معرفة الله 5

كلمات الله اليومية اقتباس 166

هل تفهمون النقطة الرئيسية حول معرفة شخصية الله البارة؟ يوجد الكثير ليُقال من واقع الخبرة في هذا الصدد، لكن توجد بضع نقاط رئيسية ينبغي أن أخبركم عنها. لفهم شخصية الله البارة، لا بُد أولًا من فهم مشاعر الله: ما يكره، وما يبغض، وما يحب، ومَن يسامح، ومَن يرحم، وما نوع الشخص الذي يحظى بتلك الرحمة. وهذه نقطة رئيسية. لا بُد من أن يفهم المرء أنه مهما كان الله مُحبًّا، ومهما يكن مقدار ما لديه من رحمة وحب للناس، فإنه لا يتسامح مع أي شخص يسيء إلى مكانته ومركزه، كما لا يتسامح مع أي أحد يمس جلاله. ومع أن الله يحب البشر، فإنه لا يشبع رغباتهم، بل يهبهم محبته ورحمته وتسامحه، لكنه لم يدللهم مطلقًا؛ فالله لديه مبادؤه وحدوده. بغض النظر عن مقدار شعورك بمحبة الله نحوك، وبغض النظر أيضًا عن مدى عمق تلك المحبة، يجب ألا تتعامل مع الله كما تتعامل مع شخص آخر. وعلى الرغم من صحة القول إن الله يعامل الناس بمودة شديدة، إن كان شخص ينظر إلى الله على أنه مجرد شخص آخر، وكما لو أنه مجرد مخلوق آخر، أو كصديق أو كمعبود، فسوف يخفي الله وجهه عنه وينبذه. هذه هي شخصيته، ويجب على الناس ألا يتعاملوا بلا مبالاة مع هذه القضية. ولذلك كثيرًا ما نرى كلامًا مثل هذا ينطقه الله عن شخصيته: مهما كان عدد الطرق التي سافرت فيها، والأعمال التي قمت بها، أو مدى ما تحملته من معاناة، بمجرد أن تسيء إلى شخصية الله، فسوف يجازي كلَ واحد منكم بناء على ما فعل. ما يعنيه هذا هو أن الله يعامل الناس بمودة شديدة، ولكن يتعين على الناس ألا يتعاملوا مع الله على أنه صديق أو قريب. لا تَدْعُ الله "صاحبك". فمهما كان نصيبك من محبة الله لك، ومهما وهبك من تسامح، عليك ألا تعامل الله على أنه مجرد صديق لك. هذه هي شخصية الله البارة. هل تفهمون هذا؟ هل أنا بحاجة إلى قول المزيد عن ذلك؟ هل لديكم فهم مسبق لهذا الأمر؟ بصورة عامة، هذا أسهل خطأ يرتكبه الناس، بغض النظر عما إذا كانوا يفهمون التعاليم، أو ما إذا كانوا قد تأملوا هذه القضية من قبل. عندما يسيء الناس إلى الله، قد لا يكون ذلك بسبب حدث ما أو شيء واحد قالوه، بل بالأحرى بسبب موقف يتخذونه أو حالة هم فيها. هذا أمر مفزع جدًا. يعتقد بعض الناس أنهم يفهمون الله، وأنهم يعرفونه بعض المعرفة، حتى إنهم قد يفعلون بعض الأمور التي ترضي الله. إنهم يبدؤون بالشعور أنهم مساوون لله وأنهم بخداعهم دخلوا في صداقة مع الله. وهذا النوع من المشاعر خطأ كبير. إن كنت لا تملك فهمًا عميقًا لهذا، وكنت لا تفهم هذا بوضوح، فعندئذ ستسيء إلى الله وإلى شخصيته البارّة بسهولة. أنت تفهم هذا الآن، صحيح؟ أليست شخصية الله البارة فريدة؟ هل هي مماثلة لشخصية إنسان أو موقفه الأخلاقي؟ كلا، مطلقًا. لذا يجب ألا تنسى أنه كيفما كانت معاملة الله للناس، أو كيفما كانت فكرته عن الناس، فإن مركز الله وسلطانه ومكانته لا تتغير أبدًا؛ فهو دومًا في نظر البشر رب جميع الأشياء والخالق.

من "الله ذاته، الفريد (ز)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 167

القصة (1): بذرة، وتربة الأرض، وشجرة، وضوء الشمس، والطيور، والإنسان

سقطت بذرة على الأرض، وبعد أن هطل عليها مطر غزير خرج منها برعم غض، بينما تسللت جذورها ببطء في عمق التربة. ثم نما البرعم وكبر مع مرور الوقت محتملًا الرياح القاسية وماء المطر العنيف، وشهد تغير الفصول مع بزوغ القمر وتضاؤله. وفي الصيف انبجست من الأرض هبات من الماء الذي ساعد البرعم على تحمل حرارة الموسم الحارقة. وبفضل التربةُ، لم تحرق الحرارة البرعم وبذلك تخطّى أسوأ درجات حرارة الصيف. وعندما حل فصل الشتاء، أحاطت تربة الأرض بالبرعم في حضنها الدافئ، والتصق كل منهما بالآخر بإحكام. وفرت التربة الدفء للبرعم وبذلك نجا من برد الشتاء القارس ولم تؤذه رياح الشتاء والعواصف الثلجية. ونتيجة لحماية الأرض له نما البرعم وصار جميلًا وسعيدًا. وبفضل الرعاية المتفانية التي وفرتها له الأرض، نما البرعم واشتد وصار قويًا، وراح يغني سعيدًا تحت المطر، ويرقص ويتمايل مع الرياح. يعتمد البرعم والأرض كل منهما على الآخر...

مرت الأعوام وغدا البرعم الآن شجرة سامقة، ووقفت راسخة على الأرض تكسوها أوراق لا تعد ولا تحصى، بينما ضربت الشجرة جذورها في أعماق الأرض كما فعلت من قبل، وغاصت جذورها إلى أعماق التربة في الأسفل. صارت الآن التربة، التي حمت البرعم الصغير في الماضي، أساسًا لشجرة قوية.

سطع شعاع من ضوء الشمس على الشجرة، بينما مالت الشجرة ومدت فروعها على نطاق واسع، وتنسمت الهواء الممزوج بالشمس المشرقة. أما تربة الأرض تحتها فتنفست في الوقت نفسه مع الشجرة، وشعرت التربة بالتجدد. وعندها هبت نسمة منعشة بين الأغصان، اهتزت الشجرة في بهجة وتفجرت بالطاقة. تعتمد الشجرة وضوء الشمس على بعضهما بعضًا...

جلس الناس في ظل الشجرة البارد، ونعموا بعبير الهواء العطر المنعش، وقد طهر الهواء قلوبهم ورئاتهم، ونقّى الدمَ داخلهم، فلم تعد أجسامهم تشعر بالتعب أو التقيُّد. يعتمد الناس والشجرة بعضهما على بعض...

حط سرب من الطيور المزقزقة على أغصان الشجرة، ربما حطَّت الطيور لتتفادى مفترسًا ما، أو لترعى وتربي صغارها، أو ربما لتأخذ استراحة قصيرة. تعتمد الطيور والشجرة بعضهما على بعض...

أما جذور الشجرة الملتفة والمتشابكة فحفرت ونزلت في أعماق الأرض. وفّر الجذع الحماية للأرض من الريح والمطر، وامتدت أغصانه الضخمة لتحمي الأرض التي أسفلها. لقد فعلت الشجرة ذلك لأن الأرض كانت أمها. إنها تقوِّي بعضها بعضًا، وتعتمد على بعضها بعضًا، ولا تبتعد عن بعضها أبدًا...

...كل شيء تكلمت عنه للتو هو شيء رأيتموه من قبل. البذور، على سبيل المثال، تنمو لتصير أشجارًا، ومع أنكم قد لا تستطيعون أن تروا كل تفصيلة من تفاصيل العملية، لكنكم تعرفون أنها تحدث، أليس كذلك؟ لديك أيضًا معرفة عن الأرض وضوء الشمس، وصورة الطيور المغردة التي تحط على شجرة هي شيء شاهده جميع الناس، أليس كذلك؟ وصورة الناس الذين يستظلون في ظل شجرة، هذا شيء رأيتموه جميعًا، صحيح؟ (نعم صحيح). إذن، فما هو الشعور الذي يراودكم عندما تكون كل هذه الأشياء في صورة واحدة؟ (شعور بالانسجام). هل كل شيء من الأشياء الموجودة في مثل هذه الصورة مصدرها الله؟ (نعم). بما أنها تأتي جميعها من الله، فإن الله يعلم قيمة وأهمية الوجود الأرضي لجميع هذه الأشياء المختلفة. عندما خلق الله جميع الأشياء، عندما خطط وخلق كل شيء، عمل ذلك بقصد، وعندما خلق تلك الأشياء، كان كل منها مفعمًا بالحياة. ففي البيئة التي خلقها لمعيشة البشر، وقد وصفناها للتو في قصتنا، يوجد اعتماد متبادل بين البذرة وتربة الأرض؛ إذ يمكن للأرض أن تغذي البذرة، وترتبط البذرة بالأرض، حدد الله هذه العلاقة منذ بداية الخليقة التي خلقها. إن مشهد الشجرة، وضوء الشمس، والطيور، والإنسان هو تصوير للبيئة الحية التي خلقها الله للبشر. أولًا، لا تستطيع الشجرة مغادرة الأرض، ولا تستطيع الاستغناء عن ضوء الشمس أيضًا. إذًا، ماذا كان هدف الله من خلق الشجرة؟ هل يمكننا القول إنها خُلقت لأجل الأرض فقط؟ هل يمكننا القول إنها خُلقت لأجل الطيور فقط؟ هل نستطيع القول إنها خُلقت من أجل الناس فقط؟ (كلا). ما العلاقة بينها؟ العلاقة بينها علاقة متبادلة لتقوية بعضها بعضًا والاعتماد على بعضها بعضًا، وهي علاقة لا يمكن فصلها. بمعنى أن تربة الأرض والشجرة وضوء الشمس والطيور والناس يعتمد بعضها على بعض في وجودها، ويغذي بعضها بعضًا؛ فالشجرة تحمي تربة الأرض، بينما تمد التربة الشجرة بالغذاء، أما أشعة الشمس فتمد الشجرة بالضوء، بينما تحصل الشجرة على الهواء النقي من ضوء الشمس وتساعد على تخفيف حرارة الشمس الحارقة على الأرض. مَن الذي يستفيد من هذا في نهاية المطاف؟ يستفيد الإنسان من هذا، أليس كذلك؟ وهذا واحد من المبادئ التي تستند إليها البيئة التي يعيش فيها الإنسان، والتي خلقها الله، وهو ما قصده الله منها منذ البداية. ومع أن هذه صورة بسيطة، فإنه يمكننا أن نرى فيها حكمة الله وقصده. لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الأرض، أو بدون الأشجار، أو بدون الطيور وضوء الشمس، أليس كذلك؟ حتى إن كانت هذه مجرد قصة، فهي صورة مصغرة للكون الذي خلق فيه الله السماوات والأرض وكل شيء، وإنعامه على الإنسان ببيئة يعيش فيها.

خلق الله السماوات والأرض وجميع الأشياء لأجل الإنسان، وخلق كذلك البيئة ليعيش فيها. أولًا، النقطة الرئيسية التي ناقشناها في القصة هي علاقة التقوية المتبادلة والاعتماد المتبادل والتعايش بين كل الأشياء. وبموجب هذا المبدأ، تتوافر الحماية للبيئة التي يعيش فيها الإنسان، فيمكنها أن تبقى وتستمر. وبسبب هذا، تستطيع البشرية أن تزدهر وتتكاثر. إن الصورة التي رأيناها كانت صورة شجرة وتربة وضوء الشمس والطيور والناس معًا. هل كان الله في هذه الصورة؟ لم يرَ أحد الله في الصورة، صحيح؟ لكن رأى المرء قانون علاقة التقوية والاعتماد المتبادلة بين الأشياء في المشهد، ومن خلال هذا القانون يستطيع المرء أن يرى وجود الله وسيادته. يستخدم الله مثل هذا القانون ليحفظ حياة كل شيء ووجوده. وبهذه الطريقة يعول كل الأشياء ويرزق كل البشر. هل لهذه القصة أي علاقة بموضوعنا الرئيسي؟ يبدو من الناحية الظاهرية أنها لا ترتبط بموضوعنا الرئيسي، أما في الواقع فإن القانون الذي بحسبه خلق الله جميع الأشياء وسيادته على كل الأشياء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكونه مصدر الحياة لجميع الأشياء، ولا يمكن فصل هذه الحقائق عن بعضها بعضًا. لقد بدأتم تعلُّم بعض الأمور الآن!

الله هو سيد القوانين التي تحكم عمل جميع الأشياء، وهو الذي يسيطر على القوانين التي تتحكم ببقاء جميع الأشياء، وهو يسيطر على جميع الأشياء ويضبطها لتقوِّي بعضها بعضًا وتعتمد على بعضها بعضًا حتى لا تهلك أو تختفي، وبهذا وحده يمكن أن يستمر وجود البشرية، ويستطيع الإنسان العيش في مثل هذه البيئة تحت إرشاد الله. إن الله هو سيد قوانين العمل هذه، ولا يستطيع أحد التدخل فيها أو تغييرها، والله ذاته وحده هو الذي يعلم هذه القوانين، وهو وحده يديرها. متى ستتبرعم الأشجار، ومتى سينزل المطر، وكم من الماء والعناصر الغذائية ستعطي الأرضُ إلى النباتات، وفي أي فصل ستسقط أوراق الأشجار، وفي أي فصل تثمر الأشجار، وكم ستمنح أشعة الشمس من عناصر غذائية للأشجار، وماذا ستطلق الأِشجار من غازات بعد أن تكون قد كوَّنت غذاءها من ضوء الشمس – هذه هي جميع الأشياء التي سبق الله ودبرها عندما خلق كل شيء، وهي قوانين لا يمكن للإنسان أن ينتهكها. والأشياء التي خلقها الله – سواء كانت حية أو تبدو للناس أنها غير حية – هي كلها في يدَي الله، حيث يسود عليها ويحكمها، ولا يستطيع إنسان أن يغير أو يخالف هذه القوانين. ومعنى هذا أنه عندما خلق الله كل الأشياء فإنه قد سبق وعيَّن أنه بدون التربة لما استطاعت الشجرة أن تضرب جذورها وتتبرعم وتنمو. وأنه لو لم توجد أشجار على الأرض، لجفت الأرض، وأن على الشجرة أن تصير مأوى الطيور، وهي مكان تأوي إليه وتحتمي فيه من الرياح. هل يمكن أن تحيا الشجرة بدون ضوء الشمس؟ (كلا). ولا يمكنها أيضًا أن تحيا بالتربة فحسب. كل هذه الأشياء هي من أجل البشر ومن أجل بقائهم؛ حيث يستقبل الإنسان الهواء النقي من الشجرة، ويعيش على الأرض التي تحميها الشجرة، ولا يستطيع الإنسان العيش بدون ضوء الشمس، كما لا يستطيع العيش بدون الكائنات الحية المختلفة. وعلى الرغم من تعقُّد هذه العلاقات، يتعين عليك أن تتذكر أن الله قد خلق القوانين التي تحكم جميع الأشياء بحيث تقوِّي بعضها بعضًا وتعتمد على بعضها بعضًا وتتعايش معًا. بعبارة أخرى، كل شيء خلقه له قيمة وأهمية. لو أن الله خلق شيئًا ليس له أهمية، لتركه يختفي. هذه إحدى الطرق التي استخدمها ليعول كل الأشياء. إلام تشير كلمة "يعول" في هذه القصة؟ هل يسقي الله الشجرة كل يوم؟ وهل تحتاج الشجرة إلى عون من الله لكي تتنفس؟ (كلا). تشير كلمة "يعول" هنا إلى تدبير الله لجميع الأمور بعد خلقها، يكفي الله أن يديرها بعد وضع القوانين التي تسوسها. ما إن تُغرس بذرة في الأرض، تنمو الشجرة من تلقاء نفسها؛ إذ قد خلق الله الظروف لنموها؛ حيث سخَّر ضوء الشمس والماء والتربة والهواء والبيئة المحيطة، وصنع الرياح والصقيع والثلج والمطر والفصول الأربعة. هذه هي الظروف التي تحتاج إليها الشجرة لكي تنمو، وهذه هي الأشياء التي أعدها الله. إذن، هل الله هو مصدر هذه البيئة الحية؟ (نعم). هل يتعين على الله أن يخرج كل يوم ويحصي كل ورقة من أوراق الأشجار؟ كلا. كذلك لا يتعين على الله أن يساعد الشجرة على أن تتنفس، أو أن يوقظ ضوء الشمس كل يوم بأن يقول: "آن الوقت لأن تسطع على الأشجار الآن". ليس عليه أن يفعل ذلك. يشع ضوء الشمس من تلقاء نفسه حين يحل وقت السطوع، كما هو مقدر في القوانين؛ فضوء الشمس يظهر ويسطع على الشجرة، وتمتص الشجرة ضوء الشمس عندما تحتاج إليه، وعندما لا توجد حاجة إليه، تظل الشجرة تحيا داخل القوانين. ربما لا يمكنكم تفسير هذه الظاهرة بوضوح، ولكنها حقيقة يمكن لأي شخص رؤيتها والاعتراف بها. وكل ما تحتاج إلى فعله هو أن تقرّ بأن القوانين التي تحكم وجود جميع الأشياء تأتي من الله، وأن تعلم أن الله يتحكم في نمو جميع الأشياء وبقائها.

الآن، هل تحتوي هذه القصة على ما يسميه الناس "استعارة مجازية"؟ هل هي تشخيص؟ (كلا). لقد حكيت قصة حقيقية. فكل شيء حي، وكل ما له حياة يحكمه الله، وقد منحه الله الحياة بعد أن خلقه، فحياة كل كائن حي تأتي من الله، وهو يتبع المسار والقوانين التي توجهه، ولا يتطلب هذا أن يغيره الإنسان، كما لا يتطلب عونًا من الإنسان. هذه هي أحدى طرق إعالة الله لجميع الأشياء. تفهمون ذلك، صحيح؟ هل ترون أنه من الضروري للناس أن يعرفوا هذا؟ (نعم). إذن، هل لهذه القصة علاقة بعلم الأحياء؟ هل لها علاقة بطريقة ما بأي مجال من مجالات المعرفة أو فرع من فروع التعلم؟ نحن لا نناقش علم الأحياء، كما أنه من المؤكد أننا لا نُجري أي أبحاث بيولوجية. ما هي النقطة الرئيسية في حديثنا؟ (أن الله هو مصدر الحياة لجميع الأشياء). ماذا ترون في الخليقة؟ هل رأيتم أشجارًا؟ هل رأيتم الأرض؟ (نعم). لقد رأيتم ضوء الشمس، صحيح؟ هل رأيتم الطيور تُعشّش في الأشجار؟ (نعم، رأينا). هل الإنسان سعيد بالعيش في مثل هذه البيئة؟ (نعم). هذا يعني أن الله يستخدم كل الأشياء – الأشياء التي خلقها – ليحفظ ويحمي موطن الإنسان، أي بيئة حياته. وبهذه الطريقة يعول الله الإنسان وجميع الأشياء.

من "الله ذاته، الفريد (ز)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 168

القصة (2): جبل عظيم، وجدول صغير، وريح عاتية، وموجة عملاقة

كان هناك جدول صغير تعرّج مجراه يمنة ويسرة حتى وصل أخيرًا إلى سفح جبل عظيم. كان الجبل يسد الطريق أمام الجدول الصغير؛ فتوسل إليه قائلًا بصوته الضعيف النحيل: "أرجو أن تدَعني أمرّ؛ فأنت تقف في طريقي وتمنعني من الاستمرار في الجريان". فسأله الجبل: "إلى أين أنت ذاهب؟" فأجابه الجدول الصغير: "أنا أبحث عن بيتي". قال الجبل: "حسنًا، امضِ قُدُمًا وليكن جريانُك من فوقي!" غير أن الجدول الصغير كان ضعيفًا جدًا وغضًا للغاية، واستحال عليه الجريان من فوق ذلك الجبل الضخم، ولذلك لم يكن أمامه من خيار سوى أن يتابع جريانه إلى سفح الجبل...

هبت ريحٌ عاتيةُ، حاملةً معها الرملَ والغبار إلى حيث كان الجبل منتصبًا، وصرخت الرياح قائلة له: "دعني أمرّ!" فسألها الجبل: "إلى أين أنت ذاهبة؟" فعصفت الريح وأجابت: "أريد أن أذهب إلى الجانب الآخر من الجبل". قال الجبل: "حسنًا، إن استطعتِ اختراقي في الوسط، فيمكنكِ الانطلاق!" عصفت الريح العاتية في كل الجهات، ولكن مهما كان هبوبها عنيفًا لم تتمكن من اختراق الجبل من وسطه. تعبت الريح وتوقفت لتستريح، ثم بدأ في الجانب الآخر من الجبل هبوب نسيم عليل، فأدخل السرور في قلوب الناس هناك. وكان هذا بمثابة التحية التي ألقاها الجبل على الناس...

على الشاطئ كان رذاذ المحيط ينحدر بلطف على الحيد البحري. وفجأة ظهرت موجة عملاقة واتجهت هادرة نحو الجبل. صرخت الموجة العملاقة: "افسح الطريق!" سألها الجبل: "إلى أين أنتِ ذاهبة؟" لم تتوقف الموجة العظيمة، وردت على الجبل قائلة: "إنني أوسّع تخومي وأريد أن أمد ذراعيّ بعيدًا". قال الجبل: "حسنًا، إن استطعتِ عبور قِمّتي فسأفسح الطريق لك". ارتدّت الموجة الضخمة قليلًا ثم اندفعت مرتفعة نحو الجبل، لكنها مهما حاولت وبذلت من جهد فإنها لم تستطع تخطّي قمة الجبل، ولم تستطع سوى التقهقر ببطء عائدة إلى البحر...

تدفقت مياه الجدول الصغير برفق حول سفح الجبل لآلاف السنين. وباتباعه لاتجاهات الجبل، تمكَّن الجدول الصغير من العودة إلى موطنه، حيث انضم إلى نهر، والذي بدوره انضم إلى البحر. في ظل رعاية الجبل، لم يضل الجدول طريقه قط. لقد عزَّز الجدول والجبل بعضهما بعضًا واعتمد بعضهما على بعض، وقوَّى كل منهما الآخر، وواجه أحدهما الآخر، وتعايشا معًا.

لم تغير الريح العاتية خلال آلاف السنين عوائدها بالعواء على الجبل؛ فقد ظلت تأتي كثيرًا "لتزور" الجبل، وشكلت بهبوبها دوامات رملية، وهددت الجبل، غير أنها لم تستطع قط اختراقه من وسطه. لقد اعتمد كل من الريح والجبل بعضهما على بعض وعزَّز بعضهما بعضًا، وقوَّى كل منهما الآخر، وواجه أحدهما الآخر، وتعايشا معًا.

لم تذق الموجة العملاقة أيضًا طعم الراحة لآلاف السنين، وسارت بلا هوادة متقدمة إلى الأمام، موسعة تخومها؛ كانت تزمجر وتندفع مرة تلو المرة نحو الجبل، ومع ذلك لم يتحرك الجبل مقدار أنملة. راقب الجبل البحر، وبهذه الطريقة تكاثرت الأحياء في البحر وازدهرت. لقد اعتمدت كل من الموجة والجبل بعضهما على بعض وعزَّز بعضهما بعضًا، وقوَّى كل منهما الآخر، وواجه كل منهما الآخر، وتعايشا معًا.

انتهت القصة. أولًا، أخبروني عمّا كانت تحكي القصة؟ أولًا، كان هناك جبل، وجدول صغير، وريح عاتية، وموجة عملاقة. ماذا حدث في المقطع الأول مع الجدول الصغير والجبل العظيم؟ لماذا اخترت أن أتحدث عن جبل وجدول؟ (في ظل حماية الجبل، لم يضلَّ الجدول طريقه قط؛ فقد اعتمد كل منهما على الآخر). هل تقولون إن الجبل حمى الجدول الصغير أم أعاقه؟ (حَماهُ). لكن هل أعاقه؟ كان الجبل والجدول يراعيان بعضهما بعضًا، وقد وفر الجبل الحماية للجدول، لكنه أعاقه أيضًا. لقد وفر الجبل الحماية للجدول لكي يتمكن من أن ينضم إلى النهر، ولكنه منعه من التدفق في المكان الخطأ، محدثًا فيضانات ومسببًا كوارث للناس. ألم تكن هذه هي الفكرة التي تدور حولها الفقرة؟ بسبب حماية الجبل للجدول وقيامه بدور الحاجز حمى بيوت الناس. ثم انضم الجدول الصغير إلى النهر عند سفح الجبل، وبعد ذلك صبَّ في البحر، أليس هذا هو القانون الذي يحكم وجود الجدول؟ ما الذي مكَّن الجدول من الانضمام إلى النهر والبحر؟ ألم يكن الجبل؟ لقد اعتمد الجدول على حماية الجبل وعلى عرقلته له. أليست هذه هي الفكرة الرئيسية؟ هل ترى أهمية الجبل للماء في هذا؟ هل لله غاية في صنع الجبال العالية منها والمنخفضة؟ (أجل). هذا مقطع صغير، ومن خلال جدول صغير وجبل كبير فحسب دعونا نرى قيمة ودلالة خلق الله لهذين الشيئين. إنهما يظهران لنا أيضًا حكمته وغرضه في سيادته عليهما. أليس هذا صحيحًا؟

ماذا تناولت الفقرة الثانية من القصة؟ (ريح عاتية والجبل العظيم). هل الرياح أمر جيد؟ (أجل). ليس بالضرورة، فالرياح أحيانًا تكون شديدة القوة إلى درجة أنها تتسبب في كارثة. كيف ستشعر إن اضطررتَ إلى البقاء في الخارج أثناء الرياح العاتية؟ يتوقف الأمر على مدى شدة الرياح، أليس كذلك؟ فإن كانت رياحًا من الدرجة الثالثة أو الرابعة، فستكون محتملة. على أقصى تقدير سيكون من الصعب على المرء أن يُبقي عينيه مفتوحتين. ولكن هل تستطيع تحمُّل الريح إن هبت بشدة كافية وأصبحت إعصارًا؟ لن يكون بإمكانك تحمُّلها. ولذلك فمن الخطأ أن يقول الناس عن الرياح إنها جيدة دومًا، أو سيئة دومًا؛ لأن ذلك يتوقف على مدى قوتها. الآن، ما عمل الجبل هنا؟ أليس عمله هو ترشيح الريح؟ إلام يخفف الجبل الرياح العاتية؟ (إلى نسيم عليل). والآن في البيئة التي يسكنها البشر، هل يختبر الناس رياحًا عاتية أم نسيمًا عليلًا؟ (يختبرون نسيمًا عليلًا). أليست هذه إحدى الغايات من خلق الله للجبال وأحد مقاصده؟ كيف سيكون الحال بالنسبة إلى الناس إن عاشوا في بيئة تحرك فيها الرياح حبات الرمال بشدة بدون وجود أي شيء يحجبها عنهم أو يصفّيها لهم؟ ألن تكون الأرض التي تهب فيها الرياح محملة بالرمل والحصى غير صالحة للمعيشة؟ قد يصيب الحصى الناس، وقد تعمي الرمال عيونهم. قد تجرف الريح الناس فتزلزل أقدامهم أو تحملهم في الجو. وقد تتدمر البيوت وتقع جميع أنواع الكوارث. ومع ذلك، هل لوجود الريح العاتية قيمة؟ قلتُ إنها سيئة ولذا قد يشعر أحد بأنها عديمة القيمة، لكن هل هذا صحيح؟ ألا يكون لها قيمة عندما تتحول إلى نسيم؟ ما الذي يكون الناس في حاجة ماسة إليه عندما يكون الجو رطبًا أو خانقًا؟ إنهم يحتاجون إلى نسمة عليلة لتهب عليهم برفق وتنعشهم وتصفّي رؤوسهم، وتشحذ تفكيرهم، وتصلح وتحسّن حالتهم الذهنية. على سبيل المثال، أنتم الآن جميعًا جالسون في غرفة مع عدد كبير من الأشخاص، والهواء فاسد، فما الذي تشتد حاجتكم إليه؟ (نسيم عليل). الذهاب إلى مكان يكون فيه الهواء مكدَّرًا وملوثًا قد يجعل تفكير الإنسان بطيئًا، ويضعف تدفق الدم لديه، ويقلل من صفاء ذهنه. لكن قليل من حركة الهواء ودورانه يجدد الهواء ويشعر الناس باختلاف في الهواء المنعش. مع أن الجدول الصغير قد يتسبب في كارثة، ومع أن الريح العاتية قد تؤدي إلى كارثة، فما دام الجبل موجودًا فسوف يحوِّل خطرها هذا إلى مصدر نفع للناس، أليس ذلك صحيحًا؟

عمَّ تتحدث الفقرة الثالثة من القصة؟ (الجبل العظيم والموجة العملاقة). الجبل العظيم والموجة العملاقة. توجد هذه الفقرة؛ حيث نشاهد الجبل، ورذاذ أمواج المحيط، وموجة ضخمة. ماذا يمثل الجبل بالنسبة إلى الموجة في هذه الحالة؟ (يمثل حاميًا وحاجزًا). إنه حامٍ وحاجز في آن واحد. بصفته حاميًا، فإنه يحفظ البحر من الاختفاء لكي تتمكن الكائنات التي تعيش فيه من النمو والازدهار. أما بالنسبة إلى كون الجبل حاجزًا، فهو يمنع مياه البحر من الفيضان وإحداث كارثة ومن إيذاء مساكن الناس وتدميرها؛ ولذلك يمكننا القول إن الجبل هو حاجز وحامٍ على حدٍّ سواء.

هذه هي أهمية الترابط بين الجبل العظيم والجدول الصغير، وبين الجبل العظيم والريح العاتية، وبين الجبل العظيم والموجة العملاقة. إنها أهمية تقوية كل منهما للآخر ومواجهة كل منهما الآخر، وتعايشهما معًا. هذه الأشياء التي خلقها الله محكومة في بقائها بقانون وناموس. إذن، ما أعمال الله التي رأيتها في هذه القصة؟ هل ظل الله يتجاهل كل الأشياء منذ أن خلق الكون؟ هل وضع القوانين وصمم الطرق التي تؤدي بها جميع الأشياء وظيفتها حتى يتجاهلها بعد ذلك؟ هل ذلك هو ما حدث؟ (كلا). إذًا، ماذا حدث؟ ما زال الله يضبط الأمور. فهو يضبط الماء والرياح والأمواج؛ ولا يدعها تعيث في الأرض فسادًا ولا يتركها تسبب الأذى أو الخراب للبيوت التي تسكنها الناس، ونتيجة لذلك يستطيع الناس الاستمرار في الحياة والتكاثر والازدهار على الأرض. هذا يعني أن الله قد خطط بالفعل قوانين وجود كل شيء عندما خلقه. وعندما صنع الله كل شيء حرص على أن يكون نافعًا للبشرية، وتحكّم به أيضًا لكيلا يتسبب في اضطراب أو كوارث للبشر. ولولا تدبير الله، ألم تكن المياه لتتدفق بلا ضابط؟ ألم تكن الريح لتعصف بلا هوادة؟ هل تتبع المياه والرياح قوانين؟ لولا تدبير الله لها لما خضعت لأية قوانين، ولزمجرت الرياح وارتفعت مناسيب المياه وتسببت في فيضانات. لو أن الموجة كانت أعلى من الجبل، هل كان البحر سيتمكن من الوجود؟ ما كان سيوجد. ولو لم يكن الجبل بارتفاع الموجة لما وُجد البحر ولفقد الجبل قيمته وأهميته.

من "الله ذاته، الفريد (ز)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 169

خلق الله كل ما هو موجود، وهو يسود على كل ما هو موجود، وهو يدبر كل ما يوجد ويعول كل ما يوجد، وفي جميع الأشياء، يرى ويفحص كل كلمة وعمل لكل ما هو موجود. كما يرى ويفحص كل ركن من أركان الحياة الإنسانية. هكذا يعرف الله عن قرب كل تفصيلة عن كل شيء موجود داخل خليقته، ومن وظيفة كل شيء وطبيعته وقوانين بقائه حتى أهمية حياته وقيمة وجوده، كلها معروفة له بكليتها. خلق الله الكون: هل تظنون أنه كان عليه أن يدرس هذه القوانين التي تحكم الكون؟ هل يحتاج الله إلى دراسة المعرفة أو العلوم الإنسانية ليتعلم عنها ويفهمها؟ (كلا). هل ثمة أحد بين البشر يملك العلم والمعرفة الواسعة ليفهم كل الأمور كما يفهمها الله؟ لا يوجد، أليس كذلك؟ هل يوجد أي علماء فلك أو أحياء يفهمون حقًا القوانين التي تعيش بموجبها جميع الأشياء وتنمو؟ هل باستطاعتهم فعلًا فهم قيمة وجود كل شيء من الأشياء؟ (كلا، لا يستطيعون). ذلك لأن الله خلق جميع الأشياء، ومهما كان عدد وعمق الدراسات التي أجرتها البشرية على هذه المعرفة، أو المدة التي استغرقتها في السعي إلى تعلُّمها، فلن تكون قادرة على سبر أغوار السر والغاية من خلق الله لكل الأشياء. أليس ذلك صحيحًا؟ من مناقشتنا حتى الآن، هل تشعرون أنكم توصلتم إلى فهم جزئي للمعنى الحقيقي لعبارة: "الله هو مصدر الحياة لجميع الأشياء؟" (أجل). علمتُ أنه عندما ناقشتُ هذا الموضوع – أي موضوع "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء" – سارع كثير من الناس على الفور إلى التفكير في عبارة أخرى وهي: "الله هو الحق وأنه يستعمل كلمته ليعولنا"، ولم يفكروا فيما هو أبعد من ذلك المستوى في معنى الموضوع، حتى إن البعض شعر بأن عناية الله بالحياة البشرية يوميًا بالغذاء والشراب وكافة الضروريات اليومية لا يمثل رعاية للإنسان. ألا يشعر بعض الناس بهذه الطريقة؟ ومع ذلك، أليس مقصد الله من خليقته واضحًا، وهو أن توجد البشرية وتعيش بصورة اعتيادية؟ فالله يحفظ البيئة التي يعيش الناس فيها، ويزود هذه البشرية بكل الأشياء التي تحتاج إليها للبقاء. أضف إلى ذلك أنه يدبّر كل الأشياء ويملك السيادة عليها. ويتيح هذا كله للبشر أن يعيشوا ويزدهروا ويتكاثروا بشكل طبيعي. هذه هي الطريقة التي يعول الله بها البشر والخليقة بأسرها. أليس صحيحًا أن الناس يحتاجون إلى معرفة هذه الأشياء وفهمها؟ لعل البعض يقول: "هذا الموضوع هو أبعد ما يكون عن معرفتنا بالإله الحق ذاته، ونحن لا نريد أن نعرف هذا؛ لأننا لا نحيا بالخبز وحده، بل نحيا بكلمة الله". فهل هذا الفهم صحيح؟ (كلا). لماذا هو فهم خاطئ؟ هل يمكنكم أن تحققوا الفهم التام لله إن عرفتم فقط الأمور التي قالها الله؟ إن لم تقبلوا سوى عمله ودينونته وتوبيخه، فهل تستطيعون أن تفهموا الله فهمًا كاملًا؟ إن عرفتم فقط جزءًا صغيرًا من شخصية الله، وجانبًا صغيرًا من سلطان الله، فهل ترى أن ذلك يكفي لتحقيق فهم لله؟ (كلا). تبدأ أعمال الله بخلقه لكل الأشياء، وهي مستمرة اليوم؛ حيث أعماله جليّة في كل وقت، وكل لحظة. إن اعتقد المرء أن الله موجود لمجرد أنه اختار بعض الأشخاص لتنفيذ عمله فيهم ولكي يخلّصهم، وأن الأمور الأخرى ليست لها علاقة بالله ولا بسلطانه أو مكانته أو أعماله، فهل يمكن اعتبار أن ذلك المرء يعرف الله معرفة حقيقية؟ الناس الذين يملكون ما يزعمون أنه "معرفة الله" ليس لديهم سوى فهم أحادي الجانب، ووفقًا لهذا الفهم يحدّون عمل الله بمجموعة واحدة من الناس، فهل هذه معرفة حقيقية بالله؟ أليس الأشخاص الذين يحملون هذا النوع من المعرفة ينكرون خلق الله لكل الأشياء وسيادته عليها؟ بعض الناس لا يرغبون في الانشغال بهذه النقطة، بل يفكرون في أنفسهم قائلين: "أنا لم أرَ سيادة الله على كل الأشياء، فهذا أمر بعيد تمامًا عني، وأنا لا أريد أن أفهمه. إن الله يفعل ما يشاء، وهذا لا شأن له بي. إنما أنا أقبل قيادة الله وكلمته، بحيث أنال الخلاص والكمال من الله. لا يهمني سوى هذه الأمور. لا يهمني أي أمر آخر. لا علاقة لي بالقوانين التي وضعها الله عندما خلق جميع الأشياء، أو ما يفعله ليعول جميع الأشياء والبشر". ما هذا النوع من الأحاديث؟ أليس هذا تمردًا؟ هل ثمّةَ أحدٌ بينكم يتبنى مثل هذا الفهم؟ أنا أعلم أن هناك أغلبية عظمى يفكرون بالفعل بهذه الطريقة حتى إن لم تقولوا ذلك. ومثل هذا النوع من الأشخاص الملتزمين بالقوانين ينظرون إلى كل شيء من منظورهم "الروحي" الخاص. إنهم يريدون أن يحدّوا الله بالكتاب المقدس، ويحدّوه بالكلمات التي نطق بها، ويقيدوه بالمعنى المشتق من الكلمة الحرفية المكتوبة. إنهم لا يرغبون في معرفة أكبر عن الله، ولا يريدون أن يشتت الله انتباهه بفعل أمور أخرى. هذا النوع من التفكير طفولي ومفرط في التديّن. هل بإمكان الأشخاص الذين يحملون هذه الآراء أن يعرفوا الله؟ سيكون من الصعب عليهم معرفة الله. رويت اليوم هاتين القصتين، وقد تناولت كل قصة منهما جانبًا مختلفًا. والآن بعد أن تعرفتم عليهما، فقد تشعرون أنهما تتصفان بالعمق، أو بشيء من التجريد، ومن الصعب استيعابهما وفهمهما. لعله من الصعب ربطهما بأعمال الله وبالله نفسه. لكن جميع أعمال الله وكل ما فعله في الخليقة وبين البشر يجب أن يكون معلومًا بوضوح ودقة لكل شخص ولكل مَن يسعى إلى معرفة الله، وسوف تعطيك هذه المعرفة ثقة في إيمانك بوجود الله الحقيقي. وستمنحك أيضًا معرفة دقيقة بحكمة الله وقوّته، وبالطريقة التي يعول بها الأشياء جميعًا. ستسمح لك بتكوين تصور واضح لوجود الله الحقيقي ورؤية أنه ليس خياليًا وليس خرافة، وليس غموضًا وليس نظرية، وبالتأكيد ليس مجرد تعزية روحية، بل هو وجود حقيقي. أضف إلى ذلك أنه سيسمح للناس بمعرفة أن الله اعتنى دومًا بكل الخليقة والبشرية؛ والله يفعل هذا بطريقته ووفق إيقاعه. لذلك، لأن الله قد خلق جميع الأشياء ومنحها قوانين يمكن لكل شيء منها – بحسب سبق تعيين الله – أن ينفذ مهامه المحددة له، ويتولى القيام بمسؤولياته، ويؤدي الأدوار المَنوطة به. وفي ظل سبق تعيين الله، لكل شيء استخدامه في خدمة البشرية، وفي الحيز والبيئة التي يعيش البشر فيها. لو لم يفعل الله هذا، ولم يكن للإنسان بيئة مثل هذه يعيش فيها، لما كان إيمان الناس بالله أو اتباعهم إياه ممكنًا، بل ولكان قد أفضى إلى مجرد حديث فارغ، أليس هذا صحيحًا؟

من "الله ذاته، الفريد (ز)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 170

ناقشنا الكثير من الموضوعات والمحتوى المتعلّق بعبارة "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء"، ولكن هل تعرفون داخل قلوبكم الأشياء التي يمنحها الله للبشر بمعزل عن إمدادكم بكلمته وإجراء توبيخه وعمل دينونته عليكم؟ قد يقول البعض: "الله يمنحني النعمة والبركات، ويعطيني الانضباط والراحة، ويهبني الرعاية والحماية بكلّ طريقةٍ ممكنة". وسيقول آخرون: "الله يمنحني الطعام والشراب اليوميّين، بينما قد يقول البعض: "الله منحني كلّ شيءٍ". ربما تتجاوبون مع تلك المسائل التي يواجهها الناس خلال حياتهم اليوميّة بطريقة تتعلّق بنطاق خبرة حياتكم الجسدية الخاصة. يمنح الله أشياءً كثيرة لكلّ شخصٍ، على الرغم من أن ما نناقشه هنا لا يقتصر فقط على نطاق الاحتياجات اليوميّة للناس، بل المقصود منه توسيع نطاق رؤية كل شخص والسماح لكم برؤية الأشياء من منظورٍ كُلّيّ. بما أن الله هو مصدر الحياة لجميع الأشياء، كيف يحافظ على حياة جميع الأشياء؟ بمعنى ما الذي يجلبه الله لجميع الأشياء للحفاظ على وجودها وللحفاظ على نواميس وجودها؟ تلك هي النقطة الرئيسيّة لما نناقشه اليوم. ... ولكنني أتمنى أن تتمكّنوا من الربط بين الموضوع والأشياء التي سوف أتحدّث عنها وبين أفعال الله، وعدم ربطها بأيّة معرفة أو ربطها بأيّة ثقافة بشريّة أو بحثٍ بشري. أتحدّث فقط عن الله وعن الله نفسه. هذا اقتراحي لكم. أنتم تفهمون، أليس كذلك؟

منح الله الكثير من الأشياء للبشر. سوف أبدأ بالحديث عما يمكن أن يراه الناس، أي ما يمكنهم أن يشعروا به. هذه أشياءٌ يمكن أن يفهمها الناس في الداخل ويمكنهم قبولها. دعونا إذًا نبدأ أوّلاً بالعالم الماديّ لمناقشة ما زوّد به الله البشر.

1. الهواء

أوّلاً، خلق الله الهواء حتّى يتنفّس الإنسان. الهواء هو مادة يمكن للبشر التلامس معها يوميًا وهو شيء يعتمد عليه البشر في كلّ لحظةٍ، حتّى وهم نائمون. الهواء الذي خلقه الله مُهمٌّ للغاية للبشر: إنه المكوّن الأساسيّ لكلّ نسمةٍ لديهم وللحياة نفسها. هذه المادة، التي لا يمكن سوى الشعور بها وعدم رؤيتها، كانت أوّل عطيّةٍ من الله لجميع الأشياء. بعد أن خلق الله الهواء، هل توقّف عن العمل؟ بعد أن خلق الله الهواء، هل راعى كثافة الهواء؟ هل راعى الله محتويات الهواء؟ (نعم). ما الذي كان الله يفكر به عندما صنع الهواء؟ لماذا صنع الله الهواء، وماذا كان تفكيره؟ البشر بحاجةٍ للهواء وبحاجةٍ للتنفّس. أوّلاً، يجب أن تتلاءم كثافة الهواء مع رئتي الإنسان. هل يعرف أيّ أحدٍ كثافة الهواء؟ في الحقيقة، لا توجد حاجةٌ خاصة إلى معرفة الناس الإجابة عن هذا السؤال من حيث الأعداد أو البيانات، وبالفعل ليس من الضروري معرفة الإجابة. فيكفي تمامًا أن تكون لدينا فكرةٌ عامّة. صنع الله الهواء بكثافةٍ أكثر ملائمة لرئتيّ الإنسان للتنفّس. وهذا يعني أن البشر يشعرون بالراحة والهواء لن يؤذي الجسم عندما يتنفّسون. هذه هي الفكرة وراء كثافة الهواء. سوف نتحدّث بعد ذلك عن محتويات الهواء. أوّلاً، محتويات الهواء ليست سامة للبشر، وبالتالي لن تضرّ بالرئة وبالجسم. كان على الله أن يراعي هذا كلّه. تعيّن على الله أن يراعي أن الهواء الذي يتنفّسه البشر يجب أن يدخل ويخرج بسلاسةٍ، وأنه بعد الشهيق يجب أن يضمن محتوى الهواء ومقداره أيضًا الدم بالإضافة إلى استخدام الهواء في الرئة بصورةٍ صحيحة. كما أن الهواء يجب ألّا يحتوي على أيّة مكوّناتٍ سامة. فيما يتعلّق بهذين المعيارين، لا أريد تزويدك بمجموعةٍ من المعارف بل إخبارك بأن الله كانت في ذهنه عمليّة تفكير مُعيّنة عندما خلق كلّ شيءٍ بأفضل ما يمكن. أضف إلى ذلك أنه بالنسبة لكميّة الغبار في الهواء، وكميّة الغبار والرمل والأوساخ على الأرض، وكذلك الغبار الذي ينحرف لأسفل من السماء، فإن الله لديه طرقه الخاصة لتدبير تلك الأشياء أيضًا – أي طرق لإزالتها أو التسبب في انحلالها. وفي حين أنه يوجد بعض الغبار، فقد جعله الله بحيث لا يضرّ بالجسم وبتنفّس الإنسان، وبحيث أن شظايا الغبار ستكون بحجمٍ لا يضرّ بالجسم. ألم يكن خلق الله للهواء سرًا؟ هل كان بسيطًا مثل مُجرّد نفخ نسمة هواءٍ من فمه؟ (لا). فحتّى في خلق الله لأبسط الأشياء يظهر سرّه وعقله وأفكاره وحكمته. أليس الله عمليًا؟ (نعم، إنه عملي). ومعنى هذا أنه حتّى عند خلق أشياء بسيطة كان الله يُفكّر في البشر. أوّلاً، الهواء الذي يتنفّسه البشر نظيفٌ، والمحتويات ملائمةٌ لتنفّس الإنسان. إنها غير سامةٍ ولا تُسبّب أيّ ضررٍ للإنسان، كما أن الكثافة تُعايَر من أجل تنفّس البشر. هذا الهواء الذي يتنفّسه البشر شهيقًا وزفيرًا ضروريٌّ لأجسادهم ولحمهم. ولذلك يمكن أن يتنفّس البشر بحريّةٍ دون قيدٍ أو قلقٍ. يمكنهم التنفّس بصورةٍ طبيعيّة. فالهواء هو الذي خلقه الله في البداية ولا غنى عنه لتنفّس البشر.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 171

2. درجة الحرارة

الشيء الثاني هو درجة الحرارة. يعرف الجميع معنى درجة الحرارة. درجة الحرارة شيءٌ ينبغي أن تكون البيئة الملائمة لبقاء الإنسان مُجهّزةً به. إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية، لنقل إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 40 درجةً مئويّة مثلاً، ألن يكون الأمر مستنزفًا جدًا للبشر؟ ألن يكون العيش مجهدًا لهم؟ ماذا لو كانت درجة الحرارة منخفضة للغاية ووصلت إلى 40 درجةً مئويّة تحت الصفر؟ لن يتمكّن البشر من تحملّها أيضًا. ولذلك، كان الله في الواقع دقيقًا جدًّا في تحديد نطاق درجات الحرارة هذه. نطاق درجة الحرارة الذي يمكن أن يتأقلّم معه جسم الإنسان هو في الأساس 30 درجةً مئويّة تحت الصفر حتّى 40 درجةً مئويّة. هذا هو النطاق الأساسيّ لدرجة الحرارة من الشمال إلى الجنوب. من المحتمل أن تنخفض درجات الحرارة في المناطق الباردة إلى ما بين 50 و60 درجةً مئويّة تحت الصفر. والله لا يسمح للإنسان بالعيش في مثل هذه المنطقة. لماذا توجد مثل هذه المناطق الباردة؟ يندرج هذا ضمن إطار حكمة الله ومقاصده. إنه لا يسمح لك بالذهاب بالقرب من تلك الأماكن. يحمي الله الأماكن الحارّة جدًّا والباردة جدًّا، ممّا يعني أنه غير مستعد للسماح للإنسان بالعيش هناك. فهي مناطق غير مُخصّصة للبشر. لماذا يسمح بوجود مثل هذه الأماكن على الأرض؟ إذا لم يكن الله يسمح للإنسان بأن يعيش هناك أو يوجد هناك، فلماذا خلقها الله؟ يندرج هذا ضمن إطار حكمة الله. وهذا يعني أن درجة الحرارة الأساسيّة للبيئة من أجل بقاء الإنسان قد عدَّلها الله أيضًا بشكلٍ معقول. يوجد أيضًا قانونٌ هنا. خلق الله بعض الأشياء للمساعدة في الحفاظ على مثل درجة الحرارة هذه، وللتحكّم في درجة الحرارة هذه. ما الأشياء المستخدمة للحفاظ على درجة الحرارة هذه؟ أوّلاً، يمكن أن تجلب الشمس الدفء للناس، ولكن هل سيتمكّن الناس من احتمالها إذا كانت دافئة جدًّا؟ هل يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من الشمس؟ هل توجد أيّة أداةٍ على الأرض يمكن أن تقترب من الشمس؟ (لا). لماذا لا؟ لأنها ساخنةٌ جدًّا. سوف تنصهر عندما تقترب كثيرًا من الشمس. ولذلك أجرى الله قياسًا مُحدّدًا لمسافة الشمس عن البشر؛ صنع عملاً مُعيّنًا. الله لديه معيارٌ لهذه المسافة. يوجد أيضًا القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ للأرض. كلها كُتل جليديّة هناك. هل يمكن للبشر العيش على الكُتل الجليديّة؟ هل هي ملائمةٌ لعيش البشر؟ (لا). لا، ولذلك فلن يذهب الناس إلى هناك. ونظرًا لأن الناس لا يذهبون إلى القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ، فسوف تُحفَظ الكُتل الجليديّة، وسوف تتمكّن من أداء دورها والذي هو التحكّم في درجة الحرارة. هل تفهم هذا؟ إذا لم يكن يوجد القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ وكانت الشمس تسطع دائمًا على الأرض، فسوف يموت جميع الناس على الأرض من الحرارة. هل يستخدم الله هذين الشيئين فقط للتحكّم في درجة الحرارة التي تناسب بقاء الإنسان؟ كلا، توجد أيضًا جميع أنواع الكائنات الحيّة مثل العشب في الحقول، والأنواع المختلفة من الأشجار وجميع أنواع النباتات في الغابات التي تمتصّ حرارة الشمس وبهذا توازن الطاقة الحراريّة للشمس بطريقة تُنظّم درجة حرارة البيئة التي يعيش فيها البشر. توجد أيضًا مصادر المياه، مثل الأنهار والبحيرات. لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يُحدّد المساحة السطحيّة للأنهار والبحيرات. ولا يمكن لأحدٍ أن يتحكّم في كميّة الماء الموجودة على الأرض أو موضع تدفّق الماء أو اتّجاه تدفّق الماء أو كمية الماء أو سرعة التدفّق. الله وحده يعلم. وهذه المصادر المختلفة للماء، بما في ذلك المياه الجوفيّة والأنهار والبحيرات فوق الأرض التي يمكن أن يراها الناس، يمكنها أيضًا تنظيم درجة الحرارة التي يعيش فيها البشر. بالإضافة إلى ذلك، توجد جميع أنواع التكوينات الجغرافيّة مثل الجبال والسهول والأخاديد والأراضي الرطبة؛ هذه التشكيلات الجغرافيّة المختلفة ومناطقها السطحيّة وأحجامها تُؤدّي جميعها دورًا في تنظيم درجة الحرارة. مثال ذلك، إذا كان لجبل محيط يبلغ مائة كيلومترٍ، فإن هذه الكيلومترات المائة سوف يكون لها تأثيرٌ يبلغ 100 كيلومتر. أمّا بخصوص عدد السلاسل الجبليّة والأخاديد التي خلقها الله على الأرض، فإن الله فكّر فيه مليًا. وهذا يعني أنه فيما وراء وجود كلّ شيءٍ يخلقه الله توجد قصّةٌ، كما أنها تحتوي على حكمة الله وخططه. فكّر، على سبيل المثال، في الغابات وجميع أنواع النباتات المختلفة – لا يمكن لأيّ إنسانٍ التحكّم بمدى وامتداد المساحة التي توجد وتنمو فيها، ولا يستطيع أيّ إنسانٍ أن تكون له الكلمة الأخيرة في هذه الأمور. لا يمكن لأيّ إنسانٍ التحكّم في كميّة الماء التي تمتصّها ومقدار الطاقة الحراريّة التي تمتصّها من الشمس. هذه جميعها أشياءٌ في نطاق ما خطّطه الله عندما خلق جميع الأشياء.

لا يمكن للإنسان أن يعيش في بيئةٍ بدرجة حرارةٍ مناسبة كهذه إلّا من خلال تخطيط الله الدقيق وعنايته وترتيباته في جميع الجوانب. ولذلك، فإن كلّ شيءٍ يراه الإنسان بعينيه، مثل الشمس والقطب الشماليّ والقطب الجنوبيّ التي كثيرًا ما يسمع الناس عنهما، بالإضافة إلى الكائنات الحيّة المُتنوّعة على الأرض وتحتها وفي الماء، والمساحات السطحيّة للغابات وغيرها من أنواع النباتات، ومصادر الماء، والمُسطّحات المائيّة المختلفة، ومقدار ماء البحر والماء العذب فيها، بالإضافة إلى البيئات الجغرافيّة المختلفة – فإن الله يستخدم هذه الأشياء للحفاظ على درجات الحرارة الطبيعيّة لبقاء الإنسان. هذا أمرٌ مطلق. لا يتمكّن الإنسان من العيش في بيئةٍ بدرجات حرارةٍ مناسبة كهذه بدون أن تكون لدى الله مثل هذه الاعتبارات. لا يمكن أن تكون درجة الحرارة باردة جدًّا ولا حارّة جدًّا: فالأماكن شديدة الحرارة التي تتجاوز فيها درجات الحرارة ما يمكن أن يتأقلم معه جسم الإنسان لم يعدّها الله لك بالتأكيد. والأماكن شديدة البرودة التي تكون درجات حرارتها منخفضة جدًّا – التي سوف يتجمّد فيها الإنسان بمُجرّد وصوله في غضون دقائق معدودة لدرجة أنه لن يكون قادرًا على الكلام ويتجمّد دماغه ولن يكون قادرًا على التفكير وسريعًا ما يختنق – لم يعدّها الله للبشر أيضًا. بغضّ النظر عن نوع البحث الذي يريد البشر عمله أو ما إذا كانوا يريدون الابتكار أو اختراق مثل هذه القيود – بغضّ النظر عمّا يُفكّر فيه الناس – فلن يتمكّنوا أبدًا من تجاوز حدود ما يمكن أن يتأقلم معه جسم الإنسان. لن يتمكّنوا أبدًا من التخلّص من هذه القيود التي خلقها الله للإنسان. والسبب هو أن الله خلق البشر وهو يعرف أفضل درجات الحرارة التي يمكن لجسم الإنسان التأقلم معها. ولكن البشر أنفسهم لا يعرفون. لماذا أقول إن البشر لا يعرفون؟ ما نوع الأشياء الحمقاء التي صنعها البشر؟ ألم يكن هناك عددٌ قليل من الأشخاص الذين يريدون دائمًا تحدّي القطب الشماليّ والقطب الجنوبيّ؟ يريدون دائمًا الذهاب إلى هناك لاحتلال الأرض حتّى يتمكّنوا من الاستيطان هناك. يعد هذا التصرف تصرفًا سخيفًا؟ حتى إن بحثت بحثًا شاملاً في القطبين، فماذا إذًا؟ حتّى إذا كنت تستطيع التأقلم مع درجات الحرارة، وتستطيع العيش هناك، فهل هذا سيفيد البشريّة بأيّ شكلٍ من الأشكال إذا كنت "ستُحسِّن" البيئة الحالية للحياة في القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ؟ يتمتّع البشر ببيئةٍ يمكنهم البقاء فيها، لكن لا يبقى البشر هناك بهدوءٍ وعلى نحو مسؤول، بل يصممون على المغامرة في أماكن حيث لا يمكنهم البقاء. لماذا تبدو المسألة على هذا النحو؟ إنهم يشعرون بالملل من العيش في درجة الحرارة المناسبة هذه. استمتعوا بالكثير جدًّا من البركات. بالإضافة إلى ذلك، دمّر البشر البيئة المعيشيّة الطبيعيّة إلى حدٍّ كبير، ولذلك ربّما ينتقلون أيضًا إلى القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ للتسبّب في المزيد من الضرر أو للانخراط في "مهمّة" ما بحيث يمكن أن يكونوا "رُوّادًا". أليست هذه حماقةٌ؟ يعني هذا أن هذه البشريّة تحت قيادة سلفها الشيطان تواصل عمل شيءٍ سخيف واحدًا تلو الآخر من خلال التهوّر والتعسّف في هدم البيت الجميل الذي خلقه الله للبشر. هذا ما فعله الشيطان. بالإضافة إلى ذلك، عندما يرى كثيرٌ من الناس أن بقاء البشر على الأرض عُرضةً للخطر، فإنهم يرغبون في إيجاد طرقٍ للإقامة على القمر والبحث عن مخرجٍ من خلال معرفة ما إذا كان بإمكانهم العيش هناك. في النهاية، الأكسجين هو العنصر الناقص على القمر. هل يمكن للبشر البقاء بدون الأكسجين؟ بما أن القمر يفتقر إلى الأكسجين، فإنه ليس مكانًا يمكن للإنسان البقاء فيه، ومع ذلك يستمرّ الإنسان في الرغبة في الذهاب إلى هناك. ماذا يُسمّى هذا؟ إنه تدمير الذات، أليس كذلك؟ إنه مكانٌ بلا هواءٍ ودرجة حرارته غير مناسبةٍ لبقاء الإنسان، ولذلك فإن الله لم يعدّه للإنسان.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 172

3. الصوت

ما الشيء الثالث؟ إنه أيضًا شيءٌ ينبغي أن تكون البيئة المعيشيّة الطبيعيّة للبشر مُجهّزةٌ به. إنه أيضًا شيءٌ تعيّن على الله التعامل معه عندما خلق كلّ شيءٍ. هذا شيءٌ مُهمٌ جدًّا لله وللجميع أيضًا. إذا لم يكن الله قد تعامل معه، لكان عقبةً كبيرة أمام بقاء البشر. أي أنه كان سيُؤثّر تأثيرًا بالغ الأهميّة على جسم الإنسان وحياته إلى الحدّ الذي لا يستطيع فيه البشر البقاء في مثل هذه البيئة. كما يمكن القول إن جميع الكائنات الحيّة لا يمكنها البقاء في مثل هذه البيئة. ما هذا الشيء إذًا؟ إنه الصوت. خلق الله كلّ شيءٍ، وكلّ شيءٍ يعيش بين يديّ الله. في نظر الله، جميع الأشياء تتحرّك وتعيش. وهذا يعني أن وجود كلّ شيءٍ من الأشياء التي خلقها الله له قيمةٌ ومعنى. أي أنه توجد ضرورةٌ وراء وجودها جميعها. كلّ شيءٍ له حياة في عينيّ الله؛ وبما أنها جميعًا على قيد الحياة فسوف تُصدِر أصواتًا. على سبيل المثال، الأرض تدور باستمرارٍ، والشمس تدور باستمرارٍ، والقمر يدور باستمرارٍ أيضًا. تُصنَع الأصوات باستمرارٍ في انتشار وتطوّرات وحركات جميع الأشياء. فالأشياء على الأرض تنتشر وتتطوّر وتتحرّك باستمرار. على سبيل المثال، تتحرّك قواعد الجبال وتتنقّل، في حين أن جميع الكائنات الحيّة في أعماق البحار كلّها تتحرّك وتسبح. وهذا يعني أن هذه الكائنات الحيّة، أي جميع الأشياء في نظر الله، هي في حركة مستمرّة ومنتظمة وتتبع أنماطًا راسخة. لذلك، ما الذي يأتي إلى الوجود بفضل هذه الأشياء التي تنتشر وتتطور في الظلمة وتتحرك في سرية؟ أصواتًا – أصواتًا عظيمة وقوّيّة. بعيدًا عن كوكب الأرض، تكون جميع أنواع الكواكب في حركةٍ مستمرّة أيضًا، كما أن الكائنات الحيّة على هذه الكواكب تنتشر وتتطوّر وتتحرّك باستمرارٍ. وهذا يعني أن جميع الأشياء التي بها حياة والخالية من الحياة تتحرّك باستمرارٍ في عينيّ الله، كما أنها تُصدِر أصواتًا في الوقت نفسه. تعامل الله أيضًا مع هذه الأصوات. يجب أن تعرفوا سبب التعامل مع هذه الأصوات، أليس كذلك؟ عندما تقترب من طائرةٍ، ما الذي سوف يتسبّب فيه الصوت الصاخب للطائرة؟ سوف تُصاب آذانكم بالصمم بمرور الوقت. هل ستتمكّن قلوبكم من تحمّل هذا؟ فالبعض من أصحاب القلوب الأضعف لن يكونوا قادرين على تحمّل هذا. وبالطبع، حتّى أولئك أصحاب القلوب القوّيّة لن يكونوا قادرين على تحمّل هذا إذا استمرّ لفترةٍ طويلة. وهذا يعني أن تأثير الصوت على جسم الإنسان، سواء كان ذلك على الأذنين أو على القلب، أمرٌ بالغ الأهميّة لكلّ شخصٍ، كما أن الأصوات التي تكون مرتفعة للغاية سوف تتسبّب في الأذى للناس. ولذلك، عندما خلق الله جميع الأشياء وبعد أن بدأت في العمل بشكلٍ طبيعيّ، وضع الله أيضًا هذه الأصوات – أصوات جميع الأشياء التي تتحرّك – من خلال المعاملة المناسبة. هذا أيضًا واحدٌ من الاعتبارات الضروريّة التي كانت لدى الله عندما خلق بيئةً للبشر.

أوّلاً، سوف يُؤثّر ارتفاع الغلاف الجوّيّ عن سطح الأرض على الأصوات. وأيضًا، فإن حجم الفراغات في التربة سوف يتحكّم في الصوت ويُؤثّر عليه. وكذلك يوجد التقاءٌ لبيئاتٍ جغرافيّة مختلفة، ممّا سوف يُؤثّر أيضًا على الصوت. وهذا يعني أن الله يستخدم أساليب مُعيّنة للتخلّص من بعض الأصوات، بحيث يمكن للبشر البقاء في بيئةٍ يمكن لآذانهم وقلوبهم تحمّلها. وبخلاف ذلك، فإن الأصوات سوف تتسبّب في عقبةٍ كبيرة أمام بقاء البشر؛ وسوف تجلب مشكلات كبيرة لحياتهم. سوف تكون هذه مشكلةٌ كبيرة لهم. وهذا يعني أن الله كان شديد التحديد في خلقه للأرض وللغلاف الجوّيّ وللأنواع المختلفة من البيئات الجغرافيّة. ينطوي هذا كلّه على حكمة الله. لا يحتاج فهم البشر لهذا الأمر إلى تفصيلٍ أكثر من اللازم. فكلّ ما يحتاجون إلى معرفته هو أن عمل الله يتضمّنه. اخبروني الآن: هل كان العمل الذي عمله الله ضروريًا؟ أي التحكّم الدقيق جدًّا بالصوت للحفاظ على البيئة المعيشيّة للبشر وحياتهم الطبيعيّة. (نعم). إذا كان هذا العمل ضروريًّا، فهل يمكن القول من هذا المنظور إن الله استخدم مثل هذا الأسلوب لتزويد جميع الأشياء؟ أمدّ الله البشر بمثل هذه البيئة الهادئة وخلقها لهم بحيث يمكن لجسم الإنسان أن يعيش حياةً طبيعيّة في مثل هذه البيئة دون أيّة تدخّلاتٍ وبحيث يمكن للبشر الوجود والعيش بشكلٍ طبيعيّ. هل هذه إحدى الطرق التي يُزوّد بها الله البشر؟ هل كان هذا الشيء الذي فعله الله مُهمًّا جدًّا؟ (نعم). كان ضروريًّا جدًّا. إذًا كيف تُقدّرونه؟ على الرغم من أنكم لا تستطيعون أن تشعروا بأن هذا كان عمل الله ولا تعرفون كيف فعله الله في ذلك الوقت، هل ما زلتم تشعرون بضرورة عمل الله هذا الشيء؟ هل يمكنكم أن تشعروا بحكمة الله أو عنايته وتفكيره فيما كان يعمله؟ (نعم). من الجيّد مُجرّد القدرة على الشعور بهذا. فهذا يكفي. توجد الكثير من الأشياء التي صنعها الله بين جميع الأشياء التي لا يمكن أن يشعر بها الناس أو يروها. والغرض من قولي ذلك هنا هو تزويدكم ببعض المعلومات عن تصرّفات الله حتّى يمكنكم معرفة الله. يمكن أن تسمح لكم هذه القرائن بمعرفة الله وفهمه بشكلٍ أفضل.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 173

4. الضوء

يتعلّق الأمر الرابع بعيون الناس، أي الضوء. وهذا أيضًا مُهمٌّ جدًّا. عندما تشاهد ضوءًا ساطعًا، ويصل سطوع هذا الضوء إلى حدٍّ مُعيّن سوف تُعمى عيناك. فعيون البشر على أيّ حالٍ عيونٌ جسديّة. إنها لا تحتمل التهيُّج. هل يجرؤ أحدٌ على التحديق مباشرةً في الشمس؟ حاول بعض الناس عمل ذلك، وإن كانوا يرتدون نظارةٍ شمسيّة، فقد يفلح الأمر، ولكن يتطلَّب ذلك استخدام أداةٍ. ولكن بدون أدواتٍ لا تملك عين الإنسان المُجرَّدة القدرة على مواجهة الشمس والتحديق مباشرةً فيها. ومع ذلك، خلق الله الشمس لتجلب الضوء للبشر، وهذا الضوء أيضًا هو شيء اعتنى به. لم يكتف الله بالانتهاء من خلق الشمس ببساطةٍ ووضعها في مكان ما ثم تجاهلها؛ هذه ليست الطريقة التي يعمل بها الله. إنه حريص جدًا في كل أفعاله، ويفكر فيها تفكيرًا شاملًا. خلق الله عيونًا للبشر حتّى يتمكّنوا من الرؤية، وحدد مقدمًا معاملات الضوء التي من خلالها يرى الإنسان الأشياء. لا يكون الوضع جيدًا إن كان الضوء خافتًا للغاية. عندما يكون الظلام حالكًا بحيث لا يستطيع الناس رؤية أصابعهم أمامهم، فإن أعينهم ستفقد وظيفتها ولن تكون لها فائدةٌ. كما أن المكان الأكثر سطوعًا لن تحتمله عيون الناس ولن تتمكّن من رؤية أيّ شيءٍ. ولذلك في البيئة التي يعيش فيها البشر، أعطاهم الله مقدار الضوء المناسب لعين الإنسان. لن يضرّ هذا الضوء بعيون الناس ولن يتلفها. بالإضافة إلى ذلك، لن يجعل عيون الناس تفقد وظيفتها. وهذا هو السبب في أن الله أضاف طبقات من السُحب حول الشمس والأرض، والسبب في أن كثافة الهواء قادرةٌ على تصفية أنواع الضوء – الذي يمكن أن يضرّ بعيون الناس أو بجلدهم – بطريقة مناسبة؛ فهذه أمور متناسبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ألوان الأرض التي خلقها الله تعكس ضوء الشمس وجميع أنواع الضوء الأخرى، وتستطيع إزالة أنماط الضوء التي تكون ساطعة جدًا حتى لا تستطيع عيون البشر التكُّيف معها. وهكذا يستطيع الناس السير خارجًا وعيش حياتهم دون الحاجة الدائمة إلى ارتداء نظارات شمسيّة داكنة جدًّا. في الظروف العاديّة يمكن لعيون البشر رؤية الأشياء التي تقع في نطاق رؤيتها دون أن يزعجها الضوء. وهذا يعني أنه لن يكون الأمر جيدًا إن كان الضوء ساطعًا للغاية أو خافتًا للغاية. إن كان خافتًا للغاية، ستتضرر أعين الناس، وستتدمر بعد فترة قصيرة من الاستخدام. وإن كان الضوء ساطعًا للغاية، فلن تتحمله أعين الناس. أما الضوء الذي يتعرض له الناس فينبغي أن يكون مناسبًا لرؤية العين البشريّة، وقد قلّل الله – بطرق متنوعة - الضرر الذي يحدثه الضوء بالعين البشريّة. ومن خلال هذا الضوء يمكن أن تستفيد العين البشريّة أو تتضرر، وهذا يكفي لكي يسمح للناس بالوصول إلى نهاية حياتهم بينما يحتفظون باستخدام أعينهم. ألم يكن الله شاملاً عند التفكير في هذا؟ ولكن إبليس، الشيطان، يتصرف دون أن ترد هذه الأمور إلى ذهنه. مع الشيطان، دائمًا ما يكون الضوء شديد السطوع أو شديد الخفوت. هكذا يفعل الشيطان الأشياء.

صنع الله هذه الأشياء لجميع جوانب جسم الإنسان – الرؤية والسمع والتذوّق والتنفّس والمشاعر... لتعظيم قدرة البشر على التكيف من أجل البقاء حتّى يتمكّنوا من العيش بشكلٍ طبيعيّ والاستمرار في العيش. وهذا يعني أن مثل هذه البيئة المعيشيّة القائمة التي خلقها الله هي البيئة المعيشية الأكثر ملاءمة وإفادة لبقاء البشر. قد يعتقد البعض أن هذا ليس بالأمر الكثير وأن كلّ شيءٍ عاديٌّ جدًّا. يشعر الناس أن الأصوات والضوء والهواء أشياءٌ يولدون بها، أشياءٌ يمكنهم أن يتمتّعوا بها منذ لحظة ولادتهم. ولكن ما فعله الله وراء تمتّعهم بهذه الأشياء إنما هو أمر يحتاجون إلى معرفته وفهمه. بغضّ النظر عمّا إذا كنت تشعر بأن هناك حاجةً لفهم أو معرفة هذه الأشياء، فباختصارٍ، عندما خلق الله هذه الأشياء، استخدم التفكير، وكانت لديه خطّةٌ، وكانت لديه أفكارٌ مُحدّدة. لم يضع البشر في مثل هذه البيئة المعيشيّة اعتباطًا أو عرضًا أو بدون أيّ اعتبارٍ. ربّما تعتقدون أنني بالغت في الحديث عن كل واحدة من هذه الأشياء الصغيرة، ولكنني أرى أن كلّ شيءٍ زوّد به الله البشر ضروريٌّ لبقاء البشر. يوجد عمل الله في هذا.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 174

5. تدفّق الهواء

ما الشيء الخامس؟ يرتبط هذا الشيء ارتباطًا كبيرًا بكل يوم من الأيام بالنسبة إلى كلّ إنسانٍ، وهذه العلاقة قوّيّةٌ. إنه شيءٌ لا يستطيع جسم الإنسان العيش بدونه في هذا العالم الماديّ. وهذا الشيء هو تدفّق الهواء. "تدفّق الهواء" مصطلح ربّما يفهمه الجميع. ما هو تدفّق الهواء إذًا؟ يمكنك أن تقول إن سريان الهواء يسمّى "تدفّق الهواء". تدفّق الهواء رياحٌ لا يمكن للعين البشريّة أن تراها. كما أنه طريقةٌ يتحرّك بها الغاز. ولكن ما تدفّق الهواء الذي نتحدّث عنه بصفةٍ رئيسيّة هنا؟ سوف تفهمون حالما أقول ذلك. الأرض تحمل الجبال والبحار وجميع الأشياء عندما تدور، وعندما تدور توجد سرعةٌ. حتّى إذا كنت لا تشعر بأيّ دورانٍ، فإن دورانها موجودٌ بالفعل. ماذا الذي يجلبه دورانها؟ هل توجد رياحٌ عند أذنيك عند الركض؟ إذا كان من الممكن توليد الرياح عندما تركض، فكيف يمكن ألّا توجد طاقة رياحٍ عندما تدور الأرض؟ عندما تدور الأرض تتحرّك جميع الأشياء. إنها تتحرّك وتدور بسرعةٍ مُعيّنة، في حين أن جميع الأشياء على الأرض تنتشر وتتطوّر باستمرارٍ. ولذلك، فإن التحرّك بسرعةٍ مُعيّنة سوف يُحدِث بطبيعة الحال تدفّق الهواء. هذا ما يعنيه تدفّق الهواء. هل سيُؤثّر تدفّق الهواء هذا على جسم الإنسان إلى حدٍّ مُعيّن؟ كما ترون، الأعاصير ليست شديدة القوة، ولكن عندما تحدث لا يمكن للناس أن يقفوا ثابتين ويجدون صعوبةً في المشي أثناء هبوب الرياح. من الصعب حتّى التقدّم خطوة واحدة. إنه قوّيٌ جدًّا، وبعض الأشخاص يندفعون تجاه شيءٍ ما بسبب الرياح ولا يمكنهم التحرّك. هذه إحدى الطرق التي يمكن أن يُؤثّر بها تدفّق الهواء على البشر. إذا كانت الأرض بأكملها مليئةٌ بالسهول، فسوف يكون من الصعب للغاية أن يتحمّل جسم الإنسان تدفّق الهواء الذي يتولّد من دوران الأرض وحركة جميع الأشياء بسرعةٍ مُعيّنة. سوف يكون من الصعب للغاية التعامل مع ذلك. إذا كان الأمر كذلك، فإن تدفّق الهواء هذا لن يُسبّب الضرر للبشر فحسب ولكنه سوف يُسبّب الدمار أيضًا. لن يتمكّن أيّ أحدٍ من البقاء في مثل هذه البيئة. ولهذا السبب يستخدم الله بيئات جغرافيّة مختلفة للتحكّم في مثل هذه التدفّقات الهوائيّة – وفي بيئات مختلفة، تصبح التدفّقات الهوائيّة أضعف، وتغيِّر اتّجاهها وسرعتها وقوّتها. ولهذا السبب يمكن للناس مشاهدة بيئات جغرافيّة مختلفة، مثل الجبال وسلاسل الجبال والسهول والتلال والأحواض والوديان والهضاب والأنهار. يخصص الله هذه البيئات الجغرافيّة المختلفة لتغيير سرعة تدفّق الهواء واتّجاهه وقوّته، باستخدام مثل هذه الطريقة لتقليله أو للتحكّم به بهدف الوصول إلى سرعةٍ وقوّة مناسبتين للرياح واتّجاهٍ ملائم للرياح، بحيث يمكن للبشر أن تكون لديهم بيئةٌ معيشيّة عاديّة. أليس من الضروريّ عمل ذلك؟ (بلى). يبدو أن عمل شيءٍ مثل هذا صعبٌ على البشر، ولكنه سهلٌ على الله لأنه يراقب جميع الأشياء. بالنسبة لله فإن خلق بيئة بتدفّق هواءٍ مناسب للبشر أمر بسيطٌ وسهلٌ للغاية. ولذلك، في مثل هذه البيئة التي خلقها الله، فإن كلّ شيءٍ من بين جميع الأشياء أمرٌ لا غنى عنه. توجد قيمةٌ وضرورةٌ في وجود كل شيء. ومع ذلك، لا يفهم الشيطان ولا البشر الذين فسدوا هذا المبدأ. إنهم يواصلون التدمير والتطوير ويحلمون دون جدوى بتحويل الجبال إلى أراضي مُسطّحة وملء الأخاديد وبناء ناطحات سحابٍ على الأراضي المُسطّحة لإنشاء غابات أسمنتيّة. يأمل الله أن يعيش الإنسان سعيدًا وينمو سعيدًا ويقضي كلّ يومٍ في سعادةٍ في أنسب بيئةٍ أعدّها له. ولهذا لم يكن الله مهملًا على الإطلاق عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع البيئة المعيشيّة للبشر. فمن درجة الحرارة إلى الهواء، ومن الصوت إلى الضوء، وضع الله خططًا وترتيبات مُعقّدة، بحيث لا تتعرّض أجسام البشر وبيئتهم المعيشيّة لأيّ تدخّلٍ من الظروف الطبيعيّة بل بدلاً من ذلك أن تتمكّن البشريّة من العيش والتكاثر بصفةٍ طبيعيّة والعيش مع جميع الأشياء باعتياديّةٍ في تعايشٍ متناغم. وهذا كلّه قدّمه الله لجميع الأشياء وللبشر.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 175

هل تشعر الآن بالفرق الأكبر بين الله والبشر؟ من سيد جميع الأشياء؟ هل هو الإنسان؟ (لا). ما الفرق إذًا بين كيفيّة تعامل الله وتعامل البشر مع جميع الأشياء؟ (الله يسود على جميع الأشياء ويُدبّرها بينما يتمتّع الإنسان بهذا كلّه). هل توافقون على هذه الكلمات؟ الفرق الأكبر بين الله والبشر هو أن الله يسود على جميع الأشياء ويمدّ جميع الأشياء. الله مصدر كلّ شيءٍ، والبشر يتمتّعون بكلّ شيءٍ بينما الله يمدّهم. وهذا يعني أن الإنسان يتمتّع بجميع الأشياء عندما يقبل الحياة التي يمنحها الله لجميع الأشياء. يتمتّع البشر بنتائج خلق الله لجميع الأشياء، في حين أن الله هو السيّد. ومن منظور جميع الأشياء، ما الفرق بين الله والبشر؟ يمكن أن يرى الله بوضوحٍ أنماط النموّ لجميع الأشياء وأن يتحكّم في أنماط النموّ لجميع الأشياء ويسود عليها. وهذا يعني أن جميع الأشياء تحت رقابة الله وضمن نطاق فحصه، وهل يستطيع البشر رؤية جميع الأشياء؟ ما يراه البشر محدودٌ؛ فهذا مُجرّد ما يراه البشر أمام أعينهم. إذا تسلّقت هذا الجبل، فإن ما تراه هو هذا الجبل. لا يمكنك رؤية ما يوجد على الجانب الآخر من الجبل. وإذا ذهبت إلى الشاطئ، فيمكنك رؤية هذا الجانب من المحيط، ولكنك لا تعرف شكل الجانب الآخر من المحيط. وإذا وصلت إلى هذه الغابة، فيمكنك رؤية النباتات أمام عينيك ومن حولك، ولكن لا يمكنك رؤية ما هو أبعد من ذلك. لا يمكن أن يرى البشر الأماكن الأعلى والأبعد والأعمق. وكل ما يمكنهم رؤيته ما هو أمامهم وضمن نطاق رؤيتهم مباشرة. وحتّى إذا عرف البشر نمط الفصول الأربعة في السنة وأنماط النموّ لجميع الأشياء، فهم لا يقدرون على تدبير جميع الأشياء أو السيادة عليها. من ناحيةٍ أخرى، فإن الطريقة التي يرى بها الله جميع الأشياء تشبه الطريقة التي يرى بها الله آلةً صنعها بنفسه. إنه يعرف كلّ مُكوّنٍ تمام المعرفة. يعرف الله بكلّ وضوحٍ وصفاءٍ مبادئ الآلة وأنماطها وغرضها. وبالتالي فإن الله هو الله والإنسان هو الإنسان! وحتّى إذا استمرّ الإنسان في بحث العلوم وقوانين جميع الأشياء، فلا يكون هذا سوى ضمن نطاقٍ محدود، بينما يسود الله على كلّ شيءٍ. يعتبر الإنسان أن هذا لانهائيّ. إذا بحث الإنسان في شيءٍ صغير للغاية صنعه الله، فمن الممكن أن يقضي حياته كلّها في بحثه دون تحقيق أيّة نتائج حقيقيّة. ولهذا السبب، إذا استخدمت المعرفة وما تعلّمته لدراسة الله، فلن تتمكّن أبدًا من معرفة الله أو فهمه. ولكن إذا استخدمت طريقة البحث عن الحقّ وطلب الله ونظرت إلى الله من منظور محاولة معرفة الله، فسوف تعترف يومًا ما بأن أعمال الله وحكمته موجودةٌ في كلّ مكانٍ، وسوف تعرف أيضًا السبب الذي يجعل الله معروفًا بأنه سيّد جميع الأشياء ومصدر الحياة لجميع الأشياء. كلّما كانت لديك مثل هذه المعرفة فهمت السبب الذي يجعل الله معروفًا بأنه سيّد جميع الأشياء. فجميع الأشياء وكلّ شيءٍ، بما في ذلك أنت، تتلقّى باستمرارٍ تدفّق إمدادات الله الثابتة. سوف يمكنك أيضًا بوضوحٍ أن تشعر بأنه في هذا العالم وفي وسط هذا الجنس البشريّ لا أحد بمعزلٍ عن الله يمكنه أن يملك هذه القوّة وهذا الجوهر ليسود على وجود جميع الأشياء ويُدبّرها ويحفظها. عندما تصل إلى مثل هذا الفهم سوف تعترف حقًّا أن الله هو إلهك. وعندما تصل إلى هذه النقطة، تكون قد قبلت الله حقًّا ودعوته ليكون إلهك وسيّدك. عندما يكون لديك مثل هذا الفهم وتصل حياتك إلى هذه النقطة، لن يختبرك الله أو يدينك فيما بعد، ولن يطلب منك أيّة مُتطلّباتٍ لأنك تفهم الله وتعرف قلبه وقبلت الله حقًّا في قلبك. هذا سببٌ مُهمٌّ لمشاركة هذه المواضيع حول سيادة الله على جميع الأشياء وتدبيره إيّاها. والهدف من المشاركة إعطاء الناس المزيد من المعرفة والفهم؛ ليس لمُجرّد مطالبتك بالاعتراف، بل لتزويدك بالمزيد من المعرفة والفهم العمليّين لأعمال الله.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 176

الحبوب والفاكهة والخضروات وجميع أنواع المكسّرات كلّها أطعمةٌ نباتيّة. وعلى الرغم من أنها أطعمةٌ نباتيّة، إلّا أنها تحتوي على موادٍ مُغذّيّة كافيّة لتلبية احتياجات جسم الإنسان. ومع ذلك، لم يقل الله: "تقديم هذه للبشر أمرٌ كافٍ. فالناس يمكنهم الاكتفاء بتناول هذه الأشياء". لم يتوقّف الله عند هذا الحدّ ولكنه بدلاً من ذلك أعدّ أشياءً أكثر شهيّةٍ للبشر. ما هذه الأشياء؟ إنها الأنواع المختلفة من اللحوم والأسماك التي يمكن أن يراها معظمكم ويتناولها. توجد أنواعٌ كثيرة من اللحوم والأسماك التي أعدّها الله للإنسان. تعيش جميع الأسماك في الماء؛ ونسيج لحمها يختلف عن اللحم الذي ينمو على الأرض ويمكنها توفير مُغذّيات مختلفة للبشر. كما يمكن لخصائص الأسماك ضبط البرودة والحرارة في أجسام البشر، ولذلك فإنها مفيدةٌ جدًّا للبشر. ولكن يجب عدم الإفراط في تناول الأطعمة الشهيّة. فالقول نفسه لا يزال ينطبق: الله يهب البشر الكميّة المناسبة في الوقت المناسب، بحيث يمكن للناس التمتّع بهذه الأشياء بشكلٍ طبيعيّ وسليم وفقًا للموسم والزمان. ماذا تشمل الدواجن؟ الدجاج والسُمّان والحمام وما إلى ذلك. يأكل كثيرٌ من الناس أيضًا البط والإوزّ. على الرغم من أن الله أعد هذه الأنواع من اللحوم، فقد طلب مُتطلّبات معيّنة من شعبه المختار ووضع حدودًا معينة لنظامهم الغذائي خلال عصر الناموس. يعتمد هذا النطاق الآن على الذوق الفرديّ والفهم الشخصيّ. تُزوّد هذه الأنواع المختلفة من اللحوم جسم الإنسان بالعناصر المُغذّية المختلفة، والتي يمكن أن تسدّ نقص البروتين والحديد وتثري الدم وتُقوّي العضلات والعظام وتُوفّر المزيد من الطاقة. بغضّ النظر عن الأساليب التي يستخدمها الناس لطهيها وتناولها، فإن هذه الأشياء باختصارٍ يمكنها من ناحيةٍ مساعدة الناس على تحسين النكهات والشهيّات، ومن ناحيةٍ أخرى يمكنها إشباع بطونهم. والشيء الأهمّ هو أنها يمكنها تزويد جسم الإنسان باحتياجاته الغذائيّة اليوميّة. هذه هي الاعتبارات التي كانت لدى الله عندما أعدّ الطعام للبشر. توجد أطعمةٌ نباتيّة بالإضافة إلى اللحوم – أليس هذا غنيًّا ووافرًا؟ ولكن يجب على الناس أن يفهموا مقاصد الله الأصليّة عندما أعدّ الله جميع الأطعمة للبشر. هل كان المقصود هو دفع البشر للإفراط في التمتّع بهذه الأطعمة؟ ماذا يحدث عندما يصبح الإنسان أسير محاولة إشباع هذه الرغبات الماديّة؟ ألا يصاب بفرط التغذية؟ ألا يضر فرط التغذية جسم الإنسان بطرق كثيرة؟ (بلى). لهذا السبب يُوزّع الله الكميّة الصحيحة في الوقت المناسب ويسمح للناس بالتمتّع بالأطعمة المختلفة وفقًا للفترات الزمنيّة والمواسم المختلفة. مثال ذلك، بعد العيش في صيفٍ حار جدًّا سوف يجمع الناس قدرًا كبيرًا من الحرارة، والجفاف المُسبّب للأمراض، والرطوبة في أجسامهم. ومع وصول الخريف تنضج أنواعٌ كثيرة من الفاكهة، وعندما يأكل الناس بعض الفاكهة سوف تزول الرطوبة. وفي الوقت نفسه، سوف تكون الماشية والأغنام قد أصبحت قوّيّة، ولذلك ينبغي على الناس تناول بعض اللحوم للغذاء. وبعد تناول أنواعٍ مختلفة من اللحوم سوف تحصل أجسام الناس على الطاقة والحرارة لمساعدتها على تحمّل برودة الشتاء، ونتيجةً لذلك سوف يمكنهم اجتياز الشتاء في سلامٍ. الوقت المناسب لإعداد الأشياء للبشر، والوقت المناسب لنموّ الأشياء وطرح الثمار والنضج – هذا كلّه يتحكّم به الله ويسود عليه بشكلٍ مدروس. هذا هو الموضوع عن "كيفيّة إعداد الله الطعام الضروريّ لحياة الإنسان اليوميّة". إلى جانب جميع أنواع الأطعمة، يُزوّد الله الإنسان أيضًا بمصادر المياه. يتعيّن على الناس شرب بعض الماء بعد تناول الطعام. هل تناول الفاكهة وحسب كافيًا؟ لن يتمكّن الناس من تحمّل تناول الفاكهة وحدها، وبالإضافة إلى ذلك لا توجد فاكهةٌ في بعض المواسم. كيف يمكن حلّ مشكلة المياه للبشر إذًا؟ بأن يعدّ الله العديد من مصادر المياه فوق الأرض وتحت الأرض، بما في ذلك البحيرات والأنهار والينابيع. يمكن الشرب من مصادر المياه هذه في الحالات التي لا يوجد فيها أيّ تلوّثٍ أو معالجةٍ بشريّة أو ضررٍ. وهذا يعني أنه فيما يتعلّق بمصادر الغذاء بالنسبة لحياة الأجسام الماديّة للبشر، صنع الله إعدادات مُحكَمة جدًّا ودقيقة جدًّا وملائمة جدًّا حتّى تكون حياة الناس غنيّة ووفيرة ولا ينقصها أيّ شيءٍ. هذا شيءٌ يمكن أن يشعر به الناس ويروه.

بالإضافة إلى ذلك، من بين جميع الأشياء، خلق الله بعض النباتات والحيوانات وأعشاب متنوعة خُلقت خصيصًا لشفاء الإصابات أو لعلاج أمراض الجسم البشري. على سبيل المثال، ماذا تفعل إذا أُصبت بالحرق أو اكتويت مصادفة بالماء الساخن؟ هل يمكنك غسل موضع الحرق بالماء؟ هل يمكنك وحسب العثور على قطعةٍ من القماش في مكانٍ ما ولفّه؟ من الممكن أن يمتلئ بالقيح أو يُصاب بالعدوى في هذه الحالة. على سبيل المثال، إذا أُصبت بحمّى أو بنزلة بردٍ أو عانيت من إصابةٍ من عملٍ بدنيّ أو أُصبت بمرضٍ في المعدة من تناول طعامٍ بالخطأ، أو أُصبت بأمراضٍ مُعيّنة بسبب عادات المعيشة أو مشكلاتٍ انفعاليّة مثل أمراض الأوعية الدمويّة أو الظروف النفسيّة أو أمراض الأعضاء الداخليّة – توجد نباتاتٌ مقابلة لعلاج هذه كلّها. توجد نباتاتٌ تُحسّن الدورة الدمويّة لإزالة الركود وتخفيف الألم وإيقاف النزيف وتوفير التخدير ومساعدة الناس على استعادة البشرة الطبيعيّة والقضاء على ركود الدم في الجسم وإزالة السموم من الجسم. باختصارٍ، يمكن استخدامها جميعًا في الحياة اليوميّة. يمكن أن يستخدمها الناس وقد أعدّها الله لجسم الإنسان في حالة الضرورة. سمح الله للإنسان باكتشاف بعضها عن طريق الصدفة، بينما اُكتشِف البعض الآخر على يد أشخاصٍ اختارهم الله للقيام بذلك، أو كنتيجة لظاهرة خاصة رتبها الله. وبعد اكتشاف الإنسان لها كان ينقلها للأجيال التالية وبالتالي عرفها الكثير من الناس. وبهذه الطريقة، فإن خلق الله لهذه النباتات يحمل قيمة ومعنى. باختصارٍ، جميع هذه الأشياء من الله وقد أعدّها وغرسها عندما خلق بيئةً معيشيّة للبشر. جميع هذه الأشياء ضروريّةٌ للغاية. هل كانت اعتبارات الله أفضل في مراعاتها من اعتبارات البشر؟ عندما ترى جميع ما فعله الله، هل يمكنك أن تشعر بالجانب العمليّ لله؟ عمل الله في السرّ. قبل أن يصل الإنسان إلى هذا العالم، وقبل أن يتواصل الله مع هذا الجنس البشريّ، كان الله قد خلق بالفعل هذا كلّه. كان كلّ ما فعله من أجل البشر، من أجل بقائهم، ومن أجل مراعاة وجود البشر، حتّى يتمكّن البشر من العيش في سعادةٍ في هذا العالم الماديّ الغنيّ الوفير الذي أعدّه الله لهم، دون الشعور بالقلق بخصوص المأكل أو الملبس، ودون أن ينقصهم أيّ شيءٍ. يستمرّ البشر في التكاثر والبقاء في مثل هذه البيئة.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 177

تحدّثنا في البداية عن البيئة المعيشيّة للبشر وما صنعه الله وأعدّه وتعامل معه لأجل هذه البيئة، إلى جانب العلاقات بين جميع الأشياء التي أعدّها الله للبشر وكيفيّة تعامل الله مع هذه العلاقات لمنع جميع الأشياء من الإضرار بالبشر. كما عالج الله الآثار السلبيّة على بيئة البشر الناتجة عن العناصر المختلفة التي تُسبّبها جميع الأشياء، وسمح لجميع الأشياء باستخدام القدر الأقصى من وظائفها ووفّر للبشر بيئةً ملائمة وجميع العناصر المفيدة، ممّا مكّن البشر من التكيّف مع مثل هذه البيئة ومواصلة دورة التكاثر والحياة بشكلٍ طبيعيّ. تحدّثنا بعد ذلك عن الطعام الذي يحتاج إليه جسم الإنسان – الطعام والشراب اليوميّين. هذا أيضًا شرطٌ ضروريّ لبقاء البشر. وهذا يعني أن جسم الإنسان لا يمكنه العيش بالتنفّس أو ضوء الشمس أو الرياح أو درجات حرارةٍ مناسبة فقط. يحتاج البشر أيضًا لملء بطونهم. أعدّ الله جميع هذه الأشياء للبشر لملء بطونهم – وهذا مصدر الغذاء للبشر. بعد رؤية هذا الإنتاج الغنيّ الوفير – مصادر الطعام والشراب للبشر – هل يمكنك أن تقول إن الله مصدر الإمداد للبشر ولجميع الأشياء؟ لو أن الله خلق فقط الأشجار والعشب أو مُجرّد كائنات حيّة مختلفة عندما خلق جميع الأشياء، لو كانت الكائنات الحيّة والنباتات المختلفة كلّها لغذاء الماشية والأغنام أو للحمير الوحشيّة والغزلان وغيرها من مختلف أنواع الحيوانات، على سبيل المثال، كانت الأسود لتأكل أشياءَ مثل الحمير الوحشيّة والغزلان، كما كانت النمور لتأكل أشياءَ مثل الخراف والخنازير) – ولكن لم يوجد شيءٌ واحد مناسب يأكله البشر، هل كان ذلك سينفع؟ لم يكن لينفع. لما كان بمقدور البشر الاستمرار على قيد الحياة. ماذا لو تناول البشر أوراق الشجر فقط؟ هل كان ذلك سينفع؟ هل بإمكان البشر أن يأكلوا العشب المُعدّ للأغنام؟ قد يكون من المقبول إن جربوا قليلاً منه، ولكن إذا استمروا في تناوله لفترة طويلة، فلن يكون بإمكان المعدات البشرية أخذه ولن يستمروا في العيش طويلاً. توجد بعض الأشياء التي يمكن أن تأكلها الحيوانات، ولكن إذا أكلها البشر فسوف يتعرّضون للتسمّم. توجد بعض الأشياء السّامة التي يمكن أن تأكلها الحيوانات دون أن تُؤثّر عليها، ولكن البشر لا يمكنهم فعل الشيء نفسه. وهذا يعني أن الله خلق البشر، ولذا فإن الله يعرف أفضل معرفة مبادئ وبنية جسم الإنسان وما يحتاجه البشر. الله واضحٌ تمامًا بخصوص تكوين جسم الإنسان ومحتواه وما يحتاج إليه وكذلك كيفيّة عمل الأعضاء الداخليّة للجسم البشريّ وامتصاصها وتخلّصها من الشوائب وأيضها. لا يتضّح هذا للناس وأحيانًا ما يأكلون ويزيدون وهم عميانٌ. إنهم يزيدون كثيرًا وينتهي بهم الحال في حدوث اختلالٍ للتوازن. إذا كنت تأكل وتستمتع بهذه الأشياء التي أعدّها الله لك بالكيفية العادية، فلن يكون ثمة خطأ لديك. وحتّى إذا كان مزاجك سيئًا في بعض الأحيان وكنت تعاني من ركود الدم، فلا يهمّ. لست سوى بحاجةٍ لتناول نوعٍ مُعيّن من النباتات وسوف يزول الركود. أعدّ الله جميع هذه الأشياء. ولذلك، يعتبر الله أن البشر أعلى مرتبةٍ بكثيرٍ من أيّ شيءٍ حيّ آخر. أعدّ الله البيئات المعيشيّة لجميع أنواع النباتات وأعدّ الطعام والبيئات المعيشيّة لجميع أنواع الحيوانات، ولكن متطلّبات البشر وحدهم تجاه بيئتهم المعيشيّة هي الأكثر صرامة والتي لا يمكن التساهل مع إهمالها بأيّ حالٍ من الأحوال. وإلّا فلن يكون بمقدور البشر الاستمرار في التطور والتكاثر والعيش بشكلٍ طبيعيّ. الله يعرف هذا أفضل معرفةٍ في قلبه. عندما فعل الله هذا الشيء، عقد عليه أهميّةً أكبر من أيّ شيءٍ آخر. ربّما لا يمكنك الشعور بأهميّة شيءٍ غير ذي شأن تراه وتستمتع به، أو شيء يمكنك أن تراه وتستمتع به وقد حصلت عليه منذ الميلاد، ولكن الله أعد بالفعل ترتيبات لك منذ فترة طويلة أو سرًا. أزال وخفَّف الله جميع العناصر السلبيّة غير المواتية للبشر والتي ربما تؤذي جسم الإنسان إلى أقصى حدٍّ ممكن. ما الذي يُوضّحه هذا؟ هل يُوضّح موقف الله تجاه البشر عندما خلقهم هذه المرّة؟ ماذا كان هذا الموقف؟ كان موقف الله صارمًا وجادًا، ولم يتساهل مع تدخّل أيّة عوامل أو شروطٍ أو أيّة قوى معادية بمعزلٍ عن الله. يمكنك من هذا أن ترى موقف الله عندما خلق البشر وفي تدبيره للبشر هذه المرّة. ما موقف الله؟ من خلال البيئة المعيشيّة وبيئة البقاء يتمتّع الإنسان أيضًا بطعامه وشرابه اليوميّين واحتياجاته اليوميّة، يمكننا أن نرى موقف الله الذي يتصف بالمسؤوليّة تجاه البشر منذ أن خلقهم وكذلك تصميم الله لخلاص البشر هذه المرّة. هل يمكننا أن نرى أصالة الله من خلال هذه الأشياء؟ هل يمكننا رؤية روعة الله؟ هل يمكننا أن نرى عدم قدرتنا على فهم الله؟ هل يمكننا رؤية كُلّيّة قدرة الله؟ يستخدم الله ببساطةٍ طرقه القديرة والحكيمة لتزويد البشر جميعًا وكذلك لتزويد جميع الأشياء. وبالتالي، بعد أن قلت الكثير للغاية، هل يمكنك أن تقول إن الله مصدر الحياة لجميع الأشياء؟ (نعم). هذا مُؤكّدٌ. هل لديك أيّة شكوكٍ؟ (لا). تزويد الله لجميع الأشياء كافٍ لإثبات أن الله مصدر الحياة لجميع الأشياء، لأنه مصدر الإمداد الذي مكّن جميع الأشياء من الوجود والعيش والتكاثر والاستمرار، ولا يوجد مصدر آخر سوى الله نفسه. يمدّ الله جميع احتياجات كل الأشياء وجميع احتياجات البشر، سواء كانت البيئة المعيشية الأساسيّة للناس، أو ما يحتاجه الناس يوميًّا أو تقديم الحقّ لأرواح الناس. من جميع وجهات النظر، عندما يتعلّق الأمر بهويّة الله ومكانته للبشر، فإن الله وحده مصدر الحياة لجميع الأشياء. هل هذا صحيحٌ؟ (نعم). يعني هذا أن الله هو الحاكم والسيّد ومُزوّد هذا العالم الماديّ الذي يمكن للناس رؤيته بعيونهم والشعور به. بالنسبة إلى البشر، أليست هذه هويّة الله؟ هذا صحيحٌ تمامًا. ولذلك عندما ترى طيورًا تُحلّق في السماء، يجب أن تعرف أن الله خلق أشياءً يمكنها الطيران. ولكن توجد كائناتٌ حيّة تسبح في الماء، كما أنها تعيش بطرقٍ مختلفة. الأشجار والنباتات التي تعيش في التربة تُنبِت في الربيع وتطرح ثمارها وتُسقِط أوراقها في الخريف، وبحلول الشتاء تكون جميع الأوراق قد سقطت وتمرّ بفصل الشتاء. هذه طريقتها للبقاء. خلق الله جميع الأشياء، وكلٌّ منها يعيش من خلال أشكالٍ وطرقٍ مختلفة ويستخدم أساليب مختلفة لإظهار قوّته وطريقة حياته. بغضّ النظر عن الطريقة، فإنها كلها تحت حكم الله. ما الهدف من حكم الله على جميع الأشكال المختلفة للحياة والكائنات الحيّة؟ هل من أجل بقاء البشر؟ (نعم). إنه يسيطر على جميع قوانين الحياة من أجل بقاء البشر. يُبيّن هذا مدى أهميّة بقاء البشر عند الله.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 178

الله ليس مُجرّد إله شعبه المختار. أنت تتبع الله الآن، وهو إلهك، ولكن بالنسبة لمن هم خارج الشعب الذين يتبع الله، هل الله إلههم؟ هل الله هو إله كل الناس غير من يتبعونه؟ هل الله إله جميع الأشياء؟ (نعم). إذًا هل يُؤدّي الله عمله ويُجري أفعاله فقط على من يتبعونه؟ (لا). ما هو نطاق عمله وأفعاله؟ على أدنى المستويات، يحوي نطاق عمله وأفعاله جميع البشر وجميع ما في الخليقة. وعلى أعلى المستويات، فإنه يحوي الكون كلّه، وهو ما لا يمكن للبشر رؤيته. ولذلك يمكننا القول إن الله يُؤدّي عمله ويُجري أفعاله بين جميع البشر. وهذا يكفي للسماح للناس بمعرفة كلّ شيءٍ عن الله نفسه. إذا أردت معرفة الله والتعرّف إليه وفهمه حقًّا، فلا تتقيّد فقط بالمراحل الثلاث لعمل الله، ولا تتقيّد بقصص عمل الله الذي سبق وأجراه. إذا حاولت أن تعرفه بهذه الطريقة، فأنت تحصر الله في حدٍّ مُعيّن. وترى الله كشيء صغير جدًا. كيف يؤثر فعل ذلك على الناس؟ لن تتمكّن أبدًا من معرفة إعجاز الله وسيادته، ولن تتمكّن أبدًا من معرفة قوّة الله وكُلّيّة قدرته ونطاق سلطانه. ومثل هذا الفهم سوف يُؤثّر على قدرتك على قبول الحقّ بأن الله حاكم جميع الأشياء، بالإضافة إلى معرفتك بهويّة الله الحقيقيّة ومكانته. وهذا يعني أنه إذا كان فهمك لله محدودًا في نطاقه، فإن ما يمكنك الحصول عليه محدودٌ أيضًا. ولهذا يتعيّن عليك توسيع النطاق وفتح آفاقك. سواء كان الأمر يرتبط بنطاق عمل الله أو بتدبير الله أو بحكم الله أو بجميع الأشياء التي يحكمها الله ويُدبّرها، يجب أن تعرف هذا كلّه وتعرف أعمال الله فيه. ومن خلال هذه الطريقة للفهم، سوف تشعر دون وعيٍ أن الله يحكم جميع الأشياء ويُدبّرها ويُزوّدها. وفي الوقت نفسه، سوف تشعر حقًّا أنك جزءٌ من جميع الأشياء وعضوٌ في جميع الأشياء. فيما يُزوّد الله جميع الأشياء، فإنك تقبل أيضًا حكم الله وإمداده. هذه حقيقةٌ لا يمكن لأحدٍ إنكارها. تخضع جميع الأشياء لقوانينها الخاصّة، والتي تخضع بدورها لحكم الله، وجميع الأشياء لها قانونها الخاصّ للبقاء، والذي يخضع أيضًا بدوره لحكم الله، بينما يرتبط مصير البشر وما يحتاجون إليه أيضًا ارتباطًا وثيقًا بحكم الله وإمداده. ولهذا السبب، تحت سيادة الله وحكمه، فإن البشر وجميع الأشياء مترابطون ومتكاتفون ومتشابكون. هذا هو الهدف والقيمة وراء خلق الله لجميع الأشياء.

من "الله ذاته، الفريد (ح)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 179

منذ أن خلق الله جميع الأشياء، بناءً على النواميس التي حدَّدها، كانت جميعها تعمل وتستمرّ في التطوُّر بانتظامٍ. كانت جميع الأشياء تتطوَّر بانتظامٍ تحت نظره وتحت حُكمه جنبًا إلى جنبٍ مع بقاء البشر. لا يستطيع شيءٌ واحد تغيير هذه النواميس، ولا يستطيع شيءٌ واحد هدم هذه النواميس. تستطيع جميع الكائنات أن تتكاثر بفضل حكم الله، وبفضل حكمه وتدبيره تستطيع جميع الكائنات البقاء. يعني هذا أنه تحت حُكم الله توجد جميع الكائنات وتزدهر وتختفي وتُعاود التجسُّد بطريقةٍ مُنظَّمة. عند قدوم الربيع، يجلب المطر الخفيف هذا الشعور بالربيع ويُرطِّب الأرض. تبدأ الأرض في الذوبان وينبت العشب ويشقّ طريقه عبر التربة وتتحوَّل الأشجار تدريجيًّا إلى اللون الأخضر. تجلب جميع هذه الأشياء الحيَّة حيويَّةً جديدة إلى الأرض. هذا هو منظر جميع الكائنات التي تأتي إلى الوجود وتزدهر. تخرج جميع أنواع الحيوانات أيضًا من جحورها لتشعر بدفء الربيع ولتبدأ سنةً جديدةً. تنعم جميع الكائنات بالحرارة خلال الصيف وتتمتَّع بالدفء الذي يتَّسم به ذلك الفصل. إنها تنمو بسرعةٍ؛ تنمو الأشجار والأعشاب وجميع أنواع النباتات بسرعةٍ كبيرة، ثم تتفتَّح وتطرح ثمارها. تكون جميع الكائنات مشغولةً جدَّا خلال الصيف، بما في ذلك البشر. وفي الخريف، تجلب الأمطار برودة الخريف وتبدأ جميع أنواع الكائنات الحيَّة بالإحساس بقدوم موسم الحصاد. تؤتي جميع الكائنات ثمارها، ويبدأ البشر في حصاد تلك الأنواع المختلفة من الفاكهة من أجل إعداد الطعام للشتاء. تبدأ جميع الكائنات في الشتاء بالتدريج في أن تستريح في البرد، وأن تصبح هادئةً، كما يأخذ الناس أيضًا استراحةً خلال هذا الفصل. هذه التحوُّلات من الربيع إلى الصيف إلى الخريف وإلى الشتاء – تحدث جميع هذه التغييرات وفقًا للنواميس التي وضعها الله. إنه يقود جميع الكائنات والبشر باستخدام هذه النواميس، وقد وضع للبشر طريقةً للحياة ثريَّةً ونابضة بالحيويَّة، وأعدَّ بيئةً للبقاء لها درجات حرارةٍ مختلفة وفصول مختلفة. في ظلّ هذه البيئات المُنظَّمة من أجل البقاء، يمكن للبشر أيضًا البقاء والتكاثر بطريقةٍ مُنظَّمة. لا يستطيع البشر تغيير هذه النواميس ولا يمكن لأيّ شخصٍ أو كائنٍ كسرها. على الرغم من حدوث تغيرات لا تحصى - حيث تحولت البحار إلى حقول، والحقول إلى بحار - لا تزال هذه النواميس قائمة، وهي موجودةٌ لأن الله موجودٌ. يعود الفضل في هذا إلى حُكم الله وتدبيره. وبهذا النوع من البيئة المُنظَّمة والأوسع تتقدَّم حياة الناس إلى الأمام في إطار هذه النواميس والقواعد. هذَّبت هذه النواميس جيلاً بعد جيلٍ من الناس، وقد بقى جيلٌ بعد جيلٍ من الناس في سياق هذه النواميس. لقد استمتع الناس بهذه البيئة المُنظَّمة من أجل البقاء التي خلقها الله لجيلٍ بعد جيل من البشريَّة. على الرغم من أن الناس يشعرون أن هذه الأنواع من النواميس فطريًّة، وعلى الرغم من أنهم يرفضونها رفضًا تامًّا، وعلى الرغم من أنهم لا يستطيعون الشعور بأن الله يُنظِّم هذه النواميس أو أن الله يحكمها، فإن الله مشاركٌ دائمًا في هذا العمل غير المُتغيِّر. وهدفه من هذا العمل غير المُتغيِّر هو بقاء البشر واستمرار وجودهم.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 180

أوَّلاً، عندما خلق الله جميع الأشياء، رسم حدودًا للجبال والسهول والصحاري والتلال والأنهار والبحيرات. توجد على الأرض جبالٌ وسهولٌ وصحاري وتلالٌ، بالإضافة إلى مُسطَّحاتٍ مائيَّة مُتنوِّعة. أليست هذه تضاريس مختلفة؟ رسم الله حدودًا بين جميع هذه الأنواع المختلفة من التضاريس. عندما نتحدَّث عن رسم الحدود، يعني هذا أن الجبال لها ترسيماتها، والسهول لها ترسيماتها، والصحاري لها نطاقٌ مُعيَّن، والتلال لها منطقةٌ ثابتة. يوجد أيضًا مقدارٌ ثابت من المُسطَّحات المائيَّة مثل الأنهار والبحيرات. يعني هذا أنه عندما خلق الله جميع الأشياء فإنه قسَّم كُلّ شيءٍ بوضوحٍ شديد. لقد حدَّد الله بالفعل مقدار نصف قُطر كُلّ جبلٍ بالكيلومترات وعيّن نطاقه. وقد حدَّد أيضًا مقدار نصف قُطر كُلّ سهلٍ بالكيلومترات وعيّن نطاقه. عندما خلق الله جميع الكائنات، حدَّد أيضًا نطاق الصحراء ونطاق التلال ونِسَبَها، وما يحدُّها – حدَّد أيضًا هذا كُلّه. حدَّد نطاق الأنهار والبحيرات عندما كان يخلقها – وكُلّها لها حدودها. ما المقصود إذًا عندما نقول "الحدود"؟ تحدَّثنا للتوّ عن الكيفيَّة التي يحكم الله جميع الأشياء بوضع نواميس لها. يعني هذا أن نطاق الجبال وحدودها لن تتسِّع أو تنقص بسبب دوران الأرض أو مرور الزمن. هذا ثابتٌ: وهذا "الثابت" هو حُكم الله. أمَّا بالنسبة لمناطق السهول ونطاقها وما يحدُّها، فقد ثبَّتها الله. لها حَدٌّ، ولن يظهر نتوءٌ ظهورًا اعتباطيًا وسط أحد السهول. لن يتحوَّل السهل فجأةً إلى جبلٍ – لن يحدث هذا. تشير النواميس والحدود التي تحدَّثنا عنها للتوّ إلى هذا. أمَّا بالنسبة للصحراء، فلن نذكر أدوار الصحراء أو أيّة تضاريسٍ أخرى أو موقعًا جغرافيًّا هنا، بل حدودها فقط. لن يتسِّع نطاق الصحراء أيضًا تحت حُكم الله. يعود السبب في هذا إلى أن الله قد أعطاها ناموسها ونطاقها. مدى اتّساعها ودورها وحدودها ومكانها – هذه قد عيَّنها الله بالفعل. لن تتجاوز نطاقها ولن يتغيِّر موقعها ولن تَتّسع منطقتها اعتباطًا. على الرغم من أن تدفُّقات المياه مثل الأنهار والبحيرات كُلّها مُنظَّمةٌ ومُستمرَّة، فإنها لم تخرج قطّ عن نطاقها ولم تتجاوز حدودها. إنها تتدفَّق جميعًا في اتّجاهٍ واحد بطريقةٍ مُنظَّمة، مُتدفَّقةً في الاتّجاه المُفترَض لها. ولذلك تحت نواميس حُكم الله لن يجفّ نهرٌ أو بحيرةٌ اعتباطًا، أو يُغيِّر اتّجاهَ أو مقدارَ تدفُّقه اعتباطًا بسبب دوران الأرض أو مرور الزمان. هذا كُلّه في قبضة الله. يعني هذا أن جميع الكائنات التي خلقها الله في وسط هذه البشريَّة لها أماكنها ومناطقها ونطاقاتها الثابتة. يعني هذا أنه عندما خلق الله جميع الكائنات، فإن حدودها قد تأسَّست ولا يمكن تبديلها أو تجديدها أو تغييرها اعتباطًا. ما الذي تشير إليه كلمة "اعتباطًا"؟ إنها تعني أنها لن تنقل أو توسع أو تغير شكلها الأصليّ عشوائيًّا بسبب الطقس أو درجة الحرارة أو سرعة دوران الأرض. على سبيل المثال، الجبل له ارتفاعٌ مُعيَّن وقاعدته لها مساحةٌ مُعيَّنة وله ارتفاعٌ مُعيَّن وبه قدرٌ مُعيَّن من الغطاء النباتيّ. هذا كُلّه خطَّط له الله وحسبه ولن يتغيَّر اعتباطًا. أمَّا بالنسبة للسهول، فإن غالبيَّة البشر يقيمون في السهول، ولن تُؤثِّر أيَّة تغيُّراتٍ في المناخ على مناطقهم أو على مقدار وجودهم. كما أن ما هو موجودٌ حتَّى في هذه التضاريس المُتنوِّعة والبيئات الجغرافيَّة التي خلقها الله لن يتغيَّر اعتباطًا. على سبيل المثال، إن مُكوِّنات الصحراء والرواسب المعدنيَّة تحت الأرض وكمية الرمال التي تحتوي عليها ولون الرمل وسماكته – هذه لن تتغيَّر اعتباطًا. لماذا لن تتغيَّر اعتباطًا؟ بسبب حُكم الله وتدبيره. يُدبِّر الله كُلّ شيءٍ بطريقةٍ مُخطَّطة ومُنظَّمة ضمن جميع هذه التضاريس والبيئات الجغرافيَّة المختلفة التي خلقها. ولذلك فإن جميع هذه البيئات الجغرافيَّة لا تزال موجودة منذ آلاف السنين، وبعد عشرات الآلاف من السنين من خلق الله لها. ما زال كُلٌ منها يُؤدِّي دوره. على الرغم من أن البراكين تثور خلال فتراتٍ مُعيَّنة، وتقع الزلازل خلال فتراتٍ مُعيَّنة، وتحدث تغيُّراتٌ كبيرة في الأرض، فإن الله لن يسمح مطلقًا لأيّ نوعٍ من التضاريس بأن يفقد وظيفته الأصليَّة. لا يمكن لهذا كُلّه – هذا كُلّه الذي يتمتَّع به البشر ويرونه – أن يبقى على الأرض بطريقةٍ مُنظَّمة إلَّا بفضل تدبير الله وحُكمه على هذه النواميس وتَمكُّنه منها. لماذا يُدبِّر الله إذًا جميع هذه التضاريس المُتنوِّعة الموجودة على الأرض بهذه الطريقة؟ الهدف من ذلك هو أن تنعم جميع الكائنات الحيَّة التي تبقى على قيد الحياة في بيئاتٍ جغرافيَّة مُتنوِّعة ببيئةٍ مُستقرَّة وأن تكون قادرةً على الاستمرار في العيش والتكاثر في تلك البيئة المُستقرَّة. إن جميع هذه الكائنات – المُتحرِّك منها والساكن، التي تتنفس من أنوفها والتي لا تُشكِّل بيئةً فريدة لبقاء البشر. وهذا النوع من البيئة هو وحده القادر على رعاية جيلٍ بعد جيل من البشر، وهو وحده أيضًا القادر على السماح للبشر بالاستمرار في البقاء على قيد الحياة في سلامٍ جيلاً بعد جيلٍ.

إن ما تحدَّثتُ عنه للتوّ موضوعٌ كبير نوعًا ما، ولذا ربَّما يبدو بعيدًا حقًّا عنكم، ولكن يمكنكم فهمه، أليس كذلك؟ يعني هذا أن نواميس الله في سيادته على جميع الأشياء مُهمَّةٌ جدًّا – مُهمَّةٌ جدًّا بالفعل! ما الشرط المُسبَق لجميع الكائنات التي تنمو في سياق هذه النواميس؟ إنه بفضل حُكم الله. فبسبب حُكم الله، تُؤدِّي جميع الكائنات مهامها الخاصَّة في سياق حُكمه. على سبيل المثال، فإن الجبال ترعى الغابات، ثم تعمل الغابات بدورها على رعاية وحماية الطيور والوحوش المُتنوِّعة التي تعيش داخلها. السهول مرحلةٌ مُعدَّة للبشر لزراعة المحاصيل وكذلك لمختلف الطيور والوحوش. إنها تسمح لغالبيَّة البشر بالعيش على أرضٍ مستوية وتُوفِّر الراحة في حياة الناس. تشمل السهول أيضًا المراعي – وهي مساحاتٌ شاسعة من الأراضي العُشبيَّة. المراعي هي الغطاء النباتيّ للأرض. إنها تحمي التربة وترعى الماشية والأغنام والخيول التي تعيش في المراعي. تُؤدِّي الصحراء أيضًا مُهمَّتها الخاصَّة. إنها ليست مكانًا لعيش البشر؛ يتمثَّل دورها في جعل الأجواء الرطبة أكثر جفافًا. إن تدفُّقات الأنهار والبحيرات توفر مياهًا صالحة لشرب الناس. فأينما تدفَّقت سوف يجد الناس مياهًا للشرب، كما تسهل هذه التدفقات تلبية الاحتياجات المائية لجميع الكائنات. هذه هي الحدود التي رسمها الله للتضاريس المُتنوِّعة.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 181

بسبب هذه الحدود التي رسمها الله، أنتجت التضاريس المُتنوِّعة بيئات مختلفة للبقاء، وقد كانت هذه البيئات من أجل البقاء ملائمة للأنواع المُتنوِّعة من الطيور والوحوش، كما أتاحت مساحةً للبقاء. ومن هذا تطوَّرت حدود البيئات لبقاء الكائنات الحيَّة المُتنوِّعة. هذه هي النقطة الثانية التي سنتحدَّث عنها فيما يلي. أوَّلاً، أين تعيش الطيور والوحوش والحشرات؟ هل تعيش في الغابات والبساتين؟ هذه هي أوطانها. وهكذا، بغضّ النظر عن وضع حدودٍ للبيئات الجغرافيَّة المُتنوِّعة، رسم الله أيضًا حدودًا للطيور والوحوش والأسماك والحشرات المُتنوِّعة ولجميع النباتات. وسنّ أيضًا النواميس. بسبب الاختلافات بين البيئات الجغرافيَّة المُتنوِّعة وبسبب وجود بيئات جغرافيَّة مختلفة، فإن الأنواع المختلفة من الطيور والوحوش والأسماك والحشرات والنباتات لها بيئاتٌ مختلفة للبقاء. تعيش الطيور والوحوش والحشرات بين النباتات المُتنوِّعة، وتعيش الأسماك في الماء، وتنمو النباتات في الأرض. تشمل الأرض مناطق مُتنوِّعة مثل الجبال والسهول والتلال. بمُجرَّد أن تكون للطيور والوحوش أوطانٌ ثابتة خاصَّة بها، فإنها لن تتجوَّل في المكان كُلّه. إن أوطانها هي الغابات والجبال. وإذا تهدَّمت أوطانها يومًا ما، فسوف يتحوَّل النظام إلى فوضى. وبمُجرَّد أن يتحوَّل هذا النظام إلى فوضى، ما العواقب؟ من أوَّل من يتأذَّى؟ (البشر). إنهم البشر. ضمن هذه النواميس والقيود التي حدَّدها الله، هل رأيتم أيَّة ظواهر غريبة؟ على سبيل المثال، أفيال تسير في الصحراء. هل سبق ورأيتَ ذلك؟ ولو أنه حدث، فسوف تكون ظاهرة غريبة جدًّا لأن الأفيال تعيش في الغابة وهي بيئة البقاء التي أعدَّها الله لها. لديها بيئتها الخاصَّة للبقاء وموطنها الثابت الخاصّ بها، فلماذا تذهب للتجوال بعيدًا عنه؟ هل رأى أحدٌ أسودًا أو نمورًا تسير بالقرب من شاطئ المحيط؟ لم يرَ أحدٌ هذا، أليس كذلك؟ موطن الأسود والنمور هو الغابة والجبال. هل رأى أحدٌ الحيتان أو أسماك القرش من المحيط تسبح في الصحراء؟ لم يرَ أحدٌ ذلك، أليس كذلك؟ فالحيتان وأسماك القرش موطنها في المحيط. في البيئة المعيشيَّة للإنسان، هل يعيش أشخاصٌ جنبًا إلى جنبٍ مع الدِبَبة البُنيَّة؟ هل يوجد أشخاصٌ محاطون دائمًا بالطواويس أو بالطيور الأخرى، داخل منازلهم وخارجها؟ هل رأى أحدٌ النسور أو الإوزّ البريّ يلعب مع القرود؟ (لا). سوف تكون هذه كُلّها ظواهر غريبة. سبب حديثي عن هذه الأشياء التي تبدو لأسماعكم ظواهر غريبة هو أن أجعلكم تفهمون أن جميع الكائنات التي خلقها الله – بغضّ النظر عمَّا إذا كانت ثابتة في مكانٍ واحد أو يمكنها أن تتنفَّس من خلال أنوفها – كُلّها لديها نواميسها الخاصَّة للبقاء. قبل أن يخلق الله هذه الكائنات الحيَّة بوقتٍ طويل كان قد أعدَّ لها أوطانها وبيئاتها الخاصَّة من أجل البقاء. كانت لهذه الكائنات الحيَّة بيئاتها الثابتة الخاصَّة للبقاء وطعامها الخاصّ وأوطانها وأماكنها الثابتة الخاصَّة التي تناسب بقائها وبدرجات حرارة تناسب هذا البقاء. وبهذه الطريقة لن تتجوَّل أو تُقوِّض بقاء البشر أو تُؤثِّر على حياتهم. هكذا يُدبِّر الله جميع الكائنات: حيث يوفر للبشر أفضل بيئةٍ للبقاء. كُلّ كائنٍ من الكائنات الحيَّة له طعامٌ يُبقيه حيًّا داخل بيئاته الخاصَّة من أجل البقاء. وبذلك الطعام تكون ثابتة في بيئتها الأصليَّة من أجل البقاء. في ذلك النوع من البيئة لا تزال تعيش وتتكاثر وتستمرّ وفقًا للنواميس التي وضعها الله لها. وبفضل هذه الأنواع من النواميس، وبفضل قضاء الله المسبق، تعيش جميع الكائنات في انسجام مع البشر، كما يتعايش البشر مع بعضهم في اعتماد متبادل مع جميع الكائنات.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 182

خلق الله جميع الكائنات ووضع لها حدودًا، وفي سياق ذلك وفّر الغذاء لجميع أنواع الكائنات الحيَّة. وفي معرض ذلك، أعدَّ أيضًا وسائل مختلفة لبقاء البشر، ولذلك يمكنك أن ترى أن البشر ليست لديهم طريقةٌ واحدة فقط للبقاء، وليس لديهم أيضًا نوعٌ واحد من البيئة للبقاء. تحدَّثنا من قبل عن إعداد الله لأنواعٍ مُتنوِّعة من مصادر الطعام والماء للبشر، وهو أمرٌ حاسم للسماح باستمرار حياة البشر في الجسد. ومع ذلك، من بين هذا الجنس البشريّ، لا يعيش جميع الناس على الحبوب. فالناس لديهم وسائل مختلفة للبقاء بسبب الاختلافات في البيئات الجغرافيَّة والتضاريس. وقد أعدَّ الله جميع هذه الوسائل للبقاء. ولهذا لا يعمل جميع البشر في المقام الأوَّل في الزراعة. يعني هذا أنه لا يحصل جميع الناس على طعامهم من زراعة المحاصيل. هذه هي النقطة الثالثة التي سوف نتحدَّث عنها: لقد تطوَّرت الحدود من أنماط الحياة المُتنوِّعة للبشر. ما هي إذًا أنواع الأنماط الأخرى للحياة لدى البشر؟ ما هي الأنواع المختلفة الأخرى من الناس فيما يتعلق بمصادر الطعام المختلفة؟ توجد عدة أنواعٌ أساسيَّة:

النمط الأوَّل هو نمط حياة القنص. يعرف الجميع هذا. ما الذي يأكله الناس الذين يعيشون على القنص؟ (فريسة). يأكلون الطيور ووحوش الغابة. "فريسة" كلمةٌ حديثة. لا يُفكِّر القنَّاصون فيها كفريسةٍ بل يُفكِّرون فيها كطعامٍ، أي قوتهم اليوميّ. على سبيل المثال، يحصلون على غزالةٍ. وعندما يحصلون على هذه الغزالة يكون الأمر أشبه بحصول المزارع على المحاصيل من التربة. يحصل المزارع على المحاصيل من التربة، وعندما يرى محاصيله يشعر بالسعادة والراحة. لن تكون العائلة جائعةً مع وجود محاصيل يمكن تناولها. يكون قلبه مرتاحًا ويشعر بالرضا. يشعر القنَّاص أيضًا بالراحة والرضا عندما يرى ما اقتنصه لأنه لا يوجد ما يدعوه للقلق بشأن الطعام فيما بعد. يوجد شيءٌ يمكن أن يتناوله في الوجبة التالية، ولا توجد حاجةٌ للجوع. هذا شخصٌ يقتنص للحصول على لقمة العيش. يعيش معظم من يعتمدون على القنص في الغابات الجبليَّة. إنهم لا يفلحون الأرض. ليس من السهل العثور على أراضي صالحة للزراعة هناك، ولذلك فإنهم يقتاتون على كائناتٍ حيَّة مُتنوِّعة وأنواعٍ مُتنوِّعة من الفرائس. هذا هو النوع الأوَّل من نمط الحياة الذي يختلف عن نمط حياة الأشخاص العاديّين.

النوع الثاني هو نمط حياة الرعي. هل يقوم أولئك الذين يمتهنون الرعي للحصول على لقمة العيش بفلاحة الأرض؟ (لا). فماذا يفعلون إذًا؟ كيف يعيشون؟ (في أغلب الأحوال، يحصلون على معيشتهم من تربية الماشية والأغنام، وفي الشتاء يذبحون ويأكلون ماشيتهم. يتكوَّن طعامهم من لحم البقر ولحم الضأن في المقام الأوَّل، ويشربون الشاي بالحليب. على الرغم من أن الرعاة مشغولون في الفصول الأربعة، فإنهم يأكلون جيِّدًا. لديهم وفرة في الحليب ومنتجات الألبان واللحوم). يأكل الناس الذين يرعون الحيوانات كمصدر رزقهم لحم البقر ولحم الضأن في المقام الأوَّل ويشربون حليب الأغنام وحليب الأبقار، ويركبون الثيران والخيول لرعي ماشيتهم في الحقل بينما يداعب النسيم شعرهم وتسطع الشمس على وجوههم. لا يعانون من ضغوط الحياة الحديثة. لا يرون طوال اليوم سوى مساحاتٍ واسعة من السماء الزرقاء والسهول العشبيَّة. غالبيَّة الناس الذين يمتهنون رعي القطعان يعيشون على الأراضي العشبيَّة وقادرون على الاستمرار في نمط حياتهم البدويّ جيلاً بعد جيلٍ. على الرغم من أن الحياة في المراعي تبعث على الوحدة قليلاً، فإنها أيضًا حياةٌ سعيدة جدًّا. إنه ليس نمط حياةٍ سيِّئ!

النوع الثالث هو نمط حياة الصيد. يعيش قسمٌ صغير من البشر على المحيط أو على الجُزر الصغيرة. إنهم محاطون بالمياه ويواجهون المحيط. هؤلاء الناس يصيدون للحصول على لقمة العيش. ما مصدر الطعام لأولئك الذين يصيدون للحصول على لقمة العيش؟ تشمل مصادر طعامهم جميع أنواع الأسماك والمأكولات البحريَّة والمنتجات البحريَّة الأخرى. الأشخاص الذين يصيدون للحصول على لقمة العيش لا يفلحون الأرض بل يقضون كل أيامهم في الصيد. يشتمل طعامهم الأساسيّ على أنواع مُتنوِّعة من الأسماك والمأكولات البحريَّة. ويبيعون هذه الأشياء أحيانًا مقابل الأرز والدقيق والضروريَّات اليوميَّة. هذا نمط حياةٍ مختلف للناس الذين يعيشون بالقرب من المياه. يعتمد أولئك الذين يعيشون بالقرب من المياه عليه للحصول على طعامهم، وصيد الأسماك هو مصدر رزقهم. إنه مصدر رزقهم وكذلك مصدر طعامهم.

بالإضافة إلى أولئك الذين يفلحون الأرض من أجل الحصول على لقمة العيش، توجد في المقام الأوَّل أنماط الحياة الثلاثة المختلفة المذكورة أعلاه. وبالإضافة إلى أولئك الذين يعتمدون على الرعي والصيد والقنص، فإن أغلبيَّة الناس يزرعون للحصول على لقمة العيش. وما الذي يحتاج إليه الناس الذين يزرعون للحصول على لقمة العيش؟ إنهم يحتاجون إلى التربة. إنهم يعتمدون على زراعة المحاصيل لأجيالٍ. إنهم يحصلون على غذائهم وحاجاتهم اليوميَّة من الأرض سواء كانوا يزرعون الخضروات أو الفاكهة أو الحبوب.

ما الشروط الأساسيَّة لأنماط الحياة البشريَّة المختلفة هذه؟ ألا تحتاج إلى صيانةٍ أساسيَّة لبقاء بيئاتها؟ يعني هذا أنه إذا كان مَنْ يعيشون على القنص سيخسرون الغابات الجبليَّة أو الطيور والوحوش، فسيضيع مصدر رزقهم، وسيصبح الاتجاه الذي يجب على هذه المجموعة العرقية وهذا النوع من الناس اتخاذه غامضًا، ومن الممكن حتَّى أن يختفوا. ما الذي يعتمد عليه إذًا أولئك الذين يمتهنون الرعي مصدرًا لرزقهم؟ إنهم لا يعتمدون حقًّا على ماشيتهم بل على البيئة التي تعيش فيها ماشيتهم – المراعي. إذا لم تكن هناك مراعٍ، فأين كانوا سيرعون ماشيتهم؟ ما الذي كانت ستأكله الماشية والأغنام؟ لن تتوافر للشعوب البدوية معيشة من دون الماشية. إلى أين كانت ستذهب هذه الشعوب دون مصدرٍ لرزقها؟ كان استمرار البقاء سيصبح صعبًا جدَّا؛ لن يكون لها مستقبلٌ. ودون مصادر المياه كانت الأنهار والبحيرات ستجفّ. هل كانت جميع تلك الأسماك التي تعتمد على المياه في حياتها ستظل موجودة؟ لما وُجِدت تلك الأسماك. هل كان أولئك الناس الذين يعتمدون على المياه والأسماك مصدرًا لرزقهم سيواصلون البقاء؟ إذا لم تكن هذه الشعوب لديها طعامٌ، وإذا لم يكن لديها مصدرٌ للرزق، لما تمكَّنت من الاستمرار في البقاء. يعني هذا أنه إذا كانت توجد مشكلةٌ في معيشتها أو بقائها لما استمرَّت على قيد الحياة ولكان بالإمكان أن تختفي وتُمحى من على وجه الأرض. وإذا كان أولئك الذين يفلحون الأرض من أجل رزقهم قد فقدوا تربتهم، وإذا لم يتمكَّنوا من زرع الأشياء والحصول على طعامهم من النباتات المُتنوِّعة، فماذا كانت ستكون النتيجة؟ ألم يكن الناس سيموتون جوعًا بدون الطعام؟ وإذا مات الناس جوعًا، ألم يكن من الممكن أن يُمحى ذلك النوع من البشر؟ ولذلك فإن هذا هدف الله من الحفاظ على بيئاتٍ مُتنوِّعة. يوجد هدفٌ واحد فقط لله من الحفاظ على بيئاتٍ ونُظم بيئيَّة مُتنوِّعة والحفاظ على الكائنات الحيَّة المختلفة في كُلّ بيئةٍ – وهو رعاية جميع أنواع الناس ورعاية الناس بالعيش في بيئاتٍ جغرافيَّة مختلفة.

إذا فَقَدَتْ جميع الكائنات نواميسها الخاصَّة، فإنها لن تعود موجودة؛ وإذا فُقِدَتْ نواميس جميع الكائنات، فإن الكائنات الحيَّة من بين جميع الكائنات لن تتمكَّن من الاستمرار. سوف يفقد البشر أيضًا البيئات التي يعتمدون عليها في بقائهم. إذا فَقَدَ البشر ذلك كُلّه، فلن يكونوا قادرين على الاستمرار في العيش والتكاثر جيلاً بعد جيلٍ. أمَّا سبب بقاء البشر حتَّى الآن فهو أن الله قد زوَّد البشريَّة بجميع الكائنات لتُغذِّيهم، أي لتُغذِّي البشريَّة بطُرقٍ مختلفة. لم تبقَ البشريَّة حتَّى الآن ولم تبقَ حتَّى يومنا هذا إلّا بسبب أن الله يرعى البشريَّة بطُرقٍ مختلفة. ومع وجود ذلك النوع من البيئة الثابتة للبقاء التي هي ملائمةٌ ومُرتَّبة، يمكن لجميع أنواع الناس على الأرض وجميع أنواع الأعراق البقاء داخل نطاقاتهم المُقرَّرة الخاصَّة بهم. لا أحد يمكنه أن يتجاوز هذه النطاقات أو هذه الحدود لأن الله هو الذي قد حدَّدها. لماذا يُحدِّدها الله بهذه الطريقة؟ هذا مُهمٌّ حقًّا لجميع البشر – مُهمٌّ حقًّا!

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 183

رابعًا، رسم الله الحدود بين الأعراق المختلفة. يوجد على الأرض الناس البِيض والسود والسُّمْر والصُفر. هذه هي الأنواع المختلفة من الناس. ثبَّت الله أيضًا نطاق حياة هذه الأنواع المختلفة من الناس، ودون أن يُدرِك الناس ذلك، فإنهم يعيشون في بيئتهم المناسبة للبقاء تحت تدبير الله. لا أحد يمكنه الخروج عن هذا. مثال ذلك، ما المناطق التي يعيش داخلها البِيض في الغالب؟ إنهم يعيشون في الغالب في أوروبا وأمريكا. ويعيش السود في المقام الأوَّل داخل أفريقيا. يعيش السُّمْر في المقام الأوَّل في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، مثل تايلاند والهند وميانمار وفيتنام ولاوس. يعيش الصُفر في المقام الأوَّل في آسيا، أي الصين واليابان وكوريا الجنوبيَّة وفي بلدانٍ أخرى مماثلة. لقد وزَّع الله جميع هذه الأنواع المختلفة من الأعراق توزيعًا مُناسِبًا بحيث تُوزَّع هذه الأعراق المختلفة عبر أجزاءٍ مختلفة من العالم. وقد سبق الله فأعدَّ في هذه الأجزاء المختلفة من العالم منذ زمنٍ بعيد بيئةً مناسبة لبقاء كُلّ عِرقٍ بشريّ مختلف. أعدَّ الله ضمن أنواع بيئات البقاء هذه لون التربة ومُكوِّناتها. يعني هذا أن المُكوِّنات الموجودة في أجسام البِيض ليست هي نفسها الموجودة في أجسام السود، كما أنها تختلف عن المُكوِّنات الموجودة في أجسام الأعراق الأخرى. عندما خلق الله جميع الكائنات، كان قد أعدَّ بالفعل بيئةً لبقاء ذلك العِرق. وكان هدفه من ذلك هو أنه عندما بدأ ذلك النوع من الناس في التكاثر وعندما بدأوا في الازدياد فإنه كان من الممكن إصلاحهم في ذلك النطاق. قبل أن يخلق الله البشر كان قد فكَّر بالفعل في جميع الأشياء – سوف يعطي أوروبا وأمريكا للبِيض ليسمح لهم بالتطوُّر والبقاء. ولذلك عندما كان الله يخلق الأرض كانت لديه خُطَّةٌ بالفعل، وكانت لديه نيَّةٌ وهدفٌ فيما كان يضعه في تلك القطعة من الأرض وما الذي كان سيُرعى على تلك القطعة من الأرض. على سبيل المثال، أعدَّ الله منذ زمنٍ طويل نوع الجبال وعدد السهول وعدد مصادر المياه وأنواع الطيور والوحوش وأنواع الأسماك وأنواع النباتات التي ستكون على تلك الأرض. وعند إعداد بيئة لبقاء نوعٍ من البشر، أو نوعٍ من الأعراق، راعى الله جوانب كثيرة من الموضوعات: البيئة الجغرافيَّة ومُكوِّنات التربة وأنواع الطيور والوحوش وحجم أنواع الأسماك المُتنوِّعة والمُكوِّنات في الأسماك والخصائص المختلفة للمياه بالإضافة إلى جميع أنواع النباتات المختلفة... لقد أعدَّ الله منذ زمنٍ بعيد ذلك كُلّه. ذلك النوع من البيئة هو بيئةٌ للبقاء خلقها الله وأعدَّها للبِيض من البشر، وهي خاصة بهم. هل رأيتم أنه عندما خلق الله جميع الكائنات، فإنه فكَّر فيها تفكيرًا مليًّا وتصرف وفق خُطَّةٍ؟ (نعم. كانت الاعتبارات من أجل الأنواع المُتنوِّعة من الناس مدروسة بعنايةٍ. وبالنسبة لبيئة البقاء للأنواع المختلفة من البشر، أعدَّ أنواع الطيور والوحوش وأنواع الأسماك وعدد الجبال وعدد السهول التي سوف تكون موجودة. كان هذا كُلّه موضع مراعاةٍ وعنايةٍ شديدتين). على سبيل المثال، ما الأطعمة التي يأكلها البِيض في المقام الأوَّل؟ تختلف الأطعمة التي يأكلها البِيض عن الأطعمة التي يأكلها الآسيويّون. الأطعمة الأساسيَّة التي يأكلها البِيض هي في المقام الأوَّل اللحوم والبَيض والحليب والدواجن. أمَّا الحبوب كالخبز والأرز فهي بصفةٍ عامَّة أطعمةٌ غير أساسيَّة توضع على جانب الطبق الرئيسيّ. وحتَّى عندما يتناولون سَلَطَة الخضروات يضعون فيها بعض اللحم البقريّ المشويّ أو الدجاج. وحتَّى إذا كانوا يتناولون بعض الأطعمة المصنوعة من القمح أساسًا، فإنهم يضيفون إليها الجبن أو البَيض أو اللحم. يعني هذا أن أطعمتهم الأساسيَّة لا تتكوَّن أساسًا من أطعمةٍ مصنوعة من القمح أو الأرز؛ يأكلون الكثير من اللحوم والجبن. وغالبًا ما يشربون الماء المُثلَّج لأنهم يتناولون أطعمةً بسُعراتٍ حراريَّة عالية جدًّا. ولذلك فإن البِيض أشدَّاءٌ حقًّا. هذه هي المصادر لحياتهم ولبيئاتهم المعيشيَّة التي أعدَّها الله لهم، ممَّا يتيح لهم الحصول على ذلك النوع من نمط الحياة. يختلف نمط الحياة ذلك عن أنماط حياة الناس من الأعراق الأخرى. لا يوجد صوابٌ أو خطأ في نمط الحياة هذا – فهو فطريٌّ وقد سبق الله فعيَّنه ويعود إلى حُكم الله وترتيباته. يتَّسم هذا النوع من العِرق بنمط حياةٍ مُعيَّن وببعض المصادر المُعيَّنة لمعيشتهم بسبب عِرقهم، وكذلك بسبب بيئة البقاء التي أعدَّها الله لهم. يمكنك القول إن البيئة التي أعدها الله من أجل بقاء البيض وإن الطعام اليوميّ الذي يحصلون عليه من تلك البيئة غنيٌّ ووفير.

أعدَّ الله أيضًا البيئات الضروريَّة لبقاء الأعراق الأخرى. يوجد أيضًا السود – أين يقطن السود؟ إنهم يقطنون في المقام الأوَّل في وسط أفريقيا وجنوبها. ماذا أعدَّ الله لمعيشتهم في ذلك النوع من البيئة؟ الغابات المطيرة الاستوائيَّة وجميع أنواع الطيور والوحوش وأيضًا الصحاري وجميع أنواع النباتات التي تتضمَّنها. لديهم مصادر للمياه ومصادر رزقهم وطعامهم. لم يكن الله منحازًا ضدّهم. بغضّ النظر عمَّا قد عملوه، لم يكن بقاؤهم مسألةً صعبة قط. إنهم يشغلون أيضًا موقعًا مُعيَّنًا ومنطقةً مُعيَّنة في جزءٍ من العالم.

دعونا نتحدَّث الآن قليلاً عن الصُفر. يقطن الصُفر في المقام الأوَّل في الشرق. ما الاختلافات بين البيئات والمراكز الجغرافيَّة للشرق والغرب؟ معظم الأراضي في الشرق خصبةٌ وغنيَّة بالمواد المعدنيَّة والرواسب المعدنيَّة. يعني هذا أن جميع أنواع الموارد فوق الأرض وتحت الأرض وفيرةٌ. أعدَّ الله أيضًا لهذه المجموعة من الناس، أي لهذا العِرق، التربة والمناخ المُناسِبين والبيئات الجغرافيَّة المُتنوِّعة التي تلائمهم. على الرغم من وجود اختلافات هائلة بين تلك البيئة الجغرافيَّة والبيئة في الغرب، أعدَّ الله الطعام الضروريّ للناس وموارد رزقهم ومصادر البقاء. إنها بيئةٌ معيشيَّة تختلف عن بيئة البِيض في الغرب. ولكن ما الشيء الوحيد الذي أحتاج إلى أن أخبركم به؟ عدد أفراد العِرق الشرقيّ مرتفعٌ نسبيًّا، ولذلك أضاف الله الكثير من العناصر في تلك القطعة من الأرض تختلف عن الغرب. أضاف في هذا الجزء من العالم الكثير من المناظر الطبيعيَّة المختلفة وجميع أنواع المواد الوفيرة. الموارد الطبيعيَّة هناك وفيرةٌ جدًّا؛ والتضاريس أيضًا مُتعدِّدةٌ ومُتنوِّعة وكافية لرعاية عددٍ هائل من العِرق الشرقيّ. أمَّا الشيء المختلف عن الغرب فهو أنه في الشرق – من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب – يكون المناخ أفضل من الغرب. تتحدَّد المواسم الأربعة بوضوحٍ، ودرجات الحرارة معتدلة، والموارد الطبيعيَّة وفيرة، والمناظر الطبيعيَّة وأنواع التضاريس أفضل بكثيرٍ ممَّا في الغرب. لماذا فعل الله هذا؟ خلق الله توازنًا عقلانيًّا جدًّا بين البِيض والصُفر. ماذا يعني هذا؟ يعني أن كُلّ جانبٍ من جوانب طعامهم، والأشياء التي يستخدمونها، وما يملكه البِيض للاستمتاع أفضل بكثيرٍ ممَّا يستطيع الصُفر الاستمتاع به. ومع ذلك، فإن الله ليس منحازًا ضدّ أيّ عِرقٍ. منح الله الصُفر بيئةً أجمل وأفضل للبقاء. هذا هو التوازن.

لقد سبق الله فعيَّن أنواع الناس الذين يقطنون في أجزاءٍ مُعيَّنة من العالم. هل يمكن للبشر الخروج من هذا النطاق؟ (كلا، لا يمكنهم). هذا شيءٌ رائع! حتَّى إن كانت هناك حروبٌ أو تعدّيات خلال عصورٍ مختلفة أو في أوقاتٍ مُعيَّنة، فإن هذه الحروب وهذه التعدّيات لا يمكنها على الإطلاق أن تهدم بيئات البقاء التي سبق الله فعيَّنها لكُلِ عِرقٍ. يعني هذا أن الله قد ثبَّت نوعًا مُعيَّنًا من الناس في جزءٍ مُعيَّن من العالم ولا يمكنهم الخروج من ذلك النطاق. حتَّى لو كان لدى الناس نوعٌ من الطموح لتغيير أراضيهم أو توسيعها، فسوف يكون من الصعب جدًّا تحقيق ذلك دون إذنٍ من الله. سيكون النجاح صعبًا للغاية. على سبيل المثال، أراد البِيض توسيع أراضيهم واستعمروا بعض البلدان الأخرى. غزا الألمان بعض البلدان، واحتلَّت إنجلترا الهند. ماذا كانت النتيجة؟ فشلوا في النهاية. ماذا نفهم من هذا الفشل؟ ما سبق الله فعيَّنه غير مسموحٍ بتدميره. لذلك، وبغضّ النظر عن مدى قوَّة الزخم التي ربما تكون قد شاهدتها في توسُّع بريطانيا، كان عليها في النهاية الانسحاب، وبقيت الأرض تابعةً للهند. لا يزال أولئك الذين يعيشون على تلك الأرض هنودًا، وليس الإنجليز. والسبب هو أن هذا شيءٌ لا يسمح به الله. لقد قدَّم بعضٌ ممَّن يبحثون في التاريخ أو السياسة أطروحات بخصوص هذا. إنهم يُقدِّمون أسبابًا لفشل إنجلترا قائلين إنه قد يعود إلى استحالة هزيمة عرق معين، أو إلى أسبابٍ إنسانيَّة أخرى... هذه ليست أسبابًا حقيقيَّة. السبب الحقيقيّ هو أن الله لا يسمح بذلك! يجعل الله أحد الأعراق يعيش على أرضٍ مُعيَّنة ويقيمه هناك، وإذا لم يسمح الله لهم بالانتقال فلن يتمكَّنوا أبدًا من ذلك. إذا حدَّد الله نطاقًا لهم، فسوف يعيشون ضمن ذلك النطاق. لا يمكن للبشر الإفلات أو الخروج من هذه النطاقات. هذا مُؤكَّدٌ. بغضّ النظر عن مدى قوة المعتدين أو مدى ضعف المُعتَدى عليهم، فإن نجاحهم في النهاية يعود إلى الله. لقد سبق فعيَّن هذا بالفعل ولا يمكن لأحدٍ تغييره.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 184

بالنظر من منظور النواميس التي حدَّدها الله لنموّ جميع الأشياء، أليست البشريَّة كُلّها، بغضّ النظر عن النوع، تعيش تحت أحكام الله – ألا تعيش كُلّها تحت رعايته؟ إذا تهدَّمت هذه النواميس أو إذا لم يكن الله قد قرَّر مثل هذه الأنواع من النواميس للبشريَّة، فماذا كانت ستكون آفاقها؟ بعد أن فَقَدَ البشر بيئاتهم الأساسيَّة للبقاء، هل سيكون لديهم أيّ مصدرٍ للطعام؟ من المحتمل أن تصبح مصادر الطعام مشكلة. إذا فَقَدَ الناس مصادر طعامهم، أي إذا لم يتمكَّنوا من الحصول على أيّ شيءٍ يأكلونه، فكم عدد الأيَّام التي يمكنهم فيها التحمُّل؟ ربَّما لن يكونوا قادرين على التحمُّل لمدَّة شهرٍ واحد، وسوف يصبح بقاؤهم مشكلةً. ولذلك فإن كُلّ شيءٍ يفعله الله لبقاء الناس، ووجودهم المُستمرّ، وتكاثرهم، وإعالتهم أمرٌ مُهمّ للغاية. يرتبط كُلّ شيءٍ يفعله الله، من بين جميع الأشياء، ارتباطًا وثيقًا ببقاء الناس. إذا أصبح بقاء البشريَّة مشكلةً، فهل من الممكن أن يستمرّ تدبير الله؟ هل سيظلّ تدبير الله موجودًا؟ يتعايش تدبير الله مع بقاء البشريَّة كُلّها التي يرعاها، ولذلك بغضّ النظر عما يُعدّه الله لجميع الأشياء وما يعمله للبشر، فإن هذا كُلّه ضروريٌ له وحاسمٌ لبقاء البشريَّة. إذا جرى التخلّي عن هذه النواميس التي حدَّدها الله لجميع الأشياء، إذا خُرِقَتْ هذه النواميس أو تعطَّلت، فإن جميع الأشياء لن تعود قادرةً على الوجود ولن تستمرّ بيئة البشر في البقاء، ولن تبقى إعالتهم اليوميَّة وكذلك لن يبقوا هم على قيد الحياة. ولهذا السبب، لن يكون تدبير الله لخلاص البشريَّة موجودًا أيضًا فيما بعد.

يرتبط كُلّ شيءٍ قد ناقشناه، كُلّ شيءٍ بالتحديد وكُلّ بندٍ، ارتباطًا وثيقًا ببقاء كُلّ شخصٍ. قد تقولون: "إن ما تتحدَّثُ عنه أمرٌ كبير للغاية لا يمكننا رؤيته"، وربَّما يوجد أشخاصٌ يقولون: "إن ما تتحدَّثُ عنه لا يرتبط بي". ومع ذلك، لا تنسَ أنَّك تعيش كجزءٍ من جميع الأشياء فحسب؛ أنت عضوٌ ضمن كُلّ الأشياء التي هي تحت حُكم الله. لا يمكن فصل جميع الأشياء عن حُكم الله، ولا يمكن لأيّ شخصٍ أن يفصل نفسه عن حُكمه. قد يُؤدِّي فقدان حُكمه وفقدان أحكامه إلى اختفاء حياة الناس، أي حياة الناس في الجسد. هذه هي أهميَّة إنشاء الله بيئاتَ لبقاء البشر. لا يهمّ ما عِرقِك أو قطعة الأرض التي تعيش عليها، سواء في الغرب أو في الشرق – لا يمكنك أن تفصل نفسك عن بيئة البقاء التي أنشأها الله للبشريَّة، ولا يمكنك أن تفصل نفسك عن رعاية وأحكام بيئة البقاء التي أنشأها للبشر. بغضّ النظر عن سُبُلِ معيشتك، أي ما تعتمد عليه للعيش، وما تعتمد عليه للحفاظ على حياتك في الجسد، لا يمكنك أن تفصل نفسك عن حُكم الله وتدبيره. يقول بعض الناس: "أنا لست مزارعًا، ولا أزرع المحاصيل للعيش. لا أعتمد على السماوات للحصول على طعامي، ولذلك فإنني لا أبقى على قيد الحياة في بيئة البقاء التي أنشأها الله. لم يُقدِّم لي ذلك النوع من البيئة أيّ شيءٍ". هل هذا صحيحٌ؟ أنت تقول إنَّك لا تزرع المحاصيل للعيش، ولكن ألا تأكل الحبوب؟ ألا تأكل اللحوم والبَيض؟ ألا تأكل الخضروات والفاكهة؟ لا يمكن فصل جميع الأشياء التي تأكلها، جميع هذه الأشياء التي تحتاجها، عن بيئة البقاء التي أنشأها الله للبشريَّة. ولا يمكن فصل مصدر جميع ما تتطلَّبه البشريَّة عن جميع الأشياء التي خلقها الله، هذه الأنواع من البيئات من أجل البقاء. الماء الذي تشربه والملابس التي ترتديها وجميع الأشياء التي تستخدمها – أيٌ من هذه الأشياء لا يُستمدّ من بين جميع الأشياء؟ يقول بعض الناس: "توجد بعض البنود التي لا تُستمدّ من جميع الأشياء. أنت ترى، لا يُستمدّ البلاستيك من جميع الأشياء. إنه شيءٌ كيميائيّ، شيءٌ من صنع الإنسان". هل هذا صحيحٌ؟ البلاستيك من صنع الإنسان، إنه شيءٌ كيميائيّ، ولكن من أين أتت المُكوِّنات الأصليَّة للبلاستيك؟ اُستمدّت المُكوِّنات الأصليَّة من مواد خلقها الله. الأشياء التي تتمتَّع بها، والتي تراها، كُلّ شيءٍ على حِدةٍ تستخدمه، مُستمدّةٌ كُلّها من جميع الأشياء التي خلقها الله. يعني هذا أنه بغضّ النظر عن عِرق الناس، وبغضّ النظر عن سُبُلِ معيشتهم، أو نوع بيئة البقاء التي يعيشون فيها، لا يمكنهم فصل أنفسهم عن أحكام الله.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 185

ومع ذلك، يُحدِّد مقدارٌ كبير من فهم الله الموجود في قلوب الناس مقدار وضعه في قلوبهم. كُلَّما زادت درجة معرفة الله في قلوبهم عَظُمَ وضع الله في قلوبهم. إذا كان الإله الذي تعرفه فارغًا ومُبهمًا، فإن الإله الذي تؤمن به أيضًا فارغٌ ومُبهمٌ. الإله الذي تعرفه محدود ضمن نطاق حياتك الخاصّة، ولا علاقة له بالإله الحقيقيّ ذاته. وبالتالي، فإن معرفة أفعال الله العمليَّة، ومعرفة حقيقة الله وكونه كُليّ القدرة، ومعرفة الهويَّة الحقيقيَّة لله ذاته، ومعرفة ما لديه ومَن هو، ومعرفة ما قد أظهره بين جميع الأشياء – هذه أمورٌ مُهمَّة جدًّا لكُلّ شخصٍ يسعى إلى معرفة الله. هذه الأمور لها تأثيرٌ مباشر على ما إذا كان الناس يمكنهم الدخول إلى واقع الحقّ. إذا قيَّدتَ فهمك لله بمُجرَّد الكلمات، إذا قيَّدته باختباراتك الخاصَّة القليلة، أو نعمة الله التي تحصيها، أو شهاداتك القليلة عن الله، فإنّي أقول إن الله الذي تؤمن به ليس بالتأكيد الإله الحقيقيّ ذاته، ويمكن القول أيضًا إن الإله الذي تؤمن به هو إله خيالي، وليس هو الإله الحقيقي. يعود السبب في ذلك إلى أنَّ الإله الحقيقي هو الواحد الذي يحكم كُلّ شيءٍ، ويمشي بين كُلّ شيءٍ، ويُدبِّر كُلّ شيءٍ. إنَّه الواحد الذي يحمل مصير البشريَّة كافةً – الواحد الذي يحمل مصير كُلّ شيءٍ. إن عمل الله وأفعاله التي أتحدَّث عنها لا تقتصر فقط على مجموعة صغيرة من الناس. هذا يعني أنَّها لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يتبعونه حاليًا. تظهر أعماله بين جميع الأشياء، في بقاء جميع الأشياء، وفي نواميس تغيُّر جميع الأشياء.

إذا كنت لا تستطيع رؤية أيٍّ من أعمال الله بين جميع الأشياء أو التعرُّف عليه، فلن يمكنك أن تكون شاهدًا لأيٍّ من أعماله. وإذا كنت لا تستطيع الشهادة لله، وإذا واصلتَ الحديث عمَّا يُسمَّى بالإله الصغير الذي تعرفه، ذلك الإله الذي تحدُّه أفكارك الخاصَّة، ويقبع داخل عقلك الضيِّق، إذا واصلت الحديث عن هذا النوع من الإله، فلن يمتدح الله إيمانك على الإطلاق. إذا كنت في شهادتك لله تتحدَّث فقط عن كيف أنَّك تتمتَّع بنعمة الله، وتَقْبَلُ تأديب الله وتزكيته، وتُسرُ ببركاته، فإن هذا غير كافٍ بشكلٍ كبير وبعيدٌ عن إرضائه. أمَّا إذا كنت تريد أن تشهد لله بطريقةٍ تتوافق مع مشيئته، أي أن تشهد للإله الحقّ ذاته، فينبغي لك أن ترى ما لدى الله ومَن هو الله مِن أعماله. يجب أنّ ترى سلطان الله من سيطرته على كُلّ شيءٍ، وأن ترى حقيقة كيفيَّة تدبيره للبشريَّة كُلّها. إذا اعترفتَ فقط أنَّ طعامك وشرابك اليوميَّين وضروريَّاتك في الحياة تأتي من الله، ولكنَّك لا ترى الحقّ أن الله يعول جميع البشر من خلال جميع الأشياء، وأنَّه يقود جميع البشر عن طريق حُكمه لكُلّ شيءٍ، فلن تتمكَّن البتَّة من أنّ تكون شاهدًا لله. ما هو هدفي من قول هذا كُلّه؟ هدفي هو ألَّا تستخفّوا بهذا الأمر، وحتَّى لا تُصدِّقوا أن هذه الموضوعات التي تحدَّثتُ عنها لا علاقة لها بدخولكم إلى الحياة، وحتَّى لا تعتبروا هذه الموضوعات مُجرَّد نوعٍ من المعرفة أو العقيدة. إذا استمعتم إلى هذا بذلك النوع من الاتّجاه، فلن تكسبوا أيّ شيءٍ. سوف تفقدون هذه الفرصة الرائعة لمعرفة الله.

ما هو هدفي من الحديث عن كُلّ هذه الأمور؟ هدفي أن أجعل الناس يعرفون الله، وأن أجعل الناس يفهمون أفعال الله العمليَّة. حالما تفهم الله وتعرف أعماله، يمكنك حينئذٍ فقط أن تحظى بفرصة التعرُّف عليه أو إمكانيَّة ذلك. مثال ذلك، إذا كنت تريد أن تفهم شخصًا ما، فكيف ستفهمه؟ هل سيكون من خلال النظر إلى مظهره الخارجيّ؟ هل سيكون من خلال النظر إلى ما يرتديه وطريقة ملبسه؟ هل سيكون من خلال النظر في كيفيَّة مشيه؟ هل سيكون من خلال النظر في نطاق معرفته؟ (لا). إذًا فكيف تفهم شخصًا ما؟ إنَّك تُصدِر حُكمًا من خلال حديث الشخص وسلوكه، ومن خلال أفكاره، ومن خلال ما يُعبِّر عنه وما يكشفه. هذه هي الطريقة التي تعرف بها شخصًا ما وكيف تفهمه. وبالمثل، إن كنتم تريدون أن تعرفوا الله، إن كنتم تريدون أن تفهموا جانبه العمليّ وجانبه الحقيقيّ، فيجب عليكم أن تعرفوه من خلال أعماله ومن خلال كُلّ شيءٍ عمليّ يفعله على حِدةٍ. هذه هي الطريقة الأفضل، وهي الطريقة الوحيدة.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 186

عندما خلق الله جميع الأشياء، استخدم جميع أنواع الوسائل والطُرق لتحقيق التوازن بينها، وتحقيق التوازن للظروف المعيشيَّة للجبال والبحيرات، وتحقيق التوازن للظروف المعيشيَّة للنباتات وجميع أنواع الحيوانات والطيور والحشرات – كان هدفه السماح لجميع أنواع الكائنات الحيَّة بالعيش والتكاثر في سياق النواميس التي قرَّرها. لا يمكن لأي من الكائنات الخروج عن هذه النواميس ولا يمكن مخالفتها. لا يمكن للبشر البقاء والتكاثر بأمانٍ جيلًا بعد جيلٍ إلَّا ضمن هذا النوع من البيئة الأساسيَّة. إذا تخطَّى أيّ كائنٍ حيّ المقدار أو النطاق الذي حدَّده الله، أو إذا تجاوز مُعدَّل النموّ أو مداه أو عدده تحت حُكمه، فسوف تعاني بيئة البشر للبقاء من درجاتٍ متفاوتة من الدمار. وفي الوقت نفسه، سوف يكون بقاء البشر مُهدَّدًا. إذا وَصَل نوعٌ واحد من الكائنات الحيَّة إلى عددٍ أكبر من اللازم، فسوف يسرق من الناس طعامهم، ويدُمِّر مصادر المياه لدى الناس، ويُخرِّب أوطانهم. وبهذه الطريقة، سوف يتأثَّر تكاثر البشر أو وَضع بقائهم مُباشرةً. مثال ذلك، المياه مُهمّةٌ جدًّا لجميع الكائنات. إذا كان يوجد عددٌ هائل من الفئران أو النمل أو الجراد أو الضفادع أو جميع أنواع الحيوانات الأخرى، فسوف تشرب المزيد من المياه. ومع ازدياد كميَّة المياه التي تشربها، في حدود هذا النطاق الثابت لمصادر مياه الشرب والمناطق المائيَّة، سوف تنقص مياه الشرب ومصادر المياه عند الناس، وسوف يفتقرون إلى المياه. وإذا تدمَّرَت أو تلوَّثت أو انقطعت مياه الشرب الخاصَّة بالناس بسبب الزيادة في أعداد جميع أنواع الحيوانات، في ظلّ ذلك النوع من البيئة القاسية للبقاء، فسوف يتعرَّض بقاء البشر لتهديدٍ خطير. إذا تجاوز نوعٌ واحد أو عدَّة أنواعٍ من الكائنات الحيَّة عددها المناسب، فسوف يتعرَّض الهواء ودرجة الحرارة والرطوبة وحتَّى محتوى الهواء داخل مجال بقاء البشر للتسمُّم والخراب بدرجاتٍ متفاوتة. وبالمثل، في ظلّ هذه الظروف، سوف يظلّ بقاء البشر ومصيرهم عُرضةً لتهديد ذلك النوع من البيئة. ولذلك، إذا فَقَدَ الناس هذه التوازنات، فإن الهواء الذي يتنفَّسونه سوف يَفسد، والمياه التي يشربونها سوف تتلوَّث، ودرجات الحرارة التي يحتاجونها سوف تتغيَّر أيضًا، وسوف تتأثَّر بدرجاتٍ مختلفة. إذا حدث ذلك، فسوف تتعرَّض البيئات الأصليَّة لبقاء البشر لتأثيراتٍ وتحدّيات هائلة. وفي ظلّ هذا النوع من الظروف التي قد تدمَّرَت فيها البيئات الأساسيَّة لبقاء البشر، ماذا سيكون مصير البشر وآفاقهم؟ إنها مشكلةٌ خطيرة للغاية! وبما أن الله يعلم سبب وجود كل من الأشياء لأجل البشر، ودور كُلّ نوعٍ من الأشياء التي خلقها، ونوع تأثيره على الناس، ومقدار فائدته للبشر – توجد في قلب الله خُطَّةٌ لهذا كُلّه وهو يُدبِّر كُلّ جانبٍ من جميع الأشياء التي خلقها، ولهذا فإن كُلّ شيءٍ يفعله بالنسبة للبشر مُهمٌّ جدًّا – كُلّ شيءٍ ضروريّ. ولذلك عندما ترى بعض الظواهر البيئيَّة بين جميع الأشياء، أو بعض النواميس الطبيعيَّة بين جميع الأشياء، لن تكون مُتشكِّكًا فيما بعد بخصوص ضرورة كُلّ شيءٍ خلقه الله. لن تستخدم فيما بعد كلمات جاهلة لإصدار أحكامٍ تعسفيَّة على ترتيبات الله لجميع الأشياء وطُرقه المُتنوِّعة لرعاية البشر. ولن تتوصَّل أيضًا لاستنتاجاتٍ تعسفيَّة عن نواميس الله لجميع الأشياء التي خلقها.

من "الله ذاته، الفريد (ط)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 187

من جهة العالم الماديّ، إن كان الناس لا يفهمون أشياءً أو ظواهرَ مُعيَّنة، فيمكنهم البحث عن المعلومات ذات الصلة، وإلَّا يمكنهم استخدام قنوات مُتنوِّعة لمعرفة أصولها والقصَّة الكامنة وراءها. ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالعالم الآخر الذي نتحدَّث عنه اليوم – أي العالم الروحيّ الموجود خارج العالم الماديّ – فلا توجد لدى الناس على الإطلاق أيَّة وسائل أو قنواتٍ لتعلُّم أيّ شيءٍ عنه. لماذا أقول هذا؟ لأنه في عالم البشر كُلّ شيءٍ في العالم الماديّ لا ينفصل عن الوجود الماديّ للإنسان، ولأن الناس يشعرون أن كُلّ شيءٍ في العالم الماديّ لا ينفصل عن معيشتهم الماديَّة وحياتهم الماديَّة، فإن معظم الناس لا يدركون سوى الأشياء الماديَّة أمام أعينهم، أي الأشياء التي تكون مرئيَّةً لهم. ومع ذلك، عندما يتعلَّق الأمر بالعالم الروحيّ – أي كُلّ شيءٍ موجود في ذلك العالم الآخر – من المُنصِف القول إن معظم الناس لا يؤمنون. لأن الناس يعجزون عن رؤيته، ويعتقدون أنه لا حاجة لفهمه أو لمعرفة أيّ شيءٍ عنه أو للتعليق على مدى اختلاف هذا العالم الروحيّ الذي هو عالم مختلف عن العالم الماديّ تمامًا، ومن منظور الله، هذا أمرٌ مكشوف، على الرغم من أنه من ناحية البشر، مخفيٌّ وغير مكشوف، ولذلك يجد الناس صعوبةً في إيجاد قناة يمكن من خلالها فهم الجوانب المُتنوِّعة لهذا العالم. لا تتعلَّق الجوانب المختلفة التي سوف أتحدَّث عنها حول العالم الروحيّ إلَّا بإدارة الله وسيادته. إنني لا أكشف أسرارًا، ولا أخبركم عن أيّ نوعٍ من الأسرار تريدون اكتشافه، لأن هذا يتعلَّق بسيادة الله وإدارة الله ورعاية الله، وعلى هذا النحو لن أتحدَّث إلَّا عن الجزء الذي يفيدكم أن تعرفوه.

أوَّلاً، دعوني أسألكم سؤالاً: في رأيكم، ما هو العالم الروحيّ؟ عمومًا، إنه عالمٌ يقع خارج العالم الماديّ، عالمٌ غير مرئيٍّ وغير محسوسٍ للناس. ولكن بحسب خيالكم، أيّ نوعٍ من العالم يجب أن يكون عليه العالم الروحيّ؟ ربَّما لا يمكنكم تخيُّله كنتيجةٍ لعدم قدرتكم على رؤيته. ولكن عندما تسمعون أساطير عنه سوف تستمرّون في التفكير، ولن تستطيعون إيقاف أنفسكم. ولماذا أقول هذا؟ يوجد شيءٌ يحدث للكثير من الناس عندما يكونون صغارًا: عندما يُخبِرهم أحدهم بقصَّةٍ مخيفة – مثلاً عن الأشباح أو الأرواح – فإنهم يخافون خوفًا مريعًا. ولماذا يخافون؟ لأنهم يتخيَّلون تلك الأشياء؛ فمع أنهم لا يمكنهم رؤيتها، فإنهم يشعرون أنها في جميع أنحاء غرفتهم أو تختبئ في مكانٍ ما أو في مكانٍ مظلم، فيخافون لدرجة أنهم لا يجرؤون على النوم. وفي الليل خصوصًا، لا يجرؤون على البقاء وحدهم في الغرفة أو وحدهم في الفناء. ذلك هو العالم الروحي الذي ينسجه خيالكم، وهو عالمٌ يعتقد الناس أنه مخيفٌ. في الواقع، يملك كُلّ شخصٍ قدرًا من الخيال، ويمكن لأيّ شخصٍ أن يشعر بشيءٍ.

ما هو العالم الروحيّ؟ دعني أقدِّم لك شرحًا قصيرًا وبسيطًا. العالم الروحيّ مكانٌ مُهمّ، وهو عالمٌ يختلف عن العالم الماديّ. ولماذا أقول إنه مُهمٌّ؟ سوف نتحدَّث عن هذا بالتفصيل. يرتبط وجود العالم الروحيّ ارتباطًا وثيقًا بالعالم الماديّ للبشر. يُؤدِّي دورًا رئيسيًّا في دورة حياة البشر وموتهم تحت سيادة الله على جميع الأشياء؛ هذا دوره، وأحد أسباب أهميَّة وجوده. ولأنه مكانٌ لا يمكن تمييزه بالحواس الخمس، لا يمكن لأحدٍ أن يحكم بدقّةٍ ما إن كان موجودًا أم لا. يرتبط ما يجري في العالم الروحيّ ارتباطًا وثيقًا بوجود البشر، ونتيجةً لذلك يتأثَّر نظام حياة البشر تأثُّرًا كبيرًا أيضًا بالعالم الروحيّ. هل يتعلَّق ذلك بسيادة الله؟ نعم. عندما أقول هذا، فإنكم تفهمون سبب مناقشتي لهذا الموضوع: لأنه يتعلَّق بسيادة الله وبإدارته. في عالمٍ مثل هذا – وهو عالمٌ غير مرئيٍّ للناس – يكون كُلّ قرارٍ ومرسومٍ ونظامٍ إداريّ له أسمى بكثيرٍ من قوانين وأنظمة أيَّة دولةٍ في العالم الماديّ، ولا يجرؤ أيّ كائنٍ يعيش في هذا العالم على انتهاكها أو انتحالها لنفسه. هل يتعلَّق هذا بسيادة الله وبإدارته؟ توجد في هذا العالم مراسيمٌ إداريَّة واضحة، وقرارات سماويَّة واضحة، وقوانين واضحة. يتقيَّد مأمورو تنفيذ الأحكام على مستوياتٍ مختلفة وفي مناطق مختلفة بواجبهم في صرامةٍ ويراقبون القواعد والأنظمة لأنهم يعرفون عاقبة انتهاك قرارٍ سماويّ، ويُدرِكون بوضوحٍ الكيفيَّة التي يعاقب بها الله الشرّ ويكافئ الخير، والكيفيَّة التي يدير بها جميع الأشياء، والكيفيَّة التي يحكم بها جميع الأشياء، وبالإضافة إلى ذلك، يرون بوضوحٍ الكيفيَّة التي يُنفِّذ بها الله قراراته وقوانينه السماويَّة. هل تختلف هذه عن العالم الماديّ الذي يسكنه البشر؟ إنها تختلف اختلافاً كبيرًا. إنه عالمٌ مختلف تمام الاختلاف عن العالم الماديّ. بما أنه توجد قرارات وقوانين سماويَّة، فإن هذا يتعلَّق بسيادة الله وإدارته، وبالإضافة إلى ذلك، يتعلَّق بشخصيَّة الله وما لديه ومَنْ هو. بعد أن سمعتم هذا، ألا تشعرون أنه من الضروريّ للغاية لي التحدُّث عن هذا الموضوع؟ ألا ترغبون في تعلُّم أسراره؟ (بلى، نرغب في ذلك). هذا هو مفهوم العالم الروحيّ. مع أنه يتعايش مع العالم الماديّ ويخضع في الوقت نفسه لإدارة الله وسيادته، فإن إدارة الله لهذا العالم وسيادته عليه أكثر صرامةً من إدارته للعالم الماديّ وسيادته عليه.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 188

أُصنِّف جميع الناس بين البشر إلى ثلاثة أنواعٍ. النوع الأوَّل هو غير المؤمنين، أي أولئك الذين ليست لديهم معتقداتٌ دينيَّة. إنهم يُدعون غير المؤمنين. لا تؤمن الغالبيَّة العظمى من غير المؤمنين إلَّا بالمال، ولا يسعون إلَّا لمصالحهم الخاصَّة، كما أنهم ماديّون ولا يؤمنون إلَّا بالعالم الماديّ وليس بدورة الحياة والموت أو بأيَّة أقوالٍ عن الآلهة والأشباح. أُصنِّفهم باعتبارهم غير المؤمنين، وهم النوع الأوَّل. النوع الثاني هو مختلف أهل الإيمان بالمقارنة بغير المؤمنين. أُقسِّم أهل الإيمان هؤلاء بين البشر إلى عدَّة أنواعٍ رئيسيَّة: النوع الأوَّل هم اليهود، والثاني الكاثوليك، والثالث المسيحيّون، والرابع المسلمون، والخامس البوذيّون – توجد خمسة أنواعٍ. هذه هي الأنواع المختلفة لأهل الإيمان. النوع الثالث هو أولئك الذين يؤمنون بالله، وهو النوع الذي يرتبط بكم. مثل هؤلاء المؤمنين هم الذين يتبعون الله اليوم. ينقسم هؤلاء الناس إلى نوعين: شعب الله المختار وعاملو الخدمة. لقد تمَّت التفرقة الواضحة بين هذه الأنواع الرئيسيَّة. يمكنكم الآن في عقلكم التمييز بوضوحٍ بين أنواع البشر وتصنيفاتهم. النوع الأوَّل هو غير المؤمنين – لقد قلتُ من هم غير المؤمنين. هل يُعد أولئك الذين يؤمنون بالرجل العجوز في السماء غير مؤمنين؟ لا يؤمن كثيرون من غير المؤمنين إلَّا بالرجل العجوز في السماء؛ يؤمنون أن الرياح والمطر والرعد وغيرها يتحكَّم بها جميعًا هذا الكيان الذي يعتمدون عليه في زراعة المحاصيل والحصاد – ولكنهم يصبحون غير راغبين في الإيمان بالله عندما تأتي الإشارة إلى الإيمان به. هل يمكن تسمية هذا إيمانًا بالله؟ مثل هؤلاء الناس مدرجون ضمن غير المؤمنين. أنت تفهم هذا، أليس كذلك؟ لا تخلط بين هذه الفئات. النوع الثاني أهل الإيمان. النوع الثالث هو أولئك الذين يتبعون الله اليوم. ولماذا قسَّمتُ جميع البشر إلى هذه الأنواع؟ (لأن أنواعًا مختلفة من الناس لهم نهاية وغاية مختلفتان). هذا جانبٌ واحد. لأنه عندما تعود هذه الأعراق والأنواع المختلفة من الناس إلى العالم الروحيّ، فسوف يكون لكُلٍّ منها مكانٌ مختلف للذهاب إليه، وسوف تخضع لقوانين مختلفة لدورة الحياة والموت، ولهذا السبب صنَّفتُ البشر في هذه الأنواع الرئيسيَّة.

1. دورة حياة وموت غير المؤمنين

دعونا نبدأ بدورة حياة وموت غير المؤمنين. بعدما يموت المرء يأخذه مأمور تنفيذ الأحكام من العالم الروحيّ. وماذا يؤخذ منه بعيدًا؟ ليس جسده ولكن نفسه. عندما تؤخَذ نفسه بعيدًا، يصل إلى مكانٍ يكون وكالةً للعالم الروحيّ، وهو مكانٌ يستقبل خصِّيصًا نفوس الناس الذين ماتوا للتوّ. (ملاحظة: أوَّل مكانٍ يذهب إليه المرء بعدما يموت يكون غريبًا على النفس). عندما يُنقَل إلى هذا المكان يُجري أحد المسؤولين الفحوصات الأولى ويتأكَّد من اسمه وعنوانه وعمره وكافة خبراته. كما أن كُلّ ما فعله في حياته مُسجَّلٌ في سفرٍ ومُثبَتة دقَّته. بعد فحص كُلّ شيءٍ، يُستخدَم سلوك الشخص وأفعاله طوال حياته لتحديد ما إذا كان سوف يُعاقَب أم يستمرّ في تناسخه مرَّةً أخرى كشخصٍ، وهي المرحلة الأولى. هل هذه المرحلة الأولى مخيفة؟ إنها ليست مخيفة للغاية، لأن الشيء الوحيد الذي قد حدث هو أن الشخص قد وصل إلى مكانٍ مظلم وغير مألوفٍ.

في المرحلة الثانية، إن كان هذا الشخص قد فعل الكثير من الأشياء السيئة طوال حياته، وإن كان قد ارتكب الكثير من الأفعال الشرِّيرة، فسوف يُنقَل إلى مكان عقابٍ ليُعاقَب. سوف يكون هذا هو المكان المُخصّص لعقاب الناس. تعتمد تفاصيل كيفيَّة عقابهم على الخطايا التي ارتكبوها وعلى عدد الأشياء الشرِّيرة التي عملوها قبل موتهم – وهو أوَّل موقفٍ يحدث في المرحلة الثانية. بسبب الأشياء السيئة التي عملوها والشرّ الذي ارتكبوه قبل موتهم، عند تناسخهم بعد عقابهم – عندما يولدون مرَّةً أخرى في العالم الماديّ – سوف يظلّ بعض الناس بشرًا وسوف يصبح البعض حيوانات. يعني هذا أنه بعد عودة الشخص إلى العالم الروحيّ فإنه يُعاقَب بسبب الشرّ الذي ارتكبه؛ وبالإضافة إلى ذلك، بسبب الأشياء الشرِّيرة التي عملها، ففي تناسخه التالي لعله لا يصبح بشرًا بل حيوانًا. أمَّا نطاق الحيوانات التي قد يتحوَّل إليها المرء فيشمل الأبقار والخيول والخنازير والكلاب. قد يصبح بعض الناس طائرًا في السماء أو بطَّةً أو إوزَّةً... بعد تناسخه كحيوانٍ، عندما يموت يعود إلى العالم الروحيّ، وكما كان الأمر من قبل، بناءً على سلوكه قبل أن يموت سوف يُقرِّر العالم الروحيّ ما إذا كان سوف يتناسخ كإنسانٍ. يرتكب معظم الناس شرًّا كثيرًا وتكون خطاياهم شنيعةً جدًّا، وهكذا عندما يتناسخون يصبحون حيوانات من سبع مرات إلى اثنتي عشرة مرَّةٍ. من سبع مرات إلى اثنتي عشرة مرَّةٍ – هل هذا مخيفٌ؟ (إنه مخيفٌ). ما المخيف لكم؟ من المخيف أن يصبح شخصٌ ما حيوانًا. ومن جهة الشخص، ما أكثر الأمور المؤلمة في أن يصبح حيوانًا؟ إنه غياب اللغة، ووجود أفكار بسيطة وحسب، وعدم القدرة سوى على عمل الأشياء التي تعملها الحيوانات وأكل الأشياء التي تأكلها الحيوانات، ووجود العقليَّة البسيطة ولغة الجسد التي للحيوان، وعدم القدرة على المشي منتصبًا، وعدم القدرة على التواصل مع البشر، وغياب سلوك البشر وأنشطتهم التي لها أيَّة علاقةٍ بالحيوانات. يعني هذا، من بين جميع الأشياء، أن تكون حيوانًا معناه أنك أدنى جميع الكائنات الحيَّة، وأكثر ألمًا بكثيرٍ من أن تكون إنسانًا. هذا أحد مظاهر عقاب العالم الروحيّ لأولئك الذين قد فعلوا الكثير من الشرّ وارتكبوا خطايا كبيرة. عندما يتعلَّق الأمر بشدَّة العقاب، يتحدَّد هذا بنوع الحيوان الذي يتحوَّل إليه الشخص. على سبيل المثال، هل تحوُّل الشخص إلى خنزيرٍ أفضل من تحوُّله إلى كلبٍ؟ هل يعيش الخنزير معيشةً أفضل أم أسوأ من الكلب؟ أسوأ، أليس كذلك؟ إن أصبح المرء بقرةً أو حصانًا، هل سيعيش أفضل أم أسوأ من الخنزير؟ (أفضل). هل سيكون أكثر ارتياحًا أن يصبح شخصٌ ما قِطَّةً؟ ومع ذلك سيكون حيوانًا، وكونه قطة أسهل كثيرًأ من كونه بقرة أو حصانًا؛ لأن القطط تخلد إلى النوم معظم الوقت. أمَّا أن تصبح بقرةً أو حصانًا فأكثر إجهادًا، ولذلك إن أعيد تناسخ الناس كبقرةٍ أو كحصانٍ، فعليهم العمل بجدٍّ – وهذا يبدو عقابًا قاسيًا. أن تصبح كلبًا أفضل قليلاً من أن تصبح بقرةً أو حصانًا، لأن الكلب له علاقةٌ أوثق مع صاحبه. وبعض الكلاب – بعد أن تكون حيوانات أليفة عدة سنوات – تستطيع فهم الكثير مما يقوله أصحابها، وأحيانًا يستطيع الكلب التكيف مع مزاج صاحبه ومتطلباته، فيعامله صاحبه معاملة أفضل، ويأكل الكلب أفضل ويشرب أفضل وعندما يشعر بالألم يجد عنايةً أوفر – ألا يستمتع الكلب إذًا بحياةٍ سعيدة؟ وهكذا، أن تكون كلبًا أفضل من أن تكون بقرةً أو حصانًا. في هذا، تُحدِّد شدَّة عقاب الشخص عدد مرَّات تناسخه كحيوانٍ، وكذلك أيّ نوعٍ من الحيوانات.

سوف يُعاقَب بعض الناس بتناسخهم كحيوانٍ من سبع مرات إلى اثنتي عشرة مرَّةٍ لأنهم ارتكبوا الكثير جدًّا من الخطايا بينما كانوا أحياءً. وبعد عقابهم بعددٍ كافٍ من المرَّات، عندما يعودون إلى العالم الروحيّ يُنقَلون إلى مكانٍ آخر. لقد عُوقِبتْ بالفعل النفوس المُتنوِّعة في هذا المكان، وهم من نوع الناس الذين يستعدّون للتناسخ في صورة بشرٍ. يُصنِّف هذا المكان كُلّ نفسٍ إلى نوعٍ ما وفقًا لنوع العائلة التي سوف يولد فيها ونوع الدور الذي سوف يُؤدِّيه بمُجرَّد تناسخه، وما إلى ذلك. مثال ذلك، سوف يصبح بعض الناس مطربين عندما يأتون إلى هذا العالم، ولذلك يوضعون بين المطربين؛ وسوف يصبح البعض رجال أعمالٍ عندما يأتون إلى هذا العالم، ولذلك يوضعون بين رجال الأعمال؛ وإن تقرَّر أن أحدًا ما سوف يصبح باحثًا علميًّا عندما يصير بشرًا، سوف يوضع بين الباحثين العلميّين. وبعد تصنيفهم، يُرسَل كُلّ واحدٍ وفقًا لزمانٍ مختلف وتاريخ مُحدّد، تمامًا مثلما يرسل الأشخاص رسائل عبر البريد الإلكترونيّ اليوم. تكتمل في هذا دورةٌ واحدة من الحياة والموت. من اليوم الذي يصل فيه الشخص إلى العالم الروحيّ حتَّى ينتهي عقابه، أو حتى يتم تناسخه كحيوانٍ عدَّة مرَّاتٍ ثم يستعدّ للتناسخ كإنسانٍ؛ تكتمل هذه العمليَّةٌ.

هل سيُرسَل بسرعةٍ أولئك الذين أكملوا اجتياز العقاب ولم يتناسخوا كحيواناتٍ إلى العالم الماديّ ليصبحوا بشرًا؟ أو كم سيستغرق الأمر قبل إمكانيَّة مجيئهم بين البشر؟ ما معدل تكرار حدوث هذا؟ توجد قيودٌ زمنيَّة على هذا. يخضع كُلّ ما يحدث في العالم الروحيّ للقيود والقواعد الزمنيَّة المناسبة التي سوف تفهمونها إن شرحتها بالأرقام. من جهة أولئك الذين يتناسخون خلال فترةٍ قصيرة من الزمن، سوف يجري إعداد ولادتهم الجديدة كبشرٍ عندما يموتون. أقصر وقتٍ هو ثلاثة أيَّامٍ. أما لبعض الناس فيكون الوقت هو ثلاثة شهورٍ، وللبعض ثلاث سنواتٍ، وللبعض ثلاثين سنةٍ، وللبعض ثلاثمئة سنةٍ، وللبعض حتَّى ثلاثة آلاف سنةٍ، وهكذا. ما الذي يمكن قوله إذًا عن هذه القواعد الزمنيَّة، وما تفاصيلها؟ إنها تقوم على ما يتطلبه العالم الماديّ، أي عالم الإنسان، من النفس، والدور الذي تُؤدِّيه هذه النفس في هذا العالم. عند تناسخ الناس كبشرٍ عاديّين، يتناسخ معظمهم سريعًا جدًّا لأن عالم الإنسان يكون في حاجةٌ مُلحّة لمثل هؤلاء الناس العاديّين، وبعد ثلاثة أيَّامٍ يُرسَلون مرَّةً أخرى إلى عائلةٍ مختلفة تمامًا عن العائلة التي كانوا فيها قبل موتهم. ولكن يوجد البعض ممَّن يُؤدّون دورًا خاصًّا في هذا العالم. وكلمة "خاصّ" تعني أنه لا يوجد طلبٌ كبير على هؤلاء الناس في عالم الإنسان؛ لا توجد حاجةٌ إلى العديد من الناس لأداء مثل هذا الدور، ولذلك قد يستغرق الأمر ثلاثمئة سنةٍ قبل تناسخهم. يعني هذا أن هذه النفس سوف تأتي مرَّةً واحدة فقط كُلّ ثلاثمئة سنةٍ، أو حتَّى مرَّةً واحدة كُلّ ثلاثة آلاف سنةٍ. ولماذا الأمر كذلك؟ لأنه لمدَّة ثلاثمئة سنةٍ أو ثلاثة آلاف سنةٍ، لا يكون مثل هذا الدور مطلوبًا في عالم الإنسان فيجري الاحتفاظ بهذه النفس في مكانٍ ما في العالم الروحيّ. خذ على سبيل المثال كونفوشيوس. كان له تأثيرٌ عميق على الثقافة الصينيَّة التقليديَّة. كان لوصوله تأثيرٌ عميق على ثقافة الناس ومعرفتهم وتقليدهم وتفكيرهم في ذلك الوقت. لكنْ شخص مثل هذا ليس مطلوبًا في كُلّ عصرٍ، ولذلك كان عليه أن يبقى في العالم الروحيّ منتظرًا هناك لمدَّة ثلاثمئة سنةٍ أو ثلاثة آلاف سنةٍ قبل تناسخه. لأن عالم الإنسان لم يكن بحاجةٍ إلى شخصٍ كهذا، اضطَّر للانتظار في فتورٍ لأنه لم يكن يوجد سوى عددٍ قليل من الأدوار مثل دوره ولم يكن أمامه الكثير ليعمله، ولذا كان يتعيَّن إبقاؤه في مكانٍ ما في العالم الروحيّ لمعظم الوقت في فتورٍ ثم إرساله عندما يكون عالم الإنسان بحاجةٍ إليه. هذه هي القواعد الزمنيَّة للعالم الروحيّ بخصوص مدى تناسخ معظم الناس. سواء كان الشخص عاديًّا أو خاصَّا، فإن العالم الروحيّ لديه قواعد مناسبة وممارسات صحيحة لتجهيز تناسخ الناس، وهذه القواعد والممارسات تنزل من الله، ولا يُقرِّرها أو يتحكَّم بها أيّ مأمور تنفيذ أحكامٍ أو كائنٍ في العالم الروحيّ.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 189

يرتبط تناسخ أيَّة نفسٍ والدور الذي تُؤدِّيه في هذه الحياة والعائلة التي تولد فيها وطبيعة حياتها ارتباطًا وثيقًا بحياتها الماضية. يأتي جميع أنواع الناس إلى عالم الإنسان، وتختلف الأدوار التي تُؤدِّيها مثلما تختلف المهام التي تُنفِّذها. وما هذه المهام؟ يأتي بعض الناس لسداد دينٍ ما: إن كانوا يدينون لآخرين بمبالغ كبيرة في حياتهم السابقة، فإنهم يأتون لسداد دينٍ في هذه الحياة. وفي الوقت نفسه، جاء بعض الناس لتحصيل دينٍ ما: لقد تعرَّضوا للنصب من أشياء كثيرة ودفعوا مبالغ طائلة في حياتهم السابقة، وهكذا بعد وصولهم إلى العالم الروحيّ سوف يمنحهم العالم الروحيّ العدالة ويسمح لهم بتحصيل ديونهم في هذه الحياة. لقد أتى بعض الناس لسداد دين امتنانٍ: فخلال حياتهم السابقة – قبل أن يموتوا – تعامل شخصٌ ما بلطفٍ معهم، وفي هذه الحياة سُنِحَت لهم فرصةٌ كبيرة للتناسخ ومن ثمَّ يولدون من جديدٍ لسداد دين الامتنان هذا. وفي الوقت نفسه، وُلِدَ آخرون في هذه الحياة للمطالبة بالحياة. وحياة مَنْ التي يطالبون بها؟ حياة الشخص الذي قتلهم في حياتهم السابقة. باختصارٍ، تحمل الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ علاقةً قوّيَّة بحياته السابقة، وهي مرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا. يعني هذا أن الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ تتأثَّر تأثُّرًا كبيرًا بحياته السابقة. مثال ذلك، قبل أن يموت "تشانغ" خدع "لي" بمبلغٍ كبير من المال. هل يدين "تشانغ" بدينٍ من "لي"؟ بما أنه يدينه بدينٍ، هل من الطبيعيّ أن يُحصِّل "لي" دينه من "تشانغ"؟ وهكذا، بعد أن يموتا، يوجد دينٌ ينبغي تسويته فيما بينهما. عندما يتناسخان ويصبح "تشانغ" إنسانًا، كيف يُحصِّل "لي" دينه منه؟ إحدى الوسائل هي أن يُحصِّل "لي" دينه بأن يولد من جديدٍ كابنٍ "لتشانغ"، يربح "تشانغ" الكثير من المال و"لي" يهدره. بغضّ النظر عن مقدار المال الذي يربحه "تشانغ"، فإن ابنه "لي" يبدّده. مهما كان المبلغ الذي يربحه "تشانغ"، فإنه لا يكفي أبدًا، وفي الوقت نفسه، فإن ابنه لسببٍ ما دائمًا ما ينفق أموال والده بطُرقٍ ووسائل مختلفة. يندهش "تشانغ" متسائلاً: "لماذا كان ابني يجلب النحس دائمًا؟ لماذا أبناء الناس الآخرين في منتهى الروعة؟ لماذا لا يملك ابني طموحًا؟ ولماذا هو عديم الفائدة وغير قادرٍ على كسب أيَّة أموالٍ؟ لماذا يجب عليَّ دعمه دائمًا؟ سوف أدعمه طالما وجب عليَّ ذلك، ولكن لماذا يريد دائمًا المزيد من المال مهما أعطيته؟ لماذا لا يستطيع أن يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ، ولكنه سيفعل أي شيء من تسكع وأكل وشرب ودعارة ومقامرة؟ ما الذي يحدث؟" ثم يُفكِّر "تشانغ" قليلاً متسائلاً: "ربَّما كان عليَّ دينٌ له في الحياة الماضية. سوف أدفعه! لن ينتهي هذا ما لم أدفعه بالكامل!" قد يأتي اليوم الذي يكون فيه "لي" قد استردّ فيه دينه بالفعل، وعندما يكون في سنّ الأربعين أو الخمسين سوف يأتي يومٌ يرجع فيه فجأةً إلى رشده قائلاً: "إنني لم أعمل عملاً حسنًا واحدًا خلال النصف الأوَّل من حياتي! لقد أهدرتُ جميع الأموال التي ربحها والدي – يجب أن أكون شخصًا جيِّدًا! سوف أُقوِّي نفسي: سوف أكون شخصًا صادقًا وأعيش بطريقةٍ صحيحة ولن أُسبِّب الحزن لأبي مرَّةً أخرى!" لماذا يُفكِّر هكذا؟ لماذا يتغيَّر للأفضل فجأةً؟ هل يوجد سببٌ لهذا؟ ما السبب؟ (لأن "لي" حصَّل دينه؛ لقد سدَّد "تشانغ" الدين الذي كان يدين به). يوجد في هذا سببٌ وتأثير. بدأت القصَّة منذ وقتٍ طويل جدًّا، قبل أن يُولد الاثنان، أُحضرت قصَّة حياتهما الماضية هذه إلى حياتهما الحاضرة، ولا يمكن لأحدٍ أن يلوم الآخر. بغضّ النظر عمَّا علَّمه "تشانغ" لابنه، فإن ابنه لم يستمع قطّ ولم يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ – ولكن في يوم سداد الدين لم تكن توجد حاجةٌ لتعليمه؛ فلقد فهم الابن بطريقة طبيعيّة. هذا مثالٌ بسيط. هل توجد العديد من الأمثلة الأخرى؟ (نعم). وماذا يُخبِر هذا الناس؟ (أنه يجب أن يكونوا صالحين ويجب ألَّا يفعلوا الشرّ). ألَّا يفعلوا أيّ شرٍّ وأنه سوف يوجد قصاصٌ لأفعالهم الشرِّيرة! يرتكب معظم غير المؤمنين الكثير من الشرّ، وقد قوبلت أفعالهم الشرِّيرة بالقصاص، أليس كذلك؟ ولكن هل هذا القصاص تعسفيٌّ؟ كُلّ ما يُقابَل بالقصاص له خلفيَّةٌ وسببٌ. هل تعتقد أن شيئًا لن يحدث لك بعد أن تغشّ شخصًا ما بالمال؟ وبعد أن تغشّه بالمال، هل تعتقد أن لن توجد أيَّة عواقب عليك بعد أن تكون قد أخذت ماله؟ سوف يكون ذلك مستحيلاً، وسوف توجد عواقب! بغضّ النظر عن الشخص، أو ما إن كان يؤمن أو لا يؤمن بوجود إلهٍ، ينبغي على كُلّ شخصٍ تحمُّل المسؤوليَّة عن سلوكه وتحمُّل عواقب أفعاله. فيما يتعلَّق بهذا المثال البسيط – أي معاقبة "تشانغ" واسترداد "لي" لماله – أوليس هذا بعدل؟ عندما يفعل الناس أشياء كهذه، توجد مثل هذه النتيجة. إنها غير منفصلةٍ عن إدارة العالم الروحيّ. أولئك الذين لا يؤمنون بالله، ومع كونهم غير مؤمنين، إلا أن وجودهم يخضع لقراراتٍ ومراسيم سماويَّة بحيث لا يمكن لأحدٍ أن يفلت منها ولا يمكن لأحدٍ أن يتجنَّب هذا الواقع.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 190

غالبًا ما يعتقد أولئك الذين ليس لديهم إيمانٌ أن كُلّ ما يمكن رؤيته موجودٌ بينما كُلّ شيءٍ لا يمكن رؤيته، أو يكون بعيدًا جدًّا عن الناس، غير موجودٍ. إنهم يُفضِّلون الاعتقاد بأنه لا توجد "دورة حياةٍ وموت" وبأنه لا يوجد "عقابٌ"، وهكذا يخطئون ويرتكبون الشرّ بلا ندمٍ – وبعد ذلك يُعاقَبون أو يتناسخون مرَّةً أخرى كحيوانٍ. يندرج معظم الناس على تنوعهم بين غير المؤمنين في هذه الدائرة المُفرَغة. يرجع السبب إلى أنهم لا يعرفون أن العالم الروحيّ صارمٌ في إدارته لجميع الكائنات الحيَّة. سواء اعتقدت بهذا أم لا، فإن هذه الحقيقة موجودةٌ، لأنه لا يمكن أن يفلت شخصٌ واحد أو كائنٌ واحد من نطاق ما تلاحظه عين الله، ولا يمكن أن يفلت شخصٌ واحد أو كائنٌ واحد من القواعد والقيود التي تضعها قرارات الله ومراسيمه السماويَّة. ومن ثمَّ، فإن هذا المثال البسيط يُخبِر الجميع أنه بغضّ النظر عمَّا إن كنت تؤمن بالله أم لا، من غير المقبول أن تخطئ وترتكب الشرّ ولا توجد عواقب. عندما يُعاقَب شخصٌ ما خدع شخصًا آخر بالمال، يكون هذا العقاب عادلاً. يُعاقَب السلوك الشائع كهذا من العالم الروحيّ، ويُعاقَب بالقرارات والمراسيم السماويَّة لله، وهكذا فإن السلوك الإجراميّ والشرِّير الفادح – كالاغتصاب والنهب، والغشّ والخداع، والسرقة والسلب، والقتل والحرق، وغيرها – يكون حتَّى عُرضَةً لمجموعةٍ من العقوبات تتفاوت في شدتها. وماذا تشمل هذه العقوبات التي تتفاوت في شدتها؟ تستخدم بعضها الوقت لتحديد مستوى الشدِّة، وتستخدم بعضها الآخر منهجيَّاتٍ مختلفة، وتستخدم بعضها الآخر المكان الذي يذهب إليه الناس عند تناسخهم. مثال ذلك، بعض الناس سليطو اللسان. ما الذي يشير إليه تعبير "سليط اللسان"؟ إنه يعني الشتم المُتكرِّر للآخرين واستخدام لغة بذيئة، أي لغة تسبّ الناس. ماذا تعني اللغة البذيئة؟ إنها تدلّ على أن شخصًا ما له قلبٌ كريه. غالبًا ما تأتي اللغة البذيئة التي تسبّ الناس من أفواه أولئك الناس، وهذه اللغة البذيئة تصاحبها عواقب وخيمة. بعد أن يكون هؤلاء الأشخاص قد ماتوا وتلقّوا العقاب المناسب، يمكن أن يولدوا من جديدٍ وهم بُكمٌ. بعض الناس حريصون للغاية عندما يكونون أحياءً، وكثيرًا ما يستغلّون الآخرين، ومكائدهم الصغيرة جيِّدة التخطيط بطريقة خاصّة، ويفعلون الكثير ممَّا يضرّ بالآخرين. عندما يولدون من جديدٍ، يمكن أن يكونوا طائشين أو معاقين ذهنيًّا. يتدخَّل بعض الناس كثيرًا في خصوصيَّة الآخرين؛ ترى عيونهم الكثير ممَّا يجب ألَّا تراه، ويعرفون الكثير ممَّا يجب ألَّا يعرفوه، وهكذا عندما يولدون من جديدٍ قد يكونون عميانًا. بعض الناس فطنون جدًّا عندما يكونون أحياءً، وغالبًا ما يقاتلون ويفعلون الكثير من الشرّ، ومن ثمَّ عندما يولدون من جديدٍ قد يكونون معاقين أو كُسحان أو مقطوعي الذراع، أو قد يكونون حُدباء أو مصابين بالتواء العنق، وقد يعانون من عرجٍ أو قد يكون أحد سيقانهم أطول من الآخر، وما إلى ذلك. في هذا، يخضعون لعقوباتٍ مختلفة على أساس مستوى الشرّ الذي ارتكبوه وهم أحياءٌ. وماذا تقولون عن سبب وجود أناسٍ يعانون من حَوَلْ العين؟ هل يوجد الكثير من هؤلاء الناس؟ يوجد الكثير منهم اليوم. يعاني البعض من حَوَلْ العين لأنهم في حياتهم الماضية بالغوا في استخدام عيونهم، وفعلوا الكثير من الأشياء السيِّئة، وهكذا عندما يولدون في هذه الحياة تنحرف عيونهم وفي الحالات الخطيرة يولدون حتَّى عميانًا، وهذا عقاب. هل تعتقد أن النظر إلى الأشخاص الذين يعانون من حَوَلْ العين أمر ممتع؟ هل يتركون انطباعًا جيِّدًا؟ انظر كيف يتَّسمون بتركيبة وجهٍ جيِّدة، وبشرة صافية رقيقة وعيون واسعة وجفون مزدوجة – ولكن للأسف تنحرف إحدى عيونهم عن الأخرى. كيف يبدون؟ ألا يكون لهذا تأثيرٌ كامل على تصرُّف الشخص؟ وبهذا التأثير، ما نوع حياتهم؟ عندما يلتقون بآخرين يقولون لأنفسهم: "أنا أحولٌ! ينبغي أن أتحدَّث ورأسي خفيضٌ ولا يمكنني النظر إلى الناس وجهًا لوجهٍ لئلا يروا عينيّ". تُؤثِّر عيونهم الحولاء على كيفيَّة نظرهم إلى الأشياء، وقدرتهم على النظر إلى الناس وجهًا لوجهٍ. في هذا، ألا يستخدمون عيونهم أقل كثيراً؟ ألم تُعالَج إذًا التجاوزات في حياتهم السابقة؟ ومن ثمَّ، في الحياة التالية، لن يجرؤوا على فعل أيّ شيءٍ سيِّء. هذا هو القصاص! يتعامل بعض الناس معاملةً جيِّدة مع الآخرين قبل أن يموتوا، ويفعلون الكثير من الأشياء الجيِّدة لأحبائهم أو لأصدقائهم أو لزملائهم أو للأشخاص المرتبطين بهم. يتصدَّقون ويرعون الآخرين أو يساعدونهم ماليًّا، والبعض الآخر يحترمونهم أيما احترامٍ، وعندما يعود مثل أولئك الناس إلى العالم الروحيّ لا يُعاقَبون. ومعنى أن غير المؤمن لا يُعاقَب بأيّ شكلٍ من الأشكال هو أنه كان شخصًا صالحًا جدًّا. فبدلاً من الإيمان بوجود الله لا يؤمنون سوى بالرجل العجوز في السماء. لا يؤمنون سوى بأنه توجد روحٌ فوقهم تراقب كُلّ شيءٍ يفعلونه – هذا كُلّ ما يؤمنون به. والنتيجة هي أن سلوكهم أفضل كثيرًا. هؤلاء الناس طيِّبوا القلب ومُحسِنون، وعندما يعودون في النهاية إلى العالم الروحيّ، سوف يعاملهم العالم الروحيّ معاملةً جيِّدة جدًّا وسوف يتناسخون سريعًا ويولدون من جديدٍ. وعندما يولدون، أيّ نوعٍ من العائلة يصلون إليها؟ مع أن هذه العائلة لن تكون غنيَّة، فإنها ستكون مستقرة، وسوف يوجد انسجامٌ بين أفرادها، وسوف يمضون أيَّامًا هادئة سعيدة، وسوف يكون الجميع فرحًا ويعيشون حياةً هانئة. عندما يبلغ الشخص سنّ الرشد، سوف تكون له عائلةٌ كبيرة مُمتَّدة، وسوف يكون أطفاله موهوبين ويتمتَّعون بالنجاح، وسوف تتمتَّع عائلته بالحظ السعيد – وترتبط مثل هذه النتيجة ارتباطًا كبيرًا بالحياة الماضية للشخص. يعني هذا أنه أينما ذهب الشخص بعد موته وتناسخه، سواءً كان ذكرًا أو أنثى، فإن مُهمَّته وما سوف يخوضه في الحياة وإخفاقاته والبركات التي ينعم بها والأشخاص الذين سيتقابل معهم وما سيحدث له – لا يمكن لأحدٍ التنبُّؤ بهذا أو تجنُّبه أو الاختباء منه. يعني هذا أنه بعد أن تكون حياتك قد تحدَّدت، فإنه فيما يحدث لك، مهما حاولت تجنُّبه، وبغضّ النظر عن الوسيلة التي تستخدمها لمحاولة تجنُّبه، فليست لديك أيَّة طريقةٍ لانتهاك دورة الحياة التي حدَّدها لك الله في العالم الروحيّ. لأنه عند تناسخك يكون مصير حياتك قد تقرَّر بالفعل. سواء كان ذلك جيِّدًا أو سيِّئًا، يجب على الجميع مواجهة هذا، ويجب أن يستمرّوا في المُضيّ قُدِمًا؛ هذه مسألةٌ لا يمكن لأيّ شخصٍ يعيش في هذا العالم أن يتجنَّبها، ولا توجد مسألةٌ أشدّ منها واقعيَّةً.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 191

هل ترون أن الله لديه مراجعاتٌ وإدارة شديدة وصارمة لدورة حياة غير المؤمنين وموتهم؟ أوَّلاً، وضع الله العديد من القرارات والمراسيم والأنظمة السماويَّة في العالم الروحيّ، وبعد إعلان هذه القرارات والمراسيم والأنظمة السماويَّة، فإنها تُنفَّذ بصرامةٍ، كما حدَّدها الله، من خلال كائناتٍ في مواقع رسميَّة مُتنوِّعة في العالم الروحيّ، ولا أحد يجرؤ على انتهاكها. وهكذا، في دورة حياة البشر وموتهم في عالم الإنسان، سواء تناسخ شخصٌ ما كحيوانٍ أو كشخصٍ، توجد قوانين لكليهما. وبما أن هذه النواميس تأتي من الله، لا يجرؤ أحدٌ على انتهاكها، ولا يمكن لأحدٍ انتهاكها. وبسبب سيادة الله هذه وحدها، ولأنه توجد مثل هذه القوانين، فإن العالم الماديّ الذي يراه الناس منتظمٌ ومُرتَّب؛ وبسبب سيادة الله هذه وحدها، يمكن للبشر أن يتعايشوا بسلامٍ مع العالم الآخر غير المرئيّ تمامًا للبشر، ويمكنهم العيش في انسجامٍ معه – وهذا كُلّه لا يمكن فصله عن سيادة الله. بعد أن تموت الحياة الجسديَّة للشخص، فإن النفس لا تزال تملك الحياة، ومن ثمَّ ماذا كان سيحدث دون إدارة الله؟ كانت النفس ستهيم في أنحاء المكان وتتطفَّل في كُلّ مكانٍ وتؤذي حتَّى الكائنات الحيَّة في عالم البشر. لن يكون هذا الأذى مُوجَّهًا نحو البشر فحسب، بل يمكن أن يكون كذلك نحو النباتات والحيوانات – ولكن أوَّل من سيُصاب سيكون البشر. إن حدث هذا – إن كانت مثل هذه النفس دون إدارةٍ وألحقت الأذى بالناس حقًّا وفعلت أشياء شرِّيرة بالفعل – فسوف توجد أيضًا معالجةٌ مناسبة لهذه النفس في العالم الروحيّ: إن كانت الأمور جدّيِّة، سوف تتوقَّف النفس عن الوجود سريعًا وسوف تهلك؛ وإن أمكن، سوف توضع في مكانٍ ما ثم تتناسخ. يعني هذا أن إدارة العالم الروحيّ لنفوسٍ مُتنوِّعة تُنظَّم وتُنفَّذ وفقًا لخطواتٍ وقواعد. وبسبب مثل هذه الإدارة فحسب لم يسقط العالم الماديّ للإنسان في الفوضى، وبسببها يملك البشر في العالم الماديّ عقليَّة طبيعيَّة وعقلانيَّة طبيعيَّة وحياة جسديَّة مُرتَّبة. ولن يستطيع أولئك الذين يعيشون في الجسد مواصلة الازدهار والتكاثر عبر الأجيال إلا بعد أن تكون للبشر مثل هذه الحياة الطبيعيَّة.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 192

عندما يتعلَّق الأمر بغير المؤمنين، هل المبدأ وراء أعمال الله هو مكافأة الأبرار ومعاقبة الأشرار؟ هل توجد أيَّة استثناءاتٍ؟ (كلا). هل ترون أنه يوجد مبدأ لأعمال الله؟ لا يؤمن غير المؤمنين بالله حقًّا، ولا يطيعون ترتيبات الله، ولا يُدرِكون سيادة الله، فضلاً عن أنهم لا يعترفون بالله. والأخطر من ذلك، أنهم يُجدِّفون على الله ويسبّونه، ويعادون أولئك الذين يؤمنون بالله. مع أن هؤلاء الناس لديهم مثل هذا الموقف تجاه الله، فإن إدارة الله لهم لا تزال لا تنحرف عن مبادئه؛ إنه يديرهم بطريقةٍ مُنظَّمة وفقًا لمبادئه وشخصيَّته. كيف ينظر الله إلى عدائهم؟ ينظر إليه على أنه جهلٍ! ولذلك جعل هؤلاء الناس – أغلبيَّة غير المؤمنين – يتناسخون في صورة حيوانات. ما هم غير المؤمنين في نظر الله إذًا؟ إنهم ماشية. يدير الله الماشية، ويدير البشر، ولديه المبادئ نفسها لهذا النوع من الأشخاص. وحتَّى في إدارة الله لهؤلاء الناس، لا يزال بالإمكان رؤية شخصيَّته وكذلك النواميس الكامنة وراء سيادته على جميع الأشياء. ومن ثمَّ، هل ترون سيادة الله في المبادئ التي يدير بها غير المؤمنين التي تحدَّثتُ عنها للتوّ؟ هل ترون شخصيَّة الله البارّة؟ (نعم، نراها). يعني هذا أنه بغضّ النظر عن أيّ شيءٍ يتعامل معه الله، فإنه يعمل وفقًا لمبادئه الخاصَّة وشخصيَّته. هذا جوهر الله. إنه لا ينتهك عَرَضًا القرارات أَو المراسيم السماويَّة التي حدَّدها لأنه يعتبر أن مثل هذا الشخص من الماشية. يتصرَّف الله وفقًا لمبادئ دون أدنى فوضى، ولا تتأثَّر أعماله تمامًا بأيّ عاملٍ، وبغضّ النظر عمَّا يفعله، فإنه يتوافق كُلّه مع مبادئه الخاصَّة. يرجع هذا إلى أن الله له جوهر الله نفسه، وهو جانبٌ من جوهره لا يملكه أيّ كائنٍ مخلوق. الله يقظ الضمير ومسؤولٌ في تعامله مع كُلّ كائنٍ وشخصٍ وكائنٍ حيّ بين جميع الأشياء التي خلقها وفي اقترابه منها وتدبيره لها وإدارته لها وحُكمه عليها، ولم يُهمِل على الإطلاق في هذا. من جهة أولئك الأخيار، فإنه شفوقٌ وعطوف؛ وأما لأولئك الأشرار، فإنه يصبّ عقابًا بلا رحمةٍ؛ ومن جهة الكائنات الحيَّة المُتنوِّعة، فإنه يتَّخذ الترتيبات المناسبة في الوقت المناسب وبطريقةٍ منتظمة وفقًا للمُتطلَّبات المختلفة لعالم البشر في أوقاتٍ مختلفة، بحيث تتناسخ هذه الكائنات الحيَّة المُتنوِّعة وفقًا للأدوار التي تُؤدِّيها بطريقةٍ مُنظَّمة، وتتنقَّل بين العالم الماديّ والعالم الروحيّ بطريقةٍ مُنظَّمة.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 193

يدلّ موت كائنٍ حيّ – أي إنهاء حياةٍ بالجسد – إلى أن الكائن الحيّ قد انتقل من العالم الماديّ إلى العالم الروحيّ، في حين أن ولادة حياة جسديَّة جديدة تدلّ على أن كائنًا حيَّا قد جاء من العالم الروحيّ إلى العالم الماديّ وبدأ يضطلع بدوره أو يُؤدِّي دوره. سواء كان رحيل كائنٍ أو وصوله، فكلاهما لا ينفصلان عن عمل العالم الروحيّ. عندما يأتي شخصٌ إلى العالم الماديّ، يكون الله قد وضع ترتيبات وتحديدات مناسبة في العالم الروحيّ للعائلة التي يذهب إليها، والحقبة التي يصل فيها، والساعة التي يصل فيها، والدور الذي يُؤدِّيه. وهكذا تستمرّ حياة هذا الشخص بأكملها – الأشياء التي يفعلها والمسارات التي يسلكها – وفقًا لترتيبات العالم الروحيّ دون أدنى خطأ. وفي الوقت نفسه، يكون وقت انتهاء حياةٍ بالجسد وطريقة ومكان انتهائها واضحًا ومُميَّزًا للعالم الروحيّ. يحكم الله العالم الماديّ ويحكم العالم الروحيّ، ولن يُؤجِّل دورة حياة وموت نفسٍ، ولا يمكن أن يرتكب أيَّة أخطاءٍ في ترتيبات دورة حياة وموت نفسٍ. يُؤدِّي كُلّ واحدٍ من مأموري تنفيذ الأحكام في المناصب الرسميَّة للعالم الروحيّ مهامه ويفعل ما يجب عليه فعله وفقًا لتعليمات الله وقواعده. ومن ثمَّ، في عالم البشر، كُلّ ظاهرةٍ ماديَّة يراها الإنسان تكون مُنظَّمة ولا تنطوي على فوضى. يرجع هذا كُلّه إلى حُكم الله المُنظِّم لجميع الأشياء، وكذلك بسبب أن سلطان الله يحكم كُلّ شيءٍ وكُلّ ما يحكمه يشمل العالم الماديّ الذي يعيش فيه الإنسان بالإضافة إلى العالم الروحيّ غير المرئيّ وراء البشر. وهكذا، إن رغب البشر في الحصول على حياةٍ جيِّدة ورغبوا في العيش في بيئةٍ لطيفة، بالإضافة إلى توفُّر العالم الماديّ المرئيّ بالكامل لهم، فيتعيَّن على الإنسان أيضًا أن يتوفَّر له العالم الروحيّ الذي لا يمكن أن يراه أحدٌ، والذي يحكم كُلّ كائنٍ حيّ بالنيابة عن البشر، والذي هو مُنظَّمٌ.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 194

دورة حياة وموت مختلف أهل الإيمان

ناقشنا للتوّ دورة حياة وموت الفئة الأولى، أي غير المؤمنين. دعونا الآن نناقش ذلك للفئة الثانية، أي مختلف أهل الإيمان. "دورة حياة وموت مختلف أهل الإيمان" موضوعٌ مُهمّ جدًّا أيضًا، ومن الملائم أن تفهموه بعض الشيء. أوَّلاً، دعونا نتحدَّث عمَّا تشير إليه كلمة "الإيمان" في مصطلح "أهل الإيمان": إنها تعني اليهوديَّة والمسيحيَّة والكاثوليكيَّة والإسلام والبوذيَّة، أي هذه الديانات الرئيسيَّة الخمس. بالإضافة إلى غير المؤمنين، يُمثِّل الأشخاص الذين يؤمنون بهذه الديانات الخمس نسبةً كبيرة من سكان العالم. من بين هذه الديانات الخمس، قليلون هم أولئك الذين قد كانوا جادّين بمعتقدهم، لكن يعتنق هذه الديانات الكثير من المؤمنين. يذهب المؤمنون بهذه الديانات إلى مكانٍ مختلف عندما يموتون. مكانٌ "مختلف" عن مكان مَنْ؟ عن مكان غير المؤمنين، أهل عدم الإيمان، الذين كنَّا نتحدَّث عنهم. يذهب المؤمنون بهذه الديانات الخمس بعد موتهم إلى مكانٍ آخر، مكانٍ مختلف عن مكان غير المؤمنين. لكن العمليَّة هي نفسها. سوف يُصدِر العالم الروحيّ أيضًا قرارًا بخصوصهم استنادًا إلى كُلّ ما فعلوه قبل موتهم، وبعد ذلك سوف يتمّ التعامل معهم وفقًا لذلك. ولكن لماذا يوضع هؤلاء الأشخاص في مكانٍ آخر للتعامل معهم؟ يوجد سببٌ مُهمّ لهذا. وما هذا السبب؟ سوف أخبركم بمثالٍ. ولكن قبل أن أخبركم قد تُفكِّرون في أنفسكم قائلين: "ربَّما لأنهم يؤمنون بالله بقدرٍ من الإيمان! إنهم ليسوا غير مؤمنين تامّين". هذا ليس السبب. يوجد سببٌ مُهمّ للغاية بخصوص وضعهم في مكانٍ آخر.

خذوا البوذيَّة كمثال: دعوني أخبركم حقيقةً. أوَّلاً، البوذيّ شخصٌ اعتنق البوذيَّة ويعرف ماهية معتقده. عندما يقصّ البوذيّ شعره ويصبح راهبًا أو راهبةً، فهذا يعني أنه قد فصل نفسه عن العالم العلمانيّ وترك صَخَب عالم الإنسان وراءه. كل يوم يتلون نصوص سوترا وينشدون أسماء بوذا، ولا يأكل إلَّا الطعام النباتيّ، ويعيش حياة التقشُّف ويقضي أيَّامه في رفقة الضوء البارد الخافت لمصباح الزيت. يقضي حياته كُلّها بهذه الطريقة. وعندما تنتهي حياته الجسديَّة يُقدِّم مُلخَّصًا لحياته، لكنه لا يعرف في قلبه إلى أين سيذهب بعد موته، وبمَنْ سيلتقي والنهاية التي سيكون عليها – إذ لا تتَّضح في قلبه هذه الأشياء. لم يفعل شيئًا أكثر من مُجرَّد قضاء حياته كُلّها كالأعمى مصحوبًا بإيمانٍ، وبعد ذلك يغادر العالم مصحوبًا برغباتٍ ومُثُلٍ عمياء. هذا هو إنهاء حياته بالجسد عندما يغادر عالم الأحياء، وبعد ذلك يعود إلى مكانه الأصليّ في العالم الروحيّ. تعتمد إمكانيَّة تناسخ هذا الشخص للعودة إلى الأرض ومواصلة تهذيبه لنفسه على سلوكه وتهذيبه لنفسه قبل موته. إن لم يكن قد فعل شيئًا خاطئًا خلال حياته، سوف يتناسخ بسرعةٍ ويرجع إلى الأرض مرَّةً أخرى، حيث سيصبح مرَّةً أخرى راهبًا أو راهبةً. ووفقًا لإجراء المرَّة الأولى، يُهذِّب جسمه الماديّ نفسه ذاتيًّا، وبعد ذلك يموت ويعود إلى العالم الروحيّ، وهناك سوف يُفحَص وبعد ذلك – لو لم توجد مشكلاتٌ – فيمكنه العودة مرَّة أخرى إلى عالم الإنسان ويتحوَّل مرَّة أخرى إلى البوذيَّة ويواصل تهذيبه لنفسه. بعد أن يتناسخ من ثلاث إلى سبع مرَّاتٍ، سوف يعود مرَّةً أخرى إلى العالم الروحيّ، إلى المكان الذي يذهب إليه كُلّ مرَّةٍ تنتهي فيه حياته بالجسد. إن كانت مُؤهِّلاته وسلوكه المُتنوِّع في العالم البشريّ منسجمة مع القرارات السماويَّة للعالم الروحيّ، سوف يبقى هناك من هذه النقطة فصاعدًا؛ لن يتناسخ من جديدٍ كإنسانٍ ولن يوجد أيّ خطرٍ بأنه سوف يُعاقَب لفعل الشرّ على الأرض. لن يختبر هذه العمليَّة مرَّةً أخرى على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، وفقًا لظروفه، سوف يتقلَّد منصبًا في العالم الروحيّ. هذا ما يشير إليه البوذيَّون على أنه "تحقيق الحالة البوذية". وتحقيق الحالة البوذية يعني أساسًا تحقيق الإثمار كمسؤول في العالم الروحيّ، ولن توجد فرصةٌ أخرى للتناسخ أو العقاب. بالإضافة إلى ذلك، يعني هذا أنه لا يعود يعاني صعوبات كونه إنسانًا بعد تناسخه. هل لا تزال توجد أيَّة فرصةٍ إذًا أن يتناسخ كحيوانٍ؟ (كلا). يعني هذا أنه يبقى ليُؤدِّي دورًا في العالم الروحيّ وأنه لن يتناسخ فيما بعد. هذا مثالٌ على تحقيق إثمار الحالة البوذية في العقيدة البوذيَّة. أمَّا مَنْ لا يُحقِّقون الإثمار، فإنهم عند عودتهم إلى العالم الروحيّ يفحصهم مأمور تنفيذ الأحكام المختصّ ويتحقَّق منهم، ويتبيَّن أنهم لم يعملوا على تهذيب ذواتهم باجتهادٍ أو لم ينشدوا نصوص سوترا بيقظة ضميرٍ وإنشاد أسماء بوذا كما تنص البوذيَّة؛ ولكنهم بدلاً من ذلك ارتكبوا الكثير من الشرّ وفعلوا الكثير من الشرور. يُصدَر في العالم الروحي حُكمٌ حول شرَّهم، ومن المُؤكَّد أنهم سوف يُعاقَبون بعد ذلك. لا توجد استثناءاتٌ في هذا. متى سيُحقِّق مثل هذا الشخص الإثمار إذًا؟ في الحياة التي لا يفعل فيها أيّ شرٍّ، بعد العودة إلى العالم الروحيّ، عندما يُلاحَظ أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا قبل موته. يستمرّ في التناسخ ويواصل تلاوة سوترا وإنشاد أسماء بوذا ويقضي أيَّامه بالضوء البارد الخافت لمصباح الزيت، ولا يقتل أيّ شيءٍ حيّ، ولا يأكل اللحم، ولا يشارك في عالم الإنسان، تاركًا متاعبه وراءه ولا تكون له نزاعاتٌ مع الآخرين. خلال هذه العمليَّة لا يفعل شرًّا ويعود بعد ذلك إلى العالم الروحيّ وبعد فحص جميع تصرُّفاته وسلوكه، يُرسَل مرَّةً أخرى إلى عالم الإنسان في دورةٍ تمتدّ من ثلاث إلى سبع مرَّات. إذا لم توجد أيَّة تقلُّباتٍ خلال هذا، لن يتأثَّر تحقيقه الحالة البوذية ولن يتأخَّر. هذه سمةٌ من سمات دورة حياة وموت جميع أهل الإيمان: إنهم قادرون على "تحقيق الإثمار" وتقلُّد منصبٍ في العالم الروحيّ. هذا ما يجعلهم مختلفين عن غير المؤمنين. أوَّلاً، عندما يكونون على قيد الحياة على الأرض، ما سلوك أولئك الذين يمكنهم تقلُّد منصبٍ في العالم الروحيّ؟ ينبغي ألَّا يرتكبوا أيّ شرٍّ على الإطلاق: ينبغي ألَّا يرتكبوا القتل أو الحرق أو الاغتصاب أو النهب؛ إذا ارتكبوا الاحتيال أو الخداع أو السرقة أو السلب، فلن يتمكَّنوا من تحقيق الخلود. يعني هذا أنه إن كانت لديهم أيَّة صلةٍ أو ارتباطٍ بفعل الشرّ، لن يتمكَّنوا من الإفلات من عقاب العالم الروحيّ. يضع العالم الروحيّ ترتيبات مناسبة للبوذيّين الذين يُحقِّقون الحالة البوذية: قد يُخصَّصون لإدارة أولئك الذين يبدو أنهم يؤمنون بالبوذيَّة، والرجل العجوز في السماء، وسوف يحصل البوذيّون على سلطةٍ قضائيَّة ولا يجوز لهم سوى إدارة غير المؤمنين وإلَّا فقد يكونون مأمورين أدنياء جدًّا لتنفيذ الأحكام. يكون هذا التخصيص وفقًا لطبيعة هذه النفوس. هذا مثالٌ عن البوذيَّة.

تشغل المسيحيَّة مكانةً خاصَّة نوعًا ما بين الديانات الخمس التي تحدَّثنا عنها. ما الذي يُميِّز المسيحيَّة؟ إنهم الناس الذين يؤمنون بالإله الحقيقيّ. كيف يمكن إدراج أولئك الذين يؤمنون بالله الحقيقيّ هنا؟ بما أن المسيحيَّة نوعٌ من الإيمان، فهي بلا شكٍّ لا ترتبط إلَّا بالإيمان – إنها نوعٌ من الطقس، ونوعٌ من الدين، وشيءٌ منفصل عن إيمان أولئك الذين يتبعون الله حقًّا. السبب الذي جعلني أدرجها بين الديانات الرئيسيَّة الخمس هو أن المسيحيَّة تقلَّصت إلى نفس مستوى اليهوديَّة والبوذيَّة والإسلام. لا يؤمن معظم المسيحيّين بوجود إلهٍ، أو أنه يملُك على جميع الأشياء، فضلاً عن أنهم لا يؤمنون بوجوده. بدلاً من ذلك، يكتفون باستخدام الكتب المُقدَّسة للتحدُّث عن علم اللاهوت، واستخدام علم اللاهوت لتعليم الناس أن يكونوا لُطفاءً وأن يتحمَّلوا المعاناة وأن يفعلوا أشياء صالحة. هذا نوع الديانة المسيحيَّة: إنها لا تُركِّز إلَّا على النظريات اللاهوتيَّة، ولا تحمل على الإطلاق أيَّة علاقةٍ بعمل الله في تدبير الإنسان وخلاصه. إنها ديانة أولئك الذين يتبعون الله الذي لا يعترف به الله. لكن الله أيضًا لديه مبدأٌ في نهجه تجاههم. إنه لا يتعامل معهم تعاملاً عَرَضيًّا كما يشاء بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع غير المؤمنين. ولكن نهجه تجاههم يشبه نهجه تجاه البوذيّين: إذا اتَّسم المسيحيّ أثناء بقائه على قيد الحياة بالانضباط الذَّاتيّ وكان قادرًا على الالتزام الصارم بالوصايا العشر والالتزام بالنواميس والوصايا في المطالب التي تطلبها من سلوكه – وإن استطاع عمل ذلك طوال حياته – فسوف يضطَّر أيضًا لقضاء القدر نفسه من الوقت بالانتقال خلال دورات الحياة والموت قبل أن يتمكَّن بالفعل من تحقيق ما يُسمَّى بالاختطاف. بعد تحقيق هذا الاختطاف، يظلّ في العالم الروحيّ، حيث يتقلَّد منصبًا ويصبح أحد مأموري تنفيذ الأحكام فيه. وبالمثل، إن ارتكب الشرّ على الأرض، إن كان خاطئًا وارتكب الكثير من الخطايا، فلا مفرّ من أنه سوف يُعاقَب ويتأدَّب بدرجاتٍ متفاوتة من الشدَّة. يعني تحقيق الإثمار في البوذيَّة دخول الأرض الصافية للنعيم الأقصى، ولكن ماذا يُسمّونها في المسيحيَّة؟ إنها تُسمَّى "دخول السماء" و"الاختطاف". أولئك الذين يُختطَفون حقًّا يمرّون أيضًا بدورة الحياة والموت من ثلاث إلى سبع مرَّاتٍ، وبعد ذلك، بعد موتهم، يأتون إلى العالم الروحيّ، كما لو كانوا قد غلبهم النعاس. إذا استوفوا المعايير، فيمكنهم أن يبقوا ليتقلَّدوا دورًا، وعلى عكس الناس على الأرض، لن يتناسخوا بطريقةٍ بسيطة، أو وفقًا للأعراف.

من بين جميع هذه الأديان، فإن الغاية التي تتحدَّث عنها وتناضل من أجلها هي نفسها تحقيق الإثمار في البوذيَّة – مع الفارق أنها تتحقَّق بوسائل مختلفة. إنها جميعها النوع نفسه. بالنسبة لهذا الجزء من أتباع هذه الأديان القادرين على الالتزام الصارم بالتعاليم الدينيَّة في سلوكهم، يمنحهم الله غايةً مناسبة، أي مكانًا مناسبًا للذهاب إليه، ويتعامل معهم تعاملاً مناسبًا. هذا كُلّه معقولٌ، لكنه ليس كما يتخيَّل الناس، أليس كذلك؟ والآن، كيف تشعر بعد أن سمعتَ ما يحدث للناس في المسيحية؟ هل تشعر بالأسى عليهم؟ هل تتعاطف معهم؟ (قليلاً). لا يوجد شيءٌ يمكن عمله – فلا يمكنهم سوى لوم أنفسهم. لماذا أقول هذا؟ عمل الله حقيقيٌّ، فالله حيٌّ وحقيقيٌّ، وعمله مُوجَّهٌ للبشر جميعًا ولكُلّ فرد – فلماذا لا يقبلون هذا؟ لماذا يعارضون الله ويضطهدونه بجنونٍ؟ إنهم محظوظون لتكون لهم نهايةٌ كهذه، فلماذا تشعرون بالأسف تجاههم؟ التعامل معهم بهذه الطريقة يُظهِر قدرًا كبيرًا من التسامح. واستنادًا إلى المدى الذي يعارضون به الله، يجب إهلاكهم – ولكن الله لا يفعل ذلك، بل يتعامل مع المسيحيَّة كديانةٍ عاديَّة وحسب. هل توجد أيَّة حاجةٍ إذًا للخوض في التفاصيل حول الديانات الأخرى؟ إن روح جميع هذه الديانات هو أن يعاني الناس المزيد من المشقَّة، وألَّا يفعلوا الشرّ، وأن يفعلوا أعمالًا صالحة، وألَّا يشتموا الآخرين، وألَّا يصدروا الأحكام على الآخرين، وأن يُبعِدوا أنفسهم عن النزاعات، وأن يكونوا أناسًا صالحين – معظم التعاليم الدينيَّة هي على هذا النحو. وهكذا، إذا استطاع أهل الإيمان هؤلاء – أي أتباع مختلف الديانات والطوائف – أن يلتزموا التزامًا صارمًا بالتعاليم الدينيَّة، فلن يرتكبوا عندئذٍ أخطاءً أو خطايا كبيرة خلال وقت حياتهم على الأرض، وبعد تناسخهم من ثلاث إلى سبع مرَّاتٍ، فإن هؤلاء الناس على العموم، أي الناس القادرين على الالتزام الصارم بالتعاليم الدينيَّة، سوف يبقون ليُؤدّوا دورًا في العالم الروحيّ. وهل يوجد الكثير من هؤلاء الناس؟ (كلا، لا يوجد الكثير). إلامَ تستند إجابتك؟ ليس من السهل فعل الخير أو الالتزام بالقواعد والقوانين الدينيَّة. فالبوذيَّة لا تدع الناس يأكلون اللحم – هل يمكنك أن تفعل ذلك؟ إن كان عليك أن ترتدي أرديةً رماديَّة وتتلو سوترا وتنشد أسماء بوذا في معبدٍ بوذيّ طوال اليوم، هل يمكنك عمل ذلك؟ لن يكون الأمر سهلاً. المسيحيَّة لديها الوصايا العشر، أي الوصايا والنواميس، فهل من السهل الالتزام بها؟ الأمر ليس سهلاً! فكِّر في عدم شتم الآخرين: لا يمكن للناس الالتزام بهذه القاعدة. إنهم غير قادرين على منع أنفسهم، فهم يشتمون – وبعد الشتم لا يمكنهم إرجاع ما قالوه، فماذا يفعلون؟ في الليل يعترفون بخطاياهم. أحيانًا بعد أن يشتموا الآخرين، لا تزال توجد كراهيةٌ في قلوبهم فيتمادون إلى حدّ التخطيط حتَّى للوقت الذي سوف يؤذونهم فيه. باختصارٍ، ليس من السهل على أولئك الذين يعيشون بهذه العقيدة الميِّتة عدم ارتكاب الخطيَّة أو ارتكاب الشرّ. وهكذا، في كُلّ ديانةٍ، لا يستطيع بالفعل سوى عددٍ قليل من الناس الحصول على الإثمار. أنت تعتقد أنه بسبب أن الكثير من الناس يتبعون هذه الديانات فإن كثيرين سوف يمكنهم البقاء لاتّخاذ دورٍ في المجال الروحيّ. ولكن لا يوجد كثيرون هكذا، فقليلون فقط قادرون على تحقيق هذا. يتعلَّق هذا عمومًا بدورة حياة وموت أهل الإيمان. إن ما يُميِّزهم هو أنهم يستطيعون تحقيق الإثمار، وهذا وجه اختلافهم عن غير المؤمنين.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 195

دورة حياة وموت الناس الذين يتبعون الله

دعونا نتحدَّث بعد ذلك عن دورة حياة وموت أولئك الذين يتبعون الله. هذا يهمّكم فانتبهوا. أوَّلاً، فكِّروا في الفئات التي يمكن تقسيم الأشخاص الذين يتبعون الله إليها. (شعب الله المختار وعاملو الخدمة). توجد فئتان: شعب الله المختار وعاملو الخدمة. سوف نتحدَّث أوَّلاً عن شعب الله المختار، الذي لا يوجد منه إلَّا القليل. إلامَ تشير عبارة "شعب الله المختار"؟ بعد أن خلق الله جميع الأشياء وظهر البشر، اختار الله مجموعةً من الناس الذين تبعوه، ويُطلَق عليهم ببساطةٍ "شعب الله المختار". يوجد نطاقٌ خاصّ وأهميَّةٌ خاصة لاختيار الله لهؤلاء الناس. وتأتي خصوصية النطاق في أنه كان محدودًا باختيار قلة قليلة، الذين لا بُدَّ وأن يأتوا عندما يقوم بعمل مهم. وما أهميَّته؟ لأنهم مجموعة اختارها الله فهذا يعني أنه اختيار يحمل أهميَّةً كبيرة. يعني هذا أن الله يريد أن يجعل هؤلاء الناس كاملين وأبرارًا، وأنه بعد انتهاء عمل تدبيره سوف يَرْبح هؤلاء الناس. أليست هذه الأهميَّة رائعة؟ ومن ثمَّ، فإن هؤلاء الأشخاص المختارين لهم أهميَّةٌ بالغة عند الله، لأن الله يريد أن يَرْبحهم. دعونا نبتعد عن موضوع سبْق تعيين الله ونتحدَّث أوَّلاً عن أصول عاملي الخدمة. المعنى الحرفيّ "لعامل الخدمة" هو الشخص الذي يخدم. أولئك الذين يخدمون هم مؤقتون؛ إنهم لا يفعلون ذلك على المدى الطويل أو إلى الأبد، ولكنهم يُوظَّفون أو يُعيَّنون مُؤقَّتًا. يُختار معظمهم من بين غير المؤمنين. عندما يأتون إلى الأرض يتقرَّر أنهم سوف يضطلعون بدور عاملي الخدمة في عمل الله. ربَّما كان الواحد منهم حيوانًا في حياته السابقة، ولكن ربَّما كان أيضًا واحدًا من غير المؤمنين. هذه أصول عاملي الخدمة.

دعونا نعود إلى شعب الله المختار. عندما يموت شعب الله المختار، يذهبون إلى مكانٍ مختلف تمامًا عن مكان غير المؤمنين ومختلف أهل الإيمان. إنه مكانٌ يرافقهم فيه ملائكة الله ورُسُله، ومكانٌ يديره الله شخصيًّا. مع أن شعب الله المختار لا يمكنهم في هذا المكان النظر إلى الله بأعينهم، فإنه لا يشبه أيّ مكانٍ آخر في العالم الروحيّ؛ إنه مكانٌ يذهب إليه هذا الجزء من الناس بعد موتهم. عندما يموتون، يخضعون أيضًا لتحقيقٍ صارم من رُسُل الله. وما الذي يجري التحقُّق منه؟ يتحقَّق رُسُل الله من المسارات التي أخذها هؤلاء الناس طوال حياتهم في إيمانهم بالله، وسواء كانوا خلال تلك الفترة يعارضون الله أو يُجدِّفون عليه أم لا، وسواء ارتكبوا خطايا شنيعة أو شرًّا أم لا. يُقرِّر هذا التحقيق مسألة ما إذا كان الشخص يغادر أم يبقى. إلامَ تشير كلمة "يغادر"؟ وماذا تعني كلمة "يبقى"؟ تشير كلمة "يغادر" إلى ما إن كانوا، بناءً على سلوكهم، يبقون بين صفوف مختاريّ الله. وتشير كلمة "يبقى" إلى أنه يمكن أن يبقوا بين الأشخاص الذين يُكمِّلهم الله خلال الأيَّام الأخيرة. لله ترتيباتٌ خاصَّة لأولئك الذين يبقون. فخلال كُلّ فترةٍ من عمل الله سوف يرسل هؤلاء الناس للعمل كرُسُلٍ أو لأداء عمل إحياء الكنائس أو الاهتمام بها. لكن الناس الذين يمكنهم أداء مثل هذا العمل لا يتناسخون كثيرًا كما هو الحال مع غير المؤمنين، الذين يولدون من جديدٍ مرَّةً تلو الأخرى؛ ولكنهم بدلاً من ذلك يعادون إلى الأرض وفقًا لاحتياجات وخطوات عمل الله، كما أنهم ليسوا أولئك الذين يتناسخون كثيرًا. فهل توجد أيَّة قواعد بخصوص زمن تناسخهم؟ هل يأتون مرَّةً كُلّ بضع سنواتٍ؟ هل يأتون بمثل هذا التكرار؟ ليس الأمر كذلك. هذا يستند إلى عمل الله، وإلى خطوات عمله واحتياجاته، ولا توجد قواعد. القاعدة الوحيدة هي أنه عندما يُؤدِّي الله المرحلة الأخيرة من عمله خلال الأيَّام الأخيرة، فإن هؤلاء الناس المختارين سوف يأتون جميعًا. عندما يأتون جميعًا، سوف تكون هذه هي المرَّة الأخيرة التي يتناسخون فيها. ولماذا ذلك؟ يستند هذا إلى النتيجة التي سوف تتحقَّق خلال المرحلة الأخيرة من العمل – فخلال هذه المرحلة الأخيرة من العمل، سوف يجعل الله هؤلاء الأشخاص المختارين كاملين تمامًا. ماذا يعني هذا؟ خلال هذه المرحلة النهائيَّة، إذا جُعِلَ هؤلاء الأشخاص كاملين وأبرارًا، فلن يتناسخوا كما كان من قبل؛ سوف تصل عمليَّة التحوُّل إلى بشرٍ إلى نهايةٍ تامَّة، وكذلك عمليَّة التناسخ. يتعلَّق هذا بأولئك الذين سوف يبقون. إلى أين يذهب إذًا أولئك الذين لا يستطيعون البقاء؟ أولئك الذين لا يستطيعون البقاء لديهم مكانٌ مناسب يمكنهم الذهاب إليه. أوَّلاً، نتيجةً لشرَّهم، وللأخطاء التي قد ارتكبوها، والخطايا التي قد ارتكبوها، فإنهم أيضًا يُعاقَبون. وبعد أن يُعاقَبوا، سوف يرتّب الله لهم أن يكونوا بين غير المؤمنين، أو بين مختلف أهل الإيمان، بحسب ما يناسب الظروف. يعني هذا أن لديهم ظرفين ممكنين: الأوَّل هو أنهم بعد أن يعاقبوا، أن يعيشوا بين أهل ديانةٍ مُعيَّنة عندما يستنسخون، والخيار الآخر هو أن يصبح غير مؤمنٍ. إن أصبح المرء غير مؤمنٍ، فسوف يفقد جميع الفرص. ولكن إن أصبح مؤمنًا – أي إن أصبح مثلاً مسيحيًّا، فلا تزال لديه الفرصة للعودة بين صفوف شعب الله المختار؛ توجد علاقاتٌ مُعقَّدة للغاية لهذا. باختصارٍ، إذا فعل أحد الأشخاص من بين شعب الله المختار شيئًا يسيء إلى الله، فسوف يُعاقَب مثل أيّ شخصٍ آخر. مثال ذلك بولس الذي تحدَّثنا عنه سابقًا. بولس مثالٌ على أولئك الذين يُعاقَبون. هل تفهمون ما أتحدَّث عنه؟ هل نطاق شعب الله المختار ثابتٌ؟ (ثابتٌ في معظمه). إنه ثابتٌ في معظمه، ولكن جزءًا صغيرًا منه غير ثابتٍ. لماذا ذلك؟ لقد أشرتُ هنا إلى السبب الأكثر وضوحًا: ارتكاب الشرّ. عندما يرتكبون الشرّ لا يريدهم الله، وعندما لا يريدهم الله يطرحهم بين أعراقٍ وأنواعٍ مُتنوِّعة من الناس، ممَّا يتركهم بلا رجاءٍ، ويجعل من الصعب عليهم العودة. يتعلَّق هذا كُلّه بدورة حياة وموت شعب الله المختار.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 196

التالي هو دورة حياة وموت عاملي الخدمة. تحدثنا للتو عن أصول عاملي الخدمة: أي تناسخوا من غير المؤمنين والحيوانات في حياتهم السابقة. مع وصول المرحلة الأخيرة من العمل، اختار الله من غير المؤمنين مجموعةً من مثل هؤلاء الناس، وهي مجموعةٌ خاصَّة. وهدف الله في اختيار مثل هؤلاء الناس هو أن يخدموا عمله. "الخدمة" ليست كلمةً رنَّانة، وليست شيئًا يمكن لأيّ واحدٍ الميل تجاهه، ولكن يجب أن ننظر مَنْ الذي تستهدفه. توجد أهميَّةٌ خاصَّة لوجود عاملي الخدمة الذين يخدمون الله. لا يمكن لأحدٍ آخر أن يُؤدِّي دورهم لأن الله اختارهم. وما دور عاملي الخدمة هؤلاء؟ خدمة شعب الله المختار. يتمثَّل دورهم بصفةٍ رئيسيَّة في خدمة عمل الله والتعاون مع عمل الله والتعاون مع تكميل الله لشعبه المختار. بغضّ النظر عمَّا لو كانوا يعملون أو يُؤدّون بعض الأعمال أو يضطلعون بمهامٍ مُعيَّنة، ما مطلب الله من هؤلاء الناس؟ هل هو صارمٌ في مُتطلَّباته منهم؟ (كلا، فالله يطلب منهم أن يكونوا مخلصين). ينبغي أن يكون عاملو الخدمة أيضًا مخلصين. بغضّ النظر عن أصولك أو سبب اختيار الله لك، ينبغي أن تكون مخلصًا لله، ومخلصًا لما يطلبه الله منك، وكذلك للعمل الذي تكون مسؤولاً عنه والواجب الذي تُؤدِّيه. إن استطاع عاملو الخدمة أن يكونوا مخلصين وأن يرضوا الله، فماذا ستكون نهايتهم؟ سوف يكونون قادرين على البقاء. هل هي بركة أن يكون المرء عامل خدمةٍ يبقى؟ ما معنى أن يبقى؟ ماذا تعني هذه البركة؟ من حيث الحالة، يبدو أنهم غير شعب الله المختار، يبدو أنهم مختلفون. ومع ذلك، أليس في الواقع ما يتمتَّعون به في هذه الحياة هو نفسه ما يتمتع به شعب الله المختار؟ على أقلّ تقديرٍ، فإنه هو نفسه في هذه الحياة. أنتم لا تنكرون هذا، أليس كذلك؟ أقوال الله، ونعمة الله، وعطية الله، وبركات الله – من لا يتمتَّع بهذه الأشياء؟ يتمتَّع الجميع بمثل هذه الوفرة. إن هويَّة عامل الخدمة هي عامل الخدمة، ولكن في نظر الله، فإنه واحدٌ من بين جميع الأشياء التي خلقها – وببساطةٍ فإن دوره هو دور عامل الخدمة. وبصفته واحدًا من مخلوقات الله، هل يوجد اختلافٌ بين عامل الخدمة وشعب الله المختار؟ في الواقع، لا يوجد. من الناحية الاسميَّة، يوجد اختلافٌ، ومن حيث الجوهر يوجد اختلافٌ، ومن حيث الدور الذي يُؤدِّيه يوجد اختلافٌ، ولكن الله لا يتحيّز ضدّ هؤلاء الناس. فلماذا يُعرَّف هؤلاء الأشخاص على أنهم عاملو خدمةٍ؟ يجب أن تفهموا هذا. يأتي عاملو الخدمة من بين غير المؤمنين. والإشارة إلى غير المؤمنين تُخبِرنا بأن ماضيهم سيءٌ: إنهم جميعًا ملحدون، ففي الماضي كانوا ملحدين إذ لم يؤمنوا بالله وكانوا معادين لله وللحقّ وللأمور الإيجابيَّة. لم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا بوجود إلهٍ، فهل هم قادرون إذًا على فهم كلمات الله؟ من الإنصاف القول بأنهم لا يقدرون إلى حدٍّ كبير على ذلك. فكما أن الحيوانات غير قادرةٍ على فهم الكلمات البشريَّة، لا يفهم عاملو الخدمة ما يقوله الله وما يطلبه وسبب وضعه مثل هذه المُتطلَّبات – إنهم لا يفهمون، فهذه الأشياء غير مفهومةٍ لهم ويبقون غير مستنيرين. ولهذا السبب، لا يملك هؤلاء الناس الحياة التي تحدَّثنا عنها. وبدون الحياة، هل يستطيع الناس فهم الحقّ؟ هل هم مُجهَّزون بالحقّ؟ هل هم مُجهَّزون باختبار كلام الله ومعرفته؟ (كلا). هذه هي أصول عاملي الخدمة. ولكن بما أن الله يجعل هؤلاء الأشخاص عاملي خدمةٍ، لا تزال توجد معايير لمُتطَّلباته منهم؛ فهو لا يحتقرهم ولا يتعامل معهم بلا مبالاةٍ. مع أنهم لا يفهمون كلامه، وأنهم بلا حياةٍ، لا يزال الله لطيفًا معهم ولا تزال توجد معايير لمُتطَّلباته. لقد تحدَّثتم للتوّ عن هذه المعايير: أن يكون المرء مخلصًا لله وأن يفعل ما يقوله. ينبغي عليك في خدمتك أن تخدم عند الحاجة، وينبغي أن تخدم حتَّى النهاية. وإن استطعت أن تكون عامل خدمةٍ مخلصًا، وأن تخدم إلى النهاية، وتُتِمَّ الإرساليةَ التي كلّفك الله بها، فعندئذٍ ستعيش حياةً لها قيمةٌ، وبذلك سوف تكون قادرًا على البقاء. إن بذلتَ جهدًا أكبر قليلاً، وإن حاولتَ بجدّيِّةٍ أكبر، وتمكَّنتَ من مضاعفة مساعيك لمعرفة الله، واستطعتَ التحدُّث قليلاً عن معرفة الله، واستطعتَ الشهادة لله، وبالإضافة إلى ذلك، إن استطعتَ أن تفهم قدرًا من مشيئة الله، واستطعتَ التعاون في عمل الله، وأدركتَ إلى حدٍّ ما مشيئة الله، فعندئذٍ سوف تحصل أنت، باعتبارك عامل الخدمة، على تغييرٍ في الحظّ. وماذا سيكون هذا التغيير في الحظّ؟ لن تكون قادرًا ببساطةٍ على البقاء. بناءً على سلوكك وتطلُّعاتك الشخصيَّة وسعيك، سوف يجعلك الله واحدًا من المختارين. سوف يكون هذا هو التغيير الذي يطرأ عليك في الحظّ. من جهة عاملي الخدمة، ما أفضل شيءٍ بخصوص هذا؟ أنه من الممكن أن يصبح عامل الخدمة واحدًا من شعب الله المختار. إن أصبح واحدًا من شعب الله المختار، فذلك يعني أنه لا يعود يتناسخ كحيوانٍ مثل غير المؤمن. هل ذلك جيِّدٌ؟ إنه جيِّدٌ وخبرٌ سارّ. يعني هذا أن عاملي الخدمة يمكن تشكيلهم. إن الأمر لا يعني أن عامل الخدمة سوف يفعل ذلك إلى الأبد عندما يسبق الله ويعيّنه للخدمة؛ لا يكون الأمر بالضرورة كذلك. سوف يتعامل الله معه بناءً على سلوكه الفرديّ بطريقةٍ مختلفة ويستجيب له بطريقةٍ مختلفة.

ولكن يوجد عاملو خدمةٍ غير قادرين على العمل حتَّى النهاية؛ فخلال خدمتهم، يوجد مَنْ يستسلم في منتصف الطريق ويترك الله، ويوجد مَنْ يفعل الكثير من الأشياء السيِّئة، وحتَّى أولئك الذين يتسبَّبون في ضررٍ جسيم لعمل الله ويُلحِقون به ضررًا كبيرًا، حتَّى أنه يوجد عاملو خدمةٍ يُجدِّفون على الله، إلى غير ذلك – وماذا تعني هذه العواقب غير القابلة للعلاج؟ أيَّة أعمالٍ شرِّيرة كهذه سوف تعني إنهاء خدمتهم. بما أن سلوكك أثناء خدمتك كان سيِّئًا للغاية، ولأنك تجاوزت حدودك، عندما يرى الله أن خدمتك دون المستوى، فسوف يُجرِّدك من أهليَّتك للخدمة، ولن يدعك تخدم، وسوف يبعدك من أمام عينيه ومن بيت الله. ألا تريد ألَّا تخدم؟ ألا تريد دائمًا أن تفعل الشرّ؟ ألستَ خائنًا على الدوام؟ يوجد إذًا حلٌّ سهل: سوف تُجرَّد من أهليَّتك للخدمة. يعتبر الله أن تجريد عامل خدمةٍ من أهليَّته للخدمة يعني أن عامل الخدمة هذا قد أُعلِنت نهايته ولن يكون مُؤهَّلاً لخدمة الله فيما بعد، وأن الله ليس بحاجةٍ إلى مزيدٍ من خدمته، وأنه بغضّ النظر عن الأشياء اللطيفة التي يقولها فإن هذه الكلمات سوف تكون عبثًا. عندما تكون الأمور قد وصلت إلى هذه النقطة، سوف يصبح هذا الوضع غير قابلٍ للإصلاح؛ فلن يكون أمام عاملي الخدمة الذين هم على هذه الشاكلة طريقٌ للرجوعٍ. وكيف يتعامل الله مع عاملي الخدمة الذين على هذه الشاكلة؟ هل يمنعهم من الخدمة وحسب؟ كلا. هل يمنعهم من البقاء وحسب؟ أم يتجاهلهم وينتظر أن يرجعوا؟ لا يفعل ذلك. لا يُحبّ الله في الواقع عاملي الخدمة كثيرًا. إن كان للشخص موقف كهذا في خدمته لله، فإن الله، نتيجةً لهذا الموقف، سوف يُجرِّده من أهليَّته للخدمة وسوف يطرحه مرَّةً أخرى بين غير المؤمنين. وما مصير عامل الخدمة الذي يُطرَح بين غير المؤمنين؟ إنه مصير غير المؤمنين نفسه: التناسخ كحيوانٍ وملاقاة عقاب غير المؤمنين في العالم الروحيّ. ولن تكون لله مصلحةٌ شخصيَّة في عقابه لأنه لم تعد له أيَّة علاقةٍ بعمل الله. هذه ليست نهاية حياة إيمانه بالله فحسب، بل أيضًا نهاية مصيره، أي إعلان مصيره. ولذلك، إن خدم عاملو الخدمة بطريقةٍ سيِّئةٍ، فسوف يكون عليهم تحمُّل العواقب بأنفسهم. وإن كان عامل الخدمة غير قادرٍ على الخدمة حتَّى النهاية، أو جُرِّدَ من أهليَّته من الخدمة في منتصف الطريق، فسوف يُطرَح بين غير المؤمنين، وإن طُرِحَ بين غير المؤمنين، فسوف يتمّ التعامل معه بالطريقة نفسها التي يتمّ بها التعامل مع الماشية، وبالطريقة نفسها التي يتمّ بها التعامل مع الناس الذين يفتقدون إلى العقل أو العقلانيَّة. أنت تفهم عندما أُعبِّر عن المسألة هكذا، أليس كذلك؟

ما ورد آنفًا هو تعامل الله مع دورة حياة وموت شعبه المختار وعاملي الخدمة. كيف تشعرون بعد أن سمعتم هذا؟ هل سبق وتحدَّثتُ عن الموضوع الذي تحدَّثتُ عنه للتوّ، أي موضوع شعب الله المختار وعاملي الخدمة؟ لقد تحدَّثتُ بالفعل، ولكنكم لا تتذكَّرون. الله بارٌّ تجاه شعبه المختار وتجاه عاملي الخدمة. إنه بارٌّ في جميع النواحي، أليس كذلك؟ هل يمكنك أن تجد خطأً ما في أيّ مكانٍ؟ هل يوجد أناسٌ يقولون: "لماذا يتسامح الله للغاية تجاه المختارين؟ ولماذا لا يتسامح إلا بالكاد مع عاملي الخدمة؟" هل يريد أحدٌ أن يدافع عن عاملي الخدمة؟ "هل يستطيع الله أن يمنح عاملي الخدمة المزيد من الوقت وأن يكون أكثر تسامحًا وتساهلاً تجاههم؟" هل هذه الكلمات صحيحةٌ؟ (كلا، إنها ليست كذلك). ولماذا ليست صحيحة؟ (لأنه قد أُظهِرَ لنا الإحسان بالفعل بأن أصبحنا عاملي خدمةٍ). لقد أُظهِرَ الإحسان بالفعل لعاملي الخدمة بالسماح لهم بالخدمة! بدون مصطلح "عاملي الخدمة" وبدون عمل عاملي الخدمة، أين سيكون عاملو الخدمة هؤلاء؟ بين غير المؤمنين، الذين يعيشون ويموتون مع الماشية. يا للنِعَم العظيمة التي ينعمون بها اليوم بالسماح لهم بأن يمثلوا أمام الله ويأتوا إلى بيت الله! هذه نعمةٌ كبرى! لو لم يكن الله قد منحكَ فرصةً للخدمة، لما كانت لك أيَّة فرصةٍ للمثول أمام الله. أقل ما يمكن أن يقال إنه حتَّى إن كنتَ شخصًا بوذيًّا وحقَّقتَ الإثمار، فأنت على الأكثر ساعٍ في العالم الروحيّ؛ ولن تقابل الله أبدًا أو تسمع صوته أو تسمع كلامه أو تشعر بمَحبَّته وبركاته لك، ولن تتمكَّن أبدًا من أن تراه وجهًا لوجهٍ. الشيء الوحيد المتاح للبوذيّين هو القيام بمهامٌ بسيطة. لا يمكنهم بأيّة حال أن يعرفوا الله، ويكتفون بالامتثال والطاعة العمياء، بينما يكتسب عاملو الخدمة الكثير خلال هذه المرحلة من العمل! أوَّلاً، يمكنهم أن يتقابلوا وجهًا لوجهٍ مع الله، وأن يسمعوا صوته وأن يسمعوا كلامه وأن يختبروا النِعَم والبركات التي يمنحها للناس. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم التمتُّع بالكلمات والحقائق التي يمنحها الله. إنهم يكتسبون الكثير جدًّا حقًّا! إن لم تستطع إذًا كعامل خدمةٍ أن تبذل حتَّى الجهد الصحيح، فهل سيستمرّ الله في إبقائك؟ لا يمكنه أن يبقيك. لا يطلب منك الكثير، لكنك لا تفعل أيّ شيءٍ يطلبه بطريقة صحيحة، ولم تلتزم بواجبك – وهكذا، من دون شكٍّ، لا يمكن أن يبقيك الله. هذه هي شخصيَّة الله البارَّة. الله لا يُدلِّلك ولا يتحيِّز ضدَّك أيضًا. هذه هي المبادئ التي يعمل الله بموجبها. يعمل الله هكذا تجاه جميع الناس والمخلوقات.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 197

عندما يتعلَّق الأمر بالعالم الروحيّ، إن ارتكبت الكائنات المُتنوِّعة فيه شيئًا خاطئًا، وإن لم تُؤدِّي عملها بطريقة صحيحة، فإن الله لديه أيضًا قراراتٌ ومراسيم سماويَّة في المقابل للتعامل معهم – وهذا أمرٌ مطلق. ولذلك، خلال عمل تدبير الله الذي استمرّ عدَّة آلافٍ من السنين، أُبيد بعض مأموري تنفيذ الأحكام الذين أخطأوا، وبعضهم اليوم ما زالوا محتجزين ويتلقون العقاب. هذا ما ينبغي أن يواجهه كُلّ كائنٍ في العالم الروحيّ. إن فعلوا شيئًا خاطئًا أو ارتكبوا شرًّا فإنهم يُعاقَبون – وهو نهج الله نفسه تجاه شعبه المختار وتجاه عاملي الخدمة. وهكذا، سواء كان ذلك في العالم الروحيّ أو العالم الماديّ، لا تتغيَّر المبادئ التي يتصرَّف بها الله. بغضّ النظر عمَّا إذا كنت تستطيع أن ترى أفعال الله أم لا، فإن مبادئها لا تتغيَّر. طوال الوقت، كان الله لديه المبادئ نفسها في نهجه مع جميع الأشياء وفي تعامله مع جميع الأشياء. هذا غير قابلٍ للتغيير. سوف يكون الله شفيقًا تجاه أولئك غير المؤمنين الذين يعيشون بطريقةٍ صحيحة نسبيًّا، وسوف يُوفِّر فرصًا لأولئك الذين في كُلّ ديانةٍ يتصرَّفون تصرُّفًا جيِّدًا ولا يفعلون أيّ شرٍّ، ممَّا يسمح لهم بأداء دورهم في جميع الأشياء التي يُدبِّرها الله، وعمل ما يتعيَّن عليهم أن يعملوه. وبالمثل، بين أولئك الذين يتبعون الله، بين شعبه المختار، لا يتحيِّز الله ضدّ أيّ شخصٍ وفقًا لمبادئه. إنه شفوقٌ تجاه كُلّ شخصٍ قادر على اتّباعه بإخلاصٍ ويُحبّ كُلّ من يتبعه بإخلاصٍ. أمَّا بشأن هذه الأنواع المُتعدِّدة من الناس – غير المؤمنين، ومختلف أهل الإيمان، وشعب الله المختار – فإن ما يمنحه لهم مختلفٌ. مثال ذلك غير المؤمنين: مع أنهم لا يؤمنون بالله، ومع أن الله يراهم مثل الماشية، فإن كُلّاً منهم مثل جميع الأشياء لديه طعامٌ للأكل ومكانٌ خاصّ به ودورةٌ طبيعيَّة للحياة والموت. يُعاقَب أولئك الذين يفعلون الشرّ، ويُبارَك أولئك الذين يصنعون الخير ويتلقّون لُطف الله. أليس الأمر كذلك؟ فيما يتعلق بأهل الإيمان، إن كانوا قادرين على الالتزام الصارم بالمبادئ الدينيَّة من تناسخٍ إلى تناسخٍ، سوف يُقدِّم الله بعد جميع حالات التناسخ هذه في النهاية إعلانه لهم. وبالمثل، من جهتكم اليوم، سواء كنتم من بين شعب الله المختار أو عاملي الخدمة، فسوف يجعلكم الله تتوافقون مع وضعكم ويُقرِّر نهايتكم وفقًا للأنظمة والمراسيم الإداريَّة التي حدَّدها. من بين هذه الأنواع المُتعدِّدة من الناس – مختلف أهل الإيمان الذين ينتمون إلى دياناتٍ مختلفة – هل منحهم الله مكانًا للعيش؟ أين اليهوديَّة؟ هل تدخَّل الله في عقيدتهم؟ لم يتدخَّل، أليس كذلك؟ وماذا عن المسيحيَّة؟ لم يتدخَّل أيضًا. إنه يسمح لهم بالالتزام بإجراءاتهم الخاصَّة ولا يتحدَّث إليهم أو يمنحهم أيّ استنارة، وبالإضافة إلى ذلك، لا يكشف لهم أيّ شيءٍ: "إن كنتَ تعتقد أن ذلك صحيح، فآمن هكذا!" يؤمن الكاثوليك بمريم، وبأنه من خلال مريم انتقل الخبر إلى يسوع؛ هذه طريقة إيمانهم. وهل صحَّح الله إيمانهم؟ يُطلِق الله لهم العنان ولا يهتمّ بهم ويمنحهم مساحةً مُعيَّنة ليعيشوا فيها. هل يتصرَّف الله هكذا تجاه المسلمين والبوذيّين؟ لقد وضع حدودًا لهم أيضًا، ويسمح لهم بأن تكون لهم مساحةٌ معيشيَّة خاصَّة بهم، دون التدخُّل في معتقداتهم. كُلّ شيءٍ مُرتَّبٌ ترتيبًا جيِّدًا. وماذا ترون في هذا كُلّه؟ أن الله يملك السلطان، لكنه لا يسيء إلى سلطانه. يُرتِّب الله كُلّ شيءٍ ترتيبًا مثاليَّا، وهو منهجيٌّ، وفي هذا تكمن حكمته وكُلّيَّة قدرته.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 198

هويَّة الله ذاته ومكانته

الله هو الواحد الذي يتسلّط على جميع الأشياء، والذي يدير جميع الأشياء. خلق كُلّ ما هو موجودٌ، ويدير كُلّ ما هو موجودٌ، ويتسلّط أيضًا على كُلّ ما هو موجودٌ، ويرعى كُلّ ما هو موجودٌ. هذه مكانة الله وهويَّة الله. من جهة جميع الأشياء وكُلّ ما هو موجودٌ، فإن هويَّة الله الحقيقيَّة هي أنه الخالق وحاكم جميع الأشياء. هذه هي الهويَّة التي يمتلكها الله، وهو فريدٌ بين جميع الأشياء. لا يمكن لأيّ مخلوقٍ من مخلوقات الله، سواء كان بين البشر أو في العالم الروحيّ، أن يستخدم أيَّة وسيلةٍ أو عذرٍ لانتحال هويَّة الله أو مكانته أو استبدالهما، لأنه لا يوجد سوى واحدٍ من بين جميع الأشياء يملك هذه الهويَّة والقوَّة والسلطان والقدرة على التسلّط على جميع الأشياء: إلهنا الفريد ذاته. إنه يحيا ويتحرَّك بين جميع الأشياء؛ يمكنه أن يصعد إلى أعلى مكانٍ، فوق جميع الأشياء؛ ويمكنه أن يضع نفسه بأن يصبح بشرًا ويصبح واحدًا من بين أولئك الذين هم من لحمٍ ودم، ويقترب وجهًا لوجهٍ من الناس، ويتشارك معهم في السرَّاء والضرَّاء؛ وفي الوقت نفسه يأمر كُلّ ما هو موجودٌ، ويُقرِّر مصير كُلّ ما هو موجودٌ، ويحدّد الاتّجاه الذي يتحرَّك فيه؛ وبالإضافة إلى ذلك، يرشد مصير البشر جميعًا، واتّجاههم. يجب على جميع الكائنات الحيَّة عبادة إلهٍ مثل هذا وطاعته ومعرفته. وهكذا، بغضّ النظر عن أيّة مجموعة ونوع بين البشر تنتمي إليهما، فإن الإيمان بالله واتّباعه وتوقيره وقبول حُكم الله وقبول ترتيبات الله لمصيرك هو الخيار الوحيد والخيار الضروريّ لأيّ شخصٍ ولأيّ كائنٍ حيّ. يرى الناس في تفرُّد الله أن سلطانه وشخصيَّته البارَّة وجوهره، والوسائل التي يرعى بها جميع الأشياء كُلّها فريدةٌ من نوعها؛ فتفرُّده يُحدِّد الهويَّة الحقيقيَّة لله ذاته، ويُحدِّد مكانته. وهكذا، من بين جميع المخلوقات، لو رغب أيّ كائنٍ حيّ في العالم الروحيّ أو بين البشر في الوقوف مكان الله، لكان ذلك مستحيلاً، ولكان محاولة لانتحال شخصيَّة الله. هذه حقيقةٌ. ما مُتطلَّبات البشر من خالقٍ وحاكمٍ مثل هذا، يمتلك هويَّة الله ذاته وسلطانه ومكانته؟ يجب أن يكون هذا واضحًا للجميع، ويجب أن يتذكَّروه، وهو أمرٌ مُهمّ جدًّا لكُلٍّ من الله والإنسان!

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 199

مواقف البشر المُتنوِّعة تجاه الله

الكيفيَّة التي يتصرَّف بها الناس تجاه الله تُقرِّر مصيرهم وتُقرِّر كيفيَّة تصرُّف الله وتعامله معهم. سوف أقدِّم عند هذه النقطة بعض الأمثلة عن الكيفيَّة التي يتصرَّف بها الناس تجاه الله. دعونا نسمع شيئًا عمَّا إذا كانت السلوكيَّات والمواقف التي يتصرَّفون بها تجاه الله صحيحةٌ أم لا. دعونا نُفكِّر في سلوك الأنواع السبعة التالية من الناس:

1) يوجد نوعٌ من الأشخاص يكون موقفهم تجاه الله سخيفًا على نحو خاصّ. يعتقدون أن الله مثل المستنير أو الكائن المُقدَّس للتقاليد البشريَّة، ويريد من الناس الانحناء ثلاث مرَّاتٍ عندما يجتمعون ويوقدون البخور بعد أن يأكلوا. وهكذا فإنه عندما يكونون شاكرين في قلوبهم لله على نعمته ومُمتنِّين لله، فإنه غالبًا ما يكون لديهم هذا الدافع. إنهم يرغبون في أن يستطيع الإله الذي يؤمنون به اليوم، مثل الكائن المُقدَّس الذي يتوقون إليه في قلوبهم، قبول السلوك تجاهه الذي ينحنون فيه ثلاث مرَّاتٍ عندما يجتمعون ويوقدون البخور بعد أن يأكلوا.

2) يرى البعض الله مثل بوذا حيّ قادر على نزع المعاناة من جميع الأحياء وخلاصهم؛ يرون الله مثل بوذا حيّ قادر على إبعادهم من بحر الضيق. عقيدة هؤلاء الناس بالله هي عبادة الله باعتباره مثل بوذا. مع أنهم لا يوقدون البخور أو يركعون أو يُقدِّمون القرابين، فإن إلههم في قلوبهم مثل بوذا وحسب، ولا يطلب سوى أن يكونوا لطفاء وخيّرين، وألَّا يقتلوا أيّ كائن حيّ، وألا يشتموا الآخرين، وأن يعيشوا حياةً تبدو صادقة وألَّا يفعلوا شيئًا سيِّئًا – مُجرَّد هذه الأشياء. هذا هو الإله الذي في قلوبهم.

3) بعض الناس يعبدون الله باعتباره شخصًا عظيمًا أو مشهورًا. على سبيل المثال، يُقلِّدون الطريقة التي يُحبّ هذا الشخص العظيم أن يتحدَّث بها والنغمة التي يتكلَّم بها، والكلمات والمفردات التي يستخدمها، ونبرة صوته وإيماءات يده، وآرائه وأفعاله واتّجاهه، وهذه أشياء ينبغي عليهم تقديمها بالكامل في سياق إيمانهم بالله.

4) يرى بعض الناس الله مثل ملكٍ، ويشعرون أنه فوق كُلّ شيءٍ آخر ولا أحد يجسر على الإساءة إليه – وإن فعل أحدٌ ذلك سوف يُعاقَب. يعبدون مثل هذا الملك لأن الملوك لهم مكانةٌ مُعيَّنة في قلوبهم. وأفكار الملوك وطريقتهم وسلطانهم وطبيعتهم، وحتَّى اهتماماتهم وحياتهم الشخصيَّة، تصبح كُلّها شيئًا ينبغي أن يفهمه هؤلاء الناس، ومسائل وأمور يهتمّون بها، ولذلك فإنهم يعبدون الله كملكٍ. مثل هذا الشكل من الاعتقاد سخيفٌ.

5) بعض الناس لديهم إيمانٌ خاصّ بوجود الله، وهو إيمانٌ عميق ولا يتزعزع. ولأن معرفتهم بالله سطحيَّةٌ جدًّا ولا يمتلكون خبرةً كبيرة بكلام الله، فإنهم يعبدونه كوثنٍ. هذا المعبود هو الإله الذي في قلوبهم، إنه شيءٌ ينبغي أن يخشوه وينحنوا له وينبغي أن يتبعوه ويُقلِّدوه. إنهم يرون الله مثل وثنٍ ينبغي أن يتبعوه طيلة حياتهم. إنهم يُقلِّدون نبرة الصوت التي يتحدَّث بها الله، ومن الخارج يُقلِّدون أولئك الذين يُحبّهم الله. غالبًا ما يفعلون أشياء تبدو ساذجة ونقيَّة وصادقة، كما أنهم حتَّى يتبعون هذا الوثن كشريكٍ أو رفيق لا يمكنهم التخلَّي عنه أبدًا. هذا شكل الاعتقاد لديهم.

6) يوجد بعض الأشخاص الذين، مع أنهم قرأوا الكثير من كلام الله وسمعوا الكثير من الوعظ، يشعرون في قلوبهم أن المبدأ الوحيد لسلوكهم تجاه الله هو أنه يجب أن يكونوا دائمًا مُتذلِّلين ومُتودِّدين، وإلا عليهم أن يُسبِّحوا الله ويحمدوه بطريقةٍ غير واقعيَّة. يؤمنون أن الله إلهٌ يتطلَّب منهم التصرُّف بهذه الطريقة، ويؤمنون أنه إن لم يفعلوا ذلك، فيمكنهم في أيّ وقتٍ إثارة غضبه أو ارتكاب الخطيَّة ضدّه، وأنه نتيجة للخطيَّة سوف يعاقبهم الله. هذا هو الإله الذي في قلوبهم.

7) ثم توجد غالبيَّة الناس، الذين يجدون القوت الروحيّ في الله. فنظرًا لأنهم يعيشون في هذا العالم، فإنهم لا يتمتعون بالسلام أو السعادة، ولا يجدون الراحة في أيّ مكانٍ. بعد أن يجدوا الله، عندما يكونون قد رأوا كلامه وسمعوه، يكونون في قلوبهم فرحين مبتهجين في السرّ. ذلك لأنهم يؤمنون أنهم قد وجدوا أخيرًا مكانًا ما سوف يجلب لهم السعادة، وأنهم قد وجدوا أخيرًا إلهًا يمنحهم القوت الروحيّ. فهم بعد أن قبلوا الله وبدأوا في اتّباعه، يصبحون سعداء وتكتمل حياتهم ولا يعودون مثل غير المؤمنين الذين يمشون وهم نيام في الحياة مثل الحيوانات، ويشعرون أن لديهم شيئًا يتطلَّعون إليه في الحياة. ومن ثمَّ، يعتقدون أن هذا الإله يمكنه أن يُلبِّي احتياجاتهم الروحيَّة ويجلب السعادة البالغة في العقل والروح. وبدون إدراك ذلك، يصبحون غير قادرين على ترك هذا الإله الذي يعطيهم القوت الروحيّ ويجلب السعادة إلى روحهم وعائلتهم بكاملها. يؤمنون أن الاعتقاد بالله لا يرتبط بأكثر من تزويدهم بالقوت الروحيّ.

هل توجد بينكم مواقف هذه الأنواع المختلفة من الناس المذكورة أعلاه تجاه الله؟ (إنها توجد). إن كان قلب شخصٍ ما في إيمانه بالله يحتوي على أيٍّ من هذه المواقف، فهل يمكنه أن يتقدَّم حقًّا أمام الله؟ إن كان شخصٌ ما لديه أيٌّ من هذه المواقف في قلبه، فهل يؤمن بالله؟ هل يؤمن بالله الفريد ذاته؟ (كلا). بما أنك لا تؤمن بالله الفريد ذاته، مَنْ الذي تؤمن به؟ إن كان ما تؤمن به ليس هو الله الفريد ذاته، فمن الممكن أنك تؤمن بوثنٍ أو برجلٍ عظيم أو بالمستنير، وأنك تعبد بوذا في قلبك. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أنك تؤمن بشخصٍ عاديّ. باختصارٍ، بسبب الأشكال المُتنوِّعة للاعتقاد والمواقف تجاه الله، يضع الناس في قلوبهم الإله الذي يدركونه، ويفرضون خيالهم على الله، ويضعون مواقفهم وتخيُّلاتهم عن الله جنبًا إلى جنبٍ مع الله الفريد ذاته، ثم بعد ذلك يتمسكون بها لتقديسها. ماذا يعني عندما تكون لدى الناس مثل هذه المواقف غير اللائقة تجاه الله؟ يعني أنهم قد رفضوا الإله الحقيقيّ ذاته ويعبدون إلهًا كاذبًا، ويعني أنه في الوقت نفسه الذي يؤمنون فيه بالله يرفضون الله ويعارضونه وينكرون وجود الإله الحقيقيّ. إن استمرّ الناس في التمسُّك بمثل هذه الأشكال من الاعتقاد، ماذا ستكون عاقبتهم؟ مع مثل هذه الأشكال من الاعتقاد، هل هم قادرون على الاقتراب أكثر من تحقيق مُتطلَّبات الله؟ (كلا، ليسوا قادرين). على العكس من ذلك، بسبب تصوراتهم وتخيُّلاتهم، سوف يصبح الناس أكثر ابتعادًا عن طريق الله لأن الاتّجاه الذي يطلبونه هو عكس الاتّجاه الذي يطلبه الله منهم. هل سبق وسمعتم عن قصَّة "الذهاب جنوبًا عن طريق قيادة المركبة شمالاً؟" قد تكون هذه حالة الذهاب إلى الجنوب من خلال قيادة المركبة إلى الشمال. إذا كان الناس يؤمنون بالله بهذه الطريقة الغريبة، فعندئذٍ كلَّما اجتهدتَ في المحاولة ابتعدتَ بالأكثر عن الله. ولذلك فإنني أحثّكم على ما يلي: قبل أن تذهبوا، ينبغي أوَّلاً أن تُميِّزوا ما إذا كنتم تسيرون في الاتّجاه الصحيح. كونوا هادفين في جهودكم وتأكَّدوا من أن تسألوا أنفسكم: "هل الإله الذي أؤمن به هو حاكم جميع الأشياء؟ هل هذا الإله الذي أؤمن به مُجرَّد شخصٍ يعطيني قوتًا روحانيًّا؟ هل هو معبودي؟ ما الذي يطلبه مني هذا الإله الذي أؤمن به؟ هل يوافق الله على كُلّ ما أفعله؟ هل كُلّ شيءٍ أعمله وأسعى إليه هو سعي إلى معرفة الله؟ هل يتماشى مع مُتطَّلبات الله مني؟ هل الطريق الذي أمشي فيه يعرفه الله ويوافق عليه؟ هل الله راضٍ عن إيماني؟" يجب أن تسأل نفسك هذه الأسئلة مرارًا وتكرارًا. إن كنتَ ترغب في السعي إلى معرفة الله، فينبغي أن يكون لديك وعيٌ واضح وأهدافٌ واضحة قبل أن تتمكَّن من إرضاء الله.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 200

الموقف الذي يتطلَّبه الله من البشر تجاهه

في الواقع، لا يطالب الله البشر بالكثير – أو على الأقلّ فإنه ليس كثير المطالب كما يتخيَّل الناس. لو لم ينطق الله بأية كلمات ولم يعبر عن شخصيَّته أو أي أعمال، لكانت عندئذ معرفة الله صعبةً عليكم للغاية، لأنه سيكون على الناس أن يستنتجوا قصد الله ومشيئته، وهي مسألةٌ صعبة جدًّا عليهم. ولكن في المرحلة الأخيرة من عمله، تكلَّم الله بكلماتٍ كثيرة، وعمل قدرًا هائلاً من العمل، وطالب الإنسان بمُتطلَّباتٍ كثيرة. في كلامه والمقدار الهائل من عمله، أخبر الناس بما يُحبّه وبما يمقته وأيّ نوعٍ من الناس يجب أن يكونوا عليه. بعد فهم هذه الأشياء، يجب أن يكون لدى الناس في قلوبهم تعريفٌ دقيق لمُتطلَّبات الله، لأنهم لا يؤمنون بالله وسط الغموض والتجريد، ولم يعودوا يؤمنون بالإله الغامض أو يتبعون الله وسط الغموض والتجريد والعدم؛ ولكن في المقابل، يمكن للناس سماع أقوال الله ويمكنهم فهم معايير مُتطلَّباته وتحقيقها، ويستخدم الله لغة البشر لإخبار الناس بكُلّ ما يجب أن يعرفوه ويفهموه. إن كان الناس اليوم لا يزالون غير مدركين لماهيَّة الله وما يطلبه منهم، وإن كانوا غير مدركين لسبب إيمانهم بالله، والكيفيَّة التي يجب عليهم بها أن يؤمنوا بالله أو يتصرَّفوا تجاهه، فعندئذٍ تكون هذه مشكلةٌ. ... مُتطلَّبات الله الصحيحة من البشر وأولئك الذين يتبعونه هي كما يلي. يتطلَّب الله خمسة أشياء من أولئك الذين يتبعونه: الإيمان الحقيقيّ، والتبعية الصادقة، والطاعة المطلقة، والمعرفة الحقيقيَّة، والاتّقاء القلبيّ.

في هذه الأمور الخمسة، يتطلَّب الله ألَّا يشكّ الناس به فيما بعد، وألَّا يتبعوه باستخدام خيالهم أو وجهات نظرهم الغامضة والمُجرَّدة؛ ينبغي ألَّا يتبعوا الله بأيَّة خيالاتٍ أو تصوُّرات. يتطلَّب الله من كُلّ واحدٍ من أولئك الذين يتبعونه أن يتبعه بإخلاصٍ وألَّا يتبعه بفتور أو من دون تكريسٍ. عندما يطلب منك الله أيَّة مُتطلَّباتٍ أو يختبرك أو يحكم عليك أو يتعامل معك ويُهذِّبك، أو يُؤدِّبك ويضربك، فيجب أن تكون طائعًا له تمامًا. يجب ألَّا تسأل عن السبب، أو أن تُقدِّم شروطًا، وبالطبع يجب ألَّا تتحدَّث عن السبب. ينبغي أن تكون طاعتك مطلقة. فمعرفة الله هي المجال الذي يفتقر إليه الناس بالأكثر. إنهم يفرضون في أحيانٍ كثيرة الألفاظ والأقوال والكلمات غير المرتبطة به، معتقدين أن هذه الكلمات هي التعريف الأدقّ لمعرفة الله. إنهم لا يعرفون أن هذه الألفاظ، التي تأتي من خيال الناس ومنطقهم الخاصّ وعقلهم، لا تحمل أدنى علاقةٍ بجوهر الله. ومن ثمَّ، أريد أن أخبركم بأنه في معرفة الناس التي يريدها الله، لا يطلب الله مُجرَّد أن تتعرَّف على الله وعلى كلامه، ولكن أن تكون معرفتك بالله صحيحة. فحتَّى إن كنت لا تستطيع سوى أن تقول جملةً واحدة، أو كنت لا تُدرِك سوى القليل، فهذا القدر القليل من الوعي صحيحٌ وحقيقيّ ومتوافق مع جوهر الله ذاته. لأن الله يمقت تسبيح الناس وثناءهم غير الواقعيّ وغير المدروس. بالإضافة إلى ذلك، فهو يمقت أن يعامله الناس مثل الهواء. إنه يمقت أن يتكلَّم الناس بتهكُّمٍ وكما يشاءون ودون تردِّدٍ قائلين كُلّ ما يرونه مناسبًا وذلك عندما يتحدَّثون أثناء نقاشهم عن موضوعاتٍ تخصّ الله. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمقت أولئك الذين يعتقدون أنهم يعرفون الله ويتفاخرون بمعرفة الله ويناقشون موضوعات حول الله دون قيدٍ أو تحفُّظٍ. كان آخر هذه المُتطلَّبات الخمسة هو الاتّقاء القلبيّ. هذا مطلب الله النهائيّ من جميع مَنْ يتبعونه. عندما يكون لدى الشخص المعرفة الصحيحة والحقيقيَّة عن الله، فإنه يكون قادرًا على أن يتَّقي الله ويحيد عن الشرّ. يأتي هذا الاتّقاء من أعماق قلبه، ويكون طوعيًّا، وليس لأن الله قد ضغط عليه. لا يطلب الله منك أن تُقدِّم له هديَّةً مُتمثِّلة في أيّ موقفٍ أو تصرُّفٍ أو سلوكٍ خارجيّ لطيف؛ ولكنه بدلاً من ذلك يطلب منك أن تتّقيه وتخشاه من أعماق قلبك. يتحقَّق هذا الاتّقاء كنتيجةٍ للتغيُّرات في شخصيَّتك الحياتية لأن لديك معرفة بالله، ولأن لديك فهمًا لأفعال الله، وبسبب فهمك لجوهر الله، ولأنك قد اعترفت بحقيقة أنك واحدٌ من مخلوقات الله. ومن ثمَّ، فإن هدفي في استخدام كلمة "القلبيّ" في تعريف الاتّقاء هنا هو أن يفهم البشر أن اتّقاء الناس لله يجب أن ينبع من أعماق قلوبهم.

فكِّر الآن في هذه المُتطَّلبات الخمسة: هل يوجد أحدٌ بينكم قادرٌ على تحقيق الثلاثة الأولى؟ أعني بها الإيمان الحقيقيّ، والتبعية الصادقة، والطاعة المطلقة. هل يوجد أحدٌ بينكم قادرٌ على هذه الأشياء؟ أعرفُ أنه إن قلتُ الخمسة كُلّها، لن يوجد بينكم مَنْ هو قادرٌ على ذلك – ولكني قلَّلتُ العدد إلى ثلاثة. فكِّروا فيما إذا كنتم قد حقَّقتم هذه أم لا. هل من السهل تحقيق "الإيمان الحقيقيّ"؟ (كلا، ليس كذلك). إنه ليس سهلاً، لأن الناس كثيرًا ما يشكّون في الله. وماذا عن "التبعية الصادقة"؟ إلامَ تشير كلمة "الصادقة" هذه؟ (ألَّا تكون فاترة بل نابعة من القلب). ألَّا تكون فاترة بل نابعة من القلب. لقد وجدتم الإجابة الصحيحة تمامًا! هل أنتم قادرون إذًا على تحقيق هذا المطلب؟ يجب عليكم بذل المزيد من الجهد، أليس كذلك؟ في هذه اللحظة عليكم تحقيق هذا المطلب. ماذا عن "الطاعة المطلقة" – هل حقَّقتم ذلك؟ (كلا). لم تُحقِّقوا ذلك أيضًا. فغالبًا ما تكونون غير طائعين ومُتمرِّدين، وغالبًا ما لا تصغون أو ترغبون في الطاعة أو تريدون الاستماع. هذه هي المُتطلَّبات الأساسيَّة الثلاثة الأهمّ التي يُحقِّقها الناس بعد دخولهم إلى الحياة، والتي لا تزال بحاجةٍ إلى أن تتحقَّق فيكم. في هذه اللحظة إذًا، هل لديكم إمكاناتٌ كبيرة؟ اليوم، بعد أن سمعتموني أقول هذه الكلمات، هل تشعرون بالقلق؟ (نعم). من الصواب أن تشعروا بالقلق. لا تقلقوا. أشعر بالقلق بالنيابة عنكم. لن أناقش المُتطلَّبين الآخرين؛ فبلا شكٍّ لا أحد يمكنه تحقيقهما. أنتم قلقون. هل حدَّدتم أهدافكم إذًا؟ ما الأهداف ونحو أيّ اتّجاهٍ يجب عليكم السعي وتكريس جهودكم؟ هل لديكم هدفٌ؟ (نعم). دعوني أتكلَّم بوضوحٍ: عندما تُحقِّقون هذه المُتطلَّبات الخمسة، سوف تكونون قد أرضيتم الله. فكُلٌّ منها مُؤشِّرٌ وهو مُؤشِّرٌ على دخول الناس إلى الحياة بعد أن بلغوا النضج، والهدف النهائيّ من هذا. وحتَّى لو لم أختر سوى واحدٍ من هذه المُتطلَّبات للتحدُّث عنه بالتفصيل وأطلبه منكم، لما كان من السهل تحقيقه؛ ينبغي عليك تحمُّل درجة من المشقَّة وبذل قدرٍ مُعيِّن من الجهد. وأيّ نوعٍ من العقليَّة يجب أن يكون لديكم؟ يجب أن يكون مثل مريض السرطان الذي ينتظر الدخول إلى غرفة العمليَّات. ولماذا أقول هذا؟ إن كنتَ ترغب في أن تؤمن بالله، وترغبَ في ربح الله ونيل رضاه، فحينئذٍ إذا كنتَ لا تتحمَّل درجةً من الألم أو تبذل قدرًا مُعيَّنًا من الجهد، فلن تتمكَّن من تحقيق هذه الأشياء. لقد سمعتم الكثير من الوعظ، ولكن بعد سماعه فإن هذا الوعظ لا يعني أنه مِلكٌ لك؛ ينبغي عليك إدراكه وتحويله إلى شيءٍ يخصّك، ينبغي عليك استيعابه في حياتك واستحضاره في حياتك، ممَّا يسمح لهذه الكلمات ولهذا الوعظ بتوجيه الطريقة التي تعيش بها وإحضار القيمة الوجوديَّة والمعنى لحياتك – وبعد ذلك سوف يكون من المفيد لك سماع هذه الكلمات. إن كانت الكلمات التي أتكلَّم بها لا تُحدِث أيّ تحسُّنٍ في حياتك، أو أيَّة قيمةٍ لوجودك، فلا جدوى من سماعها. أنتم تفهمون هذا، أليس كذلك؟ بعد أن فهمتم ذلك، فإن ما يتبقَّى متروكٌ لكم. ينبغي أن تباشروا العمل! ينبغي أن تكونوا جادّين في كُلّ شيءٍ! لا ترتبكوا – فالوقت يمرّ! لقد آمن معظمكم بالفعل لأكثر من عشر سنواتٍ. انظروا إلى الوراء على هذه السنوات العشر من الإيمان بالله: كم ربحتم؟ وكم من عقود هذه الحياة تبقَّى معكم؟ لا توجد عقودٌ طويلة. انسَ ما إذا كان عمل الله في انتظارك، وسواء كان قد ترك لك فرصةً، وسواء كان سيفعل العمل نفسه مرَّةً أخرى؛ لا تتكلَّم عن هذا. هل يمكنك أن تعكس اتّجاه السنوات العشر الماضية؟ مع كُلّ يومٍ يمرّ وكُلّ خطوةٍ تتّخذها، تقلّ الأيَّام التي تقضيها بمُعدَّل يومٍ. فالوقت لا ينتظر أحدًا! لن تربح من الإيمان بالله إلا إذا كنتَ تعتبره أعظم شيءٍ في حياتك، وأهمّ من الطعام أو الملابس أو أيّ شيءٍ آخر! إن لم تؤمن إلَّا عندما يكون لديك الوقت، ولم تقدر على تكريس اهتمامك الكامل لإيمانك، وإن كنت غارقًا في الارتباك دائمًا، فعندها لن تربح أيّ شيءٍ.

من "الله ذاته، الفريد (ي)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: معرفة الله 4

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب