17. لم يعد ضَعف المقدرة ذريعة

بقلم: لين ران – الصين

في كل مرة كنت أواجه فيها بعض الصعوبات عند أداء واجبي، أو أؤدي عملي بطريقة سيئة، في الماضي، كنت أعتقد أن السبب في ذلك هو أن مقدرتي كانت ضعيفة جدًا. نتيجة لذلك، عشت كثيرًا في حالة من السلبية والضعف. كثيرًا ما كنت أستخدم ضعف مقدرتي كذريعة للتملُّص من الواجبات التي شعرت بصعوبتها وإلقائها على الآخرين، وكنت أشعر بأنه لا يوجد شيء خاطئ في ذلك، طالما أنني كنت أفكر في عمل الكنيسة عندما كنت أطلب من الآخرين أن يفعلوا شيئًا، لأن مقدرتي كانت ضعيفة، ولم أستطع فعل ذلك بطريقة جيدة. بفضل قراءة كلام الله الله، عدلت عن هذه النظرة الخاطئة، وأدركت أنني كنت أنظر إلى الأشياء من خلال مفاهيمي وتصوراتي الخاصة. لقد تعلَّمت أيضًا شيئًا عن شخصيتي الفاسدة.

ذات يوم، أرسل لي قائدنا لأكتب خطابًا لمساندة أختٍ. كانت الأخت التي أتعاون معها مشغولة بشيء آخر، لذا طلبتْ مني معالجة المستند. بدأت بسرعة في تقديم الأعذار: "إن مقدرتي ضعيفة جدًا. أنا سيئة في كتابة النصوص وتحريرها. سيكون من الأفضل أن تتعاملي أنتِ معه". وهكذا دفعت تلقائيًا أي شيء صعب إلى شريكتي. لكنها لاحقًا قالت لي: "منذ أن التقينا، كنتِ تقولين إن مقدرتك سيئة، ولكن بعد أن عملت معكِ لبضعة أيام، لاحظت أنكِ قادرة على اكتشاف بعض المشكلات في العمل. لا أعتقد أن مقدرتك بهذا السوء، ولكن كلما واجهتِ أي صعوبة في أداء واجبكِ، فأنتِ دائمًا ما تقولين إن مقدرتك ضعيفة، وأحيانًا تدفعين بواجبك إلى شخص آخر. لا أعرف ما هو دافعك في الاستمرار بالحديث عن مدى سوء مقدرتك. أشعر وكأنه أمر مزيف حقًا!" عند سماعها تقول هذا، كنت عاجزة عن الكلام، لكن قلبي كان مملوءًا بالنفور: "عندما أقول إن مقدرتي سيئة فأنا أقول الحقيقة. أنتِ لا تعرفين الحقائق، وقد أسأتِ فهمي". بعد ذلك، فكرت في سبب قول الأخت لذلك. لم أكن أكذب عندما قلت إن مقدرتي ضعيفة. كيف أمكنها القول إن لدي دوافع؟ لم أستطع معرفة ذلك في قلبي.

أفصحت ذات مرة عن حيرتي للإخوة والأخوات الآخرين خلال اجتماع مع زملاء العمل. شرحت أسباب اعتقادي بأن مقدرتي ضعيفة سببًا تلو الآخر: على سبيل المثال، قلت لهم إنني أكتب على الحاسوب ببطء شديد، ولم يكن أسلوبي في الكتابة جيدًا. عندما عملنا على النصوص، قامت شريكتي بمعظم الكتابة والتحرير، وعندما كان الأمر يتعلق بعمل الكنيسة، كانت تجد المشكلات بسرعة، بينما كنت أنا أبطأ، وهلم جرا. بعد سماع ما قلته قائدنا الأخ ليو: "يا أختي، هل يمكننا قياس ما إذا كانت مقدرة شخص ما جيدة أم سيئة استنادًا إلى هذه الأمور؟ هل يتماشى هذا مع الحق؟ هل يتماشى هذا مع مشيئة الله؟ نعلم جميعًا أن الناس في العالم يقدّرون الموهبة والعقل كثيرًا. أيًا كان الأشخاص سريعو الذكاء والتعبير والبراعة في التعامل مع أمور العالم الخارجي، فإنهم من ذوي المقدرة الجيدة، في حين أن أولئك الذين يتَّسمون بالكلام الأخرق والجهل وغير المتعلمين لا يتمتعون بأية مقدرة، هذه هي الطريقة التي يرى بها غير المؤمنين الأمور. نحن الذين نؤمن بالله يجب أن ننظر إلى الأمور بناءً على كلام الله. هل سعينا إلى مشيئة الله في هذا الأمر؟ على أي أساس يقيس الله ما إذا كانت مقدرة الناس جيدة أم سيئة؟ وما هو الشيء الجيد والسيء؟" كنت أهز رأسي بينما استمر الأخ ليو في الشركة: "دعينا نقرأ مقطعًا من كلام الله: "كيف نقّيم مقدرة الناس؟ الطريقة الأدقّ هي تقييم مقدرتهم بالارتكاز على مدى فهمهم للحق. يستطيع بعض الناس أن يتعلّموا تخصصًا ما بسرعة كبيرة، لكن عندما يسمعون الحق، يصبحون مشوّشين ويغفون، فيحيّرهم الحق ولا يلازمهم أيٌّ مما يسمعونه ولا يفهمون ما يسمعونه – هذه هي المقدرة الضعيفة. تقول لبعض الناس إنّهم ذوو مقدرة ضعيفة، لكنّهم يعارضون. يظنّون أنّ تعليمهم العالي واطلاعهم يعنيان أنّهم ذوو مقدرة جيدة. هل يثبت التعليم الجيد مقدرةً جيدةً؟ كلا. تُقيَّم مقدرة الناس على أساس مدى فهمهم لكلام الله وللحق. هذه هي الطريقة الأكثر معياريةً ودقةً لتقييمها. لا جدوى من محاولة تقييم مقدرة شخص بأي وسيلة أخرى. بعض الناس معسولو الكلام وسريعو البديهة وبارعون جدًا في الانسجام مع الآخرين – لكن عندما يقرأون كلام الله ويصغون إلى العظات، لا يفهمون شيئًا. عندما يتكلّمون عن شهادات اختباراتهم، يكشفون عن أنفسهم كمجرد هواة، ويستطيع الجميع الشعور بأنّهم لا يمتلكون فهمًا روحيًا. ليس هؤلاء أشخاصًا ذوي مقدرة جيدة" (من "فهم الحق حاسم في إتمام المرء لواجبه بشكل ملائم" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). من هذه الشركة، نرى أنه ما إذا كانت مقدرة شخص ما جيدة أم سيئة يعتمد على قدرته على فهم كلام الله. هذا ليس ما يعنيه غير المؤمنين عندما يقولون إن شخصًا لديه مقدرة جيدة أو موهوب وذكي. يمكن للأشخاص ذوي المقدرة الجيدة أن يفهموا مشيئة الله عند الانتهاء من قراءة كلامه، ويمكنهم العثور على سبيل الممارسة والدخول في الحق، ويكونوا قادرين على الممارسة وفقًا لما يطلبه الله. من ناحية أخرى، هناك أولئك الذين يبدون أذكياء للغاية ويعدّون رائعين في التعامل مع أمور العالم الخارجي، لكنهم يرتبكون بمجرد مواجهتهم لحقائق كلام الله. مثل هؤلاء الناس لا يمكن أن يقال إنهم من ذوي المقدرة الجيدة. يبدو الأمر كما لو أن بعض الأشخاص ذوي المعرفة والمتعلمين يبدون موهوبين وعقلانيين من الخارج، لكنهم غير قادرين على فهم حقائق كلام الله. البعض منهم حتى لديهم وجهة نظر سخيفة عن الأشياء. وهكذا، فإن كونك متعلمًا تعليمًا عاليًا وسريع البديهة ومتمكن لا يمثل مقدرة جيدة، كما أنها ليست المعايير التي تُقاس بها مقدرة شخص ما. الأمر الجوهري هو ما إذا كان الناس يفهمون الروح، وما إذا كانوا قادرين على فهم الحق. لا يمكننا الاعتماد على مفاهيمنا وتصوراتنا لقياس ما إذا كانت مقدرة شخص ما جيدة أم سيئة!" عن سماع ذلك، رأيت النور فجأة: اتضح أن معتقداتي لم تكن سوى مفاهيمي وتصوراتي التي لم تتفق مع الحق.

بعد ذلك وجدتْ إحدى الأخوات مقطعين من كلام الله، وطلبت مني قراءتهما. تقول كلمات الله: "عندما يكون المرء جديًا ومسؤولًا ومتفانيًا ودؤوبًا، فسيتمّ العمل بطريقة مناسبة... فتعاون الناس مهم جدًا، وقلوبهم مهمة جدًا، وما يوجّهون إليه تأملاتهم وأفكارهم مهم جدًا. أمّا من ناحية نواياهم، وكم يبذلون من الجهد في تأدية واجباتهم، فالله يفحص ذلك ويستطيع أن يراه. من الضروري أن يتفانى الناس ويبذلوا كل قوّتهم فيما يفعلونه، وتعاونهم أمر حاسم أيضًا. إن سعي المرء إلى عدم الشعور بأي ندم حيال الواجبات التي قد أدّاها وحيال أفعاله السابقة، والوصول إلى حيث لا يدين الإنسان بشيء لله هو ما يعنيه تقديم المرء كل وجدانه وقوّته" (من "لا يستطيع المرء أن يتمتّع بإنسانية طبيعية إلّا إن مارس الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "إن كنت تملك سلوكًا صحيحًا في مواجهة الحق، وسلوكًا لقبول الحق، وإن كنت تعتمد سلوكًا متواضعًا، فسوف ينيرك الله ويسمح لك بكسب شيء إذًا حتى ولو كنت ضعيف القدْر والمكانة. أما إن كنت ذا مكانة جيدة، لكنّك متعجرف دائمًا، وتعتقد باستمرار أنّك محقّ ولست مستعدًا أبدًا لقبول أي شيء يقوله الآخرون، وتقاوم دائمًا، فلن يقوم الله بعمله فيك. سيقول الله إنّ شخصيتك سيئة وإنّك لا تستحقّ تلقّي أي شيء، وسيأخذ الله منك حتى ما امتلكته في السابق. هذا ما يُعرف بالانكشاف" (من "كيف تحلّ مشكلة الإهمال واللامبالاة عند أدائك لواجبك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). بعد أن قرأت كلام الله، قالت الأخت: "تُظهر كلمات الله أن توجُّهنا عند أداء واجبنا مهم للغاية. إنه أمر حاسم. إذا كانت لدينا العقلية الصحيحة، وإذا أمكننا تقديم كل قلوبنا وطاقتنا لأداء واجبنا، فسيرى الله، ويعاملنا وفقًا لتوجُّهنا تجاه واجبنا. حتى لو كنا من ذوي المقدرة الضعيفة، فإن الله سيظل ينيرنا ويرشدنا. إذا كانت مقدرتنا جيدة، لكن لم تكن لدينا العقلية الصحيحة، وإذا لم نكن مستعدين لدفع الثمن والتعاون مع الله، أو كنا متغطرسين ومتمسكين بأفكارنا، أو نعمل فقط من أجل الربح والشهر، فليس فقط أننا لن نؤدي واجبنا أداءً صحيحًا، بل سيرفضنا الله أيضًا. هذا هو بِرُّ الله. إذا نظرنا إلى الإخوة والأخوات من حولنا من خلال كلمات الله، فنرى أن البعض هم من ذوي المقدرة العادية، ولكن لديهم الدافع الصحيح في أداء واجبهم؛ عند مواجهتهم الصعاب، يأخذون على عاتقهم البحث عن الحق، ويركزون على الدخول إلى المبادئ، ويصبحون أكثر فاعلية في أداء واجباتهم. في حين أن هناك بعض الإخوة والأخوات الذين يبدون لنا وكأنهم من ذوي المقدرة الجيدة على نحو خاص، ولديهم فهم خالص لكلمات الله، ولكن نظرًا لأنهم مغرورون وراضون عن أنفسهم ولا يستمعون إلى نصيحة الآخرين، ويأخذون مجد الله لأنفسهم، كلما حقَّقوا بعض النجاح البسيط في أداء واجبهم. لُيظهروا أنفسهم في كل فرصة فإنهم يكافحون من أجل الربح والشهرة. حتى أن البعض يعطّل عمل الكنيسة ويُجرَّد من أهليته لأداء واجباته، والبعض يصبحون أضدادًا للمسيح بعد ارتكاب الكثير من الأعمال الشريرة، ويُطردون من الكنيسة. توضح لنا هذه الحقائق أنه ما إذا كانت مقدرة الشخص جيدة أم سيئة لا يحدد إن كان الله سيمدحه أم لا، المهم هو ما إذا كان يسعى إلى الحق أم لا، وإذا كانوا يقومون بواجبهم من كل قلبهم وفكرهم".

بعد ذلك، استند الإخوة والأخوات إلى تجاربهم الخاصة للتحدث عن مخاطر وعواقب تعريف أنفسهم وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم. عندها فقط أدركت كيف أنه من الغباء عدم فهم الحق. لم أكن أبحث عن الحق، وبدلًا من ذلك عرّفت نفسي بأني ذات مقدرة ضعيفة من خلال العيش في مفاهيمي وتصوراتي، لدرجة أنني كثيرًا ما دفعت الواجبات الصعبة إلى أشخاص آخرين. لم أحاول التحسُّن، ولم أتكل على الله أو أدفع ثمنًا لاختراق هذه الحواجز، الأمر الذي جعلني غير قادرة على أداء الواجبات التي كنت قادرة عليها. لم أكن فقط غير قادرة على التدريب الفعلي، أو النمو في الحق والحياة، ولكن أثّر هذا تأثيرًا مباشرًا على فعاليتي في أداء واجبي. فكرت في السرعة التي تمكّنت بها الأخت التي عملت معها من اكتشاف المشكلات. مع أن هذا مرتبط بمقدرتها المتأصلة، إلا أن الأهم من ذلك هو أنها كانت قادرة على الاتكال على الله ومواجهة الصعوبات عندما تلاقيها، بسبب موقفها الواعي والمسؤول حيال واجبها. عندها فقط نالت الاستنارة والإضاءة من الروح القدس. أما أنا فحاولتُ، من ناحية أخرى، تجنبت المشكلات عندما واجهتها، واستخدمت المقدرة السيئة كذريعة لإبعاد نفسي. لم أتكل على الله وآخذ على عاتقي محاولة حل المشكلة من خلال السعي إلى الحق ذي الصلة، مما تسبب في أنني لم أتمكن من نيل عمل الروح القدس. من هذا، رأيت أن الله عادل وبار نحو الجميع. من خلال الشركة، أدركت أيضًا أن الله يطلب منّا على حسب ما نحن قادرون عليه. إنها ليست حالة يهتم فيها الله بإنجاز العمل فحسب بدلًا من الاهتمام بمقدرتي. ينبغي عليَّ أن أبلي بلاءً حسنًا، وبدلاً من الاهتمام فقط بمقدرتي، يجب أن أركز فقط على وضع كل طاقتي في أداء واجبي. يجب أن أبحث عن مبادئ الحق وأن أتأمل فيه، وأن أتعلَّم من نقاط قوة الآخرين، وأن أستمع إلى نصائح الآخرين، وأن أدمجها فيما مارسته فعليًا، ومع مرور الوقت، سأكون متيقنة من الاستفادة والنمو.

بعد ذلك، تردّد صدى انتقادات الأخت لي في أذنيَّ: "لا أعلم ما هي دوافعك في الحديث دائمًا عن مدى سوء مقدرتك". لقد كانت على حق. كنتُ دائمًا سريعة القول إن مقدرتي سيئة. أي دوافع وشخصية فاسدة كانت تسيطر عليّ سرًا؟

في أحد الأيام، قرأت هذه الكلمات من إحدى الشركات: "يجب أن تفحص ذاتك بدقة لترى ما إذا كنتَ شخصًا مستقيمًا أم لا. هل أهدافك ومقاصدك التي أبرمتها معي حاضرة في ذهنك؟ هل قيل كلامك وتمت أفعالك في حضرتي؟ أنا أمحّص كل خواطرك وأفكارك. ألا تشعر بالذنب؟ إنك ترتدي واجهة كاذبة كي يراها الآخرون، وبهدوءٍ تصطنع هيئة البر الذاتي. أنت تفعل هذا حمايةً لنفسك. إنك تفعل هذا لتخفي شرَّك، بل وتختلق سُبُلًا لتلقي بهذا الشر على شخصٍ آخر. أي غدر يسكن في قلبك!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). بعد قراءة كلام الله بدأت أفكر في نفسي، عندما كنت أواجه واجبًا لم أكن قد أديته من قبل، فإن أول شيء كنت أفعله هو إخبار الإخوة والأخوات الآخرين بأن مقدرتي ضعيفة، لأنني كنت أخشى من احتقارهم لي إذا أديت الواجب بطريقة سيئة. لقد فعلت هذا من أجل كبريائي ومكانتي. كان المعنى الضمني، ليس خطأي إذا فعلت ذلك بطريقة سيئة، ليس الأمر أنني لم أضع كل طاقتي فيه، ولكن لأن هذا يتجاوز مقدرتي. كلما واجهت أي صعوبة في أداء واجبي، لم أكن أرغب في المعاناة ودفع الثمن لمواجهته مباشرة. كنت أخشى من المسؤولية أيضًا. لذا فقد استخدمت مقدرتي الضعيفة كذريعة لدفع واجباتي إلى شخص آخر، لجعلهم يعتقدون أنني عقلانية وواعية بذاتي. في كل مرة كنت أعاني فيها من المصاعب وأضطر إلى دفع ثمن ما أو أضطر إلى تحمل بعض المسؤولية، كنت أتراجع. في الواقع، كنت أعيش وفقًا لفلسفة العلاقات الشخصية الشيطانية المتمثلة في "البقاء هادئة من أجل حماية الذات والسعي فقط للهروب من اللوم". لقد بدت هذه الفكرة ذكية جدًا – أن استخدام وسائلي الملتوية لتجنب المسؤولية – لكن في الواقع، فاتني الكثير من الفرص للبحث عن الحق وفهمه. في الواقع، المقدرة التي يعطيها الله لكل واحد منا صالحة للغرض؛ ومع ذلك، لم أضع كل قلبي وطاقتي في التعاون مع الله بناءً على ما يمكنني تحقيقه، من أجل الحصول على عمل الروح القدس وتحسين مقدرتي؛ بدلاً من ذلك، كنت دائمًا ما أستخدم مقدرتي الضعيفة كذريعة لعدم ممارسة الحق، لمحاولة خداع الله والتحايل عليه. أليس هذا ماكرًا جدًا، وشريرًا جدًا؟ ومن ثمَّ كيف يمكن أن يرشدني الله؟

تقول كلمات الله: "إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق بسرعة؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). "رغم أنني أتمتع بقدرات محدودة فإن لديّ قلبًا مستقيمًا." عندما يسمع معظم الناس هذه المقولة يشعرون بالارتياح، أليس كذلك؟ إن هذه المسألة تنطوي على ما يطلبه الله من الناس. ما هي هذه المتطلبات؟ عندما يتمتع الناس بطاقات محدودة، فهذه ليست نهاية العالم، لكن يجب عليهم أن يمتلكوا قلبًا صادقًا، ما يؤهّلهم للحصول على ثناء الله. وبصرف النظر عن حالتك، يجب أن تكون شخصًا صادقًا، وأن تتحدث باستقامة، وتتصرف باستقامة، وتكون قادرًا على القيام بواجبك من كل قلبك وعقلك، وأن تكون مخلصًا، وألا تتهرب من القيام بعملك، وألا تكون خبيثًا أو مخادعًا، أو ماكرًا، وألا تحاول التذاكي على الآخرين، أو الكلام من أجل الكلام فقط ؛ بل يجب عليك أن تكون شخصًا يحب الحق ويتقصّى الحق. ... أنت تقول "لديّ قدرات محدودة، لكنّ قلبي مستقيم." ومع ذلك، فعندما يناط بك أمر القيام بواجب ما، تخشى من أن يكون مرهقًا، أو ألا تتمكّن من القيام به بشكل جيد، ولذا تختلق الأعذار للتهرب منه. هل هكذا يتصرّف الشخص المستقيم؟ بالتأكيد لا. كيف ينبغي على الشخص المستقيم أن يتصرف؟ ينبغي عليه أن يقبل ويطيع، وبعدئذ أن يكرس نفسه تماماً للقيام بواجبه على أفضل وجه ممكن، مجتهدًا لتلبية مشيئة الله. لم القيام بذلك؟ هناك عدة جوانب للتعبير هنا. الجانب الأوّل هو أنه ينبغي عليك أن تقبل واجبك بقلب مستقيم وصادق، وألا تفكّر بأي شيء آخر، وألا تكون مترددًا في اتخاذ القرارات، وألا تتآمر على الآخرين من أجل مصلحتك الخاصة - وكل هذا تعبير عن الاستقامة. أما الجانب الآخر، فهو أنه ينبغي عليك استخدام كل قوتك وكل حماسك، وأن تقول: "سأكشف كل ذاتي لله. هذا كل ما يمكنني القيام به؛ سأطبق ذلك ، وسأكرس ذاتي تمامًا لله." أنت تكرس كل ما لديك وكل ما يمكنك القيام به - وهذا تعبير عن الاستقامة" (من "فقط عبر كونه شخصًا مستقيمًا، يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا حقًّا" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد أعطتني كلمات الله طريقًا للممارسة: فالله لا يهتم بما إذا كانت مقدرة الناس جيدة أم سيئة؛ فالمهم هو ما إذا كان لديهم قلب صادق، وما إذا كان يمكنهم قبول الحق ووضعه موضع الممارسة. ومع أن مقدرتي ضعيفة، وأنا أبطأ قليلاً في فهم الحق، وأحيانًا ما أتبع التعليم العقائدي، فإذا كان قلبي صادقًا، وأسعى باستمرار إلى الحق لعلاج شخصيتي الفاسدة وأنا أؤدي واجبي، وإذا كنت أفعل كل شيء يمكنني فعله لتنفيذ ما يطلبه الله، عندها سأتلقى إرشادات الله وبركاته، وسأتمكن تدريجيًا من فهم الحق. مع دخولي إلى الحق، سأكون قادرة على تعويض أوجه القصور لدي فيما يتعلق بمقدرتي السيئة، وسأكون أفضل وأفضل في فهم الأشياء ورؤيتها. بعد فهم مشيئة الله، بدأت أتكل على الله لأتحسن عندما أؤدي واجبي. لم أعد ألقي بالأشياء التي لم تكن واضحة لي، والتي لم أفهمها، على الآخرين، لكنني حاولت جاهدة السعي إلى فهمها بنفسي. الشكر لله! عندما مارست كما يطلب الله، كنت أيضًا قادرة على رؤية المشكلات التي توجد في النص، ومع أنه كانت هناك أوقات بقيت فيها القضايا المعقدة نسبيًا غير واضحة لي، من خلال البحث عن مبادئ الحق مع الإخوة والأخوات، أصبحت تتضح لي تدريجيًا، وشعرت أنني أكثر خفة وأكثر تحرُّرًا عندما أؤدي واجبي.

بفضل تجربة البيئة التي أعدّها الله لي، ربحت بعض المعرفة عن فسادي وأوجه القصور فيّ، وأصبحت على دراية بكيفية مواجهة مشكلات تتعلق بمقدرتي. عندما كنت أؤدي واجبي في الماضي، لم أركز على السعي إلى الحق، ولم أحاول معالجة شخصيتي الفاسدة. لطالما رأيت الأشياء من خلال مفاهيمي وتصوراتي الخاصة، والتي دفعتني إلى حدّ نفسي في كثير مِن الأحيان، ومحاولة الخروج من الأشياء بالقول إن مقدرتي ضعيفة. كان أدائي للواجب ممتلئًا باللامبالاة، وتمسكت بأداء عمل الكنيسة، وعانيت من خسائر في حياتي الخاصة. الآن أفهم أن مقدرة الجميع هي أمر سبق الله وعيّنه وهو جزء من مقاصد الله المجيدة. لا ينبغي أن أكون مقيدة بما إذا كانت مقدرتي جيدة أم سيئة. في المستقبل، سأحاول السعي إلى الحق في كل شيء، والتصرف بحسب المبادئ، وأن أكون شخصًا صادقًا لإرضاء الله.

السابق: 16. خلف الصمت

التالي: 18. لماذا سِرتُ في طريق الفريسيين؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

55. التحرر من قيود العبودية

يقول الله القدير، "الآن حان الوقت الذي أضع فيه نهاية كل شخص، وليس نهاية المرحلة التي بدأت فيها عمل الإنسان. أنا أكتب في سجلي، واحدًا تلو...

27. تقويم دوافعي في واجبي

انتخبتُ قائدة للكنيسة في يونيو الماضي. في ذلك الوقت، شعرت بسعادة غامرة وشعرت أن الإخوة والأخوات لا بد أنهم يظنون بي حسنًا، وأن تصويت الكثير...

45. العيش أمام الله

يقول الله القدير، "للدخول إلى الحقيقة، يجب على المرء توجيه كل شيء نحو الحياة الحقيقية. إذا لم يستطع الناس في إيمانهم بالله أن يعرفوا أنفسهم...

69. العودة إلى الطريق الصحيح

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب