كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 63

2020 يونيو 7

مع أن ما يسمعه الناس أو يفهموه هو شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو، إلّا أن ما يكتسبوه هو الحياة التي تأتي من الله. بُمجرّد أن تتشكّل هذه الحياة فيك، سوف تصبح مخافتك من الله أكبر وأكبر، ويحدث جني هذا المحصول على نحو طبيعيّ جدًّا. إذا لم ترد أن تفهم أو تعرف شخصيّة الله أو جوهره، وإذا كنت لا تريد حتّى التفكير في هذه الأمور أو التركيز عليها، فيمكنني أن أخبرك بالتأكيد أن الطريقة التي تسعى بها حاليًا إلى إيمانك بالله لا يمكن أن تسمح لك أبدًا بإرضاء مشيئته أو نيل رضاه. إضافة إلى ذلك، لا يمكنك أبدًا بلوغ الخلاص – هذه هي النتائج النهائيّة. عندما لا يفهم الناس الله ولا يعرفون شخصيّته، فإن قلوبهم لا يمكنها أبدًا أن تنفتح له. وبمُجرّد أن يفهموا الله، سوف يبدأون في فهم وتذوق ما في قلبه باهتمامٍ وإيمان. عندما تفهم وتذوق ما في قلب الله، سوف ينفتح قلبك له تدريجيًّا شيئًا فشيئًا. وعندما ينفتح قلبك له، سوف تشعر بمدى الخجل والوضاعة إزاء كلامك مع الله ومطالبك من الله ورغباتك الفارهة. عندما ينفتح قلبك حقًّا لله، سوف ترى أن قلبه مثل عالمٍ بلا حدودٍ، وسوف تدخل إلى عالمٍ لم تختبره من قبل. في هذا العالم لا يوجد غشٌّ ولا خداع ولا ظلام ولا شرّ. لا يوجد به سوى الإخلاص والأمانة، والنور والاستقامة، والبرّ واللطف. إنه مليءٌ بالمحبّة والرعاية والشفقة والتسامح، ومن خلاله تشعر بالسعادة والفرح كونك حيًّا. هذه الأشياء هي ما سيكشفها لك الله عندما تفتح قلبك له. وهذا العالم اللانهائيّ ممتلئٌ بحكمة الله وممتلئٌ بقدرته الكليّة؛ كما أنه ممتلئٌ بمحبّته وسلطانه. يمكنك هنا أن ترى كلّ جانبٍ من جوانب ما لدى الله ومَنْ هو وما يجلب له الفرح وما يدعوه للقلق وما يدعوه للحزن وما يدعوه للغضب... هذا ما يستطيع كلّ شخصٍ أن يراه بعد أن يفتح قلبه ويسمح لله بالدخول. لا يمكن أن يأتي الله إلى قلبك إلّا إذا فتحته له. لا يمكنك أن ترى ما لدى الله ومَنْ هو ولا يمكنك أن ترى مشيئته نحوك إلّا إذا دخل قلبك. في ذلك الوقت، سوف تكتشف أن كلّ شيءٍ عن الله ثمينٌ جدًّا، وأن ما لديه ومَنْ هو جديرٌ بالاعتزاز. وفي المقابل، فإن الأشخاص الذين يحيطون بك، والأشياء والأحداث في حياتك، وحتّى أحباءك وشريك حياتك، والأشياء التي تحبّها، تكاد لا تستحقّ الذكر. فهذه الأمور صغيرة للغاية ومتواضعة للغاية لدرجة أنك ستشعر أنه لن يتمكّن أيّ شيءٍ ماديّ من أن يجذبك مرّةً أخرى، ولا يمكنه أن يجعلك تدفع أيّ ثمنٍ له مرّةً أخرى. في تواضع الله سوف ترى عظمته وسموّه؛ وإضافة إلى ذلك، سوف ترى في شيءٍ ما عمله واعتقدت أنه صغيرٌ جدًّا حكمته اللانهائيّة وتسامحه، وسوف ترى صبره وتحمّله وفهمه لك. وهذا سينتج فيك محبّةً له. في ذلك اليوم، سوف تشعر أن البشريّة تعيش في عالمٍ دنسٍ، وأن الناس الذين بجانبك والأشياء التي تحدث في حياتك، وحتّى أولئك الذين تحبّهم، ومحبّتهم لك وحمايتهم المزعومة أو اهتمامهم بك لا يستحقّ الذكر حتّى، فالله وحده هو حبيبك، والله وحده هو مَنْ تُقدّره أكثر. عندما يأتي ذلك اليوم، أعتقد أنه سيوجد بعض الناس الذين يقولون: إن محبّة الله عظيمةٌ جدًّا وجوهره مُقدّسٌ جدًّا وليس فيه غشٌّ ولا شرّ ولا حسد ولا صراع، بل البرّ والأصالة وحدهما، وكلّ شيءٍ لدى الله ومن هو يجب أن يتوق إليه البشر. يجب على البشر أن يسعوا وراءه ويتطلعوا إليه. على أيّ أساسٍ تُبنى قدرة البشر على تحقيق ذلك؟ إنه مبنيٌّ على أساس فهم البشر لشخصيّة الله وفهمهم لجوهر الله. ولذلك فإن فهم شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو درسٌ مستمرّ مدى الحياة لكلّ شخصٍ، وهدفٌ مستمرّ مدى الحياة لكلّ شخصٍ يسعى جاهدًا إلى تغيير شخصيّته ويسعى إلى معرفة الله.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (ج)

عندما تفتح قلبك لله

1 عندما لا تفهم الله ولا تعرف طبيعَته، لا يُمكن أن تفتح قلبك بصدق، تفتح قلبك لله. بمجرَّد أن تفهم إلهك، ستفهَم ما في قلبه، وتتذوّق ما يكمن فيه بكلِّ إيمانك واهتمامك. عندما تتذَوّق ما في قلب الله، شيئًا فشيء، يومًا بعد يوم، عندما تتذوّق ما في قلب الله، سيُفتح قلبك له.

2 عندما يكون قلبك مفتوحًا بصدق، عندما يكون قلبك مفتوحًا بصدق، سترى الاحتقار، وسترى العار من طلباتك المفرطة والأنانية. عندما يكون قلبك مفتوحًا بصدق، عندما يكون قلبك مفتوحًا بصدق، سترى عالمًا لامحدودًا في قلب الله، وتكون في مملكة عجائب لا توصف. حيث لا يوجد غشٌّ، ولا ظلمة، ولا شرٌّ. لا يوجد سوى الصِّدق والإخلاص، لا يوجد سوى البرِّ والإحسان.

3 هو المحبّة، هو العناية، والرحمة اللامحدودة. تشعر بالفرح في حياتك عندما تفتح قلبك للهِ. حكمَته وقوَّته تملأُ هذه المملكة، وكذلك سلطانه ومحبّته. يمكنك أن ترى ما لدى الله ومن هو، ما يجلب له الفرح، وما يجلِب له الأسى، ما يجلب له الحزن والغضب، موجود هناك ليراه الجميع، عندما تفتح قلبك لله وتدعوه للدُّخول.

مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل السادس والعشرون

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر