42. من دون الغيرة تتحرر أنفاسي

في يناير عام 2017، كُلفت بواجب السقاية داخل الكنيسة. كنت ممتنة جدًا لله على إتاحة الفرصة لي للتدرُّب على هذا الواجب، وعزمت على القيام بذلك باهتمام وجودة. بعد فترة من الزمن، حققت بعض النتائج، سواء في مساعدة الإخوة والأخوات على تصحيح حالاتهم، أو الشركة معهم في الاجتماعات. أشاد إخوتي وأخواتي وقادة الكنيسة بي، وبدأت أشعر بسرور بالغ من نفسي، وألني كنت أقوم بعمل رائع.

في يونيو، رتَّب قادة كنيستي للأخت ونجينغ العمل معي في هذا الواجب، وطلبوا مني مساعدة أختي وقتما تحتاج، وهو ما وافقت عليه بسعادة. عندما بدأنا العمل معًا، وجدت أن الأخت ونجينغ تسعى للحق، وكانت مقدرتها وأسلوبها مع الكلمات جيدان جدًا. أصبحتُ قلقة قليلًا منها عندما رأيت هذا. وبدأت أفكر: "مع المزيد من التدريب، ستتفوق عليَّ. بالتأكيد سيبدأ إخوتنا وأخواتنا بالبحث عنها، سيقضي القادة المزيد من الوقت في رعاية موهبتها، وعندئذٍ لن يقدِّرني أحد فيما بعد". لكن ما كنت أخشاه حدث في النهاية. بعد اجتماع في أحد الأيام، ذهبت لرؤية قائدة للكنيسة لأعطيها شهادات الاختبارات، التي كتبها أنا والأخت ونجينغ. بعد قراءتها ابتسمت قائدة كنيستنا وقالت: "مقالة شهادة الأخت ونجينغ ليست سيئة. هناك بعض الخبرات العملية هنا، وهي تكتب جيدًا". عندما سمعت مدحها الأخت ونجينغ هكذا، شعرت بالحزن الشديد. وقلت لنفسي: "الأخت ونجينغ تتمتع بمقدرة جيدة، هذا صحيح. لكنني قمت بمعالجة مشكلات في العمل أكثر منها. ما زلت أفضل منها في هذا الصدد. سأضطر إلى العمل بجدية أكبر، لا يمكنني السماح لها بتجاوزي، وإلا سأفقد موضعي هنا".

بعد أيام قليلة، كتبت الأخت ونجينغ شهادة اختبار أخرى. قرأتها قائدة كنيستنا، وأثنت مرة أخرى على قدرة الأخت ونجينغ والإيجابية التي كتبت بها مقالتها، وطلبت مني قضاء المزيد من الوقت على مقالتي. شعرت بالانزعاج من كلماتها، وبدأت ألوم القائدة، مفكرة: "أنت دائمًا ما تتحدثين عن مدى روعة مقدرة ونجينغ. هل هي أفضل مني في كل شيء؟ لا يتعين على الأخت ونجينغ سوى حضور عدد قليل من الاجتماعات، مما يترك لها متسعًا من الوقت لكتابة هذه المقالات. لو لم أكن مشغولة بأعمال الكنيسة، سيكون لدي الكثير من وقت الفراغ لكتابة المقالات أيضًا". سئمت من سماع مدحها، لذا قلت لقائدة كنيستي بصراحة: "يمكنني أن أكتب أيضًا". بعد أسبوع، أشاد قائد الكنيسة الأخرى بتجربة الأخت ونجينغ على أنها عملية للغاية، وشجعها على الكتابة أكثر، بينما طلب مني أيضًا أن أكتب بفعالية مثلها. كنت مستاءة حقًا؛ فقد مكَثتْ هنا لفترة قصيرة، وكتبت بالفعل شهادتين من شهادات الاختبارات، وامتدحتها قائدتان بالكنيسة. كنت أقوم بهذا الواجب لبعض الوقت، لكنني لم أكتب إلا واحدة، ماذا سيظن قادة الكنيسة عني؟ هل سيقولون إنني لم أتمكن من تنظيم وقتي، ولم أكن على استعداد للمعاناة أو دفع الثمن لكتابة شهاداتي؟ لقد ظهر ضعفي بالفعل من خلال جودة المقدرة الفائقة للأخت ونجينغ، والآن بعد أن تمكَّنت من كتابة هذه المقالات، كان القائدان على يقين من اعتقادهما أنها أفضل مني. إذا استمرَّتْ في كتابتها، ألن أبدو حتى أسوأ من ذلك؟ قررت أن ما كان عليَّ فعله هو إيجاد طريقة لإبقائها مشغولة، حتى لا يكون لديها الوقت لكتابة هذه المقالات، ولن يبدو أن هناك فرقًا كبيرًا بيننا في نظر القائدان. من أجل الحفاظ على مكانتي في الكنيسة، بدأت زيادة الضغط عليها، وفوضت لها العديد من مجموعات اجتماعات الشركة. عندما رأيت مدى انشغالها اليومي بعد هذا، فكرت في أن أعرض عليها تحمُّل بعض مسؤولياتها، لكنني خاطبتها في نفسي: "إذا لم تكوني مشغولة هكذا، فسيكون لديك وقت لكتابة تلك المقالات. من الأفضل أن أبقيكِ مشغولًة". في إحدى الأمسيات، ضبطتها تكتب مقالة، وبنبرة صارمة ضغطت عليها للحصول على تفاصيل، حول عمل جميع المجموعات التي كانت مسؤولة عنها، واكتشفت أن هناك عددًا قليلًا من المؤمنين الجدد الذين لم تعالَج مشكلاتهم، فأنَّبتها، وأخبرتها أنها لم تكن منتبهة في واجبها. بعد أن انتهيت من تقريعها، خفضتْ رأسها ولم تقل شيئًا.

بعد شهر، رأت قائدة للكنيسة كيف أن الأخت ونجينغ لم تحقق نجاحًا كبيرًا مع المجموعات التي كانت مسؤولة عنها، وكيف كانت لا تزال هناك بعض المشكلات التي تركتها دون معالجة، وسألتني عما كان يجري. قلت لنفسي: "لقد اعتبرتِها متفوقة كثيرًا، لكنك تعلمين الآن أنها لم تحقِّق الكثير في واجباتها، فلن تقدرينها كثيرًا بعد الآن!" لكن لدهشتي، طلبت مني مساعدتها أكثر! كنت شديدة المقاومة لهذا. فكرت: "أنتِ لا ترين سوى الأخت ونجينغ". "مقدرتها أفضل من مقدرتي. إذا واصلت مساعدتها، فسينتهي بها الأمر بالحلول محلي". بدأت في اختلاق الأعذار، لكن قائدة الكنيسة فهمت حالتي، وكشفت أنانيتي وخسَّتي، وقالت إنني لا أؤيد عمل بيت الله. قالت أيضًا إن الأخت ونجينغ كانت تتمتع بمقدرة جيدة وتستحق التدريب، وأنني كان عليَّ أن أتعاون معها وأن أساعدها أكثر، وأنني لا أستطيع إلا أن أهتم بمكانتي وسمعتي. في وقت لاحق، أجبرت نفسي على سؤال الأخت ونجينغ، عما إذا كانت تواجه أي صعوبات في أداء واجبها. رأيت أنها شعرت بأنها مقيَّدة مني ولم ترغب في الانفتاح عليَّ. كان ينبغي أن يمنحني ذلك سببًا للتفكير في نفسي، لكنني لم أحبها، وفكرت في نفسي: "حاولت مساعدتها، لكنها لا تريد قول أي شيء". شيئًا فشيئًا، أصبحت روحي أكثر قتامة. عند مناقشة عمل الكنيسة، أصبحت غافلة عن عدد من المشكلات الواضحة التي ظهرت. كلما رأيتها أكثر، كنت منزعجة أكثر من وجودها. ذات يوم رأيتها ترتكب خطأ فغضبت، وأنَّبتها بشدة قائلة: "لقد ناقشنا هذه المشكلة بالفعل، وما زلت لم تعالجيها. أنتِ حريصة دائمًا على كتابة هذه المقالات؛ إنه لأمرٍ مخزٍ أنك لا تستطيعين فعل الشيء نفسه عندما تقومين بواجبك!" بعد ذلك، شعرت الأخت ونجينغ بأنها مقيدَّة مني بشدة، ولم تجرؤ على كتابة المزيد من الشهادات. كنت أعلم أنني قد آذيتها، لكن لم يكن شيئًا بوسعي، فدائمًا ما وجدت نفسي أغضب منها، دون أن أقصد ذلك. كنت أعاني داخلي أيضًا، لذا، صليت لله أن يعينني في الخروج من هذه الحالة.

في اليوم التالي، خلال الاجتماع، قالت الأخت ونجينغ إنها شعرت أن نواقصها كانت كبيرة للغاية، وإنها لم تكن على استعداد للقيام بهذا الواجب، وأرادت العودة إلى الواجب الذي كانت تؤديه من قبل. عندما سمعت هذا، فكرت على الفور: "هل هذا كله بسبب الألم الذي سبَّبته لها؟ إذا كان هذا صحيحًا، فقد فعلتُ شيئًا شريرًا حقًا". أُصبتُ بالذعر والخوف قليلًا. وسألتها عن سبب كل هذا، وشاركت عن مشيئة الله لمساعدتها. بعد الشركة معها، تحسَّنت حالتها بشكل كبير، ومما يبعث على الارتياح، إنها قالت إنها مستعدة للقيام بهذا الواجب. بعد ذلك فقط، جاءت قائدة للكنيسة. عندما اكتشفت أنني كنت أقمع الأخت ونجينغ، وأنها لم ترغب في مواصلة العمل معي، تعاملت معي بقسوة. وقالت: "لماذا لا يمكنك أن تشاركي معها بهدوء وتساعدينها عندما ترينها تفعل أمورًا خاطئة؟ بدلًا من ذلك، تنفعلين وتعاملينها معاملة سيئة. كانت نتائج واجباتك سيئة بشكل ملحوظ مؤخرًا، وتحتاجين إلى الانخراط في بعض التفكير الذاتي الجاد". ما قالته أثَّر بي حقًا. وبكيت بشدة، وفي داخلي شعرت بالظلم وبدأت في الاحتجاج: "إنْ لم تكن الأمور تسير على ما يرام مؤخرًا، فلم يكن ذلك بسببي وحدي، فلماذا أنا الوحيدة التي يجري التعامل معها؟" لكن بعد ذلك، فكرت في كلمات الله: "إذا آمنت بسيادة الله، فعليك أن تصدِّق أن الأحداث اليومية، سواء كانت جيدة أم سيئة، لا تحدث عشوائيًا. فليس الأمر إن شخصًا ما يعاملك بقسوةٍ عمدًا أو يستهدفك؛ إنما في الواقع الله هو من رتَّب ذلك كله. لماذا يرتِّب الله كل هذه الأمور؟ ليس الهدف من هذا أن يكشف حقيقتك أو لكي يفضحك؛ فليس فضحك هو الهدف النهائي، بل الهدف هو أن يُكمِّلك ويُخلّصك" (من "عليك أن تتعلم من الناس والأمور والأشياء التي حولك لكي تكسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كان هذا صحيحًا، كان سماح الله أن أواجه كل هؤلاء الأشخاص والأحداث والأمور الآن. لم يكن الأمر أن قائدة الكنيسة كانت تُصعِّب الأمور عليَّ عمدًا، فشخصياتي الفاسدة هي التي كنت بحاجة إلى التفكير فيها ومعالجتها. كان عليَّ التوقف عن تقديم الأعذار والشكوى، وكان عليَّ أن أحافظ على قلبٍ مطيع، وأقبل ما يجري. عندما فكرت في هذا، شعرت بأنني أقل حزنًا من كل ما حدث.

في ذلك المساء، لم أستطع النوم. استلقيت في سريري أتقلَّب، بينما كل ما حدث في ذلك اليوم استمر يدور في رأسي مثل فيلم. ظللت أسأل نفسي: "إذا رتَّب الله لقائدتي الكنيسة أن تتعاملا معي وتهذباني، فماذا أتعلم من كل هذا؟ كيف كنت أعامل الأخت ونجينغ؟" كنت أعرف جيدًا أنها تتمتع بمقدرة جيدة، لكنني لم أحاول التعلم منها، وبدلًا من ذلك، حاولت التنافس معها. لقد أرادت كتابة مقالات تشهد لله، لكنني حاولت تدمير حماسها لكتابة هذه المقالات. كيف يمكن أن أفعل شيئًا شريرًا جدًا؟ ماذا كان التفكير وراء ذلك، ومن أين أتى؟

في اليوم التالي، قرأت مقطعًا من كلمات الله، أثناء خلوتي التعبدية: يخاف بعض الناس على الدوام من أن يسرق آخرون الأضواء منهم ويتفوقوا عليهم؛ فيكسبوا التقدير، بينما هم أنفسهم يلقون الإهمال. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة واجبات الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله. إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إن أعطيتَ شخصًا تزكيتك، وإن نما ذلك الشخص وأصبح ذا موهبة، وبالتالي أحضر شخصًا موهوبًا آخر إلى بيت الله، ألن تكون آنذاك قد أدّيتَ عملك بإتقان؟ ألن تكون آنذاك قد أديتَ واجبك بإخلاص؟ هذا عمل صالح أمام الله، وهو نوع الضمير والمنطق الذي يجب على البشر امتلاكه. (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر – فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد – فأعمال من هي حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ينبغي أن يُعاقَب الشرير). ما تحدثت عنه كلمات الله كانت حالتي بالضبط. كما اتضح، كنت أتنافس مع أختي على التقدير والسمعة. لقد وقعت في فخ رغبتي في الشهرة والمكانة، ولم أتمكَّن من إخراج نفسي منها. منذ أن بدأت العمل مع الأخت ونجينغ في هذا الواجب ورأيت مقدرتها الجيدة وشغفها بكتابة شهادات الاختبارات، وإشادة قائدتي الكنيسة بها، كنت غيورة وغير راغبة في قبول ذلك. كنت أضع نفسي ضدها، وأتنافس معها بشكل خاص في ذهني. كنت قد كلَّفتها بمسؤولية مجموعات اجتماعات متعددة، حتى لا يكون لديها الوقت لكتابة مقالاتها، وعندما كانت تواجه مشكلات في واجبها، ليس فقط أنني لم أساعدها، لكنني وبَّختها، حتى أصبحت سلبية ومقيدة. علمت أنها كانت ذات مقدرة جيدة وتستحق التدريب، وأنه كان يجب أن أساعدها أكثر. لكنني كنت أحسد قدراتها، ولم أكن أرغب أن يكون أي شخص آخر أفضل مني. عندما أدركت أنها أفضل مني، شعرت بالغيرة والحقد. للحفاظ على مكانتي وسمعتي، لم أكتف بعدم مساعدتها، لكنني قمعتها وحاولت تدمير حماسها لكتابة المقالات. كنت خبيثة وحقيرة للغاية! لقد منحني الله نعمة، وسمح لي بالتدرُّب على أداء واجب السقاية. ولم أقم بواجبي بشكل صحيح لأرد محبة الله، ولكنني بدلًا من ذلك، شعرت بالغيرة من قدرات ونجينغ وتنافست معها من أجل الشهرة والربح. كنت بلا ذرة ضمير أو عقل. شعرت بتأنيب الضمير ولوم النفس، لذا صليت إلى الله، طالبة أن يرشدني لأجد مصدر هذه المشكلة.

بعد ذلك قرأت كلمات الله: "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. عندما كنت أفكر في كلمات الله، فهمت أن تلك الشهرة والربح كانت الأغلال التي يستخدمها الشيطان لتقييدنا، والأدوات التي يستخدمها لإفسادنا. لم أتمكن من تحرير نفسي من قيود وأغلال الشهرة والربح، لأن أهداف حياتي وأفكاري وآرائي دائمًا ما كانت خاطئة. لم أكن أضبط سلوكي بناءً على كلام الله وبحسب مطالبه. كنت أفعل ذلك بحسب قواعد الحياة الشيطانية التي يغرسها الشيطان فينا، "يميِّز المرء نفسه يريد أن يكون أفضل من الآخرين" "الإنسان يُكافح للصعود؛ والماء يتدفَّق للنزول" "يجب أن يجتهد البشر دائمًا لكي يكونوا أفضل من معاصريهم" سواء كان ذلك في المدرسة أو العمل في المجتمع، فقد جاهدت دائمًا ليلًا ونهارًا لكسب الشهرة والربح، لأكون الأولى، وأرضي طموحي في التميز عن الآخرين. بعد الإيمان بالله، كنت لا أزال أعيش في عبودية السمعة والمكانة. عندما أثنى عليّ الإخوة والأخوات في واجبي وأشادوا بي، وكانت رغبتي في الشهرة والربح والمكانة تتحقَّق، كنت أستمتع بفرحة التميُّز وأشعر بسعادة بالغة. لكن عندما رأيت أن الأخت ونجينغ كانت أفضل مني، شعرت بالغيرة من قدراتها. كنت أخشى أن تتفوق عليّ وتشكل تهديدًا لوضعي، لذلك فعلت كل ما بوسعي لقمعها واضطهادها، من دون أي تفكير في مصلحة بيت الله أو مشاعرها. في تلك اللحظة، رأيت بوضوح أنني سأصبح جارية مخلِصة للشهرة والربح، وأنني في سعيي لتلك الأشياء سأفقد ضميري وعقلي، وأصبح ماكرة وخبيثة، وأصبح أكثر فأكثر أنانية وخبثًا، ولم أكن قد عشت بحسب شيء سوى صورة الشيطان إبليس. لقد أصبحت الشهرة والربح والمكانة حقًا، الأدوات التي بها أفسدني الشيطان، وأوقعني في شَرَكِ مقاومة الله وخيانته. فكرت في أضداد المسيح هؤلاء الذين طُردوا من بيت الله من قبل: كان لديهم مكانة مميزة فوق الجميع. ومن أجل المكانة، استبعدوا إخوتهم وأخواتهم وقمعوهم، وعاقبوا الناس وطردوهم متى شاءوا. في النهاية، ارتكبوا كل أنواع الشر وأُقصَوا. لقد أظهرت شخصية ضد المسيح في الطريقة التي تعاملت بها وتصرفت مع الأخت ونجينغ، وعرفت أنني إذا لم أقبل دينونة الله وتطهيره، وتُبت بصدق، فعاجلًا أم آجلًا سأقُصى مثل أضداد المسيح هؤلاء. رأيت أنني كنت في حالة خطيرة، وأن ظلمة روحي وإخفاقات واجبي، كانت دينونة الله الصارمة وتأديبه. كانت مشيئة الله أن أفكر في نفسي وأرجع، وأترك المسار الخاطئ الذي كنت أتبعه، قبل فوات الأوان.

لذا، صلَّيت إلى الله، وطلبت منه أن يرشدني إلى مسار الممارسة. ثم قرأت هذا في كلمات الله: "فكِّر في هذا: ما أنواع التغييرات التي ينبغي على الشخص إجراؤها إذا أراد أن يمتنع عن الوقوع في فخّ هذه الظروف، وأن يكون قادرًا على إنقاذ نفسه منها، وأن يتحرَّر من مضايقات هذه الأشياء وعبوديَّتها؟ ما الذي ينبغي أن يحصل عليه الشخص قبل أن يتمكَّن حقًّا من الحريَّة والتحرُّر؟ من ناحيةٍ، ينبغي أن يستشفّ الأشياء: فالشهرة والثروة والمناصب ما هي سوى أدواتٍ وأساليب يستخدمها الشيطان لإفساد الناس ولإيقاعهم في الفخّ ولإلحاق الأذى بهم وللتسبُّب في فسادهم. ينبغي عليك أوَّلًا من الناحية النظريَّة فهم هذا الأمر فهمًا واضحًا. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تتعلَّم التخلّي عن هذه الأشياء وتجنُّبها. ... يجب أن تتعلّم أن تترك هذه الأمور وتضعها جانبًا، وأن تزكّي الآخرين وتسمح لهم بالبروز. لا تكافح بغضب أو تسرع لاستغلال فرصة لحظةٍ تصادفها كي تبرز أو كي تكسب المجد. يجب أن تتعلّم أن تتراجع، لكن لا يجب أن تؤجّل تأدية واجبك. كن شخصًا يعمل في خمول ذكر وصمت، ولا يتباهى أمام الآخرين بينما تؤدي واجبك بإخلاص. كلّما تخليت عن مكانتك ووضعك، وتخليت عن مصالحك، ستنعم بسلام أكبر، وسيُفتح مكان أكبر في قلبك، وستتحسّن حالتك. كلّما كافحت وتنافست أكثر، أصبحَت حالتك داكنةً أكثر. إن كنت لا تصدّق، فجرّب وسترى! إن أردت أن تغيّر هذا النوع من الحالات وألّا تسيطر عليك هذه الأمور، فيجب أولًا أن تضعها جانبًا وتتخلّى عنها" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "الوظائف ليست نفسها. هناك جسد واحد؛ حيث يقوم كل واحد بواجبه، وكل في مكانه ويبذل قصارى جهده – لكل شرارة وميض نور واحد – ويسعى إلى النضج في الحياة. هكذا سوف أكون راضيًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والعشرون). أظهرت لي كلمات الله طريق الممارسة. وأظهرت لي أنني عندما تراودني أفكار غِيرة، يجب أن أصلِّي إلى الله، وأهمل نيتي المعيبة، وأطرح عني اهتماماتي الشخصية، وأضع عمل بيت الله قبل كل شيء، وأنتبه إلى مشيئة الله. لدينا جميعًا نقاط قوتنا وضعفنا، لكن مشيئة الله أن نتعلم من نقاط قوة بعضنا بعضًا ونعوِّض ضعفنا، حتى يتمكَّن الجميع من أداء واجبهم، وخدمة هدفهم بأفضل ما في وسعهم. كانت مقدرة الأخت ونجينغ جيدة، وتسعى للحق. سبب ترتيب بيت الله أن تعمل معي، لم يكن حتى أغار من قدراتها وأنافسها في التباهي، ولكن لأتمكَّن من التعلُّم من نقاط قوتها والتعويض عن نقاط ضعفي. كان هذا لطف الله معي. كان علي تصحيح موقفي: عندما كان الآخرون أفضل مني ولديهم نقاط قوتهم، كان علي أن أواجه الحقائق وأن أعترف بنقاط ضعفي وعيوبي، وكان علي أن أتعلَّم من أختي. كنت أقوم بهذا الواجب لفترة من الوقت وفهمت المزيد من المبادئ. وهكذا، كان عليَّ أن أفعل ما بوسعي لمساعدة أختي، حتى نتمكَّن من القيام بواجبنا معًا في انسجام.

اقتربت من الأخت ونجينغ فيما بعد، وصارحتها بشأن الفساد الذي كنت أظهره. واعتذرت لها، وفتحتْ لي قلبها وتحدَّثت عما تعلَّمته في هذا الموقف. لقد عزَّتني وشجعتني، أما أنا فشعرتُ بالخزي الشديد والذنب. بعد ذلك، عندما رأيتها تواجه صعوبات في أداء واجبها، كنت أفكر أحيانًا في نفسي: "إذا ساعدتها في معالجة هذه المشكلة، لن يراها القادة إلا وهي تقوم بعمل جيد. لن يعرف أحد ما الذي فعلته لمساعدتها. فرصة التميز والتباهي ستكون لها وحدها". لهذا، كنت أشعر ببعض التردد في مساعدتها، لكن سرعان ما أدركت أنني، كنت أحاول التنافس معها على الشهرة والربح، مرة أخرى، فصليت طلبًا لعون الله في تصحيح دوافعي، ولأبادر لمساعدتها. بمرور الوقت، تحسَّنت حالتي. لم أعد أشعر بالألم والاكتئاب اللذين كنت أشعر بهما في أعماق قلبي، وأصبحت علاقتي مع الأخت ونجينغ أكثر انسجامًا. كانت الأخت ونجينغ تشارك معي بصراحة حول حالتها أو ما ربحته، وامتلأ قلبي بالعذوبة والفرح.

أتاح لي هذا الاختبار تمييز الفساد الحقيقي لغيرتي وإنسانيتي الخبيثة. لقد تسبَّب لي في ازدراء نفسي، بينما ساعدني في الوقت عينه للوصول إلى بعض الفهم العملي لشخصية الله البارة. لقد ساعدني ذلك في تعلُّم كيفية الهروب من أغلال غيرتي وقيودها، وتذوقت السلام والاستقرار اللذين ينبعان من تصرفي بحسب حق كلمة الله. لقد منحتني الإرادة للسعي للحق، والتخلُّص من شخصيتي الفاسدة، والقيام بواجبي جيدًا. شكرا لخلاص الله!

السابق: 41. لتحل السماحة محل الغيرة

التالي: 43. في ترك الأنانية أتحرر

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

2. في خضم تجربة الموت

يقول الله القدير، "لقد جاء الله للعمل على الأرض ليخلِّص البشرية الفاسدة، لا زيف في هذا؛ إن لم يكن الأمر هكذا لما أتى بكل تأكيد ليقوم بعمله...

35. أيام البحث عن الشهرة والمكاسب

"إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل...

69. العودة إلى الطريق الصحيح

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

45. العيش أمام الله

يقول الله القدير، "للدخول إلى الحقيقة، يجب على المرء توجيه كل شيء نحو الحياة الحقيقية. إذا لم يستطع الناس في إيمانهم بالله أن يعرفوا أنفسهم...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب