57. الإبلاغ أو عدم الإبلاغ

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله، فعليكم إذًا أن توفّروا لله راحة البال وترضوه في كل شيء. بعبارة أخرى، يجب أن تكون تصرفاتكم مبنية على المبادئ ومتوافقة مع الحق. إذا كان هذا يفوق قدرتك، فستكون مبغوضًا ومرفوضًا من الله ومزدرىً من جميع الناس. ما إن تقع في مثل هذا المأزق، لا يمكنك عندئذٍ أن تُحسَب في عداد بيت الله. هذا هو المقصود بعدم الحصول على القبول من الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). يطلب الله منا أن نفعل الأشياء بحسب المبادئ، وبما يتماشى مع الحق. إنه أيضًا واجبنا كمؤمنين. لا يمكننا أن ننال استحسان الله دون أن نكون على هذا المستوى. في الماضي، كانت شخصيتي الفاسدة تقيدني دائمًا، إذ لم أكن أتحدث أو أتصرف وفقًا للمبادئ. عندما كنت اكتشف قادة أو عمال زائفين في الكنيسة، لم أكن أجرؤ على كشفهم أو الإبلاغ عنهم، مما أدى إلى تأخير عمل بيت الله. تعلمت من خلال التجربة أهمية القيام بالأشياء بحسب المبادئ.

كلفني قائد كنيستنا بواجب الكتابة الصيف الماضي لأساعد قائد الفريق في عمل الفريق. كنت قد نُحيت عن واجبي الأخير قبل ثلاثة أشهر، لذلك قدمت الشكر الجزيل لله على منحي فرصة أخرى. قدّرت حقا هذه الفرصة وأردت الاتكال على الله في القيام بهذا العمل. أعطاني قائد الفريق فكرة موجزة عن عمل الفريق، ورأيت أنهم لم يكن لديهم عدد كاف لتحرير المستندات، مما أثر حقًا على تقدمهم. اقترحت بعض الإخوة والأخوات حتى نتمكن من مناقشة من هو الأنسب لهذا الواجب. لكن رده كان، "لا داع للعجلة. لنتمهل. جهزي بعض المقالات أولًا، وبعدها سنرى". أصابتني لامبالاته بالتوتر. لم يكن هناك بالفريق ما يكفي من الأشخاص الذين يفهمون الحق ويتمتعون بإمكانات جيدة، وقد أثّر هذا بالفعل على العمل. كيف يمكن أن يقول "لنتمهل"؟ ألم يكن هذا استهتارًا؟ شعرت أنه يجب أن أفتح معه الموضوع. ولكن بعد ذلك فكرت، "إنه المسؤول. إنه يضطلع بهذا الواجب من قبلي ويفهم مبادئ أكثر. لا بد أن لديه فكرة جيدة عن كيفية ترتيب الأمور. لقد انضممت للتو إلى الفريق وكل شيء جديد عليّ. إذا أفلت لساني، ألن يقول إنني لحوحة وأتجاوز حدودي؟ دعك من الأمر. سوف أنتظر وأرى".

بعد فترة وجيزة اكتشفت أنه كان متكاسلًا حقًا في تدريب أعضاء الفريق، ولم يكن يتبع المبادئ في تكليف الناس بالمهام. قد يقوم بعض الإخوة والأخوات بواجب معين، ومن دون تفكير في الوضع العام، أو نقاط قوة الفرد، أو نوع الواجب المناسب له، كان يعينهم بشكل تعسفي في فريق آخر. وقد أثر ذلك على عمل بيت الله وعرقل تقدمنا. ذكرت له أن ترتيباته تفتقر إلى المبادئ وأنها غير ملائمة، لكنه استمر فيما يفعله على أية حال. كنت أرغب في عمل شركة معه لتشريح ما كان يفعله وكشف طبيعته. ولكن بعد ذلك فكرت، "أنا جديدة في الفريق. إذا ظللت أقترح أشياءً طوال الوقت، هل سيقول إنني مسيطرة وغير متعقلة؟" لم أجرؤ على ذكر ذلك مرة أخرى.

وبعدها بقليل، تلقيت رسالة من أحد قادة الكنيسة يسألني عما إذا كنا قد وجدنا أي شخص لتحرير المستندات وإذا كنا أنا ورئيس الفريق نعمل بشكل جيد معًا. أصابني هذا الأمر ببعض القلق، ولم أعرف كيف أرد. إذا اكتشف قائد الفريق أنني أخبرت قائد الكنيسة بأنه لا يقوم بعمل عملي، كيف يمكننا الاستمرار في العمل معًا؟ علاوة على ذلك، لم أكن أعرف ما رأي الآخرين في الفريق فيه. إذا كان تصوري خاطئًا، هل سيقول زعيم الكنيسة إنني كنت أتصيد الأخطاء، وإنني متحيزة؟ ولكن إذا لم أتكلم، فسأشعر أنني لم أكن صادقة ولم أحم مصالح بيت الله. بعد تفكير طويل، قررت معرفة رأي الآخرين فيه أولاً. كان بإمكاني الرد على الرسالة لاحقًا.

رأيت الأخ يانغ في اجتماع. قال إنه في الفريق منذ عدة أشهر، ولم يكن قائد الفريق مسؤولًا قط. لم يواكب العمل أو يتابع في الوقت المناسب، ولم يوجه الإخوة والأخوات أو يساعدهم على الدخول في المبادئ. كانت هناك أيضًا بعض المستندات العاجلة التي لم يكلف الناس بها في الوقت المناسب، ولم يول اهتمامًا للقضايا التي يثيرها الآخرون. قال الأخ يانغ أيضاً إنه نادرًا ما سمعه يقدم شركة في الاجتماعات حول كيفية تأمله في نفسه ومعرفتها، وكيفية تطبيق كلام الله عندما يواجه مشكلة، لكنه كان يتحدث عن بعض التعاليم فحسب. كان يتحدث بسلاسة، لكنه لم يقم بأي عمل حقيقي على الإطلاق. قلت لنفسي: "يبدو أنه يتخبط فحسب دون القيام بأي عمل حقيقي. يرفض قبول الحق أو اقتراحات الآخرين. أليس هذا هو تعريف القائد أو العامل الزائف؟ إذا واصل القيام بهذا الواجب، وتحمل مسؤولية هذا العمل المهم في بيت الله، يمكن لهذا أن يضر حقًا بعمل بيت الله". جعلني هذا أدرك مدى خطورة المشكلة وأنني يجب أن أخبر أحد قادة الكنيسة دون تأخير. ولكن بعد ذلك فكرت، "إذا أبلغت عن هذا ولم ينته الأمر باستبداله، فقد يجعل الأمور صعبة بالنسبة إليّ، أو حتى ربما ينحيني عن واجبي. كنت أقوم بالعبادات والتأمل الذاتي لمدة ثلاثة أشهر. لم أتول هذا الواجب منذ فترة طويلة. إذا نحاني، هل سأحصل على فرصة في واجب آخر؟ يقول المثل القديم، "المسمار البارز يُضرب أولًا". لا يجب أن أقول أي شيء. سأنتظر حتى يبلغ عنه شخص آخر ثم أدلي بما لديّ. بهذه الطريقة لن أعرّض نفسي للخطر".

كنت أرغب فقط في تدبر أموري بعين مفتوحة وأخرى مغمضة، لكن الله يرى ما في قلوبنا. انتابني هذا الشعور غير المريح حقًا في طريقي إلى المنزل. شعرت بوخز الضمير. شعرت بأن الروح القدس يوبخني. صليت إلى الله وطلبت منه أن ينيرني لأعرف نفسي. بعد صلاتي، فكرت في كلام الله هذا: "فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ هل بوسعك أن تمارس البِرّ من أجله؟ هل بوسعك أن تقف وتتكلَّم بالنيابة عني؟ هل بوسعك أن تمارس الحق بثباتٍ؟ هل لديك من الشجاعة ما يكفي لتحارب كل أفعال الشيطان؟ هل تستطيع أن تنحّي مشاعرك جانبًا وتفضح الشيطان من أجل حقيقتي؟ هل بوسعك أن تسمح لمقاصدي بأن تتحقق فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يفعل مشيئتي؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). لم يكن لديّ رد على هذا. شعرت بالضيق حقًا. كنت أتحدث دائمًا عن مراعاة مشيئة الله ودعم عمل الكنيسة، ولكن عندما حدث شيء ما ينتهك الحق ويضر ببيت الله، لم أهتم سوى بمصالحي الخاصة. كنت أعلم أن قائد الفريق كان مُقصّرًا في واجبه ولم يقم بأي عمل حقيقي، وأن هذا قد أثر بالفعل على عمل الكنيسة. وأنني يجب أن أخبر قائد الكنيسة. لكنني حميت نفسي فقط، خشية أن ينتقم مني أو أن أفقد واجبي. تراجعت في اللحظة الحاسمة، وغضضت الطرف، متظاهرة بعدم معرفة ما يجري. لم أكن أحافظ على مصالح بيت الله بأي شكل. لقد كنت أنانية وخسيسة للغاية، دون أي إنسانية أو عقل!

عندما عدت إلى المنزل صليت إلى الله طالبة: "ما الذي جعلني حقًا لا أطبق الحق، ولا أحافظ على عمل الكنيسة؟" قرأت لاحقًا هذا المقطع من كلام الله: "يتمنّى معظم الناس أن يسعوا إلى الحق ويمارسوه، لكنهم، في معظم الوقت، لا يملكون سوى العزم والرغبة لفعل هذا، فلا يمتلكون حياة الحق في داخلهم. ونتيجةً لهذا، فإنهم عندما يواجهون قوى شريرةً أو أشخاصًا أشرارًا وسيئين يقترفون أفعالًا شريرةً، أو قادةً مزيفين ومُسحاء كاذبين يقومون بأشياء بطريقة تنتهك المبادئ، ما يؤدّي بالتالي إلى تكبّد عمل بيت الله للخسائر ويؤذي مختاري الله، الذين يخسرون الشجاعة للصمود والتعبير عن آرائهم. ما معنى ألّا تمتلك الشجاعة؟ هل هذا يعني أنّك خجول أو غير فصيح؟ أم أنّك لا تفهمها تمامًا، وبالتالي لا تتمتّع بالثقة بالنفس للتعبير عن آرائك؟ ليس أيًا من هذه الأمور، بل تتحكّم بك عدة أنواع من الطباع الفاسدة. أحد هذه الطباع هو المكر. تُفكّر في نفسك أولًا وتقول: "إن عبّرت عن آرائي، فماذا سأستفيد؟ إن عبّرت عن آرائي وأغضبت أحدهم، فكيف سننسجم في المستقبل؟" هذه عقلية ماكرة، أليس كذلك؟ أليست هذه نتيجة طبع ماكر؟ ... يتحكّم بك طبعك الشيطاني الفاسد، فتتكلّم بالرغم من نفسك. حتى لو أردت الإفصاح عن كلام صادق، فأنت عاجز عن قوله وخائف أيضًا. أنت غير قادر على القيام حتى بجزء متناهي الصِغَر مما يجب عليك فعله، وما يجب عليك قوله، والمسؤولية التي يجب أن تتولّاها. فيداك وقدماك مقيّدة بطبعك الشيطاني الفاسد. أنت لا تمسك بزمام الأمور بتاتًا. يُملي عليك طبعك الشيطاني الفاسد كيفية الكلام، فتتكلّم بهذه الطريقة، ويُملي عليك ما يجب فعله، فتفعله. ... أنت لا تسعى إلى الحق، أو حتى تمارس الحق، ومع ذلك تواصل الصلاة، وتقوّي تصميمك وتتّخذ قرارات وتقسم الأيمان. وماذا نتج عن كل هذا؟ ما زلت مذعنًا: "لن أستفزّ أحدًا ولن أهين أحدًا. إن كانت مسألة لا تعنيني، فلن أتدخّل فيها، ولن أقول أي شيء عن أمور لا تخصّني، وما من استثناءات في هذا. إن كان شيء يضرّ بمصالحي أو كبريائي أو احترامي لذاتي، فمع ذلك لن أعيره أي اهتمام، وسأتعامل معه كله بحذر، يجب ألا أتصرّف بتهور. مَن يسعى إلى التميّز، يلقى عيون الحُسّاد، وأنا لست بتلك الدرجة من الغباء!" أنت خاضع كليًا لسيطرة طباعك الفاسدة كالشر والمكر والقسوة ومقت الحق. فهي تدمّرك ويصعب عليك تحمّلها أكثر من الطوق الذهبي الذي وضعه الملك القرد. العيش تحت سيطرة طبع فاسد منهك ومؤلم للغاية!" (من "وحدهم الذين يمارسون الحق يخافون الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد كشف كلام الله بشكل قاطع عن شخصيتي الشيطانية الماكرة والأنانية. عندما تحدثت في البداية عن قلة الأشخاص في الفريق ورأيت قائد الفريق هادئًا تمامًا ولا يتحمل المسؤولية، كنت أعرف جيدًا أن هذا سيؤثر على عمل الكنيسة. لكنني لم أجرؤ على قول المزيد، خشية أن يقول إنني تجاوزت الحدود ويبدأ يكرهني. لاحقًا، رأيت أنه يبدل الناس من دون أي مبادئ، ويُلبس قبعة هذا لذاك ويفسد عملنا. بالكاد ذكرت الأمر، بل مررت عليه مرور الكرام. كنت أعرف أنه لم تتحقق أي نتيجة، لكنني كنت خائفة من التعامل معه أو فضحه. عندما أخبرني الأخ يانغ المزيد عنه، لم يكن لدي شك في أنه لم يكن يقوم بعمل عملي ولن يقبل الحق، وأنه قائد زائف وأنه يجب أن أبلغ قائد الكنيسة على الفور. ومع ذلك، كنت أخشى أن ينحيني عن واجبي، لذلك تراجعت وهربت مرة أخرى، فقط لحماية وضعي وآفاق مستقبلي. لقد كنت أنانية ومخادعة جًدا! في كل مرة أرى إحدى مشاكله لم أجرؤ على فضحه أو إخبار أحد قادة الكنيسة. ونتيجة لذلك، تعطل عمل بيت الله. كنت أعيش بسموم شيطانية مثل "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط" و"المسمار البارز يُضرب أولًا"، و"القوة تصحح المسار" و"لا يملك مسؤول المقاطعة سلطة المسؤول المحلي". كان رأيي سخيفًا جدًا، وأصبحت أكثر اهتمامًا بذاتي وأكثر مراوغة. كنت حذرة وأتلمس طريقي في كل ما أفعله، لحماية مصالحي الخاصة في كل شيء، خوفًا من أن أتحمل مسؤولية أي مشكلة تحدث. لم أستطع تحمل فكرة أن أكون في حيرة. كان من الصعب بالنسبة إليّ أن أتلفظ بكلام حقيقي، وأن أقول ما كان يحدث بالفعل. لم يكن لدي الشجاعة للإبلاغ وكشف قائد زائف. كنت مقيدة ومحكومة بشدة من هذه الشخصيات والسموم الشيطانية جسديًا وعقليًا. لم أستطع قول الحقيقة، ولم يكن لديّ بر على الإطلاق. لقد كانت طريقة جبانة للعيش. لقد اختبرت حقًا مدى سخافة هذه السموم الشيطانية، وعندما عشت بها، كان كل ما أفعله يتعارض مع الحق ويعارض الله. لم يكن لديّ أي شبه إنساني على الإطلاق.

آنذاك، كان قد حان الوقت لأن تصدر الكنيسة ترتيبات عملها. قيل لنا مرة أخرى أنه في حالة كشف أي فاعل شر أو ضد المسيح، أو أي قادة أو عمال مزيفين لا يقومون بعمل عملي، يجب الإبلاغ عنهم لحماية مصالح بيت الله. هذه مسؤولية كل واحد من شعب الله المختار. شعرت بالرعب عندما عُرضت متطلبات بيت الله هذه أمامي. كنت على علم جيد بوجود قائد زائف في فريقنا، لكنني لم أجرؤ على الإبلاغ عنه. كيف أستحق أن أكون من مختاري الله؟ بحثت عن بعض كلام الله وثيق الصلة بحالتي ووجدت هذا: "ما السلوك الذي يجب أن يعتمده الناس في كيفية معاملتهم لقائد أو عامل؟ إن كان ما يقوم به صحيحًا، فيمكنك أن تطيعه، لكن إن كان ما يقوم به خاطئًا، فيمكنك أن تكشف عنه، وحتى أن تعارضه وتعبّر عن رأي مختلف. إن كان يعجز عن القيام بعمل فعليّ وتبيّن أنّه قائد كاذب أو عامل كاذب أو مسيح كاذب، فيمكنك أن ترفض قبول قيادته، ويمكنك أيضًا أن تبلّغ وتكشف عنه. لكنّ بعض شعب الله المختار لا يفهمون الحق وهم جُبناء بشكل بارز، فلا يجرؤون على فعل أي شيء. يقولون: "إن طردني القائد، فسينتهي أمري. إن جعل الجميع يكشفون عنّي أو يهملونني، فلن أتمكّن من الإيمان بالله بعد الآن. إن غادرت الكنيسة، فلن يرغب الله فيّ ولن يخلّصني. فالكنيسة تمثّل الله!" ألا تؤثّر طرق التفكير هذه في سلوك شخص كهذا تجاه تلك الأشياء؟ هل صحيح حقًا أنّه إن طردك قائد، فلا يعود بوسعك أن تخلَّص؟ هل تعتمد مسألة خلاصك على سلوك قائدك تجاهك؟ لماذا يشعر عدد كبير من الناس بهذه الدرجة من الخوف؟ حالما يهدّدك قائد كاذب أو مسيح كاذب، إن كنت لا تجرؤ على التبليغ عنه لرؤسائه، بل وتضمن منذ ذلك الوقت فصاعدًا أنّك ستكون متّفقًا معه، إذًا ألم ينتهِ أمرك؟ هل هذا نوع الأشخاص الذين يسعون إلى الحق؟ أنت لا تكتفي بعدم التجرؤ على الكشف عن هذا السلوك الشرير الذي قد يقترفه مُسحاء كاذبون، بل على العكس، أنت تطيعهم وحتى تقبل بكلامهم على أنّه الحق الذي تخضع له. أليست هذه ذروة الحماقة؟" (من "إنّ اختيار طريق أمر بالغ الأهمية للقادة والعاملين (1)" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). أضاءت قراءة كلام الله هذا قلبي. كنت أخشى أن أبلغ عن قائد الفريق بشكل رئيسي بسبب خوفي من أن يصعّب عليّ الأمور إن أسأت إليه، أو حتى أن أفقد واجبي. كما لو كنت أعتقد أن بوسعه تحديد واجبي أو مصيري. لقد كانت طريقة سخيفة للنظر إلى الأمر. كانت مسألة فصلي أو المصير الذي ينتظرني في يد الله. لم يكن لأي إنسان القول الفصل. لا سيطرة للقادة الكذبة وأضداد المسيح على ذلك. بيت الله ليس مثل العالم، إذ يسود فيه الحق والبر. لا يمكن أن يحصل القادة الكذبة وأضداد المسيح على موطئ قدم في بيت الله. قد يكتسبون السلطة لبعض الوقت، ولكن في نهاية المطاف، سيتم كشفهم واستبعادهم. قامت الكنيسة بتنحية واستبعاد عدد غير قليل من القادة الكذبة وأضداد المسيح في الماضي. رأيت ذلك بوضوح، ولكن عندما ظهر أحد هؤلاء في دائرتي وكنت بحاجة إلى الإبلاغ عنه لحماية مصالح بيت الله، تراجعت. فضلت أن أكون خادمة الشيطان الصغيرة. كنت ضعيفة وجبانة للغاية. لم أفهم شخصية الله البارة، ولم أكن أرى أنه يحكم ويرى كل شيء. كنت أخشى الإساءة إلى رجل، ولكني لم أخش الإساءة إلى الله. كيف كان لله مكان في قلبي بهذه الصورة؟

قرأت فقرة أخرى من كلام الله بعد ذلك. "وإذا كانت هناك كنيسة ليس فيها أحد يرغب في ممارسة الحق، ولا أحد يمكنه التمسك بالشهادة لله، فيجب عزل تلك الكنيسة بالكامل، وقطع صِلاتها مع الكنائس الأخرى. هذا يسمى "الموت بالدفن"، وهذا ما يعنيه نبذ الشيطان. إذا كان هناك في إحدى الكنائس عدة متنمرين محليين ويتَّبعهم "الذباب الصغير" الذي لا يملك أي تمييز بتاتًا، وإذا ظل مُصلُّو الكنيسة غير قادرين على رفض قيود هؤلاء المتنمرين وتلاعبهم حتى بعد أن رأوا الحق، فسيتم إقصاء هؤلاء الحمقى في النهاية. قد لا يكون هذا الذباب الصغير قد ارتكب أي فعل شنيع، لكنه أكثر مكرًا ودهاءً ومراوغة، وكل من هم على هذه الشاكلة سيتم إقصاؤهم. لن يبقى منهم أحد! من ينتمون إلى الشيطان سيرجعون إليه، بينما سيبحث من ينتمون إلى الله بالتأكيد عن الحق؛ هذا أمر تحدده طبائعهم. لِيَفنَ كل من يتبعون الشيطان! لن يتم إبداء أي شفقة على مثل هؤلاء الناس. وليحصل من يسعون إلى الحق على المعونة والتمتع بكلمة الله حتى ترضى قلوبهم. الله بار؛ ولا يُظهر أي تحيز لأحد. إن كنت إبليسًا فأنت غير قادر على ممارسة الحق. وإن كنت شخصًا يبحث عن الحق فبالتأكيد لن تكون أسيرًا للشيطان – لا شك في هذا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). عند قراءتي لكلام الله، شعرت حقًا بشخصيته القدوسة، البارة، غير القابلة للإساءة. لن يطيق الله أن يعطل القادة الكذبة وأضداد المسيح عمل بيته وأن يضروا مختاريه. كما أنه يكره أيضا أولئك الذين لا يطبقون الحق، الذين لا يحمون مصالح بيت الله عندما يظهر هؤلاء الناس. إذا لم يتوبوا، فسينتهي الأمر باستبعادهم كلهم ومعاقبتهم أيضًا. فكرت كيف كنت أعرف أن قائد الفريق كان قائدًا زائفًا، لكنني لم أطبق الحق ولم تكن لديّ الشجاعة للإبلاغ عنه، وكان كل ذلك لمصالحي الخاصة. انحنيت للشيطان المرة تلو المرة، وأخذت صفه، وانغمست وحميت هذا الزعيم الزائف على حساب عمل بيت الله. كان لي دور في الشر الذي كان يفعله. كنت أستمتع بالحق الذي يمنحه الله وبالأكل والشرب من مائدته. ولكن في اللحظة الحرجة عندما كان الشيطان يعيث فسادا في بيت الله، لم أتمكن من حماية مصالح بيت الله. بدلًا من ذلك، عضضت اليد التي أطعمتني وفضلت العدو. كانت هذه خيانة لله، وأساءت إلى شخصيته بشكل خطير. عندما فكرت في كلام الله هذا: "لِيَفنَ كل من يتبعون الشيطان!" شعرت بخوف حقيقي. كنت أعلم أنني إذا لم أتب، سيقصيني الله بالتأكيد مع القائد المزيف. رأيت طبيعة الفشل في الإبلاغ عن زعيم زائف وعواقبه الوخيمة وكرهت نفسي حقًا لكوني أنانية وخسيسة للغاية. لم أحم مصالح بيت الله على الإطلاق. كنت أفتقر إلى الإنسانية تمامًا. وعندها وقفت أمام الله في الصلاة. "يا إلهي، أنا أنانية ومخادعة للغاية. رأيت قائدًا زائفًا في الكنيسة لم أبلغ عنه أو أكشفه قط. بل غطيت عليه وجعلته يتمادى، وتصرفت كخادمة للشيطان فقط لحماية مصالحي. يجب أن أُعاقب. يا إلهي، لن أفعل شيئًا كهذا مرة أخرى. أتمنى التوبة".

قرأت كلام الله التالي في عباداتي في اليوم التالي: "يجب أن تتعلّم كيفية تحليل أفكارك وآرائك. يجب أن تتمكّن من أن تعكس فورًا أيًا من الأمور الخاطئة التي تقوم بها وأيًا من التصرفات التي لا يحبّها الله وأن تصحّحها. ما الهدف من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، ورفض الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. كنت تتّكل على طباعك الفاسدة مثل المكر والخداع، لكنّك لا تفعل هذا الآن. الآن، عندما تقوم بأشياء، تتّكل على سلوكيات وحالات وطباع صادقة وطاهرة ومنفتحة. ... عندما يكون الحق قد أصبح حياتك، إن جدّف أحد على الله، أو لم يتّقِ الله، أو كان لامباليًا ويتمّ واجبه بدون اهتمام، أو كان يسبّب اعتراضات ومضايقات لعمل بيت الله، فعندما ترى هذا، ستتمكّن من التعاطي معه بحسب مبادئ الحق عبر تمييز ما يجب تمييزه والكشف عما يجب الكشف عنه" (من "وحدهم أولئك الذين يمارسون الحق يتمتعون بقلب يخاف الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). أظهر لي كلام الله أن أهم عناصر الإيمان هي أن يكون لديّ قلب صادق، يطبق الحق، ويحمي مصالح بيت الله، ويقوم بالأمور وفقًا للمبادئ. هذه هي الطريقة التي يمكن أن نجلب بها الفرح لله. كنت أعلم أنه يجب عليَّ تطبيق الحق والإبلاغ عن قائد فريقنا تماشيًا مع المبادئ. وهكذا، كتبت كل ما فعله بدقة وتفصيل، وأعطيته لأحد قادة الكنيسة. بعد التحقق من كل شيء، أكد قائد الكنيسة أنه كان يقوم بواجبه باستهتار وبأنه لم يقم بأي عمل حقيقي. لقد كان بالفعل زعيمًا زائفًا وتم إقصائه من واجبه. شعرت بالسلام عندما أبلغوني بذلك. لقد أظهر لي ذلك الاختبار مدى صلاح الله، وأنه في بيته، الحكم للمسيح وللحق. بغض النظر عن ارتفاع مكانة شخص، ودرجة أقدميته، يجب أن يخضع للحق ولكلام الله. أولئك الذين لا يطبقون الحق لن يكونوا قادرين على الصمود في بيت الله، وفي النهاية سيُقصون. فقط كونك شخصًا شريفًا، يطبق كلام الله، ويفعل الأشياء وفقًا للمبادئ هو ما يتماشى مع مشيئة الله وينال استحسانه.

السابق: 56. كيفية حل الأنانية

التالي: 58. فضح قائدة زائفة: صراع شخصي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

28. لم أعد مرتعبة من المسؤولية

ذات يوم في نوفمبر 2020، حضر قائدٌ اجتماع فريقنا، ثم بعد اختتامه، ذكر أنه يريد أن ننتخب قائد فريقٍ يتولى مسؤولية أعمال التحرير لدينا....

55. التحرر من قيود العبودية

يقول الله القدير، "الآن حان الوقت الذي أضع فيه نهاية كل شخص، وليس نهاية المرحلة التي بدأت فيها عمل الإنسان. أنا أكتب في سجلي، واحدًا تلو...

2. في خضم تجربة الموت

يقول الله القدير، "لقد جاء الله للعمل على الأرض ليخلِّص البشرية الفاسدة، لا زيف في هذا؛ إن لم يكن الأمر هكذا لما أتى بكل تأكيد ليقوم بعمله...

61. لقد كشف الحق الطريق لي

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب