آخر، وهو يستحق أي قَدْر من الألم!

أنت الآن تتبع الله، وتستمع إلى كلمة الله، وتقبل إرساليَّة الخالق. أحيانًا يكون الأمر صعبًا ومُتعِبًا قليلًا، وأحيانًا تنال القليل من المذلَّة والتنقية؛ لكن هذه أشياء حَسَنة، وليست رديئة. فماذا ستربَح في النهاية؟ ما ستربحه هو الحق والحياة، وفي النهاية استحسان الخالق وتأييده لك. يقول الله: "اتبعني فأُفضِّلْك وأُسَرّْ بك". إن لم يقل الله سوى إنك كائن مخلوق في نظره، فحياتك لم تذهب سُدًى، وأنت نافِع. إنه لأمر مدهش أن يعترف بك الله هكذا، وهذا ليس بالأمر الهيِّن. إذا اتبعَ الناس الشيطان، فماذا سيربحون؟ (الهلاك). ماذا سيصبح هؤلاء الناس قبل أن يَهلكوا؟ (سيصبحون شياطين). سيصبح هؤلاء الناس شياطين. مهما كان عدد المهارات التي يكتسبها الناس، أو مقدار الأموال التي يكسبونها، أو مقدار الشهرة والربح اللذين يحصدونهما، أو مقدار المنافع الماديَّة التي يتمتعون بها، أو مقدار ارتفاع منزلتهم في العالَم الدنيوي، فإنهم سيُصبحون في داخلهم أكثر فأكثر فسادًا، وأكثر شرًّا وقذارة، وأكثر تمردًا ورياءً، وفي النهاية، سيصبحون أشباحًا حيَّة؛ سيصبحون غير إنسانيين. فكيف يَنظرُ الخالِق إلى أمثال هؤلاء الناس؟ بصفتهم "غير إنسانيين" فحسب، وهذا كل شيء؟ ما نظرة الخالِق وموقفه تجاه مثل هذا الشخص؟ إنه النفور والاشمئزاز، والبُغض والرفض، وفي النهاية اللعنات والعِقاب والهلاك. يسير الناس في مسارات مختلفة وينتهي بهم الأمر بعواقبَ مختلفة. ما السبيل الذي تختارونه؟ (الإيمان بالله واتّباعه). إنَّ اختيار اتّباع الله هو اختيار السبيل القويم: وهو الانطلاق في سبيل النور. إذا أراد الناس أنْ يعيشوا حياة مُجدية وذات مغزى، وأنْ يكون ضميرهم مرتاحًا، ويرجِعوا حقًّا أمام الخالِق وإلى جانبه، فعليهم تكريس أنفسهم قلبًا وقالبًا لإرضاء الله وتمجيده بتتميم واجباتهم ككائنات مخلوقة؛ فلا يمكن أنْ يكونوا فاترين. ينبغي أنْ تقول: "لا أتوقَّع أن أصنعَ ثروة، أو أتميَّز بين الآخرين، أو أجلب الشَرفَ لأسلافي، أو أربح التفوق بين أقراني، أو أكون محطَّ تقدير كبير، لا في حياتي ولا في هذا العالم. لن أقاتل من أجل هذه الأشياء. لن أتبعَ هذا الطريق. سأتبع الله ببساطة وأكرِّس حياتي وطاقتي وما أملك من قدرات ومواهب وملَكات لأداء واجبي، وسأكرِّسها كلها لله. خلال هذا الوقت، حتى لو رفضني الآخرون بازدراء، وتم تهذيبي، أو أساء إخوتي وأخواتي فهمي، أو إن نقّاني الله واختبرني وسبب لي معاناة جمَّة؛ أو لم تكن لديَّ أيُّ ملذات جسدية في هذه الحياة، ووجدت نفسي وحيدًا ولم يهتم أحد بي؛ فأنا أقبَلُ كل هذه الأشياء وأكرِّس كياني كلَّه لله". هذه هي الإرادة التي عليك التحلي بها! يمكن للمرء بمثل هذه الإرادة أنْ يتحمَّل الكثير من المشقات، ولكن دونها، إن كان لدى المرء رغبة أو دفقة من حماس فحسب، فلن ينجح الأمر: إذ ليس هناك دافع. عندما ينشغل بعض الناس بواجباتهم، فإنهم يفوِّتون وجبتَيْ طعام وينالون قدرًا أقل من النوم، وعندما يرون أنهم لا يَبدون على ما يرام، يفكرون: "هذا لا ينجح. مهما كان مدى انشغالي، فأنا بحاجة إلى الراحة؛ لا يمكن أن أشيخ قبل الأوان، ولا أستطيع تحمُّل الكثير من المشقات. العناية بصحتي مهمة". ما رأيك في هذه الأفكار؟ إنهم لا يراعون مقاصد الله. إنهم يقدِّرون الجسد أكثر من تقديرهم لواجبهم ولإرسالية الله؛ إنهم يفقدون رغبتهم عند أول رشفة ألم، ويتراجعون مثل السلحفاة التي تُخفي رأسها وتبدأ الشكوى؛ إنهم غير قادرين على القلق حيال الأشياء التي يَقلَق الله بشأنها، وغير قادرين على التفكير في الأشياء التي يفِّكر الله فيها، ولا يراعون مقاصد الله. إذا قال قائدٌ إنَّ مهمَّةً ما مُلحَّةٌ للغاية، فإن أناسًا مثل هؤلاء سيجيبون: "هذا لا يهمني، ولا أريد الإزعاج. أنا لست مهتمًّا". هل يوجَد أمثال هؤلاء الناس؟ (نعم، إنهم موجودون). أمثال هؤلاء الناس أنانيون وحقراء وغادِرون. إنهم يمارسون الألاعيب وليسوا جديرين بالثقة، وليسوا أناسًا يريدون الله بإخلاص. سيقولون أيضًا إنهم كرَّسوا أنفسهم لله، لكن هذه مجرد كلمات؛ هؤلاء الناس لا يتعاملون مع أي أمور عمليَّة، ولا يعانون أدنى مشقَّة، أو يدفعون أدنى ثمن. إنَّ الله لا يُسرُّ بأناس مثل هؤلاء، ولا يمنحهم بركاته. يصبح بعض الناس غير راغبين في أداء واجباتهم بمجرَّد أن يعانوا قليلًا في الجسَد. يهتمُّ الشباب، على وجه الخصوص، بمظهرهم كثيرًا ويصيبهم الحزن عندما يرون وجوههم منهكة، أو أن بشرَتهم لم تعد ناعمة، أو عندما يجدون الشيبَ بدأ يتسلل لرؤوسهم. إنهم دائمو القلق من أنْ يشيخوا ويصيبهم القبح، أو ألّا يمكنهم العثور على شريك حياة، أو ألّا يستطيعوا تكوين أسرة. أيقدِر مثل هؤلاء الناس على نوال الحقّ؟ ما مبدأ الله في الحكم على ما إذا كان بوسع الناس دفع ثمن تأدية واجباتهم، وما إذا كانوا يؤدون واجباتهم بمستوى مقبول؟ يريد الله ببساطة أنْ يرى صدق الناس. يفكِّر الناس أحيانًا: "سأقدِّم قلبي فحسب، وهذا سيكون كافيًا"، ومع ذلك يواصلون عمل ما يفعلونه عادةً، دون تغيير بأدنى قَدْرٍ. كيف يرى الله هذا الأمر؟ من جهة، سينظر الله إلى تطلعاتك، ومن أخرى، سينظُر إلى أفعالك الحقيقية. سيمحّص الله هذه الأشياء. إذا كان لديك التطلُّع والإرادة، ويُمكنك في الوقت ذاته دَفْعُ الثمن حقًّا، فحتى إنْ كنتَ ضعيفًا في بعض الأوقات، سيرى الله أنَّ قلبك لم يستسلم حقًّا، وأنه لا يزال يجاهِد للارتقاء، وأنَّك تحب الحق والإنصاف والبِرَّ والأشياء الإيجابية، ولن يتخلى عنك. يتحدث بعض الناس بصورة جيدة تمامًا، لكن قلوبهم لا تتأثَّر؛ إنهم لا يمارسون أدنى قَدرٍ من الحق، وكل ما يفعلونه هو محاولة خداع الآخرين. ليس لديهم خيار سوى التحدث بهذه الطريقة، فهكذا يُعامِلون الناس من حولهم. قد يَبدون محتَرَمين إلى حدٍّ ما، لكنهم في الواقع غير مستعدين للتصرُّف. وحتى لو تصرَّفوا فعلًا، فإنهم لا يُطبِّقون ما يقولون، بل بالأحرى يفعَلون كل ما يريدون، وكلَّ ما هو مناسب لهم، وما يحميهم. أليس ثمة تناقض بين أقوالهم وأفعالهم؟ هل يُمكِن لله رؤية هذا التناقض؟ يمحِّصُ الله الأمرَ، وهو قادرٌ أيضًا على رؤيته. بعض الناس مخادِعون ويمارسون ألاعيبَ صغيرةً، ويظنون أنَّ الله لا يدري، وأنه لا يهتم ولا يرى. أهذا هو الحال فعلًا؟ كيف يُعامِل الله الصادقين وأولئك الذين يمارسون الألاعيب الصغيرة؟ أيمكنكم رؤية الفرق بين معاملة الله لهذين النوعين من الناس؟ (يبارِك الله الصادقين ويبغض المخادعين). وكيف يبارِك الله الصادقين؟ وما رأيكم بنيل الصادقين بَرَكة الله؟ (ينال الصادقون نتائجَ في واجباتهم)، (يُنير الله الصادقين، ويمكن للصادقين فَهمُ الحق بسهولة والدخول إلى الواقع)، (يُحب الله الصادقين ويعتني بهم، ووحدهم الصادقون بوسعهم دخول ملكوت الله). هذه التعبيرات كلها صحيحة، وهذه بَرَكات الله للصادقين. ألا يمكنكم الآن رؤية الفرق وموقف الله في معاملته للأناس المختلفين وللأشخاص الذين يسلكون سُبلًا مختلفة؟ الصادقون يفعلون أشياءَ حمقاءَ ويَشعرون بالضَّعف أيضًا؛ لكن لديهم استنارة الله وإرشاده، ويتمتعون بحمايته، ويمكنهم معاينة بَركاته في كل موضعٍ. إنَّ الله يؤدبهم ويهذّبهم، أو يمتحنهم وينقِّيهم، ليجعلهم يتغيَّرون ويَنمون. الناس الذين يتلاعبون دائمًا في أقوالهم وأفعالهم، والذين دائمًا ما يكونون مراوغين ومتهرِّبين من المسؤوليَّة في أداء واجباتهم، هم أولئك الذين لا يَقبلون الحق إطلاقًا. ليس لديهم عمل الروح القدس، وهذا يُشبه العيش في مستنقع، في الظلمة. بصرف النظر عن مدى تلَمُّسهم الطريق، ومهما حاولوا جاهدين، فلن يتمكنوا من رؤية الضوء أو العثور على الاتجاه. إنهم يؤدون واجباتهم دون إلهام من الله ودون إرشادٍ منه، فيَصطدمون بعائقٍ في كثير من الأمور، وينكشفون دون وعي أثناء قيامهم ببعض الأشياء. ما الهدف من كشفهم؟ أن يتمكَّن الجميع من تمييزهم واكتشاف أي نوع من الناس هُم. في الواقع، هذه الأنواع جميعًا من الناس هم عمال. وبعد أن ينتهوا من العمل، دون المرور بأي تحوُّل حقيقي، سيبدؤون في الانكشاف ومن ثمَّ يُستَبعدون. أولئك الذين اقترفوا كل أنواع الأفعال الشريرة سيُعاقَبون، ومَثلهم كمَثَل غير المؤمنين، سيموتون بكل أصناف الموت البشعة. لقد تكلَّم بعض الناس بكلمات تجديف وصَلَف، ومن ثمَّ لم يَعُد الله يريدهم، ويسلِّمهم الله إلى الشيطان. فهل يمكن لتسليمهم إلى الشيطان أن يؤدي لنتائجَ حسَنة؟ من دون حماية الله، سيعذِّبهم الشيطانُ ويعمَل عَمله فيهم؛ ستستحوذ عليهم الشياطين، وسيَظهرون كأشباح، إلى أنْ يُعذَّبوا حتى الموت على يد الأرواح الشريرة. ألا يُعامِل الله الأناس المختلفين بطرق مختلفة؟ عندما يعمَل الله في الناس، فهو يؤثر فيهم، ويزودهم بالاستنارة والإرشاد، ويغيِّر حالاتهم الداخلية. يُحِبُّ الأناس الصالحون أن يكونوا صادقين أكثر فأكثر، لأنهم فقط من خلال كونهم صادقين يمكنهم تأدية واجباتهم جيدًا والشروع في سبيل السعي للحق. فقط من خلال كونهم صادقين يمكنهم ربح عمل الروح القدس والتفكُّر في أنفسهم باستمرار، وعدم التمرُّد على الله، والخضوع لله في الأمور التي تحلُّ بهم، وطلب الحق والجهاد من أجله في كل الأشياء. هذا ما يطلبه بالضبط الله من الناس، وعندما يستوفون متطلباته، يعمل فيهم، وينيرهم، ويُضيئهم، ويرشِدهم، ويبارِكهم. يَستبعد الله أولئك الذين نفروا من الحق وكرهوه. كيف يتعامل اللهُ مع الأردياء والأشرار الذين يقترفون كلَّ صنوف الأعمال الشريرة، ويعطِّلون عمل الكنيسة ويعرقِلونه باستمرار؟ سيكشفهم الله ويسلِّمهم للشيطان. سيبدؤون إثارة المتاعب والكشف عن وجههم الحقيقي، وسيقولون أشياءَ ضارةً وسلبيَّةً لا إراديًّا، ويزرعون الشقاق، ويتصرفون بصبيانيَّة. سيفعلون أشياءَ سيئةً كثيرةً، مما سيسبِّبُ تعطيلًا وإزعاجًا في الكنيسة، وعندما يفهَم شعبُ الله المختارُ الحقَّ، ويستطيعون تمييزهم وكشفهم، سوف يُخرَجون ويُطرَدون. هل هذا اختيارهم الخاص؟ (لا). هكذا تنتهي الأمور بالنسبة إلى الأناس الذين لا يقبلون الحق ولا يهتمون بواجباتهم الصحيحة. عندما لا يسير الناس في السبيل القويم، وإذا أسلمَهم الله إلى الشيطان وأبالسته الصغار، فسيدمَّرون تمامًا ويجري التخلي عنهم بلا عودة. بمجرد أن ينكشفوا، سيفكِّرون: "ماذا يحدث؟ هل سبَّبتُ مشكلةً؟ هل كنتُ مُعطلًا وأحدثتُ اضطرابًا؟ لماذا لم أكن على دراية بهذا؟" يمحص الله كل شيء، وإذا رتَّب بيئات لكشفهم واستبعادهم، فسيحدث ذلك بسرعة كبيرة. ومن الممكن، بعد حادث أو اثنين، اكتشاف أنهم أشرار، ويجري التعامل معهم حسب هذا. ثمة بعض الأشياء التي يعتني بها الله شخصيًّا، وثمة أشياء أخرى يفعلها باستخدام الشياطين الصغار، أو الشيطان، أو الأرواح الشريرة لتقديم خدمة له. فهو، من جهة، يكمِّل شعب الله المختار ويبنيه؛ ومن أخرى، يكشِف الأشرار ويستبعدهم. إذا قِستَ هذا بمفاهيمك، واعتقدت أنَّ ذلك ليس من صنيعة الله، وأنه لا يفعل مثل هذه الأشياء، وأنه لم يرتِّب هذه الأشياء، أليس هذا خطأً؟ كل شيء في يدَي الله، وستعرفون هذا بمجرد اختباره.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.