الدخول إلى الحياة 1
كلمات الله اليومية اقتباس 374
الله القدير، رئيس جميع الأشياء، يتقلَّد قوّته الملكيّة من عرشه. يحكم الكون وجميع الأشياء ويعمل ليرشدنا على الأرض كلّها. نقترب منه في كل لحظة ونَمثُلُ أمامه في هدوءٍ؛ دون أن نُفوّت لحظةً واحدة أبدًا، إذ توجد دروس نتعلّمها في جميع الأوقات. كل شيء، من البيئة المحيطة بنا إلى الناس والأمور والأشياء، جميعها توجد بسماح من عرشه. لا تدع الشكايا تملأ قلبك لأي سبب، وإلّا فلن يمنحك الله نعمته. عندما يصيبك المرض، فهذه هي محبّة الله، ومن المُؤكّد أن مقاصده الطيبة تكمن في ذلك. ومع أن جسدك يختبر القليل من المعاناة، لا تضمر أي أفكارٍ من الشيطان. سبّح الله في وسط المرض وتلذّذ بالله في وسط تسبيحك. لا تيأس في مواجهة المرض، واستمرّ في البحث مرة تلو الأخرى ولا تستسلم، وسوف ينيرك الله بنوره. كيف كان إيمان أيُّوب؟ الله القدير طبيبٌ كُلّيّ القدرة! السُكنى في المرض مرضٌ، ولكن السُكنى في الروح صحّةٌ. ما دام لديك نفَسٌ واحد، فإن الله لن يَدَعَك تموت.
لنا في داخلنا حياة المسيح القائم من الأموات. ومما لا شك فيه أنه يعوزنا الإيمان في حضور الله: لعلّ الله يضع الإيمان الحقيقيّ في داخلنا. حلوةٌ حقًا هي كلمة الله! فكلمة الله دواءٌ فعّال! إنها تُخزي الأبالسة والشيطان! يمنحنا فهم كلمة الله الدعم وسرعان ما تعمل كلمته لتُخلّص قلوبنا! تطرد جميع الأشياء وتضع كلّ شيءٍ في سلامٍ. الإيمان أشبه بجسرٍ خشبيّ مُشيَّد من جذع واحد، بحيث يجد الذين يتشبّثون بالحياة في وضاعةٍ صعوبةً في عبوره، أمّا أولئك المستعدون لبذل أنفسهم فيمكنهم المرور عليه واثقي الخطى من دون قلقٍ. إذا كانت لدى الإنسان أفكار جُبن وخوف، فلأن الشيطان قد خدعه؛ إذ يخشى الشيطان أن نعبر جسر الإيمان للوصول إلى الله. يحاول الشيطان بكلّ الطرق الممكنة توصيل أفكاره إلينا، فيجب علينا أن نُصلّي دائمًا إلى الله حتى ينيرنا بنوره، ونتكل عليه في كل لحظة لتطهيرنا من سُمّ الشيطان الذي بداخلنا، ونمارس في أرواحنا كل حين كيفية الاقتراب إلى الله، وندَع الله يملك السيادة على كياننا بأكمله.
من "الفصل السادس" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 376
بغض النظر عن مقدار الحق الذي يفهمه المرء، أو عدد الواجبات التي قد أدَّاها، أو مقدار الاختبار الذي اختبره أثناء تأديته لتلك الواجبات، أو مدى كِبَر قامته أو صغرها، أو نوع البيئة التي يوجد فيها، فيوجد شيء واحد لا يمكنه الاستغناء عنه وهو أن عليه أن يضع الله نُصب عينيه ويعتمد عليه في كل ما يفعله. هذا هو أعظم نوع من الحكمة. لماذا أقول أن هذه هي أعظم حكمة؟ حتى لو توصَّل المرء إلى فهم الكثير من الحقائق، فهل سيكون ذلك كافيًا إذا لم يعتمد على الله؟ توصَّل بعض الأشخاص بعد إيمانهم بالله لفترة أطول قليلاً إلى فهم بعض الحقائق وخضعوا لبعض التجارب. قد تكون لديهم بعض الخبرة العملية، لكنهم لا يعرفون كيف يتكلون على الله، وكيف لا يفهمون كيف يضعون الله نصب أعينهم ويعتمدوا عليه. هل يمتلك أشخاص كهؤلاء الحكمة؟ إنهم أكثر الناس حماقة، وهم الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أذكياء؛ إنهم لا يتَّقون الله ولا يحيدون عن الشر. أحد الأشخاص يقول: "أنا أفهم العديد من الحقائق وأمتلك واقع الحق. لا بأس في القيام بالأشياء بطريقة تستند إلى المبادئ. أنا مُخلص لله وأعرف كيف أقترب من الله. ألا يكفي أنني أعتمد على الحق؟" "الاعتماد على الحق" يفي جيدًا بالغرض من الناحية العقائدية. ولكن توجد عدة أوقات وعدة مواقف لا يعرف فيها الناس ما هو الحق أو ما هي مبادئ الحق، وكل مَنْ لديهم خبرة عملية يعرفون ذلك. على سبيل المثال، عندما تواجهك مشكلة، إذا كنت لا تعرف كيف يجب ممارسة الحق المتعلق بهذه المشكلة أو كيف يجب تطبيقه، فما الذي ينبغي عليه فعله في مثل هذه الأوقات؟ بغض النظر عن مقدار الخبرة العملية التي تتمتع بها، لا يمكن أن تمتلك الحق في جميع الحالات. بغض النظر عن عدد السنوات التي آمنت فيها بالله، وكم الأشياء التي مررت بها، وكم التهذيب أو التعامل أو التأديب الذي اختبرته، فهل أنت مصدر الحق؟ بعض الأشخاص يقولون: "أنا أحفظ تلك الكلمات والفقرات المعروفة في كتاب "الكلمة يظهر في الجسد" عن ظهر قلب. لست في حاجة إلى الاعتماد على الله أو وضع الله نُصب عينيّ. فعندما يحين الوقت، سأكون على ما يرام بمجرد الاعتماد على كلمات الله تلك". الكلمات التي حفظتَها ثابتة، ولكن البيئات التي تواجهها، وكذلك حالاتك، متغيِّرة. فهم الكلمات الحرفية والتحدُّث عن العديد من التعاليم الروحية لا يرقى إلى مستوى فهم الحق، ولا إلى فهمك التام لإرادة الله في كل موقف. لذلك هناك درس مهم للغاية ينبغي تعلُّمه هنا، وهو أن الناس في حاجة إلى وضع الله نُصب أعينهم في كل شيء، وأنه من خلال وضع الناس الله نُصب أعينهم في كل شيء، يمكنهم تحقيق الاعتماد على الله، وفقط من خلال الاتكال على الله يكون للناس طريق ليتبعوه. وإلا، فبإمكانك أن تفعل شيئًا صحيحًا ومتوافقًا مع مبادئ الحق، لكن إذا كنت لا تعتمد على الله، فما تفعله ليس سوى فعل الإنسان، وهو لا يرضي الله بالضرورة. لأن الناس يمتلكون مثل هذا الفهم الضحل للحق، فمن المرجَّح أن يتبعوا القواعد ويتشبَّثوا بعناد بالحروف والتعاليم مستخدمين الحق عينه عند مواجهة مواقف مختلفة. من الممكن إتمام العديد من الأمور عمومًا وفقًا لمبادئ الحق، لكن لن يكون إرشاد الله ولا عمل الروح القدس موجودين. توجد مشكلة خطيرة هنا، وهي أن الناس يفعلون أشياء كثيرة بالاعتماد على اختبارهم والقواعد التي فهموها، وعلى بعض الخيال الإنساني. بالكاد يمكنهم تحقيق أفضل نتيجة، والتي تتأتى من خلال فهم إرادة الله عن طريق وضع الله نُصب أعينهم والصلاة لله، ثمَّ عن طريق الاعتماد على عمل الله وإرشاده. لذلك أقول: أعظم حكمة هي وضع الله نُصب أعينكم والاعتماد على الله في كل شيء.
كلمات الله اليومية اقتباس 377
الحق هو حياة الله نفسه، أي ما يمثل شخصيته ويمثِّل جوهره، ويمثّل كل ما فيه. إنْ قلت إنّ خوض بعض الاختبارات يعني أنك تملك الحقيقة، فهل يمكنك إذاً أن تمثّل شخصية الله؟ لا يمكنك ذلك. قد يخوض شخص ما اختبارًا أو ينعم بالنور فيما يتعلَّق بناحية مُحددة أو جانب معيَّن من الحق، ولكنه لا يمكنه تزويد الآخرين به إلى الأبد. إذًا فإن نوره ليس هو الحق، بل هو مجرَّد نقطة معينة يمكن لشخص ما بلوغها. إنه مجرد الاختبار الذي يجب أن يختبره الشخص، الاختبار الفهم المناسبين اللذين هما الجانب الحقيقي لاختباره للحق. ولا يمكن أبدًا لهذا النور أو لهذه الاستنارة أو لهذا الفهم القائم على الاختبار أن يكون بديلًا عن الحق. وحتى لو اختبر جميع الناس هذا الحق اختبارًا كاملًا، ولو جمعوا كل تلك الكلمات معًا، فلن يتساوى هذا مع ذلك الحق الواحد. وكما قيل في الماضي: "ألخِّص هذا الأمر في قول مأثور عن العالم الإنساني: لا يوجد بين البشر أحد يحبني". هذا بيان للحقيقة، وهي الجوهر الحقيقي للحياة، وهي الشيء الأكثر عمقًا، إذ هي تعبير الله نفسه. يمكنك اختبار ذلك. إذا اختبرت ذلك لمدة ثلاث سنوات، فستصل إلى فهم ضحل، وإذا اختبرت ذلك لمدة ثماني سنوات، فستتمتع بفهم أكبر، لكن لن يكون فهمك بديلاً عن هذه العبارة التي تأتي من الحق. إذا اختبرها شخص آخر لمدة عامين، فسيصل إلى قليل من الفهم؛ أمَّا إذا اختبرها لمدة عشر سنوات، فسيتمتع بفهم أعلى، وإذا اختبر ذلك مدى الحياة، فسوف يحظى بفهم أكبر قليلاً، ولكن إذا جمعتما فهميكما معًا، بغض النظر عن مقدار الفهم أو مقدار الاختبار أو عدد الأفكار أو مقدار النور أو عدد الأمثلة التي لديكما، فكل ذلك لا يمكن أن يحلَّ محلّ هذه العبارة. ماذا أعني بهذا؟ أعني أن حياة الإنسان ستبقى دائمًا حياة إنسان، وبغض النظر عن مدى توافق فهمك مع الحق ومع مقاصد الله، ومع متطلَّبات الله، لن يكون فهمك أبدًا بديلًا عن الحق. إن القول بأن الناس يتمتعون بالحق يعني أن لديهم بعض الحقيقة، وأن لديهم بعض الفهم عن حق الله، وأن لديهم بعض الدخول الحقيقي إلى كلام الله، وأن لديهم بعض الخبرة الحقيقية مع كلام الله، وأنهم على الطريق الصحيح في إيمانهم بالله. تكفي عبارة واحدة فقط من الله لكي يختبرها شخص مدى الحياة. وحتى لو كان للناس اختبار لحياة تكررت عدة مرات أو لعدة آلاف من السنين، فسيظلون غير قادرين على اختبار حق واحد اختبارًا كاملاً وشاملاً. ...
عندما يفهم الناس الحق، ويعيشونه كحياتهم، فإلى أي حياة يشير هذا؟ يشير إلى قدرتهم على بناء طريقة عيشهم على كلام الله، هذا يعني أن لديهم معرفة حقيقية بكلام الله وفهم حقيقي للحق. عندما يمتلك الناس هذه الحياة الجديدة بداخلهم، فإن الطريقة التي يعيشون بها تتأسس على أساس كلمة الله الحق، وهم يعيشون في عالم الحق. تدور حياة الناس حول معرفة الحق واختباره، ومع هذا كأساس له، لا يتجاوز هذا النطاق، فهذه هي الحياة التي يُشار إليها عند الحديث عن ربح الحق في الحياة. لكي تعيش الحق كحياتك، فليس الأمر أن حياة الحق بداخلك، ولا أنك تمتلك الحق كحياتك، فأنت تصبح الحق، وحياتك الداخلية تصبح حياة الحق، أقل ما يمكن أن يقال إنك حياة الحق. في النهاية، لا تزال حياتك هي حياة الإنسان. كل ما في الأمر أنه يمكن للإنسان أن يعيش بحسب كلام الله، وأن يمتلك معرفة الحق، ويفهمه إلى درجة متعمقة، لا يمكن لهذا الفهم أن يُنتَزع منك. أنت تختبر هذه الأشياء وتفهمها تمامًا، وتشعر بأنها صالحة وثمينة جدًا، وأنت تقبلها كأساس لحياتك، وعلاوة على ذلك، فأنت تعيش متكلًا على هذه الأشياء، ولا يمكن لأحد أن يغير ذلك: هذه هي حياتك إذًا. وهذا يعني أن حياتك لا تحتوي إلا على هذه الأشياء (الفهم والاختبار وبصائر الحق) ومهما كان ما تفعله، ستؤسس الطريقة التي تعيش بها هذه الأشياء، ولن تتخطى هذا النطاق أو تتجاوز هذه الحدود، هذا هو بالضبط نوع الحياة التي ستعيشها. إن الهدف النهائي لعمل الله من أجل الناس هو أن يعيشوا هذا النوع من الحياة. بغض النظر عن مدى فهم الناس للحق جيدًا، فإن جوهرهم لا يزال جزءًا من الإنسانية، ولا يمكن مقارنته على الإطلاق بجوهر الله. لأن اختبارهم للحق مستمر، فمن المستحيل عليهم أن يعيشوا بحسب الحق بالكامل، لا يمكنهم إلا أن يعيشوا بحسب الجزء المحدود للغاية من الحق الذي يمكن للبشر بلوغه. فكيف يمكن لهم إذًا أن يتحولوا إلى الله؟ ... إذا كان لك بعض الخبرة في جانب من جوانب الحق، فهل يمكن أن يمثّل هذا الحق؟ بالتأكيد لا يمكن أن يمثّل الحق. هل يمكنك أن تشرح الحق شرحًا كاملاً؟ إنك بالتأكيد لا تستطيع. هل تستطيع أن تكتشف وترى شخصية الله من الحق؟ لا يمكنك رؤيتها. هل يمكنك اكتشاف جوهر الله؟ كلا، لا يمكنك. إن اختبار الجميع للحق ليس سوى اختبار جانب واحد منه، أي جزء واحد أو نطاق واحد منه؛ باختباره ضمن نطاقك المحدود لا يمكنك الإلمام بكل الحق. عندما يتعلق الأمر بمعنى الحق الأصلي الذي عُبِّر عنه، فإن هذا المصدر قد كشف تمامًا عن الطبيعة المشتركة للبشرية. ما هو القدر الذي ترقى إليه الخبرة القليلة التي لديك؟ حبة رمل على شاطئ، وقطرة ماء في محيط. لذلك، مهما كان مقدار رقي فهمك ومشاعرك من اختباراتك، حتى لو كانت لا تقدر بثمن، لا يمكن اعتبارها حقًا. يغطي مصدر الحق ومعناه مساحة واسعة جدًا، ولا يمكن لشيء أن يناقضه. ... ومع ذلك، فإن الأشياء التي يمتلكها الناس، والنور الذي نالوه، لا تصلح إلا لأنفسهم أو للبعض الآخر في نطاق معين، ولكنها لن تكون مناسبة في نطاق مختلف. اختبار شخص ما هو اختبار محدود للغاية بغض النظر عن مدى عمقه، ولن يصل اختباره أبدًا إلى نطاق الحق. لا يمكن أبدًا مقارنة نور شخص ما وفهمه مع الحق.
من "هل تعرف بالفعل ما هو الحق؟" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 378
إذا كنت تريد ممارسة الحق، وإذا كنت ترغب في فهمه، فعليك أولًا أن تفهم جوهر الصعوبات التي تواجهها والأشياء التي تحدث من حولك، وأي جانب من جوانب الحق يرتبط به هذا. بعد ذلك، عليك أن تبحث عن الحق بناءً على صعوباتك الفعلية. وبهذه الطريقة، كلما اكتسبت خبرة تدريجية، تتمكَّن من رؤية يد الله في كل ما يحدث لك، وكذلك ما يريد أن يفعله والنتائج التي يرغب في تحقيقها فيك. ... إذا كنت تقيس نفسك فقط بمقياس حقيقة كلمة الله أثناء أكل وشرب كلمة الله في الاجتماعات، أو أثناء أداء واجبك، وإذا كنت تشعر أن الأشياء التي تحدث عادة في حياتك ليست ذات صلة بإيمانك أو بالحق، وإذا كنت تشعر أنه بإمكانك التعامل معها ومن ثم تفعل ذلك بناءً على فلسفة حياتك، فلن تربح أبدًا الحق، ولن تفهم أبدًا ما يريد الله تحقيقه فيك فعليًا، أو النتائج التي يرغب في تحقيقها. السعي وراء الحق هو عملية طويلة. يوجد جانب بسيط فيها، ويوجد أيضًا جانب معقد. ببساطة، يجب أن نسعى إلى الحق ونمارس ونختبر كلام الله في كل ما يحدث من حولنا؛ ما أن تبدأ في القيام بذلك، سترى أكثر وأكثر كم من الحق يمكنك أن تكتسب وتسعى إليه في إيمانك بالله، وأن الحق واقعي للغاية وأن الحق هو الحياة.
من "أهمية السعي إلى الحق وطريق السعي إليه" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
"
كلمات الله اليومية اقتباس 380
يمكن لأولئك القادرين على وضع الحقّ موضع التنفيذ أن يقبلوا تمحيص الله في أعمالهم. عندما تقبل تمحيص الله، يكون قلبك منضبطًا على الوضع الصحيح. إذا كنت تفعل الأشياء كي يراها الآخرون وحسب ولا تقبل تمحيص الله، فهل يسكن الله في قلبك؟ الناس الذين يتصرَّفون هكذا ليس لديهم قلبٌ يتَّقي الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو مكانتك أو سُمعتك. لا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا بذلت ما في وسعك لتكون مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. عندما تكون مكانتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو على غير درايةٍ بمهامك، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استخدمت كُلّ قوَّتك. عندما لا تراعي اهتماماتك الخاصَّة في الأشياء التي تفعلها ولكن بدلًا من ذلك تراعي دائمًا عمل بيت الله وتُفكِّر في مصالح بيت الله مُؤدِّيًا واجبك جيِّدًا، فأنت تجمع بذلك أعمالًا صالحة أمام الله. أولئك الذين لديهم هذه الأعمال الصالحة هم أولئك الذين يملكون واقع الحقّ، وبالتالي تكون لديهم شهادةٌ. إذا كنت تعيش دائمًا وفقًا للجسد ولا ترضي دائمًا سوى رغباتك الأنانيَّة، فإنك لا تملك واقع الحقّ. وهذه علامة شخصٍ يُسبِّب الخزي لله. أنت تقول: "لم أفعل أيّ شيءٍ؛ فكيف سبَّبت الخزي لله؟" في خواطرك وأفكارك، وفي النوايا والأهداف والدوافع وراء أفعالك، وفي عواقب ما قد فعلته – أي في كُلّ طريقةٍ ترضي بها الشيطان، تكون أضحوكته وتسمح له بأن يملك فيك شيئًا. أنت لا تملك عن بُعدٍ الشهادة التي يجب أن تملكها كمؤمن. فأنت تُشوِّه اسم الله في كُلّ شيءٍ ولا تملك شهادةً حقيقيَّة. هل سيتذكَّر الله الأشياء التي عملتها؟ وفي النهاية، ما الاستنتاج الذي سوف يستخلصه الله بشأن أفعالك والواجب الذي أدَّيته؟ ألا ينبغي أن يُستخلص شيءٌ ما من ذلك، أي بيانٌ ما؟ يقول الرَّبّ يسوع في الكتاب المُقدَّس: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" لماذا قال الرَّبّ يسوع هذا؟ لماذا أصبح أولئك الذين يشفون المرضى ويُخرِجون الشياطين باسم الرَّبّ ويجولون للتبشير باسم الرَّبّ أشرارًا؟ من هم هؤلاء الأشرار؟ هل هم أولئك الذين لا يؤمنون بالله؟ إنهم جميعًا يؤمنون بالله ويتبعونه. إنهم يتخلّون أيضًا عن الأشياء لله ويبذلون أنفسهم من أجله ويُؤدِّون واجبهم. ومع ذلك، فإنهم يفتقرون في أداء واجبهم إلى التكريس والشهادة، ولذلك أصبح الأمر فعل شرٍّ. ولهذا السبب قال الرَّبّ يسوع: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!"
ما المعيار الذي يُحْكَمُ به على أفعال الشخص على أنها أفعالٌ خيِّرةٌ أو شرِّيرة؟ يعتمد ذلك على ما إذا كنت في أفكارك وتعبيراتك وأفعالك تملك شهادة وضع الحقّ موضع التنفيذ وعيشِ واقعِ الحقّ. إذا لم يكن لديك هذا الواقع أو لم تَعِشْهُ، فأنت شرِّيرٌ بلا شكٍّ. كيف ينظر الله إلى الأشرار؟ إن أفكارك وأفعالك الظاهرية لا تحمل شهادة لله، كما أنها لا تخزي الشيطان أو تهزمه، وبدلًا من ذلك فإنها تُخجِل الله، وهي مملوءة بالعلامات التي تُخزي الله. أنت لا تشهد لله ولا تبذل نفسك من أجله، ولا تفي بمسؤولياتك وواجباتك تجاه الله، وبدلًا من ذلك، تتصرف من أجل مصلحتك. ما هو مدلول"من أجل مصلحتك"؟ من أجل الشيطان. لذلك، سيقول الله في النهاية: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" أنت في عينَي الله لم تعمل أعمالًا حسنة، وإنما تحوَّل سلوكك إلى الشر؛ فلن تُكافأ ولن يذكرك الله. ألا يكون كل هذا هباءً؟ من جهةٍ، كل واحد منكم يؤدي واجبه، بغض النظر عن مدى فهمك العميق للحق، إذا كنت ترغب في الدخول في واقع الحق، فإن أبسط طريقة للممارسة هي التفكير في مصالح بيت الله في كل ما تفعله، والتخلِّي عن رغباتك الأنانية، ونيتك الفردية، ودوافعك، وكرامتك ومكانتك. ضع مصالح بيت الله أولاً – هذا هو أقل ما يجب أن تفعله. إذا كان الشخص الذي يقوم بواجبه لا يستطيع حتى القيام بهذا، فعندئذٍ كيف يمكن أن يُقال إنه يؤدي واجبه؟ هذا لا يعني أداء الشخص لواجبه. عليك أن تفكر أولاً في مصالح بيت الله، وأن تنظر في مصالح الله الخاصة، وأن تأخذ عمله بعين الاعتبار، وأن تضع هذه الاعتبارات في المقام الأول وفي الصدارة؛ فقط بعد ذلك يمكنك أن تفكِّر في استقرار مكانتك أو كيف يراك الآخرون. ألا تشعر أن الأمر يصبح أسهل قليلاً عند تقسيمه إلى هذه الخطوات وتقديم بعض التنازلات؟ إذا قمت بذلك لفترة من الوقت، فستشعر بأن إرضاء الله ليس صعبًا. بالإضافة إلى هذا، إن كنت تستطيع الاضطلاع بمسؤولياتك، وتأدية التزاماتك وواجباتك، ووضع رغباتك الأنانية جانبًا، ووضع نواياك وحوافزك جانبًا، ومراعاة إرادة الله، وإعطاء الأولوية لمصالح الله وبيته، فبعد اختبار هذا لفترةٍ من الوقت، ستشعر بأنّ هذه طريقة عيش جيدة: هذا عيش ببساطة وأمانة، من دون أن تكون شخصًا وضيعًا أو عديم الفائدة، فتعيش بإنصاف وشرف بدل أن تكون متعصبًا أو سافلًا؛ ستشعر بأنّ الإنسان ينبغي أن يعيش ويتصرّف هكذا. تدريجيًا، ستتضاءل الرغبة داخل قلبك في تعظيم مصالحك.
من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 381
يركِّز معظم الناس بصورةٍ خاصة على السلوك في إيمانهم بالله، ونتيجةً لذلك توجد بعض التغييرات التي تحدث في سلوكهم. بعد الإيمان بالله، يتوقَّفون عن المجادلة مع الآخرين، ويتوقَّفون عن التشاجر مع الناس وإهانتهم، ويتوقَّفون عن التدخين وشُرب الخمر، ولا يسرقون أي ممتلكات عامة – سواء كان مجرَّد مسمار أو لوح خشبي – بل ويذهبون إلى حدِّ عدم اللجوء إلى القضاء عندما يتعرَّضون لخسائر أو يتعرَّضون لظلمٍ. وبدون شك، تحدث بعض التغييرات بالفعل في سلوكهم. ذلك لأنه بعد الإيمان بالله، يجعلهم قبول الطريق الحق يشعرون براحة بصورةٍ خاصةٍ، ولأنَّهم قد تذوَّقوا أيضًا نعمة عمل الروح القدس، فهُم متوهّجون عاطفيًا بصورةٍ خاصةٍ، ولا يوجد حتى أي شيءٍ لا يمكنهم التخلِّي عنه أو تحمُّله. ومع ذلك، بعد أن آمنوا لمدة ثلاث أو خمس أو عشر سنوات أو ثلاثين سنة – ولأنه لم يوجد تغيير في شخصية حياتهم، ففي النهاية ينزلقون مرة أخرى إلى الطرق القديمة، وينمو تكبُّرهم وغرورهم، ويبدؤون في الصراع من أجل السلطة والربح، ويشتهون أموال الكنيسة، ويفعلون أي شيء يخدم مصالحهم، ويتوقون إلى المكانة والملذَّات، ويصيرون عالة على بيت الله. معظم القادة بصفةٍ خاصةٍ منهمكون في الملذَّات. فماذا تثبت هذه الحقائق؟ إن التغييرات في مجرد السلوك ليس إلا لا تدوم. إن لم يكن هناك تغيير في موقف الناس تجاه الحياة، فعاجلاً أم آجلاً سيظهر هذا الجانب الشرير منهم. إن مجرد التغييرات في السلوك أمرٌ غير مستدام. فإن لم يكن هناك تغيير في طباع الناس الحياتية، فعاجلاً أم آجلاً ستعود جوانبهم الشريرة للظهور. وبما أن مصدر التغييرات في سلوكهم هو توهج عاطفي، مقترنٌ بعملٍ ما للروح القدس في ذلك الوقت، فمن السهل للغاية بالنسبة إليهم أن يصيروا متوهِّجين عاطفيًا، أو أن يُظهروا لُطفًا مؤقتًا. وكما يقول غير المؤمنين: "إن القيام بعملٍ صالحٍ أمرٌ سهل، لكن الأمر الصعب هو القيام بالأعمال الصالحة مدى الحياة". يعجز الناس عن القيام بالأعمال الصالحة طوال حياتهم. فإنَّ الحياة هي التي توجّه سلوك المرء؛ فكيفما تكُنْ حياتُهم، يَكُنْ سلوكُهم، وما يُكشف عنه بحُكم الطبيعة هو وحدَهُ يمثل الحياة وكذلك طبيعة المرء. فلا يمكن أن تدوم الأشياء الزائفة. عندما يعمل الله لخلاص الإنسان، لا يهدف بذلك إلى تزيينه بالسلوك الحسن؛ فالغاية من عمل الله هي تغيير طباع الناس لجعلهم يولدون ثانيةً أشخاصًا جددًا. وبذلك، تسهم دينونة الله وتوبيخه وتجاربه وتنقيته للإنسان في تغيير شخصيته حتى يحقق الخضوع التام والإخلاص لله ويتوصل إلى عبادته بصورة طبيعية. هذا هو هدف عمل الله. إن التصرف الحسن ليس هو بالضبط كالخضوع لله، فضلاً عن أن يكون منسجمًا مع المسيح. ترتكز التغيرات في السلوك على التعاليم، وتتولد من الحماس؛ فهي لا تستند إلى المعرفة الحقيقية بالله، أو إلى الحق، فضلًا عن أن ترتكز على إرشاد من الروح القدس. وبالرغم من قيام الروح القدس أحيانًا بتوجيه بعض الأعمال التي يقوم بها الناس، فإن هذا ليس تعبيرًا عن الحياة، فضلًا عن أن يعادل معرفة الله؛ وبغض النظر عن مدى صلاح سلوك الشخص، فإنه لا يُثبت أنَّه قد خضع لله، أو أنَّه وضع الحق موضع التطبيق. التغييرات السلوكية هي وَهمٌ عابر، فهي مظهر للحماسة، وليست تعبيرًا عن الحياة.
من "الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 382
قد يسلك الناس حسنًا، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة إنَّ الحق يتملكّهم. يمكن لتوهج الناس العاطفي أن يجعلهم يلتزمون بعقيدةٍ ويتبعون نظامًا فحسب؛ الناس الذين لا يتملَّكهم الحق ليس أمامهم أي طريق لحل المشاكل الجوهرية، ولا يمكن لعقيدة أن تكون بديلًا للحق. يختلف عن ذلك أولئك الذين اختبروا تغييرًا في شخصياتهم، فمن اختبروا تغييرًا في شخصياتهم قد فهموا الحق، ويُميِّزون كل القضايا، ويعرفون كيف يتصرَّفون وفقًا لمشيئة الله، وكيف يتصرَّفون وفقًا لمبادئ الحق، وكيف يتصرَّفون لإرضاء الله، ويفهمون طبيعة الفساد الذي يكشفون عنه. وعندما تُكشف أفكارهم ومفاهيمهم، فإنَّهم يقدرون على التمييز وإهمال الجسد. هذا هو التعبير عن التغيير في الشخصية. والمهم في تغير الشخصية هو أنَّهم فهموا الحق بوضوح، وعندما ينفِّذون أمورًا، فإنَّهم يطبِّقون الحق بدِقَّةٍ نسبيَّة ولا يظهر فسادهم في كثيرٍ من الأحيان. وبوجه عام، يظهر الناس الذين تغيَّرَت شخصياتهم بوجه خاص عقلاء وفطنين تمامًا، ونتيجةً لفهمهم للحق، لا يظهرون البر الذاتيّ والتكبّر بنفس القدر. فهم قادرون على الرؤية الواضحة للكثير من الفساد الذي يُكشف وأن يميّزوه، لذلك لا يصيرون متكبِّرين. وهم قادرون على اقتناء إدراك موزون لمنزلة الإنسان، وكيف يتصرَّفون بعقلانيةٍ، وكيف يكونون أوفياءً لواجبهم، وماذا يقولون وماذا لا يقولون، وماذا يقولون وماذا يفعلون لأي الأشخاص. ولهذا يُقال إن أُناسًا كهؤلاء عقلاء نسبيًا. يعيش من تغيّرت شخصياتهم حقًا بحسب شبه الإنسان، ويملكون الحق؛ ويقدرون دائمًا على قول الأشياء ورؤيتها بحسب الحق، ويتبعون المبادئ في كل ما يفعلونه. لا يخضعون لتأثير أي شخص أو أمر أو شيء ولديهم جميعًا آرائهم ويمكنهم الحفاظ على مبادئ الحق. شخصياتهم ثابتة نسبيًا، فهم لا يتقلّبون في رأيهم، وبغض النظر عن موقفهم، فإنَّهم يفهمون كيف يقومون بواجبهم بصورة صحيحة وكيف يفعلون أمورًا تُرضي الله. أولئك الذين قد تغيَّرَت شخصياتهم لم يُركِّزوا على ما يجب فعله ليُظهروا أنفسهم بمظهر الصالحين على المستوى السطحيّ– فهم يقتنون وضوحًا داخليًا لما يجب فعله لإرضاء الله. ولذلك قد لا يبدون من الخارج متحمِّسين للغاية أو كأنَّهم قد فعلوا أي شيءٍ في غاية العظمة، ولكنّ كلّ ما يفعلونه هو ذو معنى وذو قيمة وله نتائج عملية.
من "الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 383
ليس التحوّل في الشخصية تغييرًا في الممارسات الخارجية، وليس تظاهرًا بتغيير خارجي، أو تحوّلًا موقّتًا مدفوعًا بالحماسة؛ بل هو تحوّل فعليّ في الشخصية يؤدّي إلى تغيير في السلوك. تختلف تغييرات السلوك هذه عن التغييرات في الممارسات الخارجية. يعني التحوّل في الشخصية أنّك فهمت الحق واختبرته، وأنّ الحق أصبح حياتك. في الماضي، فهمت حقيقة هذه المسألة، لكنّك عجزت عن التصرف بموجبه؛ كان الحق بنظرك مجرد تعليم لم يفلح. بعد أن تحوّلت شخصيتك الآن، أنت لا تفهم الحق فحسب، بل تتصرّف أيضًا وفقًا له. أنت الآن قادر على التخلّي عن الأشياء التي كنت مولعًا بها في الماضي، والأشياء التي كنت مستعدًا للقيام بها، وتصوّراتك الشخصية ومفاهيمك. أنت الآن قادر على التخلّي عن الأشياء التي عجزت عن التخلّي عنها في الماضي. هذا تحوّل في الشخصية، وهو أيضًا عملية تحويل شخصيتك. قد يبدو هذا بسيطًا جدًا، لكن في الواقع، يجب أن يعاني من يكون في وسط هذه العملية من الكثير من الشدائد، ويغلب جسده، ويهمل جوانب الجسد التي تشكّل جزءًا من طبيعته. يجب أن يخضع هذا الشخص أيضًا إلى التعامل والتهذيب، والتوبيخ والدينونة، والتجارب. فقط بعد اختبار كل هذا يستطيع الإنسان فهم طبيعته بعض الشيء. لكنّ فهم الطبيعة بعض الشيء لا يعني أنّ المرء قادر على التغيير فورًا؛ فعلى المرء أن يقاسي الشدائد خلال العملية. هل يمكنك أن تُطبِّق الحق فحسب لمجرَّد أنَّه لديك بعض الفهم لأمرٍ ما؟ لا يمكنك تطبيقه على الفور. خلال فترة اكتسابك للفهم، فإنَّ الآخرين يُهذّبونك ويتعاملون معك، ثم تجبرك البيئة، وتدفعك إلى التصرُّف وفقًا لمبادئ الحق. وتكون أحيانًا كارهًا لاجتياز هذا الأمر، قائلًا: "لماذا لا يمكنني أن أفعل هذا الأمر بتلك الطريقة؟ هل يجب أن أفعله بهذه الطريقة؟ ويقول آخرون: "إذا كنت تؤمن بالله، فينبغي لك أن تفعله بهذه الطريقة. إنَّ القيام به على هذا النحو يتَّفق مع الحق". وعندما تصل إلى نقطة مُعيَّنة حيث تكون قد اختبرت بعض التجارب وانتهيت إلى فهم مشيئة الله وبعض الحقائق، فستكون سعيدًا نوعًا ما وراغبًا في فعل الأشياء وفقًا لمبادئ الحق. يتردَّد الإنسان في البداية في تطبيق الحق. خذ كمثال وفاء المرء بواجباته بتفانٍ: لديك بعض الإدراك للوفاء بواجباتك وتكريسك لله، كما أنَّك تفهم الحقائق التي تتعلَّق بذلك، ولكن متى ستستطيع أن تكون مُكرَّسًا بالكامل لله؟ متى ستكون قادرًا على الوفاء بواجباتك بالاسم وبالفعل؟ سيتطلب هذا عملية. وخلال هذه العملية، قد تلاقي متاعب كثيرة. وسيتعامل الناس معك ويهذِّبونك وينظِّمونك. وستكون أعين الجميع مركَّزة عليك، وفي نهاية المطاف ستدرك: إنَّها مشكلتي. إنَّ الوفاء بواجباتي مع عدم التكريس هو أمر غير مقبول. ولا أستطيع أن أكون مهملًا وغير مبالٍ. سيهبك الروح القدس الاستنارة من داخلك ويوبّخك عندما ترتكب خطأً. وخلال هذه العملية، ستفهم بعض الأمور عن نفسك وستعرف أنَّك غير نقي على الإطلاق، وأنَّك تُبطِنُ دوافع شخصية كثيرة للغاية وكذلك رغبات جامِحة عديدة جدًا في الوفاء بواجباتك. وحالما فهمت جوهر هذه الأمور، عندما تكون قادرًا على المثول أمام الله في الصلاة وتتوب توبةً حقيقية، يمكن تطهير تلك الأشياء النجسة. إذا سعيت إلى الحق كثيرًا بتلك الطريقة لحل مشاكلك العملية، فسوف تدخل تدريجيًا إلى المسارِ الصحيح في إيمانك. وكلَّما طُهّرَت شخصية الإنسان الفاسدة، ستتحول شخصية حياته بصورةٍ أكبر.
لا يحدث تحوّل في الشخصية بين عشية وضحاها، وبمجرد أن تفهم الحق لا يمكنك بالضرورة وضعه موضع التطبيق في كل بيئة. هذا يشمل طبيعة الإنسان. يبدو من الخارج كما لو أنك تمارس الحقّ، ولكن طبيعة أفعالك في الواقع لا تُظهِر ذلك. يوجد كثيرون من الناس الذين، بمُجرَّد أن تكون لديهم بعض السلوكيَّات الخارجيَّة، يقولون لأنفسهم: "ألا نؤدِّي واجباتنا؟ ألم نترك عائلاتنا ووظائفنا؟ ألا نمارس الحقّ من خلال أداء واجباتنا؟" لكن الله لا يعترف بأنك تمارس الحقّ. فجميع أولئك الذين تشوب أفعالهم دوافع وأهداف شخصيَّة لا يمارسون الحقّ. وبالتدقيق، من المحتمل أن يدين الله هذا النوع من السلوك، فهو لن يمدحه أو يذكره. ولتوضيح ذلك بمزيدٍ من التفصيل، فأنت تفعل الشرّ وسلوكك يتعارض مع الله. يبدو من الخارج أن هذه الأشياء التي تفعلها تتَّفق مع الحقّ: فأنت لا تقاطع أيّ شيءٍ أو تزعجه ولم تتسبَّب في أيَّة أضرارٍ حقيقيَّة ولم تنتهك أيّ حقٍّ. يبدو أن الأمر منطقيٌّ ومعقول، ولكن جوهر أفعالك يتعلَّق بعمل الشرّ وبمقاومة الله. ولذلك، يجب عليك تحديد ما إذا كان يوجد تغييرٌ في شخصيَّتك وما إذا كنت تمارس الحقّ من خلال النظر في المقاصد الكامنة وراء أفعالك في ضوء كلام الله. إنه لا يتحدَّد بالكلمات أو بالآراء البشريَّة. ولكنه بدلاً من ذلك يعتمد على قول الله إذا ما كنت تتَّفق مع مشيئته أم لا، وإذا ما كانت أفعالك تملك واقع الحقّ أم لا، وإذا ما كانت تفي بمتطلِّباته ومعاييره أم لا. لا يوجد شيءٌ دقيق سوى قياس نفسك على مقياس متطلِّبات الله.
من "ما يجب عليك معرفته عن تحوُّل شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 384
عند قياس ما إذا كان بإمكان الناس إطاعة الله أم لا، فإن الشيء الأساسي الذي يجب النظر إليه هو ما إذا كانوا يرغبون في أي شيء مغالىً فيه من الله، وما إذا كانت لديهم أنواع أخرى من النوايا السيئة أم لا. إذا كان الناس يطالبون الله دائمًا بأشياء، فهذا يثبت أنهم غير مطيعين له. مهما كان ما يحدث لك، إذا لم تتمكَّن من الحصول عليه من الله، ولا يمكنك أن تبحث عن الحق، وتتحدث دائمًا من منطلق تفكيرك الشخصي وتشعر دائمًا بأنك فقط على حق، وما زلت قادرًا على الشك في الله، فستكون في ورطة. مثل هؤلاء الناس هم الأكثر تعجرفًا وتمردًا على الله. لا يمكن للناس الذين يطالبون الله دائمًا بأشياء أن يطيعوه حقًا قط. إذا كانت لديك مطالب من الله، فهذا يثبت أنك تعقد صفقة مع الله، وتختار أفكارك وتتصرَّف وفقًا لأفكارك. وبهذا تخون الله وتفتقر إلى الطاعة. لا معنى لتقديم مطالب إلى الله؛ فإذا كنت تؤمن به حقًّا وتؤمن فعلًا بأنه الله، فلن تجرؤ على تقديم مطالب منه، ولن تكون مُؤهَّلاً لتقديم مطالب منه سواء كانت معقولة أم لا. إذا كان لك إيمانٌ حقيقيّ واعتقدت أنه هو الله، فلن يكون أمامك خيارٌ سوى أن تعبده وتطيعه. ليس للناس اليوم خيارٌ وحسب، ولكنهم حتَّى يطالبون الله بأن يتصرَّف وفقًا لأفكارهم الخاصَّة، ويختارون أفكارهم الخاصة ويطلبون من الله أن يتصرف وفقًا لها، ولا يطالبون أنفسهم بأن يتصرَّفوا وفقًا لأفكار الله. وبالتالي، لا يوجد فيهم إيمانٌ حقيقيّ، ولا جوهر لإيمانهم. عندما يمكنك تقديم مطالب أقلّ إلى الله، سوف ينمو إيمانك الحقيقيّ وطاعتك، وسوف يصبح حس المنطق لديك طبيعيًّا بصفةٍ نسبيَّة أيضًا.
من "يُكثر الناس من مطالبهم من الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 386
إن الفشل والسقوط مرات عديدة ليس أمرًا سيئًا؛ وكذلك الانكشاف. وسواء تم التعامل معك أو تهذيبك أو كشفك، فيجب عليك أن تتذكر هذا في جميع الأوقات: الانكشاف لا يعني التعرّض للإدانة. الانكشاف هو أمر جيد؛ إنه أفضل فرصة بالنسبة لك لكي تتعرف على نفسك. بل يمكنه أن ينقل تجربة الحياة الخاصة بك إلى مستوى جديد. وبدون ذلك، لن تمتلك لا الفرصة ولا الظروف ولا السياق الملائم لتتمكن من الوصول إلى فهم حقيقة فسادك. إذا استطعت أن تتوصل إلى معرفة الأشياء التي في داخلك، فكل تلك الجوانب المخبأة في أعماقك، التي يصعب التعرف عليها والكشف عنها، فهذا أمر جيّد. أن تتمكن من معرفة نفسك حقًّا هو أفضل فرصة بالنسبة إليك لإصلاح سبلك والتحوّل إلى شخص جديد. إنها أفضل فرصة لك لاقتناء حياة جديدة. ما إن تتوصل إلى معرفة نفسك حقًّا، حتى تتمكّن من رؤية أنه متى أصبح الحقّ حياة المرء، فذلك شيء ثمين في الواقع، وستتعطش إلى الحقّ وتدخل في الواقع. وهذا أمر رائع فعلاً! إذا استطعت أن تغتنم هذه الفرصة لتتفكّر في نفسك باجتهاد وتكتسب معرفة حقيقية بنفسك كلما فشلت أو سقطت، فستتمكّن – في خضم السلبية والضعف -- من النهوض والوقوف على رجليك مرة أخرى. وبمجرد أن تتجاوز هذه العتبة، ستكون قادراً على أن تخطو خطوة كبيرة إلى الأمام وتدخل في واقع الحقّ.
إذا آمنت بحُكمِ الله، فعليك أن تصدِّق أن الأمور التي تحدث كل يوم، سواء كانت طيبة أم سيئة، لا تحدث عشوائيًا. فليس الأمر إن شخصًا ما يعاملك بقسوةٍ أو يستهدفك؛ إنما في الواقع الأمر كله يرتِّبه الله. ما الذي لأجله يرتِّب الله هذه الأمور؟ ليس الهدف من هذا الأمر هو أن يكشف عيوبك أو لكي يفضحك؛ فليس فضحك هو الهدف النهائي، بل الهدف النهائي هو أن يُكمِّلك ويُخلّصك. كيف يفعل الله ذلك؟ أولًا، يجعلك واعيًا بشخصيتك الفاسدة وطبيعتك وجوهرك وعيوبك وما تفتقر إليه. فقط من خلال معرفة هذه الأمور وفهمها في قلبك يمكنك السعي إلى الحق والتخلص تدريجيًا من شخصيتك الفاسدة. هذه هي الفرصة التي يوفِّرها لك الله، فعليك أن تعرف كيف تغتنم هذه الفرصة، ولا تعارض الله. عندما تواجه خصوصًا الناس والأحداث والأشياء التي يرتِّبها الله حولك، لا تظن دائمًا أن الأمور ليست كما تتمنى أن تكون، فتريد دائمًا الهروب، وتلقي دائمًا باللوم على الله وتسيء فهمه. ليس ذلك خضوعًا لعمل الله، وسيصعِّب هذا عليك جدًا الدخول إلى واقع الحق. ومهما كان الشيء الذي لا يمكنك فهمه فهمًا كاملًا، يجب عليك عندما تواجه صعوبات أن تتعلَّم الخضوع. ينبغي أن تأتي أولًا أمام الله وتصلّي أكثر. بهذه الطريقة، وبدون أن تدري سيُوجد تحوّل في حالتك الداخلية وستكون قادرًا على السعي إلى الحق لحل مشكلتك، وستكون قادرًا على اختبار عمل الله. وخلال هذه الفترة، سيتشكَّل واقع الحق في داخلك، وبهذه الطريقة سوف ترتقي وسيحدث تغيير في ظروف حياتك. ما أن تكون قد مررت بهذا التغيير، وتمتلك هذا النوع من واقع الحق، حينئذٍ ستتمتع بقامة، ومع القامة تأتي الحياة. إذا كان شخص ما يحيا دائمًا بحسب شخصية شيطانية فاسدة، فبغض النظر عن مقدار الحماسة أو الطاقة المتوفرة لديه لا يمكن النظر إليه على إنَّه يقتني قامةً أو حياةً. يعمل الله في كل شخصٍ، وبغض النظر عن طريقته، أو نوع الناس والأشياء والأمور التي يستخدمها لتقديم الخدمة، أو نوع النبرة التي لكلماته، فليس له إلا هدفًا واحدًا: خلاصك. إنه يريد تغييرك قبل أن يُخلِّصك، فكيف لا تعاني قليلًا؟ سيكون عليك أن تعاني. وقد تنطوي هذه المعاناة على أمورٍ كثيرة. أحيانًا يقيم الله الناس والأمور والأشياء من حولك ليكشفك حتى تعرف نفسك، وإلا فقد يتعامل معك مباشرة ويهذِّبك ويكشفك. هذا يشبه تمامًا إنسانًا على طاولة العمليات – لا بُدّ أن تقاسي بعض الألم حتى تحصل على نتيجة جيدة. إذا يهذّبك ويتعامل معك، وفي كل مرةٍ يثير الناس والأمور والأشياء، ما من شأنه أن يحفّز مشاعرك ويدعمك، فعندها يكون الأمر صحيحًا، وسيكون لك قامة، وستدخل إلى واقع الحق. إن كنت في كل مرة يهذبك الله ويتعامل معك، وفي كل مرة يرفع الله فيها من قدر بيئتك، فلن تشعر بأي ألم أو عدم راحة، ولن تشعر بأي شيء على الإطلاق، وإن كنت لا تَمثُل أمام الله للسعي إلى مشيئته، دون أن تصلي أو تسعى إلى الحق، فأنت فعلًا مخدّر جدًا! إن كان ثمة شخص مخدرًا للغاية، وليس لديه أي وعي روحي؛ لن يكون لدى الله طريقة للعمل عليهم. سيقول الله: "هذا الشخص مخدّر للغاية وقد أفسِد بشكل عميق جدًا. فعلتُ أمورًا كثيرةً بهم، وبذلتُ مجهودًا كبيرًا، لكنّني ما زلت أعجز عن دعوة قلوبهم أو إيقاظ روحهم. هذا مزعج وصعب جدًا في التعامل معه". إن كان الله يرتب بيئات وأشخاص وأشياء وأغراض معينة لك، إن كان يهذّبك ويتعامل معك، وإن كنتَ تتعلّم دروسًا من هذا، وإن كنتَ قد تعلّمت أن تمثل أمام الله للسعي إلى الحق، ومن دون أن تعلم إن استنرتَ وبلغت الحق، وإن اختبرتَ تغييرًا في هذه البيئات وكسبتَ مكافآت وأحرزتَ تقدمًا، وإن بدأت ببعض الفهم لمشيئة الله وكففت عن التذمر، فسيعني كل هذا أنّك صمدت في وسط تجارب هذه البيئات وصمدت أمام الاختبار، وبالتالي، ستكون قد تجاوزتَ هذه المحنة.
من "عليك أن تتعلم من الناس والأمور والأشياء التي حولك لكي تكسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 387
يجب على قادة الكنيسة والعاملين فيها أن ينتبهوا إلى أمرين في عملهم: أن يقوموا بعملهم تمامًا بحسب المبادئ المنصوص عليها في ترتيبات العمل، فلا ينتهكوا هذه المبادئ أبدًا ولا يستندوا في عملهم إلى أي شيء يمكن أن يتخيّلوه أو إلى نواياهم الشخصية. في كل ما يفعلونه، ينبغي عليهم أن يولوا الاهتمام لعمل عائلة الله، فيضعوا دائمًا مصالحها في المقام الأول. والأمر الآخر الأساسي هو أنه ينبغي عليهم أن يركِّزوا في كل ما يفعلونه على اتباع إرشاد الروح القدس، وأن يقوموا بجميع الأمور من خلال الالتزام التام بكلمة الله. إذا كان لا يزال باستطاعتك مخالفة إرشاد الروح القدس، أو إذا سرت بعناد وراء أفكارك الشخصية وقمت بالأشياء بحسب مخيلتك، فإن أفعالك ستمثّل مقاومة خطيرة جدًا ضد الله. إنّ إدارتك ظهرك كثيرًا لاستنارة الروح القدس وإرشاده لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود. إذا خسرت عمل الروح القدس، فلن تكون قادرًا على العمل، وحتى إن تمكنت من العمل، فلن تستطيع أن تنجز شيئًا. وهذان هما المبدآن الرئيسيان اللذان يتعيَّن الالتزام بهما أثناء العمل: أوّلهما أداء العمل بما ينسجم تمامًا مع الترتيبات الواردة من المستويات العليا، والعمل وفقاً للمبادئ التي حدَّدتها المستويات العليا. أما الثاني فيقوم على اتباع إرشاد الروح القدس بدقة في تنفيذها. وبمجرد إدراك هاتين النقطتين، لن تقع في الخطأ بسهولة. ... إن الإرشاد الداخلي من الروح القدس ليس فائقًا على الطبيعة إطلاقًا، بل في الواقع، طبيعي جدًا. أي أنك في أعماق قلبك تعلم أن هذه طريقة مناسبة للتصرف، وأنها أفضل طريقة. هذا الفكر واضح تمامًا، ولم يأتِ من تأملاتك، بل كان نوعًا من الشعور الذي نشأ من أعماقك، وأحيانًا لا تفهم تمامًا ما الذي يجعلك تتصرف على هذا النحو. كثيرًا ما لا يكون هذا سوى استنارة من الروح القدس، وهذه هي الطريقة التي يحدث بها ذلك بشكل شائع في غالبية الناس. تأتي أفكار المرء غالبًا من التفكير والتدبُّر، وتشوبها جميعًا المشيئة الذاتية، والأفكار حول المجالات التي يمكن أن يجد بها المرء منفعة ذاتية، وما المزايا التي قد ينالها المرء لنفسه من شيء ما. كل قرار بشري يحوي هذه الأشياء. ومع ذلك، فإن إرشاد الروح القدس لا يحتوي بأي حال من الأحوال على مثل هذا الغش. من الضروري الانتباه إلى إرشاد الروح القدس أو استنارته، خاصة في القضايا الرئيسية، فعليك أن تكون حريصًا على فهمها. الأناس الذين يحبون استخدام عقولهم، والذين يرغبون في التصرف بحسب أفكارهم الخاصة، هم الأكثر عرضة لتفويت مثل هذا الإرشاد أو الاستنارة. يولي القادة والعاملون اللائقون اهتمامًا بعمل الروح القدس. أولئك الذين يطيعون الروح القدس يخافون الله ويسعون وراء الحق بلا كلل. من أجل إرضاء الله والشهادة له بشكل صحيح، على المرء أن يبحث في عمله عن عناصر الغش والنِيات، ثم يحاول أن يرى مقدار العمل الذي تحرِّكه الأفكار البشرية، والمقدار الذي يولد من استنارة الروح القدس، والمقدار الذي يتوافق مع كلام الله. عليك أن تفحص أقوالك وأفعالك باستمرار وفي جميع الأحوال. إن الممارسة المتكررة بهذه الطريقة ستضعك على الطريق الصحيح لخدمة الله. ومن الضروري امتلاك العديد من الحقائق لتحقيق خدمة الله بطريقة تتوافق مع مقاصده. لا يملك الناس القدرة على التمييز إلا بعد أن يفهموا الحق ويكونوا قادرين على إدراك ما ينشأ من أفكارهم والأمور التي تشير إلى ما يحفزهم. إنهم قادرون على تمييز الشوائب البشرية، وكذلك ما يعنيه التصرف وفقًا للحق. عندها فقط يمكنهم معرفة كيفية الخضوع بشكل أكثر طهارة. يستحيل على الناس ممارسة التمييز دون الحق. قد يؤمن الشخص المشوَّش بالله طوال حياته دون أن يعرف معنى كشف فساده أو معنى مقاومة الله، لأنه لا يفهم الحق، هذا الفكر لا يوجد حتى في ذهنه. إن الحق بعيد المنال بالنسبة للأشخاص ذوي القدرة المنخفضة للغاية، مهما عقدت شركة معهم، فإنهم يظلون لا يفهمون. مثل هؤلاء الناس مشوَّشون، ولا يمكن للناس المشوّشين أن يشهدوا لله في إيمانهم، ولا يمكنهم سوى القيام ببعض الخدمات. من الضروري فهم هذين المبدأين، لإنجاز العمل الذي يأتمن الله المرء عليه. على المرء أن يلتزم بصرامة بترتيبات العمل من الأعلى، وعليه أن ينتبه لطاعة أيِّ إرشاد من الروح القدس. فقط عندما يقوم باستيعاب هذين المبدأين، يمكن أن يكون عمل الفرد فعالًا ويكون عمل الله راضيًا.
من "مبادئ العمل الأساسية للقادة والعاملين" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"
كلمات الله اليومية اقتباس 388
ما سعى إليه بطرس هو التوصّل إلى معرفة نفسه ورؤية ما كُشف فيه بتنقية كلام الله ووسط التجارب المتنوعة التي أعطاها له الله. في النهاية، عندما توصّل بطرس فعلًا إلى فهم نفسه، أدرك مدى عمق فساد الإنسان، وكم هو عديم القيمة وغير جدير بخدمة الله، وأنّ الإنسان لا يستحقّ العيش أمام الله. ثم خرَّ بطرس ساجدًا أمام الله. في النهاية، شعر بطرس بأن "معرفة الله هي الأمر الأكثر قيمةً! لو لم أستطع معرفة الله، لكان موتي مؤسفًا جدًا. أشعر بأنّ معرفة الله هي أكثر الأمور المهمة والمُجدية. إن كان الإنسان لا يعرف الله، فلا يستحقّ العيش، وليست له حياة". عندما بلغ اختبار بطرس هذه المرحلة، كان على دراية كبيرة بطبيعته، وفهمها فهمًا جيدًا نسبيًا. مع أنّه ربما ما كان ليتمكّن من تفسيرها تفسيرًا شاملاً كما قد يتخيّل الناس، إلاّ أنّه كان قد بلغ هذه الحالة. ومن ثمَّ، فسبيل السعي إلى الحياة وتحقيق الكمال بالله يشمل اقتناء فهم أعمق لطبيعة المرء من داخل كلام الله، بالإضافة إلى استيعاب جوانب طبيعة المرء ووصفها بدقة في صورة كلام. فهمُ حياة المرء القديمة – أي حياة الطبيعة الشيطانية القديمة – فهمًا شاملاً يعني أن يكون المرء قد حقّق كل النتائج التي يتطلّبها الله. إن كانت معرفتك لم تبلغ هذه المرحلة، ومع هذا تدّعي أنّك تفهم نفسك وأنّك قد ربحت الحياة، ألستَ ببساطة تتباهى؟ أنت لا تعرف نفسك، ولا تعرف أيضًا ما أنت عليه أمام الله، وما إن كان يتوفّر فيك حقًا معيار الكائن البشري، أو عدد العناصر الشيطانية التي لا تزال فيك. ما زلت غير مدرك إلى مَنْ تنتمي، ولا تملك حتى أي معرفة ذاتية، فكيف لك أن تملك منطقًا أمام الله؟ عندما كان بطرس يسعى إلى الحياة، ركّز على فهم نفسه وتغيير شخصيته على مرّ تجاربه. اجتهد لمعرفة الله، وفي النهاية شعر بأن "على الناس أن يسعوا إلى فهم الله في الحياة؛ فمعرفته هي الأمر الأكثر حسمًا. إن كنتُ لا أعرف الله، فلا أستطيع أن أرقد بسلام عندما أموت. عندما أعرفه، إن قدّر الله موتي آنذاك، فسأشعر مع هذا برضا كبير بالموت؛ لن أتذمّر بتاتًا، وستكون حياتي كلّها قد تحقّقت". لم يتمكّن بطرس من كسب هذا الفهم أو بلوغ هذا المستوى فورًا بعد بدء إيمانه بالله؛ كان عليه أولًا الوقوع في تجارب كثيرة. كان على اختباره أن يبلغ مرحلةً معينةً، وكان عليه فهم نفسه فهمًا كاملاً قبل أن يشعر بقيمة معرفة الله. ومن ثمَّ، كان السبيل الذي سلكه بطرس هو سبيل ربح الحياة ونيل الكمال؛ ركّزت ممارسته المحددة في المقام الأول على هذا الجانب.
كلمات الله اليومية اقتباس 389
ظل بطرس مُخلصًا لي أعوامًا طويلة، لكنّه لم يتذمَّر ولم يكن له قلب مُتشَكٍّ على الإطلاق، وحتى أيوب لم يكن يضاهيه. وعلى مر العصور كان القديسون أيضًا دونه في ذلك. فهو لم يكتفِ بالسعي إلى معرفتي، بل عرفني أيضًا في الوقت الذي كان الشيطان فيه ينفّذ مخططاته الخادعة. وقد أدَّى هذا إلى سنوات عديدة من الخدمة التي كانت تنال رضى قلبي، ونتيجة لذلك لم يستغلَّه الشيطان أبدًا. استمد بطرس إيمانه من إيمان أيوب، ومع ذلك فقد كان يدرك عيوبه أيضًا. وعلى الرغم من أن أيوب كان عظيم الإيمان، فقد كان يفتقر إلى العلم بالأمور في عالم الروح، وبالتالي قال العديد من الكلمات التي لا تتوافق مع الواقع. وقد دلّ هذا على أن علمه كان لا يزال ضحلًا، وغير قادر على الكمال. وهكذا، كان بطرس دائمًا يتطلَّع إلى أن يحظى بإحساس بالروح، وركَّز دائمًا على مراعاة ديناميكيات العالم الروحي. ونتيجة لذلك، لم يكن قادرًا على إدراك شيء من رغباتي فحسب، بل كان يفهم أيضًا بعض مخططات الشيطان الخادعة، ومن ثمَّ كانت معرفته بي أكبر من أي شخص آخر عبر العصور.
ليس من الصعب أن نرى من خلال اختبارات بطرس أنه إذا أراد الإنسان أن يعرفني، فعليه أن يركّز على التأمّل بدقَّة في الروح. لا أطلب منك أن تكرّس لي الكثير ظاهريًا؛ فهذا شأن ثانوي. إذا كنت لا تعرفني، فكل الإيمان والمحبة والولاء الذي تتحدَّث عنهم ما هم إلَّا أوهام، إنه مجرد زَبَد، وأنت لا بد أن تصبح شخصًا يتباهى كثيرًا بين يدي دون أن تدري بنفسك، وهكذا سوف تقع في شَرَك الشيطان مرَّة أخرى وتصبح عاجزًا عن تخليص نفسك، وسوف تصبح ابن الهلاك، وسوف تصير هدفًا للدمار. أمَّا إذا كنت باردًا وغير عابئ بكلامي، فإنك تعارضني بلا شك. هذا هو الواقع، وستحسن التصرّف بأن تنظر من خلال بوابة العالم الروحي إلى الأرواح العديدة والمتنوِّعة التي أوبّخها. مَن منهم، ممن وُوجِهَ بكلامي، لم يكن سلبيًا، وغير مبالٍ، وغير متقبِّل له؟ مَن منهم لم يسخر من كلامي؟ أيُّهم لم يسعَ لانتقاد كلامي؟ مَن منهم لم يستخدم كلماتي كسلاح دفاعي لحماية أنفسهم؟ لم يسعوا لمعرفتي من خلال كلامي، بل استخدموه فقط كألعاب للتلاعب به. ألم يكن في هذا مخالفة مباشرة لي؟ مَن هي كلماتي؟ مَن هو روحي؟ في مرَّاتٍ عديدة طرحت عليكم مثل هذه الكلمات، ولكن هل كانت رؤيتكم واضحة وأكثر رقيًا؟ هل كانت اختباراتكم حقيقية؟ أذكّركم مرة أخرى: إذا كنتم لا تعرفون كلامي، ولا تقبلونه، ولا تضعونه في حيِّز التطبيق، فستصبحون حتمًا موضع توبيخي! وسوف تصيرون بالتأكيد ضحيَّة للشيطان!
من "الفصل الثامن" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 390
مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يحتاجون أن يفعلوه لكي يكونوا بحسب قلب الله. ذلك لأنه بالرغم من أنَّ الناس معتادون على كلمة "الله" وعبارات مثل "عمل الله"، إلا أنهم لا يعرفون الله، فضلاً عن أنهم لا يعرفون عمله. لا عجب إذًا أن جميع مَنْ لا يعرفون الله مأسورون بمعتقد مشوش. لا يتخذ الناس الإيمان بالله على محمل الجديّة لأن الإيمان بالله أمر غير معتاد كثيرًا أو غريب عليهم. وبهذه الطريقة لا يلبّون طلبات الله، أو بمعنى آخر إن كان الناس لا يعرفون الله، ولا يعرفون عمله، فإنهم ليسوا مناسبين لأن يستخدمهم الله، ولا يمكنهم تلبية رغبته. إن "الإيمان بالله" يعني الإيمان بوجود إله؛ هذا هو أبسط مفهوم للإيمان بالله. ما زاد على ذلك هو أن الإيمان بوجود إله لا يماثل الإيمان الحقيقي بالله؛ بل بالأحرى هو نوع من أنواع الإيمان البسيط مع وجود دلالات دينية قوية. الإيمان الحقيقي بالله يعني اختبار كلام الله وعمله بناءً على الإيمان بأن الله له السيادة على كل الأشياء. وهكذا سوف تتحرّر من شخصيّتك الفاسدة، وتتمّم مشيئة الله وتتعرف عليه. فقط من خلال هذه الرحلة يُمكن أن يُقال عنك إنك تؤمن بالله. ومع ذلك، كثيرًا ما يرى الناس الإيمان بالله كأمر بسيط وتافه للغاية. إيمان هؤلاء الأشخاص هو إيمان لا معنى له، وعلى الرغم من أنهم ربما يستمروا في الإيمان حتى النهاية، لن ينالوا رضى الله لأنهم يمشون في الطريق الخطأ. اليوم لا يزال هناك مَن يؤمنون بالله إيمانًا حرفيًا، ويؤمنون كذلك بالعقائد الجوفاء، وهم لا يدرون أن إيمانهم بالله بلا جوهر، وأنهم غير قادرين على نيل رضى الله، وما زالوا يُصلّون من أجل السلام ونعمة كافية من الله. يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا: أيمكن أن يكون الإيمان بالله هو حقًّا أسهل شيء على الأرض؟ هل الإيمان بالله لا يعني إلا نيل وافر النعمة منه؟ هل يمكن لمن يؤمنون بالله ولا يعرفونه ويؤمنون بالله ويعارضونه، أن يتمموا حقًّا رغبة الله؟
من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 391
ما الذي حصل عليه الإنسان منذ أن آمن بالله في البداية؟ ماذا عرفتَ عن الله؟ كم تغيرتَ بسبب إيمانك بالله؟ تعرفون الآن جميعًا أن إيمان الإنسان بالله ليس فقط من أجل خلاص النفس وسلامة الجسد، وليس من أجل إثراء حياته من خلال محبة الله، إلى غير ذلك من الأمور. والآن، إذا كنت تحب الله من أجل سلامة الجسد أو من أجل لذة مؤقتة، فحتى لو بَلَغَتْ – في النهاية – محبتك لله ذروتها ولم تطلب شيئًا، فسوف تظل هذه المحبة التي تنشدها محبة غير نقية وغير مرضية لله. إن أولئك الذين يستخدمون محبة الله في إثراء حياتهم المملة وفي ملء فراغٍ في قلوبهم، هم أولئك الذين ينشدون العيش في راحة، وليس الذين يسعون حقًا إلى محبة الله. هذا النوع من المحبة هو ضد رغبة الفرد، وهو عبارة عن سعي نحو لذة عاطفية، والله ليس بحاجة إلى محبة من هذا النوع. ما نوع محبتك لله إذن؟ لأي شيء تحب الله؟ ما مقدار المحبة الحقيقية التي تكنّها لله الآن؟ إن محبة أغلبكم هي على النحو سالف الذكر. لا يمكن لهذا النوع من المحبة إلا أن يظل كما هو؛ فلا يمكنه أن يصل إلى ثبات أبدي، ولا أن يتأصل في الإنسان. إنه مثل الزهرة التي ذبلت بعد تفتحها ولم تثمر. بعبارة أخرى، ما أن تلبث أن تحب الله على هذا النحو دون وجود أحد يرشدك في الطريق المُمتد أمامك حتى تسقط. إذا لم تكن قادرًا على أن تحب الله إلّا في وقت محبة الله، ولكن يبقى تنظيم حياتك بعد ذلك دون تغيير، فسوف تظل عاجزًا عن التخلص من تأثير الظلمة والهروب والإفلات من قيود الشيطان وخداعه لك. لا يمكن أن يكسِبَ اللهُ إنسانا كهذا؛ فروحه ونفسه وجسده تظل في النهاية مملوكة للشيطان. هذه مسألة لا شك فيها. كل أولئك الذين لا يمكن لله أن يكسَبَهم تمامًا سيعودون إلى مكانهم الأصلي، أي أنهم سوف يعودون إلى الشيطان، وسيُطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ليتلقوا المرحلة التالية من عقاب الله. أما أولئك الذين كَسَبَهُم الله، فَهُم الذين تمرّدوا على الشيطان وهربوا من مُلكه. أولئك سيُحسبون في عداد شعب الملكوت، وهكذا يظهر إلى الوجود شعب الملكوت. أترغب في أن تكون هذا النوع من الأشخاص؟ أترغب في أن يكسبَك الله؟ أترغب في الهروب من مُلك الشيطان والرجوع إلى الله؟ هل أنت مملوك للشيطان الآن، أم أنك من المعدودين ضمن شعب الملكوت؟ يجب أن تكون كل هذه الأمور واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التوضيح.
من "ما وجهة النظر الواجب على المؤمنين تبنيها" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 392
في أزمنة خَلَت، كان كثيرون يسعون بطموح الإنسان وتصوراته ولأجل تحقيق آمال الإنسان. لن تُناقش هذه الأمور الآن. الأمر الرئيسي هو العثور على طريقة ممارسة تجعل كل واحد منكم قادرًا على الحفاظ على حالة طبيعية أمام الله والتحرر تدريجيًا من قيود تأثير الشيطان، لعل الله يَكْسَبُكُم وتعيشون على الأرض كما يطلبه الله منكم، وهذا وحده يمكن أن يحقق رغبة الله. يؤمن الكثيرون بالله، لكنهم لا يعرفون مشيئة الله، ولا نيّة الشيطان. إنهم يؤمنون إيمانًا أحمق ويتبعون الآخرين تبعيةً عمياء، لذلك لم يحيوا مطلقًا حياة مسيحية طبيعية؛ وليست لهم علاقات شخصية طبيعية، وبالتأكيد، ليست لديهم العلاقة الطبيعية التي تكون بين الإنسان والله. من هذا يتضح أن اضطرابات الإنسان وأخطاءه والعوامل الأخرى التي تعترض مشيئة الله كثيرة، وهذا يكفي لإثبات أن الإنسان لم يسلك الطريق الصحيح للإيمان بالله بعدُ، ولم يدخل في تجربة حقيقية للحياة الإنسانية. إذًا، فما معنى سلوك الطريق الصحيح للإيمان بالله؟ إن سلوك الطريق الصحيح يعني أن تكون قادرًا على تهدئة قلبك أمام الله في كل الأوقات، وأن تتواصل بطريقة طبيعية مع الله، وتصل تدريجيًا إلى معرفة ما ينقص الإنسان، وتكتسب ببطء معرفة أعمق بالله. من خلال هذا، تكتسب يوميًا بصيرة جديدة واستنارة في روحك، وتشتاق أكثر وتسعى إلى الدخول في الحق. يوجد في كل يوم نورٌ جديد وفهمٌ جديد. من خلال هذا الطريق، تتحرر تدريجيًا من تأثير الشيطان، وتصبح حياتك أعظم. إن إنسانًا كهذا يكون على الطريق الصحيح. قيِّم خبراتك الخاصة الفعلية واختبر الطريق الذي تسلكه في إيمانك بالله مقارنة بما ذكر آنفًا. هل أنت موضوع على الطريق الصحيح؟ في أي الأمور تحرّرْت من قيود الشيطان وتأثيره؟ إن لم تكن قد وضعت نفْسَك بعد على الطريق الصحيح، فإن صلتك بالشيطان لم تنقطع بعد، لذلك، هل يمكن لسعيٍ كهذا نحو محبة الله أن يسفر عن محبة حقيقية ومتفانية ونقية؟ أنت تقول إن محبتك لله ثابتة وصادقة، لكنك لم تتحرّر بعد من قيود الشيطان. ألستَ بذلك تخدع الله؟ إذا كنتَ ترغب في الحفاظ على محبة نقية لله، وأن يَكْسَبَكَ الله بجملتك، وأن تدخل في عداد شعب الملكوت، حينئذٍ يجب عليك أولاً أن تضع نفسك على الطريق الصحيح للإيمان بالله.
من "ما وجهة النظر الواجب على المؤمنين تبنيها" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 393
المشكلةُ الشائعة بين جميع الناس هي أنهم يفهمون الحق ولكنهم لا يستطيعون تطبيقه، ويكمن أحدُ الأسباب في ذلك في رفض الإنسان دفعَ الثمن، والسبب الآخر في أن تمييزه ضعيف جدًا، فهو غير قادر على رؤية ما هو أبعد من الكثير من الصعوبات في الحياة الحقيقية، ولا يجيد التصرّف بطريقة مناسبة. بما أن الإنسان ذا خبرة قليلة جدًا، ومقدرة ضعيفة، وفهم محدود للحق، فهو غير قادر على حل الصعوبات التي يواجهها في الحياة. يستطيع فقط التشدّقَ بالكلام عن إيمانه بالله، لكنه لا يستطيع استحضار الله في حياته اليومية. بعبارة أخرى، الله هو الله، والحياة هي الحياة، وكأنه لا توجد علاقة تربط الإنسان بالله في حياته. هذا ما يؤمن به جميع الناس. في الواقع إن مثل هذا الإيمان بالله لن يسمح لله أن يمنح الإنسان العطية ولا أن يُكَمّله. في الحقيقة، لا تكمن المشكلة في عدم التعبير عن كلمة الله، بل في أن قدرة الإنسان على تلقِّي كلمته ببساطة ليست كافية، ويمكن القول إنه لا أحد تقريبًا يعمل وفقًا لمقاصد الله. بالأحرى، إن إيمان الناس بالله هو بحسبِ نواياهم الخاصة وعاداتهم ومفاهيمهم الدينية المتأصّلة. قليلون مَنْ يخضعون للتغيير بعد قبولهم كلمة الله أو يشرعون في العمل وفقًا لإرادته. بدلاً من ذلك يستمرّون في معتقداتهم الخاطئة. عندما يبدأ الإنسانُ في الإيمانَ بالله، إنما يفعل ذلك بناء على قواعد الدين التقليدية، ويعيش ويتفاعل مع الآخرين تفاعلاً كاملاً على أساس فلسفته الخاصة للعيش. هذه هي الحال مع تسعة من كل عشرة أشخاص. قلّةٌ هم مَنْ يرسمون خطة أخرى ويبدؤون صفحة جديدة بعد إيمانهم بالله؛ فلا أحد يأخذ كلمة الله بعين الاعتبار أو يطبِّقها على أنها الحق.
خذوا الإيمان بيسوع مثالاً. الكل ببساطة استخدم المواهب التي امتلكها وأظهر المهارات التي تحلّى بها، سواء أكان مبتدئًا في الإيمان أم مؤمنًا لفترة طويلة جدًا. لقد أضاف الناسُ ببساطة هاتين الكلمتين "الإيمان بالله" إلى حياتهم المعتادة، لكنهم لم يُظهِروا أيَّ تغييرٍ في شخصياتهم، ولم ينمُ إيمانُهم بالله قيدَ أنمُلة. لم يكن سعي الإنسان حارًا أو باردًا. لم يقل إنه لا يؤمن، ولم يهب نفسه لله بالكامل. لم يُحبَّ اللهَ قط ولم يُطِعهُ. كان إيمانه بالله صادقًا وزائفًا على حدٍّ سواء؛ فغض الطرف ولم يكن جادًّا في ممارسته، وظل في حالة الارتباك هذه من البدء حتى وقت مَمَاتِه. ما معنى هذا؟ عليك اليوم أن تكون في المسار الصحيح لأنك تؤمن بالإله العملي. لا ينبغي عليك عند إيمانك بالله طلب البركات فقط، وإنما عليك السعي كي تحب الله وتعرفه. يمكنك من خلال سعيك واستنارته، أن تأكل وتشرب كلمته، وأن تُنَمّي فهمًا حقيقيًا بالله، فتكون لك محبة حقيقية له نابعة من صميم قلبك. بعبارة أخرى، تكون محبتك لله صادقة، بحيث لا يستطيع أحدٌ أن يهدمها أو يعترض طريقها. حينها تكون في المسار الصحيح للإيمان بالله. هذا يثبتُ أنك تتبع الله، لأن الله قد امتلك قلبك ولا يمكن أن يمتلكه أي شيء آخر. بسبب خبرتك، والثمن الذي دفعته، وعمل الله، أنت قادر على تنمية محبة عفويةٍ لله. بعدها تتحرَّر من تأثير الشيطان فتحيا في ضوء كلمة الله. لا يمكن اعتبار أنك قد حظيتَ بالله إلا عندما تتحرَّر من تأثير الظلمة. عليك أن تسعى نحو هذا الهدف وقت إيمانك بالله. هذا واجبُ كلٍّ منكم. لا ينبغي أن يكون أيٌّ منكم راضيًا عن الأشياء كما هي. لا يمكنكم الارتياب في عمل الله أو الاستخفاف به. عليكم أن تفكروا في الله من جميع النواحي وفي جميع الأوقات، وتفعلوا كل شيء لأجله. وعندما تتحدثون أو تفعلون شيئًا، يجب عليكم أن تضعوا مصالح بيت الله أولاً. هذا وحده هو ما يتفق مع إرادة الله.
من "يجب عليك كمؤمنٍ بالله أن تعيش من أجل الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 394
أعظم خطأ يرتكبه الإنسان المؤمن بالله هو أن يكون إيمانه مجرد كلام فقط، ولا يكون الله حاضرًا في حياته العملية مطلقًا. جميع الناس يؤمنون فعلاً بوجود الله، لكن الله ليس جزءًا من حياتهم اليومية. تصدر عن فمِ الإنسان صلواتٌ كثيرة إلى الله، غير أن لله موضعًا صغيرًا في قلبه، وهكذا يجرّب اللهُ الإنسانَ مرارًا وتكرارًا. ولأن الإنسان لا يتمتّع بالنقاء، فليس أمام الله بديلٌ سوى تجربته، لعله يشعر بالخجل ويتعرّف على نفسه وسط التجارب. وإلا سيصبح جميعُ الناس أبناءً لرئيس الملائكة، ويفسدون على نحو متزايد. خلال إيمان الإنسان بالله، يتخلَّص من العديد من الدوافع والأهداف الشخصية، حيث يطهِّره الله باستمرار. ما عدا ذلك، لا يمكن لله أن يستخدم أيًّا كان، ولا طريقة أخرى أمام الله ليعمل في الإنسان العمل الذي عليه أن يعمله. يطهِّر اللهُ الإنسانَ أولاً. وقد يتعرّف الإنسان على نفسه خلال هذه العملية وقد يغيِّره الله. فقط بعد هذا يستطيع الله أن يُدخل حياته في الإنسان، وبهذه الطريقة فقط يمكن لقلب الإنسان أن يعودَ لله. لذلك، الإيمانَ بالله ليس بهذه البساطة كما قد يقولُ الإنسان. الأمرُ من منظور الله هو كالآتي: إذا كانت لديك معرفة فقط دون أن تمتلك كلمته باعتبارها الحياة؛ وإذا كنت مقتصرًا فقط على معرفتك الخاصة ولكنك لا تستطيع ممارسة الحقّ أو العيش بحسب كلمة الله، فهذا دليل على أنك لا تزال لا تحبّ اللهَ من قلبك، وتُظهِرُ أن قلبك لا ينتمي إلى الله. الهدف النهائي الذي على الإنسان السعي نحوه هو التعرّف على الله من خلال الإيمان به. عليك أن تكرِّس جهدًا لتعيش كلمة الله لتتحقَّق في ممارستك. إذا كانت لديك معرفة عقائدية فقط، فسيخيب إيمانك بالله. لا يمكن اعتبار إيمانك كاملاً ووِفقاً لإرادة الله إلا إذا كنت أيضًا تمارس كلمته وتحيا وفقًا لها. يستطيع العديدُ من الناس التحدث عن هذا الطريق بكثير من المعرفة، ولكن عندما تأتي ساعة موتهم، تمتلئ عيونهم بالدموع، ويكرهون أنفسهم لإهدارهم العمر الذي عاشوه هباءً حتى شيخوختهم. إنهم يفهمون مجرد التعاليم، ولكنهم لا يمارسون الحق ولا يشهدون لله، بل بالأحرى يهرولون هنا وهناك، منشغلين مثل النحل؛ وما أن يشارفوا على الموت، يرون أخيرًا أنهم يفتقرون إلى الشهادة الحقيقية، وأنهم لا يعرفون الله على الاطلاق. أليس هذا بعد فوات الأوان؟ لماذا لا تغتنم فرصة اليوم وتسعى إلى الحق الذي تحبه؟ لماذا الانتظارُ حتى الغد؟ إذا كنت لا تعاني في الحياة من أجل الحق ولا تسعى إلى اقتنائه، فهل هذا الشعور بالندم هو ما تريده ساعة موتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تؤمن بالله؟ في الحقيقة، هناك العديد من الأمور التي إذا كرّس الإنسان لها أدنى مجهود فسيمكنه تطبيق الحق ومن ثمَّ إرضاء الله. تمتلك الشياطين قلبَ الإنسان باستمرار، ولذلك لا يستطيع قلبه العمل من أجل الله. وبدلاً من ذلك، يجولُ ذهابًا وإيابًا من أجل الجسد بلا طائل في النهاية. ولهذه الأسباب يعاني الإنسان من المتاعب والمشاكل المستمرة. أليست هذه عذابات الشيطان؟ أليس هذا فساد الجسد؟ يجب ألا تخدع الله من خلال التشدّق بالكلامِ فقط. يجب عليك عوضًا عن ذلك أن تتخذ إجراءً ملموسًا. لا تخدع نفسك؛ ما المعنى من ذلك؟ ماذا يمكنك كسبه من خلال العيش لجسدك والكدِّ من أجل الثروة والشهرة؟
من "يجب عليك كمؤمنٍ بالله أن تعيش من أجل الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 395
عليكم الآن أن تسعوا إلى أن تصبحوا شعب الله، وأن تبدأوا الدخول الكامل إلى الطريق الصحيح. أن تكونوا شعب الله يعني الدخول إلى عصر الملكوت. اليوم تبدأون رسميًا الدخول في تدريب الملكوت، ويجب أن تتوقف حياتكم المستقبلية عن التواني والإهمال التي كانت عليهما من قبل؛ فهذه الحياة غير قادرة على تحقيق المعايير التي يطلبها الله. إن كنت لا تشعر بأي ضرورة مُلحَّة، فهذا يدل على أنك لا ترغب في تحسين نفسك، وأن سعيك مشوَّش ومرتبك، وأنك غير قادر على تتميم إرادة الله. الدخول في تدريب الملكوت يعني البدء في حياة شعب الله – هل أنت على استعداد لقبول مثل هذا التدريب؟ هل أنت على استعداد للشعور بالضرورة المُلحَّة للأمر؟ هل أنت على استعداد للعيش وفق تأديب الله؟ هل أنت على استعداد للعيش في ظل توبيخ الله؟ عندما تأتي عليك كلمات الله وتجربك، كيف ستتصرف؟ وماذا ستفعل عندما تواجه كل أنواع الحقائق؟ في الماضي، لم يكن تركيزك على الحياة. واليوم، يجب عليك الدخول في حقيقة الحياة، ومتابعة التغييرات التي تطرأ على شخصية حياتك. هذا ما يجب أن يحققه شعب الملكوت. يجب على جميع أولئك الذين هم شعب الله أن يمتلكوا الحياة، وأن يقبلوا تدريب الملكوت، ويتابعوا التغييرات التي تطرأ على شخصية حياتهم. هذا ما يطلبه الله من شعب الملكوت.
متطلبات الله من شعب الملكوت هي كما يلي:
1. يجب أن يقبلوا تكليفات الله، أي عليهم أن يقبلوا كل الكلمات المنطوقة في عمل الله في الأيام الأخيرة.
2. يجب أن يدخلوا في تدريب الملكوت.
3. يجب عليهم السعي حتى يلمس الله قلوبهم. عندما يتجه قلبك بالكامل إلى الله، وتعيش حياة روحية عادية، فستعيش في عالم الحرية، مما يعني أنك ستعيش تحت رعاية محبة الله وفي حمايتها. وعندما تعيش تحت رعاية الله وفي حمايته فحينها فقط سوف تنتمي إلى الله.
4. يجب أن يقتنيهم الله.
5. يجب أن يُستعلن فيهم مجد الله على الأرض.
هذه النقاط الخمس هي تكليفاتي لكم. إن كلامي موجَّه إلى شعب الله، وإذا كنتَ غير راغب في قبول هذه التكليفات، فلن أجبرك عليها، ولكن إذا قبلتها حقًا، فعندئذٍ ستكون قادرًا على إتمام مشيئة الله. تبدأون اليوم في قبول تكليفات الله، والسعي إلى أن تصبحوا شعب الملكوت وتحققوا المعايير المطلوبة لتكونوا أهل الملكوت. هذه هي الخطوة الأولى للدخول. إذا كنت ترغب في إتمامِ مشيئة الله بالكامل، فعليك قبول هذه الإرساليات الخمس. وإذا كنت قادرًا على تحقيقها، فستكون بحسب قلب الله ويستخدمك الله استخدامًا عظيمًا. المهم اليوم هو الدخول في تدريب الملكوت. يتضمن الدخول في تدريب الملكوت الحياة الروحية. لم يكن هناك أي حديث عن الحياة الروحية في السابق، ولكن اليوم، عندما تبدأ في دخول تدريب الملكوت، فإنك تدخل رسميًا في الحياة الروحية.
من "تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 396
أي نوع من الحياة تكون الحياة الروحية؟ إن الحياة الروحية هي الحياة التي يتجه فيها قلبك بكامله إلى الله، ويستطيع أن يكون يقظًا لمحبة الله. إنها الحياة التي تعيش فيها بكلمات الله، ولا يشغل قلبك شيء آخر، وتكون قادرًا على فهم إرادة الله اليوم، وتسترشد بنور الروح القدس اليوم للقيام بواجبك. هذه الحياة بين الإنسان والله هي الحياة الروحية. إذا كنت غير قادر على اتباع نور اليوم، فقد حدث شقٌ في علاقتك مع الله – وربما أنها حتى قد انقطعت – وأنت بدون حياة روحية عادية. إن العلاقة العادية مع الله مبنية على أساس قبول كلام الله اليوم. هل لديك حياة روحية عادية؟ هل لديك علاقة عادية مع الله؟ هل أنت شخص يتبع عمل الروح القدس؟ إذا كنت قادرًا على اتباع نور الروح القدس اليوم، ويمكنك فهم إرادة الله من داخل كلماته، والدخول إلى هذه الكلمات، فأنت إذًا شخص يتبع فيض الروح القدس. إذا كنت لا تتبع فيض الروح القدس، فأنت بلا شك شخص لا يسعى إلى الحق. ليس لدى الروح القدس أي فرصة للعمل في أولئك الذين لا يرغبون في تحسين أنفسهم، ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء الناس لا يمكنهم أبدًا استحضار قوتهم، وهم دائمًا سلبيون. هل تتبع فيض الروح القدس اليوم؟ هل أنت وسط فيض الروح القدس؟ هل خرجت من حالة سلبية؟ كل أولئك الذين يؤمنون بكلمات الله، والذين يأخذون عمل الله كأساس، ويتبعون نور الروح القدس اليوم، هم جميعًا في فيض الروح القدس. إن كنت تؤمن أن كلمات الله صادقة وصحيحة بصورة قاطعة، وإن كنت تؤمن بكلمات الله بغض النظر عمَّا يقوله، فأنت شخص يسعى إلى الدخول إلى عمل الله، وبهذه الطريقة أنت تتمم إرادة الله.
لكي تدخل في فيض الروح القدس، يجب أن تكون لديك علاقة عادية مع الله، ويجب عليك أولاً تخليص نفسك من حالتك السلبية. بعض الناس يتبعون الأغلبية دائمًا، وقد ضلت قلوبهم بعيدًا جدًا عن الله. ليس لدى هؤلاء الناس رغبة في تحسين أنفسهم، والمعايير التي يتبعونها منخفضة للغاية. إن إرادة الله هي السعي وراء محبة الله واقتناء الله لك. هناك أناس لا يستخدمون سوى ضميرهم ليردوا محبة الله، لكن هذا لا يحقق إرادة الله. كلما ارتفعت المعايير التي تسعى في إثرها، ستكون في انسجام أكثر مع إرادة الله. وبصفتكم أشخاصًا عاديين تسعون وراء محبة الله، فإن دخولكم إلى الملكوت لتصبحوا من شعب الله هو مستقبلكم الحقيقي، وحياة بالغة القيمة والأهمية. لا أحد مبارك أكثر منكم. لماذا أقول هذا؟ لأن أولئك الذين لا يؤمنون بالله يعيشون من أجل الجسد، ويعيشون من أجل الشيطان، لكنكم تعيشون اليوم من أجل الله، وتعيشون لإتمام مشيئة الله. لهذا السبب أقول إن حياتكم بالغة الأهمية. هذه المجموعة فقط من الناس، الذين اختارهم الله، قادرة على عيش حياة بالغة الأهمية: ولا أحد آخر على الأرض قادر على عيش حياة لها هذه القيمة والمعنى، لأن الله اختاركم وأنهضكم، وإضافة إلى ذلك، بسبب حب الله لكم، فقد أدركتم الحياة الحقيقية، وتعرفون كيف تعيشون حياة ذات قيمة قصوى. هذا ليس بسبب سعيكم الجيد، ولكن بسبب نعمة الله؛ إنه الله هو مَنْ فتح عينيّ روحكم، وروح الله هو مَنْ لمس قلبكم، مانحًا إياكم الحظ الطيب لتأتوا أمامه. إذا لم ينيرك روح الله، فعندئذٍ لما كنت قادرًا على رؤية ما هو جميل عن الله، ولما كان ممكنًا لك أن تحب الله، ويرجع الأمر برمته إلى أن روح الله قد لمس قلوب الناس فاتجهت قلوبهم إلى الله. في بعض الأحيان، عندما تستمتع بكلمات الله، فتُلمس روحك، وتشعر أنك لا يسعك سوى أن تحب الله، وأن هناك قوة كبيرة داخلك، وأنه لا يوجد شيء لا يمكنك تنحيته جانبًا. إذا كنت تشعر بهذا، فعندئذ يكون روح الله قد لمسك، واتجه قلبك كاملاً إلى الله، وسوف تصلي إلى الله وتقول: "يا الله! لقد عينتنا واخترتنا حقًا. يمنحني مجدك فخرًا، وأنه لشيء مجيد لي أن أكون واحدًا من شعبك. سوف أبذل أي شيء وأعطي أي شيء لإتمام مشيئتك، وسوف أكرِّس كل سنوات حياتي وجهودي طيلة عمري لك". عندما تصلي هكذا، ستحظى بحب لا ينقطع لله وطاعة حقيقية له في قلبك. هل سبق لك أن مررت بهذه التجربة؟ غالبًا عندما يلمس روح الله الناس، يكونون مستعدين استعدادًا خاصًا لتكريس أنفسهم لله في صلواتهم: "يا الله! أتمنى أن أنظر يوم مجدك، وأتمنى أن أعيش من أجلك – لا شيء أكثر استحقاقًا أو معنى من أن أعيش من أجلك، وليس لدي أدنى رغبة في العيش من أجل الشيطان والجسد. أنت تنهضني بتمكيني من أن أعيش لك اليوم". عندما تصلي بهذه الطريقة، ستشعر أنه لا يسعك سوى أن تعطي قلبك لله، وأنه عليك أن تقتني الله، وأنك كنت ستكره أن تموت دون أن تقتني الله وأنت على قيد الحياة. بعد أن تصلي مثل هذه الصلاة، سيصير في داخلك قوة لا تنضب، ولن تعرف من أين تأتي؛ ستكون هناك قوة لا حدود لها في داخل قلبك، وسيكون لديك إحساس بأن الله رائع جدًا، ويستحق المحبة. هذا هو الوقت الذي سيكون الله قد لمسك فيه. كل أولئك الذين اختبروا هذا قد لمسهم الله. ومن جهة أولئك الذين يلمسهم الله من وقت لآخر، تحدث تغيرات في حياتهم، وهم قادرون على اتخاذ قرارهم ومستعدون لاقتناء الله اقتناءً كاملاً، ولديهم محبة أقوى لله في قلوبهم، وقد توجهت قلوبهم تمامًا إلى الله، ولا يعيرون أي اهتمام للعائلة أو للعالم أو للعلاقات أو لمستقبلهم، وهم على استعداد لتكريس جهود حياتهم لله. كل أولئك الذين لمسهم روح الله هم أناس يسعون إلى الحق، ولديهم رجاء في أن يكمِّلهم الله.
من "تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 397
من الأهمية بمكان في اتباع الله أن كل شيء يجب أن يكون وفقًا لكلمات الله اليوم: سواء أكنت تسعى إلى الدخول في الحياة أم تحقيق إرادة الله، فيجب أن يتمركز كل شيء حول كلمات الله اليوم. إذا كان ما تشارك به وتسعى إليه لا يتمركز حول كلمات الله اليوم، فأنت غريب عن كلام الله، ومحروم تمامًا من عمل الروح القدس. ما يريده الله هم أناس يتبعون خطاه. لا يهم كم هو رائع ونقي ما فهمته من قبل، فالله لا يريده، وإذا كنت غير قادر على طرح مثل هذه الأشياء جانبًا، فعندئذ ستكون عائقًا هائلاً لدخولك في المستقبل. كل أولئك القادرين على اتباع النور الحالي للروح القدس مباركون. اتبع الناس في العصور الماضية أيضًا خطى الله، ومع ذلك لم يتمكَّنوا من اتباعها حتى اليوم. هذه بركة الناس في الأيام الأخيرة. أولئك الذين يمكن أن يتبعوا العمل الحالي للروح القدس، والذين يقدرون على اتباع خطى الله، بحيث يتبعون الله أينما يقودهم – هؤلاء هم الناس الذين يباركهم الله. أولئك الذين لا يتبعون العمل الحالي للروح القدس لم يدخلوا إلى عمل كلمات الله، وبغض النظر عن مقدار ما يعملون، أو مدى معاناتهم، أو مدى ما مروا به، فلا شيء من ذلك يعني شيئًا لله، وهو لن يُثني عليهم. اليوم، كل أولئك الذين يتبعون كلمات الله الحالية هم في فيض الروح القدس؛ وأولئك الغرباء عن كلمات الله اليوم هم خارج فيض الروح القدس، ومثل هؤلاء الناس لا يثني عليهم الله. إن الخدمة المنفصلة عن الكلام الحالي للروح القدس هي خدمة الجسد والتصورات، وهي غير قادرة على أن تكون متفقة مع إرادة الله. إذا عاش الناس وسط المفاهيم الدينية، فعندئذٍ لا يستطيعون فعل أي شيء يتناسب مع إرادة الله، وحتى لو أنهم يخدمون الله، فإنهم يخدمون في وسط تخيلاتهم وتصوراتهم، وهم غير قادرين تمامًا على الخدمة وفقًا لإرادة الله. أولئك الذين لا يستطيعون اتباع عمل الروح القدس لا يفهمون إرادة الله، والذين لا يفهمون إرادة الله لا يستطيعون أن يخدموا الله. يريد الله الخدمة التي بحسب قلبه؛ ولا يريد الخدمة التي من التصورات والجسد. إذا كان الناس غير قادرين على اتباع خطوات عمل الروح القدس، فعندئذٍ يعيشون في وسط التصورات. تتوقف خدمة هؤلاء الأشخاص وتتعطل، وتتعارض مثل هذه الخدمة مع الله، ومن ثمَّ فإن أولئك الذين لا يستطيعون اتباع خطى الله غير قادرين على خدمة الله؛ وأولئك الذين لا يستطيعون اتباع خطى الله يعارضون الله بكل تأكيد، وهم غير قادرين على أن يكونوا منسجمين مع الله. إن "اتباع عمل الروح القدس" يعني فهم إرادة الله اليوم، والقدرة على التصرف وفقًا لمطالب الله الحالية، والقدرة على طاعة الله اليوم واتباعه، والدخول وفقًا لأحدث أقوال من الله. هذا فقط هو الشخص الذي يتبع عمل الروح القدس وهو في فيض الروح القدس. هؤلاء الناس ليسوا فقط قادرين على تلقي مدح الله ورؤية الله، بل يمكنهم أيضًا معرفة شخصية الله من آخر عمل لله، ويمكنهم معرفة تصورات الإنسان وعصيانه، وطبيعة الإنسان وجوهره، من آخر عمل له؛ وإضافة إلى ذلك، فهم قادرون على إحداث تغييرات تدريجية في شخصيتهم أثناء خدمتهم. مثل هؤلاء الناس هم فقط القادرون على اقتناء الله، وهم مَنْ وجدوا حقًا الطريق الحق. أولئك الذين يُقصيهم عمل الروح القدس هم أشخاص غير قادرين على اتباع آخر عمل لله، والذين يتمردون ضد آخر عمل لله. إن مثل هؤلاء الناس يعارضون الله علانية لأن الله قد قام بعمل جديد، ولأن صورة الله ليست هي نفسها التي في تصوراتهم – ونتيجة لذلك فهم يعارضون الله علانية ويصدرون حكمًا على الله، مما يؤدي إلى كرههم ورفضهم من الله. إن امتلاك معرفة أحدث عمل لله ليس أمرًا سهلاً، لكن إذا قرَّر الناس أن يطيعوا عمل الله وأن يسعوا إلى عمل الله عن قصدٍ، فعندئذ ستكون لديهم فرصة رؤية الله، وفرصة نيل أحدث إرشاد من الروح القدس. أولئك الذين يعارضون عمل الله عن عمدٍ لا يستطيعون تلقي استنارة الروح القدس أو إرشاد الله؛ ومن ثمَّ، يعتمد ما إذا كان الناس يستطيعون تلقي آخر عمل لله على نعمة الله، ويعتمد على سعيهم، ويعتمد على نواياهم.
من "تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 398
كل أولئك القادرين على طاعة الكلام الحالي للروح القدس مباركون. لا يهم الكيفية التي اعتادوا أن يكونوا عليها، أو كيف كان الروح القدس يعمل في داخلهم – أولئك الذين نالوا أحدث عمل هم المباركون بالأكثر، وهؤلاء غير القادرين على اتباع أحدث عمل اليوم يقصون. يريد الله هؤلاء القادرين على قبول النور الجديد، ويريد هؤلاء الذين يقبلون آخر عمل له ويعرفونه. لماذا يُقال أنه يجب أن تكونوا كعذراء عفيفة؟ لأن العذراء العفيفة قادرة على البحث عن عمل الروح القدس وفهم الأشياء الجديدة، وإضافة إلى ذلك، قادرة على تنحية مفاهيم قديمة جانبًا، وطاعة عمل الله اليوم. عيَّن الله هذه الفئة من الناس الذين يقبلون أحدث عمل اليوم قبل بدء الأزمنة، وهم المباركون بالأكثر بين الناس. أنتم تسمعون صوت الله مباشرة، وترون ظهور الله، وهكذا، في السماء وعلى الأرض، وعلى مر العصور، لم يوجد مَنْ هو مبارك أكثر منكم، أنتم هذه المجموعة من الناس. كل هذا بسبب عمل الله، وبسبب سبقْ تعيين الله واختياره، وبسبب نعمة الله؛ إذا لم يتكلم الله وينطق بكلماته، فهل كانت ظروفكم ستكون كما هي عليه اليوم؟ ولهذا يعود كل المجد والحمد لله، كل هذا لأن الله يستنهضكم. مع أخذ هذه الأمور في الاعتبار، هل يمكنك أن تظل سلبيًا؟ هل لا تزال قوتك غير قادرة على النهوض؟
أن تكون قادرًا على قبول دينونة كلام الله وتوبيخه وضربه وتنقيته، وكذلك أن تكون قادرًا على قبول تكليفات الله، فهو معيَّن سابقًا من الله في بداية الزمان، ومن ثمَّ يجب ألا تكون حزينًا جدًا عند توبيخك. لا يمكن لأحد أن يسلب العمل الذي تم فيكم، والبركات التي تم منحها لكم، ولا يمكن لأحد أن ينتزع كل ما أخذتموه. لا يطيق المتدينون المقارنة معكم. ليس لديكم خبرة كبيرة في الكتاب المقدس، وغير متبنين نظرية دينية، ولكن لأن الله قد عمل في داخلكم، فقد نلتم أكثر من أي شخص على مر العصور – وهذه هي أكبر بركة لكم. وبسبب هذا، يجب أن تكونوا أكثر تكريسًا لله، بل وأكثر ولاءً لله. لأن الله يستنهضك، فعليك بتعزيز جهودك، وأن تجهِّز قامتك لقبول تكليفات الله. يجب أن تقف راسخًا في المكان الذي أعطاك الله إياه، وتسعى إلى أن تصبح واحدًا من شعب الله، وتقبل تدريب الملكوت، ويربحك الله، وتصبح في نهاية المطاف شهادة مجيدة لله. هل تمتلك هذه القرارات؟ إذا كنت تملك مثل هذه القرارات، فسيربحك الله في النهاية بالتأكيد، وسوف تصبح شهادة مجيدة لله. يجب أن تفهم أن التكليف الرئيسي هو أن يقتنيك الله وأن تصبح شهادة مجيدة لله. هذه هي إرادة الله.
من "تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 399
إن كلمات الروح القدس اليوم هي ديناميات عمل الروح القدس، واستنارة الروح القدس المستمرة للإنسان خلال هذه الفترة هي اتجاه عمل الروح القدس. وما الاتجاه في عمل الروح القدس اليوم؟ إنه قيادة الشعب إلى عمل الله اليوم، وإلى حياة روحية عادية. توجد عدة خطوات للدخول في حياة روحية عادية:
1. أولاً، يجب أن تسكب قلبك في كلمات الله. يجب ألا تسعى إلى كلمات الله في الماضي، ويجب ألا تدرسها أو تقارنها بكلمات اليوم. بدلاً من ذلك، يجب أن تسكب قلبك بالكامل في كلمات الله الحالية. إذا كان هناك أناس ما زالوا يرغبون في قراءة كلمات الله، أو الكتب الروحية، أو غيرها من روايات الوعظ من الماضي، والذين لا يتبعون كلمات الروح القدس اليوم، فإنهم أكثر الناس حماقةً؛ يمقت الله هؤلاء الناس، وإن كنتَ على استعداد لقبول نور الروح القدس اليوم، فعليك سكب قلبك بالكامل في أقوال الله اليوم. هذا هو أول شيء يجب عليك تحقيقه.
2. يجب أن تصلي بناءً على أساس الكلمات التي قالها الله اليوم، وأن تدخل في كلمات الله وتتواصل مع الله، وتأخذ قراراتك أمام الله، وتحدد ما المعايير التي ترغب في السعي إلى إنجازها.
3. يجب أن تسعى إلى دخول عميق في الحق على أساس عمل الروح القدس اليوم. لا تتمسك بالأقوال والنظريات البالية من الماضي.
4. يجب أن تسعى لكي يلمسك الروح القدس، وتدخل إلى كلمات الله.
5. يجب عليك السعي إلى الدخول في الطريق الذي يسلكه الروح القدس اليوم.
وكيف تسعى لكي يلمسك الروح القدس؟ المهم هو العيش في كلمات الله الحالية، والصلاة على أساس متطلبات الله. إذا صليت بهذه الطريقة، فمن المؤكد أن الروح القدس سيلمسك. إن كنتَ لا تسعى بناءً على الكلمات التي يقولها الله اليوم، فسعيك بلا ثمر. يجب أن تصلي وتقول: "يا الله! أنا أعارضك، وأنا مدين لك بالكثير؛ أنا عاصٍ جدًا، وغير قادر أبدًا على إرضائك. يا الله، أرغب في أن تخلِّصني، وأرغب في أن أخدمك حتى النهاية، وأرغب في الموت من أجلك. أنت تدينني وتوبخني، ولا أتذمر؛ أنا أعارضك وأستحق الموت، حتى يرى جميع الناس شخصيتك الصالحة في موتي". عندما تصلي من أعماق قلبك بهذه الطريقة، فسوف يسمعك الله، وسوف يرشدك؛ إذا كنت لا تصلي على أساس كلام الروح القدس اليوم، فليس هناك احتمال أن يلمسك الروح القدس. إذا صليت وفقًا لإرادة الله، ووفقًا لما يشاء الله أن يفعله اليوم، فسوف تقول: "يا الله! أتمنى أن أقبل تكليفاتك وأن أكون مخلصًا لتكليفاتك، وأنا على استعداد لتكريس حياتي كلها لمجدك، حتى يتسنى لكل ما أقوم به أن يصل إلى معايير شعب الله. أرجو أن تلمس قلبي. وأتمنى لروحك أن ينيرني دائمًا، وأن تجعل كل ما أقوم به خزي للشيطان، وأن تقتنيني في نهاية المطاف". إذا كنت تصلي بهذه الطريقة، متمركزًا حول إرادة الله، فعندئذٍ سيعمل الروح القدس حتمًا فيك. لا يهم كم عدد كلمات صلاتك – فما هو أساسي هو ما إذا كنت تدرك إرادة الله أم لا. ربما اجتاز جميعكم الخبرة التالية: في بعض الأحيان، أثناء الصلاة في تجمع ما، تصل ديناميات عمل الروح القدس إلى ذروتها، وتؤدي إلى استنهاض قوة كل فرد. يصرخ بعض الناس بمرارة ويبكون وهم يصلون، ويغلبهم الندم أمام الله، ويظهر بعض الناس عزمهم، ويقدمون تعهدات. هذا هو التأثير الذي يتحقق من خلال عمل الروح القدس. من المهم اليوم أن يسكب جميع الناس قلوبهم في كلمات الله. لا تركّز على الكلمات التي قيلت من قبل؛ إذا كنتَ لا تزال متمسكا بما حدث من قبل، فلن يعمل الروح القدس في داخلك. هل ترى مدى أهمية هذا؟
هل تعرفون الطريق الذي يسير فيه الروح القدس اليوم؟ النقاط العديدة المذكورة أعلاه هي ما ينبغي أن يحققه الروح القدس اليوم وفي المستقبل؛ هي الطريق الذي يسلكه الروح القدس، والدخول الذي يجب أن يسعى إليه الإنسان. في دخولك إلى الحياة، يجب أن تسكب قلبك في كلمات الله على الأقل، وأن تكون قادرًا على قبول دينونة كلام الله وتوبيخه؛ يجب أن يتوق قلبك إلى الله، يجب أن تسعى إلى الدخول بعمق إلى الحق والأهداف التي يطلبها الله. عندما تمتلك هذه القوة، فهذا يدل على أن الله قد لمسك، وبدأ قلبك في التوجه إلى الله.
إن الخطوة الأولى في الدخول إلى الحياة هي أن تسكب قلبك بالكامل في كلمات الله، والخطوة الثانية هي قبول أن يلمسك الروح القدس. ما التأثير الذي يجب تحقيقه من خلال قبول لمسة الروح القدس لك؟ أن تكون قادرًا على الاشتياق إلى السعي وراء حق أعمق واستكشافه، وأن تكون قادرًا على التعاون مع الله في سلوك إيجابي. اليوم، أنت تتعاون مع الله، وهذا يعني أن هناك هدفًا لسعيك ولصلواتك ولشركتك في كلمات الله، وتقوم بواجبك وفقًا لمتطلبات الله – هذا فقط هو التعاون مع الله. إذا كنت لا تتحدث إلا عن ترك الله يتصرف، دون أن تقوم أنت بأي فعل، ولا تصلي ولا تسعى، فهل يمكن أن يُسمى هذا تعاونًا؟ إذا لم يكن لديك أي تعاون في داخلك، وكنت محرومًا من التدريب للدخول الهادف، فأنت لا تتعاون. بعض الناس يقولون: "يعتمد كل شيء على سبقْ تعيين الله، وهو كل ما يتم بواسطة الله نفسه؛ إذا لم يفعل الله ذلك، فكيف يتسنى للإنسان فعله؟" إن عمل الله عادي، وليس خارقًا بأي شكل من الأشكال، ومن خلال سعيك النشط فحسب يعمل الروح القدس، لأن الله لا يجبر الإنسان – يجب أن تعطي الله الفرصة ليعمل، وإذا كنت لا تسعى أو تدخل، وإذا لم يكن هناك أدنى شوق في قلبك، عندها لا يوجد أمام الله فرصة ليعمل. بأي طريقة يمكنك السعي لكي يلمسك الله؟ من خلال الصلاة والاقتراب إلى الله. ولكن الأهم من ذلك، تذكر أنه يجب أن يكون على أساس الكلمات التي يقولها الله. عندما يلمسك الله مرارًا، فلست مستعبدًا للجسد: الزوج والزوجة والأولاد والمال – جميعهم غير قادرين على تكبيلك، وأنت فقط تريد السعي إلى الحق والعيش أمام الله. في هذا الوقت، سوف تكون شخصًا يعيش في عالم الحرية.
من "تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 400
الله عازم على تكميل الإنسان. وأيًا كان المنظور الذي يتحدث منه، فإن كل هذا هو من أجل تكميل هؤلاء الناس. يصعب على الإنسان فهم الكلمات المنطوقة من منظور الروح، كما لا يمكنه إيجاد طريقة للممارسة، لأن مقدرة الإنسان على الفهم محدودة. يحقق عمل الله تأثيرات مختلفة، وتنطوي كل خطوة يتخذها من خطوات العمل على غرضه. وإضافة إلى ذلك، يتحتّم عليه أن يتكلم من وجهات نظر مختلفة، وبذلك وحده يمكنه تكميل الإنسان. لو نطق بصوته من منظور الروح وحده، فلما كان ممكنًا أن تكتمل هذه المرحلة من عمل الله. يمكنك أن ترى من نبرة الصوت التي يتحدث بها أنه عازم على تكميل هذه المجموعة من الناس. ولكل واحد من أولئك الذين يريدون أن يُكمِّلهم الله، ما هي الخطوة الأولى التي يجب على المرء اتخاذها؟ يجب عليك أولاً أن تعرف عمل الله. الآن، اُستخدمت طرق جديدة في عمل الله، وتغيّر العصر، والطريقة التي يعمل بها الله تغيرت أيضًا، كما أن الطريقة التي يتكلم بها الله مختلفة. لم تتغير حاليًا طريقة عمله فحسب، بل وتغيّر العصر أيضًا. إنه الآن عصر الملكوت، وهو أيضًا عصر محبة الله. إنه بشرى لعصر المُلك الألفي – الذي هو أيضًا عصر الكلمة – أي عصر يستخدم فيه الله طرق عديدة من الكلام ليُكمِّل الإنسان، ويتحدث من وجهات نظر مختلفة ليُشبع الإنسان. بمجرد أن يجيء زمن عصر المُلك الألفي، سيبدأ الله في استخدام الكلمة لتكميل الإنسان، وأعطى الإنسان إمكانية الدخول إلى حقيقة الحياة، وقاده إلى الطريق الصحيح. لقد اختبر الإنسان العديد من خطوات عمله ورأى أن عمل الله لا يبقى بدون تغيير، بل يتطور ويتعمّق دونما توقف. وبعد أن اختبره الناس طويلًا، تعاقب العمل وتغيّر مرارًا وتكرارًا، ولكن مهما كان حجم التغيير فيه، فإنه لا ينحرف أبدًا عن غرض الله من الإتيان بالخلاص للبشرية. وحتى من خلال آلاف التغيرات، فإنه لا يبتعد عن غرضه الأصلي أبدًا، وكيفما تغيرت طريقة عمل الله فإن هذا العمل لا يحيد عن الحق أو الحياة مطلقًا. إن التغييرات في الطريقة التي يتم بها العمل لا تنطوي سوى على مجرد تغيير في شكل العمل ومنظور الكلام، وليس تغييرًا في الهدف المركزي لعمله. تحدث تغييرات في نبرة الصوت وطريقة العمل لتحقيق تأثير من التأثيرات. فالتغيير في نبرة الصوت لا يعني تغييرًا في الغرض من وراء العمل أو مبدأه. في إيمان الإنسان بالله، يكون هدف الإنسان هو البحث عن الحياة. إن كنت تؤمن بالله ولكنك لا تطلب الحياة أو تسعى إلى الحق أو معرفة الله، فإن هذا ليس إيمانًا بالله! هل يكون من الواقعي أنك لا تزال تسعى إلى دخول الملكوت لتكون ملكًا؟ إن تحقيق المحبة الحقيقية لله من خلال البحث عن الحياة هو وحده الحقيقة؛ والسعي إلى الحق وممارسته كلاهما حقيقة. اختبر كلام الله أثناء قراءته؛ بهذه الطريقة، سوف تستوعب معرفة الله من خلال الاختبار الحقيقي. هذا يمثل شكلاً حقيقيًا من أشكال السعي.
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 401
الآن هو عصر الملكوت. يتوقّف ما إذا كنت قد دخلت هذا العصر الجديد على ما إذا كنت قد دخلت إلى حقيقة كلام الله وما إذا كان كلامه صار واقع حياتك. لقد صارت كلمة الله معروفة لكل إنسان حتى أن جميع البشر في النهاية سيعيشون في عالم الكلمة، وستنير كلمة الله كل إنسان وترشده من الداخل. إذا كنت خلال هذه الفترة من الزمن متسرعًا ومهملاً في قراءة كلمة الله، وليس لك أي اهتمام بكلمته، فهذا يدل على وجود خطأ في حالتك. إذا كنت غير قادر على الدخول إلى عصر الكلمة، فإن الروح القدس لا يعمل فيك؛ وإذا كنت قد دخلت في هذا العصر، فسوف يعمل عمله. ماذا يمكنك أن تفعل في هذه اللحظة، لحظة بداية عصر الكلمة، حتى يمكنك نيل عمل الروح القدس؟ في هذا العصر، سوف يجعل الله الأمر حقيقة بينكم: أن كل إنسان يحيا بحسب كلمة الله، ويكون قادرًا على ممارسة الحق، ويحب الله بجدية، وأن يستخدم جميع البشر كلمة الله على أنها أساسٌ وعلى أنها واقعهم، ويمتلكون قلوبًا تتقي الله، وأن يحظى الإنسان من خلال ممارسة كلمة الله بسُلطة ملكيّة مع الله. هذا هو العمل الذي سيحققه الله. هل يمكنك الاستمرار دون قراءة كلمة الله؟ كثيرون الآن يشعرون أنهم لا يستطيعون الاستمرار ليوم أو يومين دون قراءة كلمة الله. فعليهم قراءة كلمته كل يوم، وإن كان الوقت لا يسمح، فسيكفي الاستماع إليها. هذا هو الشعور الذي يعطيه الروح القدس للإنسان وهذه هي الطريقة التي يبدأ بها في تحريكه. بمعنى أنه يحكم الإنسان بالكلمات حتى يتمكن الإنسان من الدخول إلى حقيقة كلمة الله. إذا كنت تشعر بالظلام والعطش بعد يوم واحد فقط دون أكل كلمة الله وشربها، وتجد الأمر غير مقبول، فهذا يدل على أن الروح القدس قد حركك، وأنه لم يبتعد عنك. ومن ثمَّ فأنت موجود في هذا التيار. ولكن، إن لم تشعر بأي شيء، ولا بالعطش، ولم تتحرك مطلقًا بعد يوم أو يومين دون أكل كلمة الله وشربها، فهذا يدل على أن الروح القدس قد ابتعد عنك. هذا يعني، إذن، أنه يوجد خطأ ما في حالتك الداخلية، وأنك لم تدخل في عصر الكلمة بعد، وإنك قد تخلّفت. يستخدم الله الكلمة ليحكم الإنسان. تشعر أنك بخير إذا كنت تأكل من كلمة الله وتشرب منها، وإذا لم تفعل ذلك، فلن يكون أمامك أي سبيل لتتبعه. تصبح كلمة الله غذاء الإنسان والقوة التي تدفعه. قال الكتاب المقدس: "لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ". هذا هو العمل الذي سيُكمّله الله اليوم. سوف يحقق هذا الحق فيكم. كيف أمكن للإنسان في الماضي أن يقضي عدة أيام دون أن يقرأ كلمة الله ومع ذلك يكون قادرًا على أن يأكل ويعمل كالعادة؟ ولماذا هذا ليس الحال الآن؟ في هذا العصر، يستخدم الله الكلمة في المقام الأول ليحكم الجميع. من خلال كلمة الله، يُدان الإنسان ويصير كاملاً، ثم يؤخذ أخيرًا إلى الملكوت. لا يمكن إلا لكلمة الله أن تؤمّن حياة الإنسان، وهي وحدها التي تمنح الإنسان النور وطريقًا للممارسة، لا سيما في عصر الملكوت. طالما أنك تأكل من كلامه وتشرب منه يوميًا دون أن تترك حقيقة كلمة الله، سيكون الله قادرًا على تكميلك.
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 402
لا يمكن للمرء أن يكون في عجلة لتحقيق النجاح عند البحث عن الحياة؛ فالنمو في الحياة لا يحدث في يوم أو يومين فقط. إن عمل الله طبيعي وعملي، وتوجد عملية محددة من الضروري أن يسير وفقًا لها. لقد استغرق الأمر من يسوع المُتجسّد مدة ثلاث وثلاثين سنة ونصف حتى يُكمل عمل الصَلْب، فكم بالأحرى يكون الأمر صحيحًا عندما يتعلق بتطهير الإنسان وتغيير حياته! هذا هو أصعب عمل. كذلك فتحويل إنسان من إنسان عادي إلى إنسان يُظهر الله ليست مهمة سهلة أيضًا. هذا ينطبق انطباقًا خاصًا على الشعب الذي وُلد في أمة التنين العظيم الأحمر، الأمة ذات القدر الضعيف والتي تحتاج إلى فترة طويلة من كلمة الله وعمله. لذلك لا تكن في عجلة من أمرك لرؤية النتائج. يجب أن تكون سبّاقًا للأكل من كلام الله والشرب منه، وأن تكرّس المزيد من الجهد لكلام الله. بعدما تنتهي من قراءة كلامه، يجب أن تكون قادرًا على وضعه موضع التطبيق الفعلي، ناميًا في المعرفة والبصيرة والتمييز والحكمة في كلام الله. من خلال هذا، سوف تتغير دون أن تدرك ذلك. إذا كنت قادرًا على أن تتبنى الأكل من كلمة الله والشرب منها، وقراءة كلمته، والتعرف عليها، واختبارها، وممارستها كمبادئ لك، فسوف تنضج دون أن تدرك ذلك. يقول البعض إنه غير قادر على وضع كلمة الله موضع التطبيق حتى بعد قراءتها. لِمَ العجلة؟ عندما تصل إلى قامة معينة، ستتمكن من وضع كلمته موضع التطبيق. هل يقول طفل عمره أربعة أو خمسة أعوام إنه غير قادر على مساندة والديه أو إرضائهما؟ يجب أن تكون قادرًا على أن تعرف قامتك الحالية. ضع ما تستطيع وضعه موضع التطبيق، وتجنب أن تكون شخصًا يعطل تدبير الله. ببساطة كُل من كلام الله واشرب منه، واتخذ هذا كمبدأ لك من الآن فصاعدًا. لا تنشغل الآن بما إذا كان بإمكان الله أن يُكمِّلك. لا تخُضْ في ذلك الآن. كل ما عليك هو أن تأكل من كلام الله وتشرب منه عندما يأتي إليك، وسيكون الله بالتأكيد قادرًا على تكميلك. ومع ذلك، يوجد مبدأ عليك أن تأكل من كلمته وتشرب منها وفقًا له. لا تفعل ذلك دونما تبصُّر، بل من ناحية ابحث عن الكلمات التي يجب أن تعرفها، أي تلك الكلمات المتعلقة بالرؤية، ومن ناحية أخرى ابحث عمّا ينبغي عليك وضعه موضع الممارسة الفعلية، أي تلك المتعلقة بما ينبغي عليك الدخول إليه. فجانب يتعلق بالمعرفة، والآخر يتعلق بالدخول. حالما تدرك كلاهما، أي عندما تكون قد فهمت ما يجب أن تعرفه وما يجب أن تمارسه، ستعرف كيف تأكل من كلمة الله وتشرب منها.
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 403
بالمضي قدمًا في ذلك، سيكون الحديث عن كلمة الله هو المبدأ الذي ينبغي عليك أن تتكلم به. عندما تجتمعون معًا بحسب العادة، عليكم أن تكونوا قادرين على أن تتشاركوا حول كلمة الله، وأن تتخذوا كلمة الله على أنها فحوى تعاملاتكم، وأن تحدّثوا عمّا تعرفونه عن كلمة الله، وكيفية ممارسة كلمته، وكيفية عمل الروح القدس. كل ما عليك الانهماك فيه هو أن تتشارك حول كلمة الله، وسوف ينيرك الروح القدس. إن تأسيس عالم يقوم على كلمة الله يتطلب تعاون الإنسان. وإن لم تدخل إلى هذا، فلن يكون أمام الله طريقة للعمل. إن كنت تصمت ولا تتحدث عن كلمته، فليس لدى الله طريقة لكي يُنيرك. على الجانب الآخر، حينما تكون غير منشغل، تحدث عن كلمة الله، ولا تتحدث عابثًا! دع حياتك تمتلئ بكلمة الله، وعندها فقط ستكون مؤمنًا مُخْلصًا. حتى وإن كانت مشاركتك سطحية، فهذا حسن؛ فبدون السطحية، لن يوجد العمق. ثمَّة عملية يجب اجتيازها. من خلال تمرّنك، ستفهم استنارة الروح القدس لك، وفي كيفية الأكل من كلمة الله والشرب منها بفعاليّة. بعد فترة من هذا اختبار هذا، سوف تدخل إلى حقيقة كلمة الله. ولن تكون قادرًا على أن تحصل على عمل الروح القدس إلا إذا قرّرت التعاون.
يوجد جانبان لمبدأ الأكل من كلمة الله والشرب منها: جانب يتعلق بالمعرفة، والآخر يتعلق بالدخول. ما الكلمات التي يجب أن تعرفها؟ يجب أن تعرف الكلمات المرتبطة بالرؤية (مثل تلك التي تتعلق بالعصر الذي دخل فيه عمل الله الآن، وما يرغب الله في تحقيقه الآن، وماهية التجسُّد، وما إلى ذلك. هذه كلها أمور تتعلق بالرؤية). ما معنى الطريق الذي يجب على الإنسان الدخول إليه؟ يشير هذا إلى كلام الله الذي يجب على الإنسان ممارسته والدخول إليه. هذان هما جانبا الأكل من كلمة الله والشرب منها. من الآن فصاعدًا، كُل من كلمة الله واشرب منها بهذه الطريقة. إن كان لك فهم واضح للكلمات المتعلقة بالرؤية، فلا داعي للاستمرار في القراءة طيلة الوقت. من الأهمية بمكان أن تأكل وتشرب المزيد من الكلام عند الدخول، مثل كيفية توجيه قلبك نحو الله، وكيفية تهدئة قلبك أمام الله، وكيفية التخلي عن الجسد. هذه الأمور هي ما يجب عليك ممارسته. دون معرفة كيفية أكل كلمة الله وشربها، لا تكون المشاركة الحقيقية مُمكنة. فبمجرد أن تعرف كيفية الأكل من كلمته والشرب منها، وتكون قد أدركت ما هو أساسي، ستصبح المشاركة يسيرة. ومهما تكون القضايا التي تُناقش، ستكون قادرًا على الانخراط في المشاركة حولها وإدراك الحقيقة. فالمشاركة حول كلمة الله بدون امتلاك الحقيقة تعني أنك غير قادر على فهم ما هو أساسي، وهذا يدل على أنك لا تعرف كيف تأكل من كلمته وتشرب منها. لعل البعض يشعر بالضجر عند قراءة كلمة الله، وهذه ليست حالة طبيعية. ما هو طبيعي هو ألا تتعب أبدًا من قراءة كلمة الله، وأن تعطش إليها دائمًا، وأن تجد دائمًا أن كلمة الله صالحة. هذه هي الطريقة التي بواسطتها يأكل الشخص الذي دخل بالفعل كلمة الله ويشربها. عندما تشعر أن كلمة الله عملية للغاية وهي بالضبط ما يجب على الإنسان الدخول إليه، وعندما تشعر أن كلمته مُعينة ومفيدة للإنسان جدًا، وأنها مصدر حياة الإنسان، فإن الروح القدس هو مَنْ يمنحك هذا الشعور، وأن الروح القدس هو مَنْ يحرّكك. هذا يثبت أن الروح القدس يعمل فيك وأن الله لم يبتعد عنك. عندما يرى البعض أن الله يتكلم دائمًا، يتعبون من كلامه، ويعتقدون أنه ليس لهذا أي نتيجة سواء قرأوا كلامه أم لا. هذه ليست حالة طبيعية. فليس لديهم قلوب تعطش إلى الدخول إلى الحقيقة، ومثل هؤلاء البشر لا يعطشون إلى أن يصيروا كاملين ولا يهتمون بذلك. عندما تجد أنك لا تعطش إلى كلمة الله، فهذا يدل على أنك لست في حالة طبيعية. في الماضي، تحدد ابتعاد الله عنك بما إذا كنت قد حظيت بسلام داخلي وبما إذا كنت قد اختبرت التمتع. الأمر الأساسي الآن هو ما إذا كنت تعطش إلى كلمة الله، وما إذا كانت كلمته هي واقعك، وما إذا كنت مُخْلصًا، وما إذا كنت قادرًا على فعل كل ما يمكنك فعله من أجل الله. وبعبارة أخرى، يُحكَم على الإنسان بفعل حقيقة كلمة الله. يوجه الله كلمته إلى البشرية بأسرها. فإن كنت على استعداد لقراءتها، فسوف ينيرك، ولكن إن لم تكن على استعداد، فلن يفعل ذلك. يُنير الله أولئك الذين يجوعون ويعطشون إلى البر، وأولئك الذين يطلبونه. يقول البعض إن الله لم يُنيرهم حتى بعد قراءة كلمته. لكن بأي طريقة قرأت الكلام؟ إذا كنت قد قرأت كلمته قراءة عارضة ولم تهتم بالحقيقة، فكيف يمكن لله أن يُنيرك؟ كيف يمكن لشخص لا يقدّر كلمة الله أن ينال الكمال منه؟ إذا كنت لا تقدّر كلمة الله، فلن تتمتع بالحق ولا بالحقيقة. ولكن إن كنت تُقدِّر كلمته، فستتمكن من ممارسة الحق، وعندها فقط ستمتلك الحقيقة. لذا يجب أن تأكل من كلمة الله وتشرب منها طوال الوقت، سواء كنت مشغولاً أم لا، وسواء كانت الظروف معاكسة أم لا، وسواء كنت تُجرَّب أم لا. في المجمل، كلمة الله هي أساس وجود الإنسان. فلا أحد يمكنه أن يبتعد عن كلمة الله، بل أن يأكل من كلمته كما يتناولون الثلاث وجبات اليومية. هل يمكن أن يكون تكميلك وربحك من الله أمرًا بسيطًا هكذا؟ سواء كنت تفهم أم لا تفهم في الوقت الحاضر، وسواء كان لديك بصيرة في عمل الله أم لا، فيجب أن تأكل وتشرب من كلمة الله على قدر ما تستطيع. هذا هو الدخول بطريقة استباقية. بعد قراءة كلمة الله، سارع إلى ممارسة ما يمكنك الدخول إليه، وضع جانبًا ما لا تستطيعه في الوقت الحالي. قد لا يمكنك فهم الكثير من كلمة الله في البداية، ولكن بعد شهرين أو ثلاثة، وربما سنة، سوف تتمكن من ذلك. كيف يكون هذا؟ هذا لأن الله لا يمكن أن يُكمِّل الناس في يوم أو يومين. في معظم الأحيان، عندما تقرأ كلمته، قد لا تفهمها في وقتها. في هذا الوقت، قد لا تبدو أكثر من مجرد نصٍ؛ ولن يمكنك فهمها إلا بعد أن تجتاز في فترة من الاختبار. ولأن الله تكلم كثيرًا، لذلك يجب عليك أن تبذل قصارى جهدك لتأكل من كلمته وتشرب منها، وعندها، ودون أن تدري، سوف تتمكّن من الفهم وسوف ينيرك الروح القدس دون أن تشعر. وعندما يُنير الروح القدس الإنسان، يحدث ذلك في الغالب دون وعي الإنسان. إنه ينيرك ويرشدك حينما تعطش وتطلب. يتمحور المبدأ الذي يعمل به الروح القدس حول كلمة الله التي تأكل منها وتشرب. إن كل أولئك الذين لا يعلّقون أهمية على كلمة الله ويتخذون دائمًا موقفًا آخر تجاه كلمته، ويظنون بتفكيرهم المرتبك أنه لا فرق بين قراءة كلمته وعدم قراءتها، فأولئك هم الذين بلا حقيقة. لا يمكن رؤية عمل الروح القدس ولا استنارته داخل شخص مثل هؤلاء. فمثل هؤلاء الناس يكتفون بالحد الأدنى من الجهد، وهم مُدَّعون دون امتلاكهم لمؤهلات حقيقية، مثل السيد نانغو في المثل.[أ]
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الحواشي:
أ لا يشتمل النص الأصلي على عبارة "في المثل".
كلمات الله اليومية اقتباس 404
بمجرد أن تخرج كلمة الله، يجب في الحال أن تستقبلها وتأكل وتشرب منها. وبغض النظر عن مقدار ما تفهمه، فإن وجهة النظر التي لا بُدّ وأن تتمسك بها هي الأكل والشرب من كلمته ومعرفتها وممارستها. هذا شيء يجب أن تكون قادرًا على القيام به. لا تبال بشأن مدى عظمة القامة التي قد تصبح عليها، بل ركزّ ببساطة على الأكل والشرب من كلمته. هذا ما يجب على الإنسان التعاون معه. فحياتك الروحية هدفها أساسًا محاولة الدخول إلى حقيقة الأكل من كلام الله والشرب منه وممارسته. ليس من شأنك التركيز على أي شيء آخر. يجب أن يكون قادة الكنيسة قادرين على إرشاد جميع الإخوة والأخوات حتى يعرفوا كيفية الأكل من كلام الله والشرب منه. هذه مسؤولية كل قائد من قادة الكنيسة. وسواء صغارًا كانوا أم كبارًا، يجب أن يولي الجميع الأكل من كلام الله والشرب منه أهمية ويحفظون كلامه في قلوبهم. إن الدخول إلى هذه الحقيقة يعني الدخول إلى عصر الملكوت. في الوقت الحاضر، يشعر معظم الناس بأنهم لا يستطيعون العيش دون الأكل من كلمة الله والشرب منها، ومهما كان الوقت، يشعرون أن كلمته جديدة. هذا يعني بداية تحديد الإنسان للطريق الصحيح. يستخدم الله الكلمة ليعمل عمله ولكي يعول الإنسان. وعندما يتوق كل إنسان إلى كلمة الله ويعطش إليها، سوف تدخل البشرية إلى عالم كلامه.
لقد تكلم الله كثيرًا. كم مقدار ما لديك من معرفة عن هذا؟ وما مدى دخولك إليه؟ إن لم يرشد قائد الكنيسة الإخوة والأخوات إلى حقيقة كلمة الله، فقد أهمل في واجبه وفشل في إتمام مسئولياته! وسواء كان فهمك عميقًا أو سطحيًا، وبغض النظر عن درجة فهمك، فعليك أن تعرف كيف تأكل كلامه وتشربه. يجب أن تولي أهمية لكلمته وتفهم أهمية الحاجة إلى الأكل والشرب منها. بما أن الله قد تكلم كثيرًا، فإن كنت لا تأكل من كلمته ولا تشرب منها، أو لا تخرج في طلب كلمته أو تمارسها، فلا يمكن تسمية هذا بأنه إيمان بالله. بما أنك تؤمن بالفعل بالله، فعليك أن تأكل من كلمته وتشرب منها، وأن تختبرها، وأن تحيا بها. يمكن أن يطلق على هذا وحده الإيمان بالله! إذا اعترفت بفمك إنك تؤمن بالله، ولكنك لا تستطيع أن تضع أي من كلماته موضع التطبيق أو تُنتج أي واقع، فلا يمكن وصف هذا بأنه إيمان بالله. بل هذا بالأحرى هو "طلب الخبز لسد الجوع." عدم التحدث إلا عن شهادات تافهة، وأمور غير مفيدة، ومسائل سطحية دون امتلاك حتى أقل القليل من الحقيقة لا يُعد إيمانًا بالله، وأنت ببساطة لم تعتنق الطريق الصحيح للإيمان بالله. لماذا يجب أن تأكل على قدر استطاعتك من كلام الله وتشرب منه؟ هل يعتبر إيمانًا بالله إن كنت لا تأكل من كلامه وتشرب منه، ولكنك تطلب فقط أن تصعد إلى السماء؟ ما هي الخطوة الأولى التي يجب على مَنْ يؤمن بالله اتخاذها؟ بأي طريق يُكمّل الله الإنسان؟ أيمكنك أن تتكمَّل بدون أكل كلام الله وشربه؟ أيمكن اعتبارك شخصًا من الملكوت بدون امتلاك كلمة الله لتعمل كحقيقة لك؟ ما يعني بالضبط الإيمان بالله؟ يجب أن يمتلك المؤمنون بالله سلوكًا جيدًا من الخارج على أقل تقدير، والأهم من ذلك أن يمتلكوا كلمة الله. مهما كان الأمر، لا يمكنك أبدًا الابتعاد عن كلمته. تتحقق معرفتك بالله وتتميم مشيئته من خلال كلمته. في المستقبل، سوف تُخضع كل أمة وطائفة ودين وقطاع من خلال الكلمة. سوف يتكلم الله مباشرة، وسيحمل جميع الناس كلمة الله في أيديهم؛ وبهذه الطريقة، سوف تتكمَّل البشرية. تنتشر كلمة الله في جميع الأنحاء داخلاً وخارجًا: سوف يتكلم البشر بأفواههم بكلمة الله ويسلكون بحسب كلمة الله، بينما يحتفظون بكلمة الله في داخلهم، ويبقون مغمورين داخلاً وخارجًا في كلمة الله. وبهذا تتكمّل البشرية. أولئك الذين يتمّمون مشيئة الله وقادرون على الشهادة له هم أولئك الذين لديهم كلمة الله كحقيقة.
إن الدخول في عصر الكلمة، أي عصر المُلك الألفي، هو العمل الذي يُتمّم الآن. من الآن فصاعدًا، مارس الانخراط في الشركة حول كلمة الله. لا يمكنك أن تحيا بحسب كلمة الله إلا من خلال الأكل من كلمته والشرب منها وأيضًا اختبارها. لا بُدّ لك من انتاج بعض الاختبار العملي حتى يمكنك أن تُقنع الآخرين. إن لم تحيا بحسب حقيقة كلمة الله، فلن يقتنع أحد! كل أولئك الذين يستخدمهم الله يمكنهم أن يحيوا بحسب حقيقة كلمة الله. إذا لم تستطع انتاج هذا الواقع وتشهد لله، فهذا يدل على أن الروح القدس لم يعمل فيك ولم تتكمَّل بعد. هذه هي أهمية كلمة الله. هل لديك قلب يعطش إلى كلمة الله؟ أولئك الذين يعطشون إلى كلمة الله يعطشون إلى الحقيقة، ولا يُبارك الله إلا مثل هؤلاء الأشخاص. سوف يقول الله في المستقبل المزيد من الكلام لجميع الأديان وكل الطوائف. فإنه يتحدث وينطق بصوته بينكم أولاً لكي يُكمِّلكم قبل أن ينتقل إلى التحدث والنطق بصوته وسط الأمم حتى يُخضعهم. من خلال الكلمة، سوف يقتنع الجميع بصدق وبالتمام. فمن خلال كلمة الله وإعلاناته، تتقلّص الشخصية الفاسدة التي للإنسان، ويكون له المظهر الخارجي لإنسان، وتضعف شخصيته المتمردة أيضًا. تعمل الكلمة على الإنسان بسلطان وتُخضع الإنسان في نور الله. إن العمل الذي سيعمله الله في العصر الحالي، وكذلك نقاط التحوّل في عمله، يمكن إيجادها جميعًا في كلمته. إن كنت لا تقرأ كلمته، فلن تفهم شيئًا. من خلال أكلك من كلمته وشربك منها، ومن خلال انضمامك للمشاركة مع إخوتك وأخواتك، وكذلك خبرتك الفعلية، ستنمو معرفتك بكلمة الله لتصبح شاملة. وبهذا فقط سوف يمكنك أن تحيا بحسبها في الحقيقة.
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 405
لقد قُلتُ سابقًا إن "كل مَن يركّزون على أن يروا آيات وعجائب سيُنبذون؛ وليسوا من بين هؤلاء الذين سيُكمَّلون". لقد قلت العديد من الكلمات، ومع ذلك ليس للإنسان أدنى معرفة عن هذا العمل، وبوصولنا إلى هذه النقطة، فها أنت ما زال الإنسان يطلب آيات وعجائب. هل إيمانك بالله هو السعي لرؤية آيات وعجائب، أم لكي تنال الحياة؟ قال يسوع أيضًا العديد من الكلمات، ولكن ما زال البعض منها لم يتحقق حتى اليوم. هل يمكنك أن تقول إن يسوع ليس الله؟ لقد شهد الله عنه أنه كان المسيح وابن الله الحبيب. هل يمكنك أن تنكر هذا؟ اليوم يقول الله كلمات فقط، وإن كنت عاجزًا عن معرفتها معرفةً شاملةً، فلا يمكنك الثبات. هل تؤمن به لأنه هو الله، أم تؤمن به بناءً على ما إذا تحققت كلماته أم لا؟ هل تؤمن بالآيات والعجائب أم تؤمن بالله؟ هل هو حقًّا الله إن كان لا يُظهر اليوم آيات وعجائب؟ إن لم تتحقق الكلمات التي يقولها، هل هو حقًّا الله؟ هل جوهر الله يتحدد بناءً على ما إذا كانت الكلمات التي يقولها تتحقق أم لا؟ لماذا ينتظر بعض الناس دائمًا تحقيق كلمات الله قبل الإيمان به؟ ألا يعني هذا أنهم لا يعرفونه؟ كل مَن لديهم مفاهيم مثل هذه هم أناس ينكرون الله، ويستخدمون المفاهيم لقياس الله؛ إن تحققت كلمات الله يؤمنون به، وإن لم تتحقق لا يؤمنون به، ودائمًا يسعون وراء رؤية الآيات والعجائب. أليسوا فريسيي الأزمنة المعاصرة؟ كونك قادرًا على الثبات يعتمد على ما إذا كنت تعرف الله الحقيقي أم لا؛ وهذا أمر خطير! كلّما تعاظمت حقيقة كلمة الله فيك، تعاظمت معرفتك بحقيقته، وصرت أكثر قدرةً على الثبات في وقت التجارب. لكن كلَّما ركزّت على رؤية الآيات والعجائب، صرت عاجزًا عن الثبات، وستسقط في التجارب. الآيات والعجائب ليست هي الأساس، بل حقيقة الله فحسب هي الحياة. لا يعرف بعض الناس الآثار التي سيحققها عمل الله. إنهم يقضون أيامهم في ارتباك، غير ساعين وراء معرفة عمل الله، بل مسعاهم دائمًا هو أن يُشبع الله شهواتهم، بعدها فقط يصبحون جادين في إيمانهم. يقولون إنهم سيسعون للحياة إن تحققت كلمات الله، ولكن إن لم تتحقق كلماته، لن توجد إمكانية لسعيهم للحياة. يعتقد الإنسان أن الإيمان بالله هو السعي وراء رؤية الآيات والعجائب والسعي وراء الصعود إلى السماء والسماء الثالثة. لا يوجد أحد يقول إن إيمانه بالله هو السعي للدخول إلى الحقيقة، ولا السعي للحياة، ولا السعي أن يربحهم الله. ما هي قيمة سعي مثل هذا؟ أولئك الذين لا يسعون لمعرفة الله وإرضائه هم أناس لا يؤمنون بالله، هم أناس يجدِّفون على الله!
هل تفهمون الآن ما هو الإيمان بالله؟ هل الإيمان بالله هو رؤية آيات وعجائب؟ هل هو الصعود إلى السماء؟ الإيمان بالله ليس سهلًا على الإطلاق. يجب إخضاع هذه الممارسات الدينية إلى النقاش؛ فالسعي وراء شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، والتركيز على الآيات والعجائب واشتهاء المزيد من نعمة الله وسلامه وفرحه، والسعي وراء تطلّعات الجسد، جميعها ممارسات دينية، ومثل هذه الممارسات الدينية هي نوع غامض من الإيمان. اليوم، ما هو الإيمان الحقيقي بالله؟ إنه قبول كلمة الله كواقع لحياتك ومعرفة الله من كلمته ليكون لك محبة حقيقية له. لأكون واضحًا: الإيمان بالله هو أن تطيعه وتحبه وتؤدي واجبك الذي يجب أن تؤديه كمخلوق من مخلوقات الله. هذا هو هدف الإيمان بالله. يجب أن تعرف جمال الله، وكم يستحق من تبجيل، وكيف يصنع الله في مخلوقاته عمل الخلاص ويجعلهم كاملين. هذه هي أساسيات إيمانك بالله؛ فالإيمان بالله هو في الأساس الانتقال من حياة الجسد إلى حياة محبة الله، ومن العيش ضمن الفساد إلى العيش ضمن حياة كلام الله. إنه الخروج من تحت مُلك الشيطان والعيش تحت رعاية الله وحمايته. إنه القدرة على طاعة الله وليس الجسد، والسماح لله بأن يربح قلبك بالكامل، والسماح له أن يجعلك كاملًا، والتحرّر من الشخصية الشيطانية الفاسدة. الإيمان بالله هو في الأساس لكي تتجلّى فيك قوة الله ومجده، ولعلك تُتِمُّ مشيئته، وتنجز خطته، وتكون قادرًا على أن تشهد عنه أمام إبليس. ليس الهدف من الإيمان بالله هو رؤية آيات ومعجزات، ولا يجب أن يكون من أجل جسدك الشخصي، بل يجب أن يكون هدفه السعي لمعرفة الله، والقدرة على طاعته، وأن تكون مثل بطرس، تطيعه حتى الموت. هذا هو ما يجب تحقيقه في الأساس. إنه أكل كلمة الله وشربها من أجل معرفة الله وإرضائه، فأكل كلمة الله وشربها يعطيك معرفة أعظم بالله، وبعدها فقط ستستطيع طاعته. لن تتمكن من محبة الله إلا لو عرفت الله، وهذا هو الهدف الوحيد الذي يجب على الإنسان تحقيقه في إيمانه بالله. إن كنت تحاول دائمًا، في إيمانك بالله، أن ترى الآيات والعجائب، فإن وجهة النظر هذه عن الإيمان بالله خاطئة. الإيمان بالله هو في الأساس قبول كلمة الله كحقيقة حياتية. إن ممارسة الكلمات التي تخرج من فم الله وتنفيذها داخل نفسك هو فقط تحقيق هدف الله. في الإيمان بالله، ينبغي على الإنسان أن يسعى كي يُكمِّله الله، وليكون قادرًا على الخضوع له وطاعته. إن كنت تستطيع أن تطيع الله دون تذمّر، وتنشغل برغبات الله، وتصل لمكانة بطرس، وتمتلك أسلوب بطرس الذي تكلم عنه الله، تستطيع أن تحقق نجاحًا في إيمانك بالله، وهذا سيعد علامةً على أن الله قد ربحك.
من "الكل يتحقق بكلمة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"