السؤال 27: الكتاب المقدس هو شريعة المسيحية وإيمان المؤمنين بالرب استند على الكتاب المقدس طوال ألفي عام. بالإضافة إلى ذلك، يؤمن معظم الناس في العالم الديني بأن الكتاب المقدس يمثل الرب، وأن الإيمان بالرب هو نفسه الإيمان بالكتاب المقدس، والعكس صحيح، وأن مَنْ يبتعد عن الكتاب المقدس فلا يمكن أن يُدعى مؤمنًا. أرغب في معرفة ما إذا كان الإيمان بالرب بهذه الطريقة يتفق مع إرادته؟
الإجابة:يؤمن كثيرون أن الكتاب المقدس يمثّل الرب و الله، وأن الإيمان بواحدٍ يعني الإيمان بالآخر يضع الناس الكتاب المقدس والله في نفس المكانة. هناك من يعترفون بالكتاب المقدس وليس بالله يعتبرون الكتاب المقدس هو الأسمى حتى أنهم وبل ويحلونه محل الله. حتى أنه هناك قادة دينييون يعترفون بالكتاب المقدس وليس بالمسيح ويدّعون أن من يعظون عن قدوم الرب الثاني مهرطقون، ما المشكلة هنا؟ انحدر العالم الدينيّ إلى مرحلةٍ حيث يعترفون بالكتاب المقدس فقط وليس بعودة الرب لذا هم هالكون. العالم الدينيّ اصبح مجموعةً من أضداد المسيح المعادين لله. صار واضحًا أن العديد من القادة الدينيين هم فريسيين مرائين خصوصًا الذين يدّعون أن من يعظ عن عودة الرب مهرطقين. جميعهم أضداد للمسيح وغير مؤمنين الكثير من الناس لا يعرفون ما هو الإيمان الفعليّ بالرب. إيمانهم بالله المبهم يسمونه "الإيمان الأورثودوكسيّ" ويستبدلون الله بالكتاب المقدس. بل ويدينون المسيح المتجسّد في الأيام الأخيرة، فيما يتجاهلون ويهملون أيّة حقيقة يمكن ان يعبّر عنها المسيح. ما المشكلة هنا؟ إنه سؤال عميق نوعًا ما! في الماضي, عندما قام الرب يسوع بعمله، ألم يتصرّف اليهود بنفس الطريقة ؟ قبل ظهور المسيح لأداء عمله أسس البشر إيمانهم بالله بالكامل على الكتاب المقدس لم يعرفوا أيّ إيمانٍ كان حقيقيًا وأيّ واحدٍ زائفًا، و لم يكن باستطاعة أحد معرفة من كان يطيع الله فعلاً لم عندما أصبح الرب يسوع المسيح جسدًا وقام بعمله كشف عن انواع البشر؟ هنا تمامًا تكمن حكمة الله عندما ظهر الله القدير مسيح الأيام الأخيرة سمعت العذارى الحكيمات صوت الله ورأت خطاه، لذا وبكل بساطة أصبحن واقفات أمام عرش الله. بالنسبة للعذارى الجاهلات، فشلن في رؤية أن الله القدير مسيح الأيام الأخيرة هو الله فتم طردهنّ رغم أنهم الآن يستمرون في التشبث بما يسمونه إيمانهم، لكن عند حلول الكوارث، سينتهي الأمر بالصراخ وصرير الأسنان. الذين يتمسّكون بالكتاب المقدس و لا يتقبلون الحقيقة ومن يؤمنون بإله السماء لكن لا يتقبّلون المسيح المتجسّد، هم غير مؤمنين وسيقوم الله بإهلاكهم هذه الحقيقة! و الان فلنرى ما يقوله الله القدير.
يقول الله القدير، "منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)].
"يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل كانوا يتبعون كلمات الكتب المقدسة بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس. وفي سبيل حماية مصالح الكتاب المقدس، ورفعة شأنه وحماية كرامته، ذهبوا مذهبًا بعيدًا حتى إلى صلب يسوع الرحيم على الصليب، وهو ما فعلوه لمجرد الدفاع عن الكتاب المقدس والحفاظ على وضع كل كلمة من كلماته في قلوب الناس. لذلك فضَّلوا أن يتنازلوا عن مستقبلهم وعن ذبيحة الخطيّة حتى يدينوا يسوع الذي لم يلتزم بعقيدة الكتب المقدسة ويحكموا عليه بالموت. أليسوا بذلك عبيدًا لكل كلمة في الكتب المقدسة؟
"وماذا عن الناس اليوم؟ لقد جاء المسيح لينشر الحق، لكنهم يفضلون أن يلفظوه من بين البشر حتى يدخلوا السماء وينالوا النعمة. إنهم يفضلون أن ينكروا مجيء الحق تمامًا حتى يحموا مصالح الكتاب المقدس، وسيفضلون أن يسمِّروا المسيح العائد في الجسد على الصليب مرة أخرى حتى يضمنوا الوجود الأبدي للكتاب المقدس. كيف يحصل الإنسان على خلاصي عندما يكون قلبه شريرًا وطبيعته معادية نحوي إلى هذا الحد؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب أن تبحث عن طريق التوافق مع المسيح).
ما هو الإيمان بالرب؟ وماذا يعني الإيمان بالكتاب المقدس؟ وما علاقة الرب بالكتاب المقدس؟ ومن أتى أولاً الكتاب المقدس أم الرب؟ إذًا من الذي قام بأعمال الخلاص؟ هل يمكن أن يقوم الكتاب المقدس بعمل الرب؟ أيمكن للكتاب المقدس تمثيل الرب؟ إن آمن البشر بالكتاب المقدس أيعني ذلك أنهم يعبدون الله؟ هل التمسّك بالكتاب المقدس يعادل ممارسة كلام الله؟ هل التمسك بالكتاب المقدس يعني أن الشخص يتبع طريق الرب؟ إن كانوا يعتبرون الكتاب المقدس ساميًا، أيعني أنهم يمجّدون الرب وأنهم مطيعون للرب؟ لا أحد يرى حقيقة هذه المسائل منذ سنوات و حتى الآن كان البشر يعبدون الكتاب المقدس وكأنه الرب حتى أن بعضهم يستبدلونه بالرب وعمله، لكن ما من أحدٍ يعرف الرب فعلاً ويطيعه. تمسّك الفرّيسيون بالكتاب المقدس، وعلى الرغم من ذلك سمَّروا الرب يسوع على الصليب. ما كانت المشكلة؟ هل فهم الكتاب المقدس يعني معرفة الله؟ هل التمسك بالكتاب المقدس يعني اتباع طريق الرب؟ كان الفرّيسيون خبراء في تفسير الكتاب المقدس لكنهم لم يعرفوا الله. لقد صلبوا الرب يسوع الفادي الذي عبر عن الحقيقة. هل نسينا هذا ؟ ما معنى معرفة الرب ؟ هل التمكن من تفسير الكتاب المقدس وفهمه يساوي معرفة الله؟ لماذا إذًا أدان الفريسيون الرب يسوع وعارضوه؟ حتى وهم يفسّرون الكتاب المقدس؟ مفتاح إمكانية الشخص معرفة الله حقة هو إن كان يعرف المسيح المتجسد ويطيعة. الله المتجسّد يكشف البشر هذا ما لا يدركه الكثيرون. لعنة الرب يسوع على الفرّيسيين هي شهادة بأن الله يعامل الجميع ببر. من الواضح أن من لا يطيع الرب ويعبد الكتاب المقدس فلن ينال ثناء الله. إن التزم البشر فقط بالكتاب المقدس دون مكانٍ في قلوبهم للرب. و لم يعبدوا الرب و لم يطيعوا عمل الله وإرشاده، أفلا تعتبرونهم فرّيسيين مُرائين؟ أليس هؤلاء أضداد المسيح؟ لذا لا يعني تمسُّك الإنسان بالكتاب المقدس أنه ربح الحق والحياة من الخطأ عبادة الكتاب المقدس والانسياق وراءه فهكذا لن يرضى الرب على الانسان الله صار جسدًا وعبر عن الحق لتطهير البشر وتخليصهم من تأثير الشيطان كي يتمكن البشر من عبادة وإطاعة الله هذا هو معنى تجسّد الله للقيام بعمله إن أساس إيماننا السعي للحق وكلمة الرب وتطبيقهما. وهكذا سنربح عمل الروح القدس ونعرف الله. وسنتمكن من اتّقاء الله وتمجيده سيصير لدينا طاعة وإيمان صحيحان هذا هو المعنى الحقيقيّ لإيماننا هكذا سنحصل على رضاء الرب و الان ندرك أن الإيمان بالكتاب المقدس ليس نفسه الإيمان بالرب اذًا ما العلاقة بينهما؟ الرب يسوع تحدث عن هذا الموضوع إلقوا نظرة على إنجيل يوحنا الإصحاح الخامس الآية 39 – 40 "فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ". إن كلام الرب يسوع شديد الوضوح نحن نرى أن الكتاب المقدس سجل لأعمال الله في الماضي إنه لا يمثّل الله لأنه يحتوي فقط على كمية محدودة من كلام و اعمال الله كيف يمكن لهذا السجل المحدود تمثيل الله إن الله هو الخالق وهو سيّد كلّ شيء إن حياة الله غير محدودة ولا تنضب لا يمكننا وضع مقياسٍ لعظمة الله وفيضه. وهذا السجل المحدود لكلام الله وعمله في الكتاب المقدس هو قطرة في بحر حياة الله الشاسعة. كيف للكتاب المقدس أن يمثّل الله؟ كيف للكتاب المقدس أن يكون على قدم المساواة مع الله؟ بإمكان الله تخليص البشر لكن أيمكن للكتاب المقدس فعل هذا؟ الله يعبّر عن الحقيقة هل يفعل الكتاب المقدس ذلك؟ الله يوجّه البشر في اي وقت، هل الكتاب المقدس يفعل؟ بالطبع لا إذًا لا يمكن للكتاب المقدس تمثيل الله يضع البشر الكتاب المقدس بمساواة مع الله ظنًا منهم أنه يمثل الله أليس ذلك استخفافًا وتجديفًا؟ إن استخدام الكتاب المقدس بدلاً من أعمال الله هو نكران وخيانة لله. الله هو الله والكتاب المقدس هو الكتاب المقدس. لا يمكن للكتاب المقدس تمثيل الله ولا الحلول محل عمله. الكتاب المقدس هو سجل أعماله. كلام الله في الكتاب المقدس هو حق وهو تعبير عن حياته، وكل مرحلةٍ تمثل إرادته خلال ذلك العصر للبشر لكنها لا تمثل كلام وعمل الله في عصور أخرى. هل اصبح ذلك أوضح الان؟
فيما يخص معرفة خلفية الكتاب المقدس، فلنقرأ كلام الله القدير. "لا أحد يعرف حقيقة الكتاب المقدس أنه ليس إلّا سجل تاريخيّ لعمل الله، وشهادة عن المرحلتين السابقتين من عمل الله، ولا يقدم لك فهمًا عن أهداف عمل الله. كل من قرأ الكتاب المقدس يعرف أنه يوثق مرحلتي عمل الله أثناء عصر الناموس وعصر النعمة. يؤرخ العهد القديم تاريخ إسرائيل وعمل يهوه من وقت الخليقة حتى نهاية عصر الناموس. ويسجل العهد الجديد عمل يسوع على الأرض، وهو مذكور في الأناجيل الأربعة وأيضًا عمل بولس؛ أليست هذه سجلات تاريخية؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (4)].
"قبل ذلك كان شعب إسرائيل يقرأ فقط العهد القديم. أي إنه في بداية عصر النعمة كان الناس يقرؤون العهد القديم. وقد ظهر العهد الجديد فقط أثناء عصر النعمة. لم يوجد العهد الجديد حين كان يسوع يعمل؛ قام الناس بتسجيل عمله بعدما قام وصعد. وقتها فقط كان هناك أربع بشارات...يمكن أن يُقال إن ما سجلوه كان وفقًا لمستواهم التعليمي والكوادر والمعايير البشرية. ما سجلوه كانت خبرات بشر، وكل منهم كان لديه وسائله للتسجيل والمعرفة، وكان كل سجل مختلفًا. لذلك إن كنت تعبد الكتاب المقدس على أنه الله، فأنت جاهل وغبي بصورة كبرى! لماذا لا تطلب عمل إله اليوم؟ فقط عمل الله بإمكانه تخليص الإنسان. الكتاب المقدس لا يمكنه تخليص الإنسان، فالكتاب المقدس قرأه البشر على مدى عدة آلاف من السنين ولم يحدث فيهم أدنى قدر من التغيير، وإن كنت تعبد الكتاب المقدس فلن تفوز أبدًا بعمل الروح القدس" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (3)].
"يعتمد منهج الناس في التعامل مع الكتاب المقدس على الولع والإيمان، لكن دون أن يتمكن أحد من استيضاح المادة أو التفاصيل الداخلية للكتاب المقدس بصورة كاملة؛ ولذلك، ما زال الناس إلى اليوم لديهم شعور لا يوصف بالانجذاب السحري تجاه الكتاب المقدس، بل والأكثر من ذلك أنهم مولعون ومؤمنون به. بات اليوم كل واحد يرغب في اكتشاف النبوات المتعلقة بعمل الأيام الأخيرة في الكتاب المقدس، واكتشاف العمل الذي يتمه الله في تلك الأيام والعلامات المذكورة للأيام الأخيرة. بهذه الطريقة تصبح عبادتهم للكتاب المقدس أكثر حرارة، وكلما اقتربت الأيام الأخيرة، أصبحوا أكثر تصديقًا لنبوات الكتاب المقدس، لا سيما تلك المتعلقة بالأيام الأخيرة. في ظل ذلك الإيمان الأعمى بالكتاب المقدس وتلك الثقة فيه، لم تعد لديهم الرغبة في البحث عن عمل الروح القدس. إنهم يعتقدون – بحسب فهمهم – أن بوسع الكتاب المقدس وحده أن يجلب عمل الروح القدس، وأنه في الكتاب المقدس وحده يمكنهم أن يجدوا خطوات الله، وفيه وحده توجد خفايا عمل الله، وأنه بوسع الكتاب المقدس وحده دون باقي الكتب الأخرى أو الأشخاص الآخرين أن يوضح كل شيء عن الله وعمله الكامل، وبوسعه أن يجلب عمل السماء إلى الأرض، وأن يبدأ العصور وينهيها. في ظل وجود هذه المفاهيم، لم يعد لدى الناس أدنى ميل إلى البحث عن عمل الروح القدس. لذلك، وبغض النظر عن مقدار العون الذي قدمه الكتاب المقدس للناس في الماضي، أصبح اليوم عقبة تعترض عمل الله الأخير؛ فمن دون الكتاب المقدس، يستطيع الناس أن يبحثوا عن خطوات الله في أي مكان آخر، لكنَّ اليوم، أصبحت خطواته محصورة في داخل الكتاب المقدس، وأصبح نشر عمله الأخير يواجه صعوبة مضاعفة ويستلزم كفاحًا كَمَنْ يصعد جبلاً. هذا كله بسبب إصحاحات الكتاب المقدس وآياته المشهورة فضلاً عن نبواته المختلفة. لقد أصبح الكتاب المقدس معبودًا في عقول الناس وأحجية في أدمغتهم، وأصبحوا ببساطة غير قادرين على التصديق بأنه يمكن للناس أن يجدوا الله خارج الكتاب المقدس، وبالأحرى غير مصدقين أن الله يستطيع أن يخرج خارج نطاق الكتاب المقدس أثناء العمل النهائي وأن يبدأ من جديد. هذا أمر مستبعد لدى الناس؛ فلا يمكنهم أن يصدقوه أو حتى أن يتصوره. لقد أصبح الكتاب المقدس عقبة كبيرة أمام قبول الناس لعمل الله الجديد، وبات يشكّل صعوبة في توسيع الله لنطاق هذا العمل الجديد" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)].
"في النهاية، أيهما أعظم: الله أم الكتاب المقدس؟ لماذا يتحتم أن يكون عمل الله وفقًا للكتاب المقدس؟ أمن الممكن ألا يكون لله الحق في تجاوز الكتاب المقدس؟ ألا يستطيع الله أن يبتعد عن الكتاب المقدس ويعمل عملاً آخر؟ لماذا لم يحفظ يسوع وتلاميذه السبت؟ لو أنه كان ليحفظ السبت ويعمل بحسب وصايا العهد القديم، فلماذا لم يحفظ يسوع السبت بعد مجيئه، لكنه بدلاً من ذلك غسل أرجل وغطى الرأس وكسر خبزًا وشرب خمرًا؟ أليس هذا كله غير موجود في وصايا العهد القديم؟ لو كان يسوع يُكرِم العهد القديم، فلماذا تحدّى هذه التعاليم؟ يجب أن تعرف أيهما جاء أولاً، الله أم الكتاب المقدس! ألا يستطيع رب السبت أن يكون رب الكتاب المقدس أيضًا؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)].
البحث عن الحقيقة عندما يتعلق الأمر بالتالي إن كان بإمكان الكتاب المقدس تمثيل الله والعلاقة بينهما أمر مهم علينا معرفة أيّ نوع من الآلهة هو الله؟ كما نعلم جميعًا، الله هو خالق كلّ شيء! إن الله قدير وحكيم! وحده الله يخلص البشر و يرشدهم وحده الله يحدد مصير البشر هذا معترف به بشكلٍ كامل. فلنسال أنفسنا كيف كُتِب الكتاب المقدس؟ لقد تحدثنا عن ذلك، فبعد أن أنهى الله عمله، كتب الذين استخدمهم شهاداتهم وخبراتهم ايضًا وتم تجميعها فصارت الكتاب المقدس. نعم، إذا بتنا نعرف الان أن الكتاب المقدس هو سجل أعمال الله في الماضي وهو شهادة عن عمله. الكتاب المقدس لا يمثل الله أو يحل محل الله في تخليص البشر، إن ركّز البشر على قراءة الكتاب المقدس بدلاً من أعمال الله فلن ينالوا عمل الروح القدس أو يخلصوا. لأن عمل الله الخلاصيّ هو عمليّة مستمرّة لا يمكننا التركيز فقط على مرحلة أو مرحلتين من أعمال الله لأن علينا اتباع خطى عمل الله حتى ينهي الله عمله لخلاص البشر بهذه الطريقة بإمكاننا الحصول بالفعل على خلاص الله التام خطّة الله التدبيريّة للخلاص تحتوي على ثلاث مراحلٍ عصر الناموس وعصر النعمة وعصر الملكوت. يعرف الجميع أن عصر الناموس كان الوقت الذي استخدم فيه الله الشرائع لإرشاد البشر وفي عصر النعمة قام الله بعمل الفداء. سُمِّر الرب يسوع على الصليب لفداء البشر من سيطرة الشيطان، ولغفران خطاياهم ولجعلهم مؤهلين للوقوف أمام الله والصلاة له. أما بالنسبة للدينونة في عصر الملكوت فهذا هو العمل الذي سيطهر البشر ويكمِّلهم. لو مرّ البشر عبر عصر الناموس والنعمة فقط ولم يقبلوا دينونة الأيام الأخيرة فلن يخلصوا بالكامل ولن يربحهم الله. نرى جميعنا أن الهدف من عصر النعمة كان فداء الرب يسوع للبشر وفي ذلك العصر سمح لنا الإيمان بالرب بغفران خطايانا وللتأهل للصلاة ولنوال النعمة ايضًا لكننا لم نُطهّر في هذا العصر. لأن طبيعتنا آثمة وغالبًا ما نتمرّد على الله ونعارضه§ لقد وعدنا الرب يسوع بأنه سيأتي مجددًا، ويعبّر عن الحقيقة التي ستخلص البشر في الأيام الأخيرة. وتطهير الذين يسمعون صوت الله وأُحْضِروا أمام عرش الله كما تنبأ الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). إن كلام الله القدير وعمله هو تنفيذ لهذه الآية "وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ". إذًا، الله القدير هو الرب يسوع العائد. يقوم الله القدير بعمل الدينونة، لتطهير وتكميل جميع من وقفوا امام عرشه. وجعل العذارى الحكيمات اللواتي عدن إليه بعد سماع صوته غالبات، لإحضارهنّ إلى مملكة الله قيام الله بعمله على ثلاث مراحل يتيح لنا رؤية أن الله يعمل دائمًا لإرشاد وخلاص البشر وكل مرحلة من عمل الله أكثر عمقًا من التي قبلها. أما الكتاب المقدس فهو فقط كتاب مهمّ لنا لا يمكن للكتاب المقدس القيام بعمل الله مثل الخلاص والإرشاد.
بالفعل الكتاب المقدس مجرّد سجلّ عندما اتمّ الله العمل، تم توثيقه في الكتاب المقدس من خلال أتباعه ورغم أنه لا غنى عن الكتاب المقدس، يحتاج البشر لعمل الروح القدس لفهم الحقيقة هذا مجرّد واقع علينا ان نتبع خطى الحمل جيدًا ونطيع أعمال دينونة الله و هكذا بإمكاننا تلقي أعمال الروح القدس وخلاص الله وكماله أيضًا إن قرأنا الكتاب المقدس لكن لم نقبل عمل الله في الأيام الأخيرة، فلن نطهر أو نخلص في الواقع، إن ذكرت كل كلمةٍ قالها الله في الكتاب المقدس من دون عمل الروح القدس فلن نتمكن ابدًا من فهمها ولفهم الحقيقة علينا ممارسة كلام الله، وتلقّي تنوير الروح القدس. وحينها سنتمكن من فهم كلام الله و نصبح كاملين. ما هو مفتاح خلاصنا كمؤمنين؟ المفتاح هو عمل الروح القدس وكماله. من هو الروح القدس؟ أليس الروح القدس هو الله ؟ الكتاب المقدس هو مجرّد سجل لأعمال الله في الماضي. إذًا، كيف يمكن أن يمثّله؟ كما قلت، يإمكان الله تخليص البشر الكتاب المقدس، فلا يمكنه. إن اتبعنا الكتاب المقدس فقط في إيماننا ولم نتقبل عمل الله في الأيام الأخيرة أو نتبع خطى عمل الله، عندها سوف نُنبَذ في عصر الناموس كثيرون لم يقبلوا عمل الرب يسوع لذلك هلكوا. الذين يؤمنون بالرب يسوع لكن يفشلون بتقبل عمل الله القدير. هم أيضًا سيُنبذون ويهلكون كما نرى فهؤلاء الأشخاض عميان ولا يعرفون الله. سوف يتحمّلون وطأة الكوارث ويتركون ليعانوا.
الدينونة التي يقوم بها الله القدير بالتعبير عن الحقيقة، تلك هي نواة خطة الله التدبيرية لخلاص البشر. كما أنها المرحلة الأخيرة من عمل الله لتطهير وكمال البشر لذا إن حفظ المؤمنون المرحلتين الأولتين في الكتاب المقدس فقط، إنما فشلوا في قبول عمل التطهير الذي يقوم به المسيح في الأيام الأخيرة، عندها لن يتمكنوا دخول مملكة الله. لا يهم كم طال إيمانهم بالله فذلك من دون جدوى. لأن من يرفضون خلاص الله القدير في آخر الزمان هم أعداء الله. كلهم فرّيسيون مراؤون. لا شكّ في ذلك. على الرغم من أن الفريسيين استنادًا إلى الكتاب المقدس قد رفضوا الرب يسوع، والقساوسة والشيوخ في الأيام الأخيرة رفضوا عمل الله القدير مستخدمين الكتاب المقدس هذا غير منطقيّ لقد أسسوا حججهم على نصوص الكتاب المقدس بدلاً من كلام الله. مهما كانت أعداد الحجج التي لديهم، فمن يرفض عمل الله القدير في الأيام الأخيرة هو خائن. في نظر الله، كلهم فاعلو شرّ والله لن يعترف بهم أبدًا. غير المؤمنين وأضداد المسيح الذين كُشِفوا في الأيام الأخيرة. عليهم تحمل العقاب والمعاناة خلال الكوارث. سيطردهم الله جميعًا و سوف يلغيهم ايضًا، ولن يحظوا أبدًا بفرصة رؤية الله. نحن نعرف أن هذا الكلام حقيقيّ: لا يمكن للكتاب المقدس تمثيل الله ولا الحلول محل عمله. الله هو الله والكتاب المقدس هو الكتاب المقدس. بما أننا نؤمن علينا اختبار عمل الرب واتباع خطى الرب ايضًا، علينا أكل وشرب كلام الله في الأيام الأخيرة و يجب علينا اتباع وقبول حقيقة الله هذا المعنى الحقيقيّ للإيمان في كلّ مرة يتجسّد فيها الله للعمل عليه طرد هؤلاء الذين يتبعون الكتاب المقدس ويفشلون في إطاعة الله. لذا يمكننا القول بثقة أن "الإيمان بالله يجب أن يتماشى مع الكتاب المقدس والالتزام به هو الإيمان الفعليّ بالله فالكتاب المقدس يمثل الله،" هذه الأفكار خاطئة. كل من يتكلم بهذا الجهل لا يعرف الله. عندما يضع الإنسان الكتاب المقدس فوق كل شيءٍ حتى في مكان الله، أليس يسير في طريق الفرّيسيين؟ التزموا بالكتاب المقدس وعارضوا الله ولذا لعنوا. أليس ذلك واقعًا؟
من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"
تعتمد إمكانيَّة كسب الناس للحياة من خلال إيمانهم بالله على ما إذا كانوا ينالون الحقّ. إذا فعلوا ذلك، يكونون قد عرفوا الله حقًّا؛ وأولئك الذين فعلوا ذلك هم فقط الذين ربحوا الحياة بالفعل. أولئك الذين لا يعرفون الله حقًّا لم ينالوا الحقّ؛ ومن ثمَّ فإن مثل هؤلاء الناس لم ينالوا الحياة. هذا مُؤكَّدٌ دون أدنى شكٍّ. ما الذي يعنيه نيل الحقّ إذًا بالضبط؟ يتطلَّب هذا معرفة المسيح، لأنه هو الله المُتجسِّد بين البشر الذي يُعبِّر عن الحقّ كُلّه. ينبع الحقّ من حياة الله، وهو بالكامل تعبيرٌ عن المسيح الذي جوهره هو الطريق والحقّ والحياة. المسيح وحده هو مَن يملك جوهر الحقّ والحياة، ولذلك عندما تعرفه وتربحه تكون قد نلت الحقّ بالفعل. يتَّضح من هذا أنه من بين المؤمنين بالله، فإن أولئك الذين يعرفون المسيح وربحوه هو وحدهم الذين ربحوا الحياة حقًّا وعرفوا الله ونالوا الحياة الأبديَّة. يُتمِّم هذا بالتحديد ما هو مكتوبٌ في الكتاب المُقدَّس: "ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ ٱللهِ" (يوحنا 3: 36). يشير الإيمان بالابن بلا شكٍّ إلى الإيمان بالمسيح المُتجسِّد. من بين الناس الذين يؤمنون بالله، لا يمكن سوى لأولئك الذين يعترفون بأن المسيح هو الطريق والحقّ والحياة أن يعرفوا الله حقًّا ويخلُصوا ويكونوا كاملين؛ ولا يمكن لسواهم أن ينالوا رضى الله. أمَّا كُلّ مَن يؤمن بالله ولا يزال بإمكانه إنكار المسيح أو مقاومته أو تركه فهو شخصٌ يمارس الإيمان ولكنه يقاوم الله ويخونه أيضًا. وعلى هذا النحو، لن يتمكَّن من تحقيق الخلاص أو الكمال. إذا كان شخصٌ ما يؤمن بالله ولكنه لا يعبده إلَّا عبادةً عمياء ويشهد للكتاب المُقدَّس بينما يقاوم المسيح أو يشعر بالكراهية تجاهه فقد بدأ بالفعل في طريق ضدّ المسيح وأصبح عدوًّا لله. وباعتبار مثل هذا الشخص ضدّ المسيح، فإن الله سوف يعاقبه ويلعنه وينتهي به الأمر إلى الهلاك والخراب. أما من جهة أولئك الذين يؤمنون بالله، فهذه أخطر حالات الفشل والحزن.
يوجد كثيرون ممَّن لا يؤمنون إلَّا بإلهٍ غامض في السماء وفقًا للكتاب المُقدَّس، لكنهم لا يؤمنون أن الله يمكنه أن يتجسَّد، ولا يقبلون المسيح على أنه الله المُتجسِّد، أو مُخلِّص البشريَّة الفاسدة، أو الإله العمليّ الذي يُخلِّص البشر. لا يعرف هؤلاء الناس أن المسيح هو الطريق والحقّ والحياة؛ والأكثر من ذلك، لا يمكنهم أن يكونوا متوافقين مع المسيح. إنهم بالتأكيد نوعٌ من الناس يشعرون بالملل من الحقّ ويشعرون بالكراهية تجاهه. يمكننا أن نقرأ جميعًا في الكتاب المُقدَّس أن رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيّين اليهود كانوا يؤمنون بالله طوال حياتهم لكنهم رفضوا قبول الرَّبّ يسوع المُتجسِّد لدرجة أنهم صلبوا يسوع المسيح وقتلوه. ونتيجةً لذلك، أصبحوا أناسًا قاوموا الله وخدعوه، ومن ثمَّ عاقبهم الله ولعنهم. على الرغم من إيمانهم مدى الحياة، لم يتمكَّنوا من نيل بركات الله ووعده. يا لها من نهايةٍ حزينة مؤسفة! وهكذا، يعتمد نجاح الناس في إيمانهم على ما إذا كانوا يعرفون المسيح وما إذا كانوا قد ربحوه. فجوهر المسألة هو ما إذا كانوا قد قبلوا جميع الحقائق التي عبَّر عنها المسيح، واختبروا طائعين عمل الله بأكمله، وما إذا كان بإمكانهم تمجيد الله والشهادة له حتَّى يتوافقوا معه. وهذا ما يُحدِّد نجاح إيمانهم بالله أو فشله. ومع ذلك، لا يتَّفق كثيرٌ من الناس على هذا؛ فهم يرون أن الكتاب المُقدَّس فوق كُلّ شيءٍ آخر لدرجة أنهم استخدموه ليحلّ محلّ الله في قلوبهم. عندما يأتي الله المُتجسِّد للعمل، يمكن لهؤلاء الأشخاص بالفعل إنكار المسيح ورفضه ومقاومته. لو كانت كلمات المسيح وأفعاله لا تتماشى مع قواعد مُعيَّنة من الكتاب المُقدَّس، يتمادى هؤلاء الناس في إدانته ورفضه وتركه. وبدلاً من القول بأنهم يؤمنون بالله، سيكون من الأدقّ القول بأنهم يؤمنون بالكتاب المُقدَّس. إنهم يعتبرون أن الكتاب المُقدَّس ربَّهم وإلههم. ويبدو لهم أن الله، أي الرَّبّ، موجودٌ في الكتاب المُقدَّس وأن الكتاب المُقدَّس يُمثِّله، ولذلك يعتقدون أن الحقّ هو أيّ شيءٍ يتَّفق تمامًا مع الكتاب المُقدَّس، في حين أن أيّ شيءٍ يختلف عن الكتاب المُقدَّس لا يمكن أن يكون الحقّ. يرون أن الكتاب المُقدَّس وحده هو الحقّ، وأنه أعلى من الحقّ كُلّه وأن الابتعاد عن الكتاب المُقدَّس معناه ابتعادٌ عن الحقّ. يعتقدون أن عمل الله وأقواله ليست سوى تلك المدرجة في صفحاته؛ ويرفضون الاعتراف بأيّ شيءٍ يكون قد فعله أو قاله خارج الكتاب المُقدَّس. مثل هؤلاء الناس يشبهون رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيّين اليهود الذين لم يعترفوا سوى بالكتاب المُقدَّس، ولم يعرفوا الله على الإطلاق، وكانوا أقلّ استعدادًا للاعتراف بوجود المسيح المُتجسِّد. وضعوا الكتاب المُقدَّس والمسيح ضدّ بعضهما بعضًا، دون أن تكون لديهم أدنى معرفةٍ على الإطلاق بأنه هو الطريق والحقّ والحياة؛ فمجَّدوا الكتاب المُقدَّس وشهدوا له بينما سمَّروا المسيح على الصليب، وبذلك ارتكبوا خطيَّة شنيعة بمقاومة الله. ولذلك، ربَّما يكونون قد آمنوا بالله، لكنهم لم يخْلُصوا؛ بل على العكس من ذلك، أصبحوا أعداء الله وأضداد المسيح، وقد كان من المُحتَّم أن يعاقبهم الله ويلعنهم. هذه هي العاقبة المباشرة للناس الذين آمنوا بالله في الدين، وخدعهم رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيّين وسيطروا عليهم وسلكوا طريق ضدّ المسيح. يدلّ هذا على أن ما قاله الرَّبّ يسوع صحيحٌ: "وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلَاهُمَا فِي حُفْرَةٍ" (متى 15: 14). لا يمكن بالتأكيد لأناسٍ مثل هؤلاء نيل الخلاص أو الكمال.
يحتوي الكتاب المُقدَّس على جملةٍ تُمثِّل جوهر المسيح بأفضل حالٍ، وهي ما قاله الرَّبّ يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي" (يوحنا 14: 6). أصاب الرَّبّ يسوع بهذه الكلمات كبد الحقيقة، وكشف عن السرّ الأعظم للإيمان بالله – أي حقيقة أن الناس لا يمكنهم نيل الخلاص سوى من خلال معرفة المسيح وربحه. يرجع السبب في هذا إلى أن الله لا يمكنه خلاص البشريَّة خلاصًا تامًّا إلَّا عندما يتجسَّد باعتباره المسيح. فالمسيح هو الباب الوحيد لدخول خرافه ملكوت السموات، والمسيح المُتجسِّد وحده هو الإله العمليّ الذي يمكنه أن يأتي بالخلاص للبشر. عندما يؤمن البشر بالله، لا يمكنهم أن يوضعوا على طريق الخلاص والكمال إلَّا بقبول المسيح واتّباعه. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم بها أن يصبحوا أناسًا يعملون مشيئة الآب السماويّ، ومن ثمَّ يدخلون ملكوت السموات. نعرف من هذا أن المؤمنين بالله ينبغي أن يقبلوا المسيح المُتجسِّد ويطيعوه قبل خلاصهم وكمالهم ونيلهم رضى الله. هذه هي الطريقة التي عيَّنها الله للناس ليؤمنوا به وينالوا الخلاص. ومن ثمَّ، فإن مسألة ما إذا كان الأشخاص الذين يؤمنون بالله يعرفون المسيح وربحوه لها أهميَّةٌ قصوى وتأثيرٌ مباشر على وجهتهم وآخرتهم.
عندما نستدعي العمل الذي أتَّمه الرَّبّ يسوع عندما جاء إلى الأرض لبدء عصر النعمة، يمكننا أن نرى أنه لم يؤمن به أو يتبعه أيّ واحدٍ من المؤمنين بالدين. وقد كان هذا ينطبق انطباقًا خاصًّا على رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيّين اليهود الذين رفضوا جميعًا الاعتراف بالمسيح أو قبوله. بالإضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء الناس أنكروا الرَّبّ يسوع وحكموا عليه وأدانوه وفقًا لما كُتِبَ في الكتاب المُقدَّس، لدرجة أنهم صلبوه مرتكبين بذلك خطيَّةً وحشيَّة تتمثَّل في مقاومة الله وأصبحوا نماذج للناس على مدى الألفيّ سنةٍ الماضية الذين آمنوا بالله ومع ذلك قاوموه وخذلوه فتعرَّضوا بسبب ذلك لعقاب الله ولعناته. في الواقع، عندما كان الرَّبّ يسوع يعظ كان يدرك بالفعل حقيقة أن جوهر العالم المُتديِّن هو أنه يقاوم الله، وكشف مباشرةً بدقّةٍ كبيرة أصل وجوهر مقاومة الفريسيّين لله: "وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لِأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 5: 38-40). كشفت كلمات الرَّبّ يسوع عن حقّ وجوهر إيمان المجتمع الدينيّ بالله ومقاومته لله على الرغم من ذلك. وفي الوقت نفسه، ألقت الضوء على جوهر العلاقة بين الكتاب المُقدَّس والمسيح. وهذا بلا شكٍّ خلاصٌ عظيم لمن يؤمنون بالله. ومع ذلك، لا يزال معظم الناس في المجتمع المُتديِّن هذه الأيَّام يؤمنون بالكتاب المُقدَّس إيمانًا أعمى ويعبدونه ويشهدون له، واضعين إيَّاه في مكانةٍ أعلى من المسيح وشهاداته. ينطبق هذا انطباقًا خاصًّا على القادة الدينيّين والقساوسة الذين يستمرّون كالفريسيّين في الحكم على المسيح المُتجسِّد في الأيَّام الأخيرة وإدانته والتجديف عليه وفقًا للكتاب المُقدَّس على الرغم من الحقّ الذي يُعبِّر عنه. وقد أدَّت أفعالهم إلى المأساة الأخيرة المُتمثِّلة في صلب المسيح للمرَّة الثانية، وأثارت منذ زمنٍ طويلٍ غضب الله. والنتيجة كارثيَّة لأن الله القدير سبق فحذَّر قائلاً: "ويلٌ لأولئك الذين يصلبون الله" ("ينبغي أن يُعاقَب الشرير" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ولذلك فإنه من الضروريّ تمامًا تقديم شركةٍ واضحة حول العلاقة بين الكتاب المُقدَّس والمسيح حتَّى يتمكَّن الجميع من التعامل مع الكتاب المُقدَّس تعاملاً صحيحًا، ومن قبول المسيح وطاعة عمله لنيل رضى الله. ...
...من جهة الكتب المُقدَّسة، قال الرَّبّ يسوع من قبل: "وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي". قيلت كلمة الله هنا بوضوحٍ شديد؛ فالكتاب المُقدَّس ليس سوى مجموعةً من الشهادات عنه. نفهم جميعًا أن الكتاب المُقدَّس سجِّلٌ أصليّ للمرحلتين الأوَّليين من عمل الله. وهذا يعني أنه شهادةٌ على المرحلتين الأوَّليين من عمل الله، اللتان تختمان إرشاد البشر وفدائهم بعد خلق السموات والأرض وجميع الأشياء، وكذلك البشر. يمكن للجميع من خلال قراءة الكتاب المُقدَّس رؤية كيفية قيادة الله للبشر في عصر الناموس وتعليمهم كيفيَّة العيش أمامه وعبادته. يمكننا أن نرى أيضًا كيفيَّة فداء الله للبشر في عصر النعمة ومنحهم الغفران لجميع خطاياهم الماضية وغمرهم بالسلام والفرح وجميع أوجه النعمة. لا يمكن للناس أن يروا خلق الله للبشر وقيادته لهم باستمرارٍ وحسب، بل يمكنهم أن يروا أيضًا أنه فداهم بعد ذلك. وفي الوقت نفسه، فقد أعال الله البشر وحماهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نقرأ من النبوَّات الكتابيَّة أنه في الأيَّام الأخيرة سوف يكون كلام الله مثل نارٍ تحرق ليدين شعبه ويُطهِّره. سوف يُخلِّص كلام الله البشر من جميع الخطايا ويساعدنا على الهرب من تأثير الشيطان المظلم حتَّى نتمكَّن من أن نعود بمجمل كياننا إلى الله ونرث في النهاية بركاته ووعده. هذا ما قصده الله عندما قال عن الكتب المُقدَّسة: "وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي". ولذلك، يمكن لأيّ شخصٍ قرأ الكتاب المُقدَّس بضميرٍ أن يرى بعض أفعال الله ويتعرَّف على وجوده والقدرة والحكمة اللتين خلق بهما كُلّ شيءٍ في السماء وعلى الأرض، ويسوده ويملك عليه. ومن ثمَّ، فإن الكتاب المُقدَّس له مغزى عميق للناس في الإيمان بالله ومعرفته والسلوك في الطريق الصحيح للإيمان. يمكن لأيّ شخصٍ يؤمن بالله إيمانًا صادقًا ويُحبّ الحقّ أن يجد هدفًا واتّجاهًا في الحياة من خلال قراءة الكتاب المُقدَّس، وتعلُّم الإيمان بالله والاتّكال عليه وطاعته وعبادته. فهذه جميعها تأثيرات شهادة الكتاب المُقدَّس لله؛ وهذه حقيقةٌ لا يمكن إنكارها. ومع ذلك، عبَّر الرَّبّ يسوع أيضًا عن نقطةٍ أهمّ عندما قال: "فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً" و"وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ". هذه الكلمات في غاية الأهميَّة! إذا كان الناس الذين يؤمنون بالله يرغبون في نيل الحقّ والحياة، فإن مُجرَّد الاعتماد على شهادة الكتاب المُقدَّس لا يكفي؛ ينبغي عليهم أيضًا القدوم إلى المسيح لنيل الحقّ والحياة. يرجع السبب في ذلك إلى أنه لا يمكن سوى للمسيح التعبير عن الحقّ وفداء البشر وخلاصهم. الله هو الذي يمنحنا الحياة. لا يمكن للكتاب المُقدَّس أن يحلّ محلّ قوَّته، ولا محل عمل الرُّوح القُدُس، ولا يمكنه أن يمنح حياةً للبشر بالنيابة عن الله. لا يمكننا نيل عمل الرُّوح القُدُس وربح الحقّ والحياة سوى من خلال قبول المسيح وطاعته. إذا آمن الناس بالكتاب المُقدَّس فقط دون قبول الله العمليّ المُتجِّسد، فلن يتمكَّنوا من ربح الحياة، لأن الكتاب المُقدَّس ليس الله، لكنه مجرد شهادةٌ على عمل الله. وعند الإيمان بالله، يجب أن نفهم أنه توجد مراحل لعمله في خلاص البشر؛ وهي ثلاث مراحل من العمل ضروريَّة لخلاص البشر تمامًا من تأثير الشيطان بحيث يتمكَّنوا من أن يعودوا حقًّا إلى الله وأن يربحهم الله. ولذلك، فإن كُلّ مرحلةٍ من مراحل عمل الله يختبرها البشر تجلب لهم جزءًا من خلاصه. لا يمكننا أن ننال خلاص الله الوافر بكامله سوى من خلال متابعة وتيرة عمل الرُّوح القُدُس من كثبٍ واختبار حُكم الله في الأيَّام الأخيرة وتوبيخه. على سبيل المثال، لم يتمكَّن بنو إسرائيل في إيمانهم بيهوه الله من التمتُّع سوى بوعد الله خلال عصر الناموس. إذا لم يقبلوا خلاص يسوع المسيح، فلا يمكن أن تُغفر خطاياهم، ولا يمكن أن ينعموا بالسلام والفرح والنعمة الوفيرة التي يمنحها الرَّبّ؛ هذه حقيقةٌ. إذا لم يقبل الناس سوى فداء الرَّبّ يسوع لينالوا غفرانًا لخطاياهم، ويتنَّعموا أيضًا بالنعم الوفيرة التي يهبها الله، ولكنهم لا يقبلون عمل دينونته وتوبيخه في الأيَّام الأخيرة، فلا يمكنهم نيل الحقّ أو الحياة ولن يتمكَّنوا من تحقيق تغييرٍ في شخصيَّة حياتهم. وعلى هذا النحو، لن يكونوا مُؤهَّلين ليرثوا وعود الله ودخول ملكوت السماء. تحمل كُلّ مرحلةٍ من مراحل عمل الله ثمرتها وهي أسمى من سابقتها. تُكمِّل هذه المراحل كُلّها بعضها بعضًا؛ فلا يمكن تخطّي مرحلةٍ منها. إنها تُؤدِّي تدريجيًّا إلى الكمال. ولو لم يقبل المرء إحدى مراحل عمل الله، لما تمكَّن سوى من الحصول على قدرٍ يسير من خلاص الله، وليس خلاصه كُلّه. وهذه أيضًا حقيقةٌ. إذا آمن الناس بالكتاب المُقدَّس فقط دون قبول المسيح في الأيَّام الأخيرة، فسوف يصبحون أناسًا يقاومون الله ويخونونه. ونتيجةً لذلك، يكونون قد خسروا خلاص الله النهائيّ والكامل. وهذا يعني أن الناس الذين لا يؤمنون إلَّا بالرَّبّ يسوع ولا يقبلون الخلاص الذي يصاحب عودته – أي الله القدير – في الأيَّام الأخيرة، فسوف يفسد إيمانهم في منتصف الطريق ولن يُجدي نفعًا. يا له من أمرٍ مؤسف! يا للخزي! ولذلك، فإن عدم قبول المسيح المُتجسِّد يُؤدِّي إلى عدم القدرة على نيل الحياة. ولا يمكن للناس الخلاص أو نيل الحياة من خلال الإيمان بالكتاب المُقدَّس فقط، ولن يكونوا قادرين أبدًا على معرفة الله، لأن الكتاب المُقدَّس ليس هو الله بل مجرد شهادةٌ عنه. وهكذا، إذا آمن الناس بالكتاب المُقدَّس فقط دون قبول المسيح، فلن يتمكَّنوا من قبول عمل الرُّوح القُدُس. ونتيجةً لذلك، لا يمكنهم أن ينالوا خلاص الله، بل سوف يقضي الله عليهم. هذا مُؤكَّدٌ بلا شكٍّ. إنها حقيقةٌ يمكن رؤيتها من خلال قراءة الكتاب المُقدَّس. بالإضافة إلى ذلك، هذا هو السبب الجذريّ أيضًا الذي يجعل القادة والقساوسة المُتديِّنين يؤمنون بالله ولكنهم يقاومون الله، ممَّا يُؤدِّي بهم إلى الفشل في إيمانهم.
من "الشركة من العُلا"