الدخول إلى الحياة 3

كلمات الله اليومية اقتباس 444

كيف يتوصل المرء إلى فهم التفاصيل عن الروح؟ كيف يعمل الروح القدس في الإنسان؟ وكيف يعمل الشيطان في الإنسان؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة في الإنسان؟ وما هي المظاهر؟ عندما يحدث لك شيء ما، هل يكون هذا الشيء من الروح القدس، وهل ينبغي عليك أن تخضع له أم ترفضه؟ في الممارسة الفعلية للناس ينجم الكثير عن الإرادة البشرية، لكنَّ الناس دائمًا يعتقدون أنها من الروح القدس؛ فالبعض يكون من أرواحٍ شريرة، لكن يظل الناس يظنون أن ذلك من صُنع الروح القدس، وأحيانًا يرشد الروح القدس الناس من الداخل، لكن الناس يتخوفون من أن يكون هذا الإرشاد من الشيطان ولذلك لا يجرؤون على طاعته، في حين أن ذلك الإرشاد – في واقع الأمر– هو استنارة الروح القدس؛ ومن ثم، فمن دون ممارسة التمييز لا يكون هناك سبيل إلى الاختبار عندما تمر بتلك الخبرات بالفعل، ومن دون تمييز، لا يكون هناك سبيل إلى اقتناء الحياة. كيف يعمل الروح القدس؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة؟ ما الذي يصدر عن إرادة الإنسان؟ وما الذي ينتج عن إرشاد واستنارة الروح القدس؟ إذا استوعبت قواعد عمل الروح القدس داخل الإنسان، فسوف تتمكن من زيادة معرفتك والتمييز في حياتك اليومية وأثناء الخبرات الفعلية التي تمر بها، وسوف تتوصل إلى معرفة الله وتتمكن من فهم الشيطان وتمييزه، ولن تكون مشوشًا في طاعتك أو في سعيك، وسوف تكون شخصًا ذا فكرٍ صافٍ يطيع عمل الروح القدس.

يُعَد عمل الروح القدس شكلاً من أشكال الإرشاد الاستباقي والاستنارة الإيجابية، فهو لا يسمح للناس بأن يكونوا سلبيين، بل يواسيهم ويمنحهم الإيمان والعزيمة ويمكَّنهم من متابعة مسيرة تحقيق الكمال من قبل الله. عندما يعمل الروح القدس، يكون الناس قادرين على الدخول بفاعلية، وبذلك لا يكونون سلبيين أو مُجبرين بل مبادِرين؛ وعندما يعمل الروح القدس، يصبح الناس مسرورين ومتحمسين، ويكونون مستعدين لتقديم الطاعة وراضين بتذليل ذواتهم، ورغم كونهم متألمين وضعافًا من الداخل، فإنهم عازمون على التعاون، وهم يعانون بسرور، وقادرون على الإطاعة دون أن يكونوا مشوبين بتفكير الإنسان، وبالتأكيد غير ملوثين برغبات أو دوافع بشرية. عندما يختبر الناس عمل الروح القدس، يتمتعون بقداسة داخلية خاصة. إن أولئك الذين يسيطر عليهم عمل الروح القدس يحيون في محبة الله ومحبة إخوتهم وأخواتهم، ويسرون بالأشياء التي تسر الله، ويكرهون الأشياء التي يكرهها الله. إن أولئك الذين تأثروا بعمل الروح القدس يحظون بإنسانية طبيعية، وينشدون الحق باستمرار وتتملكهم الإنسانية. عندما يعمل الروح القدس داخل الناس، تصبح أحوالهم أفضل فأفضل، وتصبح إنسانيتهم طبيعية أكثر فأكثر، ورغم أن قدرًا من تعاونهم قد يتسم بالتهور، إلا أن دوافعهم سليمة، ودخولهم إيجابي، ولا يحاولون إحداث خلل، ولا يكنّون في داخلهم أي ضغينة. إن عمل الروح القدس طبيعي وحقيقي، فهو يعمل في الإنسان وفقًا لقواعد حياة الإنسان الطبيعية، ويجعل الناس مستنيرين ويرشدهم وفقًا للسعي الفعلي للناس العاديين. عندما يعمل الروح القدس في الناس، فإنه يرشدهم وينيرهم وفقًا لاحتياجات الناس العاديين، ويكفيهم وفقًا لاحتياجاتهم، ويرشدهم وينيرهم وفقًا لما يفتقرون إليه ووفقًا لنقائصهم. يتمثل عمل الروح القدس في إضاءة الناس وإرشادهم في الحياة الواقعية، ولا يستطيع الناس أن يروا عمل الروح القدس إلا إذا اختبروا كلام الله في حياتهم الفعلية. إذا كان الناس في حياتهم اليومية في حالة إيجابية ويعيشون حياة روحية طبيعية، فإنهم بذلك يخضعون لعمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة، عندما يأكلون ويشربون كلام الله يكون لديهم إيمان، وعندما يُصلُّون يكونون مُلهمين، وعندما يحدث لهم شيء لا يكونون سلبيين، ويستطيعون أثناء حدوثه أن يروا الدروس التي يريدهم الله أن يتعلموها، ولا يكونون سلبيين أو ضعفاء، ورغم المصاعب الحقيقية التي تواجههم، يكونون راغبين في إطاعة كل ترتيبات الله.

ما الآثار التي يحققها عمل الروح القدس؟ ربما تكون أحمق، وقد لا تمتلك التمييز، لكن ليس على الروح القدس إلا أن يعمل، وسيكون في داخلك إيمان وستشعر دائمًا أنه ليس بوسعك أن تحب الله كما ينبغي، وتكون مستعدًا للتعاون مهما كان عِظَم الصعوبات التي تواجهها. سوف تحدث لك أشياء، ولن يتبين ما إذا كانت من الله أم من الشيطان، لكنك ستكون قادرًا على الانتظار، ولن تكون سلبيًا أو غير مبالٍ. هذا هو العمل الطبيعي للروح القدس؛ وعندما يعمل الروح القدس داخلكم، فإنكم تظلون تواجهون صعوباتٍ حقيقية، وتبكون أحيانًا، وأحيانًا تكون هناك أشياء ليس بوسعكم أن تتغلبوا عليها، لكن هذا كله هو مرحلة من العمل العادي للروح القدس. وعلى الرغم من أنكم لم تتغلبوا على تلك المصاعب، وأنكم كنتم ضعفاء وكثيري الشكوى، بقيتم قادرين بعد ذلك على أن تحبوا الله بإيمانٍ مطلق. لا يمكن لسلبيتكم أن تمنعكم من الحصول على خبرات طبيعية، وستظلون قادرين على أن تحبوا الله بغض النظر عما يقوله الناس الآخرون وكيفية مهاجمتهم لكم. إنكم تشعرون دائمًا أثناء الصلاة أنكم لطالما كنتم مدينين بالكثير لله، وتعقدون العزم على إرضائه، وتتجاهلون الجسد كلما واجهتم تلك الأشياء من جديد. تُظهِرُ هذه القوة وجود عمل الروح القدس داخلكم، وهذه هي الحالة الطبيعية لعمل الروح القدس.

ما العمل الذي يصدر عن الشيطان؟ في العمل الذي يصدر عن الشيطان، تكون الرؤى في الناس غير واضحة، ولا يملكون إنسانية طبيعية، وتكون الدوافع الكامنة وراء أفعالهم خاطئة، ورغم أنهم يرغبون في محبة الله، توجد في داخلهم دائمًا اتهامات، وهذه الاتهامات والظنون تحتدم في داخلهم دائمًا وتعيق تطور حياتهم، وتمنعهم من أن يأتوا أمام الله في حال طبيعية. هذا يعني أنه حالما يوجد عمل الشيطان داخل الناس، لا تستطيع قلوبهم أن تكون في سلام أمام الله، ولا يعرفون ماذا يفعلون بأنفسهم، وعندما يرون الناس مجتمعين معًا يرغبون في الفرار، ويتعذر عليهم إغماض أعينهم عندما يصلي غيرهم. إن عمل الأرواح الشريرة يدمر العلاقة الطبيعية بين الإنسان والله، ويُربك الرؤى السابقة للناس أو طريقهم السابق للدخول في الحياة ولا يستطيعون مطلقًا في قلوبهم أن يقتربوا من الله، ودائمًا ما تحدث أشياء تسبب لهم التشويش وتقيدهم، ولا تستطيع قلوبهم أن تجد سلامًا، فلا تبقى لديهم قوة ليحبوا الله، وتتردّى أرواحهم. تلك هي مظاهر عمل الشيطان. يظهر عمل الشيطان على النحو التالي: عدم القدرة على التمسك بمواقفك والتمسك بالشهادة، مما يجعلك مذنبا أمام الله وغير مخلص له، وبمجرد تدخل الشيطان، تفقد الحب والإخلاص لله في داخلك، وتتجرد من العلاقة الطبيعية مع الله، ولا تنشد الحق أو تحسن من ذاتك، وتنتكس وتصبح سلبيًا، وتسرف على نفسك، وتطلق العنان لنشر الخطيئة، ولا تكره الإثم، وكذلك يجعلك تَدخُّل الشيطان منحلاً، ويتسبب في اختفاء أثر الله من داخلك، ويجعلك تشتكي من الله وتعارضه، فيصل بك الأمر إلى الشك في الله، بل وحتى احتمال أن تتركه. كل هذا من عمل الشيطان.

من "عمل الروح القدس وعمل الشيطان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 445

عندما يحدث لك شيء في حياتك اليومية، كيف تميز ما إذا كان ذلك من عمل الروح القدس أو من عمل الشيطان؟ عندما تكون أحوال الناس طبيعية، تكون حياتهم الروحية وحياتهم في الجسد طبيعية، ويكون منطقهم طبيعيًا ومنظمًا، وعندما يكونون في هذا الحال، فإن ما يختبرونه أو يتوصلون إلى معرفته داخل أنفسهم يمكن القول إنه آتٍ من التأثر بالروح القدس (فامتلاك رؤى أو بعض المعارف الضحلة عندما يأكلون ويشربون كلام الله، أو الاتصاف بالإخلاص في بعض الأمور، أو امتلاك القوة على محبة الله في بعض الأشياء، فهذا كله من الروح القدس). إن عمل الروح القدس في الإنسان طبيعي على وجه الخصوص، وليس بمقدور الإنسان أن يشعر به، ويبدو وكأنه نابع من الإنسان ذاته، وإن كان في الواقع عملَ الروح القدس. يعمل الروح القدس في الحياة اليومية كل أنواع الأعمال صغيرها وكبيرها في كل شخص، ولا يختلف سوى مدى هذا العمل؛ فبعض الناس يتمتعون بمستوى جيد، ويفهمون الأمور بسرعة، وبداخلهم استنارة قوية مميزة من الروح القدس، في حين أن البعض الآخر ذوو مستوى ضعيف، ويستغرقون وقتًا أطول في فهم الأمور، لكن الروح القدس يؤثر فيهم داخليًا، ويستطيعون هم أيضًا أن يحققوا الإخلاص لله. ويعمل الروح القدس في كل الذين يسعون نحو الله. عندما لا يعارض الناس الله في حياتهم اليومية ولا يتمردون عليه ولا يفعلون أشياءَ تتعارض مع تدبيره ولا يتدخلون في عمله، فإن روح الله يعمل في كل واحد منهم بدرجة أو بأخرى، ويترك أثره فيهم وينيرهم ويمنحهم الإيمان والقوة ويحركهم كي يدخلوا بطريقة استباقية، لا أن يكونوا كسالى أو مشتهين لملذات الجسد، بل راغبين في ممارسة الحق ومشتاقين إلى كلام الله. إن كل هذا العمل نابع من الروح القدس.

عندما تكون حالة الناس غير طبيعية، فإن الروح القدس يتخلى عنهم، ويميلون في داخلهم إلى الشكوى، وتكون دوافعهم خاطئة، ويكونون كسالى ومنغمسين في ملذات الجسد، وتكون قلوبهم متمردة على الحق، وهذا كله من الشيطان. عندما لا تكون أحوال الناس طبيعية، وعندما يكونون مظلمين من الداخل وعندما يفقدون تفكيرهم الطبيعي، وقد تخلى عنهم الروح القدس، وأصبحوا غير قادرين على الإحساس بالله داخل أنفسهم، حينذاك يكون الشيطان يعمل في داخلهم. إذا كان الناس يملكون دائمًا قوة في داخلهم ويحبون الله دائمًا، فبصفة عامة عندما تحدث لهم أشياء، فإنها تكون من الروح القدس، ومهما كان مَنْ يلتقونه فإن اللقاء يكون بحسب ترتيبات الله؛ وهذا يعني أنك عندما تكون في حالٍ طبيعية، وعندما تكون ضمن عمل الروح القدس العظيم، يكون من المستحيل على الشيطان أن يجعلك مضطربًا؛ وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن كل شيء يأتي من الروح القدس، ورغم أنه يمكن أن تكون لديك أفكار غير صحيحة، فإنك قادرٌ على تركها وعدم اتباعها، وكل هذا يأتي من عمل الروح القدس. ما المواقف التي يتدخل فيها الشيطان؟ عندما لا تكون أحوالك طبيعية، وعندما لا يكون الله قد لمسك، وتكون من دون عمل الله، وتكون جافًا ومُجدبًا من الداخل، وعندما تصلي لله لكنك لا تفهم شيئًا، وتأكل وتشرب كلام الله لكن دون أن تُستنار أو تُنار، في تلك الأوقات يسهُل على الشيطان أن يعمل داخلك. بعبارة أخرى، عندما يتخلى الروح القدس عنك ولا تستطيع أن تشعر بالله، حينئذٍ تحدث لك أشياء كثيرة من إغواء الشيطان. إن الشيطان يعمل في نفس الوقت الذي يعمل فيه الروح القدس، ويتدخل في الإنسان في نفس الوقت الذي يؤثر فيه الروح القدس في داخل الإنسان، بيد أنه في تلك الأوقات، يكون لعمل الروح القدس موقع الريادة، ويستطيع الأشخاص الذين تكون أحوالهم طبيعية أن ينتصروا، وهذا هو انتصار عمل الروح القدس على عمل الشيطان. وعلى الرغم من عمل الروح القدس، لا تزال توجد في داخل الناس شخصية فاسدة؛ لكن من السهل أثناء عمل الروح القدس على الناس أن يكتشفوا ويعترفوا بتمردهم ودوافعهم وخدعهم. وعندها فقط يشعر الناس بالندم ويغدون مستعدين للتوبة. ومن ثم يتم التخلص من شخصياتهم المتمردة والفاسدة بصورة تدريجية. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، ويظل الناس أثناء عمله يعانون من متاعب ويظلون يبكون ويتألمون ويبقون ضِعافا ويظل هناك الكثير غير واضح لهم، لكنهم يكونون في تلك الحالة قادرين على منع أنفسهم من الانزلاق إلى الوراء وقادرين على أن يحبوا الله، ويظلون رغم بكائهم وحزنهم قادرين على تسبيح الله. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، وليس خارقًا للطبيعة ولو بشيءٍ ضئيل. تعتقد غالبية الناس أنه حالما يبدأ الروح القدس في العمل، تحدث التغيرات في حالة الناس وتُنتَزع منهم أشياء ضرورية لهم، بيد أن تلك الاعتقادات خاطئة؛ فعندما يعمل الروح القدس في الإنسان، تظل الأشياء السلبية في الإنسان موجودة وتظل قامته كما هي، لكنه يكسب إنارة الروح القدس واستنارته، وهكذا تصبح حالته أكثر استباقيَة، وتصبح الأحوال داخله طبيعية، ويتغير بسرعة. إن الناس في خبراتهم الواقعية يختبرون أساسًا إما عمل الروح القدس أو الشيطان، وإذا تعذر عليهم استيعاب تلك الحالات، ولم يميزوا، تكون الخبرات الواقعية مستحيلة، ناهيك عن التغيرات في الشخصية؛ ومن ثم، يكمن مفتاح اختبار عمل الله في القدرة على رؤية هذه الأشياء على حقيقتها، وبهذه الطريقة، يكون من الأسهل بالنسبة إليهم أن يعايشوها.

من "عمل الروح القدس وعمل الشيطان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 446

يمثل عمل الروح القدس تقدمًا إيجابيًا، في حين أن عمل الشيطان ارتداد وسلبية وعصيان لله ومقاومة له، وفقدان للإيمان فيه، وعدم رغبة حتى في الترنم، ومعاناة درجة من الضعف تمنع من أداء المرء واجبه. كل ما يصدر عن استنارة الروح القدس طبيعي تمامًا، وليس مفروضًا عليك. إن اتبعته، فسوف تنعم بالسلام، وإن لم تتبعه، فسيتم توبيخك بعد ذلك. إن حظيت باستنارة الروح القدس، فلن يكون ثمة ما يشوش على ما تفعله أو يقيده، وسوف تُحرَّر، وسيكون ثمة طريق للممارسة في أفعالك، ولن تخضع لأي قيودٍ، بل ستتمكن من التصرف بناءً على إرادة الله. إن عمل الشيطان يسبب لك التشويش في أمور كثيرة، ويجعلك غير راغب في الصلاة ومتكاسلاً بشدة بحيث لا تستطيع أن تأكل وتشرب كلام الله، وغير راغب في أن تحيا الحياة الكنسية، وينفرك من الحياة الروحية. أما عمل الروح القدس، فهو لا يتدخل في حياتك اليومية، ولا يتدخل في حياتك الروحية الطبيعية. لا يمكنك تمييز أشياء كثيرة في اللحظة التي تحدث فيها بالضبط، لكن قلبك بعد بضعة أيام يصبح أكثر إشراقًا، وذهنك أشد صفاء، ويصبح لديك إحساسٌ ما حول أمور الروح، ويمكنك أن تتوصل ببطء إلى تمييز ما إذا كانت فكرة ما قد جاءت من الله أم من الشيطان. بعض الأشياء بوضوح تجعلك تعارض الله وتتمرد عليه، أو تمنعك من أن تضع كلام الله موضع تطبيق، وهذه الأشياء كلها من الشيطان. بعض الأشياء ليست ظاهرة، ولا تستطيع تمييز ماهيتها في ذلك الوقت، لكن بعد ذلك، يمكنك أن ترى تجلياتها، ثم تمارس التمييز. إن كنت تستطيع أن تميز ما هو آتٍ منها من الشيطان وما هو الذي يوجهه الروح القدس، عندئذ لن تضل بسهولة في خبراتك. أحيانًا عندما تكون أحوالك غير جيدة، تتبادر إلى ذهنك أفكار معينة تخرج بك عن حالتك السلبية، وهذا يوضح أنه حتى عندما تكون أحوالك غير مواتية، يمكن أيضًا أن يتأتي بعض أفكارك من الروح القدس. غير صحيح أنك عندما تكون سلبيًا، تكون كل أفكارك نابعة من الشيطان؛ فلو صحَّ هذا، فمتى إذًا تتمكن من الانتقال إلى حالة إيجابية؟ إن الروح القدس، ومن خلال بقائك سلبيًا لمدة من الزمن، يمنحك فرصة كي تُكمَّل ويلمسك ويخرجك من حالتك السلبية.

الآن، وبعد أن عرفتَ ماهية عمل الروح القدس وماهية عمل الشيطان، تستطيع أن تقارنهما بحالتك الشخصية أثناء خبراتك وأن تقارنهما بخبراتك الخاصة، وبهذه الطريقة سوف يكون هناك مزيد من الحقائق المتعلقة بالمبادئ في خبراتك. سوف تتمكن بعد استيعاب هذه الأشياء من التحكم في حالتك الفعلية، وسوف تتمكن من تمييز الأفراد والأشياء التي تحدث لك، ولن تضطر إلى بذل مجهود كبير في اقتناء عمل الروح القدس. وهذا بالطبع يتوقف على ما إذا كانت دوافعك صحيحة، وعلى استعدادك للسعي والممارسة. إن لغة كهذه – لغة تتعلق بالمبادئ – يجب أن تظهر في خبراتك، ومن دونها، سوف تمتلئ خبراتك بتشويش الشيطان وبمعارف حمقاء. إذا كنتَ لا تفهم الطريقة التي يعمل بها الروح القدس، فأنت لا تفهم كيف يجب أن تدخل، وإذا كنتَ لا تفهم الطريقة التي يعمل بها الشيطان، فأنت لا تفهم كيف يجب أن تحترس في خطواتك. يجب أن يفهم الناس كيف يعمل الروح القدس وكيف يعمل الشيطان؛ فهما جزء لا غنى عنه في خبرات الناس.

من "عمل الروح القدس وعمل الشيطان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 447

ما الجوانب التي تشتملها الطبيعة البشرية؟ إنها تشتمل على البصيرة، والحس، والضمير، والشخصية. إن كنت تستطيع الوصول إلى الحالة الطبيعية في كل من هذه الجوانب، فسترقى بشريتك إلى المستوى المثالي. يجب أن يكون لديك مظهر إنسان عادي، وأن تشبه مَن يؤمن بالله. لا يتعين عليك تحقيق الكثير جدًا أو الانخراط في الدبلوماسية؛ فما يتعين عليك هو أن تكون إنسانًا عاديًا، وتتمتع بحس شخص عادي، وأن تكون قادرًا على تبيان الأمور، وتبدو على الأقل كإنسان عادي. سيكون هذا كافيًا. كل ما هو مطلوب منك اليوم هو ضمن إمكانياتك؛ فهذه ليست حالة دفعك إلى القيام بأمر لا يمكنك القيام به. لن تُنفذ أي كلمات غير مجدية أو عمل غير مجدٍ عليك. يجب التخلُّص من كل القبح الذي تم التعبير أو الكشف عنه في حياتك. لقد أفسدكم الشيطان وامتلأتم بسُمِّه. كل ما يُطلب منكم هو التخلص من الشخصية الشيطانية الفاسدة هذه، وليس مطلوبًا منكم أن تصبحوا شخصية رفيعة المستوى، أو شخصًا شهيرًا أو عظيمًا، فهذا غير مجدٍ. العمل الذي أُنجز فيكم يأخذ في الاعتبار ما هو متأصل فيكم. هناك حدود لما أطلبه من الناس. إن طُلب من الناس اليوم أن يتصرفوا كالمسؤولين الحكوميين - أي أن يمارسوا التحدث بنبرة صوت المسؤولين الحكوميين، وأن يتدربوا على الحديث بطريقة المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى، أو أن يمارسوا التعبير عن أنفسهم على طريقة ونبرة كتَّاب المقال والروائيين، فهذا لا يُجدي نفعًا. لا يمكن تحقيق ذلك. وفقًا لمقدرتكم، ينبغي على الأقل أن تتمكَّنوا من التحدث بحكمة وبراعة وشرح الأمور بطريقة واضحة ومفهومة. وهذا هو كل المطلوب لتلبية المتطلبات. على أقل تقدير، إن اكتسبت البصيرة والإحساس، فهذا سيفيد. الأمر الرئيسي المطلوب الآن هو التخلُّص من شخصيتك الشيطانية الفاسدة. عليك التخلص من القبح الذي يظهر فيك. كيف يمكنك أن تتحدث عن الإحساس السامي والأفكار العليا إن لم تتخلَّص من هذين الأمرين؟ مع رؤية عدد كبير من الناس أن العصر قد تغير، فإنهم يفتقرون إلى التواضع والصبر، وقد لا تكون لديهم أيضًا أي محبة أو حشمة القداسة. يا لسخافة هؤلاء الناس! هل يمتلكون ذرة من الطبيعة البشرية؟ هل لديهم أي شهادة يتحدثون عنها؟ إنهم خالون تمامًا من أي بصيرة أو إحساس. بالطبع، تحتاج بعض الجوانب المنحرفة والخاطئة في الممارسة لدى الناس إلى تصحيح؛ على سبيل المثال، حياتهم الروحية الجامدة في السابق ومظهرهم الذي يتسم باللامبالاة والحماقة – يجب أن تتغير كل هذه الأمور. إنما التغيير لا يعني أن تفسد نفسك أو تنغمس في ملذات الجسد، وتقول ما تشاء. يجب ألا تتحدث حديثًا خليعًا. فتمتعك بحديث إنسان طبيعي وسلوكه هو التحدث بتماسك، قائلًا: "نعم" عندما تعني "نعم"، و"لا" عندما تعني "لا". التزم بالحقائق وتحدث بطريقة ملائمة. لا تغش، ولا تكذب. يجب فهم الحدود التي يمكن للشخص العادي الوصول إليها فيما يتعلق بتغيير الشخصية. إن لم تُفهم، فلن تتمكن من الدخول إلى الواقع.

من "رفع المقدرة هو من أجل تلقي خلاص الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 448

إن تأدية الإنسان لواجبه هي في الواقع إنجاز كل ما هو متأصل فيه، أي لكل ما هو ممكن للإنسان. وحينها يكون قد أتمَّ واجبه. تتقلّص عيوب الإنسان أثناء خدمته تدريجيًا من خلال الخبرة المتواصلة وعملية اختباره للدينونة، وهذه العيوب لا تعيق واجبه أو تؤثر فيه. أولئك الذين يتوقفون عن الخدمة أو يتنحّون ويتراجعون خوفًا من القصور الذي قد يكون موجودًا في الخدمة هم الأكثر جُبنًا بين كل الناس. إذا لم يستطع الإنسان أن يعبّر عمّا يجب التعبير عنه أثناء الخدمة أو أن يحقق ما يمكنه أساسًا تحقيقه، وبدلاً من ذلك يخادع ويتهاون، فقد خسر الوظيفة التي على المخلوق أن يتحلى بها. يُعد هذا النوع من الناس عاديًا وتافهًا وعديم النفع. كيف يمكن لشخص كهذا أن يُكَرَّم بلقب مخلوق؟ أليسوا كيانات من الفساد تسطع في الخارج ولكنها فاسدة من الداخل؟ إذا كان الإنسان يدعو نفسه الله، وهو غير قادر على التعبير عن كينونة اللاهوت، والقيام بعمل الله نفسه، أو تمثيل الله، فهو حتمًا ليس بالله، لأنه لا يملك جوهر الله، وما يمكن لله تحقيقه بحسب طبيعته غير موجود في هذا الإنسان. إذا فقد الإنسان ما يمكن أن يحققه بطبيعته، فلا يمكن اعتباره إنسانًا بعد، ولا يستحق أن يُوجَد ككائنٍ مخلوق ولا أن يأتي أمام الله ويخدمه. وهو بالأكثر غير مستحق الحصول على نعمة الله أو حراسته وحمايته أو جعله كاملاً. الكثيرون ممَنْ فقد اللهُ ثقته بهم يستمرون في فقدان نعمته. فهم لا يكتفون بعدم احتقار آثامهم فحسب، بل يُروّجون بوقاحة فكرة أن طريق الله غير صحيح، كما ينكر أولئك العُصاة حتى وجود الله. كيف يمكن لمثل هذا الإنسان وهو في مثل هذا العصيان أن يحظى بامتياز التمتّع بنعمة الله؟ إن الناس الذين فشلوا في القيام بواجبهم ما زالوا متمرّدين جدًا ضد الله ويدينون بالكثير له، ومع ذلك يلقون باللوم عليه قائلين إنه مخطئ. كيف يمكن لهذا الإنسان أن يكون جديرًا بأن يُكَمَّل؟ ألا يسبق هذا الأمرُ إقصاءه ومعاقبته؟ الإنسان الذي لا يقوم بواجبه أمام الله مذنب بالفعل بأبشع الجرائم، حتى أن الموت يُعد عقوبة غير كافية لها، ومع ذلك لدى الإنسان الوقاحة ليجادل الله ويشبِّه نفسه به. ما الفائدة من تكميل إنسان كهذا؟ إذا فشل الإنسان في أداء واجبه، يجب أن يشعر بالذنب والمديونية. يجب عليه أن يحتقر ضعفه وعدم جدواه، وعصيانه وفساده، وإضافة إلى ذلك، يجب أن يبذل حياته ودمه من أجل الله. عندها فقط يكون مخلوقًا يُحِبّ الله فعلاً. وفقط هذا الصنف من البشر يستحق أن يُكَمِّلَه الله ويتمتع بوعده وبركاته. وماذا عن الغالبية منكم؟ كيف تعاملون الله الذي يحيا بينكم؟ كيف تراكم قمتم بواجبكم أمامه؟ هل قمتم بكل ما قد طالبكم به، حتى وإن كان على حساب حياتكم الشخصية؟ ما الذي ضحيتم به؟ ألم تحصلوا على الكثير مني؟ هل تستطيعون التمييز؟ ما مدى إخلاصكم لي؟ كيف تراكم خدمتموني؟ وماذا عن كل ما قد منحتكم إياه وما قمت به لأجلكم؟ هل عملتم بموجبها جميعًا؟ هل حكمتم جميعكم فيها وقارنتموها بقلة الضمير الذي فيكم؟ مَنْ الذي يستحق أقوالكم وأفعالكم؟ هل يمكن أن تستحق تضحيتكم الصغيرة هذه كل ما قد منحتكم إياه؟ ليس لديَّ خيار آخر وقد كرّست نفسي لكم بالكلية، ومع ذلك أنتم فاترو الهمة وتُكِنّون نوايا شرّيرة نحوي. هذا هو مقدار واجبكم، وظيفتكم الوحيدة. أليس كذلك؟ ألا تعرفون أنكم لم تتمّموا على الإطلاق واجب المخلوق؟ كيف يمكن اعتباركم كائنات مخلوقة؟ ألا تعرفون جليًا ما تُعَبِّرون عنه وتحيوه؟ لقد أخفقتم في القيام بواجبكم، ومع ذلك تسعون إلى الحصول على سماحة الله ونعمته الجزيلة. لم تُهيَّأ نعمةٌ كهذه لأشخاص مثلكم لا قيمة لهم أو أساس، إنما لمن لا يطلبون شيئًا ويضحّون بكل سرور. لا يستحق الأشخاص العاديون والتافهون الذين هم على منوالكم التمتّع بنعمة السماء على الإطلاق. يجب فقط أن ترافقَ أيامَكم المشقةُ والعقابُ اللامتناهي! إذا لم تستطيعوا أن تكونوا مخلصين لي، فستكون المعاناة مصيركم. وإذا لم تستطيعوا أن تكونوا مسؤولين عن كلامي وعملي، فسيكون العقاب من نصيبكم. لا علاقة لكم بأية نعمة وبركاتٍ وحياة رائعة في الملكوت. هذه هي النهاية التي تستحقونها وعاقبة أعمالكم!

من "وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسّد وواجب الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 449

ولم يقتصر الأمر على عدم محاولة هؤلاء الناس الجهلة والمتعجرفين بذل قصارى جهدهم أو القيام بواجبهم، ولكن بدلاً من ذلك مدّوا أيديهم طالبين النعمة، كما لو أنهم يستحقون ما يطلبونه. وإذا فشلوا في الحصول على ما يطلبونه، يصبحون أكثر إلحادًا. كيف يمكن اعتبار هؤلاء الناس عقلاء؟ أنتم ذوو مقدرة ضعيفة ولا عقل لكم، ولا تستطيعون القيام بالواجب الذي عليكم القيام به أثناء عمل التدبير. لقد تدنّت فعلاً قيمتكم تدنيًّا كبيرًا. إن إخفاقكم في الرد بالمثل على استحساني الذي أظهرته لكم هو بالفعل عمل عصيان شديد، يكفي لإدانتكم وإظهار جبنكم، وعدم كفاءتكم، ودناءتكم وعدم أهليتكم. كيف يمكن أن تكونوا مؤهلين لإبقاء أيديكم ممدودة بعد؟ أنتم غير قادرين على تقديم أي مساعدة لعملي، وعاجزون عن الولاء، وغير قادرين على الشهادة لي. هذه بالفعل أخطاؤكم وإخفاقاتكم، ولكنكم بدلاً من ذلك، تهاجمونني، وتفترون علي، وتتذمّرون مني قائلين بأنني ظالم. أهكذا يكون إخلاصكم؟ أهكذا تكون محبتكم؟ ما الذي يمكنكم فعله بعد ولم تفعلوه؟ كيف تراكم ساهمتم في إتمام العمل كله؟ وكم تراكم أنفقتم؟ أنْ لا ألقي باللوم عليكم هو بالفعل أحد أعمال السماحة العظيمة، ومع ذلك لا زلتم تقدمون لي الأعذار بلا خجل وتتذمّرون مني في الخفاء. هل لديكم أدنى مسحة من الإنسانية؟ مع أن واجب الإنسان قد أتلفه عقلُ الإنسان ومفاهيمه، إلا أن عليك القيام بواجبك وإظهار ولائك. إن الشوائب في عمل الإنسان هي مسألة تتعلق بمقدرته، في حين أنه إذا لم يقم الإنسان بواجبه، فهذا يُظهر عصيانه. لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وما إذا كان مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملاً بواجبه. يتمتع الإنسان المبارَك بالخير عندما يُكمَّل بعد الدينونة. يتلقى الإنسان الملعون العقاب عندما تبقى شخصيته من دون تغيير بعد التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لن يُكَمَّل. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عما إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو الشرط الأساسي للإنسان الذي يبحث عن الله. يجب ألا تقوم بواجبك لتتبارك فحسب، وعليك ألا ترفض إتمامه خوفًا من أن تُلعَن. اسمحوا لي أن أقول لكم هذا الأمر: إذا كان الإنسان قادرًا على إتمام واجبه، فهذا يعني أنه يقوم بما عليه القيامُ به. وإذا كان الإنسان غير قادر على القيام بواجبه، فهذا يُظهِرُ عصيانه. ودائمًا من خلال عملية إتمام واجبه يتغيّر الإنسان تدريجيًا، ومن خلال هذه العملية يُظهِرُ إخلاصه. وهكذا، كلما تمكنتَ من القيام بواجبك، حصلتَ على مزيد من الحقائق، ويصبح تعبيرك كذلك أكثر واقعية. أما أولئك الذين يتقاعسون عن القيام بواجبهم ولا يبحثون عن الحق فسيُبادون في النهاية، لأن هؤلاء الناس لا يقومون بواجبهم في ممارسة الحق، ولا يمارسونه في إتمام واجبهم. هؤلاء الناس هم الذين يبقون على حالهم وسوف يُلعَنون. فما يظهرونه ليس نجسًا فحسب، إنما الشرّ هو ما يعبّرون عنه.

من "وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسّد وواجب الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 450

إذا لم تكن لديك معرفة بعمل الله، فلن تعرف كيف تتعاون معه. وإذا كنت لا تعرف مبادئ عمل الله، ولا تدرك كيف يعمل الشيطان في الإنسان، فلن يكون لديك طريق للممارسة. لن يسمح لك السعي الحماسي وحده بتحقيق النتائج التي يطلبها الله. فمثل هذه الطريقة من الخبرة شبيهة بطريقة لورنس Lawrence: فلا تمييز بأي شكل من الأشكال مع التركيز فقط على الخبرة، وعدم إدراك تام لماهية عمل الشيطان، وماهية عمل الروح القدس، وأي حالة يكون عليها الإنسان بدون وجود الله، وأي نوع من الناس يريد الله أن يُكمّلهم. ليس لديه تمييز فيما يتعلق بأي مبادئ يجب تبنيها عند التعامل مع الأنواع المختلفة من الناس، وكيفية فهم مشيئة الله في الوقت الحالي، وكيفية معرفة شخصية الله، وإلى أي أشخاص وظروف وعصر يوجه الله رحمته وجلاله وبره. إذا لم يكن لدى الناس العديد من الرؤى كأساس لاختباراتهم، فالحياة تكون مستحيلة، والخبرة تكون أكثر استحالة. يمكنهم أن يستمروا في الخضوع بحماقة لكل شيء، وتحمُّل كل شيء. يصعب جدًا جعل مثل هؤلاء الناس كاملين. يمكن أن يُقال إن افتقارك لأي من الرؤى التي ذُكِرت أعلاه هو دليل كافٍ على أنك معتل العقل، وأنك أشبه بعمود ملح منتصبًا دائمًا في إسرائيل. مثل هؤلاء الناس عديمو الفائدة، ولا يصلحون لشيء! بعض الناس يخضعون فقط خضوعًا أعمى، ويَعرفون أنفسهم دائمًا، ويستخدمون دائمًا أساليبهم الشخصية في التصرف عند التعامل مع أمور جديدة، أو يستخدمون "الحكمة" للتعامل مع الأمور التافهة التي لا تستحق الذكر. مثل هؤلاء الناس لا يتمتعون بالتمييز، كما لو كانت طبيعتهم هي تسليم أنفسهم إلى المضايقة، وهم هكذا دائمًا، ولا يتغيرون أبدًا. مثل هؤلاء الناس حمقى ويفتقرون إلى أدنى قدر من التمييز. إنهم لا يحاولون اتخاذ إجراءات تتناسب مع الظروف أو الأشخاص المختلفين. ليس لدى مثل هؤلاء الناس خبرة. رأيت بعض الناس مرتبطين للغاية في معرفتهم بأنفسهم حتى إنهم حين يواجهون أناسًا لهم عمل الأرواح الشريرة، فإنهم يخفضون رؤوسهم ويعترفون بخطيتهم، ولا يجرؤون على الوقوف وإدانتهم. وعندما يواجهون العمل الواضح للروح القدس، فإنهم لا يجرؤون على الطاعة. إنهم يعتقدون أن الأرواح الشريرة هي أيضًا في يد الله، ولا يتمتعون بأدنى قدر من الجرأة على الوقوف في وجههم ومقاومتهم. مثل هؤلاء الناس يُخزون الله، وهم بالتأكيد غير قادرين تمامًا على تحمل عبء ثقيل لأجله. مثل هؤلاء الحمقى ليس لديهم تمييز من أي نوع. لذا يجب التخلص من طريقة الخبرة هذه لأنها واهية في نظر الله.

من "عن الخبرة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 451

يحظى كل أولئك الذين يحبون الله حقًا بفرصة أن يكمّلهم الله في التيار الحالي. وسواء كانوا صغارًا أم كبارًا، فما داموا يحافظون على طاعة الله في قلوبهم ويتقونه، فيمكن أن يُكمِّلهم. يُكمِّل الله الناس وفقًا لوظائفهم المختلفة. ما دمتَ تبذل كل ما في وسعك وتخضع لعمل الله فسوف يكملك الله. ليس أحد منكم كاملًا في الوقت الحاضر. أحيانًا تكونون قادرين على أداء نوع واحد من الوظائف، وأحيانًا أخرى يمكنكم أداء نوعين؛ ما دمتم تبذلون أقصى ما في وسعكم كي تبذلوا أنفسكم لله، ففي نهاية المطاف سوف يُكمِّلكم الله.

لدى الشباب بعض فلسفات العيش، وهم يفتقرون إلى الحكمة والبصيرة. يأتي الله ليُكمِّل حكمة الإنسان وبصيرته، وتعوّض كلمته عن أوجه القصور لديهم. ومع ذلك، فإن شخصيات الشباب غير مستقرة، وهذا شيء يجب أن يغيره الله. لدى الشباب عدد أقل من المفاهيم الدينية وعدد أقل من فلسفات العيش؛ فهم يفكرون في كل شيء بعبارات بسيطة، وأفكارهم ليست معقدة. هذا هو الجانب الذي لم يتشكل من إنسانيتهم بعد، وهو جانب جدير بالثناء، لكن الشباب جاهلون ويفتقرون إلى الحكمة، وهذا شيء يحتاج إلى أن يُكمِّلهُ الله. سيمكِّنُكم تكميل الله من امتلاك التمييز، وستصبحون قادرين على فهم العديد من الأشياء الروحية بوضوح، وتتحولوا تدريجيًا إلى أشخاص صالحين ليستخدمكم الله. لدى الإخوة والأخوات الأكبر سنًا أيضًا وظائف ليؤدوها، والله لا يتخلى عنهم. لدى الإخوة والأخوات الأكبر سنًا أيضًا جوانب مرغوب فيها وجوانب غير مرغوب فيها. كما إن لديهم المزيد من فلسفات العيش، ولديهم مفاهيم دينية أكثر، ويلتزمون في أفعالهم بالعديد من الاتفاقيات الصارمة، ويعشقون القوانين التي يطبقونها بطريقة آلية ودون مرونة. هذا جانب غير مرغوب فيه. ومع ذلك، يبقى أولئك الإخوة والأخوات الأكبر سنًا محتفظين بالهدوء ورباطة الجأش مهما حدث؛ فشخصياتهم ثابتة، وأمزجتهم ليست متقلبة بشدة. قد يكونون أكثر بطئًا في قبول الأشياء، لكن هذا ليس عيبًا كبيرًا. ما دمتم تستطيعون الخضوع؛ ما دمتم تستطيعون قبول كلام الله الحالي ولا تتفحصون كلام الله، وما دمتم مهتمين بالخضوع والاتباع فحسب، ولا تصدرون أحكامًا أبدًا على كلام الله أو تضمرون أفكارًا مريضة أخرى متعلقة به؛ فما دمتم تقبلون كلامه وتضعونه موضع التطبيق–فحينها بعد أن تكونوا قد استوفيتم هذه الشروط، يمكن أن تُكملوا.

سواء كنت أخًا أو أختًا أصغر سنًا أو أكبر، فأنت تعرف الوظيفة التي يجب أن تؤديها. أولئك الذين هم في سن الشباب ليسوا متغطرسين، وأولئك الأكبر سنًا ليسوا سلبيين ولا يتراجعون. وعلاوة على ذلك، هم قادرون على استخدام نقاط القوة لدى البعض الآخر للتعويض عن نقاط ضعفهم، وقادرون على خدمة بعضهم بعضًا دون أي تحيز، وبالتالي يتم بناء جسر الصداقة بين الإخوة والأخوات الأصغر والأكبر سنًا. وبفضل محبة الله، فأنتم قادرون على فهم بعضكم بعضًا بشكل أفضل؛ فلا يحتقر الإخوة والأخوات الأصغر سنًا الإخوة والأخوات الأكبر سنًا، ولا يشعر الإخوة والأخوات الأكبر سنًا بالبر الذاتي. أليست هذه شراكة متناغمة؟ إذا كانت لديكم جميعًا عزيمة كهذه، فإن إرادة الله ستتحقق بالتأكيد في جيلكم.

من "عن أداء كل شخص لوظيفته" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 452

في المستقبل، سيتم تحديد ما إذا كنت مباركًا أو ملعونًا بناء على تصرفاتكم وسلوككم اليوم. إذا أردت أن يُكمِّلك الله فيجب أن يكون هذا الآن في هذا العصر؛ إذ لن تكون هناك فرصة أخرى في المستقبل. يريد الله حقًا أن يكملكم الآن، وهذا ليس مجرد كلام. يريد الله أن يُكملكم في المستقبل بغض النظر عن التجارب التي تخوضونها، أو الأحداث التي تقع، أو الكوارث التي تواجهونها، وهذه حقيقة مؤكدة ولا جدال فيها. أين يمكن رؤية ذلك؟ يمكن رؤيته من حقيقة أن كلمة الله عبر العصور والأجيال لم تصل أبدًا إلى مثل هذا الارتفاع الكبير الذي بلغته اليوم، فقد دخلت أعلى مدى، وعمل الروح القدس على جميع البشر اليوم لم يسبق له مثيل. بالكاد خاض أي شخص من الأجيال الماضية مثل هذه التجربة؛ فحتى في زمن يسوع، لم تكن هناك رؤى كرؤى اليوم. لقد وصلت الكلمات المنطوقة لكم وما تفهمونه واختباراتكم إلى ذروة جديدة. أنتم لا تستسلمون في خضم التجارب والتوبيخات، وهذا يكفي لإثبات أن عمل الله قد بلغ مستوى من الروعة لم يسبق له مثيل. هذا ليس شيئًا يستطيع الإنسان فعله ولا شيئًا يحافظ عليه الإنسان، بل هو عمل الله ذاته. وبالتالي، يمكن أن يُرى من العديد من حقائق عمل الله أن الله يريد أن يُكمِّل الإنسان، وهو قادر بالتأكيد على تكميلكم. إذا كنتم تتمتعون بهذه البصيرة، واكتشفتم هذا الاكتشاف الجديد، فإنكم لن تنتظروا المجيء الثاني ليسوع، ولكن بدلًا من ذلك، ستسمحون لله بأن يجعلكم كاملين في العصر الحالي. وبالتالي، يجب على كل واحد منكم أن يفعل كل ما في وسعه ولا يدخر أي جهد حتى يكملكم الله.

يجب عليك الآن عدم الاهتمام بالأشياء السلبية. أولًا، ضع جانبًا أي شيء يجعلك تشعر بالسلبية. عندما تتعامل مع الأمور، افعل ذلك بقلبٍ يبحث ويتلمس طريقه للمضي قدمًا، بقلبٍ يخضع لله. وكلما اكتشفتم ضعفًا في أنفسكم، دون أن تسمحوا له بالسيطرة عليكم، وقمتم على الرغم منه بالوظائف التي يجب عليكم القيام بها، تكونون قد خطوتم خطوة إيجابية إلى الأمام. على سبيل المثال، لديكم أيها الإخوة والأخوات الأكبر سنًا مفاهيم دينية، لكنك مع ذلك قادر على الصلاة والخضوع وأكل كلمة الله وشُربها وإنشاد الترانيم…. وهذا يعني أن عليكم تكريس أنفسكم بكل ما أوتيتم من قوة للقيام بكل ما تستطيع القيام به، وتأدية كل الوظائف التي يمكنك تأديتها. لا تنتظر بسلبية. فالخطوة الأولى هي قدرتك على إرضاء الله في أدائك لواجبك. وبمجرد أن تكون قادرًا على فهم الحق ونيل فرصة الدخول إلى حقيقة كلام الله، فسوف يكون الله قد كمَّلك.

من "عن أداء كل شخص لوظيفته" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 453

لقد عقد كل شخص العزم على خدمة الله – ولكن ليس إلا أولئك الذين يقدّمون كل عناية لإرادة الله ويفهمون إرادة الله هم وحدهم المؤهلون والمستحقون لخدمة الله. لقد اكتشفتُ هذا وسطكم: العديد من الناس يؤمنون بأنهم ما داموا ينشرون الإنجيل بحماس من أجل الله، ويسيرون على الدرب من أجل الله، ويبذلون أنفسهم ويتخلّون عن الأشياء من أجل الله، وما إلى ذلك، فهذه إذًا هي خدمة الله؛ حتى أن العديد من المتدينين يؤمنون بأن خدمة الله تعني الانشغال هنا وهناك بحمل الكتاب المقدس في أيديهم، ونشر إنجيل ملكوت السماوات وخلاص الناس بِحثّهم على التوبة والاعتراف؛ كما يوجد العديد من المسؤولين الدينيين الذين يعتقدون بأن خدمة الله تتمثل في الوعظ في الكنائس بعد نيل قسط من الدراسة والتدريب في المعهد الديني، وتعليم الناس قراءة إصحاحات من الكتاب المقدس. كما يوجد أيضًا أشخاص في المناطق الفقيرة يعتقدون أن خدمة الله تعني شفاء المرضى وإخراج الشياطين، أو الصلاة للإخوة والأخوات، أو خدمتهم؛ ومن بينكم، ثمَّة كثير من الناس ممَنْ يؤمنون بأن خدمة الله تعني الأكل والشرب من كلام الله، والصلاة إلى الله كل يوم، وأيضًا زيارة الكنائس والقيام بالعمل فيها في كل مكان. وثمَّة إخوة وأخوات آخرون يؤمنون أن خدمة الله تعني عدم الزواج مطلقًا أو تكوين أسرة، وتكريس كيانهم بجملته لله. ومع ذلك، فإن قلّة من الناس يعرفون ما تعنيه في الواقع خدمة الله. مع أن الذين يخدمون الله هم مثل نجوم السماء في الكثرة، إلا أن عدد أولئك الذين يستطيعون الخدمة بطريقة مباشرة، والذين يستطيعون الخدمة بحسب إرادة الله لا يعدو كونه عددًا ضئيلاً. لماذا أقول هذا؟ أقول هذا لأنكم لا تفهمون المعنى الجوهري لعبارة "خدمة الله" ولا تفهمون إلا القليل عن كيفية الخدمة بحسب إرادة الله. ثمّةَ حاجة ماسّة لأن يفهم الناس تمامًا ما نوع الخدمة لله التي يمكن أن تنسجم مع مشيئته؟

إن كنتم ترغبون في الخدمة بحسب إرادة الله، فعليكم أولاً أن تفهموا ما صنف الناس الذي يُرضي الله، وما الصنف الذي يكرهه الله، وما الصنف الذي يكمِّله الله، وما الصنف المؤهل لخدمة الله. وهذا أقل ما يجب عليكم أن تكونوا على دراية به. إضافةً إلى ذلك، ينبغي لكم أن تعرفوا أهداف عمل الله، والعمل الذي سيقوم به الله في الوقت الحاضر. بعد فهم هذا، ومن خلال إرشاد كلام الله، ينبغي أن تدخلوا أولاً، وستحصلون أولاً على إرسالية الله. عندما تعايشون فعليًا كلام الله، وعندما تعرفون حقًا عمل الله، ستكونون مؤهلين لخدمة الله، وعندما تخدمون الله فإنه يفتح بصائركم الروحية، ويسمح لكم بفهم أكبر لعمله ورؤيته على نحو أوضح. عندما تدخل في هذا الواقع، ستكون اختباراتك أكثر عمقًا وواقعية، وسيكون كل مَنْ مرّ بهذه الاختبارات منكم قادرًا على المشي بين الكنائس وتزويد إخوتكم وأخواتكم بها، حتى يمكن لكل واحد منكم أن يعتمد على نقاط القوة في الآخر لتعويض نقائصكم، واكتساب معرفة أكثر ثراءً في أرواحكم. ولن يمكنكم الخدمة بحسب إرادة الله والحصول على الكمال من الله أثناء خدمتكم إلا بعد تحقيق هذا الأثر.

إن أولئك الذين يخدمون الله يجب عليهم أن يكونوا مقربين لله، ويجب أن يرضوا الله، وقادرين على تقديم الولاء الكامل لله. بغض النظر عمّا إذا كنت تتصرف من وراء الناس أم من أمامهم، فإنك قادر على اكتساب الفرح من الله بين يديَّه، وقادر على الثبات أمام الله، وبغض النظر عن الطريقة التي يعاملك بها الآخرون، فإنك دائمًا تسلك طريقك، وتولي كل عناية لتكليف الله. هذا فقط هو الصديق المقرب لله. إن المقربين لله قادرون على خدمته مباشرة لأنهم قد أُعطوا إرسالية عظمى، وتكليفًا من الله، وهم قادرون على التمسك بقلب الله على أنه قلبهم، وتكليفه على أنه تكليف خاص لهم، ولا يبالون سواء أربحوا أم خسروا أحد تطلعاتهم: حتى عندما لا يكون لديهم أي تطلعات، ولن يربحوا شيئًا، فإنهم سيؤمنون بالله دائمًا بقلبٍ محبٍ. وهكذا، يُعد هذا الصنف من الناس مقربًا لله. إن المقربين لله هم المؤتمنون على أسراره أيضًا، فيمكن للذين يأتمنهم الله على أسراره المشاركة فيما يقلقه وأفكاره، ومع أنهم يعانون ألمًا وضعفًا في جسدهم، إلا أنهم قادرون على تحمل الألم وترك ما يحبون إرضاءً لله. يعطي الله المزيد من الأعباء لمثل هؤلاء الناس، وما يرغب الله في فعله تؤيده شهادة هؤلاء الناس. وهكذا، فإن هؤلاء هم مَنْ يرضون الله، وهم خدام الله الذين هم بحسب قلبه، ويمكن لأناس مثل هؤلاء وحدهم أن يملكوا مع الله. في الوقت الذي تصبح فيه حقًا مقربًا لله، يكون هو الوقت بالضبط الذي ستملك فيه مع الله.

من "كيف تخدم في انسجام مع إرادة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 454

كان يسوع قادرًا على إتمام إرسالية الله – أي عمل فداء كل البشرية – لأنه أخذ إرادة الله بعين الاعتبار دون أي خطط أو اعتبارات شخصية. لذا، فقد كان هو أيضًا مقربًا لله – الله نفسه، وهو ما تفهمونه جميعًا جيدًا. (في الواقع، كان هو الإله نفسه الذي شهد الله له؛ وأذكر هذا هنا لاستخدام حقيقة يسوع في توضيح المسألة). لقد كان قادرًا على وضع خطة تدبير الله في القلب، وكان يُصلّي دائمًا إلى الآب السماوي، وينشد إرادة الآب السماوي. لقد صلّى قائلاً: "أيها الله الآب! تمّم مشيئتك ولا تعمل وفق نواياي؛ بل اعمل وفق خطتك. قد يكون الإنسان ضعيفًا، لكن لماذا يتعيّن عليك الاعتناء به؟ كيف للإنسان أن يستحق أن يشغل اهتمامك، ذلك الإنسان الذي يشبه نملة في يدك؟ كل ما أتمناه من قلبي أن تتمّم مشيئتك، وأود أن تفعل ما يمكنك فعله فيّ وفقًا لمقاصدك الخاصة". في الطريق إلى أورشليم، شعر يسوع بألم شديد، كما لو أن سكينًا قد غُرست في قلبه، ومع ذلك لم تكن لديه أدنى نية للرجوع عن كلمته؛ فقد وُجدت دائمًا قوة قوية تدفعه إلى الأمام إلى حيث سيُصلَب، وفي نهاية المطاف، سُمّر على الصليب وصار في شبه جسد الخطية، مكمَّلاً ذلك العمل لفداء البشر، ومرتفعًا فوق أغلال الموت والهاوية. فأمامه فقد الموت والجحيم والهاوية قواها، وهزمها. لقد عاش ثلاث وثلاثين عامًا، وبذل طوال هذه السنين كل ما بوسعه لتتميم إرادة الله وفقًا لعمل الله في ذلك الوقت، ولم يكن يفكر قط في مكسبه أو خسارته الشخصية، وإنما كان يفكر دائمًا في إرادة الله الآب. ولذا، بعد أن تعمَّد، قال الله: "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". بسبب خدمته بين يديّ الله التي كانت تتفق مع إرادة الله، وضع الله العبء الثقيل لفداء البشرية كلها على كتفيه (أي كتفي يسوع) وجعله يخرج لتتميمه، وكان مؤهلاً ومستحقًا لإكمال هذا الواجب المهم. لقد تحمَّل طوال حياته معاناة لا حد لها من أجل الله، وكان الشيطان يجرّبه مرات لا تُحصى، لكنه لم يثبّط من عزيمته قط. كلّفه الله بهذه المهمة لأنه وثق به وأحبه، وهكذا قال الله شخصيًا: "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". في ذلك الوقت، كان يسوع وحده قادرًا على تتميم هذه المهمة، وكان هذا جزءًا واحدًا من إتمام الله لعمله بفداء البشرية كلها في عصر النعمة.

إذا كنتم، مثل يسوع، قادرين على أن تولوا كل اهتمامكم لتكليف الله، وتديروا ظهوركم لجسدكم، فسيعهد الله بمهامه المهمة إليكم، حتى تستوفوا شروط خدمة الله. فقط في مثل هذه الحالات، ستجرؤون على القول بأنكم تفعلون إرادة الله وتكملون إرساليته، وعندها فقط ستجرؤون على القول بأنكم تخدمون الله حقًا. بالمقارنة مع مثال يسوع، هل تجرؤ على القول بأنك مقرّب لله؟ هل تجرؤ على القول بأنك تفعل إرادة الله؟ هل تجرؤ على القول بأنك حقًا تخدم الله؟ إنك لا تفهم اليوم خدمة الله هذه، فهل تجرؤ على القول بأنك مقرب لله؟ إذا قلتَ إنك تخدم الله، أفلا تجدّف عليه؟ فكِّر في الأمر: هل أنت تخدم الله أم تخدم نفسك؟ إنك تخدم الشيطان، ومع ذلك تصرّ على أنك تخدم الله – ألا تجدّف بهذا القول على الله؟ يطمع كثير من الناس من ورائي في بركة المكانة، وهم يلتهمون الطعام بشراهة، ويحبون النوم ويولون كل اهتمامهم للجسد، ويخافون دائمًا ألا يجدوا مخرجًا للجسد. إنهم لا يؤدون وظيفتهم العادية في الكنيسة، ويعيشون عالة على الكنيسة، أو يلقون اللوم على إخوتهم وأخواتهم بكلماتي، ويتعالون ويحكمون بها على الآخرين. يستمر هؤلاء الناس في زعمهم بأنهم يفعلون إرادة الله، فهم دائمًا يدعون أنهم مقربون لله، أليس هذا بأمر سخيف؟ فإذا كانت لديك الدوافع السليمة، لكنك غير قادر على الخدمة بحسب إرادة الله، فأنت أحمق، ولكن إذا لم تكن دوافعك سليمة، ولا تزال تقول إنك تخدم الله، فأنت شخص يعارض الله، ويجب أن يعاقبك الله! ليس لديّ أي تعاطف مع هؤلاء الناس! إنهم يعيشون عالة، ويشتهون دائمًا راحة الجسد، ولا يولون أي اهتمام لمصالح الله؛ فهم يسعون دائمًا لما هو خير لهم، ولا يعيرون إرادة الله أي اهتمام، وكل ما يفعلونه لا يأبه به روح الله، وإنما يناورون دائمًا ويخدعون إخوتهم وأخواتهم، وهم مراؤون، مثلهم كمثل ثعلب في كرمٍ دائمًا ما يسرق العنب ويدهس الكرم. فهل يكون مثل هؤلاء مقربين لله؟ هل أنت جدير بتلقي بركات الله؟ إنك لا تتحمل أي مسؤولية من أجل حياتك والكنيسة، فهل أنت جدير بأن تتلقى إرسالية الله؟ مَنْ ذا الذي يجرؤ على الوثوق بشخص مثلك؟ حين تخدم بهذه الطريقة، فهل يأتمنك الله على مهمة أكبر؟ ألا تؤخر الأمور؟

أقول ذلك لعلكم تعلمون الشروط التي يجب تحقيقها في خدمة تستقيم مع إرادة الله. فإذا لم تقدموا قلوبكم إلى الله، وإذا لم تعيروا إرادة الله اهتمامًا مثلما فعل يسوع، فليس من الممكن أن يثق الله بكم، وسيجري حكم الله عليكم في النهاية. ولعلك اليوم تضمر دائمًا، في خدمتك لله، النية لخداع الله، وتتعامل معه بأسلوب ينم على اللامبالاة. باختصارٍ، وبغض النظر عن كل شيء آخر، إذا كنت تخدع الله فستستحق دينونة لا رحمة فيها. عليكم أن تستفيدوا من الدخول إلى المسار الصحيح في خدمة الله لتقديم قلوبكم لله أولاً دون تقسيم الولاءات. بغض النظر عما إذا كنت بين يديّ الله، أو أمام الآخرين، يجب أن يكون قلبك دائمًا متجهًا لله، ويجب أن تمتلك العزيمة على محبة الله مثلما كانت محبة يسوع. وبهذه الطريقة، سيكمّلك الله، حتى تصبح عبدًا لله حسب قلبه. فإذا كنت تريد حقًا أن يكمّلك الله، وتكون خدمتك مستقيمة مع إرادته، فعليك أن تغيِّر وجهات نظرك السابقة حول الإيمان بالله، وتغيِّر الطريقة التي اعتدت أن تخدم بها الله، حتى يحظى المزيد منك بالكمال من الله. وبهذه الطريقة، لن يتخلى الله عنك، وستكون، مثل بطرس، في مقدمة أولئك الذين يحبون الله. أما إذا ظللت غير تائب، فستواجه النهاية نفسها التي واجهها يهوذا. يجب على كل مَنْ يؤمن بالله أن يدرك هذا.

من "كيف تخدم في انسجام مع إرادة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 455

منذ بداية عمل الله في الكون كله، سبق وعيّن منذ الأزل العديد من الناس لخدمته، بما في ذلك أناسًا من كل مناحي الحياة، ويتمثل هدفه في تتميم مشيئته وضمان أن يأتي عمله ثماره بهدوء، وهذا هو غرض الله من اختيار الناس لخدمته، وعلى كل مَنْ يخدم الله أن يدرك مشيئة الله هذه. من خلال عمله هذا، يكون الناس قادرين على نحو أفضل على رؤية حكمة الله وقدرته الكلية، وعلى رؤية مبادئ عمله على الأرض. يأتي الله فعليًا إلى الأرض ليقوم بعمله، ويتعامل مع الناس، حتى يعرفوا أعماله على نحو أكثر وضوحًا. اليوم، تُعد مجموعتكم هذه محظوظة لكونها تخدم الإله العملي، وهذه نعمة لا تُقدَّر بثمن بالنسبة إليكم. في الحقيقة، إن الله يرفعكم، ولله دومًا مبادئه الخاصة عند اختيار شخص ما لخدمته. إن خدمة الله ببساطة ليست مجرد مسألة حماس إطلاقًا كما يتصور الناس. فأنتم ترون اليوم كيف أن كل مَنْ يخدمون الله في محضره يخدمونه لأنهم ينالون توجيهًا من الله وبسبب عمل الروح القدس، ولأنهم يسعون إلى الحق. هذا هو الحد الأدنى من المتطلبات التي يجب أن يمتلكها جميع الذين يخدمون الله.

خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا. إذا لم تكن شخصيتك قد خضعت لدينونة كلمة الله وتوبيخها، فإن شخصيتك لا تزال تمثل الشيطان، وهذا يكفي لإثبات أن خدمتك لله بعيدة عن نيتك الحسنة. إنها خدمة تعتمد على طبيعتك الشيطانية. إنك تخدم الله بشخصيتك الطبيعية، ووفقًا لتفضيلاتك الشخصية؛ وأكثر من ذلك، أنك تفكر في أن الله يبتهج بكل ما تريد القيام به، ويكره كل ما لا ترغب في القيام به، وأنك تسترشد كلية بتفضيلاتك الخاصة في عملك، فهل تُسمى هذه خدمة لله؟ في نهاية المطاف، لن تتغير شخصية حياتك مثقال ذرة؛ بل ستصبح أكثر عنادًا لأنك كنت تخدم الله، وهذا سيجعل شخصيتك الفاسدة متأصلة بعمق. وبهذه الطريقة، ستطوِّر من داخلك قواعد حول خدمة الله التي تعتمد في الأساس على شخصيتك والخبرة المكتسبة من خدمتك وفقًا لشخصيتك. هذا درس من الخبرة الإنسانية. إنها فلسفة الإنسان في الحياة. إن مثل هؤلاء الناس ينتمون إلى الفريسيين والمسؤولين الدينيين، وإذا لم يفيقوا ويتوبوا، فسيتحولون في نهاية المطاف إلى مسحاء كذبة وأضداد للمسيح يُضلون الناس في الأيام الأخيرة. سيقوم المسحاء الكذبة وأضداد المسيح الذين ورد ذكرهم من بين مثل هؤلاء الناس. إذا كان أولئك الذين يخدمون الله يتبعون شخصيتهم ويتصرفون وفقًا لإرادتهم الخاصة، فعندئذٍ يكونون عرضة لخطر الطرد في أي وقت. إن أولئك الذين يطبقون سنواتهم العديدة من الخبرة في خدمة الله من أجل كسب قلوب الآخرين، ولإلقاء المحاضرات على أسماعهم ولفرض السيطرة عليهم، والتعالي عليهم – ولا يتوبون أبدًا، ولا يعترفون أبدًا بخطاياهم، ولا يتخلون أبدًا عن استغلال الموقف – فهؤلاء الناس سيخرون أمام الله. إنهم أناس من نفس صنف بولس، ممن يستغلون أقدميتهم ويتباهون بمؤهلاتهم، ولن يجلب الله الكمال لمثل هؤلاء الناس. فهذا النوع من الخدمة يتداخل مع عمل الله. يحب الناس التشبث بالقديم، ومن ثمَّ فهم يتشبثون بمفاهيم الماضي وأشياء من الماضي، وهذه عقبة كبرى أمام خدمتهم، وإذا لم يكن بمقدورك أن تتخلص منها، فإن هذه الأشياء ستقيد حياتك كلها، ولن يثني عليك الله، في أي شيء، ولا حتى إذا كسرت ساقيك أو أحنيت ظهرك من العمل، ولا حتى إذا كنت شهيدًا في خدمتك لله. بل على العكس تمامًا: سيقول بأنك فاعل شر.

من "لا بُدَّ من حظر الخدمة الدينية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 456

اعتبارًا من اليوم، سيعمل الله رسميًا على أولئك الذين ليس لديهم مفاهيم دينية، والمستعدين للتخلي عن ذواتهم القديمة، والذين يطيعون الله بأمانة، وسيكمِّل الذين يتوقون إلى كلمة الله، وهؤلاء الناس يجب أن ينهضوا لخدمة الله. عند الله فيض لا نهاية له وحكمة لا حدود لها. ينتظر عمله المذهل وتنتظر كلماته القيِّمة أعدادًا أكبر من الناس للتمتع بها. كما هو عليه الحال، فإن أولئك الذين لديهم مفاهيم دينية، والذين يتباهون بالأقدمية، والذين لا يستطيعون التخلي عن أنفسهم يجدون صعوبة في قبول هذه الأشياء الجديدة، وما من فرصة أمام الروح القدس لإكمال هؤلاء الناس. إذا لم يكن لدى الشخص عزيمة على الطاعة، وإذا لم يكن متعطشًا لكلمة الله، فلن يكون قادرًا على تلقي هذه الأمور الجديدة، وسيصبح أكثر تمردًا وأشد مكرًا، وسينتهي به المطاف إلى المسار الخطأ. عند قيام الله بعمله الآن، سيجمع أكبر عدد من الأشخاص الذين يحبونه حقًا والذين يقبلون النور الجديد. وسوف يقتلع تمامًا المسؤولين الدينيين الذين يستغلون أقدميتهم. أما أولئك الذين يقاومون التغيير بشراسة، فإنه لا يريد واحدًا منهم، فهل تريد أن تكون واحدًا من هؤلاء الناس؟ هل تؤدي خدمتك وفقًا لتفضيلاتك الخاصة أم تفعل ما يطلبه الله؟ هذا شيء يجب عليك معرفته بنفسك. هل أنت واحدًا من المسؤولين الدينيين أم أنك طفل حديث الولادة يُكمِّله الله؟ وإلى أي مدى يثني الروح القدس على خدمتك؟ وكم منها لن يحتفي به الله؟ بعد سنوات عديدة من الخدمة، ما مدى التغير الذي طرأ على حياتك؟ وهل تدرك كل هذه الأمور؟ إذا كان لديك إيمان حقيقي، فإنك ستنحي مفاهيمك الدينية القديمة جانبًا، وستخدم الله على نحو أفضل وبطريقة جديدة. لم يفت الأوان للنهوض الآن. ستقيّد الأفكار الدينية القديمة حياة الشخص، والخبرة التي يكتسبها الشخص ستقوده بعيدًا عن الله ليقوم بالأفعال على طريقته الخاصة. إذا لم تنحِ هذه الأشياء جانبًا، فستصبح حجر عثرة أمام نموك في الحياة. لقد كمَّل الله دائمًا أولئك الذين يخدمونه، إذ لا يطردهم خارجًا باستهانة. إذا قبلت حقًا دينونة كلمة الله وتوبيخها، وإذا كنت قادرًا على أن تنحي ممارساتك وقواعدك القديمة جانبًا، وتتوقف عن استخدام المفاهيم الدينية القديمة باعتبارها معيارًا على كلمة الله اليوم، فعندئذٍ فقط سيكون لك مستقبل. ولكن إذا كنت تتشبث بالأشياء القديمة، وإذا كنت لا تزال تقدِّرها، فلن يكون هناك من طريق لخلاصك. لا يلقي الله بالاً لمثل هؤلاء الناس. إذا كنت تريد حقًا أن تكون كاملاً، فعليك أن تتخلى تمامًا عن كل شيء من الماضي. حتى لو كان ما فعلته من قبل صحيحًا، وحتى لو كان عمل الله، فيجب أن تكون قادرًا على وضعه جانبًا والتوقف عن التشبث به. حتى لو كان من الواضح أنه عمل الروح القدس، وقد تم مباشرة بالروح القدس، فيجب أن تضعه جانبًا اليوم. يجب عليك عدم التمسك به. هذا ما يطلبه الله. يجب أن يخضع كل شيء للتجديد. في عمل الله وكلمته، لا يشير إلى الأشياء القديمة التي مضت، ولا يفتش في التاريخ القديم، فالله إله جديد دومًا ولم يكن قديمًا قط. فهو لا يتشبّث بكلماته الخاصة من الماضي، ومن هنا يتضح أن الله لا يتبع أي قواعد. في هذه الحالة، لكونك مخلوق بشري، إذا كنت دومًا تتشبّث بأشياء من الماضي، رافضًا التخلي عنها وتطبّقها تطبيقًا صارمًا بطريقة منظمة، في حين لم يعد الله يعمل وفق الطرق التي كان يعمل بها من قبل، ألا تكون كلماتك وأفعالك بالية؟ ألم تصبح عدواً لله؟ هل أنت على استعداد لتدمير حياتك كلها وتخريبها بسبب هذه الأشياء القديمة؟ ستجعل منك هذه الأشياء القديمة شخصًا يعيق عمل الله. هل هذا هو نوع الشخص الذي تريد أن تكونه؟ إذا كنت حقًا لا تريد ذلك، فتوقف بسرعة عما تقوم به، وابدأ من جديد. فالله لا يتذكر خدمتك السابقة.

من "لا بُدَّ من حظر الخدمة الدينية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 457

فيما يتعلق بالعمل، يعتقد الإنسان أن العمل هو الانهماك في أعمال كثيرة من أجل الله، والوعظ في كُلّ مكان والتضحية من أجله. مع أن هذا المعتقد صحيحٌ، فإنه أحاديّ الاتّجاه للغاية؛ ما يطلبه الله من الإنسان ليس مجرد الانهماك في الأعمال من أجله؛ بل بالأحرى يتعلق هذا العمل بالخدمة والعطاء في الروح. العديد من الإخوة والأخوات لم يُفكِّروا قطّ بالعمل من أجل الله حتَّى بعد كل هذه السنوات من الاختبار؛ لأن العمل كما يتصوَّره الإنسان يتنافى مع ما يطلبه الله. لذلك، ليس لدى الإنسان أيّ اهتمامٍ عندما يتعلَّق الأمر بالعمل، وهذا بالتحديد هو السبب وراء أن دخول الإنسان أيضًا أحاديّ الاتّجاه تمامًا. يجب عليكم جميعًا أن تبدأوا دخولكم بالعمل من أجل الله، حتّى يمكنكم أن تجتازوا جميع جوانب الاختبار اجتيازًا أفضل. هذا ما يجب عليكم الدخول فيه. لا يشير العمل إلى الانهماك في الأعمال من أجل الله، بل يشير إلى ما إذا كانت حياة الإنسان وما يعيشه الإنسان هما من أجل مسرَّة الله أم لا. يشير العمل إلى أناس يستخدمون تكريسهم لله ومعرفتهم بالله لكي يشهدوا لله ويخدموا البشر. هذه هي مسؤوليَّة الإنسان وهذا هو ما يجب على كُلّ البشر فهمه. يمكننا القول إن دخولك هو عملك؛ وإنك تطلب الدخول أثناء مسار العمل من أجل الله. لا يعني اختبار عمل الله أن تكون قادرًا على أن تأكل وتشرب من كلمته فحسب؛ بل الأهمّ أنه ينبغي عليك أن تعرف كيف تشهد لله وأن تكون قادرًا على خدمته، وأن تكون قادرًا على خدمة الإنسان ومعونته. هذا هو العمل وهو أيضًا دخولك؛ هذا ما يجب على كُلّ شخص تحقيقه. يوجد العديد ممَّن يُركِّزون فقط على الانهماك في الأعمال من أجل الله، والوعظ في كل مكان، ومع ذلك يغفلون عن اختبارهم الفردي ويهملون دخولهم في الحياة الروحيَّة. هذا ما أدى بأولئك الذين يخدمون الله إلى أن يصيروا هم أنفسهم مقاوميه. هؤلاء الناس، الذين ظلوا يخدمون الله ويخدمون الإنسان كل هذه السنوات، اعتبروا ببساطةٍ أن العمل والوعظ هما الدخول، ولم يأخذ واحدٌ منهم اختباره الروحيّ الفردي كدخولٍ مهم، بل استفادوا من التنوير الذي استقوه من عمل الروح القدس ليُعلِّموا به آخرين. وأثناء الوعظ، يُثقل كاهلهم بصورةٍ أكبر ويستقبلون عمل الروح القدس، ومن خلال هذا يطلقون صوت الروح القدس. في هذا الوقت، يمتلئ أولئك الذين يعملون بالرضا الذاتيّ، كما لو أن عمل الروح القدس قد صار هو اختبارهم الروحيّ الفردي؛ ويشعرون أن كُلّ الكلمات التي يقولونها تتعلق بكيانهم الفردي، لكن بعدها يبدو مرة أخرى كما لو أن اختبارهم الشخصيّ ليس بالوضوح الذي وصفوه. وبالإضافة إلى ذلك، ليست لديهم فكرةٌ عمَّا سيقولونه، ولكن حين يعمل الروح القدس فيهم، تتدفق كلماتهم بلا توقف. بعد أن تعظ مرَّةً بهذه الطريقة، ستشعر أن قامتك الفعليَّة ليست بالصغر الذي اعتقدته، وفي موقف عمل فيه الروح القدس فيك عدَّة مرَّاتٍ، تُقرِّر بعدها أنك تمتلك قامةً بالفعل وتعتقد خطأً أن عمل الروح القدس هو دخولك وكيانك الشخصيين. حينما تختبر هذا الاختبار بهذه الصورة، سوف تصير متهاونًا بشأن دخولك، وتسقط في الكسل دون أن تلاحظ، وتتوقف عن أن تولي أي أهميَّةً لدخولك الفردي. لهذا السبب، حين تخدم الآخرين، ينبغي عليك أن تُميِّز بوضوحٍ بين قامتك وبين عمل الروح القدس. يمكن أن يُسهِّل هذا دخولك بصورةٍ أفضل ويجلب مزيدًا من الفائدة لاختبارك. عندما يأخذ الإنسان عمل الروح القدس ليكون اختباره الشخصيّ، يصبح هذا مصدر فساد. ولهذا السبب أقول إنه مهما كان الواجب الذي تُؤدِّيه، ينبغي عليك أن تنظر إلى دخولك كدرسٍ أساسي.

من "العمل والدخول (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 458

يعمل المرء ليُحقِّق مشيئة الله، وليجلب كُلّ مَن لهم قلب بحسب قلب الله أمامه، وليأتي بالإنسان إلى الله، وليُقدِّم عمل الروح القدس وإرشاد الله إلى الإنسان، وبذلك يُكمِّل ثمار عمل الله. لهذا، من الحتميّ أن تدرك جوهر العمل إدراكًا كاملًا. كشخص يستخدمه الله، فإن كل إنسان يستحق العمل من أجل الله؛ أي إن الجميع لديهم فرصة أن يستخدمهم الروح القدس. ولكن توجد نقطةٌ ينبغي أن تفهمها: حين يقوم الإنسان بالعمل الذي كلفه الله به، تكون قد مُنحتْ له فرصة لأن يستخدمه الله، ولكن ما يقوله الإنسان ويعرفه ليسا قامته الكُليَّة. كل ما يمكنك عمله هو أن تعرف جيدًا نواقصك أثناء مسار عملك، وتأتي إلى نيل استنارة أكبر من الروح القدس. بهذه الطريقة سوف تتمكن من أن تحصل على دخولٍ أفضل في مسار عملك. إن اعتبر الإنسان الإرشاد الآتي من الله كدخوله الشخصي وكشيء أصيل فيه، فلن تكون هناك إمكانيَّة لنمو قامة الإنسان. إن الاستنارة التي يقوم بها الروح القدس في الإنسان تحدث عندما يكون في الحالة العادية؛ وفي أوقاتٍ مثل هذه يظنّ الناس خطأً أن الاستنارة التي ينالها هي قامته الفعلية، لأن الطريقة التي ينير بها الروح القدس هي طريقةٍ عاديَّة جدًّا، وهو يستخدم ما هو متأصِّلٌ في الإنسان. حين يعمل الناس ويتحدَّثون، أو عندما يصلون ويمارسون خلواتهم التعبدية الروحيَّة، يصير الحقّ فجأة واضحًا أمامهم. لكن ما يراه الإنسان في الواقع ليس سوى استنارة من خلال الروح القدس (بالطبع، ترتبط هذه الاستنارة بتعاون الإنسان) ولا تمثل قامته الحقيقيَّة. وبعد فترةٍ من الاختبار يواجه فيها الإنسان بعض الصعوبات والتجارب، تصير قامة الإنسان الحقيقيَّة واضحة في ظل هذه الظروف. ووقتها فقط سوف يكتشف الإنسان أن قامته ليست عظيمة لهذه الدرجة، وتَظهر الأنانيَّة والاعتبارات الذاتيَّة وجشع الإنسان. وبعد اجتياز دوراتٍ مُتعدِّدة من مثل هذه الاختبارات سيدرك كثيرون ممَّن تيقَّظت أرواحهم أن ما اختبروه في الماضي لم يكن واقعهم الفردي، بل هو تنويرٌ لحظيّ من الروح القدس، وأن الإنسان لم يستقبل سوى هذا النور. وحين ينير الروح القدس الإنسان ليفهم الحقّ، عادةً ما يكون هذا بأسلوبٍ واضح ومُميَّز، من دون تفسير كيف حدثت الأمور أو إلى أين تتجه. أي بدلًا من دمج صعوبات الإنسان في هذا الإعلان، يكشف الله الحقّ مباشرةً. وحين يواجه الإنسان الصعوبات في عملية الدخول، ثم يدمج استنارة الروح القدس، يصبح هذا اختبار الإنسان الفعليّ. ... لذلك في الوقت نفسه الذي تستقبلون فيه عمل الروح القدس، ينبغي عليكم أن تولوا أهمية أكبر لدخولكم، وترون بالضبط ما هو عمل الروح القدس وما هو دخولكم، وأيضًا تدمجون عمل الروح القدس في دخولكم، لكي يكمِّلكم الروح القدس بطرق أكثر بكثير ويتشكَّل جوهر عمل الروح القدس في داخلكم. أثناء مسار اختباركم لعمل الروح القدس، ستعرفون الروح القدس وأنفسكم أيضًا، إضافة إلى ذلك، في وسط مَن يعرف عدد مرات المعاناة الشديدة، ستُطوّرون علاقةً طبيعيَّة مع الله، وستغدو العلاقة بينكم وبين الله أقرب تدريجيًا. وبعد عددٍ لا حصر له من حالات التهذيب والتنقية، ستصبح لديكم مَحبَّةٌ حقيقيَّة لله. لهذا ينبغي عليكم أن تدركوا أن المعاناة والضرب والمِحَن ليست مصادر للخوف؛ إذ ما هو مخيفٌ هو أن يكون لديكم عمل الروح القدس فقط وليس دخولكم. حين يأتي اليوم الذي ينتهي فيه عمل الله، ستكونون قد عملتم بلا جدوى؛ ومع أنكم قد اختبرتم عمل الله، فإنكم لن تكونوا قد عرفتم الروح القدس أو تكونوا قد حظيتم بدخولكم. فالاستنارة التي يُحدثها الروح القدس في الإنسان ليست لدعم شغف الإنسان، بل لفتح مسار لدخول الإنسان، وكذلك للسماح للإنسان بأن يعرف الروح القدس، ومن هذه النقطة تنمو فيه مشاعر الاتقاء والتوقير لله.

من "العمل والدخول (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 459

ثمّةَ انحرافٌ أقلُّ كثيرًا في عمل أولئك الذين خضعوا للتهذيب والتعامل معهم والدينونة والتوبيخ، وكان التعبير عن عملهم أكثر دقة. أما الذين يعتمدون على بداهتهم في العمل فهم يرتكبون أخطاءً كبيرة تمامًا. إن عمل الناس الذين لم يُمنَحوا الكمالَ يعبر كثيرًا عن بداهتهم، مما يشكِّل عائقًا كبيرًا أمام عمل الروح القدس. ومهما تكن مكانة المرء جيدة، فلا بدّ أيضًا أن يخضعَ للتهذيب والتعامل معه والدينونة قبل أن يتمكن من تنفيذ عملِ إرساليةِ الله. فإن لم يخضع لمثل هذه الدينونة، فإن عمله لا يمكن أن يتماشى مع مبادئ الحق، مهما كان متقنًا، وسيكون دومًا نتاجَ بساطة وصلاح بشريين. أمّا عمل الذين خضعوا للتهذيب والتعامل معهم والدينونة، فهو أكثر دقة من عمل الذين لم يتم تهذيبهم والتعامل معهم ودينونتهم. إن الذين لم يخضعوا للدينونة لا يعبرون إلا عن الجسد والأفكار البشرية المختلِطة بالكثير من الذكاء الإنساني والمواهب الفطرية. ليس هذا تعبيرًا دقيقًا من الإنسان عن عمل الله. والذين يتبعون أمثال هؤلاء الناس تدفعهم إمكانياتهم الفطرية للمجيء أمامهم. وبما أنهم يعبرون عن العديد من الرؤى والخبرات الإنسانية، التي هي في الغالب لا ترتبط بالمقصد الأصلي لله، وتحيد بعيدًا جدًا عنه، فإن عمل هذا النوع من الأشخاص لا يمكن أن يأتي بالناس أمام الله، بل يأتي بهم أمام الإنسان. ولذلك فإن أولئك الذين لم يجتازوا الدينونة والتوبيخ غير مؤهلين لتنفيذ عمل إرسالية الله. إن عمل العامل المؤهل يمكنه أن يرشد الناس للطريق الصحيح ويمنحهم دخولًا أكبر في الحق؛ إذْ يمكن لعمله أن يأتي بالناس أمام الله. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العمل الذي يقوم به يمكن أن يختلف من فرد لآخر، وهو غير مقيد بقواعد، ويسمح للناس بالانطلاق والحرية، وللقدرات بالنمو تدريجيًّا في الحياة، والحصول على دخول في الحق أكثر عمقًا. إن عمل العامل غير المؤهل قاصر جدًا، وينطوي على حماقة؛ إذْ لا يمكنه إلّا أن يرشد الناس فقط إلى القواعد، ولا يختلف ما يطلبه من الناس من فرد لآخر. إنه لا يعمل وفقًا لاحتياجات الناس الفعلية. في هذا النوع من العمل، هناك عدد كبير جدًا من القواعد والتعاليم، ولا يمكنه أن يرشد الناس إلى الحقيقة ولا إلى الممارسة الطبيعية للنمو في الحياة، بل لا يمكنه سوى أن يجعل الناس قادرين على الالتزام بالقليل من القواعد عديمة القيمة. ليس من شأن هذا النوع من الإرشاد سوى أن يضلل الناس. إنه يقودك لتصبح مثله، ويمكنه أن يدخلك فيما هو عليه وما لديه. إن أراد الأتباع أن يميزوا ما إذا كان القادة مؤهلين أم لا، فالمفتاح لذلك يتمثل في النظر إلى الطريق الذي يقودون إليه ونتائج عملهم، ورؤية ما إذا كان الأتباع يحصلون على مبادئ متوافقة مع الحق وعلى طرق ممارسة مناسبة لتغييرهم. يجب عليك أن تميز العمل المختلف لأنواع الناس المختلفة؛ وألّا تكون تابعًا أحمق. يؤثر هذا في مسألة دخول الناس. إن كنت غير قادر على تمييز أية قيادة بشرية لديها طريق وأية قيادة ليس لديها طريق، فسوف تنخدع بسهولة. هذا كله له تأثير مباشر في حياتك. هناك الكثير من البساطة في عمل الناس غير المكملين؛ إذ يمتزج بقدر كبير من الإرادة البشرية، ويتمثل كيانهم بالبساطة الطبيعية، بحسب ما وُلدوا به، وليس الحياة بعد الخضوع للتعامل معهم أو الواقعية بعد التعرض للتغيير. كيف يمكن لمثل هذا الشخص أن يدعم أولئك الذين يسعون وراء الحياة؟ إن حياة الإنسان التي كان يتمتع بها في الأصل هي ذكاؤه أو موهبته الفطريّان. وهذا النوع من الذكاء أو الموهبة بعيد كل البعد عن مطالب الله المحددة للإنسان. إن لم يُكمَّل الإنسان، ولم يتم تهذيب شخصيته الفاسدة والتعامل معها، فستكون هناك فجوة كبيرة بين ما يعبر عنه وبين الحق؛ وسيمتزج ما يعبر عنه بأمور مبهمة؛ مثل خياله والخبرة أحادية الجانب. وبالإضافة إلى ذلك، فبغض النظر عن كيف يعمل، يشعر الناس أن ليس هناك هدف كلي ولا يوجد حق مناسب لدخول كل الناس. إن معظم ما هو مطلوب من الناس يفوق قدرتهم، كما لو أنهم كانوا بطّاتٍ اضطرت للجلوس على الفراخ وأصبحت هدفًا سهلًا. هذا هو عمل الإرادة البشرية. تتخلل شخصية الإنسان الفاسدة وأفكاره ومفاهيمه كافة أجزاء جسده. لم يولد الإنسان بغريزة ممارسة الحق، وليس لديه غريزة لفهم الحق بصورة مباشرة. أضف إلى ذلك شخصية الإنسان الفاسدة، عندما يعمل هذا النوع الطبيعي من الأشخاص، ألا يسبب هذا تعطيلاً؟ ولكن الإنسان الذي نال الكمال يتمتع بخبرة في الحق ينبغي على الناس فهمها، ولديه معرفة بطباعه الفاسدة، بحيث تزول الأمور المبهمة وغير الواقعية في عمله تدريجيًّا، وتقل خدع الإنسان، ويغدو عمله وخدمته أقرب ما تكونان إلى المعايير التي يطلبها الله. وبهذا دخل عمله في واقع الحق وأصبح واقعيًا. تسهم الأفكار الموجودة في ذهن الإنسان تحديدًا في إعاقة عمل الروح القدس. لدى الإنسان خيال غني ومنطق معقول وخبرة قديمة في التعامل مع الأمور. إن لم تخضع هذه الجوانب في الإنسان للتهذيب والتقويم، تصير جميعها عقبات أمام العمل؛ ولذلك لا يمكن أن يصل عمل الإنسان لأكثر المستويات دقةً، وبالأخص عمل الناس غير المكملين.

من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 460

تحتاج إلى أن تفهم الحالات الكثيرة التي يكون عليها الناس عندما يقوم الروح القدس بعمله فيهم. ولا بُد لأولئك الذين يتولون تنسيق خدمة الله على وجه الخصوص أن يتمتعوا بفهم أقوى للحالات الكثيرة التي تنتج عن العمل الذي يقوم به الروح القدس في الناس. إذا اكتفيتَ فقط بالحديث عن الاختبارات الكثيرة أو طرق الحصول على الدخول، فإن ذلك يُظهر أن اختباراتك أحادية الجانب بإفراط؛ فمن دون أن تعرف حالتك الحقيقية وتفهم أسس الحق، فمن غير الممكن أن تحقق تغييرًا في شخصيتك. سيكون من الصعب عليك أن تميز عمل الأرواح الشريرة من دون معرفة أُسس عمل الروح القدس أو فهم الثمار التي يحملها. عليك أن تفضح عمل الأرواح الشريرة وكذلك تصورات الإنسان، وأن تدخل إلى لُب المشكلة مباشرةً، وعليك أيضًا أن تُبيِّن الانحرافات الكثيرة التي تتسم بها ممارسة الناس والمشكلات التي ربما يعانون منها في إيمانهم بالله حتى يتعرفوا عليها. على الأقل، يجب ألا تجعلهم يشعرون بالسلبية أو اللامبالاة. ومع ذلك، يجب أن تفهم الصعوبات الموجودة بموضوعية أمام معظم الناس، ويجب ألا تتسم باللامعقولية أو "تحاول أن تعلم الخنزير الغناء"؛ فهذا سلوك أحمق. لحل الصعوبات الكثيرة التي يواجهها الناس، يجب أن تفهم أولًا آليات عمل الروح القدس، وأن تفهم كيفية قيام الروح القدس بالعمل في مختلف الناس، وأن تفهم الصعوبات التي تواجه الناس ونقائصهم، وأن تدرك الجوانب المهمة للمشكلة، وأن تصل إلى مصدر المشكلة دون انحرافات أو أخطاء. وحده شخص من هذا النوع مؤهل لتنسيق خدمة الله.

سواء كنتَ قادرًا على فهم الموضوعات المهمة ورؤية أشياء كثيرة بوضوح من عدمه إنما يتوقف على اختباراتك الفردية؛ فطريقة اختبارك هي أيضًا طريقة قيادتك للآخرين. إذا كنتَ تفهم التعليم الحرفي والعقائد، فسوف توجه الآخرين إلى فهم التعليم الحرفي والعقائد. فالطريقة التي تختبر بها واقعية كلام الله هي نفسها الطريقة التي سوف تقود بها الآخرين لنيل دخول إلى واقعية أقوال الله؛ فإذا كنتَ قادرًا على فهم حقائق كثيرة ونيل بصيرة في أشياء كثيرة بوضوح من كلام الله، فستكون بذلك قادرًا على قيادة الآخرين إلى فهم حقائق كثيرة أيضًا، وسوف يقتني أولئك الذين تقودهم فهمًا واضحًا للرؤى. إن كنت تركز على فهم المشاعر الفائقة للطبيعة، فسوف يفعل أولئك الذين تقودهم أيضًا الشيء نفسه. وإذا أهملتَ الممارسة بل وركَّزت بدلًا من ذلك على المناقشة، فسوف يركِّز أولئك الذين تقودهم أيضًا على المناقشة دون أي ممارسة أو اكتساب أي تحوُّل في شخصياتهم، ولن يكونوا متحمسين إلا حماسة سطحية دون ممارسة أي حقائق. يمد الناس جميعًا الآخرين بما عند أنفسهم، وتحدد نوعية الشخص الطريق الذي يرشد الآخرين فيه، كما تحدد نوعية الشخص نوعية الناس الذين يقودهم. حتى تكونوا مناسبين حقًا لأن يستخدمكم الله، فإنه لا يعوزكم الطموح فقط، لكن يعوزكم أيضًا قدر كبير من الاستنارة من الله، والإرشاد من كلامه، واختبار تعامل الله معكم، والتنقية من كلامه، وعلى هذا الأساس ينبغي أن تنتبهوا إلى ملاحظاتكم وأفكاركم وتأملاتكم واستنتاجاتكم في الأوقات العادية وتنخرطوا في الانهماك أو الاستبعاد وفقًا لذلك. هذه كلها طرق دخولك إلى الواقع، وكلها لا غنى عنها. هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله. إذا دخلت في هذه الطريقة التي يعمل بها الله، فيمكنك الحصول على فرصٍ كل يوم ليُكمِّلك الله. وفي أي وقت، وبغض النظر عمّا إذا كانت بيئتك قاسية أم مواتية، أو ما إذا كنتَ تتعرض لاختبار أو إغواء، أو ما إذا كنتَ تعمل أم لا، وما إذا كنتَ تعيش الحياة كفردٍ أو كجزء من جماعة، سوف تجد دائمًا فرصًا ليُكمِّلك الله دون أن تفقد واحدة منها على الاطلاق. سوف تتمكن من اكتشافها كلها، وبهذه الطريقة، تكون قد وجدت سر اختبار كلام الله.

من "بماذا ينبغي على الراعي الكفء أن يتسلح" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 461

لا ينتبه العديد من الناس في هذه الأيام إلى الدروس التي يجب تعلُّمها أثناء التنسيق مع الآخرين. لقد اكتشفتُ أن العديد منكم لا يمكنهم تعلُّم الدروس على الإطلاق أثناء التنسيق مع الآخرين. إذ يلتزم معظمكم بآرائهم الشخصية. عندما تعمل في الكنيسة، تقول كلمتك ويقول آخر كلمته، ولا علاقة لإحداها بالأخرى، إذ إنك لا تتعاون في الواقع على الإطلاق. إنكم غير مشغولين سوى بتوصيل رؤاكم أو بالتنفيس عن "الأعباء" التي تتحملونها بداخلكم دون البحث عن الحياة حتى بأبسط الطرق. يبدو أنك تؤدي العمل بطريقة رتيبة، معتقدًا دائمًا أنه يجب عليك أن تسلك طريقك الخاص بغض النظر عمَّا يقوله أو يفعله أي شخص آخر. تعتقد أنه يجب عليك أن تقوم بالشركة كما يرشدك الروح القدس بغض النظر عن ظروف الآخرين. لا يمكنكم اكتشاف نقاط قوة الآخرين، ولا يمكنكم اختبار أنفسكم. إن قبولكم للأشياء منحرف وخاطئ حقًا. يمكن القول إنكم حتى الآن ما زلتم تُظهرون الكثير من البر الذاتي، كما لو كنتم قد عدتم إلى ذلك المرض القديم. لا تتواصلون مع بعضكم بعضًا بطريقة تحقق انفتاحًا تامًا عن نوعية النتيجة التي حققتموها من العمل في كنائس معينة على سبيل المثال، أو عن الوضع الأخير لحالاتك الداخلية، وما إلى ذلك. أنتم ببساطة لا تتحدثون أبدًا عن مثل هذه الأمور. لا تشاركون على الإطلاق في ممارسات مثل التخلي عن تصوراتكم أو إهمال أنفسكم. لا يفكر القادة والعمال إلا في كيفية منع إخوتهم وأخواتهم من أن يكونوا سلبيين، وفي كيفية جعلهم قادرين على الاتباع بحيوية. ومن ناحية ثانية، تعتقدون جميعًا أن الاتباع بحيوية كافٍ بحدِّ ذاته. إنكم لا تفهمون أساسًا ما يعنيه أن تعرفوا أنفسكم، وتهملوا أنفسكم، ناهيك عن كونكم لا تفهمون ما تعنيه الخدمة بالتنسيق مع الآخرين، ولا تفكرون إلا في أن تمتلكوا أنتم الإرادة لمبادلة الله المحبة وفي امتلاك الإرادة لتحيوا على حسب مثال بطرس، ولا تفكرون في شيء آخر غير تلك الأمور. حتى إنك تقول إنك لن تخضع خضوعًا أعمى بغض النظر عمَّا يفعله الآخرون، وستسعى بنفسك إلى نيل الكمال من الله بغض النظر عن الصورة التي عليها الآخرون، وسيكون ذلك كافيًا. لكن الحقيقة هي أن إرادتك لم تحقِّق بأي حال من الأحوال تعبيرًا ملموسًا في الواقع. أليس كل هذا هو نوع السلوك الذي تظهره هذه الأيام؟ يتمسَّك كل واحد منكم برؤيته الشخصية، وترغبون جميعًا في أن تُكمَّلوا. أرى أنكم قد خدمتم لفترة طويلة دون تحقيق تقدُّم كبير، خاصة في درس العمل معًا بتناغم، إذ لم تحققوا شيئًا على الإطلاق. عندما تنزل إلى الكنائس، تتواصل بطريقتك، ويتواصل الآخرون بطريقتهم، ونادرًا ما يحدث تنسيق متناغم، وهذا يظهر بوضوح أكثر في التابعين الذين تقودونهم. هذا يعني أنه بالكاد يفهم أي شخص بينكم معنى خدمة الله، أو كيف يجب على المرء أن يخدم الله. أنتم مشوشون وتتعاملون مع الدروس التي من هذا النوع على أنها مسائل تافهة. حتى إنه يوجد الكثيرون الذين لا يفشلون في ممارسة هذا الجانب من الحق فحسب، بل ويخطئون عن دراية. حتى أولئك الذين خدموا لسنوات عديدة، يتنازعون مع بعضهم بعضًا، ويتآمرون على بعضهم بعضًا، وهم غيورون وتنافسيون؛ كل شخص لا يفكر إلا في نفسه، ولا يتعاونون على الإطلاق. ألا تعكس جميع هذه الأمور قامتكم الفعلية؟ أنتم الذين يخدمون معًا يوميًا تشبهون بني إسرائيل الذين خدموا الله ذاته مباشرة يوميًّا في الهيكل. كيف يمكن ألا تكون لديكم أيها الأشخاص الذين يخدمون الله أي فكرة عن كيفية التنسيق أو الخدمة؟

من "اخدموا كما خدم بنو إسرائيل" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 462

ما هو مطلوب منكم اليوم – حتى تعملوا معًا في انسجام – يشبه الخدمة التي طلبها يهوه من بني إسرائيل: وإلا، توقفوا عن الخدمة فحسب. لأنكم أناس يخدمون الله مباشرة، يجب أن تكونوا قادرين على الولاء والخضوع في خدمتكم على الأقل، ويجب أن تكونوا قادرين أيضًا على تعلُّم الدروس بطريقة عملية. لأولئك الذين يعملون منكم في الكنيسة على وجه الخصوص، هل يجرؤ أي من الإخوة والأخوات الأقل منزلةً منكم على التعامل معكم؟ هل يجرؤ أي شخص على إخباركم بأخطائكم وجهًا لوجه؟ أنتم تتعالون على الجميع، وتسودون كملوك! أنتم حتى لا تدرسون ولا تدخلون في هذه الأنواع من الدروس العملية، ومع ذلك ما زلتم تتحدثون عن خدمة الله! أنت مطالب في الوقت الحالي بأن تقود عددًا من الكنائس، ولكنك لا تكتفي بعدم التخلي عن نفسك فحسب، بل تتشبث حتى بمفاهيمك وآرائك، وتقول أشياء مثل: "أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتم على هذا النحو، فقد قال الله إنه لا ينبغي أن نُقيَّد من الآخرين وإنه في الوقت الحاضر لا ينبغي أن نخضع خضوعًا أعمى". لذلك، يتمسَّك كل واحد منكم برأيه الشخصي، ولا يطيع كل منكم الآخر. مع أنك تعلم بوضوح أن خدمتك في وضعية متأزمة، ما زلت تقول: "في رأيي، طريقي ليس خطأً. على أية حال، كل منا يتخذ جانبًا: أنت تتحدث عن جانبك، وسأتحدث أنا عن جانبي؛ أنت تقدم شركة عن رؤاك، وسأتحدث أنا عن دخولي". أنت لا تتحمَّل أبدًا المسؤولية عن الأشياء العديدة التي يجب التعامل معها، أو تديرها ببساطة بالإمكانات المتاحة، وكل واحد منكم يبدي آراءه ويحمي مكانته وسمعته ووجهه بتعقل. لا أحد منكم على استعداد لأن يتواضع، ولن يتخذ أي من الطرفين زمام المبادرة للتخلي عن نفسه، وتعويض أوجه القصور لدى الآخر حتى تتقدم الحياة بوتيرة أسرع. عندما تنسقون معًا، عليكم أن تتعلموا السعي إلى الحق، يمكنك أن تقول: "لا أفهم هذا الجانب من الحق بوضوح. ما هو اختبارك فيه؟" أو يمكنك أن تقول: "لديك اختبار أكثر مما لدي فيما يتعلق بهذا الجانب؛ هل يمكنك أن تقدم لي بعض التوجيه من فضلك؟" ألن تكون هذه طريقة جيدة للقيام بذلك؟ لقد استمعتم إلى الكثير من العظات، وتملكون بعض الخبرة في تأدية الخدمة. إذا لم تتعلموا من بعضكم بعضًا، وتساعدوا بعضكم بعضًا، وتعوضوا أوجه القصور لدى بعضكم بعضًا عند القيام بالعمل في الكنيسة فكيف يمكنكم تعلُّم أية دروس؟ عندما تواجهون أي شيء، يجب عليكم أن تقوموا بالشركة مع بعضكم بعضًا حتى تستفيد حياتكم. إضافة إلى ذلك، يجب عليكم الشركة بعناية عن أي شيء من أي نوع قبل اتخاذ أية قرارات. من خلال القيام بذلك وحده تتحملون المسؤولية عن الكنيسة بدلًا من التصرف بلا مبالاة. بعد أن تزورا جميع الكنائس، يجب أن تجتمعوا معًا وتقوموا بالشركة عن جميع القضايا التي تكتشفونها وأي مشاكل واجهتموها في عملكم، ثم عليكم التواصل حول الاستنارة والإضاءة اللتين تلقيتموهما – هذه ممارسة لا غنى عنها في الخدمة. لا بُدَّ لكم من تحقيق تعاون متناغم من أجل عمل الله، ومن أجل مصلحة الكنيسة، وحتى تحفزوا إخوتكم وأخواتكم من الآن فصاعدًا. يجب أن يتعاون كل منكم مع الآخر، حيث يعدِّل كل منكم الآخر وتصلوا إلى نتيجة عمل أفضل، وذلك للاهتمام بإرادة الله. هذا هو معنى التعاون الحقيقي، ووحدهم أولئك الذين يشاركون فيه سيحصلون على دخول حقيقي. أثناء تعاونكم، قد تكون بعض الكلمات التي تتحدثون بها غير مناسبة، ولكن هذا لا يهم. قوموا بالشركة عنها لاحقًا، وافهموها بوضوح، ولا تهملوها. بعد هذا النوع من الشركة، يمكنكم تعويض عيوب إخوتكم أو أخواتكم. فقط من خلال التعمق أكثر في عملكم بهذه الطريقة يمكنكم تحقيق نتائج أفضل. يجب على كل واحد منكم كأناس يخدمون الله، أن يكون قادرًا على الدفاع عن مصالح الكنيسة في كل ما يفعله، بدلًا من مجرد التفكير في اهتماماته الشخصية. من غير المقبول أن تتصرفوا وحدكم، وتضعفوا بعضكم بعضًا دائمًا. فالناس الذين يتصرفون هكذا لا يصلحون لخدمة الله. هؤلاء الناس يملكون شخصية فظيعة، ولا يملكون ذرة من الإنسانية بداخلهم. إنهم مئة في المئة من الشيطان! هم وحوش! حتى الآن، ما تزال تحدث مثل هذه الأشياء بينكم. إنكم تذهبون حتى إلى حد مهاجمة بعضكم بعضًا أثناء الشركة، وتبحثون عمدًا عن ذرائع، وتغضبون بشدة أثناء الجدل حول بعض الأمور التافهة. لا أحد يرغب في تنحية نفسه جانبًا، ويخفي كل شخص أفكاره الداخلية عن الآخر، ويراقب الطرف الآخر من كثب، ودائمًا على أهبة الاستعداد. هل يناسب هذا النوع من التصرف خدمة الله؟ هل يمكن لعمل مثل عملكم هذا أن يزوِّد إخوتكم وأخواتكم بأي شيء؟ أنت لست عاجزًا فحسب عن توجيه الناس إلى مسار الحياة الصحيح، بل إنك في الواقع تُدخل شخصيتك الفاسدة في إخوتك وأخواتك. ألا تؤذي الآخرين؟ ضميرك كريه، وفاسد حتى النخاع! إنك لا تدخل إلى الحقيقة، ولا تمارس الحق. بالإضافة إلى ذلك، تكشف بلا خجل طبيعتك الشيطانية للآخرين؛ فأنت ببساطة لا تعرف العيب! لقد أوكل بهؤلاء الإخوة والأخوات لك، لكنك تأخذهم إلى الجحيم. ألست شخصًا قد أمسى ضميره فاسدًا؟ إنك لا تخجل على الإطلاق!

من "اخدموا كما خدم بنو إسرائيل" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 463

أيمكنك التعبير عن الشخصية التي عبر الله عنها في كل عصر بأسلوب واقعي وبلغة تُبرز أهمية العصر على نحو ملائم؟ هل يمكنك، أنت الذي تختبر عمل الله في الأيام الأخيرة، وصف شخصية الله البارّة بالتفصيل؟ هل تستطيع الشهادةَ لشخصية الله بوضوح ودقّة. كيف ستنقل مشاهداتك وخبراتك إلى المُزدرين والفقراء والمتديّنين الأتقياء والمؤمنين الجياع والعطاش إلى البر مِمَّن ينتظرونك لترعاهم؟ ما نوعية الشخصيات التي تنتظرك لترعاهم؟ أيمكنك تخيّل هذا؟ هل تدرك العبء الذي تحمله على عاتقك وحجم إرساليتك ومسؤوليتك؟ أين هو إحساسك التاريخي بالإرسالية؟ وكيف يمكنك أن تخدم كوَكيلٍ صالح في العصر القادم؟ هل لديك فهمٌ عميقٌ لوكالتك؟ كيف تفسّر ربّ كل الأشياء؟ هل هو حقاً ربُّ كل المخلوقات وحقيقةُ كل ما في العالم؟ ما هي خطتك لِتُقبِل على المرحلة التالية من العمل؟ كم من الناس ينتظرونك لترعاهم؟ أتشعر أن مهمتك ثقيلة؟ هم فقراء، مزدرون، عميان، وضائعون، يأنّون في الظلمة قائلين "أين الطريق؟" كم يتوقون للنور كشهابٍ لينطلق نازلاً فجأة حتى يُبدّد قوةَ الظلام التي قَمعت الإنسانَ لأعوام طويلة. من تراه يعرف كم تلهّفوا مترجّين هذا الأمر، وكم خارت قواهم في الليل والنهار؟ هؤلاء الذين يتألمون بعمق يبقون سجناء في غياهب الظلام، لا رجاء لهم ليُعتَقوا حتى في ذلك اليوم الذي يسطع فيه النور؛ فمتى يتوقف بكاؤهم؟ هذه الأرواح المُتعَبة التي لم تختبر الراحة يوماً تعاني بالفعل من هذا الشقاء. بَقُوا موثَقين طويلاً بحبال القسوة بلا رحمة، وأسرى للتاريخ الذي توقّف في مكانه. من تراه قد سمع صوت نحيبهم؟ ومن تراه قد رأى مظهرهم التعيس؟ هل فكّرتَ يومًا كم أنَّ قلب الله حزين ومتلهّف؟ كيف يمكن لله أن يحتمل رؤية البشرية البريئة التي خلقها بيديه تعاني عذابًا كهذا؟ على أية حال، البشر هم الأشقياء الذين قد تجرّعوا السّمَّ. وبالرغم من كونهم على قيد الحياة إلى يومنا هذا، مَن كان يظن أن الشرير قد جعلهم يتجرّعون السمّ منذ زمن بعيد؟ هل غاب عنك أنك أحد ضحاياه؟ ألا تسعى لخلاص من بقي حياً من منطلق محبتك لله؟ ألست مستعدًّا لأن تكرّس كل طاقتك لتردّ الجميل للإله الذي يُحبّ البشرية كلحمه ودمه؟ كيف تُفسِّر أن الله يستخدمك لتحيا حياةً استثنائية؟ هل لديك حقًا العزم والثقة لتحيا حياةً ذات معنى كخادم تقي ومطيعٍ لله؟

من "كيف تُقبِلُ على إرساليتك المستقبلية؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 464

الإنسان لديه إيمان بيّ ولكنه لا يستطيع أن يشهد عني، وقبل أن أعلن عن ذاتي، لا يستطيع الإنسان أن يشهد عني. لا يرى الإنسان إلا أنني أفوق المخلوقات وجميع القديسين، وأن عملي لا يمكن لأي إنسان أن يقوم به. لذلك، منذ زمن اليهود وحتى البشر في يومنا هذا، أي شخص قد رأى أعمالي المجيدة يملأه الفضول عني، ومع ذلك لا يمكن لفم مخلوق واحد أن يقدم شهادةً عني. أبي وَحده هو مَن شهد لي؛ وقد صنع لي طريقًا بين كافة المخلوقات. ولكن، بغض النظر عمَّا عملته، ما كان الإنسان سيعرف أني أنا رب الخليقة، لأن الإنسان لا يعرف إلا أن يأخذ مني، ولا يؤمن بي بسبب عملي. لا يعرفني الإنسان إلا لأني بريء وليس فيّ خطية قَط، أو لأنني أستطيع تفسير العديد من الأسرار، أو لأني فوق الجميع، أو لأنه استفاد مني كثيرًا. ومع ذلك، هناك قلةٌ يؤمنون أني أنا رب الخليقة. لهذا أقول إن الإنسان لا يعرف لماذا يؤمن بيّ، ولا يعرف هدف أو أهمية أن يؤمن بي. إن حقيقة الإنسان هو أنه ناقص، حتى أنه يكاد يكون غير مؤهل أن يقدم شهادة عني. ليس لديكم إلا القليل من الإيمان الحقيقي ولم تحصلوا إلا على القليل للغاية، لذلك فليس لديكم إلا شهادة قليلة جدًّا. إضافةً على أنكم تفهمون القليل وتفتقرون إلى الكثير، حتى أنكم تكادوا تكونون غير مؤهلين أن تحملوا شهادةً عن أعمالي. في الواقع عزمكم ملحوظٌ، ولكن هل أنتم متأكّدون أنكم قادرون على الشهادة عن جوهر الله بنجاح؟ ما اختبرتموه ورأيتموه يتجاوز ما اختبره الأنبياء والقديسون من جميع العصور ورأوه، ولكن هل أنتم قادرون على تقديم شهادةٍ أعظم من كلمات أولئك الأنبياء والقديسين الأسبقين؟ ما أُنعِم به عليكم الآن يتجاوز ما أنعمت به على موسى ويفوق ما ناله داود، ولذلك بالمثل أطلب أن تتجاوز شهادتكم شهادة موسى وأن تكون كلماتكم أعظم من كلمات داود. أعطيتكم مئة ضعف، لذلك أطلب منكم أن تردّوا لي بالمثل. يحب أن تعرفوا أنني مَنْ أنعم على البشرية بالحياة، وأنتم مَن تنالون الحياة مني ويجب أن تشهدوا لي. هذا واجبكم، الذي أوكلت به لكم، وهذا ما يجب أن تفعلوه من أجلي. لقد منحتكم كل مجدي، وأنعمت عليكم بالحياة التي لم ينلها أبدًا الشعب المختار، أي بنو إسرائيل. بالحق، يجب أن تحملوا شهادةً لي، وتكرّسوا ليّ شبابكم وتتخلّوا عن حياتكم. كل مَن أُنعِم عليه بمجدي ينبغي أن يشهد لي ويقدِّم حياته من أجلي، فهذا قد تعيَّن مسبقًا منذ زمن طويل من قبلي. من حسن الحظ أنني أُنعِم عليكم بمجدي، وواجبكم هو الشهادة عن مجدي. إن كنتم لا تؤمنون بي إلا لكي يحالفكم الحظ، لما كان لعملي سوى أهمية قليلة، ولما كنتم ستتممون واجبكم. لم يرَ بنو إسرائيل إلا رحمتي ومحبتي وعظمتي، ولم يشهد اليهود إلا لطول أناتي وفدائي، فلم يروا إلا القليل من عمل روحي؛ حتى مستوى فهمهم هو فقط واحد على عشرة آلاف مما رأيتموه وسمعتموه. ما رأيتموه يتجاوز حتى ما رآه رؤساء الكهنة الذين كانوا بينهم. اليوم، يتجاوز الحق الذي تفهمونه الحق الذي فهموه؛ ما رأيتموه اليوم يتجاوز ما رأوه في عصر الناموس، وأيضًا عصر النعمة، وما اختبرتموه يتجاوز ما اختبره موسى وإيليا. لأن ما فهمه بنو إسرائيل لم يكن سوى ناموس يهوه وما رأوه لم يكن سوى منظر لظِلّ يهوه: ما فهمه اليهود كان فداء يسوع فقط، وما نالوه كانت النعمة التي أنعم بها يسوع، وما رأوه كان فقط صورة يسوع داخل بيت اليهود. أما ما ترونه أنتم اليوم هو مجد يهوه، وفداء يسوع، وكافة أعمالي في الوقت الحاضر. لقد سمعتم أيضًا كلمات روحي، وقدَّرتم حكمتي، وعرفتم عجائبي، وعلمتم شخصيتي. أخبرتكم أيضًا بخطة تدبيري كلّها. ما رأيتموه ليس فقط إلهًا محبًّا ورحيمًا، بل أيضًا إلهًا مملوءًا برًا. لقد رأيتم عملي المعجزي، وعرفتم أنني مملوء غضبًا شديدًا وجلالًا إضافةً على ذلك لقد عرفتم أنني أنزلت سخط غضبي ذات مرة على بيت إسرائيل، واليوم قد حلَّ بكم. لقد فهمتم من أسراري في السماء أكثر مما فهمه إشعياء، وأيضًا يوحنا؛ وتعرفون عن محبتي ووقاري أكثر مما عرفه كل القديسين في الأجيال السالفة. ما نلتموه ليس مجرَّد حقي وطريقي وحياتي، بل رؤية وإعلان أعظم من رؤية يوحنا وإعلانه. لقد فهمتم الكثير من الأسرار ورأيتم أيضًا وجهي الحقيقي؛ لقد قبلتم المزيد من دينونتي وعرفتم المزيد عن شخصيتي البارَّة. لذلك، فمع أنكم وُلِدتُم في الأيام الأخيرة، لا يزال فهمكم هو نفس فَهْم الأولين في الماضي؛ لقد اختبرتم أيضًا ما هو للحاضر، وكل هذا حققتهأنا. ما أطلبه منكم ليس غير معقول، لأني أعطيتكم الكثير وقد رأيتم مني الكثير. لذلك أسألكم أن تشهدوا لي أمام القديسين من كل العصور، وهذه هي شهوة قلبي الوحيدة.

من "ماذا تعرف عن الإيمان؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 465

هل تعرف الآن حقًّا لماذا تؤمن بي؟ هل تعرف حقًّا هدف عملي وأهميته؟ هل تعرف حقًّا واجبك؟ هل تعرف حقًّا شهادتي؟ إن كنت تؤمن بي فحسب، ولكن لا يمكن أن تُرى فيك شهادتي ولا مجدي، فإني قد نبذتك منذ زمن طويل. وبالنسبة لمَن يعرفون كل شيء، هم مثل أشواك في عينيّ، وفي بيتي هم مجرّد حجارة عثرة. هم زوان يغربله عملي بالتمام، دون أدنى وظيفة ودون أي ثِقَل؛ لقد مقتّهم منذ أمد بعيد. وأما أولئك الذين بلا شهادة، فإن غضبي يحل عليهم، وعصاي لا تُخطئهم أبدًا. لقد سلَّمتهم منذ أمد بعيد في أيدي الشرير، ولن يحصلوا على أي من بركاتي. في ذلك اليوم، سيكون توبيخهم موجعًا أكثر من وجع النساء الجاهلات. إنني الآن لا أقوم إلا بالعمل الذي من واجبي أن أقوم به؛ سأجمع كل الحنطة في حُزَم جنبًا إلى جنبٍ مع أولئك الزوان. هذا هو عملي الآن. كل ذلك الزوان سيُطرح خارجًا في وقت غربلتي، وأما حبات الحنطة فتُجمع إلى المخزن، ويُطرح أولئك الزوان المُغربل في النار ليحترق ويصير رمادًا. عملي الآن هو مجرّد ربط كل البشر في حزم، أي، أن أُخضِعهم إخضاعًا كاملاً. ثم أبدأ في الغربلة لأكشف نهاية جميع البشر. ولذلك ينبغي عليك أن تعرف كيف تُرضيني الآن، وكيف عليك أن تتبع مسار الإيمان الصحيح في إيمانك بيّ. ما أطلبه هو ولاؤك وطاعتك الآن، ومحبتك وشهادتك الآن. حتى لو لم تكن تعرف في هذه اللحظة ما هي الشهادة أو ما هي المحبة، عليك أن تُسلِّمني نفسك بجملتك وتقدم لي الكنزين الوحيدين اللذين تمتلكهما: ولاؤك وطاعتك. ينبغي عليك أن تعرف أن شهادة غلبتي على تكمن في ولاء الإنسان وطاعته، ونفس الشيء ينطبق على شهادة إخضاعي الكامل للإنسان. إن واجب إيمانك بيّ هو أن تقدّم شهادةً عني، وأن تكون مخلصًا لي، ولا شيء آخر، وأن تكون مطيعًا حتى النهاية. قبل أن أبدأ الخطوة التالية من عملي، كيف ستقدّم شهادة عني؟ كيف ستكون مُخلِصًا ومطيعًا لي؟ هل تكرِّس كل ولاءك لمهمتك أم ستستسلم بسهولة؟ هل ستخضع لكل ترتيب أضعه (حتى وإن كان الموت أو الدمار)، أم ستهرب في منتصف الطريق لتتجنب توبيخي؟ إنني أوبّخك لكي تقدم شهادةً عني، وتكون مطيعًا ومخلصًا لي. يكشف أيضًا التوبيخ في الحاضر عن خطوة عملي التالية، ويسمح لعملي بالتقدّم بلا عائق. لذلك أشجِّعك أن تكون حكيمًا وألَّا تتعامل مع حياتك أو أهمية وجودك كأنهما رمل بلا قيمة. هل يمكنك أن تعرف بالضبط عملي الآتي؟ هل تعرف كيف سأعمل في الأيام القادمة، وكيف سيتجلَّى عملي؟ ينبغي عليك أن تعرف أهمية خبرتك بعملي، وأيضًا أهمية إيمانك بيّ. لقد فعلت الكثير؛ كيف يمكنني أن أستسلم في منتصف الطريق كما تتخيَّل؟ لقد قمت بهذا العمل المتَّسع؛ كيف يمكنني أن أدمّره؟ في الحقيقة، أوشكت على إنهاء هذا العصر. هذا حقيقي، ولكن عليك أن تعرف أني سأبدأ عصرًا جديدًا وعملاً جديدًا، وقبل كل شيء، سأنشر إنجيل الملكوت. لذلك عليك أن تعرف أن عملي الحالي ليس سوى أن أبدأ عصرًا جديدًا، وإرساء الأساس لنشر الإنجيل في الوقت العتيد وإنهاء العصر في المستقبل. عملي ليس بالبساطة التي تعتقدها، وليس بلا قيمة أو مغزى كما تعتقد. لذلك، لا بُدَّ أن أستمر في أن أقول لك: ينبغي أن تهب حياتك لعملي، وأيضًا، ينبغي أن تُكرِّس نفسك من أجل مجدي. اشتقت طويلًا لأن تقدم لي شهادةً، واشتقت بالأكثر أن تنشر إنجيلي. ينبغي عليك أن تفهم ما في قلبي.

من "ماذا تعرف عن الإيمان؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 466

على الرغم من أنكم مخلصون جدًا في إيمانكم، فإنّه لا أحدَ منكم يستطيع أن يصفني وصفًا تامًّا، ولا يستطيع أحد أن يقدم شهادة كاملة لكل الحقائق التي ترونها. فكروا في الأمر: معظمكم الآن مقصرون في واجباتكم، وتتابعون بدلاً من ذلك أمور الجسد وإشباع الجسد والاستمتاع بالجسد بشراهة. أنتم تملكون النَّزْر اليسير من الحقيقة. فكيف يمكنكم تقديم الشهادة لكل ما رأيتم؟ هل أنتم واثقون حقًا من أنه يمكنكم أن تكونوا شهودي؟ إذا كنتَ غير قادر في يوم من الأيام على الشهادة لجميع ما رأيته اليوم، فستكون قد خسرت وظيفة الكائنات المخلوقة، ولن يكون هناك معنى أيًا كان لوجودك. لن تكون جديرًا بأن تكون إنسانًا. بل يمكن حتى القول إنك لن تكون إنسانًا! لقد أديتُ ما لا حصر له من العمل فيكم. لكن بما أنك في الوقت الحاضر لا تتعلم ولا تعرف شيئًا، وتعمل عبثًا، فعندما يحين الوقت لتوسيع عملي، فسوف تحدّق في ذهول، وينعقد لسانك، وتصير عديم الفائدة تمامًا. ألن يجعلك ذلك خاطئًا على الدوام؟ وعندما يحين ذلك الوقت، ألن تشعر بأشد الندم؟ ألن تغرق في الكآبة؟ أنا لا أقوم بكل هذا العمل الآن بدافع من الكسل والملل، ولكن لإرساء أساس لعملي المستقبلي. ليس معنى هذا أنني في مأزق وأحتاج إلى الخروج بشيء جديد. عليك أن تفهم العمل الذي أقوم به؛ فهو ليس شيئًا يفعله طفل يلعب في الشارع وإنّما هو عمل يتم نيابة عن أبي. يجب عليكم أن تعلموا أنني لستُ أنا فقط مَنْ أقوم بكل هذا بنفسي. بل أمثِّل أبي. وفي الوقت نفسه، يتمثل دوركم في الامتثال والطاعة والتغيير والشهادة على نحو قاطع. ما يجب عليكم فهمه هو لماذا يجب عليكم الإيمان بي. هذا هو السؤال الأهم الذي يتعين على كلٍ منكم فهمه. إن أبي، من أجل مجده، قد عينكم مسبقًا جميعًا من أجلي منذ أن خلق العالم. لم يكن تعيينكم من أجل شيء سوى عملي ومن أجل مجده. ومن أجل أبي أنتم تؤمنون بي؛ وأنتم تتبعونني بسبب اختيار أبي إيّاكم. لا شيء من هذا بمحض اختياركم، والأهم من ذلك أن تدركوا أنكم أنتم الذين منحني أبي إياكم لأجل أن تشهدوا لي. وبما أنه منحني إياكم، فيجب عليكم أن تمتثلوا للطرق التي أمنحكم إياها، وأن تتبعوا الطرق والكلمات التي أعلمكم إياها، لأن واجبكم هو أن تمتثلوا لسبلي. هذا هو الغرض الأصلي من إيمانكم بي. لذا أقول لكم إنكم مجرد أناس منحني أبي إياهم لتمتثلوا لسبلي. لكنكم تؤمنون بي فقط، أنتم لستم مني لأنكم لستم من العائلة الإسرائيلية لكنكم من نوعية الحية القديمة. كل ما أطلب منكم فعله هو أن تشهدوا لي، أمّا اليوم فيجب عليكم أن تسلكوا سبلي. وكل هذا من أجل الشهادة المستقبلية. إذا كنتم تعملون فقط كأناس يستمعون إلى سبلي، فلن يكون لكم أي قيمة وستفقدون المغزى من منحي أبي إياكم. ما أصر على إخباركم به هو أنه: "عليكم أن تسلكوا سبلي."

من "ما هو مفهومك عن الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 467

كيف يعمل الروح القدس داخل الكنيسة في الوقت الحالي؟ هل لديك فهم ثابت لهذا السؤال؟ ما أكبر الصعوبات التي يواجهها إخوتك وأخواتك؟ ما الذي ينقصهم بشدة؟ حاليًا، هناك بعض الناس السلبيين الذين يتعرضون للتجارب، والبعض الآخر يشتكون، وآخرون لم يعودوا يمضون قُدُمًا لأن الله انتهى من الكلام. لم يدخل الناس في المسار الصحيح للإيمان بالله. لا يمكنهم أن يعيشوا باستقلالية، ولا يمكنهم الحفاظ على حياتهم الروحية. هناك بعض الناس الذين يمضون قدمًا، ويسعون بحيوية، ويرغبون في الممارسة عندما يتكلم الله، ولكن عندما لا يتكلم الله، لا يعودون يحرزون أي تقدم. ما زال الناس لا يفهمون مشيئة الله داخل قلوبهم وليست لديهم محبة عفوية لله؛ فقد اتبعوا الله في الماضي لأنهم اضطُرّوا إلى ذلك. والآن هناك بعض الناس الذين تعبوا من عمل الله. أليس مثل هؤلاء الناس في خطر؟ يوجد العديد من الناس في حالة من التأقلم فقط، ومع أنهم يأكلون ويشربون كلمات الله ويصلّون له، فإنهم يفعلون هذا كله دون حماس، ولم يعد لديهم الدافع الذي كان لديهم في الماضي. إن معظم الناس غير مهتمين بعمل الله في التنقية ومنح الكمال، ويبدو الأمر فعلًا كما لو لم يكن لديهم أي دافع داخلي أبدًا، وحين تغلبهم الخطايا لا يشعرون أنهم مدينون لله، ولا يتمتعون بالوعي ليشعروا بالندم. إنهم لا يسعون وراء الحق أو يتركون الكنيسة، وإنما يسعون فقط وراء ملذات وقتية. هؤلاء الناس حمقى، وبمنتهى الغباء! حين يأتي الوقت، سينُبذون جميعًا، ولن ينال أحد منهم الخلاص! هل تعتقد أنه لو خُلِّص أحدٌ مرة سيُخَلَّص دائمًا؟ هذا الاعتقاد خداع محض! فكل مَنْ لا يسعون للدخول في الحياة سيوبَّخون، ومعظم الناس ليس لديهم على الإطلاق أي اهتمام بالدخول في الحياة أو الرؤى أو ممارسة الحق. لا يسعون وراء الدخول، وبالتأكيد لا يسعون وراء الدخول إلى عمق أكبر. ألا يدمرون أنفسهم؟ الآن، هناك عدد من الناس الذين تتحسن ظروفهم باستمرار. وكلما زاد عمل الروح القدس اكتسبوا مزيدًا من الثقة، وكلما اختبروا المزيد ازداد شعورهم بعمق غموض عمل الله. وكلما تعمقوا في الدخول، ازدادوا فهمًا. إنهم يشعرون أن محبة الله عظيمة جدًّا، ويشعرون أيضًا في داخلهم بالثبات والاستنارة ، ولديهم فهم لعمل الله. هؤلاء هم الناس الذين يعمل فيهم الروح القدس. يقول بعض الناس: "على الرغم من عدم وجود كلمات جديدة من الله، فسأظل أسعى إلى أن أتعمق أكثر في الحق، ويجب أن أكون متحمسًا بشأن كل شيء في خبرتي الفعلية وأدخل إلى واقعية كلام الله". يملك هذا النوع من الأشخاص عمل الروح القدس. وعلى الرغم من أن الله لا يظهر وجهه وهو محتجب عن كل شخص، ولا ينطق بكلمة، وهناك أوقات يختبر فيها الناس بعض التنقية الداخلية، فإن الله لم يترك الناس كليًّا. إن كان أحد لا يستطيع أن يحافظ على الحق الواجب عليه تنفيذه، فلن يكون لديه عمل الروح القدس. أثناء فترة التنقية، والفترة التي لا يُظهر فيها الله نفسه، إن لم تكن لديك ثقة بل كنت خائفًا، وإن كنت لا تركز على اختبار كلامه، فأنت إذًا تتهرب من عمل الله، وستكون بعد ذلك من المنبوذين. وأولئك الذين لا يسعون للدخول في كلمة الله لا يمكنهم على الأرجح التمسك بالشهادة له. إن القادرين على تقديم الشهادة لله وإرضاء مشيئته يعتمدون جميعًا بالكامل على دافعهم لاتباع كلام الله. يتمثل العمل الذي ينفذه الله في الناس في السماح لهم في المقام الأول ببلوغ الحق، كما يجعلك تسعى للحياة من أجل تكميلك، وهذا في مجمله يهدف إلى جعلك مؤهلاً لاستخدام الله إيّاك. كل ما تسعى وراءه الآن هو سماع الأسرار والإنصات لكلام الله وإمتاع عينيك والنظر حولك لرؤية إن كان ثمة شيء جديد أو رؤية ما هو رائج وإرضاء فضولك. إن كانت هذه هي نية قلبك، فمن المستحيل أن تحقق متطلبات الله. إن أولئك الذين لا يسعون للحق لا يمكنهم الاستمرار حتى النهاية. حاليًا، الأمر ليس أن الله لا يفعل شيئًا، بل إن الناس لا يتعاونون معه، لأنهم تعبوا من عمله. إنهم لا يريدون سوى سماع الكلام الذي يتكلمه ليمنح بركاته، وليسوا راغبين في سماع كلمات دينونته وتوبيخه. ما سبب هذا؟ السبب هو أن رغبات الناس في الحصول على البركات لم تُشبع بعد، وقد أصبحوا بالتالي سلبيين وضعافًا. الأمر ليس أن الله لا يسمح للناس بأن تتبعه عمدًا أو يرسل كوارث للبشرية. فالناس سلبيون وضعفاء ولا سبب وراء ذلك سوى أن نواياهم غير سليمة. الله هو الإله الذي يعطي حياةً للإنسان، ولا يمكنه أن يجلب للإنسان الموت. إن سلبية الناس ومواطن ضعفهم وتراجعهم هي جميعًا بفعل أنفسهم.

يأتي عمل الله الحالي للناس ببعض التنقية، وأولئك الذين بإمكانهم الصمود بينما يتلقون هذه التنقية هم وحدهم مَنْ سيحصلون على تأييد الله. لا يهم مدى حجبه لذاته، سواء بعدم التكلم أو عدم العمل، فبإمكانك أن تظل تسعى بحيوية، حتى لو قال الله إنه سيرفضك، فإنك مع ذلك تظل تتبعه. هذا هو التمسك بالشهادة لله. إنْ حجبَ الله نفسه عنك وتوقفتَ عن اتباعه، فهل هذا هو تمسكٌ بالشهادة لله؟ إن كان الناس لا يدخلون فعليًّا، عندئذ لا تكون لديهم قامة حقيقية، وحين يواجهون تجربة كبيرة فسوف يتعثرون. عندما لا يتكلم الله أو لا يفعل ما لا يتماشى مع مفاهيمك، فإنك تنهار. إن كان الله يتصرف حاليًا وفقًا لمفاهيمك الخاصة، وكان يحقق مشيئتك، وكنتَ قادرًا على الصمود والسعي بحيوية، فما الأساس الذي تحيا عليه؟ أقول إن هناك العديد من الناس الذين يعيشون بطريقة تعتمد بالكامل على الفضول البشري. ليس في قلوبهم أي صدق على الإطلاق في السعي. إن جميع الذين لا يسعون للدخول في الحق ولكنهم يتّكلون فقط على فضولهم في الحياة هم أناس مُحتَقرون، وهم في خطر! يهدف تنفيذ جميع أنواع عمل الله المختلفة إلى تكميل الإنسان. لكن الناس دائمًا فضوليون، ويحبون التساؤل بشأن الشائعات، ويهتمون بالشؤون الراهنة في دول أجنبية، ويشعرون بالفضول حول ما يجري في إسرائيل، أو إن كان هناك زلزال في مصر، فهم يبحثون دائمًا عن بعض الأمور الجديدة والطريفة لإشباع شهواتهم الأنانية. إنهم لا يسعون وراء الحياة ولا الكمال، إنهم لا يسعون إلا لمجيء يوم الله عاجلًا حتى يتحقق حلمهم الجميل وتُشبع رغباتهم الجامحة. هذا النوع من الأشخاص ليسوا عمليين، إنهم أشخاص لهم منظور غير سليم. إن السعي وراء الحقيقة هو أساس إيمان البشرية بالله، فإذا لم يسعَ الناس للدخول في الحياة وإذا لم ينشدوا إرضاء الله، فسيخضعون للعقاب. أولئك الأشخاص الذين سيُعاقبون هم الذين لم يكن لديهم عمل الروح القدس أثناء وقت عمل الله.

من "يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 468

كيف يمكن للناس أن يتعاونوا مع الله أثناء هذه المرحلة من عمله؟ إن الله يختبر الناس في الوقت الحالي. هو لا ينطق بكلمة واحدة، ولكنه يحجب نفسه ولا يتواصل مع الناس بصورة مباشرة. في الظاهر، يبدو أنه لا يقوم بأي عمل، ولكن الحقيقة أنه لا يزال يعمل داخل الإنسان، وأي شخص يسعى وراء الدخول في الحياة لديه رؤية عن سعي حياته وليس لديه شكوك في هذا، حتى لو لم يفهم عمل الله بصورة كاملة. أثناء التعرض للتجارب، وحتى عندما لا تعرف ماذا يريد الله أن يفعل وما العمل الذي يريد تحقيقه، ينبغي عليك أن تعرف أن مقاصد الله من أجل البشرية صالحة دائمًا. إن كنت تسعى إليه بقلب صادق، فلن يتركك أبدًا وفي النهاية سيكمِّلك بالتأكيد، ويوصل الناس إلى الغاية المناسبة. بغض النظر عن كيفية اختبار الله للناس حاليًا، سيأتي يوم حين يقدم فيه للناس نتيجة ملائمة ويعطيهم جزاءً مناسبًا على ما قاموا به. لن يقود الله الناس إلى نقطة معينة ثم بعد ذلك يتركهم ويتجاهلهم؛ هذا لأنه إله جدير بالثقة. في هذه المرحلة، يقوم الروح القدس بعمل التنقية. إنه ينقّي كل شخص. في خطوات العمل التي تكونت منها تجربة الموت وتجربة التوبيخ، كانت التنقية في ذلك الوقت تتم كلها من خلال الكلمات، ولكي يختبر الناسُ عملَ الله، يجب عليهم أولاً أن يفهموا عمله الحالي وكيف ينبغي على البشرية أن تتعاون. بالفعل هذا شيء ينبغي على كل شخص فهمه. لا يهم ماذا يفعل الله، سواء أكان تنقية أم حتى إمساكًا عن الكلام، فلا تتماشى خطوة من خطوات عمل الله مع تصورات البشرية. وتحطم كل خطوة من خطوات عمله تصورات الناس وتخترقها. هذا هو عمله. ولكن عليك أن تؤمن أنه ما دام عمل الله قد بلغ مرحلة معينة، فلن يُميت اللهُ البشريةَ جمعاء، مهما يكن من أمر. إنه يعطي وعودًا وبركات للبشرية، وكل الذين يسعون إليه سيَقدرون على نيل بركاته، بينما مَنْ لا يفعلون سيتخلَّى الله عنهم. هذا يعتمد على سعيك. وبغض النظر عن أي شيء آخر، يجب أن تؤمن أنه حين يُختتم عمل الله، سيكون لكل شخص غاية مناسبة. لقد زود الله البشرية بتطلعات جميلة، ولكن لن تنالها البشرية إذا لم تسعَ إليها. ينبغي أن تكون قادرًا على رؤية هذا الآن؛ إن تنقية الله وتوبيخه للناس هما عمله، ولكن يجب على الناس، من جانبهم، أن يسعوا لإحداث تغيير في شخصيتهم في كل الأوقات. في خبرتك العملية، يجب أولاً أن تعرف كيف تأكل وتشرب كلمات الله، وعليك أن تجد ضمن كلامه ما يجب عليك الدخول فيه وكذلك عيوبك، وأن تسعى للدخول في خبرتك العملية، وتأخذ الجزء الذي يحتاج إلى الممارسة من كلام الله وتحاول أن تمارِسه. يمثّل أكل كلمات الله وشربها جانبًا واحدًا، ويجب، علاوة على ذلك، الحفاظ على الحياة الكنسية، ويجب أن تكون لك حياة روحية عادية، وأن تكون قادرًا على تسليم كل حالاتك الراهنة لله. ومهما تغير عمله، فينبغي أن تظل حياتك الروحية طبيعية؛ إذْ بإمكان الحياة الروحية أن تحافظ على دخولك السليم. وبغض النظر عما يقوم به الله، ينبغي أن تكون قادرًا على الاستمرار في حياتك الروحية بلا تعطيل، وعلى أداء واجبك. هذا ما ينبغي على الناس فعله. هذا كله عمل الروح القدس، ولكن في الوقت الذي يعتبر فيه هذا كمالًا بالنسبة لأولئك الذين لديهم حالة طبيعية، فإنه يعدّ تجربةً بالنسبة إلى أولئك الذين لهم حالة غير طبيعية. في المرحلة الحالية من عمل تنقية الروح القدس، يقول بعض الناس إن عمل الله عظيم للغاية وإن الناس في أمس الحاجة إلى التنقية، وإلا فستكون قامتهم صغيرة للغاية ولن يكون لديهم سبيل للوصول لمشيئة الله. أما بالنسبة إلى ذوي الحالة السيئة، يصبح الأمر سببًا في عدم السعي إلى الله، ومبررًا لعدم حضور التجمعات أو أكل كلمة الله وشربها. في عمل الله، لا يهم ما يفعله أو ما يجريه من تغيرات، يجب على الناس الحفاظ على منطلَق لحياة روحية عادية. ربما لم تكن رخوًا في هذه المرحلة من حياتك الروحية، ولكنك لم تحصل على الكثير بعد؛ ولم تجنِ حصادًا كبيرًا. في ظل هذه الأنواع من الظروف ينبغي أن تستمر في اتباع القواعد؛ وأن تحافظ على هذه القواعد حتى لا تتكبد الخسائر في حياتك وحتى ترضي مشيئة الله. إن كانت حياتك الروحية غير طبيعية، فلا يمكنك فهم عمل الله الحالي؛ بل تشعر دائمًا أنه لا يتوافق تمامًا مع مفاهيمك، وعلى الرغم من أنك ترغب في اتباعه، ينقصك الدافع الداخلي. لذلك بغض النظر عما يفعله الله حاليًا، يجب على الناس أن يتعاونوا. إن لم يتعاون الناس فلن يمكن للروح القدس القيام بعمله، وإن لم يكن لديهم قلب للتعاون، فبالكاد يستطيعون الحصول على عمل الروح القدس. إن كنت تريد أن تحصل على عمل الروح القدس داخلك، وتريد أن تكسب استحسان الله، فعليك بالحفاظ على تعبدك الأصلي أمام وجه الله. الآن، ليس من الضروري أن يكون لديك فهم أعمق أو نظرية أعلى أو أمور أخرى كهذه، كل ما هو مطلوب منك أن تؤيد كلمة الله على أساسها الأصلي. إن لم يتعاون الناس مع الله ولم يسعوا لدخول أعمق، فسيأخذ الله الأشياء التي كانت لهم في الأصل. عادة ما يرغب الناس من الداخل في الراحة، ويفضلون التمتع بما هو متاح بالفعل. إنهم يريدون الحصول على وعود الله دون دفع أي ثمن على الإطلاق. هذه أفكار مسرفة يحملها البشر. الحصول على الحياة نفسها دون دفع ثمن: هل كان هناك شيء أبدًا بهذه السهولة؟ عندما يؤمن شخص بالله ويسعى للدخول إلى الحياة ويسعى لإحداث تغيير في شخصيته، يجب عليه أن يدفع ثمنًا، ويبلغ حالة يتبع فيها الله دومًا بغض النظر عما يفعله. هذا شيء يجب على الناس أن يقوموا به. حتى لو لو اتبعت هذا كله من حيث المبدأ، فعليك أن تلتزم به، مهما كانت فداحة التجارب، لا يمكنك أن تتخلى عن علاقتك الطبيعية مع الله. يجب أن تكون قادرًا على الصلاة والحفاظ على حياتك الكنسية، وألا تترك الإخوة والأخوات. وعندما يجربك الله، يجب أن تظل ساعيًا وراء الحق. هذا هو أدنى متطلبات الحياة الروحية. امتلِك دائمًا رغبة في السعي، وسعيًا للتعاون، واستخدم كل ما لديك من طاقة، هل يمكن فعل هذا؟ إذا ما أخذ الناس هذا أساسًا، فسيكونون قادرين على التمييز والدخول إلى الواقع. من السهل قبول كلمة الله عندما تكون حالتك طبيعية، ولن تبدو ممارسة الحق أمرًا صعبًا في هذه الظروف، وستشعر أن عمل الله عظيم. ولكن إن كانت حالتك سيئة، مهما كانت عظمة عمل الله أو مدى الجمال الذي يتحدث به شخص ما، فلن تهتم. عندما تكون حالة الشخص غير طبيعية، لا يمكن لله أن يعمل فيه، ولا يمكن للشخص تحقيق أي تغيير في شخصيته.

من "يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 469

إن لم يكن لدى الناس أي ثقة، فليس من السهل عليهم مواصلة السير في هذا الطريق. يمكن لأي شخص أن يرى الآن أن عمل الله لا يتماشى مطلقًا مع مفاهيم الناس، لقد فعل الله قدرًا كبيرًا من العمل وقال كثيرًا من الكلام الذي لا يتماشى بالكامل مع المفاهيم الإنسانية، وبالتالي يجب أن يكون لدى الناس ثقة وقوة إرادة ليكونوا قادرين على الثبات على ما قد رأوه بالفعل وما اكتسبوه من خبراتهم. وبغض النظر عما يفعله الله في الناس، يجب عليهم أن يحافظوا على ما يمتلكونه بأنفسهم، ويكونوا مخلصين أمام الله، ويبقوا مكرسين له حتى النهاية. هذا هو واجب البشرية. على الناس المحافظة على ما ينبغي عليهم فعله. إن الإيمان بالله يتطلب طاعته واختبار عمله. لقد قام الله بالكثير جدًا من العمل، ويمكن أن يُقال إن العمل هو عمل كل الكمال والتنقية من أجل الناس، وكذلك التوبيخ. لم تكن هناك خطوة واحدة من عمل الله متماشية مع مفاهيم البشرية؛ ما قد تمتع به الناس هو كلام الله الصارم. عندما يأتي الله، ينبغي على الناس التمتع بجلاله وغضبه، ولكن بغض النظر عن مدى صرامة كلامه، فهو يأتي ليخلص البشرية ويكملها. ينبغي على الناس كمخلوقات أن يؤدوا الواجبات المفروضة عليهم، وأن يتمسكوا بالشهادة لله في وسط التنقية. وفي كل تجربة يجب عليهم التمسك بالشهادة التي يقدمونها، وأن يفعلوا ذلك بصورة مدوية لأجل الله، والشخص الذي يفعل ذلك يكون هو "الغالب". كيفما نقّاك الله، فإنك تبقى مفعمًا بالثقة، ولا تفقد الثقة بالله مطلقًا. أنت تفعل ما يجب على الإنسان فعله. وهذا ما يطلبه الله من الإنسان، وينبغي أن يكون قلب الإنسان قادرًا على الرجوع إليه والتوجه إليه بالكامل في كل لحظة تمر. هذا هو "الغالب". إن الذين يشير إليهم الله على أنهم "غالبون" هم الذين لا يزالون قادرين على التمسك بالشهادة والحفاظ على ثقتهم وإخلاصهم لله حتى في ظل تأثير الشيطان وأثناء حصاره لهم، أي عندما يجدون أنفسهم وسط قوى الظلام. إن كنت لا تزال قادرًا على الحفاظ على قلب طاهر أمام الله، وعلى محبتك الحقيقية لله مهما حدث، فأنت إذًا متمسك بالشهادة أمام الله، وهذا ما يشير الله إليه بكونك "غالبًا". إن كان سعيك ممتازًا عندما يباركك الله، ولكنك ترجع بلا بركاته، فهل هذه طهارة؟ بما أنك متأكد أن هذا الطريق صحيح، فعليك أن تتبعه حتى النهاية؛ ويجب أن تحافظ على إخلاصك لله. وما دمت قد رأيت أن الله نفسه جاء إلى الأرض ليكملك، فينبغي عليك أن تهبه قلبك بالكامل. إن استطعت أن تتبعه بغض النظر عما يفعل، حتى إن قدّر لك عاقبة غير مرضية لك في النهاية، فهذا هو الحفاظ على طهارتك أمام الله. إن تقديم جسد روحي مقدس وعذراء طاهرة لله يعني الحفاظ على قلب مخلص أمام الله. بالنسبة إلى البشرية، يعني الإخلاص طهارة، والقدرة على أن تكون مخلصًا لله تعني الحفاظ على الطهارة. هذا ما يجب عليك أن تمارسه. حين يتوجب عليك أن تصلي، فإنك تصلي، وحين يتوجب عليك أن تجتمع في شركة، فأنت تفعل ذلك، وحين يتوجب عليك أن ترنّم ترانيم، فإنك ترنِّم، وحين يتوجب عليك أن تهجر الجسد، فإنك تهجر الجسد. عندما تؤدي واجبك فإنك لا تؤديه بدون مبالاه؛ وعندما تواجهك التجارب، فإنك تصمُد. هذا هو الإخلاص لله. إن كنت لا تحافظ على ما ينبغي على الناس فعله، فإن كل معاناتك وقراراتك السابقة عقيمة.

من "يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 470

في كل خطوة من عمل الله، يوجد طريق ينبغي على الناس أن يتعاونوا فيه. ينقّي الله الناس لكي يكون لديهم ثقة عندما يتعرضون للتنقيات، ويكمّل الله الناس لكي تكون لديهم ثقة بأنه يكمّلهم، ويرغبوا في قبول تنقياته وتعامله معهم وتهذيبهم. يعمل روح الله داخل الناس ليجلب لهم الاستنارة والإضاءة، وليجعلهم يتعاونون معه ويمارسون. لا يتكلم الله أثناء التنقيات. إنه لا يتكلم بصوته، ولكن لا يزال هناك عمل يجب على الناس القيام به. ينبغي عليك أن تحافظ على ما لديك بالفعل، وأن تظل قادرًا على الصلاة لله، والتقرب إليه، والتمسك بالشهادة أمام الله؛ وبهذه الطريقة ستؤدي واجبك. ينبغي عليكم جميعًا أن تروا بوضوح من خلال عمل الله أن تجاربه لثقة الناس ومحبتهم له تتطلب منهم أن يصلّوا أكثر لله، ويتذوقوا كلام الله أمامه أكثر. إنْ جعلك الله مستنيرًا وجعلك تفهم مشيئته ولكنك لا تمارس أيًّا من ذلك، فلن تحصل على شيء. عندما تمارس كلام الله، ينبغي أن تظل قادرًا على الصلاة له، وحين تتذوق كلامه ينبغي أن تُقبِل دائمًا أمامه وتسعى وتمتلئ بالثقة فيه دون أي أثر من الشعور بالفتور أو البرود. إن الذين لا يمارسون كلام الله مملوؤون بالطاقة أثناء الاجتماعات، ولكنهم يقعون في الظلمة حين يرجعون إلى المنزل. هناك البعض الذين حتى لا يريدون الاجتماع معًا. لذلك يجب عليك أن ترى بوضوح ما الواجب الذي يجب على الناس القيام به. قد لا تعرف ماهية مشيئة الله في الواقع، ولكن يمكنك أن تؤدي واجبك، ويمكنك أن تصلي حين يتوجب عليك أن تصلي، ويمكنك أن تمارس الحق حين يتوجب عليك ممارسته، ويمكنك أن تفعل ما يتوجب على الناس فعله. بإمكانك أن تحافظ على رؤيتك الأصلية، وبهذه الطريقة ستكون أكثر قدرة على قبول خطوة عمل الله التالية. ستكون هناك مشكلة إن كنت لا تسعى عندما يعمل الله بطريقة خفية. عندما يتكلم ويعظ أثناء الاجتماعات، تنصت بحماسة، ولكن عندما لا يتكلم تفتقر إلى الطاقة وتتراجع. أي نوع من الأشخاص هذا الذي يتصرف بهذه الطريقة؟ هذا شخص يذهب فقط مع التيار، ومثل هذا الشخص ليس لديه موقف ولا شهادة ولا رؤية! معظم الناس يبدون هكذا. إن واصلت السير في هذا الطريق، فستتعرض ذات يوم لتجربة عظيمة، وستقع في العقاب. أن يكون لديك موقف فإن هذا أمر مهم في عملية تكميل الله للناس. إن كنت لا تشك في خطوة واحدة من خطوات عمل الله، فأنت تتمّ واجب الإنسان، وتتمسك بإخلاص بما يريدك الله أن تمارسه، أي أنك تتذكر عظات الله. فبغض النظر عما يفعله في اليوم الحالي، أنت لا تنسىَ عظاته. وإذا لم يكن لديك أي شك في عمله، وحافظت على موقفك، وتمسكت بشهادتك، وأنت منتصر في كل خطوة من خطوات الطريق، إذًا في النهاية سيكمّلك الله وتصير غالبًا. إن كنت قادرًا على الصمود في كل خطوة من تجارب الله، واستطعت أن تظل صامدًا إلى النهاية، فأنت إذًا غالب، وأنت شخص قد كمّله الله، أما إن كنت لا تستطيع الصمود أثناء تجاربك الحالية، ففي المستقبل سيصير الأمر أكثر صعوبةً. إن كنت تمر فقط بقدر بسيط من المعاناة ولا تسعى إلى الحق، فلن تحصل على شيء في النهاية. ستُترَكُ فارغ اليدين. هناك بعض الناس الذين يتخلون عن سعيهم عندما يرون أن الله لا يتكلم، ويصير قلبهم مشتتًا. أليس مثل هذا الرجل أحمقَ؟ لا يتصف أمثال هذا النوع من الناس بالواقعية، وعندما يتكلم الله، يركضون دائمًا هنا وهناك، ويبدون منشغلين، ومتحمسين في الظاهر، أمّا الآن بعد أن توقف عن الكلام، فإنهم يتوقفون عن السعي. لا مستقبل لمثل هذا النوع من الأشخاص. أثناء التنقيات، يجب أن تدخل فيها من منظور إيجابي وتتعلم الدروس الواجب عليك تعلمها؛ فعندما تصلي لله وتقرأ كلمته يجب أن تقيس حالتك بما تقرأ، وتكتشف عيوبك، وتكتشف أنه ما تزال لديك الكثير من الدروس لتتعلمها. وكلما سعيت بمزيد من الإخلاص في خضم التنقيات، وجدت نفسك أشدَّ قصورًا، وحين تختبر التنقيات ستواجه العديد من الأمور؛ ولن تستطيع رؤيتها بوضوح، وستشتكي، وستكتشف جسدك، وبهذه الطريقة وحدها تكتشف عددًا لا يحصى من الطباع الفاسدة فيك.

من "يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 471

يتطلب عمل الله في الأيام الأخيرة ثقة كبرى؛ ثقة تفوق ثقة أيوب؛ فمن دون ثقة، لن يستطيع الناس الاستمرار في اكتساب الخبرة ولن يكونوا قادرين على أن ينالوا الكمال من الله. وحين يأتي يوم التجارب العظيمة، سيترك الناس الكنائس: بعضها هنا وبعضها هناك. وسيكون هناك البعض ممَّنْ كانوا يبلون بلاءً حسنًا في سعيهم في الأيام السابقة وسيكون السبب وراء تراجعهم عن الإيمان غير واضح. سيحدث العديد من الأشياء التي لن تفهمها، ولن يكشف الله عن أي آيات وعجائب، ولن يفعل أي شيء خارقٍ للطبيعة. هذا لكي يُرى إن كنت تستطيع الصمود أم لا، فالله يستخدم الحقائق لتنقية الناس. أنت لم تعانِ كثيرًا حتى الآن. في المستقبل عندما تأتي تجارب عظيمة، في بعض المواضع سيترك كل شخص الكنيسة، وأولئك الذين كانت لك علاقة طيبة معهم سيهجرون ويتركون إيمانهم أيضًا. هل سيمكنك الصمود حينها؟ إن التجارب التي واجهتَها حتى الآن هي تجارب صغيرة، وربما كنت بالكاد قادرًا على الصمود أمامها. تتضمن هذه الخطوة تنقيات وتكميلاً من خلال الكلام فقط. في الخطوة التالية، ستأتي إليك الحقائق لتنقيك، وبعدها ستكون محاطًا بالخطر. وبمجرد أن يصير الأمر خطيرًا للغاية، سينصحك الله بأن تسرع وترحل، وسيحاول الناس المتدينون إغواءك للذهاب معهم. هذا لكي يُرى إن كان باستطاعتك الاستمرار في الطريق أم لا، وهذه الأمور كلها تجارب. إن التجارب الحالية يسيرة، ولكن سيأتي اليوم الذي يتوقف فيه الآباء في بعض البيوت عن الإيمان، وبعض البيوت لا يعود الأطفال فيها يؤمنون. هل ستكون قادرًا على الاستمرار؟ وكلما مضيت قُدمًا أكثر، أصبحت تجاربك أعظم. ينفذ الله عمل تنقية الناس وفقًا لاحتياجاتهم وقامتهم. أثناء مرحلة تكميل الله للبشرية، من غير الممكن أن يستمر عدد الناس في النمو، بل سيتقلص فقط. ومن خلال هذه التنقيات وحدها يمكن للناس أن يُكمَّلوا. وبعد أن يتم التعامل معك وتأديبك واختبارك وتوبيخك ولعنك، فهل ستستطيع الصمود أمام كل هذا؟ عندما ترى كنيسة في موقف جيد بصورة خاصة، والأخوات والإخوة جميعهم يسعون بطاقة كبيرة، تشعر بالتشجيع بداخلك. وعندما يأتي اليوم الذي يكونون قد رحلوا فيه جميعًا، حيث يتخلى بعضهم عن الإيمان، ويرحل البعض لممارسة الأعمال أو للزواج، ويكون البعض قد اعتنق الدين، فهل ستظل يومها قادرًا على الصمود؟ هل ستستطيع البقاء غير متأثر في داخلك؟ إن تكميل الله للبشرية ليس بالأمر الهيّن! يستخدم الله العديد من الأمور لتنقية الناس. يرى الناس هذه الأمور كوسائل، ولكن في مقصد الله الأصلي هي ليست وسائل على الإطلاق بل حقائق. في النهاية، عندما يكون الله قد نقّى الناس إلى نقطة معينة ولم تعد لديهم أي شكاوى، ستكتمل هذه المرحلة من عمله. إن عمل الروح القدس العظيم هو تكميلك، وعندما لا يقوم بعمله ويحجب نفسه عنك، فهذا بالأحرى بهدف تكميلك، وبهذه الطريقة يمكن على وجه التحديد رؤية ما إذا كان لدى الناس محبة لله، وما إذا كانت لديهم ثقة حقيقية به أم لا. حين يتكلم الله بوضوح، لا حاجة لك لأن تبحث؛ ولكن فقط حين يحجب نفسه تحتاج إلى أن تبحث، وتحتاج إلى أن تتحسس سبيلك. يجب أن تكون قادرًا على إتمام واجبك ككائن مخلوق، ومهما تكن عاقبتك وغايتك المستقبلية، فينبغي أن تكون قادرًا على السعي وراء معرفة الله ومحبته طوال سنوات حياتك، وبغض النظر عن كيف يعاملك الله، فيجب أن تكون قادرًا على تجنب الشكوى. هناك شرط واحد لعمل الروح القدس داخل الناس. عليهم أن يتعطشوا ويسعوا وألّا يكونوا فاترين أو متشككين في أعمال الله، كما ينبغي أن يتمتعوا بالقدرة على الحفاظ على واجبهم في كل الأوقات، وبهذه الطريقة وحدها يمكنهم الحصول على عمل الروح القدس. ما هو مطلوب من البشر، في كل خطوة من خطوات عمل الله، هو ثقة كبرى والمثول أمام الله للسعي، ومن خلال التجربة وحدها يستطيع الناس اكتشاف مدى المحبة لله، وكيف يعمل الروح القدس في الناس. إن كنت لا تختبر، وإن كنت لا تتحسس سبيلك عبر هذا، وإن كنت لا تسعى، فلن تحصل على أي شيء. يجب أن تتحسس طريقك من خلال خبراتك، ومن خلال خبراتك وحدها يمكنك رؤية أعمال الله والتعرف على عظمته واستحالة إدراك كنهه.

من "يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 472

أنتم الآن في المرحلة الأخيرة من الطريق، وهي جزء حرج منه. ربما تحمّلتَ الكثير من الألم، وقمتَ بالكثير من العمل، وسلكتَ الكثير من الطرق، واستمعت للكثير من العظات، ولعله لم يكن من السهل أن تصل إلى حيث أنت الآن. إن لم تكن قادرًا على احتمال الألم الذي تواجهه حاليًا، واستمررتَ كما كنتَ تفعل في الماضي، فلا يمكن تكميلك. ليس الغرض من هذا الكلام ترويعك، بل هو الحقيقة. بعد أن خضع بطرس للكثير من عمل الله، اكتسب البصيرة في بعض الأمور وأيضًا الكثير من الفطنة. كذلك توصل إلى فهم الكثير من الأمور عن مبدأ الخدمة، وأصبح بعد ذلك قادرًا على تكريس نفسه بالكلية لما ائتمنه عليه يسوع. كان السبب الرئيسي في التنقية العظيمة التي حصل عليها هو أنه كان يشعر بأنه مدين بالكثير لله في الأمور التي قام بها، وأنه لن يتمكن مطلقًا من ردّ هذا الدين له، كما أدرك بطرس أيضًا أن الإنسان شديد الفساد؛ مما جعله يشعر بالذنب في ضميره. لقد قال يسوع أمورًا كثيرة لبطرس، لكنه لم يستطع أن يفهم إلا القليل في الوقت الذي قيلت فيه هذه الأمور، وكان لا يزال أحيانًا يضمر بعض المقاومة والعصيان. وأخيرًا تنبه بعض الشيء بعد أن سُمِّرَ يسوع على الصليب، وشعر في نفسه بتأنيب الضمير الشديد لنفسه، بل قد بلغ به الحال في النهاية إلى أنه كان لا يقبل أي فكرة غير صحيحة كانت تراوده. لقد عرف بطرس حالته جيدًا، وكذلك عرف جيدًا قداسة الرب؛ ونتيجة لذلك، نما داخله أكثر فأكثر قلبٌ محبٌ للرب، وزاد تركيزه على حياته الخاصة؛ ولهذا قاسى صعوباتٍ جَمَّة، ومع أنه بدا في بعض الأوقات وكأنه مصاب بمرضٍ عُضال، بل وبدا كما لو أنه كان ميتًا، بعد أن خضع للتنقية على هذا النحو مراتٍ كثيرة، فإنه كان يزداد فهمًا لنفسه، وأصبح لديه حبٌّ حقيقي للرب. يمكن القول إن حياته برمتها قُضيتْ في التنقية، بل والأكثر من ذلك، إنها قُضيت في التوبيخ. كانت تجربته مختلفة عن تجربة أي شخصٍ آخر، وفاقت محبّتُهُ محبَّةَ أي شخص لم يُمنَح الكمال. والسبب وراء اختيارِهِ نَمُوذجًا يُحتذى به أنه اختبر أقصى الكروب في حياته، وكانت تجاربُه هي الأكثرَ نجاحًا. إنْ استطعتم حقًا أن تمشوا المرحلة الأخيرة من الطريق مثل بطرس تمامًا، فلا يوجد مخلوق واحد بوسعه أن يسلبكم بركاتكم.

من "كيف ينبغي أن تسلك المرحلة الأخيرة من الطريق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 473

يجب أن تتذكر أن هذا الكلام قد قيل الآن: بعد ذلك، سوف تمر بضيقة أعظم وألم أكبر! أن تُكمَّل ليس بالأمر البسيط أو السهل، بل ينبغي أن يكون لديك على الأقل إيمان أيوب، أو ربما إيمان أعظم من إيمانه. يجب أن تعرف أن التجارب في المستقبل سوف تكون أعظم من تجارب أيوب، وأنك لا بد مع ذلك أن تخضع لتوبيخ طويل الأمد. هل هذا أمر بسيط؟ إذا لم يكن ممكنًا تحسين قدراتك، وكنتَ تفتقر إلى القدرة على الفهم، ولا تعرف إلا القليل جدًا، فلن تكون لديك في ذلك الوقت أي شهادة، بل ستصبح بدلًا من ذلك أضحوكة وألعوبة للشيطان. إن لم تستطع أن تتمسك بالرؤى الآن، فليس لديك أساس على الإطلاق، وسوف تُنبَذ في المستقبل. لن تكون أي مرحلة في الطريق سهلة المسلك، فلا تستهن بالأمر، بل قيِّم الأمر بعناية الآن، واتخذ الاستعدادات حتى تتمكن من أن تمشي المرحلة الأخيرة من هذا الطريق بطريقة سليمة. هذا هو الطريق الذي ينبغي أن يُسلَك في المستقبل، الطريق الذي يتعين على كل الناس أن يسلكوه. يجب ألّا تدع هذه المعرفة تفوت انتباهك، وإياك أن تعتقد أن ما أقوله لك مجرد هباء. سوف يأتي اليوم الذي تستفيد منه حق الاستفادة؛ فكلامي لا يُقال عبثًا. هذا هو الوقت لكي تجهز نفسك، ولكي تُمهِّد الطريق للمستقبل. يجب أن تُعدّ الطريق الذي سوف تمشي فيه لاحقًا؛ فتهتم وتقلق بشأن الطريقة التي ستُمكنك من الصمود في المستقبل، وتستعد جيدًا لطريقك المستقبلي. لا تكن شرهًا ولا كسولاً! ينبغي أن تقوم بكل ما في وسعك تمامًا كي تحقق أقصى استفادة من وقتك في الحصول على كل ما تحتاجه. أنا أعطيك كل شيء حتى تتمكن من أن تفهم. لقد رأيتم بأم أعينكم أنني في أقل من ثلاث سنوات قلتُ أشياءَ عديدة وصنعتُ عملاً كثيرًا. من أسباب عملي بهذه الطريقة أن الناس يفتقرون إلى الكثير، وثمّةَ سبب آخر هو أن الوقت قصير للغاية ولا يحتمل مزيدًا من التأخير. أنت تتصور أنه يجب على الناس أولاً أن يحققوا وضوحًا داخليًا كاملاً قبل أن يقدموا شهادة ويكون بالإمكان استخدامهم – ولكن ألن يكون ذلك بطيئًا جدًا؟ إذًا، إلى متى سأضطر إلى مرافقتك؟ إن كنت تريدني أن أرافقك إلى أن أكبر وأشيخ، فسيكون هذا مستحيلًا! سيتحقق الفهم الحقيقي داخل الناس كلهم عن طريق المرور بضيقة أعظم. هذه هي خطوات العمل. بمجرد أن تفهم الرؤى التي نتناولها في الشركة اليوم فهمًا تامًا وتصبح لديك قامة حقيقية، فإن الصعوبات التي تمر بها في المستقبل لن تغلبك مهما كانت، بل ستتمكن من الصمود أمامها. عندما أكون قد أكملتُ هذه الخطوة الأخيرة من العمل، وانتهيت من النطق بالكلمات الأخيرة، سوف يتحتم على الناس في المستقبل أن يسلك كل واحد طريقه، وهذا سوف يحقق الكلام الذي قيل من قبل: لدى الروح القدس إرسالية لكل شخص وعمل ليعمله في كل شخص. في المستقبل، سوف يسلك كل واحد الطريق الذي ينبغي أن يسلكه مَسوقًا من الروح القدس. مَنْ سيكون قادرًا على أن يهتم بغيره عند المرور بضيقة؟ لكل واحد معاناته، ولكل واحد قامته. لا توجد قامة لأحدٍ مثل قامة أي واحد آخر. لن يكون الأزواج قادرين على الاهتمام بأمر زوجاتهم، ولن يهتم الآباء بأمر أبنائهم؛ ولن يكون أحدٌ قادرًا على أن يهتم بغيره. لن يكون الأمر كما هو عليه الآن، حيث لا يزال ممكنًا تبادل الرعاية والدعم، لكنه سيكون وقتًا تُكشف فيه نوعية كل شخص. وهذا يعني أنه عندما يضرب الله الرعاة، تتبدد خراف الرعية، ولن يكون لديكم في ذلك الوقت أي قائد مخْلص. سوف ينقسم الناس، فالوضع لن يكون كما هو الآن، حيث يمكنكم الاجتماع كجماعة مصلين، بل سيَكشف في المستقبل أولئك الذين ليس لديهم عمل الروح القدس عن طباعهم الحقيقية. سوف يتخلى الأزواج عن زوجاتهم، وتتخلى الزوجات عن أزواجهن، وسوف يتخلى الأبناء عن آبائهم، ويضطهد الآباء أبناءهم. لا يمكن فهم قلب البشر! كل ما يمكن عمله هو أن يتمسك المرء بما عنده، وأن يمشي المرحلة الأخيرة من الطريق بشكل صحيح. أنتم لا ترون هذا بوضوح الآن، وجميعكم نظره قصير. إن اجتياز هذه الخطوة من العمل بنجاح ليس بالأمر الهيّن.

من "كيف ينبغي أن تسلك المرحلة الأخيرة من الطريق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 474

تؤمن غالبية الناس بالله من أجل مصيرها المستقبلي أو من أجل استمتاع مؤقت. أما فيما يتعلق بأولئك الذين لم يمروا بأي تعاملات، فإن إيمانهم بالله إنما هو من أجل دخول السماء، كي يفوزوا بمكافآت، لكنه ليس من أجل أن يُكمَّلوا أو من أجل أن يتمموا واجبهم كخليقة الله. هذا يعني أن غالبية الناس لا تؤمن بالله من أجل القيام بمسؤولياتها، أو للاضطلاع بواجباتها. نادرًا ما يؤمن الناس بالله من أجل أي يحيوا حياة ذات معنى، وليس هناك مَنْ يؤمن بأن وجود الإنسان على قيد الحياة يوجب عليه أن يحب الله لأن قانون السماء ومبدأ الأرض يفرضان ذلك، وما هذه إلا الوظيفة الطبيعية للإنسان. وهكذا، فرغم أن الناس على اختلافهم يسعى كل واحد منهم وراء هدفه الخاص، إلا أن هدف سعيهم والدافع من ورائه يتشابه، بل والأكثر من ذلك أنَّ أهداف غالبيتهم من العبادة تتشابه كثيرًا فيما بينها. على مدار آلاف السنوات الماضية، مات مؤمنون كثيرون، ومات كثيرون ثم وُلِدوا مرة أخرى. ليس الذين سعوا وراء الله مجرد فرد واحد أو اثنين أو حتى ألف أو اثنين، لكن يظل سعي أغلب هؤلاء من أجل اعتباراتهم الخاصة أو من أجل آمالهم المجيدة للمستقبل. أما أولئك المُكرَّسون للمسيح فهُم قِلَّة قليلة. يظل الكثير من المؤمنين الورعين موتى بسبب وقوعهم في شباكهم الخاصة، بل والأكثر من ذلك أن عدد الظافرين ضئيل للغاية. ما زالت الأسباب وراء فشل الناس أو أسرار ظفرهم مجهولة لهم حتى الآن. ما زال أولئك المولعون بالسعي وراء المسيح لم يحصلوا بعد على تلك اللحظة الكاشفة، ولم يبلغوا بعد أعماق هذه الغوامض، لأنهم ببساطة لا يعرفون. رغم الجهود الحثيثة التي يبذلونها في سعيهم، يظل طريقهم طريق الفشل الذي سلكه أسلافهم من قبلهم وليس طريق النجاح. بهذه الطريقة، وبغض النظر عن كيفية سعيهم، أما يسلكون الطريق المؤدي إلى الظلمة؟ أليس ما يقتنونه ثمرة مُرَّة؟ من الصعوبة بمكان التنبؤ بما إذا كان الناس الذين يقتفون أثر الذين نجحوا في الأزمنة الماضية سوف ينتهي بهم المطاف إلى نهاية سعيدة أم كارثية. كم تكون الاحتمالات حينئذٍ أسوأ بالنسبة لأولئك الذين يسعون باقتفاء أثر الذين فشلوا؟ أما ينتظرهم احتمال أكبر للفشل؟ ما قيمة الطريق الذي يسلكونه؟ أما يضيعون وقتهم؟ بغض النظر عما إذا كان الناس ينجحون أم يفشلون في سعيهم، هناك باختصار سبب لهذا، لكنَّ الذي يحدد نجاحهم أو فشلهم ليس سعيهم إلى ما يرضيهم مهما كان.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 475

أهم مطلب في إيمان الإنسان بالله أن يكون له قلبٌ أمين، وأن يكرس نفسه بالكلية، وأن يطيع طاعة حقيقية. ليس أصعب على الإنسان من أن يقدّم حياته كلها مقابل إيمان حقيقي يستطيع من خلاله أن يقتني الحق كله وأن يفي بواجبه كخليقة الله، وهذا عينه ما لا يستطيع أن يبلغه الذين يفشلون، بل بالأكثر لا يستطيع أن يبلغه أولئك الذين يتعذر عليهم أن يجدوا المسيح. وحيث إن الإنسان لا يجيد تكريس نفسه بالكلية لله، ولأن ليست لديه الرغبة في أن يؤدي واجبه نحو الخالق، ولأن الإنسان يرى الحق لكنه يتحاشاه ويمشي في طريقه الخاص، ولأن الإنسان يسعى دائمًا من خلال اتباع طريق الذين فشلوا، ولأن الإنسان يتحدى السماء دائمًا، لذلك يفشل الإنسان دائمًا ويقع في حيل الشيطان دائمًا ويُقتَنَص بشباك نفسه. حيث إن الإنسان لا يعرف المسيح، ولأنه لا يتقن فهم الحق واختباره، ويُعظِّم بولس كثيرًا ويطمع في السماء كثيرًا، ولأنه يطلب دائمًا أن يطيعه المسيح ويملي إرادته على الله، لذلك تظل تلك الشخصيات العظيمة ويظل أولئك الذين اختبروا تقلبات العالم فانين، يظلوا يموتون وسط توبيخ الله. كل ما بوسعي أن أقوله لأولئك إنهم يموتون ميتة مأساوية، وأن التبعات عليهم – موتهم – ليست غير مُبرَّرَة. أليس فشلهم غير مقبول بالأكثر من جهة قانون السماء؟ يأتي الحق من عالم الإنسان، لكن الحق بين الناس يمنحه المسيح؛ فالمسيح، أي الله ذاته، مصدره، وهذا ليس أمرًا يقدر عليه الإنسان. بيد أن المسيح لا يقدم إلا الحق؛ فهو لم يأتِ ليقرر ما إذا كان الإنسان سينجح في سعيه نحو الحق أم لا؛ ومن ثم، فإن النجاح أو الفشل في الحق يرجع برمته إلى سعي الإنسان. ليس لنجاح الإنسان في الحق أو فشله فيه أي علاقة بالمسيح، لكنه يتوقف – بدلاً من ذلك – على سعيه. لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتم الرجوع باللائمة في مصير الإنسان وفي نجاحه أو فشله على الله، بحيث يتحملها الله ذاته، فليس هذا من شأن الله ذاته، لكنه يتعلق مباشرةً بالواجب الذي يجب على خليقة الله أن تؤديه. لدى الغالبية من الناس معرفة ضئيلة بسعي بولس وبطرس وبمصيرهما، لكنَّ الناس لا يعرفون شيئًا أكثر من النتيجة التي حققها بطرس وبولس، ويجهلون السر وراء نجاح بطرس أو النقائص التي أدت إلى فشل بولس. لذلك، إذا كنتم عاجزين تمامًا عن أن تروا حقيقة جوهر سعيهما، فسوف يظل سعي معظمكم فاشلاً، وحتى لو نجح القليل منكم، سوف يظلون غير معادلين لبطرس. إذا كان طريق سعيك هو الطريق الصحيح، فلديك أملٌ في النجاح، أما إذا كان الطريق الذي تسلكه في سعيك نحو الحق هو الطريق الخاطئ، فسوف تظل إلى الأبد عاجزًا عن النجاح، وسوف تلقى نفس نهاية بولس.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 476

كان بطرس إنسانًا مُكمَّلاً، لكنه لم يُكمَّل كليًا إلا بعد أن مر بالتوبيخ والدينونة، وبهذا ربح حبًا نقيًا لله. كان الطريق الذي سلكه هو طريق التكميل. هذا يعني أن الطريق الذي سلكه بطرس من البداية كان الطريق الصحيح، وكان الدافع وراء إيمانه بالله هو الدافع السليم، لذلك أصبح شخصًا مكمَّلاً. لقد سلك طريقًا جديدًا لم يسلكه الإنسان من قبل. ولكن كان الطريق الذي سلكه بولس منذ البداية هو طريق مقاومة المسيح، ولم يكن عمله لصالح المسيح على مدار عدَّة عقود إلا لرغبة الروح القدس في أن يستخدمه ويستفد من المواهب والمميزات التي يمتلكها في عمله. لم يكن سوى شخص استخدمه الروح القدس، ولم يكن استخدامه من أجل أنَّ المسيح نظر إليه باستحسان، بل من أجل مواهبه. كان قادرًا على العمل من أجل يسوع لأنه كان قد طُرحَ أرضًا، وليس لأنه كان سعيدًا بالقيام بذلك. تمكن من القيام بهذا العمل بسبب استنارة الروح القدس وإرشاده، لكنَّ العمل الذي قام به لم يكن يمثل سعيه أو إنسانيته مطلقًا. إن عمل بولس يمثل عمل خادم، بمعنى أنه قام بعمل رسول. لكنَّ بطرس كان مختلفًا، فهو أيضًا قام ببعض العمل، لكنه لم يكن عظيمًا بمقدار عمل بولس؛ لكنه عمل في خِضَم السعي نحو مدخله الخاص، وكان عمله مختلفًا عن عمل بولس؛ فقد كان عمل بطرس الاضطلاع بواجبه كخليقة الله، ولم يقم بعمله في دور رسول، لكنه قام بعمله أثناء سعيه ليحب الله. كذلك اشتمل عمل بولس على سعيٍّ شخصيٍّ له؛ فلم يكن سعيه لشيءٍ أكثر من مجرد آماله للمستقبل ورغبته في مصيرٍ جيد، ولم يقبل أثناء عمله تنقيةً أو تهذيبًا أو معاملة. كان يعتقد أنه طالما كان العمل الذي قام به مرضيًا لله، وأن كل ما عمله كان مرضيًا له، فإن الجعالة تنتظره في النهاية. لم تكن ثمة تجارب شخصية في عمله، لكن الكل كان من أجله وحده، ولم يكن عملٌ يتم في إطار سعيه نحو التغيير. كان كل ما في عمله عبارة عن معاملة خاوية من أي واجب أو خضوع كأحد خلائق الله. لم يحدث لبولس في إطار عمله أي تغيير في شخصيته القديمة، ولم يكن عمله إلا خدمة للآخرين فحسب، فلم يكن قادرًا على إحداث تغييرات في شخصيته. قام بولس بعمله مباشرة دون أن يتم تكميله أو التعامل معه، وكانت الجعالة العامل المحفز له. بيد أن بطرس كان مختلفًا؛ فقد خضع للتطهير والتعامل، واجتاز التنقيته. كان هدف بطرس من وراء العمل والحافز نحوه مختلفين في الجوهر عن هدف وحافز بولس. رغم أن بطرس لم يقم بقدرٍ كبيرٍ من العمل، لكنَّ شخصيته خضعت لتغييرات كثيرة، وما كان يسعى نحوه هو الحق وتغيير حقيقي. لم يقم بطرس بعمله لمجرد العمل في حد ذاته. رغم أن العمل الذي قام به كان كثيرًا، فقد كان برمته عمل الروح القدس، وحتى مع اشتراك بولس في هذا العمل، إلا أنه لم يختبره، ويرجع السبب في أن العمل الذي قام به بطرس كان أقل إلى أن الروح القدس لم يقم بعمل كثيرٍ من خلاله. إن مقدار عملهما لم يحدد ما إذا كانا قد كُمِّلا أم لا، لكنَّ سعي أحدهما كان لينال الجعالة، بينما كان سعي الآخر ليبلغ حبًا أسمى لله ويؤدي واجبه كخليقة الله، حتى إنه لم يستطع أن يحيا في صورة محبوبة ليحقق رغبة الله. كانا من الخارج مختلفيْن، وهكذا كان جوهرهما مختلفًا أيضًا. لا يمكنك أن تحدِّد مَنْ منهما قد كُمِّل استنادًا إلى مقدار العمل الذي قام به. سعى بطرس ليحيا صورة مَنْ يحب الله، وأن يصبح شخصًا يطيع الله، وأن يصبح شخصًا قبل أن يُتعامَل معه وأن يُطهَّر، وأن يصبح شخصًا يؤدي واجبه كخليقة الله. كان قادرًا على أن يكرِّس نفسه لله وأن يضع نفسه بالكلية في يدي الله ويطيعه حتى الموت. كان ذلك ما عقد عزمه على أن يفعله، بل وكان ذلك أيضًا ما حققه بالفعل. هذا هو السبب الأساسي لكون نهايته كانت في النهاية مختلفة عن نهاية بولس. إن العمل الذي قام به الروح القدس في بطرس كان ليكمِّلَه، لكن العمل الذي قام به الروح القدس في بولس كان ليستخدمه؛ وذلك لأن طبيعتهما ونظرتهما نحو السعي لم تكونا متطابقتين. كان لدى كليهما عمل الروح القدس، لكن في الوقت الذي طبَّق فيه بطرس هذا العمل على نفسه وقدَّمه لآخرين أيضًا، فإن بولس قدم فقط عمل الروح القدس برمته للآخرين، ولم يقتنِ لنفسه شيئًا منه. بهذه الطريقة، بدا التغيير في بولس شبه منعدم بعدما جرَّب عمل الروح القدس لسنوات كثيرة، وظل تقريبًا على حالته الطبيعية، وظل بولس كما كان من قبل. كل ما في الأمر أن بولس بعد المصاعب التي تحملها لسنوات طويلة من العمل، تعلم كيفية العمل وتعلم الاحتمال فحسب، لكنَّ طبيعته القديمة – طبيعة الأجير الشديد المنافسة – ظلت كما هي؛ فلم يفطن بعد العمل لسنواتٍ كثيرة إلى شخصيته الفاسدة، ولم يتخلص من شخصيته القديمة التي ظلت ظاهرة بوضوح في عمله. لم يكن في داخله إلا تجربة عمل محضة، لكنَّ تلك التجربة وحدها كانت غير قادرة على تغييره، ولم تستطع تبديل آرائه حول الوجود أو أهمية سعيه. رغم أنه عمل لسنواتٍ كثيرة من أجل المسيح، ولم يعد يضطهد الرب يسوع، لكن معرفته بالله لم تتغير في قلبه، وهذا يعني أنه لم يعمل من أجل أن يكرس نفسه لله، لكنه بالحري دُفِعَ إلى العمل من أجل مصيره المستقبلي. حيث إن بولس – في البداية – كان قد اضطهد المسيح ولم يخضع له، فقد كان في جوهره إنسانًا متمردًا عارض المسيح متعمدًا، وشخصًا ليست لديه معرفة بعمل الروح القدس، وعندما شارف عمله على الانتهاء ظلّ لا يعرف عمل الروح القدس، وظل يتصرف بدافع من رغبته الخاصة بحسب شخصيته دون أن يولي أدنى اهتمام لإرادة الروح القدس؛ وهكذا كانت طبيعته معادية للمسيح غير مطيعة للحق. بالنسبة لشخصٍ كهذا، تخلى عنه عمل الروح القدس ولم يعرف عمل الروح القدس بل وقاوم المسيح أيضًا، كيف لشخصٍ كهذا أن يخلُص؟ إن خلاص الإنسان من عدمه لا يعتمد على مقدار العمل الذي يقوم به أو مدى تكريسه، لكنه يتحدد – بدلاً من ذلك – بناءً على ما إذا كان يعرف عمل الروح القدس من عدمه، وما إذا كان قادرًا على ممارسة الحق أم لا، وما إذا كانت آراؤه تجاه السعي متوافقة مع الحق أم لا. رغم حدوث إعلانات طبيعية بعد بداية اتباع بطرس ليسوع، إلا أنه كان في طبيعته من البداية الأولى شخصًا يرغب في الخضوع للروح القدس والسعي وراء المسيح. كانت طاعته للروح القدس نقية؛ فلم يكن يطلب مجدًا أو ثروة، لكنَّ طاعة الحق كانت هي التي تحركه.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 477

رغم أن بطرس أنكر معرفته بالمسيح ثلاث مرات، ورغم أنه حاول إثناء الرب يسوع، إلا أن تلك الضعفات البشرية البسيطة لم تكن تَمُت بِصِلَة لطبيعته، ولم تؤثر في سعيه المستقبلي، ولا تثبت بما يكفي أن إثناءه كان عملاً من أعمال المضاد للمسيح. إن الضعفات البشرية العادية من الأمور المشتركة بين كل الناس في العالم، فهل تتوقع من بطرس أي اختلاف؟ أليس لدى الناس آراء معينة حول بطرس لأنه ارتكب عددًا من الأخطاء الحمقاء؟ وأيضًا، أليست الناس مفتونة ببولس إلى هذا الحد بسبب كل العمل الذي قام به والرسائل التي كتبها؟ كيف يستطيع الإنسان أن يرى جوهر الإنسان على حقيقته؟ هل بوسع أولئك الذين يملكون إحساسًا بحق أن يروا شيئًا بهذه التفاهة؟ رغم أن السنوات الطويلة التي قضاها بطرس في تجارب مؤلمة لم تُسجَّل في الكتاب المقدس، فإن هذا لا يثبت أنه لم يكن لبطرس تجارب واقعية، أو أن بطرس لم يُكمَّل. فكيف للإنسان أن يسبر أغوار عمل الله بصورة تامة؟ لم يختر يسوع سجلات الكتاب المقدس بصفة شخصية، لكنها دُوِّنَت بواسطة أجيالٍ لاحقة؛ ألم يكن بذلك كل ما سُجِّل في الكتاب المقدس قد اُختير بحسب فكر الإنسان؟ بل والأكثر من ذلك أن نهايتي بطرس وبولس غير مذكورتين صراحة في الرسائل، لذلك يحكم الإنسان على بطرس وبولس بحسب ما يدركه كل واحد بصفة خاصة وبحسب تفضيلاته الشخصية؛ ومن هذا المنطلق نال بولس ثقة الجموع إذ أنه قام بعملٍ كثير ولأن "إسهاماته" كانت عظيمة. أما يركز الإنسان على الأمور السطحية وحدها؟ كيف يستطيع الإنسان أن يرى جوهر الإنسان على حقيقته؟ ناهيك عن أن بولس بعدما ظل لآلاف السنوات محل عبادة، فمن يجرؤ على إنكار عمله بتهور؟ كان بطرس مجرد صياد سمك، فكيف تكون مساهمته بنفس أهمية مساهمة بولس؟ بناءً على مساهمة كل منهما، كان لا بد أن يُكافأ بولس قبل بطرس، وكان لا بد أن يكون هو المُؤهَّل بصورة أفضل لينال تزكية الله. مَنْ كان يتصور أن الله – في تعامله مع بولس – قد جعله يعمل فحسب من خلال مواهبه، في الوقت الذي كمَّل فيه الله بطرس. لم يكن الأمر مطلقًا أن الرب يسوع قد وضع خططًا لكلٍّ من بطرس وبولس منذ البداية، لكنَّ أحدهما قد كُمِّل والآخر جُعِلَ يعمل كلٍّ بحسب طبيعته الأصلية. لذلك، فإن ما يراه الناس مجرد المساهمات الخارجية للإنسان، لكنَّ ما يراه الله هو جوهر الإنسان، والطريق الذي يسير فيه الإنسان من البداية والدافع من وراء سعي الإنسان. إن الله يقيس الإنسان بحسب تصوراته وبحسب مداركه، بيد أن آخرة الإنسان في النهاية لا تتحدد وفقًا لما يظهره؛ لذلك، أقول إنه إذا كان الطريق الذي تسلكه من البداية هو طريق النجاح، وإذا كانت وجهة نظرك تجاه السعي صحيحة من البداية، فأنت مثل بطرس، أما إذا كان الطريق الذي تسلكه هو طريق الفشل، فمهما كان الثمن الذي تدفعه، ستلاقي نفس آخرة بولس. أيًّا ما كان الحال، فإن مصيرك ونجاحك أو فشلك يحددهما ما إذا كان الطريق الذي تنشده هو الطريق الصحيح أم لا، وليس تكريسك أو الثمن الذي تدفعه. إن جوهر كل من بطرس وبولس والأهداف التي سعيا إلى تحقيقها كانت مختلفة؛ فالإنسان غير قادر على اكتشاف هذه الأشياء، والله وحده هو الذي يستطيع أن يعرفها كليةً؛ ذلك لأن ما يراه الله هو جوهر الإنسان، في الوقت الذي لا يعرف فيه الإنسان شيئًا عن جوهره ذاته. ليس بوسع الإنسان أن يدرك جوهره من الداخل وقامته الفعلية؛ ومن ثم، فليس بوسعه أن يحدد أسباب فشل بولس وبطرس ونجاحهما. السبب في أن أغلب الناس يعبدون بولس وليس بطرس هو أن بولس قد استُخدِمَ من أجل عملٍ عام، وهو العمل الذي يستطيع الإنسان أن يدركه، لذلك أقر الناس "بإنجازات" بولس. أما اختبارات بطرس فغير مرئية للإنسان، وما سعى إليه بطرس لا يدركه الإنسان، لذلك لم يهتم الناس ببطرس.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 478

كُمِّل بطرس من خلال اختبار التعامل والتنقية، وكان لسان حاله يقول: "يجب أن ألبي رغبة الله دائمًا، ولا أنشد في كل ما أفعله إلا تلبية رغبة الله، وسواء وبِّختُ أو أُدنِتُ، فسأظل أفعل ذلك بسرور". لقد أعطى بطرس نفسه بالكلية لله، وكان عمله وكلامه وحياته كلها من أجل محبة الله. كان بطرس إنسانًا ينشد القداسة، وكلما كثرت اختباراته، كانت محبته لله أكثر عمقًا في قلبه. أما بولس، فلم يقم إلا بالعمل الخارجي، ورغم أنه عمل جاهدًا، إلا أن كدحه لم يكن إلا من أجل أن يقوم بعمله بصورة سليمة، ومن ثمَّ يفوز بالجعالة. لو كان يعرف أنه لن يفوز بأي جعالة، لكان قد تخلى عن عمله. ما كان يهتم به بطرس هو المحبة الحقيقية داخل قلبه، المحبة العملية التي يمكن بلوغها. لم يهتم بطرس بما إذا كان سوف ينال جعالة من عدمه، لكن ما كان يهمه ما إذا كان بالإمكان تغيير شخصيته. اهتم بولس بأن يعمل بأكثر جدٍّ، فقد كان اهتمامه موجهًا نحو العمل الخارجي والتكريس والتعاليم التي لا لا خبرة لعامة الناس بها، لكنه لم يهتم مطلقًا بالتغيرات في أعماق نفسه ولا بالحبٍ الحقيقيٍّ لله. كانت اختبارات بطرس ترمي إلى بلوغ حب حقيقي ومعرفة حقيقية لله، وكانت تهدف إلى الفوز بعلاقة أوثق بالله وأن يحيا حياة عملية. أما عمل بولس فكان لإتمام العمل الذي أوكله إليه يسوع، ومن أجل الحصول على الأشياء التي كان يصبو إليها التي لم تكن لها علاقة بمعرفته بنفسه وبالله. كان عمله فقط من أجل الإفلات من التوبيخ والدينونة. ما سعى إليه بطرس كان حبًا خالصًا، أما ما سعى إليه بولس فكان إكليل البر. ظل بطرس لسنوات كثيرة يختبر عمل الروح القدس، وكانت له معرفة عملية بالمسيح، وأيضًا معرفة عميقة بنفسه؛ لذلك كانت محبته لله خالصة، وخضوعه للتنقية لسنوات كثيرة ارتقى بمعرفته بيسوع وبالحياة، فأصبح حبه حبًا غير مشروط وحبًا تلقائيًا، ولم يطلب بطرس شيئًا في المقابل ولا تطلع إلى أي مميزات. أما بولس، فقد عمل لسنوات كثيرة، لكنه لم يمتلك معرفة كبيرة بالمسيح، وكان عمله والطريق الذي ركض فيه من أجل الحصول على الإكليل في النهاية. ما سعى إليه كان أرفع إكليل وليس أنقى حب. لم يكن سعيه بهمة بل كان بتقاعس شديد. لم يكن يؤدي واجبه، بل كان مُجبرًا في سعيه بعد أن استولى عمل الروح القدس عليه؛ لذلك لم يُثْبت سعيه أنه من مخلوقات الله المؤهلة، بعكس بطرس الذي كان من مخلوقات الله المؤهلة الذي قام بواجبه. يظن الإنسان أن كل أولئك الذين يقدمون مساهمة لله لا بد وأن يحصلوا على مكافأة، وأنه كلما زادت المساهمة، زاد التسليم بحتمية فوزهم باستحسان الله. إن جوهر نظرة الإنسان يعتمد على فكرة الصفقة، وأنه لا يسعى بهمة إلى القيام بواجبه كخليقة الله. أما بالنسبة لله، فكلما زاد سعي الناس نحو حب حقيقي لله وطاعة كاملة له، وهو ما يعني أيضًا سعيهم نحو القيام بواجبهم كخليقة الله، زادت قدرتهم على الفوز بتزكية الله. رؤية الله هي طلب استعادة الإنسان لمهمته ومكانته الأصليتين. الإنسان خليقة الله، لذلك يجب ألا يتجاوز الإنسان حدوده بأن يطلب أي طلبات من الله، وعليه ألا يفعل شيئًا أكثر من أن يقوم بواجبه كخليقة الله. إن مصيرَيْ بولس وبطرس قد قيسا وفقًا لما إذا كان بوسعهما أن يقوما بواجبهما كخليقة الله أم لا، وليس وفقًا لحجم مساهمتهما. لقد تحدد مصيرهما وفقًا لما سعيا إليه من البداية، وليس وفقًا لمقدار العمل الذي بذلاه أو وفقًا لتقدير الناس الآخرين لهما. لذلك، فإن سعي المرء إلى القيام بواجبه بهمة كخليقة الله هو الطريق إلى النجاح، والسعي نحو طريق الحب الحقيقي لله هو أصح الطرق، والسعي نحو تغيير شخصية المرء القديمة ونحو الحق النقي لله هو طريق النجاح. إن طريقًا كهذا إلى النجاح هو طريق استعادة المهمة الأصلية والمظهر الأصلي للمرء بوصفه خليقة الله. إنه طريق الاستعادة، وهو أيضًا الهدف لكل عمل الله من البداية إلى النهاية. أما إذا شاب سعي الإنسان الكثير من المطالب الشخصية والأشواق غير الرشيدة، فإن ما يتحقق من تأثير لن يكون تغييرات في شخصية الإنسان؛ فهذا يتعارض مع عمل الاستعادة، وهو – من دون شك – ليس عملاً قام به الروح القدس؛ لذلك فإنه يثبت أن سعيًا من هذا النوع لا يُزكَّى من الله. فما أهمية سعي لا يزكيه الله؟

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 479

كان العمل الذي قام به بولس ظاهرًا أمام الناس، لكن ماذا عن نقاء حبه لله ومقدار عمق حبه لله في قلبه، تلك أمور لا يمكن للناس أن تطلع عليها. ليس بوسع الناس أن ترى إلا العمل الذي قام به، ومنه يعرف الناس يقينًا أن الروح القدس استخدمه، لذلك يظن الناس أن بولس كان أفضل من بطرس، وأن عمله كان أعظم، ذلك لأنه تمكن من تدبير الكنائس. لم يلتفت بطرس إلا إلى اختباراته الشخصية، ولم يربح إلا نفرًا قليلاً من الناس أثناء عمله العارض، ولم يكتب إلا رسائل قليلة غير مشهورة، لكن مَنْ يدري عِظَم عمق محبة الله في قلبه؟ ظل بولس يومًا بعد يوم يعمل من أجل الله، وطالما وُجِدَ عملٌ مطلوب إنجازه، كان يعمله. لقد شعر بولس أنه بهذه الطريقة سوف يتمكن من الفوز بالإكليل ويرضي الله، لكنه لم يبحث عن طرق لتغيير ذاته من خلال عمله. كان أي شيء في حياة بطرس لا يحقق رغبة الله كفيلاً بأن يجعله يشعر بعدم الراحة. فكان يشعر بالندم لو لم يحقق رغبة الله، ويبحث عن طريقة مناسبة يستطيع من خلالها إرضاء قلب الله. بل إنه حتى في أدق جوانب حياته وأقلها أهمية كان يُلزِم نفسه بتحقيق رغبة الله. كان مُدقِّقًا جدًا فيما يتعلق بشخصيته القديمة، وكان أشد صرامة فيما يُطالب نفسه به من التعمُّق أكثر في الحق. لم ينشد بولس إلا صيتًا ومكانة خارجيين، وسعى إلى الاستظهار أمام الناس دونما السعي إلى إحراز أي تقدم عميق في مدخل الحياة. ما كان يهتم به هو العقيدة وليس الواقعية. يقول البعض إن بولس قام بعملٍ كثير من أجل الله، فلماذا لم يتذكره الله؟ وبطرس، لم يقم إلا بعملٍ قليل من أجل الله، ولم يقدم مساهمة كبيرة للكنائس، فلماذا كُمِّلَ؟ بطرس أحب الله إلى مستوى معين، وهو المستوى الذي طلبه الله، ووحدهم أناس كهؤلاء لديهم الشهادة. لكن ماذا عن بولس؟ إلى أي درجة أحب بولس الله، هل تدري؟ أي عمل لبولس كان من أجل الله؟ أي عمل لبطرس كان من أجل الله؟ لم يقم بطرس بعملٍ كثير، لكن هل تدري ما كان في أعماق قلبه من الداخل؟ كان عمل بولس يتعلق بتدبير الكنائس ودعمها، أما ما اختبره بطرس فقد كان تغييرات في شخصيته. لقد اختبر المحبة لله. الآن، وبعد أن عرفتَ الفروق بين جوهرهما، أصبح بوسعك أن ترى مَنْ منهما – في النهاية – آمن حقًا بالله، ومَنْ منهما لم يؤمن حقًا بالله. أحدهما أحب الله بصدق، والآخر لم يحبه بصدق، أحدهما خضع لتغيير في شخصيته، والآخر لم يخضع، أحدهما خدم بتواضع ولم يلحظه الناس بسهولة، والآخر عبده الناس وكانت صورته عظيمة، أحدهما بحث عن القداسة والآخر لم يبحث عنها وكان يظن أنه غير نقي ولا يملك حبًا نقيًا، أحدهما امتلك إنسانية حقيقية والآخر لم يمتلكها، أحدهما امتلك الشعور بأنه خليقة الله والآخر لا. تلك هي الفروق في الجوهر بين بولس وبطرس. كان الطريق الذي سلكه بطرس هو طريق النجاح، وهو أيضًا طريق استعادة الإنسانية الطبيعية وواجب خليقة الله. يمثل بطرس كل الناجحين. هذا، بينما كان الطريق الذي سلكه بولس هو طريق الفشل، وهو يمثل كل الذين يخضعون ويبذلون ذواتهم لكن بطريقة سطحية لكنهم لا يحبون الله حبًا حقيقيًا. يمثل بولس كل الذين لا يملكون الحق. كان بطرس – في إيمانه بالله – ينشد إرضاء الله في كل شيء وإطاعة كل ما جاء من الله، وكان قادرًا على أن يقبل – دون أدنى تذمر – التوبيخ والدينونة، بل والتنقية والضيق والحرمان في حياته أيضًا، ولم يستطع أيٌّ من ذلك أن يبدل من محبته لله. ألم يكن هذا هو الحب الأسمى لله؟ أليس هذا إتمام واجب خليقة الله؟ سواء أكنت في التوبيخ أم الدينونة أم الضيقة، فإنك قادر دائمًا على بلوغ الطاعة حتى الموت، وهذا ما ينبغي أن يحققه من خلقه الله، وهذا يمثل نقاء المحبة لله. إذا استطاع الإنسان أن يبلغ هذا، فهو إذًا خليقة مؤهَّلَة، ولا يوجد ما يرضي رغبة الخالق أفضل من ذلك. تخيل أنه بوسعك أن تعمل من أجل الله لكنك لا تطيعه ولا تستطيع أن تحبه محبة حقيقية. إنك بهذه الطريقة لن تتمكن فحسب من تحقيق واجبك كخليقة الله، لكنك سوف تُدان أيضًا من الله، ذلك لأنك لا تملك الحق وغير قادر على إطاعة الله وتعصاه. إنك لا تهتم إلا بالعمل من أجل الله، ولا تهتم بأن تمارس الحق أو أن تعرف نفسك. إنك لا تفهم الخالق أو تعرفه، ولا تطيع الخالق أو تحبه. إنك شخصٌ عاصٍ لله بالفطرة؛ لذلك يوجد كثيرون غير محبوبين من الخالق.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 480

يقول البعض: "لقد قام بولس بعملٍ هائل، وتحمل أعباء جسيمة من أجل الكنائس وقدم مساهمات كثيرة لها. ظلت رسائل بولس الثلاث عشرة صامدة طوال 2000 عام من عصر النعمة، ولا يسبقها في الأهمية إلا الأناجيل الأربعة. مَنْ ذا الذي يُقارَن به؟ في الوقت الذي لا يستطيع فيه أحدٌ أن يسبر أغوار رؤيا يوحنا، تقدم رسائل بولس الحياة، والعمل الذي قام به نَفَعَ الكنائس. مَنْ غيره كان بوسعه أن ينجز أشياءً كهذه؟ وما العمل الذي قام به بطرس؟" عندما يقيس الإنسان آخرين، فإنه يقيسهم بحسب مساهماتهم. لكن عندما يقيس الله الإنسان، يكون قياسه بحسب طبيعة الإنسان. من بين الذين ينشدون الحياة، كان بولس شخصًا لا يعرف جوهره، ولم يكن متواضعًا أو مطيعًا على الإطلاق، ولم يكن يعرف جوهره الذي كان معارضًا لله؛ لذلك كان شخصًا لم يمر باختبارات تفصيلية ولم يمارس الحق. أما بطرس فقد كان مختلفًا؛ فقد كان يعرف عيوبه وضعفاته وشخصيته الفاسدة كخليقة الله، وكان يسير في طريق الممارسة الذي يغيِّر من خلاله شخصيته. لم يكن بطرس واحدًا من أولئك الذين لا يملكون إلا العقائد دون أي واقعية. الذين يتغيرون يصبحون أناسًا جديدة مُخلَّصَة، إنهم أولئك المؤهلون لطلب الحق. أما أولئك الذين لا يتغيرون فينتمون إلى الناس القديمة بطبيعتها، وهم الذين لم يُخلَّصوا، أي أنهم أولئك الذين مقتهم الله ورفضهم، الذين لن يذكرهم الله مهما كان عملهم عظيمًا. عندما تقارن هذا بسعيك، فسوف يتضح بشكلٍ جلي ما إذا كنتَ في النهاية شخصًا من نوعية بطرس أم بولس. لو ظل ما تنشده خاليًا من الحق، وإذا كنتَ لا تزال حتى اليوم متعجرفًا ومتغطرسًا مثل بولس تتكلف وتتباهى كما كان هو، فأنت – من دون شك – شخص فاسد يفشل. أما إذا كنتَ تنشد ما كان ينشده بطرس، إذا كنتَ تنشد ممارساتٍ وتغييرًا حقيقيًا، ولم تكن متكبرًا أو عنيدًا، لكنك تنشد القيام بواجبك، حينئذٍ سوف تكون خليقة الله القادرة على تحقيق نصر. لم يكن بولس يعرف جوهره أو فساد نفسه، ولم يكن بالأحرى يعرف عصيانها، ولم يذكر قط مقاومته الحقيرة للمسيح، ولم يشعر قط بندمٍ مُفرِط، كل ما هنالك أنه قدم تبريرًا مقتضبًا فحسب، لكنه في أعماق قلبه لم يخضع بالكلية لله. رغم أنه سقط في الطريق إلى دمشق، إلا أنه لم ينظر إلى أعماق نفسه، وكان راضيًا بمجرد مواصلة العمل، لكنه لم ينظر إلى مسألة معرفة ذاته وتغيير شخصيته القديمة بوصفها أهم المسائل، وكان راضيًا بمجرد الحديث عن الحق، وبخدمة الآخرين كخادم من أجل ضميره، وبأنه لم يعد يضطهد تلاميذ المسيح حتى يعزي نفسه ويسامحها على خطاياها السالفة. لم يكن الهدف الذي سعى إليه أكثر من مجرد إكليل مستقبلي وعمل زائل. كان هدفه الذي سعى إليه هو النعمة الجزيلة. لكنه لم ينشد الحق الكافي أو التعمق في الحق الذي لم يفهمه من قبل؛ لذلك يمكن القول عن معرفته بنفسه إنها كاذبة، وإنه لم يقبل توبيخًا أو دينونة. إن مقدرته على العمل لا تعني معرفته بطبيعة ذاته أو بجوهرها؛ فقد كان اهتمامه بالممارسات الخارجية فقط. الأكثر من ذلك أن ما كان يصبو إليه هو المعرفة وليس التغيير. كان عمله بالكامل نتيجة ظهور يسوع له في الطريق إلى دمشق، وليس أمرًا عقد العزم على أن يقوم به في الأصل أو عملاً قام به بعد أن قَبِلَ تهذيب شخصيته القديمة. إن شخصيته، وبغض النظر عن الطريقة التي عمل بها، لم تتغير، وكذلك عمله لم يكفر عن خطاياه السالفة، لكنه فحسب اضطلع بدورٍ معين بين الكنائس في ذلك الوقت. بالنسبة لشخص كهذا لم تتغير شخصيته القديمة – بمعنى أنه لم يفُز بالخلاص، بل والأكثر من ذلك أنه كان خاليًا من الحق – لم يكن بوسعه مطلقًا أن يصبح واحدًا ممَنْ قبلهم الرب يسوع. لم يكن شخصًا قد امتلأ بالمحبة والتوقير ليسوع المسيح أو شخصًا متمرسًا في البحث عن الحق، وبالتأكيد لم يكن شخصًا يبحث عن سر التجسد، لكنه كان مجرد شخص ضليع في السفسطة، ولا يخضع لمَنْ هو أعلى منه أو لمَنْ امتلك الحق. كان يحقد على الناس أو الحقائق التي تناقضه أو تعاديه، ويُفضِّل الناس الموهوبين الذين يقدمون صورة رائعة ويملكون معرفة عميقة. لم يكن يحب التعامل مع الفقراء الذين كانوا يبحثون عن الطريق الحقيقي ولا يهتمون إلا بالحق، لكنه – بدلاً من ذلك – شغل نفسه بالعظماء في المؤسسات الدينية الذين لا يتحدثون إلا في العقائد، وكان مولعًا بالمعرفة الفياضة. لم تكن فيه أي محبة لعمل الروح القدس الجديد، ولم يهتم بحركة هذا العمل، لكنه كان يفضل – بدلاً من ذلك – الشرائع والعقائد التي كانت أعلى من الحقائق العامة. في جوهره الفطري وفي سعيه برمته، لم يستحق أن يُدعى مسيحيًا يسعى إلى الحق، ناهيك عن أن يُدعى خادمًا أمينًا في بيت الله، فرياؤه كان كثيرًا، وعصيانه كان عظيمًا جدًا. رغم أنه يُعرَف بخادم الرب يسوع، لم يكن يصلح مطلقًا للدخول من بوابة ملكوت السموات، لأن أفعاله من البداية إلى النهاية لا يمكن أن تُسمى صالحة. يمكن ببساطة النظر إليه كشخصٍ منافق لا يسلك ببر، لكنه في الوقت ذاته يعمل من أجل المسيح. رغم أنه لا يمكن أن يُدعى شريرًا، يمكن أن يُدعى بأريحية رجلاً لا يسلك ببر. رغم أنه عَمِلَ عملاً كثيرًا، لكن ينبغي ألا يُحكَم عليه استنادًا إلى كمية العمل الذي قام به،وإنما بجودته وجوهره فحسب. بهذه الطريقة فقط يمكن إدراك هذا الأمر على حقيقته. كان إيمانه دائمًا: أنا قادر على العمل، أنا أفضل من غالبية الناس؛ فأنا أهتم بعبء الرب كما لم يهتم به أحد غيري، ولا أحد يتوب توبة عميقة مثلي، فالنور العظيم أبرق عليَّ، ورأيتُ النور العظيم، لذلك فإن توبتي أعظم من أي أحد آخر. كان هذا ما فكر فيه في قلبه حينذاك. قال بولس في نهاية عمله: "جاهدتُ الجهاد، أكملتُ السعي، ووضِعَ لي إكليل البر". كان جهاده وعمله وسعيه كلهم من أجل إكليل البر، لكنه لم يتقدم بهمة. رغم أنه لم يكن غير متحمس في عمله، لكن يمكن القول إن عمله كان لمجرد التعويض عن أخطائه والتعويض عن تأنيب ضميره. كان أمله الوحيد أن ينهي عمله ويكمل السعي ويجاهد جهاده بأسرع ما يمكن لعله يفوز بإكليل البر الذي طالما اشتاق إليه في أقرب وقتٍ ممكن. لم يكن اشتياقه مقابلة الرب يسوع باختباراته ومعرفته الحقيقية، بل الانتهاء من عمله بأسرع ما يمكن لعله ينال المكافآت التي يستحقها عن عمله عندما يلاقي الرب يسوع. لقد استخدم عمله في إراحة نفسه، وفي إبرام صفقة في المقابل من أجل إكليل مستقبلي. لم يكن ما سعى من أجله هو الحق أو الله، لكنه الإكليل فحسب. كيف لسعْيٍ كهذا أن يرقى إلى المستوى؟ دوافعه وعمله والثمن الذي دفعه وكل جهوده، كلها تخللتها خيالاته الرائعة، وقد عمل بالكلية بحسب رغباته. لم يكن في عمله كله أدنى رضا بالثمن الذي دفعه؛ فهو كان ضالعًا في صفقة ليس إلا، ولم يكن يبذل جهوده راضيًا من أجل أن يؤدي واجبه، بل كان يبذلها راضيًا ليحقق هدف الصفقة. هل لجهودٍ كهذه أي قيمة؟ مَنْ ذا الذي يمدح جهوده غير النقية؟ مَنْ يهتم بتلك الجهود؟ كان عمله يمتلئ بالأحلام للمستقبل والخطط الرائعة لكنه كان خاليًا من أي طريق لتغيير شخصية الإنسان. الكثير من عمله الخيري كان رياءً؛ فعمله لم يقدم حياة، بل كان لطفًا مُصطنعًا، فقد كان إتمامًا لصفقة. كيف يستطيع عمل كهذا أن يرشد الإنسان إلى طريق استعادة مهمته الأصلية؟

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 481

كان سعي بطرس كله بحسب قلب الله؛ فقد كان ينشد تحقيق رغبة الله، وظل رغم المعاناة والشدائد راغبًا في تحقيق رغبة الله. لا يوجد لشخصٍ آمن بالله سعي أعظم من هذا. أما ما سعى بولس إليه فقد كان مشوبًا بجسده وتصوراته الشخصية وخططه ومشاريعه. لم يكن على الإطلاق خليقة مُؤهَّلَة أو شخصًا يسعى إلى تحقيق رغبة الله. كان بطرس يسعى للخضوع لترتيبات الله، ورغم أن العمل الذي قام به لم يكن عظيمًا، لكن الدافع من وراء سعيه والطريق الذي سلكه كانا صحيحيْن؛ فمع أنه لم يتمكن من أن يربح كثيرين، لكنه تمكن من السعي في أثر طريق الحق؛ لهذا يمكن القول إنه كان خليقة مؤهلة. اليوم، حتى ولو لم تكن عاملاً، فلا بد أن تكون قادرًا على القيام بواجب خليقة الله، وأن تسعى للخضوع لكل ترتيبات الله. يجب أن تكون قادرًا على إطاعة كل ما يقوله الله، وأن تختبر كل صنوف المحن والتنقية، أن تظل قادرًا رغم ضعفك على أن تحب الله في قلبك. إن أولئك الذين يتولون المسؤولية عن حياتهم يرغبون في القيام بواجب خليقة الله، وتكون وجهة نظرهم نحو السعي هي وجهة النظر الصحيحة، والله يريد مثل هؤلاء. إذا قمتَ بعملٍ كثير، وتلقى الآخرون تعاليمك، لكنك أنت نفسك لم تتغير ولم تحمل أي شهادة أو لم يكن لك أي اختبارٍ حقيقي، كأن يظل عند نهاية حياتك أيٌّ مما قمت به لا يحمل أي شهادة، فهل تكون شخصًا قد تغير؟ هل أنت شخص ينشد الحق؟ إن الروح القدس في ذلك الوقت يكون قد استخدمك، لكنه في استخدامه لك لم يستخدم إلا ذلك الجزء منك الذي أمكن استخدامه في العمل، ولم يستخدم الجزء الذي لم يمكن استخدامه. إذا طلبتَ الحق، فسوف تُكمَّل رويدًا رويدًا في الوقت الذي تُستخدَم فيه. لكنَّ الروح القدس لن يكون مسؤولاً عما إذا كنتَ سوف تُقتنى في النهاية أم لا؛ فهذا إنما يعتمد عن أسلوبك في السعي. إذا ظلت شخصيتك دون أي تغيير، فليس هذا إلا لأن رؤيتك للسعي خاطئة. إن لم تُمنَح أي مكافأة، فهذه مشكلتك وحدك، وليس ذلك إلا لأنك أنت لم تمارس الحق وليس بوسعك أن تحقق رغبة الله. لذلك، لا شيء أهم من اختباراتك الشخصية، ولا شيء أكثر حسمًا من مدخلك الشخصي! ينتهي المطاف بالبعض قائلين: "لقد قمتُ بعملٍ كثير من أجلك، ورغم أنه ربما لا توجد إنجازات بارزة، لكنني كنتُ مثابرًا في جهودي. أما تدعني أدخل السماء فحسب لآكل من ثمرة الحياة؟" يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصية حياتك، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 482

ينبغي أن تفهم من الفارق في الجوهر بين بطرس وبولس أن جميع الذين لا ينشدون الحياة يكدحون عبثًا! أنت تؤمن بالله وتتبعه، لذلك يجب أن تحب الله في قلبك، وأن تنحي جانبًا شخصيتك الفاسدة، وأن تسعى نحو تحقيق رغبة الله، وأن تقوم بواجب خليقة الله. حيث إنك تؤمن بالله وتتبعه، فلا بد أن تقدم له كل شيء، وألا تكون لك اختيارات أو طلبات شخصية، وأن تبلغ تحقيق رغبة الله. حيث إنك قد خُلِقتَ، فلا بد أن تطيع الرب الذي خلقك، لأنك في ذاتك ليس لك سلطان على نفسك، وليست لك قدرة على التحكم في مصيرك. حيث إنك شخص يؤمن بالله، فيجب أن تنشد القداسة والتغيير. حيث إنك خليقة الله، فيجب أن تتمسك بواجبك، وأن تلزم مقامك، وألا تتجاوز واجبك. ليس هذا تقييدًا أو قمعًا لك من خلال العقيدة، لكنه الطريق الذي تستطيع من خلاله أن تقوم بواجبك، ويستطيع كل الذين يفعلون البر أن يحققوه، بل ويلتزمون بتحقيقه. إذا ما قارنتَ جوهر بطرس وبولس، فسوف تعرف كيف يجب عليك أن تسعى. من بين الطريقين اللذين سلكهما بطرس وبولس، أحدهما طريق التكميل، والآخر طريق الرفض. إن كلاً من بطرس وبولس يمثل طريقًا مختلفًا؛ فرغم أن كل واحد منهما نال عمل الروح القدس، ونال استنارة الروح القدس والإضاءة منه، وقَبِلَ ما استأمنه عليه الرب يسوع، لكنَّ الثمرة التي أينعت في كلٍّ منهما لم تكن واحدة؛ فأحدهما أينعت فيه ثمرة حقيقية، أما الآخر فلم تونِع فيه ثمرة. يجب أن تدرك من جوهرهما ومن العمل الذي قاما به الذي عبَّرَا عنه ظاهريًا ومن نهايتهما أي الطريقين ينبغي أن تسلك وأي الطريقين ينبغي أن تختار أن تسلكه. لقد سلكا طريقين مختلفين بوضوح. لقد كان كلٌّ من بطرس وبولس عنوانًا كلٍّ لطريقه؛ لذلك رفِعَ كلٌّ منهما رمزًا لهذين الطريقين. ما أهم النقاط في اختبارات بولس، ولماذا لم ينجح؟ وما أهم النقاط في اختبارات بطرس، وكيف اختبر أن يُكمَّل؟ إذا ما قارنت اهتمامات كل منهما، فسوف تعرف بالضبط نوع الشخص الذي يريده الله، وإرادة الله وشخصيته، ونوع الشخص الذي سوف يُكمَّل في النهاية، وشخصية أولئك الذين سوف يُكمَّلون، وشخصية أولئك الذين لن يُكمَّلوا. تتضح كل هذه المسائل الجوهرية في اختبارات بطرس وبولس. خلق الله كل الأشياء، وهكذا جعل كل الخليقة تحت سيادته وخاضعة له، إنه يهيمن على كل الأشياء، حتى أنَّ كل الأشياء في قبضة يده. كل خليقة الله، بما في ذلك الحيوان والنبات والبشر والجبال والأنهار والبحيرات، الكل يجب أن يخضع لسيادته. كل ما في السموات وما على الأرض يجب أن يخضع لسيادته. ليس لها أي خيار، ولا بد أن تخضع لتدابيره. هذا ما شرعه الله وما في سلطانه. إن الله يهيمن على كل شيء، ويأمر كل شيء، ويضع كل شيء في مرتبته، ويُصنِّف كل شيء بحسب نوعه ويحدد لكل شيء مكانته، وذلك بحسب إرادته. مهما علت الأشياء، فلا شيء يعلو فوق الله، وكل الأشياء في خدمة البشرية التي خلقها الله، ولا شيء يجرؤ على أن يخالف الله أو أن يطلب منه شيئًا. وهكذا، ينبغي على الإنسان أيضًا – بوصفه خليقة الله – أن يقوم بواجب الإنسان. إن الإنسان، وبغض النظر عن كونه سيد كل الأشياء أو المطلع عليها، ومهما علت مكانته بين الأشياء كافة، يظل مجرد كائن بشري صغير خاضع لسيادة الله، وليس إلا كائناً بشرياً ضئيلاً، مجرد مخلوق من مخلوقات الله، ولن يعلو مطلقًا فوق الله. على الإنسان – كأحد مخلوقات الله – أن ينشد القيام بواجبه كخليقة الله، وأن يسعى نحو محبة الله دون أن يتخذ أي خيارات أخرى، فالله يستحق محبة الإنسان. ينبغي على الساعين نحو محبة الله ألا ينشدوا أي منافع شخصية أو أي منافع يشتاقون إليها بصفة شخصية؛ فهذا أصح وسائل السعي. إذا كان ما تنشده هو الحق، وما تمارسه هو الحق، وما تحرزه هو تغيير في شخصيتك، فإن الطريق الذي تسلكه هو الطريق الصحيح. أما إذا كان ما تنشده هو بركات الجسد، وما تمارسه هو الحق وفقًا لتصوراتك، وإن لم يطرأ أي تغيير على شخصيتك، وكنتَ غير مطيعٍ لله في الجسد مطلقًا، وكنت لا تزال تعيش في حالة من الغموض، فإن ما تنشده سوف يأخذك لا محال إلى الجحيم، لأن الطريق الذي تسلكه هو طريق الفشل. ما إذا كنتَ ستُكمَّل أم ستهلك، فإن الأمر يتوقَّف على سعيك، وهذا أيضًا يعني أن النجاح أو الفشل يتوقف على الطريق الذي يسلكه الإنسان.

من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: الدخول إلى الحياة 2

التالي: الدخول إلى الحياة 4

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب