43. في ترك الأنانية أتحرر

يقول الله القدير، "في شخصيات البشر العاديين لا يوجد التواء أو غش، ويقيم الناس علاقات طبيعية بعضهم مع بعض، ولا يعيشون بمفردهم، كما أن حياتهم ليست متواضعة ولا مُنحلّة. وهكذا أيضًا يتعالى الله بين الجميع، وتتخلل كلماته بين البشر، ويعيش الناس في سلام بعضهم مع بعض وتحت عناية وحماية الله، وتمتلئ الأرض بالانسجام، دون تدخل الشيطان، ويحتل مجد الله أهمية قصوى بين الناس. مثل هؤلاء الناس هم كالملائكة: أطهار ونابضون بالحياة ولا يشتكون أبدًا من الله ويكرسون كل جهودهم فقط لمجد الله على الأرض" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار "كلام الله إلى الكون بأسره"، الفصل السادس عشر). ترينا كلمات الله أن شخصية الشخص الطبيعي ليس بها اعوجاج ولا خداع ولا أنانية ولا خسة. الاضطلاع بإرسالية الله بإخلاص، والعمل بانسجام مع الإخوة والأخوات، وفعل كل ما يمكن فعله من أجل تأدية الواجب هي أبسط الأشياء التي ينبغي على الشخص أن يكون قادرًا على فعلها. اعتدت العيش وفقًا للفلسفات الشيطانية مثل "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" و"عندما يعرف الطالب كل ما يعرفه المعلّم، فسيخسر المعلّم سبيل معيشته". كنت أنانيًا وخسيسًا ومعوجًا وماكرًا، وأفتقر تمامًا إلى الصورة البشرية. استمر ذلك إلى أن اختبرت دينونة كلمات الله وتوبيخها حينها بدأت شخصياتي الشيطانية هذه في التغير.

كنا في يونيو 2018 حين انضم الأخ تشانغ إلى فريقنا ليكون شريكي في واجبي. في ذلك الوقت فكرت، "أنا أقوم بهذا الواجب منذ فترة الآن، لذا فهمت المبادئ ورأيت بعض النتائج. ربما في مرحلة ما سأترك هذا الفريق لأضطلع بمسؤولية أعظم. عليَّ أن أساعد الأخ تشانغ في الوصول إلى المستوى المطلوب في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن من الاضطلاع بالعمل داخل فريقنا." مضيت قدمًا في تعليمه المهارات الأساسية التي تعلمتها في واجبي. بعد ثلاثة أشهر رأيت أن الأخ تشانغ لديه فهم أساسي لكل شيء وكان يحقق تقدمًا سريعًا حقًا. بدأت أشعر بالتهديد عند هذه المرحلة، فكرت، "لقد تحسن الأخ تشانغ سريعًا جدًا في واجبه. ألن يتجاوزني قريبًا إذا استمر هذا الأمر؟ ألن يعطيه القائد منصبًا مهمًا إذا اكتشف سرعة تقدمه؟" عندما تبادر هذا إلى ذهني فكرتُ في نفسي، "لا، عليَّ أن أتوقف. لا يمكنني أن أشارك كل ما أعرفه معه بعد الآن". منذ ذلك الحين في عملنا، حين كنت أجد أن مهارات الأخ تشانغ صارت دون المستوى قليلًا، كنت أخبره فقط ببضعة أشياء سطحية دون أن أشارك معرفتي مشاركة كاملة. كنت مدركًا أن هذا السلوك ليس صحيحًا، لكني فكرت بعد ذلك في المثل القديم، "عندما يعرف الطالب كل ما يعرفه المعلّم، فسيخسر المعلّم سبيل معيشته". كيف يمكنني أن أظهر بمظهر جيد، مع وجوده في دائرة الضوء؟ لا أستطيع أن أدعه يتجاوزني. وبينما واصلنا العمل معًا، أيًا كان الشيء الذي يسألني عنه الأخ تشانغ، كنت أرد عليه بإجابة جزئية وأحتفظ بالباقي لنفسي.

بعد ذلك بفترة ليست طويلة، بحث القائد عن الأخ تشانغ لمناقشة مأمورية مهمة. تسارع نبض قلبي عندما سمعتُ بهذا. فكرت، "لقد كنت في الفريق لمدة أطول من الأخ تشانغ. لماذا لم يرغب القائد في الحديث معي؟ هل أنا لست جيدًا مثله؟ أنا من يدربه، لكنه الآن الطفل الذهبي وأنا مستبعد. هو في دائرة الضوء وأنا منسي. ألن يتعلم أسرع إذا واصلت تعليمه؟ إذا حصل على منصب هام، فمن يُجلّني حينها؟" لذا فمنذ ذلك الوقت في علمنا معًا، عندما كنت أرى أن الأخ تشانغ يواجه صعوبات، لم أرغب في مساعدته. عانى تقدمنا نتيجة لعدم حل تلك الأشياء في الوقت المناسب، وانتهى الأمر بتعطل عمل الكنيسة. شعرت بقليل من الذنب وعدم الراحة، لكنني لم أراجع نفسي على الإطلاق. في يوم بدأت أشعر بحكة في إبطي فجأة. ولم أتمكن من وقفها. حتى أن وضع المرهم لم يُفد. في اليوم التالي بدأ ذراعي يؤلمني بشدة، لدرجة أنني لم أتمكن من تحريكه. أدركت أن هذه الحالة ليست صدفة، لذا وقفت أمام الله في صلاة والتماس. قلت، "يا الله، بدَأَتْ هذه الحالة بصورة مفاجأة جدًا. أعرف أن مشيئتك الصالحة وراء هذا. لكنني متبلد الحس جدًا ولا أعرف ما هي مشيئتك. أرجوك أنرني وأرشدني".

في أحد الأيام أثناء تعبدي، خطرت على بالي فجأة كلمات الله هذه: "إن كنت غير مستعد لتكريس كل ما تملكه، وأبقيته مخفيًا ومخبأً، وكنت مراوغًا في أفعالك..." (من "فقط عبر كونه شخصًا مستقيمًا، يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا حقًّا" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كانت هذه دعوة لاستيقاظي. كنت أعيش في حالة من المنافسة على الصيت والربح، خائفًا من أن يتجاوزني هذا الأخ، لذا لم أكن صريحًا قط في عملنا، ولم أرغب في مشاركة معرفتي معه. رأيت أن الله كان يحذرني بتلك الحالة، حتى أتأمل في نفسي. قرأت فيما بعد هذا المقطع من كلمات الله: "لغير المؤمنين نوع معين من الشخصية الفاسدة. عندما يعلّمون الآخرين معرفةً أو مهارة مهنيةً، فإنهم يؤمنون بالفكرة القائلة "عندما يعرف الطالب كل ما يعرفه المعلّم، فسيخسر المعلّم سبيل معيشته"، وهم يعتقدون أنّهم إن علّموا الآخرين كل ما يعرفونه، فلن يقدّرهم أحد بعد ذلك، وسيكونون قد فقدوا مكانتهم. لهذا السبب، يشعرون بحاجة إلى حجب بعض هذه المعرفة؛ فلا يعلّمون الناس سوى ثمانين بالمئة مما يعرفونه ويحرصون على إبقاء بعض الأمور مخفيةً عنهم. إنهم يشعرون بأنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لإظهار رتبتهم كمعلّمين. يحجبون دائمًا معلومات ويخفون أمورًا عن الآخرين – أي نوع من الشخصية هذا؟ إنها شخصية مخادعة. ... لا تظنّ أنّك تبلي حسنًا أو أنّك لم تحجب المعرفة بمجرد إطلاع الجميع على أكثر الأشياء سطحيةً أو أساسيةً، فهذا غير مقبول. أحيانًا، قد لا تعلّم إلا بعض النظريات أو الأشياء التي يستطيع أن يفهمها الناس حرفيًا، لكنّ المبتدئين غير قادرين على إدراك أي من الجوهر أو النقاط المهمة على الإطلاق. فأنت لا تعطي إلا لمحةً عامةً من دون التوسّع أو الدخول في التفاصيل، بينما تستمرّ بالتفكير بينك وبين نفسك: "حسنًا، على أي حال، لقد أخبرتك ولم أخفِ أي شيء عمدًا. إن كنت لا تفهم، فهذا لأنّ مقدرتك ضئيلة جدًا، فلا تلُمني. علينا أن نرى كيف سيقودك الله الآن وحسب." ينطوي هذا التفكير على خداع، أليس كذلك؟ أليست هذه الأفكار أنانيةً وخسيسةً؟ لماذا لا تستطيع تعليم الناس كل ما في قلبك وكل ما تفهمه؟ لماذا تحجب المعرفة بدل تقديمها؟ هذه مشكلة في نواياك وشخصيتك" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كشفت كلمات الله موقفي بدقة. لم أرغب في تعليمه المهارات التي تعلمتها من أجل صيتي ومنصبي. كنت خائفًا من أن يتقن الأمر ويتجاوزني بمراحل، معتقدًا أن الطالب سيغتصب مكان المعلم. بإعاقتي المستمرة له، ألم تكن تسيطر عليَّ طبيعتي الأنانية الخسيسة المعوجة الشيطانية؟ فكرت أيضًا في الوقت الذي كان فيه الأخ تشانغ قد انضم لتوه إلى فريقنا. كانت دوافعي لإرشاده هي أن يتمكن من الاضطلاع بعمل الفريق في أسرع وقت ممكن. وقتها سيكون لديَّ شخص أسلمه واجبي لأنني كنت آمل أن أضطلع بمنصب أهم. لكن حين رأيت السرعة التي تعلم بها الأشياء وأن القائد قدّره حقًا، شعرت بالقلق حقًا. قلقت من أنه إذا حافظ على أدائه الجيد، فسيتفوق عليَّ عاجلًا أم آجلًا، سيحل محلي. نتيجة لهذا لم أرغب في مشاركة ما كنت أعرفه معه. في بعض الأحيان لم أرغب في مساعدته حين كنت أعرف أنه يواجه صعوبات في أداء واجبه، وهو ما انتهي إلى تأخير عمل الكنيسة. رأيت أنني كنت أعمل دائمًا لحفظ صيتي ومنصبي دون إيلاء أي اعتبار إلى عمل بيت الله. كنت أنانيًا ومخادعًا حقًا. دون تأديب الله في الوقت المناسب، بإصابتي بتلك الحالة، لم أكن لأتأمل في نفسي بعد. ثم قرأت كلمات الله هذه: "منذ إيمانك بالله، أكلت من كلام الله وشربت منه، وقبلت دينونته وتوبيخه وقبلت خلاصه. لكن إن لم تتغيّر المبادئ التي تسلك على أساسها والاتجاه الذي تعتمده للقيام بالأشياء وللتصرف كشخص، وإن كنت مشابهًا لغير المؤمنين، فهل سيعترف بك الله كمؤمن به؟ كلا. سيقول إنّك لا تزال تسير على طريق غير المؤمنين. وبالتالي، فسواء كنت تؤدي واجبك أو تتعلّم المعرفة المهنية، فيجب أن تتقيّد بالمبادئ في كل ما تفعله. يجب أن تتعامل مع كل ما تفعله بالانسجام مع الحق، وتمارس بالانسجام مع الحق. يجب أن تستعمل الحق لحل المشاكل، ولإصلاح الطباع الفاسدة التي تكشّفت فيك، وإصلاح أساليبك وأفكارك الخاطئة. يجب أن تتجاوز هذه بشكل متواصل. من ناحية، يجب أن تتفحّص نفسك. عندئذٍ، إن اكتشفت طبعًا فاسدًا، فيجب أن تحلّه وتُخضعه وتتخلى عنه، وبعد أن تكون قد حللت هذه المشاكل، وعندما تكفّ عن القيام بأشياء بالارتكاز على طباعك الفاسدة، وعندما تستطيع التخلي عن دوافعك ومصالحك وتمارس بحسب مبادئ الحق، حينئذ فقط ستفعل ما يُفترض أن يفعله من يتبع الله حقًا" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "يجب عليك أن تأخذ جوهر تلك المعرفة المهنية ونقاطها الأساسية – الأشياء التي لم يفهمها الآخرون أو يدركوها – وتطلع الناس عليها كي يستخدموا كلهم قوّتهم للتعاطي معها، ومن ثمّ يكتشفون حتى المزيد من الأشياء العديدة والعميقة والناضجة. إن أسهمت بكل هذه الأشياء، فستكون مفيدةً للناس الذين يتمّون هذا الواجب ولعمل بيت الله أيضًا. ... عندما يتعرَّف معظم الناس للمرة الأولى على جانب محدد من المعرفة المهنية، لا يستطيعون أن يفهموا سوى معناه الحرفي، بينما القسم الذي يشمل النقاط الأساسية والجوهر، فيتطلّب التمرين لفترة من الزمن قبل أن يتمكّن الناس من استيعابه. إن كنت قد استوعبت هذه النقاط الأدقّ، فيجب أن تطلع الناس عليها مباشرةً. لا تجعلهم يسلكون مسارًا غير مباشر كهذا ويقضون الكثير من الوقت قبل بلوغ المقصد. هذه مسؤوليتك، وهذا ما يجب أن تفعله. فقط إن أخبرتهم ما تعتقد أنّها النقاط الأساسية والجوهر، فلن تحجب أي شيء، وحينئذٍ فقط ستكون غير أناني" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). أدركت من كلمات الله أنه كان عليَّ أن أركز على مراجعة لذاتي في واجبي والتماس الحق لحل طبيعتي الشيطانية الأنانية والخسيسة. كان عليَّ أن أهجر آرائي وأفكاري الخاطئة وأن أكون قادرًا على العمل في وحدة مع الإخوة والأخوات في واجبي. أدركت أن كل واحد فينا يفتقر إلى الكثير، سواءً أكان هذا في الحق أم في عملنا، لذا يحتاج الإخوة والأخوات مساعدة ودعم بعضهم بعضًا في واجباتهم، والشركة حول ما يفهمونه دون استبقاء أي شيء. بالتعويض عن نقائص بعضنا بعضًا بهذه الطريقة فمن غير المرجح أن ننزلق في منعطفات. في الحقيقة، فإن كوني أكثر مهارة بعض الشيء من الأخ تشانغ يرجع برمته إلى لطف الله. كان ينبغي عليَّ أن أكون مراعيًا لمشيئة الله، وأن أتخلى عن أنانيتي، وأن أعلمه كل شيء عرفته حتى يتمكن من أداء واجبه بصورة جيدة في أسرع وقت ممكن. فقط هذا يتماشى مع مشيئة الله. بمجرد أن أدركت هذا، أسرعتُ بالوقوف أمام الله مصليًا، عازمًا على هجر تفكيري الخاطئ وعلى ألا أعيش وفقًا لشخصياتي الشيطانية الخسيسة الأنانية فيما بعد. فيما بعد بحثت عن الأخ تشانغ حتى أتحدث معه محادثة صادقة حول الحالة التي كنت فيها، ولأُشرِّح شخصياتي الشيطانية هذه. شاركت معه أيضًا النقاط الأساسية للمهارات التي كانت لدي. عندما بدأت في تطبيق هذه الطريقة، شعرت براحة أكبر بكثير، وهدأَتْ تلك المسألة الصحية قبل أن أدرك.

فكرت أنني قد تغيرت بالفعل بعد اجتياز هذا الأمر، إلا أن هذه الشخصيات الشيطانية كانت عميقة الجذور حقًا. بمجرد أن أتت الظروف المناسبة، لم يسعني إلا أن أدع تلك السموم تظهر مرة أخرى.

في مارس 2019 انتُخبنا، الأخ تشانغ وأنا، في نفس الوقت لكي نصبح قادة للكنيسة. في البداية عملنا معًا بصورة جيدة حقًا. سواءً بشأن أمر داخلي بالكنيسة أو صعوبة واجهناها، كنا قادِرَيْن على التماس الحق معًا لحلها. لكن في يوم، سمعت شخصًا في الكنسية يقول، "شركة الأخ تشانغ عن الحق عملية جدًا، وهو مسؤول حقًا في واجبه". جعلني سماع هذا في حالة من الاضطراب الداخلي مرة أخرى وفكرت، "إذا تفوق الأخ تشانغ عليَّ، فلن يكون لدي أي كرامة على الإطلاق قريبًا جدًا!" في كل نقاشات عملنا التالية لم أشر إلا إلى الأخطاء والعيوب واحتفظت بطرق التطبيق لحلها لنفسي. عندما كان يأتي إلىَّ للبحث في بعض الأحيان، كنت أَصِرُّ على أسناني وأعطيه القليل، خائفًا من أنه إذا فهم أكثر مما يجب، سينطلق في حل المشاكل دون أن أحصل على فرصة للتفاخر. أتذكر أنه في مرة كان على وشك عرض الدعم على بعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من الضعف. كان يخشى أنه إذا لم تتم الشركة بالشكل الصحيح، فلن تكون مثمرة. لذا جاء للتشاور معي حول الحقائق التي يجدر التركيز عليها. لكن اهتمامي في ذلك الوقت كان منصبًا على أنني إذا أخبرته بكل ما عرفته ثم ذهب هو وتعامل مع المشكلة، فسيبجله الإخوة والأخوات بالتأكيد، ووقتها ما الذي سأشاركه في الشركة في المرة القادمة؟ ألن يجعله هذا يبدو أفضل مني؟ لذا فكرت في ذلك الوقت، "لا، يجب أن استبقي شيئًا لنفسي لأشارك عنه في المرة القادمة حتى يروا أنني الأكثر قدرة على حل المشاكل." لم أعط الأخ تشانغ سوى عرضًا عامًا موجزًا لكنني لم أذكر أي تفاصيل أو أي شيء هام حقًا. وحيث أنني كنت أضمر أنانيتي ولم أرغب في مشاركة كل شيء أعرفه معه، تجنبت الأخ تشانغ عن عمد في عملنا معًا وقضينا وقتًا أقل مما اعتدنا عليه في مناقشة الأشياء سويًا. في بعض الأوقات كنت أشعر بالذنب حقًا وفكرت في نفسي، "أنا لا أعمل بانسجام مع أخي بقيامي بواجبي بهذه الطريقة، وهو أمر لن يسعد الله." لكن بعدها فكرت، "إذا تفوق عليَّ فسيبجله الجميع،" لذا لم أعد أرغب في تطبيق الحق. كنت دائمًا في حالة من التعنت الشديد خلال ذلك الوقت، وتلاقيت مع شخصية الله البارة. كان عقلي يدور في دوامة دائمًا. افتقَرَتْ شركتي في الاجتماعات إلى أي نور ولم أحقق أي شيء في واجبي، كنت أغفو وأغط في النوم مبكرًا جدًا كل ليلة. كنت أشعر أيضًا بشعور متزايد من عدم الراحة. عند تلك المرحلة أدركت أن الله غادرني، ثم انتابني الخوف. أسرعتُ بالوقوف أمام الله مصليًا. "يا الله، لقد كنت أعيش داخل شخصياتي الشيطانية الأنانية والخسيسة. أعرف أن هذا يثير مقتك، لكني غير قادر على مساعدة نفسي. لا أستطيع أن أُخلِّص نفسي منها. يا الله، أنرني من فضلك حتى أصل إلى فهم أصدق لطبيعتي وجوهري".

بعد صلاتي قرأت هذا المقطع من كلمات الله: "في الماضي، قبل أن يصبح كلام الله حياة الناس، كانت طبيعة الشيطان هي التي تولّت القيادة وسادت في داخلهم. ما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه العواطف القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحبّ تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أنّ هذا يعود بالدرجة الأولى إلى سمّ الشيطان الموجود داخلكم. يمكن للكلمات أن تعبّر خير تعبير عن ماهية سمّ الشيطان. على سبيل المثال، إذا سألت بعض الأشرار لمَاذا تصرفوا بشيء ما، فسوف يُجيبون: لأن "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبح منطق الشيطان حياة الناس. قد يفعلون أمورًا لهذا الغرض أو ذاك، لكنهم لا يفعلونها إلاّ من أجل أنفسهم. ويعتقد الجميع أنه بما أن كل إنسان تعنيه نفسه، فينبغي للناس أن يعيشوا لأجل أنفسهم ويفعلوا ما يقدرون عليه لضمان منصب جيد، من أجل خاطر المأكل والملبس الراقي. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي حياة الإنسان وفلسفته، وهي تمثّل طبيعته أيضًا. إن كلمات الشيطان هذه هي بالضبط سُمُّ الشيطان، وعندما يعتمده الإنسان يصبح من طبيعته. وتنكشف طبيعة الشيطان من خلال هذا التصريح، فهو يمثّلها تمامًا. ويصبح هذا السُمّ حياة الإنسان وأساس وجوده. ولطالما ساد هذا السمُّ على البشرية الفاسدة منذ آلاف السنين" (من "كيف تسلك طريق بطرس؟" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). بينت لي كلمات الله التي قرأتها أنني لم يسعني إلا الحياة وفقًا لشخصياتي الشيطانية الأنانية والخسيسة لأن سموم الشيطان مثل "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" و"عندما يعرف الطالب كل ما يعرفه المعلّم، فسيخسر المعلّم سبيل معيشته" صارت حياتي اعتبرتها أشياء إيجابية، قوانين أحيا بموجبها، معتقدًا أنها الطريقة التي ينبغي على الناس أن يحيوا بموجبها، وأنها الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا. نتيجة لهذا صرت أنانيًا ودنيئًا بصورة متزايدة، لا أفكر إلا في نفسي. كنت خائفًا باستمرار من أن يصبح الأخ تشانغ أفضل مني في الواجب الذي أديناه معًا، لذا كلما تحدثنا عن العمل، كنت أموه الأشياء، فاعلًا أقل القليل، دون أن أشارك كل ما عرفته. عندما واجه الأخ تشانغ مشاكل في أداء واجبه وأتى إليَّ ساعيًا، لم يكن عمل بيت الله هو ما يشغلني، بل شغلني أنني إذا علمته كل شيء، فلن تكون لدي فرصة لأتألق في الكنيسة. لم أرغب في مساعدته حتى حين كنت أعرف جيدًا أن هذا ليس النهج الصحيح، كان بإمكاني رؤية أنني لم أكن أؤدي واجبي مراعاة لمشيئة الله أو لتعضيد عمل بيت الله، لكنني كنت أقوم به سعيًا وراء الصيت والمكانة الشخصية. لقد كنتُ أنانيًا وماكرًا بشكلٍ لا يصدق. عند اعتمادي على تلك الشخصيات الشيطانية في أداء واجبي، كيف يمكنني أن أربح إرشاد الله وبركاته؟ ظننت أنني بعدم تعليم أي شخص آخر ما عرفته يمكنني أن أكون الأفضل في الكنيسة وأن يوقرني الجميع، لكن تبين بالفعل أنني كلما أخفيتُ، ازدادت روحي ظلامًا، وتركني إرشاد الله أكثر. وصلت إلى مرحلة لم أتمكن فيها من القيام بما كنت قادر على فعله فيما سبق. ثم تذكرتُ تلك الكلمات من الرب يسوع: "فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَٱلَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ" (متى 13: 12). جعلني اجتياز ذلك الأمر أقدر شخصية الله البارة حقًا. عندما فكرت في الأمر أكثر، رأيت أن القدرة على رؤية بعض الأمور في واجبي كانت برمتها إرشاد الله واستنارته. ودون إرشاد كلمات الله كنت أعمى، غير قادر على فهم أي شيء، وغير قادر على حل أي مشاكل. لكنني كنت أفتقر تمامًا إلى الوعي الذاتي، وظننت دون خجل أن استنارة الروح القدس هي قدرتي الخاصة. ألم أحاول أن أسلب الله مجده؟ يستطيع الله أن يرى ما في أعماق قلوب الناس وعقولهم. عرفت أنني إذا واصلت تأدية واجبي معتمدًا على تلك الشخصيات الشيطانية، فمن المؤكد أن الله سيرفضني ويقصيني. عند تلك الفكرة وقفت سريعًا أمام الله لأصلي قائلًا، "يا الله، لن أكون انتهازيًا ولا دنيئًا في أداء واجبي بعد الآن. أرغب حقًا في العمل بصورة جيدة مع الأخ تشانغ وأن أؤدي واجبي بصورة جيدة".

بعد ذلك، قرأت كلمات الله هذه: "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو مكانتك أو سُمعتك. لا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا بذلت ما في وسعك لتكون مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "عندما تكشف عن أنّك أنانيّ وخسيس وتكون قد وعيت هذا، يجب أن تسعى إلى الحق: ماذا يجب أن أفعل لأكون منسجمًا مع مشيئة الله؟ كيف يجب أن أتصرّف كي تفيد تصرفاتي الجميع؟ أي أنّه عليك أن تبدأ بوضع مصالحك الخاصة جانبًا، والتخلي عنها تدريجيًا بحسب قامتك، شيئًا فشيئًا. بعد أن تكون قد اختبرت هذا عدة مرات، ستكون قد وضعتها كلها جانبًا، وحينما تفعل هذا، ستشعر بالمزيد من الصمود. كلما تضع مصالحك جانبًا، ستشعر أكثر بأنّك يجب أن تتمتّع بضمير وعقل كإنسان. ستشعر بأنّك، من دون دوافع أنانية، تتصرّف كشخص واضح ومستقيم وتقوم بأمور لإرضاء الله بالكامل. ستشعر بأنّ هذا النوع من السلوك يجعلك جديرًا بأن تدعى "إنسانًا"، وأنّك بالعيش بهذه الطريقة على الأرض، فأنت صريح وصادق، وأنت شخص أصيل تتمتّع بضمير صافٍ، وأنت جدير بكل الأشياء التي يمنحك إياها الله. كلما مضيت في العيش على هذا النحو، ستشعر بالمزيد من الصمود والسعادة. على هذا النحو، ألن تكون قد وطئت الطريق الصحيح؟" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). بعد قراءة هذا، فهمت أنني إذا رغبت في تأدية واجبي بصورة جيدة، فعليَّ أن أفكر أولًا في كيفية تعضيد عمل بيت الله، كيفية وضع كل ما لدي في واجبي، وكيفية تأديته بأقصى قدر من المسؤولية. يُركز الله على سلوكنا في واجبنا. يأمل أن نقف أمامه بقلب صافٍ، وأن نضع كل ما لدينا في تأدية واجبنا بصورة جيدة، وأن نصبح أشخاصًا ذوي ضمير وإنسانية. بمجرد أن فهمت مشيئته، تلوت صلاة لله في قلبي، مخبرًا إياه بأنني مستعد للتخلي عن أنانيتي والتوقف عن الاهتمام بمصالحي الشخصية، وأنني سأقوم فقط بأي شيء يفيد الكنيسة وحياة إخوتي وأخواتي. بعد ذلك، ذهبت وتحدثت مع الأخ تشانغ، مخبرًا إياه عن أنانيتي وشخصياتي الشيطانية الخسيسة ودوافعي المخادعة. كما التمسنا الحق معًا في المشاكل والعيوب في عملنا لنحلها، وقدمت له شركة عن كل شيء عرفته، دون تحفظ. عندما طبقتُ بهذه الطريقة، اختبرت شعورًا بالسلام. شعرت بروعة أن تكون ذلك النوع من الأشخاص، أن تكون منفتحًا وصريحًا. تحسَنَتْ حالتي تدريجيًا وبدأتُ أن أرى بعض النتائج في واجبي. حتى وإن كنت في بعض الأحيان ما زلت أُظهر شخصياتي الشيطانية الأنانية والخسيسة، إلا أنني في اللحظة التي أفكر فيها كيف يثير هذا مقت الله، أقف أمامه لأصلى، وأهجر تفكيري الخاطئ، وأرغب أن أطبق وفقًا لكلامه.

بعد اجتياز هذا النوع من الاختبارات، شعرت حقًا بأن تأدية واجبنا بالاعتماد على الشخصيات الشيطانية وسموم الشيطان لا يمكنه أن يجعلنا إلا أكثر أنانية وخسة و تمحورًا حول الذات. سنخسر كل شبه بالبشر، لن نتسبب فقط في الألم لأنفسنا، بل سنصبح أيضًا غير قادرين على العمل بصورة جيدة مع الآخرين. كما أنه لن ينتج عن ذلك إلا الإضرار بعمل الله. عندما طبقت الحق كشخص صادق وفقًا لكلمات الله، وتوقفت عن التخطيط لمصالحي الشخصية، نلت استنارة الروح القدس وإرشاده في واجبي، وشعرت بالسلام الداخلي. شكرًا لله! كانت دينونة كلمات الله وتوبيخها هي التي منحتني بعض الفهم لشخصياتي الشيطانية الأنانية والمخادعة. وأخيرًا صرت قادرًا على تطبيق بعض الحق والحياة بحسب الصورة البشرية بعض الشيء.

السابق: 42. من دون الغيرة تتحرر أنفاسي

التالي: 44. أرى حقيقة نفسي أخيرًا

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

35. أيام البحث عن الشهرة والمكاسب

"إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل...

53. تخفيف وطأة العلاقات المقيّدة

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

55. التحرر من قيود العبودية

يقول الله القدير، "الآن حان الوقت الذي أضع فيه نهاية كل شخص، وليس نهاية المرحلة التي بدأت فيها عمل الإنسان. أنا أكتب في سجلي، واحدًا تلو...

57. الإبلاغ أو عدم الإبلاغ

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب