كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 521

2020 سبتمبر 23

كانت هناك نقطة تمثل الذروة في اختبارات بطرس، عندما كان جسده يكاد يكون محطمًا تمامًا، ولكن يسوع كان لا يزال يمنحه تشجيعًا في داخله. وذات مرة، ظهر يسوع لبطرس. عندما كان بطرس يقاسي معاناةً هائلة وشعر وكأن قلبه مكسور، أرشده يسوع قائلًا: "أنت كنت معي على الأرض، وأنا كنت هنا معك. وعلى الرغم من أننا كنّا من قبلُ معًا في السماء، فهذا في النتيجة من العالم الروحي. والآن فقد عُدْتُ إلى العالم الروحي، وأنت موجود على الأرض؛ ذلك لأنّني لستُ من الأرض، ومع أنّك أنت أيضًا لست من الأرض، فلا بُدّ أن تُكمِل عملك على الأرض. وبما أنّك عبد فلا بُدّ أن تتمّم واجبك". وقد تعزّى بطرس بعدما سمع أنه يستطيع أن يعود ليمكث بجانب الله. في ذلك الوقت، كان بطرس في حالة من الضيق كادت تجعله طريح الفراش، وشعر بندم شديد حتى إنه قال: "إنّني في حالة شديدة من الفساد إلى درجة لا أستطيع معها أن أُرضي الله". فظهر له يسوع، وقال له: "بطرس، أنسيتَ يا تُرى القرار الذي اتّخذته أمامي فيما مضى؟ أنسيتَ حقًا كل ما قلته لك؟ أنسيتَ القرار الذي اتخذته لي؟" وبعد أن رأى بطرس أن ذلك كان يسوع، نهض من فراشه، وعزَّاه يسوع قائلًا له: "أنا لست من الأرض؛ قلت لك ذلك من قبل. هذا ما لا بُدّ أن تفهمه؛ ولكن هل نسيت شيئًا آخر أخبرتك عنه؟ "أنت أيضًا لست من الأرض، لست من العالم". لديك الآن عملٌ عليك القيام به، لا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من الحزن، ولا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من المعاناة. ومع أنه لا يمكن الآن أن يتعايش البشر مع الله في نفس العالم، فأنا لديّ عملي ولديك عملك، وفي يومٍ ما عندما ينتهي عملك سوف نكون معًا في عالمٍ واحدٍ، وسوف أقودك لتكون معي إلى الأبد". استراح بطرس وأطمأنّ بعدما سمع هذه الكلمات. لقد عَرِفَ أن هذه المعاناة كانت شيئًا لا بُدّ أن يختبره ويتحمّله، ومن ذلك الحين أصبح يتلقى الإلهام. كان يسوع يظهر له خصيصًا في كل لحظة فاصلة، فيعطيه استنارة خاصة وإرشادًا، وكان يقوم بعمل كثير فيه. ولكن ما الذي ندم عليه بطرس أشد الندم؟ ما إنْ قال بطرس "أنت هو ابن الله الحي"، حتى طرح يسوع على بطرس سؤالًا آخر (مع أنه لم يُسجّل في الكتاب المقدس على هذا النحو). وكان السؤال هو: "يا بطرس! هل سبق وأحببتني؟" فهم بطرس ما كان يعنيه، فقال: "يا رب! في الماضي أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّني أعترف بأنني لم أحبك قط". عندئذ قال يسوع: "إن كان الناس لا يحبّون الآب الذي في السماء، فكيف يستطيعون أن يحبّوا الابن الذي على الأرض؟ وإن كان الناس لا يحبّون الابن الذي أرسله الله الآب، فكيف يمكنهم أن يحبّوا الآب الذي في السماء؟ إذا أحب الناس بصدق الابن الذي على الأرض، فقد أحبّوا بصدق الآب الذي في السماء". عندما سمع بطرس هذه الكلمات أدرك ما كان يفتقر إليه. لقد كان دائمًا يشعر بالندم العميق حتى الدموع بسبب كلماته التي قالها: "في الماضي أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّني لم أحبّك قط". بعد قيامة يسوع وصعوده شعر بطرس بمزيد من الحزن والندم بسبب هذه الكلمات. وعندما كان يتذكّر عمله في الماضي وقامته الحاليّة، كان في الغالب يَمْثل بين يدي يسوع في الصلاة، وهو يشعر دائمًا بالندم وبأنه مَدين؛ لأنه لم يحقق مشيئة الله، ولأنّه لم يَرْقَ إلى معايير الله. وهكذا أصبحت هذه القضايا أثقل أعبائه. قال بطرس: "يومًا ما سوف أُكرّس لك كل ما أملكه وكل كياني، وسوف أقدّم لك أغلى ما عندي، أيًّا كان". وأردف يقول: "يا الله! لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. حياتي لا تساوي شيئًا، وجسدي لا يساوي شيئًا. لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. لديّ إيمانٌ بك في عقلي وحبٌ لك في قلبي؛ هذان هما فقط الشيئان اللذان أستطيع أن أقدمهما لك، وليس أي شيء آخر". كانت كلمات يسوع تشجّع بطرس كثيرًا؛ ذلك لأن يسوع قبل أن يُصلَب كان قد قال لبطرس: "أنا لست من هذا العالم، وأنت أيضًا لست من هذا العالم". بعد ذلك، عندما وصل بطرس إلى درجة كبيرة من الألم العظيم، ذكّره يسوع قائلًا له: "يا بطرس، هل نسيت؟ أنا لست من العالم، ولم أغادر في وقت مبكر إلّا لأجل عملي. وأنت أيضًا لست من العالم. هل نسيت حقًّا؟ لقد أخبرتك مرتين، ألا تتذكر؟" بعد أن سمع بطرس ذلك قال: "لم أنسَ!" ثم قال يسوع: "لقد قضيتَ وقتًا سعيدًا من قبلُ في معيتي بالسماء، وقضيت فترةً من الزمن بجانبي. أنت الآن تفتقدني، وأنا أفتقدك. ومع أن المخلوقات لا تستحق ذكرها أمام عينيّ، كيف لي ألاّ أحب شخصًا بريئًا ومستحقًا للحب؟ هل نسيتَ وعدي؟ لا بُدّ أن تقبل المأمورية التي أسندتها إليك على الأرض، ولا بُدّ أن تؤدي المهمّة التي ائتمنتك عليها. يومًا ما سوف أقودك بالتأكيد لتكون بجواري". ما إن سمع بطرس هذه الكلمات حتى تشجّع أكثر وتلقى المزيد من الإلهام، حتى إنه عندما كان على الصليب استطاع أن يقول: "يا الله! لا أستطيع أن أحبك بما يكفي! حتى إذا طلبت مني أن أموت، لا أستطيع مع ذلك أن أحبك بما يكفي! حيثما أرسلتَ روحي، وسواء وفيتَ بوعودك السابقة أم لم تفِ بها، ومهما فعلتَ بعد ذلك، فإنّي أحبك وأؤمن بك". كان ما تشبّث به بطرس هو إيمانه ومحبته الحقيقية.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية تَعرّف بطرس على يسوع

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر