كلمات الله اليومية: معرفة عمل الله | اقتباس 174
2020 أغسطس 4
يدل عمل الإنسان على خبرته وطبيعته البشرية، كما أن ما يقدمه الإنسان والعمل الذي يقوم به يمثلانه. كذلك يتضمن عمل الإنسان رؤيته وتفكيره ومنطقه وخياله الغني. وبإمكان خبرة الإنسان بخاصّةٍ أن تدل على عمله، وما يختبره الشخص يمثل مكونات عمله. يمكن أن يعبر عمل الإنسان عن خبرته. وعندما يختبر بعض الناس حالة سلبية، تتألف اللغة المستخدمة في شركتهم في معظمها من عناصر سلبية. وإن كانت خبرتهم إيجابية لفترة من الزمن وكانوا يمتلكون بصورة خاصة مسارًا في الجانب الإيجابي، فإن شركتهم تكون مشجعة جدًا، ويمكن أن يحصل الناس على إمدادات إيجابية منهم. وإذا ما صار العامل سلبيًّا لفترة من الزمن، فسوف تحمل شركته عناصر سلبية دائمًا. وهذا النوع من الشركة يسبب الاكتئاب، وسوف يشعر الآخرون لا شعوريًا بالاكتئاب بعد شركته. تتغير حالة الأتباع على حسب حالة القائد. أيًّا كان ما بداخل العامل فهو ما يعبر عنه، وعمل الروح القدس غالبًا ما يتغير مع حالة الإنسان. إنه يعمل وفقًا لخبرة الناس ولا يجبرهم بل يقوم بمطالبه منهم حسب مسار خبرتهم العادي. أي أن شركة الإنسان تختلف عن كلمة الله. ما يقدمه الناس في الشركة ينقل رؤاهم وخبراتهم الفردية، ويعبر عما يرونه ويختبرونه على أساس عمل الله. وتتمثل مسؤوليتهم، بعد أن يعمل الله أو يتكلم، في اكتشاف ما ينبغي عليهم ممارسته أو الدخول فيه من ذلك، ثم نقله إلى الأتباع. لذلك يمثل عمل الإنسان دخوله وممارسته. وبالطبع هذا العمل مختلط بدروس وخبرة بشرية أو ببعض الأفكار البشرية. وكيفما عمل الروح القدس، سواء كان يعمل على الإنسان أو في الله المتجسد، يعبر العاملون دائمًا عن ماهيتهم. وعلى الرغم من أن الروح القدس هو من يعمل، فإن العمل يتأسس على ماهية الإنسان المتأصلة؛ لأن الروح القدس لا يعمل بلا أساس. بمعنى آخر، لا يتم العمل من لا شيء، بل دائمًا يتم وفقًا لظروف فعلية وأحوال حقيقية. وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن تتغير شخصية الإنسان، ويمكن أن تتغير مفاهيمه وأفكاره القديمة. ما يعبر عنه الإنسان هو ما يراه ويختبره ويمكنه أن يتخيله، ويمكن أن يصل إليه تفكيره حتى لو كان تعاليمَ أو مفاهيمَ. لا يمكن أن يتجاوز عمل الإنسان نطاق خبراته، وما يراه، وما يمكنه تخيله أو تصوره، بغض النظر عن حجم ذلك العمل. ما يعبر عنه الله هو ماهيته، وهذا بعيد عن منال الإنسان، أي بعيد عما يمكن أن يصله بتفكيره. يُعبِّر الله عن عمله لقيادة البشرية جمعاء، وهذا لا يتعلَّق بتفاصيل خبرة بشرية، بل يختص بدلًا من ذلك بتدبيره الخاص، وما يعبر الإنسان عنه هو خبرته، أما ما يعبر الله عنه فهو كيانه، أي شخصيته المتأصلة، وهو بعيد عن منال الإنسان. خبرة الإنسان هي رؤيته ومعرفته التي حصل عليها بناءً على تعبير الله عن كيانه. ويُطلق على هذه الرؤية والمعرفة كيان الإنسان. ويتم التعبير عنها على أساس شخصية الإنسان المتأصلة وإمكانياته؛ ولهذا يُطلق أيضًا عليها كيان الإنسان. الإنسان قادر على الشركة فيما يتعلق بما يختبره ويراه. ولا يستطيع أحد الشركةَ فيما لم يختبره أو يَرَهُ أو لا يستطيع ذهنه الوصول له، أي الأشياء غير الموجودة بداخله. إن كان ما يعبر الإنسان عنه ليس من خبرته، فهو إذًا خياله أو تعاليمه. ببساطة، ليست هناك أية واقعية في كلماته. إن لم تتواصل أبدًا مع أمور المجتمع، فلن تكون قادرًا على أن تشارك بوضوح بشأن علاقات المجتمع المعقدة. إن لم تكن لديك أسرة بينما يتكلم أناس آخرون عن قضايا الأسرة، فلن تفهم معظمَ ما يقولونه. ولذلك، فإن ما يقدمه الإنسان في الشركة والعمل الذي يقوم به يمثلان كيانه الداخلي. إن قدّم أحد شركة عن فهمه للتوبيخ والدينونة، ولم تكن لديك خبرة في هذا الأمر، فلن تجرؤ على إنكار معرفته، فضلاً عن أن تكون واثقًا بشأنها بنسبة مئة بالمئة؛ ذلك لأن ما يتشارك بشأنه هو شيء لم تختبره أنت أبدًا، شيء لم تعرفه أبدًا، ولا يمكن لعقلك أن يتخيله. كل ما يمكنك أن تأخذه من معرفته هو طريق للخضوع للتوبيخ والدينونة في المستقبل. لكن هذا الطريق لا يمكن أن يكون سوى طريق لمعرفة التعاليم، ولا يمكن أن يحل محل فهمك فضلًا عن خبرتك. لعلك تظن أن ما يقوله صحيح تمامًا، لكن عندما تختبره تجده غير عملي من نواح عديدة. ولعلك تشعر أن بعضًا مما تسمعه غير عملي مطلقًا؛ وتخفي في نفسك مفاهيم عنه في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنك تقبله، فإنك لا تقبله إلا على مضض. ولكن عندما تختبر، فإن المعرفة التي تستمد منها المفاهيم تغدو طريقك للممارسة، وكلما مارست أكثر، زاد فهمك للقيمة الحقيقية والمعنى الحقيقي للكلمات التي سمعتها. وبعد حصولك على خبرتك، يمكنك بعد ذلك التكلم عن المعرفة التي ينبغي أن تكون لديك عن الأمور التي ينبغي أن تكون قد اختبرتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التمييز أيضًا بين أولئك الذين لديهم معرفة حقيقية وعملية وبين أولئك الذين لديهم معرفة مبنية على التعاليم وعديمة القيمة. لذلك، سواء كانت المعرفة التي تتكلم عنها تتفق مع الحق أم لا فهذا يعتمد بدرجة كبيرة على ما إذا كانت لديك خبرة عملية فيها. وحيث يكون هناك حق في خبرتك، فستكون معرفتك عملية وذات قيمة. ويمكنك من خلال خبرتك أيضًا الحصول على القدرة على التمييز والبصيرة، وتعميق معرفتك، وزيادة حكمتك ومنطقك السليم فيما يتعلق بحسن تصرفك. التعاليم هي المعرفة التي يعبر عنها الناس الذين لا يملكون الحق، بغض النظر عن مدى سموها. قد يكون هذا النوع من الأشخاص ذكيًّا جدًا حين يتعلق الأمر بأمور الجسد، ولكنه لا يمكنه التمييز عندما يتعلق الأمر بالأمور الروحية؛ وذلك لأن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة على الإطلاق في الأمور الروحية. هؤلاء هم الناس الذين لم يستنيروا في الأمور الروحية ولا يفهمون الأمور الروحية. بغض النظر عن نوع المعرفة الذي تُعبر أنت عنه، ما دام يمثل كيانك، فهو إذًا يمثل خبرتك الشخصية، ومعرفتك الحقيقية. ما يناقشه الناس الذين لا يتحدثون إلّا عن التعاليم، أي، أولئك الذين لا يملكون الحق أو الواقع، يمكن أن يُطلق عليه كيانهم؛ لأنهم توصلوا إلى تعاليمهم من خلال التأمل العميق، وهذا نتيجة تفكيرهم العميق، ولكنها مجرد تعاليم، وليست أكثر من خيال!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وعمل الإنسان
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
أنواع أخرى من الفيديوهات