كيفية السعي إلى الحق (15) الجزء الثاني

ثمة بعض الأشخاص الذين يقضون أيامهم خلال السنة الصينية الجديدة يقلبون ما بين التقويمات السنوية، بادئين العطلة التقليدية من اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر من التقويم القمري، ويلتزمون بصرامة بنمط الحياة والمحظورات التي تنتقل عبر هذه العادات التقليدية فيما يأكلونه، وما يرتدونه، وما يمتنعون عن فعله كل يوم. وأيًا كان ما يُحظر عليهم قوله أو فعله، فإنهم يحرصون على تجنب قول أو فعل هذا الشيء، وأيًا كان ما يجلب الحظ فيما يتناولونه من طعام أو يقولونه، سيأكلون ويقولون هذا الشيء. فعلى سبيل المثال، يؤمن البعض أنه خلال العام الجديد، يجب عليهم تناول كعك الأرز لضمان نيل ترقية في العام المقبل. من أجل الترقية في العام المقبل، سيحرصون على تناول كعك الأرز، بغض النظر عن أي أمور مهمة يتعين عليهم التعامل معها، أو مدى انشغالهم أو إرهاقهم، أو أي ظروف خاصة تتعلق بأدائهم للواجب أو ما إذا كان بإمكانهم تخصيص وقت كاف للاضطلاع به. وإذا لم يكن لديهم الوقت لصنع كعك الأرز في المنزل، فسيخرجون ويشترون بعضًا منه فقط لضمان الحظ السعيد. ويجب على بعض الناس أن يأكلوا السمك خلال العام الجديد، لأنه يرمز إلى الوفرة عامًا بعد عام. وإذا لم يأكلوا السمك في أحد الأعوام، فإنهم يعتقدون أنهم سيواجهون الفقر خلال الاثني عشر شهرًا القادمة. وحتى إذا كانوا غير قادرين على شراء الأسماك، فقد يضعون سمكة خشبية على طاولة الطعام كرمز. يأكلون كعك الأرز والأسماك لضمان الترقية والوفرة في العام المقبل. من ناحية، هم يفعلون ذلك من أجل جعل هذا العام يسير بسلاسة أكبر، ولجعل حياتهم أفضل وأكثر ازدهارًا، ومن ناحية أخرى، يأملون في النجاح في حياتهم المهنية أو كسب الكثير من المال من أعمالهم. وعلاوة على ذلك، خلال العام الجديد، يحرصون أيضًا على استخدام العبارات التي تجلب الحظ. على سبيل المثال، يتجنبون قول الرقمين أربعة وخمسة لأن "أربعة" قد تعني "الموت"، و"خمسة" تعني "لا شيء" في اللغة الصينية، ويفضلون عوضًا عن ذلك استخدام أرقام مثل ستة وثمانية، حيث تمثل كلمة "ستة" الإبحار السلس، و"ثمانية" تمثل كسب ثروة. وهم لا يستخدمون الكلمات والعبارات المبشّرة فحسب، بل يقدمون أيضًا مظاريف حمراء للموظفين وأفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء. يرمز إعطاء المظاريف الحمراء إلى كسب ثروة، وكلما زاد عدد المظاريف الحمراء التي يقدمونها، زادت دلالتها على ازدهارهم. إنهم لا يقدمون فقط المظاريف الحمراء للناس، ولكن أيضًا لحيواناتهم الأليفة، مما يرمز إلى أنه يمكنهم جني ثروة من أي شخص، وأن العام المقبل سيكون مليئًا بالأعمال المزدهرة والثروة الضخمة. كل شيء، بدءًا بما يأكلونه وانتهاءً بما يفعلونه، بدءًا بما يقولونه وحتى كيفية تصرفهم، يتعلق بمواصلة العادات والأقوال التي توارثوها عبر التقاليد، ويمارسونها بعناية مضنية. وحتى لو تغيرت بيئتهم المعيشية، أو المجتمع الذي يعيشون فيه، لا يمكن أن تتغير هذه العادات وأنماط الحياة التقليدية. يجب أن يستمروا في هذه التقاليد لأنها تحمل معنى معينًا بداخلها، وتشمل كلًا من الأقوال الإيجابية والمحظورات التي توارثها الناس من أسلافهم. وإذا انتُهكت هذه التقاليد أو انتُهكت المحظورات، فقد لا يمر العام المقبل بشكل إيجابي، مما يؤدي إلى عقبات في كل الاتجاهات، أو تراجع في الأعمال التجارية، أو الإفلاس. ولهذا السبب، من الأهمية بمكان التمسك بهذه التقاليد. ثمة تقاليد يجب اتباعها خلال المناسبات الاحتفالية، وثمة تقاليد يجب اتباعها في حياة المرء اليومية أيضًا. على سبيل المثال، قص الشعر؛ إذا تحقق المرء من التقويم ورأى أنه من المشؤوم قص الشعر أو مغادرة المنزل اليوم، فلن يجرؤ على الخروج. وإذا لم يتحقق من التقويم ومضى قدمًا وقص شعره على أي حال، فسيكون هذا انتهاكًا لكل من الأمرين المحظورين المتمثلين في مغادرة المنزل وقص الشعر، وقد يواجه عواقب غير متوقعة؛ لذا يجب اتباع هذه الأشياء. إنها تنتمي إلى كل من التقاليد والخرافات. إذا احتاج شخص ما إلى الخروج، لكنه تحقق من التقويم ورأى أن كل الأشياء مشؤومة في ذلك اليوم، مما يعني أنه يوم للراحة، والترفيه، والاسترخاء، وتجنب فعل أي شيء، فحتى لو قيل له إنه بحاجة إلى الخروج ونشر الإنجيل اليوم، فقد يقلق مما قد يحدث له إذا انتهك المحظورات وحدث له شيء غير متوقع، مثل حادث سيارة أو التعرض للسرقة. لن يجرؤ على الخروج، وسيقول: "فلأذهب غدًا! لا يمكننا تجاهل ما يخبرنا به أسلافنا. يقولون إنه يجب علينا دائمًا الرجوع إلى التقويم قبل الخروج. فإذا كان التقويم يقول إن كل الأشياء مشؤومة، فلا ينبغي الخروج. إذا خرجت وحدث خطب ما، فعليك أن تتحمل العواقب بنفسك. من قال لك ألا تنظر إلى التقويم وتطيع ما يقوله؟". هذا يتعلق بكل من التقاليد والخرافات، أليس كذلك؟ (بلى، هو كذلك).

يقول البعض: "أبلغ من العمر 24 عامًا هذا العام؛ إنها سنة برج حظي". ويقول آخرون: "أبلغ من العمر 36 عامًا هذا العام. إنها سنة برج حظي". ماذا عليك أن تفعل خلال سنة برج حظك؟ (أرتدي ملابس داخلية حمراء وحزامًا أحمر). من ارتدى ملابس داخلية حمراء من قبل؟ من ارتدى حزامًا أحمر؟ كيف كان شعورك عند ارتداء ملابس داخلية حمراء وحزامًا أحمر؟ هل شعرت أن عامك سار على ما يرام؟ هل درأ سوء الحظ؟ (عندما كانت سنة برج حظي، ارتديت جوارب حمراء، ومع ذلك، كانت نتائج امتحاناتي سيئة جدًا في ذلك العام. لم يجلب لي ارتداء اللون الأحمر الحظ السعيد كما قال الناس). ارتدائها جلب لك الحظ السيئ، أليس كذلك؟ هل كان من الممكن أن يكون أداؤك أفضل إذا لم ترتد اللون الأحمر؟ (لم يكن ليكون ثمة تأثير سواء ارتديته أم لا). هذه رؤية دقيقة للسؤال؛ لم يكن ليكون له أي تأثير. هذا تقليد وخرافات. بغض النظر عما إذا كنت تقبل حاليًا فكرة سنة برج الحظ هذه أو ما إذا كنت ترغب في مواصلة هذا التقليد، فقد تركت الأفكار والأقوال التقليدية المرتبطة بها بصمة في أذهان الناس. على سبيل المثال، عندما يحين وقت سنة برج حظك، إذا واجهت أحداثًا غير متوقعة أو ظروفًا خاصة تجعل عامك يمر صعبًا وبما لا يتماشى مع رغباتك، فستفكر رغمًا عنك: "لقد كان هذا العام صعبًا حقًا. بالتفكير في الأمر، إنها سنة برج حظي، ويقول الناس إنه خلال سنة برج حظي، عليك توخي الحذر لأن انتهاك المحظورات يكون أسهل. وفقًا للتقاليد، يجب أن أرتدي اللون الأحمر، لكن لأنني أؤمن بالله، لم أرتده. أنا لا أؤمن بهذه الأقوال، لكن عندما أفكر في التحديات التي واجهتها هذا العام، لم تكن الأمور تسير بسلاسة. كيف يمكنني تجنب هذه المشكلات؟ ربما يكون العام المقبل أفضل". ستربط دون وعي الأحداث الاستثنائية وغير المواتية التي قابلتها خلال العام بالأقوال التقليدية حول سنة برج حظك التي كيفك أسلافك وعائلتك عليها. ستستخدم هذه الأقوال لتبرير الأحداث الاستثنائية التي واجهتها خلال هذا العام، وبذلك تنحي جانبًا الحقائق والجوهر وراءها. أنت أيضًا تنحي جانبًا الموقف الذي يجب أن يكون لديك تجاه هذه المواقف والدروس التي يجب أن تتعلمها منها. ستفكر تلقائيًا في هذا العام على أنه عام خاص، وتربط دون وعي جميع الأحداث التي حدثت فيه بسنة برج حظك. ستشعر بهذا: "لقد جلب لي هذا العام بعض المصائب، أو جلب لي هذا العام بعض البركات". لهذه الأفكار علاقة محددة بتكييف عائلتك لك. بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أم لا، هل هي مرتبطة بسنة برج حظك؟ (لا، ليست كذلك). ليست مرتبطة. إذن، هل منظوراتك ووجهات نظرك تجاه هذه الأمور صحيحة؟ (لا، ليست صحيحة). لماذا هي غير صحيحة؟ هل لأنك تأثرت إلى حد ما بالأفكار التقليدية التي غرستها عائلتك فيك؟ (نعم). لهذه الأفكار التقليدية الأسبقية وقد شغلت عقلك. إذن، عندما تواجه هذه الأمور، سيكون رد فعلك الفوري هو رؤيتها من منظور هذه الأفكار ووجهات النظر التقليدية، مع تنحية المنظور الذي يريد الله أن تتخذه جانبًا أو الأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تكون لديك. ماذا ستكون النتيجة النهائية لكيفية رؤيتك لهذه الأمور؟ ستشعر أن هذا العام لم يكن مواتيًا، وأن سوء الحظ أصابك فيه، وأنه كان مخالفًا لرغباتك، وبعد ذلك ستتبنى الاكتئاب والسلبية كوسيلة للتهرب من هذه الأشياء ومعارضتها ومقاومتها ورفضها. إذن، هل يتعلق السبب الذي يجعلك تطلق العنان لهذه المشاعر والأفكار ووجهات النظر بتلك الأفكار التقليدية التي غرستها عائلتك فيك؟ (نعم). في مثل هذه الأمور، ما الذي يجب أن يتخلى عنه الناس؟ يجب أن يتخلوا عن المنظور والموقف الذي يقيسونها من خلاله. لا ينبغي أن ينظروا إلى هذه الأمور من منظور أنهم واجهوا هذه المواقف لأنهم واجهوا سوء الحظ هذا العام، أو لأنه لم يكن مواتيًا، أو كان يتعارض مع رغباتهم، أو أنهم خالفوا بعض المحظورات، أو لم يتبعوا الممارسات التقليدية. يجب عوضًا عن ذلك أن تتناول كل من هذه الأمور واحدة تلو الأخرى، وأولًا وقبل كل شيء، يجب عليك على أقل تقدير النظر إليها من منظور كائن مخلوق. قل إن هذه الأمور، سواء كانت جيدة أو سيئة، سواء كانت تتماشى مع رغباتك أو ضدها، سواء كانت مواتية أو تُرى من الناس على أنها سوء حظ، هي من ترتيب الله، وتحت سيادة الله، وتأتي من الله. هل ثمة ميزة لتبني هذا النوع من المنظورات والمواقف بشأن هذه الأمور؟ (نعم). ما هي الميزة الأولى؟ يمكنك قبول هذه الأمور من الله، مما يعني إلى حد ما، أنه يمكنك تبني عقلية الخضوع. والميزة الثانية هي أنه يمكنك تعلم درس وربح شيء من هذه الأمور المخيبة للآمال. والميزة الثالثة هي أنه يمكنك التعرف على أوجه القصور لديك ونقائصك، وكذلك شخصيتك الفاسدة، من خلال هذه الأمور المخيبة للآمال. والميزة الرابعة هي أنه في هذه الأمور المخيبة للآمال، يمكنك التوبة والتراجع، والتخلي عن أفكارك ووجهات نظرك السابقة، وطريقتك السابقة في العيش، ومختلف سوء فهمك عن الله، والعودة أمام الله، وقبول تنظيماته بموقف الخضوع، حتى لو كانت تتعلق بتوبيخ الله ودينونته، وتأنيبه وتأديبه لك، أو حتى عقابه. ستكون على استعداد للخضوع لكل شيء، وعدم إلقاء اللوم على السماء وعلى الآخرين، ولا ربط كل شيء بوجهة النظر والموقف اللذين غرستهما فيك الأفكار التقليدية، ولكن ستنظر بدلًا من ذلك إلى كل مسألة من منظور كائن مخلوق. سيكون هذا مفيدًا لك من نواح كثيرة. أليست كل هذه الأشياء مفيدة؟ (بلى، هي كذلك). من ناحية أخرى، إذا نظرت إلى هذه الأمور بناءً على الأفكار التقليدية التي غرستها عائلتك فيك، فستحاول التهرب منها بكل وسيلة ممكنة. ماذا يعني التهرب منها؟ معناه إيجاد طرق مختلفة لتجنب هذه المصائب، لتجنب هذه الأمور المخيبة للآمال وغير المواتية والتي لا يحالفها الحظ. يقول أحدهم: "إنها الشياطين الصغيرة تعبث بك. يمكنك تجنبها إن ارتديت ملابس حمراء. ارتداء الملابس الحمراء يشبه إعطاؤك حجابًا في البوذية. الحجاب هو قطعة من الورق الأصفر مكتوب عليها بعض الأحرف بالأحمر. يمكنك لصقه على جبهتك، أو خياطته في ملابسك، أو وضعه تحت وسادتك، وسيساعدك على تجنب هذه الأشياء". عندما لا يكون لدى الناس مسار إيجابي للممارسة، فإن ملاذهم الوحيد هو طلب المساعدة من هذه المسارات الملتوية والشريرة، لأنه لا أحد يريد أن يكون سيئ الحظ أو يواجه أي مصيبة. الكل يريد أن تسير الأمور بسلاسة. هذا رد فعل غريزي من جانب البشرية الفاسدة عند مواجهة الأمور الدنيوية. أنت تريد التهرب من هذه الأمور أو استخدام وسائل بشرية مختلفة لعلاجها لأنك ليس لديك المسار الصحيح لمعالجتها ولا الأفكار ووجهات النظر الصحيحة لمواجهتها. يمكنك فقط رؤية هذه الأشياء من منظور غير المؤمن، لذا فإن رد فعلك الأول هو تجنبها، وعدم الرغبة في مواجهة هذه الأشياء. أنت تقول: "لماذا الأشياء غير مواتية بالنسبة إليّ؟ لماذا أنا سيئ الحظ؟ لماذا أواجه التهذيب كل يوم؟ لماذا أستمر في الاصطدام بالجدار وارتكاب الأخطاء في كل ما أفعله؟ لماذا أفعالي مكشوفة دائمًا؟ لماذا يعارض الناس من حولي رغباتي دائمًا؟ لماذا يستهدفونني، وينظرون إلي بازدراء، ويخالفون إرادتي في كل شيء؟". وكما يقول بعض الناس: "عندما تكون غير محظوظ، حتى الماء البارد يمكن أن يعلق في أسنانك". هل يمكن أن يعلق الماء البارد في أسنانك؟ هل تمضغ الماء البارد بأسنانك؟ أليس هذا هراءً؟ أليس هذا إلقاء اللوم على السماء والآخرين؟ (بلى، إنه كذلك). ماذا يعني أن تكون سيئ الحظ؟ هل لهذا النوع من الأشياء وجود حقًا؟ (لا، ليس له وجود). إنه غير موجود. إذا أدركت حقًا أن كل شيء بيدي الله، وأن كل شيء تحت سيادة الله وترتيبه، فلن تستخدم كلمات مثل "سيئ الحظ"، ولن تحاول التهرب من الأمور. عندما يواجه الناس أمورًا تتعارض مع رغباتهم، فإن رد فعلهم الأول يكون هو التهرب منها، ومن ثم يرفضونها. وإذا لم يتمكنوا من رفض هذه الأمور، أو التهرب منها، أو الاختباء منها، فإنهم يبدأون في مقاومتها. المقاومة ليست مجرد التأمل في أفكار المرء أو مراجعتها في ذهنه؛ بل هي تنطوي على القيام بعمل ما. ينخرط الناس على انفراد في مناورات تافهة، ويتلفظون بعبارات استفزازية، أو مبررة للذات، أو محافظة على الذات، أو تمجد الذات، أو لتلميع ذواتهم لجعل أنفسهم يبدون جيدين، وذلك لتجنب التأثر بحدث مؤسف أو الانجرار إليه. بمجرد أن يبدأ الشخص في المقاومة، يمكن أن يصبح الأمر خطيرًا بالنسبة إليه، أليس كذلك؟ (بلى، هذا ممكن). أخبرني، عندما يصل الشخص إلى النقطة التي يبدأ فيها المقاومة، هل تتبقى فيه أي وظيفة لضمير وعقل الإنسانية الطبيعية؟ لقد انتقل بالفعل من الأفكار ووجهات النظر إلى العمل الحقيقي، ولم يعد بإمكان العقل والضمير كبحه. ماذا يعني هذا؟ يعني أن أفعال الشخص وأفكاره تتطور إلى واقع مقاومة الله. إنه ببساطة لا يرفض أو يكون غير راغب أو يشعر بالتعاسة في قلبه، بل هو يستخدم أفعاله وأعماله الفعلية للمقاومة. وعندما يتعلق الأمر بالمقاومة من خلال العمل الحقيقي، ألا يكون هذا الشخص قد انتهى بالأساس؟ عندما تتبلور حقائق التمرد على الله، ومقاومته، ومعارضته، لا تعود المسألة مشكلة المسار الذي يسلكه الناس؛ فقد أدى هذا بالفعل إلى نتيجة. أليس هذا خطيرًا للغاية؟ (بلى، إنه كذلك). لذلك، حتى فكرة ثقافية تقليدية صغيرة وغير مهمة، أو فكر تقليدي، أو قول يتعلق بالإيمان بالخرافات يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية. إنها ليست مجرد عادة بسيطة في نمط الحياة، أو مسألة ما نأكله، أو ما نرتديه، أو ما يجب قوله أو عدم قوله، بل يمكن أن يصل الأمر إلى حد نوع الموقف الذي يتبناه الشخص عند مواجهة البيئات التي نظمها الله. لذا، هذه أيضًا مشكلات يجب على الناس التخلي عنها.

بالإضافة إلى التمسك ببعض طرق الحياة والأفكار ووجهات النظر التقليدية خلال المهرجانات الكبرى، يتمسك بها الناس كذلك خلال بعض الاحتفالات الصغيرة. على سبيل المثال، يأكلون الفطائر الحلوة في اليوم 15 من السنة القمرية الجديدة. لماذا يأكل الناس الفطائر الحلوة؟ (إنها ترمز إلى لم شمل الأسرة). لم شمل الأسرة. هل أكلتم الفطائر الحلوة خلال السنوات القليلة الماضية؟ (لقد أكلتها في المنزل، ولم آكلها أبدًا في الكنيسة). هل لم شمل المرء مع عائلته أمر جيد؟ (لا، ليس جيدًا). هل ثمة أشخاص طيبون في عائلتك؟ إما أن يطلبوا منك المال أو سداد دين؛ وإذا كنت تمتلك الشهرة والربح، فإنهم يتملقونك ويطلبون نصيبهم، وإذا لم تكن تمتلكهما، فإنهم ينظرون إليك بازدراء. هناك تناول الفطائر الحلوة في اليوم 15 من السنة القمرية الجديدة، بالإضافة إلى عادات أخرى في تواريخ مختلفة مثل اليوم الثاني من الشهر القمري الثاني، واليوم الثالث من الشهر الثالث، والرابع من الشهر الرابع، والخامس من الشهر الخامس...هناك فوضى من مختلف الأشياء، وجميع أنواع الطعام المرتبطة بها. هذه الأشياء التي يفعلها عالم غير المؤمنين والشياطين كلها سخيفة. إذا كنت ترغب في الاحتفال خلال أحد الأعياد والاستمتاع ببعض الطعام الجيد، فقل فقط إنك ستستمتع ببعض الطعام الجيد وهذا كل شيء. ما دامت ظروفك المعيشية تسمح بذلك، يمكنك أن تأكل ما تريد. كفانا من كل هذه الحيل، مثل تناول كعك الأرز للترقية عامًا بعد عام، أو تناول السمك من أجل الوفرة، أو الفطائر الحلوة للم شمل الأسرة. يصنع الصينيون أيضًا فطائر الأرز، ولكن لأي غرض؟ كل عام خلال الأعياد المختلفة، هناك بعض الأفراد المتفانين في الكنيسة الذين يشترون سلعًا مختلفة تتوافق مع كل عيد، مثل فطائر الأرز. سألت بعضهم: "لماذا تأكلون فطائر الأرز؟" فقالوا: "إنها لمهرجان قوارب التنين في اليوم الخامس من الشهر القمري الخامس". فطائر الأرز لذيذة جدًا، لكنني لا أعرف لماذا يوجد مهرجان مرتبط بها أو كيف ترتبط بحياة الناس وحظوظهم. لم أقم أبدًا بأي بحث أو أجري استطلاع رأي حول هذا الأمر، لذلك لا أعرف. من المفترض أنه لإحياء ذكرى شخص ما. لكن لماذا يجب أن نأكل هذه الأشياء في ذكراه؟ يجب إعطاء فطائر الأرز لذلك الشخص. على من يسعى لإحياء ذكراه أن يضع فطائر الأرز أمام قبره أو صورته، ولا ينبغي أن تُعطى للناس الأحياء: هذا ليس شأن الأحياء. الأحياء يأكلونها نيابةً عن ذلك الشخص؛ هذا سخيف. اكتُسِبت المعرفة المتعلقة بهذه الاحتفالات وكذلك ما يجب تناوله خلالها من غير المؤمنين: لا أعرف التفاصيل المحددة، وتم تمرير بعض التفاصيل لاحقًا من خلال أشخاص في الكنيسة؛ يتم تناول فطائر الأرز خلال مهرجان قوارب التنين وكعك الأرز خلال السنة القمرية الجديدة. يأكل الناس في الغرب الديك الرومي في عيد الشكر: لماذا يأكلون الديك الرومي؟ وفقًا للتقارير الإخبارية، فإنهم يأكلون الديك الرومي في عيد الشكر من أجل تقديم الشكر؛ هذا تقليد. ثمة عطلة دينية أخرى في الغرب تسمى عيد الميلاد، حيث ينصب الناس أشجار عيد الميلاد ويرتدون ملابس جديدة؛ وهذا أيضًا تقليد. وخلال هذا العيد يجب على الغربيين أيضًا تبادل الكلمات اللطيفة والتمنيات الطيبة والتبريكات، ولا يُسمح لهم بقول كلمات سيئة أو كلمات نابية. كل هذا يعادل الأقوال المبشّرة في الثقافات الشرقية، والغرض منها هو منع الناس من انتهاك المحظورات، وإلا لن يكون العام التالي مواتيًا. أما الأعياد الغربية مثل عيد الشكر وعيد الميلاد فتتضمن تناول أطعمة شهية خاصة، وقد وُضعت القصص لتبرير تناول هذه الأطعمة. في نهاية المطاف، ألخص ما يحدث: يبحث الناس عن عذر للانغماس في تناول هذه الأطعمة اللذيذة، مما يوجد لهم مبررًا لأخذ إجازة لبضعة أيام لتناول الطعام الشهي في المنزل، ويأكلون حتى يصبح لديهم بطن متخم. وعندما يحين وقت التبرع بالدم، تقول الممرضة: "إن مستويات الدهون في دمك مرتفعة للغاية، إنها ليست على المستوى المطلوب وتحرمك من التبرع". يرجع ذلك إلى تناول كميات مفرطة من اللحوم. الغرض الأساسي من الاحتفال بهذه الأعياد التقليدية هو الاستمتاع بالطعام والشراب الجيدين، ويتم تناقلها من جيل إلى آخر، من الكبار إلى الصغار، وتصبح تقليدًا. كما تنتقل الأفكار ووجهات النظر الأساسية التي تغرسها هذه التقاليد، بالإضافة إلى بعض الأقوال المتعلقة بالخرافات من الكبار إلى الجيل الأصغر سنًا.

ما هي الأقوال الأخرى المتعلقة بالخرافات؟ هل يحدث ارتجاف العين الذي ذكرته للتو في كثير من الأحيان؟ (نعم). أنت تقول: "عيني تستمر في الارتجاف". يسأل أحدهم: "أي عين ترتجف؟" فتجيبه: "العين اليسرى". فيقول لك: "لا مشكلة، ارتعاش العين اليسرى ينبئ بثروة، ولكن ارتعاش العين اليمنى ينبئ بكارثة". هل ثبتت صحة هذا؟ هل أصبحت ثريًا عندما ارتجفت عينك اليسرى؟ هل حصلت على المال؟ (لا). هل حدثت أي كارثة إذن عندما ارتجفت عينك اليمنى؟ (أيضًا لا). هل كان هناك أي موقف حدثت فيه كارثة أو حدث شيء سيئ عندما ارتجفت عينك اليسرى، أو حدث شيء جيد عندما ارتجفت العين اليمنى؟ هل تؤمنون بهذه الأشياء؟ (كلا). كيف لا تؤمنون بهذه الأشياء؟ لماذا ترتجف عينك؟ هل هناك أي علاجات في الثقافة الشعبية لوقف ارتجاف العين؟ هل هناك أي طرق؟ (لقد رأيت بعض الناس يلصقون قطعة من الورق الأبيض على جفنهم). يبحثون عن قطعة من الورق الأبيض للصقها. أيًا كانت العين التي ترتجف، فإنهم يمزقون قطعة من الورق الأبيض من التقويم أو دفتر ملاحظات صغير ويلصقونها على جفنهم؛ لا يمكن أن تكون بأي لون آخر سوى الأبيض. إلام يشير الورق الأبيض؟ هذا يعني أن ارتجاف العين "بلا جدوى"، مما يشير إلى أنه لن يُسمح بحدوث أي شيء سيئ. هل هذه طريقة ذكية؟ إنها ذكية جدًا، أليس كذلك؟ ولكن هل يعني ذلك أنها ترتجف "بلا جدوى"؟ (لا علاقة لهذا بما إذا كان المرء يلصق الورقة على جفنه أم لا). هل يمكنكم توضيح هذا الأمر؟ "ارتعاش العين اليسرى ينبئ بثروة، ولكن ارتعاش العين اليمنى ينبئ بكارثة "؛ سواء كان ذلك يعني ثروة أو كارثة، هل هناك أي تفسيرات لارتجاف العين؟ هل هناك موقف عندما ترتجف فيه عينك اليمنى، تشعر أن شيئًا سيئًا سيحدث، ويكون لديك هاجس، وبعد فترة تتوقف عن الارتجاف، فتنسى كل شيء عنه، ثم يحدث شيء سيئ بعد عدة أيام أخرى، وبعد التعامل مع هذا الأمر، تتذكر فجأة، وتفكر: "عجبًا، المقولة الخاصة بارتجاف العين صحيحة. لماذا؟ لأنه قبل بضعة أيام، بدأت عيني اليمنى بالفعل في الارتجاف، وبعد أن توقفت، حدث هذا الحادث، ولم ترتجف عيني منذ ذلك الحين". هل يحدث هذا أبدًا؟ عندما لا تستطيع فهم شيء ما، فأنت لا تجرؤ على قول أي شيء، لا تجرؤ على إنكاره أو الاعتراف بصحته؛ لا يمكنك تجنب الموضوع، ولا يمكنك التعبير عنه بوضوح، لكنك تظل تعتقد أنه معقول. بفمك تقول: "هذه خرافة، لا أستطيع أن أؤمن بذلك، كل شيء بين يدي الله". أنت لا تصدق ذلك، ولكن هذا الأمر تحقق. إنه صحيح للغاية، فكيف تفسر ذلك؟ أنت لا تفهم الحق والجوهر هنا، لذا لا يمكنك التعبير عنهما بوضوح. أنت تنكر ذلك بفمك، وتصفه بالخرافات، ولكن في أعماقك، لا تزال خائفًا منه لأنه في بعض الأحيان يتحقق بالفعل. على سبيل المثال، يتعرض شخص ما لحادث سيارة ويموت. قبل وقوع الحادث، أصيبت زوجة هذا الشخص بارتجاف سيئ في عينها اليمنى: إنها تستمر في الارتجاف ليلًا ونهارًا؛ إلى أي مدى سيصل سوء الارتجاف؟ حتى الأشخاص الآخرين يمكنهم رؤية ارتجاف عينها. وبعد بضعة أيام، يتعرض زوجها لحادث سيارة ويموت. بعد ترتيب الجنازة، تجلس وتبدأ في التفكير ببطء: "عجبًا، في تلك الأيام القليلة كانت عيني ترتجف بشدة لدرجة أنني لم أستطع حتى تثبيتها بيدي. لم أكن أتوقع أن يتحقق الأمر على هذا النحو". تبدأ في وقت لاحق في تصديق هذا القول وتفكر: "يا للعجب، الأشياء تحدث حقًا عندما ترتجف عيني. قد لا تكون بالضرورة أشياء جيدة أو سيئة، ولكن لا بد أن يحدث شيء ما. إنه نوع من الإسقاط أو الهاجس". هل يحدث هذا؟ يقول البعض: "أنا لا أؤمن بهذا، إنها خرافة". لكنها تأتي في الوقت المناسب، وهي حقًا صحيحة للغاية. الأشياء المذكورة في الثقافة الشعبية ليست شائعات لا أساس لها من الصحة؛ فالخرافة تختلف عن التقاليد. إنها موجودة إلى حد ما في حياة الناس، كما أنها تؤثر في البيئات المعيشية للناس والأحداث التي تحدث في حياتهم وتتحكم فيها. يقول بعض الناس: "حسنًا، أليست هذه علامة من الله، وليست خرافة؟ ونظرًا لأنها ليست خرافة، يجب أن نتعامل معها ونفهمها بشكل صحيح. هذا لم يأت من الشيطان، يمكن أن يكون من الله؛ إشارة من الله. يجب ألا ندينها". كيف نرى هذه المسألة بشكل صحيح؟ هذا يختبر قدرتك على رؤية الأشياء وفهمك للحق. إذا كنت تتعامل مع كل شيء بشكل موحد، معتقدًا أن "كل ذلك خرافات، لا يوجد شيء من هذا القبيل وأنا لا أؤمن بأي منه"، فهل هذه طريقة صحيحة لرؤية الأشياء؟ على سبيل المثال، عندما يريد غير المؤمنين الانتقال إلى منزل جديد، فإنهم يرون أن طالعهم يقول: "اليوم مشؤوم للانتقال"، لذلك يتبعون هذا الأمر المحظور ولا يجرؤون على الانتقال في ذلك اليوم. يبحثون عن يوم يقول فيه الطالع: "إنه يوم مبشّر للانتقال"، أو "كل الأمور مبشّرة" قبل أن ينتقلوا. وبعد الانتقال، لا يحدث شيء سيئ، ولا يؤثر على حظهم في المستقبل. هل يحدث هذا؟ يرى بعض الناس "اليوم مشؤوم للانتقال" لكنهم لا يصدقون ذلك؛ وينتقلون على أي حال. ونتيجة لذلك، بعد الانتقال، يحدث خطأ ما: هناك مصيبة في الأسرة، وتنخفض ثرواتهم، ويموت شخص ما في العائلة، ويمرض آخر. كل شيء يصبح صعبًا، من الزراعة والعمل وممارسة الأعمال التجارية إلى تعليم أطفالهم. إنهم لا يفهمون ماذا يحدث. يستشيرون عرافة، فتقول لهم: "أنت خالفت أحد المحظورات الكبيرة خلال ذلك الوقت. كان اليوم الذي انتقلت فيه مشؤومًا للانتقال، وبذلك أسأت إلى تاي سوي(أ)". ماذا يحدث هنا؟ هل تعرفون؟ إذا كنتم لا تستطيعون فهم هذا، فلن تعرفوا كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف عند ظهورها. إذا قال غير المؤمن: "دعني أخبرك، لقد انتقلت في اليوم الذي كان فيه الانتقال مشؤومًا، وبعد الانتقال، ظلت أسرتي تعاني من المشاكل يومًا بعد يوم، وازداد سوء حظها، ولم نحظ بيوم جيد منذ ذلك الحين"، فقد يخفق قلبك بشدة عند سماعك هذا. يصيبك الخوف وتفكر: "يا للعجب، إذا لم أتبع تحريم الأمر المحظور، فهل سيحدث لي الشيء نفسه؟" أنت تقلب الأمر في عقلك، وتفكر: "أنا أؤمن بالله، أنا لست خائفًا!" لكن الشك لا يزال عالقًا في ذهنك، ولا تجرؤ على مخالفة الأمر المحظور.

كيف يجب أن ننظر إلى هذه الأقوال المتعلقة بالخرافات؟ لنبدأ بمسألة ارتجاف العين. هل نعلم جميعًا ما هو ارتجاف العين؟ الفهم الأساسي لدى الناس هو أنه يتنبأ بما قد يحدث في المستقبل، سواء كان هذا الشيء جيدًا أم سيئًا. لكن هل هذه خرافة أم لا؟ تكلموا. (إنها خرافة). إنها خرافة. السؤال التالي، هل يجب على الناس الذين يؤمنون بالله أن يؤمنوا بهذه المقولة؟ (لا ينبغي لهم ذلك). لماذا لا ينبغي لهم أن يؤمنوا بذلك؟ (لأن حظنا ومصائبنا تُدار وتُنظم بين يدي الله ولا علاقة لها بما إذا كانت أعيننا ترتجف أم لا. كل ما نواجهه هو تحت سيادة الله وترتيبه، وينبغي أن نخضع له). لنفترض أنه في يوم من الأيام ارتجفت عينك بشكل سيئ ليوم كامل، واستمرت حتى صباح اليوم التالي. وبعد ذلك، يحدث شيء ما، ويتم تهذيبك. وبعد تهذيبك، يتوقف ارتجاف عينك. ماذا سيكون رأيك؟ "كانت ارتجافة عيني علامة على أنني سأخضع للتهذيب". هل هذه مجرد مصادفة؟ هل هي خرافة؟ في بعض الأحيان تكون مجرد مصادفة؛ في بعض الأحيان تحدث مثل هذه الأشياء. ماذا يحدث؟ (يا الله، يبدو أن ارتجاف العين قد يكون جزءًا من الإيقاع الطبيعي للجسد، ولا ينبغي الربط بينه وبين التهذيب). يجب فهم ارتجاف العين على النحو التالي: بغض النظر عما إذا كان الناس يعتقدون أن ارتجاف عين واحدة يشير إلى الثروة وارتجاف الأخرى يشير إلى كارثة، فقد خلق الله جسم الإنسان بالعديد من الأسرار. لا يمتلك البشر المعرفة بمفردهم حول مدى عمق هذه الأسرار، والتفاصيل المحددة التي تنطوي عليها، وما هي الغرائز، والقدرات، والإمكانات التي يمتلكها جسم الإنسان. لا يعرف الناس ما إذا كان جسم الإنسان يستطيع إدراك العالم الروحي، وما إذا كان يمتلك ما يسميه البعض الحاسة السادسة. هل ينبغي أن يكلف الناس أنفسهم عناء فهم هذه الجوانب غير المعروفة من جسم الإنسان؟ (كلا، لا ينبغي لهم ذلك). ليست هناك حاجة لذلك؛ لا يحتاج الناس إلى فهم الأسرار التي ينطوي عليها جسم الإنسان. وعلى الرغم من أنهم ليسوا بحاجة إلى الفهم، فينبغي أن يكون لديهم فهم أساسي أن جسم الإنسان ليس بسيطًا. إنه يختلف اختلافًا جوهريًا عن أي شيء ليس من خلق االله، مثل طاولة، أو كرسي، أو كمبيوتر. تختلف طبيعة هذه الأشياء تمامًا عن طبيعة جسم الإنسان: هذه الأشياء الجامدة ليس لها تصور للعالم الروحي، في حين أن جسم الإنسان – وهو كائن حي يأتي من الله، ومخلوق من الله – يمكن أن يشعر بكيفية إدراك بيئته المباشرة، وغلافه الجوي، وبعض الأشياء الخاصة، وكذلك كيفية التفاعل مع البيئة المحيطة والأحداث القادمة. الأمر ليس بسيطًا؛ فكل هذه الأشياء ألغاز. وبالإضافة إلى أن جسم الإنسان يمكنه أن يشعر بالأشياء الباردة أو الساخنة أو الممتعة أو غير المرغوبة للشم، والمذاق الحلو والحامض والحار، هناك أيضًا بعض الألغاز التي لا يدركها الوعي الذاتي للفرد. البشر لا يعرفون عن هذه الأشياء. لذا، على وجه التحديد، سواء كان ارتجاف العين مرتبطًا بأعصاب الشخص، أو بحاسته السادسة، أو بشيء يتعلق بالعالم الروحي، لن نتعمق في هذا. في جميع الأحوال، هذه الظاهرة موجودة، ولن نتحرى الغرض منها ومعناها للوجود. وبغض النظر عن ذلك، هناك بعض الأقوال حول ارتجاف العين في كل من العائلة والثقافة الشعبية. سواء كانت هذه الأقوال تتكون من خرافات أم لا، فهي في نهاية الأمر علامة تتجلى في جسم الإنسان قبل أحداث معينة تحدث في بيئة معيشية. الآن، هل تنتمي طريقة الظهور هذه إلى الخرافات، أو التقاليد، أو العلم؟ إنه شيء لا يمكن البحث فيه؛ إنه لغز. وباختصار، في الحياة الواقعية، على مدى آلاف السنين من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، خلصت البشرية إلى أن ارتجاف عين شخص ما مرتبط بطريقة ما بالأحداث التي ستحدث من حوله. سواء كان هذا الارتباط متعلقًا بالثروة أو الحظ أو جانب آخر من جوانب حياة الشخص، فالبحث في ذلك مستحيل. هذا أيضًا لغز. لماذا يعتبر لغزًا؟ تتضمن أشياء كثيرة العالم الروحي خارج العالم المادي، والتي لا يمكنك رؤيتها أو الشعور بها حتى لو قيلت لك. لهذا السبب يعتبر لغزًا. وبما أن هذه الأشياء ألغاز ولا يستطيع الناس رؤيتها أو الشعور بها، ولكن لا تزال بعض مشاعر النذير والعلم المسبق موجودة في البشر، فكيف ينبغي للناس أن يتعاملوا معها؟ أبسط قاعدة هي تجاهلها فحسب. لا تصدق أن لها أي علاقة بثروتك أو حظك. لا تقلق من حدوث أمور سيئة عندما ترتجف عينك اليمنى، وبالتأكيد لا تفرح عندما ترتجف عينك اليسرى، معتقدًا أنك ستصبح ثريًا. لا تدع هذه الأمور تؤثر عليك. السبب الرئيسي هو أنك ليس لديك القدرة على التنبؤ بالمستقبل. كل شيء ينظمه الله ويحكمه. سواء كان ما سيحدث جيدًا أو سيئًا، فكل شيء بين يدي الله. الموقف الوحيد الذي يجب أن تتبناه هو الخضوع لتنظيم الله وترتيبه. لا تقم بأي تنبؤات، أو تضحيات، أو استعدادات، أو صراعات غير ضرورية. سيحدث ما هو مقدر له أن يحدث، لأن كل شيء بين يدي الله. لا أحد يستطيع أن يغير فكر الله، أو خططه، أو ما هو عازم على تحقيقه. سواء ألصقت ورقة بيضاء على جفنك، أو ضغطت على جفنك بيدك، أو اعتمدت على العلم أو الخرافات، فلن يحدث أي من ذلك فارقًا. سيحدث ما هو مقدر أن يحدث، وسيتحقق، ولا يمكنك تغييره لأن كل شيء بين يدي الله. أي محاولة لتجنب ذلك هي حماقة وتضحية عقيمة وغير ضرورية. إن القيام بذلك سيظهر فقط أنك متمرد وعنيد، وتفتقر إلى موقف خاضع تجاه الله. هل تفهم؟ (نعم، أفهم). لذا، سواء كان ارتجاف العين يعتبر خرافة أو علمًا، يجب أن يكون موقفكم كما يلي: لا تشعروا بالسعادة عندما ترتجف عينكم اليسرى، ولا تخافوا، أو ترتعبوا، أو تقلقوا، أو ترفضوا، أو تقاوموا عندما ترتجف عينكم اليمنى. حتى لو حدث شيء ما بالفعل بعد ارتجاف عينك، يجب أن تواجهه بهدوء لأن كل شيء بين يدي الله. لا داعي للخوف أو القلق، فإذا حدث شيء جيد، اشكر الله على بركته؛ فهذه نعمة الله، وإذا حدث شيء سيئ، صل لله أن يرشدك، ويحميك، وألا يدخلك في تجربة. في أي بيئة قد تتبع ذلك، كن قادرًا على الخضوع لتنظيم الله وترتيبه. لا تنبذ الله، ولا تشكو إليه، ومهما كانت الكارثة التي تصيبك عظيمة، أو مدى شدة المحنة التي تواجهها، فلا تلم الله. كن مستعدًا للخضوع لتنظيم الله. ألن تُحل هذه المشكلة عندئذ؟ (بلى). فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، يجب أن يكون لدى الناس هذا الفكر ووجهة النظر: "أيًا كان ما سيحدث في المستقبل، أنا مستعد، ولدي موقف خاضع تجاه الله. سواء ارتجفت عيني اليسرى، أو عيني اليمنى، أو ارتجفت كلتا العينين في آن واحد، فأنا لست خائفًا. أعلم أن شيئًا ما قد يحدث في المستقبل، لكنني أؤمن أن كل شيء بين يدي الله. ربما تكون طريقة يخبرني بها الله عن شيء سيحدث، أو ربما يكون رد فعل غريزي لجسدي. مهما يحدث فأنا مستعد، ولدي موقف خاضع تجاه الله. مهما كان مدى الضرر أو الخسارة التي أعاني منها بعد حدوث هذا الشيء، فلن ألوم الله. أنا على استعداد للخضوع". هذا هو الموقف الذي يجب أن يتبناه الناس. وما أن يتبنوا هذا الموقف، لن يهتموا بعد ذلك بما إذا كانت الأقوال التي تتناول ارتجاف العين التي كيفتهم عائلاتهم عليها تشكل خرافة أم علمًا. يقولون: "لا يهم إذا كانت خرافة أم علمًا. ما تؤمنون به هو شأنكم. إذا طلبتم مني أن ألصق قطعة من الورق على جفني، فلن أفعل ذلك. إذا أصبح الارتجاف غير مريح، فسأفعل ذلك لوقت قليل". إذا قال لك أحدهم: "عينك ترتجف كثيرًا، فكن حذرًا خلال اليومين المقبلين!" فهل يمكن أن يساعدك الحذر على تجنب أي شيء؟ (كلا، لا يمكن تجنب أمر مقدر له الحدوث). إذا كانت نعمة فلا يمكن أن تكون كارثة، وإذا كانت كارثة فلا يمكن تجنبها؛ أنت تقبل الأمر سواء كان نعمة أو كارثة. أنت بهذا تتخذ موقف أيوب نفسه. إذا قبلت الأمر ما دام نعمة، وإن شعرت بالسعادة عندما ترتجف عينك اليسرى، لكنك تغضب عندما ترتجف عينك اليمنى، قائلًا: "لماذا ترتجف؟ إنها تستمر في الارتجاف ولا تتوقف أبدًا! سأصلي وألعن لأجعل عيني اليمنى تتوقف عن الارتجاف وتبقى المصيبة بعيدة عني"؛ فليس هذا هو الموقف الذي يجب أن يتبناه الشخص الذي يؤمن بالله ويتبعه. هل تجرؤ المصيبة أو الشياطين على الاقتراب منك لو لم يكن هذا بسماح من الله، ودون أن يقرر الله حدوث ذلك؟ (كلا). يخضع كل من العالم المادي والعالم الروحي لسيطرة الله، وسيادته، وترتيبه. مهما كان ما يريد شيطان صغير أن يفعله، هل يجرؤ أن يمس شعرة واحدة منك دون سماح من الله؟ لن يجرؤ، أليس كذلك؟ (لا، لن يجرؤ). إنه يريد أن يمسك ويؤذيك، لكن إذا لم يسمح الله بذلك، فلن يجرؤ. إذا سمح الله بذلك، قائلًا: "حرك بعض الظروف من حوله واجلب له سوء الحظ والمشكلات"، فسيكون الشيطان الصغير سعيدًا ويبدأ في العمل ضدك. وإذا كان لديك إيمان بالله وتغلبت عليه، وتمسكت بشهادتك، ولم تنكر الله أو تخنه، ولم تدعه ينجح، فعندما يأتي الشيطان الصغير أمام الله، لن يكون قادرًا على اتهامك بعد ذلك، وسيتمجد الله بسببك، وسيحبس الشيطان الصغير. لن يجرؤ على إيذائك مرة أخرى، وستكون بأمان. هذا هو الإيمان الحقيقي الذي يجب أن تتحلى به، أن تؤمن أن كل شيء بين يدي الله. لن يصيبك أي سوء حظ أو شر دون سماح من الله. ويمكن لله أن يفعل أكثر من مجرد مباركة الناس، إذ يمكنه ترتيب ظروف مختلفة لاختبارك وتهدئتك، وتعليمك من خلالها، ويمكنه تهيئة ظروف مختلفة لتوبيخك ودينونتك. في بعض الأحيان، قد لا تتوافق الظروف التي يرتبها الله مع مفاهيمك وبالتأكيد لا تتوافق مع تصوراتك. لكن لا تنس ما قاله أيوب، "أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، وَٱلشَّرَّ لَا نَقْبَلُ؟" (أيوب 2: 10). ينبغي أن يكون هذا هو مصدر إيمانك الحقيقي بالله. صدق أن الله يتحكم في كل شيء، ولن تخاف من ارتجاف بسيط في العين، أليس هذا صحيحًا؟ (بلى، إنه صحيح).

عقدنا شركة للتو حول كيفية التعامل مع ارتجاف العين. إن ارتجاف العين – وهو أمر شائع في الحياة اليومية – هو أمر غالبًا ما يحاول الناس علاجه بطرق بشرية. غير أن هذه الطرق لا تحقق عادةً النتائج المرجوة، وسيحدث ما هو مقدر حدوثه في نهاية المطاف، ولا يمكن لأحد الفرار منه. وسواء أكان أمرًا جيدًا أم سيئًا، وسواء أكان شيئًا يريد الناس رؤيته أم لا، فإن ما هو مقدر له أن يحدث سيحدث بالتأكيد. هذا يؤكد أكثر أنه سواء كان الأمر يتعلق بمصير شخص ما أو الأمور التافهة المتعلقة بالحياة اليومية، فكلها من تنظيم الله وتدبيره، ولا يمكن لأحد أن يفلت منها. لذلك ينبغي على الأفراد الحكماء أن يتعاملوا مع هذه الأمور بالموقف الصحيح والإيجابي، وأن يروها ويعالجوا مثل هذه الأمور على أساس مبادئ الحق وكلمة الله، بدلًا من اللجوء إلى الأساليب البشرية لتقديم أي تضحيات أو خوض صراعات غير مجدية، وإلا سيكونوا هم الخاسرين في النهاية. هذا لأنه ليس ثمة طريق آخر لتختاره البشرية عندما يتعلق الأمر بسيادة الخالق. هذا هو الطريق الوحيد الذي ينبغي اختياره واتباعه. اخضعوا لتنظيمات الله وترتيباته، وتعلموا دروسًا في البيئات التي ينظمها الله، وتعلموا الخضوع لله، وفهم أعمال الله، وفهم النفس، والطريق الذي يجب أن يختاره الكائن المخلوق ويسير فيه، وتعلموا كيف تسيروا جيدًا في طريق الحياة الذي ينبغي للناس أن يسيروا فيه، بدلًا من مقاومة تنظيمات الله وترتيباته بأساليب تتعلق بالخرافات أو بأساليب بشرية.

الحواشي:

(أ) تاي سوي هو اختصار للإله تاي سوي. تاي سوي يعني في علم التنجيم الصيني الإله الحارس للعام. تاي سوي يحكم كل الحظ في سنة معينة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.