كشف فساد البشرية 2
كلمات الله اليومية اقتباس 300
بعد عدة آلاف من السنين التي ساد فيها الفساد، أصبح الإنسان فاقداً للحس ومحدود الذكاء، وغدا شيطاناً يعارض الله، حتى وصل الأمر إلى أن تمرد الإنسان على الله قد وُثِّق في كتب التاريخ، بل إن الإنسان نفسه لم يعد قادراً على إعطاء وصف كامل لسلوكه المتمرّد؛ لأن الشيطان أفسد الإنسان بشدة، وضلله إلى الحد الذي لم يعد يعرف له فيه ملاذاً يلجأ إليه. وحتى في يومنا هذا، مازال الإنسان يخون الله: عندما يحظى الإنسان برؤية الله فإنه يخونه، وعندما يعجز عن رؤية الله يخونه أيضا. بل إن هناك أناسًا بعد أن شهدوا لعنات الله وغضبه لا يزالون مستمرين في خيانته. ولذا يمكنني أن أقول إن تفكير الإنسان قد فقد وظيفته الأصلية، وإن ضمير الإنسان، أيضاً، فقد وظيفته الأصلية. إن الإنسان الذي أنظر إليه هو وحش في زيّ إنسان، إنه ثعبان سام، ومهما حاول أن يظهر مستحقًا للشفقة أمام عيني، فلن أشعر بالرحمة تجاهه مطلقاً؛ لأن الإنسان لا يمتلك القدرة على إدراك الفرق بين الأسود والأبيض، أو الفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة. إن تفكير الإنسان مخدّر للغاية، ومع ذلك فهو لا يزال يرغب في الحصول على البركات. إن إنسانيته حقيرة جداً، ومع ذلك فهو لا يزال يرغب في امتلاك سيادة مَلِك. من هم الذين يمكن أن يصبح ملكاً عليهم بتفكير كهذا؟ كيف يستطيع بإنسانية كهذه أن يجلس على العرش؟ حقا إن الإنسان لا يعرف الخجل! إنه بائس متعجرف! نصيحتي للراغبين منكم في الحصول على البركات هي أن تبحثوا أولاً عن مرآة، وتنظروا إلى صورتكم القبيحة: هل لديك ما يلزم لكي تصبح ملكًا؟ هل لديك وجه إنسان يمكن أن ينال البركات؟ لم يطرأ أدنى تغيير على شخصيتك، ولم تضع أياً من الحق موضع التنفيذ، ومع ذلك ما زلت تتمنى في أن تحظى بغد رائع. إنك تضلل نفسك! وبما أن الإنسان قد وُلد في هذه الأرض القذرة، فقد تعرض لابتلاء شديد من المجتمع، وتأثر بالأخلاق الإقطاعية، وحظي بالتعليم في "معاهد التعليم العالي". نجد أن التفكير المتخلف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الدنيئة إلى الحياة، والفلسفة الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وأسلوب الحياة والعادات المتسمة بالانحراف – كل هذه الأشياء دخلت عنوة إلى قلب الإنسان، وأفسدت ضميره وهاجمته بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيداً كل البعد عن الله، وراح يعارضه أكثر من أي وقت مضى، كما غدت شخصية الإنسان أكثر شراسة يوماً بعد يوم. لا يوجد شخص واحد يمكن أن يتنازل عن أي شيء في سبيل الله عن طيب خاطر، كما لا يوجد شخص واحد يمكن أن يطيع الله عن طيب خاطر، بل إنه لا يوجد، إضافة إلى ذلك، شخص واحد يمكن أن يسعى إلى ظهور الله عن طيب خاطر. بدلاً من ذلك، وتحت مُلك الشيطان، لا يفعل الإنسان شيئًا سوى السعي وراء المتعة، مُسلمًا نفسه لفساد الجسد في أرض الطين. وحتى عندما يسمع الذين يعيشون في الظلام الحق، فإنهم لا يفكرون في وضعه موضع التنفيذ، ولا يميلون إلى البحث عن الله حتى لو كانوا قد حظوا برؤية ظهوره. كيف يكون لبشر وصلوا إلى هذه الدرجة من الانحراف أي حظ في الخلاص؟ كيف يستطيع بشر وصلوا إلى هذا الحد من الانحطاط أن يعيشوا في النور؟"
من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 301
تنبع الشخصية الفاسدة في الإنسان من تعرّضه للتسمّم، والسحق من الشيطان، ومن الضرر المذهل الذي أصاب به الشيطان تفكيره وأخلاقه وبصيرته وعقله. ولهذا بالتحديد، أي لأن هذه المكونات الأساسية في الإنسان قد أفسدها الشيطان، وأصبحت لا تشبه على الإطلاق الصورة التي خلقها الله عليها في الأصل، بات الإنسان يعارض الله ولا يفهم الحق. لهذا، ينبغي أن يبدأ تغيير شخصية الإنسان بإدخال تغييرات في تفكيره وبصيرته ومنطقه بحيث تؤدي إلى تغيير معرفته عن الله ومعرفته عن الحق. أولئك الذين ولدوا في أكثر بقاع الأرض فساداً هم أكثر جهلاً بماهية الله، أو بما يعنيه الأيمان بالله. فكلما كان الناس أكثر فسادًا تضاءلت فرصة علمهم بوجود الله، وزاد ضعف منطقهم وبصيرتهم. إن مصدر معارضة الإنسان وتمرده على الله هو الإفساد الذي ألحقه به الشيطان. ولأن ضمير الإنسان قد أفسده الشيطان، فإنه أصبح مخدرًا، وغير أخلاقي، واضمحلت أفكاره، وأصبحت لديه نظرة ذهنية متخلفة. أما قبل أن يفسد الشيطان الإنسان، فقد كان الإنسان يتبع الله بالطبيعة ويطيع كلماته بعد سماعها. كان بطبيعته يتمتع بتفكير سديد وضمير سليم وطبيعة بشرية عادية. أما بعدما أفسده الشيطان أُصيب منطقه وضميره وإنسانيته الأصليين بالتبلد ولحقها التلف بفعل الشيطان. وبهذه الطريقة، فقد طاعته ومحبته لله. أصبح منطق الإنسان شاذًا، وأصبحت شخصيته مشابهة لشخصية الحيوان، وأصبح تمرده على الله أكثر تكراراً وأشد إيلاماً. ومع ذلك فإن الإنسان لا يعلم ذلك ولا يلاحظه، وبكل بساطة يعارض ويتمرد. إن الكشف عن شخصية الإنسان هو تعبير عن تفكيره وبصيرته وضميره، ولأن عقله وشخصيته فاسدان، ولأن ضميره تخدّر إلى أقصى حد، فقد أصبحت شخصيته متمردة على الله. إذا كان تفكير الإنسان وبصيرته غير قابلين للتغيير، فإن التغييرات في شخصيته تصبح غير واردة؛ حيث يصبح حسب قلب الله. إذا كان تفكير الإنسان غير سليم، فإنه لا يكون قادراً على خدمة الله ويصبح غير صالح لأن يستخدمه الله. المقصود من "التفكير العادي" هو طاعة الله والإخلاص له، والشوق إليه، والتوجه إليه بطريقة لا لبس فيها، وامتلاك ضمير متجه نحو الله. والمقصود منه أيضًا هو أن يتوحّد القلب والعقل تجاه الله، لا في الاتجاه المعارض عمدًا لله. إن مَنْ يمتلكون "تفكيراً ضالاً" ليسوا على هذه الشاكلة. فمنذ أن أفسد الشيطان الإنسان أنتج هذا الأخير تصورات عن الله، ولم يعد لديه ولاء أو شوق إلى الله، فضلاً عن ضمير يتجه نحو الله. يعارض الإنسان الله عن عمد ويصدر الأحكام عليه، إضافة إلى أنه يرشقه بمفردات القدح من وراء ظهره. يعرف الإنسان بوضوح أنه الله، ومع ذلك يستمر في إدانته من وراء ظهره، وليس لديه أي نية لأن يطيعه، ولا يتوجه سوى بالمطالب والطلبات العمياء إلى الله. لا يمتلك هذا النوع من الناس، أي الناس الذين يمتلكون تفكيراً ضالاً، القدرة على ملاحظة تصرفاتهم الخسيسة أو الشعور بالندم على تمردهم. إذا كان الناس يمتلكون القدرة على معرفة أنفسهم، فبإمكانهم استعادة القليل من قدرتهم على التفكير المنطقي، وكلما ازداد تمرد الناس على الله بينما يجهلون أنفسهم، ازداد انحراف تفكيرهم.
من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 302
إن مصدر الكشف عن شخصية الإنسان الفاسدة ليس سوى ضميره المخدّر وطبيعته الخبيثة وتفكيره غير السديد. إذا كان ضمير الإنسان وتفكيره قادرين على العودة إلى طبيعتهما، فسيصبح الإنسان صالحاً للاستخدام أمام الله. ونظراً لأن ضمير الإنسان كان دائما مخدًراً، فإن تفكير الإنسان لم يكن سديداً أبداً، وكلما ازداد بلادة، ازداد تمرد الإنسان على الله، حتى إنه قام بتسمير يسوع على الصليب، ورفض دخول الله المتجسّد في الأيام الأخيرة إلى بيته، وهو يدين جسد الله، ويرى أن جسد الله دنيء. ولو كان الإنسان يتمتع بالقليل من الإنسانية، لما تعامل بهذا القدر من القسوة مع جسد الله المتجسّد، ولو كان لديه القليل من المنطق، لما أصبح بهذا القدر من الوحشية في معاملته لجسد الله المتجسّد، ولو كان لديه القليل من الضمير، لما أصبح "ممتناً" بهذا القدر تجاه الله المتجسّد بهذه الطريقة. يعيش الإنسان في عصر تجسُّد الله، ومع ذلك فهو غير قادر على شكر الله على منحه إياه مثل هذه الفرصة الجيدة، وبدلاً من ذلك يلعن مجيء الله، أو يتجاهل تمامًا حقيقة تجسُّد الله، ويبدو أنه معارض لها ويشعر بالضجر منها. وبغض النظر عن كيفية تعامل الإنسان مع قدوم الله، فإن الله، وباختصار، قد استمر دائمًا في أداء عمله بصبر، حتى مع عدم ترحيب الإنسان به ورفعه طلباته إليه بطريقة عمياء. لقد أصبحت شخصية الإنسان شرسة للغاية، وأصبح تفكيره بليداً إلى أقصى حد، وتعرض ضميره إلى السحق التام على يد الشرير، فلم يعد منذ زمن طويل هو الضمير الأصلي نفسه الذي كان يمتلكه الإنسان. ليس الإنسان ناكراً لجميل الله المتجسِّد الذي أنعم بالكثير من الحياة والفضل على بني الإنسان فحسب، بل إنه حتى أصبح مستاءً من الله؛ لأنه أعطاه الحقيقة. ويشعر الإنسان بالاستياء من الله لأنه ليس لديه (أي الإنسان) أدنى اهتمام بالحق. وليس الإنسان عاجزاً عن التضحية بنفسه من أجل الله المتجسّد فحسب، بل إنه يسعى أيضًا إلى الحصول على الحسنات منه، ويطلب مصلحة أكبر بعشرات المرات مما قدمه إلى الله. الناس من أصحاب الضمائر وطريقة التفكير التي على هذه الشاكلة يعتبرون أن هذا ليس بالأمر الجلل، وما زالوا يؤمنون أنهم بذلوا الكثير جداً في سبيل الله، وأن ما أعطاهم الله هو قليل جداً. هناك أناس أعطوني وعاء من الماء، لكنهم رفعوا أيديهم وطلبوا أن أسدد لهم ثمن وعاءين من الحليب، أو أعطوني غرفة لليلة واحدة لكنهم حاولوا أن يحصلوا مني على عدة أضعاف كرسوم للإقامة. عندما يكون لديكم إنسانية كهذه، وضمير كهذا، كيف تستطيعون على الرغم من ذلك أن تأملوا في اكتساب الحياة؟ يا لكم من بائسين جديرين بالازدراء! فبسبب هذه البشرية وهذا النوع من الضمير الإنساني يطوف الله المتجسّد ربوع الأرض بلا مكان يجد فيه مأوى. على أولئك الذين يمتلكون ضميراً وإنسانية بالفعل أن يعبدوا الله المتجسّد ويخدموه بكل إخلاص، ليس بسبب حجم ما قام به من عمل، بل حتى لو لم يكن قد فعل شيئًا على الإطلاق. هذا هو ما يجب أن يفعله مَنْ يمتلكون تفكيراً سديدً، وهو واجب الإنسان. يتحدث أغلب الناس حتى عن شروط في خدمتهم لله: فهم لا يبالون إذا ما كان هو الله أم كان إنسانًا، ولا يتحدثون إلا عن شروطهم، ولا يسعون إلا إلى إرضاء شهواتهم. عندما تطبخون من أجلي فإنكم تطلبون أجر الخدمة، وعندما تجري من أجلي فإنك تطلب أجرة الجري، وعندما تعمل عندي فإنك تطلب أجر العمل، وعندما تغسل ملابسي فإنك تطلب أجر الغسيل، وعندما تتبرع للكنيسة فإنك تطلب تكاليف الراحة، وعندما تتحدث فإنك تطلب أجر متحدث، وعندما تتبرع بكتب فإنك تطلب رسوم توزيع، وعندما تكتب فإنك تطلب أجر كتابة. بل إن حتى أولئك الذين تعاملت معهم يطلبون الجزاء مني، في حين أن الذين أُرسلوا إلى الوطن يطالبون بتعويضات عن الأضرار التي لحقت باسمهم، وغير المتزوجين يطلبون مهرًا، أو تعويضًا عن شبابهم الضائع، وأولئك الذين يذبحون دجاجة يطالبون بأجر جزار، وأولئك الذين يقومون بشي الطعام يطالبون بأجر الشي، والذين يقومون بعمل الحساء يطالبون بأجر مقابل ذلك أيضًا... هذه هي إنسانيتكم النبيلة والعظيمة، وهذه هي الأفعال التي يمليها ضميركم المتحمس. أين ذهب تفكيركم؟ أين ذهبت إنسانيتكم؟ دعوني أخبركم! إذا تابعتم على هذا المنوال، سوف أتوقف عن العمل بينكم. أنا لن أعمل وسط مجموعة من الوحوش في هيئة إنسانية. أنا لن أعاني هكذا لصالح مجموعة كهذه من الناس الذين تخفي وجوههم الجميلة قلوبًا متوحشة، ولن أستمر في التحمل لصالح مجموعة كهذه من الحيوانات التي ليس لديها أدنى إمكانية للخلاص. اليوم الذي سأدير ظهري فيه لكم هو اليوم الذي ستموتون فيه، هو اليوم الذي ستحيطكم فيه الظلمة، وهو اليوم الذي سيهجركم فيه النور! دعوني أخبركم! أنا لن أكون أبدًا محسناً تجاه مجموعة مثلكم، مجموعة لا ترتقي حتى إلى مستوى الحيوانات! توجد حدود لكلماتي وأفعالي، وطالما أن إنسانيتكم وضميركم على هذا الحال، لن أقْدم على أي عمل آخر؛ لأنكم تفتقرون بشدة إلى الضمائر، وقد سببتم لي الكثير من الألم، وسلوككم الدنيء يثير اشمئزازي على نحو كبير. لن يحصل الناس الذين يفتقرون بهذا المقدار إلى الإنسانية والضمير أبدًا على فرصة الخلاص. أنا لن أُخلًص أبدًا أناسًا قساة وجاحدين كهؤلاء. وعندما يأتي يومي، سوف أمطر ألسنة لهيبي الحارقة طوال الأبدية على أبناء المعصية الذين أثاروا غضبي الشديد في الماضي، وسوف أُنزل عقابي الأزلي على أولئك البهائم الذين كانوا في وقت ما يرمونني بالإهانات ويهجرونني، وسأحرق بحرائق غضبي طوال الزمن أبناء المعصية الذين سبق أن كانوا يأكلون ويعيشون معي لكنهم لم يؤمنوا بي، وأهانوني وخانوني. سأُخضع كل الذين أثاروا غضبي لعقابي، سأُمطر كل غضبي على تلك الوحوش التي كانت في يوم من الأيام ترغب في الوقوف جنباً إلى جنب معي كمساوية لي، ومع ذلك لم تعبدني أو تطعني، وستهوي العصا التي أضرب بها الإنسان على تلك الحيوانات التي كانت ذات يوم تتمتع برعايتي وبالأسرار التي تحدثت بها، وعلى الذين حاولوا الحصول على المتعة المادية مني. لن أكون متسامحًا تجاه أي شخص يحاول أخذ مكاني، ولن أعفو عن أي من أولئك الذين يحاولون انتزاع الطعام والملابس مني. في الوقت الحالي، ستبقون سالمين من الأذى وتستمرون في المبالغة فيما تطلبونه مني. وعندما يحين يوم الغضب لن تكون لديكم مطالب أخرى مني. في ذلك الوقت، سأترككم "تمتعون" أنفسكم حتى تقروا عيناً، وسوف أمرغ أنوفكم في التراب، ولن تتمكنوا من النهوض ثانية أبداً! عاجلاً أو آجلاً، سأقوم "بردّ" هذا الدين لكم – وآمل أن تنتظروا بصبر حلول هذا اليوم.
من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 303
يخفق الإنسان في كسب الله: ليس لأن الله يمتلك عاطفة، أو لأن الله غير راغب في أن يكسبه الإنسان، وإنما لأن الإنسان لا يرغب في كسب الله، ولأن الإنسان لا يسعى إلى الله بإلحاح. كيف يمكن أن يلعن الله مَنْ يسعى إليه بصدق؟ كيف يمكن أن يلعن الله مَنْ يتمتع بتفكير سديد وضمير مرهف؟ كيف يمكن أن تلتهم نيران غضب الله شخصاً يعبده ويخدمه بإخلاص؟ كيف يُطرد من بيت الله شخصٌ يسعد بطاعة الله؟ كيف يُخلّد في عقاب الله شخصٌٌ لم يجد ما يكفي من الحب ليقدمه لله؟ كيف يُترك بلا شيء شخص يسعده أن يتخلى عن كل شيء من أجل الله؟ إن الإنسان غير راغب في السعي إلى الله، وغير راغب في إنفاق ممتلكاته من أجل الله، وغير راغب في تكريس جهد يدوم مدى حياته لله، وبدلاً من ذلك يقول إن الله تمادى، وإن الكثير مما يتعلق بالله يتناقض مع تصورات الإنسان. مع إنسانية كهذه، حتى لو بذلتم جهوداً جبارة، فلن تتمكنوا من الحصول على رضا الله، فضلاً عن حقيقة أنكم لا تسعَوْن إلى الله. ألا تعلمون أنكم تمثلون القسم التالف من بني الإنسان؟ ألا تعلمون أنه لا توجد إنسانية أكثر وضاعة من إنسانيتكم؟ ألا تعلمون ما هو "لقبكم التكريمي"؟ أولئك الذين يحبون الله حقًا يطلقون عليكم ألقاباً مثل: أبو الذئب، أم الذئب، ابن الذئب، حفيد الذئب؛ أنتم من ذرية الذئب، شعب الذئب، ويجب أن تعرفوا هويتكم ولا تنسوها أبداً. لا تعتقدوا أنكم شخصية متفوقة: أنتم الجماعة عديمة الإنسانية الأشد شراسةً وسط البشر. ألا تعلمون أياً من ذلك؟ هل تعلمون مقدار المخاطر التي تعرضت لها لكي أعمل وسطكم؟ إذا كان تفكيركم لا يمكن أن يعود إلى طبيعته، وضميركم غير قادر على العمل بطريقة طبيعية، فإنكم لن تتخلصوا مطلقاً من تسمية "الذئب"، ولن تفلتوا أبداً من يوم اللعنة، ولن تفلتوا أبداً من يوم عقابكم. لقد ولدتم وضيعين، مجرد شيء بلا أي قيمة. أنتم بطبيعتكم مجموعة من الذئاب الجائعة، كومة من الحطام والقمامة، وعلى عكس ما تفعلون، أنا لا أعمل لكم لكي أحصل على امتيازات، وإنما بسبب الحاجة إلى العمل. إذا واصلتم التمرد بهذه الطريقة، فسوف أوقف عملي، ولن أعمل لكم مرة أخرى؛ بل على العكس، سوف أنقل عملي إلى مجموعة أخرى ترضيني، وبهذه الطريقة سوف أترككم إلى الأبد؛ لأنني لا أرغب في النظر إلى مَنْ هم في عداوة ضدي. إذاً، هل ترغبون في أن تكونوا متوافقين معي، أم في عداوة ضدي؟
من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 304
يتمنى جميع الناس رؤية الوجه الحق ليسوع وجميعهم يرغبون في أن يكونوا معه. وأعتقد أنه لن يقول أحد الإخوة أو إحدى الأخوات إنه كاره أو إنها كارهة لرؤية يسوع أو أن يكون أو أن تكون معه. وقبل رؤيتكم ليسوع، أي قبل رؤيتكم لله المتجسّد، ربما تفكرون في جميع أنواع الأفكار، على سبيل المثال، عن حضرة يسوع وطريقته في الكلام وطريقته في الحياة وما شابه. لكن حالما ترونه حقًا، فسوف تتغير أفكاركم بسرعة. لمَ هذا؟ وهل تتمنون معرفة هذا؟ صَحيح أنه لا يمكن التغاضي عن تفكير الإنسان، إلا أن الأمر الذي لا يُحتمَل هو أن يغير الإنسان جوهر المسيح. تعتقدون أن المسيح خالد أو حكيم، لكن لا أحد يعتبره إنسانًا عاديّا يتمتع بجوهر إلهي. لذلك، فإن كثيرين من أولئك الذين يتوقون ليلاً ونهارًا لرؤية الله هم في الواقع أعداء الله ويخالفونه. أليس هذا خطأً من جانب الإنسان؟ وحتى الآن، ما زلتم تعتقدون أن تصديقكم وولاءكم كافيان لجعلكم جديرين برؤية وجه المسيح، لكنني أحثّكم على تجهيز أنفسكم بمزيد من الأشياء العملية! وهذا لأنه في الماضي والحاضر والمستقبل كثيرون من أولئك الذين يتصلون بالمسيح فشلوا أو سيفشلون، فكلهم يلعبون دور الفريسيين. فما هو سبب فشلكم؟ السبب على وجه التحديد هو أنه يوجد في تصوراتكم إله عَليّ وأهل للإعجاب. لكن الحق ليس كما يتمنى الإنسان. فليس المسيح متواضعًا فحسب، بل هو صغير جدًا، وليس إنسانًا فحسب، بل هو إنسان عادي، ولا يستطيع أيضًا أن يصعد إلى السماء، بل لا يستطيع التجول بحرية على الأرض. وهكذا، يعامله الناس كما يعاملون إنسانًا عاديًا، ويتعاملون معه بطريقة غير رسمية عندما يكونون معه، ويتحدثون إليه بطيش، وفي الوقت نفسه ما زالوا ينتظرون مجيء المسيح الحقّ. أنتم تعاملون المسيح الذي جاء بالفعل على أنه إنسانٌ عاديٌّ وكلمته كلمة إنسان عادي. ولهذا السبب، لم تنالوا أي شيء من المسيح، وبدلاً من ذلك كشفتم تمامًا قبحكم للنور.
قبل الاتصال بالمسيح، قد تصدق أن شخصيتك قد تغيرت بالكامل، وأنك تابع مخلص للمسيح، وأنك الشخص الأكثر جدارة بنيل بركات المسيح. وأيضًا أنه بعد أن قطعت طرقًا كثيرة، وأديت عملاً كثيرًا، وحققت إنجازات كثيرة، فسوف تكون من غير ريب الشخص الذي ينال التاج في النهاية. ومع ذلك، توجد حقيقة واحدة لعلك لا تعرفها: تنكشف الشخصية الفاسدة للإنسان وعصيانه ومقاومته عندما يرى المسيح، ويصير العصيان والمقاومة المكشوفان في هذا الوقت مكشوفين تمامًا أكثر من أي وقت آخر. وذلك لأن المسيح هو ابن الإنسان – ابن الإنسان الذي له طبيعة بشرية – والذي لا يُجلّه الإنسان ولا يحترمه. ولأن الله يحيا في الجسد، فإن عصيان الإنسان ينكشف للنور بشكل كامل وبتفصيل واضح. لذلك أقول إن مجيء المسيح قد كشف كل عصيان البشرية وكشف بوضوح طبيعة البشرية. وهذا ما يسمى "إغراء النمر أسفل الجبل" و"اجتذاب الذئب خارج كهفه". أتجرؤ على الادعاء بالقول إنك موالٍ لله؟ أتجرؤ على الادعاء بالقول إنك تظهر الطاعة المطلقة لله؟ أتجرؤ على الادعاء بالقول إنك لست عاصيًا؟ سيقول البعض: كلما وضعني الله في بيئة جديدة، أطيع دائمًا بدون تذمر، وعلاوة على ذلك، لا أضمر أي تصورات عن الله. سيقول البعض: مهما كانت المهمة التي يكلفني بها الله، أعمل قصارى جهدي، ولا أكون مقصرًا أبدًا. وفي تلك الحالة، أسألكم هذا السؤال: هل يمكنكم الانسجام مع المسيح عندما تعيشون بجانبه؟ وإلى متى ستكونون مُنسَجِمين معه؟ يومًا؟ يومين؟ ساعة؟ ساعتين؟ إن إيمانكم قد يستحق الثناء، لكن ليس لديكم الكثير لتحقيق الثبات. وحالما تحيا حقًا مع المسيح، سوف يصير بِرُّك في عين نفسك واعتدادُك بذاتك مكشوفين شيئًا فشيئًا من خلال كلماتك وأفعالك، وكذلك سوف تظهر بطبيعة الحال رغباتك المفرطة وعقليتك العاصية. وأخيرًا، ستصبح غطرستك أكبر من أي وقت مضى، إلى أن تختلف مع المسيح بقدر ما يختلف الماء مع النار، وسوف تنكشف آنذاك طبيعتك تمامًا. وفي ذلك الوقت، لا يعود بإمكانك حجب تصوراتك، وسوف تكتسب شكاويك أيضًا تعبيرًا عفويًا، وسوف تنكشف طبيعتك البشرية الدنيئة تمامًا. لكن حتى في ذلك الحين، تستمر في إنكار عصيانك، معتقداً بدلاً من ذلك أن هذا المسيح ليس سهلاً على الإنسان أن يقبله، وأنه شديد القسوة مع الإنسان، وأنك سوف تخضع كليًا لو أنه كان فقط مسيحًا أكثر شفقة. وتصدقون أنه يوجد دائمًا سبب عادل لعصيانكم، وأنكم لا تعصونه إلا بعد أن دفعكم المسيح إلى تجاوز نقطة معينة. ولم تفكروا لمرةٍ واحدةٍ أنكم قد فشلتم في اعتبار المسيح إلهًا وأن غرضكم إطاعته. لكن بالأحرى، تصر بعِناد على أن المسيح عمل وفقًا لما يحلو لك، وبمجرد وجود شيء واحد لا يعمل فيه كذلك، فإنك تؤمن أنه ليس الله بل هو إنسان. ألا يوجد الكثير من بينكم الذين خاصموه بهذه الطريقة؟ وبمنْ تؤمنون رغم كل ذلك؟ وما الطريقة التي تبحثون فيها؟
من "أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 305
تتمنون دائمًا رؤية المسيح، لكني أحثكم ألا تضعوا أنفسكم في هذه المكانة المرتفعة. قد يرى الجميع المسيح، لكنني أقول إنه لا أحد يصلح لرؤية المسيح. ولأن طبيعة الإنسان مليئة بالشر والغطرسة والعصيان، ففي اللحظة التي ترى فيها المسيح، ستهلكك طبيعتك وتدينك بالموت. قد لا تظهر علاقتك بأخٍ (أو بأختٍ) الكثير عنك، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة عندما ترتبط بالمسيح. في أي وقت، قد تترسخ تصوراتك، وتبدأ غطرستك في النمو، ويُخرج عصيانك ثماره. فكيف يمكنك أن تكون صالحًا بهذه الطبيعة البشرية للارتباط بالمسيح؟ وهل أنت حقًا قادر على معاملته إلهًا في كل لحظة من كل يوم؟ وهل ستدرك حقًا حقيقة الخضوع لله؟ تعبدون الإله العَليّ داخل قلوبكم كما يُعبد يهوه، بينما ترون المسيح المرئي إنسانًا. عقلكم في غاية الوضاعة وطبيعتكم البشرية في غاية الدناءة! وليس لديكم القدرة على اعتبار المسيح إلهًا إلى الأبد؛ فقط في بعض الأحيان، عندما تستلطفون الأمر، تتمسكون به وتعبدونه إلهًا. هذا هو السبب في أنني أقول إنكم لستم مؤمنين بالله، بل مجموعة متواطئين تقاومون المسيح. وحتى الناس الذين يظهرون شفقة على الآخرين يكافؤون، لكن المسيح الذي عمل هذا العمل بينكم، لم ينل محبة الإنسان أو مكافأته والخضوع له. أليس هذا أمرّا ممزقًا للقلب؟
قد يصادف، في جميع سنوات إيمانك بالله، أنك لم تلعن أحدًا أو ترتكب عملاً رديئًا أبدًا، لكن في ارتباطك بالمسيح، لا يمكنك قول الحق، أو التصرف بصدق، أو إطاعة كلمة المسيح؛ وفي تلك الحالة، أقول إنك الشخص الأكثر شرًا وخبثًا في العالم. قد تكون ودودًا ومتفانيًا فوق العادة مع أقاربك وأصدقائك وزوجتك (أو زوجك) وأبنائك وبناتك ووالديك، ولا تستغل أبدًا الآخرين، لكن إذا لم تستطع التوافق والانسجام مع المسيح، وحتى لو أنفقت كل ما تملكه إغاثةً لجيرانك أو تعتني عنايةً شديدة الدقة بأبيك وأمك وأفراد أسرتك، فأود أن أقول إنك ما تزال شريرًا، وفوق ذلك أحد المملوئين بخدعٍ ماكرة. ولا تعتقد أنك منسجم مع المسيح لمجرد أنك تتعايش مع الآخرين أو تنفذ بعض الأعمال الصالحة. هل تعتقد أنك من خلال نيتك فعلَ الخير يمكن أن تحصل على بركة من السماء بالخداع؟ وهل تعتقد أن عمل القليل من الأعمال الصالحة يمكن أن يكون بديلاً لطاعتك؟ لا أحد منكم قادر على قبول التعامل معه وتهذيبه، ويصعب على الجميع تقبل الطبيعة البشرية للمسيح، برغم إعلانكم باستمرار عن إطاعتكم لله. وسوف يجلب إيمانكم هذا عليكم العقاب المناسب. أمسكوا عن الانغماس في أوهام خيالية وتمني رؤية المسيح؛ لأنكم ضئيلون في القامة، لدرجة أنكم لا تستحقون حتى رؤيته. عندما تتطهر تمامًا من عصيانك وتستطيع أن تنسجم مع المسيح، في هذه اللحظة سيظهر لك الله بطبيعة الحال. إذا انصرفت لرؤية الله بدون الخضوع للتهذيب أو للدينونة، فإنك ستصير من غير ريب معاندًا لله ومصيرك الدمار. إن طبيعة الإنسان في جوهرها معادية لله؛ لأن جميع الناس أُخضِعوا لفساد الشيطان الأكثر عمقًا. وإذا حاول الإنسان الارتباط بالله من وسط فساده، فمن المؤكد أنه لا يمكن أن يخرج شيء صالح من هذا؛ وسوف تفضح تصرفاته وكلماته من غير ريب فساده في كل مناسبة، وسيكشف ارتباطه بالله عصيانه في كل جانب من جوانبه. يحدث وبجهلٍ أن يقاوم إنسانٌ المسيح ويخدعه ويتخلى عنه، وعندما يحدث هذا، سيكون الإنسان في حالة أكثر خطورة، وإذا استمر هذا، فسيخضع للعقوبة.
قد يعتقد البعض أنه إذا كان الارتباط بالله خطرًا إلى هذا الحد، فقد يكون من الحكمة أكثر إبقاء الله على مسافة ما. ما الذي يمكن أن يربحه أناس مثل هؤلاء؟ وهل يمكن أن يكونوا موالين لله؟ من المؤكد أن الارتباط بالله أمر صعب للغاية؛ لكن ذلك يرجع برمته إلى أن الإنسان فاسد وليس لأن الله غير قادر على الارتباط به. وسيكون من الأفضل لكم تكريس جهدٍ أكبر لحق معرفة الذات. لماذا لم تجدوا نعمة لدى الله؟ لماذا شخصيتكم مقيتة له؟ ولماذا يثير كلامكم اشمئزازه؟ حالما تُظهرون قليلاً من الولاء، تسبّحون، وتطلبون أجرة مقابل خدمة صغيرة، وتزدرون الآخرين عندما تظهرون نزرًا يسيرًا من الطاعة، وتصيرون مستهينين بالله عند إنجازكم مهمة تافهة. ولأجل قبول الله، تطلب المال والهدايا والمجاملات. وتحزن لإعطاء قطعة نقد أو قطعتين، وعندما تعطي عشر قطع، تطلب مقابلها بركات ومعاملة متميزة. إن من المزعج جداً الحديث عن طبيعة مثل طبيعتكم البشرية أو السماع عنها. وهل يوجد أي شيء يستحق المدح في كلماتكم وأفعالكم؟ أولئك الذين يؤدون واجبهم وأولئك الذين لا يؤدونه؛ أولئك الذين يقودون وأولئك الذين يتبعون؛ أولئك الذين يقبلون الله وأولئك الذين لا يقبلونه؛ أولئك الذين يتبرعون وأولئك الذين لا يتبرعون؛ أولئك الذين يعظون وأولئك الذين يتلقّون الكلمة، وهكذا: كل هؤلاء الناس يمدحون أنفسهم. ألا تجدون هذا مثيرًا للضحك؟ ومع العلم تمامًا أنكم تؤمنون بالله، فإنكم لا تستطيعون التوافق مع الله. ومع العلم تمامًا بعدم جدارتكم مطلقًا، تصرون على التفاخر بكل شيء. ألا تشعرون أن عقلكم قد فسد إلى درجة أنه لم يعد لديكم ضبط لأنفسكم؟ وبهذا المعنى، كيف َتَصلُحون للارتباط بالله؟ ألا تخشون على أنفسكم في هذه المرحلة الحرجة؟ وقد فسدت شخصيتكم بالفعل إلى درجة لا تستطيعون عندها الانسجام مع الله. وهكذا، أليس إيمانكم مثيرًا للضحك؟ أليس إيمانكم مخالفًا للعقل؟ كيف ستتعامل مع مستقبلك؟ وكيف ستختار الطريق الذي ستسلكه؟
من "أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 306
لقد نطقتُ بكلماتٍ كثيرة، وصرَّحتُ بمشيئتي وأفكاري، لكن يظل الناس مع ذلك غير قادرين على معرفتي والإيمان بي، أو يمكن القول إنهم لا يزالون غير قادرين على إطاعتي. أولئك الذين يعيشون في الكتاب المقدس، أولئك الذين يعيشون في قلب الشريعة، أولئك الذين يعيشون على الصليب، أولئك الذين يعيشون بحسب العقيدة، أولئك الذين يعيشون وسط العمل الذي أعمله اليوم، مَنْ منهم يتوافق معي؟ إنكم لا تفكرون إلا في نيل البركات والمكافآت، ولم تفكروا مطلقًا في كيف تصبحون في توافق معي أو كيف تمنعون أنفسكم من أن تكونوا في عداوة معي. لقد خاب أملي فيكم جدًا لأني منحتكم الكثير لكن لم أتلقّ منكم إلا أقل القليل؛ فخداعكم وكبرياؤكم وطمعكم ورغباتكم الجامحة وخيانتكم وعدم طاعتكم، أيٌّ من هذا يمكنه أن يفلت من ملاحظتي؟ أنتم تستخفون بي، أنتم تستغفلونني، أنتم تهينونني، أنتم تتملقونني، أنتم تسلبونني، أنتم تبتزونني من أجل التقدمات. كيف تفلت هذه الأعمال الشريرة من عقابي؟ إن أعمالكم الشريرة برهانٌ على عداوتكم لي، وبرهانٌ على عدم توافقكم معي. يعتقد كل واحد منكم أنه في توافق معي، لكن إذا كان هذا هو الحال، فعلى مَنْ إذًا ينطبق هذا الدليل الدامغ؟ تعتقدون أنكم تمتلكون أنقى إخلاص ووفاء نحوي، وأنكم غاية في الحنو والعطف، وأنكم كرَّستم الكثير لي. تعتقدون أنكم صنعتم ما يكفي من أجلي. لكن هل قارنتم من قبل هذه المعتقدات بسلوككم؟ أقول لكم إنكم مغرورون كثيرًا وطمَّاعون كثيرًا وسطحيون كثيرًا. إن الخدع التي تخدعونني بها ذكية جدًا، كما أن لديكم الكثير من النوايا الدنيئة والأساليب الحقيرة. إن إخلاصكم ضعيف وعزيمتكم واهية وضميركم منعدم. في قلوبكم خبثٌ كثير، وخبثكم لا يستثني أحدًا، ولا حتى أنا. تبقونني خارجًا من أجل أبنائكم أو أزواجكم، أو لحماية ذواتكم، وبدلاً من أن تهتموا بي، تهتمون بأُسَرِكم وأبنائكم ومكانتكم ومستقبلكم ومسراتكم الخاصة. متى فكرتم فيَّ في حديثكم أو أفعالكم؟ عندما يكون الجو باردًا، تتجه أفكاركم إلى الأبناء أو الزوج أو الزوجة أو الوالدين، وعندما يكون حارًا، فلا يكون لي مكان في أفكاركم أيضًا. عندما تضطلع بواجبك، فإنك لا تفكر إلا في مصلحتك الشخصية وسلامتك الشخصية وأفراد أسرتك. فأي شيء فعلتَ من أجلي؟ متى فكرتَ فيَّ؟ متى كرَّستَ نفسك لي ولعملي مهما كانت التكلفة؟ أين دليل توافقك معي؟ أين حقيقة ولائك لي؟ أين حقيقة طاعتك لي؟ متى لم تكن نواياك سوى الفوز ببركاتي؟ إنكم تستغفلونني وتخدعونني وتلهون بالحق وتخفون وجوده وتخونون جوهر الحق، وتضعون أنفسكم في عداوة معي، فما الذي ينتظركم في المستقبل إذًا؟ إنكم لا تنشدون سوى التوافق مع إله غامض، وتسعون نحو معتقد مبهم فحسب، لكنكم لستم في توافق مع المسيح. ألا يستحق خبثكم نفس العقاب الذي يستحقه الأشرار؟ سوف تدركون في ذلك الوقت أنه ليس بوسع أحد لا يتوافق مع المسيح أن يفلت من يوم الغضب، وسوف تكتشفون أي نوعٍ من العقاب سوف يحل بأولئك الذين هم في عداوة مع المسيح. عندما يجيء ذلك اليوم، سوف تتحطم أحلامكم بنيل البركة ودخول السماء لمجرد إيمانكم بالله. بيد أنَّ الأمر ليس كذلك لأولئك الذين يتوافقون مع المسيح. مع أنهم فقدوا الكثير وكابدوا مشقاتٍ كثيرة، فسوف يفوزون بكل الميراث الذي أهبه للإنسان. سوف تفهمون في النهاية أنني أنا وحدي الإله البار، وأنني وحدي القادر على أن آخذ الإنسان إلى غايته الجميلة.
من "يجب أن تبحث عن طريق التوافق مع المسيح" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 307
ائتمن الله البشر على الكثير، وعالج دخولهم بطرقٍ عدةٍ. ولكن بسبب الضعف الشديد في مقدرة الناس، لم يفلح الكثير من كلام الله في أن يتأصَّل. توجد أسباب عديدة وراء ضعف مقدرة الناس، مثل فساد فكر البشر وأخلاقهم، وانعدام التربية الصحيحة، والخرافات الإقطاعية التي تملّكت قلب الإنسان بقوة، وأنماط الحياة المنحلّة والفاسدة التي سبّبت العديد من الأمراض في أعمق أعماق خبايا قلب الإنسان، والفهم السطحي للمعرفة الثقافية، مع وجود ما يقرب من ثمانية وتسعين بالمائة من الناس بلا أي تعليم لمحو الأمية الثقافية؛ أضف إلى ذلك وجود قلة قليلة جدًا ممَّنْ يتلقون مستويات عُليا من التعليم الثقافي. لذلك، ليس لدى الناس أي فكرة أساسًا عن معني الله أو الروح، بل لديهم فقط صورة مبهمة وغير واضحة عن الله تكوّنت عندهم من الأساطير الإقطاعية. لقد تركت التأثيرات الخبيثة الناتجة عن آلاف السنين من "روح القوميّة السامية" وكذلك التفكير الإقطاعي الذي يقيّد الناس ويكبّلهم، بلا أي حريّة، ولا إرادة في الطموح أو المثابرة، ولا رغبة في التطوّر بل المكوث في السلبية والتقهقر، والغرق في عقلية العبودية. وهكذا، كشفت هذه العوامل الموضوعيّة عن تأثير قذر بلا شك على الصعيد الأيديولوجي والمُثُل والأخلاق والشخصية الإنسانية. يعيش البشر، كما يبدو، في عالم إرهابي من الظلمة، ولا يفكر أي منهم في تجاوزه والانتقال إلى عالم مثالي؛ بل إنهم راضون بنصيبهم في الحياة، ويقضون أيامهم في ولادة الأطفال وتربيتهم، ويشقون ويعرقون وينشغلون بأعمالهم المعتادة، حالمين بأسرة مريحة وسعيدة ومودة زوجية وذرية وهناء في سنوات ضعفهم بينما يحيون حياتهم بسلام... على مدى عشرات بل آلاف بل عشرات آلاف السنين حتى الآن، كان الناس يقضون أوقاتهم بهذه الطريقة، بدون أن يخلق أي منهم حياة كاملة، وكل هدفهم هو ذبح بعضهم بعضًا في هذا العالم المظلم في سباق على الشهرة والمال، والتآمر ضد بعضهم بعضًا. مَنْ سبق وسعى للوصول إلى إرادة الله؟ هل سبق واهتم أي أحد بعمل الله؟ كل ركن من أركان البشرية واقع تحت تأثير الظلمة صار جزءًا من الطبيعة البشرية، ومن ثمَّ أصبح من الصعب القيام بعمل الله، وضعف حماس الناس للاهتمام بما أوكلهم الله لهم اليوم. على كل حالٍ، أنا على يقين أن الناس لن تمانع تلك الكلمات التي أقولها بها بما أنني أتحدث عن تاريخ يرجع إلى آلاف السنين. الحديث عن التاريخ يعني حقائق، بل وفضائح واضحة لنا جميعًا، فما الهدف إذًا من قول ما هو عكس الحقيقة؟ ولكني أيضًا أومن أن الأشخاص العاقلين، عندما يرون تلك الكلمات، ستحدث لهم صحوة ويسعون إلى التقدّم. يتمنى الله أن يستطيع البشر الحياة والعمل في سلام ورضاء وفي نفس الوقت يستطيعون حب الله. إنها إرادة الله أن تدخل البشرية جميعها إلى الراحة؛ وما هو أكثر من ذلك، رغبة الله العظمى هي امتلاء الأرض كلها بمجده. من المخزي أن يظل البشر غارقين في جهل وغفلة وفساد الشيطان حتى لم تعد لهم اليوم صورة البشر. لذلك فأفكار الإنسان وأخلاقه وتعليمه تشكّل رابطًا هامًا، بالإضافة إلى التدريب في مجال التعليم الثقافي الذي يشكّل الرابط الثاني، وهما الأفضل لرفع المستوى الثقافي للبشر وتغيير نظرتهم الروحية.
من "العمل والدخول (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 308
في التجارب الحياتيّة للناس، كثيرًا ما يُفكّرون في أنفسهم: لقد تركت عائلتي وعملي من أجل الله، فماذا أعطاني؟ يجب أن أحسب الأمر وأؤكّده: هل تلقّيتُ أيّة بركاتٍ في الآونة الأخيرة؟ لقد قدّمتُ الكثير خلال هذا الوقت وظللتُ أركض وأركض وعانيتُ الكثير – فهل أعطاني الله أيّة وعودٍ في المقابل؟ هل تذكّر أعمالي الصالحة؟ ماذا ستكون نهايتي؟ هل يمكنني نيل بركات الله؟ ... يستمرّ كلّ شخصٍ غالبًا في إجراء هذه الحسابات داخل قلبه، ويُقدّم لله مطالب تحمل دوافعه وطموحاته وصفقاته. وهذا يعني أن الإنسان في قلبه يضع الله باستمرارٍ موضع اختبارٍ، ويضع خططًا باستمرارٍ حول الله، ويتجادل باستمرارٍ في مسألة هدفه مع الله، ويحاول الحصول على تصريحٍ من الله، من خلال استكشاف ما إذا كان الله يستطيع أن يعطيه ما يريده أم لا. وفي نفس الوقت الذي يسعى فيه الإنسان إلى الله، لا يعامل الإنسان الله باعتباره الله. فقد حاول الإنسان دومًا إبرام صفقاتٍ مع الله، ولم يتوقف عن تقديم مطالب له، بل حتّى الضغط عليه في كلّ خطوةٍ، محاولًا أن يأخذ الكثير بعد أن ينال القليل. وبينما يحاول الإنسان إبرام صفقاتٍ مع الله، فإنه يتجادل معه أيضًا، بل ويُوجد حتّى أشخاصٌ عندما يتعرّضون للتجارب أو يجدون أنفسهم في مواقف مُعيّنة، فغالبًا ما يصبحون ضعفاء وسلبيّين ومتراخين في أعمالهم، وممتلئين بالشكوى من الله. لأن المرء منذ أن آمن بالله اعتبره مصدرًا للوفرة ووسيلة مُتعدّدة المهام، واعتبر نفسه أكبر دائنٍ لله، كما لو كانت محاولة الحصول على البركات والوعود من الله حقّه الأصيل والمُلزِم، في حين تكمن مسؤوليّة الله في حمايته ورعايته وإعالته. هذا هو الفهم الأساسيّ لـ "الإيمان بالله" لدى جميع من يؤمنون بالله، وهو فهمهم العميق لمفهوم الإيمان بالله. من جوهر طبيعة الإنسان إلى سعيه الشخصيّ، لا يوجد شيءٌ يتعلّق باتّقاء الله. لا يمكن أن يكون هدف الإنسان في الإيمان بالله له أيّة علاقةٍ بعبادة الله. وهذا يعني أن الإنسان لم يُفكّر أو يفهم قط أن الإيمان بالله يتطلّب اتّقاء الله وعبادته. في ضوء هذه الظروف، فإن جوهر الإنسان واضح. وما هو هذا الجوهر؟ هو أن قلب الإنسان خبيثٌ، إذ يأوي الغدر والخداع، ولا يحبّ العدل والبرّ والأمور الإيجابيّة، كما أنه حقيرٌ وجشع. لا يمكن أن يكون قلب الإنسان أكثر انغلاقًا على الله؛ فهو لم يُسلّمه إلى الله قط. لم يرَ الله قلب الإنسان الحقيقيّ، كما أن الإنسان لم يعبده قط. وبغضّ النظر عن الثمن العظيم الذي يدفعه الله، أو مقدار العمل الذي يعمله، أو مقدار ما يُقدّمه للإنسان، يبقى الإنسان أعمى عن ذلك، وغير مكترثٍ بالمرة. لم يُسلّم الإنسان قلبه إلى الله قط، فهو يريد أن يراقب قلبه بنفسه وأن يتّخذ قراراته الخاصة به، وهذا معناه الضمنيّ أن الإنسان لا يريد اتّباع طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ، أو طاعة سيادة الله وترتيباته، ولا يريد أن يعبد الله باعتباره الله. هذه هي حالة الإنسان اليوم.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (ب)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 309
ألا يعارض الكثير من الناس الله ويعطِّلون عمل الروح القدس لأنهم لا يعرفون العمل المختلف والمتنوع لله، وعلاوة على ذلك، لأنهم لا يملكون سوى القليل من المعرفة والعقيدة ويقيسون بهما عمل الروح القدس؟ على الرغم من أن خبرات هؤلاء الأشخاص سطحية، إلا أنهم متغطرسون ومنغمسون في ذواتهم، وينظرون إلى عمل الروح القدس بازدراء، ويتجاهلون تأديب الروح القدس، وعلاوة على ذلك، يطلقون حججهم القديمة التافهة لتأكيد عمل الروح القدس. كما أنهم يقدمون على العمل وهم مقتنعون تمامًا بتعلمهم ومعرفتهم وأنهم قادرون على السفر في أرجاء العالم. أليس هؤلاء الناس هم الذين ازدراهم الروح القدس ورفضهم، وألن يستبعدهم العصر الجديد؟ أليس الذين يأتون أمام الله ويعارضونه علنًا ويحاولون فقط إظهار براعتهم أشخاصًا صغارًا جهلاء قليلي المعرفة، يحاولون إظهار مدى ألمعيّتهم؟ إنهم يحاولون، بمعرفة هزيلة فقط بالكتاب المقدس، اعتلاء "الأوساط الأكاديمية" في العالم، وبعقيدة سطحية فقط تعليم الناس، ويحاولون معارضة عمل الروح القدس، ويحاولون جعله يتمحور حول فكرهم الخاص، وجعله محدود النظر مثلهم، ويحاولون إلقاء نظرة واحدة سريعة على 6000 عام من عمل الله. ليس لدى هؤلاء الناس أي منطق للحديث به. في الحقيقة، كلما زادت معرفة الناس بالله، تمهلوا في الحكم على عمله. علاوة على ذلك، إنهم يتحدثون فقط عن القليل من معرفتهم بعمل الله اليوم، لكنهم غير متسرعين في أحكامهم. كلما قلت معرفة الناس بالله، زاد جهلهم واعتزازهم بأنفسهم، وأعلنوا عن ماهية الله باستهتار أكبر– ومع ذلك فإنهم يتحدثون من منطلق نظري بحت، ولا يقدمون أي دليل ملموس. مثل هؤلاء الناس لا قيمة لهم على الإطلاق. إن أولئك الذين ينظرون إلى عمل الروح القدس باعتباره لعبة هم أناس تافهون! إن أولئك الذين لا يعبأون بمواجهة العمل الجديد للروح القدس، والذين يتسرَّعون في إصدار الأحكام، والذين يطلقون العنان لغريزتهم الطبيعية لإنكار صحة عمل الروح القدس ويحطون من شأنه ويجدِّفون عليه – ألا يجهل مثل هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام عمل الروح القدس؟ علاوة على ذلك، أليسوا أناسًا ذوي غطرسة بالغة وكِبرٍ متأصل ولا سبيل إلى ضبطهم؟ حتى إذا جاء اليوم الذي يقبل فيه هؤلاء العمل الجديد للروح القدس، فلن يسامحهم الله. إنهم لا ينظرون فقط إلى أولئك الذين يعملون من أجل الله نظرة دونية، وإنما أيضاً يجدِّفون على الله نفسه. لن يُغفر لهؤلاء المتعصبين، سواء في هذا العصر أو في العصر القادم وسيُطرحون في الجحيم إلى الأبد! هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام، الذين يطلقون العنان لأهوائهم، يتظاهرون بأنّهم يؤمنون بالله، وكلما أكثروا من فعلهم هذا، ازداد احتمال مخالفتهم لمراسيم الله الإدارية. ألا يُعد جميع هؤلاء المتغطرسين، المنفلتين بالفطرة، والذين لم يطيعوا أحدًا قط، أنَّهم سائرون على هذا الدرب؟ ألا يعارضون الله يومًا بعد يومٍ، ذاك الذي هو متجدّد دائمًا ولا يشيخ أبدًا؟
من "معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 310
لقد أسهمت المعرفة المتجلية في آلاف السنين من الثقافة القديمة والتاريخ العريق في إغلاق الفكر والمفاهيم والنظرة الذهنية للإنسان بإحكام لتصبح عصيّة على الاختراق والسيطرة[1]. فالناس يعيشون في الدائرة الثامنة عشرة من الجحيم، كما لو أن الله قد حجبهم في زنازين بحيث لا يرون النور أبدًا. وقد قَمَعَ التفكيرُ الإقطاعيُّ الناس حتى أصبحوا بالكاد قادرين على التنفس ويشعرون بالاختناق. ليس لديهم أدنى قوة للمقاومة ولهذا يقومون بالتحمّل بهدوء... لم يجرؤ أحدٌ أبدًا على القتال أو الدفاع عن البِرِّ والعدالة. ببساطة يعيش الناس حياةً أسوأ من حياةِ الحيوان، ويتعرضون عامًا بعد عام، ويومًا بعد يوم، لسوء المعاملة والبطش من نظام الأخلاقيات الإقطاعية، ولم يفكروا مطلقًا في أن يقصدوا الله ليتمتّعوا بالسعادة في العالم الإنساني، وكأنما قد سُحِقَ الإنسان كأوراق الخريف البنية اللون، الذابلة والمتساقطة. لقد فقد الإنسان ذاكرته منذ فترة طويلة ويعيش في الجحيم المدعو العالم البشري، منتظرًا مجيء اليوم الأخير ليهلك مع الجحيم نفسه، كما لو أن اليوم الأخير الذي يتوق إليه هو اليوم الذي سيتمتع فيه بسلام مُطَمئِن. لقد أخذت الأخلاقيات الإقطاعية حياة الإنسان إلى "الهاوية"، مما زاد في إضعاف قوة الإنسان على المقاومة. أجبرت أنواعٌ مختلفة من القمعِ الإنسانَ على السقوط تدريجيًا في أعماق الهاوية، بعيدًا عن الله. وأصبح الله الآن غريبًا تمامًا عن الإنسان الذي يسارع إلى تجنبه حينما يلتقيان. لا يبالي الإنسان بالله، بل ينأى عنه كما لو أنه لم يعرفه أو يره من قبل. لقد انتظر الله طوال رحلة الحياة الطويلة للإنسان، ولكنه لم يوجِّه غضبه الكاسح نحوه، بل اقتصر على الانتظار بهدوء وبصمت ليتوب الإنسان ويبدأ من جديد. جاء الله منذ أمد طويل إلى عالم الإنسان، وتحمل المعاناة نفسها التي يتحملها الإنسان. لقد عاش مع الإنسان أعوامًا عديدة، ولم يكتشف أحد وجوده. يتحمل الله بصمت تعاسة الفقر في عالم الإنسان، في حين يقوم بتنفيذ العمل الذي أتى به بنفسه، ويستمر في التحمل من أجل إرادة الله الآب واحتياجات البشر، فقد تحمل ألمًا لم يسبق أن تحمله الإنسان من قبل. لقد قام بخدمة الإنسان بهدوء وتواضع أمامه تلبية لإرادة الله الآب وحاجات الإنسان. إن المعرفة بالثقافة القديمة سرقت الإنسان بهدوء من حضرة الله وسلَّمت زمام الإنسان إلى ملك الشياطين وأبنائه. وقد نقلت الكتب الأربعة والكلاسيكيات الخمس[أ] تفكير الإنسان وتصوراته إلى عصر آخر من العصيان، مما جعله يتملق أكثر من أي وقت مضى أولئك الذين صنفوا الكتب والكلاسيكيات، وزاد ذلك في سوء تصوراته عن الله. ودونما إدراك من الإنسان، قام ملك الشياطين بنزع الله من قلبه بقسوة، ثم استحوذ هو عليه تخامره غبطة الانتصار. ومنذ ذلك الحين أصبح للإنسان روح قبيحة وشريرة لها ملامح ملك الشياطين. امتلأت صدورهم بكراهية الله، ويومًا بعد يوم انتشر خبث ملك الشياطين داخل الإنسان إلى أن استُهلِك الإنسان تمامًا؛ فلم يعد يتمتع بأدنى قدر من الحرية، ولم يعد أمامه سبيل للتحرر من شَرَكِ ملك الشياطين. لم يعد لديه خيار سوى أن يؤسر في الحال، وأن يسستسلم وأن يهوي في خضوع في حضرته. منذ أمد بعيد، عندما كان قلب الإنسان وروحه لا يزالان في طور الطفولة، زَرعَ ملك الشياطين فيهما بذرة ورم الإلحاد، معلّمًا الإنسان أباطيلَ مثل "تعلَّم العلوم والتكنولوجيا، حقِّق الحداثات الأربع، لا يوجد إله في العالم". ليس ذلك فحسب، بل أعلن مرارًا وتكرارًا قائلاً: "دعونا نبني وطنًا جميلاً من خلال عملنا الدؤوب"، سائلاً الجميع أن يكونوا مستعدين منذ الطفولة ليخدموا بلدهم. أُحضر الإنسان من دون وعي أمامه، وقد أخذ الفضل دون تردد (في إشارة إلى أن الله يمسك بالبشرية كلها في يده). لم يخامرْه أي شعور بالخجل. وعلاوة على ذلك، استحوذ بدون خجل على شعب الله في منزله، بينما كان يقفز كالفأر على الطاولة وجعل الإنسانَ يعبده كالله. يا له من مجرم! ينادي بمثل هذه الفضائح المروِّعة: "لا يوجد إله في العالم. الريح هي نتيجة للقوانين الطبيعية، والمطر هو الرطوبة التي تتكثف وتسقط قطراتٍ على الأرض. الزلزال اهتزاز لسطح الأرض بسبب التغيرات الجيولوجية، والقحط سببه جفاف الجو الناجم عن اضطراب نووي على سطح الشمس. هذه ظواهر طبيعية. أيّ جزءٍ هو عمل الله؟" حتى إنه ينادي بمثل هذه التصريحات الوقحة: "تطوَّرَ الإنسان من قِرَدَة قديمة، ومنشأ العالم اليوم من سلسلة من المجتمعات البدائية التي بدأت منذ عصر تقريبًا. وسواء ازدهرت دولة ما أو سقطت، فهذا يعود لقرار شعبها". في الخلفية يجعل الإنسانَ يعلّقُ صورته على الجدران أو يضعها على الطاولات ليقدم الولاء والتقدمات له. وفي الوقت نفسه يصرخ الشيطان قائلاً "لا يوجد إله" يعتبر هو نفسه إلهًا، دافعًا بالله خارج حدود الأرض بلا هوادة. يقف في مكان الله ويتصرّف كملك الشياطين. يا لسخافته المطلقة! يستنزفُ الشخصَ بالكراهية المُسَمِّمة. يبدو أن الله عدوّه اللدود ومناقِضُه. يخطط ليطرد الله بعيدًا في حين أنه لا يزال طليقًا دون عقاب[2]. يا له من ملكٍ للشياطين! كيف يمكننا تحمّل وجوده؟ لن يهدأ حتى يشوّش على عمل الله تاركًا إياه منهارًا في فوضى كاملة[3]، كما لو أنه يريد أن يعارض الله حتى النهاية، حتى تموتَ الأسماك أو تتمزّق الشبكة. إنَّه يقاوم الله عمدًا ويقترب أكثر من أي وقت مضى. لقد انكشف وجهه البغيض تمامًا منذ فترة طويلة، وأصبح الآن معطوبًا ومحطمًا[4]، في محنة مريعة. إلّا أنَّهُ لا يلين في كراهيته لله، كما لو أنَّه يتمنى أن يلتهم الله كلّه في لقمةٍ واحدة لينفِّس عن الكراهية التي في قلبِه". كيف يمكننا تحمّله، هذا عدو الله المكروه! لن تثمر أمنيتنا في الحياة سوى بالقضاء عليه واجتثاثه تمامًا. كيف يُمكِنُ السَّماحَ له بأنْ يَستَمِرَّ بالجري هائجًا؟ لقد أفسد الإنسان إلى درجة أن الإنسان يجهلُ شمس السماء وقد أصبح ميتًا ومتبلد الحس. لقد فقد الإنسان عقله الطبيعي. لماذا لا نضحي بكياننا كله للقضاء عليه وحرقه كي ننهي جميع المخاوف على المستقبل ونسمح لعمل الله أن يتألّق قريبًا بصورةٍ غير مسبوقة. لقد حلَّت عصابة الأوغاد هذه بين الناس وسببت بلبلة وإرباكًا شاملين. لقد أحضروا جميع الناس إلى حافة منحَدَرٍ وخططوا سرًا لدفعهم وإسقاطهم ليحطّموهم ويلتهموا جثثهم. إنهم يأملون عبثًا في تعطيل خطة الله والتنافس معه مقامرين في لعبة لا تنتهي[5]. هذا ليس سهلًا على أية حال! فالصليب قد أُعدَّ أخيرًا لملك الشياطين المذنب بأبشع الجرائم. لا ينتمي الله إلى الصليب وقد تركه بالفعل للشيطان. لقد خرج الله منتصرًا منذ زمن بعيد ولم يعد يشعر بالأسى على خطايا البشرية، وسوف يجلب الخلاص للكل.
من "العمل والدخول (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
1. الغرض من "عصيَّة على السيطرة" هنا هو السخرية، أي أن الناس جامدون في معرفتهم وثقافتهم ونظرتهم الروحية.
2. تدل عبارة "لا يزال طليقًا دون عقاب" على أن الشيطان يندفع هائجًا ويجري مسعورًا.
3. "في فوضى كاملة" تشير إلى أنه لا يمكن تحمل سلوك الشيطان العنيف.
4. "معطوبًا ومحطمًا" تشير إلى الوجه القبيح لملك الشياطين.
5. "لعبة لا تنتهي" هي استعارة لخطط الشيطان الخبيثة الماكرة، وتستخدم على سبيل السخرية.
أ. الكتب الأربعة والكلاسيكيات الخمس هي الكتب المرجعية للكونفوشيوسية في الصين.
كلمات الله اليومية اقتباس 311
لقد عطل الشيطانُ عملَ الله من أعلاه إلى أدناه ومن بدايته إلى نهايته، وعمل على معارضته. كما أن جميع الأحاديث عن التراث الثقافي العريق، والمعرفة القيمة للثقافة القديمة، وتعاليم الطاوية والكونفوشيوسية، والتقاليد الكونفوشيوسية والطقوس الإقطاعية أخذت الإنسان إلى الجحيم. لم يعد ثمة وجود للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة الحديثة، والصناعة المتطورة، والزراعة، والأعمال التجارية في أي مكان على الإطلاق. وبدلاً من ذلك يشدّد الشيطان ببساطة على الطقوس الإقطاعية التي روجت لها "القِرَدَة" القديمة لتعطيل عمل الله ومقاومته وتدميره عمدًا. ولم يعذِّب الإنسان حتى يومنا هذا فحسب، بل يريد أيضًا أن يفنيه تمامًا[1]. إن تدريس قانون الأخلاق الإقطاعي وتوريث المعرفة بالثقافة القديمة قد أصاب الإنسان منذ زمن طويل فتحول البشر إلى شياطين كبيرة وصغيرة. هناك عدد قليل مستعدٌّ أن يستقبل الله بسهولة مرحبّين بقدومه بابتهاج. وجه الإنسان مملوء بالقتل، والموت في كل مكان. يسعون إلى إخراج الله من هذه الأرض؛ يحملون السكاكين والسيوف في أيديهم، ينظمون أنفسهم للقيام بمعركة للقضاء على الله. تنتشر الأصنام عبر أرض الشيطان حيث يُدَرَّسُ الإنسان باستمرار أن ليس هناك من إله. فوق هذه الأرض تنتشر رائحة الورق والبخور المحترق، كثيفةً جدًا بحيث أصبحت خانقة. يبدو أنها رائحة الحمأة التي تفوح حين تلتف الحية وتتلوّى، وهي بالقدر الذي يجعل الإنسان لا يملك سوى أن يتقيأ. إلى جانب ذلك، يُمكن أن تُسمَعَ الشياطين الشريرة تترنم بكتب مقدسة بصوت خافت. يبدو هذا الصوت قادمًا من بعيد في الجحيم، ولا يسع الإنسان إلا أن يشعر برعشة سرت في أوصاله حتى أسفل عموده الفقري. تتناثر الأصنام عبر هذه الأرض بكل ألوان قوس قزح، محوّلة الأرض إلى عالم من الملذات الحسّيّة، بينما يضحك ملك الشياطين بخبث، كما لو أن مؤامرته الشريرة قد نجحت. في هذه الأثناء، يبقى الإنسان جاهلاً تمامًا بهذا الأمر، ولا يعرف أن الشيطان قد أفسده بالفعل إلى درجة أنه أصبح فاقد الإحساس ومهزومًا. يرغب الشيطان في القضاء على كل شيء يتعلق بالله بضربة واحدة، لينتهك قدسيّته مرة أخرى ويفتك به؛ إنه مصمم على تدمير عمله وتعطيله. كيف أمكنه أن يسمح لله أن يكون على قدم المساواة معه؟ كيف يمكنه أن يتساهل مع "تدخُّل" الله في عمله بين الناس في الأرض؟ كيف يسمح لله أن يفضح وجه الشيطان البغيض؟ كيف يمكنه أن يسمح لله أن يعطل عمله؟ كيف يمكن لهذا الإبليس المستشيط غضبًا أن يسمح لله بأن يسيطر على بلاطه الإمبراطوري في الأرض؟ كيف يمكنه الاعتراف طواعيةً بالهزيمة؟ لقد كُشف وجهه البغيض على حقيقته، وهكذا يجد المرء أنه لا يدري أيضحك أم يبكي، ومن الصعوبة حقًا التحدث عن الأمر. أليس هذا هو جوهر الشيطان؟ ما زال يعتقد أنه جميلٌ للغاية مع أنه يمتلك نفسًا قبيحة. يا لها من عصابة من المتواطئين![2] ينزلون بين البشر لينغمسوا في الملذات ويثيروا الفوضى. يسبب اضطرابهم التقلُّب في العالم ويجلب الذعر إلى قلب الإنسان. وقد تلاعبوا بالإنسان كثيرًا حتى أصبحت ملامحه مثل ملامح وحوش البرّيّة الشديدة القبح التي فقدت آخر أثر للإنسان الأصيل المقدس، حتى إنهم يرغبون في تولي سلطة السيادة على الأرض. إنهم يعوقون عمل الله كثيرًا فلا يستطيع التقدم إلا بصعوبة، ويعزلون الإنسان بإحكام كما لو كان وراء جدران من النحاس والفولاذ. وبعد أن ارتكبوا العديد من الخطايا الفظيعة، وسبّبوا الكثير من الكوارث، هل ما زالوا يتوقعون شيئًا غير التوبيخ؟ لقد اندفعت الشياطين والأرواح الشريرة مسعورة في الأرض، وعزلت إرادة الله وجهوده المضنية لتجعلها عصيَّة على الاختراق. يا لها من خطيَّة مميتة! كيف لله ألا يقلق؟ كيف لا يشعر بالغضب؟ فهي تسبب عائقًا جسيمًا وممانعة خطيرة لعمل الله. يا لهم من متمرّدين! حتى تلك الشياطين الكبيرة والصغيرة تتغطرس على قوة الشيطان الأكثر تسلّطًا، وتبدأ في خلق المشاكل. يقاومون الحق عمدًا على الرغم من إدراكهم الواضح له. أبناء العصيان! يبدو الأمر كما لو أن ملك الجحيم الذي يتبعونه قد تربّع على العرش الملوكي، فيتعجرفون ويعاملون الآخرين جميعًا باحتقار. كم من الناس يسعون وراء الحق ويتبعون البر؟ كلهم وحوشٌ كالخنازير والكلاب، يقودون عصابة من الذباب النتن في كومة من الروث ليهزّوا رؤوسهم ويثيروا الفوضى[3]. إنهم يؤمنون بأن ملك الجحيم الذي يتبعونه هو أعظم الملوك على الإطلاق، وقلّما يدركون أنهم هم أنفسهم ليسوا سوى ذباب منتن. ومع ذلك، فهم يستغلون قوة الخنازير والكلاب التي لديهم لآبائهم ليطعنوا في وجود الله. وهم مثل الذباب الحقير يعتقدون أن آباءهم كبارٌ كالحيتان ذات الأسنان[4]. قلّما يدركون أنهم، في الوقت الذي يُعتبرون هم أنفسهم فيه في منتهى الضآلة، فإن آباءهم خنازير وكلاب نجسة أكبر منهم بمئات ملايين المرات. يهرعون مسعورين وفقًا لرائحة الخنازير والكلاب النتنة غير مدركين حقارتهم، وعندهم الفكرة الوهمية عن إنجاب أجيال قادمة. يا لها من وقاحة! بالنظر إلى امتلاكهم أجنحة خضراء على ظهورهم (هذا يشير إلى ادعائهم الإيمان بالله)، فإنهم يشرعون في أن يصبحوا مغرورين ويفتخرون في كل مكان بجمالهم وجاذبيتهم، رامين أوساخهم سرًا على الإنسان. هم متعجرفون أيضًا، كما لو أن زوجًا من الأجنحة المتلوّنة بألوان قوس قزح يمكنه أن يخفي أوساخهم، وبهذه الوسيلة يؤثّرون من خلال الاضطهاد في وجود الإله الحقيقي (وهذا يشير إلى ما يجري خلف كواليس العالَم الديني). كيف يعرف الإنسان أن الذبابة نفسها، رغم جمال أجنحتها الساحر، ليست في النهاية أكثر من مخلوق ضئيل بطنه مفعم بالقذارة وجسمه مغطى بالجراثيم. إنهم يهرعون مسعورين في الأرض بهمجية عارمة، معتمدين على قوة خنازيرهم وكلاب الآباء (وهذا يشير إلى المسؤولين الدينيين الذين يضطهدون الله اعتمادًا على دعم قوي من الدولة، خائنين الحقّ والإله الحقيقي) بشراسةٍ عارمة. يبدو الأمر كما لو أن أشباح الفريسيين اليهود قد عادت مع الله إلى أمة التنين العظيم الأحمر، عائدين إلى عشّهم القديم. لقد بدؤوا جولة أخرى من أعمال الاضطهاد، واستأنفوا عملهم الذي بدؤوه منذ عدة آلاف من السنين. سوف تهلك بالتأكيد هذه المجموعة من المُنحطين على الأرض في النهاية! يبدو أنه بعد عدة آلاف من السنين، أصبحت الأرواح النجسة أكثر احترافًا وخبثًا؛ فهم يفكرون باستمرار في طرق لتقويض عمل الله سرًا. إنهم دنيئون وماكرون، ويودّون أن يُعيدوا إلى وطنهم مأساة عدة آلاف من السنين. ويكاد هذا يدفع الله لإطلاق نداء مدوٍّ، ولا يكاد يستطيع أن يمنع نفسه عن العودة إلى السماء الثالثة ليبيدهم. لكي يحب الإنسانُ اللهَ عليه أن يفهم إرادته وفرحه وحزنه، وما يمقته أيضًا. هذا من شأنه أن يُعجّل بدخول الإنسان؛ إذْ كلما أسرع الإنسان في الدخول، حظي بمزيد من رضى الله. وكلما ازدادت بصيرة الإنسان حول ملك الشياطين وضوحًا، زاده ذلك قربًا من الله، لكي تتحقق رغبة الله.
من "العمل والدخول (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
1. "يفني" تشير إلى السلوك العنيف لملك الشياطين الذي يسلب الناس جميعًا ويبتزّهم.
2. "الشركاء" هم أيضًا من نفس عائلة "عُصبة قطّاع الطرق".
3. "تثير الفوضى" تشير إلى كيف أن الناس الذين لهم طبيعة شيطانية يثيرون الشغب، حيث يعترضون ويعارضون عمل الله.
4. "حيتان ذات أسنان" تستخدم هنا على سبيل السخرية، حيث تعتبر استعارة تمثل كيف أن الذباب صغير جدًا بحيث تبدو الخنازير والكلاب بحجم الحيتان بالنسبة إليهم.
كلمات الله اليومية اقتباس 312
لقد بقيت هذه الأرض أرض الدنس لآلاف الأعوام. إنها قذرة بصورة لا تُحتمل، وزاخرة بالبؤس، وتجري الأشباح هائجة في كل مكان، خادعة ومخادعة ومقدِّمة اتهامات[1] بلا أساس، وهي بلا رحمة وقاسية، تطأ مدينة الأشباح هذه، وتتركها مملوءة بالجثث الميّتة؛ تغطي رائحة العفن الأرض وتنتشر في الهواء، وهي محروسة بشدة.[2] مَن يمكنه أن يرى عالم ما وراء السماوات؟ يحزم الشيطان جسد الإنسان كله بإحكام، إنه يغلق كلتا عينيه، وشفتيه بإحكام. لقد ثار ملك الشياطين لعدة آلاف عام، وحتى يومنا هذا، حيث ما زال يراقب عن كثب مدينة الأشباح، كما لو كانت قصرًا منيعًا للشياطين. في هذه الأثناء تحملق هذه الشرذمة من كلاب الحراسة بعيون متوهجة وتخشى بعمق أن يمسك بها الله على حين غرة ويبيدها جميعًا، ويتركها بلا مكان للسلام والسعادة. كيف يمكن لأناس في مدينة أشباح كهذه أن يكونوا قد رأوا الله أبدًا؟ هل تمتعوا من قبل بمعزة الله وجماله؟ ما التقدير الذي لديهم لأمور العالم البشري؟ مَن منهم يمكنه أن يفهم مشيئة الله التوَّاقة؟ أعجوبة صغيرة إذًا أن يبقى الله المتجسد مختفيًا بالكامل: في مجتمع مظلم مثل هذا، فيه الشياطين قساةٌ ومتوحشون، كيف يمكن لملك الشياطين، الذي يقتل الناس دون أن يطرف له جفن، أن يتسامح مع وجود إله جميل وطيب وأيضًا قدوس؟ كيف يمكنه أن يهتف ويبتهج بوصول الله؟ هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، وقد ازدروا الله طويلًا، ويسيئون إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، ولا يظهرون أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، وليس لهم ضمير على الإطلاق، ويخالفون كل ما يمليه الضمير، ويغرون البريئين بالحماقة. الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يعارضون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية! مَن تبنّى عمل الله؟ مَن وضع حياته أو سفك دمه من أجل عمل الله؟ لأنه من جيل إلى جيل، من الآباء إلى الأبناء، قام الإنسان المُستَعبَد باستعباد الله بكل وقاحة. كيف لا يثير هذا الغضب؟ استقرّ بُغض آلافِ السنين في القلب، ونُقشت ألفُ سنة من الخطية فيه. كيف لا يثير هذا الاشمئزاز؟ انتقمْ لله، بَدِّدْ عدوَّه بالكامل، لا تدعه يستفحل أكثر، ولا تسمح له بإثارة المتاعب ثانيةً كما يشاء! هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده ودفع الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه هذا الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات، للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير. لماذا تضع مثل هذه العقبة المنيعة أمام عمل الله؟ لماذا تستخدم مختلف الحيل لخداع شعب الله؟ أين هي الحرية الحقيقية والحقوق والمصالح المشروعة؟ أين العدل؟ أين الراحة؟ أين المودّة؟ لماذا تستخدم حيلًا مختلفة لتخدع شعب الله؟ لماذا تستخدم القوّة لتعيق مجيء الله؟ لماذا لا تسمح لله أن يجول بحرية في الأرض التي خلقها؟ لماذا تطارد الله حتى لا يجد مكانًا يسند فيه رأسه؟ أين المودّة بين البشر؟ أين الترحيب بين الناس؟ لماذا تتسبب في مثل هذا الاشتياق الشديد لله؟ لماذا تجعل الله ينادي مرارًا وتكرارًا؟ لماذا تجبر الله على أن ينشغل على ابنه المحبوب؟ وفي هذا المجتمع المظلم، لماذا لا تسمح كلاب حراسته المثيرة للشفقة لله بأن يأتي ويذهب بحرية وسط العالم الذي خلقه؟ لماذا لا يفهم الإنسان، الإنسان الذي يعيش وسط الألم والمعاناة؟ تحمَّل الله من أجلكم عذابًا جمًّا، وبألم عظيم أنعم بابنه الحبيب، جسده ودمه، عليكم، فلماذا لا تزالون تغمضون أعينكم؟ في مرأى ومسمع الجميع، ترفضون مجيء الله، وترفضون صداقته. لماذا أنتم عديمو الضمير؟ هل ترغبون في تحمل الظلم في مثل هذا المجتمع المظلم؟ لماذا تتخمون أنفسكم "بقذارة" ملك الشياطين بدلًا من أن تملؤوا بطونكم بآلاف السنوات من العداوة؟
من "العمل والدخول (8)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
1. "مقدمة اتهامات بلا أساس" تشير إلى الطرق التي يؤذي بها الشيطان الناس.
2. "محروسة بشدة" تشير إلى أن الطرق التي يبلي بها الشيطان الناس لئيمة، وأنه يسيطر على الناس بشدة لدرجة أنه لا يترك لهم مساحة للتحرُّك.
كلمات الله اليومية اقتباس 313
إن استطاع الناس حقًا أن يروا بوضوح الطريق الصحيح للحياة البشرية، والغرض من تدبير الله لها، فلن يحتفظ كل واحد منهم بمستقبله ومصيره ككنزٍ في قلبه، وعندها لن يعود أي منهم مهتمًا بأن يخدم والديه اللذين هما أسوأ من الخنازير والكلاب. أليس مستقبل الإنسان ومصيره هما ما يُطلَق عليه اليوم بدقة "والدا" بطرس؟ إنهما كلحم الإنسان ودمه تمامًا. فماذا سيكون مصير الجسد ومستقبله؟ هل هو أن يرى الله وهو لا يزال حيًا، أم أنه التقاء النفس بالله بعد الموت؟ هل سينتهي الحال بالجسد غدًا في أتونٍ عظيم من الضيقات، أم في نار مستعرة؟ أليست أسئلة كهذه هي أسئلة متعلقة بما إذا كان جسد الإنسان سيكابد محنًا أم سيعاني أعظم الأخبار التي تشغل الآن أكثر من غيرها بالَ أي واحد في هذا التيار الحالي لديه ذهن وإدراك؟ (تشير المعاناة هنا إلى نيل البركات؛ وتعني أن التجارب المستقبلية نافعة لمصير الإنسان. أما المحنة فتشير إلى عدم القدرة على الثبات، أو تشير إلى الانخداع، أو تعني أن الإنسان سيواجه مواقف مؤسفة ويخسر حياته في خِضم الكارثة، وأنه لا يوجد مصير مناسب لنفس المرء). ومع أن البشر يتمتعون بعقل سليم، فلعل رأيهم لا يتوافق تمامًا مع ما يجب أن يكون عقلهم مسلحًا به؛ وذلك لأنهم بالأحرى مرتبكون ويتبعون الأشياء بطريقة عمياء. عليهم جميعًا أن يفهموا ما يجب أن يدخلوا فيه فهمًا دقيقًا، وعليهم بالتحديد اكتشاف ما ينبغي أن يدخلوا إليه أثناء المحنة (أي أثناء التنقية في الأتون)، وكذلك ما ينبغي أن يتسلحوا به أثناء تجارب النار. لا تخدم دائمًا والديك (أي الجسد) اللذين هما مثل الخنازير والكلاب، بل وأسوأ من النمل والحشرات. ما الطائل من وراء التوجع عليه والتفكير الجاد وتعذيب ذهنك؟ الجسد لا ينتمي لك، لكنه في يَدَي الله، الذي لا يتحكم فيك فقط بل يسيطر أيضًا على الشيطان. (هذا يعني أن الجسد ينتمي في الأصل إلى الشيطان، ولأن الشيطان أيضًا في يدي الله، فلا يمكن أن تُصاغ إلا على هذا النحو. ذلك لأن ذِكرها على هذا النحو أكثر إقناعًا، وهي تشير إلى أن البشر ليسوا تحت ولاية الشيطان تمامًا، لكنهم في يدي الله). أنت تعيش في عذاب الجسد، لكن هل ينتمي الجسد إليك؟ هل يخضع الجسد لسيطرتك؟ لماذا ترهق ذهنك بشأنه؟ لماذا تزعج نفسك بالتضرع إلى الله دون انقطاع من أجل جسدك النتن، الذي أُدين ولُعِنَ منذ أمدٍ بعيد، ودنَّسته أرواح نجسة؟ ما الحاجة إلى التمسك دائمًا بأعوان الشيطان بالقرب من قلبك؟ ألا تقلق من أن يُفسِد الجسد مستقبلك الفعلي وآمالك الرائعة ومصير حياتك الحقيقي؟
من "الغرض من تدبير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 314
ما تفهمونه اليوم هو أسمى من فهم أي شخص على مدى التاريخ لم يتم تكميله، سواء كانت معرفتكم بالتجارب أو الإيمان بالله، هذه كلها أسمى من مثيلاتها عند أي مؤمن بالله. ما تفهمونه من الأمور هو ما قد عرفتموه قبل خضوعكم لتجارب الظروف (المختلفة)، ولكن مكانتكم الحقيقية لا تتوافق معها تماماً. فما تعرفونه أسمى مما قد وضعتموه قيد التنفيذ. على الرغم من أنكم تقولون إن الناس الذين يؤمنون بالله يجب أن يحبوا الله وألا يسعوا للبركات إنما فقط لإرضاء مشيئته، إلا أن ما هو جليٌّ في حياتكم بعيدٌ كلّ البعد عن هذا وقد تشوّه إلى حدٍّ كبير. يؤمن معظم الناس بالله من أجل السلام والنِعَم الأخرى. فأنت لا تؤمن بالله ما لم يكن ذلك لصالحك، وإذا لم تستطع الحصول على نِعَم الله فستتجهّم. كيف يمكن أن تكون هذه قامتك الحقيقية؟ عندما يتعلق الأمر بحوادث عائلية لا يمكن تجنبها (أطفال يمرضون، أزواجٌ يدخلون المستشفى، غلّة محصولٍ قليلة، اضطهاد أفراد العائلة، وما إلى ذلك)، لا يمكنك تسيير حياتك حتى في هذه الأمور التي غالباً ما تحدث كل يوم. وعندما تحدث مثل هذه الأمور تدخل في حالة ذعر ولا تعرف ما تفعله، وفي معظم الأحيان تشتكي من الله. تشتكي من أن كلمات الله قد خدعتك وأن عمله قد أفسدك. ألا تدور في رأسكم أفكارٌ كهذه؟ هل تعتقدون أن أموراً كهذه نادراً ما تحدث معكم؟ تقضون كل يوم وأنتم تعيشون وسط هذه الأحداث. لا تفكّرون في نجاح إيمانكم بالله وكيفية إرضاء إرادته. قامتكم الحقيقية صغيرة جداً، أصغر حتى من كتكوتٍ صغير. عندما يخسرُ عملُ أزواجكم المالَ تشتكونَ من الله، وعندما تجدونَ أنفُسَكم في وسَطٍ خالٍ من حماية الله تستمرّون بالشكوى من الله. تشتكون حتى عندما يَنفُقُ أحَدُ كتاكيتكم أو تمرضُ بَقَرَةٌ مُسِنّةٌ في الحظيرة. تشتكون عندما يحين الوقتُ ليتزوج ابنُكم ولا تملك عائلتكم ما يكفي من المال. تريدون القيام بواجب الضيافة، ولكنكم لا تملكون كلفته، وعندها تشتكون أيضًا. بطنك مليئة بالشكاوى، وأحياناً لا تذهب بسبب هذا إلى الاجتماعات ولا تأكل أو تشرب كلمات الله، ومن المحتمل أن تشعرَ بالسلبية لفترة طويلة جداً. لا يحدث شيءٌ لك اليوم له علاقة بتطلّعاتك أو مصيرك، فهذه الأشياء ستحدث أيضاً إن لم تكن مؤمناً بالله. ولكنك اليوم تُحَمِّل الله المسؤولية عنها، وتصرّ على القول بأن الله قد أهملك. ماذا عن إيمانك بالله، هل قدمت له حياتك بالفعل؟ ليس بينكم مِمَّن يتبعون الله اليوم من هو قادر على الثبات إذا عانى نفس تجارب أيوب فسوف تسقطون جميعاً. وهناك بكل بساطة الكثير من الاختلاف بينكم وبين أيوب ستجرؤون على إنكار وجود الله إذا تم الاستيلاء على نصف ممتلكاتكم اليوم. وإذا أُخِذَ منكم ابنكم أو ابنتكم فستجولون الشوارع باكين كالمجانين. وإذا وصلت طريقتك الوحيدة في كسب الرزق إلى طريق مسدود، فستناقش الأمر مع الله متسائلاً لماذا ترايَ قلتُ العديدَ من الكلمات في البداية لإخافتك. لا يوجد شيء لا تجرؤون على القيام به في مثل هذه الأوقات. هذا يدل على أنكم لم تروا بالفعل ولا قامة حقيقية لكم. وبالتالي، أنتم تعانون تجارب كثيرة جداً لأنكم تفهمون الكثير جداً، ولكن ما تعرفونه بالفعل لا يصلُ إلى واحد من الألفِ مما تدركوه. لا تتوقّفوا عند الفهم والمعرفة المجرّدة، سترون بشكل أفضل حجم ما تستطيعون ممارسته، وكم من عرق عملكم الشاق قد تحول إلى استنارة وإضاءة من الروح القدس، وكم من ممارساتكم قد أنجزتْ قراراتكم الخاصة. عليك أن تأخذ مكانتك وممارستك على محمل الجد. عندما تكون مؤمناً بالله عليك ألا تفعل شيئاً لمجرد إرضاء الآخرين، فحصولك على المكاسب من عدمها يعتمد على سعيك الخاص.
من "الممارسة (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 315
يزيّن البعض منهم أنفسهم بشكل جميل، ولكنه سطحي: تزيّن الأخوات أنفسهن بشكل جميل مثل الزهور، ويرتدي الإخوة ملابس تشبه الأمراء أو الأثرياء الشباب، ولا يهتمون سوى بالأشياء الخارجية، مثل الأشياء التي يأكلونها ويرتدونها، ومن الداخل، هم معدمون ولا يعرفون الله أدنى معرفة. أي معنى يمكن أن يكون في هذا؟ ثم هناك البعض ممن يرتدون ملابس مثل المتسولين الفقراء - إنهم يبدون حقًا مثل عبيدٍ من شرق آسيا! ألا تفهمون حقًا ما أطلبه منكم؟ تواصلوا فيما بينكم: ما الذي ربحتموه بالفعل؟ لقد آمنتم بالله طوال هذه السنوات، ومع ذلك هذا كل ما جنيتموه. ألا تشعرون بالحرج؟ ألا تخجلون؟ لقد كنتم تتبعون الطريق الحق طوال هذه السنوات، ولكن اليوم لا تزال قامتكم أقل من قامة عصفور! انظروا إلى السيدات الشابات بينكم، تبدون جميلات كاللوحات بملابسكن وزينتكن، وتقارن أنفسكن ببعضكن بعضًا - وما الذي تقارننه؟ سعادتكن؟ مطالبكن؟ هل تعتقدن أنني جئت لتوظيف عارضات أزياء؟ لا حياء لديكن! أين حياتكن؟ أليس ما تسعين إليه فقط هو رغباتكن الخاصة المترفة؟ تعتقدين أنكِ جميلة للغاية، ولكن على الرغم من أنك قد ترتدين ملابس مبهرجة للغاية، ألست في حقيقتك كدودة تتلوى، مولودة في كومة روث؟ اليوم، أنتِ محظوظة لأنك تتمتعين بهذه البركات السماوية ليس بسبب وجهك الجميل، ولكن لأن الله يستثنيكِ برفعه لكِ. هل لا يزال من غير الواضح لكِ من أين أتيتِ؟ عند ذكر الحياة، تغلقين فمكِ ولا تقولين شيئًا، بكماء كتمثال، ومع ذلك ما زال لديك الجرأة للتأنق في الملبس! ما زلتِ تميلين إلى وضع أحمر الخدود ومساحيق التجميل على وجهك! وانظروا إلى المتأنقين بينكم، الرجال العصاة الذين يقضون اليوم كله وهم يتجولون جامحين، وعلى وجوههم تعابير تعكس لا مبالاة. هل هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الشخص؟ لأي شيء يكرس كل واحد منكم، رجل كان أو امرأة، انتباهه طوال اليوم؟ هل تعرفون على من تعتمدون ليطعمكم؟ انظر إلى ملابسك، وانظر إلى ما جنيته في يديك، وافرك بطنك، ما الذي استفدته من ثمن الدم والعرق الذي دفعته طوال هذه السنوات من الإيمان؟ ما زلت تفكر في الذهاب لمشاهدة معالم المدينة، وما زلت تفكر في زينة جسدك النتن، فيا لها من مساعٍ عديمة الجدوى! يُطلب منك أن تكون شخصًا عاديًا، ولكنك الآن ببساطة لست شاذًا، بل منحرفًا. كيف يملك مثل هذا الشخص الجرأة للمجيء أمامي؟ مع مثل هذه الإنسانية، ألا يجعلك استعراض جاذبيتك وتفاخرك بجسمك، والعيش دائمًا في شهوات الجسد، من نسل الشياطين القذرة والأرواح الشريرة؟ لن أسمح لهذا الشيطان القذر بالبقاء في الوجود لفترة طويلة! ولا تظن أنني لا أعرف ما تفكر فيه في قلبك. قد تبقي شهوتك وجسدك تحت سيطرة مشددة، ولكن كيف لا أعرف الأفكار التي تأويها في قلبك؟ كيف لا أعرف كل ما تشتهيه عيناك؟ ألا تتجملن أيتها الشابات لتستعرضن أجسادكن؟ ما فائدة الرجال لكن؟ هل يمكنهم حقا تخليصكن من المحن الكثيرة؟ أما المتأنقون من بينكم، فأنتم جميعًا ترتدون الملابس التي تبديكم بمظهر الرجال المهذبين وتميزكم عن الآخرين، لكن أليست هذه خدعة الهدف منها لفت الانتباه إلى مظهركم الأنيق؟ لمن تفعلون هذا؟ ما فائدة النساء لكم؟ ألسن مصدر خطيتكم؟ أيها الرجال والنساء، لقد قلت لكم العديد من الكلام، لكنكم امتثلتم للقليل منه. آذانكم صماء، وقد أصبحت عيونكم قاتمة، وقلوبكم متحجرة لدرجة أنه لا توجد سوى شهوة في أجسادكم، لدرجة أنكم أصبحتم أسرى لها، غير قادرين على الفكاك منها. من ذا الذي يريد الاقتراب منكم يا من تشبهون الحشرات التي ترعى في القذارة والأوساخ؟ لا تنسوا أنكم لستم أكثر من أولئك الذين رفعتهم من كومة الروث، وأنكم لم تكونوا تمتلكون طبيعة بشرية من الأساس. ما أطلبه منكم هو الطبيعة البشرية التي لم تكونوا تمتلكونها في الأصل، وليس أن تستعرضوا شهواتكم أو تطلقوا العنان لأجسادكم الفاسدة، التي دربها الشيطان لسنوات عديدة. ألا تخشون أن تنغمسوا أكثر في الغواية عندما ترتدون هذه الملابس؟ ألا تعرفون أن الخطية متأصلة فيكم؟ ألا تعرفون أن أجسادكم غارقة في الشهوة لدرجة أنها تتسرب حتى من ملابسكم، وتكشف عن حالتكم كشياطين قبيحة ودنسة بشكل لا يُطاق؟ أليس الأمر هو أنكم تعرفون ذلك بوضوح أكثر من أي شخص آخر؟ ألم تدنّس الشياطين القذرة قلوبكم وعيونكم وشفاهكم؟ هل هذه الأجزاء منكم غير دنسة؟ هل تعتقد أنه طالما أنك لا تفعل شيئًا فأنت قدس أقداس؟ هل تعتقد أن ارتداء الملابس الجميلة يمكن أن يخفي نفسوكم الدنيئة؟ هذا لن يفلح! أنصحكم بأن تكونوا أكثر واقعية: لا تكونوا محتالين وزائفين، ولا تستعرضوا أنفسكم. أنتم تتباهون بشهواتكم أمام بعضكم بعضًا، ولكن كل ما ستحصلون عليه في المقابل هو معاناة أبدية وتوبيخ قاسٍ! ما حاجتكم إلى تبادل النظرات الولهة والانغماس في العواطف؟ هل هذا هو مقياس نزاهتكم ومدى استقامتكم؟ أنا أكره من بينكم الذين يشاركون في الطب الشرير والشعوذة. أنا أكره الشباب والشابات من بينكم الذين يحبون أجسادهم. من الأفضل لكم أن تلجموا أنفسكم، لأنكم مطالبون الآن بامتلاك طبيعة بشرية، وغير مسموح لكم بالتباهي بشهواتكم، ولكنكم تستغلون كل فرصة يمكنكم استغلالها، لأن أجسادكم كثيرة للغاية وشهواتكم هائلة.
من "الممارسة (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 316
يُقاس الآن ما إذا كان سعيك فعالًا أم لا بما تمتلكه حاليًا. هذا ما هو مُستخدم لتحديد عاقبتك. بتعبير آخر، تظهر عاقبتك في التضحيات التي قدمتها والأشياء التي قمت بها. ستُعرف عاقبتك من سعيك وإيمانك وما قمت به. من بينكم جميعًا هناك الكثيرون ممن لا يمكن خلاصهم، لأن اليوم هو يوم الكشف عن عواقب الناس، ولن أكون مشوشًا في عملي، ولن أقود أولئك الذين لا يمكن خلاصهم مطلقًا إلى العصر التالي. سيأتي وقت ينتهي فيه عملي. لن أعمل في تلك الجثث الكريهة الفاقدة للحياة التي لا يمكن خلاصها على الإطلاق. الآن هي آخر أيام خلاص الإنسان، ولن أقوم بعمل غير مجدٍ. لا تقاوم السماء والأرض، فنهاية العالم وشيكة. إنها حتمية. لقد وصلت الأمور إلى هذه النقطة، ولا يوجد شيء يمكنك أن تفعله كإنسان لوقفها، ولا يمكنك تغيير الأشياء كما يحلو لك. لم تدفع بالأمس ثمنًا للسعي إلى الحق ولم تكن وفيًّا. واليوم، قد حان الوقت ولا يمكن خلاصك. وغدًا، ستُستبعد، ولن يكون هناك مجال لخلاصك. مع أن قلبي رحيم وأبذل قصارى جهدي لخلاصك، إذا لم تسع جاهدًا أو تفكر في نفسك، فما علاقة ذلك بي؟ أولئك الذين يفكرون فقط في أجسادهم والذين يتلذذون بالراحة؛ أولئك الذين يبدو أنهم يؤمنون ولكنهم لا يؤمنون حقًا؛ أولئك الذين يشاركون في الطب الشرير والشعوذة؛ أولئك الفاسقون وأصحاب الثياب الممزقة والرثة؛ أولئك الذين يسرقون الذبائح المقدمة ليهوه وممتلكاته؛ أولئك الذين يحبون الرشوة؛ أولئك الذين يحلمون بالصعود إلى السماء بلا مجهود؛ أولئك المتغطرسون والمغرورون، الذين يسعون فقط من أجل الشهرة الشخصية والثروة؛ أولئك الذين ينشرون الكلام البذيء؛ أولئك الذين يجدفون على الله نفسه؛ أولئك الذين لا يفعلون شيئًا سوى دينونة الله نفسه والتشهير به؛ أولئك الذين يشكلون جماعات ويسعون إلى الاستقلال؛ أولئك الذين يرفعون أنفسهم فوق الله؛ هؤلاء الشباب التافهون ومَن في منتصف العمر وكبار السن من الرجال والنساء الذين يقعون في شرك الفسق؛ أولئك الرجال والنساء الذين يتمتعون بالشهرة والثروة الشخصية ويسعون إلى الحصول على مكانة شخصية بين الآخرين؛ وهؤلاء الناس غير التائبين العالقين في الخطية - أليسوا جميعًا خارج نطاق الخلاص؟ الفسق، والخطية، والطب الشرير، والشعوذة، والألفاظ النابية، والكلمات البذيئة كلها تشيع بينكم، أما الحق وكلمات الحياة فتُداس في وسطكم، واللغة المقدسة تتنجس بينكم. أيها الأمميون، المنتفخون بالقذارة والعصيان! ماذا ستكون عاقبتكم النهائية؟ كيف يمكن لأولئك الذين يحبون الجسد، الذين يرتكبون شعوذة الجسد، والذين يغرقون في الفسق، أن يجرؤوا على مواصلة العيش! ألا تعرف أن أمثالك هم ديدان لا يمكن خلاصها؟ ما الذي يخوّل لك المطالبة بهذا وذاك؟ حتى الآن، لم يكن هناك أدنى تغيير في أولئك الذين لا يحبون الحق ويحبون الجسد فقط - كيف يمكن خلاص مثل هؤلاء الناس؟ أولئك الذين لا يحبون طريق الحياة، والذين لا يبتهجون بالله ولا يشهدون له، الذين يخططون من أجل وضعهم الخاص، والذين يمجدون أنفسهم – أليسوا على حالهم، حتى في يومنا هذا؟ ما هي فائدة خلاصهم؟ لا يعتمد ما إذا كان من الممكن خلاصك على مدى أقدميتك وروعتها أو عدد السنوات التي عملت فيها، كما لا يعتمد على عدد الشهادات التي نلتها. بل يعتمد الأمر على ما إذا كان سعيك قد آتَى ثِمارَه. يجب أن تعرف أن أولئك الذين يخلصون هم "الأشجار" التي تحمل ثمارًا، وليست الأشجار ذات الأوراق المزدهرة والأزهار الوفيرة التي لا تنتج ثمارًا بعد. حتى لو قضيت سنوات عديدة في التجول في الشوارع، فما أهمية ذلك؟ أين شهادتك؟ إن اتقاءك لله أقل بكثير من حبك لنفسك ولرغباتك الشهوانية – أليس هذا النوع من الأشخاص منحطًا؟ كيف يمكن أن يكون عينةً ونموذجًا للخلاص؟ طبيعتك غير قابلة للإصلاح. فأنت متمرد للغاية، وبعيد كل البعد عن الخلاص! أليس هؤلاء الناس هم الذين سيُستبعدون؟ أليس الوقت الذي ينتهي فيه عملي هو وقت وصول يومك الأخير؟ لقد قمتُ بالكثير من العمل وتكلمت بالعديد من الكلمات بينكم، فكم منها دخل حقًا في آذانكم؟ ما مقدار ما أطعتموه منها؟ عندما ينتهي عملي، سيكون هو الوقت الذي تتوقف فيه عن معارضتي، والذي تتوقف فيه عن الوقوف ضدي. بينما أعمل، تتصرفون ضدي باستمرار، ولا تلتزمون أبدًا بكلامي. أقوم بعملي، وأنت تقوم بـ"عملك" الخاص، صانعًا مملكتك الصغيرة الخاصة. لستم سوى زمرة من الثعالب والكلاب، تفعل كل ما يعارضني! أنتم تحاولون باستمرار إحضار أولئك الذين يقدمون لكم حبهم المخلص إلى أحضانكم، أين اتقاؤكم؟ كل ما تفعلونه مخادع! ليس لديكم طاعة أو اتقاء، وكل ما تفعلونه هو خداع وتجديف! هل يمكن خلاص مثل هؤلاء الناس؟ يريد الرجال غير الأخلاقيين والفاسقين جنسيًا دائمًا أن يجتذبوا إليهم العاهرات الفاجرات من أجل الاستمتاع بهن. أنا بالتأكيد لن أُخلِّص مثل هذه الشياطين غير الأخلاقية جنسيًا. أكرهكِ أيتها الشياطين القذرة، وسيغرقك فسقك وفجورك في الجحيم. كيف ستدافعون عن أنفسكم؟ أنتم أيتها الشياطين القذرة والأرواح الشريرة منفّرون! أنتم مقززون! كيف يمكن خلاص هذه الحثالة؟ هل ما زال من الممكن خلاص العالقين في الخطية؟ اليوم، لا يجتذبكم هذا الطريق وهذا الحق وهذه الحياة، ولكنكم بدلًا من ذلك تنجذبون إلى الخطية، إلى المال، إلى المكانة، إلى الشهرة والمكسب، إلى متع الجسد، إلى وسامة الرجال وسحر النساء. ما الذي يؤهلكم لدخول ملكوتي؟ صورتكم أكبر من صورة الله، ومكانتكم أعلى من مكانة الله، فضلًا عن هيبتكم بين البشر - لقد أصبحتم أصنامًا يعبدها الناس. ألم تصبح رئيس الملائكة؟ عندما تُكشف عواقب الناس، وهذا أيضًا عندما يقترب عمل الخلاص من نهايته، سيكون العديد من بينكم جثثًا غير قابلة للخلاص ويجب استبعادها. أثناء عمل الخلاص، أتعامل مع جميع الناس برحمة وصلاح. عندما ينتهي العمل، ستُكشف عواقب أنواع مختلفة من الناس، وفي ذلك الوقت، لن أعود رحيمًا وصالحًا، لأن عواقب الناس ستكون قد كُشفت، وسيكون كل منهم قد صُنِّف وفقًا لنوعه، ولن يكون هناك فائدة في القيام بأي عمل آخر من أعمال الخلاص، لأن عصر الخلاص سيكون قد انقضى، ولن يعود بعد انقضائه.
من "الممارسة (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 317
لقد كان الإنسان يعيش تحت وطأة تأثير الظلمة، مكبلاً بأغلال العبودية تحت تأثير الشيطان بلا ملاذ، ومع الوقت أصبحت شخصية الإنسان فاسدة على نحو متزايد بعد أن خضعت لعمل الشيطان. قد يقول أحدهم إن الإنسان كان دومًا يعيش بشخصيته الشيطانية الفاسدة وغير قادر على محبة الله حقًا، إن كان الأمر كذلك فإذا كان الإنسان يرغب في محبة الله، فعليه أن يتجرد من اعتداده بنفسه وغروره وتكبره واختياله وغير ذلك من الأفعال التي تنتمي كلها إلى شخصية الشيطان، وإلّا كانت محبته محبة غير نقية، بل محبة شيطانية، ولا يمكن لمثل هذه المحبة أن تنال القبول من الله إطلاقًا. ولا يمكن لأحد أن يكون قادرًا على محبة الله حقًا ما لم يكن مكمَّلاً أو مُتَعَهَّداً أو مكسورًا أو مهذَّبًا أو مؤدباً أو موبَّخًا أو مُنَقّىً من الروح القدس. إذا قلتَ بأن جزءاً من شخصيتك يمثل الله ومن ثمَّ فإنك قادر على محبة الله حقًا، فإنك إذًا واحد ممَنْ يرددون كلاماً يدل على الكبر وتكون إنسانًا أخرقَ، فأناس مثل هؤلاء يجدر بهم أن يكونوا مثل رئيس الملائكة! إن الطبيعة الفطرية للإنسان غير قادرة على تمثيل الله تمثيلاً مباشرًا، وعلى الإنسان أن يتخلى عن طبيعته الفطرية من خلال الحصول على الكمال من الله، ثم تحقيق مشيئة الله بمراعاة مشيئة الله فقط، علاوة على خضوعه لعمل الروح القدس، وبهذا يمكن أن تحظى حياته بالقبول من الله. لا أحد ممن يعيش في الجسد قادر على تمثيل الله تمثيلاً مباشرًا، إلا إذا كان إنسانًا يستخدمه الروح القدس. ومع ذلك، فحتى بالنسبة إلى مثل هذا الشخص، لا يمكن القول تمامًا إن شخصيته وما يحيا بحسبه تمثِّل الله؛ وكل ما يمكن للمرء قوله إنه يحيا بحسب الروح القدس ووفق توجيهه. لا يمكن لشخصية مثل هذه أن تمثِّل الله.
ومع أن شخصية الإنسان تسير وفق ترتيب الله – وما من شك في أن هذا شيء مؤكد ومن الممكن اعتباره أمر إيجابي، إلّا أنَّ الشيطان قد أثَّر فيها. ولذا، فإن شخصية الإنسان بأكملها هي شخصية الشيطان. قد يقول أحدهم إن الله، بشخصيته، واضح فيما يتعلق بعمل الأشياء، وإن هذا الإنسان يتصرف بهذه الطريقة أيضًا وإنه يتسم بهذه الشخصية أيضًا، ومن ثمَّ فإنه يقول إن شخصيته هذه تمثِّل الله. فأي نوع للإنسان هذا؟ وهل يمكن للشخصية الشيطانية الفاسدة أن تمثِّل الله؟ إن مَنْ يصرِّح بأن شخصيته تُعد تمثيلاً لله، فإنما يسب هذا الشخص الله ويهين الروح القدس! من منظور الطريقة التي يعمل بها الروح القدس، فإن العمل الذي يقوم به الله على الأرض هو الإخضاع فقط. هذا هو السبب في أن جانباً كبيراً من شخصية الإنسان الشيطانية الفاسدة لم تُطَّهر بعد، وأن ما يحيا الإنسان بحسبه لا يزال تجسيدًا لصورة الشيطان. إنه ما يعتقد الإنسان إنه خير ويمثِّل أعمال جسد الإنسان، أو، بعبارة أدق، يمثل الشيطان ولا يمكن أن يمثِّل الله على الإطلاق. حتى إذا كان الإنسان، الذي يحب الله بالفعل بالدرجة التي يكون عندها قادرًا على الاستمتاع بحياة السماء على الأرض، والذي يستطيع أن يتفوَّه بكلماتٍ من قبيل: "يا إلهي! لا يمكنني أن أوفيك قدرك من الحب"، وقد ارتقى إلى العالم الأسمى، فلا يزال من غير الممكن الزعم بأنه يحيا بحسب الله أو يمثِّل الله؛ ذلك أن جوهر الإنسان يختلف عن جوهر الله. لا يمكن أبدًا للإنسان أن يحيا بحسب الله، وليس في الإمكان أن يصبح الله. ما وجَّه الروح القدس به الإنسان أن يحيا بحسبه هو ما يتماشى فقط مع ما يطلبه الله من الإنسان.
تتجلى جميع أعمال الشيطان وأفعاله في الإنسان. والآن تُعد جميع أعمال الإنسان وأفعاله تعبيرًا عن الشيطان؛ ومن ثمَّ فلا يمكنه تمثيل الله. إن الإنسان تجسد للشيطان وشخصية الإنسان غير قادرة على تمثيل شخصية الله. يتسم بعض الناس بحُسن الخلق، وقد يأتي الله ببعض الأفعال من خلال خُلق الناس، ويكون العمل الذين يقومون به موجَّهًا من الروح القدس. ومع ذلك فإن شخصيتهم غير قادرة على تمثيل الله. إن العمل الذي يقوم به الله فيهم هو مجرد العمل والامتداد لما هو موجود بالفعل بداخلهم. وسواء أكانوا أنبياء أم أناسًا استخدمهم الله من العصور الماضية، فلا يمكن لأحد أن يمثله مباشرة. يصل كل الناس إلى محبة الله فقط تحت وطأة الظروف، ولا يسعى أحد بمحض إرادته للتعاون. ما الأشياء الإيجابية؟ كل ما يأتي من الله مباشرة إيجابي. ومع ذلك، تعرضت شخصية الإنسان لعمل الشيطان ولا يمكنها أن تمثِّل الله. فقط الله المتجسِّد – محبته ومشيئته في المعاناة وبره وخضوعه وتواضعه وخفاؤه – كل هذه تمثِّل الله مباشرة؛ والسبب في ذلك أنه حين جاء لم يكن ذا طبيعة خاطئة، وجاء مباشرة من الله، بدون أن يجري فيه عمل الشيطان. إن يسوع يشبه الجسد الخاطئ في مظهره الخارجي فقط، ولكنه لا يمثل الخطيَّة، ولذلك فجميع أفعاله وأعماله وكلماته حتى الوقت الذي يسبق إنجازه للعمل عن طريق الصلب (بما في ذلك لحظة صلبه) هي تمثيل مباشر لله. إن مثال يسوع يكفي لإثبات أن أي إنسان ذي طبيعة خاطئة لا يمكنه تمثيل الله، وأن خطيَّة الإنسان تمثِّل الشيطان؛ مما يعني أن الخطيَّة لا تمثل الله وأن الله بلا خطيَّة. حتى العمل الذي أجراه الروح القدس في الإنسان إنما جاء بتوجيه من الروح القدس، ولا يمكن القول إنه بفعل الإنسان نيابة عن الله. ولكن بقدر ما يتعلق الأمر بالإنسان، فلا خطيئته ولا تصرفاته تمثِّل الله. بالنظر إلى العمل الذي قام به الروح القدس في الإنسان منذ الماضي وحتى الوقت الحاضر، يرى المرء أن كل ما يعيش الإنسان بحسبه ناتج عن العمل الذي قام به الروح القدس فيه. قليلون جدًا مَنْ يستطيعون الحياة بحسب الحق بعد تعامل الروح القدس معهم وتأديبهم؛ مما يعني أن عمل الروح القدس وحده هو الموجود وأن التعاون من جانب الإنسان مفقود. هل ترى هذا الآن بوضوح؟ إن كان الأمر كذلك، فما الذي يتعين عليك القيام به لتبذل أقصى ما بوسعك للعمل في تناغم معه في حين يعمل الروح القدس وبذلك تفي بواجبك؟
من "الإنسان الفاسد غير قادر على تمثيل الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 318
إيمانك بالله، وسعيك للحق، وحتى طريقة سلوكك جميعها مبنية على الواقع القائل إن جميع ما تفعله يجب أن يكون عمليًّا، ولا يجب أن تسعى وراء الأمور الوهمية والخيالية. لا قيمة في السلوك بهذه الطريقة، وإضافة إلى ذلك، لا أهمية لمثل هذه الحياة. لأن سعيك وحياتك يُقضيان في مجرد زيف وخداع، وأنت لا تسعى وراء أشياء ذات قيمة وأهمية، كل ما تحصل عليه هو منطق وتعاليم حمقاء وليست هي الحق. مثل هذه الأشياء ليس لها علاقة بأهمية وقيمة وجودك، وستذهب بك إلى عالم أجوف. بهذه الطريقة، ستكون حياتك كلها بلا قيمة أو أهمية، وإن لم تسعَ وراء حياة ذات أهمية، يمكنك أن تعيش مئة عام بلا جدوى. كيف يمكن أن يُطلق عليها حياة بشرية؟ أليست في الواقع حياة أحد الحيوانات؟ بالمثل، إن كنتم تحاولون اتباع طريق الإيمان بالله، ولكن لا تحاولون السعي وراء الله الذي يمكن رؤيته، بل تعبدون إلهًا غير ملموس وغير مرئي، أليس مسعاكم بلا طائل؟ في النهاية، سيصبح سعيكم كومة من الحطام. أية منفعة لكم من هذا السعي؟ المشكلة الكبرى مع الإنسان هي أنه يحب فقط الأشياء التي لا يمكنه رؤيتها أو لمسها، الأشياء الغامضة والعجيبة بصورة فائقة، الأشياء التي يتخيلها الإنسان ولا يمكن للبشر الحصول عليها. كلما كانت هذه الأشياء غير واقعية، خضعت لتحليل الإنسان الذي يسعى وراءها غافلاً عن أي شيء آخر، ومحاولاً الحصول عليها. كلما كانت غير واقعية، دقق فيها الإنسان وفحصها، وتمادى في تقديم أفكاره المفصلة عنها. وعلى النقيض، كلما كانت الأشياء واقعية، كلما رفضها الإنسان، ولم يبالِ بها بل ويزدريها. أليس هذا بالتحديد هو موقفكم من العمل الواقعي الذي أقوم به اليوم؟ كلما كانت هذه الأشياء واقعية، ازداد تحيزكم ضدها. لا تقضون وقتًا في فحصها، ولكنكم تتجاهلونها ببساطة؛ أنتم لا تكترثون لهذه المتطلبات الواقعية منخفضة المستوى، وتتكتمون على العديد من التصورات عن الله الأكثر واقعية. أنتم ببساطة عاجزون عن قبول واقعه وحالته العادية. بهذه الطريقة، ألا تؤمنون وسط حالة ضبابية؟ لديكم إيمان لا يتزعزع في إله الماضي الغامض، ولا تهتمون بإله الحاضر الواقعي. أليس هذا لأن إله البارحة وإله اليوم من عصرين مختلفين؟ أليس أيضًا لأن إله البارحة هو إله السماء المُعظم، بينما إله اليوم هو إنسان صغير على الأرض؟ أليس لأن الله الذي عبده الإنسان هو نتاج تصوراته، بينما إله اليوم هو جسد حقيقي على الأرض؟ حين قيل وفُعل الكل، أليس لأن إله اليوم هو واقعي جدًّا لدرجة أن الإنسان لا يسعى وراءه؟ لأن ما يطلبه إله اليوم من الإنسان هو بالتحديد أكثر الأمور التي لا يرغب الإنسان في فعلها، والتي تجعله يشعر بالعار. ألا يُصعِّب هذا الأمور على الإنسان؟ ألا يكشف هذا عن عيوبه؟ بهذه الطريقة، العديد ممَنْ لا يسعون وراء الواقع يصبحون أعداء الله المتجسد، يصبحون ضد المسيح. أليست هذه هي الحقيقة الواضحة؟ في الماضي، عندما لم يكن الله قد أتى في جسدٍ، ربما كنت ستصبح شخصية روحية أو مؤمنًا ورِعًا. بعدما صار الله جسدًا، أصبح العديد من المؤمنين الورعين ضد المسيح من دون قصد. هل تعرف ماذا يحدث هنا؟ في إيمانك بالله، لا تركز على الواقع أو تسعى إلى الحق، ولكنك مهووس بأكاذيب، أليس هذا هو أوضح مصدر لعداوتك لله المتجسّد؟ الله المتجسّد يُدعى المسيح، أليس إذًا كل مَنْ لا يؤمنون بالله المتجسّد هم ضد المسيح؟ وبذلك هل مَنْ تؤمن به وتحبه حقًّا هو هذا الإله الظاهر في الجسد؟ هل هو حقًا الإله الذي يعيش ويتنفس وهو الأكثر واقعية والعادي على نحو فائق؟ ما هو الهدف من سعيك بالتحديد؟ هل هو في السماء أم الأرض؟ هل هو التصور أم الحق؟ هل هو الله أم كيان ما فائق للطبيعة؟ في الواقع، الحق هو أكثر أقوال الحياة المأثورة واقعية، وهو أعلى حكمة موجودة بين البشرية بأسرها. لأنه الشرط الذي جعل الله يخلق الإنسان، وهو العمل الشخصي الذي قام به الله، لذلك يُطلق عليه قول الحياة المأثور. إنه ليس قولاً مأثورًا مُلخصٌ من شيء، وهو ليس اقتباسًا مشهورًا لشخصية عظيمة؛ بل هو قول للبشرية من سيد السماوات والأرض وسائر الأشياء، وليس هو بعض كلمات قام إنسان بتلخيصها، بل هو حياة الله المتأصِّلة. ولذلك يُدعى أعظم جميع أقوال الحياة المأثورة. إنَّ سعي الإنسان لتطبيق الحق هو أداء لواجبه، أي السعي لاستيفاء شرط الله. جوهر هذا الشرط هو أكثر كل الحقائق واقعيةً، أكثر من التعاليم الجوفاء التي لا يمكن لأي إنسان تحقيقها. إن كنت لا تسعى وراء شيء إلا التعاليم التي لا تحتوي على واقع، ألست متمردًا على الحق؟ ألست شخصًا يهاجم الحق؟ كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يسعى لمحبة الله؟ مَنْ هم بلا واقع، هم من يخونون الحق، وهم متمردون تمردًا متأصلاً!
من "مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 319
يشعر جميعكم بالسعادة لتلقي مكافآت من الله، وأن تنالوا الرضا في عينيه. هذه هي رغبة كل واحد بعد أن يبدأ في أن يكون له إيمان بالله، فالإنسان يسعى بإخلاص للحصول على أشياء أسمى ولا أحد يريد أن يتخلّف عن الآخرين. هذه هي طبيعة حياة الإنسان. لهذا السبب تحديدًا، فإن الكثيرين بينكم يحاولون دائمًا أن يتملّقوا رضا الله في السماء، لكن في الحقيقة، فإن ولاءكم وأمانتكم لله هما أقل كثيرًا من ولائكم وأمانتكم لبعضكم بعضًا. لماذا أقول هذا؟ لأنني لا أعترف بولائكم لله على الإطلاق، بل وأنكر وجود الإله الموجود داخل قلوبكم. بمعنى أن الإله الذي تعبدونه، الإله المُبهَم الذي تعجبون به، لا وجود له على الإطلاق. السبب في قولي هذا على نحو مطلق هو أنكم بعيدون جدًا عن الإله الحقيقي. السبب في أن لديكم إخلاص وولاء هو وجود وثنٍ داخل قلوبكم، وأما من جهتي، أنا الإله الذي لا يبدو كعظيم ولا كصغير في عيونكم، فكل ما تفعلونه هو أنكم لا تعترفون بي إلا بالكلام فقط. عندما أتحدث عن المسافة العظيمة بينكم وبين الله، أشير هنا إلى أي مدى أنتم بعيدون عن الإله الحقيقي، بينما هذا الإله المُبهم يبدو قريبًا منكم وبجواركم. عندما أقول "ليس عظيمًا"، فإنها إشارة إلى كيفية ظهور الإله الذي تؤمنون به اليوم وكأنه مجرد إنسان دون قدرات عظيمة؛ إنسان ليس ساميًا جدًا. وعندما أقول "ليس صغيرًا"، فهذا يعني أنه على الرغم من أن هذا الإنسان لا يمكنه أن يستدعي الريح أو يأمر المطر، إلا أنه قادر على أن يدعو روح الله ليعمل العمل الذي يهزّ السماوات والأرض، تاركًا الإنسان مشوشًا تمامًا. يبدو من الناحية الظاهرية أنكم جميعًا طائعون جدًا لهذا المسيح الذي على الأرض، لكن في الجوهر ليس لديكم إيمان به ولا محبة له. ما أعنيه هو أن الشخص الذي لديكم إيمان به حقًا هو هذا الإله المُبهَم الذي في شعوركم، وأن مَنْ تحبونه حقًا هو الإله الذي تتوقون إليه نهارًا وليلاً، لكنكم لم ترونه شخصيًا قط. من جهة هذا المسيح، فإن إيمانكم ليس سوى شذرات ضئيلة، وحبكم له كلا شيء. الإيمان يعني التصديق والثقة؛ والمحبة تعني العشق والإعجاب في القلب، وعدم تركه أبدًا. إلا أن إيمانكم بالمسيح وحبكم له اليوم هو أقل كثيرًا من هذا. عندما يتعلق الأمر بالإيمان، كيف يكون لكم إيمان به؟ عندما يتعلق الأمر بالمحبة، بأي طريقة تحبونه؟ أنتم ببساطة لا تفهمون شخصيته، بل ولا تعرفون جوهره، إذن كيف سيكون لديكم إيمان به؟ أين حقيقة إيمانكم به؟ كيف تحبونه؟ أين حقيقة محبتكم له؟
كثيرون تبعوني دون تردّد إلى هذا اليوم، وعبر هذه السنوات القليلة، عانيتم أنتم جميعًا الكثير من التعب. لقد استوعبت سماتكم الفطرية وعادات كل منكم، وكان الأمر شاقًا جدًا أن أتفاعل معكم. إن ما يدعو للشفقة هو أنه على الرغم من أنني امتلكت الكثير من المعلومات عنكم، إلا أنكم لم تتمكنوا من فهمي بأدنى درجة من الفهم. لا عجب عندما يقول الناس إنكم صدَّقتم خدعة إنسان في لحظة تشويش. أنتم حقًا لا تفهمون شيئًا عن شخصيتي، بل ولا يمكنكم إدراك ما أفكر فيه. والآن، يتضاعف سوء فهمكم تجاهي بسرعة، ويظل إيمانكم بيَّ إيمانًا مشوشًا. على نقيض القول بأن لكم إيمانا بي، سيكون الأمر أكثر صوابًا أن تقولوا إنكم جميعًا تحاولون التودد لنيل حظوتي وتتملقوني. إن دوافعكم بسيطة جدًا – فتقولون مَنْ يستطيع مكافأتي سوف أتبعه، ومن يستطيع تمكيني من الهرب من المصائب العظيمة سوف أؤمن به، سواء كان الله أو أي إله آخر. لكن لا يشغلني أي شيء من هذا. يوجد الكثير مثل هؤلاء الناس بينكم، وهذه الحالة خطرة جدًا. إذا، في يوم ما، أُجري اختبار لمعرفة كم عدد الذين بينكم الذين لهم إيمان بالمسيح لأن لديهم بصيرة بجوهره، أخشى أن لا أحد منكم سيكون قادرًا على أن يفعل كما أرغب. لن يضير أحدكم أن يفكر في هذا السؤال: إن الله الذي تؤمنون به مختلف اختلافًا كبيرًا عني أنا، وإن كان الأمر كذلك، فما هو إذًا جوهر إيمانكم بالله؟ كلما أمنتم بما تسمونه الله، كنتم بعيدين عني. ماذا إذًا في جوهر هذه المسألة؟ إنني أثق أنه ما من أحد منكم فكّر في هذه المسألة من قبل، لكن هل خطر ببالكم خطورة هذه المسألة؟ هل فكرتم في عواقب الاستمرار في هذا الشكل من الاعتقاد؟
من "كيفية معرفة الإله الذي على الأرض" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 320
إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق بسرعة؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء. إن كنت مخادعًا جدًا، إذن سيكون لك قلب متحفظ وأفكار مملوءة بالشكّ في جميع الأمور وكل الناس. لهذا السبب، فإن إيمانك بيَّ مبني على أساس الشك، هذا النوع من الإيمان هو إيمان لن أعترف به أبدًا. عندما تفتقر إلى الإيمان الأصيل، ستبتعد أكثر عن الحب الحقيقي. وإن كنت قادرًا على الشك في الله وافتراض تخمينات عنه متى شئتَ، فأنت بلا شك أكثر المخادعين بين البشر. أنت تُخمّن فيما إن كان الله يمكن أن يكون مثل الإنسان: يرتكب خطايا لا تُغتفر، وذو شخصية هزيلة، ويخلو من العدالة والمنطق، ويفتقر إلى الإحساس بالعدالة، ويُسَلَّم إلى تكتيكات دنسة، ومخادع وماكر، وأيضًا يُسَرُّ بالشر والظلمة، وما إلى ذلك. أليس السبب في أن الإنسان لديه أفكار مثل هذه هو أن الإنسان ليس لديه أدنى معرفة عن الله؟ هذا النوع من الإيمان ليس أقل من الخطية! إضافة إلى ذلك، يوجد البعض ممَّنْ يعتقدون بأن الذين يسروني ما هم سوى مخادعين ومتملقين، وأن الذين يفتقرون إلى هذه المهارات لن يحظوا بالترحيب، وسوف يفقدون مكانهم في بيت الله. هل هذه هي كل المعرفة التي جمعتموها خلال هذه السنوات الكثيرة؟ هل هذا هو ما اكتسبتموه؟ ومعرفتكم عني لا تتوقف عند سوء الفهم هذا؛ بل والأسوأ من ذلك هو تجديفكم على روح الله وتحقيركم للسماء. هذا هو سبب قولي إن مثل هذا النوع من الإيمان الذي يشبه إيمانكم سيجعلكم تضلّون عني أكثر وتتبنون موقفًا أشد معارضة تجاهي. عبر سنوات كثيرة من العمل، رأيتم حقائق كثيرة، لكن هل تعلمون ماذا سمعت أذناي؟ كم واحد بينكم يرغب في قبول الحق؟ جميعكم تعتقدون بأنكم راغبون في دفع الثمن من أجل الحق، لكن كم واحد منكم تألم حقًا من أجل الحق؟ إن كل ما هو في قلوبكم هو ظلم، ومن ثمَّ، تعتقدون أن أي شخص، أيًا كان، هو مُخادع وملتوٍ. بل وتعتقدون بأن الله المُتَجسّد، مثله مثل إنسان عادي، هو بلا قلب عطوف أو حب شفوق. بل وأيضًا، تعتقدون أن الشخصية النبيلة ذا الطبيعة الرحيمة والشفوقة توجد فقط في الإله الذي في السماء. وتعتقدون أن مثل هذا القديس لا يوجد، وأن الظلام والشر وحدهما يسودان على الأرض، بينما الله هو مَنْ يوجه إليه الإنسان اشتياقه نحو الخير والجمال، هو شخصية أسطورية ابتدعها الإنسان. في عقولكم، الله الذي في السماء مستقيم وبار وعظيم جدًا، ومستحق العبادة والتقدير، لكن هذا الإله الذي على الأرض هو مجرد بديل وأداة في يديّ الله الموجود في السماء. أنتم تعتقدون أن هذا الإله لا يمكن أن يكون معادلاً لله الذي في السماء، وبالتأكيد لا يمكن أن يُذكر في نفس الحديث عند التكلم عن الله. عندما نتحدث عن عظمة وكرامة الله، نجد أنهما تشيران إلى الله الذي هو في السماء، لكن عندما نتحدث عن طبيعة الإنسان وفساده، نجد أنهما سمتان يشترك فيهما الله الذي على الأرض. إن الإله الذي في السماء متسامٍ إلى الأبد، بينما الإله الذي على الأرض هو دائمًا غير هامٍ وضعيف وغير مؤهلٍ. الإله الذي في السماء لا يخضع للمشاعر، بل للبر فقط، بينما الإله الذي على الأرض لديه فقط دوافع أنانية ودون أي عدل أو فهم. الإله الذي في السماء ليس لديه أدنى التواء وهو أمين إلى الأبد، بينما الإله الذي على الأرض هو دائمًا لديه جانب غير أمين. الله الذي في السماء يحب الإنسان بعمق، بينما الإله الذي على الأرض يُظهر للإنسان عناية غير كافية، بل حتى يُهمله تمامًا. هذه المعرفة الخاطئة قد ظلت محفوظة داخل قلوبكم وربما تستمر لتظهر في المستقبل. أنتم تقدّرون جميع أعمال المسيح من وجهة نظر الأثمة وتقيّمون كل أعماله، وأيضًا هويته وجوهره، من منظور الأشرار. لقد ارتكبتم خطأً فادحًا، وفعلتم هذا الذي لم يفعله قط أولئك الذين أتوا قبلكم. وهو أنكم تخدمون فقط الله المتسامي في السماء المتوّج بتاج على رأسه، ولا تلازمون أبدًا الله الذي تنظرون إليه كإله غير مهم حتى صار غير مرئي لكم. أليست هذه هي خطيتكم؟ أليس هذا مثالاً تقليديًا لتعديكم على شخصية الله؟ أنتم تعبدون الإله الذي في السماء، وتبجِّلون الصور السامية وتقدرون هؤلاء المميزين لسبب بلاغتهم. أنت تنقاد بسرور من الله الذي يملأ يديك بالغنى، وتشتاق إلى الإله الذي يستطيع أن يُشبع كل رغباتك. الوحيد الذي لا تعبده هو ذلك الإله غير المتسامي؛ الشيء الوحيد الذي تكرهه هو الارتباط بهذا الإله الذي لا ينظر إليه إنسان نظرة تكريم. الشيء الوحيد الذي لا ترغب في فعله هو أن تخدم هذا الإله الذي لم يعطك قط فَلْسًا واحدًا، والوحيد غير القادر على أن يجعلك تتوق إليه هو هذا الإله غير الجذاب. هذا النوع من الإله لا يمكنه أن يُمكِّنك من توسيع آفاقك، لتشعر كما لو أنك وجدت كنزًا، ولا أن يشبع رغباتك. لماذا، إذًا، تتبعه؟ هل فكّرت في أسئلة كهذه؟ الذي تفعله لا يُحزن فقط هذا المسيح، بل الأهم من هذا، أنه يُحزن الله الذي في السماوات. إن هذا، كما أعتقد، ليس غرض إيمانكم بالله!
من "كيفية معرفة الإله الذي على الأرض" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 321
فأنتم ترغبون بشدة أن تُسرّوا الله، لكنكم بعيدون جدًا عن الله. ما الأمر هنا؟ أنتم تقبلون كلماته فقط، لكنكم لا تقبلون تعاملاته أو تهذيبه؛ بل ولا تقدرون حتى على أن تقبلوا كل ترتيب منه، ليكون لكم إيمان كامل به. إذن، ما المشكلة هنا؟ في التحليل النهائي، فإن إيمانكم هو عبارة عن قشرة بيض فارغة لا يمكنها أن تُفرِخ. لأن إيمانكم لم يُحضر لكم الحق أو يُكسبكم الحياة، لكن بدلاً من ذلك، أثمر فيكم هذا الإيمان شعورًا وهميًا بالشبع والرجاء. إن غرضكم في الإيمان بالله هو من أجل هذا الرجاء والشعور بالشبع بدلاً من طلب الحق والحياة. وبناءً عليه، أقول إن مسار إيمانكم بالله ليس إلا كونه محاولة لتملق رضا الله عبر الخنوع والوقاحة، ولا يمكنكم الادِّعاء بأن ذلك إيمان حقيقي. كيف يمكن لفرخ أن يولد من إيمان كهذا؟ بكلمات أخرى، ما الثمار التي يحملها إيمان من نوع كهذا؟ إن الغرض من إيمانكم بالله هو استخدام الله ليحقق أهدافكم. أليس هذا واقعًا يُعبِّر عن إثمكم تجاه شخصية الله؟ أنتم تؤمنون بوجود الله في السماء لكن تنكرون وجود الله على الأرض، لكن، أنا لا أوافقكم وجهات نظركم. إنني لا أمدح إلا الأشخاص العمليين الذين يخدمون الله الذي على الأرض، وليس هؤلاء الذين لا يعترفون أبدًا بالمسيح الذي هو على الأرض. لا يهم إلى أي مدى يكون هؤلاء البشر مخلصين لله الذي في السماء، في النهاية لن يهربوا من يدي التي تعاقب الأشرار. هؤلاء البشر هم الأشرار؛ إنهم الأشرار الذين يعارضون الله ولم يطيعوا المسيح بسرورٍ قط. إنهم يضمون بالطبع جميع هؤلاء الذين لا يعرفون، بل ولا يعترفون، بالمسيح. هل تعتقد أنه يمكنك أن تتصرف كما ترغب تجاه المسيح طالما أنك مُخْلص لله الذي في السماء؟ خطأ! إن تجاهلك للمسيح هو تجاهل للإله الكائن في السماء. لا يهم إلى أي مدى أنت مخلص لله الذي في السماء، إنه مجرد كلام فارغ وخدّاع، لأن الله الذي على الأرض ليس فقط ذا دور فعال في استقبال الإنسان للحق والمعرفة الأكثر عمقًا، بل هو أيضًا أكثر تأثيرًا وفعالية في إدانة الإنسان، ثم بعد ذلك في جمع الحقائق لمعاقبة الأشرار. هل فهمت المُحصِّلات المفيدة والضارة هنا؟ هل اختبرتها؟ أتمنى لكم أن تفهموا هذا الحق قريبًا يومًا ما: لتعرفوا الله، يجب أن تعرفوا ليس فقط الإله الذي في السماء، بل والأكثر أهمية، أن تعرفوا الله الذي هو على الأرض. لا تجعلوا الأولويات تختلط أو تسمحوا للثانوي أن يطغي على الأساسي. بهذه الطريقة فقط يمكنك بناء علاقة جيدة حقًا مع الله، لتكون قريبًا من الله، وأن تُقرِّب قلبك إلى الله. إن كان لك إيمان لسنوات عديدة وارتبطت بي طويلًا، إلا أنك تظل بعيدًا عني، فإني أقول لا بُدّ أنك تعارض شخصية الله، وستكون نهايتك صعبة الاحتمال. إذا كانت سنوات ارتباطك الطويلة بي لم تفشل فحسب في تغييرك إلى شخص يتسم بالإنسانية والحق، بل بالأحرى أصّلت طرقك الشريرة في طبيعتك، ولم تضاعف فقط خداع العظمة لديك أكثر مما كان من قبل لكن أيضًا تضاعف سوء فهمك تجاهي، حتى أنك تنظر إليَّ كرفيق خاضع لك، فأقول إن مرضك لم يعد داءً سطحيًا، لكنه تغلغل في أعماقك. وهكذا لم يعد أمامك سوى انتظار تتميم ترتيبات جنازتك. أنت لست في حاجة لتتضرع إليّ لكي أكون إلهك، لأنك ارتكبت خطية، خطية لا تغتفر وتستوجب الموت. حتى لو كان باستطاعتي أن أرحمك، فإن الإله الذي في السماء سوف يُصمِّم على أن يأخذ حياتك، لأن تعديك على شخصية الله ليس مشكلة عادية، لكنها مشكلة ذات طبيعة خطيرة للغاية. عندما يحل الميعاد، لا تَلُمْني لأنني لم أُحذِّرك مسبقًا. فكل الأمر يرجع إلى هذا: عندما ترتبط بالمسيح – الإله على الأرض – كإنسان عادي، أي عندما تؤمن أن هذا الإله ليس إلا إنسانًا، فعندها تهلك. هذه هي نصيحتي وتحذيري لكم جميعًا.
من "كيفية معرفة الإله الذي على الأرض" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 322
لا توجد في الإنسان إلا كلمة إيمان غير مؤكدة، ومع ذلك لا يعرف الإنسان ما يُشكِّل الإيمان، فضلًا عن أنه لا يعرف لماذا يؤمن. لا يفهم الإنسان إلا القليل، والإنسان نفسه ناقص للغاية؛ فليس لديه إلا أن يضع إيمانه بيّ عن غفلة وجهل. ومع أنه لا يعرف ما هو الإيمان ولا لماذا لديه إيمان بي، يستمر في فعل ذلك بطريقة إلزامية. لست أطلب من الإنسان أن يدعوني بهذه الطريقة الإلزامية أو أن يؤمن بي بأسلوب غير منهجي. لأني أقوم بالعمل لكي يراني الإنسان ويعرفني، وليس لكي ينبهر الإنسان وينظر إليَّ في ضوء جديد بسبب عملي. لقد أظهرتُ العديد من الآيات والعجائب سابقًا وصنعت العديد من المعجزات. آنذاك أُعجب بي بنو إسرائيل إعجابًا عظيمًا وخافوا خوفًا شديدًا من قدرتي الاستثنائية على شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة. آنذاك، اعتقد اليهود أن قدراتي الشفائية بارعة واستثنائية. وبسبب العديد من أعمالي هذه، نظروا إليَّ جميعهم باحترام؛ وأُعجَبوا إعجابًا بالغًا بكل قواتي. لذلك أي شخص رآني أصنع معجزات تبعني عن قرب، لدرجة أن آلافًا أحاطوا بي ليشاهدوني أشفي المرضى. لقد أظهرتُ العديد من الآيات والعجائب، ومع ذلك نظر إليَّ الإنسان كمجرد طبيب بارع؛ وقلت العديد من كلمات التعليم أيضًا للناس آنذاك، ومع ذلك نظروا إليَّ كمجرد مُعلِّم مُتفوِّق على تلاميذه! واليوم، بعد أن رأى البشر السجلات التاريخية لأعمالي، يستمر تفسيرهم على أني طبيب عظيم يشفي المرضى ومُعلِّم للجُهَّال. وقد قرروا أنّي أنا الرب يسوع المسيح الرحيم. إن أولئك الذين يفسرون الكتاب المقدس ربما قد فاقوا مهاراتي في الشفاء أو ربما يكونون تلاميذَ قد فاقوا الآن مُعلِّمهم، ومع ذلك أولئك البشر المشهورون المعروفة أسماؤهم حول العالم، ينظرون إليّ بصورةٍ مُتدنيَّة على أنّي مجرّد طبيب فقط! إن أعمالي أعظم من عدد حبيبات الرمال على الشواطئ، وحكمتي أعظم من جميع أبناء سليمان، ومع ذلك يعتقد الإنسان فقط أنني طبيب قليل الشأن ومعلِّم غير معروف للإنسان! وهكذا لا يؤمن كثيرون بي إلّا لكي أشفيهم، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط لعلني أستخدم قواي لطرد الأرواح النجسة من أجسادهم، وكذلك يؤمن عديدون بي لمجرد أن ينالوا مني السلام والبهجة، وكذلك يؤمن عديدون بي فقط ليطلبوا مني المزيد من الثّراء الماديّ، وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط ليقضوا هذه الحياة في سلام ويكونوا آمنين وسالمين في العالم الآتي، وكذلك يؤمن كثيرون بي فقط ليتجنبوا عذاب الجحيم وينالوا بركات السماء؟ وكذلك يؤمن بي كثيرون فقط من أجل راحة مؤقتة، ولكنهم لا يسعَون لربح أي شيء في العالم الآتي؟ حين أنزلت غضبي على الإنسان ومنعتُ كل فرح وسلام كانا لديه في الأصل، صار الإنسان متشككًا. حين أنزلت على الإنسان عذاب الجحيم واستعدت بركات السماء، تحوَّل خزي الإنسان إلى غضبٍ. حينما طلب مني الإنسان أن أشفيه، تجاهلته، وأبغضته، حاد الإنسان عني بعيدًا، ليسعى بدلًا من ذلك في طريق الطب الشرير والشعوذة. حين أخذت كل ما طلبه الإنسان مني، اختفى الإنسان بلا أثر. لذلك، أقول إن الإنسان لديه إيمان بي لأني أُعطيه الكثير من النعمة، ويوجد المزيد يمكنه الحصول عليه. آمن بي اليهود من أجل نعمتي، وتبعوني أينما ذهبت. لم يسع هؤلاء البشر الجُهَّال محدودو المعرفة والخبرة إلا ليروا الآيات والعجائب التي أظهرتها. اعتبروني رئيس بيت اليهود الذي بإمكانه صُنع أعظم المعجزات. لذلك حينما طَردتُ الأرواح الشريرة من البشر، تكلَّموا فيما بينهم، قائلين إني كنت إيليا، وإني كنت موسى، وإني كنت الأقدم بين الأنبياء جميعًا، وإني كنت أعظم الأطباء جميعًا. ومع أني كنت أقول إنني الطريق والحق والحياة، لم يستطع أحد أن يعرف ماهيتي وهويتي. وبصرف النظر عن أنّي قلت إن السماء هي المكان الذي يسكنه أبي، لم يعرف أحد أني أنا ابن الله والله نفسه. وبصرف النظر عن أني قلت إني سأجلب الفداء لكل البشرية وأُخلِّصها، لم يعرف أحد أني فادي البشرية، لم يعرفني الناس إلا كإنسان كريم ورحيم. وبصرف النظر عن أني كنت قادرًا على شرح كل ما يخصّني، لم يعرفني أحد، ولم يؤمن أحد أني أنا ابن الله الحي. ليس لدى الإنسان عدا هذا الأسلوب من الإيمان بي، وهو يخدعني بهذه الطريقة. كيف يمكن للإنسان أن يشهد عني في حين أنه يعتنق آراءً مثل هذه عني؟
من "ماذا تعرف عن الإيمان؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 323
لقد آمن الناس بالله منذ زمنٍ بعيدٍ، ولكن أكثرهم لا يفهمون ما تعنيه كلمة "الله"، حيث يمتثلون فقط ولكن مع شعور بالتشوش والحيرة. ليس لديهم أدنى فكرة عن الحكمة من إيمان الإنسان بالله أو ماهية الله بالضبط. إذا لم يعرف الناس سوى الإيمان بالله والامتثال له، دون أن يدركوا ماهية الله ودون أن يعرفوا الله أيضًا، أفلا تكون هذه أكبر نكتة؟ وعلى الرغم من أن الناس بعد أن قطعوا هذا الشوط قد شهدوا العديد من الأسرار السماوية، وسمعوا الكثير من المعرفة العميقة التي لم يكن يدركها الإنسان مطلقًا من قبل، فإنهم يجهلون كثيرًا من الحقائق الأكثر بداهة والتي لم يسبق للإنسان أن تدبرها. قد يقول البعض: "لقد آمنا بالله سنوات عديدة، فكيف يمكن ألّا نعرف ما هو الله؟ أليس هذا السؤال يمثّل استخفافًا بنا؟" لكن في واقع الأمر، على الرغم من أن الجميع يتبعني اليوم، فإنهم لا يعرفون شيئًا عن أيٍّ من عمل اليوم، ويخفقون في فهم حتى أكثر الأسئلة وضوحًا وسهولة، فما بالك بأسئلة شديدة التعقيد مثل تلك المتعلقة بالله! اعلمْ أن الأسئلة التي لا تهتم بها، والتي لم تميّزها، هي الأسئلة التي يعتبر فهمُها هو الأهمَّ بالنسبة إليك؛ لأنك لا تعرف سوى اتّباع السواد الأعظم من الناس، غير مبالٍ وغير مهتمٍ بما يجب عليك أن تُجهِّز نفسك به. هل تعلم حقًا لمَ يجب عليك الإيمان بالله؟ هل تعلم حقًا ما هو الله؟ هل تعلم حقًا ما هو الإنسان؟ باعتبارك إنسانًا يؤمن بالله، إذا لم تفهم هذه الأمور، أفلا تفقد بذلك كرامة المؤمن بالله؟ يتمثل عملي اليوم في: أن أجعل الناس يفهمون جوهرهم، ويفهمون كل ما أفعله، ويعرفون الوجه الحقيقي لله. هذا هو الفصل الختامي في خطة تدبيري والمرحلة الأخيرة من عملي. لهذا السبب أخبركم جميعًا بأسرار الحياة مقدمًا، بحيث يمكنكم قبولها مني. وبما أن هذا عملُ العصر الأخير، فلا بد لي أن أخبركم جميعًا بحقائق الحياة التي لم تتقبلوها من قبل قط، حتى إن كنتم غير قادرين على استيعابها وتحملها، لأنكم ببساطة ضعفاء للغاية وغير مؤهلين مطلقًا. سأختم عملي وأنجز العمل الذي يُفترَض بي فعله، وأخبركم بكل ما أمرتكم به، لألّا تضلوا مجددًا وتسقطوا في حبائل الشرير عندما يحل عليكم الظلام. هناك العديد من الطرق التي تستعصي على فهمكم والعديد من الأمور التي لا تعرفونها. إنكم جهلاء للغاية. أنا أعلم قامتكم ونقائصكم جيدًا. لذا، فعلى الرغم من وجود العديد من الكلمات التي لن تستطيعوا استيعابها، لا أزال أرغب في إخباركم بجميع هذه الحقائق التي لم تتقبلوها من قبل قط؛ لأنني ما زلتُ قلقًا بشأن ما إذا كنتم بقامتكم الحالية قادرين على التمسك بشهادتكم لي. لا يعني هذا أنني أستخف بكم، فأنتم جميعًا وحوش لم تجتز تدريبي الرسمي بعد، ولا يمكنني مطلقًا رؤية مقدار المجد بداخلكم. وعلى الرغم من أنني بذلت طاقة هائلة في العمل فيكم، فيبدو أن العناصر الإيجابية غير موجودة فيكم عمليًا، بينما يمكن للعناصر السلبية أن تُعد على أصابع اليد، ولا تمثل سوى شهادات تجلب الخزي للشيطان. كل شيء آخر تقريبًا فيكم هو سُمّ الشيطان. إنكم تتطلعون إليَّ كما لو أنكم تجاوزتم الخلاص. كما تبدو الأمور، أَنظر إلى تعابيركم وسلوكياتكم المختلفة، وأخيرًا أعرف قامتكم الحقيقية. لهذا السبب أظل قلقًا عليكم: إذا تُرِكَ الإنسان يعيش وحيدًا، فهل يصير في نهاية المطاف أفضل حالاً من، أو بالمقارنة مع، ما هو عليه الآن؟ ألا تجعلكم قامتكم الطفولية قلقين؟ أيمكنكم حقًا أن تكونوا مثل شعب إسرائيل المختار، مُخلصين لي، ولي وحدي، في كل الأحوال؟ إن ما ينكشف فيكم ليست شقاوة أطفال ضلوا عن آبائهم، لكنها بهيمية تنبعث من الحيوانات حينما تكون بعيدة عن سياط أسيادها. يجب عليكم أن تعرفوا طبيعتكم، التي تمثل أيضًا الضعف الذي تشتركون فيه، إنه مرضكم الشائع بينكم. وهكذا تتمثل موعظتي الوحيدة لكم اليوم في أن تتمسكوا بالشهادة لي. لا تتركوا المرض القديم يتأجج مرة أخرى تحت أي ظرف من الظروف. إن أهم شيء هو أن تُدلُوا بالشهادة، فذلك هو صميمُ عملي. يجب عليكم قبول كلامي تمامًا كما قبلت مريم إعلان يهوه الذي جاءها في الرؤيا، بالإيمان ثم الطاعة. هذا وحده هو ما يؤهِّلكم إلى أن تكونوا طاهرين؛ ذلك لأنكم أنتم الأكثر سماعًا لكلامي، والأكثر استفادة من بركاتي. لقد أعطيتكم جميع ممتلكاتي القيِّمة وقد منحتكم كل شيء، ومع ذلك، فحالكم وحال شعب إسرائيل مختلفان للغاية، فأنتما عالَمان مختلفان تمامًا. لكنكم بالمقارنة بهم، قد تلقيتم أكثر بكثير. فبينما هم ينتظرون ظهوري بشدة، تقضون أنتم أيامًا سعيدة معي وتتقاسمون كرمي. وبالنظر إلى هذا الاختلاف، ما الذي أعطاكم الحق في الصياح والجدال معي والمطالبة بنصيبكم من ممتلكاتي؟ ألم تنالوا ما يكفي؟ أنا أعطيكم الكثير للغاية، لكن ما تعطونه لي في المقابل هو مجرد حزن يعتصر القلب، وقلق ونقمة وسخط يتعذر كبته. إنكم بغيضون للغاية، لكنكم أيضًا تثيرون الشفقة. لذا ليس أمامي من خيار سوى أن أبتلع جميع نقمتي وأحتج عليكم مرارًا وتكرارًا. على مدى هذه الآلاف العديدة من أعوام العمل، لم أُظهِر أي اعتراض قط على البشر؛ لأنني اكتشفت على مدى تاريخ التطور البشري أن الخداع بينكم فقط هو الطبع الأكثر غلبة فيكم، مَثَلُه مَثَلُ الموروثات النفيسة التي تركها لكم أسلافكم المشهورون من العصور القديمة. كم أبغض تلك الخنازير والكلاب الأقل شأنًا من البشر. أنتم منعدمو الضمير! شخصيتكم وضيعة للغاية! قلوبكم شديدة القسوة! لو أنني قد حملت هذه الكلمات وهذا العمل مني إلى بني إسرائيل، لكنتُ قد حصلت على المجد منذ عهد بعيد. لكن هذا بعيد المنال بينكم. ليس بينكم سوى الإهمال الجسيم واللامبالاة والأعذار. أنت منعدمو الشعور وعديمو القيمة تمامًا!
من "ما مدى فهمك لله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 324
يجب عليكم جميعًا الآن أن تفهموا المعني الحقيقي للإيمان بالله. إن معنى الإيمان بالله الذي تحدَّثت عنه سلفًا يتعلِّق بدخولكم الإيجابي. وليس الأمر هكذا اليوم. اليوم أريد أن أحلِّل جوهر ايمانكم بالله. يقودكم هذا بالطبع إلى الابتعاد عن جانب سلبي؛ إذا لم أفعل هذا، فلن تعرفوا أبدًا ملامحكم الحقيقية وسوف تفتخرون للأبد بتقواكم وإخلاصكم. بكلماتٍ أخرى، إن لم أكشف عن القبح العميق داخل قلوبكم، فكل منكم سوف يضع إكليلًا على رؤوسكم ويعطي كل المجد لنفسه. إن طبيعتكم المتكبِّرة والمتعجرفة تقودكم إلى أن تخونوا ضميركم، وأن تتمرَّدوا على المسيح وتقاوموه، وأن تكشفوا عن قبحكم، فتُفضح في النور نواياكم، وأفكاركم، ورغباتكم الجامحة وعيونكم المليئة بالطمع. ولكنكم تستمرّون في الزعم بأنَّكم سوف تكرِّسون حياتكم لعمل المسيح، وتكررون مرارًا وتكرارًا الحقائق التي نطق بها المسيح منذ زمن بعيد. هذا هو "إيمانكم" – "إيمان بلا دنس". لقد أقمت إنسانًا يلتزم بمعايير صارمة طول الوقت. إذا كان ولاؤك يحمل نوايا وشروطًا، إذًا لن أجد فيك أي شيء مِمَّا يُسمى ولاءك، لإنني أكره مَنْ يخدعونني بنواياهم ويبتزّونني بشروط. لا أريد من الإنسان سوى أن يكون مخلصًا لي إخلاًصًا مطلقًا، وأن يفعل كل شيء لأجل كلمة واحدة، وهي الإيمان، وأن يبرهن عليها. إنني أحتقر استخدامكم للكلمات المعسولة لتجعلوني أفرح، لأنني أتعامل معكم دائمًا بإخلاص كامل ولذلك أتمنى منكم أيضًا أن تتعاملوا معي بإيمان حقيقي. عندما يتعلَّق الأمر بالإيمان، قد يعتقد الكثيرون أنَّهم يتبعون الله لأن لهم إيمانًا، وإلَّا ما تحمَّلوا مثل هذه المعاناة. إذًا أنا أسألك هذا السؤال: لماذا لا تتَّقي الله أبدًا رغم إيمانك بوجوده؟ لماذا إذًا ليس لديك خوف الله في قلبك برغم أنك تؤمن بوجوده؟ أنت تقبل أن المسيح هو تجسُّد لله، إذن فلماذا تكِّن هذا الاحتقار تجاهه؟ ولماذا تتصرَّف بدون أي قدر ٍمن المخافة تجاهه؟ لماذا تدينه علانية؟ لماذا تتجسَّسون دائمًا على تحركاته؟ لماذا لا تخضع لترتيباته؟ لماذا لا تتصرَّف طبقًا لكلمته؟ لماذا تبتزَّه وتسرق تقدماته؟ لماذا تتكلَّم نيابةً عن المسيح؟ لماذا تحكم إن كان عمله وكلمته حق أم لا؟ لماذا تجرؤ على التجديف عليه من وراء ظهره؟ هل هذه الأمور وغيرها هي ما تُشكِّل إيمانكم؟
إن كل جزء من حديثكم وسلوككم يكشف عناصر عدم الإيمان بالمسيح التي تحملونها في داخلكم. إن دوافعكم وأهدافكم لما تفعلونه يسودها عدم الإيمان؛ حتى ذلك الشعور الذي ينبعث من النظرة في عيونكم يشوبه عدم الإيمان بالمسيح. بكلمات أخرى، إن كل منكم يحمل معه عناصر عدم الإيمان طيلة الوقت. هذا يعني، أنَّه في كل لحظةٍ، أنتم في خطر خيانة المسيح، لأن الدم الذي يسري في جسدكم مختلط بعدم الإيمان بالله المُتجسِّد. وبناءً عليه، أقول إن البصمات التي تتركونها على طريقكم للإيمان بالله غير راسخة. في رحلتكم عبر طريق الإيمان بالله، أنتم لا ترسّخون أقدامكم على الأرض – بل بالأحرى تقدِّمون عبادة شكليَّة. أنتم لا تصدقون كلمة المسيح تمام التصديق ولا يمكنكم أن تطبِّقوها في الحال. هذا هو سبب أنَّه ليس لكم إيمان بالمسيح، ودائمًا لديكم تصوّرات عنه وهو سبب آخر يجعلكم لا تؤمنون بالمسيح. تظلون دائمًا متشككين في عمل المسيح، وسبب آخر لعدم إيمانكم به هو أن لديكم دائمًا تصورات حوله. وتتشككون دائمًا في عمل المسيح وتسمحون بأن تقع كلمة المسيح على آذان صمَّاء، ولديكم رأيًا في أي عمل يفعله المسيح، ولا تقدرون على فهم عمله بشكل صحيح، ولديكم صعوبة في التخلّي عن تصوّراتكم أيًا كان التفسير الذي تتلقونه، وهلم جرا – هذه كلها عناصر عدم الإيمان المختلطة في قلوبكم. ومع أنَّكم تتبعون عمل المسيح ولم تتخلَّفوا أبدًا، إلَّا أنَّكم تضمرون الكثير من العصيان المختلط داخل قلوبكم، وهذا العصيان يشوب إيمانكم بالله. ربما لا توافقونني، لكن إن كنت لا تستطيع إدراك نواياك الخاصة منها، فسوف تكون من ضمن من يهلكون لا محالة. لأن الله لا يُكمِّل إلا أولئك الذين يؤمنون به حقًا، وليس أولئك الذين يتشكَّكون فيه، ولا حتى هؤلاء الذين يتبعونه على مضض رغم أنَّهم لم يؤمنوا أبدًا أنه الله.
من "هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 325
إن بعض الناس لا يفرحون بالحق، فما بالك بالدينونة. إنَّهم بالأحرى يفرحون بالسلطة والغنى؛ ويوصف هؤلاء الناس بأنهم ساعون إلى السلطة. إنَّهم لا يبحثون سوى عن تلك الطوائف ذات التأثير في العالم وعن هؤلاء الرعاة والمعلّمين الذين يأتون من المعاهد الدينية. على الرغم من أنَّهم قبلوا طريق الحق، إلَّا أنَّهم يظلّون متشككين وغير قادرين على تكريس أنفسهم تكريسًا كاملًا. إنَّهم يتحدَّثون عن التضحية من أجل الله، لكن عيونهم تركِّز على الرعاة والمعلمين الكبار، وها هو المسيح مُنحّى جانبًا. إن قلوبهم لا تهتم سوى بالشهرة والثروة والمجد. إنَّهم لا يؤمنون على الإطلاق بأنَّ مثل هذا الشخص الهزيل قادر على إخضاع كثيرين، وأنَّ هذا الشخص العادي للغاية قادر على تكميل الإنسان. إنَّهم لا يؤمنون مطلقًا بأن هؤلاء النكراء غير الموجودين المطروحين في التراب وطين الحمأة هم أناس اختارهم الله. إنَّهم يؤمنون بأنَّه إذا كان مثل هؤلاء الناس هم أهداف لخلاص الله، إذًا لانقلبت السماء والأرض رأسًا على عقب، ولاستهزأ جميع الناس من ذلك. إنَّهم يؤمنون بأنَّه إذا اختار الله مثل هؤلاء غير الموجودين ليُكمِّلهم، فسيصبح أولئك الناس العظماء الله نفسه. إن وجهات نظرهم مُلطَّخة بعدم الإيمان؛ وفي الواقع، بعيدًا عن عدم الإيمان، إنَّهم حيوانات غير متعقِّلة، لأنّهم لا يعطون قيمةً إلَّا للمنصب والهيبة والسلطة؛ وما ينال احترامهم الكبير هي المجموعات الكبيرة والطوائف. إنَّهم لا يحترمون على الإطلاق أولئك الذين يقودهم المسيح؛ فهم ببساطة خائنون قد تجاهلوا المسيح والحق والحياة.
إن ما يعجبك ليس هو اتّضاع المسيح، بل أولئك الرعاة الكاذبون ذوو المراكز البارزة. إنَّك لا تحب جمال المسيح أو حكمته، لكن تحب هؤلاء المستهترين الذين يرتبطون بالعالم الفاسد. إنَّك تستهزئ بألم المسيح الذي ليس له أين يسند رأسه، بل تُعجب بتلك الجثث التي تخطف التقدمات وتعيش في الفجور. إنَّك لست راغبًا في أن تعاني مع المسيح، لكنك بسعادة ترتمي في أحضان أضداد المسيح غير المبالين مع أنَّهم لا يمدّونك سوى بالجسد وبالكلام وبالسيطرة. حتى الآن لا يزال قلبك يميل إليهم، وإلى شهرتهم، وإلى مكانتهم، وإلى تأثيرهم، وما زلت مستمرًا في تمسُّكك بموقف تجد فيه أن عمل المسيح يصعب ابتلاعه وأنك غير راغب في قبوله. هذا هو السبب في قولي إنَّه ينقصك الإيمان للاعتراف بالمسيح. إن السبب في اتِّباعك له إلى هذا اليوم يرجع كليةً إلى إنَّك لا تملك خيارًا آخر. فهناك سلسلة من الصور النبيلة تطفو إلى الأبد في قلبك؛ ولا يمكنك أن تنسى كل كلمة قالوها وكل فعل أدّوه، ولا حتى كلماتهم وأياديهم المؤثرة. إنَّكم تقدِّرونهم في قلوبكم كمتفوقين دائمًا، وكأبطال دائمًا. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لمسيح اليوم. فهو غير هام في قلبك دائمًا وغير مستحق للمخافة دائمًا، لأنه شخص عادي جدًا، وليس له سوى قدر قليل للغاية من التأثير، ولا يحظى بمقام رفيع.
على أية حال، أقول إن كل هؤلاء الذين لا يقدرِّون الحق غير مؤمنين، وخائنين للحق. مثل هؤلاء البشر لن ينالوا قَطّ قبول المسيح. هل عرفت الآن أي قدر من عدم الإيمان داخلك، وأي قدر من الخيانة للمسيح لديك؟ إنني أحثك على الآتي: بما أنَّك قد اخترت طريق الحق، إذن يجب أن تكرِّس نفسك بصدق؛ فلا تكون مترددًا أو فاترًا. يجب أن تفهم أنَّ الله لا ينتمي إلى العالم أو إلى أي شخص بعينه، لكن إلى كل الذين يؤمنون به حقًا، وإلى جميع الذين يعبدونه، ولكل أولئك المكرَّسين والمخلصين له.
من "هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 326
إن إيمان الناس بالله يلتمس من الله أن يعطيهم مصيرًا مناسبًا ويعطيهم كل نعمة تحت الشمس، وأن يجعلوا الله خادمهم، ويدفعوه ليُبقي على العلاقة معهم ودودة، وألا يوجد أبدًا أي خلاف بينهم. أي أن إيمانهم بالله يتطلَّب من الله أن يَعِدَ بالاستجابة لكافة مطالبهم، والإنعام عليهم بأي شيء يصلّون من أجله، تمامًا مثلما يقول الكتاب المقدس: "سأصغي إلى جميع صلواتكم". يطلبون من الله ألا يدين أحدًا أو يتعامل مع أحد، حيث أن الله هو دائمًا يسوع المُخلِّص الحنون، الذي يُبقي علاقةً طيبة مع الناس في كل الأوقات والأماكن. تبدو الطريقة التي يؤمنون بها هكذا: إنما يرفعون مطالب إلى الله دونما خجل، اعتقادًا منهم أنهم سواء كانوا عصاةً أم مطيعين فإنه يُنعم عليهم بكل شيء يطلبونه دون تبصُّر. ويستمرون في طلب "تسديد ديون" من الله، معتقدين أن على الله أن "يسدد" لهم بلا أية مقاومة، وأن يدفع الضعف، ويظنون أنه، سواء حصل الله على شيء منهم أم لا، فلا يمكنه سوى أن يكون تحت رحمتهم فحسب؛ ولا يمكنه أن ينظِّم الناس بصورة استبدادية، فضلاً عن أنه لا يمكنه أن يكشف للناس عن حكمته وشخصيته البارة المستترتين لسنين عديدة كما يريد، دون إذنهم. إنهم ببساطة يعترفون بخطاياهم لله، معتقدين أن الله سيصفح عنهم، وأنه لن يملَّ من فعل ذلك، وأن هذا سيستمر إلى الأبد. إنهم فقط يأمرون الله معتقدين أنه ليس عليه سوى أن يطيع، كما هو مذكور في الكتاب المقدس "أنَّ الله لم يأت ليُخدَم بل ليَخْدم، وليكون خادمًا للإنسان" ألم تؤمنوا دائمًا بهذه الطريقة؟ حين لا يمكنكم الحصول على شيء من الله ترغبون في الفرار. وحين لا تفهمون شيئًا تستاؤون بشدة، وتذهبون بعيدًا وتندفعون سريعًا في أنواع الإساءة كافة. لن تسمحوا لله ببساطة أن يعبِّر بالكامل عن حكمته وعجبه، بل تريدون التمتع بطمأنينة لحظية وتعزية مؤقتة. حتى الآن، موقفكم في إيمانكم بالله كان وما زال يحمل نفس الآراء القديمة. إن أظهر الله قدرًا قليلاً من عظمته تصيرون تعساء؛ هل ترون الآن كيف هي قامتكم بالضبط؟ ألا تعتقدون أنكم جميعًا مُخلصون لله في حين أن آراءكم القديمة لم تتغير؟ حين لا يَمَسُّكَ شيءٌ تظن أن الأمور تسير على ما يرام، وتحب الله بأعلى درجة، ولكن حين يبتليك شيء صغير، تسقط في جحيم. هل هذا هو إخلاصك لله؟
من "عليك أن تتخلى عن بركات المكانة الاجتماعية وتفهم مشيئة الله لجلب الخلاص للإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 327
لديكم في سعيكم الكثير من المفاهيم الفردية والآمال والخطط المستقبلية. أما العمل الحالي فهو من أجل التعامل مع رغبتكم في المكانة المرموقة وكذلك رغباتكم الجامحة. كلُّ المفاهيم والآمال والرغبة في المكانة الرفيعة هي صورٌ معروفة لشخصية الشيطان. وسببُ وجود هذه الأشياء في قلوب الناس هو تمامًا لأن سم الشيطان ينخر أفكارهم دائمًا وهم دائمًا عاجزون عن التخلص من إغراءاته. يعيش الناس وسط الخطية ولا يعتقدون أنها كذلك، ولا يزالون يعتقدون قائلين: "إننا نؤمن بالله، فعليه أن يغدق علينا البركات وأن يرتّب أمورنا بما يليق. نحن نؤمن بالله، ولذلك يجب أن نكون أسمى مقامًا من الآخرين، ويجب أن يكون لنا منصب ومستقبل أفضل من أي شخص آخر. ولأننا نؤمن بالله عليه أن يهبنا بركات غير محدودة، وإلا فلا يمكننا أن ندعو هذا الأمر إيمانًا بالله". لسنوات عديدة، كانت أفكار الناس التي اعتمدوا عليها لبقائهم على قيد الحياة تتلف قلوبهم لدرجة أنهم أصبحوا خونة وجبناء ووضعاء. لا يفتقرون لقوة الإرادة والعزم فحسب، إنما أصبحوا أيضًا جشعين ومتغطرسين وعنيدين. هم يفتقرون تمامًا لأي عزمٍ يتجاوز الذات، بل وليست لديهم أيَّ شجاعة للتخلّص من قيود هذه التأثيرات المظلمة. أفكار الناس وحياتهم فاسدة، ووجهات نظرهم فيما يخصّ الإيمان بالله لا تزال قبيحة بقدر لا يطاق، وحتى عندما يتحدثون عن وجهات نظرهم فيما يخص الإيمان بالله لا يمكن بكل بساطة احتمال الاستماع إليها. الناس جميعًا جبناء وغير أكْفَاء ووضعاء وكذلك ضعفاء. لا يشعرون بالاشمئزاز من قوى الظلام، ولا يشعرون بالحب للنور والحق؛ إنما بدلاً من ذلك يبذلون قصارى جهدهم للابتعاد عنهما. أليست أفكاركم الحالية ووجهات نظركم على هذا المنوال؟ ولسان حالكم يقول: "بما أنني مؤمنةٌ بالله فعلى الله أن يُغدِقَ عَليَّ البركات وأن يَضمَنَ ألا تنحدر مكانتي وأن تبقى أسمى من مكانة غير المؤمنين". لم تحتفظوا بمنظورٍ كهذا لسنة أو سنتين، إنما آمنتم به لسنين عديدة. إن طريقة تفكيركم في التعامل متطورة للغاية. ومع أنكم قد وصلتم إلى هذه المرحلة اليوم فإنكم لم تتركوا بعدُ أمرَ المكانة، إنما تكافحون باستمرار للاستفسار عنها، وترصُّدها بصورة يومية، مسكونين بخوفٍ عميقٍ من أنكم ستخسرون مكانتكم يومًا ما وسيُبادُ اسمُكم. لم يتخلَّ الناس أبدًا عن رغبتهم في حياة أسهل. إذًا، وأنا أدينكم بهذه الطريقة اليوم، فأي مستوى من الفهم ستتمتعون به في نهاية المطاف؟ ستقولون إنه على الرغم من أن مكانتكم ليست برفيعةٍ لكنكم تمتّعتم بتزكية الله لكم. لم تكن لكم مكانة لأنكم وُلِدتم وضعاء، وقد مُنِحتم مكانة بسبب تزكية الله لكم، أي أن ذلك شيء وهبه الله لكم. أنتم اليوم قادرون شخصيًا على أن تحصلوا على تدريب الله وتوبيخه ودينونته، وبالأكثر أن تُزكَّوا منه. أنتم قادرون على أن تستقبلوا التطهير والتهذيب منه. هذه هي محبة الله العظيمة. لم يُطهِّر أو يهذب اللهُ أي أحد على مرّ العصور، ولم تجعل كلمتُه أي إنسان كاملًا. الله يتحدث معكم الآن وجهًا لوجه ويطهّركم مظهرًا عصيانكم الداخلي وفي هذا حقًا تكمن تزكيته. ماذا يمكن للناس فعله؟ فيما إذا كانوا أولاد داود أم أحفاد موآب، باختصار، الناس كائنات مخلوقة تفتقد لما تتباهى به. ولأنكم مخلوقات الله عليكم تأدية واجب المخلوق، ولا توجد متطلبات أخرى منكم. وسوف تصلّون قائلين: "يا الله! سواء أكانت لي مكانة أم لا، أنا الآن أفهم نفسي. إذا كانت مكانتي رفيعة فهذا بسبب تزكيتك، وإذا كانت وضيعة فهذا بسبب ترتيبك. فالكلّ في يديك. لا أملك خياراتٍ وليست لدي شكاوى. أنت أمرت بأن أُولدَ في هذا البلد وبين هؤلاء الناس، وكل ما عليَّ فعله هو أن أكون فقط مطيعةً تحت سلطانك بالتمام لأنْ لا شيء يخرج عن أمرك. لا أهتمّ بالمكانة، فأنا لست سوى مخلوق. إذا ما طرحتني في الهاوية السحيقة وبحيرة النار والكبريت، فأنا لست سوى مخلوق. أنا مخلوقٌ إذا ما استخدمتني، ومخلوقٌ إذا ما كمّلتني. وإذا لم تكمّلني سأبقى أحبك لأني لست إلا مخلوقًا. لست إلا مخلوقًا صغيرًا، أحد البشر المخلوقين الذين خلقهم رب الخليقة. أنت من خلقتني، وقد وضعتني مرّة أخرى في يديك لأكون تحت رحمتك. أنا مستعدةٌ أن أكون لك أداتك وشخصية الضد لك، فكل شيء محكومٌ بأمرك ولا أحد يستطيع تغييرَهُ. كل الأشياء والأحداث هي في يديك". عندما يحين ذلك الوقت، لن تهتمّي بأمر المكانة إنما ستنفضينها عنك. عندها فقط ستكون لديك القدرة على السعي بثقة وجرأة، وعندها فقط سيكون قلبك حرًا من أي قيد. بمجرّد أن يُنتَشَل الناس من هذا الأمر، لن يَعتريهم القلقُ فيما بعد. ما الذي يُقلِقُ غالبيتُكم الآن؟ أنتم مقيّدون بأمر المكانة دائمًا وتبحثون على الدوام عن تطلعاتكم الشخصية. تمسكون أحد كتب كلام الله وتقلّبون صفحاته وتأملون أن تقرأوا ما قد قيل فيها عن غاية البشرية وتريدون أن تعرفوا ما هي تطلعاتكم وماذا ستكون غايتكم. "كيف لا يمكن أن تكون هناك تطلعات؟ هل يمكن أن يكون الله قد أخذ تلك التطلعات؟ الله لا يقول إلا أنني شخصية ضد، ما هي تطلعاتي إذًا؟ من الصعب عليكم أن تضعوا تطلعاتكم وغاياتكم جانبًا". أنتم الآن أتباع، وتتحلّون ببعض الفهم لهذه المرحلة من العمل. ولكنكم لم تتخلوا بعد عن رغبتكم في المكانة. تسعون جيدًا إذا كانت مكانتكم رفيعة، ولكن إن كانت وضيعة، فلا تسعون أبدًا. تفتكرون دائمًا في بركات اعتلاء المكانة الرفيعة. لماذا لا يستطيع أغلبية الناس الخروج من الشعور بالسلبية؟ أليست تطلعاتكم المظلمة هي السبب في ذلك؟ حالما يفصح الله عن أقواله تسرعون لتعرفوا ماهية مكانتكم وهويّتكم. تضعون المكانة والهويّة في المقام الأوّل وأمر الرؤية في المقام الثاني، وضرورة تحقيق الدخول في المقام الثالث، وإرادة الله الحالية في المقام الرابع. تنظرون أولًا لتروا فيما إذا كان لقب الله لكم كشخصيات ضد قد تغيّر أم لا. تقرؤون كثيرًا، وعندما تجدون أن لقب "شخصية الضد" قد أزيل عنكم تشعرون بالفرح وتشكرون الله باستمرار وتمجّدون قوته العظيمة. ولكن حالما تلمحون أنكم ما زلتم شخصيات ضد تستاؤون وعلى الفور يتبدد أي دافع في قلبكم. كلما سعيت بهذه الطريقة، بالشّح جنيت. وكلما عظمت رغبة الشخص في الوصول لأعلى مكانة، كان التعامل معه أكثر جديّة ووجبَ خضوعه لمزيد من التنقية. ذلك النوع من الأشخاص لا قيمة له كثيرًا! يجب التعامل معهم ودينونتهم بطريقة مناسبة ليتخلّوا عن رغبتهم تمامًا. إنْ استمرّيتم بالسّعي هكذا حتى النهاية فلن تجنوا شيئًا. الذين لا يطلبون الحياة لا يمكن تغييرهم. والذين لا يعطشون إلى الحق لا يحظون به. أنت لا تهتمّ بطلب التغيير الشخصي والدخول، إنما تهتمّ دائمًا بتلك الرغبات الجامحة والأمور التي تقيّد محبتك لله وتمنعك عن الاقتراب منه. هل يمكن لهذه الأمور أن تغيّرك؟ هل يمكنها أن تُدخِلَك الملكوت؟ إنْ لم يكن البحث عن الحق هو الهدف من سعيك، يمكنك اغتنام هذه الفرصة أيضًا والعودة إلى العيش في العالم. إضاعة وقتك بهذه الطريقة لا تستحق العناء حقًا، لماذا تعذّب نفسك؟ ألا يمكنك الاستمتاع بأمورٍ كثيرة في العالم الجميل؟ المال والنساء الجميلات والمكانة والغرور والعائلة والأطفال وهلمّ جرا، أليست منتجات العالم هذه كلها أفضل ما يمكن أن تستمتع به؟ ما الفائدة من تجوالك هنا باحثًا عن مكان يمكنك أن تكون فيه سعيدًا؟ ليس لابن الإنسان مكانٌ يُسنِدُ فيه رأسه، فكيف يكون لك مكانٌ للراحة؟ كيف يمكنه أن يخلق لك مكانًا جميلًا يمنحك الراحة؟ هل هذا ممكنٌ؟ بغض النظر عن دينونتي، يمكنك اليوم أن تتلقى فقط تعاليم عن الحق. لا يمكنك اكتساب الراحة مني ولا الحصول على العيش الرغيد الذي تتوق إليه ليل نهار. لن أغدق عليك ثروات العالم. إذا ما سعيت بصدق أنا على استعداد أن أهبك طريق الحياة كلها لتحيا ثانية كالسمك الذي تمت إعادته إلى البحر. وإذا لم تسعَ بصدقٍ، فسأستردّها جميعًا. لستُ على استعداد للتفوّه بكلماتي لأولئك الباحثين بنهم عن الراحة، المشابهين للخنازير والكلاب!
من "لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 328
أن تتحرى ما إن كنت تمارس البر في كل ما تفعل، وإن كان الله يراقب كل أفعالك، هو من المبادئ السلوكية لدى أولئك الذين يؤمنون بالله. سوف تُدعَون من الأبرار؛ لأن بمقدوركم إرضاء الله، ولأنكم ترتضون عناية الله وحمايته؛ فكل مَنْ يرتضي عناية الله وحمايته وكماله، والذين اقتناهم الله، هم، في نظر الله، من الأبرار الذين يشملهم الله برعايته. كلما ارتضيتم كلمات الله، هنا والآن، أصبح بمقدوركم أن تتلقوا مشيئة الله وأن تفهموها، ومن ثمَّ تتمثلون كلمات الله وتلبون مطالبه على نحو أفضل. هذه إرسالية الله لكم، وهي ما ينبغي أن تكونوا جميعًا قادرين على تحقيقه. إن استخدمتم مفاهيمكم لقياس الله وتعيين حدوده، كما لو كان الله صنمًا من الصلصال لا يتغير، وإذا ما رسمتم حدودًا لله ضمن ضوابط الكتاب المقدس، وحصرتموه ضمن نطاق محدد من العمل، فإن ذلك يثبت أنكم أدنتموهله، ولأن اليهود في عصر العهد القديم، قد عمدوا، في قلوبهم، إلى أن يضفوا على الله شكل الوثن، وكأن الله لا يمكن أن يُسمّى إلا المسيَّا فقط، وأنّ مَنْ كان يسمّى المسيَّا هو وحده الله، ولأنهم خدموا الله وتعبّدوا له كما لو كان صنمًا صلصاليًا (بلا حياة)، فقد سمّروا يسوع وقتئذِ على الصليب، وحكموا عليه بالموت – وبذلك حكموا على يسوع البريء بالموت. لم يقترف الله أي جريمة، ومع ذلك، لم يصفح الإنسان عن الله، وحكم عليه حكمًا صارمًا بالموت. وهكذا صُلب يسوع. لطالما اعتقد الإنسان بأن الله لا يتغير، ولطالما عرَّفه وفقًا للكتاب المقدس، وكأن الإنسان قد أدرك تدبير الله، وكأن جُلّ ما يفعل الله هو في متناول يد الإنسان. لقد بلغ الناس منتهى السخف، فقد استحوذ عليهم الغرور في أقصى صوره، ولديهم جميعًا، ميل إلى البلاغة الطنّانة. بغض النظر عن وفرة معرفتك بالله فإِنّني، على الرغم من ذلك، أقول بأنك لا تعرف الله، وأن ليس ثمة أحد أكثر منك معارضة لله، وأنّك تدين الله؛ والسبب في ذلك أنّك عاجز تمامًا عن طاعة عمل الله، وانتهاج طريق الكائن الذي جعله الله كاملاً. لماذا لم يرضَ الله البتّة عن أفعال الإنسان؟ لأنّ الإنسان لا يعرف الله، ولأن لديه مفاهيم كثيرة جدًّا، ولأنه، بدلاً من الاستجابة للحقيقة، فان كل معرفته بالله تسير على الوتيرة وتستخدم المنهج نفسه في كل موقف. وهكذا، وبعد أن هبط الله إلى الأرض اليوم، فإن الإنسان قد سمَّر اللهَ من جديد على الصليب. فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر – فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد – فأعمال من هي حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟ وهكذا، حُكم على الله بالموت كرهًا مرات لا تُعد ولا تُحصى، وقد أدان عددًا لا يحصى من القضاة البربريين الله مرات عدة وسمَّروه مرة أخرى على الصليب، كم من الناس يمكن أن نسمّيهم أبرارًا لأنهم يعملون حقًا من أجل الله؟
عند الله، هل من اليسير أن يتمثل الكمال في شخص مقدس أو شخص بار؟ من البديهي أنه "لا يوجد بار على هذه الأرض؛ فالأبرار لا يسكنون هذا العالم". عندما تمثلون بين يديَّ الله، فكِّروا فيما ترتدون وفي كل ما تقدمون عليه من قول أو عمل وفي كل خواطركم وأفكاركم وحتى الأحلام التي تحلمون بها كل يوم – كل هذا من أجلكم أنتم. أليست هذه هي حقيقة الأمور؟ لا يعني "البر" إعطاء الصدقات، ولا يعني أن تحب جارك كما تحب نفسك، ولا يعني اجتناب القتال أو الجدال أو السلب أو السرقة،وإنما يعني البر أن تأخذ إرسالية الله مأخذ الجد باعتبارها واجباً عليك، وأن تطيع ترتيبات الله وتنظيماته باعتبارها دعوة مُرسلة من السماء بغض النظر عن الزمان أو المكان، مثلها مثل كل ما عمله الرب يسوع. هذا هو البر ذاته الذي تكلم الله عنه. إن إمكانية أن يدعى لوطٌ بالإنسان البار عائد إلى أنه أنقذ المَلَكَيْن الذيْن أرسلهما الله دون أن يلتفت إلى ما ربحه أو ما فقده؛ ويمكن أن يُسمى ما فعله في ذلك الوقت عملاً صالحًا لكن لا يمكن أن يُطلق عليه وصف إنسان بار. كان ذلك فقط لأن لوطًا رأى أن الله أعطاه ابنتيه عوضًا عن الملائكة. لكن لم يكن كل تصرفه في الماضي ليمثل البر، ولذا أقول إنه "لا يوجد بار على هذه الأرض". حتى بين أولئك الذين هم في مرحلة التعافي، لا يمكن أن يُدعى أحد منهم بارًا. لا يهم كيف تبدو أعمالك جيدة، ولا يهم كيف تُظهِر تمجيد اسم الله، أو كيف تجتنب ضرب الناس ولعنهم أو سلب أموالهم وسرقتها، فإنك لا تزال غير قادر على أن تُسمى بارًا لأن هذه الصفات يمكن لأي شخص عادي أن يكتسبها. واليوم، فالأساس هو أنك لا تعرف الله. كل ما يمكن أن يُقال هو أن لديك اليوم القليل من الإنسانية الطبيعية، لكنك فاقد للبر الذي تحدث عنه الله، ومن ثمَّ لا يوجد من عملك ما يثبت معرفتك بالله.
من "ينبغي أن يُعاقَب الشرير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 329
عندما كان الله في السماء، حاول الإنسان من قبل أن يخدع الله بأفعاله؛ واليوم، جاء الله بين البشر – لمدة لا يعلمها أحد – ومع ذلك لا يزال الإنسان يحاكي أعمالاً روتينية من أجل الله ويحاول خداع الله. أليس الإنسان بمتخلف إلى حد بعيد في تفكيره؟ حدث الشيء نفسه مع يهوذا؛فقبل أن يأتي يسوع، كان يهوذا يكذب على إخوانه وأخواته، ولم يتغير بعد مجيء يسوع؛ فلم تكن لديه أدنى معرفة بيسوع، وفي نهاية المطاف خان يسوع. ألم يكن هذا بسبب أنه لا يعرف الله؟ واليوم إذا كنتم لا تزالون لا تعرفون الله، فمن الممكن أن تصبحوا يهوذا آخر، ويترتب على هذا أن تُعاد أحداث مأساة صلب المسيح إبان عصر النعمة، منذ ألفَيْ عام، مرة أخرى. ألا تؤمنون بهذا؟ إنها حقيقة! اليوم، يمر معظم الناس بمثل هذه الظروف – قد أقول هذا في وقت مبكر – ويلعب هؤلاء الناس دور يهوذا. أنا لا أتحدث على سبيل المرح، ولكن وفقًا للحقيقة – ويجب عليك أن تؤمن بذلك. على الرغم من أن العديد من الناس يتظاهرون بالتواضع، إلا أن قلوبهم ليس بها سوى المياه الكريهة الراكدة. الآن، يشبه هذا حال الكثيرين في الكنيسة. أتعتقدون أنني لا أعرف أي شيء؟ واليوم، يقرر لي روحي وأشهد لذاتي. أتظن أني لا أعلم شيئًا؟ أتظنون أني لا أفهم شيئًا مما يدور بخلدكم من أفكار ملتوية وما تحتفظون به في قلوبكم؟ هل ينخدع الله بهذه السهولة؟ هل تظن أن بمقدورك التعامل معه وفق ما ترغب؟ فيما مضى، كنت أخشى أن تكونوا مقيدي الحرية، ولذا أطلقت لكم العنان باستمرار، لكن أحدًا لم يدرك أنني كنت أعاملهم بلطف. أعطيتهم شبرًا فأخذوا ميلاً. ليسأل بعضكم بعضًا: لم أتعامل مع أحد تقريبًا، ولم أكن أسارع إلى توبيخ أحد – ومع ذلك فأنا شديد المعرفة بشأن دوافع الإنسان ومفاهيمه. هل تعتقد أن الله نفسه الذي يشهد له الله أحمق؟ إذا كنت تعتقد ذلك، فأنا أقول بأنك أعمى للغاية! لن أكشفك، ولكن لنرَ إلى أي مدىً يمكن أن يبلغ فسادك. لنرَ إذا ما كان لحيلك أن تخلصك، أم أن بذل قصارى جهدك في محبة الله هو ما يُمكنه أن يُخلّصك. اليوم، لن أدينك؛ لننتظر حتى يحين الوقت الذي يرى الله فيه كيف يقتص الله منك. ليس لديَّ وقت للتحدث معك الآن، ولا أرغب في تأجيل عملي الأعظم من أجلك، فمن غير المناسب أن يقضي الله وقته في التعامل مع يرقة مثلك، لذا لنرَ إلى أي مدى يمكنك أن تشبع رغباتك. إن مثل هؤلاء الناس لا يهتمون بالحصول على أدنى معرفة عن الله، وليست لديهم أي محبة لله، ولكنهم لا يزالون يرغبون في أن يسميهم الله أبرارًا، أليست هذه مزحة؟ ولأن هناك في الواقع عدداً قليلاً من الناس هم صادقون، فلا أهتم سوى بتوفير الحياة للإنسان، وسأكمل ما يجب عليَّ القيام به فقط اليوم، وفيما بعد سينال القصاص من كلٍ وفق سلوكه. لقد قلت ما يُفترض أن أقوله؛ لأن هذا هو العمل الذي أقوم به؛ فأنا أفعل ما يجب عليَّ أن أفعله، ولا أفعل ما لا ينبغي عليَّ فعله، ومع ذلك لا يزال يحدوني الأمل في أن تقضوا المزيد من الوقت في التفكير: ما المقدار الحقيقي لمعرفتكم بالله على وجه التحديد؟ هل أنتم من أولئك الذين سمَّروا الله مرة أخرى على الصليب؟ وأخيرًا، أقول: ويلٌ لأولئك الذين يصلبون الله.
من "ينبغي أن يُعاقَب الشرير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 330
بينما تسير في طريق اليوم، ما هو أكثر أنواع المساعي ملاءمةً لك؟ وفي مسعاك، أي نوع من الناس يجب أن ترى نفسك؟ يجب أن تعرف كيف عليك أن تتعاطى مع ما يصيبك اليوم، سواء أكانت تجارب أو مشقّات، أو توبيخًا ولعنًا لا يرحمان. يجب أن تفكّر مليًّا في جميع الحالات. لماذا أقول هذا؟ أقوله لأنّ ما يصيبك اليوم، هو، في النهاية، تجارب قصيرة تحدث مرارًا وتكرارًا؛ ربما لا تعتبرها مجهِدةً جدًا عقليًا، وبالتالي، تترك الأمور تنجرف، ولا تعتبر التجارب أصلًا قيّمًا في المسعى نحو التقدم. كم أنت مستهتر! حتى إنه ليبدو أنّك تعتبر هذا الأصل القيّم كما لو كان سحابةً تنجرف أمام عينيك؛ وأنت لا تقدّر هذه المصائب القاسية التي تحلّ بك مرارًا وتكرارًا – مصائب وجيزة تبدو لك طفيفةً – بل تنظر إليها ببرودة، ولا تأخذها على محمل الجد، وتعاملها ببساطة كأنّها ضربات عابرة. أنت متعجرف جدًا! بوجه هذه الهجمات الشرسة، هجمات شبيهة بعواصف تهبّ طورًا بعد طور، أنت لا تُبدي سوى استخفاف وقح؛ حتى إنّك أحيانًا ترسم ابتسامةً باردةً تكشف عن لامبالاتك؛ لأنّك لم تسأل نفسك قطّ عن سبب تكبّدك المتواصل لهذه "الويلات". هل أنا مجحف جدًا بحقّ الإنسان؟ هل أتتبع العيوب فيك؟ مع أنّ مشاكل عقليتك قد لا تكون بالجدية التي وصفتُها، لكنّك عبر رصانتك الظاهرية، صنعت صورةً مثاليةً لعالمك الداخلي منذ وقت طويل. لا حاجة لأن أخبركم أنّ الأمر الوحيد المخبّأ في أعماق قلبك هو الذمّ الجافي وآثار باهتة للحزن بالكاد يميّزها الآخرون. أنت تلعن لأنّك تشعر بأنّه من الظلم الشديد أن تكون قد تكبّدت تجارب كهذه؛ تُشعرك التجارب بوحشة العالم، وبسبب هذا، تملؤك الكآبة. وبدلًا من اعتبار هذه المصائب المتكررة والتأديب كأفضل أنواع الحماية، تعتبرها كاختلاق السماء التافه للمشاكل، أو كعقاب ملائم لك. كم أنت جاهل! أنت تحصر الأوقات الحلوة في الظلام بلا رحمة؛ وطورًا بعد طور، تعتبر التجارب المذهلة والتأديب كاعتداءات من أعدائك. أنت غير قادر على التكيّف مع بيئتك؛ ناهيك عن أنّك غير مستعد للتكيّف، لأنّك غير مستعد لربح أي شيء من هذا التوبيخ المتكرر الذي تعتبره قاسيًا. أنت لا تقوم بأي محاولة للبحث أو الاستكشاف، بل تُسلم نفسك ببساطة لقدرك وتذهب حيثما يقودك. الأمور التي تبدو لك كتزكيات وحشيّة لم تغيّر قلبك ولم تغلب عليه؛ بل هي تطعنك في قلبك. أنت ترى هذا "التوبيخ القاسي" على أنّه ليس أكثر من عدوّك في هذه الحياة، وأنت لم تربح شيئًا. كم أنت متعالٍ! قلّما تعتقد أنّك تقاسي تجارب كهذه لأنّك حقير جدًا؛ بل تعتقد أنّك تعيس الحظ وتقول إنّني أجد فيك عيوبًا دائمًا. اعتبارًا من اليوم، كم تملك من المعرفة فعلًا حول ما أقوله وأفعله؟ لا تظنّ أنّك تتمتّع بموهبة فطرية، وأنّك أدنى بقليل من السماء إنّما أعلى بكثير من الأرض. أنت لست أذكى من أي أحد آخر – ويمكن حتى القول إنّك أكثر سخفًا بشكل عجيب من كل الناس على الأرض الذين يتمتّعون بعقل، لأنّك متكبّر ولم تمتلك قطّ حسًّا بالدونية؛ يبدو أنّك تدرك أفعالي بأدقّ التفاصيل. في الواقع، أنت شخص يفتقر بشكل جوهري إلى العقل؛ لأنّك لا تعرف ما سأفعله، ناهيك عن أنّك لا تعي ما أفعله الآن. لذا أقول إنّك لست حتى مساويًا لمزارع مسنّ يكدح في الأرض، مزارع لا يملك أدنى إدراك للحياة البشرية، ومع هذا يعتمد على بركات السماء بينما يحرث الأرض. أنت لا تفكّر ولو للحظة في حياتك، ولا تعرف شيئًا ذا قيمة، ناهيك عن أنّك لا تعرف ذاتك. كم أنت "مترفّع"!
من "الذين لا يتعلّمون ويبقون جهلاء: أليسوا بهائم؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 331
لقد تناسيتم تعاليمي المتكررة منذ وقت طويل. حتى إنّكم تعاملونها كألعوبة لوقت فراغكم، وتعتبرونها دائمًا مثل "تعويذتكم الحارسة". عندما يتّهمكم الشيطان، تصلّون؛ وعندما تشعرون بالسلبية، تهجعون؛ وعندما تشعرون بالسعادة، تركضون بلا وجهة؛ وعندما ألومكم، تفرطون في تواضعكم؛ وعندما تهجرونني، تضحكون بجنون. عندما تكونون ضمن حشد، ما من أحد أرفع منكم، لكنّكم لا تعتبرون أنفسكم أبدًا أكثر المتعجرفين. أنتم دائمًا متغطرسون ومعتدّون بأنفسكم ومتكبّرون إلى أبعد الحدود. كيف يستطيع "شباب وشابات عذارى" و"سادة وسيدات"، لا يتعلّمون أبدًا، أن يعاملوا كلامي ككنز قيّم؟ أسألك من جديد: ما الذي تعلّمتَه يا تُرى من كلامي وعملي على مرّ هذا الزمن الطويل؟ ألم تصبح أكثر إبداعًا في خداعك؟ وأكثر حنكةً في جسدك؟ وأقلّ رسميةً في سلوكك تجاهي؟ أنا أقول لك بشكل مباشر: لقد قمتُ بالكثير من العمل، لكنّه زاد شجاعتك، تلك التي كانت بمثابة شجاعة فأر. يتضاءل خوفك منّي كل يوم؛ لأنّني لطيف جدًا ولم أفرض عقوبات على جسدك بواسطة العنف قطّ. لعلّي كما ترى أقول كلامًا قاسيًا ليس إلّا – لكنّني على الأغلب أبدي لك وجهًا باسمًا، وبالكاد أشجبك مباشرةً. علاوةً على هذا، أسامح ضعفك دائمًا، ولهذا السبب وحده تعاملني كما تعامل الأفعى المُزارعَ الطيّب. كم أنا معجب بدرجة المهارة والحكمة البالغة في قدرات الملاحظة لدى الجنس البشري! دعني أخبرْك بحقيقة واحدة، لا يهمّ اليوم إن كان قلبك يعرف التقوى أم لا. لستُ قلقًا أو منزعجًا. لكن يجب أن أقول لك هذا أيضًا: أنت، "يا صاحب الموهبة" الذي لا يتعلم ويبقى جاهلًا، في حالتك هذه ستسقط في النهاية بفعل براعتك التافهة المغرورة – أنت من سيعاني ويوبَّخ. لن أكون أبلهَ كي أرافقك بينما تستمرّ بالمعاناة في الجحيم؛ لأنّني لستُ من نوعك. لا تنسَ أنّك كائن مخلوق قد لعنتُه، ومع هذا، علّمتُه وخلّصتُه. وليس فيك شيء أتردد في مفارقته. أيًّا كان الوقت الذي أقوم فيه بعملي، لا أتقيّد بأيّ شخص أو حدث أو شيء. لم يتغيّر سلوكي وآرائي تجاه البشرية أبدًا: أنت لا تروقني كثيرًا لأنّك تَبَعٌ لتدبيري، وبعيد عن أن تكون صفة فيك أفضل من أي شيء آخر. هذه نصيحتي لك: تذكّر دائمًا أنّك مجرد خليقة الله! قد تعيش معي، لكن يجب أن تعرف هويتك؛ فلا تتكبّر. حتى إن كنتُ لا ألومك أو أتعامل معك، وأواجهك بابتسامة، فهذا لا يثبت أنّك من نوعي؛ يجب أن تعرف أنّك من الذين يسعون إلى الحق، وأنّك لست الحق بذاته! يجب ألّا تكفّ أبدًا عن التغيير مع كلامي. لا يمكنك الهرب من هذا. أنصحك بأن تحاول تعلّم شيء خلال هذا الوقت العظيم، عندما تحين هذه الفرصة النادرة. لا تغشّني؛ لا أحتاج إلى استعمالك للإطراء لمحاولة خداعي. عندما تبحث عنّي، فهذا ليس كلّه لأجلي، بل لأجلك!
من "الذين لا يتعلّمون ويبقون جهلاء: أليسوا بهائم؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 332
إن كل يوم تعيشونه الآن يكون ذا شأن عظيم وفي غاية الأهمية لوجهتكم ومصيركم، ومن ثمَّ يجب عليكم أن تعتزوا بكل ما تمتلكون وبكل دقيقة تمر بكم، وعليكم أن تحصلوا على أقصى استفادة من وقتكم ليعود عليكم بأكبر المكاسب، وبذلك لن تعيشوا هذه الحياة عبثًا. ربما تنتابكم الحيرة بشأن السبب الذي من أجله أتحدث إليكم بهذه الكلمات. بصراحة، أنا غير راضٍ عن أعمال أي منكم، فإن الآمال التي لديَّ تجاهكم تفوق ما أنتم عليه الآن فقط. ومن ثمَّ، يمكنني التعبير بهذه الطريقة: أنتم جميعًا على حافة خطر عظيم، وصرخاتكم السابقة من أجل الخلاص وطموحاتكم السابقة في طلب الحقيقة والبحث عن النور تكاد تصل إلى نهايتها. هذه هي الطريقة التي تعوضونني بها في النهاية، وهو الأمر الذي لم أتوقعه قط. أنا لا أريد أن أتحدث بخلاف الحقيقة، لأنكم خيبتم آمالي كثيرًا، ولعلكم لا ترغبون في ترك الأمر عند هذا الحد ولا ترغبون في مواجهة الواقع، ولكن يجب عليَّ أن أطرح عليكم هذا السؤال بجدية: طوال كل هذه السنوات، ما الذي ملأ قلوبكم؟ لمَنْ تكون قلوبكم مخلصة؟ لا تقولوا إن سؤالي يأتيكم فجأة، ولا تسألونني لماذا أطرح مثل هذا السؤال، وعليكم أن تعرفوا هذا: لأنني أعرفكم جيدًا، وأهتم بكم كثيرًا، وأكرس الكثير من قلبي لما تفعلونه، لذلك أستجوبكم مرارًا وتكرارًا وأتحمل مشقة لا تُوصف. ومع ذلك، أُقابل بتجاهل وانقياد لا يُطاق، فأنتم مقصرون تجاهي؛ وكيف لا أعرف شيئًا عن هذا؟ إذا كنتم تظنون بأن هذا ممكنًا، فهذا يثبت إلى حد بعيد حقيقة أنكم لا تتعاملون معي حقًا بلطف، فأخبركم بأنكم تدفنون رؤوسكم في الرمال. إن لديكم جميعًا من الذكاء ما يجعلكم لا تعرفون ماذا تفعلون؛ فماذا ستستخدمون لكي تقدموا لي حسابًا عن أفعالكم؟
والسؤال الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي هو لمَنْ تكون قلوبكم مخلصة. وأود أيضًا أن ينظِّم كل منكم أفكاره وتسأل نفسك لمَنْ تكون مخلصًا ومن أجل مَنْ تعيش. لعلكم لم تهتموا اهتمامًا دقيقًا بهذا السؤال، ولذا دعوني أكشف لكم عن الإجابة.
سيعترف أي امرئ يتمتع بذاكرة بهذه الحقيقة: يعيش الإنسان لأجل نفسه وهو مخلص لنفسه. لا أعتقد أن إجاباتكم صحيحة تمامًا؛ لأن كلًا منكم موجود في حياته ويصارع معاناته الخاصة. وعليه، فأنتم مخلصون للناس الذين تحبون وللأشياء التي تُسَرّون بها، ولستم مخلصين تمامًا لأنفسكم. وما دام كلٌّ منكم متأثرًا بالناس والأحداث والأشياء المحيطة بكم، فأنتم غير مخلصين حقًا لأنفسكم. أنا لا أنطق بهذه الكلمات تأييدًا لإخلاصكم لأنفسكم، بل لأكشف عن إخلاصكم لأي شيء من الأشياء؛ ذلك أنني على مدى أعوام عديدة جدًا لم ألقَ إخلاصًا مطلقًا من أيّ واحد منكم. لقد اتبعتموني كل هذه السنين، ولم تعطوني مطلقًا ذرة من الإخلاص، بل قمتم بدلًا من ذلك بالالتفاف حول الأشخاص الذين تحبونهم والأشياء التي تبعث السرور في نفوسكم؛ بحيث تبقونها – في كافة الأوقات، وحيثما ذهبتم – قريبة من قلوبكم، ولم تتخلّوا عنها. وكلما خامركم الشوق أو الشغف لأي أمر تحبونه، فإن ذلك يحصل أثناء اتباعكم لي، أو حتى أثناء استماعكم لكلامي؛ ولذا أقول إنكم تستخدمون الإخلاص الذي أطلبه منكم بحيث توجهون هذا الإخلاص والمودة، بدلاً من ذلك، نحو "حيواناتكم الأليفة". وعلى الرغم من تضحيتكم بشيء أو شيئين من أجلي، فإن ذلك لا يمثّل كليتكم، ولا يدل على أنني أنا المقصود حقًا بإخلاصكم. إنكم تنخرطون في أنشطة أنتم شغوفون بها: فبعض الناس مخلصون لأبنائهم وبناتهم، وآخرون مخلصون للزوجات أو الأزواج أو الثروات أو العمل أو المسؤولين أو المكانة أو النساء. إنكم لا تملّون أو تنزعجون من الأشياء التي تخلصون لها، بل يزداد حرصكم دومًا على امتلاك هذه الأشياء بكميات أكبر، وجودة أعلى، ولا تستسلمون. ويتم دوماً تأخيري وتأخير كلامي إلى ما وراء الأشياء التي تولعون بها، ولا خيار لديكم سوى جعلها في المؤخرة. وهناك حتى أولئك الذين يتركون هذه المرتبة الأخيرة لأشياء تحظى بإخلاصهم ولم يكتشفوها بعد، ولم يحدث قطّ أن احتوت قلوبهم على أدنى أثر لي. لعلكم تظنون أنني أبالغ في طلب أشياء منكم، أو أنني أتهمكم ظلمًا، ولكن هل سبق لكم أن فكرتم أبدًا بأنكم في الوقت الذي تقضونه سعداء مع أسرتكم لم يسبق مطلقًا أن أخلصتم لي؟ ألا يؤلمكم ذلك في مثل هذه الأوقات؟ وعندما تمتلئ قلوبكم بالفرح وتُكافَئون على جهودكم، ألا تشعرون بالإحباط من أنكم لم تتزودوا بما يكفي من الحق؟ متى بكيتم لعدم نَيْلكم رضاي؟ أنتم تُجهدون عقولكم وتبذلون قصارى جهدكم لأجل أولادكم وبناتكم، ومع ذلك لا تكتفون، بل تعتقدون مع ذلك أنكم مقصّرون في حقهم، وأنكم لم تفعلوا كل ما تستطيعون من أجلهم، أما تجاهي فقد كنتم دائماً مقصّرين وغير مبالين، ولا وجود لي إلا في ذكرياتكم، أما في قلوبكم فلا وجود دائم لي فيها. ويبقى تكريسي وجهودي دون أن تشعروا بهما أو تقدّروهما أبدًا، بل تكتفون بالانشغال بقليل من التأمل وتعتقدون أن ذلك كافٍ. مثل هذا "الإخلاص" ليس ما كنت لوقت طويل أتوق إليه، بل ذلك ما كنت أمقته منذ أمد بعيد. ومع ذلك، فمهما قلتُ، تستمرون في الاعتراف بشيء أو شيئين فحسب، ولا يمكنكم قبول هذا كليًا؛ لأنكم جميعًا "واثقون" جدًا، وتلتقطون وتنتقون دومًا ما تودّون قبوله من الكلمات التي أقولها. إن كنتم لا تزالون على هذا النحو اليوم، فلدي بعض الأساليب للتعامل مع ثقتكم بأنفسكم، وفوق ذلك سأجعلكم تعترفون بأن كلامي كله حق، وأنه لا شيء فيه يشوه الحقائق.
من "إلى مَنْ تكون مخلصًا؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 333
إذا وضعتُ بعض النقود أمامكم في هذه اللحظة وتركت لكم حرية الاختيار، وإذا لم أُدِينْكم على اختياركم، عندئذ سيختار معظمكم النقود ويتخلى عن الحق. أما الأخيار بينكم فسيتخلون عن النقود ويختارون الحق بتردد، بينما أولئك الذين هم في المنتصف فسيمسكون بالنقود في يد وبالحق باليد الأخرى. ألن تغدو بذلك حقيقتكم واضحة جلية؟ وعند الاختيار بين الحق وأي شيء تُكنّون له الإخلاص سوف يكون هذا هو اختياركم ويبقى موقفكم هو نفسه. أليس كذلك؟ أليس هناك العديد بينكم ممن تأرجحوا بين الحق والباطل؟ وفي المنافسة بين الإيجابيات والسلبيات، والأبيض والأسود، أنتم تدركون حقًّا الخيارات التي قمتم بها بين العائلة والله، وبين الأطفال والله، وبين الطمأنينة والتشتت، وبين الغنى والفقر، وبين المكانة والحالة العادية، وبين أن تتلقوا الدعم وأن يتم التخلي عنكم، وغير ذلك من الخيارات. عند الاختيار بين العائلة الهادئة المطمئنة والعائلة الممزقة، قمتم باختيار الأولى، وفعلتم ذلك دون أدنى تردد، وكذلك عند الاختيار بين الغنى والواجب قمتم باختيار الأول حتى دون أن توجد لديكم إرادة العودة إلى بر الأمان [أ] وعند الاختيار بين الرفاهية والفقر قمتم باختيار الأولى، أما وعند الاختيار بين أبنائكم وبناتكم وزوجاتكم وأزواجكم وبيني فقد اخترتم الأولى عليّ، وعند الاختيار بين التصورات والحق اخترتم الأولى أيضاً. وبعد أن قُوبلتُ بكل ضروبِ أعمالكم الشريرة فقدتُ ببساطة الثقة فيكم. يُذهلني تمامًا أن قلوبكم عصيّةٌ جدًا على أن تلين، ويبدو أن أعوامًا عديدة من التكريس والجهد لم تَعُد عليّ منكم سوى بالنبذ والقنوط، غير أن آمالي فيكم تنمو مع كل يوم يمر؛ لأن يومي قد أصبح واضحًا تمامًا أمام أعين الجميع، ومع ذلك تتمادون في السعي وراء الأمور المظلمة والشريرة، وترفضون التخلّي عنها. ماذا ستكون عاقبتكم إذًا؟ هل سبق أن فكرتم بهذا بعناية؟ إذا ما طُلب منكم الاختيار من جديد، فماذا سيكون موقفكم؟ هل سيبقى هو الأول؟ هل ستظلّون تسببون لي خيبة الأمل والحزن البائس؟ هل ستبقى قلوبكم تمتلك النزر اليسير فقط من الدفء والحماس؟ هل ستظلون غير مدركين ما ينبغي أن تفعلوا لتريحوا قلبي؟ ما هو اختياركم في هذه اللحظة؟ هل ستخضعون لكلامي أم أنكم ستضجرون منه؟ لقد غدا يومي مبسوطًا واضحًا بجلاء أمام أعينكم، وما تواجهونه هو حياة جديدة ومنطلق جديد، لكن يتعين عليّ أن أقول لكم إن هذا المنطلق ليس هو بداية العمل الجديد الماضي، بل هو ختام القديم؛ أي أنه هو المشهد الأخير. أرى أن باستطاعتكم جميعًا أن تفهموا ما هو غير عادي في هذا المنطلق. لكنكم ذات يوم قريب ستدركون المعنى الحقيقي لهذا المنطلق؛ لذا دعونا نتجاوزه سويّةً ونرحب بقدوم المشهد الأخير! لكن ما يظل يقلقني بشأنكم هو أنكم عندما يواجهكم الظلم والعدل تختارون الأول دائمًا.، غير أن ذلك كله هو في ماضيكم. وأنا أيضًا آمل أن أنسى كل شيء في ماضيكم، وإن كان من الصعب جدًا فعل ذلك. ومع هذا لدي طريقة جيدة جدًا لفعل ذلك: دعوا المستقبل يحل محل الماضي، واسمحوا لأشباح الماضي أن تنقشع وتحل محلها نفوسكم الحقيقية في الوقت الحاضر. إذًا عليّ ان أزعجكم بأن تقوموا بالاختيار من جديد، وسوف نرى بالضبط لمن أنتم مخلصون وأوفياء.
من "إلى مَنْ تكون مخلصًا؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
أ. "العودة إلى بر الأمان": تعبير صيني معناه: "عودة المرء عن طرقه الشريرة".
كلمات الله اليومية اقتباس 334
كلّما جاء ذكر المصير، تتعاملون معه بجدية خاصة؛ وعلاوة على ذلك فهو أمر تتعاملون معه جميعًا بحساسية خاصة. يسارع بعض الناس بالسجود والخضوع أمام الله ليحظوا بمصير حسن. بوسعي أن أتفهم لهفتكم التي لا تحتاج إلى التعبير عنها بكلماتٍ؛ فأنتم بالقطع لا ترغبون في أن يسقط جسدكم في الهاوية، بل ولا ترغبون في الوقوع تحت طائلة عذابٍ دائم في المستقبل، ولا تأملون سوى أن تسمحوا لأنفسكم بأن تعيشوا حياة أكثر حرية ويسرًا بقليل؛ لذلك تشعرون بقلقٍ خاص كلما جاء ذِكْر المصير، فتخشون بشدّة من الإساءة إلى الله إن لم تنتبهوا بما يكفي، فتتعرضوا لعقابٍ تستحقونه. لم تترددوا في تقديم تنازلات من أجل مصيركم، بل إن الكثيرين منكم ممن كانوا منحرفين ومتطاولين من قبل تحولوا فجأة إلى شخصياتٍ دمثة ومخلصة على نحو استثنائي، إن مظهر إخلاصكم يصيب الناس بالبرودة حتى النخاع. لكنكم جميعًا تملكون قلوبًا "صادقة"، وقد كشفتم لي الأسرار المخبوءة في قلوبكم دون إخفاء أي شيء، سواء أكانت شكوى أم خداعًا أم تكريسًا. وبوجهٍ عام، لقد "اعترفتم" لي بكل صراحة بالأمور الكامنة في أعماقكم. بالطبع أنا لم أتجنب تلك الأمور مطلقًا، لأنها أصبحت من الأمور المألوفة لي تمامًا. إنكم تفضلون دخول بحر النار كمصير نهائي لكم على أن تفقدوا خصلة شعر واحدة لتفوزوا بتزكية الله. ليس الأمر أنني جازم معكم بدرجة مبالغ فيها، بل إنكم تفتقرون إلى قلب مخلص يؤهلكم لمواجهة كل ما أقوم به. لعلكم لا تفهمون ما قلته للتو، لذلك دعوني أقدم لكم تفسيرًا مُبسَّطًا: ما تحتاجون إليه ليس هو الحق والحياة، ولا هو المبادئ التي تحدد كيف تحسنون التصرف، ولا عملي المُتقن، بل ما تحتاجون إليه هو كل ما تملكونه بالجسد من ثروة ومكانة وعائلة وزواج وغير ذلك. إنكم لا تلتفتون مطلقًا إلى كلامي وعملي؛ ولذلك أستطيع أن أوجز إيمانكم في كلمة واحدة، وهي: متكلَّف. إنكم على استعداد لأن تبذلوا أي شيء كي تحققوا ما تكرسون أنفسكم له بالكلية، بيد أنني اكتشفت أنكم لن تفعلوا الأمر نفسه لأجل الأمور المتعلقة بإيمانكم بالله، بل أنتم مخلصون وجادون نسبيًا؛ لهذا أقول إن أولئك الذين يفتقرون إلى قلبٍ غاية في الإخلاص يفشلون في إيمانهم بالله. أمعِنوا التفكير، هل يوجد بينكم فاشلون كثيرون؟
ينبغي أن تعرفوا أن النجاح في الإيمان بالله إنما يتحقق بسبب تصرفات الناس ذاتها، وعندما لا ينجح الناس بل يفشلون، فإن هذا أيضًا يرجع إلى تصرفاتهم لا إلى تأثير أي عامل آخر. أنا متيقن من أنكم سوف تفعلون أي شيء يتطلبه إنجاز أمر أصعب وأكثر جلبًا للمعاناة من الإيمان بالله، وأنكم سوف تتعاملون معه بمنتهى الجدية، بل إنكم سوف تحرصون على عدم ارتكاب أي أخطاء؛ فهذه نوعيات الجهود غير المتوانية التي يبذلها جميعكم في حياته الخاصة. بل إنه بوسعكم أيضًا أن تخدعوني في الجسد في ظل ظروفٍ لا تخدعون فيها أيًا من أفراد أسرتكم. هذا سلوككم دائمًا والمبدأ الذي تطبقونه في حياتكم. أما زلتم ترسمون صورة كاذبة تخدعونني بها من أجل مصيركم، كي يكون مصيركم جميلًا تمامًا وينطوي على كل ما ترغبون فيه؟ أعرف أن تكريسكم وإخلاصكم مؤقتان. أليس عزمكم والثمن الذي تدفعونه إنما هو من أجل اللحظة الحالية فقط وليس من أجل المستقبل؟ إنكم لا ترغبون إلا في أن تبذلوا جهدًا نهائيًا واحدًا فقط تسعون من خلاله لضمان مصير جميل؛ لغرض وحيد هو أن تبرموا صفقة فحسب. فأنتم لا تبذلون هذا الجهد لتتجنبوا أن تكونوا مدينين للحق، ولا لرد الجميل لي مقابل الثمن الذي دفعته أنا. باختصار، أنتم لا ترغبون إلا في توظيف خططكم الذكية لتحصلوا على ما تريدون، وليس للكفاح من أجله. أليست هذه أمنيتكم القلبية؟ يجب ألا تتنكروا، وبالأحرى، يجب ألا تفكروا كثيرًا في مصيركم إلى الدرجة التي تعجزون فيها عن الأكل أو النوم. أليس صحيحًا أن مصيركم سيكون قد حُدِّدَ في النهاية بالفعل؟ ينبغي أن يقوم كل منكم بواجبه بأقصى ما يستطيع ، وبقلوب منفتحة وصادقة، وأن تكونوا راغبين في بذل كل ما يستلزمه ذلك. كما قلتم، عندما يجيء اليوم، لن يهمل الله أحدًا تألم من أجله أو دفع ثمنًا لأجله. يستحق هذا النوع من الإيمان أن يُتَمسَّك به، والحق أنه يجب ألا تنسوه مطلقًا. بهذه الطريقة وحدها يستريح فكري من ناحيتكم. أما بغير ذلك، فلن يستريح فكري أبدًا من ناحيتكم، وستكونون محل كراهية مني إلى الأبد. لو أنكم استطعتم جميعًا أن تتبعوا ضمائركم وأن تبذلوا وسعكم من أجلي، وألا تدخروا جهدًا من أجل عملي، وأن تكرسوا طاقتكم طوال العمر من أجل عمل بشارتي، أما كان قلبي ليقفز فرحًا من أجلكم؟ بهذه الطريقة سأكون قادرًا على إراحة فكري تمامًا من ناحيتكم، أليس كذلك؟ من المعيب أن ما في وسعكم أن تفعلوه ليس إلا جزءًا هزيلاً وضئيلاً مما أتوقعه. في هذه الحالة، كيف تتجاسرون على أن تطلبوا مني ما تتمنونه؟
من "حول المصير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 335
إن مصيركم وقدركم في غاية الأهمية بالنسبة إليكم، ولهما شأن خطير. تعتقدون أن عدم بذلكم العناية الفائقة في قيامكم بالأشياء يعني فقدان المصير وضياع القدر. لكن هل جال بخاطركم أنه إذا كانت الجهود التي يبذلها المرء من أجل المصير وحده، فهي عمل لا طائل من ورائه؟ ليست تلك الجهود حقيقية، بل زائفة وخادعة. إذا كان الوضع كذلك، فإن أولئك الذين لا يعملون إلاّ من أجل مصيرهم ستخيب آمالهم في النهاية؛ إذ إن الفشل في إيمان الناس بالله يحدث بسبب الخداع. قلتُ من قَبل إنني لا أحب أن أُتملَّق أو أُداهَن أو أن أُعامل بحماس، بل أحب أن يقبل الناس الأمناء ما أقول من الحق والتوقعات. كذلك يعجبني الناس عندما يتمكنون من إظهار أقصى عناية واهتمام من أجل قلبي، وعندما يكونون قادرين حتى على التخلي عن كل شيء من أجلي. بهذه الطريقة وحدها يستريح قلبي. كم عدد الأشياء التي لا تعجبني فيكم الآن؟ وكم عدد الأشياء التي تعجبني فيكم؟ هل يمكن القول إنه لم يدرك أي منكم كل مظاهر القبح المختلفة التي تبدونها من أجل مصيركم؟
إنني لا أتمنى من قلبي أن أتسبب في إيلام أي قلب إيجابي وطامح، ولا أرغب أيضًا في أن أبدد الطاقة لدى أي واحد يؤدي واجبه بإخلاص، لكن لا بد أن أذكِّر كل واحد منكم بجوانب القصور لديه وبالنفس الدنسة الموجودة في أعماق قلوبكم. إنني أفعل هذا آملاً في أن تتمكنوا من أن تواجهوا كلامي بقلوب مخلصة؛ لأن أكثر ما أكرهه هو خداع الناس لي. الشيء الوحيد الذي أتمناه هو أن تتمكنوا من تحقيق أداء متميز في المرحلة الأخيرة من عملي، وأن تكونوا مُكرَّسين بالكلية، وألا تظلّوا فاتري الهمة. وبالطبع آمل أيضًا أن يكون مصيركم جميعًا حسنًا. لكن يظل مطلبي قائمًا، وهو أن تتخذوا أفضل قرار بتقديم تكريسكم الوحيد والنهائي لي. إن لم يكن لدى أحدكم ذلك التكريس الوحيد، فإنه حتمًا سيكون ملكًا عزيزًا للشيطان، ولن أستمر في استخدامه، بل سأعيده إلى بيته كي يهتم به والداه. إن عملي مفيدٌ لكم. ما أتمنى أن أحصل عليه منكم هو قلب صادق يتوق إلى أن يسمو، لكنَّ يديَّ حتى الآن ما زالتا فارغتين. فكروا في الأمر: إذا كنت ذات يوم مهضوم الحق بدرجة يعجز الكلام عن وصفها، فما موقفي حينئذٍ تجاهكم؟ هل سأكون عندئذ ودودًا تجاهكم كما أنا عليه الآن؟ هل سيكون قلبي مطمئنًا عندئذ تجاهكم كما هو الآن؟ هل تفهمون مشاعر شخص حرث الحقل بجِدٍّ لكنه لم يثمر حبة واحدة؟ هل تفهمون عِظَم جُرح شخصٍ قد تلقى ضربة عظيمة؟ هل بوسعكم أن تتذوقوا مرارة شخصٍ مفعم بالأمل ينفصل عن شخصٍ آخر بسبب علاقات عدائية؟ هل رأيتم غضب شخصٍ تعرض للاستفزاز؟ هل تعرفون مشاعر الرغبة في الانتقام لدى شخصٍ عومل بعداء وخداع؟ إن كنتم تفهمون عقلية هؤلاء الناس، فأنا أعتقد أنه لن يصعب عليكم أن تتصوروا الموقف الذي سيكون عليه الله وقت المُجازاة. أخيرًا، آمل أن تبذلوا جميعًا جهودًا جادة من أجل مصيركم، لكن من الأفضل ألا تستعينوا بوسائل مخادعة في جهودكم، وإلا فسوف يظل أملي خائبًا فيكم في قلبي. إلامَ تؤدي خيبة الأمل؟ أما تخدعون أنفسكم؟ إن أولئك الذين يفكرون في مصيرهم لكنهم يفسدونه، هم أقل من يمكنهم نيل الخلاص. حتى لو تضايق أولئك، فمَنْ سيتعاطف معهم؟ أنا – بوجهٍ عام – ما زلتُ راغبًا في أن أتمنى لكم مصيرًا مناسبًا وطيبًا، بل وأكثر من ذلك، ألا يسقط أحدكم في الهاوية.
من "حول المصير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 336
تقول إنك تعترف بالله المتجسِّد وتعترف بظهور الكلمة في الجسد، لكنك تفعل أشياءَ معيّنةً من وراء ظهره، ولا تسلك بحسب متطلباته، ولا تخافه في قلبك. أمثل هذا اعتراف بالله؟ إنك تعترف بما يقوله، لكنك تأبى أن تمارس حتى الأشياء التي تستطيع أن تمارسها ولا تلتزم بطريقه. أمثل هذا اعتراف بالله؟ ومع أنك تعترف به، لكن ما يشغل ذهنك مقاومته، لا اتقاؤه. لو كنتَ قد رأيتَ عمله واعترفتَ به وتعرف أنه هو الله، وظللت فاترًا دون أي تغيير، فإنك ما زلت شخصًا غير مُخضَع؛ فأولئك الذين تم إخضاعهم عليهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم. مثل هذا الشخص يريد في قلبه بلوغ أعلى الحقائق حتى لو لم يكن قادرًا بعد على ذلك وحتى لو كانت تلك الحقائق أكبر من قدراتهم. ليس قصور ممارسته ومحدوديتها إلا لأنه محدود فيما يستطيع قبوله. لكن عليه – على الأقل – أن يقوم بكل ما في مقدرته. إن كان بوسعك أن تفعل كل هذه الأشياء، فلن يكون هذا إلا بسبب عمل الإخضاع. هَب أنك قلتَ: "في ضوء قدرته على قول كلام كثير ليس بوسع الإنسان أن يقوله، لو لم يكن هو الله، فَمَنْ يكون؟" إن التفكير بهذه الطريقة لا يعني اعترافك بالله. إذا كنتَ تعترف بالله، فعليك أن تُظهر ذلك من خلال أفعالك الواقعية. إن كنت تقود كنيسة مع عدم القدرة على القيام بأعمال بر، وإن كنت تشتهي المال والثروة، وتختلس أموال الكنيسة دائمًا في جيبك، فهل هذا اعتراف بوجود الله؟ الله قدير ومَهُوب. كيف لا تخاف إذا كنتَ تعترف حقًا بوجود إله؟ إن كنت تستطيع أن تفعل شيئًا حقيرًا مثل هذا، فهل هذا يعني حقًا أنك تعترف به؟ هل حقًا تعترف به؟ هل ما تؤمن به هو الله؟ إن ما تؤمن به هو إله مُبهم؛ ولهذا لا تخاف. أولئك الذين يعترفون بالله ويعرفونه حقًا جميعهم يخافونه ويخشون من ارتكاب أي شيء يخالفه أو يخالف ضميرهم؛ فهم يخافون على وجه الخصوص من ارتكاب أي شيء يعرفون أنه ضد مشيئته. يُعَد هذا وحده اعترافًا بوجود الله. ما الذي ينبغي أن تفعله عندما يُثنيك والداك عن الإيمان بالله؟ كيف ينبغي عليكِ أن تحبي الله عندما يعاملكِ زوجكِ غير المؤمن معاملة حسنة؟ وكيف ينبغي عليكِ أن تحبي الله عندما ينبذك إخوتك وأخواتك؟ إذا اعترفتَ به، فسوف تتصرف بطريقة مناسبة وتحيا الواقعية في كل هذه المواقف. أما إذا فشلت في التصرف بواقعية، واكتفيتَ بترديد اعترافك بوجود الله، فلستَ إلا صاحب كلام. تقول إنك تؤمن وتعترف به، لكن بأي طريقة تعترف به؟ وبأي طريقة تؤمن به؟ هل تخافه؟ هل توقره؟ هل تحبه من داخلك؟ عندما تكون مكلومًا، ولا تجد مَنْ تستند إليه، تشعر أن الله جميل، لكنك بعد ذلك تنسى كل شيء. ليست هذه محبة لله أو إيمان به. ماذا يريد الله من الإنسان أن يقوم به؟ كل الحالات التي ذكرتُها، مثل الاعتقاد في ذاتك أنك عظيم الشأن، والشعور بأنك سريع في تعلم الأشياء، والسيطرة على الآخرين، والازدراء بغيرك، والحكم على الناس بحسب مظهرهم، والسخرية من الناس الأمناء، واشتهاء أموال الكنيسة، وما إلى غير ذلك؛ فالتخلص من بعض من الشخصيات الشيطانية الفاسدة تلك هو ما ينبغي أن يُرى فيك بعد أن تُخضَع.
من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 337
لقد عملت وتحدثت بهذه الطريقة بينكم، لقد بذلت الكثير من الطاقة والجهد، ولكن متى سبق واستمعتم إلى ما أخبركم به بوضوح؟ أين انحنيتم لي، أنا القدير؟ لماذا تعاملونني هكذا؟ لماذا كل ما تقولونه وتفعلونه يثير غضبي؟ لماذا قلوبكم قاسية بشدة؟ هل سبق أن آلمتكم؟ لماذا لا تفعلون شيئًا سوى أن تجعلوني حزينًا ومهمومًا؟ هل تنتظرون يوم سُخطي، أنا يهوه، ليأتيكم؟ هل تنتظرون مني أن أرسل عليكم الغضب الذي أثاره عصيانكم؟ أليس كل ما أفعله هو من أجلكم؟ ومع ذلك، أنتم تعاملتم دائمًا معي، أنا يهوه، بهذه الطريقة: يسرق الناس ذبائحي، ويأخذون قرابين مذبحي إلى وكر الذئب لإطعام صغار الذئب وأحفاده؛ ويتقاتلون بعضهم مع بعض، ويواجهون بعضهم بعضًا بنظرات غاضبة وسيوف ورماح، ملقين كلماتي، أنا القدير، في المراحيض لتصبح قذرة مثل الفضلات. أين هي نزاهتكم؟ لقد تحولت إنسانيتكم إلى فظاظة! كما تحولت قلوبكم إلى حجر منذ زمن بعيد. ألا تعرفون أنه عندما يأتي يوم سخطي سيكون عندما أدين الشر الذي ترتكبونه ضدي، أنا القدير، اليوم؟ هل تعتقدون أنه من خلال خداعي بهذه الطريقة، ومن خلال إلقاء كلماتي في الوحل وعدم الاستماع إليها – هل تعتقدون أنه من خلال التصرف بهذه الطريقة من خلف ظهري يمكنكم الهروب من نظرتي الساخطة؟ ألا تعلمون أنني رأيتكم بالفعل بعينيّ، أنا يهوه، عندما سرقتم ذبائحي وطمعتم في ممتلكاتي؟ ألا تعرفون أنه عندما سرقتم ذبائحي كان ذلك أمام المذبح الذي تقدم فيه الذبائح؟ كيف يمكنكم أن تصدقوا أنفسكم بأنكم أذكياء بما يكفي لخداعي بهذه الطريقة؟ كيف يمكن أن ينصرف سُخطي عن خطاياكم الشنيعة؟ كيف يمكن لغضبي الشديد أن يتجاوز عن أفعالكم الشريرة؟ إن الشر الذي ترتكبونه اليوم لا يفتح مخرجًا لكم، بل يدّخر توبيخًا لغدكم، كما أنه يثير توبيخي، أنا القدير، نحوكم. كيف يمكن لأفعالكم الشريرة وكلماتكم الشريرة الهروب من توبيخي؟ كيف يمكن أن تصل صلواتكم إلى أذنيّ؟ كيف يمكنني فتح مخرجٍ لإثمكم؟ كيف يمكنني ترك أفعالكم الشريرة تتحداني؟ كيف لا أستطيع أن أقطع ألسنتكم السامة مثل سُمّ الأفعى؟ أنتم لا تدعونني من أجل صلاحكم، بل تزيدون غضبي نتيجة لإثمكم. كيف أغفر لكم؟ إن كلماتكم وأفعالكم في عينيّ، أنا القدير، دنسة. وترى عيني، أنا القدير، إثمكم باعتباره توبيخًا لا هوادة فيه. كيف يمكن أن يفارقكم توبيخي ودينونتي البارين؟ ولأنكم تفعلون هذا بي، مما يجعلني حزينًا وغاضبًا، كيف أسمح لكم بالهروب من يديّ وتجنب اليوم الذي أقوم فيه أنا، يهوه، بتوبيخكم ولعنكم؟ ألا تعرفون أن كل كلماتكم وأقوالكم الشريرة وصلت بالفعل إلى أذنيّ؟ ألا تعرفون أن إثمكم قد لوث بالفعل رداء بري المقدس؟ ألا تعرفون أن عصيانكم بالفعل قد أثار غضبي الشديد؟ ألا تعرفون أنكم قد تركتموني منذ فترة طويلة في غضب حانق، ومنذ فترة طويلة حاولتم اختبار صبري؟ ألا تعرفون أنكم قد آذيتم جسدي بالفعل حتى صار مبتليًا؟ لقد تحملتكم حتى الآن، لذا لا أعود أنفث عن غضبي وتسامحي تجاهكم بعد الآن. ألا تعرفون أن أفعالكم الشريرة قد وصلت بالفعل إلى عينيّ، وأن صرخاتي قد وصلت بالفعل إلى أذنيّ أبي؟ كيف يمكنه أن يسمح لكم أن تعاملوني هكذا؟ هل أي من العمل الذي أقوم به فيكم ليس من أجلكم؟ والآن، مَنْ مِنكم أصبح أكثر حبًا لعملي، أنا يهوه؟ هل يمكنني أن أكون غير مخلص لإرادة أبي لأنني ضعيف، وبسبب الشدة التي عانيت منها؟ ألا تفهمون قلبي؟ أنا أتكلم معكم كما فعل يهوه؛ ألم أتنازل عن الكثير من أجلكم؟ ومع أنني على استعداد لتحمل كل هذه المعاناة من أجل عمل أبي، كيف يمكن أن تتحرروا من التوبيخ الذي أجلبه عليكم كنتيجة لمعاناتي؟ ألم تتمتعوا بالكثير جدًا مني؟ واليوم، منحني أبي لكم، أفلا تعلمون أنكم تستمتعون أكثر بكثير من مجرد كلماتي السخية؟ ألا تعرفون أن حياتي قد دُفعت من أجل حياتكم والأشياء التي تستمتعون بها؟ ألا تعرفون أن أبي استخدم حياتي ليقاتل الشيطان، وأنه منحكم حياتي أيضًا، مما جعلكم تحصلون على مائة ضعف، وسمح لكم بتجنب الكثير من الإغواء؟ ألا تعرفون أنه من خلال عملي فقط قد نجوتم من الكثير من الإغواء، ومن العديد من التوبيخيات العنيفة؟ ألا تعرفون أنه فقط بسببي قد سمح لكم أبي بالاستمتاع حتى الآن؟ كيف أمكن أن تبقوا قساةً ومتعنتين اليوم، كما لو أن قلوبكم قد تحجّرت؟ كيف يمكن للشر الذي ترتكبونه اليوم أن يهرب من يوم السُخط الذي سيتبع رحيلي من الأرض؟ كيف يمكنني أن أسمح للقساة والمتعنتين بالهروب من غضب يهوه؟
من "لا يستطيع أحد ممن هم من جسد أن يهربوا من يوم السُخط" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 338
عودوا بأذهانكم للماضي: متى نظرت إليكم بغضب وتحدثت معكم بصرامة؟ متى تجادلت معكم على أمور عقيمة؟ متى قمت بتأنيبكم تأنيبًا مفرطًا؟ متى قمت بتأنيبكم في وجهكم؟ أليس من أجل عملي أن أدعو أبي كي يحفظكم من كل إغواء؟ لماذا تعاملونني هكذا؟ هل سبق لي من قبل استخدام سلطاني لضرب جسدكم؟ لماذا تقابلون ما فعلته من أجلكم هكذا؟ بعد أن تتقلبوا في تعاملكم معي، فلستم حارين ولا باردين، ثم بعد ذلك تحاولون أن تخدعوني وتخفوا عني أشياء، وأفواهكم مليئة ببصاق الآثمين. هل تعتقدون أن ألسنتكم يمكنها خداع روحي؟ هل تعتقدون أن ألسنتكم يمكنها الهروب من سُخطي؟ هل تعتقدون أن ألسنتكم قد تصدر حكمًا على أفعالي، أنا يهوه، كيفما تشاء؟ هل أنا الإله الذي يحكم عليه الإنسان؟ هل بإمكاني أن أسمح لحشرة ضئيلة بأن تجدف عليّ هكذا؟ كيف يمكنني أن أضع أبناء عصيان أمثال هؤلاء بين بركاتي الأبدية؟ لقد كشفتكم كلماتكم وأفعالكم منذ فترة طويلة وأدانتكم. عندما بسطت السماوات وخلقت كل الأشياء، لم أسمح لأي مخلوق بالمشاركة كما يحلو له، فضلاً عن أنني لم أسمح لأي شيء أن يعطل عملي وتدبيري كيفما شاء؛ كما أنني لم أتسامح مع أي إنسان أو كائن، كيف يمكن أن أصفح عن أولئك الذين يعاملونني بقسوة ووحشية؟ كيف أغفر لمن يتمرد على كلامي؟ كيف يمكن أن أصفح عن أولئك الذين يعصونني؟ أليس مصير الإنسان في يديّ، أنا القدير؟ كيف يمكن أن اعتبر إثمك وعصيانك مقدسين؟ كيف يمكن لخطاياك أن تنجس قداستي؟ أنا لا أتدنس من نجاسة الآثمين، ولا أستمتع بالقرابين المقدمة من الأشرار. لو كنت مخلصًا لي، أنا يهوه، هل كان يمكنك أن تأخذ لنفسك الذبائح المقدمة على مذبحي؟ هل كان بإمكانك استخدام لسانك السام للتجديف على اسمي القدوس؟ هل كنت تستطيع التمرد على كلامي بهذه الطريقة؟ هل كنت تستطيع أن تعامل مجدي واسمي القدوس باعتبارهما أداتان تخدمان الشيطان، الشرير؟ إن حياتي مقدمة من أجل متعة المقدسين. كيف يمكنني أن أسمح لك أن تلهو بحياتي كيفما يحلو لك، واستخدامها باعتبارها أداة للصراع بينكم؟ كيف يمكن أن تكونوا بلا قلب إلى هذا الحد، وتفتقرون إلى طريق الخير هكذا، فيما تفعلونه تجاهي؟ ألا تعرفون أنني قد كتبت بالفعل أعمالكم الشريرة في كلام الحياة هذا؟ كيف يمكنكم الهروب من يوم السُخط عندما أوبخ مصر؟ كيف أسمح لكم أن تعارضوني وتتحدوني بهذه الطريقة، مرارًا وتكرارًا؟ أقول لكم صراحة، عندما يأتي اليوم، سيكون توبيخكم لا يطاق بدرجة أكبر من توبيخ مصر! كيف يمكنكم الهروب من يوم سُخطي؟ أقول لكم حقًا: إن قدرتي على الاحتمال مُعدّة لتحمل أفعالكم الشريرة، وموجودة لتوبيخكم في ذلك اليوم. ألستم أنتم من سيعاني من الدينونة الساخطة عندما أكون قد وصلت إلى نهاية قدرتي على الاحتمال؟ أليست كل الأشياء في يديّ، أنا القدير؟ كيف يمكنني أن أسمح لكم أن تعصوني هكذا، تحت السماوات؟ سوف تكون حياتكم شاقة للغاية لأنكم قد قابلتم المسيح، الذي قيل عنه أنه سيأتي، ولكنه لم يأت قط. ألستم أنتم أعداؤه؟ لقد كان يسوع صديقًا لكم، ومع ذلك فأنتم أعداء المسيح. ألا تعرفون أنه مع كونكم أصدقاء يسوع، فإن أفعالكم الشريرة قد ملأت آنية أولئك الممقوتين؟ مع أنكم قريبون جدًا من يهوه، ألا تعرفون أن كلماتكم الشريرة قد وصلت إلى أذنيّ يهوه وأثارت غضبه؟ كيف يمكنه أن يكون قريبَا منك، وكيف لا يحرق تلك الآنية الخاصة بك، والتي هي مليئة بالأفعال الشريرة؟ كيف لا يكون هو عدوك؟
من "لا يستطيع أحد ممن هم من جسد أن يهربوا من يوم السُخط" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 339
أنا أنظر الآن إلى جسدك المترف الذي من شأنه تملّقي، ولدي مجرد تحذير صغير لك، مع أنني لن "أخدمك" بالتوبيخ. عليك أن تعرف الدور الذي تؤديه في عملي، وبعدها سأشعر بالرضى. وفي غير هذا الأمر، إن كنت تقاومني وتنفق مالي، أو تأكل الذبائح المقدمة لي، أنا يهوه، أو إن كنتم أنتم – أيها الديدان – يعضّ بعضكم بعضًا، أو كانت هناك صراعات بينكم أو اعتدى بعضكم على البعض الآخر، أيتها المخلوقات الشبيهة بالكلاب، فأنا لا يعنيني أي من هذا. لستم بحاجة إلا إلى أن تعرفوا أي نوع من الأشياء أنتم، وسأشعر بالرضى. بعيدًا عن هذه الأمور جميعًا، لا بأس إن كنتم ترغبون في إشهار الأسلحة بعضكم على بعض أو التراشق بالكلمات؛ فليس لدي رغبة في التدخل في مثل هذه الأمور، ولست منخرطًا أبدًا في الشؤون البشرية. ليس الأمر أني لست مهتمًّا بالنزاعات فيما بينكم، بل الأمر هو أنني لست واحدًا منكم، ولذلك، لا أشارك في المسائل التي تحدث فيما بينكم. أنا نفسي لست مخلوقًا ولست من العالم، لذلك أشمئز من حياة الاهتياج بين الناس وتلك العلاقات المضطربة غير السليمة بينهم. أنا أشمئز على وجه الخصوص من حشود الناس الصاخبة. لكن لديّ معرفة عميقة بالنجاسات الموجودة في قلب كل مخلوق، وقبل أن أخلقكم، كنت أعرف بالفعل الإثم الموجود في أعماق قلب الإنسان، وكنت أعلم كل الخداع والعوج فيه. ولذلك فحتى إن لم تكن هناك آثار على الإطلاق عندما يقوم الناس بأمور آثمة، ما زلت أعرف أن الإثم الموجود في قلوبكم يفوق غنى كل الأمور التي خلقتها. لقد نهضتم جميعًا إلى ذروة الحشود؛ وصعدتم لتكونوا أسلاف الجماهير. أنتم مستبدون بصورة مفرطة؛ إذْ تندفعون مسعورين بين جميع الديدان وتبحثون عن مكان راحة، وتحاولون التهام الديدان الأصغر منكم. أنتم خبثاء وأشرار في قلوبكم بصورة تتجاوز حتى الأشباح التي غرقت في قاع البحر. أنتم تسكنون في قاع الروث، وتزعجون الديدان من القمة إلى القاع حتى تفقد السلام وتتعارك معًا لبرهة ثم تهدأ. أنتم لا تعرفون مكانكم، ومع ذلك لا تزالون تحاربون بعضكم بعضًا في الروث. ما الذي تكسبونه من هذا الصراع؟ إن كنتم تتقونني في قلوبكم فعلًا، فكيف يصارع بعضكم بعضًا من وراء ظهري؟ لا يهم مدى علو مكانتك، ألا تزال دودة ضئيلة نكرة في الروث؟ هل يمكن أن تنمو لك أجنحة وتصير حمامة في السماء؟ أنتم، أيتها الديدان الضئيلة النتنة، تسرقون الذبائح من مذبحي، أنا يهوه، هل يمكنك بفعلك هذا أن تنقذ سمعتك الهشة المدمَّرة وتصير شعب إسرائيل المختار؟ أنتم صعاليك وقحون! تلك الذبائح التي على المذبح قدمها لي شعبي، تعبيرًا عن مشاعر عرفان مَنْ يتقوني. إنها من أجل تحكمي واستخدامي، فكيف يمكنك أن تسرق مني اليمام الصغير الذي قدمه لي شعبي؟ ألا تخشى أن تكون من أمثال يهوذا؟ ألا تخشى أن تصير أرضك حقل دماء؟ أيها الوقح! هل تظن أن اليمام الذي قدمه لي الناس هو لتغذية بطنك أيها الدودة؟ ما أعطيتك إياه هو ما كنتُ راضيًا وراغبًا في إعطائك إياه؛ وما لم أعطك إياه هو في حوزتي، ولا يمكنك ببساطة أن تسرق تقدماتي. مَن يعمل هو أنا، يهوه، رب الخليقة، والناس يقدمون الذبائح بسببي. هل تعتقد أن تلك الذبائح هي تعويض عن كل الركض الذي تركضه؟ أنت حقًّا وقح! من الذي تركض من أجله؟ أليست ذاتك؟ لماذا تسرق ذبائحي؟ لماذا تسرق مالًا من حقيبة مالي؟ ألست ابن يهوذا الإسخريوطي؟ الذبائح المقدمة لي، أنا يهوه، يتمتع بها الكهنة. هل أنت كاهن؟ أنت تتجرأ أن تأكل بتعجرف من ذبائحي وتضعها حتى فوق المائدة؛ أنت لا تساوي شيئًا! أنت صعلوك بلا قيمة! نيراني، نيران يهوه، ستحرقك وتحولك إلى رماد!
من "حين تعود الأوراق المتساقطة إلى جذورها، ستندم على كل الشر الذي صنعته" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 340
إيمانكم جميل جدًّا؛ تقولون إنكم راغبون في تكريس حيواتكم بأكملها من أجل عملي، وفي التضحية بحيواتكم من أجله، ولكن شخصياتكم لم تتغير كثيرًا. أنتم تتحدثون بغرور على الرغم من أن سلوككم الفعلي بائس. كما لو أن ألسنة الناس وشفاههم في السماء بينما سيقانهم موجودة بعيدًا على الأرض، وكنتيجة لذلك فإن كلماتهم وأعمالهم وسُمعتهم لا تزال في حالة انهيار ودمار. سُمعتُكم قد دُمرت، وسلوككم فاسد، وطريقة حديثكم وضيعة، وحيواتكم حقيرة، وحتى إنسانيتكم كلها قد غرِقَت في انحطاط وضيع. أنتم ضيقو الفكر تجاه الآخرين وتساومون على أقل شيء. تتشاجرون على سمعتكم ووضعكم، للدرجة التي تكونون مستعدين فيها للهبوط إلى الجحيم وإلى بحيرة الكبريت. كلماتكم وأفعالكم الحالية تكفي لكي أقرر أنكم خطاة. مواقفكم تجاه عملي تكفي لكي أقرر أنكم أثمة، وشخصياتكم تكفي لكي أشير إلى أنكم أرواح نجسة مليئة بالفواحش، مظاهركم وما تكشفون عنه تكفي لكي أقول إنكم أناس قد شربوا ملء بطونهم من دماء الأرواح النجسة. حين يُذكر دخول الملكوت، لا تكشفون عن مشاعركم. هل تعتقدون أن الحال الذي أنتم عليه الآن كافٍ لكي تدخلوا بوابة ملكوت سماواتي؟ هل تعتقدون أنه يمكنكم نيل فرصة الدخول إلى أرض عملي وكلامي المقدسة دون أن تَخضع كلماتكم وأفعالكم لاختباري؟ مَنْ قادر على أن يخدعني؟ كيف يمكن لسلوكياتكم وأحاديثكم الحقيرة والوضيعة أن تُفلت من عيني؟ لقد قررت أن حياتكم هي حياة من يشربون دماء الأرواح النجسة ويأكلون أجسادها لأنكم تقلِّدونها أمامي يوميًّا. لقد كان سلوككم سيئًا جدًّا أمامي، فكيف لا أراكم مثيرين للاشمئزاز؟ كلامكم يحوي دنس الأرواح النجسة: أنتم تتملقون، وتخفون، وتجاملون مثل الذين يقومون بأعمال السحر، ومثل أولئك المخادعين، وتشربون من دماء الآثمين. كل تعابير البشرية آثمة للغاية، فكيف يمكن أن يُوضع جميع الناس في الأرض المقدسة الموجود فيها الأبرار؟ هل تعتقد أن سلوكك الحقير قد يميزك كشخص مقدس مقارنة بأولئك الآثمين؟ لسانك الشبيه بالحية في النهاية سيدمر جسدك الذي يتسبب بالدمار ويرتكب الفواحش، ويداك الملطختان بدم الأرواح النجسة ستزجان بروحك في النار في النهاية، فلماذا إذًا لا تغتنم هذه الفرصة لتطهير يديك المغمورتين بالدنس؟ ولماذا لا تستغل هذه الفرصة لتقطع لسانك الذي يقول كلمات آثمة؟ هل تريد أن تُحرق بلَهيب الجحيم بسبب يديك ولسانك وشفتيك؟ أنا أظل أراقب قلوب الناس كافة بعيني لأنني قبل أن أخلق البشر بمدة طويلة، أمسكت قلوبهم بيدي. لقد رأيت قلوب البشر منذ أمد بعيد، فكيف لأفكارهم أن تُفلت من عيني؟ وكيف يمكن ألا يكون الأوان قد فات حتى يفلتوا من لهيب روحي؟
من "شخصياتكم جميعًا وضيعة للغاية!" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 341
شفتاك أحنُّ من الحمام ولكن قلبك أكثر شرًّا من الحية القديمة، حتى أن شفتيك جميلتان كالنساء اللبنانيات، ولكن قلبك ليس أحنَّ من قلوبهن، وبالطبع لا يمكن مقارنته بجمال الكنعانيات. قلبك مخادع للغاية! ما أمقته فقط هو شفاه الآثمين وقلوبهم، ومتطلباتي من البشر ليست أعلى مما أتوقعه من القديسين، كل ما في الأمر أني أشمئز من أعمال الآثمين الشريرة، وآمل أن يتمكنوا من ترك نجاستهم والهرب من ورطتهم الحالية لكي يتميَّزوا عن أولئك الآثمين، ويعيشوا مع أولئك الأبرار ويكونوا قديسين. أنتم في نفس ظروفي، ولكنكم مغمورون بالدنس، ليس هناك أدنى شبه بين أولئك البشر المخلوقين في البداية وبينكم، وفوق ذلك، ولأنكم في كل يوم تحاكون شكل تلك الأرواح النجسة وتفعلون ما تفعله وتقولون ما تقوله، فكل جزء منكم وحتى ألسنتكم وشفاهكم منغمسة في مائها القذر لدرجة أنكم مغمورون بالكامل بتلك الأوساخ، وليس فيكم جزء واحد يمكن أن يُستخدم من أجل عملي. إنه أمر مفجع للغاية! أنتم تحيون في عالم الخيول والعجول ومع ذلك لا تشعرون فعليًّا بالاضطراب؛ وأنتم مملوؤون بهجةً وتعيشون بحرية وانطلاق. أنتم تسبحون في هذا الماء القذر ولكنكم لا تعرفون حقًّا أنكم سقطتم في مثل هذا المأزق. في كل يوم تقترن مع الأرواح الشريرة وتتعامل مع "الغائط". إن حيواتكم وضيعة للغاية، ومع ذلك أنت لا تعرف أنك لا تعيش بتاتًا في عالم البشر، وأنك لا تسيطر على نفسك. ألا تعرف أن الأرواح النجسة قد سحقت حياتك منذ زمن طويل، وأن شخصيتك قد تلطخت بالماء القذر منذ أمد بعيد؟ هل تظن أنك تعيش في فردوس أرضي، وأنك تحيا في سعادة؟ ألا تعرف أنك عشت حياةً مع الأرواح النجسة، وأنك تعايشت مع كل شيء أعدَّته لك؟ كيف يمكن أن يكون لحياتك أي معنى؟ كيف يمكن أن تكون لحياتك أي قيمة؟ لقد كنت تركض منشغلًا بأبويك من الأرواح النجسة إلى الآن، ومع ذلك أنت لا تعرف أن مَن ينصبان لك شِركًا هما أبواك من الأرواح النجسة اللذان أنجباك وربَّياك. وعلاوةً على ذلك، أنت لا تعرف أنهما من أعطياك نجاستك كلها؛ كل ما تعرفه هو أن بإمكانهما تقديم "المتعة" لك، إنهما لا يوبخانك، ولا يدينانك، وهما بالأخص لا يلعنانك. لم يثورا عليك غضبًا أبدًا، بل يعاملانك بمودة ولطف. كلماتهما تغذي قلبك وتأسرك فتصير مشوشًا، ودون أن تدرك تُبتلع وتصير راغبًا في خدمتهما وفي أن تكون منفَذًا وخادمًا لهما. ليست لديك أي شكاوى على الإطلاق بل ترغب في أن تعمل لديهما كالكلاب، وكالأحصنة، إنهما يخدعانك. لهذا السبب، ليس لديك رد فعل مطلقًا بشأن العمل الذي أقوم أنا به، ولا عجب أنك دائمًا تريد أن تتسلل من يدي سرًّا، ولا عجب أنك تريد دائمًا استخدام الكلمات المعسولة لتنال استحساني. يتضح بالفعل أن لديك خطة أخرى وترتيبًا آخر. يمكنك رؤية القليل من أعمالي بصفتي الله القدير، لكنك لا تعرف ذرة واحدة من دينونتي وتوبيخي. لا تعرف متى بدأ توبيخي؛ أنت فقط تعرف كيف تغشني، ولكنك لا تعرف أني لا أتسامح مع أي تعدٍّ من الإنسان. بما أنك عزمت على خدمتي، فلن أتركك ترحل. أنا إله يكره الشر، وأنا إله يحسد البشرية. بما أنك قد وضعت كلماتك على المذبح بالفعل، فلن أتسامح مع هروبك أمام عيني، ولن أتسامح مع كونك تخدم سيدين. هل كنت تعتقد أنه ستكون لديك محبة أخرى بعد أن وضعت كلماتك على مذبحي وأمام أم عيني؟ كيف أدع الناس تستغفلني بهذه الطريقة؟ هل كنت تعتقد أن بإمكانك قطع نذور وحلف أقسام لي بلسانك بصورة عرضية؟ كيف أمكنك أن تحلف أقسامًا أمام عرشي، عرشي أنا الأعلى؟ هل كنت تعتقد أن أقسامك قد زالت؟ أقول لكم، حتى لو ماتت أجسادكم، لن تزول أقسامكم. في النهاية، سأدينكم بناءً على أقسامكم. لكنكم تعتقدون أن بإمكانكم أن تضعوا كلماتكم أمامي للتعامل معي بينما قلوبكم تخدم الأرواح النجسة والشريرة. كيف يمكن لغضبي أن يسامح أولئك الناس أشباه الكلاب والخنازير الذين يغشونني؟ يجب أن أنفذ مراسيمي الإدارية وأسترجع جميع أولئك "الأتقياء" الفاسدين الذين يؤمنون بي من أيدي الأرواح النجسة حتى "ينتظروني" بصورة منظمة، ليكونوا ثيراني، وخيلي، ويُرحموا من ذبحي بتدبير مني. سأجعلك تستعيد عزمك السابق وتخدمني من جديد. لن أتسامح مع غش أي واحد من الخليقة. هل كنت تعتقد أن بإمكانك أن تقدم مطالب عشوائية وتكذب بصورة متعسفة أمامي؟ هل كنت تعتقد أني لم أسمع أو أرَ كلماتك وأعمالك؟ كيف كان يمكن لكلماتك وأعمالك أن تختفي عن ناظري؟ كيف يمكنني السماح للناس بأن يغشوني بهذه الطريقة؟
من "شخصياتكم جميعًا وضيعة للغاية!" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 342
لقد كنت بينكم، عاشرتكم في العديد من فصول الربيع والخريف، عشت بينكم مدةً طويلة، وعشت معكم؛ كم من سلوكياتكم الحقيرة قد أفلتَت مباشرةً من أمام عيني؟ يتردد صدى تلك الكلمات النابعة من قلوبكم باستمرار في أذني، لقد وُضعت الملايين والملايين من تطلعاتكم على مذبحي، إنها حتى لا يُمكن أن تُحصى. لكن بالنسبة إلى تكريسكم وما بذلتموه، لم تعطوا حتى ولو قلة قليلة. أنتم لا تضعون حتى ولو قطرة صغيرة من إخلاصكم على مذبحي. أين ثمار إيمانكم بي؟ لقد نلتم نعمةً لا متناهية مني، ورأيتم أسرارًا لا حدود لها من سمائي، حتى إنني أظهرت لكم لهيب السماء ولكن لم أجرؤ على حرقكم، وكم قد أعطيتموني في المقابل؟ كم أنتم راغبون في إعطائي؟ أمسكتَ بالطعام الذي أعطيتك إياه، وأدرتَ ظهرك وقدمتَه لي حتى إنك بالغتَ وقلت إنه شيء قد حصلت عليه مقابل عرقك الناتج عن عملك الشاق، وإنك تهب كل ما لديك لي. كيف لا يمكنك أن تعرف أن "هباتك" لي هي كلها أشياء قد سُرقت من مذبحي؟ وفوق ذلك، أنت تقدمها لي الآن، ألا تغشني؟ كيف لا تعرف أن ما أتمتع به الآن هو كله من الذبائح الموجودة على مذبحي وليس ما قد كسبتَه أنت من عملك الجاد ومن ثم قدمته لي؟ أنتم بالفعل تتجرؤون لتغشوني بهذه الطريقة، فكيف لي أن أسامحكم؟ كيف تتوقعون مني أن أتحمل هذا لمدة أطول؟ لقد أعطيتكم كل شيء. وفرت لكم كل شيء، وزودتكم باحتياجاتكم، وفتحت عيونكم، ومع ذلك تغشونني بهذه الطريقة، وتتجاهلون ضمائركم. لقد أنعمت عليكم بكل شيء بلا أنانية، لكي تكونوا، حتى لو عانيتم، قد حصلتم مني على كل شيء أحضرته من السماء. وعلى الرغم من هذا ليس لديكم تكريس على الإطلاق، وحتى لو قدمتم هبة صغيرة، فإنكم تحاولون تصفية حساباتكم معي بعدها. ألن تفشل هبتك في تحقيق أي شيء؟ ما أعطيتني إياه ليس سوى حبة رمل، لكن ما طلبته مني هو طن من الذهب. ألستَ غير منطقي؟ أنا أعمل بينكم. بالتأكيد لا أثر للعشور التي ينبغي أن أحصل عليها، ناهيكم عن أي ذبائح إضافية. وما زاد عن ذلك، العشور التي يساهم بها الأتقياء يستحوذ عليها الأشرار. ألستم جميعًا مشتتين عني؟ ألستم جميعًا معادين لي؟ ألستم جميعًا تدمرون مذبحي؟ كيف لعينيَّ أن تريا مثل هؤلاء الأشخاص على أنهم كنوز؟ أليسوا الخنازير والكلاب التي أمقتها؟ كيف يمكنني أن أشير إلى فجوركم على أنه كنز؟ لمن يُعمل عملي حقًّا؟ هل يمكن أن يكون الهدف من عملي فقط هو ضربكم جميعًا لأكشف عن سلطاني؟ أليست حيواتكم معلقة بكلمة واحدة مني؟ لماذا أستخدم الكلام فقط لأعلمكم ولم أحول كلامي إلى حقائق لكي أضربكم بأسرع ما يمكن؟ هل الهدف من كلامي وعملي هو ضرب البشرية فحسب؟ هل أنا إله يقتل البريء بلا تمييز؟ الآن، كم عدد الذين يقفون منكم أمامي بكل كيانهم ليسعوا إلى الطريق الصحيح للحياة البشرية؟ أجسادكم فقط هي التي أمامي، أما قلوبكم فما زالت طليقة، وبعيدة، بعيدة كل البعد عني. لأنكم لا تعرفون ما هو عملي حقًّا، هناك عدد كبير منكم يريد أن يهجرني، ويبتعد عني، ويأمل بدلًا من ذلك أن يعيش في فردوس ليس فيه توبيخ ولا دينونة. أليس هذا هو ما يتمناه الناس في قلوبهم؟ أنا بالتأكيد لا أحاول أن أجبرك. أيًّا كان الطريق الذي تتخذه فهو اختيارك، وطريق اليوم ترافقه الدينونة واللعنات، لكن عليكم أن تعرفوا جميعًا أن كل ما أنعمت به عليكم، سواء أكان دينونات أم توبيخات، هو أفضل العطايا التي أستطيع تقديمها لكم، وهي كلها الأمور التي تحتاجونها بصورة عاجلة.
من "شخصياتكم جميعًا وضيعة للغاية!" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 343
لقد نفَّذتُ الكثير من العمل على الأرض وسرتُ بين البشرية للعديد من السنوات. ومع ذلك نادرًا ما يعرف الناس صورتي وشخصيتي، ويمكن لعدد قليل من الناس أن يشرحوا العمل الذي أقوم به بصورة شاملة. يفتقر الناس إلى الكثير، فهم دائمًا يفتقرون إلى فهم ما أفعله، وقلوبهم دائمًا حذرة كما لو كانوا خائفين بعمق من أن آتي بهم إلى موقف آخر ثم لا أكترث بهم. لذلك موقفهم نحوي دائمًا فاتر ويصحبه قدر كبير من الحذر. هذا لأن الناس قد أتوا إلى الحاضر دون أن يفهموا العمل الذي أقوم به، وهم بالأخص مرتبكون بسبب الكلمات التي أقولها لهم. يحملون كلماتي في أيديهم ولا يعرفون إن كان ينبغي أن يكونوا عازمين في إيمانهم أم ينبغي عليهم أن ينسوها بصورة غير حاسمة. لا يعرفون إن كان يجب أن يمارسوها أم ينبغي عليهم أن ينتظروا ويروا. لا يعرفون إن كان ينبغي أن يتخلَّوا عن كل شيء ثم يتبعونها بشجاعة، أم إن كان ينبغي عليهم أن يستمروا في تبادل الصداقة مع العالم كالسابق. إن عوالم الناس الداخلية معقدة للغاية، وهم ماكرون جدًّا. يواجه العديد من الناس وقتًا صعبًا في ممارسة كلماتي ولديهم صعوبة في سكب قلبهم أمامي لأنهم لا يرون كلماتي بوضوح وبصورة كلية. أنا أتفهم صعوباتكم بعمق. العديد من نقاط الضعف لا يمكن تجنبها أثناء العيش في الجسد، والعديد من العوامل الموضوعية تأتي إليكم بالصعوبات. أنتم تطعمون أسرتكم، وتمضون أيامًا من العمل الشاق، وتمر الشهور والسنون بصورة مضنية. توجد العديد من المصاعب في العيش في الجسد، أنا لا أنكر هذا، وبالطبع فإن متطلباتي منكم تتوافق مع الصعوبات التي تواجهونها. إن متطلبات عملي الذي أقوم به كلها مبنية على قامتكم الفعلية. ربما عندما كان الناس يعملون في الماضي، كانت متطلباتهم منكم مملوءة بعناصر مبالغ فيها، ولكن ينبغي عليكم أن تعرفوا أني لم أطلب منكم قط متطلباتٍ مُفْرِطَةً فيما أقوله وأفعله. جميعها تُطلب بناءً على طبيعة الناس وجسدهم واحتياجاتهم. ينبغي أن تعرفوا، وأنا يمكن أن أخبركم بوضوح، أني لا أعترض على طرق التفكير المنطقي التي يتبناها الناس، ولا أعارض طبيعة البشر المتأصلة. فقط لأن الناس لا يفهمون ما معيار متطلباتي منهم، ولا يفهمون المعنى الأصلي لكلماتي، ولا يزالون متشككين في كلماتي حتى الآن، وأقل من نصف الناس يؤمنون بكلماتي. البقية الباقية هم غير مؤمنين، وحتى أولئك الذين يحبون سماعي وأنا "أحكي قصصًا". إضافة إلى أن العديد منهم يستمتعون بالعرض. أنا أحذركم: لقد انفتحت العديد من كلماتي بالفعل أمام أولئك الذين يؤمنون بي، وأولئك الذين يتمتعون بالمنظر الجميل لملكوتي ولكنهم واقفون خارج أبوابه قد أقصيتهم بالفعل. ألستم زوانًا أمقته وأنبذه؟ كيف يمكنكم أن تودعوني عند رحيلي ثم بعد ذلك ترحبون بابتهاج بعودتي؟ أقول لكم، بعد أن سمع شعب نينوى كلمات يهوه الغاضبة، تابوا على الفور في مسوح ورماد. لأنهم آمنوا بكلماته امتلأوا خوفًا ورعدةً وتابوا في مسوح ورماد. أما من جهة الناس اليوم، فمع أنكم أيضًا تؤمنون بكلماتي وما زاد أنكم تؤمنون أن يهوه قد جاء مرةً أخرى بينكم اليوم، إلا أنكم لا تظهرون أي اتقاء في موقفكم، كما لو كنتم تراقبون يسوع الذي وُلد في اليهودية منذ عدة آلاف من السنين وقد نزل الآن بينكم. أنا أتفهم بعمق الخداع الموجود داخل قلوبكم؛ فمعظمكم يتبعني بدافع الفضول وقد أتيتم لتطلبوني بدافع الفراغ. حين تتحطم أمنيتكم الثالثة – أي أمنيتكم لحياة سعيدة وآمنة – يتبدَّد فضولكم أيضًا. الخداع الموجود داخل قلب كل واحد منكم يُظهره كلامكم وأفعالكم. سأقولها صراحةً، أنتم فقط لديكم فضول عني، ولستم خائفين مني؛ ولا تفكرون فيما تقولون، وقليلًا ما تكبحون سلوكياتكم. فكيف يكون إيمانكم حقًّا؟ هل هو إيمان أصيل؟ أنتم تستخدمون كلماتي فقط لتبديد مخاوفكم وتخفيف مللكم، ولتملأ المساحات الفارغة الباقية في حياتك. مَنْ منكم مارس كلماتي؟ مَنْ يؤمن إيمانًا أصيلًا؟ إنكم تستمرون في الهتاف قائلين إن الله إله يرى بعمق قلوب الناس، ولكن كيف يمكن لهذا الإله الذي تهتفون به في قلوبكم أن يكون متوافقًا معي؟ حيث إنكم تهتفون هكذا، فلماذا تسلكون بهذه الطريقة؟ هل يمكن أن تكون هذه هي المحبة التي تريدون أن تكافئوني بها؟ لا يوجد ولو قدر صغير من التقوى على شفاهكم، ولكن أين ذبائحكم، وأعمالكم الحسنة؟ إن لم يكن من أجل كلماتكم التي تصل إلى أذنيَّ، فكيف كنت سأكرهكم بهذا القدر؟ إن كنتم تؤمنون بي حقًّا، فكيف كنتم ستقعون في هذه المحنة؟ هناك نظرات يائسة على وجوهكم كما لو كنتم تقفون للمحاكمة في الجحيم. ليس لديكم أية حيوية وتتحدثون بضعف عن صوتكم الداخلي؛ أنتم مملوؤون بالشكاوى واللعنات. قد فقدتم ثقتكم فيما أفعله منذ أمد بعيد وحتى ثقتكم الأصلية اختفت، فكيف يمكنكم أن تتبعوا حتى النهاية؟ كيف يمكنكم أن تَخلصوا بهذه الطريقة؟
من "كلمات للشباب والشيوخ" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 344
مع أن عملي مفيد لكم كثيرًا، دائمًا ما لا تفهمون كلماتي وتكون بلا جدوى فيكم. من الصعب أن أجد هدفًا لأكمِّله، واليوم تقريبًا فقدت الأمل فيكم. لقد بحثت فيما بينكم للعديد من السنوات، لكن من الصعب إيجاد صديق حميم. أشعر كما لو كان ليس لديَّ ثقة في أن أستمر في العمل فيكم، وليس لدي محبة لأستمر في محبتكم. هذا لأني منذ مدة طويلة شعرت باشمئزاز من "إنجازاتكم" الضئيلة المثيرة للشفقة؛ الأمر يبدو كما لو كنت لم أتكلم قط بينكم ولم أعمل فيكم قط. إن إنجازاتكم مقززة للغاية. تجلبون الخراب والخزي على أنفسكم، وأنتم في الغالب بلا قيمة. بالكاد أجد فيكم شبه الإنسان ولا أشتمُّ رائحته. أين رائحتكم المنعشة؟ أين الثمن الذي دفعتموه للعديد من السنين، وأين النتائج؟ ألم تجدوها قط؟ لعملي الآن بداية جديدة، وانطلاقة جديدة. سأنفذ مخططات كبرى وأريد أن أحقق عملًا أعظم، ومع ذلك ما زلتم تتمرغون في الطين كما في السابق، وتحيون في مياه الماضي النجسة، وبالأخص لم تتخلَّصوا من حالتكم الأصلية. لذلك لا تزالون لم تحصلوا على أي شيء من كلماتي. لا تزالون لم تبرحوا مكانكم الأصلي في الطين والمياه الدنسة، ولا تعرفون سوى كلماتي، ولكن في الواقع لم تدخلوا إلى عالم حريتها، لذلك لم تنفتح كلماتي لكم قط، وهي تبدو مثل كتاب النبوة الذي ظل مغلقًا لآلاف السنين. أظهرُ لكم في حياتكم لكنكم دائمًا لا تدرون، ولا حتى تتعرفون عليّ. تقريبًا نصف الكلمات التي أقولها دينونة لكم، ولكنها لا تحقِّق إلا نصف ما ينبغي أن تحققه، وهو أن تغرس الخوف في أعماقكم. النصف المتبقي عبارة عن كلمات لأعلمكم عن الحياة والسلوك، ولكنها تبدو كما لو كانت لم توجد من أجلكم، أو كما لو كنتم تنصتون إلى كلمات أطفال، كلمات تعطونها ابتسامة صفراء، ولا تسلكون بحسبها. لم تهتموا قط بهذا الأمر؛ عادةً ما تراقبون أفعالي بدافع فضولكم لذلك سقطتم الآن في الظلمة ولا يمكنكم رؤية النور، أنتم تبكون بشفقة في الظلمة. ما أريده هو طاعتكم، طاعتكم غير المشروطة، وأيضًا أريدكم أن تتيقنوا بالكامل من كل شيء أقوله. يجب عليكم ألّا تتبنوا موقف الإهمال ولا يجب عليكم أيضًا التأقلم معه بصورة انتقائية ولا حاجة لي أن أقول ألا تكونوا غير مكترثين بكلماتي وعملي، كعادتكم. عملي يتم بين ظهرانيكم وقد أنعمت عليكم بعدد كبير من كلماتي، لكن إن كنتم تعاملونني بهذه الطريقة، سأعطي فقط ما تخليتم عنه ولم تحصلوا عليه وتمارسوه إلى العائلات الأممية. هل هناك مِن بين الخليقة ما ليس في يدي؟ معظم مَن بينكم هم من "العصر القديم الناضج" وليس لديكم طاقة لقبول هذا النوع من عملي. أنتم مثل طائر هان هاو[أ] تمرون بكلماتي مرور الكرام ولم تأخذوها قط على محمل الجدية. إن الشباب عابثون ومتكاسلون بصورة مفرطة ولا يبالون بعملي. إنهم لا يحبون التغذي على ملذات وليمتي؛ إنهم مثل طائر صغير طار خارج قفصه ليذهب بعيدًا. كيف يمكن لهذه الأنواع من الشباب والشيوخ أن يكونوا نافعين لي؟
من "كلمات للشباب والشيوخ" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
أ. إن قصة طائر هان هاو تشبه إلى حد بعيد حكاية إيسوب عن النملة والجندب. طائر هان هاو يفضل النوم بدلاً من بناء عش أثناء الطقس الدافئ، هذا على الرغم من التحذيرات المتكررة من جاره العقعق. وعندما يأتي فصل الشتاء يتجمد الطائر حتى الموت.
كلمات الله اليومية اقتباس 345
مع أنكم أيها الشباب جمعيًا مثل الأسود الشابة إلا أنكم نادرًا ما تتمسكون بالطريق الحق في قلوبكم. لا يؤهلكم يفعان شبابكم إلى المزيد من عملي، بل على العكس دائمًا تثيرون اشمئزازي منكم. مع أنكم شباب، إلا أنكم تفتقرون إلى الحيوية أو الطموح، ودائمًا غير ملتزمين بمستقبلكم؛ الأمر يبدو كما لو كنتم غير مكترثين ومتباطئين. يمكن أن يُقال إن الحيوية والمُثل والمواقف التي تُتخذ والتي ينبغي أن تكون موجودة في الشباب ليست موجودة فيكم؛ أنتم، يا هذا النوع من الشباب، بلا موقف ولا قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والجمال والقبح. من المستحيل أن أجد فيكم أية عناصر جديدة. أنتم تقريبًا عتيقو الطراز بالكامل، وأنتم، يا هذا النوع من الشباب، قد تعلمتم أيضًا أن تسيروا مع التيار وأن تكونوا غير منطقيين. لا يمكنكم أبدًا التمييز بين الصواب والخطأ بوضوح، ولا التمييز بين الحقيقي والمزيف من الأمور، ولا تسعون أبدًا وراء التفوق، ولا يمكنكم تحديد ما هو صائب أو خاطئ، وما هو حق، وما هو رياء. لا تزال فيكم نفحات الدين الأكثر جسامة وشدة من تلك التي لدى الشيوخ. أنتم متغطرسون وغير منطقيين، وتنافسيون للغاية، وولعكم بالعدوانية حاد للغاية، كيف يمكن لهذا النوع من الشباب أن يملك الحق؟ كيف يمكن لشخص لا يستطيع أن يتخذ موقفًا أن يتمسك بالشهادة؟ كيف يمكن لشخص ليس لديه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ أن يُطلق عليه شابًّا؟ كيف يمكن لشخص بلا حيوية الشباب وحماسه وانتعاشه وهدوئه وثباته أن يُطلق عليه تابعًا لي؟ كيف يمكن لشخص ليس لديه الحق ولا حس العدل، ولكن يحب العبث والعراك، أن يكون مستحقًّا أن يكون شاهدًا لي؟ العيون التي تمتلئ بالخداع والتعصب تجاه الناس ليست هي العيون التي ينبغي على الشباب امتلاكها، ولا يجب على الشباب أن يرتكبوا أعمال تدمير وعدوان. لا ينبغي أن يكونوا بلا مُثل أو تطلعات أو رغبة متحمسة في تحسين أنفسهم؛ لا ينبغي أن يشعروا بخيبة الأمل بشأن تطلعاتهم ولا أن يفقدوا الأمل في الحياة والثقة في المستقبل؛ ينبغي أن تكون لديهم مثابرة للاستمرار في طريق الحق الذي اختاروه الآن - حتى يحققوا رغبتهم في بذل حياتهم بالكامل لأجلي. لا ينبغي أن يكونوا بلا حق، ولا ينبغي أن يكنّوا في صدورهم الرياء والإثم، بل يجب أن يثبتوا في الموقف السليم. لا ينبغي أن ينجرفوا بعيدًا بل يجب أن تكون لديهم روح الإقدام للتضحية والنضال من أجل العدل والحق. ينبغي أن يكون لدى الشباب الشجاعة لكيلا يخضعوا لقمع قوات الظلمة وليغيروا مسار أهمية وجودهم. لا ينبغي أن يستسلموا للمحنة، بل ينبغي أن يكونوا منفتحين وصرحاء ولديهم روح الغفران تجاه إخوتهم وأخواتهم. بالطبع هذه هي متطلباتي من كل شخص، وهي أيضًا نصيحتي لكل شخص. وما زاد على ذلك، هي أيضًا كلماتي المهدئة لجميع الشباب. ينبغي أن تمارسوا وفقًا لكلماتي. ولا ينبغي على الشباب خاصة ألا يكونوا بلا عزيمة في ممارسة التمييز في المشكلات، وفي سعيهم وراء الحق والعدل. ما يجب أن تسعوا وراءه هو كل الأشياء الجميلة والجيدة، وينبغي عليكم الحصول على واقعية جميع الأشياء الإيجابية، وأيضًا أن تكونوا مسؤولين تجاه حياتكم، ولا يجب أن تستخفوا بها. يأتي الناس إلى الأرض ومن النادر أن يقابلوني، ومن النادر أيضًا أن تكون لديهم فرصة للسعي وراء الحق والحصول عليه. لماذا لا تقدرُّون هذا الوقت الجميل على أنه طريق السعي الصائب في الحياة؟ ولماذا أنتم دائمًا رافضون للحق والعدل؟ لماذا دائمًا تَسْحَقونَ وتدمرون أنفسكم من أجل ذلك الإثم والنجاسة اللذين يعبثان بالناس؟ ولماذا تسلكون كما يسلك الشيوخ الذين يفعلون ما يفعله الخطاة؟ لماذا تحاكون الطرق القديمة للأمور القديمة؟ يجب أن تكون حياتكم مملوؤة بالحق والعدل والقداسة؛ لا ينبغي أن تفسد حياتكم في هذا السن الصغير، وتقودكم إلى الجحيم. ألا تشعرون أن هذا أمر مؤسف للغاية؟ ألا تشعرون أن هذا ظلم بيِّن؟
من "كلمات للشباب والشيوخ" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 346
إذا لم يكن للعمل الكثير والكلمات الكثيرة أي تأثير عليك، فلن تكون قادرًا على أداء واجبك عندما يحين الوقت لنشر عمل الله، وسوف تكون مخزيًا ومهانًا. في ذلك الوقت، ستشعر أنك مدين لله بالكثير، وأن معرفتك بالله سطحية جدًا. إذا كنت لا تسعى وراء معرفة الله اليوم، بينما هو يعمل، فسيكون الأوان قد فات لاحقًا. وفي النهاية، لن يكون لديك أي معرفة تتحدث عنها، سوف تُترك فارغًا، بدون أي شيء. ما الذي ستستخدمه لتخبر عن الله؟ هل تجرؤ على النظر لله؟ يجب أن تعمل بجد في سعيك الآن حتى تدرك في النهاية، مثل بطرس، مدى فائدة توبيخ الله ودينونته للإنسان، وأنه بدون توبيخه ودينونته، لا يمكن خلاص الإنسان، ولا يمكنه إلا أن يغرق في أرض الدنس، في طين الحمأة، أكثر من أي وقت مضى. لقد أفسد الشيطان البشر، فخدعوا بعضهم بعضًا، واستخفوا ببعضهم بعضًا، وفقدوا خوفهم لله، وأصبح عصيانهم عظيمًا جدًا، وصار لديهم مفاهيم كثيرة جدًا، وانتموا جميعًا إلى الشيطان. بدون توبيخ الله ودينونته، لا يمكن تطهير شخصية الإنسان الفاسدة، ولا يمكن خلاصه. ما يعبّر عنه عمل الله المُتجسِّد في الجسد هو ما يعبّر عنه الروح بالتحديد، وهو ينفّذ العمل الذي يقوم به وفقًا لما يعمله الروح. اليوم، إذا لم يكن لديك معرفة بهذا العمل، فأنت أحمق جدًا، وقد خسرت الكثير! إن لم تكن قد حصلت على خلاص الله، فإن اعتقادك هو الإيمان الديني، وأنت مسيحي بالديانة. ولأنك تتمسك بعقيدة ميتة، فقد فقدت العمل الجديد للروح القدس؛ أما الآخرون الذين يسعون إلى محبة الله فإنهم قادرون على نيل الحق والحياة، بينما لا يمكن لإيمانك الحصول على استحسان الله. وبدلًا من ذلك، فقد أصبحت شريرًا، شخصًا يرتكب أعمالًا مدمرة وبغيضة، وقد صرت مؤخرًا أضحوكة الشيطان، وأسيرًا عنده. ليس الهدف أن يؤمن الإنسان بالله، بل أن يحبه ويسعى له ويعبده. إن كنت لا تسعى اليوم، فإنه سيحين اليوم الذي فيه تقول: "لماذا لم أتبع الله وقتها بطريقة صحيحة، ولم أرضه بطريقة صحيحة، ولم أسعى إلى تغييرات في شخصية حياتي؟ كم أنا نادم على عدم القدرة على الخضوع لله في ذلك الوقت، وعدم السعي إلى معرفة كلمة الله. لقد تحدث الله كثيرًا في ذلك الوقت؛ فكيف لم أسع؟ لقد كنت غبيًا جدًا!" سوف تكره نفسك إلى نقطة معينة. اليوم، أنت لا تصدق الكلمات التي أقولها، ولا توليها أي اهتمام؛ عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ واليوم، مع أن الخطوة التالية من عمل الله لم تبدأ بعد، فلا يوجد ما هو استثنائي فيما يتعلق بالمطالب التي عليك إتمامها وما أنت مطالب بأن تحياه. يوجد الكثير من العمل، والعديد من الحقائق؛ أليست هذه الأمور جديرة بأن تعرفها؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته إيقاظ روحك؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته حثك على بُغض نفسك؟ هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، وتعيش مثل خنزير – ما الفرق بينك وبين الخنازير والكلاب؟ أليس أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، بل بالأحرى يحبّون الجسد، جميعهم وحوشًا؟ أليس أولئك الموتى بدون أرواح هم جميعهم جثثًا متحرِّكة؟ كم عدد الكلمات التي نُطقت بينكم؟ هل ما تم بينكم هو مجرد عمل صغير؟ كم مقدار ما قدمته بينكم؟ ولماذا لم تقتنوه؟ ما الذي لديك لتشكو منه؟ أليست القضية أنك لم تفز بشيء لأنك معجب أيضًا بالجسد؟ أليس لأن أفكارك متطرفة للغاية؟ أليس لأنك غبي جدًا؟ إن كنت غير قادر على اقتناء هذه البركات، فهل يمكنك إلقاء اللوم على الله لأنه لم يُخلِّصك؟ ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 347
إن جسدكم ورغباتكم الجامحة وجشعكم وفسقكم متأصّلين تأصلاً عميقًا فيكم. تتحكَّمُ هذه الأمورُ في قلوبكم باستمرار لدرجة أنكم تعجزون عن التخلص من نير تلك الأفكار الخرافية المنحطة. لا تتوقون إلى تغيير وضعكم الحالي، ولا إلى الهروب من تأثير الظلمة. أنتم ببساطة مقيَّدون بتلك الأمور. حتى لو كنتم تعرفون أن حياةً كهذه مؤلمةٌ جدًا، وعالمًا كهذا مظلم جدًا، حتى حينها، لا يملك أيٌّ منكم الشجاعة لتغيير هذه الحياة. تتوقون فقط للهروب من حياةٍ حقيقية كهذه، وتخليص أنفسكم من المَطهَر، والعيش في جوٍّ هادئ ومُفرحٍ كالسماء. لا ترغبون في تحمُّل المشقّات لتغيير حياتكم الحالية، كما أنكم غير مستعدين للبحث في هذه الدينونة وهذا التوبيخ لأجل الحياة التي ستدخلونها. تحلمون بدلاً من ذلك أحلامًا غير واقعية عن هذا العالم الجميل فيما وراء الجسد. إن الحياة التي تتوقون إليها يمكنكم الحصول عليها دون عناء أو ألم. هذا غير واقعي تمامًا! لأنكم لا تتوقون إلى العيش في الجسد حياة ذات مغزى وإدراك الحق فيها، أي أن تحيوا لأجل الحق وتدافعوا عن العدل. هذا ما لا تعتبرونه حياةً مُشرقة ومذهلة. تشعرون بأن حياة كهذه لن تكون حياة متألقة وذات مغزى. عيش حياةٍ كهذه في نظركم يبدو شبيهًا بالظلم! ومع أنكم تقبلون هذا التوبيخ اليوم، إلا أن ما تسعون إليه لا يكمن في إدراككم الحق أو عيشه في الوقت الحاضر، إنما بالأحرى في أن تتمكّنوا لاحقًا من دخول حياة رغيدة بعد الجسد. أنتم لا تطلبون الحق، ولا تدافعون عنه، وقطعًا لا تحيون لأجله. أنتم لا تسعون للدخول اليوم، ولكنكم بدلاً من ذلك تفكرون دائمًا في "يوم ما" تتمعّنون فيه في السماء الزرقاء، وتذرفون فيه الدموع المريرة، وتتوقعون أن تصعدوا فيه إليها. ألا تعلمون أن تفكيركم هذا لا صلة له بالواقع؟ تظنّ باستمرار أن المُخلِّص ذي اللطف والحنان اللامتناهيين سيأتي يومًا ما دون شك ليأخذك معه، أنت الذي تحملت الضيقة والمعاناة في هذا العالم، وأنه بلا شك سيثأر لك أنت الضحية والمُضطَهد. ألستَ مملوءًا بالخطيَّة؟ هل أنت الشخص الوحيد الذي عانى في هذا العالم؟ لقد سقطت في ميدان الشيطان بنفسك وعانيت، فهل ما زال الله حقًّا بحاجة إلى أن يثأر لك؟ أولئك الذين لا يستطيعون تلبية مطالب الله، أليسوا جميعًا أعداء الله؟ أولئك الذين لا يؤمنون بالله المُتجسِّد، أليسوا ضد المسيح؟ ما نفع أعمالك الحسنة؟ هل تحلُّ أعمالك مكان قلب يعبد الله؟ لا يمكنك الحصول على بركة الله ببساطة عن طريق القيام ببعض الأعمال الحسنة، ولن ينتقم الله من الأخطاء التي صُنعت ضدك لمجرد أنك كنت ضحية ومُضطَهدًا. أولئك الذين يؤمنون بالله دون أن يعرفوا الله، ولكن يفعلون الخير، ألن يُوبَّخوا جميعهم أيضًا؟ أنت تؤمن بالله فحسب، وتريد فقط أن يُصَحِّحَ اللهُ وأن ينتقم للأخطاء التي صُنِعَت ضدّك، وتريده أن يوفّر لك مخرجًا من بؤسك. لكنك ترفض أن تولي الحق أية أهمية؛ ولا تتعطش إلى الحياة بحسب الحق، فضلاً عن عدم قدرتك على تجنّب هذه الحياة الصعبة والفارغة. وبدلاً من ذلك، وبينما تعيش حياتك في الخطيَّة وفي الجسد، تتطلّعُ إلى الله منتظرًا إنصاف مظالمك وتبديد ضباب حياتك. كيف يكون هذا ممكنًا؟ يمكنك اتباع الله إذا كنت تمتلك الحق. وإذا كنت تعيش بحسبه، فيمكنك أن تكون تجليّاً من تجلّيات كلمة الله. إذا كنت تمتلك الحياة، يمكنك التمتّع ببركة الله. إن أولئك الذين يملكون الحق يمكنهم التمتع ببركة الله. يضمن الله أن يُنصِفَ أولئك الذين يحبونه من كل قلوبهم متحمّلين أيضًا المشقّات والآلام، لا أولئك الذين يحبون أنفسهم فقط وقد وقعوا فريسةً لخداع الشيطان. كيف يمكن للخير أن يوجد في مَنْ يبغضون الحق؟ كيف يمكن للبِرِّ أن يوجد في مَنْ يحبون الجسد فقط؟ ألا يشيرُ كلٌّ من البرّ والخير إلى الحق؟ أليسا البر والخير حكرًا على أولئك الذين يحبون الله من كل قلوبهم؟ أولئك الذين يبغضون الحق، مَن ليسوا سوى مجرّد جثث عفنة، ألا يَضمُرُ كل هؤلاء الشر؟ أليس جميع أولئك غير القادرين على عيش الحق أعداءً له؟ وماذا عنكم؟
من "لا يمكن إلا للمُكَمَّلين وحدهم أن يعيشوا حياة ذات مغزى" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 348
إن تدبير الإنسان هو عملي، وإخضاعي له هو أمر قد تم تعيينه عندما خَلَقت العالم. قد لا يعرف الناس أنني سوف أخضعهم بالتمام في الأيام الأخيرة، وربما لا يدركون أيضًا أن دليل هزيمتي للشيطان هو إخضاعي للمتمردين بين البشر. ولكن عندما دخل عدوي في معركة معي، كنت قد أخبرته بالفعل أنني سوف أخضع أولئك الذين أسرهم الشيطان وجعلهم ضمن أبنائه وخدامه المخلصين الذين يسهرون على منزله. المعنى الأصلي للإخضاع هو الهزيمة والهيمنة والإذلال. وبحسب صياغتها في لغة بني إسرائيل هي تعني إلحاق الهزيمة التامة بهم وتدميرهم وجعلهم غير قادرين على مقاومتي فيما بعد. ولكن اليوم، كما تُستخدم بينكم أنتم أيها الناس، فإن معناها هو الإخضاع. عليكم أن تعرفوا أن نيتي هي تحطيم شر البشر تمامًا وهزيمته، حتى لا يمكنه التمرد ضدي فيما بعد، ناهيك عن أن يكون له القدرة على مقاطعة عملي أو تعطيله. وهكذا، طالما الأمر يتعلق بالإنسان، فإن المعنى أصبح الإخضاع. مهما كانت دلالات المصطلح، فعملي هو هزيمة البشرية. ومع أن البشرية هي حقًا تساعدني في تدبيري، فعلى نحو أدق، البشرية ليست سوى عدوي. البشرية هي الشرير الذي يعارضني ويعصاني. البشرية ليست سوى ذرية الشرير الذي لعنته. البشرية ليست سوى سليل رئيس الملائكة الذي خانني. البشرية ليست سوى إرث الشيطان الذي رفضته منذ زمن بعيد وهكذا صار عدوي الذي لا يمكن التصالح معه منذ ذلك الحين. ذلك أن السماء فوق البشر قاطبةً مكدّرة، ومظلمة من دون أدنى انطباع بالوضوح، وعالم البشر غارقة في الظلام الدامس، حتى أن من يعيش فيه لا يمكنه حتى رؤية يده ممدودة أمام وجهه، ولا الشمس عندما يرفع رأسه. يتعرج الطريق تحت قدميه بالتواءات، ويمتلئ بالوحل والحُفَر؛ وتنتشر الجثث على الأرض كلها. تمتلئ الزوايا المظلمة ببقايا الموتى، واتخذت حشود الشياطين من الزوايا الباردة والمظللة مسكنًا لها. وفي كل مكان في عالم الإنسان تأتي جحافل من شياطين وتذهب. وذرية جميع أنواع الوحوش المغطاة بالقذارة عالقة في معركة عنيفة، يسبب صوتها رعبًا في القلب. أين يذهب المرء للبحث عن مصادر سعادة الحياة في مثل هذه الأوقات في عالم مثل هذا، وفي مثل هذه "الجنة الأرضية"؟ أين يذهب المرء ليجد وجهة حياته؟ إن البشرية، التي تداس تحت أقدام الشيطان منذ زمن بعيد، قد لعبت من البداية دور الممثل الذي يأخذ صورة الشيطان، بل وأكثر من ذلك، تجسيد الشيطان، وبذلك فهي تحمل شهادة قوية وواضحة للشيطان. كيف يمكن لمثل هذا الجنس البشري، مثل هذه الحفنة من الحثالة الفاسدة، نسل هذه العائلة البشرية الفاسدة، أن تشهد لله؟ من أين يأتي مجدي؟ أين يمكن للمرء أن يبدأ في الكلام عن شهادتي؟ بالنسبة للعدو الذي، بعد أن أفسد البشر، يقف ضدي، فقد أخذ بالفعل البشر – هؤلاء البشر الذين خلقتهم منذ زمن بعيد وملأتهم بمجدي وحياتي – ولوثهم. لقد انتزع مجدي منهم، وكل ما أشبع به الإنسان هو سُم ممزوج بنكهة قبح الشيطان، وعصير من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر. في البداية، أنا خلقت البشرية، بمعنى أنني خلقت جَدَّ البشرية الأعلى، آدم. ومنحته الشكل والصورة، مليئًا بالقوة، ومفعمًا بالحيوية، وإضافة إلى ذلك، كان بمعية مجدي. كان ذلك هو اليوم المجيد عندما خلقت الإنسان. بعدها أُخذت حواء من جسد آدم، وكانت هي أيضًا جَدة الإنسان، وهكذا صار الناس الذين خلقتهم مملوئين من أنفاسي ومفعمين بمجدي. وُلد آدم أصلاً من يدي وكان ممثلاً لصورتي. وبالتالي كان المعنى الأصلي لاسم "آدم" هو كائن خلقته أنا، مُشبّعًا بطاقتي الحيوية، ومفعمًا بمجدي، له شكل وصورة، وله روح ونَسَمة. وكان الكائن الوحيد الذي خلقته ويمتلك روحًا، قادرٌ على تمثيلي ويحمل صورتي ويتلقى نسمتي. في البداية، كانت حواء هي الإنسان الثاني الذي وُهِب نَسَمة وقد عيّنت خلقتها، وبالتالي كان المعنى الأصلي لاسم "حواء" أنها كائن مخلوق سيُكمل مجدي، كائن مملوء بحيويتي ومفعمٌ بغنىً أكثر من مجدي. خرجت حواء من آدم، لذلك فقد حملت صورتي أيضًا، لأنها كانت الإنسان الثاني الذي خلقته على صورتي. كان المعنى الأصلي لاسم "حواء" هو إنسان حي، له روح ولحم وعظام، وشهادتي الثانية وكذلك صورتي الثانية بين البشرية. كانا هما جَدَّي البشرية، كنز الإنسان النقي والثمين، وكانا منذ البداية الكائنين الحيين اللذين وُهِبا الروح. ومع ذلك أخذ الشرير ذرية جَدَّي البشرية وداس عليهم وأخذهم إلى الأسر، مغرقًا العالم البشري في ظلام دامس، وجعله هكذا حتى لا يعود نسلهما يؤمن بوجودي. بل ما هو أكثر فظاعة هو أنه بينما يفسد الشرير الناس ويطيح بهم، فإنه يقاتل بعنف لانتزاع مجدي وشهادتي والحيوية التي منحتها لهم، والنسمة والحياة التي نفختها فيهم، وكل مجدي الذي في العالم الإنساني، وكل دم القلب الذي أغدقته على البشرية. لم تعد البشرية في النور، وقد فقدت كل ما أعطيتها، وازدرت بالمجد الذي منحتها إياه. كيف يستطيعون أن يعترفوا بأنني ربُّ كل المخلوقات؟ كيف يمكنهم أن يستمروا في الاعتقاد بوجودي في السماء؟ كيف يكتشفون تجليات مجدي على الأرض؟ كيف يمكن لهؤلاء الأحفاد والحفيدات أن يتخذوا الله الذي اتَّقاه أجدادهم كربِّ خلقهم؟ قام هؤلاء الأحفاد والحفيدات التعساء "بتقديم" مجدي وصورتي وكذلك الشهادة التي محنتها لآدم وحواء، فضلاً عن الحياة التي أعطيتها للبشرية والتي يعتمدون عليها في وجودهم، للشرير بسخاء، وأعطوا كل مجدي للشرير دون أدنى اعتبار لوجوده. أليس هذا هو أصل تسمية "الحثالة"؟ كيف يمكن لمثل هذه البشرية، ولمثل هؤلاء الشياطين الأشرار، ولمثل هذه الجثث المتحركة، ولمثل صور الشيطان هذه، ولأعدائي هؤلاء أن يمتلكوا مجدي؟ سأستعيد مجدي، وسأستعيد شهادتي الكائنة بين البشر، وكل ما كان لي وأعطيته للبشرية منذ زمن، أي أنني سوف أخضع البشرية تمامًا. ومع ذلك، عليك أن تعرف أن البشر الذين خلقتهم كانوا قديسين وقد حملوا صورتي ومجدي. لم ينتموا إلى الشيطان، كما أنهم لم يخضعوا لخداعه، بل كانوا تعبيرًا واضحًا عني، وغير حاملين لأدنى أثر لسُمّ الشيطان. وهكذا، أسمح للإنسانية أن تعرف أنني أريد فقط مَنْ خلقتهم يداي، هؤلاء القديسين الذين أحبهم والذين لا ينتمون لأي كيان آخر. وعلاوة على ذلك، ستكون مسرتي فيهم وسأعتبرهم مجدي. غير أن، ما أريده ليس البشرية التي أفسدها الشيطان، والتي تنتمي للشيطان اليوم، والتي لم تعد خليقتي الأصلية. ولأنني أعتزم استرجاع مجدي الكائن في العالم الإنساني، سأسود سيادة كاملة على الناجين الباقين من بين البشر، كدليل على مجدي في هزيمة الشيطان. أنا آخذ فقط شهادتي كالبورة لنفسي، كهدف تمتعي. هذه هي إرادتي.
من "ما يعنيه أن تكون شخصًا حقيقيًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 349
تقدمت البشرية عبر عشرات الآلاف من السنين على امتداد التاريخ لتصل لمكان وجودها اليوم. ومع ذلك، فإن البشرية التي خلقتها في الأصل قد غرقت في الانحطاط منذ فترة طويلة. لقد توقفوا بالفعل عن أن يكونوا ما أريد، وبالتالي لم لم تعد البشرية هي البشرية التي أرغب فيها، ولم تعد، في نظري، تستحق اسم البشرية. بل بالأحرى هي حثالة البشرية التي أسرها الشيطان، والجثث الفاسدة المتحركة التي يسكنها الشيطان ويكتسي بها. الناس لا يؤمنون بوجودي مُطلقًا، ولا يرحبّون بمجيئي. لا تستجيب البشرية لطلباتي إلا على مضض، ولا تتقبلها إلا مؤقتًا، ولا تشاركني بصدق في أفراح الحياة وأحزانها. ولأن الناس يرونني غامضًا، فإنهم يتظاهرون بالابتسامة على مضض في وجهي، ويتبنون موقف التودد لمَنْ هو في السلطة. السبب في هذا أن الناس لا يعرفون عملي، ناهيك عن إرادتي في الوقت الحاضر. سأكون صادقًا معكم: عندما يأتي اليوم، ستكون معاناة أي شخص يعبدني أسهل من تلك التي تعانوها أنتم. في واقع الأمر، إن درجة إيمانكم فيَّ لا تتجاوز درجة إيمان أيوب، بل إن إيمان اليهود الفريسيين يفوق إيمانكم، ولهذا عندما يأتي يوم النار، فإن معاناتكم ستكون أشد من معاناة الفريسيين عندما وبخهم يسوع، ومن معاناة المائتين وخمسين قائدًا الذين عارضوا موسى، ومن معاناة سدوم تحت ألسنة النيران الحارقة التي دمرتها. عندما ضرب موسى الصخرة، وتدفقت المياه التي أعطاها يهوه، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما عزف داود على القيثارة ليسبحني أنا يهوه وقلبه مملوء بالفرح، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما فقد أيوب مواشيه التي ملأت الجبال والثروات الطائلة التي لا توصف، وأصبح جسده مغطى بدمامل متقرِّحة، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما سمع صوتي أنا يهوه، ورأى مجدي أنا يهوه، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما استطاع بطرس أن يتبع يسوع المسيح، كان ذلك بفضل إيمانه. عندما استطاع أن يُسمَّر على الصليب من أجلي ويقدم شهادة مجيدة، كان ذلك أيضًا بفضل إيمانه. عندما رأى يوحنا صورة مجيدة لابن الإنسان، كان ذلك بفضل إيمانه. وعندما رأى رؤيا عن الأيام الأخيرة، كان هذا بالأحرى بفضل إيمانه. والسبب في حصول ما يسمى جموع الأمم على مجدي، ومعرفتهم أنني قد عدت في الجسد للقيام بعملي وسط الإنسان، هو أيضًا إيمانهم. كل أولئك أصيبوا بكلماتي القاسية، ولكنهم في الوقت نفسه وجدوا العزاء فيها، كما نالوا الخلاص – ألا يفعلون ذلك بسبب إيمانهم؟ أولئك الذين يؤمنون بي ولكنهم يعانون المصاعب حتى الآن، ألم يُرفضوا أيضًا من العالم؟ أولئك الذين لا يحيون بحسب كلمتي فارين من معاناة التجربة، ألا ينجرفوا جميعًا في العالم؟ فهم أقرب إلى أوراق الخريف التي ترفرف هنا وهناك، دون وجود مكان للراحة، ناهيك عن كلمات عزائي. على الرغم من أن توبيخي وتهذيبي لا يتبعانهم، أليسوا متسولين يذهبون منساقين من مكان إلى آخر، متجولين في الشوارع خارج ملكوت السموات؟ هل العالم هو حقًا مكان راحتك؟ هل يمكنك حقًا من خلال تجنب توبيخي تحقيق ابتسامة رضا خافتة من العالم؟ هل يمكنك حقًا استخدام متعتك العابرة لتغطية فراغ قلبك الذي لا يمكن إخفاؤه؟ يمكنك أن تخدع أي شخص في أسرتك، ولكن لا يمكنك أن تخدعني أبدًا. ولأن إيمانك ضعيف جدًا، فأنت لا تزال حتى اليوم عاجزًا عن إيجاد أي من المسرات التي تقدمها الحياة. أنا أحثك: من الأفضل لك أن تقضي نصف حياتك من أجلي عن أن تقضي حياتك كلها في الفساد والانشغال بالجسد، وتَحَمُّل كل المعاناة التي بالكاد يمكن أن يتحملها الإنسان. ما هو الغرض الذي لأجله تكنز لنفسك كثيرًا وتهرب من توبيخي؟ ما هو الغرض الذي لأجله تخفي نفسك من توبيخي المؤقت فقط لتجني أبدية من الارتباك، أبدية من التوبيخ؟ أنا في الواقع لا أحني أي شخص لإرادتي. عندما يكون الإنسان على استعداد حقًا للخضوع لجميع خططي، فلن أتعامل معه بطريقة سيئة. لكنني أطلب أن يؤمن جميع الناس بي، تمامًا كما آمن أيوب بي، أنا يهوه. إذا كان إيمانكم يتجاوز إيمان توما، فسيستحق إيمانكم مدحي؛ وفي إخلاصكم ستجدون نعيمي، وستجدون بالتأكيد مجدي في أيامكم. غير أن الناس، الذين يؤمنون بالعالم ويؤمنون بالشيطان، قد تقست قلوبهم تمامًا مثل حشود مدينة سدوم، مع حبات رمل يحركها الريح في عيونهم وتقدمات من الشيطان في أفواههم، الذين طمس الشرير – الذي اغتصب العالم منذ زمن – عقولهم. وقد سقطت أفكارهم بكاملها تقريبًا في أسر شيطان العصور القديمة. وهكذا، ذهب إيمان البشرية أدراج الريح، ولا يقدرون أن يلاحظوا حتى عملي. كل ما يمكنهم القيام به هو محاولة ضعيفة للتأقلم أو التحليل تقريبًا، لأنهم قد تشبعوا بسُمِّ الشيطان منذ زمن بعيد.
من "ما يعنيه أن تكون شخصًا حقيقيًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 350
سوف أخضع البشرية لأنني قد خلقت البشر يومًا ما، وعلاوة على ذلك، تمتعت بجميع الكائنات الوفيرة في خليقتي. ولكن البشر قد رفضوني أيضًا، وقلوبهم ليست معي، ويرونني عبئًا على وجودهم، للحد الذي لا يزال فيه البشر يرفضونني بعد أن رأوني، ويفسدون أدمغتهم بالتفكير في كل طريقة ممكنة لهزيمتي. لا يسمح الناس لي أن أعاملهم بجدية أو أن أفرض مطالب صارمة عليهم، ولا يسمحون لي بإدانة إثمهم أو توبيخهم عليه. وبدلاً من أن يجدوا هذا ممتعًا، فهم يتضايقون. وهكذا فإن عملي هو أن آخذ البشرية التي تأكل وتشرب وتجد متعتها فيّ، ولكنها لا تعرفني، وأهزمها. سوف أنزع سلاح الإنسانية، ثم آخذ ملائكتي ومجدي، وأعود إلى مسكني. ما فعله الناس قد كسر قلبي تمامًا وحطم عملي إلى قطع منذ زمن بعيد. إنني أعتزم استرجاع المجد الذي انتزعه الشرير قبل أن أسير بعيدًا وأنا مسرور، تاركًا البشر يواصلون حياتهم، ويواصلون "العيش والعمل في سلام ورضا"، ويواصلون "زراعة حقولهم الخاصة"، ولن أعود أتدخل في حياتهم. ولكنني أعتزم الآن أن أستعيد مجدي تمامًا من يد الشرير، وأستعيد كمال المجد الذي صنعته في الإنسان عند خلق العالم، ولن أعطه مرة أخرى للجنس البشري على وجه الأرض. لأن الناس لم يفشلوا فقط في الحفاظ على مجدي، بل أبدلوه بصورة الشيطان. لا يُقدِّر الناس مجيئي، ولا يثمِّنون يوم مجدي. فهم ليسوا سعداء بتلقي توبيخي، ناهيك عن أنهم ليسوا على استعداد لإرجاع مجدي لي. كما أنهم لا يرغبون في التخلص من سُمّ الشرير. لا تزال الإنسانية تخدعني باستمرار بنفس الطريقة القديمة، ولا تزال تتصنع ابتسامات مشرقة ووجوهًا سعيدة على نفس النهج القديم. إنهم لا يدركون أعماق الكآبة التي ستحل على البشرية بعد أن يغادرهم مجدي، وبالأخص لا يدركون أنه عندما يأتي يومي على البشرية جمعاء، فسيواجهون وقتًا أصعب من الذي واجهه الناس في أيام نوح. لأنهم لا يعرفون كيف أمست إسرائيل ظلامًا عندما غادرها مجدي، لأن الإنسان ينسى عند الفجر مدى صعوبة ظلام الليل الدامس الذي مر عليه. عندما تعود الشمس إلى الاختباء مرة أخرى ويحل الظلام على الإنسان، فسوف يقيم رثاءً مرة أخرى ويَصِرّ بأسنانه في الظلام. هل نسيتم كم كان صعبًا على شعب إسرائيل أن يجتاز أيام معاناتهم عندما غادر مجدي من إسرائيل؟ الآن هو وقت ترون فيه مجدي، ووقت أيضًا تشاركون فيه يوم مجدي. سيقيم الإنسان رثاءً في خضم الظلام عندما يترك مجدي الأرض القذرة. الآن هو يوم المجد عندما أقوم بعملي، وهو أيضًا اليوم الذي أعتق فيه البشرية من المعاناة، لأنني لن أشارك أوقات العذاب والضيق معهم. أريد فقط أن أخضع البشرية تمامًا، وأهزم الشرير من البشر تمامًا.
من "ما يعنيه أن تكون شخصًا حقيقيًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 351
لقد قصدت أن يكون كثيرون على الأرض أتباعًا ليّ. من بين كل هؤلاء التابعين، هنالك الذين يخدمون ككهنة، وأولئك الذين يقودون، وأولئك الذين يشكِّلون الأبناء، وأولئك الذين يمثِّلون الناس، وأولئك الذين يخدمون. إنني أقسِّمهم إلى فئات مختلفة بحسب إخلاصهم الذي يبدونه نحوي. فعندما يُصنَّف جميع البشر تبعًا لنوعهم، أي عندما تنكشف طبيعة كل نوع إنسان، حينها أُحصي كل إنسان في نوعه الصحيح وأضع كل نوع في مكانه السليم حتى أحقق هدفي من خلاص البشرية. في المقابل، سوف أدعو مجموعات من أولئك الذين أرغب في خلاصهم للعودة إلى بيتي، ثم أسمح لكل هؤلاء الناس بقبول عملي في الأيام الأخيرة. وفي نفس الوقت، أصنِّف الإنسان طبقًا لنوعه، ثم أكافئ أو أعاقب كل واحد على أساس أعماله. هذه هي الخطوات التي تشكِّل عملي.
إنَّني أحيا الآن على الأرض، وأعيش بين الناس. جميع الناس يختبرون عملي ويشاهدون أقوالي، ووسط ذلك أهِب كل الحقائق لكل أتباعي حتى ينالوا مني الحياة وبالتالي يحصلون على طريق يمكن أن يطئوا عليه. ذلك لأني أنا الله، واهب الحياة. خلال سنوات عديدة من عملي، نال الإنسان الكثير وتخلَّى عن الكثير، لكنّي لا أزال أقول إنَّ الإنسان لا يؤمن بي حقًا. هذا لأن البشر يعترفون بي إلهًا بشفاههم فقط بينما يرفضون الحق الذي أنطق به، بل ويرفضون ممارسه الحق الذي أطلبه منهم. وهذا يعني أنَّ الإنسان يعترف فقط بوجود الله، لكن ليس كإله الحق؛ يعترف الإنسان فقط بوجود الله، ولكن ليس كإله الحياة، ويعترف الإنسان فقط باسم الله، لكن ليس بجوهره. ونتيجة لغيرته، أصبح الإنسان كارهًا لي. فالإنسان يستخدم فقط الكلمات التي تُسر الأذن ليخدعني، ولا أحد يعبدني بقلب مخلص. إنَّ كلامكم يحمل غواية الحيَّة؛ بل إنَّه متعجرف لأقصى حدٍ، تصريح مطلق من رئيس الملائكة. الأكثر من ذلك، أعمالكم ممزقة وبالية لدرجة مُشينة؛ فرغباتكم الجامحة، ونواياكم المليئة بالطمع تضايق الأذن. أصبحتم جميعًا عُثا في بيتي، وكائنات مثيرة للاشمئزاز يتعيَّن نبذها. لأن لا أحد منكم مُحب للحق، لكنَّكم بالحري أُناس ترغبون في البركات، وفي الصعود للسماوات، ورؤية مشهد المسيح العجيب باسطًا قوته على الأرض. لكن هل فكرتم يومًا كيف يمكن لأناس مثلكم، فاسدون بعمق لهذا الحد، ولا يعرفون ماهية الله على الإطلاق، أن يستحقوا تبعية الله؟ كيف يمكنكم أن تصعدوا للسماء؟ كيف يمكنكم أن تكونوا مستحقين أن تروا البهاء غير المسبوق في روعته؟ إن أفواهكم مليئة بكلمات الغش والدنس والخيانة والغطرسة. لم تنطقوا أبدًا بكلمات الإخلاص تجاهي، ولا بكلمات مُقدَّسةٍ، ولا بكلمات الخضوع ليّ عند اختبار كلمتي. في نهاية الأمر، ماذا يُشبه إيمانكم؟ إن قلوبكم مليئة بالرغبات والثروة، وعقولكم بأمور ماديَّة. يوميًا، تحسبون كيف تحصلون على شيء مني، وكم تبلغ الثروة والأمور الماديَّة التي ربحتموها مني. يوميًا، تنتظرون بركات أكثر لتهبط عليكم حتى تستمتعوا بها، بل تريدون المزيد من الأمور التي تستمتعون بها، بل والأفضل منها. هذا الذي في أفكاركم في كل لحظة ليس أنا، وليس الحق الذي يأتي مني، بل بالأحرى تفكِّرون في أزواجكم (زوجاتكم)، أو أبنائكم، أو بناتكم، أو فيما تأكلون وتلبسون، وكيف يمكن لمتعتكم أن تزداد وتصير أفضل. وحتى عندما يملأ الطعام بطونكم ويصل إلى أفواهكم، هل تزيدون عن كونكم جثامين؟ حتى عندما تزيّنون أنفسكم خارجيًّا بمثل هذه الملابس الجميلة، ألا تعلمون أنكم لازلتم تسيرون كجثامين بلا حياة؟ أنتم تتعبون لأجل بطونكم حتى يتلوَّن شعركم بلون الشيب، لكن لا أحد منكم يضحِّي بشعرَة واحدة لأجل عملي. أنتم دائمًا مشغولون، تُعذِّبون أجسادكم وترهقون عقولكم لأجل أجسادكم، ولأجل أبنائكم وبناتكم، ولا أحد منكم يبدي أي اهتمام أو اكتراث لإرادتي. ما هو الذي ما زلتم تأملون أن تربحوه مني؟
في قيامي بعملي، لا أتسرَّع أبدًا. فأيًا كانت الطريقة التي يتبعني بها الإنسان، فإني أقوم بعملي طبقًا لكل خطوة، وفقًا لخطتي. لذلك، على الرغم من أنَّكم ربما تتمرَّدون عليّ كثيرًا، إلَّا أنَّني لا أوقف عملي، بل ولا أزال أستمر في أن أنطق بالكلمات التي أرغب في التحدُّث بها. إنَّني أدعو إلى بيتي جميع أولئك الذين سبقت فعيَّنتهم لكي أجعلهم مستمعين لكلمتي، ثم أُحضِر جميع مَن يطيعون كلمتي ويشتاقون إليها ليكونوا أمام عرشي. أمَّا الذين أداروا ظهورهم لكلمتي، وأولئك الذين أخفقوا في طاعتي والخضوع ليّ، وأولئك الذين يتحدّونني علانيةً، فسوف ألقيهم جميعًا في جانب واحد لينتظروا عقابهم النهائي. إنَّ جميع البشر يعيشون وسط فساد وتحت يد الشرير، لذا، ليس كثيرون من أولئك الذين يتبعونني يتوقون بالفعل إلى الحق. هذا معناه أنَّ معظمهم لا يعبدونني بقلب صادق أو بالحق، بل بالحري يحاولون الحصول على ثقتي من خلال الفساد، والعصيان، والمقاييس الخادعة. ولهذا السبب أقول: "إن الكثيرين مدعوون لكن قليلين هم المختارون". فكل أولئك المدعوين فاسدون بعمق وجميعهم يعيشون في ذات العصر، لكن المختارين هم فقط المجموعة التي تؤمن بالحق وتعترف به، وهم الذين يمارسون الحق. هؤلاء الأشخاص هم جزء صغير جدًا فقط من الكل، ومن بين هؤلاء الأشخاص سوف أتلقّى مجدًا أكثر. قياسًا على هذه الكلمات، هل تعرفون إن كنتم من بين المختارين؟ ماذا ستكون نهايتكم؟
من "كثيرون مدعوون، لكن قليلون مختارون" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 352
لقد قلتُ بالفعل إن هؤلاء الذين يتبعونني كثيرون لكن الذين يحبونني بقلب صادق هم قليلون. ربما يقول البعض: "هل كنت سأدفع هذه التكلفة الباهظة إن لم أكن أحبك؟ هل كنت سأتبعك حتى هذه الدرجة إن لم أكن أحبك؟" بالتأكيد، لديك أسباب كثيرة، وحبك بالتأكيد هو حب عظيم جدًا، لكن ما هو جوهر حبك لي؟ "المحبة"، كما تُدعى، تشير إلى عاطفة نقية وبلا لوم، حيث تستخدم قلبك لتحب، ولتشعر، ولتكون مراعيًا للآخرين. لا توجد شروط في المحبة، ولا توجد حواجز، ولا مسافات. في المحبة لا يوجد شك، ولا خداع، ولا مكر. في المحبة لا توجد متاجرة ولا شيء غير نقي. إن أحببت، فحينها لن تخدع، أو تتذمَّر، أو تخون، أو تتمرَّد، أو تغتصب، أو تسعى إلى أن تربح شيئًا ما أو أن تربح مبلغ مُعيَّن. إن أحببت فسوف تُضحّي بسرور وتتحمَّل المشقَّة، وسوف تصير منسجمًا معي. سوف تتنازل عن كل ما يخصَّك لأجلي، تتنازل عائلتك، ومستقبلك، وشبابك، وزواجك. وفيما عدا ذلك لن تكون محبتك محبة على الإطلاق، بل ستكون بالأحرى خداعًا وخيانةً! ما هي نوعيّة محبتك؟ هل هي محبة حقيقية؟ أم زائفة؟ كم يبلغ ما تنازلت عنه؟ كم يبلغ ما قدَّمته؟ كم من الحب تلقَّيته منك؟ هل تعرف؟ إن قلوبكم مليئة بالشر، والخيانة، والخداع، وإذا كان الأمر كذلك، كم يبلغ عدد الشوائب في محبتكم؟ تعتقدون أنَّكم قد تخلَّيتم بالقدر الكافي لأجلي؛ إنَّكم تعتقدون أنَّ محبتكم لي كافية بالفعل، لكن لماذا إذن تحمل كلماتكم وأفعالكم التمرُّد والخداع؟ أنتم تتبعونني، لكنَّكم لا تعترفون بكلمتي. هل هذه تُعد محبة؟ أنتم تتبعونني، ومع ذلك تتجنبونني. هل هذه تُعَد محبة؟ تتبعونني، لكنَّكم تسيئون الثقة بيّ. هل يُعَد هذا حبًا؟ تتبعونني، إلَّا أنَّكم لا تقبلون وجودي. هل يُعد هذا حبًا؟ تتبعونني، لكنَّكم لا تعاملونني كما يليق بيّ وتصعِّبون الأمور عليَّ في كل مرةٍ. هل يُعَد هذا حبًا؟ تتبعونني، لكنَّكم تحاولون أن تستغبوني وتخدعوني في كل مسألة. هل يُعَد هذا حبًا؟ تخدمونني، إلَّا أنَّكم لا تهابونني. هل يُعَد هذا حبًا؟ تعارضونني في كل الجوانب وكل الأمور. هل يُعَد هذا كلّه حبًا؟ لقد ضحَّيتم بالكثير، هذا صحيح، لكنَّكم لم تمارسوا أبدًا ما أطلبه منكم. هل ممكن أن يُعَد هذا حبًا؟ إن الحساب الدقيق يُظهر أنَّه لا توجد أدنى لمحة حب ليّ داخلكم. بعد سنوات طويلة جدًا من العمل وكل الكلمات الكثيرة التي منحتها، كم ربحتم بالفعل؟ ألا يستحق الأمر نظرة متأنيَّة للوراء؟ إنني أذكِّركم: الذين أدعوهم إليَّ ليسوا هم الذين لم يفسدوا أبدًا، بل الذين أختارهم هم الذين يحبونني حقًا. ومن ثمّ يجب أن تكونوا حذرين لكلماتكم وأفعالكم، وأن تفحصوا نواياكم وأفكاركم حتى لا تتعدَّى الحدود. في هذا الوقت من الأيام الأخيرة، ابذلوا قصارى جهدكم لتقدّموا محبتكم أمامي، وإلَّا فإن غضبي لن يفارقكم!
من "كثيرون مدعوون، لكن قليلون مختارون" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 353
إنه يَنظر كل يوم في أعمال وأفكار الجميع، وفي الوقت نفسه، تتأهب هذه الأعمال والأفكار لغدها. إن هذا طريق يجب أن يسلكه كل الأحياء وقد سبق وعيَّنته للجميع. ولا يمكن لأحد أن يفلت منه ولا يُستثنى منه أحد. لقد قُلت كلامًا لا يُحصى، كما أنجزت مقدارًا وافرًا من العمل. وأراقب كل يوم كيفية قيام الإنسان بمهامه كافة بطريقة طبيعية وبما يتفق مع طبيعته المتأصلة وكيفية تطورها. يسلك كثيرون بدون دراية بالفعل "المسار الصحيح"، الذي وضعته لكشف كل نوع من أنواع البشر. فقد وضعت بالفعل كل نوع من أنواع البشر في بيئات مختلفة، ويعبّر كل منهم في مكانه عن سماته المتأصلة. لا يوجد منْ يُلزمهم بشيء، ولا منْ يُغويهم. إنهم أحرار بكليّتهم وما يعبّرون عنه يصدر صدورًا طبيعيًا. والشيء الوحيد الذي يجعلهم تحت السيطرة هو كلامي. لذلك، يقرأ عدد من البشر كلامي على مضض، ولا يمارسونه مطلقًا، ولا يفعلون ذلك سوى لتجنُّب أن تكون نهايتهم الموت. بينما يجد بعض البشر من ناحية أخرى صعوبة في تحمل الأيام بدون كلامي ليرشدهم ويشبعهم، وهكذا يحتفظون بكلامي على نحو طبيعي في جميع الأوقات. ويكتشفون مع مرور الوقت سر الحياة البشرية وغاية الجنس البشري وقيمة إنسانيتهم. وليس الجنس البشري أكثر من هذا في وجود كلمتي، وأنا فقط أترك الأمور تأخذ مجراها. إنني لا أفعل أي شيء يجبر الإنسان على العيش وفقًا لكلمتي كأساس لوجوده. وهكذا فإن أولئك الذين لا يملكون ضميرًا أو قيمة في وجودهم يلاحظون رويدًا رويدًا كيفية سير الأمور، ثم يتخلون بكل وقاحة عن كلامي ويفعلون ما يحلو لهم. إنهم يبادرون بالسأم من الحقّ ومن كل ما يصدر عني. كما يسأمون من البقاء في بيتي. يُقيم هؤلاء الناس إلى حين داخل بيتي من أجل غايتهم وليفلتوا من العقاب، حتى لو كانوا يؤدون خدمة، إلا أن نواياهم لا تتغير أبداً، وكذلك تصرفاتهم. ويشجع هذا أيضًا على رغبتهم في نيل البركات، من أجل العبور لمرة واحدة إلى الملكوت حيث يمكنهم البقاء بعد ذلك إلى الأبد، وأيضًا للعبور إلى الفردوس الأبدي. كلما تاقت أنفسهم إلى مجيء يومي قريبًا، شعروا بأن الحقّ أصبح عقبة وحجر عثرة في طريقهم. لا يستطيعون الانتظار للدخول إلى الملكوت للاستمتاع ببركات ملكوت السماء إلى الأبد، دون الحاجة إلى السعي وراء الحقّ أو قبول الدينونة والتوبيخ، والأهم من ذلك كله، دون الحاجة إلى الإقامة بخنوع داخل بيتي والقيام بما آمر به. يدخل هؤلاء الناس بيتي لا ليُشبعوا قلبًا يسعى وراء الحق ولا ليعملوا مع تدبيري. إنهم لا يهدفون إلا أن يكونوا مِنْ أولئك الذين لن يهلكوا في العصر التالي. ومن هنا، لم تعرف قلوبهم أبدًا الحقّ أو كيفية قبول الحقّ. لهذا السبب، لم يمارس هؤلاء الناس الحق أبدًا أو يدركوا عمق فسادهم الشديد، لكنهم أقاموا في بيتي "خُدّاماً" حتى النهاية. إنهم ينتظرون "بصبر" مجيء يومي، ولا يكلّون لأنهم يعيشون تجاذبات بفعل طريقة عملي. وبغض النظر عن مدى جهدهم والثمن الذي دفعوه، لن يرى أحد أنهم تألموا من أجل الحقّ أو ضحّوا من أجلي. فلا يسعهم الانتظار في قلوبهم لرؤية اليوم الذي أُنهي فيه العصر القديم، ويرغبون كذلك بتلهف في معرفة مدى عظمة قوتي وسلطاني. لكن ما لم يسبق لهم أن سارعوا إلى فعله هو تغيير أنفسهم والسعي وراء الحقّ. إنهم يحبون ما أسأم منه ويسأمون مما أحبه، وتتوق أنفسهم إلى ما أكرهه، لكنهم، في الوقت نفسه، يخافون من خسارة ما أبغضه. إنهم يعيشون في هذا العالم الشرير لكنهم لم يكرهوه أبداً، ويخافون خوفًا شديدًا من أن أدمره. إن مقاصدهم متصارعة، فهم مسرورون بهذا العالم الذي أبغضه، لكنهم في الوقت نفسه يتوقون إلى أن أدمر هذا العالم سريعًا. وبهذه الطريقة سوف يجتنبون ألم الدمار ويتحوّلون إلى سادة العصر القادم قبل أن ينحرفوا عن الطريق الحقّ. هذا لأنهم لا يحبون الحقّ ويسأمون من كل ما يصدر عني. قد يصيرون "أشخاصًا مطيعين" لفترة قصيرة بهدف عدم خسارة البركات، لكن لا يمكن أبدًا إخفاء عقليتهم التواقة إلى البركات وخوفهم من الهلاك والدخول إلى بحيرة النار المُتَّقدة. وتزداد رغبتهم باطراد مع اقتراب يومي. وكلما عَظُمَت الضيقة، جعلتهم لا حول لهم ولا قوة، ولا يعلمون من أين يبدؤون لإرضائي، ولتفادي خسارة البركات التي طالما تاقت أنفسهم إليها. حالما تباشر يداي عملها، يحرص هؤلاء الناس على اتخاذ إجراء ليخدموا في الطليعة. لا يفكرون إلا في الارتقاء إلى خط الجبهة الأمامي للقوات، خائفين خوفًا شديدًا ألا أراهم. إنهم يفعلون ويقولون ما يعتقدونه صحيحًا، ولا يعرفون أبدًا أن أفعالهم وتصرفاتهم لم تمتّ قط إلى الحق بصلة، وإنما تعرقل خططي وتتداخل معها فحسب. ومع أنهم ربما بذلوا جهدًا كبيرًا، وربما كانوا صادقين في إرادتهم ومقصدهم في تحمل الشدائد، فإن كل ما يفعلونه ليس له علاقة بي، لأنني لم أرَ أبدًا أن أفعالهم مصدرها النوايا الحسنة، فضلاً عن أنني لم أراهم يضعون شيئًا على مذبحي. وهذه هي أفعالهم أمامي طيلة هذه السنوات العديدة.
من "يجب أن تفكروا في أعمالكم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 354
أردتُ في البداية تزويدكم بمزيد من الحقائق، لكن نظرًا لأن موقفكم تجاه الحقّ فاتر وغير مبال للغاية، فعليّ أن أترك الأمر. لا أريد أن أهدر جهودي، ولا أريد أن أرى الناس الذين يحملون كلامي لكنهم يتصرفون في كل المناحي بما يناوئني ويسيء إليّ ويجدِّف عليّ. ونظرًا لمواقفكم وطبيعتكم البشرية، لا أزودكم إلا بجزء صغير من الكلمات المهمة جدًا لكم ليكون بمثابة اختباري بين البشر. الآن يمكنني فقط أن أؤكّد حقًّا أن القرارات التي اتخذتها والخطط التي وضعتها تتماشى مع ما تحتاجون إليه، كما أؤكد أن موقفي تجاه البشر صحيح. لقد أعطتني تصرفاتكم أمامي على مدى سنوات عديدة الجواب الذي لم أتلقاه أبدًا فيما مضى. والسؤال عن هذا الجواب هو: "ما هو موقف الإنسان أمام الحقّ والإله الحقّ؟" يؤكد الجهد الذي بذلته في سبيل الإنسان جوهري الذي يحبّ الإنسان، وقد أكّدت أيضًا تصرفات الإنسان وأعماله أمامي جوهر الإنسان الذي يبغض الحقّ ويتصدّى لي. إنني أهتم دومًا بكل من تبعوني، ومع ذلك لم يستطع أبدًا أولئك الذين تبعوني قبول كلمتي؛ كما عجزوا تمامًا عن قبول أي عروض تصدر عني. وهذا ما يحزنني أكثر من أي شيء آخر. لا يستطيع أحد أن يفهمني أبدًا، كما لا يستطيع أحد أن يقبلني، مع أن موقفي صادق وكلامي رقيق. كلهم يقومون بالعمل الذي أوكلته وفقًا لأفكارهم الشخصية؛ فلا يطلبون مقاصدي، فضلاً عن أنهم لا يبحثون عن مطالبي. لا يزالون يدّعون خدمتي بإخلاص، بينما كلهم يثورون ضدّي. يعتقد كثيرون أن الحقائق التي لا يقبلونها أو التي لا يمكنهم ممارستها ليست بحقائق. وتصير حقائقي أمرًا مرفوضًا ومطروحًا جانبًا من هؤلاء الناس. في الوقت نفسه، أصير حينها الواحد الذي يعترف بي الإنسان بصفتي الله بالقول فقط، بل أيضًا يعتبرني دخيلاً، ولست أنا هو الحقّ أو الطريق أو الحياة. لا يعرف أحد هذه الحقيقة: كلامي هو الحقّ الثابت إلى الأبد. أنا هو مصدر الحياة للإنسان والمرشد الوحيد للبشريّة. ولا تتحدَّد قيمة كلامي ومعناه باعتراف البشرية به أو بقبوله، بل بجوهر الكلمات نفسها. حتى لو لم يستطع شخص واحد على هذه الأرض أن يقبل كلامي، فإن قيمة كلامي ومعونته للبشرية لا يمكن أن يقدرها أي إنسان. لذلك، عندما أواجه أشخاصًا كثيرين ممنْ يثورون ضد كلامي أو يدحضونه أو يستخفون تمامًا به، فهذا هو موقفي الوحيد: فليشهد الوقت والحقائق لي ويُظهِران أن كلامي هو الطريق والحق والحياة. فليبرهن الوقت والحقائق أن كل ما قلته صحيح، وهو ما ينبغي أن يتزوّد به الإنسان، وكذلك ما يجب أن يقبله الإنسان. وسأجعل كل مَنْ يتبعوني يعرفون هذه الحقيقة: إن أولئك الذين لا يستطيعون قبول كلامي قبولاً تامًا، وأولئك الذين لا يستطيعون ممارسة كلامي، وأولئك الذين لا يستطيعون اكتشاف قصد في كلامي، والذين لا يستطيعون قبول الخلاص بسبب كلامي، هم أولئك الذين أدانهم كلامي، بل وخسروا خلاصي، ولن يحيد صولجاني عنهم.
من "يجب أن تفكروا في أعمالكم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 355
منذ أن عرف الإنسان العلوم الاجتماعية أصبح عقله منشغلًا بالعلم والمعرفة. ثم أصبح العلم والمعرفة أدوات للسيطرة على الجنس البشري، ولم تعد توجد مساحة كافية للإنسان ليعبد الله، ولم تعد تتوفر ظروف مناسبة لعبادة الله. وانحطت مكانة الله إلى أدنى مرتبة في قلب الإنسان. العالم في قلب الإنسان بلا مكان لله مُظلم وفارغ وبلا رجاء. ولهذا ظهر العديد من علماء الاجتماع والمؤرخين والساسة للتعبير عن نظريات العلوم الاجتماعية، ونظرية تطور الإنسان، ونظريات أخرى تتعارض مع حقيقة خلق الله للإنسان، وهذه النظريات ملأت عقل الإنسان وقلبه. وبهذه الطريقة يصبح مَن يؤمنون بأن الله خلق كل شيء أقل من أي وقتٍ سابق، ويتزايد عدد المؤمنين بنظرية التطوُّر أكثر من أي وقتٍ مضى. يتزايد ويتزايد عدد الناس الذين يتعاملون مع سجلَّات عمل الله وكلامه في عصر العهد القديم كخرافات وأساطير. أصبح الناس في قلوبهم غير مكترثين بكرامة الله وعظمته. ولا يبالون بعقيدة وجود الله وتسلّطه على كافة الأشياء. لم يعد بقاء الجنس البشري ومصير الدول والشعوب مهمًا في نظرهم. يعيش الإنسان في عالم أجوف يهتم فقط بالمأكل والمشرب والسعي وراء الملذَّات. ... القليل من الناس يحملون على عاتقهم البحث عن مكان عمل الله اليوم، ويبحثون عن كيفية تسلطه على غاية الإنسان وترتيبه لهذا. وبهذه الطريقة أصبحت الحضارة الإنسانية – دون دراية الإنسان – عاجزة أكثر فأكثر عن أن تساير آمال الإنسان، بل ويوجد العديد من البشر يشعرون أنهم، لكونهم يعيشون في مثل هذا العالم، صاروا أقل سعادة من الذين سبقوهم. حتى الأشخاص الذين يعيشون في دول متقدمة يعانون من نفس الشكوى. لأنه بدون إرشاد الله لا يهم مقدار ما يفكر فيه الحكام أو علماء الاجتماع للحفاظ على الحضارة البشرية؛ فهذا كله بلا جدوى. لا يستطيع أحد أن يملأ الفراغ الموجود في قلب الإنسان، لأنه لا يوجد أحد يمكنه أن يكون حياةً للإنسان ولا ثمة نظرية اجتماعية يمكنها تحرير الإنسان من الفراغ المُبتَلى به. العلم والمعرفة والحرية والديمقراطية والرخاء والراحة ليست إلا أمورًا تسبب راحة مؤقتة. حتى مع هذه الأشياء سيظل الإنسان يرتكب الإثم حتمًا ويتحسر على مظالم المجتمع. حتى هذه الأمور لا يمكنها أن تكبَح جماح نَهَم الإنسان ورغبته في الاستكشاف. لأن الإنسان قد خلقه الله، وهذه التضحيات والاستكشافات البشرية التي بلا إحساس ستقوده فقط إلى مزيد من الضيق. سوف يظل الإنسان يحيا في حالة دائمة من الخوف، ولا يعرف كيف يواجه مستقبل البشرية أو كيف يواجه الطريق الذي أمامه. بل سيخشى الإنسان العلم والمعرفة، ويخشى شعور الفراغ بداخله. في هذا العالم، سواء كنت تحيا في دولة حرة أو دولة بلا حقوق إنسان، ستظل عاجزًا عجزًا كبيرًا عن الهروب من مصير البشرية. سواء كنت حاكمًا أم محكومًا، ستظل عاجزًا عجزًا كبيرًا عن الهروب من رغبة استكشاف مصير البشرية وأسرارها وغايتها، وستظل أكثر عجزًا عن الهروب من الإحساس الكبير بالفراغ. مثل هذه الظواهر منتشرة بين البشرية جمعاء ويطلق عليها علماء الاجتماع الظواهر الاجتماعية، غير أنه لا يقدر أي إنسان عظيم على حل مثل هذه المشكلات، فالإنسان هو في المقام الأول مجرد إنسان، ومكانة الله وحياته لا يمكن استبدالها بأي إنسان. لا يحتاج الإنسان فقط إلى مجتمع عادل فيه يتمتع الجميع بالمأكل والمساواة والحرية، بل يحتاج أيضًا إلى خلاص الله وتدبيره لحياته. فقط عندما ينال الإنسان خلاص الله وتدبيره لحياته، تُحلُّ مشكلة احتياجات الإنسان واشتياقه للاستكشاف وفراغه الروحي. إن لم يستطع شعب أمة أو دولة ما نيل خلاص الله ورعايته، ستسلك هذه الأمة أو الدولة تجاه الخراب والظلام وسيُبيدها الله.
من "الله هو من يوجِّه مصير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 356
ثمَّة سر عظيم في قلبك، سر لم تعِه قط، لأنك كنت تعيش في عالمٍ بلا نور. قلبك وروحك انتزعهما الشرير. عيناك أعتمهما الظلام؛ فلم تعد ترى الشمس في السماء ولا تلك النجمة الوامضة في الليل. أذنيك تصُمَّهما الكلمات الخادعة، فلا تسمع صوت يهوه المدوِّي ولا صوت المياه المتدفقة من العرش. لقد فقدتَ كل شيء مستحق لك، كل شيء أنعم عليك به القدير. لقد دخلتَ إلى بحرٍ لا متناهٍ من الضيقات، دون أدنى قدرة على الخلاص، دون أي أمل في النجاة، وكل ما تفعله هو التصارع والاندفاع... منذ تلك اللحظة فصاعدًا، قُضِي عليك بالابتلاء من الشرير، بعيدًا عن بركات القدير، ويداك لا تطال إمدادات القدير، تسير في طريق لا عودة منه. مليون دعوة لا تكاد تؤثر في قلبك أو روحك. أنت تغط في نومٍ عميق بين يدي الشرير، الذي استدرجك إلى عالمٍ غير محدود، دون اتجاهات أو علامات طريق. منذ ذلك الحين، فقدتَ براءتك وطهارتك الأوليين وبدأت تتهرب من عناية القدير. داخل قلبك، يوجهك الشرير في كل الأمور، وأصبح هو حياتك. لم تعد تخافه أو تتجنبه أو ترتاب فيه بعد، بل صِرت تعامله مثل الله في قلبك. لقد بدأت تبجّله وتعبده، وصار كلاكما كجسد وظل لا يفترقان، منتميان لبعضكما البعض في الحياة كما في الموت. ليست لديك أية فكرة من أين أتيتَ، ولماذا وُلِدتَ، ولماذا ستموت. تنظر إلى القدير وكأنه غريب، لا تعرف أصوله، بل ولا تعرف شيئًا عن كل ما فعله من أجلك. كل شيء أتى منه صار مكروهًا لك؛ لا تعتز به ولا تعرف قيمته. أنت تسير بجوار الشرير منذ اليوم الذي نُلتَ فيه إمدادات القدير. لقد تحمَّلتَ آلاف السنوات من العواصف والزوابع مع الشرير، وأنت تقف بجانبه ضد الله الذي كان مصدر حياتك. أنت لا تعرف شيئًا عن التوبة، بل لا تعرف أنك وصلتَ إلى حافة الهلاك. لقد نسيتَ أن الشرير قد أغواك وابتلاك؛ ونسيتك أصولك. هكذا ابتلاك الشرير في كل خطوة على الطريق إلى يومنا هذا. قلبك وروحك مُخدَّران وهالكان. لقد توقفتَ عن الشكوى من مضايقات عالم البشر، ولم تعد تؤمن أن العالم غير عادل. ولم تعد تهتم كثيرًا إذا ما كان القدير موجودًا. ذلك لأنك منذ زمنٍ بعيد اعتبرت الشرير أباك الحقيقي ولا يمكنك الافتراق عنه. هذا هو السر داخل قلبك.
عندما يطلع الفجر، تبدأ نجمة الصبح في السطوع في الشرق. هذه نجمة لم تكن كائنةً من قبل، وهي تضيء السماوات الهادئة المتلألئة، فتعيد توهج النور المنطفئ في قلوب البشر. لم تعد البشرية وحيدة بفضل هذا النور، الذي يسطع بالمثل عليك وعلى الآخرين. ولكنك الوحيد الذي يبقى في ثباته العميق في الليلة المُظلِمة. لا تسمع صوتًا ولا ترى نورًا، لا تُدرِك مجيء سماء وأرض جديدتين وحلول عصر جديد، لأن أباك يقول لك: "ولدي، لا تستيقظ، لا زال الوقت مبكرًا. الطقس بارد، فلا تخرج لئلَّا تنفقئ عيناك بسيفٍ ورمح". أنت لا تثق إلا في تحذيرات أبيك، لأنك تؤمن بأن أباك فقط وحده هو المحق، لأن أباك يكبرك سنًا ويحبك حبًا شديدًا. هذه التحذيرات وهذا الحب يقودانك إلى التوقف عن الإيمان بأسطورة وجود النور في العالم، ويحولان دون اهتمامك بما إذا كانت الحقيقة لا تزال موجودة في هذا العالم أم لا. لم تعد تجرؤ على تمني الخلاص على يد القدير. أنت قانع بالوضع الراهن، ولم تعد تترقب مجيء النور، لم تعد تنتظر مجيء القدير كما جاء في الأسطورة. في رأيك، كل ما هو جميل لا يمكنه العودة إلى الحياة ولا يمكنه التواجد. في نظرك، غد البشرية ومستقبلها تلاشيا وانطمسا. أنت تتشبَّث بثوب أبيك بكل عزمك، وتبتهج بمشاركة الصعاب، وتخاف بشدّة من خسارة رفيق سفرك وموجِّه رحلتك البعيدة. لقد شكّل عالم البشر الواسع والمضطرب والضبابي العديد منكم، لا يتزعزع ولا يهاب ملء الأدوار المختلفة لهذا العالم. لقد خلق "محاربين" كُثُر لا يخافون الموت. وأكثر من ذلك، صنع دفعاتٍ فوق دفعات من البشر المُخدَّرين والمشلولين، الذين يجهلون الغرض من خلقهم. عين القدير تراقب كل عضو من الجنس البشري اشتد ابتلاءه. ما يسمعه هو عويل أولئك الذين يعانون، ما يراه هو وقاحة أولئك المبتلين، وما يشعر به هو عجز وخوف الجنس البشري الذي فقد نعمة الخلاص. يرفض الجنس البشري عنايته، ويختار أن يسير في طريقه الخاص، ويحاول التهرب من عينيه الفاحصة، مفضلاً تذوق مرارة أعماق البحر برفقة العدو، إلى آخر نقطة. لم تعُد البشرية تسمع تنهدات القدير؛ لم تعد يدا القدير مستعدة للربت على هذه البشرية التعسة. مرة تلو الأخرى، يستعيد السيطرة، ومرة تلو الأخرى يخسر ثانيةً، ويتكرر عمله على هذا المنوال. منذ تلك اللحظة، يبدأ في التعب، والشعور بالإنهاك، ولذا يتوقف عن العمل الذي بين يديه ويتوقف عن السير بين البشر... ليس لدى البشر أي إدراك لأي من هذه التغيرات؛ فلا يدركون ذهاب القدير أو إيابه أو حزنه أو انقباضه.
من "تنهدات القدير" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 357
ومع أن تدبير الله قد يبدو عميقًا في نظر الإنسان، فهو ليس غير مفهوم للإنسان، لأن كل عمل الله مرتبط بتدبيره، ومرتبط بعمل خلاص البشرية، ومتعلق بحياة البشر وعيشهم وغايتهم. يمكن أن يُقال إن العمل الذي يقوم به الله بين البشر هو عملي وهادف للغاية. يمكن أن ينظره الإنسان ويختبره، وهو بعيد عن أن يكون مجردًا. إذا كان الإنسان عاجزًا عن قبول كل عمل يقوم به الله، فما هي إذًا أهمية هذا العمل؟ وكيف يمكن أن يقود هذا التدبير إلى خلاص الإنسان؟ كثير من أولئك الذين يتبعون الله لا يهتمون إلا بكيفية الحصول على بركات أو تجنب كارثة. عند ذكر عمل الله وتدبيره، فهم يصمتون ويفقدون كل اهتمام. إنهم يعتقدون أن معرفة مثل هذه الأسئلة المملة لن تنمّي حياتهم أو تعود عليهم بفائدة، وكذلك مع أنهم قد سمعوا رسائل حول تدبير الله، فإنهم يتعاملون معها بعدم اهتمام، ولا يرونها شيئًا ثمينًا عليهم قبوله، فضلاً عن تلقيها كجزء من حياتهم. مثل هؤلاء الناس لديهم هدف واحد بسيط جدًا لاتباع الله: نيل البركة، وهؤلاء الناس لا يمكن إزعاجهم ليلتفتوا لأي شيءٍ آخر لا ينطوي مباشرة على هذا الهدف. ففي نظرهم، يمثل الإيمان بالله لكسب البركات أكثر الأهداف مشروعية والقيمة الأكبر لإيمانهم. إنهم لا يتأثرون بأي شيء لا يمكنه تحقيق هذا الهدف. هذا هو الحال مع معظم الذين يؤمنون بالله اليوم. يبدو هدفهم ودافعهم مشروعيْن؛ لأنهم في الوقت نفسه الذي يؤمنون فيه بالله، يضحّون أيضًا لأجل الله، ويكرِّسون أنفسهم لله، ويؤدون واجبهم. إنهم يتخلون عن شبابهم، ويتركون أسرهم ومهنهم، بل ويقضون سنوات في العمل بعيدًا عن المنزل. إنهم من أجل هدفهم النهائي يغيرون اهتماماتهم، ويغيرون نظرتهم إلى الحياة، بل ويغيرون الاتجاه الذي يسعون إليه، إلا أنهم لا يستطيعون تغيير هدف إيمانهم بالله. إنهم ينشغلون بإدارة مُثُلهم العليا؛ وبغض النظر عن مدى طول الطريق، وبغض النظر عن عدد المصاعب والعقبات الموجودة على طول الطريق، فإنهم يلتزمون بأسلحتهم ويبقون غير خائفين من الموت. ما القوة التي تجعلهم يستمرون في تكريس أنفسهم بهذه الطريقة؟ أهو ضميرهم؟ أهي شخصيتهم العظيمة والنبيلة؟ أهو عزمهم على خوض معركة مع قوى الشر حتى النهاية؟ أهو إيمانهم الذي يشهدون به لله دون السعي إلى تعويض؟ أهو ولاؤهم الذي لأجله هم على استعداد للتخلي عن كل شيء لتحقيق إرادة الله؟ أم أنها روح إخلاصهم التي دائمًا ما تجاهلوا بسببها مطالبهم الشخصية المبالغ فيها؟ ومن جهة الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن عرفوا عمل الله التدبيري ليقدموا الكثير هي ببساطة معجزة عجيبة! دعونا لا نناقش في الوقت الحالي مقدار ما قدمه هؤلاء الناس. ومع ذلك، فإن سلوكهم جديرٌ جدًا بتحليلنا. بصرف النظر عن الفوائد التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهم، هل يمكن أن يكون هناك أي سبب آخر لهؤلاء الناس الذين لا يفهمون الله أبدًا ليعطوه الكثير جدًا؟ في هذا، نكتشف مشكلة لم تكن معروفة من قبل: إن علاقة الإنسان بالله هي مجرد علاقة مصلحة ذاتية محضة. إنها العلاقة بين مُتلقي البركات ومانحها. لنقولها صراحةً، إن الأمر يشبه العلاقة بين الموظف وصاحب العمل. يعمل الموظف فقط للحصول على المكافآت التي يمنحها صاحب العمل. في علاقة كهذه، لا توجد عاطفة، بل اتفاق فحسب؛ ليس هناك أن تَحب وتُحب، بل صدقة ورحمة؛ لا يوجد تفاهم، بل سخط مكبوت وخداع؛ ولا توجد مودة، بل هوة لا يمكن سدها. عندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة، مَنْ يستطيع تغيير هذا الاتِّجاه؟ وكم عدد الأشخاص الذين يستطيعون أن يدركوا حقًا كم أصبحت هذه العلاقة بائسة؟ أعتقد أنه عندما يغمر الناس أنفسهم في فرحهم بكونهم مباركين، فلا يمكن لأحد أن يتخيل مدى كون هذه العلاقة مع الله محرجة وقبيحة.
إن أتعس شيء في إيمان الإنسان بالله هو أن الإنسان يقوم بتدبيره الخاص وسط عمل الله، ويتغافل عن تدبير الله. يكمن فشل الإنسان الأكبر في كيفية قيام الإنسان ببناء غايته المثالية وحساب كيفية الحصول على أعظم بركة وأفضل غاية في الوقت نفسه الذي يسعى فيه للخضوع لله وعبادته. حتى إنْ فهم الناس كم يُرثى لحالهم وكم هم مكروهون ومثيرون للشفقة، فكم عدد من يمكنهم التخلِّي عن أفكارهم وآمالهم بسرور؟ ومَنْ يستطيع أن يوقف خطواته ويتوقف عن التفكير في نفسه فقط؟ يريد الله أولئك الذين سيتعاونون معه من كثبٍ ليكملوا تدبيره. هو يطلب أولئك الذين سيكرسون عقلهم وجسدهم لعمل تدبيره من أجل الخضوع له، فهو لا يحتاج إلى أناس يمدون أيديهم ويتوسلون إليه كل يوم، فضلاً عن إنه لا يحتاج إلى أولئك الذين يعطون القليل، ثم ينتظرون ردَّ الجميل. يزدري الله أولئك الذين يقدمون مساهمة صغيرة ثم يتراخون معتمدين على ما حققوه. إنه يكره هؤلاء الأشخاص غلاظ القلوب الذين يمتعضون من عمل تدبيره ويريدون فقط التحدث عن الذهاب إلى السماء ونيل البركات. وهو يمقت بشدة أكبر أولئك الذين يستغلون الفرصة التي يقدمها العمل الذي يقوم به لخلاص البشرية. ذلك لأن هؤلاء الناس لم يهتموا أبدًا بما يرغب الله في تحقيقه واكتسابه من خلال عمل تدبيره؛ فهم لا يهتمون إلا بكيفية استغلال الفرصة التي يوفرها عمل الله للحصول على بركات. هم غير مكترثين بقلب الله، لأنهم منشغلون انشغالاً كليًا بمستقبلهم ومصيرهم. أولئك الذين يمتعضون من عمل تدبير الله وليس لديهم أدنى اهتمام بكيفية خلاص الله للإنسان ومشيئته، يفعلون جميعًا ما يرضيهم بطريقة مستقلة عن عمل تدبير الله. لا يتذكَّر الله سلوكهم، ولا يوافق الله عليه، فضلاً عن أن الله لا يحتسبه.
من "لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 358
إن عملي على وشك الاكتمال. لقد أصبحت السنوات العديدة التي قضيناها معًا ذكرى لا تُحتمل، وقد واصلت تكرار كلماتي وأظهرت عملي الجديد باستمرار. نصيحتي بالطبع هي مُكوّن ضروري في كل عمل أقوم به، وستضلون جميعًا دون مشورتي، بل وستجدون أنفسكم في حيرة تامّة. عملي الآن على وشك الانتهاء وهو في مرحلته الأخيرة، وما زلت أرغب في القيام بعمل تقديم المشورة، أي تقديم كلمات النصح لكم لتسمعوها. وكلّي أملٌ بأن يكون في وسعكم ألّا تدَعوا الآلام التي تحمَّلتها تضيع سُدى، وأن تتمكنوا كذلك من فهم العناية والاهتمام اللذين بذلتهما، وأن تتخذوا من كلامي أساسًا لكيفية تصرفكم كبشر. وسواء كان من نوع الكلام الذي ترغبون في سماعه أم لا، وسواء استمتعتم بقبوله أو قبلتموه على مضض، فيجب أن تأخذوه على محمل الجد، وإلا أزعجتني بشدَّة شخصياتكم وتصرفاتكم التي تخلو من المبالاة والاهتمام، لا بل وأثارت اشمئزازي. آمل كثيرًا أن تتمكنوا جميعًا من قراءة كلامي مرارًا وتكرارًا – آلاف المرات – بل وأن تحفظوه عن ظهر قلب. وبهذه الطريقة وحدها سيكون بإمكانكم ألا تخيبوا أملي فيكم، غير أنه لا أحد منكم يعيش بهذه الطريقة الآن، بل على العكس، جميعكم منغمسون في حياة فاسدة من الأكل والشرب لإسعاد قلوبكم، ولا يستخدم أحد منكم كلامي لإثراء قلوبكم وأرواحكم. لهذا خلصتُ إلى نتيجة حول الوجه الحقيقي للبشر: يستطيع الإنسان أن يخونني في أي وقت من الأوقات، ولا يمكن لأحد أن يكون مُخلصًا تمامًا لكلامي.
"لقد أفسد الشيطان الإنسان لدرجة أنه لم يعد يمتلك مظهر إنسان". أصبح غالبية الناس يُقِرّون بهذه العبارة إلى حدّ ما. أقول هذا لأن هذا "الإقرار" هو مجرد نوعٍ من الاعتراف السطحي في مقابل المعرفة الحقيقية. وبما أن أيًا منكم لا يستطيع أن يقيّم نفسه بدقّة أو يحللها بعناية، فسوف يبقى كلامي ملتبسًا عليكم. لكنني أستخدم في هذه المرة حقائق لكي أشرح مشكلة أكثر خطورة موجودة فيكم؛ تلك المشكلة هي الخيانة. جميعكم على دراية بكلمة "خيانة"؛ لأن معظم الناس قد فعلوا شيئًا ينطوي على خيانة للآخرين، مثل زوج يخون زوجته، وزوجة تخون زوجها، وابن يخون والده، وبنت تخون أمها، وعبدٌ يخون سيده، وأصدقاء يخون بعضُهم بعضًا، وأقارب يخون بعضُهم بعضًا، وباعة يخونون مشترين، وهكذا دواليك. تشتمل كل هذه الأمثلة على جوهر الخيانة. باختصار، الخيانة هي شكل من أشكال السلوك الذي يخلف فيه المرء وعدًا، أو ينتهك المبادئ الأخلاقية، أو يتصرف خلافًا للأخلاقيات الإنسانية، مما يدل على ضياع الإنسانية. بصورة عامة، بوصفك إنسانًا وُلِدَ في هذا العالم، لا بد أنك قد فعلتَ شيئًا ينطوي على خيانة للحق، بغض النظر عمّا إذا كنت تتذكر أنك قمت بشيء ما خُنت فيه شخصًا آخر أو إذا كنت قد خُنت الآخرين مِرارًا من قبل. بما أنك قادرٌ على خيانة والديك أو أصدقائك، فإنك قادر بالتالي على خيانة الآخرين، بل وقادر على خيانتي والقيام بأشياء أحتقرها. وبعبارة أخرى، فإن الخيانة ليست مجرد شكل من أشكال السلوك السطحي غير الأخلاقي، بل هي أمر يتعارض مع الحق. هذا الأمر هو بالضبط مصدر مقاومة الجنس البشري وعصيانه لي، وهذا هو السبب في أنني قد لخّصته في العبارة التالية: الخيانة هي طبيعة الإنسان، وهذه الطبيعة هي العدو الكبير لتوافق كل شخص معي.
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 359
يُعد السلوك الذي لا يطيعني طاعة مطلقة خيانة، والسلوك الذي لا يمكن أن يُظهر إخلاصًا لي هو خيانة أيضًا. إن خداعي واستخدام الأكاذيب لتضليلي هما خيانة. وإن إضمار مفاهيم كثيرة ونشرها في كل مكان هو خيانة، كما أن عدم حماية شهاداتي ومصالحي يعدّ خيانة، وإبداء المرء لابتسامات زائفة حين يكون قلبه بعيدًا عني هو خيانةٌ أيضًا. هذه كلُّها أعمال خيانة أنتم قادرون على القيام بها دائمًا، وهي شائعة بينكم. قد لا يرى أحد منكم أنها مشكلة، لكن هذا ليس ما أراه أنا. إنني لا أستطيع التعامل مع خيانتكم لي على أنها مسألة تافهة، ومن المؤكد أنه لا يمكنني تجاهلها. والآن عندما أعمل بينكم فإنكم تتصرفون بهذه الطريقة؛ فإذا جاء يوم لا يوجد فيه مَنْ يرعاكم، ألن تصبحوا مثل قطّاع الطرق الذين أعلنوا أنفسهم ملوكًا؟ وعندما يحدث ذلك وتتسببون في كارثة، من سيكون هناك لينظّف الفوضى التي تخلّفونها؟ تظنون أن بعض أعمال الخيانة ليست سوى أمر عرضي وليست سلوكًا مستمرًا، ولا يستحقّ أن يُناقش بمثل هذه الصرامة بطريقة تجرح كبرياءكم. إن كنتم تعتقدون هكذا حقًا، فأنتم إذًا تفتقرون إلى الإحساس، وتفكيركم بهذه الطريقة يجعلكم عيّنة ونموذجًا للتمرد. إن طبيعة الإنسان هي حياته، وهي مبدأ يعتمد عليه من أجل البقاء، ولا يمكنه تغييره. وطبيعة الخيانة هي كذلك – إذا كان بإمكانك فعل أمر ما لخيانة أحد الأقارب أو الأصدقاء، فهذا يثبت أنها جزء من حياتك وأنها طبيعة وُلدت بها. هذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره. على سبيل المثال، إذا كان شخص يستمتع بالسرقة من الآخرين، فإن هذا "الاستمتاع بالسرقة" هو جزء من حياته، علمًا أنه قد يسرق أحيانًا، وفي أحيان أخرى لا يسرق. وبغض النظر عمّا إذا كان يسرق أم لا، فإن هذا لا يمكن أن يثبت أن سرقته هي مجرد نمط من أنماط السلوك، بل يدلّل على أن سرقته جزء من حياته، أي طبيعته. سوف يسأل البعض: بما أن هذه هي طبيعته، فلماذا إذًا عندما يرى أشياء ظريفة أحيانًا لا يسرقها؟ والجواب بسيط جدًا. توجد أسباب عديدة تجعله لا يسرق، مثل ما إذا كان الشيء كبيرًا جدًا بحيث لا يستطيع سرقته في ظل وجود رقابة يقظة، أو أنه لا يوجد وقت مناسب للقيام بذلك، أو أن الشيء باهظ الثمن، ويخضع لحراسة مشددة جدًا، أو ليس لديه اهتمام خاص بمثل هذا الشيء، أو أنه لا يستطيع أن يرى فيه فائدة له، إلى آخر هذه الأسباب. كل هذه الأسباب ممكنة، ولكن بغض النظر عمّا إذا سرق الشيء أم لا، فإن هذا لا يمكن أن يثبت أن هذه الفكرة قد لمعت في ذهنه لمجرد لحظة عابرة. بل هي، على العكس، جزء من طبيعته ومن الصعب أن يتغير للأحسن. إن مثل هذا الشخص لا يقتنع بالسرقة لمرة واحدة، بل تنشط لديه مثل هذه الأفكار المتعلقة بأخذ أشياء الآخرين كما لو كانت ملكًا له كلما وجد شيئًا جميلاً أو وضعًا ملائمًا؛ ولهذا السبب أقول إن هذا التفكير لا يراود الشخص بين الحين والآخر، بل هو موجود في طبيعته.
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 360
يمكن لأي شخص استخدام كلماته وأفعاله لتمثل وجهه الحقيقي. وهذا الوجه الحقيقي هو حتمًا طبيعته. إن كنت شخصًا يتكلم بطريقة ملتوية، فلديك إذًا طبيعة ملتوية، وإن كانت طبيعتك تتصف بالدهاء، فإنك تتصرف بمكر، ومن السهل جدًا أن تخدع الآخرين، وإن كانت طبيعتك شريرة، فقد يكون الاستماع إلى كلماتك ممتعًا، لكن لا يمكن لأفعالك أن تُخفي حيلك الشريرة. إن كانت طبيعتك كسولة، فإن كل ما تقوله يهدف إلى التهرب من المسؤولية عن لامبالاتك وكسلك، وستكون أفعالك بطيئة وسَطْحِيّة، وستكون ماهرًا في إخفاء الحق. إن كانت طبيعتك متعاطفة، فسيكون كلامك معقولاً وتتطابق أفعالك أيضًا مع الحق. إن كانت طبيعتك مُخْلصة، فلا بدّ أن يكون كلامك صادقًا بلا ريب، وأن يكون لطريقة تصرفك ما يبررها، وخالية من أي شيء يضايق سيدك. أما إن كانت طبيعتك شهوانية أو طامعة في المال، فسيمتلئ قلبك غالبًا بهذه الأشياء، وتقترف - دون إدراك منك - بعض التصرفات المنحرفة وغير الأخلاقية التي سيصعب على الناس نسيانها بسهولة، وستثير اشمئزازهم. وتمامًا كما قلتُ، إن كنت تمتلك طبيعة الخيانة، فلا يمكنك التخلص منها بسهولة. لا تعتمد على أنه ليست لديك طبيعة الخيانة لمجرد أنك لم تُسئ إلى أحد. إذا كان هذا ما تعتقده، فإنك مثير للاشمئزاز. في كل مرة أتحدث فيها، فإن كلامي كله موجّه لجميع الناس، وليس لشخص واحد أو فئة من الأشخاص فحسب. لا يُثبت مجرد عدم خيانتك لي في أمر واحد أنه لا يمكنك أن تخونني في أمر آخر. يفقد بعض الناس ثقتهم في السعي إلى الحق أثناء فترات النكسات في زواجهم، ويتخلى بعض الناس عن التزامهم بأن يكونوا مُخْلصين لي أثناء وقوع تفكك في الأسرة. كذلك يتخلى بعض الناس عني من أجل البحث عن لحظة من الفرح والإثارة. بل يفضل بعض الناس السقوط في وادٍ مُظلم على العيش في النور ونيل بهجة عمل الروح القدس. يتجاهل بعض الناس نصيحة الأصدقاء من أجل إرضاء شهوتهم للثروة، وحتى الآن لا يمكنهم أن يعترفوا بأخطائهم ويغيِّروا اتجاههم. لا يعيش بعض الناس في ظل اسمي إلا مؤقتًا لكي يحظوا بحمايتي، في حين لا يكرّس آخرون أنفسهم لي إلا قليلاً مكرهين لأنهم يتشبثون بالحياة ويخشون الموت. أليست هذه وغيرها من التصرفات غير الأخلاقية، بل والمُخجلة، هي سلوكيات خانني من خلالها الناس منذ زمن طويل في أعماق قلوبهم؟ أعْلم بالطبع أن الناس لا يخططون لخيانتي سلفًا؛ فخيانتهم هي إظهار طبيعي لطبيعتهم. لا يريد أحد أن يخونني، بل ولا يكون أحد سعيدًا لأنه فعل أمرًا ما ليخونني. بل على العكس، فإنه يرتجف من الخوف، أليس كذلك؟ هل تفكرون إذًا في كيف يمكنكم التحرر من هذه الخيانة، وكيف يمكنكم تغيير الوضع الحالي؟
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 361
تختلف طبيعة الإنسان اختلافًا تامًا عن جوهري؛ وهذا لأن طبيعة الإنسان الفاسدة تنبع تمامًا من الشيطان، وقد عمل الشيطان على طبيعة الإنسان وأفسدها. بمعنى أن الإنسان يبقى تحت تأثير شره وقبحه. لا ينمو الإنسان في عالم من الحق أو في بيئة مقدسة، بل ولا يعيش في النور؛ ولذلك فمن غير الممكن لأحد أن يمتلك الحق بالفطرة منذ لحظة ولادته، ولا حتى يمكنه أن يولد بجوهر يتقي الله ويطيعه. بل على العكس فإن الناس يمتلكون طبيعة تقاوم الله، وتعصيه، ولا تحب الحق. هذه الطبيعة هي المشكلة التي أريد مناقشتها؛ وهي الخيانة. فالخيانة هي مصدر مقاومة كل شخص لله. هذه مشكلة لا توجد إلا في الإنسان، وليست فيّ. سوف يسأل البعض: بما أن جميع الناس يعيشون في العالم تمامًا كما يعيش المسيح، فلماذا يمتلكون جميعًا طبائع تخون الله، بينما لا يمتلكها المسيح؟ هذه مشكلة لا بد من توضيحها لكم.
إن وجود البشرية قائم على إعادة تجسّد الروح المتكرر. وبعبارة أخرى، يكتسب كل شخص حياة بشرية في الجسد عند عودة روحه للتجسّد. فبعد ولادة جسد الشخص، تستمر حياته إلى أن يبلغ الجسد حدوده القصوى في النهاية؛ أي اللحظة الأخيرة عندما تترك الروح غلافها الخارجي. تتكرر هذه العملية مرارًا وتكرارًا مع مجيء روح شخص وذهابها مرة تلو الأخرى، وبذلك يتم الحفاظ على وجود الجنس البشري بأسره. إن حياة الجسد هي أيضًا حياة روح الإنسان، وروح الإنسان تدعم وجود جسد الإنسان. بمعنى أن حياة كل شخص تأتي من روحه، وليست الحياة متأصلة في الجسد. وهكذا تأتي طبيعة الإنسان من الروح، وليس من الجسد. وروح كل شخص وحدها هي التي تعرف كيف تعرّض لغوايات الشيطان وابتلائه وفساده. فالجسد لا يمكنه معرفة هذه الأمور. ولذلك يوغل الجنس البشري في الدنس والشر والظلام من حيث لا يدري، بينما تتسع المسافة بيني وبين الإنسان أكثر فأكثر، وتصير الحياةُ أبدًا أكثر ظلامًا على البشر. يمسك الشيطان بأرواح البشر في قبضته. ومن ثم فإن من الطبيعي أن الشيطان قد احتل أيضًا جسد الإنسان. كيف يمكن لجسد كهذا وبشر كهؤلاء ألا يقاوموا الله؟ كيف يمكن أن يتوافقوا معه بالفطرة؟ إن السبب الذي دفعني لأن أطيح بالشيطان في الجو هو أنه خانني، فكيف يمكن للبشر أن يُخلّصوا أنفسهم من تورطهم؟ هذا هو السبب في أن الطبيعة البشرية تمثل الخيانة. إنني على ثقة في أنه بمجرد أن تفهموا هذا المنطق فمن المفروض أيضًا أن تؤمنوا بجوهر المسيح. الجسد الذي لبسه روح الله هو جسد الله. إنَّ روح الله سامٍ وهو قدير وقدوس وبار. وكذلك فإن جسده أيضًا سامٍ وقدير وقدوس وبار. إن جسدًا مثل هذا لا يمكن أن يفعل إلاّ ما هو بار ومفيد للبشرية، أي ما هو مقدس ومجيد وقدير، وغير قادر على فعل ما ينتهك الحق أو الأخلاق والعدالة، بل ولا حتى ما يخون روح الله. إن روح الله قدوس، وهكذا يكون جسده غير قابل لإفساده من قِبَل الشيطان. فجسده ذو جوهر مختلف عن جسد الإنسان؛ ذلك لأن الإنسان، وليس الله، هو مَنْ أفسده الشيطان، فلا يمكن للشيطان أن يُفسد جسد الله. وهكذا، مع أن الإنسان والمسيح يسكنان في نفس الموضع، فإن الإنسان وحده هو مَنْ يستحوذ عليه الشيطان ويستخدمه ويوقعه في شَرَكه. على النقيض من ذلك، فإن المسيح منيع على فساد الشيطان إلى الأبد؛ لأن الشيطان لن يكون قادرًا أبدًا على الصعود إلى المكان الأعلى، ولن يكون قادرًا على الاقتراب من الله أبدًا. ينبغي عليكم جميعًا اليوم أن تفهموا أن البشرية وحدها - والتي أفسدها الشيطان كما هي الحال - هي التي تخونني، وأن الخيانة لن تكون مطلقًا قضية تشمل المسيح بأي شكل من الأشكال.
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 362
إن جميع الأرواح التي أفسدها الشيطان هي رهن العبودية في حوزة الشيطان. ولكن أولئك الذين يؤمنون بالمسيح هم وحدهم مَنْ قد انفصلوا، وأُنقذوا من معسكر الشيطان، وجيء بهم إلى ملكوت اليوم. لم يعد هؤلاء الناس يعيشون تحت تأثير الشيطان. ومع ذلك، فإن طبيعة الإنسان لا تزال متجذّرة في جسد الإنسان. وهذا يعني أنه حتى مع خلاص أرواحكم، فإن طبيعتكم لا تزال في كما كانت عليه من قبل، وتبقى فرصة خيانتكم لي قائمة بنسبة مائة بالمائة. هذا هو السبب في أن عملي طويل الأمد؛ لأن طبيعتكم عنيدة. والآن تتحملون جميعًا المشاقّ قدر المستطاع وأنتم تؤدون واجباتكم، ولكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن: كل واحد منكم قادر على خداعي والعودة إلى مُلك الشيطان، وإلى معسكره، والعودة إلى حياتكم القديمة. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وفي ذلك الوقت لن تتمكنوا من إبداء ذرة من الإنسانية أو الظهور كبشر مثلما تفعلون الآن. في الحالات الخطيرة، سوف تُهلكون ويُقضى عليكم إلى الأبد، ولن تتخذوا أجسادًا مرة أخرى أبدًا، بل تُعاقبون عقابًا شديدًا. هذه هي المشكلة المطروحة أمامكم. إنني أذكركم بهذه الطريقة حتى، أولاً، لا يذهب عملي سُدى، وثانيًا، يمكنكم أن تعيشوا جميعًا في أيام النور. في الواقع، لا تكمن المشكلة الحرجة فيما إذا كان عملي سيذهب سُدى، إنما الأمر الأساسي هو أن تكونوا قادرين على نيل حياة سعيدة ومستقبل رائع. إن عملي هو عمل خلاص أرواح الناس. إذا وقعت روحك في يد الشيطان، فلن يعيش جسدك في سلام. إن كنت أحمي جسدك، فستكون روحك تحت رعايتي بالتأكيد. إن كنت حقًا أكرهك، فسوف يقع جسدك وروحك على الفور في يد الشيطان. هل يمكنك تخيُّل وضعك حينها؟ إن لم تُحدث كلماتي يومًا ما تأثيرًا فيكم، فسوف أسلّمكم جميعًا إلى الشيطان لتعذيبكم تعذيبًا مضاعفًا حتى يهدأ غضبي تمامًا، أو سأعاقبكم شخصياً أيها البشر الهالكون؛ لأن قلوبكم التي تخونني لم تتغير قط.
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 363
يجب أن تنظروا جميعًا الآن في أنفسكم بأسرع ما يمكن لتروا مقدار الخيانة التي ما زالت كامنة فيكم. أنا في انتظار ردكم بفارغ الصبر. لا تكونوا غير مبالين في التعامل معي، فأنا لا ألعب أبدًا مع الناس. إذا قلت أمرًا، فسوف أفعله بالتأكيد. أتمنى أن تكونوا جميعًا أشخاصًا يأخذون كلامي بجدية وألا تروه على أنه مجرد رواية خيال علمي. ما أريده منكم هو عمل ملموس، وليس خيالاتكم. بعد ذلك، يجب أن تجيبوا عن أسئلتي، وهي كما يلي: 1. إذا كنت حقًا عاملاً في الخدمة، فهل يمكنك أن تقدم لي الخدمة بإخلاص، دون أي عنصر إهمال أو سلبية؟ 2. إن اكتشفت أنني لم أقدّرك قط، فهل ستظل قادرًا على البقاء وتقديم الخدمة لي مدى الحياة؟ 3. إن كنت أعاملك ببرودة رغم بذلك الكثير من الجهد، فهل ستتمكن من الاستمرار في العمل لأجلي في الخفاء؟ 4. إذا لم أُلبِّ مطالبك الصغيرة بعد ما بذلته من أجلي، فهل ستشعر بخيبة أمل وإحباط تجاهي أو حتى تصبح غاضبًا وتسيء التصرف؟ 5. إن كنتَ دائماً مُخْلصًا ومُحبًّا جدًا تجاهي، إلا أنك تعاني من عذاب المرض، أو الفقر، أو هجر أصدقائك وأقاربك، أو تحمُّل أي مصائب أخرى في الحياة، فهل سيستمر ولاؤك وحُبّك لي؟ 6. إذا لم يكن أي مما تصورته في قلبك يتطابق مع ما عملته، فكيف ستسير في طريقك المستقبلي؟ 7. إن كنت لا تتلقى أي شيء تأمل في تلقيه، فهل يمكنك الاستمرار في أن تكون تابعًا لي؟ 8. إن لم تفهم قط الغرض من عملي وأهميته، فهل يمكنك أن تكون شخصًا مطيعًا لا يصدر أحكامًا واستنتاجات تعسفية؟ 9. هل يمكنك أن تقدّر كل الكلمات التي قلتها وكل العمل الذي أتممته عندما أكون مع البشر؟ 10. هل تقدر على أن تكون تابعًا مُخْلصًا لي، وعلى استعداد للمعاناة من أجلي طيلة حياتك حتى إن لم تتلق أي شيء؟ 11. هل تقدر على التخلي عن التفكير أو التخطيط أو التحضير لمسار بقائك في المستقبل من أجلي؟ تمثل هذه الأسئلة متطلباتي النهائية منكم، وآمل أن تتمكنوا جميعًا من الرد عليّ. إن كنت قد وفيت بأمر أو أمرين مما تطلبه منك هذه الأسئلة، فيجب عندئذ مواصلة السعي. أما إن لم تستطع تحقيق أيٍّ من هذه المتطلبات، فأنت بالتأكيد من الفئة التي ستُطرح في الجحيم. لا أريد أن أقول أكثر من ذلك لمثل هؤلاء الناس، وهذا لأنهم بالتأكيد ليسوا أشخاصًا يمكنهم أن يكونوا متوافقين معي. كيف يمكنني الإبقاء على شخص ما في منزلي يستطيع أن يخونني تحت أي ظرف من الظروف؟ أما أولئك الذين لا يزال بإمكانهم خيانتي في ظل غالبية الظروف، فسوف أُراقب أداءهم قبل اتخاذ ترتيبات أخرى. أما جميع من هم قادرون على خيانتي، بغض النظر عن الظروف، فلن أنساهم أبدًا وسأتذكرهم في قلبي بينما أنتظر الفرصة لأجازيهم على أفعالهم الشريرة. إن المتطلبات التي أثرتها هي كل المشاكل التي يجب عليكم تفحصها في أنفسكم. آمل أن تتمكنوا جميعًا من أخذها على محمل الجد وألا تعاملوني بلا مبالاة. وسوف أتحقق في المستقبل القريب من الإجابات التي قدمتموها لي مقابل متطلباتي. وفي ذلك الوقت، لن أطلب منكم أي شيء إضافي ولن أوجه إليكم أي لوم بمزيد من الجدية. بل سأمارس سلطاني. فأولئك الذين يجب أن يبقوا سوف يبقون، والذين يجب أن يُكافؤوا سوف يُكافؤون، والذين يجب تسليمهم إلى الشيطان سوف يُسلَمون إلى الشيطان، والذين يجب أن ينالوا عقابًا شديدًا سوف ينالون عقابًا شديدًا، والذين يجب أن يهلكوا سوف يُهلَكون. وهكذا لن يكون هناك أي شخص آخر يزعجني في أيامي. هل تصدق كلامي؟ هل تؤمن بالانتقام؟ هل تؤمن بأنني سأعاقب كل أولئك الأشرار الذين يخدعونني ويخونونني؟ هل تأمل أن يأتي هذا اليوم عاجلاً أم يأتي آجلاً؟ هل أنت شخص خائف جدًا من العقاب، أم شخص يُفضّل مقاومتي حتى لو كان عليه تحمل العقاب؟ عندما يحين ذلك اليوم، هل يمكنك تخيُّل ما إذا كنت ستعيش وسط الهتافات والضحك، أم وسط بكائك وصرير أسنانك؟ ما نوع النهاية التي تتمنى أن تحظى بها؟ هل سبق لك أن فكرت جديًا فيما إذا كنت تؤمن بي بنسبة مئة في المئة أم تشك فيّ بنسبة مئة في المئة؟ هل سبق لك أن أمعنت النظر بعناية في نوع العواقب والنهايات التي سوف تجلبها أفعالك وسلوكك عليك؟ هل تأمل حقًا في أن تتحقق كل كلماتي واحدة تلو الأخرى، أم أنك تخشى بشدة أن تتحقق كلماتي واحدة تلو الأخرى؟ إن كنت تأمل في أن أغادر قريبًا لكي أتمكن من تحقيق كلماتي، فكيف يجب أن تتعامل مع كلماتك وأفعالك؟ وإن كنت لا تأمل في رحيلي ولا تأمل أن تتحقق كلماتي على الفور، فلماذا إذًا تؤمن بي أساسًا؟ هل تعرف حقًا لماذا تتبعني؟ إذا كان الأمر يقتصر على توسيع آفاقك، فلا يلزمك أن تزعج نفسك على هذا النحو. أما إن كان هدفك أن تُبَارك وتتفادى الكارثة القادمة، فلِمَ لا تشعر بالقلق حيال سلوكك؟ لِمَ لا تسأل نفسك ما إذا كنت تستطيع تلبية متطلباتي أم لا؟ لِمَ لا تسأل نفسك أيضًا ما إذا كنت مؤهلاً لتلقي بركاتي المستقبلية أم لا؟
من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 364
يجب على جميع شعبي الذين الذي يقومون بالخدمة بين يدي أن يعودوا بذاكرتهم إلى الماضي: هل شاب حبكم لي أية شائبة؟ هل كان ولاؤكم لي نقيًا وصادقًا؟ هل كانت معرفتكم بي صحيحة؟ ما الحيز الذي شغلته في قلوبكم؟ هل ملأت قلوبكم بأكملها؟ كم المقدار الذي حققه كلامي في داخلكم؟ لا تحسبوني أحمقَ! هذه الأشياء واضحة تمامًا لي! واليوم إذ ينطق صوت خلاصي، هل ازداد حبكم لي قليلاً؟ هل أصبح جزء من ولائكم لي نقيًا؟ هل تعمَّقَت معرفتكم بي؟ هل أرسى التسبيح القديم أساسًا قويًا لمعرفتكم اليوم؟ ما المقدار الذي يشغله روحي داخلكم؟ ما الحيّز الذي تشغله صورتي داخلكم؟ هل أصابت أقوالي نقطة ضعفكم؟ هل تشعرون حقًا أنه ليس لديكم مكانٌ تخفون فيه خزيكم؟ هل تعتقدون حقًا أنكم لستم أهلاً لتكونوا شعبي؟ إذا كنتم غافلين تمامًا عن الأسئلة المذكورة أعلاه، فهذا يدل على أنك تصطاد في مياه عكرة، وأنك موجود لتكميل الأعداد فقط، وسوف تُمحى بالتأكيد وتُلقى في هاوية سحيقة مرة أخرى في الوقت الذي حدّدتُه قبلاً. هذه هي كلماتي التحذيرية، وكل من يستخف بها سيقع تحت دينونتي، وتنهال عليه الكوارث في الوقت المحدد. أليس الأمر كذلك؟ هل ما زال عليّ تقديم أمثلة لتوضيح ذلك؟ هل يجب أن أتحدث بوضوح أكبر لتقديم نموذج لكم؟ عصى كثير من الناس كلامي منذ زمن الخلق وحتى اليوم، ولهذا طردتهم وأقصيتهم من تيار استعادتي؛ وفي نهاية المطاف، تهلك أجسادهم وتُطرح أرواحهم في الهاوية، وحتى اليوم لا يزالون يتعرضون لعقوبة شديدة. لقد اتبع العديد من الناس كلامي، لكنهم عملوا ضد استنارتي وإعلاني، ولهذا فقد طرحتهم جانبًا، وسقطوا تحت مُلك الشيطان وباتوا أولئك المعارضين لي. (جميع الذين يعارضونني مباشرةً اليوم لا يطيعون سوى سطحية كلامي، ويعصون جوهر كلامي.) لقد اكتفى كثيرون أيضًا بالاستماع إلى كلامي الذي نطقتُ به أمس، وتمسكوا "بتفاهة" الماضي ولم يعتزوا "بنتاج" اليوم الحاضر. هؤلاء الناس لم يأسرهم الشيطان فحسب، بل أصبحوا أيضًا مذنبين إلى الأبد وصاروا أعدائي، وهم يعارضونني مباشرةً. مثل هؤلاء الناس هم موضع دينونتي في ذروة غضبي، وها هم لا يزالون عميانًا اليوم، ولا يزالون داخل السجون المظلمة (وهذا يعني أن هؤلاء الناس هم جثث فاسدة فاقدة الحس يحكمها الشيطان؛ ولأنني غشيّت عيونهم فإنني أقول إنهم عميان). سيكون من الأفضل أن أقدم لكم مثالاً للرجوع إليه، حتى يمكنكم التعلم منه:
عند ذكر بولس، ستفكرون في تاريخه وفي بعض القصص عنه، وهي غير دقيقة وغير متوافقة مع الحقيقة. علمه والداه منذ صغره، وتلقى حياتي، ونتيجة لسبق تعييني فقد حظي بالعيار الذي أطلبه. لقد قرأ العديد من الكتب عن الحياة في سن التاسعة عشرة؛ وهكذا لا داعي للخوض في تفاصيل عن الكيفية؛ فهو لم يستطع فقط التحدث ببعض التبصُّر عن أمور روحية، بل أمكنه أيضًا فهم مقاصدي؛ وذلك بسبب عياره وبسبب استنارتي وإعلاني. لا يستبعد هذا بالطبع الجمع بين العوامل الداخلية والخارجية. ومع ذلك، كان عيبه الوحيد هو أنه كان كثيرًا ما يتسم بالبلاغة والتفاخر بسبب مواهبه. ونتيجة لذلك، فقد بذل كل جهد ممكن ليتحداني عندما صرت جسدًا للمرة الأولى؛ وذلك نتيجة لعصيانه، حيث كان يمثل في جزء منه رئيس الملائكة مباشرةً. كان واحدًا من أولئك الذين لا يعرفون كلامي، اختفى موضعي بالفعل من قلبه. يعارض مثل هؤلاء الناس لاهوتي مباشرةً، لذا أضربهم، فينحنوا في النهاية ويعترفوا بخطاياهم. ثم بعد أن استفدت من نقاط قوته – أي بعد أن عمل لأجلي لفترة من الوقت – ارتد مرة أخرى إلى طرقه القديمة، وعلى الرغم من أنه لم يعص كلامي مباشرةً، فقد عصى إرشادي الداخلي واستنارتي، وهكذا كان كل ما فعله في الماضي باطلاً، وبعبارة أخرى، أصبح إكليل المجد الذي تحدث عنه مجرد كلمات فارغة، ونتاج خياله الخاص، وها هو حتى اليوم مازال يخضع لدينونتي وسط أصفادي.
يمكن من المثال أعلاه ملاحظة أن كل مَنْ يعارضني (ليس بمعارضة ذاتي الجسدية فقط، بل الأهم من ذلك، كلامي وروحي – أي لاهوتي)، فإنه يتلقى دينونتي في جسده. عندما يتركك روحي، فإنك تنحدر إلى أسفل، ساقطًا مباشرة في الهاوية. ومع أن جسمك يوجد على الأرض، فإنك تكون مثل شخص يعاني من مرض عقلي: لقد فقدت عقلك، وتشعر على الفور كما لو كنت جُثة، فتتوسل إلىّ حتى أقضي على جسدك دون تأخير. معظم مَنْ يملكون الروح بينكم لديهم تقدير عميق لهذه الظروف، ولست بحاجة إلى الخوض في المزيد من التفاصيل. عندما كنت أعمل في الطبيعة الإنسانية في الماضي، كان معظم الناس قد قاسوا أنفسهم على مقياس غضبي وجلالي، ولم يعرفوا بالفعل إلا القليل عن حكمتي وشخصيتي. واليوم أتكلم وأتصرف مباشرة باللاهوت، ومازال هناك بعض الناس الذين سيرون غضبي ودينونتي بأعينهم. وإضافةً إلى ذلك، فإن العمل الرئيسي في الجزء الثاني من عصر الدينونة هو أن يعرف جميع شعبي أفعالي في الجسد مباشرةً، وأن تروا جميعًا شخصيتي مباشرةً. لكن بما أنني في الجسد، فأنا أراعي نقاط ضعفكم. آمل ألّا تتعامل مع روحك ونفسك وجسدك كألعاب، وتكرّسها للشيطان بلا مبالاة. من الأفضل أن تقدِّر كل ما لديك، وألّا تعامله مثل لعبة؛ لأن مثل هذه الأمور تتعلق بمصيرك. هل أنت قادر حقًا على فهم المعنى الحقيقي لكلامي؟ هل أنت قادر حقًا على مراعاة مشاعري الحقيقية؟
هل أنتم على استعداد للتمتع ببركاتي على الأرض، البركات التي تشبه تلك الموجودة في السماء؟ هل أنتم على استعداد للتعامل مع فهمكم لي، والتمتع بكلامي ومعرفتكم بي، على أنها الأكثر قيمة ومغزى في حياتكم؟ هل أنتم قادرون حقًا على الخضوع الكامل لي، دون التفكير في توقعاتكم؟ هل أنتم قادرون حقًا على السماح لأنفسكم أن أُخضعكم للموت وأن أقودكم مثل الغنم؟ هل يوجد أحد بينكم قادر على تحقيق مثل هذه الأشياء؟ هل يمكن أن يكون كل من أقبلهم ويتلقون وعودي هم من ينالون بركاتي؟ هل فهمتم أي شيء من هذه الكلمات؟ إذا اختبرتكم، فهل يمكنكم أن تضعوا أنفسكم حقًا تحت رحمتي، وتبحثوا عن مقاصدي وتدركوا قلبي في وسط هذه الاختبارات؟ لا أريدك أن تكون قادرًا على التحدث بالعديد من الكلمات المؤثرة، أو سرد العديد من القصص المثيرة؛ بل، أطلب منك أن تكون قادرًا على أن تحمل شهادة حسنة عني، وأن تتمكن من الدخول إلى الحقيقة دخولاً كاملاً وعميقًا. إذا لم أتحدث مباشرة، هل يمكنك التخلي عن كل شيء من حولك والسماح لنفسك بأن أستخدمك؟ أليست هذه هي الحقيقة التي أطلبها؟ مَنْ يقدر على فهم المعنى في كلامي؟ ومع ذلك، أطلب منكم ألا تبقوا مثقلين بالشكوك، وأن تكونوا مبادرين في دخولكم، وأن تدركوا جوهر كلامي؛ فهذا سيمنعكم من أن تسيئوا فهم كلامي، ومن أن يلتبس عليكم المعنى الذي أقصده، بحيث تخالفون مراسيمي الإدارية. آمل أن تفهموا مقاصدي لكم في كلامي. لا تفكروا بعد الآن بتوقعاتكم، وتصرفوا كما قررتم أمامي أن تخضعوا لتنسيقات الله في كل شيء. يجب على كل من يقف داخل مسكني أن يفعل ما في وسعه أن يفعله؛ يجب أن تقدم أفضل ما لديك إلى القسم الأخير من عملي على الأرض. هل أنت على استعداد بالفعل أن تضع مثل هذه الأمور موضع التطبيق؟
من "الفصل الرابع" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 365
على الأرض، تطوف كل أنواع الأرواح الشريرة بلا نهاية للحصول على مكان للراحة، وتبحث دون توقف عن جثث بشرية يمكنها التهامها. أيا شعبي! عليكم أن تبقوا في كنف رعايتي وحمايتي. لا تتصرفوا بانحلال! لا تتصرفوا بتهور! بل قدِّم لي الولاء في بيتي، وبالولاء فقط يمكنك رفع ادعاء مضاد لدحض مكر الشيطان. لا يجب عليك أن تتصرف تحت أي ظرف من الظروف كما كنت تفعل في الماضي، تفعل شيئًا أمام وجهي وشيئًا آخر خلف ظهري — فبهذه الطريقة تكون قد تجاوزت الفداء. لقد تلفظت بالتأكيد بأكثر مما يكفي من الكلمات من هذا القبيل، أليس كذلك؟ ويرجع السبب في هذا تحديدًا إلى أن طبيعة الإنسان القديمة لا سبيل إلى تقويمها وهذا ما ذكَّرته به مرارًا وتكرارًا. لا تشعروا بالملل! كل ما أقوله هو من أجل ضمان مصيركم! ما يحتاج إليه الشيطان تحديدًا هو مكان كريه وقذر؛ وكلما ازدادت عدم قدرتكم على تكفير ذنوبكم بيأس، وكنتم أكثر فسقًا رافضين الخضوع لكبح جماح أنفسكم، ازدادت الأرواح النجسة استحواذًا عليكم في أي فرصة تسنح لها للتغلغل. بمجرد وصولكم إلى هذا الحد، لن يكون ولاؤكم إلا مجرد لغو، لا يستند إلى أي واقع، وستلتهم الأرواح النجسة قراركم، ليتحول إلى عصيان أو حيل من الشيطان، ويستخدم لعرقلة عملي. سأضربكم حتى الموت في أي وقت وأينما أردت. لا أحد يدرك خطورة هذا الوضع؛ إذْ يعير الناس جميعًا أُذُنًا صمّاء لما يسمعونه، ولا يتوخون الحد الأدنى من الحذر. لا أذكر ما حدث في الماضي. هل لا تزال تنتظر أن أكون متساهلاً تجاهك عن طريق النسيان مرة أخرى؟ على الرغم من أن الإنسانية قد عارضتني، إلا أنني لن أحتفظ بذلك ضد الإنسان، لأن قامة الإنسان قصيرة للغاية، ولذا فإنني لا أطلب منه الكثير. كل ما أطلبه ألا يسرف على نفسه، وأن يخضع لكبح جماحها. من المؤكد أن هذا الأمر لا يفوق قدرتكم على تلبية هذا الشرط الوحيد؟ ينتظر مني السواد الأعظم من الناس أن أكشف عن المزيد من الأسرار لهم لتُسر به أعينهم. ومع ذلك، إذا ما وصلت إلى معرفة كل أسرار السماء، ما الذي يمكن أن تفعله بتلك المعرفة؟ هل ستزيد محبتك لي؟ هل ستشتعل محبتك لي؟ أنا لا أقلِّل من شأن الإنسان، ولا أحكم عليه بتسرع. إذا لم تكن هذه هي الظروف الفعلية للإنسان، فلم أكن أبداً لأتوِّج الناس بهذه الألقاب. أعيدوا التفكير في الماضي: هل حدث في وقت من الأوقات أن أهنتكم؟ هل هناك أي وقت قللت فيه من شأنكم؟هل هناك أي وقت نظرت إليكم دون مراعاة لظروفكم الفعلية؟هل هناك أي وقت أخفق ما أقوله لكم في ملء قلوبكم وأفواهكم بالإقناع؟ هل هناك أي وقت تحدثت فيه دون الاستماع بعمق إلى ما بداخلكم؟ مَنْ منكم قرأ كلماتي دون خوف وارتجاف، وكان خائفًا بشدة من أن أطرحه في الهاوية؟ مَنْ لا يحتمل التجربة التي تكمن داخل كلماتي؟ يكمن السلطان داخل كلماتي، ولكن هذا ليس لتمرير الدينونة العارضة على الإنسان، وإنما مع مراعاة الظروف الحقيقية للإنسان، أُظهِر للإنسان باستمرار المعنى الكامن في كلماتي. في حقيقة الأمر، هل هناك مَنْ يقدر على الاعتراف بقدرتي المطلقة في كلماتي؟ هل من أحد يمكنه أن يتلقى في نفسه أنقى الذهب المصنوعة منه كلماتي؟ كم من كلمات كثيرة تكلمت بها، ولكن هل ثمة من يعتز بهذه الكلمات؟
من "الفصل العاشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 366
أقف مراقبًا فوق الكون يومًا بعد يوم، وبتواضع أخفي نفسي في مسكني لأختبر حياة البشر، وأدرس عن قرب كل عمل من أعمال الإنسان. لم يسبق لأحد أنه قد قدّم حقًا نفسه لي. ولا أحد مطلقًا قد تتبع الحقيقة. ولم يوجد واحد مطلقًا قد حكّم ضميره لأجلي. ولا أحد على الإطلاق اتخذ قرارات أمامي والتزم بمسؤوليته. ولا أحد على الإطلاق قد أتاح لي السكن فيه. لم يُقدرني أي أحد مثلما يُقدر حياته الخاصة. ولا أحد قط قد رأى في الواقع العملي كل ما يمثل لاهوتي. لم يكن أحد قط على استعداد للتواصل مع الإله العملي نفسه. عندما تبتلع المياه الناس بأكملهم، أحفظهم من المياه الراكدة وأمنحهم فرصة ليأخذوا حياة من جديد. عندما يفقد الناس ثقتهم في العَيش، أجذبهم إلى فوق من حافة الموت، مانحًا إياهم الشجاعة للعَيش، لكي يأخذوني كأساس لوجودهم. عندما يعصيني البشر، أجعلهم يعرفونني في عصيانهم. في ضوء الطبيعة القديمة للبشرية وفي ضوء رحمتي، بدلًا من أن أُميت البشر، أسمح لهم بالتوبة والبدء من جديد. عندما يعاني البشر من المجاعة، انتزعهم من الموت طالما بقي لديهم نفس واحد، مانعًا إياهم من الوقوع كفريسة لخداع الشيطان. كم من المرات قد رأى الناس يديَّ، كم من المرات قد رأوا ملامحي الحنونة، رأوا وجهي المُبتسم؛ وكم من المرات قد رأوا عظمتي، رأوا غضبي. رغم أن الجنس البشري لم يعرفني قط، إلا أنني لم أستغل ضعفهم حتى أصنع متاعب لا لزوم لها. إنني اختبر معاناة الجنس البشري، وهكذا أتعاطف مع ضعف الإنسان. إنه فقط في الاستجابة لعصيان البشر، وجحودهم، فأنّني أُجري توبيخات بدرجات متفاوتة.
أقوم بإخفاء نفسي في أوقات انشغال البشر، وأُظهر نفسي في أوقات راحتهم. إن البشرية تتخيلني كإله كلي المعرفة، والإله نفسه الذي يجيب كل الدعوات. من ثم يأتي أمامي معظم الناس لطلب مساعدة الله فقط، وليس بسبب الرغبة في معرفتي. وفي داخل نوبات آلام المرض، يلتمس البشر بلجاجة معونتي. وفي داخل المحنة، يعهدون بمصاعبهم إليّ بكل قوتهم من أجل التخلّص من معاناتهم. رغم ذلك، لم يتمكن أيضًا إنسان واحد من أن يحبني أثناء وجوده في الراحة. لم يتواصل معي ولا حتى شخص واحد في وقت سلامهم وسعادتهم، لكي أشارك في بهجتهم. ما دامت عائلات الناس الصغيرة سعيدة وبخير، فقد وضعوني جانبًا وأغلقوا الباب عليّ منذ أمد بعيد، ليمنعوني من الدخول، وبذلك يستمتعون بالسعادة المباركة لعائلاتهم. العقل البشري ضيق جدًا، ضيق جدًا حتى للتمسك بالله كمُحب ورحيم وودود كما أنا. كم من المرات رُفضتُ من الناس في وقت الضحك البهيج؛ كم من المرات اتكأ عليّ البشر كسند لما تعثروا. كم من المرات أُجبرت على ممارسة دور الطبيب من قبل البشر الذين يعانون من المرض. فكم هم قساة البشر! غير معقولين تمامًا ولا أخلاقيين. لا يمكن أن تلمس فيهم حتى المشاعر التي من المفترض أن البشر مجهزون بها. فهم تقريبًا مُجردون من أي أثر للإنسانية. تأمل الماضي وقارنه بالمستقبل. هل تحدث تغيرات بداخلك؟ هل للماضي تمثيل أقل في الحاضر؟ أم أن هذا الماضي لم يتم استبداله بعد؟
لقد عبرت على التل وأسفل الوادي، مختبرًا صعود وهبوط العالم. بين البشر قد تجولت وبين البشر قد عشت لسنوات عديدة، مع ذلك يظهر أن شخصية البشرية قد تغيّرت قليلًا. ويبدو الأمر كما لو أن طبيعة البشر القديمة قد تأصلت ونمت سريعًا فيهم. لن يكونوا قادرين أبدًا على تغيير هذه الطبيعة القديمة، فقط لتحسينها إلى حد ما على الأساس الأصلي. كما يقول الناس، الجوهر لم يتغيّر، لكن الشكل تغيّر كثيرًا. يبدو أن جميع الناس يحاولون خداعي وإبهاري، لعلهم يتمكنون من الخداع والفوز بتقديري. أنا لا أُعجب ولا أعيرُ انتباهًا إلى حِيَل الناس. بدلًا من الطيران في غضب أتخذ موقف النظر لكن ليس الرؤية. أُخطط لمنح البشرية درجة مُعيّنة من الحرية، وبعد ذلك، أتعامل مع كل البشر معًا. وبما أن البشر جميعًا غير مقدّرين لأنفسهم، وعديمي القيمة بائسين، لا يعتزّون بأنفسهم، فلماذا يحتاجون لي لإظهار رحمة متجددة ومحبة؟ ومن دون استثناء، البشر لا يعرفون أنفسهم، ولا يعرفون ثِقلهم. يجب أن يضعوا أنفسهم على ميزان ليتم وزنهم. البشرية تتجاهلني، وبالتالي فأنا أيضًا لا أعمل على أخذهم بجدية. البشر لا يعيرونني اهتمامًا، لذلك لا أحتاج إلى بذل الجهد عليهم. أليس ذلك أفضل ما في كلا العالمين؟ ألا يصفك هذا يا شعبي؟ مَنْ الذي اتخذ قرارات أمامي ولم يتجاهلها بعد ذلك؟ مَنْ الذي اتخذ قرارات طويلة الأجل أمامي بدلًا من العزم المتكرر على هذا وذاك؟ دائمًا ما يتخذ البشر قرارات أمامي في أوقات الراحة ويشطبونها جميعًا في أوقات الشدّة. في وقت لاحق يسترجعون قراراتهم ويضعونها أمامي. هل أنا غير مُقدّر جدًا حتى أقبل عرض النفاية التي قد التقطها الإنسان من كومة القمامة؟ قليل من البشر يثبت على قراراته، والقليل منهم طاهر، والقليل يُقدم أثمن ما لديهم كذبيحتهم لي. هل جميعكم ليس بهذه الطريقة نفسها؟ إذا كنت كواحد من أفراد شعبي في الملكوت، وأنت غير قادر على الالتزام بواجبك، فسوف أمقُتك وأرفُضك!
من "الفصل الرابع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 367
الإنسان كائن لا يعرف نفسه. ورغم أنه لا يعرف نفسه، إلا أنه يعرف كل شخص آخر مثل كف يده، كما لو كان الآخرون قد مروا أولاً على مجموعة من التحريات وحصلوا على موافقته قبل قول أو فعل أي شيء، ومن ثم كما لو أنه قد اتخذ كافة التدابير تجاه جميع الآخرين نزولًا إلى حالتهم النفسية. البشر جميعًا يشبهون ذلك. لقد دخل الإنسان إلى عصر الملكوت اليوم، لكن طبيعته تظل كما هي. فهو لا يزال يفعل مثلما أفعل أمامي، لكن وراء ظهري يبدأ في النهوض للقيام "بعمله" الفريد. وعندما ينتهي الأمر ويأتي أمامي مرة أخرى، يبدو كشخص مختلف، يبدو أنه هادئ للغاية، وملامحه هادئة، ونبضه ثابت. أليس هذا بالضبط ما يجعل الإنسان حقيرًا للغاية؟ كم من البشر يرتدون وجهين مختلفين تمامًا، واحد أمامي وآخر من خلف ظهري؟ كم منهم يشبهون الحمل الوديع أمامي، ولكنّهم عندما يكونون وراء ظهري فإنهم يتحولون إلى نمور شرسة، بعدها يصبحون مثل الطيور الصغيرة التي ترفرف بسرور على التلال؟ كم من أناس يعلنون عن هدفهم وعزمهم أمامي؟ كم من أناس يأتون لي يبحثون عن كلماتي بكل عطش واشتياق، لكن من خلف ظهري، يصيبهم الإعياء منها ويرفضوها، كما لو كانت كلماتي عبئًا؟ في كثير من المرات، عندما أرى الجنس البشري وقد أفسده عدوي، امتنع عن وضع أمالي في البشر. كثيرًا، عندما أرى شخصًا يأتي أمامي تملأ عينيه الدموع يطالب بالعفو، ولكن بسبب عدم احترامه لذاته، وفساده الذي لا يمكن إصلاحه، قد أغلقت عيناي بغضب عن فعله، حتى عندما يكون قلبه صادقًا ونواياه مخلصة. كثيرًا ما أرى الإنسان قادرًا على أن يكون له إيمان كي يتعاون معي، وكيف يبدو، أمامي، أنه يمكث في حضني، يتذوق دفء هذا الحضن. كثيرًا، عند رؤيتي براءة، حيوية، ومحبة شعبي المختار، أشعر دائمًا بالسعادة في قلبي بسبب هذه الأمور. لا يعرف البشر كيف يستمتعون ببركاتهم المُعيَّنة قبلًا في يدي؛ لأنهم لا يعرفون المعنى النهائي سواء للبركة أو المعاناة. ولهذا السبب، فالبشر بعيدون كل البعد عن الإخلاص في بحثهم عني. إذا لم يكن هناك شيء مثل الغد، فمَنْ منكم، من الواقفين أمامي، يمكن أن يكون أبيض كالثلج، ومثل اليشب في نقائه؟ بالطبع محبتكم لي ليست شيئًا يمكن استبداله بوجبة شهية، أو ملابس فخمة، أو مكانة عالية بمكافآت ضخمة؟ أو يمكن استبدالها بمحبة الآخرين لك؟ بالتأكيد، الاجتياز في التجربة لن يدفع الإنسان إلى أن يترك محبته لي؟ بالتأكيد لن تتسبب المعاناة والضيقات في أن تجعله يشكو من كل ما رتبته؟ لم يقدّر أي إنسان حقًا السيف الذي في فمي: فهو يعرف فقط معناه السطحي دون أن يفهم المعني الداخلي حقًا. إذا تمكن البشر حقًا من رؤية حدة سيفي، سيركضون مثل الفئران إلى جحورهم. وبسبب تخديرهم، لا يفهم البشر شيئًا من المعنى الحقيقي لكلماتي، ولذلك لا يعرفون مدى قوة كلماتي، أو فقط كم من طبيعتهم مكشوفة، وكم من فسادهم قد نال الدينونة، في إطار هذه الكلمات. ولهذا السبب، وبناء على أفكارهم غير الناضجة عن كلماتي، اتخذ معظم الناس توجهًا فاترًا وغير ملتزم.
من "الفصل الخامس عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 368
عبر العصور، رحل كثيرون عن هذا العالم في خيبة أمل وامتعاض، وجاء إليه الكثيرون بأمل وإيمان. لقد رتبت لأجل مجيء الكثيرين، كما أبعدت الكثيرين. مرَّ عدد لا حصر له من البشر عبر يديَّ. لقد طُرحتْ أرواح كثيرة في الجحيم، عاش العديد منهم في الجسد، ومات العديد منهم ووُلدوا ثانية على الأرض. لكن لم تسنح لأي منهم الفرصة لكي يستمتع ببركات الملكوت اليوم. لقد أعطيتُ الإنسان الكثير جدًا، لكنه ربح القليل، لأن هجمات القوى الشيطانية تركته غير قادر على الاستمتاع بكل غناي. كان يتطلع فقط إلى الحظ السعيد، ولكنه لم يتمكن قط من الاستمتاع الكامل. لم يكتشف الإنسان قط بيت الكنز الموجود في جسده لاستقبال غنى السماء، وهكذا فقد ضاعت منه البركات التي أسبغتُها عليه. أليست روح الإنسان هي المَلَكة التي تربطه بروحي؟ فلماذا لم ينجذب الإنسان إليَّ قط بروحه؟ لماذا يقترب إليّ بالجسد، ولكنه غير قادر على القيام بذلك بروحه؟ هل وجهي الحقيقي من لحم؟ لماذا لا يعرف الإنسان جوهري؟ ألم يوجد أي أثر لي مطلقًا في روح الإنسان؟ هل اختفيت بالكامل من روح الإنسان؟ إن لم يدخل الإنسان إلى العالم الروحي، كيف يمكنه أن يفهم مقاصدي ويستوعبها؟ هل يوجد شيء في عينيّ الإنسان يمكنه أن يخترق العالم الروحي مباشرة؟ لقد دعوت الإنسان مرارًا كثيرة بروحي، لكنه يتصرف كما لو أني كنت أَخِزُهُ، وينظر إليّ من على بُعد، خائفًا بشدةٍ من أن أقوده إلى عالم آخر. لقد طرحتُ لمرات عديدة تساؤلات في روح الإنسان، ولكنه يظل غافلاً تمامًا، وخائفًا بشدة من أن أدخل إلى بيته وأغتنم الفرصة كي أسلبه جميع ممتلكاته. لذلك فهو يغلق الباب في وجهي ويبعدني، تاركًا إياي أمام باب بارد وموصَد بإحكام. سقط الإنسان مرارًا كثيرة وقد أنقذته، لكنه بعد أن يستفيق يتركني سريعًا، لا يتأثر بمحبتي، ويرمقني بنظرة حذرة؛ فأنا لم أدفّئ قط قلب الإنسان. الإنسان حيوان بلا عواطف، وذو دم بارد. ومع أنه يستدفئ بحضني، لكنه لا يتأثر به أبدًا بعمق. يشبه الإنسان فظاظة الجبل، فهو لم يقدِّر قط كل توبيخي للبشر. إنه لا يرغب في الاقتراب مني، ويفضِّل أن يسكن وسط الجبال، حيث يتحمل خطر الوحوش البرية – ومع ذلك لا يزال غير راغب في الاحتماء بي. أنا لا أجبر أي إنسان: أنا أقوم بعملي وحسب. سيأتي اليوم الذي سيسبح فيه الإنسان نحوي من وسط المحيط الشاسع، لعله ينعم بكل غناي على الأرض ويترك وراءه خطر أن يبتلعه البحر.
من "الفصل العشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 369
الكثير من الناس يتمنون أن يحبوني حقًا، لكن لأن قلوبهم ليست ملكًا لهم، لا يسيطرون على أنفسهم، والكثير من الناس يحبونني حقًا في وسط التجارب التي أرسلها عليهم، لكنهم غير قادرين على أن يفهموا أني كائن بالفعل، وهم لا يحبونني إلا وسط الفراغ، وليس بسبب وجودي الفعلي. يضع كثير من الناس قلوبهم بين يديّ ولا يلتفتون إليها؛ لذلك يضلل الشيطان قلوبهم عندما تتاح له الفرصة، وبعدها يتركونني. كثير من الناس يحبونني بصدق عندما أقدم كلماتي، لكنهم لا يحفظون كلماتي في أرواحهم، بل يستخدمونها بشكل عارض مثل الملكية العامة، ويلقونها بعيدًا من حيث جاءت عندما يشعرون بذلك. الإنسان يبحث عني في وسط الألم، ويتطلع إليَّ وسط التجارب. إنه يستمتع بي في أوقات السلام، وينكرني وقت الخطر، وينساني عندما يكون مشغولاً، ويتحرك بلا مبالاة لأجلي عندما يكون كسولاً، لكن لم يحبني أحد قط طوال حياته. أتمنى أن يكون الإنسان جادًا أمامي، فلا أطلب أن يقدم لي أي شيء، لكن أن يتعامل جميع البشر معي بجدية. وبدلاً من أن يتملقوني، يسمحون لي أن أعيد الإخلاص الذي كان لدى الإنسان. تسري استنارتي ونوري وتكلفة جهودي بين كل الناس، ومع ذلك فإن حقيقة أفعال الإنسان تسري أيضًا بين كل الناس، بل وتسري حتى في خداعهم لي. إن الأمر يبدو كما لو أن مقومات خداع الإنسان قد كانت معه منذ أن كان في الرحم، وكما لو كان يمتلك هذه المهارات الخاصة في الخداع منذ الولادة. بل ما هو أكثر من هذا إنه لم يتخلّ عن هذه اللعبة أبدًا، ولم يعرف أحد قط مصدر هذه المهارات الخادعة. والنتيجة أن الإنسان يعيش وسط الخداع دون أن يدرك ذلك، كما لو أنه يسامح نفسه، وكما لو كانت هذه ترتيبات الله، لا خداعه المتعمد لي. أليس هذا مصدر خداع الإنسان لي؟ أليس هذا مُخطّطه الماكر؟ لم انخدع أبدًا بمكر وتشدُق الإنسان؛ لأني عرفت جوهره منذ القديم. مَنْ يعرف مقدار عدم النقاء الذي في دمه، ومقدار سُمّ الشيطان داخل نخاعه؟ بمرور الأيام، يعتاد الإنسان أكثر عليها، بحيث لا يملّ من مضايقة الشيطان، ولهذا لا يهتم باكتشاف "فن الوجود الصحي."
من "الفصل الحادي والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 370
يعيش الإنسان في النور لكنه لا يدرك قيمته الثمينة. فهو يجهل مادة النور ومصدره، بل ويجهل أيضًا لِمَنْ ينتمي هذا النور. عندما أمنح الإنسان النور، أختبر على الفور الأحوال بين البشر؛ فبسبب النور، يتغير كل الناس ويكبرون وقد تركوا الظلمة. أتطلع إلى كل أركان الكون، وأرى أن الجبال مُحاطَة بالضباب، والماء يتجمد في البرد، وأن الناس بسبب إشراق النور ينظرون إلى الشرق لعلهم يكتشفون شيئًا أثمن، لكن يظل الإنسان غير قادر على أن يتبين اتجاهًا واضحًا وسط الضباب. ما دام الضباب يغطي العالم كله، فإن الإنسان لا يمكنه مطلقاً اكتشاف وجودي عندما أتطلع من بين السحاب. فالإنسان يفتش الأرض عن شيءٍ ما، ويبدو مستمرًا في بحثه، فهو على ما يبدو ينتظر مجيئي، لكنه لا يعلم يومي، ولا يسعه إلا أن يكثر من التطلع إلى بصيص النور في الشرق. إنني – وسط كل الشعوب – أطلب أولئك الذين هم بحسب قلبي حقًا. أمشي بين الناس كلهم وأعيش وسطهم، لكنَّ الإنسان في صحة وأمان على الأرض؛ لذلك ليس ثمة مَنْ هو بحسب قلبي حقًا. لا يعرف الناس كيف يهتمون بمشيئتي، ولا يستطيعون أن يروا أفعالي، وليس بوسعهم أن يتحركوا في النور وأن يشرق عليهم النور. رغم أن الإنسان يُثمِّن كلامي دائمًا، فإنه لا يستطيع أن يرى مخططات الشيطان الخبيثة على حقيقتها، ويعجز الإنسان عن القيام بما يتمناه قلبه؛ لأن قامته صغيرة جدًا. لم يحبني الإنسان محبة صادقة مطلقًا. عندما أكرمه، يشعر وكأنه غير مستحق، لكنَّ هذا لا يجعله يحاول إرضائي، بل يمسك فقط "بالموقع" الذي منحته إياه في يديه ويتفحصه، غير مبالٍ بجمالي، ويواصل – بدلاً من ذلك – التهام بركات موقعه حتى يُتخَم. أليس هذا عجزاً في الإنسان؟ عندما تتحرك الجبال، هل بوسعها أن تغير اتجاهها من أجل موقعك؟ عندما يتدفق الماء، هل بوسعه أن يتوقف عن الجريان أمام موقعك؟ هل بوسع السماوات والأرض أن تعكس اتجاهها بسبب موقع الإنسان؟ كنتُ فيما مضى رحيمًا على الإنسان، وأجزلتُ له الرحمة مرارًا وتكرارًا، لكنَّ أحدًا لم يهتم بذلك أو يُثمِّنْه، بل اكتفوا بالاستماع إليه كقصة، أو بقراءته كرواية. أحقًا لم يمس كلامي قلب الإنسان؟ أحقًا لم يكن لأقوالي أي تأثير؟ أمن الممكن ألا يكون أحدٌ قد آمن بوجودي؟ الإنسان لا يحب نفسه، لكنه – بدلاً من ذلك – يتحد مع الشيطان لمهاجمتي، ويستخدم الشيطان بوصفه "أصلاً" يخدمني به. سوف أخترق كل مخططات الشيطان الخبيثة، وأمنع الناس من الأرض من قبول خداع الشيطان حتى لا يقاوموني بسبب وجود الشيطان.
من "الفصل الثاني والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 371
الإنسان في نظري هو حاكم كل الأشياء. وقد منحته سلطانًا ليس بقليل، مما يمكّنه من تدبير كل الأشياء على الأرض – العشب على الجبال، والحيوانات في الغابات، والأسماك في المياه. ولكن بدلاً من أن يكون الإنسان سعيدًا بسبب هذا، فإنه يعاني من القلق. حياته كلها هي حياة ألم وانشغال ولهو مضاف إلى الفراغ، ولا توجد في حياته كلها اختراعات ولا ابتكارات جديدة. لا أحد قادر على تخليص نفسه من هذه الحياة الجوفاء، ولم يكتشف أي شخص من قبل حياة ذات معنى، ولم يختبر أحد من قبل حياة حقيقية. ومع أن أناس اليوم يعيشون جميعًا تحت نوري المشرق، فإنهم لا يعرفون شيئًا عن الحياة في السماء. إذا لم أكن رحيمًا تجاه الإنسان ولا أخلّص البشرية، فقد جاء جميع الناس عبثًا، وحياتهم على الأرض بلا معنى، وسوف يرحلون عبثًا، دون أي شيء يفتخرون به. إن الناس من كل دين ومنزلة اجتماعية وأمة وطائفة يعرفون جميعًا الفراغ الذي على الأرض، وجميعهم يطلبونني وينتظرون عودتي، ولكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يعرفني عندما أصل؟ لقد صنعتُ كل الأشياء، وخلقتُ البشرية، واليوم نزلتُ بين البشر. ومع ذلك، يرد الإنسان عليّ الهجوم ويثأر مني. هل العمل الذي أقوم به في الإنسان لا يفيده؟ هل أنا حقًا غير قادر على إرضاء الإنسان؟ لماذا يرفضني الإنسان؟ لماذا يكون الإنسان باردًا جدًا وغير مبالٍ تجاهي؟ لماذا تغطي الجثث الأرض؟ هل هذه حقًا حالة العالم الذي صنعته للإنسان؟ لماذا بينما أعطي الإنسان غنى لا يضاهى، يقدم لي يدين فارغتين في المقابل؟ لماذا لا يحبني الإنسان حقًا؟ لماذا لا يأتي أمامي أبدًا؟ هل ذهب كل كلامي حقًا سدى؟ هل تلاشت كلماتي مثل الحرارة من الماء؟ لماذا لا يرغب الإنسان في التعاون معي؟ هل وصول يومي حقًا هو لحظة موت الإنسان؟ هل يمكنني حقًا إهلاك الإنسان في الوقت الذي يتشكّل فيه ملكوتي؟ لماذا لم يستوعب أحد مقاصدي على مدى خطة تدبيري بأكملها؟ لماذا يكره الإنسان أقوال فمي ويرفضها بدلاً من أن يعتز بها؟ أنا لا أدين أحدًا، لكن كل ما أفعله هو أن أجعل جميع الناس يهدأون ويقومون بعمل التأمل الذاتي.
من "الفصل الخامس والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 372
اختبر البشر دفئي، وخدموني بإخلاص، وكانوا مطيعين لي بإخلاص، وفعلوا كل شيء من أجلي في حضرتي. لكنّ هذا أمر لا يستطيع الناس إنجازه اليوم؛ فهم لا يفعلون شيئًا سوى البكاء في روحهم كما لو أن ذئبًا جائعًا قد نهشهم. لا يمكنهم سوى أن ينظروا إليّ بلا حول ولا قوة صارخين طلبًا للمساعدة دون توقف، لكنهم في النهاية لا يستطيعون الهروب من مأزقهم. أسترجع كيف قطع الناس في الماضي وعودًا في وجودي، وأقسموا بالسماء والأرض في وجودي أن يردّوا لطفي تجاههم بكل وجدانهم. وبكوا بحزن أمامي، وكان صوت صرخاتهم مفجعًا ويصعب تحمله. وكثيرًا ما قدمت للبشر عوني لتقوية عزيمتهم. وقد جاء الناس ليخضعوا أمامي مرات لا تُعد ولا تُحصى بطريقة رائعة يصعب نسيانها. لقد أحبوني مرات لا تُعد ولا تُحصى بولاءٍ راسخٍ، وكانت عاطفتهم الصادقة رائعة. لقد أحبوني في مناسبات لا تُعد ولا تُحصى إلى درجة التضحية بحياتهم، بل وأحبوني أكثر من أنفسهم، وقبلت حبهم لما رأيت صدقهم. وفي مناسبات لا تُعد ولا تُحصى، قدموا أنفسهم في وجودي لأجلي غير مبالين في وجه الموت، وقد هدّأت من روعهم ولاحظت مناظرهم بعناية. لقد أحببتهم على أنهم كنزي في أوقات لا حصر لها، وكرهتهم على أنهم عدوي في أوقات لا تُعد. ومع هذا، لا يزال الإنسان لا يستطيع إدراك ما في عقلي. عندما يكون الناس حزانى، آتي لأعزيهم، وعندما يكونون ضعفاء، آتي لمساعدتهم. وعندما يضلون أوجِّههم، وعندما يبكون أمسح دموعهم. ومع ذلك، عندما أحزن، مَنْ يستطيع أن يعزيني بقلبه؟ وعندما أشعر بالقلق الشديد، مَنْ يراعي مشاعري؟ عندما أحزن، مَنْ يستطيع تضميد الجروح في قلبي؟ عندما أحتاج إلى أحدهم، مَنْ سيعرض طواعية أن يعمل بالاشتراك معي؟ هل من الممكن أن يكون موقف الناس السابق تجاهي قد اختفى الآن بلا عودة؟ لماذا لا تبقى ذرّة واحدة في ذاكرتهم؟ كيف نسي الناس جميع هذه الأشياء؟ أليس هذا كله سببه أن البشر قد أفسدهم عدوهم؟
من "الفصل السابع والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 373
فقد خلق الله البشرية، لكن عندما يأتي إلى عالم البشر يسعى الناس لمقاومته ويطردونه من أرضهم، كما لو كان مجرَّد شخص يتيم يهيم على وجهه في العالم، أو كإنسان في العالم ليس له بلد. لا أحد يشعر بالتعلِّق بالله، ولا أحد يحبّه حقًا، ولم يرحب أحد بمجيئه قَطّ. بل، عند رؤية مجيء الله، تصبح وجوههم المبتهجة مُتجهِّمة في غمضة عين، كما لو أنَّ عاصفة مفاجئة كانت في طريقها إليهم، أو كأنَّ الله يمكن أن يسلبهم سعادة عائلاتهم، وكما لو أن الله لم يبارك البشر أبدًا لكنه بدلًا من ذلك لم يجلب على الإنسان سوى التعاسة. ولذلك يحسب البشر أن الله لا يمثل نعمة، بل هو بالأحرى من يلعنهم دائمًا؛ ولهذا، لا يلتفت البشر إليه ولا يرحِّبون به، فهُم دومًا باردون في مشاعرهم تجاهه، وهذا هو الحال دائمًا. وما دام البشر يضمرون هذه الأمور في قلوبهم، فإن الله يقول إنَّ البشر لا يتحلّون بالعقلانيَّة أو الأخلاق، ولا يمكنهم حتى إدراك المشاعر التي من المفترض أن يكون البشر مفطورين عليها. فالبشر لا يقيمون أي اعتبار لمشاعر الله، ولكنهم يستخدمون بدلًا من ذلك ما يُسمَّى بـ "البر" للتعامل مع الله. لقد ظلَّ البشر على هذا الحال أعوامًا عديدة، ولهذا السبب قال الله إن طباعهم لم تتغيَّر. ويصل الأمر بهذا لأن يُظهر أنَّهم لا يملكون سوى حفنة من الريش. ويمكن القول بـأنَّ البشر تعساء لا قيمة لهم؛ ذلك لأنَّهم لا يُقدِّرون أنفسهم. إن كانوا حتى لا يحبّون أنفسهم، وبالحري يسحقون ذواتهم، أفلا يُظهر هذا تفاهتهم؟ البشر مثل امرأة عديمة الأخلاق تتلاعب بنفسها وتقدم نفسها للآخرين بإرادتها ليقوموا بانتهاك حُرمَتِها. ورغم ذلك، ما زال البشر لا يعرفون مدى دونيتهم؛ فهم يجدون المُتعة في العمل لدى الآخرين، أو في الحديث مع الآخرين، واضعين أنفسهم تحت سيطرة الآخرين؛ ألا يعبِّر هذا بالضبط عن قذارة البشر؟ رغم أنَّني لم أختبر حياةً بين البشر، ولم أختبر حقًا حياة البشر، فقد اكتسبت فهمًا واضحًا جدًا لكلّ حركة، وكلّ فعل، وكلّ كلمة، وكلّ عمل يقوم به البشر؛ بل إنني قادر على تعريض البشر لأعمق مستويات الخزي، إلى الحد الذي لا يعودون معه يتجرؤون على إظهار كبريائهم أو إفساح المجال لشهواتهم. ويغدو شأنهم شأن الحلزونات التي تعتزل في قواقعها، حيث لا يعودوا يجرؤون على كشف حالتهم القبيحة. ولأن البشر لا يعرفون ذواتهم، فإن عيبهم الأكبر هو رغبة في استعراض محاسنهم أمام الآخرين، والتباهي بملامحهم القبيحة، وهذا أكثر شيء يبغضه الله. هذا لأن العلاقات بين البشر غير طبيعية، ولا توجد علاقات طبيعية بين الناس، ناهيك عن عدم وجود علاقات طبيعية بينهم وبين الله. لقد قال الله الكثير جدًا، وفي قيامه بهذا كان هدفه الرئيسي أن يشغل مكانًا في قلوب الناس، حتى يتخلَّصوا من كل الأوثان التي استقرّت فيها، ومن ثمّ يستطيع الله أن يتقلَّد سلطته على كل البشر ويحقق الغرض من وجوده على الأرض.
من "الفصل الرابع عشر" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"