معرفة الله 1
كلمات الله اليومية اقتباس 1
ينبغي على كل واحد منكم أن يفحص من جديد حياة إيمانه بالله لترى ما إذا كنت في عملية اتباعك لله تفهم الله حقًّا وتستوعبه وتعرفه أم لا، وإن كنت تعرف حقًا موقف الله من الفئات المتنوعة التي عليها البشر، وإن كنت تفهم حقًّا ما يعمله الله فيك وكيف يضع تعريفًا لكل تصرف تتصرفه. في المحصلة النهائية، ما هو القدر الذي تفهمه وما هو القدر الذي تعرفه حقًّا عن هذا الإله، الذي هو بجانبك، يرشد اتجاه تقدمك، ويحدّد مصيرك، ويسدّد احتياجاتك؟ هل تعرف ما يعمله فيك كل يوم؟ هل تعرف المبادئ والأهداف التي يؤسس عليها كل تصرف من تصرفاته؟ هل تعرف كيف يرشدك؟ هل تعرف الطرق التي يدعمك بها؟ هل تعرف الطرق التي يقودك بها؟ هل تعرف ما يرغب في الحصول عليه منك وما يتمنى أن يحققه فيك؟ هل تعرف موقفه من الطرق المتنوعة التي تسلك بها؟ هل تعرف إن كنت شخصًا يحبه أم لا؟ هل تعرف مصدر فرحه وغضبه وحزنه وبهجته والمعتقدات والأفكار وراءها وجوهره؟ هل تعرف في النهاية ما هو نوع الإله الذي تؤمن به؟ هل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى هي نوع من الأسئلة التي لم تفكر فيها أو تفهمها قط؟ في السعي وراء إيمانك بالله، هل حددت سوء فهمك عنه، من خلال التقدير والخبرة الحقيقيين لكلامه؟ بعد أن نلت تأديب الله وتوبيخه، هل وصلت إلى طاعة واهتمام أصيلين؟ هل عرفت، في وسط توبيخ الله ودينونته، عصيان الإنسان وطبيعته الشيطانية، وحصلت على فهم يسير عن قداسة الله؟ هل بدأت، تحت إرشاد كلام الله واستنارته، في الحصول على نظرة جديدة إلى الحياة؟ هل شعرت، في وسط التجربة المُرسلَة من الله، بعدم تسامحه مع إساءات الإنسان، وأيضًا ما يطلبه منك وكيفية خلاصه لك؟ إن كنت لا تعرف معنى أن تسيء فهم الله، أو كيفية التخلص من سوء الفهم هذا، فيمكن القول بأنك لم تدخل قط في اتحاد حقيقي مع الله ولم تفهمه قط، أو على الأقل يمكن القول إنك لم ترغب في أن تفهمه قط. إن كنت لا تعرف ما هو تأديب الله وتوبيخه، فمن المؤكد أنك لا تعرف ما هي الطاعة والاهتمام، أو على الأقل لم تطع الله أو تهتم به قط. لو لم تختبر توبيخ الله ودينونته قط، فمن المؤكد أنك لن تعرف ما هي قداسته، ولن تفهم معنى عصيان الإنسان فهمًا جيدًا. لو لم يكن لديك قط حقًّا منظور صحيح عن الحياة أو هدف صحيح في الحياة، لكنك لا تزال في حالة من الحيرة والتردد بشأن طريقك المستقبلي في الحياة حتى إلى درجة أنك متردد في المضي قدمًا، فمن المؤكد أنك لم تتلق قط استنارة الله وإرشاده، ويمكن أن نقول إنك لم تنل عونًا أو امتلاءً من كلام الله قط حقًّا. لو لم تجتز إلى الآن في تجربة الله، فلا شك أنك لن تعرف بالتأكيد معنى عدم تسامح الله مع إساءات الإنسان، ولما فهمت في النهاية ما يطلبه الله منك، فضلاً عن عدم فهمك لعمل تدبيره وخلاصه للإنسان. لا يهم عدد السنوات التي كان يؤمن فيها الشخص بالله، فلو لم يختبر أو يفهم أبدًا أي شيء في كلام الله، فمن المؤكد أنه لا يسير في الطريق نحو الخلاص، ومن المؤكد أن إيمانه بالله بلا قناعة فعلية، وليس لديه أي معرفة بالله أيضًا، ولا شك في أنه ليس لديه أية فكرة على الإطلاق عن معنى اتقاء الله.
من "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 2
صفات الله وكينونته وجوهره وشخصيته جميعها معلنة في كلامه للبشرية. عندما يختبر الإنسان كلام الله، سيبدأ في فهم الهدف من وراء الكلام الذي يقوله الله أثناء تنفيذه، ويفهم منبع كلام الله وخلفيته، ويفهم ويقدّر الأثر المقصود من كلامه. من ناحية البشر، هذه جميعها أمور يجب على الإنسان أن يختبرها ويستوعبها ويصل إليها بهدف الوصول إلى الحق والحياة، وفهم مقاصد الله، وحتى تتغير طبيعته، ويصير قادرًا على طاعة سيادة الله وترتيباته. في الوقت ذاته، إذ يختبر الإنسان هذه الأمور ويفهمها ويصل إليها، سيحصل تدريجيًّا على فهم عن الله، وفي هذا الوقت سيحصل أيضًا على درجات مختلفة من المعرفة عنه. لا تأتي هذه المعرفة وهذا الفهم من شيء قد تخيله الإنسان أو ألَّفه، بل تأتي بالحري مما يقدّره ويختبره ويشعر به وما يقتنع به بداخله. لا تتأيّد معرفة الإنسان عن الله بالقناعة إلا بعد تقدير هذه الأمور واختبارها والاقتناع والشعور بها، فقط المعرفة التي يحصل عليها في هذا الوقت فعلية وواقعية ودقيقة، وهذه العملية – عملية الوصول إلى فهمٍ ومعرفةٍ أصيلين عن الله من خلال تقدير كلامه واختباره والاقتناع والشعور به – ليست إلا اتحادًا حقيقيًّا بين الإنسان والله. في وسط هذا النوع من الاتحاد، يفهم الإنسان حقًّا ويستوعب مقاصد الله، ويفهم ويعرف حقًّا كينونة الله وصفاته، ويفهم جوهره ويعرفه حقًّا، ويفهم ويعرف تدريجيًّا شخصية الله، ويصل إلى يقينية حقيقية وتعريف صحيح عن حقيقة سيادة الله على كل الخليقة، ويحصل على معرفة جوهرية عن مركز الله وهويته. في وسط هذا النوع من الاتحاد، يغيّر الإنسان، خطوة بخطوة، أفكاره عن الله، ولا يعود يرسم له صورة من نسج خياله، أو يطلق عنان شكوكه عنه، أو سوء فهمه عنه، أو إدانته، أو الحكم عليه، أو الشك فيه. ونتيجةً لذلك، ستقل مُحاجَّات الإنسان مع الله، وستتقلّص خلافاته مع الله، وتندر المناسبات التي يتمرّد فيها ضد الله. بل وعلى عكس ذلك، سينمو اهتمام الإنسان بالله وطاعته إياه، وسيصير اتقاؤه لله أكثر واقعيّةً وأكثر عمقًا. في وسط هذا النوع من الاتحاد، لن يحصل الإنسان على عطية الحق ومعمودية الحياة فقط، بل سيحصل أيضًا في الوقت ذاته على معرفة حقيقية عن الله. في وسط هذا النوع من الاتحاد، لن يتغير الإنسان في شخصيته وينال الخلاص فحسب، بل سيكنَّ في ذات الوقت اتّقاءً حقيقيًّا وعبادةً حقيقية من مخلوق تجاه الله. بعد أن يحصل الإنسان على هذا النوع من الاتحاد، لن يعود إيمانه بالله مجرد ورقة فارغة أو وعد كاذب، أو شكل من أشكال السعي الأعمى أو العبادة العمياء؛ فلن تنمو حياة الإنسان تجاه النضوج يومًا تلو الآخر إلا من خلال هذا النوع من الاتحاد، ووقتها فقط ستتغير شخصيته تدريجيًّا، وسيجتاز إيمانه بالله خطوة بخطوة من إيمان مبهم وغير يقيني إلى الطاعة والاهتمام الصادقين، وإلى الاتقاء الحقيقي. وفي اتباع الإنسان لله، سيتقدم أيضًا تدريجيًّا من موقفٍ سلبي إلى موقفٍ فاعلٍ، ومن السلبيات إلى الإيجابيات؛ فقط من خلال هذا النوع من الاتحاد سيصل الإنسان إلى فهم واستيعاب صحيحين عن الله، وإلى معرفة صحيحة عنه. ولأن الغالبية العظمى من الناس لم تدخل قط في اتحاد حقيقي مع الله، فإن معرفتهم عن الله تتوقف عند مستوى النظرية، ومستوى الحروف والتعاليم. أي إنه على قدر ما يهتم الغالبية العظمى من الناس، بغض النظر عن عدد السنوات التي آمنوا فيها بالله، بمعرفة الله، فلا يزالون في نفس المكان الذي بدأوا منه، وعالقين في أساس أشكال الإجلال التقليدية، بزخارف اللون الأسطوري والخرافة البائدة. إن وجوب توقف معرفة الإنسان عن الله عند نقطة البداية يعني أنها غير موجودة عمليًّا. بعيدًا عن تأكد الإنسان من مكانة الله وهويته، لا يزال إيمان الإنسان بالله في حالة من عدم اليقينية المبهمة. وعليه، ما قدر الاتقاء الحقيقي الذي يمكن للإنسان أن يكنَّه لله؟
مهما كان قدر إيمانك الراسخ بوجوده، فلا يمكن أن يحلّ هذا محل معرفتك بالله، ولا اتقاءك له. ومهما كان قدر تمتعك ببركاته ونعمته، فلا يمكن أن يحل هذا محل معرفتك بالله. ومهما كان مقدار رغبتك في تكريس كل ما لديك وبذلك كل ما لديك من أجله، فلا يمكن أن يحل هذا محل معرفتك بالله. ربما قد أَلِفْتَ الكلمات التي قد قالها، أو حتى حفظتها عن ظهر قلب ويمكنك ترديدها عكسيًا دون معاناة، لكن هذا لا يمكنه أن يحل محل معرفتك بالله. أيًّا كانت نية الإنسان في اتباع الله، فإن لم يكن لديه قط اتحاد أصيل مع الله، أو اختبار أصيل لكلام الله، فمعرفته بالله ستكون فارغة أو فكرة خيالية بلا حدود. سواء كنت قد مررت بالله "مرور الكرام"، أو تقابلت معه وجهًا لوجه، فلا تزال معرفتك بالله لا شيء، واتقاؤك لله ليس إلا شعارًا أجوفَ أو فكرةً مثاليةً.
من "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 3
يتمسك العديد من الناس بقراءة كلمة الله يومًا فيومًا، للدرجة التي فيها يلتزمون بتذكُّر كل الفقرات الكلاسيكية كما لو كانت أثمن ما يملكون، بالإضافة إلى الكرازة بكلام الله في كل مكان، وتقديم المعونة والمساعدة للآخرين من خلال كلمته. يعتقدون أن القيام بهذا هو تقديم شهادة لله ولكلامه، وأن القيام بهذا هو اتباع طريق الله. إنهم يعتقدون أن القيام بهذا هو العيش وفقًا لكلام الله، وأن القيام بهذا هو تطبيق كلامه في حياتهم الفعلية، وأن القيام بهذا يمكّنهم من الحصول على ثناء الله، ومن أن ينالوا الخلاص والكمال. لكن حتى عندما يكرزون بكلام الله، لا يمتثلون أبدًا لكلام الله عمليًّا، أو يحاولون الاتساق مع ما هو مُعلنٌ في كلام الله. بل يستخدمون كلام الله للحصول على إعجاب الآخرين وثقتهم من خلال الخداع، وللدخول في التدبير بأنفسهم، واختلاس مجد الله وسرقته. إنهم يأملون عبثًا أن يستغلوا الفرصة التي يقدمها نشر كلام الله ليُكافَئوا بعمل الله وثنائه. لقد مرّت سنوات عديدة، ومع ذلك لم يظل هؤلاء الناس عاجزين عن الحصول على ثناء الله في عملية الكرازة بكلامه فحسب، ولم يظلوا عاجزين عن اكتشاف الطريقة التي ينبغي عليهم اتباعها في عملية تقديم الشهادة لكلام الله فحسب، ولم يساعدوا أو يدعموا أنفسهم في عملية تقديم الدعم والمساعدة للآخرين من خلال كلام الله فحسب، ولم يكونوا عاجزين عن معرفة الله، أو إيقاظ اتقاء صادق نحو الله بداخلهم فحسب، بل، على النقيض، ففي قيامهم بكل هذه الأشياء، تعمَّق سوء فهمهم عن الله، واشتّدت عدم ثقتهم به، وصارت تخيلاتهم عنه مُبالَغ فيها بدرجة أكبر. بعد حصولهم على معونة وإرشاد من نظرياتهم عن كلام الله، يظهرون كما لو كانوا يعيشون بمبادئهم الخاصة تمامًا، وكما لو كانوا يستعملون مهاراتهم بكل سهولة، وكما لو كانوا قد وجدوا هدفهم في الحياة، ومهمتهم، وكما لو كانوا قد ربحوا حياةً جديدة ونالوا الخلاص، وكما لو كانوا، بكلام الله الذي تتلوه ألسنتهم بوضوح، قد وصلوا إلى الحق، وفهموا مقاصد الله، واكتشفوا طريق معرفة الله، وكما لو كانوا، في عملية الكرازة بكلام الله، يتقابلون معه وجهًا لوجه كثيرًا. إنهم أيضًا كثيرًا ما "يتحركون" في نوبات من البكاء، وكثيرًا ما يقودهم "الله" في كلامه، ويبدو أنهم في استيعاب متواصل لمقصده الطيب واهتمامه الجاد، وفي الوقت ذاته، قد فهموا خلاص الله للإنسان وتدبيره، وعرفوا جوهره، وفهموا شخصيته البارة. بناءً على هذا الأساس، يبدو أنهم يؤمنون إيمانًا أكثر رسوخًا بوجود الله، وأكثر إدراكًا لمكانته السامية، ويشعرون شعورًا عميقًا بعظمته وتفوقه. بانهماكهم في المعرفة السطحية عن كلام الله، يبدو أن إيمانهم قد نضج، وعزمهم لاحتمال المعاناة قد تقَوّيَ، ومعرفتهم بالله قد تعمّقت. إنهم لا يدركون أن كل معرفتهم وأفكارهم عن الله تأتي من خيالهم وتخمينهم التوّاق حتى يختبروا فعليًّا كلام الله. لن يصمد إيمانهم تحت أي نوع من اختبارات الله، ولن يصمد ما يسمونه روحانيتهم وقامتهم تحت أي فحص أو تجربة من الله؛ فعزمهم ليس إلا قلعة مبنية فوق الرمال، ومعرفتهم المزعومة بالله ليست إلا تلفيقًا من خيالهم. في الواقع، هؤلاء الناس، الذين، إن صح التعبير، قد بذلوا مجهودًا كبيرًا في كلام الله، لم يدركوا قط ما هو الإيمان الحقيقي، أو ما هي الطاعة الحقيقية، أو ما هو الاهتمام الحقيقي، أو ما هي المعرفة الحقيقية بالله. لقد أخذوا النظرية والخيال والمعرفة والموهبة والتقليد والخرافة وحتى قيم البشرية الأخلاقية، وجعلوها "رأس مال استثماري" و"أسلحة عسكرية" للإيمان بالله واتّباعه، بل وجعلوها أسس إيمانهم بالله واتّباعهم له. في نفس الوقت، أخذوا أيضًا رأس المال هذا وهذه الأسلحة وجعلوها تعويذة سحرية لمعرفة الله، ولمواجهة فحصه وتجربته وتوبيخه ودينونته والمجادلة معها. في النهاية، ما زال ما يكتسبونه لا يتكون إلا من مجرد استنتاجات عن الله مغمورة في دلالات دينية، وفي خرافات بائدة، وفي كل ما هو خيالي وبشع وغامض، وطريقتهم لمعرفة الله وتعريفه مختومة بنفس قالب أولئك الذين يؤمنون فقط بالسماء في الأعلى، أو الرجل العجوز في السماء، بينما حقيقة الله وجوهره وشخصيته وكيانه وصفاته وما إلى ذلك – كل ما يتعلق بالله الحقيقي نفسه – هي أمور أخفقت معرفتهم في إدراكها، ولا صلة لمعرفتهم بها تمامًا وتبتعد كل البعد عنها. بهذه الطريقة، ومع أنهم يعيشون تحت إعالة كلام الله وتغذيته، إلا أنهم غير قادرين حقًّا على السير في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر. السبب الحقيقي وراء هذا هو أنهم لم يتعرفوا قط على الله، ولم يكن لديهم تواصل أو اتحاد أصيل معه، لذلك من المستحيل عليهم أن يصلوا إلى فهم مشترك مع الله، أو إيقاظ إيمان صادق بالله في داخلهم أو اتباعه أو عبادته. وهكذا ينبغي عليهم احترام كلام الله، وهكذا ينبغي عليهم احترام الله – هذا المنظور وهذا التوجه قد حتّم عليهم الرجوع صفر الأيدي من مساعيهم، وقد حتّم عليهم ألا يكونوا قادرين أبدًا على السير في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر. والهدف الذي يسعون وراءه، والاتجاه الذي يمشون نحوه، يدل على أنهم أعداء الله إلى أبد الآبدين، وأنهم لن يستطيعوا مطلقًا أن ينالوا الخلاص إلى الأبد.
من "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 4
في حالة وجود شخص اتبع الله لسنوات عديدة وتمتع بعطية كلامه لسنوات عديدة، لو أن تعريف هذا الشخص لله، في جوهره، هو مثل شخص يسجد في إجلال أمام أوثان، فهذا يدل على أن هذا الإنسان لم يبلغ حقيقة كلام الله. هذا لأنه ببساطة لم يدخل إلى حقيقة كلام الله، ولهذا السبب فإن الحقيقة والحق والمقاصد والمطالب من البشرية وكل ما هو موجود في كلام الله لم يكن له أية علاقة به. أي إنه مهما كان مدى عمل هذا الإنسان الجاد على المعنى السطحي لكلام الله، فإن كل هذا عديم الفائدة: لأن ما يسعى وراءه هو مجرد كلمات، فكل ما سيحصل عليه بالتأكيد هو مجرد كلمات. سواء كانت الكلمات التي يقولها الله، في مظهرها الخارجي، واضحة أو عميقة، إلا أن جميعها حقائق لا غنى عنها للإنسان إذ يدخل إلى الحياة؛ إنها ينبوع مياه حية تمكّنه من العيش في كل من الروح والجسد. إنها تقدم للإنسان ما يحتاجه ليبقى حيًّا؛ وتقدم العقيدة والمعتقد لتدبير حياته اليومية؛ والطريق والهدف والاتجاه الذي يجب أن يسير فيه لينال الخلاص؛ وكل حق ينبغي أن يمتلكه كمخلوق أمام الله؛ وكل حق عن كيفية عبادة الإنسان لله وطاعته. إنها الضمان الذي يضمن للإنسان نجاته، وهي خبز الإنسان اليومي، وهي أيضًا الدعم الثابت الذي يمكّن الإنسان من أن يكون قويًّا وينهض. إنها غنية في واقعية حق الطبيعة البشرية العادية كما تحياها البشرية المخلوقة، وغنية في الحق الذي تتحرر عن طريقه البشرية من الفساد وتتملص من فخاخ الشيطان، وغنية في التعليم والوعظ والتشجيع والتعزية التي يعطيها الخالق للبشرية المخلوقة بلا كلل. إنها المنارة التي ترشد الإنسان وتنيره لكي يفهم كل ما هو إيجابي، وهي الضمان الذي يضمن أن البشر سيحيون ويمتلكون كل ما هو بار وصالح، وهي المعيار الذي تُقاس به كل الأشياء والأحداث والناس، وهي أيضًا دليل الملاحظة الذي يقود الإنسان نحو الخلاص وطريق النور. لا ينال الإنسان الحق والحياة إلا في الخبرة الواقعية لكلام الله؛ في هذا فقط يستطيع الإنسان أن يتوصل إلى فهم ماهيّة الطبيعة البشرية، وما هي الحياة ذات المغزى، وما هو المخلوق الأصيل، وما هي طاعة الله الحقيقية؛ وفي هذا فقط يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم كيف ينبغي عليه أن يهتم بالله، وكيف يؤدي واجبه كمخلوق، وكيف يتمتع بصورة إنسان حقيقي؛ وفي هذا يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم معنى الإيمان والعبادة الصادقين؛ وفي هذا فقط يستطيع الإنسان أن يفهم من هو حاكم السماوات والأرض وكل الأشياء؛ وفي هذا فقط يستطيع الإنسان أن يفهم الوسائل التي يحكم بها سيد الخليقة كلها الخليقة ويقودها ويعولها؛ وفي هذا فقط يستطيع الإنسان أن يفهم ويستوعب الوسيلة التي يوجد بها سيد الخليقة كلها ويظهر ويعمل. بعيدًا عن الاختبار الحقيقي لكلام الله، لا يكون للإنسان معرفة حقيقية عن كلام الله والحق أو بصيرة فيهما. إنسان مثل هذا هو جثة حية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقوقعة كاملة، وكل المعرفة المتعلقة بالخالق ليست لها أية علاقة به. في نظر الله، مثل هذا الإنسان لم يؤمن به قط، ولم يتبعه قط، لذلك لا يعترف به الله كمؤمن به ولا كتابع له، أو حتى كمخلوق أصيل.
من "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 5
يجب أن يعرف المخلوق الأصيل مَنْ هو الخالق، والهدف من خلق الإنسان، وكيفية تنفيذ مسؤوليات المخلوق، وكيفية عبادة رب الخليقة كلها، ويجب أن يفهم مقاصد الخالق وآماله ومطالبه ويستوعبها ويعرفها ويهتم بها، ويجب أن يتصرف وفقًا لطريقة الخالق – أي أن يتقي الله ويحيد عن الشر.
ما هو اتقاء الله؟ وكيف يحيد المرء عن الشر؟
لا يعني "اتقاء الله" خوفًا ورعبًا مجهولاً، ولا تجنبًا ولا تهرُّبًا، ولا عبادة عمياء أو خرافةً. بل هو إعجاب وتقدير وثقة وفهم واهتمام وطاعة وتكريس ومحبة، وأيضًا عبادة ومكافأة وخضوع غير مشروط وبلا تذمر. بدون معرفة أصيلة بالله، لما كان لدى البشرية إعجاب أصيل وثقة أصيلة وفهم أصيل واهتمام وطاعة أصيلان، بل فقط رهبة وشك وسوء فهم وتهرب وتجنب. بدون معرفة أصيلة بالله، لما كان لدى البشرية تكريس ومكافأة أصيلان، وبدون معرفة أصيلة بالله، لما كان لدى البشرية عبادة وتسليم أصيلان، بل مجرد عبادة وخرافة أعميين. بدون معرفة أصيلة بالله، لما أمكن للبشرية أن تتصرف وفقًا لطريقة الله أو تتقي الله أو تحيد عن الشر. بل على النقيض، سيكون كل سلوك ونشاط ينخرط فيه الإنسان مملوءًا بالعصيان والتحدي، وبأحكام وافتراضات افترائية عن الله، وبسلوك سيء يخالف الحق والمعنى الحقيقي لكلام الله.
بعد أن ينال البشر ثقة حقيقية بالله، سيكونون صادقين في اتباعه والاعتماد عليه؛ فقط بالثقة الحقيقية في الله والاعتماد عليه، يمكن للبشرية الحصول على فهم وإدراك أصيلين لله؛ ومع وجود إدراك أصيل لله يأتي الاهتمام الحقيقي به؛ فقط من خلال الاهتمام الحقيقي بالله يمكن للبشر أن تكون لديهم طاعة أصيلة؛ وفقط من خلال الطاعة الأصيلة لله يمكن للبشرية أن يكون لديها تكريس أصيل؛ وفقط من خلال التكريس الأصيل لله يمكن للبشرية أن يكون لديها مكافأة غير مشروطة وبلا تذمر؛ فقط من خلال الثقة والاعتماد الأصيلين، والفهم والاهتمام الأصيلين، والطاعة الأصيلة، والتكريس والمكافأة الأصيلين، يمكن للبشرية أن تفهم شخصية الله وجوهره، وتعرف هوية الخالق؛ فقط عندما يعرفون الخالق حقًّا، يمكن للبشر إيقاظ العبادة والخضوع الأصيلين بداخلهم؛ فقط عندما يكون لديهم عبادة وخضوع حقيقيان للخالق، يمكن أن يكونوا قادرين حقًّا على التخلي عن طرقهم الشريرة، أي الحيدان عن الشر.
يشكل هذا العملية الكلية "لاتقاء الله والحيدان عن الشر"، وهو أيضًا المضمون الكلي لاتقاء الله والحيدان عن الشر، وكذلك الطريق الذي يجب اجتيازه للوصول إلى اتقاء الله والحيدان عن الشر.
"اتقاء الله والحيدان عن الشر" ومعرفة الله هي أمور متصلة اتصالاً وثيقًا بخيوط لا تعد ولا تحصى، والاتصال بينهم بديهي. إن رغب أحدهم في تحقيق الحيدان عن الشر، يجب عليه أولاً أن يتقي الله اتقاءً حقيقيًا؛ إن رغب أحدهم في الوصول إلى اتقاء الله اتقاءً حقيقيًا، عليه أولاً أن تكون لديه معرفة حقيقية عن الله؛ إن رغب أحدهم في الحصول على معرفة حقيقية عن الله، يجب عليه أولاً أن يختبر كلام الله، ويدخل في حقيقة كلام الله، ويختبر توبيخ الله وتأديبه ودينونته؛ إن رغب أحدهم في اختبار كلام الله، يجب عليه أولاً أن يتقابل وجهًا لوجه مع كلام الله، ووجهًا لوجه مع الله، ويطلب من الله أن يوفر له الفرص لاختبار كلامه في شكل كل أنواع البيئات التي تتضمن أناسًا وأحداثًا وأشياءً؛ إن رغب أحدهم في مقابلة الله وكلامه وجهًا لوجه، يجب عليه أولاً أن يمتلك قلبًا بسيطًا وأمينًا، واستعدادًا لقبول الحق، وإرادة لاحتمال المعاناة، وعزمًا وشجاعة للحيدان عن الشر، وتطلعًا ليصير مخلوقًا أصيلاً... بهذه الطريقة، أي المضي قدمًا خطوة بخطوة، ستقترب أكثر إلى الله، وسيصير قلبك أنقى أكثر فأكثر، وستغدو حياتك وقيمة وجودك، إلى جانب معرفتك بالله، ذات معنى أكثر وتزداد ضياءً أكثر فأكثر. إلى أن تشعر يومًا ما أن الخالق لم يَعُد لغزًا، وأنه لم يستتر قط عنك، وأنه لم يحجب وجهه قط عنك، وأنه ليس بعيدًا عنك مطلقًا، وأن الخالق لم يعد ذلك الذي تشتاق إليه باستمرار في أفكارك ولكن لا يمكنك أن تصل إليه بمشاعرك، وأنه يبقى متأهبًا حقًّا وواقعيًّا عن يمينك وعن يسارك، ويدعم حياتك، ويتحكم في مصيرك. هو ليس في أفق بعيد، ولم ينأَ بنفسه عاليًا في السحب. إنه عن جانبك، يتسيّد عليك كليًّا، إنه كل شيء تملكه، والشيء الوحيد الذي تملكه. إله مثل هذا يسمح لك بأن تحبه من قلبك، وأن تتعلق به، وأن تظل قريبًا منه، وتعجب به، وتخشى أن تفقده، ولا تعود راغبًا في التنصل منه، أو عدم طاعته مجددًا، أو اجتنابه أو تنحيته بعيدًا عنك فيما بعد. كل ما تريده هو الاهتمام به وطاعته وردّ كل ما أعطاك إياه والخضوع لسيادته. لا تعود ترفض أن يرشدك ويدعمك ويراقبك ويحفظك، ولا تعود ترفض ما يمليه عليك ويأمرك به. كل ما تريده هو اتباعه والسير بجواره عن يمينه أو يساره، كل ما تريده هو قبوله كحياتك الواحدة الوحيدة، وربك الواحد الوحيد، وإلهك الواحد الوحيد.
من "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 6
لا يمكن أن تكون معتقدات الناس بديلاً عن الحق
هناك بعض الناس الذين يمكنهم تحمل المشقات؛ يمكنهم دفع الثمن، وسلوكهم الخارجي جيد جدًّا، وهم محترمون، وينالون إعجاب الآخرين. ماذا تعتقدون: هل يمكن لهذا السلوك الخارجي أن يُعدَّ ممارسة للحق؟ هل يمكنكم أن تقولوا إن هذا الشخص يلبي مقاصد الله؟ لماذا ينظر الناس لهذا النوع من الأفراد مرارًا وتكرارًا ويظنون أنهم يرضون الله، ويعتقدون أنهم يسيرون في طريق ممارسة الحق، ويسيرون في طريق الله؟ لماذا يفكر بعض الناس بهذه الطريقة؟ هناك تفسير واحد فقط لهذا. وما هو ذلك التفسير؟ التفسير هو أن عدداً ضخماً من الناس يرون أن ثمة أسئلة غير واضحة جداً لهم، مثل: ما معنى ممارسة الحق، وما هو إرضاء الله، وما هو معنى أن يكون لديك واقعية الحق. لذلك هناك بعض الناس الذين غالبًا ما يُخدعون بأولئك الذين يبدون ظاهريًا روحانيين ونبلاء ولهم صورة رفيعة. أما بالنسبة إلى أولئك الناس الذين بإمكانهم التحدث عن الحروف والتعاليم، ويبدو كلامهم وتصرفاتهم جديرة بالإعجاب، فإن المنخدعين بهم لم ينظروا مطلقًا لجوهر أفعالهم والمبادئ الكامنة وراء أعمالهم، وماهية أهدافهم، ولم ينظروا أبدًا إلى ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يطيعون الله حقًّا أم لا، وإذا ما كانوا أشخاصًا يتقون الله حقًّا ويحيدون عن الشر أم لا. لم يميزوا أبدًا جوهر الطبيعة البشرية لهؤلاء الناس. بل إنهم منذ الخطوة الأولى لتعارفهم، صاروا رويدًا رويدًا معجبين بهؤلاء الناس ويبجلونهم، وفي النهاية يصير هؤلاء الناس أصنامًا لهم، إضافةً إلى أن بعض الناس يرون أن الأصنام التي يعبدونها، ويؤمنون أنهم من الممكن أن يهجروا أسرهم ووظائفهم من أجلها ويدفعوا الثمن في المقابل، هي تلك التي يمكنها حقًّا إرضاء الله، ونيل عاقبة وغاية جيدتين. في رأيهم أن هذه الأصنام هي أناس يمدحهم الله. ما الذي يجعل الناس يعتنقون هذا النوع من المعتقدات؟ ما هو جوهر هذه المسألة؟ ما هي العواقب التي يمكن أن تؤدي إليها؟ لنناقش أولاً مسألة الجوهر.
هذه القضايا المتعلقة بآراء الناس وممارساتهم والمبادئ التي يختارون ممارستها، وما يركز عليه كل شخص بصورة طبيعية، ليس لها علاقة بمطالب الله من البشرية. وسواء كان الناس يركزون على أمور ضحلة أو عميقة، على حروف وتعاليم أو على الواقع، فإن الناس لا يلتزمون بالأمور الواجب عليهم الالتزام بها أشد الالتزام، ولا يعرفون الأمور التي يجب أن يعرفوها أشد المعرفة. والسبب وراء هذا هو أن الناس لا يحبون الحق على الإطلاق، ولذلك لا يرغبون في بذل الوقت والجهد لإيجاد المبادئ الموجودة في كلمة الله وممارستها، بل يفضلون بدلاً من ذلك اتخاذ الطرق المختصرة وتلخيص ما يفهمونه وما يعرفونه ليكون سلوكًا وممارسةً جيدين، ثم يصير هذا الملخص هدفهم الذي يسعون وراءه والحق الذي يمارسونه. العاقبة المباشرة لهذا هو استخدام الناس للسلوك الإنساني الجيد كبديل عن ممارسة الحق، وهو أيضًا ما يشبع شهوة الإنسان ليتملق الله، وهذا يعطي الناس رأس مال يجادلون به الحق، ويحاججون به الله وينافسونه. في الوقت ذاته، ينحّي الناس الله جانبًا بلا ضمير، ويضعون صنم قلبهم مكان الله. هناك سبب متأصل وحيد يجعل الناس تفعل هذه التصرفات الجاهلة وتعتنق وجهات نظر وممارسات أحادية الاتجاه، وسأخبركم اليوم عنه. السبب هو أنه على الرغم من أن الناس قد يتبعون الله، ويصلون له كل يوم، ويقرؤون كلمته كل يوم، لكنهم في الواقع لا يفهمون مشيئته. هذا هو أصل المشكلة. إن كان أحد يفهم قلب الله وما يحبه وما يبغضه وما يريده وما يرفضه ونوع الشخص الذي يحبه ونوع الشخص الذي لا يحبه ونوع المعيار الذي يطبقه الله في متطلباته من الإنسان ونوع المنهج الذي يتخذه لتكميل الإنسان، هل يمكن لذلك الشخص مع ذلك أن تكون لديه أفكاره الشخصية الخاصة؟ هل يمكنه أن يذهب ويعبد شخصًا آخر؟ هل يمكن لشخص عادي أن يصير صنمًا له؟ إذا فهم المرء مشيئة الله، ستكون وجهة نظره أكثر عقلانية من ذلك. ولن يُؤَلِّهَ اعتباطًا شخصًا فاسدًا. ولن يؤمن بصورة تعسفية – أثناء مسيرة طريق ممارسة الحق – بأن الالتزام غير العقلاني بالقليل من القواعد والمبادئ البسيطة يعادِل ممارسة الحق.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 7
هناك العديد من الآراء حول المعيار الذي يحدد الله به عاقبة الإنسان
بما أن كل شخص مهتم بعاقبته، هل تعرفون كيف يحدد الله تلك العاقبة؟ كيف يحدد الله عاقبة شخص ما؟ وما نوع المعيار الذي يستخدمه لتحديد عاقبة شخص ما؟ ومتى تُحدّد عاقبة الإنسان، وما الذي يفعله الله ليعلن عن هذه العاقبة؟ هل هناك أي شخص يعرف هذا؟ كما قلت، هناك بعض الناس الذين قد بحثوا بالفعل في كلمة الله لمدة طويلة. يبحث هؤلاء الأشخاص عن أدلة عن عاقبة البشرية، وعن فئات هذه العاقبة، والعواقب المختلفة التي تنتظر أنواع الناس المختلفة. يريدون أيضًا معرفة كيف تحدد كلمة الله عاقبة الإنسان، ونوع المعيار الذي يستخدمه الله، وكذلك كيفية تحديده لعاقبة الإنسان. ولكن في النهاية لا يتمكن هؤلاء الناس أبدًا من إيجاد أي شيء. في الواقع، هناك قليل من الكلمات الثمينة عن المسألة في كلمة الله. لماذا؟ ما دامت عاقبة الإنسان لم تُعلن بعد، لا يريد الله أن يخبر أي شخص بما سيحدث في النهاية، ولا يريد أن يُعلِم أي شخص بوجهته النهائية قبل الأوان. والسبب هو أن الله لو فعل هذا لن يأتي ذلك بأية منفعة على الإنسان. أريد الآن أن أخبركم فقط عن كيفية تحديد الله لعاقبة الإنسان، وعن المبادئ التي يستخدمها في عمله لتحديد عاقبة الإنسان، وإظهار هذه العاقبة وأيضًا المعيار الذي يستخدمه لتقرير ما إذا كان سينجو الإنسان أم لا. أليس هذا هو أكثر الأمور التي تهتمون بها؟ كيف إذًا يتصور الناس الطريقة التي يحدد بها الله عاقبة الإنسان؟ تكلمتم قليلاً للتو عن هذا الأمر. قال البعض منكم إنها تتعلق بالقيام بواجبهم بأمانة، والبذل من أجل الله، وقال البعض إنها طاعة الله وإرضاؤه، وقال البعض أن تكون خاضعًا لترتيبات الله، وقال البعض أن تحيا حياة غير معلنة. عندما تمارسون هذه الحقائق، وعندما تمارسون مبادئ تخيلكم، هل تعرفون ما يفكر به الله؟ هل فكرتم إن كان الاستمرار بهذه الطريقة يرضي مقاصد الله أم لا؟ هل يلبي هذا معيار الله؟ هل يلبي هذا مطالب الله؟ أؤمن أن معظم الناس لا يفكرون حقًّا في هذا الأمر. بل يطبقون تطبيقًا آليًا جزءًا من كلمة الله، أو جزءًا من العظات، أو معايير أشخاص روحيين معينين يحبونهم مجبرين ذواتهم على فعل هذا وذاك. يؤمنون أن هذا هو الطريق الصحيح، وهكذا يظلون ملتزمين به وسائرين فيه، بغض النظر عما يحدث في النهاية. يفكر بعض الناس قائلين: "لقد آمنت منذ عدة سنوات؛ لقد كنت دائمًا أمارس بهذه الطريقة؛ أشعر أني حقًّا أرضيت الله، وأشعر أيضًا أنني استفدت كثيرًا منها. ذلك لأنني فهمت العديد من الحقائق أثناء هذه الفترة، وفهمت العديد من الأمور التي لم أكن أفهمها في السابق، وبالأخص تغيرت العديد من أفكاري وآرائي، وتغيرت قيمي الحياتية كثيرًا، وصار لدي فهم جيد للغاية عن هذا العالم". يؤمن مثل هؤلاء الناس بأن هذا هو الحصاد والنتيجة النهائية لعمل الله للإنسان. في رأيكم، هل تُرضون مقاصد الله من خلال هذه المعايير وكل الممارسات التي تفعلونها معًا؟ سيقول بعض الناس بكل يقين: "بالطبع! نحن نمارس وفقًا لكلمة الله، نحن نمارس وفقًا لما وعظ به المذكورون أعلاه، نحن نؤدي واجبنا دائمًا ودائمًا نتبع الله ولم نتركه أبدًا. لذلك يمكننا أن نقول بثقة كاملة إننا نرضي الله. لا يهم كم الفهم الذي لدينا عن مقاصده، ولا يهم القدر الذي نفهمه من كلمته، لقد كنا دائمًا على مسار السعي وراء التوافق مع الله. إن تصرفنا بصورة صحيحة ومارسنا بصورة صحيحة، فالنتيجة ستكون صحيحة". ماذا تعتقدون بشأن هذا المنظور؟ هل هو صائب؟ ربما يوجد مَن يقولون: "لم أفكر أبدًا بشأن هذه الأمور من قبل. أفكر فقط إن كنت سأستمر في أداء واجبي والتصرف وفقًا لمتطلبات كلمة الله، فسأنجو. لم أفكر أبدًا بشأن إن كان بإمكاني إرضاء قلب الله، أو إن كنت أحقق المعيار الذي يتطلبه. بما أن الله لم يخبرني أبدًا، ولم يمدني بأية تعليمات واضحة، أؤمن أنه ما دمت أمضي قدمًا، سيرضى الله ولن يكون لديه متطلبات إضافية ليطلبها مني". هل هذه المعتقدات صحيحة؟ بالنسبة إليّ، هذه الطريقة من الممارسة، وهذه الطريقة من التفكير، وهذه الآراء، تأتي جميعها بالأوهام والقليل من العمى. عندما أقول هذا، ربما سيشعر البعض بالقليل من خيبة الأمل قائلين: "العمى؟ إن كان "عمى" فرجاء خلاصنا، ورجاء بقائنا ضعيف جدًّا وغير مؤكد، أليس كذلك؟ ألا تشبه صياغتك للأمر بهذه الطريقة محاولة تثبيط همتنا؟" لا يهم ما تؤمنون به، الأمور التي أقولها وأفعلها ليس القصد منها أن تجعلكم تشعرون كما لو أن أحدًا يثبّط عزيمتكم. بل، المقصد منها هو تحسين فهمكم عن مقاصد الله وإدراككم لما يفكر فيه، وما يريد إنجازه، ونوع الأشخاص الذين يحبهم، وما يشمئز منه، وما يزدريه، ونوع الشخص الذي يريد أن يربحه ونوع الشخص الذي يرفضه. المقصود منه هو التوضيح ومساعدتكم على أن تعرفوا بوضوح مدى ضلال أفعال ومعتقدات كل واحد منكم عن المعيار الذي يطلبه الله. هل من الضروري مناقشة هذه المواضيع؟ لأني أعرف أنكم تؤمنون منذ مدة طويلة جدًا، وقد استمعتم للكثير من الوعظ، ولكن هذه الأمور بالتحديد هي التي تحتاجون إليها بشدة. لقد سجلتم كل حقيقة في كشكولكم، وسجلتم أيضاً ما تؤمنون بصورة شخصية أنه مهم في عقولكم وقلوبكم، وأنتم تخططون لتستخدموه لإرضاء الله عندما تمارسون؛ أو تستخدموه عندما تشعرون أنكم بحاجة إليه؛ أو تستخدموه لاجتياز الأوقات العسيرة التي تقع نصب أعينكم؛ أو تدعوا هذه الأمور ببساطة تصحبكم بينما تعيشون حياتكم. ولكن بالنسبة إليّ، إن كنتم تمارسون فقط، فطريقة ممارستكم ليست مهمة. ما هو الشيء الشديد الأهمية إذًا؟ أهم شيء هو أنك عندما تمارس، فإن قلبك يعرف بكل يقين إن كان كل شيء تفعله وكل تصرف تقوم به هو ما يريده الله أم لا؛ إن كان كل شيء تفعله، وكل شيء تفكر فيه، والنتيجة والهدف الموجودان في قلبك يرضيان مقاصد الله ويلبيان متطلباته، وإن كان الله يؤيدهما أم لا، هذه هي الأمور المهمة.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 8
سِرْ في طريق الله: اتقِ الله وحِدْ عن الشر
هناك مقولة ينبغي أن تلاحظوها. أرى أن هذه المقولة مهمة للغاية؛ لأنها ترد إلى ذهني كثيرًا جدًا في اليوم الواحد. لماذا؟ لأنني في كل مرة أواجه فيها شخصًا، وكل مرة أستمع لقصة أحدهم، وكل مرة أستمع لاختبار شخصٍ أو شهادته عن الإيمان بالله، كنت دائمًا أستخدم هذه المقولة لأقيس إن كان هذا الفرد هو الشخص الذي يريده الله ويحبه أم لا. ما هي هذه المقولة إذًا؟ جميعكم تنتظرون بلهفةٍ الآن. عندما أعلن المقولة، ربما ستشعرون بخيبة أمل؛ لأنه يوجد مَنْ كانوا يؤيدونها بالكلام لسنواتٍ عديدة. أما من جهتي فلم أؤيدها قط بالكلام، بل تسكن هذه المقولة في قلبي. فما هي هذه المقولة؟ إنها: "سِرْ في طريق الله: اتقِ الله وحِدْ عن الشر". أليست هذه جملة بسيطة للغاية؟ ومع أن المقولة قد تكون بسيطة، فإن الشخص الذي لديه فهم عميق حقًا عنها سيشعر أن لها ثقلاً عظيمًا، وأن بها قيمة كبيرة للممارسة، وأنها لغة الحياة بواقعية الحق، وأنها هدف مستمر مدى الحياة، يناضل من أجله أولئك الذين يسعون لإرضاء الله، وهي طريق دائم مدى الحياة، يتبعه أي شخص يهتم بمقاصد الله. ماذا تظنون إذًا: أليست هذه المقولة هي الحق؟ هل لها هذا النوع من الأهمية؟ ربما يوجد بعض الناس الذين يفكرون في هذه المقولة محاولين فهمها، والبعض الآخر المتشكك فيها: هل هذه المقولة مهمة حقًّا؟ هل هي مهمة للغاية؟ هل هي ضرورية وجديرة بالاهتمام؟ لعلّ بعض الناس لا يحبون هذه المقولة كثيرًا؛ لأنهم يظنون أن اتخاذ طريق الله واختزاله في هذه المقولة هو تبسيط مُخلٌّ للغاية. أخْذ كل ما قاله الله واختزاله في مقولة واحدة؛ ألا يُعد هذا تصغيرًا لله وجعله شيئًا ضئيلاً؟ ألا يبدو الأمر هكذا؟ ربما لا يفهم معظمكم تمامًا المعنى العميق وراء هذه الكلمات. مع أنكم لاحظتم هذه المقولة، فإنكم لا تنوون أن تضعوها في قلوبكم. لقد دونتموها فقط في مفكّرتكم، وأعدتم النظر فيها وتأملتموها في وقت فراغكم. يوجد بعض الناس الآخرين الذين لن يزعجوا حتى أنفسهم بحفظ هذه المقولة عن ظهر قلب، فضلاً عن أنهم لن يحاولوا استخدامها جيدًا. لكن لماذا أناقش هذه المقولة؟ بغض النظر عن منظوركم أو ما ستفكرون فيه، عليَّ أن أناقش هذه المقولة؛ لأنها ذات صلة كبيرة بكيفية تأسيس الله لعواقب الإنسان. مهما كان فهمكم الحالي لهذه المقولة، أو كيفية تعاملكم معها، فما زلت أقول لكم: إذا استطاع الناس وضع هذه المقولة موضع التطبيق وممارستها، وتحقيق معيار اتقاء الله والحيدان عن الشر، فهو بالتأكيد من الناجين، وبالتأكيد له عاقبة جيدة. إن كنت لا تستطيع بلوغ المعيار الذي تُرسيه هذه المقولة فمن الممكن أن يُقال إن عاقبتك مجهولة. وهكذا أتحدث إليكم عن هذه المقولة من أجل إعدادكم فكريًّا، ولكي تعرفوا ما هو نوع المعيار الذي يستخدمه الله لقياسكم.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 9
يستخدم الله تجارب مختلفة لاختبار ما إذا كان الناس يتقونه ويحيدون عن الشر أم لا
في كل عصر ينعم الله على الإنسان ببعض الكلمات عندما يعمل في العالم، ويخبره ببعض الحقائق. هذه الحقائق هي مثل طريق على الإنسان الالتزام به؛ طريق يسلكه الإنسان ويمكّنه من اتقاء الله والحيدان عن الشر، وهو الطريق الذي ينبغي للناس ممارسته والالتزام به في حياتهم وعلى مدار رحلة الحياة. لهذه الأسباب يُنعم الله بهذه الكلمات على الإنسان. ينبغي للإنسان أن يلتزم بهذه الكلمات التي تأتي من الله، والالتزام بها هو نيل حياة. إن كان شخص ما لا يلتزم بها، ولا يمارسها، ولا يحيا بحسب كلمات الله في حياته، فهذا الشخص لا يمارس الحق. وإن كان لا يمارس الحق، فهو لا يتقي الله ولا يحيد عن الشر، ولا يمكنه إرضاء الله. إن كان أحد لا يمكنه إرضاء الله، فلن ينال مديح الله؛ هذا النوع من الأشخاص ليس له عاقبة. كيف إذًا يؤسس الله عاقبة الإنسان في مسار عمله؟ ما هي الوسيلة التي يستخدمها الله لتأسيس عاقبة الإنسان؟ ربما لا تشعر بوضوح بشأن هذا الأمر الآن، ولكن عندما أخبرك بالعملية سيصير الأمر واضحًا جدًّا؛ هذا لأن العديد من الناس قد اختبروه بالفعل بأنفسهم.
على مدار عمل الله، من البداية وحتى النهاية، وضع الله تجارب لكل شخص – أو يمكنكم القول، لكل شخص يتبعه – وهذه التجارب تأتي بأحجام مختلفة. يوجد أشخاص اختبروا تجربة أن يكونوا منبوذين من عائلتهم؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة الحياة في بيئة معادية؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة أن يُقبض عليهم ويُعذبوا؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة مواجهة اختيار ما، ويوجد مَنْ واجهوا تجربة المال والمكانة. عمومًا، اختبر كل واحد منكم شتى أنواع التجارب. لماذا يعمل الله بهذه الكيفية؟ لماذا يعامل الله كل شخص هكذا؟ ما نوع النتيجة التي يريد أن يراها؟ هذه نقطة مهمة فيما أريد أن أخبركم إياه: يريد الله أن يرى إن كان هذا هو نوع الأشخاص الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر أم لا. هذا يعني أنه عندما يعطيك الله تجربة ويجعلك تواجه بعض الظروف، فهو يريد أن يختبر إن كنتَ أنت ذلك الشخص الذي يتقي الله ويحيد عن الشر أم لا. إن واجه شخص واجب الحفاظ على ذبيحة، وتواصل مع ذبيحة الله، فهل تعتقد أن هذا شيء قد رتّبه الله؟ بلا شك! فكل شيء تواجهه هو شيء قد رتّبه الله. عندما تواجه هذا الأمر، سيراقبك الله في الخفاء، ويراقب كيفية اختياراتك، وكيفية ممارستك، وما تفكر فيه. النتيجة النهائية هي أكثر ما يهتم به الله، حيث إنها هي النتيجة التي ستدعه يقيس إن كنت بلغت معياره في هذه التجربة أم لا. ومع ذلك عندما يواجه الناس أمرًا ما، غالبًا لا يفكرون بشأن السبب وراء مواجهتهم إياه، أو المعيار الذي يطلبه الله. لا يفكرون بشأن ما يريد الله أن يراه فيهم، وما يريد الحصول عليه منهم. عندما يواجهون هذا الأمر، فإن هذا النوع من الأشخاص يفكر فقط قائلاً: "هذا شيء أواجهه؛ يجب أن أكون حذرًا، لا أن أكون غير مبالٍ! بغض النظر عن أي شيء هذه هي ذبيحة الله ويجب ألا ألمسها". يؤمن هذا الشخص أن بإمكانه أداء مسوؤليته معتنقًا هذا التفكير البسيط للغاية. هل سيرضى الله بنتيجة هذه التجربة؟ أم لن يرضى؟ يمكنكم مناقشة هذا. (إن اتقى شخص الله في قلبه؛ فعندما يواجهه الواجب الذي يسمح له بالتواصل مع ذبيحة الله، سيفكر في مدى سهولة الإساءة لشخصية الله، وسيحرص على المضي قدمًا بحذر). إجابتك في المسار الصحيح، ولكنها لم تصب هدفها حتى الآن. لا يتعلق السير في طريق الله بالحفاظ على القواعد ظاهريًا، بل يعني أنه عندما تواجه أمرًا ما، فأنت في المقام الأول تراه كظرف رتبه الله، ومسؤولية أنعم بها عليك أو شيء ائتمنك عليه، وبذلك عندما تواجه هذا الأمر، ينبغي أن تراه تجربة من الله. عندما تواجه هذا الأمر يجب أن يكون لديك معيار ويجب أن تفكر في أنه قد أتى من عند الله. يجب أن تفكر في كيفية التعامل مع هذا الأمر بطريقة تجعلك تؤدي مسؤوليتك وتكون أمينًا لله؛ أي كيف تفعله ولا تُغضب الله أو تسيء إلى شخصيته. تكلمنا عن الحفاظ على الذبائح. يتضمن هذا الأمر الذبائح، كما يتضمن أيضًا واجبك ومسؤوليتك. أنت ملتزم بواجب هذه المسؤولية. ولكن عندما تواجه هذا الأمر، هل توجد أية غواية؟ نعم توجد غواية! من أين تأتي هذه الغواية؟ تأتي من الشيطان وتأتي من شر الإنسان وشخصيته الفاسدة. وبما أنه توجد غواية، فإن هذا يتضمن التمسك بالشهادة؛ والتمسك بالشهادة هو أيضًا مسؤوليتك وواجبك. يقول بعض الناس: "إنه أمر صغير؛ هل من الضروري حقًّا إعطاؤه أكبر من حجمه؟" نعم من الضروري! لأنه لكي نسير في طريق الله، لا يمكننا أن نترك أي شيء له علاقة بأنفسنا أو أي شيء يحدث حولنا يمرّ دون فحصه بجدية، حتى الأمور الصغيرة. لا يهم إن كنا نفكر أنه ينبغي لنا أن نعير انتباهًا إليه أم لا، ما دام يوجد أي أمر يواجهنا فعلينا ألا نتركه. يجب أن ننظر إلى الأمر بجملته على أنه تجربة من الله لنا. ما هو نوع هذا التوجّه؟ إن كان لديك هذا النوع من المواقف، فهذا يؤكد على حقيقة واحدة: قلبك يتقي الله، ويرغب في الحيدان عن الشر. إن كانت لديك هذه الرغبة في إرضاء الله، فإن ما تمارسه ليس بعيدًا عن اتقاء الله والحيدان الشر.
يوجد دائمًا أولئك الذين يؤمنون أن هذه الأمور – التي لا يهتم بها الناس كثيرًا، والتي لا تُذكر في العادة – هي مجرد تفاهات صغيرة، وليس لها أية علاقة بممارسة الحق. عندما يواجه هؤلاء الناس أمرًا كهذا، لا يفكرون فيه كثيرًا، ويدعونه يمرّ. ولكن في الواقع، هذا الأمر هو درس ينبغي لك تعلُّمه؛ إنه درس عن كيف تتقي الله وتحيد عن الشر، بالإضافة إلى أن ما ينبغي لك الاهتمام به أكثر هو معرفة ما يفعله الله عندما يظهر هذا الأمر لمواجهتك. الله إلى جانبك، يلاحظ كل كلمة من كلامك وفعل من أفعالك، ويلاحظ أعمالك، وتغيراتك الفكرية؛ هذا هو عمل الله. يقول بعض الناس: "فلماذا لا أشعر به إذًا؟" لمْ تَشعرْ به لأن طريق مخافة الله والحيدان عن الشر لم يكن بالنسبة إليك أهم طريق تلتزم به. لذلك لا يمكنك أن تشعر بعمل الله البارع في الإنسان، والذي يظهر وفقًا لمعتقدات وأعمال الناس المختلفة. إنما أنت غافل! ما هو الأمر الكبير؟ ما هو الأمر الصغير؟ كل الأمور التي تتضمن السير في طريق الله لا تنقسم إلى أمور صغيرة أو كبيرة. هل يمكنكم قبول ذلك؟ (يمكننا قبول ذلك). من حيث الأمور اليومية، توجد بعض الأمور التي يراها الناس كبيرة ومهمة للغاية، وتوجد بعض الأمور الأخرى التي تُرى على أنها تفاهات صغيرة. غالبًا ما ينظر الناس إلى هذه الأمور الكبيرة على أنها هي الأمور المهمة للغاية، ويعتبرونها مُرسلة من الله. لكن أثناء عمل هذه الأمور الكبيرة، وبسبب قامة الإنسان غير الناضجة ومقدرته الضعيفة، غالبًا ما لا يرتقي إلى مقاصد الله ولا يمكنه الحصول على أية رؤى، أو معرفة فعلية ذات قيمة. بقدر ما يتعلق الأمر بالأمور الصغيرة، يتغاضى الإنسان ببساطة عن هذه، ويتركها تمر رويدًا رويدًا. وهكذا يفقد الناس فرصًا عديدة في أن يُفحصوا أمام الله ويُختبروا منه. إن تغاضيت دائمًا عن الناس والأشياء والأمور والظروف التي رتبها الله لك، فماذا سيعني هذا؟ يعني أنك في كل يوم، وكل لحظة، تتنصل من تكميل وقيادة الله لك. وريثما يرتب الله ظرفًا لك، فإنه يراقب في الخفاء، وينظر إلى قلبك، وإلى أفكارك واعتباراتك، ينظر إلى كيف تفكر وكيف ستتصرف. إن كنت شخصًا مُهْمِلاً – شخصًا لم يكن جادًّا قط بشأن طريق الله أو كلمته أو الحق – فأنت لن تنتبه ولن تبالي بما يريد الله إتمامه وما يطلبه منك، عندما يرتب ظروفًا لك. لن تعرف أيضًا كيف تتعلق الناس والأمور والأشياء التي تواجهها بالحق أو بمقاصد الله. بعد أن تواجه ظروفًا وتجارب متكررة مثل هذا، وعندما لا يرى الله أي إنجازات تضاف إلى اسمك، كيف سيمضي الله قُدمًا؟ بعد تكرار مواجهتك للتجارب، ها أنت لا تُمجّد الله في قلبك، ولا تتعامل مع الظروف التي يرتبها الله من أجلك كما هي – سواء كانت تجارب أو اختبارات من الله. بل ترفض الفرص التي يمنحها لك الله واحدةً تلو الأخرى وتدعها تفلت من يدك مرةً بعد مرةً، أوليس هذا عصيانًا كبيرًا من الإنسان؟ (نعم إنه كذلك). هل سيحزن الله بسبب هذا؟ (نعم سيحزن). لن يحزن الله! سماعكم إيايَ وأنا أتحدث بهذه الطريقة قد صدمكم مرةً أخرى. على أية حال، ألم نقل سابقًا إن الله يحزن دائمًا؟ ألن يحزن الله؟ متى سيحزن الله إذًا؟ على أية حال، لن يحزن الله من هذا الموقف. ما هو موقف الله إذًا تجاه هذا النوع من السلوك الموضح أعلاه؟ عندما يرفض الناس التجارب والاختبارات التي يرسلها لهم الله، وعندما يتهرّبون منها فإنه يوجد موقف واحد يتّخذه الله تجاه هؤلاء الناس. ما هو هذا الموقف؟ يرفض الله هذا النوع من الأشخاص من عمق قلبه. يوجد شقان لمعنى فعل "يرفض". كيف سأشرحهما؟ يحمل هذا الفعل في عمقه دلالة ضمنية على الاشمئزاز والكراهية. وما هو الشق الثاني من المعنى؟ إنه الجزء الذي يعني ضمنيًّا التخلي عن شيء ما. جميعكم تعرفون معنى "التخلي"، أليس كذلك؟ باختصار، يرفض تعني رد فعل الله النهائي وموقفه تجاه أولئك الناس الذين يتصرفون بهذه الطريقة. إنها كراهية مفرطة تجاههم واشمئزاز، ويتبع ذلك قرار هجرانهم. هذا هو قرار الله النهائي تجاه الشخص الذي لم يسر مطلقًا في طريقه ولم يتَّقِهِ ويحد عن الشر قط. هل يمكنكم جميعًا الآن رؤية أهمية هذا القول الذي قلته؟
هل تفهمون الآن الوسيلة التي يستخدمها الله لتأسيس عاقبة الإنسان؟ (ترتيب ظروف مختلفة يوميًّا). ترتيب ظروف مختلفة يوميًّا؛ هذا هو ما يمكن للناس أن يشعروا به ويلمسوه. ما هو دافع الله وراء هذا إذًا؟ الدافع هو أن الله يريد أن يعطي كل الأشخاص تجارب بطرق مختلفة، وأوقات مختلفة، وفي أماكن مختلفة. ما الجوانب التي تُختبر في الإنسان في تجربة ما؟ يختبر الله ما إذا كنت ذلك النوع من الأشخاص الذي يتقي الله ويحيد عن الشر في كل أمر تواجهه أو تسمع عنه أو تراه أو تختبره شخصيًّا. سيواجه كل شخص هذا النوع من التجربة؛ لأن الله عادل تجاه جميع الناس. يقول بعض الناس: "آمنت بالله لسنين عديدة، فكيف لم أواجه تجربة؟" أنت تشعر أنك لم تواجه تجربة لأنه عندما رتب الله ظروفًا من أجلك، لم تأخذها على محمل الجدية ولم ترد السير في طريق الله. لذلك ليس لديك أي إحساس بتجارب الله. يقول بعض الناس: "واجهت تجارب قليلة، لكني لا أعرف طريق الممارسة السليم. ومع أنني مارست، لا زالت لا أعرف إن كنت قد صمدت أثناء التجارب أم لا". من المؤكد أن الناس الذين يتبنون هذا النوع من المواقف ليسوا أقلية بلا شك. إذًا ما هو المعيار الذي يقيس الله به الناس؟ إنه مثلما قلت منذ لحظات: كل ما تفعله، وكل ما تفكر فيه، كل ما تعبر عنه، هل فيه مخافة الله والحيدان عن الشر؟ هكذا تُحدّد ما إذا كنت شخصًا يخاف الله ويحيد عن الشر أم لا. هل هذا مفهوم بسيط؟ من السهل أن نقوله ولكن هل من السهل ممارسته؟ (ليس سهلاً). لماذا ليس بهذه السهولة؟ (لأن الناس لا يعرفون الله ولا يعرفون كيف يُكمِّل الله الإنسان، ولذلك عندما يواجهون أمورًا لا يعرفون كيف يسعون وراء الحق لحل مشكلتهم. يجب على الناس اجتياز تجارب وتنقيات وتوبيخات ودينونات متنوعة، قبل أن تكون لديهم حقيقة مخافة الله). أنت تقولها بهذه الكيفية، ولكن بقدر اهتمامك ومخافتك لله وحيدانك عن الشر، يبدو الأمر سهل التحقيق الآن. لماذا أقول هذا؟ لأنكم استمعتم للعديد من العظات وتلقيتم قدرًا ليس بقليل من الارتواء من واقعية الحق. لقد مكّنكم هذا من فهم كيفية اتقاء الله والحيدان عن الشر من حيث النظرية والتفكير. فيما يتعلق بممارستكم لاتقاء الله والحيدان الشر، كان الأمر بجملته مفيدًا وجعلكم تشعرون كما لو أنه أمر يسهل تحقيقه. فلماذا إذًا لا يستطيع الناس أبدًا تحقيقه على أرض الواقع؟ هذا لأن جوهر طبيعة الإنسان لا يتقي الله، ويحب الشر. هذا هو السبب الحقيقي.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 10
عدم اتقاء الله والحيدان عن الشر هو مقاومة لله
أنتم الآن تواجهون الله وجهًا لوجه وكذلك كلمته. معرفتكم عن الله أكثر من معرفة أيوب. لماذا أثرت هذا الموضوع؟ لماذا أتكلم هكذا؟ أودّ أن أشرح حقيقةً لكم، ولكن قبل ذلك، أريد أن أسألكم سؤالاً: عرف أيوب القليل عن الله، لكنه استطاع أن يتقي الله ويحيد عن الشر. فلماذا يخفق الناس في هذه الأيام في فعل الشيء نفسه؟ (بسبب الفساد العميق). الفساد العميق؛ هذا هو السؤال من الناحية الظاهرية، لكنني لن أنظر للأمر هكذا أبدًا. كثيرًا ما تتخذون الحروف والتعاليم التي تتحدثون عنها عمومًا، مثل "الفساد العميق" و "التمرد على الله" و "عدم الولاء لله" و "العصيان" و "عدم محبة الحق"، وتستخدمون هذه العبارات لشرح جوهر كل سؤال. هذه طريقة ممارسة معيبة. استخدام الإجابة نفسها لشرح أسئلة ذات طبائع مختلفة حتمًا يُنشئ شبهات تجديف على الحق وعلى الله. لا أحب سماع هذا النوع من الإجابات. فكّروا في الأمر! لا أحد منكم فكّر في هذا الأمر، ولكنني في كل يوم أراه، وفي كل يوم أشعر به. وهكذا أنتم تفعلون وأنا أشاهد. عندما تفعلون هذا الأمر، لا يمكنكم الشعور بجوهره. ولكن عندما أراه، أرى جوهره، وأشعر به أيضًا. فما هو هذا الجوهر إذًا؟ لماذا لا يستطيع الناس في هذه الأيام اتقاء الله والحيدان عن الشر؟ إجابتكم غير قادرة تمامًا على شرح جوهر هذا السؤال، ولا حلّ جوهره. هذا لأن ثمة مصدرًا هنا لا تعلمون عنه شيئًا. ما هو هذا المصدر؟ أعرف أنكم تريدون أن تسمعوا عنه، لذلك سأخبركم بمصدر هذا السؤال.
في بداية عمل الله، كيف كان ينظر إلى الإنسان؟ لقد أنقذ الله الإنسان، واعتبره عضوًا في عائلته، وهدفًا لعمله، وأراد أن يُخضعه ويُخلِّصه ويُكمّله. كان هذا موقف الله تجاه الإنسان في مستهل عمله. ولكن ماذا كان موقف الإنسان من الله آنذاك؟ كان الله غريبًا عن الإنسان، واعتبره الإنسان غريبًا. يمكن أن يُقال إن موقف الإنسان من الله لم يحقق النتائج الصحيحة، ولم يكن يملك الإنسان فهمًا واضحًا بشأن كيف ينبغي أن يعامل الله. لذلك عامل الله كيفما شاء، وفعل ما أراد. هل كان للإنسان وجهة نظر عن الله؟ في البداية، لم يكن لدى الإنسان أية وجهة نظر عن الله. كان ما يُدعى وجهة نظر الإنسان مجرد بعض المفاهيم والتخيلات المتعلقة بالله. تلك المفاهيم والتخيلات التي كانت متوافقة مع مفاهيم الناس كانت تُقبل، وما لم تكن متوافقة معها كانت تُطاع طاعةً ظاهريةً، ولكن كان الناس في قلوبهم يقاومونها ويعارضونها بشدة. كانت هذه هي علاقة الإنسان بالله في البداية؛ اعتبر الله الإنسان عضوًا من العائلة، ولكن عامل الإنسان الله كغريب. ولكن بعد مدة من عمل الله، بدأ الإنسان يفهم ما يحاول الله تحقيقه، وعرف الناس أن الله هو الإله الحقيقي، وعرفوا ما يستطيع الإنسان الحصول عليه من الله. كيف كان ينظر الإنسان إلى الله آنذاك؟ اعتبر الإنسان الله حبل نجاة، وترجّى الحصول على النعمة والبركات والوعود. وماذا اعتبر الله الإنسان في هذه المرحلة؟ اعتبر الله الإنسان هدفًا لإخضاعه. أراد الله أن يستخدم الكلمات لإدانة الإنسان واختباره وإعطائه تجارب. ولكن بقدر اهتمام البشرية آنذاك، كان الله شيئًا يستخدمه الإنسان لتحقيق أهدافه. رأى الناس أن الحق الصادر من الله يمكنه إخضاعهم وتخليصهم، وكانت لديهم فرصة للحصول على الأشياء التي يريدونها من الله، والغاية التي يبتغونها. بسبب هذا، تشكّل قدر ضئيل من الإخلاص بداخل قلوبهم، وصاروا راغبين في اتباع هذا الإله. مر بعض الوقت، واكتسب الناس بعض المعرفة العقائدية والسطحية عن الله. يمكن أن يُقال إنهم كانوا يصيرون أكثر "أُلفةً" شيئًا فشيئًا مع الله. من خلال الكلمة التي نطقها الله ووعظه والحق الذي أعلنه وعمله، صار الناس أكثر "ألفةً" رويدًا رويدًا. لذلك يظن الناس خطأً أن الله لم يعد غريبًا وأنهم بالفعل كانوا يسيرون في طريق التوافق مع الله. حتى الآن، استمع الناس إلى الكثير من العظات عن الحق، واختبروا الكثير من عمل الله. لكن في ظل حدوث تدخلات وعراقيل بسبب العديد من العوامل والظروف المختلفة، لا يمكن لمعظم الناس الوصول إلى ممارسة الحق، ولا يمكنهم الوصول إلى إرضاء الله. يزداد الناس في تراخيهم، ويزداد افتقارهم إلى الثقة. يزداد شعورهم بأن عاقبتهم مجهولة. لا يجرؤون على امتلاك أية أفكار متهورة، ولا يسعون وراء أي تقدُّم؛ هم فقط يسيرون ويمضون قدمًا خطوة بخطوة بدون حماس. أما فيما يتعلق بحالة الإنسان الحالية، ما هو موقف الله من الإنسان؟ لا يرغب الله إلا في أن يقدّم هذه الحقائق للإنسان، ويزرع طريقه داخل الإنسان، ثم بعد ذلك يرتب ظروفًا معينة لكي يختبر الإنسان بطرق مختلفة. هدفه هو أخذ هذه الكلمات وهذه الحقائق وعملَه وأن يُحدث عاقبةً حيث يتقي الإنسان الله ويحيد عن الشر. يأخذ معظم الناس الذين رأيتهم كلمة الله فقط ويعتبرونها تعاليم، يعتبرونها حروفًا، ويعتبرونها لوائح يجب الالتزام بها. عندما يخوضون في شيء ويتكلمون، أو يواجهون تجارب، لا ينظرون إلى طريق الله على أنه الطريق الذي ينبغي لهم الالتزام به. يكون هذا الأمر صحيحًا على نحو خاص عندما يواجه الناس تجارب كبيرة. لم أرَ شخصًا يمارس ساعيًا نحو مخافة الله والحيدان الشر. لهذا السبب، موقف الله تجاه الإنسان مملوء بالاشمئزاز والكراهية المفرطة. بعد أن قدم الله تجارب بطريقة متكررة للناس، حتى لمئات المرات، ما زال الناس بلا موقف واضح لإظهار عزمهم، بالقول: أريد أن أتقي الله وأحيد عن الشر! حيث إن الناس ليس لديهم هذا العزم، ولا يقدّمون هذا النوع من العروض، لم يعد موقف الله الحالي تجاههم كما كان في الماضي، عندما كان يظهر لهم الرحمة والتسامح والصبر وطول الأناة. بل خاب ظنه في الإنسان كثيرًا. مَنْ سبب خيبة الأمل هذه؟ على مَنْ يتوقف نوع الموقف الذي يتخذه الله تجاه الإنسان؟ يتوقف على كل شخص يتبع الله. على مدار سنوات عمل الله، قدم الكثير من المتطلبات من الإنسان، ورتّب العديد من الظروف من أجله. ولكن مهما كان أداء الإنسان، ومهما كان موقف الإنسان من الله، لا يستطيع الإنسان الممارسة بوضوح وفقًا لهدف اتقاء الله والحيدان عن الشر. وهكذا، سأختصر الأمر برمته في مقولة واحدة، وأستخدم هذه المقولة لشرح كل شيء تكلمنا عنه فيما يتعلق بالسبب وراء عدم قدرة الناس على السير في طريق الله – اتقاء الله والحيدان عن الشر. ما هي هذه المقولة؟ هذه المقولة هي: ينظر الله للإنسان على أنه هدف لخلاصه، هدفًا لعمله، أما الإنسان فينظر إلى الله على أنه عدو له، على أنه نقيضه. هل اتضح هذا الأمر لك الآن؟ ماهية موقف الإنسان، وماهية موقف الله، وماهية العلاقة بين الإنسان والله: هذه جميعها أمور واضحة. بغض النظر عن كم الوعظ الذي استمعتم له، وتلك الأشياء التي قمتم بتلخيصها بأنفسكم، مثل الأمانة تجاه الله وطاعته والسعي وراء طريق التوافق مع الله، وابتغاء قضاء العمر من أجله، والعيش له، لا أنظر إلى تلك الأمور على أنها السير في طريق الله بوعي، أي اتقاء الله والحيدان عن الشر. بل هي قنوات يمكنكم من خلالها تحقيق أهداف معينة. ولتحقيق هذه الأهداف، فإنكم تلتزمون على مضض ببعض اللوائح. وهذه اللوائح بالتحديد هي التي تبعد الناس أكثر عن طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر، وتضع الله في مواجهة مع الإنسان مرةً أخرى.
السؤال الذي أنتم بصدد مناقشته الآن ثقيل بعض الشيء، وبغض النظر عن أي شيء، ما زلت أرجو أنه حين تجتازون التجارب المقبلة، والأوقات القادمة، يمكنكم أن تفعلوا ما أخبرتكم إياه توًّا. لا تتجاهلوا الله ولا تروه هواءً فارغًا، حيث تشعرون كأنه موجود في الأوقات التي يكون ذا منفعة لكم فيها، ولكن عندما يكون بلا منفعة لكم تشعرون أنه غير موجود. حين يكون لديك هذا النوع من الفهم لا شعوريًا، فقد أغضبت الله بالفعل. قد يوجد بعض الناس الذين يقولون: "لا أرى الله هواءً فارغًا، أنا أصلّي له دائمًا، وأرضيه دائمًا، وكل شيء أفعله يقع ضمن النطاق والمعيار والمبادئ المطلوبة التي يطلبها الله. من المؤكد أني لا أتحدث وفقًا لأفكاري الخاصة". نعم، الأسلوب الذي تتناول به الأمور صحيح. ولكن كيف تفكر حين تواجه أمرًا ما وجهًا لوجه؟ كيف تمارس عندما تواجه أمرًا ما؟ يشعر بعض الناس أن الله موجود عندما يصلّون له ويناجونه. ولكن عندما يواجههم أمر ما، يأتون بأفكارهم الشخصية ويريدون أن يلتزموا بها. هذا بمنزلة اعتبار الله هواءً فارغًا. هذا النوع من المواقف يجعل الله غير موجود. يظن الناس أن الله ينبغي أن يكون موجودًا عندما يحتاجون إليه، وعندما لا يحتاجون إليه لا ينبغي أن يكون موجودًا. يظن الناس أن المضي قدمًا بأفكارهم الشخصية للممارسة كافٍ. يؤمنون أن بإمكانهم فعل الأمور كما يحلو لهم، ويظنون ببساطة أنهم لا يحتاجون إلى السعي وراء طريق الله. أليس الناس الذين هم حاليًا في حالة مثل هذه وفي موقف مثل هذا هم على حافة الخطر؟ يقول بعض الناس: "بغض النظر عما إذا كنت على حافة الخطر أو لا، لقد آمنت لسنين عديدة، وأؤمن أن الله لن يهجرني، لأنه لا يطيق هجراني". يقول آخرون: "منذ أن كنت في رحم أمي، آمنت بالرب، طول الوقت وحتى الآن، أربعين أو خمسين عامًا في المجمل. من حيث الوقت، أنا أكثر الناس المؤهلين لأن ينالوا خلاص الله؛ أنا أكثر الناس المؤهلين لأن أنجو. طول فترة الأربعة أو الخمسة عقود هذه، تركت أسرتي ووظيفتي، وتخلّيت عن كل ما أملك، مثل المال والمكانة والمتعة وقضاء الوقت مع الأسرة، ولم آكل العديد من الأطعمة اللذيذة، ولم أستمتع بالكثير من الأمور المسلية، ولم أزر العديد من الأماكن الشيّقة. لقد تعرضت للمعاناة التي لا يستطيع الناس العاديون احتمالها. إن لم يقدر الله أن يخلّصني بسبب كل هذا، فمعنى هذا أنني أُعامَل بظلم ولا أستطيع أن أؤمن بإله مثل هذا". هل يوجد عدد كبير من الناس الذين لديهم هذا النوع من الآراء؟ (يوجد العديد منهم). إذًا اليوم سأساعدكم على فهم حقيقةٍ: كل واحد من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الآراء يسببون لأنفسهم المتاعب؛ وهذا لأنهم يستخدمون تخيلاتهم لتغطية أعينهم. إن خيالاتهم بالتحديد واستنتاجاتهم هي التي تحل محل ما يطلبه الله من البشر، وتعيقهم عن قبول مقاصد الله الصحيحة، وتجعلهم لا يشعرون بوجود الله الحقيقي، ويخسرون فرصتهم في أن يُكمَّلوا من الله، ولا يكون لهم نصيب أو شركة في وعده.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 11
كيف يحدد الله عاقبة الإنسان والمعيار الذي يحدد به عاقبته
قبل أن يكون لك آراؤك واستنتاجاتك الشخصية، ينبغي لك أولاً أن تفهم موقف الله تجاهك، وما يفكر فيه، ثم بعد ذلك تقرر إن كان تفكيرك صائبًا أم لا. لم يستخدم الله أبدًا وحدات الزمن لتحديد عاقبة الإنسان، ولم يستخدم أبدًا مقدار المعاناة التي تحمّلها شخص ما لتحديد عاقبته. ما الذي يستخدمه الله إذًا كمعيار لتحديد عاقبة الإنسان؟ إن استخدام وحدات الزمن لتحديد عاقبة الإنسان هو ما يتوافق تمامًا مع تصورات الناس. ويوجد أيضًا أولئك الأشخاص الذين تراهم كثيرًا وهم الذين كرسوا الكثير وأنفقوا الكثير ودفعوا الكثير وعانوا كثيرًا في وقتٍ ما من حياتهم. أولئك هم الأشخاص الذين – في رأيكم – يمكن أن ينالوا الخلاص من الله. كل ما يُظهره هؤلاء الناس وكل ما عاشوه هو بالتحديد تصوّر البشريّة عن المعيار الذي يحدد الله به عاقبة الإنسان. وبغض النظر عمّا تؤمنون به، لا أريد أن أسرد هذه الأمثلة واحدًا واحدًا. باختصار، ما دام أنه ليس معيار تفكير الله، فهو يأتي من مُخيّلة الإنسان، وكلها تصورات الإنسان. ما هي نتيجة الإصرار الأعمى على تصورك وتخيلك؟ من الواضح أن النتيجة لا يمكن أن تكون سوى رفض الله لك؛ هذا لأنك دائمًا تتباهى بمؤهلاتك أمام الله وتنافسه وتخالفه ولا تحاول حقًّا استيعاب تفكير الله، ولا تحاول فهم مقاصده وموقفه تجاه البشريّة. الاستمرار بهذه الطريق هو إكرام لذاتك قبل أي شيء وليس إكرامًا لله. أنت تؤمن بنفسك وليس بالله. لا يريد الله هذا النوع من الأشخاص ولا يريد أن يخلّصهم. إن كنت تستطيع أن تتخلى عن هذا النوع من وجهات النظر ثم تصحّح وجهات نظر الماضي غير الصحيحة هذه، وإن كنت تستطيع المضي قدمًا وفقًا لمتطلبات الله، وتبدأ ممارسة طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر من الآن فصاعدًا، وتنجح في إكرام الله بعظمته في كل شيء، ولا تستخدم أوهامك وآراءك ومعتقداتك الشخصية لتضع تعريفًا لذاتك ولله، بل تسعى وراء مقاصد الله في كافة المناحي، وتفهم وتستوعب موقف الله تجاه البشريّة، وتستخدم معيار الله لإرضائه، فسيكون هذا رائعًا! وسيعني هذا أنك على وشك البدء في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر.
حيث إن الله لا يستخدم طريقة أو أخرى من تلك التي يفكر بها الناس، ولا يعتمد أفكارهم وآراءهم كمعيار لتأسيس عاقبتهم، فما نوع المعيار الذي يستخدمه الله إذًا؟ يستخدم الله التجارب لإقرار عاقبة الإنسان. يوجد معياران لاستخدام التجارب لإقرار عاقبة الإنسان: الأول هو عدد التجارب التي يجتازها الناس، والثاني هو النتيجة التي حققها الناس في هذه التجارب. هذان هما المؤشران اللذان يحددان عاقبة الإنسان. سنستفيض الآن في هذين المعيارين.
أول كل شيء، حين تواجهك تجربة من الله (ملحوظة: من المحتمل أنك ترى هذه التجربة صغيرة وغير جديرة بالذكر)، سيجعلك الله تدرك بوضوحٍ أن هذه هي يد الله عليك، وأن الله هو من قد رتب هذه الظروف من أجلك. عندما تكون قامتك غير ناضجة، سيرتب الله تجارب بهدف اختبارك. ستتناسب هذه التجارب مع قامتك؛ أي تجارب تكون قادرًا على فهمها واحتمالها. سيختبر أي جزء منك؟ سيختبر موقفُك تجاه الله. هل هذا الموقف مهم للغاية؟ بالطبع مهم! بل له أهمية خاصة! لأن موقف الإنسان هذا هو النتيجة التي يريدها الله، وهو أهم شيء ما دام الأمر يتعلق بالله، وإلا لما بذل الله مجهوداته على الناس من خلال الاشتراك في هذه الأنواع من العمل. يريد الله أن يرى موقفك نحوه من خلال هذه التجارب، ويريد أن يرى إن كنت على المسار الصحيح أم لا. يريد أن يرى إن كنت تتقي الله وتحيد عن الشر أم لا. لذلك وبغض النظر عمّا إن كنت تفهم الكثير أو القليل من الحق في هذا الوقت الخاص، ستواجهك مع ذلك تجربة الله، وعقب أي زيادة في مقدار ما تفهمه من الحق، سيستمر الله في ترتيب تجارب مقابلة من أجلك. عندما تواجه تجربةً مرة أخرى، يريد الله أن يرى إن كانت وجهة نظرك وأفكارك وموقفك نحوه قد حدث فيها أي نمو في تلك الأثناء أم لا. يقول بعض الناس: "لماذا يريد الله أن يرى مواقف الناس دائمًا؟ ألم يرَ كيف يمارسون الحق؟ لِمَ ما زال يريد أن يرى مواقف الناس؟" هذا هراء لا طائل منه! وبما أن الله يستمر على هذا النحو، فمن المؤكد أن مقاصد الله تكمن هناك. يراقب الله الناس دائمًا من جانبهم، ويشاهد كل كلمة من كلماتهم وفعل من أفعالهم، وكل حركة وكل تصرف، وحتى معتقداتهم وأفكارهم. كل شيء يحدث للناس: أعمالهم الحسنة، أخطاؤهم، تعدياتهم، وحتى تمردهم وخيانتهم، سيسجلها الله جميعًا كدليل لتحديد عاقبتهم. مع تنامي عمل الله خطوة خطوة، تسمع المزيد والمزيد من الحق، وتقبل المزيد والمزيد من الأمور الإيجابية والمعلومات الإيجابية وواقعية الحق. وخلال هذه العملية، تزداد أيضًا متطلبات الله منك. وفي الوقت ذاته يرتب الله تجارب أقسى من أجلك، وهدفه من ذلك هو فحص ما إذا كان موقفك نحوه قد نضج في تلك الأثناء أم لا. بالطبع، أثناء هذه الفترة، فإن وجهة النظر التي يطلبها الله منك تتوافق مع فهمك لواقعية الحق.
إذ تنمو قامتك تدريجيًّا، ينمو أيضًا المعيار الذي يطلبه الله منك تدريجيًّا. عندما تكون غير ناضج، سيعطيك الله معيارًا صغيرًا جدًّا؛ وعندما تزداد قامتك قليلاً سيعطيك الله معيارًا أكبر قليلاً. ولكن ماذا يفعل الله بعدما تفهم كل الحق؟ سيجعلك الله تواجه تجارب أكبر. وسط هذه التجارب، ما يريد الله الحصول عليه وما يريد أن يراه هو معرفتك الأعمق به اتقاؤك الحقيقيّ. في هذا الوقت، ستصبح متطلبات الله منك أعلى و"أقسى" مما كانت عليه عندما كانت قامتك أقل نضجًا (ملحوظة: يراها الناس قاسية ولكن الله يراها معقولة). عندما يعطي الله تجارب للناس، ما هو نوع الواقعية التي يريد أن ينشئها الله؟ يطلب الله من الناس باستمرار أن يعطوه قلوبهم. سيقول بعض الناس: "كيف يمكن للمرء أن يعطي قلبه؟ أنا أقوم بواجبي؛ فقد هجرت منزلي ومعيشتي، وأنفقت في سبيل الله. أليست هذه جميعها أمثلة على تقديم قلبي لله؟ وإلا كيف يمكن أن أقدم قلبي لله بطريقة أخرى؟ هل يمكن ألا تكون هذه أمثلة على تقديم قلبي لله؟ ما هو مطلب الله المحدد؟" هذا المطلب بسيط للغاية. في الواقع هناك بعض الناس الذين قد قدموا بالفعل قلوبهم لله بدرجات متنوعة في مراحل متنوعة من تجاربهم. لكن الأغلبية العظمى من الناس لم تقدم قلوبها لله مطلقًا. عندما يعطيك الله تجربة، فإنه يرى إن كان قلبك معه أم مع الجسد أو مع الشيطان. عندما يعطيك الله تجربة، يرى إن كنت تعارضه أم تقف في موقع متوافق معه، وينظر إن كان قلبك في نفس الجانب معه أم لا. عندما تكون غير ناضج وتواجه تجارب، تكون ثقتك ضعيفة للغاية، ولا تعرف بالضبط ما تحتاجه لكي ترضي مقاصد الله، لأن لديك فهمًا محدودًا عن الحق. على الرغم من هذا كله، يمكنك أن تصلي لله بإخلاص وصدق، وترغب في إعطائه قلبك، وتجعله سيدك، وتكون على استعداد لأن تقدم له تلك الأمور التي تؤمن أنها الأثمن. هذا معنى أن تكون قد قدمت بالفعل قلبك لله. وحينما تنصت إلى المزيد من الوعظ، وتفهم المزيد من الحق، ستنضج قامتك أيضًا تدريجيًّا. المعيار الذي يطلبه الله منك في ذلك الوقت لن يكون مثل المعيار نفسه الذي كان يطلبه منك عندما كنت غير ناضج؛ فهو يطلب منك معيارًا أعلى من ذلك. وعندما يُقدَّم قلب الإنسان بالتدريج لله، فإنه يقترب أكثر فأكثر من الله؛ وعندما يقترب الإنسان حقًّا من الله، يكون لديه قلب يتقيه بطريقة متزايدة. يريد الله هذا النوع من القلب.
عندما يريد الله الحصول على قلب شخص ما، سيرسل له تجارب متعددة. وأثناء تلك التجارب، إن لم يحصل الله على قلب هذا الشخص، ولم يرَ أن هذا الشخص يتّخذ أي موقف، أي أنه لا يرى هذا الشخص يتقدم في أمور أو يسلك بطريقة تدل على اتقاء الله، ولا يرى موقفًا أو عزمًا لدى هذا الشخص على الحيدان عن الشر. إن كان الأمر هكذا، فبعد عدة تجارب، سينفذ صبر الله تجاه هذا الشخص، ولن يتسامح معه من جديد. لن يعود يقدم له تجارب، ولن يقوم بعمله فيه. فماذا يعني هذا لعاقبة هذا الشخص؟ هذا يعني أنه من الممكن ألا تكون له عاقبة. ربما لم يفعل هذا الشخص أي شر، وربما أيضًا لم يفعل شيئًا مُعطِّلاً أو مُزعِجًا، ومن المحتمل أيضًا أنه لم يقاوم الله علنًا. ومع ذلك، فقلب هذا الشخص مختبئ من الله. لم يكن لديه قط موقف واضح أو وجهة نظر واضحة تجاه الله، ولم يكن بالإمكان أن يرى الله أن قلب هذا الشخص قد أُعطي له، ولا يمكنه أن يرى بوضوح أن هذا الشخص يسعى إلى اتقاء الله والحيدان عن الشر. لم يعد لله صبر على هؤلاء الناس، ولن يدفع أي ثمنٍ من جديد، ولن يمدهم برحمةٍ ولن يعمل فيهم فيما بعد. حياة إيمان هذا الشخص بالله قد انتهت بالفعل؛ هذا لأنه في كل التجارب التي أعطاها الله لهذا الإنسان، لم يحصل الله على النتيجة التي يرجوها. وهكذا يوجد عدد من الناس الذين لم أرَ فيهم قط استنارة الروح القدس وإنارته. كيف من الممكن رؤية هذا؟ ربما هذا النوع من الأشخاص قد آمن بالله لسنين عديدة، وكان نشطًا للغاية من الناحية الظاهرية، حيث قرأ العديد من الكتب، وتعامل مع الكثير من الأمور، وملأ ما يزيد عن عشرة دفاتر بملاحظات، وأتقن كثيرًا جدًا من الكلمات والتعاليم، ومع ذلك لم يكن هناك أي نمو ظاهر، ولم تكن هناك قط وجهة نظر واضحة أو موقف واضح تجاه الله لدى هذا الإنسان. أي أنك لا تستطيع أن ترى قلب هذا الشخص. قلبه دائمًا مختوم ومغلق عن الله، لذلك لم يرَ الله القلب الحقيقي لهذا الشخص، ولم يرَ تقواه الحقيقية نحوه، بل ولم يرَ كيف يسير في طريق الله. إن لم يربح الله هذا الشخص حتى الآن، فهل يمكنه أن يربحه في المستقبل؟ لا يمكنه! هل يستمر الله في المحاولة في أمور لا يمكن الحصول عليها؟ لن يستمر! ما موقف الله الحالي من هؤلاء الناس إذًا؟ (إنه يرفضهم، ولا يلقي لهم بالاً). لا يلقي لهم بالاً! لا يبالي الله بهذا النوع من الأشخاص، بل ينبذهم. لقد حفظتم هذه الكلمات بسرعة ودقة كبيرتين. يبدو أنكم فهمتم ما قد سمعتموه!
يوجد بعض الناس الجهّال وغير الناضجين لا يفهمون في بداية اتباعهم لله مقاصد الله، ولا يعرفون أيضًا معنى الإيمان بالله، ويتبنون طريقًا خاطئًا من صنع البشر في الإيمان بالله واتباعه. عندما يواجه مثل هذا الشخص تجربة، لا يكون على دراية بها، ولا يبالي بإرشاد الله واستنارته. لا يعرف معنى تسليم قلبه لله، ومعنى الصمود أثناء التجربة. سيعطي الله هذا الشخص قدرًا محدودًا من الوقت، وأثناء هذا الوقت، سيدعه يفهم ما هي تجربة الله وما هي مقاصده. بعد ذلك يحتاج هذا الشخص إلى أن يُظهر وجهة نظره. من جهة أولئك الأشخاص في هذه المرحلة، يظل الله منتظرًا. ومن جهة الأشخاص الذين لديهم بعض الآراء ومع ذلك لا يزالون مترددين جيئةً وذهابًا، أولئك الذين يريدون تسليم قلوبهم لله ولكنهم غير متصالحين مع الفكرة، والذين – على الرغم من أنهم قد مارسوا بعض الحقائق وعندما تواجههم تجربة كبرى، يتملصون منها ويريدون الاستسلام – ما موقف الله من هؤلاء الناس؟ لا يزال لدى الله أمل ضئيل في هؤلاء الناس. تعتمد النتيجة على مواقفهم وأدائهم. كيف يستجيب الله إن لم يكن الناس نشطاء في إحراز تقدم؟ إنه يتخلى عنهم؛ هذا لأنه قبل أن يتخلى الله عنك، تكون أنت قد تخليت عن نفسك بالفعل. وهكذا لا يمكنك أن تلوم الله على فعل ذلك، أليس كذلك؟ هل هذا عادل؟ (نعم إنه عادل).
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 12
عندما يتبع الناس الله، نادرًا ما يعيرون انتباهًا لمشيئته، ونادرًا ما يهتمون بأفكار الله وموقفه نحو الإنسان؛ فهم لا يفهمون أفكار الله، لذلك عندما تُطرح أسئلة تتضمن مقاصد الله وشخصيته، تتحيرون. أنتم غير متيقنين مطلقًا، وتخمّنون أو تراهنون. ما هذه العقلية؟ إنها تثبت هذه الحقيقة: معظم الناس الذين يؤمنون بالله يعتبرونه هواءً فارغًا، وشيئًا يبدو موجودًأ في دقيقة ما وغير موجود في الدقيقة التي تليها. لماذا أصوغ الأمر بهذه الطريقة؟ لأنه كلما واجهكم أمر ما، لا تعرفون مقاصد الله. لماذا لا تعرفون؟ الأمر ليس أنكم لا تعرفون الآن فقط، بل من البداية إلى النهاية أنتم لا تعرفون ما هو موقف الله تجاه هذا الأمر. هل تأملتَ في تلك الأوقات التي لا ترى فيها موقف الله ولا تعرفه؟ هل بحثت في الأمر؟ هل تواصلتَ بشأنه؟ كلا! هذا يؤكد حقيقة: الإله الذي تؤمن به والإله الحق غير مرتبطين. أنت – يا مَنْ تؤمن بالله – لا تتأمل إلا في مشيئتك وفي مشيئة قادتك، ولا تتأمل إلا في المعنى العقائدي والسطحي لكلمة الله، ولكنك لا تحاول حقًّا أن تعرف مشيئة الله وتبحث عنها على الإطلاق. أليس الأمر هكذا؟ جوهر هذا الأمر سيئ للغاية! على مدار العديد من السنوات رأيتُ الكثير من الناس الذين يؤمنون بالله. ما الشكل الذي يتخذه هذا الإيمان؟ يؤمن بعض الناس بالله كما لو كان هواءً فارغًا. هؤلاء الناس ليس لديهم إجابات عن أسئلة متعلقة بوجود الله، لأنهم لا يمكنهم أن يشعروا بوجوده أو غيابه أو يدركوهما، فضلاً عن عدم رؤيتهم وفهمهم إياه بوضوح. يعتقد هؤلاء الناس لا شعوريًا أن الله غير موجود، ويؤمن آخرون بالله كما لو كان إنسانًا. يؤمن هؤلاء الناس أن الله غير قادر على فعل كل شيء هم غير قادرين على فعله، وأن على الله أن يفكر كيفما يفكرون. تعريف هذا الشخص لله هو "شخص غير مرئي وغير ملموس". يوجد أيضًا مجموعة من الناس يؤمنون بالله كما لو كان دُمية. يؤمن هؤلاء الناس أن الله بلا مشاعر؛ إذْ يعتقدون أن الله عبارة عن تمثال من الطين. عندما يواجه اللهَ أمرٌ ما، لا يكون له موقف ولا وجهة نظر ولا أفكار، وهو تحت رحمة الإنسان. لا يؤمن الناس سوى بالطريقة التي يريدون أن يؤمنوا بها. إن جعلوه عظيمًا، فهو عظيم، وإن جعلوه صغيرًا، فهو صغير. وعندما يخطئ الناس ويحتاجون إلى رحمة الله، وغفرانه ومحبته، ينبغي لله أن يقدم لهم رحمته. يكوِّن هؤلاء الناس فكرة عن إله في عقولهم، ويجعلون هذا الإله يحقق مطالبهم ويرضي كل رغباتهم. لا يهم متى أو أين، ولا يهم ما يفعله هذا الشخص، فإنه يتبنى هذا الخيال في تعامله مع الله، وإيمانه به. يوجد حتى أولئك الأشخاص الذين يؤمنون أن الله قادر على أن يخلّصهم بعد أن أغضبوا شخصيته؛ هذا لأنهم يؤمنون أن محبة الله غير محدودة، وأن شخصية الله بارة، وأنه مهما أساء الناس إلى الله، فلن يتذكر الله أيًّا من تلك الإساءات. وبما أن أخطاء الإنسان وتجاوزاته وعصيانه هي تعبيرات لحظية عن شخصية هذا الشخص، سيعطي الله الناس فرصًا، ويتسامح معهم ويصبر عليهم. سيستمر الله في محبته لهم كالسابق، ولذلك يبقى رجاء خلاصهم عظيمًا. في الواقع، مهما كان إيمان الشخص بالله، فإنه ما دام لا يسعى إلى الحق، سيتخذ الله موقفًا سلبيًّا حياله؛ هذا لأنك بينما تؤمن بالله، قد تثمن الكتاب الذي يضم كلمة الله، وتدرسه وتقرأه كل يوم، ولكنك تنحّي الله الحق جانبًا، وتعتبره هواءً فارغًا، وتعتبره شخصًا، ويعتبره بعضكم ببساطة دُمية. لماذا أصوغ الأمر بهذه الطريقة؟ لأن تلك الأمور الموجودة في لا وعيكم، وتلك الأمور التي تطورت بداخلكم – بغض النظر عمّا إذا كان يواجهكم أمر ما أو ظرف ما – لا علاقة لأي منها من وجهة نظري بكلمة الله أو السعي وراء الحق. أنت لا تعرف سوى ما تفكر فيه، ووجهات نظرك، ومن ثمّ تفرض أفكارك وآراءك الشخصية على الله؛ حيث تصير هي وجهات نظر الله، وأنت تجعل وجهات النظر هذه معايير تلتزم بها بلا تردد. وبمرور الوقت، فإن الاستمرار بهذه الطريقة يبعدك أكثر فأكثر عن الله.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 13
افهموا موقف الله وتخلّوا عن كل التصورات الخاطئة عنه
هل فكرتم من قبل في نوع هذا الإله الذي تؤمنون به الآن؟ عندما يرى الله شخصًا شريرًا يفعل أمورًا شريرة، هل يحتقره؟ (نعم، يحتقره). عندما يرى أخطاء الجهّال، ما هو موقفه؟ (الحزن). عندما يرى الناس يسرقون ذبائحه، ما هو موقفه؟ (يحتقرهم). هذا كله واضح، أليس كذلك؟ عندما يرى شخصًا لا يبالي بإيمانه بالله، ولا يسعى بأية طريقة وراء الحق، ما هو موقف الله؟ أنتم غير واضحين تمامًا بشأن هذا الأمر، أليس كذلك؟ الإهمال هو موقف لا يُعد خطيّةً، وليس إساءة موجهة لله. يؤمن الناس أنه لا ينبغي اعتباره خطأً فادحًا. ما هو موقف الله في اعتقادك إذًا؟ (هو غير راغب في الاستجابة له). غير راغب في الاستجابة له، ما هو هذا الموقف؟ إن الله يزدري هؤلاء الناس ويحتقرهم! يتعامل الله مع هؤلاء الناس من خلال تجاهلهم عمدًا. نهجه هو أن يتخلى عنهم، ولا يعمل أي عمل فيهم، بما في ذلك الإضاءة والاستنارة والتوبيخ والتأديب. هذا النوع من الأشخاص لا يُحسب في عمل الله. ما هو موقف الله من الناس الذين أهانوا شخصيته وأساؤوا لمراسيمه الإدارية؟ اشمئزاز مفرط! يستشيط الله غضبًا بشدة من هؤلاء الناس غير التائبين لإهانتهم شخصيته! "الاستشاطة غضبًا" هو مجرد شعور، ومزاج، ولا يمكن أن يمثل موقفًا واضحًا. ولكن هذا الشعور وهذا المزاج، سيأتي بعاقبة على هذا الشخص: سيملأ الله باشمئزاز مفرط! ما هي عاقبة هذا الاشمئزاز المفرط؟ سينحي الله هذا الشخص جانبًا، ولا يستجيب له في الوقت الحاضر. سينتظر بعد ذلك ليفرزه "بعد الخريف". بماذا يوحي هذا؟ هل لا تزال لهؤلاء الأشخاص عاقبة؟ لم ينوِ الله قط أن يعطي هذا النوع من الأشخاص عاقبةً! لذلك أليس من الطبيعي ألاّ يستجيب الله في الوقت الحالي لهذا النوع من الأشخاص؟ (بلى). كيف ينبغي لهذا النوع من الأشخاص أن يستعد الآن؟ ينبغي لهم أن يستعدوا لتحمل العواقب السلبية الناتجة عن سلوكهم، والشر الذي قد فعلوه. هذه هي استجابة الله لهذا النوع من الأشخاص. لذلك أقول بوضوح لهذا النوع من الأشخاص: لا تتعلق بأوهام فيما بعد، ولا تنهمك في التفكير الحالم مجددًا. لن يتسامح الله مع الناس إلى أجل غير مسمى، ولن يتحمل تعدياتهم وعصيانهم إلى ما لا نهاية. سيقول بعض الناس: "لقد رأيت أيضًا القليل من الناس على هذه الشاكلة. عندما يصلّون، يلمسهم الله لمسةً خاصة، ويبكون بمرارة. عادةً ما يكونون سعداء للغاية؛ ويبدو أنهم يتمتعون بحضور الله وإرشاده". لا تتفوه بهذا الهراء! البكاء بمرارة ليس بالضرورة تأثُّرًا بالله أو بحضور الله، فضلاً عن أنه لا يعني إرشاده. إن أغضب الناس الله، فهل سيظل الله يرشدهم؟ باختصار، عندما يقرر الله إبادة أحدهم، أو هجره، فإن هذا الشخص يكون بلا عاقبة بالفعل. لا يهم مدى الرضا الذي يشعر به عن نفسه عندما يصلّي، ولا مدى ثقته بالله داخل قلبه؛ هذا بالفعل أمر غير مهم. الأمر المهم هو أن الله لا يحتاج إلى هذا النوع من الثقة، وأن الله قد رفض هذا الشخص بالفعل. أما كيفية التعامل معه فيما بعد فهو أيضًا أمر غير مهم. ما يهم الآن هو أن هذا الشخص يُغضب الله، وعاقبته قد تقرّرت بالفعل. إن كان الله قد قرر ألا يُخلّص هذا النوع من الأشخاص، فسيُترك للعقاب. هذا هو موقف الله.
مع أن جزءًا من جوهر الله هو المحبة، وهو يقدم رحمةً لكل شخص، فإن الناس ينسون ويغفلون عن أن جوهره هو أيضًا الكرامة. كون أن لديه محبة فهذا لا يعني أن بإمكان الناس أن يسيئوا إليه بحرية وأنه ليس لديه مشاعر أو أية ردود أفعال. إن امتلاكه للرحمة لا يعني أنه بلا مبادئ في كيفية معاملته للناس؛ فالله حي، وهو موجود حقًّا. هو ليس دمية متخيَّلة أو شيئًا آخر. وبما أنه موجود، فيجب أن ننصت بانتباه لصوت قلبه في كل الأوقات، ونبدي اهتمامًا بموقفه، ونفهم مشاعره. لا يجب أن نستخدم خيالات الناس لتعريف الله، ولا ينبغي أن نفرض معتقدات ورغبات الناس على الله، بحيث نجعل الله يستخدم أسلوب الإنسان وتفكيره في كيفية معاملته للبشرية. إن كنت تفعل هذا، فأنت تُغضب الله، وتثير سخطه، وتتحدى هيبته! لذلك، بعد أن فهمتم خطورة هذا الأمر، أحثُّ كل واحد منكم هنا أن يكون حذرًا وحكيمًا في أفعاله. كونوا حذرين وحكماء في كلامكم. وفيما يتعلق بكيفية تعاملكم مع الله، كلما كنتم حذرين وحكماء، كان ذلك أفضل! عندما لا تفهم ما هو موقف الله، لا تتكلم باستهتار، ولا تكن مهملاً في أفعالك، ولا تتبع تصنيفات بلا اكتراث. بالإضافة إلى ذلك، لا تختلق استنتاجات تعسفية، بل ينبغي لك أن تنتظر وتسعى، وهذا أيضًا مظهر من مظاهر اتقاء الله والحيدان عن الشر. إن كان باستطاعتك الوصول إلى هذه النقطة قبل أي شيء، ولديك هذا الموقف، فلن يلومك الله على غبائك وجهلك وعدم فهمك للأسباب الكامنة وراء الأمور. بل بدلاً من ذلك، ونظرًا لخوفك من الإساءة إلى الله، واحترامك لمقاصد الله، وموقفك الراغب في طاعته، سيتذكرك الله ويرشدك وينيرك، أو يتسامح مع عدم نضجك وجهلك. وعلى النقيض، إن كان موقفك منه ينمّ عن عدم الاحترام، ورحت تصدر أحكامًا على الله بطريقة تعسفية، وتخمّن أفكار الله وتضع تعريفًا لها بطريقة تعسفية، فسوف يدينك الله ويؤدبك ويعاقبك أو سيقدم لك بيانًا. ربما يتضمن هذا البيان عاقبتك، ومن ثمّ، فإنني ما زلت أريد أن أؤكد على هذا مرة أخرى: عليك أن تكون حذرًا وحكيمًا حيال كل شيء يأتي من الله. لا تتحدثوا بلا اكتراث، ولا تكونوا مهملين في تصرفاتكم. قبل أن تقول أي شيء، ينبغي أن تفكر: هل فعل هذا سيغضب الله؟ هل فعل هذا ينطوي على اتقاء الله؟ حتى فيما يتعلق بالأمور البسيطة، ينبغي أن تحاول حقًّا حلّ هذه الأسئلة، والتفكير فيها جديًا. إن كنت تستطيع حقًّا أن تمارس وفقًا لهذه المبادئ في أي مكان، وفي كل الأمور، وكافة الأوقات، وأن تعتمد مثل هذا الموقف، ولا سيما عندما لا تفهم شيئًا، فسيرشدك الله دائمًا، وسيعطيك طريقًا لتسير فيه دائمًا. مهما أظهر الناس، فإن الله يرى كل شيء بوضوح، وسيعطيك تقييمًا دقيقًا ومناسبًا لهذه المظاهر. بعد أن تختبر التجربة الأخيرة، سيأخذ الله كل سلوكك ويلخصه بالكامل ليحدد عاقبتك. ستقنع هذه النتيجة كل شخص بلا أدنى شك. ما أريد أن أخبركم إياه هو أن كل عمل من أعمالكم وكل تصرف من تصرفاتكم وكل فكرة من أفكاركم ستحدد مصيركم.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 14
مَنْ يحدّد عاقبة الإنسان؟
يوجد أمر آخر بالغ الأهمية، وهو موقفكم تجاه الله. هذا الموقف حيوي؛ فهو يحدد ما إذا كنت ستسير إلى الهلاك في النهاية أم إلى غاية جميلة أعدها الله لك. في عصر الملكوت، عمل الله بالفعل لأكثر من عشرين عامًا، وعلى مدار هذه العشرين عامًا ربما كانت قلوبكم غير واثقة قليلاً في أدائكم. ولكن الله، في قلبه، قد صنع سجلاً فعليًّا وصادقًا لكل واحد منكم. يحتفظ الله بسجل لكل واحد عن هذه المظاهر ابتداءً من حيث بدأ كل شخص في اتباعه وسماع وعظه، وفهم المزيد والمزيد من الحق إلى أن قاموا بواجباتهم. عندما يقوم أحد بأداء واجبه، وعندما يواجه كل أنواع الظروف والتجارب، ما هو موقفه؟ كيف يكون أداؤه؟ كيف يشعر تجاه الله في قلبه؟ يحتفظ الله بسجل لكل هذا. لعل هذه الأمور محيرة من وجهة نظركم. لكنها كلها واضحة كل الوضوح من منظور الله، وليس بها أدنى إهمال. هذه مسألة تتضمن عاقبة كل الناس ومصائرهم وتطلعاتهم المستقبلية أيضًا. فضلاً عن أن هذا هو المكان الذي يبذل فيه الله كل جهوده الدؤوبة. وهكذا لا يمكن لله أن يتجاهل أو يتسامح مع أية حيرة. يحتفظ الله بهذا السجل للبشرية، ويصنع سجلاً للبشر الذين يتبعون الله كافة، من البداية إلى النهاية. موقفك تجاه الله في هذا الوقت سيحدد مصيرك. أليس هذا صحيحًا؟ والآن، هل تؤمنون أن الله بار؟ هل أفعال الله مناسبة؟ هل لا تزال لديكم صورة أخرى عن الله في أذهانكم؟ (كلا). هل تقولون إذًا إن عاقبة الإنسان يحددها الله أم يحددها الإنسان بنفسه؟ (يحددها الله). مَنْ يحددها؟ (الله). لستم واثقين، أليس كذلك؟ أيها الإخوة والأخوات من هونغ كونغ، تكلّموا، مَنْ يحددها؟ (يحددها الناس أنفسهم). الإنسان يحددها بنفسه؟ ألا يعني هذا إذًا أن الأمر لا يتعلق بالله؟ أيها الإخوة والأخوات من كوريا الجنوبية، تكلّموا. (يحدد الله عاقبة الإنسان بناءً على أعماله وتصرفاته، وبناءً على الطريق الذي يسير فيه). هذه إجابة موضوعية جدًّا. هناك حقيقة يجب أن أخبركم جميعًا بها: على مدار عمل خلاص الله، يضع معيارًا للإنسان. هذا المعيار هو أن يطيع الإنسان كلمة الله ويسير في طريقه. هذا هو المعيار الذي يُستخدم لقياس عاقبة الإنسان. إذا مارست وفقًا لهذا المعيار الإلهي، فيمكنك الحصول على عاقبة جيدة؛ وإذا لم تفعل ذلك، فلا يمكنك الحصول على عاقبة جيدة. فمَنْ تقولون إذًا إنه يحدد هذه العاقبة؟ ليس الله وحده هو الذي يحددها، بل الله والإنسان معًا. هل هذا صحيح؟ (نعم). لماذا؟ لأن الله هو مَنْ يريد أن يشترك اشتراكًا فعّالاً في عمل خلاص البشرية، وأن يعد غاية جميلة للإنسان. الإنسان هو هدف عمل الله، وهذه العاقبة أو الغاية هي ما يعده الله له. لو لم يكن هناك هدف لعمله، لما احتاج الله أن يقوم بهذا العمل؛ ولو لم يقم الله بهذا العمل، لما حصل الإنسان على فرصة للخلاص. الإنسان هو هدف الخلاص، ومع أن الإنسان موجود في الجانب السلبي من هذه العملية، فإن الموقف في هذا الجانب هو الذي يحدد ما إذا كان الله سينجح في عمله لخلاص البشرية أم لا. لولا الإرشاد الذي يقدمه لك الله، لما كنت ستعرف معياره، ولما كان لك هدف. إن كان لديك هذا المعيار، وهذا الهدف، ومع ذلك لا تتعاون، ولا تمارسه، ولا تدفع الثمن، فلن تحصل على هذه العاقبة. لهذا أقول إن هذه العاقبة لا يمكن أن تنفصل عن الله، ولا يمكن أيضًا أن تنفصل عن الإنسان. والآن أنتم تعرفون من يحدد عاقبة الإنسان.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 15
يميل الناس إلى وضع تعريف لله بناءً على الخبرة
عند التكلم عن موضوع معرفة الله، هل لاحظتم شيئًا؟ هل لاحظتم أن موقف الله الحالي قد تغيّر؟ هل موقف الله تجاه البشرية ثابت؟ هل سيستمر الله دائمًا في الاحتمال على هذا النحو، وتقديم كل محبته ورحمته للإنسان إلى أجل غير مسمى؟ يتضمن هذا الأمر أيضًا جوهر الله. ... بمجرد أن يعرف الناس أن الله يحب البشرية، يضعون تعريفًا لله كرمز للمحبة؛ لا يهم ما يفعله الناس، ولا يهم كيف يسلكون، ولا يهم كيف يعاملون الله، ولا يهم كم هم عاصون، لا يهم أي مما سبق؛ لأن الله مُحبٌّ، ومحبة الله غير محدودة ولا تُقاس. الله مُحبٌّ، لذلك يمكنه التسامح مع الناس. الله مُحبٌّ، لذلك يمكنه أن يكون رحيمًا مع الناس، رحيمًا تجاه عدم نضجهم ورحيمًا تجاه جهلهم ورحيمًا تجاه عصيانهم. هل يبدو الأمر هكذا حقًّا؟ بالنسبة إلى بعض الناس، عندما يختبرون طول أناة الله مرةً، أو مرات قليلة، يتعاملون معها وكأنها شيء أساسي في فهمهم لله، مؤمنين أن الله سيظل طويل الأناة ورحيمًا تجاههم إلى الأبد، وعلى مدار حياتهم يأخذون طول أناة الله ويعتبرونها معيارًا لكيفية تعامل الله معهم. هناك أيضًا أولئك الناس الذين، عندما يختبرون تسامح الله مرةً، سيعرّفون الله إلى الأبد على أنه التسامح، وهذا التسامح لأجل غير مسمى وغير مشروط بل وحتى مجرد كليًّا من المبادئ. هل هذه المعتقدات صحيحة؟ في كل مرة تُناقش فيها أمور عن جوهر الله أو شخصية الله، تبدون متحيرين. رؤيتي إياكم في هذه الحال تجتقلقني كثيرًأ. لقد سمعتم الكثير من الحق عن جوهر الله؛ وسمعتم أيضًا العديد من المواضيع المتعلقة بشخصية الله. ولكن هذه القضايا وحقيقة هذه الجوانب في أذهانكم، هي مجرد ذكريات مبنية على النظرية والكلمات المكتوبة. لا أحد منكم قادر على اختبار ماهية شخصية الله في حياتكم الحقيقية، ولا يمكنكم أن تروا ما هي شخصية الله. لذلك، أنتم جميعًا مشوشو الذهن في معتقداتكم، وتؤمنون جميعًا إيمانًا أعمى، لدرجة أن صار لديكم موقف غير مناسب تجاه الله، بحيث أصبحتم تنحونه جانبًا. إلام يقود تبنيكم هذا النوع من المواقف تجاه الله؟ إنه يقودكم إلى أن تقوموا دائمًا بعمل استنتاجات عن الله. بمجرد أن تكتسبوا قدرًا ضئيلاً من المعرفة، تشعرون بالرضا بشدة، وتشعرون كما لو أنكم حصلتم على الله في كليَّته. بعد ذلك تستنتجون أن هذا هو الله، ولا تدعونه يتحرك بحرية. وحينما يقوم الله بشيء جديد، لا تقرّون أنه هو الله. ذات يوم، عندما يقول الله: "لم أعد أحب الإنسان؛ لم أعد أقدم رحمتي للإنسان؛ لم يعد لدي تسامح أو طول أناة تجاه الإنسان؛ أنا مملوء بغضب وكراهية شديدة تجاه الإنسان" سيصطدم الناس مع هذا النوع من العبارات في أعماق قلوبهم، لدرجة أن بعضًا منهم سيقول: "أنت لم تعد إلهي؛ أنت لم تعد الإله الذي أريد أن أتبعه. إن كان هذا هو ما تقوله، فأنت لم تعد مؤهلاً لأن تكون إلهي، لا أحتاج إلى الاستمرار في اتباعك. إن لم تعطني رحمة، وإن لم تعطني محبة، فلن أعود أتبعك. فقط إن تسامحت معي بلا حدود، وتحليت بالصبر دائمًا عليَّ، وتركتني أرى أنك محبة، وأنك طول أناة وأنك تسامح، فحينها فقط يمكنني أن أتبعك وحينها فقط يمكنني أن أثق في الاستمرار إلى النهاية. ما دمت أتمتع برحمتك وطول أناتك، يمكن أن تُغفر تعدياتي وعصياني ويُصفح عنها إلى أجل غير مسمى، ويمكنني أن أخطئ في أي زمان ومكان، وأعترف وأنال الغفران في أي زمان ومكان، ويمكنني أن أُغضبك في أي مكان وزمان. لا ينبغي لك أن يكون لديك أفكارك واستنتاجاتك الخاصة عني". على الرغم من أنك قد لا تفكر في هذا النوع من الأسئلة بهذا الأسلوب الواعي والشخصي، حينما تعتبر الله أداةً لنيل الغفران لخطاياك وغرضًا تستخدمه للحصول على غاية جميلة، فأنت قد وضعت الإله الحي تدريجيًا في مقاومة معك، كعدو لك. هذا ما أراه. ربما تستمر في قول: "أؤمن بالله"، "أسعى وراء الحق"، "أريد تغيير شخصيتي"، "أريد التحرر من تأثير الظلمة"، "أريد إرضاء الله"، "أريد طاعة الله"، "أريد أن أكون أمينًا تجاه الله، وأقوم بواجبي جيدًا"، وخلافه. لا يهم كيف يبدو ما تقوله لطيفًا، ولا يهم ما هي النظرية التي يجب أن تعرفها، ولا يهم كيفية فرض هذه النظرية وتبجيلها، ما يهم في الواقع هو أن العديد منكم الآن قد تعلموا بالفعل كيف يستخدمون اللوائح والعقيدة والنظرية التي أتقنتموها لاستخلاص استنتاجات عن الله، ووضعه في مقاومة معكم بطريقة طبيعية تمامًا. ومع أنك أتقنت الحروف والتعاليم، فإنك لم تدخل حقًّا في واقعية الحق، ولذلك من الصعب عليك أن تقترب من الله وتعرفه وتفهمه. هذا مثير للشفقة!
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 16
موقف الله تجاه أولئك الذين يهربون أثناء عمله
ستجد هذا النوع من الأشخاص في كل مكان: بعد أن يتيقنوا من طريق الله، لأسباب متنوعة، يرحلون في صمت دون كلمة فراق وفعل ما تشتهيه قلوبهم. في الوقت الحاضر لن نخوض في السبب وراء رحيل هذا النوع من الأشخاص. أولاً، لنلقِ نظرة على موقف الله من هذا النوع من الأشخاص. إنه واضح للغاية! من اللحظة التي يغادر فيها هذا الشخص، تنتهي مدة إيمانه في عينيّ الله. وليس هذا الشخص هو الذي ينهيها، بل الله. وكون هذا الشخص قد ترك الله يعني أنه قد رفضه بالفعل، وأنه لم يعد يريد الله بالفعل. هذا يعني أنه لا يقبل بالفعل خلاص الله. وما دام أن هذا الشخص لا يريد الله، فهل لا يزال الله يريده؟ إضافةً إلى ذلك، عندما يكون لهذا الشخص هذا الموقف ووجهة النظر هذه، ويقرّر أن يترك الله، فإنه يكون بالفعل قد أغضب شخصية الله. حتى مع أنه لم يستشط غضبًا ويلعن الله، وحتى لو لم ينخرط في أية سلوكيات دنيئة أو مفرطة، ومع أن هذا الشخص يعتقد أنه: إن جاء اليوم الذي آخذ فيه كفايتي من المتعة من الخارج، أو عندما أبقى في احتياج إلى الله من أجل شيء ما، فإنني سأعود. أو إن ناداني الله، فسأعود. أو يقول: عندما أتألم من الخارج، وعندما أرى أن العالم الخارجي مظلم للغاية وشرير للغاية، ولا أعود أريد السير في هذا التيار، فسأعود إلى الله. ومع أن هذا الشخص قد حسب في ذهنه متى سيرجع، ومع أنه ترك باب رجوعه مفتوحًا، فإنه لا يدرك أنه مهما كان ما يفكر فيه ويخطط له، فإن ذلك كله مجرد أمانيّ. وأكبر خطأ يرتكبه هذا الشخص هو عدم إدراك ما يشعر به الله تجاهه عندما يريد أن يتركه؛ إذ بدايةً من اللحظة التي يقرّر فيها هذا الشخص أن يترك الله، فإن الله يهجره بالكامل؛ فقد حدّد الله عاقبته في قلبه مسبقًا. ما هي تلك العاقبة؟ هي أن هذا الشخص واحدٌ من القوارض وسيفنى معها. وهكذا كثيرًا ما يرى الناس مثل هذا الموقف: شخص يهجر الله، ولكنه لا ينال عقابًا. فالله يعمل وفقًا لمبادئه الخاصة. يستطيع الناس رؤية بعض الأمور، وهناك أمور موجودة في قلب الله فقط، ولذلك لا يستطيع الناس رؤية النتيجة. ليس ما يراه الناس بالضرورة هو الجانب الحقيقي من الأمور؛ بل الجانب الآخر، الجانب الآخر الذي لا تراه – وهي أفكار واستنتاجات قلب الله الحقيقية.
الناس الذين يهربون أثناء عمل الله هم من يهجرون الطريق الصحيح
لماذا إذًا يمكن أن يقدم الله لهذا النوع من الأشخاص هذا العقاب القاسي؟ لماذا يغتاظ الله منهم هكذا؟ أولاً نعرف أن شخصية الله هي الجلال والغضب. فهو ليس خروفًا ليذبحه أي شخص، فضلاً عن أنه ليس دمية يتحكم فيها الناس كيفما يشاؤون، وهو أيضًا ليس حزمةً من الهواء الفارغ يتحكم فيه الناس. إن كنت تؤمن حقًّا أن الله موجود، فينبغي أن يكون لديك قلب يتقي الله وينبغي أن تعرف أنه لا يمكن إغضاب جوهر الله. قد تتسبب كلمة في إحداث هذا الغضب، وربما فكرة، وربما نوع من أنواع السلوكيات الدنيئة، وربما سلوك معتدل، سلوك مقبول في نظر الإنسان وأخلاقياته، أو ربما يحدثه تعليم أو نظرية. لكن بمجرد أن تُغضب الله، تضيع فرصتك وتكون أيامك الأخيرة قد اقتربت. هذا أمر مروّع! إن كنت لا تفهم أنه لا يمكن الإساءة إلى الله، فربما لست خائفًا من الله، وربما تسيء إليه في كل الأوقات. إن كنت لا تعرف كيف تتقي الله، فأنت غير قادر على مخافته، ولن تعرف كيف تضع نفسك على درب السير في طريق الله؛ باتقاء الله والحيدان عن الشر. ما أن تدرك، ستعي أن الله لا يمكن الإساءة إليه، ثم ستعرف ما معنى أن تتقي الله وتحيد عن الشر.
إن السير في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر لا يتعلق بالضرورة بحجم الحق الذي تعرفه، وعدد التجارب التي اختبرتها، والقدر الذي تأدبتَ به، بل يعتمد على نوع السلوك الذي اتخذْتَه في قلبك تجاه بالله، وما تُعبر عنه من جوهر. جوهر الناس ومواقفهم الذاتية هي الأمور المهمة للغاية، هي الأمور الرئيسية. فيما يتعلق بالناس الذين تنصّلوا من الله وتركوه، فإن موقفهم الخسيس من الله وقلوبهم التي تحتقر الحق قد أساءت إلى شخصية الله، وهكذا بقدر ما يتعلق الأمر بالله، لن يُغفر لهم أبدًا. لقد تعرفوا على وجود الله، وحصلوا على معلومات عن أن الله قد جاء بالفعل، حتى إنهم اختبروا عمل الله الجديد. رحيلهم لم يكن لأنهم مخدوعون أو لأن الأمر يبدو ضبابيًّا لهم، فضلاً عن أنه لم يجبرهم أحد على الرحيل. بل اختاروا بكل وعي، وبذهن صافٍ، أن يهجروا الله. رحيلهم ليس ضلالاً لطريقهم؛ وليس نبذًا لهم. لذلك، في عينيّ الله، هم ليسوا حملاً قد ضل عن القطيع، ولا ابنًا ضالاً ضل طريقه. لقد رحلوا بلا عقاب، وهذه الحالة وهذا الموقف قد أساءا إلى شخصية الله، وبسبب هذه الإساءة يعطيهم عاقبة بلا أمل. أليس هذا النوع من العواقب مخيفًا؟ لذلك إن كان الناس لا يعرفون الله، فيمكنهم الإساءة إليه. هذا ليس أمرًا بسيطًا! إن كان أحد لا يأخذ موقف الله على محمل الجد، ويبقى مع ذلك يؤمن أن الله يتطلع إلى عودته؛ لأنه خروف من خراف الله الضالة، وما زال الله ينتظر منه أن يتغيّر قلبه، فهذا الشخص ليس بعيدًا عن يوم الدينونة. لن يكتفي الله بأن يرفض قبوله. هذه هي المرة الثانية التي يسيء فيها إلى شخصية الله؛ إنه أمر أكثر فظاعةً! الموقف الذي لا يتسم باتقاء الله الذي يتبناه هذا الشخص قد انتهك مراسيم الله الإدارية. هل سيظل يقبلها؟ إنه يرى في قلبه أن مبادئ الله فيما يتعلق بهذا الأمر هي كما يلي: إن كان أحدهم متيقنًا بشأن الطريق الحق، ومع ذلك رفض الله وابتعد عنه بذهن صافٍ وبوعي، فإن الله سيغلق طريق خلاصه، وسيُغلق باب الملكوت أيضًا أمامه. وعندما يأتي هذا الشخص قارعًا مرةً أخرى، لن يفتح الله له الباب مجددًا. سيظل هذا الشخص ممنوعًا من الدخول إلى الأبد. لعل بعضكم قرأ قصة موسى في الكتاب المقدس. بعد أن مسح الله موسى، عبّر المئتان والخمسون قائدًا عن عصيانهم لموسى بسبب أفعاله ولأسباب مختلفة أخرى. مَنْ الذي رفضوا أن يطيعوه؟ لم يكن موسى. لقد رفضوا أن يطيعوا ترتيبات الله، ورفضوا أن يطيعوا عمل الله في هذا الشأن. قالوا ما يلي: "كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا يَهوه..." هل هذه الكلمات خطيرة للغاية في نظر الإنسان؟ إنها ليست خطيرة! على الأقل المعنى الحرفي للكلمات ليس خطيرًا. وبالمعنى القانوني، فهي لا تنتهك أية قوانين؛ لأنها في الظاهر ليست لغة أو كلمات عدائية، فضلاً عن أنها لا تحمل أي معنى تجديفي. هي مجرد جملة شائعة، لا أكثر ولا أقل. ولكن لماذا تثير هذه الكلمات غضب الله؟ لأنها لا تُقال للناس بل لله. إن الموقف والشخصية المعبَّر عنهما من خلالها هما بالتحديد ما يُغضب شخصية الله، كما تسيء إلى شخصية الله التي يجب عدم الإساءة إليها. نعرف جميعًا ما هي عاقبتهم في النهاية. من جهة أولئك الذين هجروا الله، ما وجهة نظرهم؟ ما موقفهم؟ ولماذا أدت وجهة نظرهم وموقفهم إلى أن يتعامل الله معهم بمثل هذا الأسلوب؟ السبب هو أنهم يعرفون بوضوح أنه هو الله ومع ذلك اختاروا أن يخونوه. لهذا السبب لم تعد أمامهم أية فرصة مطلقًا للخلاص. مثلما يقول الكتاب المقدس: "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأَنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذَنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ لا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا". هل أصبح هذا الأمر واضحًا لكم الآن؟
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 17
موقف الإنسان تجاه الله هو ما يحدّد مصيره
الله هو إله حي، وكما يتصرف الناس تصرفات مختلفة في مواقف مختلفة، كذلك يختلف موقف الله تجاه هذه التصرفات لأنه ليس دمية ولا حزمة من هواء فارغ. معرفة موقف الله أمر يجدر بالبشرية أن تسعى وراءه. ينبغي للناس أن يتعلموا كيف يمكنهم – من خلال معرفة موقف الله – أن يعرفوا شخصية الله ويفهموا قلبه شيئًا فشيئًا. عندما تفهم قلب الله شيئًا فشيئًا، لن تشعر بأن اتقاء الله والحيدان عن الشر أمر يصعب تحقيقه، فضلاً عن أنك حين تفهم الله، سيكون من الصعب عليك استخلاص استنتاجات عنه. عندما تتوقف عن استخلاص استنتاجات عن الله، فعلى الأرجح أنك لن تسيء إليه، وسيقودك الله دون أن تدري لتحصل على معرفة عنه، ومن ثمَّ ستتقي الله في قلبك. ستتوقف عن وضع تعريفات لله مستخدمًا التعاليم والحروف والنظريات التي أتقنتها. بل بالأحرى، من خلال سعيك الدائم وراء مقاصد الله في جميع الأمور، ستصير لا شعوريًا شخصًا على حسب قلب الله.
عمل الله غير مرئي وغير ملموس للجنس البشري، ولكن بقدر ما يتعلق الأمر بالله، فإن أفعال كل شخص، مع موقفه تجاه الله، لا يدركها الله فحسب، بل يراها أيضًا. هذا شيء ينبغي لكل شخص إدراكه ومعرفته. قد تسأل نفسك دائمًا: "هل يعرف الله ما أفعله هنا؟ هل يعرف الله ما أفكر فيه الآن؟ ربما يعرف وربما لا". إن كنت تتبنى وجهة النظر هذه، وتتبع الله وتؤمن به ومع ذلك تشك في عمله ووجوده، فعاجلاً أم آجلاً سيأتي اليوم الذي تغضبه فيه، لأنك تترنح بالفعل على حافة جرف خطر. لقد رأيت أناسًا قد آمنوا بالله لسنوات عديدة، ولكنهم ما زالوا لم يحصلوا على واقعية الحق، ولا يفهمون حتى مشيئة الله. فهم لا يحققون أي تقدم في قامتهم الحياتية، ويلتزمون فقط بأكثر التعاليم ضحالةً؛ هذا لأن هؤلاء الناس لم يتخذوا قط كلمة الله حياةً شخصيةً لهم، ولم يقبلوا وجوده ولم يتعاملوا معه قط. هل تعتقد أن الله يرى هؤلاء الناس ويكون مسرورًا؟ هل يريحونه؟ في تلك الحالة، فإن طريقة إيمان الناس بالله هي التي تحدد مصيرهم. وتعتبر مواقف الناس في غاية الأهمية سواء فيما يتعلق بسعيهم أو بتعاملهم مع الله. لا تهمل الله كما لو كان هواءً فارغًا لا تهتم بشأنه كثيرًا. فكر دائمًا في إله معتقدك كإله حي، وحقيقي. هو ليس عاليًا هناك في السماء الثالثة ولا يحرك ساكنًا. بل هو دائمًا ينظر إلى قلوب كل شخص وينظر إلى ما ستفعله، ينظر إلى كل كلمة وكل فعل، وينظر إلى كيفية تصرفك وما هو موقفك نحوه. سواء كنت راغبًا في تقديم نفسك لله أم لا، فإن كل سلوكك وأفكارك ومعتقداتك الداخلية هي أمامه وهو ينظر إليها. بحسب سلوكك وأفعالك وموقفك تجاه الله، يتغير رأيه وموقفه منك دائمًا. أود أن أقدم بعض النصائح لبعض الناس: لا تضعوا أنفسكم بين يدي الله مثل أطفال صغار، كما لو أن عليه أن يشغف بكم، وكما لو أنه لا يستطيع أن يترككم أبدًا، وكما لو أن موقفه تجاهكم ثابت ولا يمكن أن يتغير أبدًا، وأنصحكم أن تتوقفوا عن الأحلام! الله بار في تعامله مع كل شخص. إنه ينتهج عمل إخضاع البشرية وخلاصها بجدية. هذا هو تدبيره. إنه يعامل كل شخص بجدية، وليس مثل حيوان أليف يلعب معه. محبة الله للإنسان ليست شكلاً من أشكال التدليل وإشباع الرغبات. رحمته وتسامحه تجاه البشرية ليسا تساهلاً أو تغافلاً. على النقيض، محبة الله للبشرية هي للاعتزاز بالحياة والعطف عليها واحترامها. كما أن محبته وتسامحه ينقلان توقعاته عن الإنسان؛ ورحمته وتسامحه هما ما تحتاج إليهما البشرية لتحيا. الله حي، وهو موجود حقًا؛ وموقفه تجاه البشرية مبني على مبادئ، وليس قاعدة عقائدية على الإطلاق، ومن الممكن أن يتغير. مشيئته للبشرية تتغير وتتحول بالتدريج مع الوقت والظروف وموقف كل شخص. لذلك ينبغي لك أن تعلم بقلبك بمنتهى الوضوح، وتفهم أن جوهر الله ثابت لا يتغير، وشخصيته ستظهر في أوقات مختلفة وسياقات مختلفة. قد لا تظن أن هذا أمر خطير، وتستخدم تصوراتك الشخصية لتتخيّل كيف ينبغي لله أن يقوم بالأمور. ولكن هناك أوقات يكون فيها ما هو عكس وجهة نظرك تمامًا صحيحًا، وباستخدام تصوراتك الشخصية لتختبر الله وتقيسه، تكون قد أغضبته بالفعل؛ هذا لأن الله لا يعمل بالطريقة التي تظنه يعمل بها، و لا يتعامل الله مع هذا الأمر كيفما تقول إنه سيفعل. لذلك أذكّرك أن تكون حذرًا وحكيمًا في طريقة تعاملك مع كل شيء حولك، وتتعلم كيف تتبع مبدأ المسير في طريق الله في جميع الأمور – أي مبدأ اتقاء الله والحيدان عن الشر. يجب عليك أن تُكوِّن فهمًا راسخًا عن مشيئة الله وموقفه، وتجد أناسًا مستنيرين لتوصيل الأمر لك، وتسعى بجدية. لا تنظر للإله الذي تؤمن به كدمية، وتحكم بتعسف وتتوصّل لاستنتاجات تعسفية، فتعامل الله بغير الاحترام الذي يستحقه. في عملية خلاص الذي يقدمه الله، عندما يحدد عاقبتك، لا يهم إن كان يمنحك رحمة أو تسامحًا أو دينونة أو توبيخًا، فموقفه تجاهك غير ثابت. إنه يعتمد على موقفك تجاهه، وفهمك له. لا تدع جانبًا عابرًا من معرفتك بالله وفهمك له يجعلك تضع له تعريفًا ثابتًا. لا تؤمن بإله ميت؛ آمِن بإله حي. تذكّرْ هذا! مع أنني قد ناقشت بعض الحقائق هنا، حقائق تحتاجون إلى أن تسمعوها، في ضوء حالتكم وقامتكم الحالية، لن أطلب منكم أية مطالب أكبر كي لا أقوّض حماستكم. إن فعلت هذا قد أملأ قلوبكم بالكثير من الكآبة، وأتسبب في شعوركم بخيبة أمل كبيرة تجاه الله. بل آمل أن تستطيعوا أن تستغلوا محبة الله في قلوبكم، وتستغلوا موقف احترام الله أثناء سير الطريق للأمام. لا تكونوا مشوشين بشأن مسألة كيفية التعامل مع الإيمان بالله. تعاملوا معها على أنها واحدة من أكبر الأسئلة الموجودة. ضعوها في قلوبكم، ومارسوها، واربطوها بالحياة الحقيقية، ولا تقدموا وعودًا كاذبةً فحسب؛ لأن هذه مسألة حياة أو موت، وهي التي ستحدد مصيرك. لا تتعاملوا معها كأنها مزحة أو لعبة أطفال! بعد مشاركتي هذه الكلمات معكم اليوم، أتساءل ما هي حصيلة الفهم في ذهنكم. هل توجد أية أسئلة تودون أن تطرحوها بشأن ما قلته اليوم؟
مع أن هذه المواضيع جديدة قليلاً، وهي مختلفة قليلاً عن آرائكم والأمور التي عادةً ما تسعون وراءها وتهتمون بها، أعتقد أنه بعد توصيلها لكم لفترة من الزمن، ستطورون فهمًا معقولاً عن كل شيء قد قلته هنا. وبما أن هذه هي مواضيع جديدة، مواضيع لم تفكروا فيها قط من قبل، فآمل ألا تضيف إلى عبئكم حملاً. أقول هذه الكلمات اليوم لا لكي أخيفكم، ولا لكي أحاول أن أتعامل معكم؛ بل هدفي هو مساعدتكم على فهم حقيقة الأمر. في المقام الأول، توجد مسافة بين البشرية والله: مع أن الإنسان يؤمن بالله، فأنه لم يفهم الله قط، ولم يعرف موقف الله قط. لم يكن الإنسان قط متحمسًا أيضًا في اهتمامه بموقف الله. بل آمن إيمانًا أعمى، ومضى قدمًا في عمى، ولم يكن مكترثًا بمعرفته بالله وفهمه له. لذلك أشعر بالتزام نحو توضيح هذه القضايا لكم، ومساعدتكم على فهم نوع ذلك الإله الذي تؤمنون به، وما يفكر فيه، وموقفه في تعامله مع الأنواع المختلفة من الناس، ومدى بُعدكم عن تحقيق متطلباته، والتباين بين أفعالكم والمعيار الذي يطلبه. الهدف من معرفتكم بهذه الأمور هو إعطاؤكم مقياسًا في قلوبكم يمكنكم أن تقيسوا عليه وتعرفوا ما هو نوع الحصاد الذي سيقودكم إليه طريقكم، وما الذي لم تحصلوا عليه من هذا الطريق، والجوانب التي لم تنخرطوا فيها. عندما تتواصلون فيما بينكم، عادةً ما تتحدثون عن مواضيع قليلة يشيع مناقشتها؛ فالنطاق ضيق، والمحتوى سطحي للغاية. توجد مسافة وفجوة بين ما تناقشونه وبين مقاصد الله، بين مناقشاتكم وبين نطاق ومعيار متطلبات الله. الاستمرار على مثل هذا المنوال سيجعلكم مع مرور الوقت تحيدون بعيدًا أكثر فأكثر عن طريق الله. أنتم فقط تأخذون كلمات موجودة من الله وتحولونها إلى أهداف للعبادة، ولوائح وشعائر. هذا هو كل ما في الأمر! في الواقع، ليس لله ببساطة مكان في قلوبكم، ولم يستحوذ الله قط على قلوبكم. يعتقد بعض الناس أن معرفة الله صعبة للغاية، هذه هي الحقيقة. إنها صعبة! إن طُلب من الناس أن يقوموا بواجبهم، وينجزوا الأمور من الخارج، وإن طُلب من الناس أن يعملوا بجدٍّ، فسيعتقد الناس أن الإيمان بالله سهل للغاية؛ لأن هذه كلها تقع في نطاق قدرات الإنسان. ولكن عندما ينتقل الموضوع إلى جوانب مقاصد الله وموقف الله تجاه الإنسان، فتصير هذه الأمور أصعب بقدر اهتمام كل شخص؛ هذا لأن الأمر يتضمن فهم الناس للحق ودخولهم إلى الحقيقة. بالطبع هناك درجة من الصعوبة! ولكن بعدما تجتاز الباب الأول، وتبدأ في دخوله، يصير الأمر أسهل فأسهل تدريجيًّا.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 18
نقطة البدء في اتقاء الله هي معاملته كإله
أثار أحدهم سؤالاً: كيف نعرف عن الله أكثر ممّا عرف أيوب، ومع ذلك ما زلنا لا نستطيع اتقاء الله؟ لقد تطرقنا إلى هذا الأمر في السابق قليلاً، أليس كذلك؟ في الواقع، نوقش جوهر هذا السؤال أيضًا في السابق، إذ نوقشت نقطة أنه على الرغم من أن أيوب لم يكن يعرف الله آنذاك، لكنه عامله كإله، واعتبره سيد كل الأشياء في السماء والأرض. لم يعتبر أيوب الله عدوًّا، بل عبده على أنه خالق كل الأشياء. لماذا يقاوم الناس الله في هذه الأيام كثيرًا؟ لماذا لا يمكنهم اتقاء الله؟ أحد الأسباب هو أن الشيطان قد أفسدهم بشدة. وقد صار الناس أعداء لله مع طبيعتهم الشيطانية المتأصلة بعمق. وهكذا مع أنهم يؤمنون بالله ويعترفون به، فما زالوا يقاومون الله ويعارضونه. هذا أمر تحدده الطبيعة البشرية. السبب الآخر هو أنه على الرغم من أن الناس يؤمنون بالله، فإنهم ببساطة لا يعاملونه كإله، بل يعتبرونه إلهًا معارضًا للإنسان، ويرونه عدوًّا له، وهم غير متصالحين مع الله. الأمر بهذه البساطة. ألم نفتح هذا الموضوع في الجلسة السابقة؟ فكروا في الأمر: هل ذلك هو السبب؟ مع أن لك معرفةً قليلةً عن الله، فما هي هذه المعرفة؟ أليست هي ما يتكلم عنه الجميع؟ أليست هي ما أخبرك الله به؟ أنت تعرف فقط الجوانب النظرية والعقائدية؛ هل اختبرت الجانب الحقيقي من الله؟ هل لك معرفة شخصية؟ هل لك معرفة وخبرة عمليتين؟ إن لم يخبرك الله، فهل كنت ستعرف هذا؟ معرفتك النظرية لا تمثل معرفة واقعية. باختصار، لا يهم مقدار ما تعرف وكيف عرفته، فقبل حصولك على فهم حقيقي عن الله، يكون الله عدوك، وقبل أن تعامل الله بهذه الطريقة بالفعل، يكون معارضًا لك؛ لأنك تجسيد للشيطان.
عندما تكون مع المسيح، ربما يمكنك تقديم ثلاث وجبات له يوميًّا، ربما تقدم له الشاي، وتوفر احتياجاته الحياتية، وتعامله على أنه الله. حينما يحدث شيء ما، دائمًا ما تكون وجهات نظر الناس معارضة لوجهة نظر الله. يخفقون دائمًا في فهم وجهة نظر الله، وفي قبولها. مع أن الناس قد يسايرون الله ظاهريًا، فهذا لا يعني أنهم متوافقون معه. ما أن يحدث شيء ما، تظهر حقيقة عصيان الإنسان، وتؤكد على العداوة الموجودة بين الإنسان والله. هذه العداوة لا تعني أن الله يعارض الإنسانَ، ولا تعني أنه يرغب في عداوته، ولا تعني أنه يضع الإنسان في معارضة معه ويتعامل معه على هذا الإساس، بل هي حالة هذا الجوهر المعارض لله المتأصل في إرادة الإنسان الذاتية، وفي عقله الباطن. ما دام الإنسان يرى كل ما يأتي من الله على أنه خاضع للبحث، فإن استجابته لما يأتي من الله وما يتضمن الله هي عمومًا التخمين والشك ثم التبني السريع لموقف يعارض الله ويقاومه. بعد ذلك يأخذ الإنسان تلك الأمزجة السلبية ويخالف الله أو يوافقه، للدرجة التي يصل عندها إلى أنه يشك فيما إذا كان هذا الإله يستحق أن يتبعه أم لا. مع أن عقلانية الإنسان تخبره أنه لا يجب عليه الاستمرار بهذه الكيفية، فإنه لا يزال يختار أن يفعل كذلك على الرغم من نفسه، لدرجة أنه سيستمر بلا تردد حتى النهاية. على سبيل المثال، ما هو أول رد فعل يصدر عن بعض الناس عندما يسمعون شائعة أو افتراء عن الله؟ أول رد فعل لهم هو: لا أعرف إن كانت هذه الإشاعة صحيحة أم لا، وإن كانت موجودة أم لا، سأنتظر وأرى. ثم يبدؤون بالتفكير: لا توجد وسيلة للتحقق من ذلك؛ هل هي موجودة؟ هل هذه الإشاعة صحيحة أم لا؟ مع أن هذا الشخص لا يظهر هذا من الخارج، فإن قلبه قد بدأ يشك بالفعل، وقد بدأ ينكر الله بالفعل. ما هو جوهر هذا النوع من المواقف، وهذا النوع من وجهات النظر؟ أليست خيانة؟ قبل أن يواجهه هذا الأمر، لا يمكنك أن ترى وجهة نظر هذا الشخص، ويبدو كما لو أنه لا يخالف الله، ولا ينظر إلى الله كعدو. ولكن بمجرد أن يواجهه الأمر، فإنه يقف على الفور إلى جانب الشيطان ويقاوم الله. إلامَ يشير هذا؟ يشير إلى أن الإنسان والله متعارضان! ليس الله مَنْ يعتبر الإنسان عدوًّا، بل جوهر الإنسان نفسه معادٍ لله. بغض النظر عن طول المدة التي يتبع شخص فيها الله، أو مقدار ما يدفعه، وبغض النظر عن كيفية تسبيح أحد لله، وكيف ينأى بنفسه عن مقاومة الله، بل ويحث نفسه على محبة الله، لا يستطيع أبدًا أن يعامل الله كإله. أليس ما يحدّد هذا هو جوهر الإنسان؟ إن كنت تعامله كإله، فأنت تؤمن حقًّا أنه الله، هل ما زال يساورك أي شك تجاهه؟ هل ما زالت هناك علامات استفهام بشأنه في قلبك؟ لا يمكن. توجهات هذا العالم شريرة للغاية، وهذا الجنس البشري هو كذلك أيضًا، فكيف لا توجد لديك أية تصورات عنها؟ أنت نفسك شرير للغاية، فكيف ليس لديك أية تصورات عن ذلك؟ ومع ذلك فإن مجرد شائعات قليلة وبعض الافتراء يمكن أن تُنتج تلك التصورات الكبيرة عن الله، ويمكن أن تنتج العديد من الأفكار، وهو ما يظهر مدى عدم نضج قامتك! هل كل ما يتطلبه الأمر لخداعك هو فقط "طنين" القليل من البعوض، والقليل من الذباب البغيض؟ ما نوع هذا الشخص؟ هل تعرف ما يفكر الله فيه بشأن هذا النوع من الأشخاص؟ موقف الله في الواقع واضح جدًّا تجاه كيفية تعامله مع هؤلاء الناس. إن معاملة الله لهؤلاء الناس هي اللامبالاة، موقفه هو ألا يبدي أي انتباه لهم، وألا يكون جادًّا مع هؤلاء الناس الجهّال. لماذا؟ لأنه لم يخطط قط في قلبه للحصول على أولئك الناس العدائيين تجاهه حتى النهاية، والذين لم يخططوا أبدًا للسعي وراء طريق التوافق معه. ربما تجرح هذه الكلمات التي قلتها بعض الناس. حسنًا، هل أنتم مستعدون دائمًا للسماح لي بجرحكم بهذه الطريقة؟ بغض النظر عمّا إذا كنتم مستعدين أم لا، فكل شيء أقوله هو الحق! إن جرحتكم دائمًا بهذه الطريقة، وكشفت عيوبكم، فهل سيؤثر هذا على صورة الله السامية في قلوبكم؟ (لن يؤثر). أوافق على أنه لن يؤثر؛ لأنه ببساطة لا يوجد إله في قلوبكم. الإله السامي الذي يسكن قلوبكم، والذي تدافعون عنه وتحمونه بقوة، ببساطة ليس الله، بل هو إله ملفق من خيال الإنسان؛ إنه ببساطة غير موجود. لذلك من الأفضل تمامًا أن أكشف عن إجابة هذا اللغز. أليس هذا هو الحق الكامل؟ الإله الحقيقي ليس هو خيالات الإنسان. أتمنى أن تستطيعوا جميعًا مواجهة هذه الحقيقة وستساعدكم في معرفتكم بالله.
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 19
أولئك الذين لا يعترف بهم الله
يوجد بعض الناس الذين لم يعترف الله قط بإيمانهم في قلبه. بمعنى آخر، لم يعترف الله بأن هؤلاء الناس هم أتباعه، لأن الله لا يمدح إيمانهم. بغض النظر عن السنوات العديدة التي اتبع فيها هؤلاء الناس الله، لم تتغير أفكارهم وآراؤهم قط. إنهم مثل غير المؤمنين، ويلتزمون بمبادئ غير المؤمنين وأسلوبهم في فعل الأشياء، ويلتزمون بقوانينهم المتعلقة بالبقاء والإيمان. لم يقبلوا كلمة الله قط على أنها حياتهم، ولم يؤمنوا قط بأن كلمة الله هي الحق، ولم ينووا مطلقًا أن يقبلوا خلاص الله، ولم يعترفوا قط بالله كإله لهم. يعدون الإيمان بالله نوعًا من أنواع الهواية، ويعاملونه كأنه عون روحيّ، فلا يعتقدون أن الأمر يستحق تجربة وفهم شخصية الله أو جوهره. يمكنك أن تقول إن كل ما ينطبق على الله الحقيقي ليس له علاقة بهؤلاء الناس. هم غير مهتمين، ولا يكلفون أنفسهم عناء الاهتمام؛ هذا لأنه يوجد صوت قويّ في أعماق قلوبهم يقول لهم دائمًا: الله غير مرئي وغير ملموس، وغير موجود. يؤمنون أن محاولة فهم هذا الإله لا تستحق مجهوداتهم؛ فهم بهذه الطريقة يستخفّون بأنفسهم. فهم يعتقدون أنهم بمجرد اعترافهم بالله بالكلام، دون أن يتخذوا أي موقف واقعي أو توظيف أنفسهم في أي تصرفات عملية، قد غدوا أذكياء للغاية. كيف ينظر الله لهؤلاء الناس؟ ينظر إليهم على أنه غير المؤمنين. يسأل بعض الناس: "هل يمكن لغير المؤمنين أن يقرؤوا كلمة الله؟ هل يمكنهم القيام بواجبهم؟ هل يمكنهم قول هذه الكلمات: "سأعيش من أجل الله؟" ما يراه الإنسان غالبًا هو المظاهر السطحية للناس وليس جوهرهم. ولكن الله لا ينظر إلى تلك المظاهر السطحية؛ فهو يرى فقط جوهرهم الداخلي. وهكذا، فالله يتبنى هذا النوع من المواقف وهذا النوع من التعريفات تجاه هؤلاء الناس. بخصوص ما يقوله هؤلاء الناس: "لماذا يفعل الله هذا؟ لماذا يفعل الله ذلك؟ لا أستطيع فهم هذا، لا أستطيع فهم ذلك. هذا لا يتوافق مع تصورات الإنسان، يجب أن تشرح هذا لي،..." إجابتي هي: هل من الضروري أن أشرح هذا الأمر لك؟ هل لهذا الأمر أية علاقة بك؟ مَنْ تظن نفسك؟ من أين أتيت؟ هل أنت مؤهل لتقديم توضيحات لله؟ هل تؤمن به؟ هل يعترف بإيمانك؟ بما أن إيمانك ليس له علاقة بالله، فما شأن أعماله بك؟ أنت لا تعرف موضعك في قلب الله، ومع ذلك هل أنت مؤهل للحديث معه؟
كلمات نُصح
ألا تشعرون بعدم ارتياح بعد سماع هذه الكلمات؟ مع أنكم قد تكونون غير راغبين في سماع هذه الكلمات أو قبولها، فإن جميعها حقائق. وبما أن هذه هي مرحلة العمل التي يؤديها الله، إن كنت غير مهتم بمقاصد الله وموقفه ولا تفهم جوهر الله وشخصيته، ففي النهاية ستكون أنت الخاسر. لا تلُوموا كلماتي لكونها قاسية على مسامعكم، ولا تلوموها على تثبيط حماستكم. أنا أقول الحق، ولا أقصد إحباطكم. بغض النظر عمّا أطلبه منكم، وبغض النظر عن الكيفية المطلوب منكم الأداء وفقًا لها، أتمنى أن تسلكوا الطريق الصحيح، وأتمنى أن تتبعوا طريق الله ولا تحيدوا عن هذا الطريق. إن لم تمضِ قدمًا وفقًا لكلمة الله وتتبع طريقه، فلا شك أنك تتمرد على الله وأنك قد حِدتَ عن الطريق الصحيح. وهكذا أشعر أن هناك بعض الأمور التي يجب أن أوضحها لكم، وأجعلكم تؤمنون بوضوح وبطريقة لا لبس فيها وبلا أدنى شك، وأساعدكم على معرفة موقف الله ومقاصده بصراحة، والطريقة التي بها يُكمِّل الإنسان، والطريقة التي يحدد بها عواقب الإنسان، حتى إذا أتى اليوم الذي لا تكون قادرًا فيه على السير في هذا الطريق، فلا أتحمل عندئذٍ أدنى مسؤولية؛ لأن هذه الكلمات قد قيلت لك بالفعل بوضوح شديد. أما طريقة تعاملك مع عاقبتك، فهذا أمر يرجع لك بجملته. وفيما يتعلق بعواقب مختلف أنواع الناس، فلله مواقف مختلفة، وله طرقه الخاصة لتقييمهم، وكذلك معياره للمطلوب منهم. إن معياره لقياس حصيلة الناس هو معيار عادل لكل شخص، ولا شك في ذلك! ولذلك فمخاوف بعض الناس غير ضرورية. هل ارتحتم الآن؟
من "كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 20
في الواقع، شخصية الله معلنة لكل شخص وغير مستترة لأن الله لم يتجنب أي شخص أبدًا عن عمد ولم يسعَ أبدًا أن يحجب نفسه كي لا يقدر الناس على معرفته أو فهمه. لطالما كانت شخصية الله دائمًا معلنة وكانت تواجه كل شخص بأسلوب صريح. أثناء تدبير الله، قام الله بعمله، وواجه الجميع؛ وتم عمله على كل شخص. وإذ يقوم بعمله، فإنه يكشف عن شخصيته كشفًا مستمرًا ويستخدم جوهره وما لديه بصورة مستمرة لإرشاد كل شخص وإعانته. في كل عصر وكل مرحلة، بغض النظر عمّا إن كانت الظروف جيدة أم سيئة، فشخصية الله دائمًا معلنة لكل فرد، وصفاته وكيانه دائمًا مُعلنان لكل فرد، بالطريقة نفسها التي تعول بها حياته دائمًا البشرية وتدعمها باستمرار وبلا انقطاع. ومع هذا كله، تظل شخصية الله مستترة عن البعض. لماذا؟ لأنه مع كون هؤلاء الناس يعيشون داخل عمل الله ويتبعونه، إلا أنهم لم يسعوا إلى فهم الله أبدًا أو أرادوا أن يتعرفوا عليه، ولا حتى أن يقتربوا منه؛ إن فهم شخصية الله عند هؤلاء الناس تعني أن نهايتهم قادمة؛ وتعني أنهم على وشك أن يُدانوا من شخصية الله. لذلك، لا يرغب هؤلاء الناس أبدًا في فهم الله وشخصيته، ولا يرغبون في الحصول على فهم أو معرفة أعمق عن مشيئة الله. إنهم لا ينوون استيعاب مشيئة الله من خلال تعاون واعٍ، بل أن يتمتعوا إلى الأبد فحسب ولا يتعبون أبدًا من فعل ما يريدون أن يفعلوه، أي الإيمان بالإله الذي يريدون أن يؤمنوا به؛ والإيمان بالإله الموجود فقط في مخيلتهم، الإله الموجود فقط في تصوراتهم؛ والإيمان بإله لا يمكن أن ينفصل عنهم في حياتهم اليومية. عندما يتعلق الأمر بالله الحقيقي نفسه، فإنهم يرفضونه رفضًا تامًا، بلا أية رغبة في فهمه، أو الاهتمام به، وبلا أي عزم على الاقتراب منه. إنهم لا يستخدمون الكلمات التي يعبر عنها الله إلا لتزيين أنفسهم، وتسويقها. فمن وجهة نظرهم، يجعلهم هذا بالفعل مؤمنين ناجحين وأناسًا لهم إيمان بالله داخل قلوبهم. في قلوبهم، ترشدهم خيالاتهم، وتصوراتهم، وتعريفاتهم الشخصية لله. أما من ناحية أخرى، فالله الحقيقي ذاته لا علاقة له بهم. لأنهم بمجرد أن يفهموا الله الحقيقي ذاته، ويفهموا شخصية الله الحقيقية، ويفهموا ما لديه وما هو عليه، فإن هذا يعني أن أفعالهم وإيمانهم وأهدافهم ستُدان. لهذا لا يرغبون في فهم جوهر الله، وهم كارهون ولا يرغبون في السعي أو الصلاة بنشاط لفهم الله فهمًا أفضل، ومعرفة مشيئة الله معرفة أفضل، وفهم شخصيته فهمًا أفضل. بل يفضلون إلهًا مصنوعًا، وأجوفَ ومبهمًا. يفضلون أن يكون الله شخصًا كما تخيلوه بالضبط، شخصًا يمكنه أن يكون تحت إمرتهم، ولا يتعب أو يكلّ في توفير المعونة، ومتاحًا دائمًا. عندما يريدون التمتع بنعمة الله، يطلبون أن يكون الله هو تلك النعمة. عندما يحتاجون إلى بركة الله، يطلبون أن يكون الله هو هذه البركة. حين يواجهون محنة، يطلبون من الله أن يشجعهم، وأن يكون شبكة أمانهم. معرفة هؤلاء الناس عن الله عالقة في نطاق النعمة والبركة. فهمهم عن عمل الله وشخصيته وذاته مقيدة بخيالاتهم وهي مجرد حروف وتعاليم. لكن يوجد بعض الناس المتحمسين لفهم شخصية الله، ويريدون بصدق أن يروا الله ذاته، وأن يفهموا شخصية الله بحق، وما لديه ومَنْ هو. هؤلاء الأشخاص في سعي نحو حقيقة الحق وخلاص الله، ويسعون لنيل إخضاع الله وخلاصه وتكميله. يستخدم هؤلاء الناس قلوبهم لقراءة كلمة الله، وتقدير كل موقف وكل شخص، وكل حدث أو أمر قد رتبه الله لهم، ويصلون ويسعون بصدق. أكثر ما يريدونه هو معرفة مشيئة الله وفهم شخصية الله وجوهره الحقيقين. لذلك لن يسيئوا إلى الله فيما بعد، ومن خلال خبراتهم سيقدرون على أن يروا المزيد من جمال الله وجانبه الحقيقي، وحتى يوجد الله الحقيقي حقًا أيضًا داخل قلوبهم، وحتى يكون له مكان في قلوبهم، فلا يعودوا يعيشون في التخيلات أو التصورات أو المراوغة. إن السبب وراء الرغبة الملحة لدى هؤلاء الناس في فهم شخصية الله وجوهره هو أن شخصية الله وجوهره أمران يحتاج إليهما البشر في أية لحظة في اختباراتهم، وأمران يوفران معونة لحياتهم طيلة العمر. بمجرد أن يفهموا شخصية الله، سيقدرون على تبجيل الله تبجيلاً أفضل، والتعاون مع عمله بطريقة أفضل، ومراعاة مشيئة الله بدرجة أكبر، وأداء واجبهم بقدر ما يستطيعون. هذان هما نوعا الناس المقصودان عندما يتعلق الأمر بموقفهم تجاه شخصية الله. النوع الأول لا يريد أن يفهم شخصية الله. ومع أنهم يقولون إنهم يريدون أن يفهموا شخصية الله ويتعرفوا على الله ذاته، ويروا ما لدى الله ومَنْ هو، ويقدروا مشيئة الله تقديرًا صادقًا، إلا أنهم في أعماقهم يفضلون لو لم يكن الله موجودًا. هذا هو السبب في أن هذا النوع من الناس يعصى الله ويقاومه دائمًا، ويحارب الله في قلبه لنيل منصب، وكثيرًا ما يتشكك في وجود الله أو حتى ينكر وجوده. إنهم لا يريدون أن يسمحوا لشخصية الله أو الله الحقيقي ذاته أن يشغل قلوبهم. فهم لا يريدون سوى إرضاء رغباتهم ومخيلاتهم وطموحاتهم. لذلك، قد يؤمن هؤلاء الناس بالله، ويتبعونه، ويمكنهم أيضًا أن يتخلوا عن عائلاتهم ووظائفهم من أجله، لكنهم لا ينهون طرقهم الشريرة. بل وحتى يحتال البعض ويسرق التقدمات أو يلعن الله سرًّا بينما قد يستخدم آخرون مراكزهم للشهادة عن أنفسهم بطريقة متكررة، وتبجيل أنفسهم، ومنافسة الله لكسب الناس والوضع الاجتماعي. إنهم يستخدمون وسائل وتدابير متنوعة ليجعلوا الناس يعبدونهم، ويحاولون باستمرار أن يربحوا الناس ويسيطروا عليهم. حتى أن بعضهم يضلل الناس عمدًا ليظنوا أنهم هم الله وحتى يعاملوهم كالله. لا يخبرون الناس أبدًا أنهم كانوا فاسدين، وأنهم أيضًا فاسدون وجاهلون، ولا يجب أن يعبدوهم، وأنه مهما كان الصلاح الذي يفعلونه، فهذا كله بسبب تمجيد الله وما ينبغي عليهم فعله على أية حال. لماذا لا يقولون مثل هذه الأمور؟ لأنهم خائفون بشدة من فقدان مكانتهم في قلوب الناس. لهذا السبب لا يمجد هؤلاء الناس الله أبدًا ولا يشهدون له أبدًا، لأنهم لم يحاولوا قط أن يفهموا الله. هل يمكنهم أن يعرفوا الله دون أن يفهموه؟ مستحيل! وهكذا، بينما قد تبدو الكلمات في موضوع "عمل الله، وشخصية الله، والله ذاته" بسيطة، إلا أن معناها يختلف من شخص لآخر. فعند الشخص الذي كثيرًا ما يعصى الله ويقاومه ويعاديه، فهي تعني الإدانة؛ أما الشخص الذي ينتهج حقيقة الحق، وكثيرًا ما يأتي أمام الله ليطلب مشيئته، فسيميل إلى مثل هذه الكلمات كما تميل السمكة إلى الماء . لذلك فيما بينكم، عندما يسمع البعض كلامًا عن شخصية الله وعمله، فإنهم يصابون بصداعٍ، وتمتلئ قلوبهم بالمقاومة، ويصيرون غير مرتاحين بدرجة مفرطة. ولكن يوجد آخرون بينكم يفكرون هكذا: إن هذا الموضوع بالضبط ما أحتاج إليه، لأن هذا الموضوع نافع لي جدًا. إنه جزء لا يمكن أن أفقده في خبرتي الحياتية؛ إنه أساس الموضوع وصلبه، وهو أساس الإيمان بالله، وأمر لا يمكن للبشرية أن تحتمل التخلي عنه. قد يبدو هذا الموضوع لكم جميعًا قريبًا وبعيدًا، مجهولاً ومألوفًا. ولكن أيًّا كان الأمر، فإنه موضوع يجب أن ينصت إليه كل شخص، ويجب أن يعرفه ويفهمه. ومهما كانت الكيفية التي تتعامل بها معه، والكيفية التي تنظر من خلالها إليه، أو الكيفية التي تستقبله بها، فلا يمكن تجاهل أهمية هذا الموضوع.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 21
لقد كان الله يقوم بعمله منذ خلق البشرية. كان العمل في البداية بسيطًا للغايةً، ومع أنه كان بسيطًا، كان يحتوي على تعبيرات جوهر الله وشخصيته. وفي حين أن عمل الله الآن قد تطور، مع وضعه كمًّا ضخمًا من العمل الواقعي في كل شخص يتبعه، وتعبيره عن قدر كبير من كلمته، فمن البداية إلى الآن كانت شخصية الله مستترة عن البشرية. ومع أنه تجسّد مرتين، منذ زمن القصص الكتابية إلى الأيام المعاصرة، مَنْ سبق ورأى شخص الله الحقيقي؟ بناءً على فهمكم، هل رأى أحد شخص الله الحقيقي من قبل؟ كلا. لم يرَ أحد شخص الله الحقيقي، مما يعني أن لا أحد قد رأى ذات الله الحقيقية من قبل. هذا شيء يتفق عليه الجميع. أي، أن شخص الله الحقيقي، أو روح الله، محجوب عن كل البشرية، بما في ذلك آدم وحواء، اللذين خلقهما، وبما في ذلك أيوب البار الذي قد قبله. حتى هؤلاء لم يروا شخص الله الحقيقي. ولكن لماذا يحجب الله شخصه الحقيقي عن عمد؟ يقول بعض الناس: "يخشى الله ترهيب الناس". ويقول آخرون: "يحجب الله شخصه الحقيقي لأن الإنسان صغير جدًّا والله كبير للغاية؛ لا يمكن السماح للبشر أن يروه وإلا سيموتون". يوجد أيضًا أولئك الذين يقولون: "الله مشغول بتدبير عمله كل يوم، وقد لا يكون لديه الوقت ليظهر ويدع الناس يرونه." مهما كان ما تؤمنون به، فلدي استنتاج هنا. ما هو ذلك الاستنتاج؟ إن الله لا يريد أن يرى الناس شخصه الحقيقي. فالاحتجاب عن البشرية هو شيء يفعله الله عمدًا. بمعنى آخر، إن قصد الله هو ألا يرى الناس شخصه الحقيقي. يجب أن يكون هذا واضحًا للجميع الآن. لو لم يُظهر الله شخصه أبدًا لأي شخص، فهل تعتقدون إذًا أن شخص الله موجود؟ (هو موجود). بالطبع هو موجود. إن وجود شخص الله أمر لا خلاف عليه. ولكن فيما يتعلق بكِبر شخص الله أو كيف يبدو، هل هذه أسئلة ينبغي على البشرية أن تتحرى عنها؟ كلا. الإجابة بالنفي. إن لم يكن شخص الله موضوعًا ينبغي أن نستكشفه، فما هو السؤال الذي يجب أن نتفحصه؟ (شخصية الله). (عمل الله). ومع ذلك، قبل أن نبدأ في التكلم عن الموضوع الرسمي، دعونا نرجع لما كنا نناقشه حالاً: لماذا لم يُظهر الله شخصه للبشرية؟ لماذا يحجب الله شخصه عمدًا عن البشرية؟ يوجد سبب واحد وحيد وهو: أنه مع كون الإنسان المخلوق قد اجتاز آلاف السنوات من عمل الله، لا يوجد شخص واحد يعرف عمل الله وشخصيته وجوهره. أناس مثل هؤلاء، في عيون الله، يعارضون الله، ولن يُظهر الله نفسه لأناس عدائيين نحوه. هذا هو السبب الوحيد في أن الله لم يظهر شخصه أبدًا للبشرية وأنه يحجب شخصه عمدًا عنهم. هل صارت أهمية معرفة شخصية الله واضحة لكم الآن؟
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 22
منذ وجود تدبير الله، كان مكرسًا دائمًا تكريسًا كاملاً لتنفيذ عمله. ومع أنه حجب شخصه عنهم، إلا أنه كان دائمًا إلى جانب الإنسان، يقوم بعمله عليه، ويعبر عن شخصيته، ويرشد كل البشرية بجوهره، ويقوم بعمله على كل شخص من خلال قوته وحكمته وسلطانه؛ وبذلك أتى بعصر الناموس وعصر النعمة والآن عصر الملكوت. ومع أن الله يحجب شخصه عن الإنسان، إلا أن شخصيته وكيانه وصفاته ومشيئته تجاه البشرية مكشوفه بلا تحفظ للإنسان لكي يراها ويختبرها. بمعنى آخر، مع أن البشر لا يمكنهم أن يروا الله أو يلمسوه، إلا أن شخصية الله وجوهره الذين تواصلت معهما البشرية هما بالتأكيد تعبيران عن الله نفسه. أليست هذه هي الحقيقة؟ بغض النظر عن الطريقة أو الزاوية التي يقوم الله بعمله من خلالها، هو دائمًا يعامل البشر بهويته الحقيقية، ويفعل ما يُفترض أن يفعله ويقول ما يُفترض أن يقوله. وبغض النظر عن الموضع الذي يتكلم الله منه، قد يكون واقفًا في السماء الثالثة، أو واقفًا في الجسد، أو حتى في صورة شخص عادي، إلا أنه دائمًا يكلم الإنسان بكل قلبه وكل عقله، دون خداع أو إخفاء. عندما ينفذ عمله، يعبر عن كلمته وشخصيته، وعمّا لديه ومَنْ هو، دون أي تحفظ من أي نوع. إنه يرشد الإنسان بحياته وبكينونته وبصفاته. هكذا عاش الإنسان خلال عصر الناموس – عصر مهد البشرية – تحت إرشاد الله غير المرئي وغير الملموس.
صار الله جسدًا لأول مرة بعد عصر الناموس، وهو تجسُّد استمر لمدة ثلاثة وثلاثين عامًا ونصف. من ناحية الإنسان، هل ثلاثة وثلاثون عامًا ونصف مدة طويلة؟ (ليست طويلة). حيث أن فترة حياة الإنسان عادةً ما تكون أكثر من ثلاثين عامًا، فهي ليست مدة طويلة للإنسان. لكن من ناحية الله المتجسّد، هذه الثلاثة والثلاثون عامًا ونصف كانت مدة طويلة للغاية. لقد صار شخصًا، شخصًا عاديًّا تحمّل عمل الله وإرساليته. هذا عنى أنه كان يجب عليه أن يتولى عملاً لا يمكن للشخص العادي توليه، وأيضًا يتحمل معاناةً لا يمكن لأناس عاديين أن يتحملوها. إن حجم المعاناة التي تحملها الرب يسوع أثناء عصر النعمة، بدايةً من عمله حتى سُمّر على الصليب، قد تكون شيئًا لم يشهده أناس اليوم بصورة شخصية، لكن هل يمكنكم تقدير القليل منه من خلال قصص الكتاب المقدس؟ بغض النظر عن كم التفاصيل الموجود في هذه الحقائق المسجلة، فإن عمل الله أثناء هذه الفترة كان مليئًا بالصعاب والمعاناة. من وجهة نظر إنسان فاسد، ثلاثة وثلاثون عامًا ونصف ليست مدة طويلة؛ والقليل من المعاناة ليست مشكلة كبرى. ولكن من وجهة نظر إله معصوم وقدوس، وجب عليه أن يحمل كل خطايا البشرية، ويأكل وينام ويعيش مع الخطاة، فهذا الألم عظيمًا للغاية. إنه الخالق، سيد كل الأشياء، وحاكم كل شيء، ومع ذلك عندما جاء إلى العالم كان ينبغي عليه أن يتحمل ظلم البشر الفاسدين وقسوتهم. لكي يكمل عمله وينقذ البشرية من البؤس، كان ينبغي أن يُدان من الإنسان ويحمل خطايا البشرية كافة. لا يمكن للناس العاديين أن يدركوا مدى المعاناة التي اجتازها أو يقدروها. ماذا تمثل هذه المعاناة؟ إنها تمثل تكريس الله للبشرية. إنها تمثل المهانة التي عانى منها والثمن الذي دفعه من أجل خلاص الإنسان، ليفديه من خطاياه وليُكمل هذه المرحلة من عمله. وهذا يعني أيضًا أن الإنسان سيُفتدى من الصليب بعمل الله. هذا الثمن دُفع دمًا وحياةً، وهو ثمن لا يمكن للكائنات المخلوقة أن تدفعه. لأنه كان يحمل جوهر الله وكان مؤهلاً بما لدى الله وبمن هو الله استطاع أن يتحمل هذا النوع من المعاناة وهذا النوع من العمل. هذا شيء لا يمكن لأي كائن مخلوق أن يفعله بدلاً منه. هذا هو عمل الله أثناء عصر النعمة وإعلان عن شخصيته. هل يكشف هذا أي شيء عما لدى الله وعمَّنْ هو الله؟ هل هو شيء يستحق أن تعرفه البشرية؟
مع أن الإنسان لم ير شخص الله في ذلك العصر، إلا أنه نال ذبيحة الله عن الخطية وافتُدي من الصليب بواسطة الله. قد لا تكون البشرية غريبة عن العمل الذي قام به الله أثناء عصر النعمة، لكن هل من أحدٍ مطلع على الشخصية والمشيئة الذين يعبر عنهما الله أثناء هذه الفترة؟ لا يعرف الإنسان تفاصيل عمل الله أثناء العصور المختلفة من خلال قنوات متنوعة، أو يعرف قصصًا متعلقة بالله قد حدثت في نفس الوقت الذي كان ينفذ فيه الله عمله. هذه التفاصيل والقصص هي في الغالب مجرد معلومات أو أساطير عن الله، وليس لها أية علاقة بشخصية الله وجوهره. لذلك مهما كان عدد القصص التي يعرفها الناس عن الله، فهذا لا يعني أن لديهم فهمًا عميقًا ومعرفةً عن شخصية الله أو جوهره. مثلما هو الحال في عصر الناموس، مع أن الناس من عصر النعمة قد اختبروا تواصلاً قريبًا وحميمًا مع الله في الجسد، إلا أن معرفتهم بشخصية الله وجوهره لم تكن موجودة فعليًّا.
صار الله جسدًا مرةً أخرى في عصر الملكوت، بنفس طريقة المرة الأولى. أثناء هذه المرحلة من العمل، لا يزال الله يعبر عن كلمته ويقوم بالعمل الذي ينبغي عليه القيام به ويعبر عما لديه وعمَّنْ هو بلا تحفظ. في الوقت ذاته، يستمر في تحمل عصيان الإنسان وجهله ويتسامح معه. ألا يكشف الله باستمرار عن شخصيته ويعبر عن مشيئته أثناء هذه المرحلة من العمل أيضًا؟ لذلك، فمنذ خلق الإنسان حتى اليوم، كانت شخصية الله وكيانه وصفاته ومشيئته معلنة دائمًا لكل شخص. لم يحجب الله جوهره أو شخصيته أو مشيئته أبدًا عمدًا. كل ما في الأمر هو أن البشرية لا تبالي بشأن ما يفعله الله وما هي مشيئته؛ وهذا هو السبب في أن فهم الإنسان عن الله يُرثى له. بمعنى آخر، بينما يحجب الله شخصه، فإنه يقف إلى جانب البشرية في كل لحظة، ويبرز مشيئته وشخصيته وجوهره علنًا في كل الأوقات. هذا معناه أن شخص الله أيضًا معلن للناس، ولكن بسبب عمى الإنسان وعصيانه، فهو غير قادر دائمًا على رؤية ظهور الله. إن كان الأمر هكذا إذًا، ألا ينبغي أن يكون فهم شخصية الله والله ذاته سهلاً للجميع؟ هذا سؤال تصعب إجابته، أليس كذلك؟ يمكنكم أن تقولوا إنه سهل، ولكن عندما يسعى بعض الناس لمعرفة الله، لا يمكنهم أن يعرفوه حقًّا ولا أن يحصلوا على فهم واضح عنه؛ فدائمًا ما يكون ضبابيًّا ومبهمًا. لكن إن قلتم أنه ليس سهلاً، فهذا غير صحيح أيضًا. بعد أن صار كل شخص خاضعًا لعمل الله لمدة طويلة، ينبغي على كل واحد، من خلال اختباراتهم، أن يكون قد دخل في تعاملات صادقة مع الله. لا بد أنهم قد شعروا بالله بقدر ما في قلوبهم أو اصطدموا بالله من قبل على المستوى الروحي، لذلك ينبغي عليهم على الأقل أن تكون لديهم ثمة وعي إدراكي بشخصية الله أو أن يكونوا قد حصلوا على بعض الفهم عنه. منذ الوقت الذي بدأ فيه الإنسان باتباع الله إلى الآن، نالت البشرية الكثير جدًّا، ولكن بسبب كافة أنواع الأسباب – أي إمكانيات الإنسان الضعيفة وجهله وعصيانه والمقاصد المتنوعة – فقدت البشرية أيضًا الكثير. ألم يعطِ الله للبشرية بالفعل ما يكفي؟ مع أن الله يحجب شخصه عن البشر، إلا إنه يمدهم بما لديه وبمَنْ هو، وحتى بحياته؛ لا ينبغي أن تكون معرفة البشرية عن الله على ما هي عليه الآن فحسب. لهذا السبب أعتقد أنه من الضروري أن أشارككم المزيد عن موضوع عمل الله وشخصية الله والله ذاته. الهدف هو ألا تضيع آلاف السنوات من الرعاية والفكر الذين أفاضهما الله على الإنسان هباءً، ولكي تنال البشرية فهمًا أصيلاً وتقدّر مشيئة الله تجاهها، وحتى يستطيع الناس المضي قدمًا في خطوة جديدة نحو معرفة بالله. وبهدف أن يعود الله أيضًا إلى مكانه الصحيح في قلوب الناس، أي أن يعاملونه بعدل.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 23
وصية الله لآدم
(التكوين 2: 15-17) "وَأَخَذَ يَهْوَه آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى يَهْوَه قَائِلًا: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ".
هل فهمتم أي شيء من هذه الآيات؟ كيف تشعرون تجاه هذا الجزء الكتابي؟ لماذا اقتُبست "وصية الله لآدم" من هذه النصوص الكتابية؟ هل وصل إلى كل واحد منكم الآن لمحة عن الله وآدم في عقله؟ يمكنكم محاولة التخيل: لو كنتم الشخص الذي في المشهد، كيف سيكون الإله الذي تصورتموه في قلوبكم؟ ما هي المشاعر التي تشعرون بها بسبب هذه الصورة؟ هذه صورة مؤثرة وحميمية. مع أنه لا يوجد سوى الله والإنسان فيها، إلا أن الحميمية بينهما تستحق الحسد؛ فمحبة الله الغزيرة ممنوحة للإنسان مجانًا، وتحيط به؛ والإنسان بسيط وبريء، غير مشغول أو مهموم، بل يحيا بسعادة تحت رعاية الله؛ ويُظهر الله اهتمامه بالإنسان، بينما يعيش الإنسان تحت حماية الله وبركته؛ كل شيء يفعله الإنسان ويقوله مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالله ولا ينفصل عنه.
يمكنكم أن تقولوا إن هذه هي أول وصية يعطيها الله للإنسان منذ أن خلقه. ما الذي تحمله هذه الوصية؟ إنها تحمل مشيئة الله، ولكنها تحمل أيضًا همومه من نحو البشرية. هذه هي وصية الله الأولى، وهي أيضًا أول مرة يقلق فيها الله بشأن الإنسان. أي أن الله كان يتحمل مسؤولية تجاه الإنسان منذ اللحظة التي خلقه فيها. ما هي مسؤوليته؟ عليه أن يحمي الإنسان ويعتني به. إنه يأمل أن يثق به الإنسان ويطيع كلماته. هذا هو أيضًا أول ما يتوقعه الله من الإنسان. من خلال هذا التوقع قال الله ما يلي: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ". تمثل هذه الكلمات البسيطة مشيئة الله. وهي أيضًا تكشف أن قلب الله قد بدأ بالفعل في إظهار اهتمام بالإنسان. من بين كل الأشياء، خُلق آدم وحده على صورة الله؛ كان آدم هو الكائن الوحيد الذي جاء بنفخة حياة من الله؛ كان بإمكانه أن يسير مع الله ويحادثه. لهذا السبب أعطاه الله مثل هذه الوصية. وضّح الله في هذه الوصية ما يمكن للإنسان فعله وما لا يمكنه فعله.
في هذه الكلمات البسيطة، نرى قلب الله. لكن أي نوع من القلوب نرى؟ هل توجد محبة في قلب الله؟ هل يوجد أي اهتمام فيه؟ إن محبة الله واهتمامه في هذه الآيات لا يمكنهما أن ينالا تقدير الناس فحسب، بل يمكن الشعور بهما شعورًا جيدًا وحقيقيًا. أليس كذلك؟ الآن بعد أن قلت هذه الأمور، هل لا زلتم تعتقدون أن هذه مجرد كلمات بسيطة قليلة؟ ليست بهذه البساطة، أليس كذلك؟ هل كان بإمكانكم أن تروا هذا قبلاً؟ إن أخبرك الله شخصيًا بهذه الكلمات البسيطة، كيف كنت ستشعر بداخلك؟ إن لم تكن شخصًا ذا نزعة إنسانية، وإن كان قلبك باردٌ كالثلج، فلن تشعر بشيء، ولن تقدر محبة الله ولن تحاول فهم قلبه. لكن إن كنت إنسانًا ذا ضمير وإنسانية، ستشعر باختلاف. ستشعر بالدفء وأنه يوجد مَنْ يهتم بك ويحبك، وستشعر بالسعادة. أليس ذلك صحيحًا؟ عندما تشعر بهذه الأشياء، كيف ستتصرف تجاه الله؟ هل ستشعر بالارتباط بالله؟ هل ستحبه وتحترمه من أعماق قلبك؟ هل سيقترب قلبك من الله؟ يمكنك أن ترى من هذا مدى أهمية محبة الله للإنسان. لكن الأكثر أهمية هو تقدير الإنسان وفهمه لمحبة الله. ألم يقل الله في الواقع الكثير من الأمور المشابهة أثناء هذه المرحلة من عمله؟ لكن هل يقدّر أناس اليوم قلب الله؟ هل يمكنكم فهم مشيئة الله التي تكلمت عنها للتو؟ لا يمكنكم حتى تمييز مشيئة الله عندما تكون متماسكة وملموسة وواقعية. لهذا السبب أقول إنكم ليس لديكم معرفة وفهمٌ حقيقيين عن الله. أليس هذا صحيحًا؟
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 24
الله يخلق حواء
(التكوين 2: 18-20) "وَقَالَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ". وَجَبَلَ يَهْوَه مِنَ ٱلْأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ ٱلْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ ٱسْمُهَا. فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ ٱلْبَهَائِمِ وَطُيُورَ ٱلسَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ ٱلْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ".
(التكوين 2: 22-23) "وَبَنَى يَهْوَه ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: "هَذِهِ ٱلْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِءٍ أُخِذَتْ".
يوجد سطر مفتاحي في هذا الجزء من الكتاب المقدس: "كُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ ٱسْمُهَا". مَنْ إذًا أعطى كل المخلوقات الحية أسماءها؟ إنه آدم وليس الله. يخبر هذا السطر البشريةَ حقيقة: أعطى الله للإنسان الذكاء عندما خلقه. أي أن ذكاء الإنسان جاء من الله. هذا أمر مؤكد. لكن لماذا؟ هل ذهب آدم إلى مدرسة بعد أن خلقه الله؟ هل كان يعرف كيف يقرأ؟ بعد أن خلق الله مخلوقات متنوعة، هل تعرّف آدم على كل هذه المخلوقات؟ هل أخبره الله بأسمائها؟ بالطبع، لم يُعلّم الله آدم أيضًا كيف يختلق أسماء هذه المخلوقات. هذه هي الحقيقة! كيف عرف إذًا أن يُطلق عليها أسماء وأي نوع من الأسماء يعطيها؟ هذا متعلق بالسؤال عمّا أضافه الله إلى آدم عندما خلقه. تثبت الحقائق أنه عندما خلق الله الإنسان، قد أضاف ذكاءه إليه. هذه نقطة مفتاحية. هل تنصتون جميعًا باهتمام؟ توجد نقطة مفتاحية أخرى يجب أن تكون واضحة لكم: بعد أن أعطى آدم للمخلوقات أسماءها، صارت هذه الأسماء مجموعة في مفردات الله. لماذا أقول ذلك؟ يتضمن هذا أيضًا شخصية الله، ويجب عليّ أن أشرح الأمر.
خلق الله الإنسان ونفخ فيه حياةً، وأعطاه أيضًا بعضًا من ذكائه وقدراته، وبعضًا من كُنهه وما لديه. بعدما أعطى الله الإنسان كل هذه الأشياء، صار الإنسان قادرًا على القيام ببعض الأشياء باستقلالية وصار يمكنه التفكير معتمدًا على نفسه. إن كان ما يأتي به الإنسان ويفعله حسنًا في عينيّ الله، فإن الله يقبله ولا يتدخل فيه. وإن كان ما يفعله الإنسان صائبًا، سيدعه الله على حاله من أجل أنه خير. إيلام تشير إذًا عبارة: "كُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ ٱسْمُهَا"؟ تشير إلى أن الله لم يقم بأية تعديلات على أسماء المخلوقات المتنوعة. أيًّا كان الاسم الذي أطلقه آدم، كان الله يقول: "نعم" ويسجل الاسم كما هو. هل عبر الله عن أيّة آراء؟ كلا بالتأكيد. ماذا ترون هنا إذًا؟ لقد أعطى الله للإنسان ذكاءً، واستخدم الإنسان ذكاءه المُعطى من الله للقيام بأشياء. إن كان ما يفعله الإنسان إيجابي في عينيّ الله، فإن الله يؤكده ويقر به ويقبله بلا أي تقييم أو نقد. هذا شيء لا يمكن لأي شخص أو روح شرير أو شيطان أن يفعله. هل ترون إعلانًا عن شخصية الله هنا؟ هل يمكن لإنسان، إنسان فاسد، أو شيطان أن يقبل أن يمثله الآخرون في فعل الأمور بطريقة صحيحة تحت سمعه وبصره؟ بالطبع لا! هل سيتقاتلون على منصب مع شخص آخر أو قوة أخرى مختلفة عنهم؟ بالطبع سيفعلون هذا! في تلك اللحظة، لو كان الذي مع آدم هو شخص فاسد أو شيطان، فمن المؤكد أنه كان سيرفض ما كان يفعله آدم. لإثبات أن لديهم القدرة على التفكير بطريقة مستقلة وأن لديهم أفكارهم الفريدة الخاصة، فمن المؤكد أنهم كانوا سينكرون ما فعله آدم: "هل تريد أن تسميه هكذا؟ حسنًا، لن أسميه هكذا، سأسميه كذلك؛ أنت دعوته توم أما أنا فسأدعوه هاري. يجب أن أظهر ذكائي."ما نوع هذه الطبيعة؟ أليست هذه غطرسة شديدة؟ لكن هل لله الشخصية نفسها؟ هل كان لدى الله أية اعتراضات غير عادية على هذا الشيء الذي فعله آدم. الإجابة بوضوح هي كلا! في الشخصية التي يكشفها الله لا يوجد أدنى جدلية أو غرور أو بر ذاتي. هذا واضح وضوحًا جليًا هنا. هذا مجرد أمر صغير، لكن إن كنت لا تفهم جوهر الله، وإن كان قلبك لا يحاول اكتشاف كيف يتصرف الله وما هو موقفه، فلن تعرف شخصية الله أو ترى تعبير الله وإعلانه عن شخصيته. أليس الأمر كذلك؟ هل تتفق مع ما شرحته لك؟ استجابةً لتصرفات آدم، لم يعلن الله بصوت عالٍ قائلاً: "لقد أبليت بلاءً حسنًا. أنت على صواب. أنا موافق". ومع ذلك، كان الله يؤيد في قلبه ما فعله آدم ويقدره ويمدحه. كان هذا هو أول شيء فعله الإنسان من أجل الله تحت إرشاده منذ بداية الخليقة. لقد كان شيئًا فعله الإنسان بدلاً من الله ونيابةً عنه. في نظر الله، نتج هذا عن الذكاء الذي منحه للإنسان. رآه الله كشيء حسن وإيجابي. ما فعله آدم آنذاك كان أول إظهار لذكاء الله الممنوح للإنسان. كان إظهارًا جيدًا من وجهة نظر الله. ما أريد أن أخبركم به هنا هو أن هدف الله من إضافة جزء مما لديه ومن ماهيته وذكائه إلى الإنسان هو أن تكون البشرية خليقة حية تعلن عنه. فأن يقوم المخلوق الحي بعمل أشياء نيابةً عن الله كان بالتحديد ما يشتاق الله أن يراه.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 25
يصنع الله لِآدَمَ وحوّاء أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ
(التكوين 3: 20-21) "وَدَعَا آدَمُ ٱسْمَ ٱمْرَأَتِهِ "حَوَّاءَ" لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. وَصَنَعَ يَهْوَه لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا".
في هذه الصورة التي ترسمها الآية: "وَصَنَعَ يّهْوَه لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا"، ما هو نوع الدور الذي يلعبه الله عندما يكون مع آدم وحواء؟ تحت أي نوع من الأدوار يظهر الله في العالم مع إنسانين فقط؟ هل يظهر في دور الله؟ أيها الإخوة والأخوات من هونج كونج، برجاء الإجابة. (كدور أحد الأبوين). أيها الإخوة والأخوات من كوريا الجنوبية، في اعتقادكم ما الدور الذي يظهر فيه الله؟ (رب الأسرة). الإخوة والأخوات، ماذا تعتقدون؟ (دور شخص في عائلة آدم وحواء، دور أحد أعضاء الأسرة). يعتقد بعض منكم أن الله يظهر كأحد أعضاء أسرة آدم وحواء، بينما يقول البعض إن الله يظهر كرب أسرة، وآخرون يقولون كأحد الأبوين. كل هذه الإجابات مناسبة للغاية. لكن ما الذي أحاول الوصول إليه؟ لقد خلق الله هذين الشخصين وعاملهما كرفيقيه. اعتنى الله بمعيشتهما وأيضًا باحتياجاتهما الأساسية كعائلتهما الوحيدة. يظهر هنا الله كأحد الأبوين لآدم وحواء. وبينما يفعل الله هذا، لا يرى الإنسان مدى سمو الله؛ لا يرى سيادة الله العليا، وغموضه، وبالأخص لا يرى غضبه وجلاله. كل ما يراه هو تواضع الله وحنوه واهتمامه بالإنسان ومسؤوليته ورعايته تجاهه. الطريقة والتوجه الذين عامل الله بهما آدم وحواء يشبه الاهتمام الذي يظهره الآباء البشريون تجاه أولادهم. إن هذا أيضًا يشبه محبة الآباء البشريين واعتناءهم ورعايتهم لأبنائهم وبناتهم، حيث تكون هذه الأمور واقعية ومرئية وملموسة. بدلاً من أن يضع الله نفسه في مكان عالٍ وجليل، استخدم الله الجلود ليصنع ثيابًا للإنسان. لا يهم إذا ما كان هذا القميص الفرو اسُتخدم ليغطي عريهم أو يقيهم من البرد. باختصار، هذه الثياب المستخدمة لتغطية جسد الإنسان صنعتها يدا الله نفسه. وبدلاً من أن يخلقها ببساطة من خلال الفكر أو وسائل معجزية كما يتخيل الناس، قام الله بعمل شيء بطريقة تقليدية يعتقد الإنسان أن الله لم يكن ولم ينبغي عليه أن يفعله. قد يكون هذا أمرًا بسيطًا يظن البعض حتى إنه لا يستحق الذكر، لكنه أيضًا يسمح لكل الذين يتبعون الله، ولكنهم كانوا في السابق مملوئين بأفكار مبهمة عنه، أن يحصلوا على بصيرة عن أصالته وجماله، ويروا طبيعته المتضعة والأمينة. إن هذا يدفع الناس المتغطرسين غطرسة لا تُحتمل الذين يظنون أنفسهم سامين وأجلاء لأن يحنوا رؤوسهم المتشامخة في خزي في وجه اتضاع الله وأصالته. هنا، تمكن أصالة الله واتضاعه الناس من أن يروا كم هو محبوب. على النقيض، يكون الله الهائل، والمحبوب، وكلي القدرة في قلوب الناس صغيرًا وغير جذاب وغير قادر على تحمُل ضربة واحدة. عندما ترى هذه الآية وتسمع هذه القصة، هل تنظر نظرة متدنية إلى الله لأنه فعل مثل هذا الشيء؟ قد ينظر بعض الناس هذه النظرة، ولكن الأمر عند آخرين على النقيض تمامًا. سيعتقدون أن الله أصيل ومحبوب، وبالتحديد فإن أصالة الله وجماله هما ما أثرا فيهم. كلما رأوا مزيدًا من الجانب الحقيقي لله، ازداد تقديرهم للوجود الحقيقي لمحبة الله، وأهمية الله في قلوبهم، وكيفية وقوف الله إلى جانبهم في كل لحظة.
عند هذه النقطة، يجب أن نربط مناقشتنا بالحاضر. إن كان الله يفعل هذه الأمور الصغيرة المتنوعة للبشر الذين خلقهم في البداية، حتى بعض الأمور التي لا يجرؤ الناس أبدًا على التفكير فيها أو توقعها، فهل يمكن أن يفعل الله مثل هذه الأمور للناس اليوم؟ يقول بعض الناس: "نعم!" لماذا؟ لأن جوهر الله ليس مزيفًا، وجماله ليس زائفًا، ولأن جوهر الله موجود بحق وليس شيئًا أضافه الآخرون، وهو بالتأكيد ليس شيئًا يتعدَّل مع التغييرات التي تحدث في الوقت أو المكان أو العصور. يمكن أن تظهر أصالة الله وجماله من خلال فعل شيء يظنه الناس غير ملحوظ وغير هام، شيء صغير للغاية لدرجة أن الناس حتى لا تفكر إنه من الممكن أن يفعله. الله لا يحب التظاهر. لا توجد مبالغة أو تنكر أو فخر أو كبرياء في شخصيته وجوهره. إنه لا يتفاخر أبدًا، بل يحب البشر الذين خلقهم ويظهر الاهتمام نحوهم ويعتني بهم ويقودهم بأمانة وإخلاص. ومهما كان حجم تقدير الناس لهذا أو شعورهم به أو رؤيتهم له، فمن المؤكد أن الله يقوم بهذه الأشياء. هل معرفة أن الله لديه هذا الجوهر يؤثر في محبة الناس له؟ هل يؤثر في مخافتهم لله؟ حين تفهم الجانب الحقيقي من الله، أتمنى أن تقترب منه أكثر وتستطيع أن تُقدّر حقًّا محبته ورعايته للبشرية، بينما تعطيه في الوقت ذاته قلبك ولا تحمل أية شبهات أو شكوك تجاهه. يفعل الله كل ما يفعله من أجل الإنسان بهدوء، ويفعله بصمت من خلال أمانته وإخلاصه ومحبته. لكنه ليس لديه أي تخوف أو ندم على كل ما يفعله، ولا يحتاج إلى أن يعوضه شخص بأية طريقة أو لديه أية نوايا للحصول على أي شيء من البشرية. الهدف الوحيد من كل ما قد سبق وفعله الله هو أن يستقبل إيمانًا ومحبة صادقين من البشرية.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 26
الله ينوي أن يدمر العالم بطوفان، ويطلب من نوح بناء فلك
(التكوين 6: 9-14) "هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ. وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلَاثَةَ بَنِينَ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ. وَفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ أَمَامَ ٱللهِ، وَٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ ظُلْمًا. وَرَأَى ٱللهُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَالَ ٱللهُ لِنُوحٍ: "نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ ٱلْأَرْضِ. اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ ٱلْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِٱلْقَارِ".
(التكوين 6: 18-22) "وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ ٱلْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَٱمْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى ٱلْفُلْكِ لِٱسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. مِنَ ٱلطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ ٱلْأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِٱسْتِبْقَائِهَا. وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَٱجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا". فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱللهُ. هَكَذَا فَعَلَ.
هل لديكم الآن فهم عام عمَّنْ هو نوح بعد قراءة هذه الفقرات؟ ما هو نوع شخصية نوح؟ النص الأصلي هو: "كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ" بحسب فهم الناس المعاصرين، ما هو نوع الرجل البار في ذلك الزمن؟ ينبغي أن يكون الرجل البار كاملاً. هل تعرفون ما إذا كان هذا الرجل الكامل كاملاً في عينيّ الإنسان أم في عينيّ الله؟ بلا شك، هذا الشخص الكامل هو إنسان كامل في عينيّ الله وليس في عينيّ الإنسان. هذا أمر مؤكد! هذا لأن الإنسان أعمى ولا يمكنه أن يرى، والله وحده ينظر إلى الأرض كلها وكل شخص، والله وحده يعرف أن نوح رجل كامل. لذلك فإن خطة الله لتدمير العالم بطوفان بدأت من اللحظة التي دعا فيها نوح. ...
...دعوة نوح هي حقيقة بسيطة، ولكن النقطة الرئيسية فيما نتكلم عنه اليوم – أي شخصية الله، ومشيئته، وجوهره في هذا السجل – ليست بسيطة. لفهم هذه الجوانب المتعددة من الله، علينا أولاً أن نفهم نوع الشخص الذي يرغب الله في دعوته، ومن خلال هذا نفهم شخصيته ومشيئته وجوهره. هذا أمر حيوي. لذلك في عينيّ الله، ما هو نوع الشخص الذي يدعوه؟ يجب أن يكون شخصًا ينصت إلى كلماته، ويتبع تعليماته. في الوقت ذاته، يجب أن يكون هذا أيضًا شخصًا لديه حس بالمسؤولية، وشخص سوف ينفذ كلمة الله من خلال التعامل معها كمسؤولية وواجب ملتزم بإتمامهما. هل يجب أن يكون هذا الشخص شخصًا يعرف الله؟ كلا. بالعودة لذلك الزمن، لم يسمع نوح الكثير عن تعاليم الله أو يختبر أيًّا من عمل الله. لذلك فإن معرفة نوح بالله كانت قليلة للغاية. ومع أنه مكتوب هنا أن نوح سار مع الله، هل سبق ورأى شخص الله؟ الإجابة بكل تأكيد هي كلا! لأنه في تلك الأيام، لم يأت إلى الناس سوى رسل الله. بينما كان بإمكانهم تمثيل الله في قول الأشياء وفعلها، إلا أنهم كانوا ينقلون مشيئته ومقاصده فحسب. لم ينكشف شخص الله للإنسان وجهًا لوجه. في هذا الجزء من الكتاب المقدس، كل ما نراه كأمر أساسي هو ما كان ينبغي على هذا الشخص – نوح – أن يفعله وما هي تعليمات الله له. ما هو إذًا الجوهر الذي عبّر عنه الله هنا؟ كل شيء يفعله الله مخطط له بدقة. عندما يرى شيئًا أو موقفًا يحدث، سيوجد معيار لقياسه في عينيه، وهذا المعيار سيحدد ما إذا كان سيبدأ خطة للتعامل معه أم كيفية التعامل مع هذا الموقف أو الشيء. إنه ليس غير مبالٍ أو لا يحمل مشاعر تجاه كل شيء، بل في الواقع إن الأمر على النقيض تمامًا. توجد آية هنا قال الله فيها لنوح: "نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ ٱلْأَرْضِ". في كلمات الله هذه المرة، هل قال إنه مزمع على هلاك البشر وحدهم؟ كلا! بل قال الله إنه مزمع أن يهلك كل ذي جسد. لماذا أراد الله الهلاك؟ يوجد إعلان آخر عن شخصية الله هنا: في عينيّ الله، توجد حدود لصبره على فساد الإنسان ونجاسته وظلمه وعصيانه. ما هي تلك الحدود؟ كما قال الله: "وَرَأَى ٱللهُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ". ماذا تعني عبارة "إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ"؟ تعني أن كل كائن حي، بما في ذلك أولئك الذين اتبعوا الله، وأولئك الذين دعوا باسمه، وأولئك الذين قدموا ذبائح محرقات لله من قبل، وأولئك الذين اعترفوا بالله شفويًّا وحمدوه، كان سلوكهم مليئًا بالفساد ووصل هذا الفساد إلى عينيّ الله، لذلك كان عليه أن يهلكهم. هذه هي حدود الله. إلى أي مدى إذًا يظل الله صبورًا على الإنسان وفساد كل البشر؟ إلى المدى الذي فيه لا يسير كل الناس في الطريق الصحيح سواء أتباع الله كانوا أم غير المؤمنين. وإلى المدى الذي لا يعود فيه الإنسان فاسدًا أخلاقيًّا ومملوءًا بالشر فحسب، بل حين لا يوجد من يؤمن بالله، وحين لا يوجد أي شخص يؤمن أن العالم يحكمه الله وأن الله يمكنه أن يجلب للناس النور والطريق الصحيح. وإلى المدى الذي يحتقر فيه الإنسان وجود الله ولا يسمح لله بالوجود. بمجرد أن وصل فساد الإنسان لهذه النقطة، يكون صبر الله قد نفذ. ما الذي يمكن أن يحل محله؟ مجيء غضب الله وعقابه. ألم يكن هذا إعلانًا جزئيًّا عن شخصية الله؟ في هذه المرحلة الحالية، ألا يزال يوجد إنسان بار في عينيّ الله؟ ألا يزال يوجد إنسان كامل في عينيّ الله؟ هل هذا العصر هو العصر الذي كان فيه سلوك كل البشر على الأرض فاسد في عينيّ الله؟ في هذا اليوم وهذا العصر، بعيدًا عن أولئك الذين يريد الله تكميلهم، وأولئك الذين يمكنهم اتباع الله وقبول خلاصه، ألا يتحدى جميع البشر حدود صبر الله؟ ألا يحدث كل شيء بجانبكم، وما ترونه بعيونكم وتسمعونه بآذانكم، وتختبرونه كل يوم شخصيًا في هذا العالم مليئًا بالظلم؟ في عينيّ الله، ألا يجب أن ينتهي هذا العصر وهذا العالم؟ مع أن خلفية العصر الحالي مختلفة تمامًا عن خلفية زمن نوح، إلا أن مشاعر الله وغضبه تجاه فساد الإنسان لا تزال بالضبط كما كانت في ذلك العصر. يستطيع الله أن يكون صبورًا بسبب عمله، ولكن وفقًا لكل أنواع الظروف والأحوال، كان ينبغي أن يهلك هذا العالم منذ زمن في عينيّ الله. الموقف بعيد تمامًا عن ذاك الذي كان في العالم حين دمره الطوفان. لكن ما الفرق؟ هذا أيضًا شيء يُحزن قلب الله كثيرًا، وربما لا يمكن لأحد منكم أن يقدره.
عندما كان الله مزمع أن يُهلك العالم بالطوفان، دعا نوح لبناء فلك والقيام ببعض العمل التحضيري. كان يدعو إنسانًا واحدًا – نوحًا – ليقوم بهذه السلسلة من الأمور نيابة عنه. لكن في هذا العصر الحالي، لا يجد الله أي شخص ليدعوه. لماذا؟ ربما يفهم كل شخص جالس هنا ويعرف السبب جيدًا. هل تريدوني أن أوضحه؟ توضيحه بصوت مرتفع قد يحرجكم ويسبب لكم الضيق. قد يقول بعض الناس: "مع إننا لسنا أناسًا أبرارًا ولا كاملين في عينيّ الله، فإذا أمرنا الله أن نقوم بشيء ما، فلا نزال قادرين على فعله. قبلاً، عندما قال إن ضيقة كارثية آتية بدأنا في تجهيز الطعام والعتاد التي نحتاج إليها في وقت الضيقة. ألم يتم كل هذا وفقًا لمتطلبات الله؟ ألم نكن نتعاون حقًّا مع عمل الله؟ ألا يمكن للأمور التي فعلناها أن تُقارن مع فعله نوح؟ أليس فعل ما فعلناه هو طاعة حقيقية؟ ألم نكن نتبع تعليمات الله؟ ألم نفعل ما قاله الله لأن لدينا إيمان بكلماته؟ لماذا لا يزال الله حزينًا إذًا؟ لماذا يقول الله إنه لا يجد مَنْ يدعوه؟" هل يوجد أي اختلاف بين تصرفاتكم وتصرفات نوح؟ ما هو الاختلاف؟ (تحضير الطعام اليوم من أجل الضيقة كان مقصدنا). (لا يمكن أن تصل تصرفاتنا إلى مستوى "البر" بينما كان نوح بارًّا في عينيّ الله). ما قلتموه ليس بعيدًا للغاية. ما فعله نوح مختلف تمامًا عمّا يفعله الناس الآن. عندما فعل نوح ما أمره الله أن يفعله، لم يكن يعرف مقاصد الله، ولم يكن يعرف ما أراد الله إنجازه. لقد أعطاه الله وصية فحسب، وأمره أن يفعل شيئًا، ولكن بدون الكثير من الشرح، فمضى قدمًا وفعله. لم يحاول تفسير مقاصد الله في السر، ولم يقاوم الله أو يسلك برياء. ذهب فقط وفعل الأمر وفقًا لذلك بقلب بسيط ونقي. مهما كان ما أمره الله أن يفعله قد فعله، وكانت طاعة كلمة الله والإنصات لها هما قناعتيه للقيام بالأمور. هكذا كان يتعامل مع ما ائتمنه الله عليه تعاملاً مباشرًا وبسيطًا. جوهره، أي جوهر تصرفاته، كان الطاعة، وليس الترقب أو المقاومة أو التفكير في مصالحه الشخصية ومكاسبه وخسائره. بالإضافة إلى ذلك، حين قال الله إنه سيدمر العالم بالطوفان، لم يسأل متى أو عما سيحلّ بالأشياء، ومن المؤكد أنه لم يسأل الله كيف كان سيدمر العالم. لقد فعل ببساطة كما أمره الله. وكيفما أراد الله للفلك أن يُبنى وبأي مواد يُبنى، فقد فعل بالضبط مثلما طلب الله منه، بل وبدأ العمل بعدها في الحال. تصرف وفقًا لتعليمات الله بسلوك شخص يريد أن يرضي الله. هل كان يفعل هذا ليساعد نفسه على تجنب الضيقة؟ كلا. هل سأل الله كم تبقى من الوقت قبل أن يهلك العالم؟ لم يسأل. هل سأل الله عن المدة التي يتطلبها بناء الفلك أو هل كان يعرف مقدار هذه المدة؟ لم يكن يعرف ذلك أيضًا. إنه أطاع فحسب وأنصت ببساطة ونفذ وفقًا لذلك. أناس اليوم ليسوا مثله: بمجرد أن تتسرب معلومة صغيرة من خلال كلمة الله، وبمجرد أن يشعر الناس بعلامات انزعاج أو ضيق، ينطلقون للعمل على الفور، مهما كان الأمر وبغض النظر عن الثمن، ليجهزوا ما سيأكلونه ويشربونه ويستخدمونه في أعقاب الضيقة، بل وحتى يخططوا لطرق الهروب حين تقع الضيقة. بل والأكثر إثارة للاهتمام أنه في هذه اللحظة الحرجة، تصير العقول البشرية "مفيدة" للغاية. في الظروف التي لم يعطِ الله فيها أية تعليمات، يمكن للإنسان أن يخطط لكل شيء تخطيطًا مناسبًا للغاية. يمكنكم استخدام كلمة "كامل" لوصف ذلك. أما من ناحية ما يقوله الله، وما هي مقاصده، وما يريده، فلا أحد يبالي أو يحاول تقدير ما يقول. أليس هذا هو الاختلاف الأكبر بين الناس اليوم وبين نوح؟
هل ترون جانبًا من شخصية الله في قصة نوح؟ يوجد حد لصبر الله على فساد الإنسان ونجاسته وظلمه. عندما يصل لهذا الحد، لن يعود صبورًا بل سيبدأ في تدبير جديد وخطة جديدة، ويبدأ في فعل ما يجب عليه فعله، ويعلن عن أعماله والجانب الآخر من شخصيته. هذا التصرف من جانبه ليس ليكشف أنه لا يجب أن يُساء إليه من إنسان أو أنه مملوء بالسلطان والغضب، وليس ليظهر أنه يمكنه إهلاك البشرية، بل أن شخصيته وجوهره القدوس قد نفذ صبرهما ولا يمكنهما السماح مجددًا لهذا النوع من البشر بالحياة أمامه، وتحت سيادته. أي أنه حين تكون البشرية جمعاء ضده، وعندما لا يوجد واحد يمكنه أن يخلّصه في الأرض كلها، لن يعود لديه صبر على بشر مثل هؤلاء، وبلا شك سوف ينفذ خطته لإهلاك هذا النوع من البشر. هذا التصرف الإلهي تحدده شخصيته. هذه عاقبة ضرورية، وهي عاقبة يجب أن يتحملها كل إنسان مخلوق تحت سيادة الله. ألا يوضح هذا أن الله في العصر الحالي لا يمكنه أن ينتظر استكمال خطته وخلاص الناس الذي يريد خلاصهم؟ تحت هذه الظروف، ما هو أكثر شيء يهتم الله به؟ لا يهتم بكيف يعامله أولئك الذين لا يتبعونه على الإطلاق أو أولئك الذين يقاومونه في كل الأحوال، أو كيف تفتري عليه البشرية. إنه لا يهتم سوى بما إذا كان أولئك الذين يتبعونه، الذين هم الهدف من خلاصه في خطة تدبيره، قد نالوا الكمال منه أم لا، وما إذا كانوا حقّقوا رضاه أم لا. أما كل أولئك الأشخاص الآخرين عدا الذين يتبعونه، فلا يوجه لهم إلا القليل من العقاب أحيانًا للتعبير عن غضبه. على سبيل المثال: أعاصير تسونامي، وزلازل، وثورات بركانية، وخلافه. في الوقت ذاته، فإنه يحمي أولئك الذين يتبعونه وعلى وشك أن ينالوا خلاصه ويعتني بهم بقوة. شخصية الله هكذا: من ناحية، يمكنه أن يظهر للناس الذين ينوي تكميلهم صبرًا وتسامحًا جمًّا، وينتظرهم بقدر ما يمكنه؛ ومن ناحية أخرى يكره الله بشدة أشباه الشيطان من الناس الذين لا يتبعونه ويقاومونه، ويمقتهم. ومع أنه لا يبالي بما إذا كان أشباه الشيطان هؤلاء يتبعونه أو يعبدونه، لا يزال يمقتهم مع أنه يصبر عليهم في قلبه، وإذ يعزم أن يضع نهاية لهؤلاء أشباه الشيطان، فإنه ينتظر أيضًا وصول خطوات خطة تدبيره.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 27
بركة الله لنوح بعد الطوفان
(التكوين 9: 1-6) "وَبَارَكَ ٱللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا وَٱمْلَأُوا ٱلْأَرْضَ. وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ ٱلْأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَكُلِّ أَسْمَاكِ ٱلْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ ٱلْجَمِيعَ. غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لَا تَأْكُلُوهُ. وَأَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَقَطْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أَطْلُبُهُ. وَمِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ ٱلْإِنْسَانِ، مِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَخِيهِ. سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لِأَنَّ ٱللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ".
بعد أن قَبلَ نوح تعليمات الله وبنى الفلك وعاش خلال الأيام التي استخدم فيها الله طوفانًا لتدمير العالم، نجت أسرته المكونة من ثمانية أفراد. وقد هلكت كل البشرية، وكل الكائنات الحية على الأرض، فيما عدا أفراد عائلة نوح الثمانية. أعطى الله نوحًا بركات، وقال بعض الأشياء له ولأبنائه. هذه الأشياء كانت هي ما منحها الله له وكانت أيضًا بركة الله له. هذه هي البركة والوعد اللذان يعطيهما الله لكل شخص يمكنه أن ينصت إليه ويقبل تعليماته، وهي أيضًا الطريقة التي يكافئ بها الله الناس. أي أنه بغض النظر عما إذا كان نوح رجلاً كاملاً أو بارًّا في عينيّ الله، وبغض النظر عن مقدار معرفته بالله، فباختصار أنصت نوح وأبناؤه الثلاثة لكلمات الله، ونسقوا عمل الله، وفعلوا ما كان من المفترض عليهم فعله وفقًا لتعليمات الله. ونتيجةً لذلك، ساعدوا الله في الحفاظ على البشرية وأنواع مختلفة من الكائنات الحية بعد دمار العالم بالطوفان، وهو ما يحسب إسهامًا كبيرًا في الخطوة التالية من خطة تدبير الله. بسبب كل شيء قد فعله، باركه الله. ربما يرى أناس اليوم أن ما فعله نوح لم يكن حتى مستحقًّا الذكر. وقد يظن البعض قائلين: إن نوحًا لم يفعل شيئًا؛ فالله قد قرّر أن يحفظه، لذلك كان من المحقق أن يُحفظ. فليس له فضل في نجاته. هذا ما أراد الله حدوثه، لأن الإنسان سلبي. لكن ليس هذا ما كان يفكر فيه الله. فمن ناحية الله، لا يهم ما إذا كان الشخص عظيمًا أو تافهًا، طالما أنه يمكنه الإنصات إليه وطاعة تعليماته وما يأتمنه عليه، ويمكنه أن يتعاون مع عمله ومشيئته وخطته، لكي تتم مشيئته وخطته بسلاسة، فإن هذا السلوك يستحق ذكره ونيل بركته. يقدّر الله مثل هؤلاء الناس ويعتز بتصرفاتهم ومحبتهم له وتعلقهم به. هذا هو موقف الله. فلماذا بارك الله نوح؟ لأنه هكذا يتعامل الله مع تصرفات الإنسان وطاعته.
فيما يتعلق ببركة الله لأيوب، سيقول بعض الناس: "إن أنصت إنسان إلى الله وأرضاه، فينبغي على الله أن يباركه. أليس هذا أمرًا بديهيًا؟" هل يمكننا أن نقول ذلك؟ يقول بعض الناس: "كلا"، لماذا لا يمكننا أن نقول ذلك؟ يقول بعض الناس: "لا يستحق الإنسان التمتع ببركة الله". هذا ليس صحيحًا تمامًا. لأنه عندما يقبل شخص ما ائتمنه الله عليه، فالله معيار للحكم فيما إذا كانت تصرفات هذا الشخص صالحة أم سيئة، وما إذا كان الشخص قد أطاع أم لا، وإن كان قد أرضى مشيئة الله، وما إذا كان ما يقوم به لائقًا. ما يهتم الله به هو قلب الشخص، وليست أعماله الظاهرة. القضية ليست أنه يتعين على الله أن يبارك شخصًا طالما أن يفعل ذلك بغض النظر عن الطريقة التي يفعل الأمر بها. هذا هو سوء فهم الناس عن الله. لا ينظر الله فقط لنتيجة الأمور النهائية، بل يركز على قلب الشخص وموقفه أثناء تطور الأمور، وينظر ما إذا كانت توجد طاعة واحترام ورغبة في إرضاء الله في قلبه. ما هو مقدار معرفة نوح عن الله آنذاك؟ هل كان هو نفس مقدار العقائد التي تعرفونها الآن؟ فيما يتعلق بجوانب الحق مثل المفاهيم عن الله ومعرفته، هل نال نفس القدر الذي تلقيتموه من الارتواء والرعاية؟ كلا لم ينل! لكن توجد حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: تصورات أناس اليوم وموقفهم تجاه الله مبهمة وضبابية في وعيهم وعقولهم وحتى في أعماق قلوبهم. يمكنكم أن تقولوا حتى إن جزءًا من الناس لديهم موقف سلبي تجاه وجود الله. ولكن في قلب نوح ووعيه، كان وجود الله مؤكدًا بدون أي شك، ولذلك طاعته نحو الله كانت خالصة ومن الممكن أن تنجح في الاختبار. كان قلبه نقيًّا ومنفتحًا تجاه الله. لم يكن في حاجة للكثير من المعرفة عن العقائد ليقنع نفسه أن يتبع كل كلمة من كلام الله، ولم يكن في احتياج للكثير من الحقائق لإثبات وجود الله، حتى يقبل ما ائتمنه الله عليه ويصير قادرًا على فعل كل ما يطلبه الله منه. هذا هو الاختلاف الرئيسي بين نوح وبين الناس اليوم، وهو أيضًا بالتحديد تعريف صحيح لمَنْ هو الإنسان الكامل في عينيّ الله. ما يريده الله هو أناس مثل نوح. إنهم الأشخاص الذين يمدحهم الله، وهم بالتحديد الأشخاص الذين يباركهم الله. هل نلتم أي استنارةً من هذا؟ ينظر الناس إلى الناس من الخارج، بينما ينظر الله إلى قلوبهم وجوهرهم. لا يسمح الله لأي شخص أن يكون لديه قلب فاتر أو شكوك تجاهه، ولا يسمح للناس أن تشك فيه أو تختبره بأية طريقة. لذلك، مع أن الناس اليوم يتعاملون مع كلمة الله وجهًا لوجه، أو يمكنكم حتى أن تقولوا إنهم يتعاملون مع الله وجهًا لوجه، فبسبب ما هو موجود في أعماق قلوبهم، ووجود جوهرهم الفاسد، وموقفهم العدائي تجاه الله، فقد تعطل إيمانهم الصحيح بالله، ومنعوا عن طاعتهم له. لهذا السبب، من الصعب عليهم الوصول لنفس البركة التي أنعم الله بها على نوح.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 28
الله يجعل قوس قزح رمزًا لعهده مع الإنسان
(التكوين 9: 11-13) "أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلَا يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ. وَلَا يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ ٱلْأَرْضَ". وَقَالَ ٱللهُ: "هَذِهِ عَلَامَةُ ٱلْمِيثَاقِ ٱلَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ ٱلْأَنْفُسِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ ٱلدَّهْرِ: وَضَعْتُ قَوْسِي فِي ٱلسَّحَابِ فَتَكُونُ عَلَامَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ ٱلْأَرْضِ".
فيما يلي، دعونا نلقي نظرة على هذا الجزء من الكتاب المقدس الذي يدور حول الكيفية التي جعل الله بها قوس قزح رمزًا لعهده مع الإنسان.
يعرف معظم الناس ما هو قوس قزح وسمعوا بعض القصص المتعلقة به. أما عن قصة قوس قزح في الكتاب المقدس، فيؤمن بها بعض الناس، ويعاملها البعض كأسطورة، بينما لا يؤمن بها آخرون مطلقًا. بغض النظر عن ذلك، كل ما حدث وله علاقة بقوس قزح فهو كل الأشياء التي فعلها الله من قبل، والأشياء التي حدثت أثناء عملية تدبير الله للإنسان. سُجلت هذه الأمور بالضبط في الكتاب المقدس. لا تخبرنا هذه السجلات عن المزاج الذي كان فيه الله في ذلك الوقت أو مقاصده من وراء هذه الكلمات التي قالها. بالإضافة إلى أن لا أحد يستطيع أن يقدّر ما كان يشعر به الله عندما قال هذه الكلمات. لكن حالة الله العقلية فيما يتعلق بهذا الأمر برمته تنكشف بين سطور النص. يبدو الأمر كما لو كانت أفكاره في هذا الوقت تقفز خارج الصفحة مع كل كلمة وكل عبارة من كلمة الله.
أفكار الله هي ما ينبغي أن يهتم بها الناس وهي ما يجب أن يعرفها الناس أكثر من أي شيء. هذا لأن أفكار الله مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفهم الإنسان عن الله، وفهم الإنسان عن الله هو رابط لا يُستغنى عنه في دخول الإنسان إلى الحياة. فماذا كان فكر الله في الوقت الذي حدثت فيه هذه الأمور؟
في الأصل خلق الله البشر، وكانوا في عينيه حِسانًا وقريبين منه، ولكن أهلكهم الطوفان بعدما تمردوا عليه. هل إبادة البشرية على الفور بهذه الطريقة كان مؤلمًا لله؟ بالطبع كان مؤلمًا! فماذا كان إذًا تعبيره عن هذا الألم؟ كيف سجل الكتاب المقدس الأمر؟ هكذا سجل الكتاب المقدس الأمر: "أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلَا يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ. وَلَا يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ ٱلْأَرْضَ". تكشف هذه الجملة البسيطة أفكار الله. دمار العالم هذا آلَمَهُ كثيرًا. بتعبير الإنسان، كان حزينًا للغاية. يمكننا أن نتخيل: كيف صار شكل الأرض التي كانت مملوءة قبلاً بالحياة بعدما دمرها الطوفان؟ كيف صار شكل الأرض الآن بعدما كانت قبلاً مملوءة بالبشر؟ لا يوجد سُكنى للبشر، ولا كائنات حية، والمياه في كل مكان وفوضى عارمة على وجه المياه. هل كان هذا المشهد هو قصد الله الأصلي حين خلق العالم؟ بالطبع لا! كان قصد الله الأصلي أن يرى حياةً في كل الأرض، ويرى البشر الذين خلقهم يعبدونه، وليس أن يرى نوح يعبده وحده أو يكون الشخص الوحيد القادر على تلبية دعوته لاستكمال ما ائتمنه عليه. عندما اختفت البشرية، لم يرَ الله ما قصده في الأصل بل عكسه تمامًا. كيف يمكن ألا يتألم قلبه؟ لذلك عندما كان الله يعلن عن شخصيته ويعبر عن مشاعره، اتخذ قرارًا. ما نوع القرار الذي اتخذه؟ أن يصنع قوسًا في السحاب (لاحظ: القوس الذي نراه) كميثاق مع الإنسان، وكوعد من الله ألا يُهلك البشرية بطوفان ثانيةً. في الوقت ذاته، كان القوس لإخبار الناس أن الله قد أهلك العالم مرةً بالطوفان، وليجعل البشرية تتذكر إلى الأبد السبب الذي من أجله فعل الله مثل هذا الشيء.
هل كان دمار العالم في هذا الوقت شيئًا أراده الله؟ بالتأكيد لم يكن شيئًا أراده الله. قد نكون قادرين على تخيل جزء صغير من المشهد المؤسف للأرض بعد دمار العالم، ولكن لا يمكننا الاقتراب من تخيل كيف كان المشهد آنذاك في عينيّ الله. يمكننا أن نقول إنه سواء أكانوا أناس اليوم أو الماضي، لا أحد يقدر على تخيل أو تقدير ما كان يشعر به الله عندما رأى ذلك المشهد، وتلك الصورة للعالم بعد دماره بالطوفان. كان الله مضطرًا لفعل هذا بسبب عصيان الإنسان، ولكن الألم الذي عانى منه قلب الله من دمار العالم بالطوفان هو حقيقية لا يمكن لأحد أن يدركها أو يقدرها. لهذا صنع الله ميثاقًا مع البشرية، وهذا الميثاق كان لإخبار الناس أن يتذكروا أن الله فعل مثل هذا الأمر مرةً، وليقسم لهم أنه لن يدمر العالم أبدًا بنفس الطريقة مرةً ثانيةً. في هذا الميثاق نرى قلب الله، نرى أن قلب الله كان متألمًا عندما أهلك هذه البشرية. بلغة الإنسان، عندما دمر الله العالم ورأى البشرية تختفي، كان قلبه يبكي ويُدمى. أليس هذا هو أفضل وصف يمكننا أن نقدمه؟ يستخدم البشر هذه الكلمات لتوضيح المشاعر الإنسانية، ولكن حيث أن لغة الإنسان ناقصة للغاية، فإن استخدامها لوصف مشاعر وعواطف الله لا يبدو سيئًا جدًّا بالنسبة لي، وليس مفرطًا للغاية. إنها على الأقل تعطيكم فهمًا ملائمًا وحيويًّا لمزاج الله آنذاك. ما الذي ستفكرون فيه الآن عندما ترون قوس قزح ثانيةً؟ على الأقل ستتذكرون كيف كان الله حزينًا ذات مرة على دمار العالم بالطوفان. ستتذكرون كيف عندما دمر الله البشر الذين خلقهم بيديه إنه مع كرهه لهذا العالم وبغضه لهذه البشرية، إلا أن قلبه كان متألمًا، ويصارع ليترك الأمر، ويشعر بالاستياء، ويجد الأمر صعب الاحتمال. كان عزاؤه الوحيد في أفراد أسرة نوح الثمانية. لقد كان تعاون نوح هو الذي جعل جهود الله المضنية في خلق جميع المخلوقات تستحق العناء المبذول. في الوقت الذي كان يعاني فيه الله، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعوضه عن ألمه. منذ تلك اللحظة، وضع الله كل توقعاته من البشرية في عائلة نوح، آملاً أن يتمكنوا من العيش تحت بركته وليس لعنته، وألا يروا أبدًا الله يدمر العالم بطوفان ثانية، وكذلك ألا يهلكوا.
أي جانب من شخصية الله ينبغي علينا فهمه هنا؟ لقد احتقر الله الإنسان لأنه كان في عداوةٍ معه، ولكن في قلبه، ظلت عنايته بالبشرية واهتمامه بها ورحمته نحوها ثابتة. حتى عندما دمر الله البشر، ظل قلبه ثابتًا. عندما كانت البشرية مملوءة بالفساد وعصت الله إلى مدى محدد، كان عليه أن يدمرها، وذلك بسبب شخصيته وجوهره ووفقًا لمبادئه. ولكن بسبب جوهر الله، فإنه ظل يشفق على البشرية، بل وأراد أن يستخدم طرقًا متنوعة لفداء البشر لكي يمكنهم الاستمرار في العيش. وفي المقابل، قاوم الإنسان الله، واستمر في عصيانه ورفض أن يقبل خلاصه، أي أنه رفض قبول مقاصده الصالحة. ومهما كانت الكيفية التي استخدمها الله ليدعو الإنسان أو يذكره أو يقدم له المعونة أو يساعده أو يتسامح معه، لم يفهم الإنسان هذا أو يقدره، ولم يُعرْه انتباهًا. في ألمه، لم ينسَ الله أن يعطي الإنسان الحد الأقصى من تسامحه، منتظرًا أن يغير اتجاهه. وبعد أن بلغ أقصى حد للاحتمال، فعل ما تعيّن عليه فعله دون أي تردد. بمعنى آخر، كانت هناك مدة من الزمن وعملية محددتين منذ اللحظة التي خطط فيها الله أن يُهلك البشرية إلى بدء عمله رسميًّا في إهلاك البشرية. وُجدت هذه العملية بهدف تمكين الإنسان من تغيير اتجاهه، وكانت هي الفرصة الأخيرة التي أعطاها الله للإنسان. فماذا فعل الله إذًا في هذه المدة قبل تدمير البشرية؟ قام الله بقدر هائل من عمل التذكير والتحذير. وبغض النظر عن كم الألم والحزن الذي كان في قلب الله، استمر في ممارسة عنايته بالبشرية واهتمامه بها ورحمته الوافرة نحوها. ما الذي نراه من هذا؟ نرى بلا شك أن محبة الله للبشرية حقيقية، وليست مجرد كلامًا شفهيًّا. إنها محبة واقعية وملموسة ويمكن تقديرها، وليست زائفة أو مغشوشة أو مظهرية أو خادعة. لا يستخدم الله أبدًا أي خداع أو يخلق أية صور زائفة ليجعل الناس يرون إنه محبوب. لا يستخدم أبدًا شهادة كاذبة ليجعل الناس يرون جماله، أو ليتباهى بجماله وقداسته. أليست هذه الجوانب من شخصية الله تستحق محبة الإنسان؟ ألا تستحق العبادة؟ ألا تستحق الاعتزاز بها؟ وصولاً لهذه النقطة، أريد أن أسألكم: بعد أن سمعتم هذه الكلمات، هل تعتقدون أن عظمة الله مجرد كلمات على ورق؟ هل جمال الله مجرد كلمات فارغة؟ كلا! كلا بالتأكيد! إن سمو الله وعظمته وقداسته وتسامحه ومحبته وغير ذلك من الصفات، أي كل جانب من الجوانب المختلفة من شخصية الله وجوهره تجد تعبيرًأ عمليًا عنها في كل مرة يقوم فيها بعمله، ومتجسدةً في مشيئته من نحو الإنسان، وأيضًا مُتمَّمة على كل شخص ومنعكسة عليه. بغض النظر عمّا إذا كنت شعرت بها من قبل أم لا، فإن الله يعتني بكل شخص بكل طريقة ممكنة مستخدمًا قلبه المخلص وحكمته وطرقًا متنوعة لتدفئة قلب كل شخص، وإيقاظ روحه. هذه حقيقة لا جدال عليها.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 29
خلق الله البشر؛ وبغض النظر عن إن كانوا قد فسدوا أم اتبعوه، يعامل الله البشر كأعزّ أحبائه، أو كما يقول البشر: على أنهم أعز الناس إليه، وليس كدُمى يلعب بها. مع أن الله يقول إنه الخالق وإن الإنسان خليقته، مما يعطي انطباعًا وكأنه يوجد القليل من الاختلاف في المكانة، إلا أن الواقع هو أن كل شيء فعله الله للبشرية يتجاوز بشدة علاقة من هذه الطبيعة. يحب الله البشرية ويعتني بها ويظهر اهتمامه لها، وأيضًا يعولها بلا توقف وباستمرار. لا يشعر أبدًا في قلبه أن هذا عمل إضافي أو شيء يستحق الكثير من المديح. ولا يشعر أن خلاص البشرية، وإعانتها، ومنحها كل شيء يقدم إسهامًا ضخمًا للبشر. بل إنه ببساطة يعول البشر بهدوء وصمت، بطريقته ومن خلال جوهره وماهيته وما لديه. ومهما كان كم المعونة أو المساعدة التي تنالها البشرية منه، لا يفكر الله أبدًا أو يحاول الحصول على مديح. هذا أمر يحدده جوهر الله، وهو بالتحديد تعبير صحيح عن شخصية الله. لهذا السبب، بغض النظر عمّا إذا كان مذكورًا في الكتاب المقدس أو أية كتب أخرى، لا نجد الله يعبر عن أفكاره أبدًا، ولا نجده أبدًا يشرح أو يعلن للبشر لماذا يقوم بهذه الأشياء، أو لماذا يهتم كثيرًا بالبشرية، لكي يُشعر البشر بالامتنان من نحوه أو لكي يمدحوه. حتى عندما يتألم، وعندما يعتصر قلبه ألمًا، لا ينسى أبدًا مسؤوليته تجاه البشر واهتمامه بالبشرية، في حين يحتمل هذا الألم والوجع وحده في صمت. على النقيض، يستمر الله في إعالة البشرية كما يفعل دائمًا. ومع أن البشر كثيرًا ما يمدحون الله ويشهدون له، إلا أن الله لا يطلب هذا النوع من السلوك. هذا لأن الله لا يقصد بأي من الأمور الجيدة التي يفعلها للبشر أن تُقابل بعرفان بالجميل أو يُعوض عنها في المقابل. ومن ناحية أخرى، أولئك الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر، ومَنْ يتبعونه حقًّا وينصتون ويخلصون له ويطيعونه، هؤلاء هم الأشخاص الذين ينالون غالبًا بركات الله، والله سيمنحهم بركات بلا تحفظ. بالإضافة إلى أن البركات التي يحصل عليها الناس من الله كثيرًا ما تفوق خيالهم، وهي أيضًا تتخطى أي شيء يمكن للبشر استبداله بما فعلوه أو أي ثمن قد دفعوه. عندما تتمتع البشرية ببركات الله، هل يبالي أي شخص بما يفعله الله؟ هل يهتم أي شخص بما يشعر به الله؟ هل يحاول أي شخص تقدير ألم الله؟ الإجابة المحددة عن هذه الأسئلة هي: كلا! هل يمكن لأي إنسان، بما في ذلك نوح، أن يقدر الألم الذي كان يشعر به الله في تلك اللحظة؟ هل يمكن لأي شخص أن يدرك السبب وراء أن يقيم الله هذا الميثاق؟ لا يمكن لأحد! لا يقدّر البشر ألم الله ليس لأنهم لا يمكنهم فهم ألمه، وليس بسبب الفجوة التي بين الله والإنسان، أو الاختلاف في وضعهما، بل لأن البشر لا يهتمون حتى بمشاعر الله. يعتقد البشر أن الله مستقل، ولا يحتاج إلى أن يهتم البشر به، أو يفهموه أو يظهروا احترامًا له. الله هو الله، لذلك لا يتألم وهو بلا مشاعر؛ لن يكون حزينًا، ولا يشعر بالأسى، ولا يبكي حتى. الله هو الله، لذلك لا يحتاج إلى أية تعبيرات عاطفية ولا يحتاج إلى تعزية عاطفية. إن كان في حاجة إلى هذه الأشياء تحت ظروف معينة، فإنه سيحل الأمر بنفسه ولن يطلب أية مساعدة من البشر. بل على العكس، إنهم البشر الضعفاء غير الناضجين هم مَنْ يحتاجون إلى تعزية الله ومعونته وتشجيعه، ويحتاجون إليه أيضًا لكي يعزي مشاعرهم في أي وقت وأي مكان. تختبئ هذه الفكرة بعمق داخل قلوب البشر: الإنسان هو الشخص الضعيف، وهو يحتاج إلى أن يعتني الله به بأية وسيلة، وهو يستحق كل العناية التي يتلقاها من الله، وينبغي عليه أن يطلب من الله كل ما يشعر أنه ينبغي أن يكون ملكه. الله هو القوي؛ لديه كل شيء، وينبغي عليه أن يكون حارسًا للبشرية ومانحًا للبركات. وبما أنه هو الله بالفعل، فهو كلي القدرة ولا يحتاج أبدًا إلى أي شيء من البشر.
لأن الإنسان لا يعير انتباهًا لأي من إعلانات الله، لم يشعر أبدًا بأسى الله أو ألمه أو فرحه. لكن على العكس، يعرف الله كل تعبيرات الإنسان حق معرفة. يوفر الله احتياجات كل شخص في جميع الأوقات والأماكن، ويلاحظ أفكار الإنسان المتغيرة وهكذا يعزيه ويشجعه، ويقوده وينيره. فيما يتعلق بكل الأشياء التي فعلها الله على الإنسان وجميع الأثمان التي دفعها بسببه، هل يمكن للناس أن يجدوا فقرة في الكتاب المقدس أو في أي قول قد قاله الله حتى الآن تعلن بوضوح أن الله سيطلب شيئًا من الإنسان؟ كلا! بل على النقيض، مهما كان تجاهل الناس لفكر الله، لا يزال يقود البشر باستمرار، ويعينهم ويساعدهم دائمًا، ويعطيهم أن يتبعوا طريق الله لكي ينالوا الغاية الجميلة التي أعدها لهم. عندما يتعلق الأمر بالله فإن ماهيته وما لديه، ونعمته ورحمته، وجميع أنواع مكافآته، ستُمنح جميعها بلا تحفظ لأولئك الذين يحبونه ويتبعونه. ولكنه لا يكشف أبدًا لأي شخص الألم الذي عانى منه أو حالته العقلية، ولا يشتكي أبدًا من أي شخص لا يحترمه أو لا يعرف مشيئته. إنه يتحمل كل هذا ببساطة في هدوء، وينتظر اليوم الذي تكون فيه البشرية قادرة على الفهم.
لماذا أقول هذه الأمور هنا؟ ماذا ترون من الأشياء التي قلتها؟ يوجد شيء في جوهر الله وشخصيته يسهل التغاضي عنه، شيء لا يملكه إلا الله وحده ولا أحد غيره، بما في ذلك أولئك الذين يظن الناس أنهم أناس عظماء وصالحون، أو في الإله الذي في مخيلتهم. ما هو هذا الشيء؟ إنه إنكار الله لذاته. ربما تعتقد عند الحديث عن إنكار الذات أنك أيضًا ناكر لذاتك للغاية، لأنه حينما يتعلق الأمر بأطفالك، فإنك لا تساومهم، بل وتكون كريمًا معهم، أو ربما تعتقد أنك أيضًا ناكر لذاتك للغاية عندما يتعلق الأمر بأبويك. مهما كان ما تعتقده، على الأقل لديك مفهوم عن كلمة "إنكار الذات" وتظنها كلمة إيجابية، وأن كونك شخصًا ناكرًا لذاتك فهذا أمر نبيل للغاية. عندما تكون ناكرًا لذاتك، تعتقد أنك عظيم. لكن لا يوجد شخص يمكنه أن يرى إنكار الله لذاته بين كل الأشياء والناس والأحداث والكائنات، ومن خلال عمله. لماذا هذه هي الحالة؟ لأن الإنسان أناني للغاية! لماذا أقول ذلك؟ يعيش البشر في عالم مادي. قد تتبع الله، ولكنك لا ترى أبدًا أو تقدّر كيف يمنحك الله معونة ويحبك ويهتم بك. فماذا ترى إذًا؟ ترى أقاربك الذين يحبونك أو يتعلقون بك. ترى الأمور النافعة لجسدك، وتهتم بالناس والأشياء التي تحبها. هذا هو ما يطلق عليه "إنكار ذات" الإنسان. هؤلاء الناس "المنكرون لذواتهم"، لا يهتمون أبدًا بالله الذي يعطيهم الحياة. بل بخلاف الله، يتحول إنكار ذات الإنسان إلى أنانية وخسة. إنكار الذات الذي يؤمن به الإنسان فارغ وغير واقعي ومزيف وغير متوافق مع الله ولا صلة له به. إنكار الذات عند الإنسان هو من أجل نفسه، بينما إنكار الذات عند الله هو إعلان حقيقي عن جوهره. بسبب إنكار الله لذاته بالتحديد ينال الإنسان تيارًا ثابتًا من معونته. ربما لم تتأثروا بعمق بهذا الموضوع الذي أتكلم عنه اليوم، وربما تومئون برؤوسكم فقط بالموافقة، ولكن عندما تحاول تقدير قلب الله في قلبك، فستكتشف بغير قصد أنه من بين كل الناس والأمور والأشياء التي يمكنك أن تشعر بها في هذا العالم، لا يوجد سوى إنكار ذات الله هو الواقعي والملموس، لأن محبة الله لك هي وحدها المحبة غير المشروطة التي لا عيب فيها. بعيدًا عن الله، فإن إنكار الذات لدى أي شخص أخر يكون مزيفًا وسطحيًا ومخادعًا؛ له هدف ومقاصد معينة، ويحمل مقايضة شيء مقابل آخر، ولا يمكن أن يصمد أمام الاختبار. يمكنكم حتى أن تقولوا إنه نجس وخسيس. هل توافقون؟
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 30
(التكوين 9: 11-13) "أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلَا يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ. وَلَا يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ ٱلْأَرْضَ". وَقَالَ ٱللهُ: "هَذِهِ عَلَامَةُ ٱلْمِيثَاقِ ٱلَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ ٱلْأَنْفُسِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ ٱلدَّهْرِ: وَضَعْتُ قَوْسِي فِي ٱلسَّحَابِ فَتَكُونُ عَلَامَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ ٱلْأَرْضِ".
في نهاية قصة نوح نرى أن الله استخدم طريقة غير عادية للتعبير عن مشاعره في ذلك الوقت. هذه الطريقة خاصة للغاية، وهي أن يصنع ميثاقًا مع الإنسان. إنها طريقة تعلن نهاية استخدام الله لطوفان حتى يهلك العالم. يبدو من الظاهر أن عمل ميثاق مثل أي شيء عادي. إنه ليس إلا استخدام كلمات لإلزام الطرفين بعدم القيام بتصرفات مخالفة، حتى يتسنى تحقيق غرض حماية مصالح الجانبين. إن هذا شيء عادي جدًا من الناحية الشكلية، ولكن الدوافع والمعنى الموجود وراء قيام الله بهذا الأمر هو الإعلان الحقيقي عن شخصية الله وحالته العقلية. إن أهملت هذه الكلمات وتجاهلتها، وإن لم أخبركم أبدًا بحقيقة هذه الأمور، فلن تعرف البشرية أبدًا حقًّا فكر الله. ربما في خيالك أن الله يبتسم عندما يصنع هذا الميثاق، أو ربما تعبيره جاد، ولكن بغض النظر عن تعبير الله العادي للغاية الذي يتخيل الناس أن الله يتسم به، لم يكن ممكنًا لأحد أن يرى قلب الله أو ألمه، ولا حتى وحدته. لا يوجد أحد يمكن لله أن يثق فيه أو يستحق ثقة الله، أو يوجد شخص يمكنه أن يعبّر له عن أفكاره ويفضي إليه ألمه. لهذا السبب لم يكن لدى الله خيار إلا أن يفعل هذا الشيء. قام الله من الخارج بشيء بسيط لتوديع البشرية السابقة، وتسوية الماضي، والإتيان بخاتمة مثالية لدماره للعالم بالطوفان. ولكن قد دفن الله الألم في أعماق قلبه منذ هذه اللحظة. في الوقت الذي لم يكن لدى الله أي شخص يضع ثقته فيه، صنع ميثاقًا مع البشر، مُخبِرًا إياهم أنه لن يدمر العالم بطوفان مرةً ثانيةً. عندما يظهر قوس قزح فإنه يذكّر الناس بأن هذا الأمر قد حدث ذات مرة، ويحذرهم ألا يفعلوا أمورًا شريرة. حتى في هذه الحالة المؤلمة، لم ينسَ الله البشر واستمر في إظهار اهتمام جم بهم. أليست هذه محبة الله وإنكاره لذاته؟ ولكن ما الذي يفكر فيه الناس عندما يعانون؟ أليس هذا هو الوقت الذي يكونون فيه في أمس الحاجة إلى الله؟ في أوقات مثل هذه يضغط الناس على الله لكي يعزيهم. ومهما كان الوقت، لن يتخلى الله أبدًا عن الناس، وسيعطيهم أن يخرجوا من مآزقهم ويعيشوا في النور. مع أن الله يعين البشر هكذا، إلا أن الله في قلب الإنسان ليس أكثر من مجرد حبة دواء للطمأنينة، دواء للتعزية. عندما يعاني الله، وعندما ينجرح قلبه، فإن وجود مخلوق أو أي شخص ليكون في صحبته أو ليعزيه يُعد أمنية مبالغ فيها من جانب الله. لا يعير الإنسان مشاعر الله انتباهًا أبدًا، لذلك لا يطلب الله أبدًا أو يتوقع أن يوجد شخص قادر على تعزيته. إنه يستخدم طرقه الخاصة فحسب للتعبير عن مزاجه. لا يظن الناس أن اجتياز الله في بعض المعاناة هو أمر كبير، ولكن عندما تحاول فهم الله بحق، وعندما يمكنك تقدير مقاصد الله الجادة في كل شيء يفعله، يمكنك أن تشعر بعظمة الله وإنكاره لذاته. ومع أن الله صنع ميثاقًا مع البشر مستخدمًا قوس قزح، إلا أنه لم يخبر أحدًا قط لماذا فعل هذا، ولماذا أسّس هذا العهد، مما يعني أنه لم يخبر أحدًا قط بأفكاره الحقيقية. هذا لأنه لا يوجد أحد قادر على فهم عمق محبة الله للبشر الذين خلقهم بيديه، ولا يوجد أيضًا أحد يستطيع أن يقدّر مقدار الألم الذي عاناه في قلبه عندما أهلك البشرية. لذلك، حتى لو أخبر الناس بما يشعر به، فلا يمكنهم تحمل هذه الثقة. ومع كونه في ألم، فإنه لا يزال مستمرًا في اتخاذ الخطوة التالية في عمله. يقدم الله دائمًا جانبه الأفضل وأفضل الأشياء إلى البشر، بينما يتحمل في هدوء كل المعاناة بنفسه. فالله لا يظهر أبدًا هذه المعاناة على الملأ، بل يتحملها وينتظر في صمت. إن احتمال الله ليس باردًا أو فاترًا أو عاجزًا، ولا علامة ضعف، بل ظلت محبة الله وجوهره دائمًا غير أنانيين. هذا إعلان طبيعي عن جوهره وشخصيته، وتجسيد أصيل لهويته كخالق حقيقي.
من "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (أ)" في "الكلمة يظهر في الجسد"