4. محاكمة نسل مؤاب

يقول الله القدير، "الهدف من كل العمل الذي يتم في الوقت الحاضر هو أن يصير الإنسان نقيًّا ويتغير؛ من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة، وأيضًا التنقية، يمكن للإنسان أن يتخلَّص من فساده ويصير طاهرًا. بدلًا من اعتبار هذه المرحلة من العمل مرحلةَ خلاص، سيكون من الملائم أن نقول إنها عمل تطهير. في الحقيقة، هذه المرحلة هي مرحلة إخضاع وهي أيضًا المرحلة الثانية للخلاص. يربح الله الإنسان من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة؛ ومن خلال استخدام الكلمة للتنقية والإدانة والكشف تظهر كل النجاسات والأفكار والدوافع والآمال الفردية داخل قلب الإنسان بالتمام" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)]. "إن العمل الآن على أحفاد مؤاب هو لخلاص أولئك الذين سقطوا في أكثر الظلمات حلكة. على الرغم من أنهم كانوا ملعونين، فإن الله يرغب في ربح المجد منهم؛ هذا لأنهم في البداية كانوا جميعًا أشخاصًا تفتقر قلوبهم إلى وجود الله فيها – فالإخضاع الحقيقي هو جعلُ أولئك الذين يفتقرون إلى وجود الله في قلوبهم يطيعون الله ويحبونه، وثمرة عمل كهذا هي الأكثر قيمة وإقناعًا. هكذا فقط يكون ربح المجد – هذا هو المجد الذي يريد الله أن يربحه في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من أن مستوى هؤلاء الأشخاص متدنٍ، فإن كونهم قادرون الآن على نيل مثل هذا الخلاص العظيم هو حقًّا ترقية من الله. لهذا العمل مغزى كبير، فالله يربح هؤلاء الأشخاص من خلال الدينونة. فهو لا يقصد معاقبتهم بل تخليصهم. لو كان لا يزال مستمرًا بعمل الإخضاع في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، لكان ذلك من دون جدوى؛ فحتى لو أثمر، لما كانت له أي قيمة أو أي أهمية كبيرة، ولن يكون قادرًا على ربح كل المجد" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب). حين أستمع إلى كلام الله هذا أفكر في دينونتي؛كوني من نسل مؤاب.

أذكر أن في العام 1993 عبّر الله القدير عن "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (2)" و"جوهر الإنسان وهويته" كشف أن شعب الله المختار في الصين جميعهم من نسل مؤاب. حينها، قرأت كلام الله التالي: "إن أحفاد موآب هم أكثر شعوب العالم حقارة. يسأل بعض الأشخاص، أليس أحفاد حام هم أكثر شعوب العالم حقارة على الإطلاق؟ تتصف ذرية التنين العظيم الأحمر وذرية حام بأهمية نموذجية مختلفة، وذرية حام هم مسألة مختلفة: بغض النظر عن كيفية لعنهم، فإنهم لا يزالون من نسل نوح، في حين أن أصول موآب لم تكن نقية، فقد جاء من الدعارة، وهنا يكمن الفرق" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (2)]. "الذين أخلصهم هُم الذين سبقت وعينتهم منذ أمدٍ بعيد والذين افتديتهم، أما أنتم فلستم إلا نفوس مسكينة موضوعة بين البشر كاستثناء من القاعدة. الأحرى بكم أن تعرفوا أنكم لا تنتمون إلى بيت داود أو بيت يعقوب، بل إلى بيت مؤاب، الذين هم عشيرة الأمم، ذلك لأني لم أقطع عهدًا معكم، بل قمتَ بعملٍ وتكلمتُ بينكم، وقدتكم. لم يُسفك دمي من أجلكم، لكنني قمتَ بعمل بينكم من أجل شهادتي. ألم تعرفوا ذلك؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر الإنسان وهويته). فتفاجأت جدًا. وتساءلت، "هل نحن من نسل مؤاب؟" هل هذا صحيح؟ ولد مؤاب من لوط وابنته. كان وليد الفسق لا من نسب طاهر فكيف نكون من ذريته؟ بحسب إيماني بالرب، قيل لنا إننا من نسل إسرائيل وبيت يعقوب. إذًا لما يقول الله إننا من نسل مؤاب؟" لم أستطع قبول ذلك ولكنني فكرت "إن كلام الله كله حق وهو وحده يكشف الحقائق. لا يمكن أن يجانب كلامه الصواب! كيف أكون من نسل مؤاب، ولماذا ولدت في الصين؟" ظننت أن إحدى أولى تجاربنا مع دينونة الله وتوبيخه بما أننا من أوائل الذين نالوا دينونة الله وتطهيره في الأيام الأخيرة، وبما أنني ممن سيصيرون من الغالبين ومن قدوة المؤمنين قبل الطامات، فلا بد من أن مرتبتي أعظم ممن اختارهم الله في البلدان الأخرى. ولكنني فوجئتُ بكوني من نسل مؤاب، ففضلاً عن كوني ملعونة من الله، كنت وليدة الفسق. كنت أدنى البشر وأحقرهم. ما سيكون رأي غير المؤمنين بي إذا ما عرفوا ذلك؟ ماذا سيقول غير المؤمنين من أقربائي؟ تخليت عن أسرتي ومهنتي لأجل إيماني، وتكبَّدْتُ العناء وبذل الذات، وفي النهاية أنا مجرد فرد من نسل مؤاب. كان أمرًا مهينًا ومعيبًا للغاية. كان علي أن أعاني في صمت. خلال تلك الفترة، حين فكرت في أنني من نسل مؤاب، ووليدة الفسق، شعرت بعار لا يوصف ولم أحتمل الكشف عن وجهي. لازمت البيت لأيام بدون طعام أو نوم، لم أرغب في فعل شيء في البيت مطلقًا. في قرارة نفسي كنت في تذمر دائم. "كيف أكون من نسل مؤاب؟ كيف لتراثي ومنزلتي أن يكونا بمثل هذه الوضاعة؟" كنت كمن نشأ في أسرة ثرية، وفخور لنسبه الشريف، فيكتشف فجأة يومًا أنه منتشل من القاع، وأنه لا ينتمي إلى هذا النسب مطلقًا. شعرت بدوامة داخلية من الأسى والضعف والكآبة لم أستطع أن أتقبل هذا الواقع. انتابني عدم الرضا والسلبية وسوء الفهم. اعتبرت أنه لكوني من نسل مؤاب كنت ملعونة وأن الله يأبى خلاصي. كلما فكرت في ذلك، زاد شعوري بالغبن. كان ذلك كعبء ثقيل على صدري يقطع أنفاسي. كنت اتسلل بعيدًا عن الآخرين لأبكي وحدي في الحمام... كان الجميع يعاني حينها. والبعض كان يبكي كلما ذُكر ذلك.

في خضم عذابنا ذلك أصدر الله القدير كلامه "أهمية تخليص ذرّية مؤاب" فكشف عن حالنا وأخبرنا عن مشيئته. أقرأ كلام الله هذا: "في البداية عندما منحتكم مكانة شعب الله قفزتم ابتهاجًا – قفزتم من الفرح أكثر من أي أشخاص آخرين. ولكن ماذا فعلتم بمجرد أن قلت إنكم من ذرّية مؤاب؟ انهرتم جميعًا! أين قامتكم يا تُرى؟ إن مفهومكم للمستوى قويٌّ جدًا! ... ما نوع المعاناة التي قاسيتموها لتشعروا بالظلم؟ تعتقدون أن الله سيكون سعيدًا بمجرد أن يعذبكم إلى درجة معينة، كما لو أنه جاء ليدينكم عمدًا، وبعد أن يدينكم ويدمّركم، سيكون قد أنجز عمله. أهذا ما قلته؟ ألا تعتقدون هذا بسبب عماكم؟ أليس الأمر أنكم لا تبذلون جهدًا لتحسنوا عملكم أم أنني أدينكم عمدًا؟ لم أفعل ذلك مطلقًا – فهذا أمر فكرتم فيه بأنفسكم. لم أعمل بهذه الطريقة على الإطلاق، وليست لدي هذه النية. فلو كنت حقًا أريد أن أدمّركم، أكنت لأحتاج إلى أن أتحمل مثل هذه الضيقة؟ لو كنت أريد تدميركم حقًّا، أكنت لأحتاج إلى أن أتحدث معكم بهذه الجدّية؟ هذه هي مشيئتي: سأتمكن من الراحة حين أكون قد خلصتكم. كلما كان مستوى الشخص أكثر تواضعًا، كان أولى أن يكون هدفًا لنيل خلاصي، وكلما تمكنتم من المبادرة بالدخول، كنت أكثر سعادة. كلما تداعيتم، أشعر بالاستياء أكثر. تريدون دائمًا أن تتبختروا وتجلسوا على العرش، سأقول لكم، ليس هذا هو الطريق لتخليصكم من القذارة. لا يستطيع خيال الجلوس على العرش أن يجعلكم كاملين؛ فهذا غير واقعي "(الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب). شعرت بذنب شديد حين قرأت هذا. فكرت كيف أن في السابق قال لنا الله أننا صرنا من أهل الملكوت وأننا سنصبح غالبين، وقدوة للآخرين، أصابني الغرور ولم أعد أعرف من أكون معتقدة أنه بما أنني كنت من أوائل القابلين بدينونة الله وبعقابه ومن أوائل الذين صاروا كاملين، فلا بد من أن تكون رتبتي أعلى من شعب الله المختار في أي بلد آخر. كنت معتزة بنفسي وراضية عن. وحين كشف الله لنا أننا من نسل مؤاب، رأيت أنني وضيعة النسل والمكانة وأنني ملعونة من الله. ظننت أن الله لن يخلصني فأصبحت رهينة الأفكار السلبية ولم أستطع التخلص منها. أدركت أن رغبتي في المنزلة العليا كانت تغمرني وأن قامتي ناقصة. والحقيقة، أنه بالرغم من أن الله فضح انتماءنا ل نسل مؤاب إلا أنه لم يرفض أن يخلصنا. فرغم ذلك، هو صار جسدًا في بلد التنين العظيم الأحمر، وعبر عن الحقائق ليديننا ويوبّخنا ويروينا ويرعانا كي نحصل نحن، أقذر الناس وأكثرهم فسادًا، على فرصة خلاص من الله. إن نوايا الله الطيبة كامنة خلف كل شيء! ولكنني لم أفهم مشيئة الله. اعتبرت أنه لكوني من نسل مؤاب؛ فإن الأشخاص القذرين والوضيعين مثلي سيكونون موضع كره الله الشديد ومقته، وأنه يستحيل أن يخلصني. أسأت الفهم واشتكيت وأصبحت أعيش في رفض وقاومت الله! كنت في قمة الرعونة! وبعيد ذلك، بعد أن قرأت كلام الله الذي يقول: "حتى لو تجاهلنا أنكم من ذرّية مؤاب، فهل طبيعتكم أو مسقط رأسكم من أرفع طراز؟ وحتى بتجاهل أنكم ذرّيته، ألستم جميعًا من ذرية مؤاب بكل معنى الكلمة؟ هل يمكن تغيير حقيقة الوقائع؟ هل يشوه كشف طبيعتكم الآن حقيقة الوقائع؟ انظروا إلى خنوعكم، وإلى حيواتكم، وشخصياتكم – ألا تعرفون أنكم الأدنى بين أدنى البشر مستوى؟ بماذا تتباهون؟ انظروا إلى مركزكم في المجتمع. ألستم في أدنى مستوى؟ أم تعتقدون أنني أخطأت في الكلام؟ لقد قدَّمَ إبراهيم اسحق، فما الذي قدمتموه أنتم؟ وقدَّم أيّوب كل شيء، فما الذي قدّمتموه أنتم؟ قدّم أشخاص كثيرون حيواتهم، وضحّوا بأرواحهم، وسفكوا دمائهم من أجل السعي وراء الطريق الصحيح. هل دفعتم هذا الثمن؟ على سبيل المقارنة، أنتم لستم مؤهلين على الإطلاق للتمتع بمثل هذه النعمة العظيمة، أمن الظلم لكم أن تقولوا اليوم إنكم من ذرّية مؤاب؟ لا تتفاخروا كثيرًا فليس لديكم شيء تتفاخرون به. يُمنح لكم هذا الخلاص والنعمة العظيمان مجانًا، فأنتم لم تضحوا بشيء، ومع ذلك تتمتعون بالنعمة مجانًا. ألا تشعرون بالخجل؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب). كل سؤال من أسئلة الله طرق على باب قلبي. أشعر بحرجٍ وارتباكٍ شديدين! فكرت في القديسين عبر العصور - فهم قد تفانوا لله وأطاعوه، ولم يلوموه عندما عانوا التجارب الصعبة. شهدوا لله وكسبوا تأييده وبركاته. أطاع ابراهيم وصايا الله، فقدّم إسحق، ابنه الحبيب، إلى الله. لم يفاوض على أي شروط أو يجادل الله بل أطاعه بشكل مطلق. وحين خاص أيوب تجربةً عسيرة، خسر فيها جميع أملاك عائلته وجميع أولاده وكست البثرات جسمه، ظلَّ يشيد بالله قائلاً، "ٱلرَّبُّ أَعْطَى وَٱلرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ ٱلرَّبِّ مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). ولكنني ولدت في بلاد التنين العظيم الأحمر، وربيت على الإلحاد ونظرية النشوء والمادية منذ طفولتي. لم أعرف يومًا بوجود الله، ناهيك عن عبادته. آمنت لمجرد نيل نعمة الله وبركاته، ولكي أتمكن لاحقًا من دخول ملكوت السموات وأربح حسن الخاتمة. وحين واجهت تجربة التجرد من المنزلة والحرمان من أي بركة، أسأت الفهم واشتكيت وانتابي الرفض وقاومت الله! لم أكن مطيعة حقًا ولم أعامله على أنه الله. وخلال سنوات الإيمان تلك، تمتعت بسند كلام الله مجانًا، وبإرشاد عمل الله لي خطوة بخطوة. وأنا لم أتلكأ وحسب في أداء واجبي بمبادلته محبته بل بادلته فقط بسوء الفهم والشكاوى والتمرد والمقاومة. أي مؤمنة أنا؟ بالرغم من ذلك رحت أعتبر نفسي حدقة عين الله وشخصًا مهمًا لديه، واعتبرت أنني سأنال منزلةً أعلى من المختارين من الله من أي مكان آخر، وأنني سأكون الأكثر أهلا لنيل مكافآت الله وبركاته. كنت من الغرور بحيث لم أميّز الأمور. لم أدرك ما أفعل إطلاقًا! لو لم يكشف الله أصولي القذرة والوضيعة، لكنت لا أزال أعتقد حتى اليوم أنني من أسباط يعقوب الـ12 وأنني ابنة اسرائيل ومن نسل داوود. كنت وقحة جدًا! والآن أنا أعرف هويتي ومنزلتي، ولذا أحاول عدم التباهي. لم أعد وقحة كما كنت في السابق. واكتسبت أيضًا بعض التعقل أمام الله. هذا هو خلاص الله لي! لا يجب أن أرفع طلبات مفرطة إلى الله، وحتى وإن ساء مصيري أو مآلي الختاميين، سأقبل في كل حال تدبير الله وأشيد ببره.

بعد ذلك، قرأت المزيد من كلام الله القدير. وفهمت أكثر معنى عمل الله في نسل مؤاب. رأيت أن هذا معنى كلام الله. "إن العمل الآن على أحفاد مؤاب هو لخلاص أولئك الذين سقطوا في أكثر الظلمات حلكة. على الرغم من أنهم كانوا ملعونين، فإن الله يرغب في ربح المجد منهم؛ هذا لأنهم في البداية كانوا جميعًا أشخاصًا تفتقر قلوبهم إلى وجود الله فيها – فالإخضاع الحقيقي هو جعلُ أولئك الذين يفتقرون إلى وجود الله في قلوبهم يطيعون الله ويحبونه، وثمرة عمل كهذا هي الأكثر قيمة وإقناعًا. هكذا فقط يكون ربح المجد – هذا هو المجد الذي يريد الله أن يربحه في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من أن مستوى هؤلاء الأشخاص متدنٍ، فإن كونهم قادرون الآن على نيل مثل هذا الخلاص العظيم هو حقًّا ترقية من الله. لهذا العمل مغزى كبير، فالله يربح هؤلاء الأشخاص من خلال الدينونة. فهو لا يقصد معاقبتهم بل تخليصهم. لو كان لا يزال مستمرًا بعمل الإخضاع في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، لكان ذلك من دون جدوى؛ فحتى لو أثمر، لما كانت له أي قيمة أو أي أهمية كبيرة، ولن يكون قادرًا على ربح كل المجد. ... العمل عليكم اليوم، أنتم أحفاد مؤاب، لا يُقصد منه إذلالكم، بل كشف أهمية العمل. إنها ترقية كبيرة لكم. إن كان شخص ما يتمتع بالعقل والبصيرة، فسيقول: "أنا من ذرّية مؤاب، ولا أستحق حقًا أن أنال مثل هذه الترقية أو النِّعَم العظيمة التي منَّ بها الله عليّ اليوم. في كل ما أفعله وأقوله، واستنادًا إلى مكانتي وقيمتي، أنا لا أستحق مطلقًا مثل هذه النعم العظيمة من الله. يكنّ بنو إسرائيل حبًّا كبيرًا لله، وهو الذي منحهم النعمة التي يتمتعون بها، ولكن مكانتهم أعلى بكثير من مكانتنا؛ فقد كان إبراهيم مُخلصًا جدًّا ليهوه، وكان بطرس مُخلصًا جدًا ليسوع، وقد تجاوز إخلاصهما إخلاصنا بمائة مرة، واستنادًا إلى أفعالنا، نحن لا نستحق مطلقًا أن نتمتع بنعمة الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب). "لقد لُعِنَ أحفاد موآب، وولدوا في هذه الدولة المتخلفة؛ ولا شك أن أحفاد موآب هم أحط الشعوب مكانة تحت سلطان الظُّلمة. وبما أن هؤلاء الناس كانوا في السابق هم الأدنى مكانةً، فإن العمل الذي تمّ تنفيذه عليهم هو الأقدر على تحطيم التصورات البشرية، وهو أيضًا الأكثر فائدةً لخطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام. إنّ القيام بمثل هذا العمل في هؤلاء الناس هو الطريقة المُثلَى لتحطيم التصورات البشرية؛ إذ يُطلِق الله بذلك عصرًا؛ وهو بهذا يحطم التصورات البشرية كلّها؛ إنه بذلك ينهي عمل عصر النعمة بأسره. أُنجِز عمله الأول في اليهودية، ضمن حدود إسرائيل؛ أمّا في الشعوب الأممية فلم يقم بأيّ عمل لإطلاق العصر الجديد. ولم يقتصر الأمر على تنفيذ المرحلة الأخيرة من عمله بين الأمم؛ بل نُفِّذت كذلك بين أولئك الملعونين. هذه المسألة هي الدليل الأقدر على إذلال إبليس؛ وهكذا "يصير" الله إله كل الخليقة في الكون ورب كل الأشياء، ومعبود كلّ ذي حياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله هو رب الخليقة كلّها). كان لدي مفهوم أن الله قد حدد مسبقًا الأشخاص الذين سيخلصهم وينتخبهم كشعبه المختار، وبما أن الصينيين من نسل مؤاب، وبما أننا أسفل السفلة، والأقل اعترافًا بالله وأشدنا مقاومة له، وأننا ملعونين ومرفوضين من الله، فمن الأكيد أنه لن يخلصنا. ولكن الله لم يفعل ذلك على الإطلاق. لم يتخل عنا لأننا كنا وضعاء، ولم يعدل عن خلاصنا لأننا قذرون وفاسدون. بدلاً من ذلك، تجسد وتحمل الذل والعذاب الشديدين ليحل بيننا نحن نسل مؤاب، وليعمل ويديننا ويوبخنا ويجربنا وينقيّنا مرةً تلو المرة بكلامه. قام بكل شيء ليطهرنا ويخلصنا. ما أعظم محبة الله! وكأن الرب يسوع يأكل على المائدة نفسها مع الخطأة. كلما زدنا قذارة ودناءة، زاد إدراكنا لمدى عظمة محبة الله وخلاصه. وفي النهاية يريد الله إنقاذنا، نحن الأشد فسادًا وقذارة ووضاعة، من قوى الشيطان الشريرة كي نشهد له ونمجده. هذا أكثر ما سيُخجل الشيطان. هذا معنى عمل الله في نسل مؤاب! أيضًا عمل الله في نسل مؤاب في الأيام الأخيرة قد دمر جميع مفاهيمنا، فسمح لنا بألا نرى فقط أنه إله بني إسرائيل، وإنما أنه أيضًا إله كل المخلوقات. وهو لا يرى البيئة التي ولدنا فيها أو بلدنا أو عرقنا وما إذا كنا من بني إسرائيل أو من نسل مؤاب، وسواء ما إذا كنا مباركين أم ملعونين من الله. فطالما أننا كائنات مخلوقة، وطالما نسعى إلى الحق ونخضع لعمل الله، يمكن لله أن يخلصنا. الله منصف وبار مع كل مخلوق وما يمنحه إلى كل فردٍ منا هو فرصة للخلاص. كلما فكرت في كلام الله زاد إدراكي لعظمة معنى عمل الله في نسل مؤاب وكم هي حقيقية محبة الله وخلاصه للبشرية الفاسدة. ولكن للأسف مقدرتي العقلية ناقصة جدًا وفهمي لعمل الله محدود. يمكنني مشاركتكم بعضًا من مشاعري وفهمي ولكن شهادتي ناقصة. أدين لله بالكثير.

أتذكر الآن وأعود بأفكاري إلى تجربتي كشخص من نسل مؤاب. فمع أنني عانيتُ بعض الشيء وقتها أدركت في النهاية هويتي وقيمتي. كوّنت بعض الفهم لعمل الله من أجل خلاص البشر وشخصيته البارّة، ولم أعد متغطرسةً وراضية عن نفسي منذ ذاك الحين. أدركت مدى وضاعتي وفسادي، وأنني لا أستحق محبته وخلاصه ولا أجرؤ على القيام بطلبات غريبة منه مجددًا. مهما كانت معاملة الله لي أو تدبيره لي، فأنا على استعداد للقبول والخضوع. أريد فقط أن أقبل بكل صدق دينونة كلام الله وتوبيخه والسعي إلى تغيير في شخصيتي الحياتية. حتى كفرد من نسل مؤاب، لا يزال علي البحث عن الحقيقة والشهادة لله. "نحن لسنا بني إسرائيل، بل أحفاد موآب المنبوذين، ونحن لسنا بطرس، الذي لا نستطيع أن نصل لمقدرته، ونحن لسنا أيوب، كما لا يمكننا حتى أن نُقارن بعزم بولس على المعاناة من أجل الله وتكريس نفسه لله، وأننا وضيعون بشدة؛ ولهذا، فنحن غير مؤهلين للتمتع ببركات الله. ما زال الله يرفعنا اليوم، لذلك يجب أن نرضي الله، ومع أننا لا نملك مقدرة أو مؤهلات كافية، فإننا مستعدون لإرضاء الله – أي لدينا هذا العزم. إننا نسل موآب، وملعونون، وهو ما قرره الله، ولا نقدر على تغييره، لكن حياتنا ومعرفتنا يمكن أن تتغير، ونحن عازمون على إرضاء الله" (من "تسبيح لله من أحفاد مؤآب" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").

السابق: 3. اختبار شخصية الضد

التالي: 5. ربح البركة من خلال البليّة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

26. كيف ترى واجبك؟

يقول الله القدير، "أهم مطلب في إيمان الإنسان بالله أن يكون له قلبٌ أمين، وأن يكرس نفسه بالكلية، وأن يطيع طاعة حقيقية. ليس أصعب على الإنسان...

61. لقد كشف الحق الطريق لي

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

53. تخفيف وطأة العلاقات المقيّدة

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

54. معركة روحية

يقول الله القدير، "أخفى الناس الكثير من الدوافع الخاطئة من وقت إيمانهم بالله حتى يومنا هذا. عندما لا تمارس الحق تشعر أن جميع دوافعك صحيحة،...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب