الدخول إلى الحياة 2

كلمات الله اليومية اقتباس 406

تتمثل طريقة إيمان الناس بالله، ومحبته وإرضائه في ملامسة روح الله بقلوبهم، ومن ثمَّ نيل رضاه، وبإشغال قلوبهم بكلام الله، وبذلك يتأثرون بروح الله. إذا كنت ترغب في تحقيق حياة روحية طبيعية وإقامة علاقة طبيعية مع الله، فيجب عليك أولاً أن تَهَبَ قلبك له. ولا يمكنك أن تنعم بحياة روحية طبيعية إلّا بعد أن تهدِّئ قلبك أمامه، وتسكب قلبك كله فيه. إذا لم يَهَب الناس قلبهم إلى الله في إيمانهم به، وإذا لم يكن قلبهم فيه ولم يعاملوا حِمْله على أنه حِمْلُهم، فإن كل ما يفعلونه هو خداع لله، وهو تصرف معهود من المتدينين، ولا يمكن أن يحظى بثناء من الله. لا يمكن أن يكسب الله أي شيء من هذا النوع من الأشخاص، ولا يمكن لهذا النوع من الأشخاص إلا أن يؤدي دور الضّدِّ لعمل الله؛ فهو أشبه بزخرفة في بيت الله، لا ضرورة لها، وليس لها نفع. لا يستخدم الله هذا النوع من الأشخاص، ولا يقتصر الأمر على أنه لا توجد فرصة لعمل الروح القدس في مثل هذا الشخص، بل وليست هناك أي قيمة لحيازته للكمال؛ فهذا النوع من الأشخاص هو في الواقع في "حكم الميت"، وليس لدى مثل هؤلاء الأشخاص أي شيء يمكن أن يستخدمه الروح القدس، بل على العكس فكلهم استولى عليهم الشيطان وأفسدهم إلى أقصى حد، وسوف يجتثّ الله هؤلاء الأشخاص. عند استخدام الروح القدس للناس حاليًا، لا يقتصر على توظيف الجوانب المرغوبة فيهم لإتمام الأمور، بل يعمد أيضًا إلى تكميل الجوانب غير المرغوبة فيهم وتغييرها. إن كنت تستطيع سكب قلبك في الله والاحتفاظ بالهدوء أمامه، فستحظى بالفرصة والمؤهلات التي يستخدمها الروح القدس، لتتلقى استنارة الروح القدس وإضاءته، وفوق ذلك ستتمتع بفرصة إصلاح الروح القدس لعيوبك. عندما تعطي قلبك لله، يمكنك الدخول لعمق أكبر في الجانب الإيجابي والتمتع بمستوى أعلى من البصيرة، أما في الجانب السلبي فسيتاح لك مزيد من الفهم لأخطائك وعيوبك، وسوف تكون أكثر حرصًا على السعي لإرضاء إرادة الله، ولن تكون سلبيًا، بل ستدخل دخولًا فعّالاً. وبذلك ستصبح شخصًا قويمًا. وبافتراض أن قلبك سيكون قادرًا على أن يبقى هادئًا أمام الله، يتوقف نيلك لثناء الروح القدس وإرضاء الله من عدمه على استطاعتك الدخول بنشاط. عندما ينير الروح القدس شخصًا ويستخدمه، فهذا لا يجعله سلبيًا أبدًا، بل يجعله دائمًا في تقدُّم نشط. حتى وإن كان يعاني نقاط ضعف، فبإمكانه تحاشي بناء أسلوب حياته على نقاط الضعف هذه، وبإمكانه تفادي تأخير النمو في حياته، والاستمرار في السعي لإرضاء مشيئة الله. يمثل هذا معيارًا. إنْ استطعت أن تُحرز هذا فإنه يعتبر دليلاً كافيًا على أنك قد نلت حضور الروح القدس. إذا كان الشخص سلبيًا دائمًا، وحتى بعد تلقيه الاستنارة والتوصل إلى معرفة نفسه إن ظل سلبيًا ومستسلمًا وغير قادر على الصمود والتصرف في توافق مع الله، فمثل هذا الشخص يتلقى نعمة الله فحسب، ولكن الروح القدس ليس معه. عندما يكون الشخص سلبيًا، فهذا يعني أن قلبه لم يتجه إلى الله، وأن روحه لم تتأثر بروح الله. يجب أن يكون هذا مفهومًا للجميع.

من "من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 407

يمكن من التجربة رؤية أن تهدئة قلب المرء أمام الله هي واحدة من أهم القضايا. وهذه قضية تتعلق بالحياة الروحية للناس ونموهم في حياتهم. لن يثمر سعيك وراء الحقيقة والتغييرات في شخصيتك إلا عندما يكون قلبك في سلام أمام الله. وبما أنك تَمثُل أمام الله حاملاً ثقلاً وتشعر دائمًا بأنك تعاني نقصًا بطرق عديدة، وتحتاج إلى معرفة العديد من الحقائق، وتحتاج إلى اختبار جانب كبير من الواقع، وأن عليك توجيه كل الاهتمام لإرادة الله – فهذه الأشياء دائمًا ما تشغل عقلك. يبدو الأمر كما لو أنها تضغط عليك بشدة بحيث لا يمكنك التنفس؛ وبالتالي تشعر بثقل في القلب (رغم أنك لست في حالة سلبية). مثل هؤلاء الأشخاص هم وحدهم المؤهلون لقبول استنارة كلام الله وتأثير روح الله فيهم. إنهم يتلقون الاستنارة والإضاءة من الله بسبب حِمْلهم واكتئابهم، ويمكن القول إنه بسبب الثمن الذي دفعوه والعذاب الذي عانوه أمام الله، لأن الله لا يحابي أحدًا بمعاملة خاصة. فهو عادل دائمًا في معاملته للناس، لكنه أيضًا لا يعطي للناس اعتباطًا أو دون قيد أو شرط. هذا هو أحد جوانب شخصيته البارة. لم يصل معظم الناس في الحياة الحقيقية إلى هذا المدى بعد. على الأقل لم يتجه قلبهم تمامًا إلى الله بعد، وعليه لم يحدث أي تغيير كبير في شخصيتهم الحياتية؛ وما ذلك إلا لأنهم يعيشون في نعمة الله، ولم ينالوا عمل الروح القدس بعدُ. إن المعايير التي يجب أن يتحقق بها الناس كي يستخدمهم الله هي كما يلي: يتجه قلبهم إلى الله، ويحملون عبء كلام الله، ويمتلكون قلبًا مشتاقًا، ويعتزمون السعي إلى الحق. فلا ينال عمل الروح القدس ويحظى مرارًا بالاستنارة والإضاءة سوى أشخاص من هذا القبيل. يظهر على الناس الذين يستخدمهم الله من الخارج وكأنهم غير عقلانيين، وكأنهم ليس لديهم علاقات طبيعية مع الآخرين، مع أنهم يتحدثون بلياقة، ولا يتكلمون بلا مبالاة، ويمكنهم دائمًا أن يحتفظوا بقلب هادئ أمام الله. هذا بالضبط هو الشخص الكافي لأن يستخدمه الروح القدس. يبدو أن هذا الشخص "غير العقلاني" الذي يتكلم الله عنه لا يمتلك علاقات طبيعية مع الآخرين، ولا يولي الاهتمام اللازم للمحبة الظاهرية أو الممارسات السطحية، ولكن يمكنه أن يفتح قلبه ويمدّ الآخرين بالإضاءة والاستنارة التي اكتسبها من خبرته الفعلية أمام الله عندما يتواصل في أمور روحية. هكذا يُعبّر عن حبه لله ويُرضي مشيئة الله. وعندما يُشهِّر به الآخرون ويسخرون منه، فإنه قادر على تفادي الخضوع لسيطرة أشخاص أو أمور أو أشياء خارجية، ويمكنه أن يظل هادئًا أمام الله. يبدو مثل هذا الشخص أن لديه رؤاه الفريدة، فلا يترك قلبه الله أبدًا، بغض النظر عما يفعله الآخرون. عندما يتحادث الآخرون بمرح وهزل، يبقى قلبه في حضرة الله، متأملاً في كلمة الله أو مصليًا لله داخل قلبه في صمت، ساعيًا لمقاصد الله. إنه لا يولي أهمية للحفاظ على علاقات طبيعية مع الآخرين. يبدو أن هذا الشخص لا يملك فلسفة للحياة. يظهر هذا الشخص من الخارج مُفعمًا بالحيوية وجديرًا بالمحبة وبريئًا، ولكنه يمتلك أيضًا حسًّا بالهدوء. هذه هي صورة الشخص الذي يستخدمه الله. ببساطة، لا يمكن لأمور مثل فلسفة العيش أو "العقل الطبيعي" أن يكون لها أثر في هذا النوع من الأشخاص، فهو شخص قد كرّس قلبه كاملاً لكلمة الله، ويبدو أنه لا يملك إلا الله في قلبه. هذا هو الشخص الذي يشير إليه الله كشخص "بدون عقل"، وهو بالضبط نوع الشخص الذي يستخدمه الله. علامة الشخص الذي يستخدمه الله هي هذه: قلبه دائمًا أمام الله بغض النظر عن الزمان والمكان، ولا يترك قلب هذا الشخص الله أبدًا، وهو لا يتبع الحشود، بغض النظر عن مدى فسق الآخرين ومدى انغماسهم في شهواتهم ورغبات أجسادهم. هذا هو النوع الوحيد من الأشخاص الذي يناسب استخدام الله، وهو الشخص الوحيد الذي يُكمِّله الروح القدس. إن كنت غير قادر على الوصول إلى هذه الأمور، فأنت لست مؤهلاً ليقتنيك الله، ويُكمِّلك الروح القدس.

من "من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 408

يجب أن يلتفت قلبك إلى الله إذا كنت تريد أن تقيم علاقة طبيعية مع الله، وعلى هذا الأساس، سيكون لديك أيضًا علاقة طبيعية مع الأشخاص الآخرين. إذا لم تكن لديك علاقة طبيعية مع الله، فسيكون الأمر متعلقًا بفلسفة العيش الإنسانية، بغض النظر عمّا تفعله للحفاظ على علاقاتك مع الآخرين، وبغض النظر عن مدى اجتهادك في العمل أو مقدار الطاقة التي تبذلها. إنك تحافظ على وضعك بين الناس من منظور إنساني وفلسفة إنسانية حتى يمدحوك، ولكنك لا تتبع كلمة الله لتقيم علاقات طبيعية مع الناس. إن لم تركّز على علاقاتك مع الناس بل حافظت على علاقة طبيعية مع الله، وإن كنت على استعداد لأن تهب قلبك إلى الله وتتعلم طاعته، فمن الطبيعي جدًا أن تصبح علاقاتك مع جميع الناس طبيعية. بهذه الطريقة، لا تُقام هذه العلاقات على الجسد، ولكن على أساس محبة الله. لا توجد أي تعاملات تقريبًا قائمة على الجسد، أما في الروح فهناك شركة، وكذلك محبة وراحة متبادلة، وتوفير المؤونة من البعض إلى البعض الآخر. كل هذا يتم على أساس قلب يُرضي الله. لا يتم الحفاظ على هذه العلاقات بالاعتماد على فلسفة إنسانية للعيش، ولكنها تتشكل بصورة طبيعية جدًا من خلال حَمْل العبء لأجل الله. إنها لا تتطلب جهدًا إنسانيًا، وأنت لا تحتاج سوى الممارسة وفقًا لمبادئ كلمة الله. هل أنت على استعداد لتَفَهُّم إرادة الله؟ هل أنت على استعداد لأن تكون إنسانًا "دون عقل" أمام الله؟ هل أنت على استعداد لإعطاء قلبك تمامًا إلى الله، وتغض النظر عن مركزك بين الناس؟ مع مَنْ تحظى بأفضل علاقات من بين جميع الأشخاص الذين تتواصل معهم؟ ومع مَنْ منهم لديك أسوأ علاقات؟ هل علاقاتك مع الناس طبيعية؟ هل تعامل جميع الناس على قدم المساواة؟ هل تحافظ على علاقاتك مع الآخرين وفقًا لفلسفتك في الحياة، أم أنها مبنية على أساس محبة الله؟ عندما لا يعطي المرء قلبه إلى الله، تصبح روحه مُتبلّدة، وفاقدة للحس وفاقدة للوعي. لن يفهم مثل هذا الشخص كلام الله أبدًا ولن يكون له علاقة طبيعية مع الله، ولن تتغير شخصية مثل هذا الشخص أبدًا. تغيير شخصية المرء هي عملية يعطي فيها المرء قلبه تمامًا لله، ويتلقى الاستنارة والإضاءة من كلام الله. يمكن لعمل الله أن يسمح للمرء بالدخول بفاعلية، وكذلك بتمكينه من التخلص من جوانبه السلبية بعد اكتساب المعرفة حولها. عندما تبلغ نقطة إعطاء قلبك لله، سوف تكون قادرًا على إدراك كل حركة دقيقة داخل روحك، وسوف تدرك كل حالة استنارة وإضاءة تتلقاها من الله. تمسّك بهذا، وستدخل تدريجيًا في طريق تكميلك بواسطة الروح القدس. كلما كان قلبك أكثر هدوءًا أمام الله، أصبحت حساسية روحك ورقتها طبيعية أكثر، وازدادت قدرة روحك على إدراك تحريك الروح القدس إياها، ومن ثم تزداد سلامة علاقتك مع الله تدريجيًا. يبني الناس علاقات طبيعية فيما بينهم على أساس إعطاء قلبهم إلى الله، وليس من خلال الجهد البشري، فبدون وجود الله في قلوبهم، تكون العلاقات الشخصية بين الناس مجرد علاقات جسدية غير سليمة وتنازل للشهوة – إنها علاقات يمقتها الله ويكرهها. إذا قُلْت إن روحك قد تحركت، لكنك تريد دائمًا أن تكون لديك شركة مع أشخاص يروقون لك، ومع مَنْ تجلَّهم، ووُجد آخر يسعى لك ولا يروقك، وتتحيز ضده ولا تتفاعل معه، فهذا أكبر دليل على أنك خاضع لعواطفك وليس لديك على الإطلاق علاقة طبيعية مع الله. إنك تحاول خداع الله وإخفاء قبحك. حتى إن كنت تستطيع مشاركة بعض الفهم لكنك تحمل نوايا خاطئة، فإن كل شيء تقوم به جيد قياسًا على المعايير البشرية وحدها. لن يمدحك الله، فأنت تتصرف وفقًا للجسد، وليس وفق حِمْل الله. إن كنت قادرًا على تهدئة قلبك أمام الله ولديك تعاملات طبيعية مع جميع الذين يحبون الله، فعندئذٍ فقط تكون لائقًأ لأن يستخدمك الله. بهذه الطريقة، مهما كانت طريقة ارتباطك بالآخرين، فإنها لن تكون وفقًا لفلسفة من فلسفات الحياة، ولكنها ستكون أمام الله والعيش بطريقة تنطوي على مراعاة حِمْله. كم يوجد بينكم من أمثال هؤلاء الناس؟ هل علاقاتك مع الآخرين طبيعية حقًا؟ على أي أساس تُقيمها؟ كم عدد فلسفات الحياة في داخلك؟ هل تخلَّصت منها؟ إذا لم يستطع قلبك أن يلتفت إلى الله تمامًا، فأنت لا تنتمي إلى الله، بل أنت من الشيطان، وستعود في النهاية إلى الشيطان. أنت لا تستحق أن تكون واحدًا من شعب الله. وكل هذا يتطلب منك نظرة متأنية.

من "من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 409

في إيمانك بالله يجب أن تحسم على الأقل مسألة وجود علاقة طبيعية مع الله. إن لم يكن لك علاقة طبيعية مع الله، فسيضيع معنى إيمانك بالله. يمكن تحقيق إقامة علاقة طبيعية مع الله تحقيقًا كاملًا من خلال قلب هادئ في حضرة الله. كما أن وجود علاقة طبيعية مع الله يعني القدرةَ على عدم الشكِّ في أي من عمل الله أو إنكارِه، والقدرةَ على الخضوع لعمله. إن هذا يعني وجود النوايا الصحيحة في حضرة الله، وليس التخطيط لنفسك، بل اعتبار مصالح عائلة الله أولوية قصوى قبل أي شيء. كما يعني قبول تمحيص الله، والخضوع لترتيبات الله. يجب أن تكون قادرًا على تهدئة قلبك في حضرة الله في كل ما تفعله؛ وحتى إن كنت لا تفهم إرادة الله، فيجب عليك أداء واجباتك ومسؤولياتك بأقصى قدرٍ في استطاعتك. وبمجرد استعلان إرادة الله لك، اسلك وفقًا لها، ولن يكون الأوان قد فات. عندما تصبح علاقتك مع الله طبيعية، سيكون لديك أيضًا علاقات طبيعية مع الناس، فكل شيء مبني على أساس كلام الله. كُلْ كلام الله واشربه، ثم طبِّق متطلبات الله، وصحِّح وجهات نظرك، وتجنب القيام بأي شيء لتقاوم الله أو تزعج الكنيسة. لا تقم بأي شيء لا يفيد حياة إخوتك وأخواتك، ولا تقل أي شيء لا يفيد الآخرين، ولا تفعل أي شيء شائن. بل كن نزيهًا ومستقيمًا في كل ما تفعله وتأكَّد من أن كل فعل تقوم به مقبول أمام الله. مع أن الجسد قد يكون ضعيفًا في بعض الأحيان، يجب أن تكون قادرًا على إعطاء الأولوية لمصالح عائلة الله، دون الطمع في المنفعة الشخصية، وعلى أن تسلك بالبر. إذا استطعت الممارسة بهذه الطريقة، فستكون علاقتك مع الله طبيعية.

في كل شيء تفعله، يجب عليك فحص ما إذا كانت نواياك صحيحة. إذا كنت قادرًا على التصرّف وفقًا لمتطلبات الله، فستكون علاقتك بالله طبيعية. هذا هو أدنى معيار. افحص نواياك، وإذا اكتشفت ظهور نوايا غير صحيحة، كن قادرًا على إدارة ظهرك لها وتصرّف وفقًا لكلام الله. وهكذا ستصبح شخصًا صالحًا أمام الله، وهو ما يدل بدوره على أن علاقتك مع الله طبيعية، وأن كل ما تفعله هو من أجل الله، وليس من أجل نفسك. في كل ما تفعل وكل ما تقول، كن قادرًا على وضع قلبك في الموضع الصحيح، وكن مستقيمًا في أفعالك، ولا تكن منقادًا بمشاعرك، أو تتصرّف وفقًا لإرادتك الشخصية. هذه هي المبادئ التي يجب على المؤمنين بالله أن يتصرَّفوا بموجبها. يمكن أن تكشف أمور صغيرة عن نوايا الشخص وقامته، وبالتالي، لكي يدخل المرء في طريق الحصول على الكمال من الله، يجب عليه أولًا أن يصحِّح نواياه وعلاقته مع الله. لا يمكن أن يُكمِّلك الله إلّا عندما تكون علاقتك معه طبيعية، وعندها فقط يمكن لتعامل الله وتهذيبه وتأديبه وتنقيته أن تحقّق تأثيرها المطلوب فيك. هذا معناه أنه إن كان البشر قادرين على حفظ الله في قلوبهم، ولا يسعون إلى المكاسب الشخصية، ولا يفكرون في تطلعاتهم الشخصية (بطريقة جسدانية)، بل يتحملون عبء دخول الحياة، ويبذلون قصارى جهدهم للبحث عن الحق، ويخضعون لعمل الله – إن كنت تستطيع فعل ذلك، فعندها ستكون الأهداف التي تسعى إليها صحيحة، وستغدو علاقتك مع الله طبيعية. يمكن تسمية تصحيح علاقة المرء مع الله بالخطوة الأولى للدخول في رحلة المرء الروحانية. ومع أن مصير الإنسان في يد الله، وقد سبق أن قدّره الله، ولا يمكن للإنسان أن يغيّره، فإن إمكانية أن يجعلك الله كاملًا أو أن يقتنيك تعتمد على ما إذا كانت علاقتك مع الله طبيعية أم لا. ربما توجد فيك جوانب ضعيفة أو غير مُطيعة – لكن ما دامت وجهات نظرك ونواياك صحيحة، وعلاقتك مع الله صحيحة وطبيعية، فأنت مؤهّلٌ لنيل الكمال من الله. إذا لم تكن لديك العلاقة الصحيحة مع الله، وكنتَ تعمل من أجل الجسد، أو من أجل أسرتك، فبغض النظر عن مدى اجتهادك في العمل، فإنه سيكون بلا طائل. أما إنْ كانت علاقتك مع الله طبيعية، فسيكون كل شيء آخر على ما يُرام. لا ينظر الله إلى أي شيء آخر، لكنه ينظر فقط إلى ما إذا كانت وجهات نظرك في إيمانك بالله صحيحة: مَنْ تؤمن به، ولأجل مَنْ تؤمن، والسبب وراء إيمانك. إذا كنت قادرًا على رؤية هذه الأمور بوضوح والممارسة، في حين تكون وجهات نظرك مرتّبةً ترتيبًا جيدًا، فستحقق تقدمًا في حياتك، وستضمن الدخول إلى الطريق الصحيح. أما إذا كانت علاقتك بالله غير طبيعية، ووجهات نظر إيمانك بالله منحرفة، فعندئذٍ ستكون كل الأشياء الأخرى باطلة، وبغض النظر عن مدى قوة إيمانك، فلن تنال شيئًا. لن تكسب الثناء من الله إلّا بعد أن تصبح علاقتك بالله طبيعية، وذلك عندما تنبذ الجسد وتصلي وتعاني وتحتمل وتخضع وتساعد إخوتك وأخواتك وتبذل مزيدًا من جهدك لأجل الله، وهكذا. يعتمد ما إذا كان ما تقوم به له قيمة وأهمية على ما إذا كانت نواياك صحيحة وما إذا كانت وجهات نظرك سليمة. يؤمن الكثير من الناس بالله في أيامنا هذه وكأنهم يميلون برؤوسهم لينظروا إلى ساعة – فوجهات نظرهم منحرفة، ولا بد من تصحيحها من خلال إحداث تقدُّم. إذا حُلت هذه المشكلة، فسيكون كل شيء على ما يرام، وإذا لم تُحل، فسيذهب كل شيء سدى. يسلك بعض الناس سلوكًا جيدًا في وجودي، ولكن كل ما يفعلونه وراء ظهري هو مقاومتي. هذه مظاهر ملتوية ومخادعة وهذا النوع من الأشخاص هو خادم للشيطان، وهو تجسيد نموذجي للشيطان آتيًا لتجربة الله. لن تكون شخصًا قويمًا إلا إذا كنت قادرًا على الخضوع لعملي وكلامي. ما دمتَ قادرًا على أن تأكل كلام الله وتشربه، وما دام كل ما تفعله صالحًا لتقديمه أمام الله، وكنتَ تتصرف بنزاهة واستقامة في كل ما تفعله، وما دمتَ لا تفعل أشياء شائنة، ولا أشياء تضرّ بحياة الآخرين، وما دمتَ أيضًا تعيش في النور، ولا تسمح بأن يستغلك الشيطان، فعلاقتك مع الله عندئذ في موضعها الصحيح.

من "كيف هي علاقتك مع الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 410

يتطلب منك الإيمان بالله أن تضع نواياك ووجهات نظرك في موضعها الصحيح؛ ويجب أن يكون لديك فهم صحيح لكلام الله وعمله وطريقة صحيحة للتعامل معهما، ومع كل البيئات التي يرتبها الله، والإنسان الذي يشهد له الله، والإله العملي. يجب ألّا تكون ممارستك وفقًا لأفكارك الشخصية، أو أن ترسم خططك التافهة. ومهما يكنْ ما تعمله، فيجب أن تكون قادرًا على السعي إلى الحق، وأن تخضع لكل عمل الله بحكم وضعك ككائن مخلوق. إذا كنت ترغب في أن تسعى إلى أن يجعلك الله كاملًا وتدخل في الطريق الصحيح للحياة، فيجب أن يعيش قلبك دائمًا في حضرة الله. لا تكن فاسقًا، ولا تتبع الشيطان، ولا تترك للشيطان أي فرص لتنفيذ عمله، ولا تدع الشيطان يستخدمك. يجب أن تُعطي نفسك بالكامل لله وأن تدع الله يتولى أمرك.

هل أنت على استعداد لأن تكون خادمًا للشيطان؟ هل أنت على استعداد ليستغلك الشيطان؟ هل تؤمن بالله وتسعى إليه حتى يجعلك كاملًا، أم حتى تصبح شخصية ضد لعمل الله؟ هل تفضل أن تعيش حياة ذات معنى فيها يقتنيك الله، أم حياة فارغة وعديمة القيمة؟ هل تفضل أن يستخدمك الله، أم أن يستغلك الشيطان؟ هل تفضل السماح لكلام الله وحقيقته أن يملآك، أم تترك الخطيّة والشيطان يملآنك؟ خذ هذه الأمور بعين الاعتبار جيدًا. في حياتك اليومية، يجب عليك فهم أي الكلمات التي تقولها والأشياء التي تفعلها يمكن أن تسبب خللًا في علاقتك بالله، ثم أصلِحْ نفسك واتبع الطريقة الصحيحة. افحص كلماتك وأفعالك وكل حركة من حركاتك وجميع أفكارك وخواطرك طيلة الوقت. اكتسب فهمًا سليمًا لحالتك الحقيقية وادخل في أسلوب عمل الروح القدس. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحظى بعلاقة طبيعية مع الله. من خلال تقييم إذا ما كانت علاقتك بالله طبيعية، ستتمكن من تصحيح نواياك وفهم طبيعة الإنسان وجوهره، وفهم نفسك فهمًا حقيقيًا؛ ومن خلال فعل هذا، سوف تكون قادرًا على الدخول في اختبارات حقيقية، وتتخلى عن نفسك بطريقة حقيقية، وتخضع عن قصد. وحينما تختبر هذه الأمور التي تتعلق بما إذا كانت علاقتك بالله طبيعية أم لا، ستجد فرصًا يجعلك الله من خلالها كاملًا، وتصبح قادرًا على فهم العديد من حالات عمل الروح القدس. كما ستكون أيضًا قادرًا على ألّا تنخدع بالعديد من حيل الشيطان وعلى إدراك مؤامراته. هذا الطريق وحده هو المؤدي إلى نيل الكمال من الله. أنت تضع علاقتك مع الله في موضعها الصحيح لعلك تخضع لترتيبات الله كلِّها، ولعلك تدخل بعمق أكثر في تجربةٍ حقيقية، وتحظى بمزيد من عمل الروح القدس. عندما تمارس إقامة علاقة طبيعية مع الله، سيتحقق النجاح في معظم الأحيان من خلال التخلي عن الجسد ومن خلال التعاون الحقيقي مع الله. يجب أن تفهم أنه "بدون قلب متعاون، من الصعب قبول عمل الله؛ وإن كان الجسد لا يعاني، فلن توجد بركات من عند الله؛ وإذا لم تجاهد الروح، فلن يُخزى الشيطان". إذا مارست هذه المبادئ، وفهمتها فهمًا تامًا، فستوضع وجهات نظرك عن الإيمان بالله في موضعها الصحيح. في ممارساتكم الحالية، يجب أن تتجاهلوا العقلية القائلة: "البحث عن الخبز لسدّ الجوع"، ويجب أن تتجاهلوا العقلية القائلة: "كل شيء يقوم به الروح القدس، والناس غير قادرين على التدخل". كل من يقول هذا يعتقد أنه "يمكن للناس أن يفعلوا ما يريدون، وعندما يحين الوقت، سيؤدي الروح القدس عمله، ولن يحتاج الناس إلى تقييد الجسد، أو التعاون. كل ما يهم هو أن يحركهم الروح القدس". جميع هذه الآراء سخيفة. في ظل مثل هذه الظروف، لا يستطيع الروح القدس أن يعمل. إن وجهة النظر هذه هي التي تعيق بشدة عمل الروح القدس. في كثير من الأحيان، يتحقق عمل الروح القدس من خلال التعاون البشري. أمّا أولئك الذين لا يتعاونون وليس لديهم عزيمة، ومع ذلك يرغبون في تحقيق تغيير في شخصياتهم، واستقبال عمل الروح القدس، وتلقي الاستنارة والإضاءة من الله، فإنهم يتسمون بالفعل بأفكار مبالغ فيها. وهذا ما يسمى "تدليل ذات المرء وإبراء الشيطان". لا توجد علاقة طبيعية بين مثل هؤلاء الناس والله. يجب أن تجد العديد من مظاهر وتجليات الشخصية الشيطانية في داخلك، وتجد أي ممارسة من ممارساتك تتعارض مع ما يطلبه الله الآن. هل ستستطيع الآن التخلي عن الشيطان؟ يجب أن تحقِّق علاقة طبيعية مع الله، وتتصرّف وفقًا لمقاصد الله، وتصبح شخصًا جديدًا له حياة جديدة. لا تستغرق التفكير في التعديات الماضية، ولا تندم ندمًا مفرطًا، وكن قادرًا على النهوض والتعاون مع الله، وأتِمَّ الواجبات التي يجب عليك إتمامُها. بهذه الطريقة، ستصبح علاقتك مع الله طبيعية.

من "كيف هي علاقتك مع الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 411

إذا كنت بعد قراءة هذا تدعي فقط قبول هذه الكلمات، ولكن يبقى قلبك غير متأثر، ولا تسعى إلى جعل علاقتك مع الله طبيعية، فهذا يُثبت أنك لا تعلّق أهمية على علاقتك مع الله، ويثبت أن وجهات نظرك لم تُصَحَّحْ بعد، وأن نواياك غير موجهة بعدُ لربح الله إياك وحتى يتمجَّد الله، بل موجهة بالأحرى للسماح لمؤامرات الشيطان بأن تسود، ولتحقيق أهدافك الشخصية. يضمر مثل هؤلاء الناس نوايا خاطئة ووجهات نظر غير صحيحة. بغض النظر عمّا يقوله الله أو طريقة قوله، يظل مثل هؤلاء الناس غير مبالين ولا يحدث فيهم أي تغيير يُذكر. لا تشعر قلوبهم بأي خوفٍ ولا يستحون. مثل هذا الشخص أحمق بدون روحٍ. اقرأ كل قول من أقوال الله وضَعْها موضع التطبيق بمجرد أن تفهمها. ربما كانت هناك أوقات كان فيها جسدك ضعيفًا، أو كنت متمردًا، أو قاومت – بغض النظر عن كيف كان سلوكك في الماضي، فليس لهذا أهمية كبيرة، ولا يمكنه عرقلة حياتك عن النضج اليوم. ما دمتَ تستطيع إقامة علاقة طبيعية مع الله اليوم، فهناك أمل. وإن كنت في كل مرة تقرأ كلام الله يحدث تغيير فيك ويمكن أن يخبرك الآخرون أن حياتك قد تغيرت إلى الأفضل، فإن هذا يدل على أن علاقتك مع الله أصبحت طبيعية الآن، وأنها أخذت وضعها الصحيح. لا يعامل الله الناس بحسب تعدياتهم. فبمجرد أن تكون قد فهمت وأدركت، وما دمت تستطيع التوقف عن التمرد والمقاومة، فإن الله سيظل يظهر رحمة نحوك. عندما يكون لديك الفهم والعزيمة للسعي ليكمِّلك الله، فإن حالتك في حضرة الله ستصبح طبيعية. بغض النظر عمّا تفعله، ضع هذا بعين الاعتبار عندما تفعله: ما رأيُ الله إذا فعلتُ هذا؟ هل سيفيد ذلك إخوتي وأخواتي؟ هل سيكون مفيدًا للعمل الذي في بيت الله؟ افحص نواياك، سواء في الصلاة أو في الشركة أو في الكلام أو في العمل أو في التواصل مع الآخرين، وتحقَّق مما إذا كانت علاقتك مع الله طبيعية أم لا. إذا كنت لا تستطيع التمييز بين نواياك وأفكارك الشخصية، فهذا يعني أنه يعوزك التمييز، مما يثبت أنك لا تفهم سوى القليل جدًا من الحق. إن كنت قادرًا على فهم كل شيء يفعله الله بوضوح، ويمكنك إدراك الأمور بحسب عدسة كلماته، والوقوف في جانب الله، عندئذ ستكون وجهات نظرك قد غدت صحيحة. ولذلك، فإن تأسيس علاقة جيدة مع الله ذو أهمية قصوى لأي شخص يؤمن بالله. يجب أن ينظر الجميع إلى الأمر على أنه مهمة عظيمة الأهمية والحدث الأكبر في حياتهم. يُقاس كل شيء تفعله بما إذا كانت لديك علاقة طبيعية مع الله أم لا. إذا كانت علاقتك مع الله طبيعية ونواياك صحيحة، فعندئذٍ افعل هذا الأمر. ولكي تحافظ على علاقة طبيعية مع الله، ينبغي ألا تخاف من تكبّد خسائر في مصالحك الشخصية، ولا يمكنك أن تسمح للشيطان بأن يسود أو أن يحكم قبضته عليك، ولا يمكنك أن تسمح له أن يجعل منك أضحوكة. احتفاظك بمثل هذه النوايا هو علامة على أن علاقتك مع الله طبيعية، ليس من أجل الجسد، بل من أجل سلام الروح، ومن أجل نيل عمل الروح القدس، ومن أجل إرضاء مشيئة الله. للدخول في الحالة الصحيحة، يجب عليك تأسيس علاقة جيدة مع الله، وتصحيح وجهات نظرك عن إيمانك؛ وذلك لكي يقتنيَك الله، ويُظهرَ ثمارَ كلامِه فيك، وينيرَك ويضيئَك أكثر. بهذه الطريقة ستكون قد دخلت إلى الطريقة الصحيحة. استمر في أكل كلام الله اليوم وشربه، وادخل في طريقة عمل الروح القدس الحالية، وتصرّف وفق متطلبات الله الحالية، ولا تتبع طرق الممارسات القديمة، ولا تتشبث بالطرق القديمة في فعل الأشياء، وانخرط في طريقة عمل اليوم بالسرعة الممكنة. وبذلك تصبح علاقتك بالله طبيعية تمامًا، وستكون قد بدأت السير في الطريق الصحيح للإيمان بالله.

من "كيف هي علاقتك مع الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 412

كلما زاد قبول الناس لكلام الله، زادت استنارتهم، وزاد جوعهم وعطشهم في سعيهم إلى معرفة الله. فقط أولئك الذين يقبلون كلام الله هم القادرون على خوض تجارب أكثر ثراءً وعمقًا، وهم الوحيدون الذين يمكن أن تستمر حياتهم في النمو مثل زهور السمسم. يجب على كل من يسعى إلى الحياة أن يعامل هذا على أنه عمل بدوام كامل، ويجب أن يشعروا أنه "من دون الله، لا يمكنني العيش؛ من دون الله، لا يمكنني تحقيق شيء؛ من دون الله كل شيء فارغ". لذا يجب أن يكون لديهم هذا العزم أيضًا: "من دون حضور الروح القدس، لن أفعل شيئًا، وإذا لم يكن لقراءة كلام الله أي تأثير، فأنا غير مهتم بفعل أي شيء." لا تنغمسوا في ملذات الحياة. تأتي تجارب الحياة من تنوير الله وإرشاده، وهي خلاصة جهودكم الذاتية. ما يجب أن تطلبوه من أنفسكم هو هذا: "عندما يتعلق الأمر بتجربة الحياة، لا يمكنني منح نفسي تصريحًا مجانيًا".

في بعض الأحيان، عندما تكون في ظروف غير طبيعية، تفقد حضور الله، وتصبح غير قادر على الشعور بالله عند الصلاة. من الطبيعي أن تشعر بالخوف في مثل هذه الأوقات، لذا يجب أن تبدأ البحث على الفور. وإذا لم تفعل ذلك، سينفصل عنك الله، وستكون من دون حضور الروح القدس، بل والأكثر عمل الروح القدس، لمدة يوم أو يومين أو حتى شهر أو شهرين. في هذه المواقف، ستصبح مخدرًا للغاية ويأسرك الشيطان مرة أخرى، لدرجة أنك تصبح قادرًا على الإتيان بكافة التصرفات. أنت تطمع في الثروة، وتخدع إخوتك وأخواتك، وتشاهد الأفلام ومقاطع الفيديو، وتلعب "ماجونغ"، وحتى تدخّن وتشرب بدون انضباط، كما ابتعد قلبك عن الله. لقد سرت في طريقك الخاص سرًا، وأصدرت حكمًا تعسفيًا على عمل الله. في بعض الحالات، يبلغ الانحطاط بالناس درجةً لا يشعرون فيها بالخجل أو الحرج عند ارتكاب الخطايا ذات الطبيعة الجنسية. هذا النوع من الأشخاص قد نبذه الروح القدس، بل إن عمل الروح القدس قد غاب منذ زمن طويل في مثل هذا الشخص. يمكن للمرء فقط أن يراهم يغرقون أكثر فأكثر في الفساد حين تطول أيدي الشر أكثر. وفي النهاية، ينكرون وجود هذا الطريق، ويأسرهم الشيطان وهم يخطئون. إذا اكتشفت أن لديك فقط حضور الروح القدس، ولكنك تفتقر إلى عمله، فهذا بالفعل وضع خطير. عندما لا تستطيع حتى الشعور بوجود الروح القدس، فأنت على حافة الموت. إذا لم تتب، ستكون قد عدت بالكامل إلى الشيطان، وستكون من بين الذين يُستبعدون. لذا، عندما تكتشف أنك في حالة لا يوجد فيها سوى حضور الروح القدس (لا تخطئ، وتتحكم في نفسك، ولا تقاوم الله مقاومة صارخة) ولكنك تفتقر إلى عمل الروح القدس (لا تشعر بالتأثر عندما تصلي، لا تكسب تنويرًا أو إضاءة واضحة عندما تأكل وتشرب كلام الله، ولا تبالي بأكل وشرب كلام الله، ولا يوجد أي نمو في حياتك، وحُرمت منذ فترة طويلة من التنوير العظيم)، في مثل هذه الأوقات يجب أن تكون أكثر حرصًا. يجب ألاّ تنغمس في الملذات، وألاّ تطلق العنان لشخصيتك بعد الآن. قد يختفي حضور الروح القدس في أي وقت. هذا هو السبب في أن مثل هذا الوضع خطير للغاية. إذا وجدت نفسك في مثل هذه الحالة، فحاول تغيير الأمور في أقرب وقت ممكن. أولاً، يجب أن تصلي صلاة توبة وتطلب من الله أن يتغمدك برحمته مرة أخرى. صل بجدية أكثر، وهدئ قلبك ليأكل ويشرب المزيد من كلام الله. في وجود هذا الأساس، يجب أن تقضي المزيد من الوقت في الصلاة، وتضاعف جهودك في الترنيم والصلاة وأكل وشرب كلام الله وأداء واجبك. ويمتلك الشيطان قلبك بمنتهى السهولة عندما تكون في أضعف حالاتك. عندما يحدث ذلك، يؤخذ قلبك من الله ويُرد إلى الشيطان، حيث تكون بدون حضور الروح القدس. في مثل هذه الأوقات، تتضاعف صعوبة استعادة عمل الروح القدس. ومن الأفضل أن تسعى إلى عمل الروح القدس وهو لا يزال معك، مما سيسمح لله أن يمنحك المزيد من تنويره ولا يجعله يتخلى عنك. الصلاة والترنيم وأداؤكَ لوظيفتك وأكل وشرب كلام الله، كل هذا يتم حتى لا يجد الشيطان فرصة للقيام بعمله، وحتى يعمل الروح القدس في داخلك. إن لم تستعد عمل الروح القدس بهذا الشكل، وإذا انتظرت ببساطة، فإن استعادة عمل الروح القدس لن يكون سهلاً عندما تكون قد فقدت حضور الروح القدس، ما لم يحركك الروح القدس على وجه الخصوص، أو أضاءك بشكل خاص واستنارك. ومع ذلك، لا يستغرق الأمر يومًا أو يومين حتى تستعيد حالتك الأولى، إذ قد تمر في بعض الأحيان ستة أشهر دون أن تستعيدها. والسبب في هذا هو تهاون الناس مع أنفسهم، وعدم قدرتهم على اختبار الأشياء بطريقة عادية وبالتالي يتخلى الروح القدس عنهم. حتى لو استعدت عمل الروح القدس، فربما يظل عمل الله الحالي غير واضح لك تمامًا؛ لأنك تأخرت كثيرًا في تجربة حياتك، كما لو كنت قد تُركت على بعد آلاف الأميال. أليس هذا أمرًا فظيعًا؟ أقول لهؤلاء الناس، مع ذلك، لم يفت الأوان على التوبة الآن، ولكن هناك شرط واحد: يجب أن تعمل بجد أكبر، وألا تنغمس في الكسل. إذا صلى الآخرون خمس مرات في يوم واحد، فيجب أن تصلي عشر مرات؛ وإذا كان الآخرون يأكلون ويشربون كلام الله لمدة ساعتين في اليوم، فيجب أن تفعل ذلك لمدة أربع أو ست ساعات، وإذا استمع الآخرون إلى الترانيم لمدة ساعتين، يجب أن تستمع لمدة نصف يوم على الأقل. كن في سلام في كثير من الأحيان أمام الله وفكر في محبة الله حتى تتأثر، ويعود قلبك إلى الله، ولا تعود تجرؤ على الابتعاد عن الله، عندها فقط ستثمر ممارستك، وعندها فقط ستتمكن من استعادة حالتك العادية السابقة.

من "كيفية الدخول إلى الحالة العادية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 413

لم تقطعوا سوى مسافةٍ قصيرةٍ جدًا من الطريق الذي يسلكه مَنْ يؤمن بالله، ولم تدخلوا المسار الصحيح بعدُ، ولذلك لا تزالون بعيدين عن تحقيق معيار الله. قامتكم الآن ليست في مستوى كافٍ لتلبية مطالبه. إنَّكم تتعاملون دائمًا مع عمل الله بلا مبالاة، ولا تأخذونه على محمل الجد؛ وذلك بسبب مستوى قدراتكم وطبيعتكم الفاسدة. هذا هو أكبر عيب لديكم. من المؤكَّد أنَّه ليس هناك مَن يدرك الطريق الذي يسلكه الروح القدس؛ فمعظمكم لا يفهمونه ولا يستطيعون رؤيته بوضوح. وعلاوة على ذلك، فإنَّ معظمكم لا يعيرون أي اهتمام لهذا الأمر، فضلًا عن أن تأخذوه بجدّيّة. إذا واصلتم المسير على هذا النحو، بالعيش في جهل بعمل الروح القدس، فإن الطريق الذي تتَّخذونه كمؤمنين بالله سيكون عديم الجدوى؛ هذا لأنَّكم لا تفعلون كل ما بوسعكم للسعي لتحقيق إرادة الله، ولأنَّكم لا تتعاونون على نحو جيد مع الله. ليس هذا لأن الله لم يعمل فيك، أو أنَّ الروح القدس لم يؤثِّر فيك، بل لأنَّك غير مبالٍ، ولا تأخذ عمل الروح القدس بجديَّة. يجب عليكم تغيير هذا الوضع في الحال والسير في الطريق الذي يقود الروح القدس الناس فيه. هذا هو الموضوع الرئيسي لهذا اليوم. إنَّ "الطريق الذي يقوده الروح القدس" يشير إلى اكتساب الناس الاستنارة في الروح، واقتناء المعرفة بكلمة الله، ونيل الوضوح بشأن الطريق الذي أمامهم، والقدرة على الدخول إلى الحق خطوةً خطوةً، والتوصُّل إلى مزيد من المعرفة بالله. إنَّ الطريق الذي يقود الروح القدس الناس فيه هو في الأصل طريق نحو فهم أوضح لكلمة الله، خالٍ من الانحرافات والشبهات، وأولئك الذين يسلكونه يسيرون فيه باستقامة. ولتحقيق ذلك، سوف تحتاجون إلى العمل في انسجام مع الله، وإيجاد طريق صحيح للممارسة، والسير في الطريق الذي يقوده الروح القدس. وهذا ينطوي على التعاون من جانب الإنسان، أي ما يتعيَّن عليكم فعله لتحقيق متطلَّبات الله منكم، وكيف يجب أن تتصرَّفوا للدخول إلى المسار الصحيح للإيمان بالله.

لعل السير في الطريق الذي يقوده الروح القدس يبدو مُعقَّدًا، ولكنَّك ستجده أكثر بساطةً عندما يكون طريق الممارسة واضحًا لك. الحق هو أنَّ الناس قادرون على كل ما يطلبه الله منهم، وليس كما لو أنَّه يحاول تعليم الخنازير الطيران. يسعى الله في جميع الأحوال إلى حل مشاكل الناس وتهدئة مخاوفهم. عليكم جميعًا أن تفهموا هذا، لا تسيئوا فهم الله. يتم توجيه الناس وفقًا لكلمة الله على الطريق الذي يسلكه الروح القدس. وكما ذُكر من قبل، يجب أن تعطوا قلبكم لله. هذا شرط أساسي للسير في الطريق الذي يقود إليه الروح القدس. يجب عليكم القيام بذلك من أجل الدخول إلى المسار الصحيح. كيف يقوم امرؤ بعمل إعطاء قلبه لله عن عمدٍ؟ عندما تختبرون عمل الله وتصلّون إليه في حياتكم اليومية، فإنَّكم تفعلون هذا بلا مبالاة، فأنتم تصلّون لله بينما تعملون. هل يمكن أن يُطلق على ذلك إعطاء قلبكم لله؟ تفكِّرون في شؤون الأسرة أو شؤون الجسد، وكأنَّكم دائمًا بعقلين. هل يمكن اعتبار هذا تهدئة لقلبكم في حضرة الله؟ هذا لأن قلبك دائمًا يركِّز على الأمور الخارجية، وغير قادر على العودة أمام الله. إذا كنتم ترغبون في جعل قلبكم في سلام حقيقي أمام الله، فيجب عليكم القيام بعمل التعاون الواعيٍ. وهذا يعني أنَّه يجب على كل واحد منكم أن يخصِّص وقتًا لعباداته، وقتًا تنحّون فيه جانبًا الناس والحوادث والأشياء، أقِرّوا قلوبكم وهدّئوا أنفسكم أمام الله. يجب أن يحتفظ كلٌّ منكم بملاحظات تعبُّدية فرديَّة؛ حيث تقومون بتسجيل معرفتكم بكلمة الله، وكيف تتأثَّر روحكم، بغض النظر عمّا إذا كان ما دونتموه عميقًا أو سطحيًا. يجب أن يهدّئ كل شخص قلبه أمام الله عن وعيٍ. إذا كنت تستطيع تخصيص ساعة أو ساعتين لحياة روحية حقيقية كلَّ يوم، فستشعر بازدهار في حياتك في ذلك اليوم وسيكون قلبك مشرقًا وصافيًا. إن كنت تعيش هذا النوع من الحياة الروحية يوميًا، فسوف يكون قلبك قادرًا على العودة إلى حوزة الله، وستزداد روحك قوةً، وتتحسَّن حالتك باستمرار، وتصبح أكثر قدرةً على السير في الطريق الذي يقوده الروح القدس، وسيُنعِمُ الله عليك بالمزيد من البركات. إن الغرض من حياتكم الروحية هو كسب حضور الروح القدس عن وعي، وليس هو التقيُّد بالقواعد أو إجراء الطقوس الدينية، بل التصرُّف حقًا بتناغم مع الله وإخضاع جسدكم بحقٍ. هذا ما يجب على الإنسان فعله، لذلك يجب عليكم أن تفعلوا هذا بأقصى جهدٍ. كلَّما تعاونت على نحو أفضل وبذلت مزيدًا من الجهد، تمكَّن قلبك أكثر من العودة إلى الله، وزادت قدرتك على تهدئة قلبك أمامه. وفي مرحلةٍ معيَّنة، سيربح الله قلبك تمامًا. لن يتمكَّن أحد من التحكّم في قلبك أو الاستيلاء عليه، وستكون مُلكًا لله تمامًا. إذا سلكت هذا الطريق، فسوف تُستعلن لك كلمة الله في جميع الأوقات، وتمنحك استنارة حول كل شيء لا تفهمه – يمكن تحقيق كل ذلك من خلال تعاونك. لهذا السبب يقول الله دائمًا، "كل مَنْ يتصرف في تناغم معي، فسوف أكافئه بأكثر من الضعف". يجب أن تروا هذا الطريق بوضوح. إذا أردتم السير في الطريق الصحيح، فعليكم أن تفعلوا كل ما بوسعكم لإرضاء الله. يجب أن تفعلوا كل ما تستطيعون للوصول إلى حياة روحية. قد لا تحقق في البداية نتائج كبرى في هذا المسعى، ولكن يجب ألَّا تسمح لنفسك بالتراجع أو التمرّغ في السلبية، بل يجب عليك الاستمرار في العمل الجاد! وكلَّما عشتَ مزيدًا من الحياة الروحية، أصبح قلبك أكثر انشغالًا بكلام الله، وزاد اهتمامه دائمًا بهذه الأمور، وتحمُّلُه دائمًا لهذا العبء. بعد ذلك، اكشف حقيقتك الأعمق لله من خلال حياتك الروحيَّة. أخبره بما ترغب في فعله، وما تفكر فيه، وبفهمك لكلمته ورأيك فيها. لا تُخفِ أي شيء، ولا حتى أقل القليل! مارس التحدُّث بالكلمات داخل قلبك والكشف عن مشاعرك الحقيقية لله، إن كانت في قلبك فقلها بلا تردد. كلَّما تحدثت أكثر بهذه الطريقة، شعرت أكثر بجمال الله، وسيجذب الله قلبك بقوة أكثر نحوه. عندما يحدث هذا، ستشعر أن الله أعزُّ عليك من أي شخص آخر. لن تترك جانب الله أبدًا، مهما يكن من أمر. إذا كنت تمارس هذا النوع من العبادة الروحية بصفة يوميَّة ولا تضعها خارج حسبانك، بل تتعامل معها كمسألة عظيمة الأهمية، عندئذٍ ستشغل كلمة الله قلبك. هذا هو معنى أن يلمسك الروح القدس. سيكون الأمر كما لو أن الله يمتلك قلبك دائمًا، وكما لو كان ما تحبّه موجودًا دائمًا في قلبك. لا يمكن لأحد أن ينزع هذا منك. عندما يحدث هذا، سيعيش الله حقًا في داخلك، ويكون له موضع في قلبك.

من "حياة روحية طبيعية تقود الناس إلى المسار الصحيح" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 414

يتطلّب الإيمان بالله حياةً روحيةً عاديةً، وهي الأساس لاختبار كلام الله ودخول الواقع. هل كل ممارستكم الحالية للصلوات والاقتراب من الله وإنشاد التراتيل والتسبيح والتأمل والتفكُّر في كلام الله ترقى إلى مستوى "حياةٍ روحيةٍ عاديةٍ"؟ يبدو أنّ لا أحد منكم يعرف. لا تقتصر الحياة الروحية العادية على ممارسات كالصلاة وإنشاد التراتيل والمشاركة في حياة الكنيسة وأكل كلام الله وشربه. بل تشمل عيش حياة روحية جديدة ونشيطة. ما يهم ليس كيفية الممارسة، بل الثمرة التي تحملها ممارستكم. يعتقد معظم الناس أنّ الحياة الروحية العادية تشمل بالضرورة الصلاة وإنشاد التراتيل وأكل كلام الله وشربه أو التفكُّر في كلامه، بغضّ النظر عمّا إن كان لهذه الممارسات أي تأثير حقًا أو إن كانت تقود إلى فهم حقيقي. يركّز هؤلاء الناس على اتباع إجراءات سطحية من دون أي تفكير في نتائجها. إنّهم أشخاص يعيشون في طقوس دينية، وليسوا أشخاصًا يعيشون في الكنيسة، ناهيكم عن أن يكونوا شعب الملكوت. فصلواتهم وإنشادهم للتراتيل وأكلهم لكلام الله وشربهم له كلها مجرد اتباع للقواعد يقومون به قهريًا وليجاروا التوجهات، وليس رغبة منهم ولا نابعاً من قلوبهم. لكن مهما يصلّي هؤلاء الناس أو ينشدون، لن تثمر جهودهم، لأنّ ما يمارسونه ليس سوى قواعد الدين وطقوسه، ولا يمارسون في الواقع كلام الله. لا يركّزون إلّا على الانهماك في كيفية ممارستهم، ويعاملون كلام الله كقواعد يجب اتباعها. لا يمارس هؤلاء الناس كلام الله، بل يُرضون الجسد ليس إلّا، ويؤدّون كي يراهم الآخرون. كل هذه القواعد والطقوس الدينية مصدرها بشريّ، ولا تنبع من الله. لا يتبع الله القواعد، ولا يخضع لأي قانون. بل يقوم بأمور جديدة كل يوم وينجز عملًا عمليًا. مثل أفراد الكنيسة ثلاثية الذات الذين يحدّون أنفسهم بممارسات كحضور العبادات الصباحية كل يوم، وتلاوة الصلوات المسائية، وصلوات الشكر قبل تناول الوجبات، وتقديم الشكر في كل الأشياء – مهما يفعلون هذا ولأي فترة من الزمن، فلن يحظوا بعمل الروح القدس. عندما يعيش الناس في وسط القواعد وتتمسّك قلوبهم بوسائل الممارسة، لا يستطيع الروح القدس أن يعمل، لأنّ قلوبهم منشغلة بقواعد ومفاهيم بشرية. لذا يتعذّر على الله أن يتدخّل ويعمل فيهم، ولا يسعهم إلّا أن يستمرّوا بالعيش تحت سيطرة القوانين. يعجز هؤلاء الناس عن تلقي مديح الله إلى الأبد.

الحياة الروحية العادية هي حياة يعيشها المرء أمام الله. عند الصلاة، يستطيع المرء أن يهدّئ قلبه أمام الله، وعبر الصلاة، يستطيع السعي إلى استنارة الروح القدس ومعرفة كلام الله وفهم مشيئة الله. وبأكل كلام الله وشربه، يستطيع الناس أن يربحوا فهمًا أوضح وأكثر شموليةً لعمله الحالي. يستطيعون أيضًا أن يربحوا طريق ممارسة جديدًا، ولن يتمسّكوا بالطريق القديم. سيكون الهدف من كل ما يمارسونه هو تحقيق النمو في الحياة. أما بالنسبة إلى الصلاة، فهي ليست مسألة قول القليل من الكلام العذب أو الانفجار بالبكاء أمام الله لإظهار مدى شعورك بالمديونية له، بل هدفها أن يدرّب المرء نفسه في استعمال الروح، ما يسمح للمرء أن يهدّئ قلبه أمام الله، ويدرّب نفسه للسعي إلى الإرشاد من كلام الله في جميع الشؤون، كي يُجذب قلبه إلى نور جديد كل يوم، ولئلا يكون خاملًا أو كسولًا وكي يطأ الطريق الصحيح لممارسة كلام الله. يركّز معظم الناس في يومنا هذا على وسائل الممارسة، لكنّهم لا يمارسون للسعي إلى الحق وتحقيق النمو في الحياة. وقد انحرفوا هنا. كذلك، ثمة البعض الذين يستطيعون أن يتلقّوا نورًا جديدًا، لكنّ وسائل ممارستهم لا تتغيّر. يُحضرون معهم مفاهيمهم الدينية القديمة بينما ينتظرون تلقّي كلام الله الحالي، فما يتلقّونه لا يزال تعليمًا تلوّنه المفاهيم الدينية، فهُم ببساطة لا يتلقّون نور اليوم. نتيجةً لهذا، تكون ممارساتهم فاسدة، فهي الممارسات القديمة ذاتها في مظهر جديد. إنّهم منافقون قدر ما تكون ممارستهم جيدةً. يقود الله الناس في القيام بأشياء جديدة كل يوم، ويطلب منهم أن يربحوا بصيرةً وفهمًا جديدين كل يوم، ويطالبهم بألّا يكونوا تقليديين وتكراريين. إن كنت قد آمنت بالله لسنوات طويلة، لكنّ وسائل ممارستك لم تتغيّر بتاتًا، وإن كنت لا تزال متحمسًا ومنشغلًا بالمسائل الخارجية، لكنّك لا تملك قلبًا هادئًا تُحضره أمام الله كي تستمتع بكلامه، فلن تحصل على أيّ شيء. فيما يتعلّق بقبول عمل الله الجديد، إن كنت لا تخطّط بشكل مختلف، ولا تمارس بطريقة جديدة، ولا تسعى إلى أي فهم جديد، بل بدل هذا، تتمسّك بالفهم القديم وتتلقّى نورًا جديدًا محدودًا ليس إلّا، من دون تغيير طريقة ممارستك، فهؤلاء الناس أمثالك موجودون في هذا التيار بالاسم فقط، لكن في الواقع، إنّهم فرّيسيون ديّنون خارج تيار الروح القدس.

من "فيما يتعلق بحياة روحية عادية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 415

ليعيش المرء حياة روحية عادية، عليه أن يتمكّن من تلقّي نور جديد يوميًا والسعي إلى فهم حقيقي لكلام الله. على المرء أن يرى الحق بوضوح، ويجد طريقًا للممارسة في كل المسائل، ويكتشف أسئلةً جديدةً بقراءة كلام الله كل يوم، ويدرك أوجه قصوره كي يمتلك قلبًا يتوق ويسعى ويؤثّر في كيانه كله، وكي يكون هادئًا أمام الله طوال الوقت، خائفًا بشدة من أن يُقصِّر. الشخص المتمتّع بقلب يتوق ويسعى كهذا، والمستعدّ لبلوغ الدخول باستمرار، هو شخص يسير على طريق الحياة الروحية الصحيح. الأشخاص الذين يتأثّرون بالروح القدس، ويرغبون بالقيام بعمل أفضل، ومستعدّون للسعي إلى أن يكمّلهم الله، ويتوقون إلى فهم أعمق لكلام الله، ولا يسعون إلى الأمور الخارقة للطبيعة بل يدفعون ثمنًا حقيقيًا، ويكترثون فعلًا لمشيئة الله، ويبلغون الدخول حقًا لتكون اختباراتهم أكثر أصالةً وواقعيةً، ولا يسعون إلى كلام فارغ وتعاليم فارغة أو يسعون إلى الشعور بالأمور الخارقة للطبيعة، ولا يعبدون أي شخصية عظيمة – هؤلاء هم الذين دخلوا حياةً روحيةً عاديةً. يهدف كل ما يفعلونه إلى تحقيق نمو أكبر في الحياة وجعلهم جديدين وحيويين في الروح، وهُم قادرون دائمًا على بلوغ الدخول بنشاط. يتوصّلون إلى فهم الحق ودخول الواقع من دون إدراك هذا. الأشخاص الذين يعيشون حياةً روحيةً عاديةً يجدون تحرر الروح وحريته كل يوم، ويستطيعون ممارسة كلام الله بطريقة حرة ترضيه. ليست الصلاة بالنسبة إلى هؤلاء الناس شكليةً أو مجرد إجراء، فيقدرون على مواكبة النور الجديد كل يوم. مثلًا، يدرّب الناس أنفسهم على تهدئة قلوبهم أمام الله، وتستطيع قلوبهم أن تكون فعلًا هادئةً أمام الله، ولا يستطيع أحد إزعاجها. لا يستطيع أي شخص أو حدث أو شيء أن يقيّد حياتهم الروحية العادية. يهدف هذا التدريب إلى تحقيق نتائج ولا يهدف إلى جعل الناس يتبعون القواعد. فليست هذه الممارسة مسألة اتباع قواعد، بل تعزيز النمو في حياة الناس. إن كنت تعتبر هذه الممارسة مجرد قواعد عليك أن تتبعها، فلن تتغيّر حياتك أبدًا. قد تكون ملتزمًا في الممارسة عينها كالآخرين، لكن بينما هم قادرون على مواكبة عمل الروح القدس في النهاية، تُقصى أنت من تيار الروح القدس. ألست تخدع نفسك؟ هدف هذا الكلام أن يسمح للناس أن يهدّئوا قلوبهم أمام الله، ويعودوا بقلوبهم إلى الله، كي لا يُعرقَل عمل الله فيهم وكي يُثمر. حينئذٍ فقط يستطيع الناس أن يكونوا في اتفاق مع مشيئة الله.

من "فيما يتعلق بحياة روحية عادية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 416

إنكم لا تعيرون اهتمامًا للصلاة في حياتكم اليومية. لطالما تجاهل الناس الصلاة دائمًا. كانوا من قبل يقومون في صلواتهم بحركات رتيبة ويؤدون ببساطة صلوات شكلية أمام الله، ولم يقدِّم أي شخص قلبه أمام الله كاملاً ولم يصلّ لله حقًا. لا يصلي الناس إلى الله إلا عندما يحدث لهم شيء ما. هل سبق لك أن صلَّيت حقًا إلى الله طوال هذا الوقت؟ هل سبق وبكيت بالدموع من الألم أمام الله؟ هل سبق أن تعرَّفت على نفسك أمام الله؟ هل سبق لك أن صلَّيت صلاةً صريحة من القلب بينك وبين الله؟ تأتي الصلاة بالممارسة: إذا كنت لا تصلي عادةً في المنزل، فلا سبيل لصلاتك في الكنيسة، وإذا كنت لا تصلي عادةً خلال التجمعات الصغيرة، فلن تكون قادرًا على الصلاة أثناء التجمعات الكبيرة. إذا كنت لا تقترب عادةً من الله أو تتأمل في كلمات الله، فلن يكون عندك شيء لتقوله عندما يحين وقت الصلاة – وحتى إن صليت بالفعل، فستكون صلاتك من الفم فقط، ولن تقدم صلاةً حقيقية.

ماذا يعني أن تصلي صلاةً حقيقية؟ إن هذا يعني التعبير عمَّا يجول في قلبك إلى الله، والتواصل مع الله بعد أن أدركت إرادته واستندت إلى كلامه، ويعني الشعور بالقرب الشديد من الله، والشعور بأنه أمامك، وأن لديك ما تقوله له. ويعني أن تكون متقدًا بطريقة خاصة داخل قلبك، وتشعر بأن الله رائع على نحوٍ خاص. سوف تشعر بالهامٍ خاصٍ، وبعد سماع كلماتك، سيشعر إخوتك وأخواتك بالرضا، وسيشعرون بأن الكلمات التي نطقت بها هي الكلمات نفسها التي في قلوبهم، الكلمات التي يرغبون في قولها، وأن ما تقوله يعبر عمَّا يريدون قوله. هذا ما يعنيه أن تصلّي صلاةً حقيقية. بعد أن تكون قد صلَّيت صلاةً حقيقية، سوف تشعر في قلبك بالسلام والرضا؛ وستزداد قوة محبتك لله، وسوف تشعر أنه لا يوجد شيء في حياتك كلها أكثر استحقاقًا أو أهميةً من محبتك الله – وهذا كله سيبرهن على أن صلواتك كانت فعّالة. هل سبق لك أن صلَّيت بهذه الطريقة؟

وماذا عن محتوى الصلاة؟ يجب أن تصلّي، خطوة بخطوة، وفقًا لحالتك الحقيقية وما يجب القيام به بفعل الروح القدس، ويجب أن تتواصل مع الله بما يتفق مع إرادة الله ومتطلباته من الإنسان. عندما تبدأ بممارسة صلاتك، أعطِ قلبك إلى الله أولاً. لا تحاول فهم إرادة الله؛ بل حاول فقط أن تتحدث بالكلمات التي في قلبك إلى الله. عندما تمثل بين يديَّ الله، تكلم هكذا: "يا الله! أدركتُ اليوم فقط أنني اعتدت عصيانك. أنا حقًا فاسد وحقير. قبل ذلك، كنت أضيّع وقتي، وابتداءً من اليوم سأعيش من أجلك، وسأعيش حياةً ذات معنى، وأُرضي مشيئتك. أود أن يعمل روحك دائمًا في داخلي، وأن يضيئني وينيرني دائمًا، حتى أتمكن من أن أقدم شهادة قوية ومدوّية أمامك، فيرى الشيطان مجدك وشهادتك ودليل انتصارك في داخلنا". عندما تصلّي بهذه الطريقة، سوف يتحرّر قلبك تمامًا، وبعد أن تكون قد صلّيت بهذه الطريقة، سيكون قلبك أقرب إلى الله، ومع الصلاة بهذه الطريقة كثيرًا، سيعمل الروح القدس حتمًا في داخلك. إذا كنت تطلب الله دائمًا بهذه الطريقة وتتخذ قرارك أمام الله، فسيأتي اليوم الذي يمكن فيه قبول قرارك أمام الله، وعندها سيستلم الله قلبك وكيانك بالكامل، وسيجعلك الله كاملاً في نهاية المطاف. إن للصلاة أهمية قصوى لكم. عندما تصلّي فإنك تتلقى عمل الروح القدس، وهكذا يلمس الله قلبك، وتتفجَّر قوة المحبة لله في داخلك. إذا كنت لا تصلّي بقلبك، وإذا لم تفتح قلبك للشركة مع الله، فلن يكون لدى الله طريقة للعمل في داخلك. إذا كنت، بعد أن صلَّيت، قد نطقت بكل الكلمات التي داخل قلبك ولم يعمل روح الله، وإذا كنت لا تشعر بالإلهام في الداخل، فهذا يدل على أن قلبك غير جادٍ، وأن كلماتك ليست صادقة، وأنك لا تزال غير طاهر. إذا كنت تشعر بالرضا، بعد أن صلّيت، فقد قَبِل الله صلاتك وعمل روح الله في داخلك. لا يمكنك أن تكون بدون صلاة وأنت شخص يخدم أمام الله. إذا كنت ترى حقًا أن الشركة مع الله لها معناها وقيمتها، فهل يمكنك التخلِّي عن الصلاة؟ لا يمكن لأحد أن يكون بدون شركة مع الله. بدون صلاة، أنت تعيش في الجسد، وتعيش في عبودية الشيطان؛ وبدون صلاة حقيقية، فأنت تعيش تحت تأثير الظلام. آمل أن يتمكَّن الإخوة والأخوات من الصلاة كل يوم. غير أن هذا ليس التزامًا بالعقيدة، ولكنه تأثير يجب تحقيقه. هل أنت على استعداد للتخلي عن قليل من النوم والإشباع لتصلّي صلاة الصباح عند الفجر وبعدها تستمتع بكلام الله؟ إذا صلَّيت بقلب نقي وأكلت كلام الله وشربته بهذه الطريقة، فعندئذٍ ستكون أكثر قبولاً من الله. إذا كنت تفعل ذلك كل صباح، وإذا كنت تمارس تقديم قلبك إلى الله كل يوم، وتتواصل مع الله، فمن المؤكد أن تزداد معرفتك بالله، وسوف تكون أفضل قدرة على فهم إرادة الله. يجب أن تقول: "يا الله! أتمنى أن أؤدي واجبي. لكي تتمجَّد فينا، وتستمتع بالشهادة فينا نحن هذه المجموعة من الناس، لا يمكنني إلا أن أكرِّس كياني بالكامل لك. أتضرع إليك أن تعمل في داخلنا، حتى أتمكَّن حقًا من أن أحبك وأرضيك، تكون أنت الهدف الذي أسعى إليه". عندما تتثقل بهذه المسؤولية، سوف يجعلك الله بالتأكيد كاملاً؛ يجب ألا تصلّي فقط من أجل نفسك، بل أيضًا من أجل إتمام مشيئة الله، ومن أجل محبته. هكذا يكون أصدق نوع من الصلاة. هل تصلّي من أجل إتمام مشيئة الله؟

لم تعرفوا من قبل كيف تصلّون، وتغاضيتم عن الصلاة. واليوم، يجب أن تبذلوا ما في وسعكم لتدريب أنفسكم على الصلاة. إن كنت غير قادر على استدعاء القوة التي في داخلك لتحب الله، فكيف يمكنك أن تصلّي؟ يجب أن تقول: "يا الله! إن قلبي غير قادر على حبك حقًا، أتمنى أن أحبك لكني أفتقد القوة. ماذا عليَّ أن أفعل؟ أتمنى منك أن تفتح عينيّ روحي، وأتمنى لروحك أن يلمس قلبي، حتى أظهر أمامك متجردًا من جميع حالاتي السلبية، وغير مقيد بأي شخص أو أمر أو شيء؛ أضع قلبي عاريًا تمامًا أمامك، حتى أكرِّس كل كياني أمامك، وتختبرني كيفما تشاء. الآن، لا أفكِّر في توقعاتي، ولست مقيدًا بالموت. وباستخدام قلبي الذي يحبَّك، أود أن أطلب طريق الحياة. كل الأشياء والأحداث بين يديك، ومصيري بين يديك، كما تضبط يداك حياتي. الآن أطلب حبك، وبغض النظر عمَّا إذا كنت تسمح لي أن أحبك، وبغض النظر عن كيفية تدخل الشيطان، أنا مصمم على حبك". عندما تقابل مثل هذه الأشياء، فإنك تصلّي بهذه الطريقة. إذا كنت تفعل ذلك كل يوم، فستزداد قوة محبتك لله شيئًا فشيئًا.

من "حول ممارسة الصلاة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 417

كيف يدخل المرء في صلاة حقيقية؟

أثناء الصلاة، يجب أن يكون قلبك في سلام أمام الله، ويجب أن يكون صادقًا. إنك حقًا تتواصل مع الله وتصلّي له، فيجب عليك ألّا تحاول خداع الله بكلمات معسولة. بجب أن تتمحور الصلاة حول ما يرغب الله في أن يُكمله اليوم. اطلب من الله أن يمنحك المزيد من الاستنارة والإضاءة، ويُحضِر حالتك الفعلية ومتاعبك أمام الله للصلاة، وتتخذ القرار أمام الله. الصلاة ليست اتباع إجراءات، ولكنها السعي إلى الله بقلبك الصادق. اطلب من الله أن يحمي قلبك، ويجعله قادرًا على أن يكون في سلام أمامه كثيرًا، ويجعلك قادرًا على معرفة نفسك، وعلى أن تحتقر نفسك، وتترك نفسك في المحيط الذي أعدَّه الله لك، ممَّا يسمح لك أن تُكِّون علاقة طبيعية مع الله فتصير شخصًا يحب الله حقًا.

ما أهمية الصلاة؟

الصلاة هي إحدى الطرق التي يتعاون بواسطتها الإنسان مع الله، وهي وسيلة يدعو بها الإنسان الله، وهي العملية التي يلمس بواسطتها روحُ الله الإنسانَ. يمكن القول إن أولئك الذين لا يمارسون الصلاة موتى بلا روح، وذلك دليل على أنهم يفتقرون إلى الإمكانيات التي يمكن لله من خلالها لمسهم. فالناس بدون صلاة غير قادرين على تحقيق حياة روحية طبيعية، فضلاً عن عدم قدرتهم على اتباع عمل الروح القدس. وبدون صلاة، يقطعون علاقتهم مع الله، ولا يكونون قادرين على نوال استحسان الله. بما أنك شخص يؤمن بالله، فكلما صلَّيت، لمسك الله أكثر. مثل هؤلاء الناس لديهم عزيمة أكبر وهم أكثر قدرة على تلقي أحدث استنارة من الله؛ ونتيجة لذلك، يمكن فقط للروح القدس جعل مثل هؤلاء الناس كاملين في أسرع وقت ممكن.

ما الأثر الذي يتحقق بالصلاة؟

الناس قادرون على القيام بممارسة الصلاة وفهم أهمية الصلاة، ولكن التأثير الذي يتحقق بالصلاة ليس أمرًا بسيطًا؛ فالصلاة ليست حالة من الخوض في الشكليات، أو اتباع إجراءات، أو تلاوة كلام الله، أي أن الصلاة لا تعني ترديد كلمات وتقليد الآخرين. في الصلاة، عليك أن تعطي قلبك إلى الله، وتشارك الكلمات التي في قلبك مع الله حتى يلمسك الله. إذا كانت صلواتك فعَّالة، فيجب أن تستند إلى قراءتك لكلام الله. لن تكون قادرًا على تلقي مزيد من الاستنارة والإضاءة إلا بالصلاة من خلال كلام الله. تظهر الصلاة الحقيقية من خلال قلب يتوق إلى المتطلبات التي وضعها الله، وعلى استعداد لتتميم هذه المتطلبات. سوف تكون قادرًا على أن تكره كل ما يكرهه الله، بناءً على الأساس الذي ستحصل منه على المعرفة، وستعرف الحقائق التي يشرحها الله وتصبح واضحة لك. إن عزمك هذا ووجود الإيمان والمعرفة والطريق الذي يتم من خلاله ممارسة ذلك بعد الصلاة – هذه فقط هي الصلاة الحقيقية، وصلاة مثل هذه فقط يمكن أن تكون فعَّالة. لكن يجب أن تُبنى الصلاة على أساس التمتع بكلمات الله والشركة مع الله بكلماته، وأن يكون قلبك قادرًا على طلب الله وأن يكون في سلام أمام الله. مثل هذه الصلاة تكون قد وصلت بالفعل إلى نقطة الشركة الحقيقية مع الله.

من "حول ممارسة الصلاة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 418

المعرفة الأساسية عن الصلاة:

1. لا تقل ما يتبادر إلى الذهن جزافًا. يجب أن يكون قلبك مثقَّلاً بالمسؤولية، وهذا يعني أنه يجب أن يكون لديك هدف عند الصلاة.

2. يجب أن تشتمل صلاتك على كلام الله؛ يجب أن تستند على أساس كلام الله.

3. عندما تصلّي، يجب ألا تعيد طرح أمور قد فات أوانها. يجب أن ترتبط صلواتك بكلام الله الحالي، وعندما تصلي، أخبر الله عما بداخلك من أفكار.

4. يجب أن تتمحور الصلاة الجماعية حول جوهر، والذي يجب أن يكون عمل الروح القدس اليوم.

5. يجب على جميع الناس تعلُّم صلاة التوسل. هذا أيضًا أحد مظاهر الاهتمام بمشيئة الله.

تستند حياة الصلاة الفردية على فهم أهمية الصلاة والمعرفة الأساسية للصلاة. صلِّ كثيرًا في حياتك اليومية، وصلِّ لإحداث تغيير في شخصيتك في الحياة، وصلِّ مستندًا إلى أساس معرفة كلام الله. يجب على الجميع أن يؤسسوا صلاتهم الخاصة، ويجب أن يصلّوا من أجل المعرفة المستندة على كلام الله، وعليهم أن يصلّوا من أجل طلب معرفة عمل الله. ضع ظروفك الفعليَّة أمام الله، وكن واقعيًا، ولا تهتم بالطريقة، فالمهم هو الحصول على معرفة حقيقية، واختبار كلام الله اختبارًا فعليًا. يجب على أي شخص يسعى إلى الدخول في الحياة الروحية أن يصلّي بطرق متعددة. فالصلاة الصامتة، وتأمُّل كلام الله، والتعرف على عمل الله - هذه كلها أمثلة للعمل الهادف في الشركة الروحية، من أجل تحقيق الدخول في الحياة الروحية الطبيعية، الأمر الذي يجعل وضعك الخاص أمام الله أفضل تدريجيًا، ويُحدث تقدمًا أكبر في حياتك. باختصار، كل ما تفعله، سواء أكان أكلاً أم شربًا لكلام الله، أم الصلاة بصمت أم إعلانها بصوت مرتفع، هو لأجل أن ترى كلام الله وعمله بوضوح، وما يرغب في تحقيقه فيك. والأهم من ذلك، أنه لأجل الوصول إلى المعايير التي يطلبها الله ولأجل أن تأخذ حياتك إلى المستوى التالي. أدنى مستوى يطلبه الله من الناس هو أن يكونوا قادرين على فتح قلوبهم له. إذا أعطى الإنسان قلبه الحقيقي إلى الله وقال ما في قلبه بحق تجاه الله، عندها يكون الله مستعدًا للعمل في الإنسان. الله لا يريد القلب الملتوي للإنسان، بل قلبه النقي والصادق. إذا لم يتكلم الإنسان بما في قلبه حقًا إلى الله، فإن الله لا يلمس قلب الإنسان، أو يعمل في داخله. وهكذا، فإن الشيء الأكثر أهمية في الصلاة هو أن تتحدث بكلمات قلبك الصادق إلى الله، فتخبر الله عن عيوبك أو شخصيتك المتمرّدة، وتكشف نفسك تمامًا أمام الله. عندها فقط سوف يهتم الله بصلاتك. وإلا فسوف يصرف الله وجهه عنك. إن المعيار الأدنى للصلاة هو أنه يجب أن تكون قادرًا على إبقاء قلبك في سلام أمام الله، وألا يحيد عن الله. ربما، خلال هذه الفترة، لا تحصل على رؤية أحدث أو أعلى، ولكن يجب عليك استخدام الصلاة للحفاظ على الأشياء كما هي – لا يمكنك التراجع. هذا هو أقل ما يجب عليك تحقيقه. إذا لم تستطع حتى تحقيق ذلك، فهذا يثبت أن حياتك الروحية لم تدخل في المسار الصحيح. ونتيجة لذلك، تكون غير قادر على التمسك برؤيتك الأصلية، وتفتقد الإيمان بالله، ويختفي قرارك لاحقًا. إن ما يميِّز دخولك إلى الحياة الروحية هو ما إذا كانت صلاتك قد دخلت إلى المسار الصحيح أم لا. يجب على جميع الناس الدخول إلى هذه الحقيقة، وعليهم جميعًا أن يقوموا بعمل تدريب واعٍ لأنفسهم في الصلاة، لا انتظارًا سلبيًا، بل السعي بوعيٍ إلى أن يلمسهم الروح القدس. عندها فقط سيكونون أناسًا يطلبون الله حقًا.

عندما تبدأ في الصلاة، يجب أن تكون واقعيًا، ويجب ألا تتجاوز نفسك؛ لا يمكنك تقديم مطالب مبالغ فيها، آملاً أنه بمجرد فتح فمك سوف يلمسك الروح القدس، وتستنير وتنير، وتُمنح الكثير من النعمة. هذا مستحيل – الله لا يفعل أشياء خارقةً للطبيعة. يحقق الله صلاة الناس في الوقت الذي يُعيِّنه، وأحيانًا يختبر إيمانك لمعرفة ما إذا كنتَ مُخلصًا أمامه. عندما تصلّي يجب أن يكون لديك الإيمان والمثابرة والتصميم. عندما يبدأ الناس تدريب أنفسهم على الصلاة، لا يشعر معظمهم بأنهم قد لُمسوا من الروح القدس، ومن ثمَّ يفقدون حماسهم. هذا غير مقبول! يجب أن تكون لديك المثابرة، ويجب أن تركز على الشعور بلمسة الروح القدس، وعلى السعي والاستكشاف. في بعض الأحيان، يكون الطريق الذي تسلكه هو الطريق الخطأ؛ وفي بعض الأحيان، تكون دوافعك ومفاهيمك غير قادرة على الوقوف بثبات أمام الله، وهكذا لا يحركك روح الله؛ توجد كذلك أوقات عندما ينظر الله إلى ما إذا كنت مُخلصًا أم لا. باختصار، يجب تكريس المزيد من الجهد لتدريب نفسك. إذا اكتشفت أن الطريق الذي تسلكه منحرف، فيمكنك تغيير الطريقة التي تصلّي بها. طالما أنك تسعى بصدق، وتشتاق إلى الأخذ، فإن الروح القدس سيأخذك بالتأكيد إلى هذا الواقع. تصلّي أحيانا بقلب صادق ولكن لا تشعر أنك قد لُمست لمسة خاصة. في مثل هذه الأوقات، يجب أن تعتمد على إيمانك، وتثق في أن الله يطّلع على صلواتك. يجب أن تتمسك بالمثابرة في صلاتك.

يجب أن تكون صادقًا، ويجب أن تصلّي لكي تُخلّص نفسك من الخداع الذي في قلبك. وبما أنك تستخدم الصلاة لتطهير نفسك كلما دعت الحاجة، وتستخدمها للحصول على لمسة روح الله، فستتغير شخصيتك تدريجيًا. إن الحياة الروحية الحقيقية هي حياة صلاة، وهي حياة يلمسها الروح القدس. عملية لمس الروح القدس هي عملية تغيير شخصية الإنسان. إن حياة لم يلمسها الروح القدس ليست حياة روحية، بل هي طقوس دينية. أولئك فقط الذين غالبًا ما يلمسهم الروح القدس، وقد استنيروا وأُنيروا بفعل الروح القدس، هم أناس دخلوا في الحياة الروحية. تتغيَّر شخصية الإنسان باستمرار عندما يصلّي، وكلما حرَّكه روح الله، كان أكثر فاعليةً وطاعةً. كذلك، سوف يتطهَّر قلبه تدريجيًا، وبعدها ستتغير شخصيته تدريجيًا. هذا هو أثر الصلاة الحقيقية.

من "حول ممارسة الصلاة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 419

ليس ثمة خطوة أكثر أهميةً للدخول إلى كلام الله من تهدئة قلبك في حضرته. وهو درس لدى كل الناس حاجة ماسة إلى أن يتعلموه في الوقت الحاضر. إن طرق الدخول في تهدئة قلبك أمام الله هي كما يلي:

1. أَبْعِدْ قلبك عن الأمور الخارجية، وكن في سلام في حضرة الله، وأولِ اهتمامك غير المشتت للصلاة إلى الله.

2. كُل واشرب واستمتع بكلام الله بقلب هادئ أمامه.

3. تأمل وفكّر في عمل الله ومحبته في قلبك.

ابدأ أولًا بالصلاة. صلِّ بانتباه غير مشتت في أوقات ثابتة. مهما كان وقتك ضيقًا أو كنت مشغولًا في عملك، أو مهما أصابك، صلِّ كل يوم كالمعتاد، وكُل واشرب كلام الله بشكل طبيعي. ما دمت تأكل وتشرب كلام الله، مهما أحاط بك، فسوف تشعر بمتعة كبرى في روحك، ولن تتضايق من الناس أو الأحداث أو الأشياء من حولك. عندما تعتاد على التأمل في الله داخل قلبك، لا يمكن لما يحدث في الخارج أن يزعجك. وهذا ما يعنيه أن يكون لك قامة. ابدأ بالصلاة أولًا. الصلاة في سكينة أمام الله هي أكثر أمر مثمر. بعد ذلك، كُل واشرب كلام الله، واسعَ للحصول على النور في كلام الله من خلال التفكّر فيه، وجِدْ طريقًا للممارسة، واعرف ما هي غاية الله من قول كلامه، وافهمه بلا تحريف. في العادة، ينبغي أن يكون أمرًا طبيعيًا أن تقترب من الله في قلبك، وأن تتأمل محبته، وتفكّر في كلامه، دون التشتت بأمور خارجية. وبعد أن ينعم قلبك بدرجة معينة من السلام، ستكون قادرًا على التأمل في صمت، والتفكُّر في داخل نفسك في محبة الله، والتقرب إليه بصدق، بغض النظر عن البيئة التي أنت فيها، حتى تصل في النهاية إلى المرحلة التي ينبع فيها التسبيح في قلبك، وهذا أفضل حتى من الصلاة، عندئذٍ ستتمتع بقامة ما. إن كنت قادرًا على الوصول إلى الحالات الموضحة أعلاه، فهذا يثبت أن قلبك حقًّا في سلام أمام الله. هذا هو الدرس الأساسي الأول. لا يمكن للناس أن يتأثروا بالروح القدس إلا بعد أن يقدروا على أن يكونوا في سلام بين يدي الله، وبعد أن ينالوا الاستنارة والإضاءة من الروح القدس، وعندئذٍ فقط يستطيعون التواصل الحقيقي مع الله، وفهم مشيئته وإرشاد الروح القدس. وبهذا، سيكونون قد دخلوا المسار الصحيح في حياتهم الروحية. عندما يصل تدريبهم على العيش أمام الله إلى عمق محدد، ويكونون قادرين على التخلي عن نفوسهم واحتقارها، والعيش في كلام الله، عندئذٍ تكون قلوبهم في سلام حقًا بين يدي الله. إن القدرة على احتقار الذات، ولعنها، والتخلي عنها، هي النتيجة التي يحققها عمل الله، ولا يمكن للناس القيام بها بأنفسهم؛ لذلك، فإن ممارسة تهدئة القلب أمام الله هي درس ينبغي على الناس الدخول فيه على الفور؛ ذلك أن بعض الأشخاص ليسوا عاجزين عادةً عن أن يكونوا في حالة سلام أمام الله فحسب، بل ليس بإمكانهم أيضًا تهدئة قلوبهم بين يدي الله حتّى عندما يصلّون. هذا بعيد كل البعد عن معايير الله! إن لم يستطع قلبك أن يكون في سلام أمام الله، هل يمكن أن يحرّكك الروح القدس؟ إن كنت لا تستطيع تهدئة قلبك أمام الله، فأنت عرضةٌ لأن يتشتت انتباهك عند مرور أي شخص، أو عندما يتحدث الآخرون، ويمكن لذهنك أن يحيد بعيدًا عندما يفعل الآخرون أشياء، وفي هذه الحالة، فأنت لا تعيش في حضرة الله. إن كان قلبك حقًّا هادئًا أمام الله، فلن تنزعج من أي شيء يحدث في العالم الخارجي، ولن يشغلك أي شخص أو حدث أو شيء. إن دخلت في هذه الممارسة، فإن تلك الحالات السلبية وكل الأمور السلبية، مثل المفاهيم البشرية، وفلسفات العيش، والعلاقات غير الطبيعية بين الناس، والأفكار والخواطر وغيرها، ستختفي بشكل طبيعي. ولأنك تتأمل دائمًا في كلام الله، ويقترب قلبك دائمًا منه وتنشغل بكلامه الحالي، فإن تلك الأمور السلبية ستزول عنك لاشعوريًّا. وعندما تشغلك أمور إيجابية وجديدة، لن يكون هناك مكان للأمور السلبية القديمة؛ لذلك، لا تبالِ بتلك الأمور السلبية. فأنت لا تحتاج إلى بذل جهد للسيطرة عليها. عليك أن تركّز على الهدوء أمام الله وأكل وشرب كلامه والتمتع به بقدر ما تستطيع، وترنّم بتراتيل التسبيح لله بقدر ما يمكنك، وافسح المجال أمامه ليعمل فيك؛ لأن الله يريد الآن أن يكمّل الإنسان بصورة شخصية، ويريد أن يكسب قلبك. فروحه يحرّك قلبك، وإن أصبحت تعيش في حضرة الله متبعًا إرشاد الروح القدس، فسوف ترضي الله. إن كنت تهتم بالعيش في كلام الله وتنخرط أكثر في الشركة حول الحق لكي تحظى بالاستنارة والإضاءة من الروح القدس، فستختفي كل تلك المفاهيم الدينية وكذلك شعورك بالبر الذاتي والاعتداد بالذات. وعندئذٍ، ستعرف كيف تبذل نفسك من أجل الله، وتعرف كيف تحبه وترضيه. وستتلاشى من وعيك تلك الأمور التي لا تتعلق بالله دون أن تعي.

من "في تهدئة قلبك أمام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 420

أن تتأمل في كلام الله وأن تصلّي به في الوقت الذي تأكل وتشرب فيه كلامه الحالي هي الخطوة الأولى لتكون في سلام أمام الله. إن كنت تستطيع حقًّا أن تكون في سلام أمام الله، فستحظى بالاستنارة والإضاءة من الروح القدس. تتحقق الحياة الروحية كلها من خلال كونك في سلام في حضرة الله. عندما تصلّي، يجب أن تكون هادئًا أمام الله ، وعندها فقط يمكن أن يحركك الروح القدس. من خلال تهدئة قلبك أمام الله عندما تأكل وتشرب كلامه، يمكنك أن تحظى بالاستنارة والإضاءة ويمكنك أن تحقق الفهم الحقيقي لكلام الله. عندما تغدو في سلام في حضرة الله أثناء أنشطتك المعتادة في التأمل والشركة والتقرب إلى الله في قلبك، فستتمكن من الاستمتاع بالقرب الحقيقي من الله، واكتساب فهم واقعي لمحبة الله وعمله، وإبداء مراعاة وعناية حقيقيتين لمقاصد الله. وكلما غدوت أكثر قدرة بصورة اعتيادية على أن تهدأ أمام الله، زادت استنارتك وقدرتك على فهم شخصيتك الفاسدة، وما ينقصك، وما ينبغي عليك الدخول فيه، والوظيفة التي يجب أن تؤديها، وأين تكمن عيوبك. وكل هذا يتحقَّق من خلال الهدوء أمام الله. إن بلغت حقًّا بعض العمق في الهدوء أمام الله، فسيكون بإمكانك أن تفهم أسرارًا محددة عن الروح، وما يريد الله أن يعمله فيك في الحاضر، وأن تلمس فهمًا أعمق لكلام الله وجوهر كلامه وكنهه وكينونته، وسوف تتمكن من أن ترى طريق الممارسة بصورة أكثر وضوحًا ودقة. إن كنت لا تستطيع أن تكون هادئًا في روحك إلى درجة كافية من العمق، سيحرّكك الروح القدس بعض الشيء فقط، وستشعر بقوة داخلك، وبقدر معين من الاستمتاع والسلام، لكنك لن تحقق فهمًا أعمق لأي شيء. لقد قلتُ من قبل: إن لم يستخدم الناس كل قوتهم، سيكون من الصعب عليهم أن يسمعوا صوتي أو يروا وجهي. وهذا يشير إلى بلوغ عمق في الهدوء أمام الله، وليس إلى بذل جهود سطحية. إن الشخص الذي يمكنه أن يهدأ بحق في حضرة الله هو شخص قادر على التحرر من جميع العلائق الدنيوية وعلى أن يصبح ملكًا لله. أما كل الناس العاجزين عن الهدوء في حضرة الله فهم بالتأكيد ماجنون ومنفلتون. إن جميع الناس القادرين على الهدوء أمام الله هم أتقياء أمامه ويتوقون إليه. والهادئون أمام الله هم وحدهم الذين يعرفون قيمة الحياة، وقيمة الشركة في الروح، ويتعطشون إلى كلام الله، ويسعون وراء الحق. أما الذين لا يدركون قيمة الهدوء أمام الله ولا يمارسون ذلك فهم أناس عديمو الجدوى وسطحيون ومتعلّقون تمامًا بالعالم، وهم بلا حياة؛ وحتى إن كانوا يقولون إنهم يؤمنون بالله، فإنهم يقولون هذا بشفاههم فقط. إن أولئك الذين يُكمِّلهم ويتمّمهم الله في النهاية هم الأشخاص القادرون على الهدوء في حضرته، وبالتالي فالأشخاص الهادئون أمام الله هم أناس يُنعم الله عليهم ببركات عظيمة. أما الذين نادرًا ما يقضون وقتًا خلال اليوم في أكل كلام الله وشربه، وينشغلون بالكامل بأمور خارجية، ولا يبالون بدخول الحياة، فهؤلاء جميعًا منافقون بلا إمكانية للنمو في المستقبل. إن أولئك الذين يمكنهم الهدوء أمام الله والتواصل معه بصدق هم شعب الله.

من "في تهدئة قلبك أمام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 421

لكي تقف أمام الله وتقبل كلامه كحياة لك، يجب عليك أولًا أن تهدأ أمام الله؛ فلن ينيرك الله ويهبك المعرفة إلاّ عندما تهدأ أمامه. وكلما كان الناس أكثر هدوءًا أمام الله، زادت قدرتهم على تلقي استنارة الله وإضاءته. وهذا كله يتطلب من الناس أن يتحلّوا بالتقوى والإيمان. وهكذا فقط يمكنهم بلوغ الكمال. إن الدرس الأساسي لدخول الحياة الروحية هو الهدوء في حضرة الله. لن يكون تدريبك الروحي كله فعّالًا إلا إن كنت هادئًا في حضرة الله. وإن لم تستطع تهدئة قلبك أمام الله، فلن تكون قادرًا على تلقي عمل الروح القدس. أما إذا كان قلبك هادئًا أمام الله بغض النظر عمَّا تفعله، فهذا يثبت أنك شخص يعيش في حضرة الله. إن كان قلبك هادئًا أمام الله ويتقرّب إليه بغض النظر عما تفعله، فهذا يثبت أنك شخص هادئ أمام الله. وعندما تتحدث مع الآخرين، أو تسير، إذا كنت قادرًا على أن تقول: "قلبي يتقرب إلى الله ولا يُركِّز على الأمور الخارجية، ويمكنني أن أهدأ أمام الله"، فأنت شخص هادئ أمام الله. لا تنخرط في أي شيء يجتذب قلبك نحو أمور خارجية، أو تشترك مع أشخاص يبعدون قلبك عن الله. تخلَّ أو ابتعد عن أي شيء يمكنه إلهاء قلبك عن الاقتراب من الله. هذه الطريقة أكثر منفعة لحياتك. حان الآن وقت العمل العظيم للروح القدس. إنه الوقت الذي فيه يكمّل الله بنفسه الناس. إن كنت لا تستطيع في هذه اللحظة أن تهدأ أمام الله، فأنت لست شخصًا سيعود أمام عرش الله. إن كنت تسعى وراء أشياء غير الله، فما من إمكانية لأن يكمِّلك الله. إن الذين يستطيعون اليوم سماع مثل هذه الأقوال من الله لكنهم يخفقون في الهدوء أمامه هم أناس لا يحبون الحق، ولا يحبون الله. إن لم تقدم نفسك الآن، فماذا تنتظر؟ إن تقديم النفس يعني تهدئة القلب أمام الله. هذه تقدمة حقيقية. من يقدم قلبه حقًّا لله الآن سيكمِّله الله حتمًا. ما من شيء، أيًّا كان، يمكنه إزعاجك. وسواء كان ذلك لتهذيبك أو التعامل معك، أو كنت تواجه إحباطًا أو فشلًا، ينبغي أن يكون قلبك دائمًا هادئًا أمام الله. ينبغي أن يكون قلبك هادئًا أمام الله مهما كانت الطريقة التي يعاملك بها الناس. ومهما كانت الظروف التي تواجهها، سواء أكانت محنًا أو معاناة أو اضطهادًا أو تجارب مختلفة، فينبغي أن يكون قلبك هادئًا دائمًا أمام الله. هذه هي السبل لأن يكمّلك الله. لن يصبح كلام الله الحالي واضحًا لك إلاّ إن هدأت حقًّا أمام الله. يمكنك بعدها أن تمارس، بصورة أصح ودونما انحراف، استنارة الروح القدس وإضاءته، وتفهم على نحو أوضح مقاصد الله التي ستعطي خدمتك اتجاهًا أوضح، وتستوعب بمزيد من الدقة تأثير الروح القدس وإرشاده. هذه هي النتائج التي يحققها الهدوء الحقيقي أمام الله. عندما لا يدرك الناس بوضوح كلام الله، ويفتقرون إلى طريق للممارسة، ويخفقون في فهم مقاصد الله، أو لا يتحلّون بمبادئ للممارسة، فهذا يعود إلى أن قلوبهم ليست هادئة أمام الله. إن الهدف من الهدوء أمام الله هو أن تكون جديًّا وعمليًّا وتلتمس الاستقامة والشفافية من كلام الله، وفي النهاية تصل إلى فهم الحق ومعرفة الله.

إن كان قلبك لا يهدأ غالبًا في حضرة الله، فليس أمام الله وسيلة لأن يكمّلك. إن الافتقار إلى العزيمة يساوي الافتقار إلى القلب، وشخص بلا قلب لا يمكنه أن يكون في سلام في حضرة الله. مثل هذا الشخص لا يعرف مقدار العمل الذي يقوم به الله أو مقدار ما يقوله، ولا يعرف كيف يمارسه. أليس هذا شخصًا بلا قلب؟ هل يمكن لإنسان بلا قلب أن يهدأ أمام الله؟ لا يمكن أن يكمّل الله أناسًا بلا قلب؛ لأنهم لا يختلفون عن البهائم والدواب. لقد تحدث الله بوضوح وشفافية. ومع ذلك، فقلبك لم يتأثر حتى الآن وما زلت لا تقدر على الهدوء أمام الله؛ ألست حيوانًا أعجمَ؟ يضلّ بعض الناس في ممارسة الهدوء في حضرة الله، وعندما يحين وقت الطهي لا يطهون، وعندما يحين وقت القيام بالأعمال المعتادة لا يعملونها، بل يذهبون للصلاة والتأمل. الهدوء أمام الله لا يعني عدم الطهي أو عدم إتمام الأعمال المعتادة أو تجاهل الحياة، بل يعني القدرة على تهدئة القلب أمام الله في كل الحالات العادية، وعلى أن يكون لله مكان في قلب المرء. عندما تصلي، ينبغي أن تركع كما يجب أمام الله للصلاة، وعندما تعمل الأعمال المعتادة أو تجهز الطعام، هدّئ قلبك أمام الله أو تأمل في كلامه أو رنم ترانيم. مهما كان الموقف الذي تجد نفسك فيه، يجب أن يكون لديك طريقتك الخاصة في الممارسة، وأن تفعل كل ما بوسعك لتتقرب إلى الله، وأن تفعل كل ما يمكنك لتهدّئ قلبك أمامه. وعندما تسمح الظروف، صلِّ بتركيز. وعندما لا تسمح الظروف، تقرّب إلى الله في قلبك أثناء قيامك بالمهمة التي بين يديك. وعندما تستطيع أكل وشرب كلام الله، عندئذٍ كل واشرب كلامه، وعندما تستطيع الصلاة، عندئذٍ صلِّ، وعندما يمكنك التأمل في الله، عندئذٍ تأمل فيه. وبتعبير آخر، افعل كل ما بوسعك لتدرّب نفسك على ممارسة الدخول حسب بيئتك. يمكن لبعض الناس أن يهدؤوا أمام الله عندما لا يحدث شيء، ولكن بمجرد حدوث شيء تَشْرُد عقولهم. هذا ليس بهدوء أمام الله. الطريق الصحيح للاختبار هو ألا يترك قلب المرء الله تحت أي ظرف من الظروف وألاّ يشعر بانزعاج من الأحداث أو الناس أو الأشياء الخارجية، وعندئذ فقط يكون المرء شخصًا هادئًا حقًّا أمام الله. يقول بعض الناس إنهم حين يصلون في الاجتماعات، يمكن لقلوبهم أن تهدأ أمام الله، ولكن في الشركة مع الآخرين لا يمكنهم الهدوء أمامه وتتشتت أفكارهم. هذا ليس بهدوء أمام الله. إن معظم الناس حاليًّا هم في هذه الحالة، ولا يمكن لقلوبهم دائمًا أن تهدأ أمام الله. لذلك، تحتاجون إلى بذل المزيد من الجهد لتدربوا أنفسكم في هذا المجال، والدخول خطوة بخطوة في طريق الخبرة الحياتية الصحيح والسير في طريق تكميل الله لكم.

من "في تهدئة قلبك أمام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 422

الغرض من عمل الله وكلمته هو إحداث تغيير في شخصيتكم؛ فليس هدف الله هو مجرَّد أن يجعلكم تفهمون عمله وكلمته أو تعرفونهما، فهذا ليس كافيًا. أنت شخص يتمتَّع بالقدرة على الاستيعاب، لذا لا يفترض أن تجد صعوبة في فهم كلمة الله، حيث إن غالبية كلمة الله مكتوبة بلغة بشرية، وهو يتكلَّم بوضوح كبير. على سبيل المثال، لديك القدرة الكاملة على أن تدرك ما يريد الله منك أن تفهمه وتمارسه؛ فهذا شيء يستطيع أن يقوم به أي شخص عادي لديه مَلَكَة الاستيعاب. إن الكلام الذي يقوله الله في المرحلة الحالية على وجه الخصوص واضح وجلي للغاية، والله يشير إلى أشياء كثيرة لم يتدبّرها الناس، كما يشير إلى جميع أحوال البشر على تنوعها. كما أن كلامه جامع، وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. الناس إذًا يفهمون الآن مسائل كثيرة، ولكن لا يزال هناك شيء مفقود – وهو أن يضع الناس كلمته موضع التطبيق. يجب على الناس أن يختبروا جميع جوانب الحق بالتفصيل، وأن يستكشفوه ويبحثوا عنه بمزيد من التفصيل، بدلًا من مجرَّد الانتظار لاستيعاب كل ما يُتاح لهم، وإلَّا فسوف يصبحون أشبه بالطفيليات. إنهم يعرفون كلمة الله، إلّا أنَّهم لا يضعونها موضع الممارسة. إن هذا النوع من الأشخاص لا يحب الحق، وفي النهاية سوف يتم إقصاؤهم. لكي تكونوا على شاكلة بطرس في تسعينيات القرن الماضي، يتطلب هذا أن يمارس كلٌّ منكم كلمة الله، وأن تدخلوا دخولًا حقيقيًا في اختباراتكم، وأن تكتسبوا قدرًا أكبر وأعظم من الاستنارة في تعاونكم مع الله، الأمر الذي يعود على حياتكم بمزيد من العون الدائم. إن كنتم قد قرأتم الكثير من كلمة الله لكنكم لا تفهمون سوى معنى النص، دون أن تكون لكم دراية مباشرة بكلمة الله من خلال اختباراتكم العملية، فلن تعرفوا كلمة الله. إنك ترى أن كلمة الله ليست حياة، بل مجرد حروف غير حيَّة؛ فإذا كنت تعيش متبِّعًا حروف لا حياة فيها، فإنه ليس بإمكانك فهم جوهر كلمة الله ولا إدراك إرادته. لن ينكشف لك المعنى الروحي لكلمة الله إلا عندما تختبر كلمته في اختباراتك الفعلية، ولا يمكنك فهم المعنى الروحي لكثير من الحقائق وفتح مغاليق أسرار كلمة الله إلا من خلال الاختبار. إن لم تضع كلمة الله موضع الممارسة، فبغض النظر عن مدى وضوحها، فإن كل ما فهمته ما هو إلا أحرف وتعاليم جوفاء قد تحوَّلت إلى تشريعات دينية بالنسبة إليك. أليس هذا ما فعله الفريسيون؟ إذا مارستم كلمة الله واختبرتموها، فإنها تصبح عملية بالنسبة إليكم، أما إذا لم تسعوا إلى ممارستها، فإنها لا تكون بالنسبة إليك أكثر من أسطورة السماء الثالثة. في واقع الأمر، إن عملية الإيمان بالله ما هي إلا عملية اختبار منكم لكلمته وكذلك ربحه إياكم، أو لنقُل بعبارة أوضح، إن الإيمان بالله هو أن تعرف كلمته وتفهمها، وأن تختبر كلمته وتعيش بحسبها، وهذه هي الحقيقة وراء إيمانكم بالله. إذا آمنتم بالله ورجوتم الحياة الأبدية دون أن تسعوا إلى ممارسة كلمة الله كشيءٍ موجود في داخلكم، فأنتم حمقى. سيكون هذا أشبه بالذهاب إلى وليمة وأنتم لا تفعلون شيئًا سوى النظر إلى الطعام وحفظ الأشياء الشهية فيها عن ظهر قلب دون أن تتذوَّقوا أيًّا منها بالفعل. ألا يكون شخص كهذا أحمقَ؟

من "بمجرد فهمك للحق عليك أن تمارسه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 423

إن الحق الذي يحتاج الإنسان إلى امتلاكه موجودٌ في كلمة الله، وهو الحق الأكثر نفعًا وفائدةً للبشرية. إنه الترياق والطعام اللذان يحتاج إليهما جسدكم، وهو شيء يساعد الإنسان على استعادة إنسانيته الصحيحة. إنَّه الحق الذي يجب أن يتسلَّح به الإنسان. كلما مارستُم كلمة الله أكثر، أزهرت حياتكم أسرع، وازداد الحق وضوحًا. كلما نمت قامتكم، رأيتم أمورًا من العالم الروحاني بشكل أكثر وضوحًا، وستكون لديكم قوة أكبر للانتصار على الشيطان. سوف يتضح لكم الكثير من الحق الذي لا تفهمونه عندما تمارسون كلمة الله. يشعر غالبية الناس بالرضا لمجرَّد أن يفهموا نص كلمة الله ويركزوا على تسليح أنفسهم بالتعاليم بدلًا من تعميق اختبارهم في الممارسة، ولكن أليست هذه طريقة الفريسيين؟ كيف إذًا يمكن أن تكون عبارة "كلمة الله حياة" حقيقية في نظرهم؟ لا يمكن لحياة الإنسان أن تنمو بمجرَّد قراءة كلمة الله، ولكن فقط عندما تُمارَس كلمة الله. إذا كان في اعتقادك أن فهم كلمة الله هو كل ما يلزم لتنال الحياة والقامة، ففهمك إذًا منحرف؛ فالفهم الصحيح لكلمة الله يحدث عندما تمارس الحق، وعليك أن تفهم أنه "لا يمكن مطلقًا فهم الحق إلا بممارسته". تستطيع اليوم، بعد قراءة كلمة الله، أن تقول فقط إنَّك تعرف كلمة الله، لكن لا يمكنك أن تقول إنَّك فهمتها. يقول البعض إن الطريقة الوحيدة لممارسة الحق هي أن تفهمه أولًا، لكنَّ هذا صحيح جزئيًا فقط، وبالتأكيد ليس دقيقًا في مجمله. فأنت لم تختبر ذلك الحق قبل أن تمتلك معرفته. إن شعورك بأنَّك تفهم شيئًا ما مما تسمعه في عظةٍ لا يعني فهمه حقًا، فما هذا إلَّا اقتناء كلمات الحق الحرفيَّة، وهو ليس كفهم المعنى الحقيقي الذي تنطوي عليه. إنَّ مجرد اقتنائك لمعرفة سطحية بالحق لا يعني أنك تفهمه أو أنّه لديك معرفة به بالفعل؛ فالمعنى الحقيقي للحق يتأتّى من جراء اختباره. ومن ثمَّ، فإنك لا تستطيع فهم الحق إلاّ عند اختباره، وعندئذٍ فقط تستطيع أن تفهم الجوانب الخفية فيه. إن تعميق اختبارك هو الطريق الوحيد لفهم دلالات الحقّ واستيعاب جوهره. ولذلك فإنك تستطيع أن تذهب حيثما شئت بالحق، لكن إن لم يكن الحق فيك، فلا تفكر في أن تحاول إقناع حتى أفراد أسرتك، فضلًا عن الأفراد المتدينين. فدون الحق تكون كرقاقات الجليد المتطايرة، لكن مع الحق، تستطيع أن تكون سعيدًا وحرًا، ولا يستطيع أحدٌ أن يهاجمك. مهما كانت نظرية ما قوية، فإنه لا يمكنها أن تتغلَّب على الحق. مع الحق، يمكن زعزعة العالم نفسه وزحزحة الجبال والبحار، بينما يمكن أن يؤدي غياب الحق إلى تحويل أسوار المدينة القوية إلى أنقاض بواسطة يرقات؛ هذه حقيقة واضحة.

من "بمجرد فهمك للحق عليك أن تمارسه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 424

في المرحلة الحالية، هناك أهمية بالغة لأن تعرفوا الحق أولًا، ثم تضعوه موضع الممارسة، وتسلحوا أنفسكم – إضافة إلى ذلك – بالمعنى الحقيقي للحق. ينبغي أن تسعوا إلى تحقيق هذا. وبدلًا من مجرَّد السعي إلى جعل الآخرين يتبعون كلامك، ينبغي أن تجعلهم يتبعون ممارستك. بهذه الطريقة فقط يمكنك أن تجد شيئًا ذا معنى. بغض النظر عمَّا يحدث لك، وبغض النظر عمَّن تصادفهم، ستكون قادرًا على الوقوف بثباتٍ ما دمت تملك الحق. كلمة الله هي التي تجلب الحياة وليس الموت للإنسان. فإن لم تَحْيَ بعد قراءة كلمة الله بل ظللت ميتًا، فمعنى ذلك إذًا أن ثمّةَ خطأ فيك. إذا ظللت في حالة موتٍ بعد وقتٍ من قراءة الكثير من كلمة الله وسماع الكثير من العظات العملية، فهذا دليل على أنك لست مِّمَنْ يعرفون قيمة الحق، ولا مِّمَنْ يسعون إلى الحق. إذا سعيتم بصدقٍ إلى ربح الله، فلن ينصبّ تركيزكم على تسليح أنفسكم بالتعاليم واستخدام تعاليم راقية في تعليم الآخرين، لكنّكم ستركِّزون – بدلاً من ذلك – على اختبار كلمة الله ووضع الحق موضع الممارسة. أليس هذا ما يجب أن تسعوا إلى الدخول فيه الآن؟

أمام الله زمن محدود ليتمِّم عمله في الإنسان، فما المحصِّلة التي يمكن أن تكون إن لم تتعاون معه؟ لماذا يريد الله منكم دائمًا أن تمارسوا كلمته بمجرَّد أن تفهموها؟ ذلك لأن الله قد أعلن كلامه لكم، وخطوتكم التالية هي أن تمارسوه فعليًا. حينما تمارسون هذا الكلام سينفِّذ الله عمل الاستنارة والإرشاد. هكذا يتعيَّن أن يتم الأمر. تسمح كلمة الله للإنسان بأن يزدهر في الحياة وبألّا يقتني أي عناصر قد تجعله ينحرف أو يصبح سلبيًا. أنت تقول إنَّك قرأت كلمة الله ومارستها، بيد أنَّك لم تتلقَّ بعدُ أيًّا من عمل الروح القدس. لا ينخدع بكلامك إلا طفلٌ. قد لا يعرف الآخرون ما إذا كانت نواياك سليمة أم لا، لكن هل تظن أنَّه من الممكن ألّا يعرف الله ذلك؟ كيف يمارس آخرون كلمة الله ويحصلون على استنارة الروح القدس، بينما تمارس أنت كلمته ولا تحصل على استنارة الروح القدس؟ هل لدى الله انفعالات؟ إذا كانت نواياك سليمة حقًا وكنت متعاونًا، فسيكون روح الله معك. يريد بعض الناس دائمًا أن يحتلوا موقع القيادة، لكن لماذا لا يسمح الله لهم بالصعود وقيادة الكنيسة؟ يقوم بعض الناس بتنفيذ وظيفتهم وتأدية واجباتهم فقط، لكنهم، وقبل أن يدركوا، يكونون قد نالوا استحسان الله؟ كيف يمكن لهذا أن يكون؟ إن الله يفحص أعماق قلب الإنسان، ويجب على الناس الذين يسعون إلى الحق أن يفعلوا ذلك بنوايا سليمة. لا يستطيع الأشخاص الذين يفتقرون إلى النوايا السليمة أن يصمدوا. إن هدفكم في جوهره هو أن تسمحوا لكلمة الله بأن تكون فعَّالة في داخلكم، أو بعبارة أخرى، أن تفهموا كلمة الله فهمًا حقيقيًا في ممارستكم لها. ربما تكون قدرتكم على استيعاب كلمة الله ضعيفة، لكنكم عندما تمارسون كلمة الله، فإنه يستطيع أن يعالج هذا العيب، لذلك يجب ألَّا تكتفوا فقط بمعرفة الكثير من الحقائق، بل يجب عليكم أيضًا أن تمارسوها. هذا أعظم هدف لا يمكن تجاهله. تحمل يسوع الكثير من الإذلال والكثير من المعاناة على مدار عمره البالغ ثلاثة وثلاثين عامًا ونصف العام. لقد عانى كثيرًا لأنه مارس الحق، وفعل مشيئة الله ولم يهتم إلا بمشيئة الله. كانت تلك معاناة لم يكن ليكابدها لو أنَّه عرف الحق دون أن يمارسه؛ فلو كان يسوع قد اتَّبع تعاليم اليهود وسار على نهج الفريسيين، لما عانى. يمكنك أن تتعلَّم من أفعال يسوع أن فاعلية عمل الله في الإنسان تأتي من تعاون الإنسان، وهذا أمرٌ يجب أن تدركه. هل كان يسوع ليعاني كما عانى على الصليب لو لم يكن قد مارس الحق؟ هل كان ليصلي تلك الصلاة الحزينة لو لم يكن قد تصرف وفق مشيئة الله؟ لهذا ينبغي لكم أن تعانوا من أجل ممارسة الحق؛ فهذا النوع من المعاناة هو الذي ينبغي أن يتكبَّده المرء.

من "بمجرد فهمك للحق عليك أن تمارسه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 425

عمليًّا يجب أن يرتبط حفظ الوصايا بممارسة الحق. عند حفظ الوصايا، يجب على المرء ممارسة الحق. أثناء ممارسة الحق، يجب على المرء ألَّا ينتهك مبادئ الوصايا أو يخالفها. يجب عليك أن تفعل ما يطلبه الله منك. فحفظ الوصايا وممارسة الحق أمران مترابطان وليسا متناقضين. كلما مارست الحق، زادت قدرتك على الحفاظ على جوهر الوصايا. كلما مارست الحق، ازداد فهمك لكلمة الله المعبر عنها في الوصايا. إن ممارسة الحق وحفظ الوصايا ليسا فعلين متعارضين، بل مترابطين. في البدء، فقط بعد أن حفظ الإنسان الوصايا صار بإمكانه ممارسة الحق والحصول على الاستنارة من الروح القدس، لكن هذا ليس مقصد الله الأصلي. يطلب الله منك أن تعبده بقلبك، وليس فقط أن تسلك سلوكًا جيدًا. ولكن يجب عليك أن تحفظ الوصايا على الأقل ظاهريًا. وتدريجيًّا، من خلال الخبرة، وبعد اكتساب فهم أوضح لله، سيتوقف الناس عن التمرد على الله ومقاومته، وستتبدد أي شكوك لديهم حول عمل الله. هذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها يلتزم الناس بجوهر الوصايا. لذلك، فإن مجرد حفظ الوصايا دون ممارسة الحق هو أمر غير فعال ولا يُشكِّل عبادةً حقيقية لله، لأنك لم تبلغ بعد قامة حقيقية. إن حفظ الوصايا دون الحق يتساوى مع التمسك الجامد بالقواعد. وفي فِعل هذا، تصير الوصايا ناموسك، وهذا لن يساعدك على النمو في حياتك. بل على النقيض، ستصير عبئًا عليك، وستقيدك بصورة صارمة مثل نواميس العهد القديم، وتجعلك تخسر حضور الروح القدس. لذلك، فقط بممارسة الحق يمكنك أن تحفظ الوصايا بصورة فعالة، وأنت تحفظ الوصايا لكي تمارس الحق. أثناء حفظ الوصايا، ستمارس مزيدًا من الحقائق، وعند ممارسة الحق، ستكتسب فهمًا أعمق لمعنى الوصايا الفعلي. إن الهدف والمعنى من طلب الله من الإنسان أن يحفظ الوصايا ليس دفعه إلى اتباع القواعد مثلما قد يتخيل، بل يتعلق الأمر بدخوله في الحياة. إن مقدار نموك في الحياة يحدد درجة قدرتك على حفظ الوصايا. مع أن الوصايا وُضعت ليحفظها الإنسان، إلا أن جوهر الوصايا يصير واضحًا من خلال خبرة الإنسان الحياتية. يفترض معظم الناس أن حفظ الوصايا جيدًا يعني أنهم " جاهزون تمامًا، وأن كل ما تبقى ليُنجز هو أن ينخرطوا في الأمر". هذه فكرة مبالَغ فيها ولا تتماشى مع مشيئة الله. من يقولون أمورًا مثل هذه لا يرغبون في تحقيق أي تقدم ويشتهون الجسد. هذا غير منطقي! هذا لا يتماشى مع الواقع! إن ممارسة الحق فقط دون حفظ الوصايا بصورة عملية ليست مشيئة الله. الأشخاص الذين يفعلون هذا مُعاقون، ومثل أناس بساق واحدة. ولكن حفظ الوصايا فقط مثل الالتزام بالقواعد دون امتلاك الحق، فهذا لا يقدر على تتميم مشيئة الله أيضًا؛ مثل العور، من يفعلون هذا أيضًا يعانون شكلًا من أشكال الإعاقة. يمكن أن يُقال إنك لو كنت تحفظ الوصايا جيدًا ولديك فهم واضح للإله العملي، فستملك الحق. ستكون قد حصلت نسبيًا على قامة حقيقية. إن كنت تمارس الحق الذي ينبغي أن تمارسه، فسوف تحفظ الوصايا أيضًا، ولا يتعارض أمر منهم مع الآخر. إن ممارسة الحق وحفظ الوصايا هما نظامان، وكل منهما جزء لا يتجزأ من خبرة المرء الحياتية. يجب أن تتكون خبرة المرء من التكامل بين حفظ الوصايا وممارسة الحق، ولا تقوم على الفصل بينهما. ومع ذلك هناك اختلافات وروابط بين هذين الأمرين.

من "حفظ الوصايا وممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 426

إعلان الوصايا في العصر الجديد هو شهادة بأن جميع الناس في هذا التيار، وجميع مَنْ يسمعون صوت الله اليوم، قد دخلوا عصرًا جديدًا. هذه بداية جديدة لعمل الله، كما أنها بداية الجزء الأخير من عمل خطة تدبير الله التي امتدت لستة آلاف عام. ترمز وصايا العصر الجديد إلى أن الله والإنسان قد دخلا عالم السماء الجديدة والأرض الجديدة، وأنه مثلما عمل يهوه بين بني إسرائيل ويسوع بين اليهود، سيقوم الله بالمزيد من العمل العملي وبعمل أعظم وأكثر على الأرض. وترمز أيضًا إلى أن هذه الجماعة من الناس ستنال مهام أكبر وأعظم من الله، وسيعولهم ويطعمهم ويعينهم ويرعاهم ويحميهم بطريقة عملية، وسيتلقون منه المزيد من التدريب العملي، وتتعامل معهم كلمة الله وتكسرهم وتنقيهم. إن أهمية وصايا العصر الجديد عميقة للغاية. إنها تشير إلى أن الله سيظهر حقًّا على الأرض، ومنها سيُخضع الكون بأسره، ويكشف كل مجده في الجسد، كما تشير أيضًا إلى أن الإله العملي سيصنع المزيد من العمل العملي على الأرض ليكمل كل مختاريه. بالإضافة إلى ذلك، سيحقق الله كل شيء على الأرض بالكلمات، ويظهر المرسوم الذي "سيصعده الله المتجسد في الأعالي ويتمجَّد، وستركع الشعوب والأمم كافة لتعبد الله، الله العظيم". مع أن وصايا العهد الجديد وُضعت لكي يحفظها الإنسان، ومع أن هذا هو واجب الإنسان والتزامه، إلا أن المعنى الذي تمثله أعمق من أن يُعبر عنه بالكامل في كلمة أو اثنتين. تحل وصايا العصر الجديد محل ناموس العهد القديم وطقوس العهد الجديد الدينية كما شرَّعها يهوه ويسوع. هذا درس أعمق، وليس مجرد أمر سهل مثلما قد يتخيل الناس. يوجد جانب من الأهمية العملية لوصايا العصر الجديد: هي بمثابة وسيط بين عصر النعمة وعصر الملكوت. تضع وصايا العصر الجديد نهاية لجميع ممارسات العصر القديم وطقوسه، كما تضع نهاية أيضًا لجميع الممارسات من عصر يسوع والممارسات الموجودة قبله. إنها تُحضر الإنسان أمام الإله الأكثر عملية، وتسمح له بأن يبدأ في نيل كمال الله الشخصي؛ إذ إنها بداية طريق الكمال. لذلك يجب أن تتبنوا السلوك الصحيح إزاء وصايا العصر الجديد، فلا تتبعوها عشوائيًا أو تزدرونها. تؤكد وصايا العصر الجديد بشدة على نقطة واحدة: يجب على الإنسان أن يعبد إله اليوم العملي نفسه، وهو ما ينطوي على الخضوع لجوهر الروح بصورة أكثر عمليةً. كما تركز الوصايا على المبدأ الذي سيدين به الله الإنسان ليكون إما مذنبًا أو بارًّا بعدما ظهر كشمس البر. إن فهم الوصايا أسهل من ممارستها. ومن هذا يمكن أن يُرى أنه إذا كان الله يبغي أن يكمل الإنسان، فعليه أن يفعل هذا من خلال كلماته وإرشاده، ولا يمكن للإنسان بلوغ الكمال عن طريق ذكائه الفطري فحسب. إن قدرة الإنسان على حفظ وصايا العصر الجديد من عدمها أمر يتعلق بمعرفة الإنسان بالإله العملي. لذلك فإن قدرتك على حفظ الوصايا من عدمها هو سؤال لا يمكن الإجابة عنه في غضون أيام، بل هو درس عميق مطلوب تعلُّمه.

من "حفظ الوصايا وممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 427

ممارسة الحق هي سبيل يمكن لحياة الإنسان أن تنمو عبره. إن لم تمارسوا الحق، فستُترَكون فقط مع النظرية ولن تكون لديكم حياة فعلية. الحق هو رمز لقامة الإنسان، وممارستك للحق من عدمها تتعلق بكونك تتمتع بقامة حقيقية أم لا. إن كنت لا تمارس الحق، ولا تتصرف باستقامة، وتتأرجح بين المشاعر والاهتمام بجسدك، فأنت بعيد عن حفظ الوصايا. هذا هو أعمق درس. في كل عصر، هناك العديد من الحقائق التي يحتاج الناس إلى الدخول فيها وفهمها، ولكن في كل عصر، هناك أيضًا وصايا مختلفة تصاحب تلك الحقائق. ترتبط الحقائق التي يمارسها الناس بعصر محدد، وكذلك الوصايا التي يحفظونها. لكل عصر حقائقه الخاصة التي يجب ممارستها ووصاياه الخاصة التي يجب حفظها. ولكن بناءً على الوصايا المختلفة التي يسنها الله، أي بناءً على العصور المختلفة، يختلف الهدف من ممارسة الإنسان للحق والأثر المترتب على ذلك على نحو متناسب. يمكن القول إن الوصايا تخدم الحق، والحق موجود من أجل الحفاظ على الوصايا. إن كان هناك حق فقط، فلن يكون هناك تغيير في عمل الله للتحدث عنه. مع ذلك، من خلال الرجوع للوصايا، يمكن للإنسان أن يُعرِّف مدى توجهات عمل الروح القدس، ويمكن للإنسان أن يعرف العصر الذي يعمل فيه الله. في الدين، هناك العديد من الناس الذين يمكنهم ممارسة الحقائق التي مارسها الناس في عصر الناموس. ولكنهم لا يملكون وصايا العصر الجديد ولا يمكنهم حفظها. ما زالوا يحفظون الطرق القديمة ويظلون بشرًا بدائيين. لا يتبعون أساليب العمل الجديدة ولا يمكنهم رؤية وصايا العصر الجديد. وعليه، فإنهم لا يملكون عمل الله. وكأن لديهم قشور بيض فارغة فقط. إن لم يوجد بداخلها فَرْخ، فلا يوجد روح. بتعبيرٍ أدق، يعني هذا أن ليس لهم حياة. إن مثل هؤلاء الناس لم يدخلوا بعد في العصر الجديد وتأخروا عدة خطوات للوراء. لذلك فلا جدوى من امتلاك حقائق من العصور القديمة دون امتلاك وصايا العصر الجديد. يمارس العديد منكم حق اليوم ولكنهم لا يحفظون وصاياه. لن تربحوا شيئًا، والحق الذي تمارسونه سيكون بلا قيمة ولا مغزى ولن يمدحكم الله. إن ممارسة الحق يجب أن تتم ضمن معايير أساليب العمل الحالي للروح القدس؛ يجب أن تتم كاستجابة لصوت الإله العملي اليوم. دون عمل هذا، يكون كل شيء باطلاً، مثل محاولة سحب الماء بسلة من الخيزران. هذا هو أيضًا المعنى العملي لسن وصايا العصر الجديد. إن كان على الناس أن يلتزموا بالوصايا، فيجب على الأقل أن يعرفوا الإله العملي الذي يظهر في الجسد، دون التباس. بمعنى آخر، يجب أن يفهم الناس مبادئ الالتزام بالوصايا. لا يعني الالتزام بالوصايا اتباعها عشوائيًا أو تعسفيًا، بل الالتزام بها بأساس وهدف ومبادئ. أول شيء يجب تحقيقه هو أن تكون رؤاك واضحة. إن كان لديك فهم شامل لعمل الروح القدس في الوقت الحالي، وإن دخلت في أساليب عمل اليوم، فستكتسب بطبيعة الحال فهمًا واضحًا لحفظ الوصايا. إن جاء اليوم الذي تدرك فيه بوضوح جوهر وصايا العصر الجديد وتستطيع أن تحفظ الوصايا، فعندئذ ستكون قد تكمَّلت. هذا هو المغزى العملي لممارسة الحق وحفظ الوصايا. إن قدرتك على ممارسة الحق من عدمها تعتمد على كيفية تصوُّرك لجوهر وصايا العصر الجديد. سيظهر عمل الروح القدس باستمرار للإنسان، وسيطلب الله المزيد والمزيد من الإنسان. لذلك، فإن الحقائق التي يمارسها الإنسان فعليًّا ستزداد في العدد وتصير أعظم، وستصبح آثار حفظ الوصايا أكثر عمقًا. لذلك، يجب أن تمارسوا الحق وتحفظوا الوصايا في الوقت نفسه. لا يجب على أحد أن يهمل هذا الأمر. ليبدأ الحق الجديد والوصايا الجديدة معًا في هذا العصر الجديد.

من "حفظ الوصايا وممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 428

كثيرون يمكنهم أن يتكلموا قليلاً عن الممارسة، ويمكنهم أن يتكلموا عن انطباعاتهم الشخصية، لكنَّ غالبية حديثهم ما هو إلا شذرات مقتبسة من كلمات الآخرين، ولا يشمل أي شيء مطلقًا من ممارساتهم الشخصية ولا ما يرونه من واقع خبراتهم. كنتُ قد تناولت هذه المسألة بالتحليل من قبل. لا تظنوا أنني لا أعرف شيئًا. هل أنت مجرد نَمِر من ورق، لكنك تتكلم عن هزيمة الشيطان، وعن أنك تحمل شهادات النصر وتحيا بحسب صورة الله؟ هذا كله هُراء! أتظن أن الغرض من كل هذه الكلمات التي قالها الله اليوم أن تُعْجَب بها فقط؟ فمك يتحدث عن خلع الإنسان العتيق وممارسة الحق، لكنَّ يديك تقترفان أفعالاً أخرى وقلبك يرسم مخططات؛ فأي نوع من الأشخاص أنت؟ لماذا قلبك ويداك ليسوا واحدًا ونفس الشيء؟ عظاتُ كثيرة أصبحت كلمات جوفاء؛ أليس هذا الأمر يكسر القلب؟ إذا كنتَ غير قادر على أن تطبِّق كلمة الله، فإن ذلك يدلَّ على أنك لم تدخل بعد طريق أعمال الروح القدس، ولم تحصل بعد على عمل الروح القدس في داخلك، ولم تحصل بعد على إرشاده. إذا قلتَ إنك تستطيع فقط أن تفهم كلمة الله لكن لا تستطيع أن تمارسها، فأنت شخص لا يحب الحق. لم يأتِ الله ليخلِّص هذه النوعية من الأشخاص. لقد قاسى يسوع ألمًا رهيبًا عندما صُلب ليخلِّص الخطاة، وليخلِّص المساكين، وليخلص جميع المتواضعين. لقد كان صلبه بمثابة ذبيحة خطيَّة. إن لم تستطع أن تطبِّق كلمة الله، يجب أن ترحل بأسرع ما يمكن. لا تتسكع في بيت الله كمتطفلٍ. بل إن كثيرين يجدون صعوبة في أن يمنعوا أنفسهم من أن يفعلوا أشياء تقاوم الله بوضوح. أليسوا بذلك يطلبون الموت لأنفسهم؟ كيف لهم أن يتكلموا عن دخول ملكوت الله؟ ألديهم الجرأة ليبصروا وجهه؟ تأكل الطعام الذي رزقك به وتفعل أشياء ملتوية تقاوم الله، وتكون شريرًا وماكرًا وخادعًا حتى في الوقت الذي يسمح لك الله فيه بأن تستمتع بالبركات التي منحك إياها؛ ألا تشعر بها تحرق يديك عندما تتلقاها؟ ألا تشعر بحمرة الخجل؟ ألا تشعر بالخوف وقد اقترفتَ ما يخالف الله وخططت "لرفع راية العصيان"؟ إن لم تكن تشعر بشيءٍ، فكيف يمكنك أن تتكلم عن أي مستقبل؟ لم يكن لك بالفعل أي مستقبل منذ أمدٍ بعيد، فأي أمنيات عظمى لا تزال تراودك؟ إذا قلت شيئًا وقحًا ولم تشعر – رغم ذلك – بالتأنيب، ولم ينتبه قلبك إلى ذلك، أفلا يعني ذلك أنك قد رُذِلْتَ من الله؟ أصبح القول والتصرف بتحرر ومن دون ضوابط طبيعة لك، فكيف يجعلك الله كاملاً هكذا؟ هل ستتمكن من أن تمشي حول العالم؟ مَنْ سيقتنع بك؟ لن يقترب منك أولئك الذين يعرفون طبيعتك الحقيقية. أليس هذا عقاب الله؟ على أي حال، إذا كان هناك كلام فقط دون ممارسة، فلن يكون هناك نمو. رغم أنَّ الروح القدس ربما يمارس عمله فيك بينما تتحدث أنت، فإنه سوف يتوقف عن العمل إن لم تمارس. إذا ظللت على هذا الحال، فكيف يكون هناك أي حديث عن المستقبل أو تسليم كيانك بجملته إلى عمل الله؟ يمكنك أن تتكلم فقط عن تقديم كيانك كله، لكنك لم تقدم محبتك الحقيقية لله؛ فكل ما يتلقاه الله هو تكريس باللسان، ولا تقدّم له عزمك على ممارسة الحق. هل يمكن أن تكون هذه قامتك الفعلية؟ إذا كنتَ لتستمر على هذا المنوال، فمتى سيُكمِّلَك الله؟ ألا تشعر بالقلق تجاه مستقبلك المظلم الكئيب؟ ألا تشعر أن الله قد أيس منك؟ ألا تعرف أن الله يريد أن يمنح الكمال لأناس أكثر وأفرادٍ جُدُد؟ هل تَثْبُت الأشياء العتيقة؟ إنك لا تنتبه إلى كلمات الله اليوم: هل تنتظر الغد؟

من "الشخص الذي يسعى إلى الخلاص هو شخص يرغب في ممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 429

إن إعلاء كلام الله وقدرتك على شرحه بلا خجل لا يعنيان أنك تقتني الحقيقة؛ فالأمور ليست بالبساطة التي تتخيَّلها. ما إذا كنتَ تقتني الحقيقة من عدمه لا يعتمد على ما تقوله، بل بالحري يعتمد على ما تحياه. فقط عندما يصبح كلام الله حياتك وأسلوبك الطبيعي في التعبير، يمكن أن يُقال إنك تقتني الحقيقة، وعندئذٍ فقط تُعَد واحدًا ممَّن اكتسبوا فهمًا حقيقيًا وقامة فعلية. لا بد أن تكون قادرًا على تحمُّل الاختبار لمدد طويلة، ولا بد أن تكون قادرًا على أن تحيا الصورة التي يطلبها الله. لا يجب أن يكون ذلك مجرَّد استعراض، بل يجب أن يتدفق منك على نحو طبيعي. حينئذٍ فقط ستقتني بحقٍ الحقيقة، وحينئذٍ فقط تكون قد ربحت الحياة. دعني أستخدم مثال تجربة عُمَّال الخدمة الذي يعرفه الجميع. بوسع أي واحد أن يتكلَّم عن النظريات الأسمى المتعلِّقة بعُمَّال الخدمة، ويفهم كل واحد منكم هذا الأمر فهمًا جيدًا، ويتحدَّث عنه، ويتفوق كل حديث حول الموضوع عن سابقه، كما لو كانت مسابقة. لكن لو لم يجتز الإنسان تجربة شديدة، فمن الصعب جدًا القول بأن له شهادة حسنة يقدِّمها. باختصار، لا يزال ما يحياه الإنسان يفتقر إلى الكثير جدًا، ويتناقض تمامًا مع فهمه؛ لذلك، لم يصبح بعد هو القامة الفعلية للإنسان، ولم يصبح بعد حياة الإنسان. نظرًا لأن فهم الإنسان لم يصبح واقعيًا، فإن قامته ما زالت كقلعة مبنيَّة على الرمال، تتمايل وعلى شفا الانهيار. ليس لدى الإنسان إلَّا القليل جدًا من الحقيقة، بل إنَّه من شبه المستحيل أن تجد أي حقيقة في الإنسان. ثمة حقيقة ضئيلة للغاية تتدفق تدفقًا طبيعيًا من الإنسان، وكل حقيقة يحياها هي حقيقة مُصطَنَعَة؛ وهذا هو السبب وراء قولي إن الإنسان لا يقتني أي حقيقة. مع أن الناس يدَّعون أن حبهم لله لا يتغير مطلقًا، فليس هذا إلَّا ما يقولونه قبل أن يُواجهوا أي تجاربَ. ما إن تواجههم التجارب فجأة يومًا ما، تصبح الأمور التي تكلَّموا عنها غير متوافقة مع الحقيقة مرة أخرى، ويُثبت هذا مرة أخرى أن الإنسان لا يقتني أي حقيقة. يمكن القول إنَّك كلَّما صادفتَ أشياء لا توافق مفاهيمك، وتتطلَّب تنحية ذاتك جانبًا، فتلك الأشياء هي تجاربك. قبل أن تُكشَف إرادة الله، يجتاز كل واحدٍ امتحاناً صعباً وتجربة هائلة. هل بوسعك أن تفهم هذا الأمر فهمًا عميقًا؟ عندما يريد الله أن يجرِّب الناس، فإنه يسمح لهم دائمًا بتحديد اختياراتهم قبل الكشف عن الحق الفعلي. وهذا يعني أنَّه عندما يُخضع الله الإنسان لتجارب، لن يخبرك أبدًا بالحق؛ وهذه هي الطريقة التي يُكشف بها الناس. هذه إحدى طرق الله في القيام بعمله، حتى يرى ما إذا كنت تعرف إله اليوم، وما إذا كنت أيضًا تقتني أي حقيقة من عدمه. هل أنت خالٍ حقًا من الشكوك بشأن عمل الله؟ هل ستتمكَّن حقًا من الثبات عندما تحل بك تجربة شديدة؟ مَنْ ذا الذي يجرؤ على أن يقول: "أضمنُ أنه لن تكون هناك أي مشكلات"؟ ومَنْ ذا الذي يجرؤ على التأكيد قائلًا: "وإن شكّ الآخرون، فأنا لن أشك مطلقًا"؟ إن الأمر يشبه تمامًا عندما تعرّض بطرس لتجارب، كان دائمًا يتفاخر قبل أن يُكشَف الحق. ليس هذا عيباً شخصياً يخص بطرس وحده، لكنَّه أكبر صعوبة تواجه كل إنسان حاليًا. لو إنني كنتُ لأزور بضعة أماكن، أو أزور القليل من الإخوة والأخوات، أو لأرى فهمكم لعمل الله اليوم، لاستطعتم بكل تأكيد أن تقولوا الكثير عن معرفتكم، ولبدا عليكم كما لو أنَّه لا تخامركم أي شكوك البَتَّة. هَب أنني سألتك: "هل بوسعك حقًا أن تُقرِّر أن عمل اليوم يضطلع به الله ذاته؟ دون أدنى شك؟"، لكانت إجابتك بالتأكيد: "إنَّه العمل الذي يضطلع به روح الله دون أدنى شك على الإطلاق". بمجرَّد أن تجيب بهذه الطريقة، لا تشعر – بالتأكيد – بذرَّةٍ من شك، بل وربما تشعر بسرور تام، معتقدًا أنَّك قد اقتنيتَ قدرًا قليلًا من الحقيقة. أولئك الذين يميلون إلى فهم الأشياء على هذا النحو هُم أناس يقتنون قدرًا أقل من الحقيقة؛ فكلَّما زاد اعتقاد المرء بأنَّه اقتنى الحقيقة، تضاءلت قدرته على الثبات عندما تواجهه التجارب. ويل للمتعجرفين والمتكبّرين، وويل لمَنْ لا يعرفون أنفسهم؛ فمثل هؤلاء الناس ماهرون في الحديث، ولكنَّهم الأسوأ عندما تتحوَّل كلماتهم إلى سلوك؛ وما إن تلوح أقل بادرة متاعب، يبدأ أولئك الناس في الشك، ويتسلَّل فكر الانسحاب إلى عقولهم. إنَّهم لا يقتنون أي حقيقة؛ فكل ما لديهم نظريات أعلى من الدين، من دون أي حقيقة يطلبها الله الآن. أكثر ما يثير اشمئزازي هم أولئك الذين يتكلَّمون عن النظريات فحسب دون أن يقتنوا أي حقيقة. إنَّهم يصيحون بأعلى صوت عندما يضطلعون بعملهم، لكنَّهم ينهارون بمجرَّد أن يُواجَهوا بالحقيقة. أما يُظهِرُ ذلك أن أولئك الناس لا يقتنون الحقيقة؟ مهما كانت الريح والأمواج عاتية، إذا كان بوسعك أن تظل ثابتًا دون أن تدع ذرة من شك تدخل عقلك، وأن تستطيع أن تظل صامدًا وأن تبقى خاليًا من الإنكار، حتى عندما لا يبقى أحد غيرك، فعندها ستُحسب ضمن أولئك الذين يتمتَّعون بفهم حقيقي، وأنك بصدق تقتني الحقيقة. أمَّا إذا كنتَ تتغيَّر بتغير اتجاه هبوب الريح أَيَّما كان، وإذا كنت تتبع الأغلبية، وتتعلَّم ترديد حديث الآخرين، مهما كنت فصيحًا، فلن يُعَد هذا دليلًا على اقتنائك للحقيقة؛ لذلك أشير عليك ألا تسارع إلى الصياح بكلام فارغ. هل تعرف ما الذي سيقوم به الله؟ لا تتصرَّف كبطرس آخر، خشية أن تجلب على نفسك الخزي وتخسر قدرتك على رفع رأسك عاليًا؛ فلن يفيد ذلك أحدًا. ليس لدى غالبية الناس قامة حقيقية. ومع أن الله قد قام بقدرٍ كبيرٍ من العمل، لكنَّه لم يُنزل الحقيقة على الناس، أو بمعنى أدقّ، لم يوبِّخ الله أحدًا بصفة شخصية مطلقًا. لقد كشفت تلك التجارب بعض الناس، حيث راحت أياديهم الآثمة تزحف إلى الخارج أكثر فأكثر، مُعتقدين أنَّه من السهل أنّ ينالوا الأفضل من الله، وأن يفعلوا ما يحلو لهم. لمَّا كانوا غير قادرين على تحمُّل حتى هذا النوع من التجارب، تكون التجارب الأكثر صعوبة مستحيلة لهم، وكذلك يصبح اقتناء الحقيقة أيضًا أمرًا مستحيلًا. أما يحاولون خداع الله فحسب؟ إن اقتناء الحقيقة ليس بالشيء الذي يمكن تزييفه، ولا الحقيقة شيء يمكنك بلوغه من خلال معرفته، لكنَّه يعتمد على قامتك الفعلية، وعلى ما إذا كنتَ تستطيع تحمُّل كل التجارب أم لا. هل تفهم؟

من "ليس اقتناء الحقيقة إلَّا ممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 430

لا يطلب الله من الناس مجرَّد القدرة على الحديث عن الحقيقة؛ فهذا أمر سهل للغاية، أليس كذلك؟ فلماذا يتكلَّم الله إذًا عن الدخول إلى الحياة؟ لماذا يتكلَّم عن التغيير؟ إذا كان كل ما في وسع الناس هو مجرَّد كلام فارغ عن الحقيقة، فهل يمكنهم أن يحققوا تغييرًا في شخصيتهم؟ لا يتدرَّب جنود المملكة الأكفاء ليكونوا مجموعة من الناس ليس بوسعهم إلَّا الكلام عن الحقيقة أو التباهي؛ بل يتدرَّبون ليحيوا بحسب كلام الله دائمًا، وليبقوا أشدَّاء مهما قابلوا من انتكاسات، وليعيشوا وفق كلام الله، وألَّا يرجعوا إلى العالم. هذه هي الحقيقة التي يتحدَّث عنها الله، وهذا هو ما يطلبه الله من الإنسان. لذلك لا تعتبروا الحقيقة التي تحدَّث عنها الله كأمرِ شديد البساطة. إنَّ مجرَّد الاستنارة من الروح القدس لا تعادل اقتناء الحقيقة؛ هذه ليست قامة الإنسان، بل هي نعمة الله، والتي لا يسهم فيها الإنسان بأي شيءٍ. ينبغي على كل شخص أن يتحمَّل معاناة بطرس، والأكثر من ذلك، أن يقتني مجد بطرس، وهو ما يعيشه بعد أن يقتني عمل الله، وهذا وحده يمكن أن يُسمى حقيقة. إيَّاك أن تظن أنَّك تقتني الحقيقة لأنَّك تستطيع أن تتحدَّث عنها. فهذه مغالطة. مثل هذه الأفكار لا توافق مشيئة الله، وليس لها أي أهمية فعليَّة. إيَّاك أن تقول أشياءَ كهذه في المستقبل، تخلّص من هذه الأقاويل! جميع الذين يفهمون كلام الله فهمًا خاطئًا هم غير مؤمنين، وليست لديهم أي معرفة حقيقية، وبالأحرى، ليست لديهم أي قامة حقيقية، بل هم أناس جهلة تعوزهم الحقيقة. بمعنى آخر، كل أولئك الذين يعيشون خارج جوهر كلام الله هم غير مؤمنين. أولئك الذين يعتبرهم الناس غير مؤمنين هم وحوش في عيني الله، وأولئك الذين يحسبهم الله غير مؤمنين هم أناس ليس لهم كلام الله كحياتهم؛ ومن ثمَّ، يمكن أن يُقال إنَّ أولئك الذين لا يقتنون حقيقة كلام الله ويخفقون في أن يحيوا بحسب كلام الله هم غير مؤمنين. إن قصد الله هو أنْ يجعل كل واحد يحيا بحسب حقيقة كلامه، وليس مجرَّد أن يتكلَّم كل واحد عن الحقيقة؛ لكن الأهم من ذلك أن يمكِّن كل واحد من أن يحيا بحسب حقيقة كلامه. الحقيقة التي يدركها الإنسان سطحية للغاية؛ إنها عديمة القيمة ولا تستطيع أن تحقَّق إرادة الله. إنَّها متدنيَّة جدًا ولا تستحق حتى أن تُذكَر، وهي ناقصة للغاية وأبعد ما تكون عن معايير متطلَّبات الله. سوف يخضع كل واحد منكم لفحصٍ جوهري لأرى مَنْ منكم لا يعرف إلَّا الحديث عمّا تفهمونه دون أن يستطيع الإشارة إلى الطريق، وكذلك للأكتشف مَنْ منكم مجرَّد نفاية عديمة الفائدة. تذكَّر هذا من الآن فصاعدًا! لا تتحدَّث عن معرفة فارغة، بل تحدَّث فقط عن طريق الممارسة وعن الحقيقة. تحدَّث عن التحوُّل من المعرفة الحقيقية إلى الممارسة الحقيقية، ثم التحوُّل من الممارسة إلى الحياة الحقيقية. لا تعظ الآخرين، ولا تتحدَّث عن المعرفة الحقيقية. إن كان فهمك طريقًا، فدَع كلماتك تمضي بحريةٍ عليه، أمَّا إن لم يكن طريقًا، فمن فضلك اُصمت وتوقف عن الكلام؛ فإنَّ ما تقوله عديم النفع. إنَّك تتحدَّث عن الفهم كي تخدع الله وتجعل الآخرين يحسدونك. أليس هذا طموحك؟ ألا تتلاعب عن عمد بالآخرين؟ هل في هذا أي قيمة؟ إن كنت تتحدَّث عن الفهم بعد أن تكون قد اختبرته، فلن تُرى على أنك تتباهى، وإلَّا فلستَ سوى شخص يتفوَّه بكلمات متعجرفة. توجد أمور عديدة في ممارستك الفعليَّة لا تستطيع أن تتغلَّب عليها، ولا يمكنك أن تتمرَّد على جسدك. إنَّك تفعل دائمًا ما يحلو لك، ولا ترضي مشيئة الله أبدًا، لكن تظل لديك الجرأة على الحديث عن فهم نظريّ. يا لك من وقح! ما زالت لديك الجرأة على الحديث عن فهمك لكلام الله. كم أنت وقح! لقد أصبح الوعظ والتباهي طبيعتك، وأصبحتَ معتادًا على القيام بهذا. عندما ترغب في الحديث، يسهل عليك ذلك، لكنَّك تنهمك في التنميق عندما يتعلَّق الأمر بالممارسة. أليست هذه طريقة لخداع الآخرين؟ ربما تستطيع أن تخدع البشر، لكن الله لا يمكن أن ينخدع. لا يتمتَّع البشر بالوعي أو التمييز، لكنّ الله يأخذ تلك الأمور بجدية، ولن يصفح عنك. ربما يدافع عنك إخوتك وأخواتك ويمدحون فهمك ويُعجَبون بك، ولكن إن لم تقتني الحقيقة، فلن يصفح الروح القدس عنك. ربما لن يسعى الإله العملي وراء عيوبك، لكن روح الله سيتجاهلك، وسيكون ذلك صعبًا لتتحمَّله. هل تصدِّق هذا؟ أكْثِر من الحديث عن حقيقة الممارسة. هل نسيت بالفعل؟ أكْثِر من الحديث عن الطرق العملية. هل نسيت بالفعل؟ "قلل من الحديث عن النظريات السامية والحديث المتكلَّف عديم القيمة، ومن الأفضل أن تبدأ الممارسة من الآن". هل نسيتَ هذه الكلمات؟ ألا تفهم مطلقًا؟ أما تدرك مشيئة الله؟

من "ليس اقتناء الحقيقة إلَّا ممارسة الحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 431

يتعيَّن عليكم أن تتعلَّموا دروسًا أكثر واقعيَّة؛ فلا حاجة إلى ذلك الحديث الرنَّان الأجوف الذي يُعجَب به الناس. عندما يتعلَّق الأمر بالحديث عن المعرفة، يكون كل شخص أعلى في المستوى من الشخص الذي قبله، لكنْ يظل لا يملك سبيلًا للممارسة. كم عدد الناس الذين فهموا مبادئ الممارسة؟ كم عدد الذين تعلَّموا دروسًا فعلية؟ مَن في وسعه أن يقوم بالشركة حول الأمور الواقعية؟ إن القدرة على الحديث عن المعرفة بكلام الله لا تعني أنَّك تملك قامةً حقيقيةً؛ فهي تُظهِرُ فقط أنك وُلِدْتَ ذكيًا، وأنَّك موهوب، لكن إذا كنتَ غير قادرٍ على بيان الطريق، فحينئذٍ ستكون النتيجة لا شيء، وستكون تافهًا وعديم الفائدة! ألا تكون مُدَّعيًا إذا كنتَ غير قادر على أن تقول أي شيءٍ عن طريق فعلي للممارسة؟ أما تكون مُتصنِّعًا إذا كنتَ غير قادر على تقديم خبراتك الفعلية للآخرين، التي تعطيهم بها دروسًا يستطيعون التعلُّم منها أو طريقًا يمكنهم اتّباعه؟ أما تكون زائفًا؟ ماذا لديك من قيمة؟ شخصٌ كهذا لا يمكنه أن يقوم إلَّا بدور "مخترع نظرية الاشتراكية"، وليس "مُساهمًا في قيام الاشتراكية". الخلو من الواقعيَّة هو افتقار إلى الحق. الخلو من الواقعيَّة هو انعدام للفائدة. الافتقار إلى الواقعيَّة يعني أن تكون جثة سائرة. الافتقار إلى الواقعيَّة يعني أن تكون واحدًا من "مفكري الماركسيَّة اللينينيَّة" دون أن تكون لك قيمة كمرجع. أهيب بكل واحد منكم أن يكف عن الحديث حول النظريَّة ويتحدَّث عن شيءٍ واقعيّ، شيءٍ حقيقي وجوهريّ، ويدرس "فنًا حديثًا"، ويقول شيئًا واقعيًّا، ويُسهِم في شيءٍ واقعيّ، وأن يكون لديه بعض من روح التكريس. واجه الواقع عندما تتحدَّث، ولا تستغرق في حديثٍ مغالٍ وغير واقعي لتجعل الناس يشعرون بالسعادة أو لتجعلهم ينهضون وينتبهون لك. ما القيمة في ذلك؟ ما الطائل من وراء دفع الناس ليعاملوك بحرارة؟ كُن "منمقًا" قليلًا في حديثك وأكثر عدلًا بعض الشيء في سلوكك، وأكثر تعقّلًا بعض الشيء في طريقة معالجتك للأمور، وعمليًّا أكثر قليلًا فيما تقوله، وفكِّر في تحقيق الفائدة لبيت الله في كل تصرُّف تقوم به، وأصغِ إلى صوت ضميرك حين تصبح انفعاليًّا، ولا تُجازِ المعروف بالكراهية أو تتنكَّر للمعروف، ولا تكن مرائيًا خشية أن تصبح ذو تأثير سيئ. عندما تأكل وتشرب كلام الله، فاربطه بشكل مباشر أكثر بالواقع، وعندما تقوم بالشركة، تحدَّث أكثر عن أمور واقعيَّة، ولا تكن مُترفِّعًا؛ فهذا لن يُرضي الله. في تعاملاتك مع الآخرين، كن متسامحًا أكثر قليلًا، وليِّنًا أكثر قليلًا وسخيًّا أكثر قليلًا، وتعلَّم من "روح رئيس الوزراء"[أ]. عندما تراودك أفكار سيئة، تمرَّس أكثر في إهمال الجسد. عندما تعمل تكلَّم أكثر عن الطرق الواقعيَّة، ولا ترفع مستوى حديثك أكثر من اللازم، وإلَّا فسوف يكون أعلى من مستوى إدراك الناس. متعة أقل، ومساهمة أكثر – اظهر روح التكريس الغيريَّة. كن أكثر مراعاةً لمقاصد الله، وأصغِ أكثر إلى صوت ضميرك، وكُن أكثر تيقُّظًا، ولا تنسَوا كيف يتحدَّث الله إليكم بصبرٍ وبجديةٍ كل يوم. أكثروا من قراءة "مفكراتكم القديمة"، وأكثروا من الصلاة والشركة، ولا تكونوا مشوَّشين، لكن أظهروا بعض الإحساس واربحوا بعض البصيرة. عندما تمتد أيديكم الآثمة إلى شيءٍ ما، فاسحبوها، ولا تسمحوا لها بالتمادي بعيدًا؛ فهذا غير مُجدٍ، إذ لن تجدوا من الله إلَّا اللعنات، فاحترسوا. دعوا قلوبكم تشفق على الآخرين، ولا تواجِهوا دائمًا بأسلحةٍ في أيديكم. قوموا بالشركة أكثر عن معرفة الحق وتكلّموا أكثر عن الحياة، واحتفظوا بروح المساعدة للآخرين. لتكن أفعالكم أكثر من أقوالكم. ليكن ما تمارسونه أكثر مما تُخضِعونهُ للبحث والتحليل. دعوا الروح القدس يحرككم أكثر، وامنحوا الله فرصًا أكثر ليُكمِّلَكم. استغنُوا عن المزيد من العناصر البشرية؛ فما زلتم تقتنون الكثير من الطرق البشرية للقيام بالأشياء، وما زالت سلوكياتكم وتصرّفاتكم السطحية بغيضة بالنسبة إلى الآخرين؛ فانزعوا عنكم المزيد منها. ما زالت حالتكم النفسية بغيضة للغاية، فاقضوا المزيد من الوقت في تحسينها. ما زلتم تمنحون الناس مكانة هائلة، امنحوا الله مكانة أكبر، ولا تكونوا غير عاقلين إلى هذا الحد؛ فلطالما كان "الهيكل" هيكل الله ولا ينبغي أن يستولي عليه الناس. باختصار، اهتموا أكثر بالبرّ وأقل بالمشاعر، ومن الأفضل أن تتجاهلوا الجسد. تحدَّثوا أكثر عن الواقع وأقل عن المعرفة؛ والأفضل أن تصمتوا ولا تقولوا شيئًا. تحدَّثوا أكثر عن طريق الممارسة، وقلِّلوا من المفاخر التافهة، ومن الأفضل أن تبدأوا الممارسة من الآن.

من "ركِّز أكثر على الواقعية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

أ روح رئيس الوزراء: قول صيني قديم يُستخدم في وصف شخص واسع الأفق وسخي.


كلمات الله اليومية اقتباس 432

إن الله لا يطلب من الناس أمورًا غايةً في العلو، وإذا بذلوا ولو حتى القليل من الجهد فسيحصلون على "درجة النجاح". إن فهم الحق ومعرفته وإدراكه في الواقع أعقد بكثير من ممارسته؛ فمعرفة الحق وإدراكه يأتيان بعد ممارسته، تلك هي الخطوات والطريقة التي يعمل بها الروح القدس. فكيف لا تطيعه؟ أتستطيع رِبح عمل الروح القدس عن طريق فعل الأشياء على طريقتك؟ هل يعمل الروح القدس بحسب رغبتك، أو بناءً على نقائصك تبعًا لكلام الله؟ سيكون من العبث إذا كنتَ لا تستطيع أن ترى هذا بوضوح. لماذا بذلت غالبية الناس جهدًا كبيرًا في قراءة كلام الله ولكنها لا تجني سوى المعرفة، وليس في وسعها أن تقول أي شيء بعد ذلك عن طريقٍ حقيقي؟ أتظن أن اقتناء المعرفة يرقى إلى اقتناء الحق؟ أليست هذه وجهة نظر مشوشة؟ في وسعك أن تتكلَّم بمعارف بقدر رمل الشاطئ، لكن لا شيء منها يشتمل على أي طريق حقيقي. ألا تحاولون أن تخدعوا الناس من خلال القيام بهذا؟ ألا تقدمون بهذا عرضًا فارغًا بلا مادة تدعمه؟ كل تصرُّف على هذا النحو يضر بالناس! كلَّما عَلَتْ النظرية، وكلَّما خَلَتْ من الواقعية، عجزت عن الوصول بالناس إلى الواقعية؛ وكلَّما عَلَتْ النظرية، جعلتك أكثر تحديًا ومقاومةً لله. لا تتعامل مع أعلى النظريات ككنزٍ ثمين؛ فهي مؤذية ولا تخدم أي غرض! ربما يستطيع بعض الناس أن يتحدَّثوا عن أعلى النظريات، لكن تلك النظريات ليس فيها شيء من الواقعية، لأن هؤلاء الناس لم يختبروها بأنفسهم، ولذلك ليس لديهم طريق للممارسة. أناس كأولئك غير قادرين على اقتياد الآخرين على الطريق الصحيح، ولن يقتادوهم إلَّا إلى الضلال. أليس هذا بضارٍّ للناس؟ على الأقل، عليك أن تكون قادرًا على حل مشاكل الناس الراهنة وأن تسمحوا لهم بأن يتمكَّنوا من الدخول؛ فهذا وحده يُعَد تكريسًا، وحينئذٍ فقط تصبح مؤهلًا للعمل من أجل الله. لا تتكلَّم دائمًا كلماتٍ منمَّقة وغير واقعية، ولا تستخدم مجموعة من الممارسات غير الملائمة كي تكبِّل الآخرين وتَحْمِلهم على طاعتك؛ فلن يكون لفعلك هذا أي تأثير، ولا يمكن أن يزيد الناس إلَّا ارتباكًا. الاستمرار على هذا المنوال سيتمخض عنه الكثير من التعاليم التي ستجعل الناس تبغضك. هذا هو عيب الإنسان، وهو حقًا لمهين؛ لذلك، تكلَّم أكثر عن المشاكل الموجودة فعلًا، ولا تتعامل مع خبرات الناس بوصفها ملكية شخصية تستعرضها أمام الآخرين لتنال إعجابهم. يجب أن تبحث بصورة فردية عن مخرجٍ لك. هذا ما يجب على كل شخص أن يمارسه.

إن كان ما تقوم بالشركة عنه يستطيع أن يمنح الناس طريقًا يسلكونه، فهذا إنَّما يعود إلى اقتنائك الواقعية. فبغض النظر عمَّا تقوله، يجب أن تقتاد الناس إلى الممارسة وأن تمنحهم كلّهم طريقًا يمكنهم اتّباعه. لا تكتفي بالسماح لهم بامتلاك المعرفة؛ فالأهم من ذلك أن يكون لديهم طريقٌ يسيرون فيه. ولكي يؤمن الناس بالله، يجب أن يسلكوا الطريق الذي يقودهم فيه الله في عمله، وهذا يعني أن عملية الإيمان بالله هي عملية السير في الطريق الذي يقودك فيه الروح القدس؛ وعليه، يجب أن يكون لديك طريقٌ تستطيع أن تسير فيه مهما كانت الظروف، ويجب أن تضع قدمك على طريق الكمال الذي هو من الله. لا تتخلَّف كثيرًا عن الركب، ولا تشغل نفسك بالكثير من الأمور. إذا مشيتَ في الطريق الذي يقودك فيه الله دون أن تُسبب عوائق، حينئذٍ فقط تستطيع أن تنال عمل الروح القدس وتمتلك طريق الدخول. هذا وحده يُعَد متماشيًا مع مقاصد الله وتحقيقًا لواجب البشرية. يجب على كل شخصٍ بوصفه فردًا في هذا التيار أن يؤدي واجبه على نحوٍ سليم، وأن يكثر من فعل ما يجب على الناس أن يفعلوه، وألَّا يتصرف بإرادته المنفردة. يجب على الناس الذين يقومون بعملٍ أن يجعلوا كلامهم واضحًا، ويجب على التابعين أن يركِّزوا أكثر على تحمُّل المصاعب والطاعة، ويجب على الجميع أن يتمسَّكوا بأماكنهم وألَّا ينحرفوا عن المسار. ينبغي أن يكون واضحًا في قلب كل شخص كيف يتعين عليه أن يتصرَّف وما الوظيفة التي يجب أن يقوم بها. اسلك الطريق الذي يقودك فيه الروح القدس، ولا تضل أو تخطئ. يجب أن تروا عمل اليوم بوضوح. دخول طريقة عمل اليوم هو ما ينبغي أن تمارسوه. إنه أول شيء يجب أن تدخلوه. لا تضيِّعوا أي كلمات بعدُ في أمورٍ أخرى. القيام بعمل بيت الله اليوم هو مسؤوليتكم، ودخول طريقة عمل اليوم هو واجبكم، وممارسة حق اليوم هي مهمَّتكم .

من "ركِّز أكثر على الواقعية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 433

الله هو إله عملي: كل عمله عملي، وكل الكلمات التي ينطق بها عملية، وكل الحقائق التي يعبِّر عنها عملية. كل كلمات غير كلماته إنما هي كلمات جوفاء وغير موجودة وغير سليمة. يرشد الروح القدس اليوم الناس إلى كلمات الله. وإذا كان على الناس أن يشرعوا في الدخول إلى الحقيقة، فعليهم أن يبحثوا عن الحقيقة، وأن يعرفوا الحقيقة، وبعدها يجب عليهم أن يختبروا الحقيقة، وأن يعيشوا الحقيقة. وكلما عرف الناس الحقيقة، تمكنوا من معرفة ما إذا كانت كلمات الآخرين حقيقية أم لا. كلما عرف الناس الحقيقة أكثر، قلّت تصوراتهم؛ كلما اختبر الناس الحقيقة، عرفوا أعمال إله الحقيقة، وأصبح من الأسهل عليهم أن يتحرّروا من شخصياتهم الشيطانية الفاسدة؛ كلما امتلك الناس الحقيقة، عرفوا الله، وكرهوا الجسد، وأحبوا الحقيقة؛ كلما امتلك الناس الحقيقة، اقتربوا من معايير متطلبات الله. الناس الذين يربحهم الله هم أولئك الذين يمتلكون الحقيقة، والذين يعرفون الحقيقة، وقد تعرّفوا على أعمال الله الحقيقية من خلال اختبار الحقيقة. وكلما تعاونت مع الله حقًا وأقمعت جسدك، اقتنيت عمل الروح القدس، واكتسبت الحقيقة، واستنرت بالله – ومن ثمَّ زادت معرفتك بأعمال الله الحقيقية. إذا كنت قادرًا على العيش في نور الروح القدس الحالي، فإن الطريق الحالي للممارسة سيصبح أكثر وضوحًا لك، وستكون أكثر قدرة على إبعاد نفسك عن المفاهيم الدينية والممارسات القديمة التي عفا عليها الزمن. الحقيقة اليوم هي البؤرة: كلما امتلك الناس الحقيقة، كانت معرفتهم عن الحقيقة أكثر وضوحًا، واتسع فهمهم لإرادة الله. يمكن للحقيقة أن تتفوق على جميع الحروف والتعاليم، ويمكنها أن تتفوق على كل النظريات والخبرات، وكلما زاد تركيز الناس على الحقيقة، زاد حبهم لله، وزاد جوعهم وعطشهم لكلماته. إذا ركّزت على الحقيقة دائمًا، فستُمحى بطبيعة الحال فلسفة حياتك، ومفاهيمك الدينية، وشخصيتك الطبيعية بعد عمل الله. أولئك الذين لا يسعون للحقيقة، وليس لديهم معرفة بالحقيقة، فمن المرجّح أنهم يسعون لما هو خارق للطبيعة، وسوف ينخدعون بسهولة. ليس لدى الروح القدس أي وسيلة للعمل في مثل هؤلاء الناس، ولذلك يشعرون بأنهم مقفرون، وأن حياتهم لا معنى لها.

لا يمكن للروح القدس أن يعمل فيك إلا عندما تتمرّن فعليًا، وتبحث فعليًا، وتصلي فعليًا، وترغب في المعاناة من أجل البحث عن الحقيقة. أولئك الذين لا يطلبون الحقيقة لا يملكون سوى الحروف والتعاليم، والنظريات الجوفاء، وأولئك الذين ليس لديهم الحقيقة فلديهم بطبيعة الحال العديد من التصورات عن الله. يتوق مثل أولئك الناس فقط إلى أن يحوّل الله جسدهم المادي إلى جسد روحاني حتى يصعدوا إلى السماء الثالثة. يا لحمق هؤلاء الناس! كل مَنْ يقول مثل هذه الأشياء ليس لديه معرفة بالله أو بالحقيقة. لا يمكن لمثل هؤلاء الناس بأية حال أن يتعاونوا مع الله، ولا يمكنهم سوى الانتظار انتظارًا سلبيًا. إذا كان على الناس أن يفهموا الحقيقة، وأن يروا الحقيقة بوضوح، وإضافة إلى ذلك، إذا أرادوا أن يدخلوا إلى الحقيقة، وأن يمارسوها، فعليهم أن يتمرّنوا فعليًا، وأن يبحثوا فعليًا، وأن يجوعوا ويعطشوا فعليًا. عندما تجوع وتعطش، وعندما تتعاون مع الله فعليًا، فإن روح الله سوف يلمسك ويعمل في داخلك بالتأكيد، الأمر الذي سيجلب لك مزيدًا من الاستنارة، ويمنحك المزيد من المعرفة بالحقيقة، ويكون عونًا أكبر لحياتك.

من "كيفية معرفة الحقيقة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 434

إذا أراد الناس معرفة الله، فعليهم أولاً أن يعرفوا أن الله إله عملي، وعليهم أن يعرفوا كلمات الله، وظهور الله العملي في الجسد، وعمل الله العملي. ستكون قادرًا على التعاون مع الله فقط بعد معرفة أن كل عمل الله عملي، ومن خلال هذا الطريق فحسب ستتمكن من تحقيق نمو حياتك. كل الذين ليست لديهم معرفة بالحقيقة ليست لديهم أية وسيلة لاختبار كلمات الله، فهم متورطون في تصوراتهم، ويعيشون في خيالهم، ومن ثمَّ فليس لديهم معرفة بكلمات الله. كلما زادت معرفتك بالحقيقة، اقتربت من الله، وكنت أكثر حميمية معه؛ كلما سعيتَ للغموض والتجريد، والعقيدة، ابتعدتَ عن الله، وهكذا يزداد شعورك بأن معايشة كلمات الله مضنية وصعبة، وأنك غير قادر على الدخول فيها. إذا كنت ترغب في الدخول إلى حقيقة كلمات الله، وتسير على المسار الصحيح لحياتك الروحية، فعليك أولاً أن تعرف الحقيقة وتعزل نفسك عن الأشياء الغامضة والخارقة للطبيعة – وهذا يعني، أنه يجب عليك أولاً أن تفهم كيف ينيرك الروح القدس في الواقع ويوجِّهك من الداخل. بهذه الطريقة، إن تمكّنت حقًا من فهم عمل الروح القدس الحقيقي في داخلك، فسوف تكون قد دخلت في الطريق الصحيح ليكمِّلك الله.

يبدأ كل شيء اليوم من الحقيقة. عمل الله هو الأكثر واقعية، ويمكن للناس أن يلمسوه؛ إنه ما يمكن للناس أن يعايشوه ويحققوه. يُوجد الكثير مما هو غامض وخارق للطبيعة داخل الناس، وهو ما يمنعهم من معرفة عمل الله الحالي. ومن ثمَّ، فإنهم ينحرفون دائمًا في اختباراتهم، ويشعرون دائمًا بصعوبتها، وهذا كله بسبب تصوراتهم. لا يستطيع الناس فهم مبادئ عمل الروح القدس، فهم لا يعرفون الحقيقة، ولذلك فهم دائمًا سلبيون في طريقهم إلى الدخول. ينظرون إلى متطلبات الله من بعيد وهم غير قادرين على تحقيقها؛ يرون فقط أن كلمات الله جيدة حقًا، لكن لا يمكنهم إيجاد الطريق إلى الدخول. يعمل الروح القدس بهذا المبدأ: يمكن تحقيق نتائج من خلال تعاون الناس، ومن خلال صلاتهم النشطة، والبحث عن الله والتقرب إليه، ويمكنهم الاستنارة والاستبصار بواسطة الروح القدس. ليس الحال أن يعمل الروح القدس من طرف واحد، أو أن يعمل الإنسان من طرف واحد. كلاهما لا غنى عنه، وكلما تعاون الناس، وكلما سعوا إلى تحقيق معايير متطلبات الله، زاد عمل الروح القدس. يمكن لتعاون الناس الحقيقي وحده، إضافة إلى عمل الروح القدس، أن يُنتج خبرات حقيقية ومعرفة جوهرية بكلمات الله. وتدريجيًا، ومن خلال المعايشة بهذه الطريقة، يتحقق الوصول إلى شخص كامل في نهاية المطاف. لا يفعل الله أشياءً خارقة للطبيعة، ولكن الله في تصورات الناس قادر على كل شيء، وكل شيء يتم بواسطة الله – والنتيجة أن الناس ينتظرون انتظارًا سلبيًا، ولا يقرأون كلام الله أو يصلّون، وينتظرون فقط لمسة الروح القدس. ومع ذلك، يعتقد أولئك الذين لديهم فهم صحيح أن أعمال الله لا يمكن أن تتم إلا بقدر تعاوني، ويعتمد الأثر الذي يحدثه عمل الله في داخلي على كيفية تعاوني. عندما يتكلم الله، عليّ أن أفعل كل ما في وسعي كي أسعى إلى كلام الله وأجدّ في إثره؛ وهذا ما يجب أن أحققه.

من "كيفية معرفة الحقيقة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 435

كم عدد التقاليد الدينية التي تتّبعها؟ كم مرة تمرّدتَ على كلمة الله وفعلتَ ما يحلو لك؟ كم مرة طبّقت كلمة الله لأنك تراعي حقًّا جوهر كلمته وتسعى إلى تحقيق رغبته؟ افهم كلمة الله وضعها موضع التنفيذ. كن صاحب مبدأ في أعمالك وأفعالك. هذا لا يعني الالتزام بالقواعد أو القيام بذلك قسرًا من باب المظاهر فقط. بل بالأحرى، إنها ممارسة الحقيقة والعيش بحسب كلمة الله. إن ممارسةً كهذه فقط تُرضي الله. إن أي تقليد يُرضي الله ما هو بقاعدة بل هو ممارسة الحقيقة. يميل بعض الناس إلى جذب الانتباه إلى أنفسهم. وبحضور إخوتهم وأخواتهم، يقولون إنهم مدينون لله، ولكن، خفيةً عنهم، لا يمارسون الحق بل يفعلون العكس تمامًا. أوَليس هذا مثل أولئك الفرّيسيين المتديّنين؟ إن الإنسان الذي يحبّ الله حقًّا ويملك الحقيقة هو الإنسان المُخلِص لله ولكنه لا يُظهر ذلك. هو مصمّم على ممارسة الحقيقة عندما تطرأ الأمور ولا يتحدّث أو يتصرّف بطريقة تتعارض مع ضميره. إنه يُبرهن عن حكمة في التعامل مع الأمور التي تَستَجدّ وهو صاحب مبدأ في أعماله، مهما كانت الظروف. إن إنسانًا كهذا هو الذي يخدم فعلاً. ثمة بعض الناس الذين غالبًا ما يتظاهرون بأنهم مدينون لله. إنهم يُمضون أيامهم عابسين غارقين في القلق، متصنّعين ومتظاهرين ببؤس يطبع وجوههم. يا له من أمر بغيض! وإذا سألتهم: "بأي طريقة أنتم مدينون لله؟ قولوا لي رجاءً!"، فسوف يعجزون عن الكلام. إذا كنت مخلصًا لله، فلا تتحدث عن ذلك علنًا، بل دلِّلْ على حبّك لله من خلال الممارسة الفعلية، وصلِّ له بقلب صادق. إن الذين يستخدمون فقط الكلام للتعامل مع الله هم جميعهم مراؤون! يتحدّث البعض، في كل صلاة، عن أنهم مدينون لله ويبدأون بالبكاء عندما يصلّون، حتى بدون أن يحرّكهم الروح القدس. إن هؤلاء الناس تسيطر عليهم الطقوس والمفاهيم الدينية؛ فهم يعيشون بحسب هذه الطقوس والمفاهيم، وهم يؤمنون دائمًا بأن هذه الأفعال تُرضي الله وبأن التقوى السطحية أو دموع الأسى هي ما يفضّله الله. ما هو الخير الذي يمكن أن يأتي من هذه الأمور العبثية؟ ومن أجل إظهار تواضعهم، يتظاهر البعض بالرقة عند التحدث أمام الآخرين. كما يتعمّد البعض التذلل أمام الآخرين، كحمَل لا قوة له على الإطلاق. هل هذه هي طريقة أهل الملكوت؟ على ابن الملكوت أن يكون مفعمًا بالحياة وحرًّا، بريئًا ومنفتحًا، صادقًا ومحبوبًا، أي أن يعيش في حالة من الحرّية. إنه يتمتع بنزاهة وبكرامة ويمكنه أن يتمسك بالشهادةِ أينما ذهب. إنه محبوب من الله كما من الناس. إن المبتدئين في الإيمان لديهم ممارسات سطحيّة كثيرة؛ وعليهم أن يخوضوا أوّلاً مرحلة من التعامل والكسر. أما الذين يؤمنون بالله في قلوبهم فلا يمكن تمييزهم ظاهريًّا من قبل الآخرين، إلا أن أعمالهم وأفعالهم جديرة بالثناء في نظر الآخرين. فقط هؤلاء يمكن اعتبارهم أنهم يحيون بحسب كلمة الله. إن كنت تعظ بالإنجيل كل يوم هذا الشخص أو ذاك، وتقوده إلى الخلاص، ولكنك في النهاية لا تزال تعيش بحسب القواعد والعقائد، فلا يمكنك إذًا أن تمجّد الله. إن هذا النوع من الناس متديّن ومرائي أيضًا.

ماذا تمثل الأعمال الحسنة السطحية التي يقوم بها الإنسان؟ إنها تمثّل الجسد وحتى أفضل الممارسات الخارجية لا تمثّل الحياة، بل مزاجك الشخصي فقط. إن ممارسات الإنسان الخارجية لا يمكن أن تحقّق رغبة الله. أنت لا تنفك تتحدّث عن أنك مدينٌ لله، ولكنك لا تستطيع أن تُزوِّد الآخرين بالحياة أو تحملهم على محبة الله. هل تعتقد بأن أفعالاً كهذه تُرضي الله؟ أنت تؤمن بأن هذه هي رغبة قلب الله وأنها من الروح، ولكن في الحقيقة هذا سخيف! أنت تؤمن بأن ما يُرضيك وما ترغب فيه هو ما يُفرح الله. هل يمكن لما يُرضيك أنت أن يمثّل ما يرضي الله؟ هل يمكن لشخصية الإنسان أن تمثّل الله؟ ما يُرضيك هو تحديدًا ما يُبغضه الله وعاداتك هي ما يمقته الله ويرفضه. إذا شعرت بأنك مدين، فاذهب إذًا وصلِّ لله. فما من حاجة إلى التحدث عن ذلك إلى الآخرين. إذا كنت لا تصلّي إلى الله وعوضًا عن ذلك تجذب الانتباه باستمرار إلى نفسك أمام الآخرين، فهل يمكن لذلك أن يحقق رغبة قلب الله؟ إذا كانت أفعالك دائمًا ظاهرية فحسب، فهذا يعني أنك أكثر الناس غرورًا. ما نوع الإنسان الذي يقوم فقط بأعمال حسنة سطحية ولكنه مجرّدٌ من الحقيقة؟ هؤلاء البشر هم فرّيسيون مراؤون ومتديّنون! إن لم تنزعوا منكم الممارسات الخارجية ولا يمكنكم إجراء تغييرات، فسوف تنمو عناصر الرياء فيكم أكثر فأكثر. وكلما نمت هذه العناصر، ازدادت المقاومة لله، وفي النهاية، سوف يُقصى هذا النوع من الناس بالتأكيد!

من "يجب أن يركّز المرء في الإيمان على الحقيقة؛ فالانشغال بالطقوس الدينية ليس إيمانًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 436

من أجل استعادة صورة الشخص الطبيعي، أي لتحقيق الطبيعة البشرية، لا يمكن للناس إرضاء الله بكلماتهم فقط. إنهم يؤذون أنفسهم فقط عندما يفعلون ذلك، ولا يجلب هذا أي فائدة لدخولهم وتغييرهم. وهكذا، لبلوغ التغيير يجب على الناس أن يمارسوا شيئًا فشيئًا، وأن يدخلوا ببطء، ويسعوا ويستكشفوا خطوة بخطوة، ويدخلوا من الناحية الإيجابية، ويعيشوا حياة حقٍّ عملية؛ أي حياة قديس. بعد ذلك، تسمح الأشياء الحقيقية والأحداث الحقيقية والبيئات الحقيقية للناس بالتدريب العملي. لا يُطلب من الناس تقديم خدمة لفظية؛ بل أن يتدربوا بدلًا من ذلك في بيئات حقيقية. يدرك الناس أولًا أن طبيعتهم ضعيفة، ثم يأكلون ويشربون من كلام الله بشكل طبيعي، ويدخلون فيه ويمارسونه بشكل طبيعي أيضًا؛ بهذه الطريقة فقط يمكنهم نيل الحقيقة، وهذه هي الطريقة التي قد يحدث بها الدخول بسرعة أكبر. من أجل تغيير الناس يجب أن يكون هناك بعض التطبيق العملي؛ إذ يجب أن تكون الممارسة في أشياء حقيقية، وأحداث حقيقية، وبيئات حقيقية. هل يمكن للمرء الحصول على تدريب حقيقي بالاعتماد على حياة الكنيسة وحدها؟ هل يمكن للناس أن يدخلوا إلى الحقيقة بهذه الطريقة؟ كلا. إذا كان الناس غير قادرين على الدخول إلى الحياة الحقيقية، فهم غير قادرين إذًا على تغيير نمط حياتهم وطرقهم القديمة في القيام بالأشياء. ليس السبب في ذلك كليًا هو كسل الناس ومستوى اعتماديتهم المرتفع، بل بسبب أن الناس ببساطة لا يملكون القدرة على العيش، وعلاوةً على ذلك، ليس لديهم أي فهم لمقياس الصورة التي وضعها الله للإنسان الطبيعي. في الماضي، كان الناس دائمًا يتكلمون ويتحدثون ويتواصلون-حتى إنهم أصبحوا "خطباء"-ومع ذلك، لم يسعَ أي أحد منهم إلى تغيير في شخصيته الحياتية؛ وبدلًا من ذلك سعوا بصورة عمياء إلى نظريات عميقة. بالتالي يجب على الناس اليوم أن يغيروا هذا النمط الديني في الإيمان بالله في حيواتهم. عليهم الدخول في الممارسة من خلال التركيز على حدث واحد، وأمر واحد، وشخص واحد. يجب عليهم فعل ذلك بتركيز؛ فحينها فقط يمكنهم تحقيق نتائج. لكي يتغير الناس، يجب أن يبدأ ذلك بتغيير في جوهرهم، ويجب أن يستهدف العمل جوهر الناس، وحياتهم، وكسلهم واعتماديتهم وخنوعهم؛ بهذه الطريقة فقط يمكن أن يتغيروا.

على الرغم من أن حياة الكنيسة يمكن أن تأتي بنتائج في بعض النواحي، يظل الأمر الأساسي أن الحياة الحقيقية يمكنها تغيير الناس، ولا يمكن تغيير طبيعة المرء القديمة دون حياة حقيقية. دعونا نأخذ على سبيل المثال عمل يسوع خلال عصر النعمة. عندما أبطل يسوع النواميس السابقة وأرسى وصايا العصر الجديد، تحدث مستخدمًا أمثلة واقعية من الحياة الحقيقية. بينما كان يسوع يقود تلاميذه في حقل الحنطة ذات سبت، شعر تلاميذه بالجوع وقطفوا سنابل الحبوب ليأكلوها، رأى الفريسيون ذلك وقالوا إنهم لم يحفظوا السبت. كما قالوا إنه لم يكن مسموحًا للناس أن ينقذوا الثيران التي تسقط في حفرة أيام السبت قائلين إنه لا يمكن القيام بأي عمل خلال السبت. استشهد يسوع بهذه الأحداث ليعلن تدريجيًّا عن وصايا العصر الجديد. في ذلك الوقت، استخدم العديد من الأمور العملية لمساعدة الناس على الفهم والتغيير. هذا هو المبدأ الذي يتمم من خلاله الروح القدس عمله، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تُغيّر الناس. دون الأمور العملية، لا يستطيع الناس إلا أن يكتسبوا فهمًا نظريًا وعقليًّا-وهذه ليست طريقة فعَّالة للتغيير. إذًا كيف يمكن للمرء اقتناء الحكمة والبصيرة من خلال التدريب؟ هل يمكن أن يقتني الناس الحكمة والبصيرة ببساطة عن طريق الاستماع والقراءة وتقدُّمهم في المعرفة؟ كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك؟ يجب أن يفهم الناس ويختبروا في الحياة الحقيقية. لذلك، يجب على المرء أن يتدرب، ولا يجب على المرء الخروج من الحياة الحقيقية. يجب على الناس الاهتمام بالجوانب المختلفة والدخول في جوانب مختلفة: منها المستوى التعليمي، والقدرة على التعبير، والقدرة على رؤية الأشياء، والفطنة، والقدرة على فهم كلام الله، والحس السليم والقواعد الإنسانية، وأمور أخرى تتعلق بالإنسانية يجب على الناس أن يتجهّزوا بها. بعد تحقيق الفهم، يجب أن يركز الناس على الدخول، وعندئذ فقط يمكن تحقيق التغيير. إذا نال أحدهم الفهم ولكنه أهمل الممارسة، فكيف يمكن أن يحدث التغيير؟ يفهم الناس الكثير حاليًّا، لكنهم لا يحيون بحسب الحقيقة، وبالتالي فهم قادرون على نوال القليل من الفهم الموضوعي لكلام الله. لقد تم تنويرك هامشيًا فقط؛ لقد تلقيْتَ إضاءة قليلة من الروح القدس، ومع ذلك لم تدخل في الحياة الحقيقية، أو ربما لم تكن مهتمًا بالدخول، وبالتالي لن تحظى سوى بالقليل من التغيير. بعد فترة طويلة من الزمن، يفهم الناس الكثير، ويقدرون على التحدث كثيرًا عن معرفتهم بالنظريات، لكن شخصيتهم الخارجية لا تزال كما هي، وما زال عيارهم الأصلي كما كان، لا يحقق أي تقدم. إذا كانت هذه هي الحال، متى ستدخل في النهاية؟

من "مناقشة حياة الكنيسة والحياة الحقيقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 437

ليست حياة الكنيسة سوى نوع من الحياة حيث يتجمع الناس ليتذوقوا كلام الله، ولا يحتل هذا سوى جانب صغير من حياة المرء. إذا كان يمكن أن تكون حياة الناس الحقيقية مثل حياتهم الكنسية أيضًا، وتشتمل على حياة روحية طبيعية، وتذوُّقِ كلام الله بشكل طبيعي، والصلاة والقرب من الله بشكل طبيعي، وعيش حياة حقيقية يتم فيها تنفيذ كل شيء وفقًا لإرادة الله، وعيش حياة حقيقية يتم فيها كل شيء وفقًا للحق، وعيش حياة حقيقية من ممارسة الصلاة والهدوء أمام الله، وممارسة إنشاد الترانيم والرقص، فهذا فقط هو نوع الحياة التي ستأتي بهم إلى حياة كلام الله. يركز معظم الناس فقط على عدة ساعات من حياتهم الكنسية دون "الاهتمام" بحياتهم خارج تلك الساعات، كما لو كانت لا تهمهم. يوجد أيضًا العديد من الأشخاص الذين لا يدخلون في حياة القديسين إلا عندما يأكلون كلام الله ويشربونه، ويرددون التراتيل أو الصلاة، ثم بعدها يرتدون إلى شخصياتهم القديمة خارج تلك الأوقات. العيش بهذه الطريقة لا يمكن أن يُغيّر الناس، ولا أن يسمح لهم بمعرفة الله. في الإيمان بالله، إذا كان الناس يرغبون في حدوث تغيير في شخصياتهم، فلا يجب عليهم فصل أنفسهم عن الحياة الحقيقية. في الحياة الحقيقية، يجب أن تعرف نفسك، وتتخلى عن نفسك، وتمارس الحق، وكذلك تتعلم المبادئ والحس السليم وقواعد السلوك الذاتي في كل شيء قبل أن تتمكن من تحقيق تغيير تدريجي. إذا ركزت فقط على المعرفة النظرية والعيش فقط بين الاحتفالات الدينية دون التعمق في الحقيقة، ودون الدخول إلى الحياة الحقيقية، فلن تدخل إلى الحقيقة، ولن تعرف نفسك أو الحق أو الله أبدًا، وستكون أعمى وجاهلًا. ليس الغرض من عمل خلاص الله للناس أن يسمح لهم بأن يعيشوا حياة إنسانية طبيعية بعد فترة قصيرة من الزمن، ولا أن يغير مفاهيمهم وتعاليمهم الخاطئة، بل غرضه هو تغيير شخصياتهم وطريقة حياتهم القديمة بكاملها، وكذلك جميع أساليب تفكيرهم ونظرتهم العقلية البالية. لن يغير مجرد التركيز على حياة الكنيسة عادات حياة الناس القديمة أو يغير الطرق القديمة التي عاشوها لفترة طويلة. وبغض النظر عن أي شيء، يجب ألاّ يصبح الناس منفصلين عن الحياة الحقيقية. يطلب الله أن يعيش الناس طبيعة بشرية طبيعية في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة؛ أي أن يعيشوا بحسب الحق في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة، وأن يؤدوا وظائفهم في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة. للدخول إلى الحقيقة، يجب على المرء توجيه كل شيء نحو الحياة الحقيقية. إذا لم يستطع الناس في إيمانهم بالله أن يعرفوا أنفسهم من خلال دخول الحياة الحقيقية، وأن يعيشوا طبيعة بشرية في الحياة الحقيقية، فسوف يصبحون فاشلين. أولئك الذين لا يطيعون الله هم جميع الناس الذين لا يستطيعون الدخول إلى الحياة الحقيقية. إنهم جميع الناس الذين يتحدثون عن الإنسانية لكنهم يعيشون بحسب طبيعة الشياطين. إنهم جميعًا أناس يتحدثون عن الحق، لكنهم يعيشون عقائد بدلًا من ذلك. أولئك الذين لا يمكنهم أن يعيشوا بحسب الحق في الحياة الحقيقية هم أولئك الذين يؤمنون بالله لكنهم ممقوتون ومرفوضون منه. عليك أن تمارس دخولك إلى الحياة الحقيقية، وتعرف عيوبك وعصيانك وجهلك، وتعرف إنسانيتك غير الطبيعية ونقائصك. بهذه الطريقة سيتم دمج معرفتك في وضعك الفعلي وصعوباتك. هذا النوع فقط من المعرفة حقيقي ويمكن أن يسمح لك حقًا بإدراك حقيقة حالتك وتحقيق التغيير في شخصيتك.

الآن وقد بدأ تكميل الناس رسميًا، يجب على المرء أن يدخل إلى الحياة الحقيقية. لذلك، لتحقيق التغيير يجب عليك أن تبدأ من الدخول إلى الحياة الحقيقية، وتتغير شيئًا فشيئًا. إذا كنت تتجنب حياة البشر العادية وتتحدث فقط عن الأمور الروحية، فعندئذ تصبح الأمور جافة ومسطحة؛ وتصبح غير واقعية، فكيف يمكن للناس أن يتغيروا؟ الآن يُطلب منك الدخول إلى الحياة العملية لكي تمارس حتى تثبّت أساسًا للدخول في خبرة حقيقية. هذا جانب واحد لما يجب على الناس فعله. يهدف عمل الروح القدس في الأساس إلى التوجيه، بينما يعتمد الباقي على ممارسة الناس ودخولهم. قد ينجح الجميع في تحقيق الدخول إلى الحياة الحقيقية عبر طرق مختلفة، بحيث يمكنهم إحضار الله إلى الحياة الحقيقية، ويعيشوا طبيعة بشرية حقيقية. هذه فقط هي الحياة ذات المعنى!

من "مناقشة حياة الكنيسة والحياة الحقيقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 438

كان يُقال في الماضي إن الحصول على حضور الروح القدس والتمتع بعمل الروح القدس كلاهما مختلفان. تتجلى الحالة الطبيعية للحصول على وجود الروح القدس في الحصول على أفكار سوية وعقل سوي وطبيعة بشرية سوية، وتظل شخصية الفرد كما هي، لكنه يتمتع في داخله بسلامٍ، ومن الخارج، يتمتع بلياقة قديس، هذا ما سيكون عليه عندما يكون الروح القدس معه. عندما يتمتع المرء بحضور الروح القدس، يكون تفكيره سويًا؛ فيرغب في الأكل عندما يكون جائعًا، ويرغب في شُرب الماء عندما يكون عَطِشًا. إن مثل هذه التجليات للطبيعة البشرية السوية لا تمثل استنارة الروح القدس، لكنها الأفكار العادية للناس والحالة الطبيعية للتمتع بحضور الروح القدس. البعض يعتقد خطأ أن أولئك الذين يتمتعون بحضور الروح القدس لا يعرفون الجوع ولا يشعرون بالتعب، ويبدو وكأنهم لا يشغلون ذهنهم بالأسرة، فيكونون كمن انفصل بالكلية تقريبًا عن الجسد. في الواقع، كلما زاد وجود الروح القدس مع الناس، كانوا أشد اتصافًا بالوضع السويّ. إنهم يعرفون التألم وترك الأمور لله، ويبذلون ذواتهم من أجله، ويُخْلِصونَ له، بل والأكثر من ذلك، أنهم يفكرون بالمأكل والملبس. بعبارة أخرى، إنهم لم يفقدوا شيئًا من الطبيعة البشرية السوية المفروض أن يكون الناس عليها، وهُم بالفعل هكذا، بل يملكون بدلاً من ذلك العقل بصورة خاصة؛ فأحيانًا، يقرأون كلام الله ويتأملون في عمل الله، تكون قلوبهم عامرة بالإيمان، ويكونون راغبين في طلب الحق. وعلى هذا الأساس يعتمد عمل الروح القدس بطبيعة الحال. إن لم يكن لدى الناس تفكير سوي، فإنهم يكونون بغير رُشد، وهذه حالة غير سوية. أما عندما يكون لديهم تفكير سوي ويكون الروح القدس معهم، فإنهم بالتأكيد يمتلكون رُشد الإنسان السوي؛ بمعنى أنهم يكونون في حالة سوية. يحدث أحيانًا عمل الروح القدس أثناء اختبار عمل الله، في حين أن حضور الروح القدس ثابت تقريبًا. ما دام رُشد الناس وتفكيرهم سويين وما دامت حالتهم سوية، فمن المؤكد أن الروح القدس معهم. أما عندما لا يكون رشد الناس وتفكيرهم سويين، فإن طبيعتهم البشرية لا تكون سوية. فإذا كان عمل الروح القدس في هذه اللحظة فيك، فمن المؤكد أن الروح القدس سوف يكون أيضًا معك. لكن إذا كان الروح القدس معك، فلا يتبع ذلك أن الروح القدس يعمل داخلك بالتأكيد؛ ذلك لأن الروح القدس يعمل في أوقاتٍ معينة. إن وجود الروح القدس يستطيع أن يُبقي فحسب على أسلوب الحياة السوي للناس؛ لكن الروح القدس لا يعمل إلا في أوقاتٍ معينة. فإذا كنتَ – على سبيل المثال – قائدًا أو عاملًا، فعندما تروي الكنيسة وتدعمها، فإن الروح القدس سيمنحك الاستنارة لبعض الكلمات التي تبني الآخرين ويمكنها أن تحل بعض المشاكل العملية التي يواجهها إخوتك وأخواتك - يعمل الروح القدس في مثل هذه الأوقات. أحيانًا يمنحك الروح القدس عندما تأكل وتشرب كلام الله استنارة ببعض الكلمات التي تُعد بصفة خاصة ذات صلة باختباراتك الشخصية، مما يمنحك معرفة أكبر بحالاتك الشخصية، وهذا أيضًا عمل الروح القدس. أحيانًا – بينما أنا أتكلم، تستمعون أنتم وتستطيعون أن تقيسوا حالاتكم على كلامي، وأحيانًا ما تتأثرون أو تُلهَمون، وهذا كله هو عمل الروح القدس. يقول البعض إن الروح القدس يعمل فيهم دائمًا، لكنَّ هذا مستحيل. لو أنهم قالوا إن الروح القدس موجود معهم دائمًا، لكان ذلك واقعيًا، ولو أنهم قالوا إن تفكيرهم وشعورهم سويان دائمًا، لكان ذلك أيضًا واقعيًا، ولأظهر ذلك أن الروح القدس معهم. إذا قالوا إن الروح القدس يعمل دائمًا داخلهم، وإنهم يستنيرون من الله ويلمسهم الروح القدس في كل لحظة، ويكتسبون معارف جديدة في كل أوان، فإن هذا ليس سويًا بأية حال من الأحوال. هذا فائق للطبيعة تمامًا! أولئك الناس – بلا أدنى شك – أرواح شريرة! حتى عندما يدخل روح الله في الجسد، فسوف تأتي أوقات لا بد له من أن يأكل ويرتاح فيها، ناهيك البشر. يبدو أولئك الذين تسكنهم أرواح شريرة لا يعانون ضعف الجسد؛ فبوسعهم أن يتخلوا عن أي شيء وأن يهجروا كل الأشياء، وهم خالون من المشاعر. إنهم قادرون على تحمل العذاب، ولا يشعرون بأدنى تعب، وكأنهم قد سموا فوق الجسد. أليست هذه أشياء تفوق الطبيعة؟ إن عمل الأرواح الشريرة يفوق الطبيعة، ولا يستطيع إنسان أن يبلغ هذه الأشياء. يُصاب الذين يفتقرون إلى التمييز بالحسد عندما يرون أولئك الناس، ويقولون إن لديهم هذه القوة في إيمانهم بالله، ولهم إيمان عظيم، ولا تظهر عليهم أي بادرة ضعف مطلقًا. في الواقع، فإن هذه جميعها تجليات عمل روح شرير؛ ذلك أن الناس الطبيعيين حتمًا لديهم نقاط ضعف بشرية، وهذه هي الحالة السوية لأولئك الذين حصلوا على وجود الروح القدس.

من "الممارسة (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 439

ماذا يعني ثبات المرء على شهادته؟ يقول البعض إنهم يكتفون بالاتباع كما يتبعون الآن دون أن يشغلوا أنفسهم بما إذا كانوا قادرين على كسب الحياة من عدمه، ولا يبحثون عن الحياة، لكنهم أيضًا لا ينسحبون. إنهم يعترفون فقط بأن هذه المرحلة من العمل يقوم بها الله. أليس هذا إخفاقًا في شهادتهم؟ مثل هؤلاء الناس لا يشهدون حتى أنهم قد أُخضِعوا؛ فأولئك الذين أُخضِعوا يتبعون بغض النظر عن أي شيء آخر وبوسعهم أن يبحثوا عن الحياة، ولا يؤمنون فقط بالإله العملي، بل يعرفون أيضًا أن يتبعوا كل ترتيبات الله. أولئك هم الذين يقدمون شهادة. أما أولئك الذين لا يقدمون شهادة، فإنهم لم يبحثوا قط عن الحياة وما زالوا يسيرون بغير هدفٍ واضح. ربما تكون من التابعين، لكن هذا لا يعني أنك قد أُخضِعتَ؛ لأنك لا تفهم عمل الله اليوم. لا بُد من تحقيق شروط معينة حتى يتحقَّق الإخضاع. ليس كل من يتبع قد أُخضِعَ؛ لأنك لا تفهم في قلبك لماذا يجب أن تتبع إله اليوم، ولا تعرف كيف نجحتَ في الاستمرار إلى اليوم، ومَنْ الذي دعمك حتى اليوم. ممارسة بعض الناس للإيمان بالله تكون مشوشة ومرتبكة، ومن ثم، فإن الاتباع لا يعني بالضرورة أن تكون لك شهادة. ما هي بالضبط الشهادة الصحيحة؟ إنَّ للشهادة التي نتحدث عنها هنا جزأين: الأول هو الشهادة بأنك أُخضِعتَ، والثاني الشهادة بأنك كُمِّلتَ (ومن الطبيعي أنها ستكون شهادة تعقب التجارب والضيقات العظمى المستقبلية). بعبارة أخرى، إذا كنتَ قادرًا على الثبات أثناء التجارب والضيقات، ستكون بذلك قد تحملت الخطوة الثانية من الشهادة. الشيء الحاسم اليوم هو الخطوة الأولى من الشهادة، وهو أن تتمكن من الثبات في كل تجربة من تجارب التوبيخ والدينونة، فهذه شهادة على إخضاعك؛ وذلك لأن الآن هو وقت الإخضاع. (عليك أن تعرف أن الآن هو وقت عمل الله على الأرض، وأن العمل الرئيسي لله المتجسد على الأرض هو إخضاع تلك المجموعة من الناس التي تتبعه على الأرض من خلال الدينونة والتوبيخ). إن قدرتك على الشهادة للإخضاع من عدمها لا تعتمد فقط على ما إذا كنت قادرًا على اتباع الله حتى النهاية، لكنها تعتمد بالأكثر على ما إذا كنتَ قادرًا – أثناء اختبار كل خطوة من عمل الله – على فهم توبيخ الله ودينونته في هذا العمل فهمًا حقيقيًا أم لا، وأيضًا على ما إذا كنتَ تدرك حقًا كل هذا العمل أم لا. لن تتمكن من اختلاس الدخول بمجرد الاكتفاء بالاتباع حتى النهاية، بل ينبغي أن تكون قادرًا على التسليم راضيًا في كل حالة من حالات التوبيخ والدينونة، وأن تكون قادرًا على فهم كل خطوة تختبرها من العمل فهمًا حقيقيًا، وأن تكون قادرًا على معرفة شخصية الله وإطاعتها. هذه هي شهادة الإخضاع الأسمى المطلوب منك أن تقدمها. إن الشهادة لإخضاعك تشير بالأساس إلى معرفتك بتجسد الله؛ ومن ثم، فإن هذه الخطوة من الشهادة في الأساس تتعلق بتجسد الله. لا يهم ما تقوله أو تفعله أمام أهل العالم أو أصحاب السلطة، لكن الأهم من ذلك كله ما إذا كنتَ قادرًا على إطاعة كل الكلام الخارج من فم الله وكل عمله أم لا. لذلك فإن خطوة الشهادة تلك مُوجَّهَة نحو الشيطان وكل أعداء الله، وهُم الشياطين والأعداء الذين لا يؤمنون بتجسدٍ ثانٍ لله وبأنه سوف يأتي ليقوم بعملٍ أعظم، وأيضًا الذين لا يؤمنون بحقيقة عودة الله إلى الجسد. بعبارة أخرى، إنها مُوجَّهَة إلى كل أضداد المسيح، أي إلى كل الأعداء الذين لا يؤمنون بتجسد الله.

إن تفكيرك في الله وشوقك إليه لا يُثبتُ أنك قد أُخضِعت من الله، فهذا يتوقف على ما إذا كنتَ تؤمن بأنه الكلمة المتجسِّد أم لا، وعلى ما إذا كنتَ تعتقد أن الكلمة تجسد وأن الروح قد أصبح الكلمة وأن الكلمة قد ظهر في الجسد أم لا. هذه هي الشهادة المهمة. لا يهم الكيفية التي بها تتبع ولا الكيفية التي تبذل بها ذاتك، لكنَّ المهم هو ما إذا كنتَ قادرًا على أن تكتشف من هذه الطبيعة البشرية السوية أن الكلمة قد تجسد وأن روح الحق قد صار ملموسًا في الجسد، بمعنى أن كل الحق والطريق والحياة قد جاء في الجسد، وأن روح الله قد جاء على الأرض وجاء الروح في الجسد. رغم أن هذا يبدو –ظاهريًا – مختلفًا عن الحبل بالروح القدس، فإنك تستطيع في هذا العمل أن ترى بوضوح أكبر أن الروح القدس قد صار ملموسًا في الجسد، وأن ترى كذلك أن الكلمة قد تجسد وأنه ظهر في الجسد. بإمكانك فهم المعنى الحقيقي لهذه الكلمات: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. علاوة على ذلك، يجب عليك أن تفهم أن كلمة اليوم هو الله، وأن تعاين الكلمة متجسدًا. هذه أفضل شهادة يمكنك أن تقدمها، وهذا يثبت أنك تمتلك معرفة حقيقية بتجسُّد الله؛ بمعنى أنك لا تستطيع فقط أن تعرف الله، لكنك تدرك أيضًا أن الطريق الذي تسلكه اليوم هو طريق الحياة وطريق الحق. مرحلة العمل التي أتمها يسوع لم تحقق إلا جوهر "الكلمة كان عند الله": كان حق الله مع الله، وكان روح الله مع الجسد غير قابل للانفصال عن ذلك الجسد، وهذا يعني أن جسد الله المتجسد كان مع روح الله، وهذا أعظم برهان على أن يسوع المتجسد كان هو أول تجسد لله. تحقق هذه المرحلة من العمل بدقة المعنى الداخلي لعبارة "الكلمة صار جسدًا"، كما أنها منحت عبارة "الكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" معنى أعمق، وسمحت لك بأن تؤمن بقوة بعبارة "في البدء كان الكلمة". وهذا يعني، أن الله في وقت الخلق كان يملك الكلام، وكان كلامه عنده وكان غير منفصل عنه، وهو يُبيِّن في العصر الأخير بوضوح أكبر قوة كلماته وسلطانها، ويسمح للإنسان بأن يرى كل طرقه، أي أن يسمع كل كلامه. ذلك هو عمل العصر الأخير. يجب أن تفهم هذه الأشياء جيدًا. ليست المسألة أن تعرف الجسد، بل كيفية فهم الجسد والكلمة معًا، وهذه هي الشهادة التي يجب أن تشهدها، وما يجب على كل واحد أن يعرفه. ما دام هذا هو عمل التجسد الثاني – والأخير – لله، فإنه يستكمل أهمية التجسد بصورة تامة، ويضطلع بدقة بكل عمل الله في الجسد ويعلنه، وينهي عصر وجود الله في الجسد؛ لذلك، يجب أن تعرف معنى التجسد. لا يهم مقدار جهدك أو مدى إتقانك لأمورٍ خارجية أخرى، فالمهم هو ما إذا كان بوسعك أن تخضع بصدق أمام الله المتجسد وأن تكرس لله كل كيانك وأن تطيع كل كلام فمه. هذا ما يجب عليك أن تفعله، وما يجب أن تلتزم به.

إن الخطوة الأخيرة في الشهادة هي الشهادة لما إذا كان بوسعك أن تُكمَّل من عدمه، أو بعبارة أخرى، أن تفهم كل الكلام الذي يتكلم به الله المتجسِّد وتقتني معرفة الله وتصبح متيقنًا منه، بنفس أسلوب بطرس وإيمان أيوب، بحيث تستطيع أن تطيع الله حتى الموت، وأن تمنحه ذاتك بالكلية، وتحقق في النهاية صورة شخص يرقى إلى المستوى المطلوب، أي أن تكون صورة لشخصٍ قد أُخضِعَ وكُمِّلَ بعد أن اختبر دينونة الله وتوبيخه. هذه هي الشهادة الأخيرة؛ الشهادة التي يُفتَرَض من شخصٍ قد كُمِّلَ أخيرًا أن يقدمها. للشهادة خطوتان يجب أن تقدمهما، وهاتان الخطوتان مرتبطتان ببعضهما، وكلتاهما لا غنى عنه. لكن ثمة شيء يجب أن تعرفه، وهو أن: الشهادة التي أطلبها منك اليوم ليست مُوجَّهَة إلى أهل العالم أو إلى فردٍ بعينه، لكنها مُوجَّهَة إلى ذلك الذي أطلبه منكم. تُقاس الشهادة بقدرتك على إرضائي والوفاء التام بمعايير متطلباتي من كل واحد منكم. هذا ما يجب عليكم أن تفهموه.

من "الممارسة (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 440

عندما تعانون من قليل من القيود أو المصاعب، فهي نافعة لكم، أما لو كنتم قد مُنحتم وقتًا سهلاً، لكنتم قد تضررتم، وعندها كيف كنتم ستتمتعون بالحماية؟ إنكم اليوم تُمنحون الحماية لأنكم تُوبَّخون وتُدانون وتلعنون، وتنالون الحماية لأنكم قاسيتم الكثير، ولولا هذا، لكنتم قد سقطتم في الفساد منذ أمدٍ بعيد. هذا لا يعني تصعيب الأمور عليكم عن عمد؛ فطبيعة الإنسان يصعب تغييرها، ولا بد من أن يكون الأمر هكذا حتى تتغير شخصيته. إنكم اليوم لا تمتلكون حتى الضمير والرشد الذين تمتع بولس بهما، وليس لديكم حتى الوعي الذاتي الذي كان لديه. لا بد أن توجدوا دائمًا تحت ضغطٍ، وأن تُوبَّخوا وتُدانوا دائمًا حتى تستفيق أرواحكم. ليس هناك أفضل لحياتكم من التوبيخ والإدانة، ولا بد أن يكون هناك أيضًا – عند الضرورة – توبيخ مجيء الحقائق عليكم، حينئذٍ فقط تخضعون بالكلية. إن طبائعكم هي أنكم من دون توبيخ ولعنة سوف ترفضون أن تحنوا رؤوسكم وتخضعوا. من دون الحقائق الموجودة أمام أعينكم، لن يكون ثمة تأثير. أنتم أصحاب شخصيات وضيعة وعديمة القيمة! ومن دون توبيخ ودينونة، سوف يكون من الصعب إخضاعكم والغلب على إثمكم وعصيانكم. طبيعتكم القديمة متأصلة بعمق. هَب أنكم وُضِعتم على العرش، فلن تكون لديكم أدنى فكرة عن علو السماء وعمق الأرض، ناهيك عن أين تتجهون. إنكم حتى لا تعرفون من أين أتيتم، فكيف لكم أن تعرفوا رب الخليقة؟ لولا توبيخ اليوم ولعناته التي تأتي في حينها، لكانت أيامكم الأخيرة قد حلت منذ زمنٍ بعيد. هذا، ناهيكم عن مصيركم، أليس هذا في خطر وشيك؟ من دون التوبيخ والدينونة التي تأتي في حينها، مَنْ يدري كم كنتم ستصبحون متعجرفين، أو كم كنتم ستصبحون فاسقين؟ لقد أوصلكم هذا التوبيخ وهذه الدينونة إلى اليوم، وحَافَظَا على وجودكم. لو أنكم مازلتم "تُعلَّمون" بنفس طرق "آبائكم"، فمَن يدري أي عالم كنتم ستدخلونه. ليست لديكم قطعًا أي قدرة لتتحكموا في أنفسكم وتتأملوا فيها، لأنه لأناس مثلكم مجرد أن تتبعوا وتطيعوا دون أن تتسببوا في أي تدخل أو تشويش، فسوف تتحقق مقاصدي. أما ينبغي أن تبلوا بلاءً أفضل في قبول توبيخ اليوم ودينونته؟ أي خيار آخر لكم؟

من "الممارسة (6)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 441

عند تجهيز نفسك للحياة، يجب أن تركّز على أكل كلام الله وشربه، يجب أن تكون قادرًا على التحدث عن معرفة الله، وعن آرائك حول الحياة الإنسانية، وعلى وجه الخصوص، عن معرفتك بالعمل الذي يقوم به الله خلال الأيام الأخيرة. يجب أن تجهّز نفسك بهذه الأشياء ما دمت تسعى إلى الحياة. عندما تأكل وتشرب كلام الله، يجب أن تقيس واقع حالتك عليه، أي عندما تكتشف عيوبك أثناء اختبارك الحقيقي، يجب أن تكون قادرًا على العثور على مسار للممارسة، والتخلي عن دوافعك ومفاهيمك غير الصحيحة. إذا كنت تسعى دائمًا باجتهاد من أجل هذه الأشياء وتجتهد بكل قوتك لتحقيقها، فسيكون لك مسار لتتبعه، ولن تشعر بالخواء، ومن ثمَّ ستتمكن من الحفاظ على حالة طبيعية. عندها فقط ستكون شخصًا يحمل عبئًا في حياته، ويتمتع بإيمان. لماذا لا يستطيع بعض الناس ممارسة كلام الله بعد قراءتهم له؟ أليس لأنهم لا يستطيعون فهم الأشياء الأكثر أهمية؟ أليس لأنهم لا يأخذون الحياة على محمل الجد؟ والسبب في عدم قدرتهم على فهم الأشياء المهمة، وأنهم لا يملكون طريقًا للممارسة، هو أنهم عندما يقرؤون كلام الله، لا يستطيعون ربط حالاتهم الشخصية به، ولا يمكنهم إتقان حالاتهم الشخصية. يقول بعض الناس: "أقرأ كلام الله وأربط حالتي به، وأنا أعلم أنني فاسد وضعيف المقدرة، لكني غير قادر على إرضاء مشيئة الله". لقد رأيت ظاهر الأمر فقط. توجد العديد من الأشياء الحقيقية التي لا تعرفها، ومنها كيفية التخلي عن مُتع الجسد، وكيفية التخلي عن البر الذاتي، وكيفية تغيير نفسك، وكيفية الدخول إلى هذه الأمور، وكيفية تحسين مقدرتك، ومن أي جانب تبدأ. أنت لا تدرك سوى القليل من الأشياء السطحية، وكل ما تعرفه هو أنك فاسد جدًا حقًا. عندما تلتقي بإخوتك وأخواتك، تتحدث عن مدى فسادك، ويبدو أنك تعرف نفسك وتحمل عبئًا ثقيلًا في حياتك. في الواقع، لم تتغير شخصيتك الفاسدة، مما يثبت أنك لم تجد طريق الممارسة. إذا كنت تقود كنيسة، يجب أن تكون قادرًا على فهم أحوال الإخوة والأخوات ولفت الانتباه إليها. هل يكفي فقط أن تقول: "أنتم عصاة ومتخلفون"؟ كلا، بل يجب أن تذكر بالتحديد كيف يظهر عصيانهم وتخلفهم. يجب أن تتحدث عن حالة عصيانهم وسلوكهم العاصي وشخصياتهم الشيطانية، ويجب أن تتحدث عن هذه الأشياء بطريقة تجعلهم مقتنعين تمامًا بالحق الذي في كلامك. استخدم حقائق وأمثلة لتوضيح مقاصدك، وقل بالضبط كيف يمكن أن يبتعدوا عن السلوك المتمرد، وحدد مسار الممارسة، هذه هي طريقة إقناع الناس. فلا يقدر على قيادة الآخرين إلا الذين يفعلون ذلك، وهؤلاء وحدهم هم من يمتلكون واقع الحق.

من "الممارسة (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 442

إن الشهادة لله هي في المقام الأول مسألة التحدث عن معرفتك بعمل الله، وكيف يُخضع الله الناس، وكيف يخلّصهم، وكيف يغيرهم؛ إنها مسألة التحدث عن كيفية إرشاده الناس للدخول إلى واقع الحق، مما يسمح بإخضاعه لهم وتكميلهم وخلاصهم. تقديم الشهادة يعني التحدث عن عمله وعن كل ما اختبرته. يمكن لعمله وحده تمثيله، وفقط عمله هو الذي يمكنه أن يكشفه علانية بكامله. يشهد عمله له. ويمثل عمله وأقواله الروح مباشرةً؛ فالعمل الذي يقوم به ينفِّذه الروح، والكلام الذي يقوله ينطق به الروح. جسد الله المتجسِّد وحده هو الذي يعبّر عن هذه الأشياء، ولكنها في الواقع تعبيرات الروح. يمثّل كل العمل الذي يقوم به وجميع الكلمات التي يتحدث بها جوهره. لو لم يتكلم الله أو يعمل بعد أن لبس الجسد وأتى بين البشر، ثم طلب منكم أن تعرفوا حقيقته وطبيعته وكليّة قدرته، فهل كنت لتتمكن من ذلك؟ هل كنت لتستطيع معرفة ما هو جوهر الروح؟ هل كنت لتتمكن من معرفة صفات جسده؟ إنه لا يطلب منكم أن تشهدوا له إلا بسبب أنكم قد اختبرتم كل خطوة من خطوات عمله. لو كنتم بدون هذه الخبرة، لما أصرَّ على أن تشهدوا له. وهكذا، عندما تشهد لله، فإنك لا تشهد فقط لمظهر طبيعته البشرية الخارجي، ولكن أيضًا للعمل الذي يقوم به والمسار الذي يقوده؛ عليك أن تشهد على كيفية إخضاعه لك، وما هي الجوانب التي تكمّلت فيها. هذا هو نوع الشهادة الذي يجب أن تؤديه. إذا صرخت أينما ذهبت قائلًا: "لقد جاء إلهنا للعمل، وعمله عملي حقًا! لقد ربحنا من دون أفعال خارقة، من دون أي معجزات وعجائب على الإطلاق!" سيسأل الآخرون: "ماذا تقصد عندما تقول إنه لا يعمل المعجزات والعجائب؟ كيف يمكن أن يكون قد أخضعك دون عمل المعجزات والعجائب؟" فتقول: "إنه يتكلم، وقد أخضعنا بدون إظهار أي عجائب أو معجزات. لقد أخضعنا عمله". في النهاية، إذا كنت غير قادر على قول أي شيء جوهري، إذا كنت لا تستطيع التحدث عن التفاصيل، فهل هذه شهادة حقيقية؟ عندما يُخضع الله المتجسِّد الناس، فإن كلماته الإلهية هي التي تفعل ذلك. لا تستطيع البشرية تحقيق ذلك؛ إنه ليس شيئًا يمكن أن يحققه أي إنسانٍ فانٍ، وحتى أولئك الذين يتمتعون بمقدرة عالية بين الناس العاديين غير قادرين على ذلك، لأن لاهوته أعلى من أي كائن مخلوق. هذا غير عادي للناس. فالخالق في نهاية الأمر هو أعلى من أي كائن مخلوق. لا يمكن أن تكون الكائنات المخلوقة أعلى من الخالق. لو كنت أعلى منه، لما كان يقدر على إخضاعك، ولا يمكنه إخضاعك سوى لأنه أعلى منك. الخالق هو مَن يستطيع أن يخضع البشرية جمعاء، ولا أحد غيره يمكنه القيام بهذا العمل. هذه الكلمات هي "شهادة" – هي نوع الشهادة التي يجب أن تؤديها. لقد اختبرت خطوة بخطوة التوبيخ والدينونة والتنقية والتجارب والانتكاسات والمحن، وأُخضعت، ونحَّيت جانبًا تطلعات الجسد، ودوافعك الشخصية، والمصالح الحميمية للجسد. بعبارة أخرى، أخضع كلام الله قلبك بالكامل. مع أنك لم تنم في حياتك بقدر ما يطلب، فأنت تعرف كل هذه الأشياء وأنت مقتنع تمامًا بما يفعله. وهكذا، قد تسمى هذه شهادة، شهادة حقيقية وصحيحة. يهدف العمل الذي جاء الله ليعمله، أي عمل الدينونة والتوبيخ، إلى إخضاع الإنسان، ولكنه أيضًا ينهي عمله، ويختتم العصر، ويجري عمل الخاتمة. إنه ينهي العصر بأكمله، ويخلّص البشرية جمعاء، وينجيها من الخطية إلى الأبد؛ إنه يربح البشرية التي خلقها ربحًا كاملًا. يجب أن تؤدي الشهادة لكل هذا. لقد اختبرت الكثير من عمل الله، وقد شاهدته بعينيك واختبرته شخصيًا، وعندما تصل إلى النهاية، يجب ألا تكون غير قادر على أداء الوظيفة التي تقع على عاتقك. كم سيكون هذا مؤسفًا! في المستقبل، عندما ينتشر الإنجيل، يجب أن تكون قادرًا على التحدث عن معرفتك الشخصية، وأن تشهد عن كل ما ربحته في قلبك، ولا تدَّخر جهدًا. هذا ما يجب أن يحققه الكائن المخلوق. ما هي الأهمية الفعلية لهذه المرحلة من عمل الله؟ ما هو تأثيرها؟ وكم يُنفَّذ منها في الإنسان؟ ماذا ينبغي أن يفعل الناس؟ عندما تستطيعون أن تتحدثوا بوضوح عن كل العمل الذي قام به الله المتجسِّد منذ مجيئه إلى الأرض، ستكتمل شهادتكم. عندما تستطيع أن تتحدث بوضوح عن هذه الأشياء الخمسة: أهمية عمله، ومحتواه، وجوهره، والشخصية التي يمثلها، ومبادئه، فهذا يثبت أنك قادر على الشهادة لله، وأنك تمتلك حقًا المعرفة. متطلباتي منكم ليست عالية جدًا، ويمكن لكل من يسعون حقًا أن يحققوها. إذا كنت مصممًا على أن تكون أحد شهود الله، فيجب أن تفهم ما يكرهه الله وما يحبه. لقد اختبرت الكثير من عمله، ومن خلال هذا العمل، يجب أن تعرف شخصيته وتفهم مشيئته ومتطلباته من البشر، واستخدام هذه المعرفة للشهادة له وأداء واجبك. ربما كل ما تقوله: "نحن نعرف الله. دينونته وتوبيخه شديدان للغاية، وكلماته صارمة جدًا. إنها بارة ومهيبة، ولا يستطيع أي إنسان الإساءة إليها"، لكن هل تزوّد هذه الكلمات الإنسان في النهاية؟ ما تأثيرها على الناس؟ هل تعرف حقًا أن عمل الدينونة والتوبيخ هذا هو الأكثر فائدة لك؟ دينونة الله وتوبيخه يكشفان تمردك وفسادك، أليس كذلك؟ يمكنهما تطهير تلك الأشياء القذرة والفاسدة داخلك وطردها، أليس كذلك؟ لو لم يكن هناك دينونة وتوبيخ، ماذا كان سيصير من أمرك؟ هل تدرك بالفعل حقيقة أن الشيطان قد أفسدك إلى أقصى درجة؟ اليوم، يجب أن تسلحوا أنفسكم بهذه الأشياء وأن تعرفوها جيدًا.

من "الممارسة (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 443

أتعرفون بماذا تحتاجون أن تجهزوا أنفسكم الآن؟ يشمل جانب من ذلك الرؤى بشأن العمل، بينما يتمثل الجانب الآخر في ممارستك. فعليك باستيعاب كلا هذين الجانبين. إن لم تمتلك رؤى في سعيك لإحراز تقدم في الحياة، فلن يكون لديك أساس. إن كانت لديك سُبُل الممارسة فقط ولا تمتلك أدنى رؤية، فأنت لا تمتلك أي فهم على الإطلاق لعمل خطة التدبير بأكملها، وبهذا تكون عديم المنفعة. يجب أن تفهم الحقائق التي تنطوي على رؤى، أما بالنسبة إلى الحقائق المتعلقة بالممارسة، فإنك تحتاج إلى إيجاد سُبُل ممارسة مناسبة بعد أن تفهمها، ويجب عليك الممارسة طبقًا للكلمات، والدخول طبقًا لحالاتك. فالرؤى هي الأساس، وإن كنت لا تولي اهتمامًا لهذه الحقيقة، فلن تتمكن من الاستمرار في الاتباع حتى النهاية. سيفضي بك الاختبار بهذه الطريقة إما إلى الضلال وإما إلى السقوط والفشل. لن يكون أمامك سبيل للنجاح! فالأشخاص الذين لا يتخذون من الرؤى العظيمة أسسًا لهم، لا يمكنهم سوى أن يفشلوا، ولا يمكنهم أن ينجحوا. لا يمكنك الوقوف بثبات! أتعرف ما ينطوي عليه الإيمان بالله؟ أتعلم ماذا يعني أن تتبع الله؟ أي مسار ستسلكه من دون رؤى؟ في عمل اليوم، إن لم تمتلك رؤى، فلن تتمكن مطلقًا من أن تحظى بالكمال. بمَنْ تؤمن؟ ولماذا تؤمن به؟ لماذا تتبعه؟ هل الإيمان بالنسبة إليك لعبة؟ أتتصرف بحياتك على أنها لعبة؟ إن إله اليوم هو أعظم رؤية. كم تعرف عنه؟ كم رأيت منه؟ بعد رؤية إله اليوم، هل أساس إيمانك بالله راسخ؟ أتعتقد أنك ستحظى بالخلاص ما دمت تستمر في اتباعه بهذه الطريقة الملتبسة؟ أتعتقد أنك تستطيع صيد الأسماك في المياه الموحلة؟ هل الأمر بهذه البساطة؟ كم مفهومًا يتعلق بالكلام الذي يقوله الله اليوم قد وضعتَه جانبًا؟ أتملك رؤية لإله اليوم؟ أين يكمن فهمك لإله اليوم؟ إنك تؤمن دائمًا بأنك يمكنك بلوغه[أ] بمجرد اتباعه أو رؤيته، وأنه لن يستطيع أحد التخلص منك. لا تفترض أن اتّباع الله أمرٌ بهذه السهولة. الأمر الأساسي هو أنك يجب أن تعرفه، وتعرف عمله، وأن تتحلى بالإرادة لتحمّل المشقة وللتضحية بحياتك من أجله، ولأنْ يجعلك كاملاً. هذه هي الرؤية التي عليك امتلاكها. لن يفلح الأمر إن اتجهت أفكارك دائمًا نحو الاستمتاع بالنعمة. لا تفترض أن الله موجود فقط لمتعة الناس، أو لإغداق النعمة عليهم فحسب؛ فأنت مخطئ! إن لم يكن المرء قادرًا على المجازفة بحياته من أجل اتباعه، ولا يستطيع التخلي عن كل متاع دنيوي في سبيل ذلك، فحتمًا لن يستطيع اتباعه حتى النهاية! يجب أن تمتلك رؤى كأساس لك. إن أصابتك كارثة في أحد الأيام، فما الذي يتوجب عليك فعله؟ هل ستظل قادرًا على اتباعه؟ لا تقل باستهانة ما إذا كنت ستتمكن من اتّباعه حتى النهاية. من الأفضل لك أولاً أن تفتح عينيك لترى بالضبط ما هو الزمن الحالي. رغم أنكم قد تكونون الآن مثل أعمدة المعبد، فسيحل وقت تنخر فيه الديدان كل هذه الأعمدة، مما سيؤدي إلى انهيار المعبد؛ لأنكم تفتقرون الآن إلى الكثير من الرؤى. أنتم لا تولون اهتمامًا إلا لعوالمكم الصغيرة، ولا تعرفون ما هي طرق السعي الأنسب والأجدر بالثقة. إنكم لا تلتفتون إلى رؤية عمل اليوم، ولا تحفظون هذه الأمور في قلوبكم. هل وضعتم في الاعتبار أن الله سيضعكم يومًا ما في أغرب الأماكن؟ هل يمكنكم تخيُّل ما سيحل بكم ذات يوم حين أنتزع كل شيء منكم؟ هل ستكون طاقتكم في ذلك اليوم كما هي الآن؟ هل سيعاود إيمانكم الظهور؟ في اتباع الله، يجب أن تعرفوا هذه الرؤية الأعظم التي هي "الله". هذا هو الأمر الأهم. أيضًا، لا تفترضوا أنكم بمفارقة البشر الدنيويين لتصبحوا مقدسين ستصيرون بالضرورة ضمن عائلة الله؛ ففي هذه الأيام، الله نفسه هو الذي يعمل وسط الخليقة. إنه هو الذي أتى بين الناس لينجز عمله، وليس للقيام بحملات. لا توجد بينكم حتى حفنة من الناس قادرة على إدراك أن عمل اليوم هو عمل الله السماوي الذي أصبح جسدًا. لا يتعلق الأمر بجعلكم أشخاصًا موهوبين بارزين، بل بمساعدتكم على معرفة أهمية الحياة البشرية، ومعرفة غاية البشر، وعلى معرفة الله وكماله. عليك أن تعرف أنك مخلوق في يدَيْ الخالق. ما عليك فهمه، وما عليك فعله، وكيف يجب أن تتبع الله – أليست هذه هي الحقائق التي عليك استيعابها؟ أليست هي الرؤى التي يتعين عليك رؤيتها؟

بمجرد أن يصبح لدى الناس رؤى فإنهم يمتلكون أساسًا. وحين تمارس بناءً على هذا الأساس، سيكون من الأسهل كثيرًا الدخول إليه. وبهذه الطريقة لن تكون لديك أية شكوك حالما يصير لديك أساس تدخل إليه، وسيكون من السهل جدًا عليك الدخول إليه. يعتبر هذا الجانب من فهم الرؤى ومعرفة عمل الله أمرًا ضروريًا، ويجب أن تتسلحوا به. إن لم تستعد بهذا الجانب من الحق، ولا تعرف إلا كيف تتحدث عن سُبُل الممارسة، فهذا عيب كبير لديك. لقد اكتشفتُ أن العديد منكم لا يشددون على هذا الجانب من الحق، وحين تستمعون إليه، يبدو أنكم تستمعون إلى الكلمات والتعاليم فحسب. يومًا ما ستعاني الخسارة. هناك في هذه الأيام بعض الأقوال التي لا تفهمها تمامًا ولا تقبلها، وفي مثل هذه الحالات عليك أن تسعى بصبر، وسيأتي اليوم الذي تفهم فيه بالفعل. جهّز نفسك تدريجيًا بالمزيد من الرؤى. وحتى إن كنت لا تفهم إلا القليل من التعاليم الروحية، فهذا لا يزال أفضل من عدم الاهتمام بالرؤى، ولا يزال أيضًا أفضل من عدم فهم شيء منها على الإطلاق. هذا كله مفيد لدخولك، وسيزيل شكوكك هذه. إنه أفضل من أن تكون ممتلئًا بالمفاهيم. وسيكون من الأفضل لك كثيرًا أن تكون لديك هذه الرؤى بمثابة أساس. لن تكون لديك أية شكوك على الإطلاق، وستكون قادرًا على الدخول بجرأة وثقة. لماذا تكلف نفسك دائمًا عناء اتباع الله بهذه الطريقة المشوشة والملتبسة؟ ألا يماثل هذا دفن رأسك في الرمال؟ كم سيكون جميلًا أن تدخل الملكوت بتبختر واختيال! لماذا تملؤك المخاوف بكثرة؟ ألست تضع نفسك في جحيم مطلق؟ حين تفهم عمل يهوه، وعمل يسوع، وهذه المرحلة من العمل، عندها سيكون لديك أساس. قد تتخيل الآن أن الأمر بسيط تمامًا، يقول بعض الناس: "عندما يحين الوقت ويبدأ الروح القدس العمل العظيم، سأكون قادرًا على التحدث عن كل هذه الأشياء. يعود عدم فهمي في هذه اللحظة إلى أن الروح القدس لم يُنِرني بما يكفي". ليس الأمر بهذه السهولة. ليس الأمر كما لو أنك مستعد لتقبل الحق[ب] الآن، ثم ستستخدمه ببراعة عندما يحين الوقت. ليس الأمر بالضرورة على هذا النحو! إنك تعتقد أنك مجهز حاليًا كما يجب، وأنك قادر على الرد على أولئك المتدينين وعلى أعظم المنظّرين، بل وحتى دحض ادّعاءاتهم بلا مشكلة. هل ستستطيع حقًا فعل ذلك؟ عن أي فهم قد تتحدث، وليس لديك سوى خبرتك السطحية هذه؟ إن التزود بالحق، والقتال في معركة الحق، وإعطاء شهادة لاسم الله ليسوا كما تظن: أنه ما دام الله يعمل، سيتم إنجاز كل شيء. بحلول ذلك الوقت، ربما تربكك بعض الأسئلة، وعندها ستصاب بالذهول. المهم هو، هل لديك فهم واضح لهذه المرحلة من العمل أم لا، وكم تعرف عنها بالفعل. فإن كنت لا تستطيع التغلب على قوات العدو، أو هزيمة قوى الدين، ألن تصير عندئذ بلا قيمة؟ لقد اختبرت عمل اليوم، ورأيت ذلك بأم عينيك، واستمعت إليه بأُذنيك، لكن في النهاية إن لم تكن تستطيع الشهادة، فهل ستبقى لديك الوقاحة للاستمرار في العيش؟ مَنْ ستقدر على مواجهته؟ لا تتصور الآن أن ذلك سيكون بتلك البساطة. لن يكون عمل المستقبل بسيطًا كما تتخيله. إن القتال في حرب الحق ليس بهذه السهولة أو المباشَرة. عليك أن تكون مجهّزًا الآن. فإن لم تتجهز بالحق، فعندما يحين الوقت ولا يعمل الروح القدس بطريقة خارقة، ستقع في حيرة.

من "عليكم فهم العمل، لا تتبعوا وأنتم مشوشون" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

أ لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "عليه".

ب لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "الحق".

السابق: الدخول إلى الحياة 1

التالي: الدخول إلى الحياة 3

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب