كلمات الله اليومية: الغايات والعواقب | اقتباس 600

2020 يوليو 26

لم تكن هناك في الأصل عائلات بين البشر، فقط رجل وامرأة، نوعان من الناس. لم تكن هناك بلدان، ناهيك عن العائلات، ولكن بسبب فساد الإنسان، نظم جميع الناس أنفسهم في عشائر فردية، ثم تطوروا في وقت لاحق إلى بلدان وأمم. كانت هذه البلدان والأمم مكونة من عائلات فردية صغيرة، وبهذه الطريقة توزَّع جميع الناس على مختلف الأجناس وفقًا للاختلافات في اللغة والحدود الفاصلة. في الواقع، بغض النظر عن عدد الأجناس الموجودة في العالم، فإنه يوجد جَدّ واحد للبشرية. في البداية، كان هناك نوعان فقط من الناس، وكان هذان النوعان هما رجل وامرأة. ومع ذلك، بسبب تَقدُّم عمل الله، وانقضاء التاريخ والتغيرات الجغرافية، فقد تطور هذان النوعان من الناس بدرجات متفاوتة إلى أنواع أكثر من الناس. عندما يتعلق الأمر بهذا، وبغض النظر عن عدد الأجناس التي تتكون منها البشرية، فإن البشرية كلها لا تزال خليقة الله. بغض النظر عن العرق الذي ينتمي إليه الناس، فجميعهم مخلوقاته؛ هم جميعًا نسل آدم وحواء. على الرغم من أنهم ليسوا مصنوعين بيديّ الله، إلا أنهم من نسل آدم وحواء، اللذان خلقهما الله شخصيًا. بغض النظر عن النوع الذين ينتمي إليه الناس، فإنهم جميعًا مخلوقاته؛ ولأنهم ينتمون للبشرية، التي خلقها الله، فإن نهايتهم هي ما يجب أن تصله البشرية، وهم مقسمون وفقًا للقوانين التي تنظم البشرية. وهذا يعني أن الأشرار والأبرار هم على أية حال مخلوقات. ستهلك المخلوقات التي ترتكب الشر في النهاية، وستبقى المخلوقات التي تعمل أعمالاً صالحة. هذا هو الترتيب الأكثر ملاءمة لهذين النوعين من المخلوقات. لا يستطيع الأشرار بسبب عصيانهم أن ينكروا أنهم خليقة الله، لكن سلبهم الشيطان، ومن ثمَّ لا يمكنهم أن يخلصوا. المخلوقات التي تسلك سلوكًا صالحًا لا يمكنها أن تعتمد على حقيقة أنها ستبقى على قيد الحياة لإنكار أنها قد خُلقت بواسطة الله، ولكنها حصلت على الخلاص بعد أن أفسدها الشيطان. الأشرار هم مخلوقات غير مطيعين لله؛ هم مخلوقات لا يمكن خلاصهم وقد سلبهم الشيطان بالكامل. الناس الذين يرتكبون الشر هم أيضًا أشخاص؛ إنهم أناس قد فسدوا إلى أقصى الحدود ولا يمكن خلاصهم. فكما أنهم أيضًا مخلوقات، فإن الناس الذين يسلكون سلوكًا صالحًا قد فسدوا أيضًا، لكنهم أناس مستعدون للتحرر من تصرفهم الفاسد وقادرون على طاعة الله. لا يمتلئ الأشخاص الذين يسلكون سلوكًا صالحًا بالبر، بل نالوا الخلاص وتحرروا من تصرفهم الفاسد ليطيعوا الله. سوف يثبتون في النهاية، لكن هذا لا يعني أن الشيطان لم يفسدهم. بعد انتهاء عمل الله، سيكون هناك من بين جميع مخلوقاته أولئك الذين سوف يهلكون والذين سوف ينجون. هذا اتجاه حتمي في عمله التدبيري. لا يستطيع أحد أن ينكر هذا. لا يستطيع الأشرار النجاة، ولكن أولئك الذين يطيعونه ويتبعونه حتى النهاية سوف ينجون بالتأكيد. ولما كان هذا العمل هو عمل تدبير البشرية، فسيكون هناك مَنْ ينجون ومَنْ يفنون. هذه نهايات مختلفة لأنواع مختلفة من الناس، وهذه هي الترتيبات الأكثر ملاءمة لمخلوقاته. إن ترتيب الله النهائي للبشرية هو تقسيمها عن طريق تحطيم الأسر وتحطيم الأمم وتحطيم الحدود القومية. إنها بشرية بدون عائلات وحدود وطنية، لأن الإنسان في نهاية الأمر ينحدر من جَدٍّ واحد وهو خليقة الله. باختصار، سوف يتم هلاك المخلوقات الشريرة، وسوف تنجو المخلوقات التي تطيع الله. وبهذه الطريقة، لن تكون هناك عائلات ولا بلدان ولاسيما أمم في الراحة المستقبلية؛ هذا النوع من البشرية هو أقدس نوع من البشرية. خُلق آدم وحواء أصلاً حتى يمكن للإنسان أن يعتني بجميع الأشياء على الأرض، وكان الإنسان في الأصل سيد كل الأشياء. كانت نية يهوه في خلق الإنسان هي السماح للإنسان بأن يكون موجودًا على الأرض وأن يعتني أيضًا بكل شيء عليها، لأن الإنسان لم يكن قد فسد في الأصل ولم يكن قادرًا على ارتكاب الشر. ومع ذلك، بعد أن فسد الإنسان، لم يعد معتنيًا بجميع الأشياء. والغرض من خلاص الله هو استعادة هذه الوظيفة للإنسان، لاستعادة عقل الإنسان الأصلي وطاعته الأصلية؛ سوف تكون الإنسانية في الراحة هي الصورة الدقيقة للنتيجة التي يرغب عمله الخلاصي في تحقيقها. على الرغم من أنه لن تكون هناك حياة مثل تلك التي وُجدت في جنة عدن، إلا أن جوهرها سيكون نفس الجوهر؛ لن تكون البشرية هي نفسها البشرية السابقة غير الفاسدة مرة أخرى، بل هي بشرية فسدت ثم نالت الخلاص. يدخل هؤلاء الأشخاص الذين نالوا الخلاص الراحة في نهاية الأمر (أي بعد انتهاء عمله). وبالمثل، فإن نهايات أولئك الذين عُوقبوا ستظهر تمامًا في النهاية، ولن يتم هلاكهم إلا بعد انتهاء عمله. وهذا يعني أنه بعد الانتهاء من عمله، سيظهر هؤلاء الأشرار وأولئك الذين خلصوا، لأن عمل إظهار جميع أنواع الناس (بغض النظر عمَّا إذا كانوا أشرارًا أو مخلصين) فسوف يُنفَّذ على جميع الناس في وقت واحد. سيتم القضاء على الأشرار، وسيظهر أولئك الذين يمكنهم البقاء في وقت واحد. لذلك، ستُعلن نهايات جميع أنواع الناس في وقت واحد. لن يسمح أولاً لمجموعة من الناس الذين خَلصوا بدخول الراحة قبل أن يعزل الأشرار ويدينهم أو يعاقبهم قليلاً في وقت ما؛ ليست الحقيقة في الواقع هكذا. عندما يتم هلاك الأشرار ويدخل مَنْ يستطيع النجاة الراحة، فسينتهي عمله في الكون بأكمله. لن يكون هناك ترتيب للأولوية بين أولئك الذين ينالون البركات والذين يعانون الحظ السيئ؛ أولئك الذين ينالون البركات سيعيشون إلى الأبد، وأولئك الذين يعانون من الحظ السيئ سيهلكون إلى الأبد. يجب إكمال هاتين الخطوتين من العمل في نفس الوقت. هذا بالضبط لأن هناك أناس غير مطيعين حتى أن بر هؤلاء الأشخاص المطيعين سيُعلن، وهذا بالضبط لأن هناك أولئك الذين نالوا البركات حتى سيتم إظهار سوء الحظ الذي عانى منه هؤلاء الأشرار بسبب سلوكهم الشرير. إذا لم يُظهر الله الأشرار، فإن أولئك الذين يطيعون الله بإخلاص لن يروا الشمس أبدًا؛ وإن لم يأخذ الله أولئك الذين يطيعونه إلى نهاية مناسبة، فلن يتمكن أولئك الذين لا يطيعون الله من نيل عقوبتهم المستحقة. هذا هو تدبير عمله. إذا لم يقم بعمله في معاقبة الشر ومكافأة الخير، فلن تكون مخلوقاته قادرة على الوصول إلى غايتها. وبمجرد دخول البشرية الراحة، سيتم هلاك الأشرار، وسوف تدخل البشرية كلها في الطريق الصحيح، وسيكون كل نوع من الأشخاص مع نوعه وفقًا للوظائف التي ينبغي عليه تنفيذها. ولن يكون هذا سوى يوم راحة البشرية والتوجه الذي لا مفر منه لتطوير البشرية، وفقط عندما تدخل البشرية الراحة، سيكتمل عمل الله العظيم والنهائي؛ هذا سيكون ختام عمله. سيُنهي هذا العمل كل الحياة الجسدية المنحطة للبشرية، وسوف يُنهي حياة البشرية الفاسدة. من هنا يجب أن تدخل البشرية إلى عالم جديد. على الرغم من أن الإنسان يقود وجودًا ماديًا، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين جوهر حياته وجوهر حياة البشرية الفاسدة. كما أن معنى وجوده ومعنى وجود البشرية الفاسدة مختلفان أيضًا. على الرغم من أن هذه ليست حياة نوع جديد من الأشخاص، إلا أنه يمكن القول إنها حياة بشرية نالت الخلاص وحياة للبشرية والعقل بعد استعادتهما. هؤلاء هم الناس الذين كانوا غير مطيعين لله في يوم من الأيام، والذين أخضعهم الله في يوم من الأيام، ثم خلصهم؛ هؤلاء هم الناس الذين ازدروا بالله، ثم شهدوا له فيما بعد. بعد اجتيازهم تجربته ونجاتهم، فإن وجودهم هو الوجود ذو المعنى الأعمق؛ هم أناس شهدوا لله أمام الشيطان، وهم أناس يصلحون للعيش. أولئك الذين سيتم هلاكهم هم أشخاص لا يستطيعون أن يشهدوا لله وغير مناسبين للعيش. سيكون هلاكهم بسبب سلوكهم الشرير، والهلاك هو أفضل نهاية لهم. عندما يدخل الإنسان فيما بعد إلى عالم جيد، لن تكون هناك أي من العلاقات التي يتصور الإنسان وجودها بين الزوج والزوجة، أو بين الأب والابنة، أو بين الأم والابن. في ذلك الوقت، سوف يتبع الإنسان نوعه الخاص، وستكون قد تحطمت العائلة بالفعل. لن يُزعج الشيطان البشرية مرة أخرى بعد فشله تمامًا، ولن يعود الإنسان يعاني من الشخصية الشيطانية الفاسدة. سيكون قد هلك هؤلاء الناس العُصاة بالفعل، ولن يتمكن من النجاة سوى أولئك المطيعين. ولذا فإن قلة قليلة من العائلات ستبقى سليمة؛ كيف ستظل العلاقات الجسدية قادرة على الوجود؟ سيتم مصادرة الحياة الجسدية السابقة للإنسان تمامًا؛ كيف ستكون العلاقات الجسدية قادرة على الوجود بين الناس؟ بدون الشخصية الشيطانية الفاسدة، فلن تبقى حياة الناس هي الحياة القديمة التي من الماضي، بل ستكون حياة جديدة. سيفقد الآباء الأطفال، وسيفقد الأطفال الوالدين. سيفقد الأزواج الزوجات، وستفقد الزوجات الأزواج. الناس الآن لديهم علاقات جسدية فيما بينهم. عندما يكون الجميع قد دخلوا الراحة، فلن تكون هناك علاقات جسدية مرة أخرى. ستمتلك مثل هذه البشرية البر والقداسة، وسَتَعْبدُ مثل هذه البشرية الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر