ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش؟

أي جانب من جوانب الحق هو أكثر ما ترغبون في سماعه اليوم؟ سأطرح عليكم بعض المواضيع للاختيار من بينها، ويمكننا عقد شركة حول الموضوع الذي تريدونه. إليكم السؤال الأول: كيف تعرِف ذاتك؟ ما طريقة معرفة ذاتك؟ لماذا يجب أن تعرف ذاتك؟ والسؤال الثاني هو: ما الذي عاش به الناس طيلة سنوات إيمانهم بالله؟ هل عِشتم بكلمة الله والحق، أم عشتم بشخصيات وفلسفات شيطانية؟ ما السلوك الذي يوضح أنك تعيش بكلمة الله والحق؟ إذا كنت تعيش وفقًا لشخصيات وفلسفات شيطانية، كيف سيظهر فسادك ويكشف عن نفسه؟ السؤال الثالث هو: ما الشخصية الفاسدة؟ لقد ناقشنا سابقًا ستة جوانب للشخصيات الفاسدة، لذلك سأتحدث عن الحالات التي تُعد بمثابة المظاهر المحددة لهذه الشخصيات الفاسدة. والآن، الاختيار يعود إليكم. ما السؤال الذي تفهمونه أقل، لكنكم تريدون أن تفهموه أكثر، وتجدون أنه الأصعب في الاستيعاب؟ (نختار السؤال الثاني). إذن سنعقد شركة حول هذا الموضوع. تأملوا للحظة. ما الذي عاش به الناس طيلة سنوات إيمانهم بالله، وما الأشياء التي ينطوي عليها هذا الموضوع؟ النقطة الرئيسية في هذه الجملة هي كلمة "ما". ماذا يتضمن نطاق "ما" هذه؟ ما الذي يمكنكم فهمه منها؟ إن الأشياء التي تعتقدون أنها الأكثر أهمية، ويجب ممارستها عند الإيمان بالله، ويجب أن يمتلكها البشر، هي التي تقع ضمن نطاق كلمة "ما" هذه. أيًا كانت الأشياء التي تصادفونها في حياتكم اليومية، وأيًا كانت الأشياء التي يتيح لكم مستوى قدراتكم وقدرتكم على الاستيعاب فهمها، والتي تعتقدون أنها إيجابية، وتعتقدون أنها قريبة من الحق وتتوافق معه، وتعتقدون أنها واقع الأشياء الإيجابية، وتعتقدون أنها تُوافِق مقاصد الله، هي الأشياء التي كنتم تعيشون بها في أثناء اتباعكم الله وأداء واجباتكم على مدار هذه السنوات، حتى نتمكن من استعراضها وعقد شركة حولها. ما الأشياء التي يمكنكم التفكير فيها؟ (أعتقد أنه، خلال إيماني بالله، عليّ فقط أن أعاني، وأدفع الثمن، وأحقق نتائج في أداء واجبي حتى أنال خلاص الله). هذا الرأي هو شيء تعتبره إيجابيًّا. إذن ما الفارق بين هذا الرأي ورأي بولس؟ أليس الجوهر هو نفسه؟ (إنه كذلك). الجوهر هو نفسه. أليس جوهر هذا الرأي مجرد تصور؟ (نعم). على مر السنين، أنت عِشتَ وفقًا لهذا التصور وما تعتقد أنه صواب. واعتمدت أيضًا على ذلك في الإيمان بالله، وأداء واجبك، وعيش حياة الكنيسة. هذا موقف واحد. أولًا، أنت بحاجة إلى تأكيد ما إذا كانت أفكارك وآرائك صحيحة، وما إذا كان لها أساس في كلمة الله. إذا كنت تعتقد أنها صحيحة ولها أساس وأن ما تفعله هو ممارسة الحق، فإنك في الواقع مخطئ، وهذا ما سنناقشه في شركتنا اليوم.

إن أبسط طريقة لعقد شركة حول جانب الحق المتعلق تحديدًا بما عاش به الناس هي البدء بموضوع يمكن للجميع فهمه، حالة بولس، ثم ربطه بحالتكم الخاصة. لماذا نتحدث عن بولس؟ معظم الناس يعرفون قصة بولس. ما القصص أو الموضوعات التي وردت حول بولس في الكتاب المقدس؟ على سبيل المثال، ما أقوال بولس الشهيرة، أو ما صفاته وشخصيته ومواهبه؟ أخبروني. (تلقى بولس تعليمه على يد عالِم القانون جمالائيل، وهذا ما كان بمثابة علامة مميزة له، أي ما يُعادل التخرُج من جامعة مرموقة). في المصطلحات الحديثة، كان بولس طالبًا لاهوتيًّا تخرج من مدرسة لاهوتية مرموقة. هذا هو أول موضوع يُمثل بولس نسبيًّا، فيما يتعلق بخلفيته ومستوى تعليمه ومكانته الاجتماعية. أما بالنسبة للموضوع الثاني، فما قول بولس الأكثر شهرة؟ ("قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8)). هذا هو الدافع وراء سعيه. في المصطلحات الحديثة، عانى بولس ودفع الثمن، وعمل، وبشّر بالإنجيل، لكن دافعه كان الحصول على إكليل. هذا هو الموضوع الثاني. يمكنكم الاستمرار. (قال بولس: "لِأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 21:1)). هذه أيضًا إحدى أقوال بولس الكلاسيكية. هذا هو الموضوع الثالث. لقد ذكرنا للتو ثلاثة مواضيع. الأول هو أن بولس كان تلميذًا لعالِم القانون جمالائيل، ما يعادل في يومنا هذا خريج مدرسة اللاهوت. كان بالتأكيد أكثر علمًا عن الكتاب المقدس من عامة الناس؛ فقد كان لدى بولس معرفة بالعهد القديم، نظرًا لتخرجه من مدرسة كهذه. هذه هي الخلفية التعليمية التي كان بولس يتمتع بها. كيف أثرت على تبشيره وتجهيزه للكنائس في المستقبل؟ ربما كان لها بعض الفوائد؛ لكن هل تسببت في أي ضرر؟ (نعم، تسببت). هل التعليم اللاهوتي يتماشى مع الحق؟ (كلا، لا يتماشى معه). التعليم اللاهوتي هو كل الأشياء الخادعة، كل نظرية فارغة. إنه ليس عمليًّا. ما الموضوع الثاني؟ (قال بولس: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8)). عاش بولس بهذه الكلمات، وسعى إلى تحقيقها. هل يمكننا القول، إذن، إنها كانت نية بولس وهدفه في معاناته، في الثمن الذي دفعه؟ (نعم). كانت نيته، بوضوح، أن يُكافأ؛ مما يعني أنه اتخذ مساره، ودفع ثمنه، وجاهد جهاده الصالح لمقايضة تلك الأشياء بإكليل البر. هذا يوضح أن سنوات سعي بولس كانت تدور حول المكافأة ونيل إكليل البر. لو لم تكن هذه هي نيته وهدفه، هل كان سيتمكن من تحمل مثل هذه المعاناة ودفع مثل هذا الثمن؟ هل كان سيتمكن من القيام بالعمل الذي قام به ودفع الثمن الذي دفعه بفضل صفته الأخلاقية وطموحه ورغباته؟ (كلا). لنفترض أن الرب يسوع قال له مُسبقًا: "عندما عملتُ على الأرض، اضطهدتني. الناس أمثالك يُعاقَبون ويُلعَنون. مهما فعلت، لن تستطيع التعويض عن مثل هذه الأخطاء؛ ومهما تُبتَ، فلن أُخلِصك". ما نوع الموقف الذي كان بولس ليتخذه؟ (كان سيتخلى عن الله ويتوقف عن الإيمان). لم يكن ليكف عن الإيمان بالله فحسب، بل كان سينكر الله، وينكر أن الرب يسوع هو المسيح، وينكر وجود الله في السماء. إذن، ما الذي كان يعيش به بولس؟ لم يكن يحب الله بإخلاص، ولم يكن شخصًا خضع لله، فلماذا إذن كان قادرًا على المثابرة لتجاوز العديد من المحن عند التبشير بالإنجيل؟ من الإنصاف أن نقول إن سَنَده الرئيسي كان رغبته في نيل البركات؛ وهذا ما منحه القوة. وأيضًا، عندما رأى بولس نور الله العظيم على الطريق إلى دمشق، أصابه العمى. سقط ساجدًا على الأرض، ترتجف جميع أوصاله. لقد شعر بعظمة الله وروعته، وخاف أن يضربه الله، لذلك لم يجرؤ على رفض إرسالية الله. كان عليه أن يستمر في التبشير بالإنجيل، مهما كانت المصاعب كبيرة. لن يخاطر بالتراخي. كان هذا جزءًا منه. مع ذلك كان الجزء الأكبر منه هو رغبته المفرطة في أن ينال المباركة. هل كان ليفعل ما فعله لولا الرغبة في نيل المباركة، ذلك البصيص من الأمل؟ كلا بالتأكيد. الموضوع الثالث هو أن بولس شهد أن الحياة هي المسيح بالنسبة له. دعونا أولًا نلقي نظرة على العمل الذي قام به بولس. كان لدى بولس الكثير من المعرفة الدينية؛ ودرجة من الشُهرة، وخلفية تعليمية مميزة إلى حد ما. يمكنكم القول إنه كان أكثر عِلمًا من عامة الناس. إذن، على ماذا اعتمد للقيام بعمله؟ (مواهبه، ومَلَكاتِه، ومعرفته بالكتاب المقدس). من حيث الظهور، ربما كان ينشر الإنجيل ويشهد للرب يسوع، لكنه لم يشهد إلا باسم الرب يسوع. لم يشهد حقًا أن الرب يسوع كان الله متجليًا ويعمل بالفعل، وأن الرب يسوع كان الله نفسه. إذن، لمن كان بولس يشهد حقًا؟ (شهد لنفسه. قال: "لأن لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ"). ماذا تعني كلماته؟ أن الرب يسوع لم يكن المسيح والرب والله، بل كان هو. كان بولس قادرًا على المثابرة والتبشير بهذه الطريقة بسبب مقاصده وطموحاته. ماذا كان طموحه؟ أن يجعل جميع الناس، أولئك الذين بشرهم أو أولئك الذين سمعوا به، يعتقدون أنه عاش كمسيح وإله. هذا أحد الجوانب، أنه عاش وفقًا لرغباته. أيضًا استند عمل بولس على معرفته بالكتاب المقدس. أظهرت جميع مواعظه وكلماته أنه كان على معرفة بالكتاب المقدس. لم يتحدث عن عمل واستنارة الرُوُح القُدُس أو وقائع الحق. هذه المواضيع لا يمكن العثور عليها في رسائله على الإطلاق، وبالتأكيد لم يكن لديه هذا النوع من الخبرة. لم يشهد بولس في أي مكان في عمله بالكلمات التي تحدث بها الرب يسوع. خُذ تعاليم الرب يسوع حول كيفية ممارسة الناس للاعتراف والتوبة، على سبيل المثال، أو العديد من كلمات التعاليم التي قالها الرب يسوع للناس؛ لم يعظ بولس بها أبدًا. لم يكن لأي عمل قام به بولس أي علاقة بكلام الرب يسوع، وكل ما وعظ به كان أشياء من التعليم والنظرية اللاهوتيين اللذين درسهما. مما تتكون هذه الأشياء التي يتضمنها التعليم والنظرية اللاهوتيين؟ المفاهيم، والتصورات، والفلسفات، والاستنتاجات، والخبرات، والدروس البشرية التي يلخصها الناس، وما إلى ذلك. باختصار، كل هذه الأشياء تنشأ من التفكير البشري وتعكس الأفكار والآراء البشرية. لا شيء منها هو الحق، ناهيك عن التوافق مع الحق. كل ذلك يتعارض مع الحق.

بعد سماع مثال بولس، قارنوا أنفسكم به. فيما يتعلق بالموضوع الذي نتحدث عنه اليوم، "ما الذي عاش به الناس طيلة سنوات إيمانهم بالله"، هل ذكّركم ببعض حالاتكم وسلوكياتكم؟ (هذا يجعلني أفكر في حقيقة أنني أعتقد أنه لو لم يكن لدي عائلة أبدًا، ولم أخُن أبدًا إرسالية الله، ولم أشتك من الله عندما تأتيني تجارب كبيرة، ففي النهاية لن يتركني الله أموت). هذا هو العيش بالتمني، والذي يقترب نوعًا ما من موضوع شركة اليوم، ويتطرق إلى حالة فعلية. إنه رأي حول السعي العملي في الحياة الواقعية. هل ثمة شيء آخر؟ (لدي رأي: أشعر أنني ما دمت أتبع الله حتى النهاية في إيماني، فلا بد أن أنال البركة، وأن أحصل على نتيجة وغاية رائعتين). كثير من الناس لديهم مثل هذا الرأي، أليس كذلك؟ إنه في الأساس رأي يمكن للجميع الاتفاق عليه نوعًا ما. هل لدى أي شخص رأي مختلف؟ دعونا نسمعه. سأشير إلى شيء لكم: بعض الناس يؤمنون بالله لسنوات عديدة، وبناء على خبراتهم الشخصية، أو تصوراتهم، أو نوع من الخبرة، وبعض الأمثلة التي حصلوا عليها من قراءة الكتب الروحانية، فإنهم يُلخصون بعض الأساليب المتعلقة بالممارسة، مثل كيف يجب أن يتصرف المؤمنون بالله من أجل أن يصبحوا روحانيين، وكيف يجب أن يتصرفوا من أجل ممارسة الحق، وهكذا. إنهم يعتقدون أن ما يفعلونه هو ممارسة الحق، وأنه من خلال القيام بهذه الأشياء، يمكنهم إرضاء مقاصد الله. على سبيل المثال، عندما يعاني بعض الناس من المرض، فإن هذا الأمر يقتضي طلب مقصد الله والحق. هذا أحد أكثر الأشياء أساسية التي يجب أن يعرفها المؤمنون بالله. ولكن كيف يمارسونها؟ يقولون: "هذا المرض ترتيب من الله، ويجب أن أعيش بالإيمان، لذلك لن أتناول دواء، أو آخذ حُقن، أو أذهب إلى المستشفى. ما رأيك في إيماني؟ قوي، أليس كذلك؟". هل شخص من هذا النوع لديه إيمان؟ (نعم). أنتم توافقون على هذا الرأي، وهذه أيضًا طريقة ممارستكم. أنتم تعتقدون أنكم إذا أصابكم مرض، فإن عدم أخذ حُقن أو تناول دواء أو الذهاب إلى طبيب يعادل ممارسة الحق لإرضاء مقاصد الله. إذن، على أي أساس تقولون إن هذه هي ممارسة الحق؟ هل من الصواب الممارسة بهذه الطريقة؟ ما الأساس؟ هل رأيتم ذلك مُتَحقِقًا؟ أنتم لستم على يقين. وبما أنكم لا تعرفون ما إذا كان هذا يتوافق مع الحق أم لا، فلماذا الإصرار على الممارسة بهذه الطريقة؟ إذا كنت مريضًا، فأنت تواظب فقط على الصلاة إلى الله، ولا تأخذ حُقنًا، ولا تتناول دواءً، ولا تذهب إلى طبيب، وتتوكل داخليًا على الله وتصلي إليه، وتدعو الله أن يخلصك من هذا المرض أو تضع نفسك تحت رحمته؛ هل الممارسة بهذه الطريقة صحيحة؟ (لا). هل تعتقدون أنها غير صحيحة الآن فقط، أم أدركتم أنها كانت غير صحيحة من قبل؟ (في الماضي، عندما كنت أمرض، كنت أشعر أن الذهاب إلى طبيب أو تناول دواء كان وسيلة خارجية، وأن هذا كان تعبيرًا عن عدم الإيمان، لذلك كنت أعتمد على الصلاة أو غيرها من الوسائل للتعامل مع الأمر). هل هذا يعني أنه إذا ابتلاك الله بمرض، وشُفيت منه، فأنت تخون الله ولا تخضع لترتيبات الله لك؟ (هذه كانت وجهة نظري). إذن، هل تعتقد أن هذا الرأي صحيح أم خاطئ؟ أم أنك ما زلت مرتبكًا، ولا تعرف ما إذا كان صحيحًا أم خاطئًا، وتعتقد، قبل كل شيء، أن هذه هي الطريقة التي تتصرف بها دائمًا، ولم يقل أي شخص آخر إنها خاطئة، ولا تشعر بالذنب حيال ذلك، لذا تستمر في الممارسة بهذه الطريقة؟ (كنت دائمًا أمارس بهذه الطريقة، ولم أشعر بأي شيء محدد). إذن، هل تشعرون بالارتباك قليلًا بشأن القيام بذلك؟ دعونا نضع جانبًا ما إذا كنتم على صواب أو خطأ، لكن يمكننا التأكُد على الأقل من شيء واحد، وهو أن الممارسة بهذه الطريقة لا تتوافق مع الحق. لأنها إذا كانت تتوافق مع الحق، فإنك ستعرف على الأقل ما مبدأ الحق الذي كنت تتبعه وتحت أي مبدأ تندرج هذه الممارسة. لكن عندما ننظر إلى الأمر الآن، نرى أن الناس يتصرفون بهذه الطريقة بناء على تصوراتهم الخاصة. إنه قيد يقيدون به أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، الناس يضعون هذا كمعيار لأنفسهم بناء على تصوراتهم الخاصة، معتقدين أنهم يجب أن يفعلوا ذلك عندما يمرضون، لكنهم لا يعرفون بالضبط ما يطلبه الله أو يعنيه. إنهم يتصرفون فقط وفقًا لأسلوب يتصورونه ويحددونه بأنفسهم، ولا يعرفون النتيجة التي سيسفر عنها التصرف بهذه الطريقة. ما الذي يعيش به الناس عندما يكونون في هذه الحالة؟ (تصوراتهم الخاصة). هل ثمة مفهوم داخل هذه التصورات؟ ما مفهومهم؟ (أنهم يستطيعون الفوز باستحسان الله من خلال الممارسة بهذه الطريقة). هذا أحد المفاهيم. هل هو الفهم الصحيح للأمر؟ (لا). ثمة تعريف ونتيجة هنا: عندما تعيش بمثل هذ المفهوم وبمثل تلك التصورات، فأنت لا تمارس الحق.

عند هذه النقطة، ستكونون قد فكرتم مليًّا في موضوع "ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش"، وتعرفون إلى حد ما ما الذي سنعقد شركة عنه في هذا الموضوع. لذا، دعونا نتحدث عن بعض أنواع الحالات. استمعوا بعناية وتأملوا وأنتم تستمعون. ما الهدف من هذا التأمل؟ مقارنة الحالات التي أتحدث عنها بحالاتكم الخاصة، واستيعابها، ومعرفة أن لديكم هذه الأنواع من الحالات والمشاكل، ومن ثم طلب الحق لمعالجتها، والسعي الحثيث للعيش بالحق بدلًا من العيش بأشياء مختلفة لا علاقة لها به تمامًا. "ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش" هو موضوع يمس الكثير من الأشياء، لذلك دعونا نبدأ بالمواهب. بعض الناس يستطيعون التحدث بوضوح وبلاغة. إنهم يتحدثون ويتفاعلون مع الناس بألسنة طليقة وبليغة، وهم سريعو التفكير للغاية. إنهم يعرفون بالضبط ما الذي يجب أن يقولوه في كل موقف. في بيت الله، يؤدون أيضًا واجباتهم بألسنتهم الطليقة وسرعة بديهتهم. كلماتهم الكاذبة المعسولة تُحول المشاكل العادية إلى أشياء لا تُعد مشاكل على الإطلاق. إنهم يبدون قادرين على حل الكثير من المشاكل. بعقولهم النيرة، إلى جانب خبرتهم في المجتمع وبصيرتهم الثاقبة، ويمكنهم رؤية ما يجري بشأن أي شيء عادي يحدث لهم؛ وكل ما يتطلبه الأمر هو بضع كلمات منهم لحل المشكلة. الآخرون يُعجبون بهم، ويفكرون: "يمكنهم التعامل مع الأشياء بسهولة. لماذا لا يمكنني ذلك؟". إنهم يشعرون أيضًا بالرضا الشديد عن أنفسهم، ويفكرون: "انظروا، لقد منحني الله هذه البلاغة واللسان الطليق، وهذا العقل الذكي، وهذه البصيرة الثاقبة، وهذه القدرة على الاستجابة السريعة، لذا لا يوجد شيء لا أستطيع التعامل معه!". وهنا تنشأ المشكلة. قد يستخدم شخص طليق اللسان وسريع البديهة مواهبه وقدراته لأداء بعض الواجبات، وفي سياق أداء واجبه، يحل بعض المشاكل أو يفعل بعض الأشياء لبيت الله، ولكن إذا فحصت كل ما يفعله بالتفصيل، فلن تخرج إلا بعلامة استفهام حول ما إذا كان كل ما يفعله يتوافق مع الحق، ما إذا كان يتوافق مع مبادئ الحق، وما إذا كان يُرضي مقاصد الله. مثل هؤلاء الناس غالبًا لا يفهمون الحق أو كيفية التصرف على نحو يتوافق مع الحق، لكنهم يظلون يؤدون واجباتهم. ولكن مهما كانت جودة أدائهم لواجباتهم، فما الذي يعتمدون عليه؟ ما أصل أدائهم لواجباتهم؟ تفكيرهم، وبصيرتهم، وألسنتهم الطليقة. هل ثمة شخص مثل هذا بينكم؟ (نعم). هل الشخص الذي يعيش بعقله، أو معدل ذكائه المرتفع، أو لسانه البليغ، يعرف ما إذا كان ما يفعله يتوافق مع مبادئ الحق؟ (لا.) هل لديكم مبادئ عندما تتصرفون؟ أو، بعبارة أخرى، عندما تتصرفون، هل تفعلون ذلك بفلسفات شيطانية، أم بفطنتكم، أم بذكائكم وحكمتكم؛ أم أنكم تفعلون ذلك وفقًا لكلام الله ومبادئ الحق؟ إذا كنتم تتصرفون دائمًا بفلسفات شيطانية، أو بتفضيلاتكم وأفكاركم الخاصة، فليست هناك أي مبادئ في تصرفاتكم. ولكن إذا كنتم قادرين على طلب الحق، والتصرف وفقًا لكلام الله، ولمبادئ الحق؛ فهذا هو التصرف وفقًا للمبادئ. هل ثمة شيء في كيفية تحدثكم وتصرفكم الآن يتعارض مع الحق؟ هل تخالفون المبادئ؟ وحين تفعلون، هل تعرفون ذلك؟ (أحيانًا.) وماذا تفعلون في تلك الأوقات؟ (نصلي إلى الله، ونُقوي عزيمتنا على التوبة، ونقسم بالله أننا لن نتصرف بهذه الطريقة مرة أخرى.) وفي المرة التالية التي يحدث لكم فيها شيء مشابه، هل تتصرفون بهذه الطريقة مرة أخرى، تُقوون عزيمتكم مرة أخرى؟ (نعم.) أنتم دائمًا ما تلجأون إلى تقوية إرادتكم متى حدثت لكن بعض الأشياء؛ حسنًا، بمجرد تقوية إرادتكم، هل تمارسون الحق؟ هل تتصرفون بالفعل وفقًا للمبادئ؟ هل هذا واضح لكم؟ كثير من الناس لا يطلبون الحق عندما تحدث لهم بعض الأشياء، لكنهم يعيشون بوسائلهم التافهة، بمواهبهم. هل امتلاك دماغ بارع فوق كتفيك وكونك متحدثًا لبِقًا هو النوع الوحيد من المواهب؟ ما الطرق الأخرى التي يتجلى بها العيش بالمواهب؟ على سبيل المثال، بعض الناس يحبون الغناء كثيرًا، ويمكنهم غناء أغنية كاملة بعد الاستماع إليها مرتين أو ثلاث مرات. لذا فإن عليهم واجبات في هذا المجال، ويعتقدون أن هذا الواجب قد كلفهم به الله. هذا الشعور صحيح ودقيق. وعلى مر السنين، يتعلمون العديد من الترانيم، وكلما غنوا أكثر، صاروا أفضل. ولكن ثمة مشكلة لا يدركونها. ما هي؟ إن غناءهم يتحسن أكثر فأكثر، ويعتبرون أن هذه الموهبة هي حياتهم. أليس هذا خطأ؟ إنهم يعيشون بموهبتهم كل يوم، وبينما ينشدون الترانيم كل يوم، يعتقدون أنهم ربحوا الحياة، لكن أليس هذا مجرد وهم؟ حتى لو تأثرتَ بالإنشاد، واستمتع آخرون به، واستفاد آخرون منه، فهل يمكن أن يُثبِت ذلك أنك ربحت الحياة؟ يصعب قول ذلك. يعتمد الأمر على مدى فهمك للحق، وما إذا كان بإمكانك ممارسة الحق، وما إذا كان لديك مبادئ في أفعالك وواجبك، وما إذا كان لديك شهادة اختبارية حقيقية. فقط من هذه الجوانب يمكنك الحكم ما إذا كان الناس يمتلكون وقائع الحق أم لا. إذا كانوا يمتلكون وقائع الحق، فهم أشخاص لديهم حياة، لا سيما أولئك الذين يمكنهم أن يتقوا الله ويجتنبوا الشر، وكذلك أولئك الذين يمكنهم حقًا أن يحبوا الله ويخضعوا له. إذا كان لدى المرء مواهب وقدرات، وكان يحقق أيضًا نتائج طيبة في واجبه، لكنه لا يسعى إلى الحق ويعيش فقط بمواهبه، ويتباهى بقدراته، ولا يطيع أحدًا أبدًا، فهل يمكن لمثل هذا الشخص أن يمتلك الحياة؟ إن المفتاح لمعرفة ما إذا كان شخص ما لديه حياة أم لا هو ما إذا كان يمتلك وقائع الحق. كيف يمكن لشخص لديه قدرات ومواهب أن يربح الحق؟ كيف يمكنه العيش دون الاعتماد على المواهب؟ كيف يمكنه تجنُب العيش بهذه الطريقة؟ يجب عليه أن يطلب الحق. أولًا، يجب أن يعرف بوضوح الفارق بين ماهية المواهب وماهية الحياة. عندما يكون شخص ما موهوبًا أو يتمتع بمقدرة ما، فهذا يعني أنه بطبيعته أفضل في شيء ما أو يتفوق بطريقة ما مقارنة بالآخرين. على سبيل المثال، قد تتفاعل بشكل أسرع قليلًا من الآخرين، أو تفهم الأشياء بشكل أسرع قليلًا من الآخرين، أو تتقن مهارات مهنية معينة، أو تكون متحدثًا بليغًا، وما إلى ذلك. هذه هي المواهب والقدرات التي قد يمتلكها الشخص. إذا كانت لديك مواهب ونقاط قوة معينة، فإن كيفية فهمك لها والتعامل معها هو أمر مهم للغاية. إذا كنت تعتقد أنه لا يمكن الاستغناء عنك لأنه لا يوجد أي شخص آخر لديه قدراتك ومواهبك، وأنك تمارس الحق إذا استخدمت مواهبك وقدراتك لأداء واجبك، فهل هذا الرأي صحيح أم خاطئ؟ (خاطئ.) لماذا تقولون إنه خاطئ؟ ما هي بالضبط القدرات والمواهب؟ كيف يجب أن تفهمها، وتستخدمها، وتتعامل معها؟ الحقيقة هي أنه مهما كانت الموهبة أو القدرة التي لديك، فهذا لا يعني أنك تمتلك الحق والحياة. إذا كان لدى الناس مواهب وقدرات معينة، فمن المناسب لهم أن يؤدوا واجبًا يستخدم هذه المواهب والقدرات، لكن هذا لا يعني أنهم يمارسون الحق، ولا يعني أنهم يفعلون الأشياء وفقًا للمبادئ. على سبيل المثال، إذا وُلِدتَ بموهبة الغناء، فهل قدرتك على الغناء تُمثل ممارسة الحق؟ هل يعني ذلك أنك تغني وفقًا للمبادئ؟ كلا، لا يعني ذلك. لنفترض مثلًا أن لديك موهبة طبيعية في استخدام الكلمات وأنك جيد في الكتابة. إذا كنت لا تفهم الحق، فهل يمكن أن تتوافق كتابتك مع الحق؟ هل يعني ذلك بالضرورة أن لديك شهادة اختبارية؟ (كلا، لا يعني ذلك). ومن ثم، فإن المواهب والقدرات تختلف عن الحق ولا يمكن مقارنتهما. أيًا كانت الموهبة التي تمتلكها، إذا لم تسع إلى الحق، فلن تؤدي واجبك بشكل جيد. يتباهى بعض الناس بمواهبهم كثيرًا ويشعرون عمومًا أنهم أفضل من الآخرين، لذلك ينظرون بازدراء إلى الآخرين ولا يرغبون في التعاون معهم عند أداء واجباتهم. إنهم يريدون دائما أن يكونوا في موقع المسؤولية، ونتيجة لذلك غالبًا ما ينتهكون المبادئ عند أداء واجباتهم، كما أن كفاءة عملهم منخفضة للغاية. لقد جعلتهم المواهب متغطرسين وبارين ذاتيًّا، وجعلتهم ينظرون بازدراء إلى الآخرين، وجعلتهم يشعرون دائمًا أنهم أفضل من الآخرين وأنه لا يوجد أحد بمثل كفائتهم، وبسبب هذا يصبحون متعجرفين. ألم تدمر هؤلاء الناس مواهبهم؟ لقد دمرتهم بالفعل. الأشخاص الموهوبون وأصحاب قدرات هم الأكثر ترجيحًا أن يكونوا متغطرسين وبارين ذاتيًّا. وإذا لم يسعوا إلى الحق واستمروا يعيشون بمواهبهم دائمًا، فهذا أمر خطير للغاية. وأيًا كان الواجب الذي يؤديه الشخص في بيت الله، وأيًا كان نوع الموهبة التي يمتلكها، إذا لم يسع إلى الحق، فسوف يفشل بالتأكيد في أن يتمم واجبه. وأيًا كانت المواهب والقدرات التي يمتلكها الشخص، فيجب عليه أن يؤدي هذا النوع من الواجب بشكل جيد. إذا استطاع أيضًا فهم الحق والقيام بالأشياء وفقًا للمبادئ، فسيكون لمواهبه وقدراته دورًا في أداء هذا الواجب. أولئك الذين لا يقبلون الحق، ولا يطلبون مبادئ الحق، ويعتمدون فقط على مواهبهم للقيام بالأشياء، لن يحققوا أي نتائج من أداء واجباتهم، ويخاطرون باستبعادهم. إليكم مثالًا: بعض الناس لديهم القدرة على الكتابة لكنهم لا يفهمون الحق، ولا يوجد شيء عن واقع الحق على الإطلاق في الأشياء التي يكتبونها. كيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تنوير الآخرين؟ إنه أقل تأثيرًا من شخص غير متعلم لكنه يفهم الحق وهو يتحدث عن شهادته. كثير من الناس يعيشون وسط المواهب ويعتقدون أنهم شخصيات مفيدة في بيت الله. لكن أخبروني، إذا لم يواظبوا أبًدا على السعي إلى الحق، فهل تظل لهم قيمة؟ إذا كان شخص ما يمتلك مواهب وقدرات لكنه يفتقر إلى مبادئ الحق، فهل يمكنه أن يؤدي واجبًا بشكل جيد؟ إن كل من يدرك حقًا هذه القضية ويفهمها سيعرف كيف يجب عليه التعامل مع المواهب والقدرات. ماذا يجب أن تفعل إذا كانت حالتك هي حالة تتباهى فيها دائمًا بمواهبك وتعتقد أنك تمتلك واقع الحق، وأنك أفضل من الآخرين بينما تنظر إليهم في الخفاء بازدراء؟ أنت تحتاج إلى طلب الحق؛ يجب أن تدرك جوهر التباهي بالمواهب. أليست قمة الحماقة والجهل أن نتباهى بالمواهب؟ إذا كان شخص ما مُتحدثًا لبِقًا، فهل يعني هذا أنه يمتلك واقع الحق؟ هل امتلاك المواهب يعني أن الشخص يمتلك الحق والحياة؟ أليس الشخص الذي يتباهى بمواهبه، على الرغم من عدم امتلاكه واقع على الإطلاق، وقحًا؟ لو أدرك هذه الأشياء، لن يتفاخر. إليكم سؤال آخر: ما هو التحدي الأكبر الذي يواجهه هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون الموهبة والمقدرة إلى حد ما؟ هل لديكم خبرة في مثل هذا الشيء أو تعرضتم له؟ (التحدي الأكبر الذي يواجهونه هو أنهم يعتقدون دائمًا أنهم أفضل من الآخرين، وأنهم جيدون في كل شيء. إنهم متغطرسون ومغرورون؛ وينظرون بازدراء إلى الجميع. ليس من السهل على أشخاص مثل هؤلاء قبول الحق وممارسته.) هذا جزء من الأمر. ماذا أيضًا؟ (من الصعب عليهم التخلي عن مواهبهم وقدراتهم. ويعتقدون دائمًا أنهم يستطيعون حل الكثير من المشاكل باستخدام مواهبهم وقدراتهم. إنهم فقط لا يعرفون كيف ينظرون إلى الأشياء وفقًا للحق.) (الأشخاص الموهوبون يعتقدون دائمًا أنهم يستطيعون التعامل مع الأشياء بأنفسهم، لذلك عندما تحدث لهم بعض الأشياء، يصعب عليهم الاعتماد على الله، ويكونون غير راغبين في طلب الحق). ما تقولونه هو الحقائق، ولا شيء سوى الحقائق. يعتقد الأشخاص الموهوبون وأصحاب القدرات أنهم بارعون للغاية، ويفهمون كل شيء – لكنهم لا يعرفون أن المواهب والملَكات لا تمثل الحق، وأن هذه الأشياء لا علاقة لها بالحق. عندما يعتمد الناس على مواهبهم وتصوراتهم في القيام بأفعالهم، غالبًا ما تتعارض أفكارهم وآراءهم مع الحق – لكنهم لا يستطيعون رؤية ذلك، ولا يزالون يفكرون في أنفسهم: "انظروا كم أنا ذكي، فقد اتخذت هذه الخيارات الذكيةً! يا لها من قرارات حكيمة! لا يستطيع أيّ منكم أن يضاهيني". يعيشون في حالة نرجسية وتقدير ذاتي إلى الأبد. من الصعب لهم أن يهدّئوا قلوبهم ويفكروا فيما يطلبه الله منهم، وما هو الحق، وما هي مبادئ الحق. لذا فمن الصعب عليهم فهم الحق، وعلى الرغم من أنهم يؤدون الواجبات، فهم لا يقدرون على ممارسة الحق وكذلك يصعب عليهم أيضًا أن يدخلوا واقع الحق. باختصار، إذا كان شخص لا يستطيع السعي إلى الحق وقبول الحق، فأيًا كانت المواهب أو القدرات التي يمتلكها، لن يكون قادرًا على أداء واجبه بشكل جيد؛ ليس ثمة أدنى شك في ذلك.

يمكن النظر إلى المواهب والقدرات باعتبارها تنتمي إلى النوع نفسه من الأشياء. ما القدرات الموجودة؟ بعض الناس بارعون للغاية في نوع معين من التكنولوجيا. على سبيل المثال، بعض الرجال يحبون العبث بالأدوات، وثمة بعض آخر يمتلكون مهارة كبيرة في مجال الإلكترونيات، ويشعرون أنهم في مكانهم الطبيعي عندما يتعلق الأمر باستخدام رموز الكمبيوتر الداخلية أو برمجياته. هؤلاء يمكنهم إتقان هذه الأشياء وتذكُرِها بسرعة كبيرة؛ أي أن مقدرتهم على فهم وحفظ هذه الأشياء غير عادية. هذه قدرة. وبعض الناس بارعون في تعلُم اللغات. فأيًا كانت اللغة التي يتعلمونها، فإنهم يتعلمونها بسرعة كبيرة، وتتجاوز ذاكرتهم ذاكرة الناس العاديين. وبعض الناس جيدون في الغناء، أو الرقص، أو الفن، والبعض يجيد الماكياج والتمثيل، والبعض يمكنهم أن يكونوا مُخرِجين، وما إلى ذلك. أيًا كان نوع القدرة، فما دام الشخص ينخرط في نوع من العمل، فإن هذا يمس موضوع "ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش". لماذا نحتاج إلى تشريح المواهب والقدرات البشرية؟ لأن الناس يستمتعون بالعيش بمواهبهم وقدراتهم، وينظرون إليها بوصفها رأس مال، بوصفها مصدر رزقهم، بوصفها حياة، وقيمة، وهدفًا للسعي، وذات أهمية لحياتهم. يشعر الناس أنه من الطبيعي بالنسبة إليهم الاعتماد على هذه الأشياء للعيش، ورؤيتها على أنها جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان. كل شخص تقريبًا يعيش اليوم بمواهبه وقدراته. ما نوع المواهب التي يعيش بها كل منكم؟ (أعتقد أن لديَّ موهبة في اللغة. لذلك أنشر الإنجيل بهذه الموهبة؛ عندما أتحدث مع شخص يتقصى الطريق الحق، يمكنني اجتذابه والتقرب منه، فيرغب في الاستماع إلى ما أقوله.) حسنًا، هل من الجيد أم ليس من الجيد أنك تمتلك هذه الموهبة؟ (الآن بعد أن سمعت شركة الله، أعتقد أن هذه الموهبة ستقف في طريق طلبي لمبادئ الحق.) أنت تقول إنه ليس من الجيد أن تمتلك موهبة في اللغة، ولن ترغب في استخدام هذه الموهبة بعد الآن، هل هذا صحيح؟ (كلا.) ما الذي تقوله إذن؟ أنتم الآن بحاجة إلى فهم محور مناقشة اليوم، وأي من مشاكلكم سوف يحلها، وما الخطأ في العيش بهذه المواهب، وما الصواب في ذلك. يجب أن تفهموا هذه الأشياء بوضوح. إذا كنتم لا تفهمون هذه الأشياء، وإذا شعرتم في النهاية، بعد الكثير من الكلام، أن الأشياء الصحيحة خاطئة، وأن الأشياء الخاطئة خاطئة أيضًا، وأن كل ما تفعلوه خطأ، فهل يمكنكم حل مشكلة العيش بمواهبكم؟ (كلا. بالاعتماد على موهبتي في اللغة لنشر الإنجيل، أعتقد أن نيتي ليست أداء واجبي بشكل جيد لإرضاء الله، بل التباهي، والإعجاب بذاتي، والشعور بالرضا عن ذاتي.) لقد عبّرت للتو عن سبب خطأ العيش بمواهبك. قد تعتقد أن هذه الموهبة هي رأس مالك، وأنها تحقيق لقيمتك الذاتية، وأن هذه الأفكار ونقطة الأصل هذه خاطئة. كيف يمكنك حل هذه المشكلة؟ (أحتاج أن أعرف أن موهبتي ليست سوى أداة لأداء واجبي. الغرض من استخدام موهبتي هو أداء واجبي بشكل جيد وإكمال إرسالية الله.) بعد التفكير بهذه الطريقة، هل ستتمكن فجأة من ممارسة الحق؟ (كلا.) إذن كيف يمكنك أن تمارس الحق ولا تعيش بهذه المواهب؟ إذا كنت تؤدي واجبك، وتستخدم مواهبك للتباهي بمهاراتك وقدراتك الشخصية، فأنت تعيش بمواهبك. لكن إذا كنت تستخدم مواهبك ومعرفتك لأداء واجبك بشكل جيد وإظهار إخلاصك، وتمكنت بعد ذلك من إرضاء مقاصد الله وتحقيق النتائج التي يتطلبها الله، وإذا كنت تفكر في كيفية التحدث وماذا تقول حتى تتمكن من أن تشهد لله بشكل أفضل، وتقوم بعمل أفضل لمساعدة الناس على فهم العمل الذي يقوم به الله وتوضيحه، وأخيرًا تساعد الناس على قبول عمل الله، فأنت تمارس الحق. هل ثمة فارق هنا؟ (نعم.) هل سبق لكم أن انجرفتم أثناء التباهي بمواهبكم، أو قدراتكم، أو مَلكاتكم، ونسيتم أنكم كنتم تؤدون واجبكم، وبدلًا من ذلك كنتم تتباهون أمام الآخرين، تمامًا مثل شخص غير مؤمن؟ هل حدث هذا لكم من قبل؟ (نعم.) إذن في هذه المواقف، كيف تبدو حالة الشخص الداخلية؟ إنها حالة من إطلاق العنان للنفس، حيث يفتقر المرء إلى قلب يتقي الله، أو ضبط النفس، أو الشعور بالذنب، وحيث لا توجد أهداف أو مبادئ في ذهنه عندما يفعل الأشياء، وحيث فقد بالفعل الكرامة الأساسية واللياقة التي يجب أن يتمتع بها المسيحي. ماذا يصبح هذا؟ يصبح تباهيًا بمهاراته وبيعًا لشخصيته. في سياق أداء واجبك، هل تواجه كثيرًا حالات تهتم فيها فقط بإظهار قدراتك ومواهبك، وحيث لا تطلب الحق؟ عندما تكون في مثل هذه الحالة، هل يمكنك إدراك ذلك من تلقاء نفسك؟ هل يمكنك عكس مسارك؟ إذا تمكنت من إدراك ذلك وعكس مسارك، فسوف تتمكن من ممارسة الحق. لكن إذا كنت دائمًا على هذه الحالة، ومررت بهذه الحالة مرارًا وتكرارًا، لفترة طويلة من الزمن، فأنت شخص يعيش بالكامل بمواهبه ولا يمارس الحق على الإطلاق. من أين تعتقدون أن ضبط النفس الخاص بكم ينبع؟ بماذا تتحدد قوة ضبط النفس الخاصة بكم؟ إنها تتحدد بمدى حبك للحق ومدى كرهك للأشياء الشريرة أو السلبية. عندما تفهم الحق، لن ترغب في عمل الشر، وعندما تكره الأشياء السلبية، لن ترغب في عمل الشر أيضًا؛ وبهذه الطريقة، يحدث الشعور بضبط النفس. يستحيل على الأشخاص الذين لا يحبون الحق أن يكرهوا الأشياء الشريرة. ولهذا السبب ليس لديهم أي شعور بضبط النفس، وبدون ذلك هم عرضة للاستسلام للانحلال، دون ضبط النفس. إنهم متعسفون ومتهورون، ولا يبالون على الإطلاق بمدى الشر الذي يفعلونه.

ثمة حالة أخرى يختبرتها الناس الذين يعيشون بالاعتماد على مواهبهم. فمهما كانت القدرات، أو المواهب، أو المهارات التي يمتلكها الناس، فإذا كانوا يفعلون الأشياء ويكدون ولم يسعوا إلى الحق أبدًا، ولم يحاولوا فهم مقاصد الله، كما لو أن مفهوم ممارسة الحق غير موجود في أذهانهم، ودافعهم الوحيد هو إنهاء العمل وإنجاز المهمة، أليس هذا هو العيش بالكامل بمواهبهم وقدراتهم، وملكاتهم ومهاراتهم؟ في إيمانهم بالله، لا يريدون سوى أن يكدوا حتى يمكنهم كسب البركات، ومبادلة مواهبهم ومهاراتهم مقابل بركات الله. هذه هي الحالة التي يكون معظم الناس فيها. معظم الناس لديهم هذا المنظور، لا سيما عندما يكلفهم بيت الله بنوع من العمل الروتيني؛ كل ما يفعلونه هو الكد. بعبارة أخرى، يريدون الاعتماد على الكد لتحقيق أهدافهم. في بعض الأحيان، يفعلون ذلك بالتحدث أو بإلقاء نظرة على شيء ما؛ وفي بعض الأحيان، يفعلون ذلك بالعمل بأيديهم أو كثرة السعي والانشغال. إنهم يعتقدون أنهم بذلك قد ساهموا كثيرًا. هذا ما يعنيه العيش بالاعتماد على مواهب المرء. لماذا نقول إن العيش بمواهبك وقدراتك هو الكد وليس هو القيام بواجبك، فضلًا عن ممارسة الحق؟ ثمة فارق. على سبيل المثال، لنفترض أن بيت الله يكلفك بمهمة، وبعد أن تتولاها، تفكر في كيفية إكمال المهمة في أسرع وقت ممكن، حتى تتمكن من إبلاغ قائدك وتنال ثناءه. قد يكون لديك حتى موقف ضمير يقظ إلى حد ما وتضع خطة متدرجة خطوة بخطوة، لكنك لا تركز سوى على إكمال المهمة والقيام بها ليراها الآخرون. أو يمكنك أن تضع لنفسك معيارًا أثناء القيام بذلك، وتفكر في كيفية القيام بالمهمة بطريقة ترضيك وتجعلك سعيدًا، وتفي بمعيار الكمال الذي تسعى إليه. أيًا كانت الطريقة التي تضع بها المعايير، إذا كان ما تفعله لا علاقة له بالحق، وإذا لم تقم بعمله بعد طلب الحق، والتوصل إلى فهم متطلبات الله وتأكيدها، وبدلًا من ذلك قمت به بشكل أعمى وبعقل مشوش، فهو كد. هذا هو القيام بالأشياء بالاعتماد على عقلك، ومواهبك، وملكاتك، ومهاراتك، بينما تحتفظ بعقلية التفكير بالتمني. ما نتيجة القيام بالأشياء بهذه الطريقة؟ ربما تُكمِل المُهمة، ولا أحد يشير إلى أي مشاكل. أنت سعيد للغاية، لكن في أثناء القيام بالمهمة، أولًا، لم تفهم مقصد الله. ثانيًا، لم تفعل ذلك بكل قلبك، وعقلك، وقوتك؛ قلبك لم يطلب الحق. إذا كنت قد سعيت إلى مبادئ الحق وطلبت مقصد الله، لكان أداؤك للمهمة وفقًا للمعيار المطلوب. كنت أيضًا ستتمكن من الدخول في وقائع الحق، وكنت ستتمكن من أن تفهم بدقة أن ما فعلته كان يتماشى مع مقصد الله. لكن إذا لم تفعله بكل قلبك، وقمت بالمهمة بطريقة مشوشة، على الرغم من أن العمل سيكتمل والمهمة تُنجز، فلن تعرف في قلبك مدى حسن قيامك بها، ولن يكون لديك أي معايير، ولن تعرف ما إذا كانت المهمة قد تمت بما يتماشى مع مقصد الله أو الحق أم لا. وفي تلك الحالة، أنت لا تؤدي واجبك، أنت تكد فحسب.

كل إنسان يؤمن بالله عليه أن يفهم مقاصد الله. فقط أولئك الذين يؤدون واجباتهم بشكل جيد يمكنهم إرضاء الله، وفقط عن طريق إكمال إرسالية الله، يمكن لأداء المرء لواجبه أن يكون مُرضيًا. ثمة معيار لإتمام إرسالية الله. قال الرب يسوع: "وَتُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى". إن "محبة الله" هي أحد جوانب ما يطلبه الله من الناس. أين يجب أن يتجلى هذا المطلب؟ يتجلى في فكرة أنه يجب عليك أن تُكمل إرسالية الله. من الناحية العملية، أن تؤدي واجبك بشكل جيد كإنسان. ما معيار أداء واجبك بشكل جيد إذن؟ إنه مطلب الله أن تقوم بواجبك بشكل جيد ككائن مخلوق من كل قلبك، ونفسك، وفكرك، وقدرتك. من السهل فهم هذا. من أجل تلبية متطلبات الله، تحتاج في الأساس إلى أن تؤدي واجبك من كل قلبك. وإذا استطعت أن تؤدي واجبك من كل قلبك، فسيكون من السهل عليك التصرف من كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. إذا كنت تؤدي واجبك بالاعتماد فقط على تصورات عقلك، وبالاعتماد على مواهبك، فهل يمكنك تلبية متطلبات الله؟ كلا بالتأكيد. إذن، ما المعيار الذي يجب تلبيته من أجل إتمام إرسالية الله، وأداء واجبك بإخلاص وبشكل جيد؟ إنه أداء واجبك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. إذا حاولت أداء واجبك بشكل جيد بدون قلب محب لله، فلن ينجح الأمر. وإذا كان قلبك المحب لله يزداد قوة وصدقًا، فستتمكن بشكل طبيعي من أداء واجبك بشكل جيد من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. كل قلبك، وكل نفسك، وكل فكرك، وكل قدرتك؛ الذي يأتي أخيرًا هو "كل قدرتك"؛ "كل قلبك" يأتي أولًا. إذا كنت لا تقوم بواجبك من كل قلبك، فكيف يمكنك القيام به بكل قدرتك؟ هذا هو السبب في أن مجرد محاولة القيام بواجبك بكل قدرتك لا يمكن أن تحقق أي نتائج؛ ولا ترقى إلى مستوى المبادئ أيضًا. ما أهم شيء يطلبه الله؟ (من كل قلبك.) أيًا كان الواجب أو الشيء الذي يعهد به الله إليك، إذا كنت فقط تكد، وتجتهد، وتبذل الجهد، فهل يمكنك أن تتوافق مع مبادئ الحق؟ هل يمكنك التصرف وفقًا لمقاصد الله؟ (كلا.) إذن كيف يمكنك أن تتوافق مع مقاصد الله؟ (من كل قلوبنا.) إن كلمات "من كل قلبك" يسهل قولها، والناس كثيرًا ما يقولونها، فكيف يمكنك أن تفعل ذلك من كل قلبك؟ يقول بعض الناس: "يحدث ذلك عندما تفعل الأشياء بمزيد من الجهد والإخلاص، وتفكر أكثر، ولا تدع أي شيء آخر يشغل عقلك، وتركز فقط على كيفية القيام بالمهمة التي بين يديك، أليس كذلك؟" هل الأمر بهذه البساطة؟ (كلا.) لذلك دعونا نتحدث عن بعض المبادئ الأساسية للممارسة. وفقًا للمبادئ التي عادة ما تمارسوها أو تراعوها، ما الذي يجب أن تفعلوه أولًا للقيام بالأشياء من كل قلبكم؟ يجب أن تستخدم كل عقلك، وتستخدم طاقتك، وأن تضع قلبك في عمل الأشياء، وألا تكون غير مبال. إذا كان شخص ما غير قادر على عمل الأشياء من كل قلبه، فقد فقد قلبه، وهو ما يشبه فقدان النفس. سوف تتجول أفكاره أثناء حديثه، ولن يضع قلبه أبدًا في عمل الأشياء، وسيكون بلا عقل، أيًا كان ما يفعله. وبالتالي، لن يكون قادرًا على التعامل مع الأمور بشكل جيد. لو لم تؤد واجبك من كل قلبك ولم تضع كل قلبك فيه، فسوف تؤدي واجبك بشكل سيء. وحتى لو كنت تؤدي واجبك لعدة سنوات، فلن تكون قادرًا على القيام بذلك بشكل وافٍ. لا يمكنك عمل أي شيء بشكل جيد إذا لم تضع فيه قلبك. بعض الناس ليسوا عمالًا مجتهدين، ودائمًا ما يكونون غير مستقرين ومتقلبين، ويستهدفون مستوى عال جدًا، ولا يعرفون أين تركوا قلوبهم. هل لدى مثل هؤلاء الناس قلوب؟ كيف يمكنكم معرفة ما إذا كان شخص ما لديه قلب أم لا؟ إذا كان الشخص الذي يؤمن بالله نادرًا ما يقرأ كلام الله، فهل لديه قلب؟ إذا لم يُصل أبدًا لله مهما كان ما يحدث، فهل لديه قلب؟ إذا لم يطلب الحق أبدًا مهما كانت الصعوبات التي يواجهها، فهل لديه قلب؟ بعض الناس يؤدون واجباتهم لسنوات عديدة دون تحقيق أي نتائج واضحة، فهل لديهم قلوب؟ (كلا.) وهل يمكن للأشخاص الذين ليس لديهم قلوب أداء واجباتهم بشكل جيد؟ كيف يمكن للناس أداء واجباتهم من كل قلوبهم؟ أولًا وقبل كل شيء، يجب أن تُفكر في المسؤولية: "هذه مسؤوليتي، يجب أن أتحملها. لا أستطيع الفرار الآن عندما تكون ثمة حاجة ماسة إلي. يجب أن أقوم بواجبي بشكل جيد وأن أقدم تقريرًا لله". هذا يعني أن لديك أساسًا نظريًّا. لكن هل مجرد وجود الأساس النظري يعني أنك تقوم بواجبك من كل قلبك؟ (كلا.) ما زلت بعيدًا عن إتمام متطلبات الله للدخول في واقع الحق والقيام بواجبك من كل قلبك. إذن، ماذا يعني أن تقوم بواجبك من كل قلبك؟ كيف يمكن للناس أن يؤدوا واجباتهم من كل قلوبهم؟ أولًا وقبل كل شيء، عليك أن تُفكر: "لمن أؤدي هذا الواجب؟ هل أفعل ذلك من أجل الله، أو الكنيسة، أو شخص ما؟" يجب معرفة ذلك بوضوح. وأيضًا: "من عهد إليّ بهذا الواجب؟ هل كان الله، أم كان قائدًا أو كنيسة؟". هذا يحتاج إلى توضيح أيضًا. قد يبدو هذا شيئًا بسيطًا، لكن مع ذلك يجب السعي إلى الحق لمعالجته. أخبروني، هل ثمة قائد أو عامل، أو كنيسة عهد إليكم بواجبكم؟ (كلا.) هذا جيد، ما دمت متأكدًا من ذلك من قلبك. يجب أن تؤكد أن الله هو الذي عهد إليك بواجبك. قد يبدو أنه عُهِد إليك به من قائد كنيسة، لكن في الحقيقة، كل ذلك يأتي بترتيب من الله. قد يحدث في بعض الأوقات أن يأتي فيها بوضوح من إرادة إنسانية، لكن حتى في ذلك الحين، عليك أولًا قبوله من الله. هذه هي الطريقة الصحيحة لاختباره. إذا قبلته من الله، وخضعت بقصد لترتيب الله، وتقدمت لقبول إرساليته؛ إذا خضعت له على هذا النحو، فسوف تنال إرشاد الله وعمله. إذا كنت تؤمن على الدوام أن كل شيء يصنعه الإنسان ويأتي من الإنسان، إذا اختبرت الأشياء بهذه الطريقة، فلن تنال بركة الله أو عمله، لأنك تتغاضى تمامًا عن ذلك، وتفتقر تمامًا إلى الفهم الروحي. ليس لديك العقلية الصحيحة. إذا كنت تنظر إلى جميع الأمور بمفاهيم وتصورات بشرية، فلن تنال عمل الرُوُح القدس، لأن الله هو الذي يسيطر على كل الأمور. أيًا كان من يرتب له بيت الله للقيام بأي نوع من المهام، فإنه يأتي من سيادة الله وترتيبه، ومشيئة الله الصالحة فيه. يجب أن تعرف هذا أولًا. من المهم جدًا أن ترى هذا بوضوح؛ مجرد فهم التعاليم لن يجدي نفعًا. يجب أن تؤكد في قلبك: "هذا الواجب عهد به الله إليّ. أنا أؤدي واجبي من أجل الله، ليس من أجلي، وليس من أجل أي شخص آخر. هذا هو واجبي ككائن مخلوق، وقد ائتمنني الله عليه". وبما أن هذا الواجب قد ائتمنك عليه الله، فكيف ائتمنك الله عليه؟ هل هذا ينطوي على القيام بالأشياء من كل قلبك؟ هل من الضروري طلب الحق؟ يجب أن تطلب الحق، والمتطلبات، والمعايير، ومبادئ الواجب الذي ائتمنك الله عليه، وما تقوله كلمة الله. إذا وُضِع كلام الله بوضوح تام، فقد حان الوقت لتُفكر في كيفية ممارسته وجعله حقيقية. عليك أيضًا أن تعقد شركة مع أناس يفهمون الحق، ثم تتصرف وفقًا لمتطلبات الله. هذا ما يعنيه أن تفعل ذلك من كل قلبك. وعلاوة على ذلك، لنفترض أنك قبل أن تؤدي واجبك، تطلب مقصد الله، وتفهم الحق، وتعرف ماذا يجب أن تفعل، لكن عندما يحين وقت العمل، توجد اختلافات وتناقضات بين أفكارك ومبادئ الحق. عندما يحدث هذا، ماذا يجب أن تفعل؟ يجب أن تتمسك بمبدأ القيام بواجبك من كل قلبك، وأن تضع كل قلبك في الخضوع لله وإرضائه، دون أي غش شخصي، وبالتأكيد دون التصرف بإرادتك. يقول بعض الناس: "أنا لا أهتم بهذه الأشياء. هذا الواجب قد عُهِد إليّ في المقام الأول، لذلك يجب أن يكون لي القول الفصل. لدي الحق في التصرف بمبادرة مني، وسأفعل ما أعتقد أنه يجب القيام به. ما زلت أقوم بواجبي من كل قلبي، فما الأخطاء التي يمكنك انتقادها في هذا؟" ومن ثم، يبذل بعض الجهد لمعرفة ما يجب القيام به. على الرغم من أن العمل يُنجز في النهاية، فهل هذه الطريقة الصحيحة في الممارسة والحالة صحيحة؟ هل هذا هو أداء واجباتهم من كل قلوبهم؟ (كلا.) ما المشكلة هنا؟ هذه هي الغطرسة، أن تكون أنت نفسك القانون دون اتباع أي قواعد، وأن تكون متعسفًا ومتهورًا. هل هذا أداء المرء لواجباته؟ (كلا.) هذا انخراط في مشاريع شخصية، وليس أداء المرء لواجباته. إنه مجرد قيام بما يرضيه هو وما يحلو له بناء على إرادته، هذا ليس قيام بواجباته من كل قلبه.

الآن تحدثت أساسًا عن القدرات والمواهب. هل هذه القدرات والمواهب تشمل المعرفة؟ هل ثمة فارق بين المعرفة والقدرات؟ القدرة تشير إلى مهارة. قد تكون مجالًا يكون فيه الشخص أكثر تميزًا من الآخرين، أو جزءًا من مستوى قدراته أكثر بروزًا، أو الشيء الذي يبرع فيه، أو مهارة يكون متمكنًا منها نسبيًّا ويتقنها جيدًا. هذه كلها تسمى قدرات ومواهب. وما المعرفة؟ ما هو بالظبط الذي تشير إليه المعرفة؟ إذا درس شخص مثقف لسنوات عديدة، وقرأ العديد من الكلاسيكيات، ودرس مهنة معينة أو مجالًا معرفيًّا بعمق كبير، وحقق نتائج، وكان يمتلك إجادة محددة ومتعمقة، فهل هذا له أي علاقة بالقدرات والمواهب؟ هل يمكن إدراج المعرفة في فئة القدرات؟ (كلا.) إذا استخدم شخص ما القدرات للقيام بعمله، فمن المحتمل أنه شخص ريفي غير متعلم، أو يفتقر إلى تعليم متقدم، ولم يقرأ أي كتب مشهورة، أو لا يستطيع حتى فهم الكتاب المقدس، لكن قد لا يزال لديه القليل من مستوى القدرات، ويمكنه التحدث ببلاغة. هل هذه قدرة؟ (نعم.) هذا الشخص يمتلك مثل تلك القدرة. هل هذا يعني أن لديه معرفة؟ (لا). إذن، ماذا تعني المعرفة؟ كيف تُعَرَّف؟ دعونا نضع الأمر على النحو التالي، إذا درس شخص ما التدريس، مثلًا، فهل لديه معرفة بهذه المهنة؟ أشياء مثل كيفية تعليم الناس، وكيفية نقل المعرفة للآخرين، وما المعرفة التي يجب نقلها، وما إلى ذلك؟ إن لديه معرفة بهذا المجال، فهل هو مثقف في هذا المجال؟ هل يمكن أن يطلق عليه أنه فرد صاحب قدرة يمتلك المعرفة في هذا المجال؟ (نعم.) دعونا نستخدم هذا كمثال، إذا كان شخص ما مثقفًا ومنخرطًا في التعليم، فماذا سيفعل هذا الشخص عادة عندما يعمل أو يقود الكنيسة؟ ما ممارساته المعتادة؟ هل يتحدث إلى الجميع كما يتحدث المُعلِم مع طالب؟ نبرة الصوت التي يستخدمها لا تهم، ما يهم هو ما يغرسه في الآخرين ويعلمه للآخرين. لقد عاش بهذه المعرفة لسنوات عديدة، وأصبحت هذه المعرفة في الأساس جزءًا من حياته، لدرجة أنه في كل جانب من جوانب سلوكه أو حياته، يمكنك أن ترى أنه يمتلك هذه المعرفة ويعيش بحسب المعرفة التي اكتسبها. هذا أمر من الطبيعي جدًا أن نراه. إذن ما الذي يعتمد عليه أناس مثل هذا في كثير من الأحيان للقيام بعملهم؟ المعرفة التي اكتسبوها. لنفترض، مثلًا، أنهم يسمعون شخصًا يقول: "لا أستطيع قراءة كلام الله. أنا أحملها هناك، لكنني لا أعرف كيف أقرأها. كيف سأعرف ما الحق، إذا كنت لا أستطيع قراءة كلام الله؟ كيف سأفهم مقاصده، إذا لم أستطع قراءة كلامه؟". سيقول هو: "أنا أعرف كيف، ولديَّ معرفة، لذا يمكنني مساعدتك. ينقسم هذا الفصل إلى أربع فقرات. عادة، إذا كانت المقالة عبارة عن سردية، فثمة ستة عناصر: الزمان، والمكان، والشخصيات، وسبب الحدث، وعملية التطور، والخاتمة. الزمن الذي نشر فيه هذا الفصل من كلمة الله هو في النهاية – أكتوبر 2011. هذا هو العنصر الأول. أما بالنسبة للشخصيات، فإن هذا الفصل من كلمة الله يذكر "أنا"، لذا فإن الشخص الأول هو الله، ثم ذكر الله "أنتم" وهي تشير إلينا. ثم يقوم بتشريح حالات بعض الناس. بعض الحالات متمردة ومتغطرسة، تشير إلى الأشخاص المتغطرسين والمتمردين، الذين لا يقومون بعمل فعلي، الذين يفعلون الأذى، الناس السيئين والأشرار. مسار الأمور هو أن الناس يفعلون أشياء سيئة. ثمة بعض الأشياء الأخرى أيضًا التي تتعلق بجوانب مختلفة". ما رأيكم في طريقة العمل هذه؟ من الجيد أنهم يساعدون الناس بمحبة، لكن ما أساس أفعالهم؟ (المعرفة.) لماذا أذكر هذا المثال؟ لمساعدة الناس على فهم أوضح لماهية المعرفة. بعض الناس لا يعرفون كيف يقرأون كلمة الله، لكنهم تلقوا تعليمًا وربما أبلوا بلاء حسنًا في مواد العلوم الإنسانية في المدرسة، حتى يتمكنوا من فتح صفحة من كلمة الله، وقراءتها، ويقولون: "هذا الفصل من كلمة الله مُعَبّر عنه بشكل جيد! في القسم الأول، يتكلم الله بشكل مباشر، ثم في القسم الثاني، النبرة تُظهِر قليلًا من الجلال والغضب. وفي القسم الثالث، كل شيء يُكشَف على وجه التحديد وبشكل واضح. هكذا يجب أن تكون كلمة الله. القسم الرابع، الملخص العام، يمنح الناس مسار الممارسة. كلمة الله كاملة!". هل استنتاجهم وملخصهم لكلمة الله يأتي من المعرفة؟ (نعم.) على الرغم من أن هذا المثال قد لا يكون مناسبًا جدًا، فما الذي أريدكم أن تفهموه بقول هذا؟ أريدكم أن تروا بوضوح قبح استخدام المعرفة لمقاربة كلمة الله. إنه أمر مثير للاشمئزاز. مثل هؤلاء الناس يعتمدون على المعرفة لقراءة كلمة الله، فهل يمكنهم الاعتماد على الحق للقيام بالأشياء؟ (كلا.) كلا بكل تأكيد.

ما هي سمات الكيفية التي يفعل بها الأشخاص الذين يعيشون بالمعرفة الأشياء؟ أولًا وقبل كل شيء، ما المزايا التي يعتقدون أنهم يمتلكونها؟ معرفتهم وتعليمهم، وحقيقة أنهم مثقفون، وحقيقة أنهم عملوا في مجالات قائمة على المعرفة. المثقفون يمتلكون الأسلوب، والصفات، وأنماط المثقفين عندما يفعلون الأشياء، لذلك لا يسعهم إلا أن يضفوا نوعًا من الطابع الفكري على الأشياء التي يقومون بها، مما يجعل الآخرين معجبين بهم. هذه هي الطريقة التي يفعل بها المثقفون الأشياء؛ إنهم يركزون دائمًا على هذا المناخ الفكري. بصرف النظر عن مدى ما يبدو من ضعفهم ولطفهم خارجيًّا، فإن الأشياء الموجودة بداخلهم بالتأكيد ليست ضعيفة أو لطيفة، ودائمًا ما تكون لديهم رؤاهم الخاصة حول كل شيء. في كل شيء، يريدون دائمًا التباهي، واستخدام أساليبهم الصغيرة، وتحليل الأشياء والتعامل معها بناء على آراء، ومواقف، وأنماط تفكير المعرفة. الحق شيء غريب بالنسبة إليهم، وهو شيء يصعب عليهم جدًا قبوله. لذا فإن الموقف الأول لمثل هذا الشخص تجاه الحق هو تحليله. وما أساس تحليله؟ المعرفة. سوف أعطيكم مثالًا. هل الأشخاص الذين درسوا الإخراج يمتلكون معرفة بالإخراج؟ بصرف النظر عما إذا كنت درست الإخراج بشكل منهجي في الكتب، أو درسته عمليًّا وقمت بهذا النوع من العمل، باختصار، لديك معرفة في هذا المجال. سواء درست الإخراج بعمق أو بشكل سطحي فحسب، إذا كنت منخرطًا في عمل الإخراج في عالم غير المؤمنين، فإن المعرفة التي اكتسبتها في هذا المجال أو خبرتك في الإخراج ستكون مفيدة وقيمة للغاية. لكن هل امتلاك هذا النوع من المعرفة يعني أنك ستكون بالتأكيد قادرًا على القيام بعمل جيد في عمل سينمائي لبيت الله؟ هل يمكن للمعرفة التي اكتسبتها أن تساعدك حقًا على استخدام الأفلام في أن تشهد لله؟ ليس بالضرورة. إذا واصلت التأكيد على الكتب المدرسية التي علمتك إياه وقواعد ومتطلبات المعرفة بالمجال، فهل يمكنك القيام بواجبك بشكل جيد؟ (كلا.) ألا توجد نقطة خلاف أو صراع هنا؟ عندما تتعارض مبادئ الحق مع هذا الجانب من المعرفة، كيف يمكنك معالجة الأمر؟ هل تقبل معرفتك كمرشد لك، أم مبادئ الحق؟ هل يمكنكم ضمان أن كل لقطة، وكل مشهد، وكل قطعة تُصوِرها ليست مغشوشة أو تحتوي على القليل جدًا من الغش في معرفتكم، وتتوافق تمامًا مع المعايير والمبادئ التي يتطلبها بيت الله؟ إذا لم يكن هذا ممكنًا، فلن تكون أي معرفة اكتسبتها مفيدة في بيت الله. فكر في هذا، ما فائدة المعرفة؟ ما المعرفة المفيدة؟ ما نوع المعرفة الذي يتناقض مع الحق؟ ماذا تجلب المعرفة للناس؟ عندما يكتسب الناس المزيد من المعرفة، هل يصبحون أكثر ورعًا ويمتلكون قلبًا أكثر تقوى لله، أم يصبحون أكثر غطرسة وبرًا في أعين أنفسهم؟ بعد اكتساب الكثير من المعرفة، يصبح الناس مطورين، ومتعصبين، ومتغطرسين. وثمة شيء آخر قاتل ربما لم يدركوه: عندما يتقن الناس الكثير من المعرفة، يصبحون فوضويين من الداخل، وخالين من المبادئ، وكلما زادت المعرفة التي يتقنوها، أصبحوا أكثر فوضوية. في المعرفة، هل يمكن العثور على إجابات لأسئلة لماذا يعيش الناس، وقيمة ومعنى الوجود الإنساني؟ هل يمكن العثور على استنتاجات بشأن من أين يأتي الناس وإلى أين يذهبون؟ هل يمكن للمعرفة أن تخبرك أنك أتيت من الله وخلقك الله؟ (كلا.) إذن، ما هو بالضبط الذي تغطيه دراسات المعرفة أو الذي يُغرس في الناس بالمعرفة؟ الأشياء المادية، الأشياء الإلحادية، الأشياء التي يمكن للناس رؤيتها، والأشياء العقلية التي يمكنهم التعرف عليها، كثير منها ينشأ من تصورات الناس وهي ببساطة غير عملية. المعرفة تغرس أيضًا في الناس الفلسفات، والأيديولوجيات، والنظريات، والقوانين الطبيعية، وما إلى ذلك، ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء التي لا يمكنها تفسيرها بوضوح. كيف يتشكل الرعد والبرق، مثلًا، أو لماذا تتغير الفصول. هل يمكن للمعرفة أن تعطيك الإجابات الحقيقية؟ لماذا يتغير المناخ حاليًا ويصبح غير طبيعي؟ هل يمكن للمعرفة أن تفسر هذا بوضوح؟ هل يمكنها حل هذه المشكلة؟ (كلا.) لا يمكنها أن تخبرك عن القضايا المتعلقة بمصدر كل الأشياء، لذلك لا يمكنها حل تلك المشكلات. هناك أيضًا من يسأل: "لماذا يعود بعض الناس إلى الحياة بعد الموت؟". هل أعطتك المعرفة الإجابة عن هذا السؤال؟ (كلا.) ما الذي تخبرك به المعرفة إذن؟ إنها تخبر الناس عن العديد من العادات والأنظمة. على سبيل المثال، فكرة أن الناس عليهم تربية الأبناء وإظهار البر تجاه والديهم هي نوع من المعرفة عن الحياة البشرية. من أين تأتي هذه المعرفة؟ إنها تُدرس من الثقافة التقليدية. ما الذي تجلبه كل هذه المعرفة للناس إذن؟ ما جوهر المعرفة؟ في هذا العالم، يوجد العديد من الأشخاص الذين قرأوا الكلاسيكيات، أو تلقوا مستوى عال من التعليم، أو من لديهم معرفة، أو من أتقنوا مجالًا متخصصًا من مجالات المعرفة. لذا، على طريق الحياة، هل هؤلاء الأشخاص لديهم الاتجاه الصحيح والأهداف الصحيحة؟ هل لديهم أساس ومبادئ لسلوكهم؟ وعلاوة على ذلك، هل يعرفون عبادة الله؟ (كلا، لا يعرفون.) لنتقدم خطوة أخرى، هل يفهمون أي عنصر من عناصر الحق؟ (كلا، لا يفهمون.) إذن، ما المعرفة؟ ماذا تعطي المعرفة للناس؟ الناس ربما لديهم القليل من الخبرة في هذا. في الماضي، عندما لم يكن لديهم معرفة، كانت العلاقات بين الناس بسيطة؛ هل لا تزال بسيطة الآن بعد أن اكتسب الناس المعرفة؟ المعرفة تجعل الناس أكثر تعقيدًا بحيث لا يعودون أنقياء. المعرفة تجعل الناس أكثر افتقارًا إلى الإنسانية الطبيعية وخُلُوًا من أهداف الحياة. كلما زاد اكتساب الناس للمعرفة، ابتعدوا أكثر عن الله. وكلما زاد اكتسابهم للمعرفة، زاد إنكارهم للحق وكلمة الله. كلما زادت المعرفة التي يمتلكها الناس، أصبحوا أكثر تطرفًا، وعنادًا، وسخافة. وما النتيجة؟ يصبح العالم تدريجيًّا أكثر ظلامًا وأكثر شرًا.

لقد ذكرنا للتو كيف يجب حل النزاعات أو التعارضات بين تطبيق المعرفة ومبادئ الحق عند ظهورها. ماذا تفعلون عندما تكونون في مثل هذا الموقف؟ بعضكم قد يطرح التعليم القائل: "ما صعوبة الممارسة وفقًا لمبادئ الحق؟ ما الذي لا يمكن التخلي عنه؟" ولكن عندما يحدث لك شيء ما، تستمر كما كنت من قبل، مُتبِعًا إرادتك ومفاهيمك وتصوراتك، وعلى الرغم من أنه قد توجد أوقات ترغب فيها في ممارسة الحق والتصرف وفقًا للمبادئ، فإنك ببساطة لا تستطيع أن تفعل ذلك، أيًّا كان الأمر. يعرف الجميع أنه من الصواب – من ناحية التعاليم – التصرف وفقًا لمبادئ الحق؛ يعلمون أن المعرفة بالتأكيد لا تضاهي مبادئ الحق، وعندما يتعارض الاثنان أو يتصادمان، يجب أن يبدأ بالممارسة وفقًا لمبادئ الحق والتخلي عن معرفته. لكن، هل الأمر بهذه البساطة في الواقع؟ (كلا.) كلا، الأمر ليس بهذه البساطة. إذن، ما الصعوبات التي تكون قائمة عند الممارسة؟ كيف يجب أن تكون ممارسة المرء للتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ هذه مشاكل عملية، أليس كذلك؟ كيف يجب معالجتها؟ أولًا وقبل كل شيء، على المرء أن يخضع. لكن الناس لديهم شخصيات فاسدة، وفي بعض الأحيان لا يمكنهم حمل أنفسهم على الخضوع. يقولون: ""يمكنك قيادة الحصان إلى الماء، لكن لا يمكنك أن تجعله يشرب"؛ إن محاولة حملي على الخضوع هي حالة مماثلة، أليس كذلك؟ ما السيئ في تصرفي بناء على قوة معرفتي؟ إذا كنت تصر على أن أتصرف وفقًا لمبادئ الحق، فلن أخضع". ماذا تفعل في هذه الأوقات، عند وجود شخصية متمردة تسبب المتاعب؟ (أُصلي.) في بعض الأحيان، لا يمكن للصلاة أن تحل المشكلة. قد يكون موقفك وعقليتك أفضل قليلًا بعد الصلاة، وقد تُغير جزءًا من حالتك، لكن إذا لم تفهم أو كنت تفتقر إلى الوضوح بشأن مبادئ الحق ذات الصلة، فقد ينتهي الأمر بأن يكون خضوعك مجرد إجراء شكلي. في هذه الأوقات، تحتاج إلى فهم الحق، وطلب الحقائق ذات الصلة، والسعي جاهدًا لكي تتمكن من معرفة كيف يؤدي ما تفعله إلى إفادة عمل بيت الله، والشهادة لله، ونشر كلامه. يجب أن تكون واضحًا في أعماق قلبك بشأن هذه الأشياء. وأيًّا كان واجبك، وأيّا كان ما تفعله، يجب أن تبدأ بالتفكير في عمل ومصالح بيت الله، أو نشر كلام الله، أو ما يهدف أداء واجباتك إلى تحقيقه. هذا يأتي في المقام الأول. لا يوجد على الإطلاق مجال للغموض بشأن هذا الموضوع، ولا للتنازل. إذا تنازلت في مثل هذه الأوقات، فأنت لا تؤدي واجبك بإخلاص، ولا تمارس الحق؛ والأسوأ من ذلك، من الإنصاف القول إنك تنخرط في شؤونك الخاصة. أنت تفعل الأشياء من أجل نفسك بدلًا من أداء الواجب المنوط بالكائن المخلوق. إذا أراد المرء أن يُكمل إرسالية الله ويؤدي واجب الإنسان بشكل جيد، فإن الحق الذي يجب أن يفهمه ويمارسه في المقام الأول هو أن عليه إرضاء مقاصد الله. يجب أن تمتلك هذه الرؤية. أداء الواجب لا يتعلق بعمل الأشياء لنفسك أو الانخراط في عملك الخاص، فضلًا عن الشهادة لنفسك والترويج لنفسك، كما لا يتعلق بشهرتك، وربحك، ومكانتك. هذا ليس هدفك. وبدلًا من ذلك، يتعلق الأمر بأداء واجبك بشكل جيد والشهادة لله؛ يتعلق الأمر بتحمل مسؤوليتك وإرضاء الله؛ ويتعلق بأن تعيش بضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، وأن تعيش بشبه الإنسان، وأن تعيش أمام الله. بهذا النوع من العقلية الصحيحة، يمكن للمرء بسهولة القفز فوق عقبة العيش بالمعرفة التي يمتلكها. وحتى لو بقيت بعض التحديات، فسوف تتغير تدريجيًّا خلال هذه العملية، وستتغير الظروف إلى الأفضل. إذن، كيف تبدو اختباراتكم حاليًا؟ هل تتحسن، أم أنها راكدة؟ إذا كنتم تتصرفون دائمًا بالمعرفة وعقولكم، ولا تطلبون مبادئ الحق على الإطلاق، فهل ستتمكنون من النمو في الحياة؟ هل توصلتم إلى نتيجة بشأن ذلك؟ يبدو أنكم جميعًا لا تزالون مرتبكين جدًا بشأن مسألة دخول الحياة وليس لديكم مبادئ محددة لذلك، مما يعني أنكم تفتقرون إلى اختبار أعمق أو أكثر أصالة لمبادئ ممارسة الحق ومسارها. يتصرف بعض الناس دائمًا بناء على معرفتهم، أيًّا كان ما يحدث لهم. إنهم لا يتمسكون سوى ببعض مبادئ الحق بطريقة الصورة الكبيرة مع بعض الأمور البسيطة، تاركين معرفتهم تأخذ زمام المبادرة طوال الوقت، وتكون مبادئ الحق تابعة لها. إنهم يمارسون هذا النوع من طرق الوساطة والمساومة؛ لا يطالبون أنفسهم بحزم كامل بالخضوع أو العمل الذي يتوافق تمامًا مع مبادئ الحق. هل هذا صحيح من جانبهم أم لا؟ ما الخطر في هذا النوع من الممارسة؟ أليست عُرضة للانحراف عن مسارها؟ لمقاومة الله والإساءة إلى شخصيته؟ هذا هو أكثر شيء يجب على الناس معرفته. هل اتضح لكم الآن الفارق بين أداء واجب في بيت الله وبين الحصول على وظيفة والتخبط في الحياة في العالم؟ هل لديكم وعي واضح بذلك في قلوبكم؟ عليكم التفكير في هذه المسألة وتأملها كثيرًا. ما أكبر فارق بين الاثنين؟ هل تعرفون؟ (أداء واجب في بيت الله يتعلق بكسب الحق وإحداث تغيير في شخصيتنا الفاسدة؛ أما الحصول على وظيفة في العالم فيتعلق بحياة الجسد). هذا قريب جدًا، لكن ثمة شيء واحد لم تذكره: أن أداء واجب في بيت الله هو العيش بالحق. ما أهمية العيش بالحق؟ بالنسبة إلى الناس، يمكن أن تتغير شخصيتهم، ويمكن تخليصهم في النهاية؛ وبالنسبة إلى الله، يمكنه أن يكسبك، كائنًا مخلوقًا، ويقر بأنك من خلقه. بماذا يعيش الناس عندما يحصلون على وظيفة في العالم إذن؟ (فلسفات الشيطان.) بفلسفات الشيطان؛ لو أُخِذت مجتمعة، يعني هذا أنهم يعيشون بشخصية الشيطان الفاسدة. ينطبق الشيء نفسه سواء كنت تسعى إلى الشهرة، أو الكسب، أو المكانة، أو الثروة، أو قضاء أيامك والبقاء على قيد الحياة؛ فأنتم تعيشون بشخصيات فاسدة. عندما تحصل على وظيفة في العالم، عليك أن تجهد عقلك في محاولة لكسب المال. ولتتسلق سلم الشهرة، والكسب، والمكانة، تحتاج إلى الاعتماد كليًّا على أشياء مثل المنافسة، والكفاح، والنضال، والقسوة، والخبث، والقتل؛ هذه هي الطريقة الوحيدة للبقاء واقفًا على قدميك. أما لأداء واجب في بيت الله، فيجب أن تعيش وفقًا لكلام الله، ويجب أن تفهم الحق. إن أشياء الشيطان السلبية ليست عديمة الفائدة فحسب؛ بل يجب أيضًا التخلص منها. لا يوجد شيء شيطاني واحد يمكن الدفاع عنه. لو كان شخص ما يعيش بأشياء شيطانية، فيجب دينونته وتوبيخه. ولو كان شخص ما يعيش بأشياء شيطانية ويصر على عدم التوبة، فيجب استبعاده ونبذه. هذا هو الفارق الأكبر بين أداء واجب في بيت الله والحصول على وظيفة في العالم.

عندما يعيش الناس بمعرفتهم، ما نوع الحالة التي يعيشون فيها؟ ما الشيء الذي يختبرونه بأكبر عمق؟ بمجرد أن تتعلم شيئًا ما في مجال ما، تشعر أنك كفء، وأنك رائع؛ ثم تتقيد بمعرفتك نتيجة لذلك. لقد اتخذتَ من المعرفة حياة لك، وعندما يحدث لك شيء ما، فإن معرفتك هذه هي التي تظهر، لتملي عليك فعل كذا وكذا. أنت ترغب في التخلص منها، لكنك لا تستطيع، لأنها محفورة في قلبك، ولا شيء آخر يمكن أن يحل محلها. هذا تقريبًا ما تعنيه عبارة "الانطباعات الأولى هي الانطباعات الأخيرة". ثمة بعض فروع المعرفة التي ربما كان من الأفضل للمرء ألا يدرسها على الإطلاق. إن تعلُمها يُشكل عقبة، ومصدر إزعاج. تشمل المعرفة العديد من المجالات: التعليم، والقانون، والأدب، والرياضيات، والطب، وعلم الأحياء، وما إلى ذلك؛ وكلها مُستمدة من خبرة الناس العملية. هذه هي أشكال المعرفة العملية؛ والناس لا يمكنهم العيش بدونها، وعليهم دراستها. ولكن ثمة بعض أشكال المعرفة السامة للبشرية؛ إنها سموم شيطانية، تأتي من الشيطان. خُذ العلوم الاجتماعية، على سبيل المثال، التي تتضمن تعاليمها أشياء مثل الإلحاد، والمادية، والتطور، وكذلك خرافات الكونفوشيوسية، والشيوعية، والإقطاعية: هذه كلها أشكال سلبية من المعرفة تأتي من الشيطان، والغرض الرئيسي الذي تخدمه هو غزو الفكر البشري، وإفساده، وتشويهه، وتقييد تفكير الناس والتحكُم فيه، وصولًا إلى هدف إفساد الناس، وإيذائهم، وتدميرهم. على سبيل المثال، توريث اسم العائلة، والبر بالوالدين، وتمجيد أسرة المرء، والصيغة التي تقول "اصقل نفسك، ونظّم أسرتك، واحكم الأمة، وحقق السلام للجميع"؛ كل هذه هي تعاليم الثقافة التقليدية. ووراء ذلك، توجد النظريات اللاهوتية المتعددة، الحالية في المجتمع المدني، المتمثلة في البوذية، والطاوية، والدين الحديث. هذه، أيضًا، تقع في نطاق المعرفة. بعض الناس، على سبيل المثال، خدموا كقساوسة، أو وعاظ، أو درسوا اللاهوت. ماذا ينتج عن اكتساب مثل هذه المعرفة؟ هل هو نعمة أم نقمة؟ (نقمة.) كيف تصبح نقمة؟ إذا كان هؤلاء الناس لا يتحدثون، فليكن الأمر كذلك؛ لكن عندما يفتحون أفواههم، تخرج منها التعاليم الدينية. إنهم يحاولون دائمًا التبشير بتعاليم روحية؛ يغرسون في الناس طرق نفاق الفريسيين، بدلًا من جعلهم يفهمون الحق. المعرفة اللاهوتية تتعلق في المقام الأول بالنظرية اللاهوتية. ما أبرز سمات النظرية اللاهوتية؟ أنها تغرس في الناس أشياء يعتبرونها روحية، وبمجرد أن يتشبع الناس بمثل هذه الأشياء الروحية الزائفة، تصبح انطباعهم الأول والأخير. وحتى لو كنت قد استمعت إلى الكلام الذي يُعبِّر عنه الله، فلن تتمكن من فهمه في تلك اللحظة، وسوف تكون مُقيدًا بمعرفة الفريسيين ونظرياتهم. هذا شيء خطير للغاية. ألا يصعب على شخص مثل هذا قبول الحق؟ واختصارًا، إذا كنت تعيش بالتعاليم والمعرفة، وتؤدي واجبك، وتتصرف اعتمادًا على مواهبك، فقد تتمكن من القيام ببعض الأشياء الطيبة، من منظور الآخرين. لكن عندما تعيش في حالة كهذه، فهل تعرف ذلك؟ هل يمكنك إدراك أنك تعيش بمعرفتك؟ هل يمكنك أن تشعر بالعواقب التي تترتب على العيش بالمعرفة؟ ألا ينتهي بك الأمر بشعور أجوف في قلبك، إحساس بعدم وجود أهمية لحياة كهذه؟ ولماذا يحدث هذا بالضبط؟ يجب استيضاح هذه الأسئلة. هذا هو موقفنا حول مسألة المعرفة.

لقد ناقشنا للتو قضيتي المعرفة والمواهب. وثمة قضية أخرى: كثير من الناس ينطلقون من إيمانهم الأولي بالله إلى الوقت الحاضر دون أن يعرفوا ما الحق، أو كيف يجب أن يمارسوه ويسعوا إليه. كانوا يعيشون هذا الوقت كله باقتناع، أو بمفاهيم وتصورات بشرية. ببساطة، يعيشون بأشياء يعتقدون أنها صحيحة. إنهم يتمسكون بهوس بهذه الأشياء، بل ويعتبرون أنها الحق. يعتقدون أنهم طالما استمروا في ممارستها حتى النهاية، سوف يكونوا غالبين، وسيستمرون في الحياة. إنهم يؤمنون بالله بموجب هذ المفهوم. قد يعانون، ويتخلون عن عائلاتهم ومهنهم، ويتخلون عن الأشياء التي يحبونها؛ ويستمرون في تلخيص الأشياء في عدد قليل من التنظيمات، التي يمارسونها كما لو كانت هي الحق. على سبيل المثال، عندما يرون شخصًا ما يمر بوقت عصيب، أو يرون عائلة شخص ما تمر بمرحلة صعبة، فإنهم يأخذون على عاتقهم التواصل معهم ومساعدتهم. يسألون عنهم، ويهتمون بهم، ويعتنون بهم. وعند وجود عمل قذر أو ضروري يتعين القيام به، يذهبون بشكل استباقي ويقومون به. القذارة والمطالب لا تزعجهم. هم ليسوا انتقائيين. وهم لا يتجادلون مع الآخرين عند تعاملهم معهم، ويبذلون قصارى جهدهم للتوصل إلى وفاق ودي مع أي شخص وكل شخص. لا يتشاجرون مع الآخرين، ويتعلمون أن يكونوا طيبين ومتسامحين مع الناس، بحيث أن كل من يقضي أي وقت مع أي منهم سيقول إنه شخص صالح ومؤمن حقيقي. وعندما يتعلق الأمر بالله، يفعلون كل ما يأمرهم الله به، ويذهبون إلى المكان الذي يأمرهم بالذهاب إليه. إنهم لا يقاومون. ما الذي يعيشون به؟ (الحماس.) ليس مجرد شكل بسيط من أشكال الحماس؛ إنهم يعيشون بقناعة يعتبرون أنها صحيحة. مثل هؤلاء الناس لن يفهموا الحق حتى بعد سنوات من الإيمان بالله، ولن يعرفون ما هي ممارسة الحق، أو ما هو الخضوع لله، أو ما هو إرضاء الله، أو ما هو طلب الحق، أو ما هي مبادئ الحق. لن يعرفوا هذه الأشياء. لن يعرفوا حتى ما هو الشخص الصادق أو كيف يكونون صادقين. إنهم يعتقدون أن: "كل ما عليَّ فعله هو العيش هكذا والاستمرار في المتابعة. أيًّا كانت المواعظ التي يبشر بها بيت الله، سأظل أتمسك بطرقي في فعل الأشياء؛ أيًّا كانت معاملة الله لي، لن أتخلى عن إيماني به أو أتركه. يمكنني أداء أي واجب يطلب مني". يعتقدون أنهم يستطيعون الخلاص بالممارسة على هذا النحو. لكن بكل أسف، على الرغم من عدم وجود أي مشكلة كبيرة في موقفهم، فإنهم لا يفهمون أي حقائق، حتى بعد سماع العظات لسنوات عديدة. إنهم لا يفهمون حقيقة الخضوع أو يعرفون كيف يمارسونه، ولا يفهمون حقيقة كون المرء شخصًا صادقًا، أو حقيقة أداء المرء لواجبه بإخلاص، أو ما معنى أن يكون لا مباليًا. لا يعرفون ما إذا كانوا يكذبون أم أنهم مخادعون. ألا يستحق هؤلاء الناس الشفقة؟ (بلى.) ما الذي يعيشون به؟ هل يمكن القول إنهم يعيشون بقلوبهم الطفولية الشفافة؟ لماذا قد تكون كذلك؟ لأنه، كما يعتقدون: "قلبي مكشوف ليراه الكون. إنه ليس واضحًا للناس؛ لا يمكنهم رؤيته؛ لكن السماء تعرف ذلك". هذا هو مدى "صدق" قلوبهم: لا أحد يستطيع أن يفهمها، وهي بعيدة عن متناول الجميع. لماذا نسمي هذا قلبًا طفوليًّا شفافًا؟ لأن لديهم مزاجًا من نوع ما، شعور ما، ويستخدمون تلك المشاعر الشخصية أو التفكير بالتمني لتفسير ما يجب أن يفعله الشخص المؤمن بالله وما هو الواجب. وهم يستخدمون هذه المشاعر أيضًا لتصنيف متطلبات الله. إنهم يؤمنون بأن "الله لا يطلب في الواقع أن يفعل الناس أي شيء، ولا أن يكون لديهم الكثير من المهارة أو فهم الكثير من الحق. يكفي أن يكون لدى الشخص قلب طفولي شفاف. الإيمان بالله بسيط جدًا؛ كل ما عليك فعله هو الاستمرار في التصرف بناء على قوة قلب طفولي شفاف". لكن أكاذيبهم لا تتوقف، ولا مقاومتهم، ولا تمردهم، ولا مفاهيمهم، ولا خيانتهم. أيًا كان ما يفعلونه، لا يشعرون أنه أمر مُهم، لكنهم يفكرون: "لديَّ قلب محب لله. لا يمكن لأحد أن يقطع علاقتي مع الله، ولا يمكن لأحد أن يثبط حبي لله، ولا يمكن لأحد أن ينال من ولائي لله". أي نوع من العقلية هذه؟ نوع سخيف، أليس كذلك؟ إنه سخيف، ومثير للشفقة. ثمة حالة في روح مثل هذا الشخص؛ إنه جاف، وفقير، ومثير للشفقة. لماذا "جاف"؟ لأنه عندما يواجه شيئًا بسيطًا – أن يكذب، مثلًا – لا يعرف ذلك أو يدركه. لا يشعر بلوم الذات؛ ليس لديه أي شعور من أي نوع. لقد اتبع الله حتى الآن دون معايير صارمة للقياس في أي شيء يفعله. إنه لا يعرف أي نوع من الأشخاص هو، ولا ما إذا كان شخصًا مخادعًا، أو ما إذا كان قادرًا بالفعل على أن يكون شخصًا صادقًا، أو ما إذا كان قادرًا على الخضوع لمتطلبات الله. إنه لا يعرف أي شيء من هذه الأشياء. إنه مثير للشفقة إلى هذا الحد، وهو جاف في روحه. لماذا أقول إنه جاف في روحه؟ لأنه لا يعرف ما يطلبه الله منه، أو لماذا يؤمن بالله، أو أي نوع من الأشخاص يجب أن يسعى لأن يكونه. إنه لا يعرف ما الأفعال التي تفتقر إلى العقل، أو ما الأفعال التي تنتهك مبادئ الحق. إنه لا يعرف ما الموقف الذي يجب أن يتبناه مع الأشرار، وما الموقف الذي يجب أن يتبناه مع الأشخاص الصالحين؛ إنه لا يعرف مع من يجب أن يتفاعل، أو مع من يجب أن يتقارب. وعندما يصبح سلبيًّا، لا يعرف حتى الحالات التي وقع فيها. هذا ما يعنيه أن تكون جافًا في الروح. هل أنتم كذلك؟ (نعم.) لا أحب أن أسمعكم تقولون ذلك، لكن هذا هو نوع الحالة التي أنتم فيها. أنتم عاطفيون دائمًا، ولا أحد يعرف متى سيتغير ذلك.

ماذا يعني أن تكون عاطفيًّا؟ لنلق نظرة على مثال. يشعر بعض الناس أنهم يحبون الله كثيرًا. وبصفة خاصة، يشعرون بشرف عظيم ومباركة مضاعفة لأنهم ولدوا في الأيام الأخيرة، ولقبولهم هذه المرحلة من عمل الله، ولقدرتهم على سماع كلامه بآذانهم واختبار عمله شخصيًّا. وبالتالي، يعتقدون أن عليهم إيجاد طريقة ما للتعبير عن قلوبهم الطفولية الشفافة. وكيف يفعلون ذلك؟ تظهر عواطفهم على السطح، ويصبح حماسهم على وشك الانفجار، ويصبحون غير عقلانيين بعض الشيء، وتصبح عواطفهم غير طبيعية. ثمة قبح ينبثق من ذلك. في البر الرئيسي للصين، كانوا في بيئة بغيضة للإيمان بالله، وعاشوا حياة القمع. كان لديهم حماس آنذاك، وتمنوا أن يصرخوا: "يا الله القدير، أنا أحبك!". لكن لم يكن ثمة مكان للقيام بذلك؛ لم يتمكنوا من ذلك، خوفًا من الاعتقال. الآن هم في الخارج، ويتمتعون بحرية الإيمان. لديهم أخيرًا مكان للتنفيس عن قلبهم الطفولي الشفاف. إنهم بحاجة إلى التعبير عن مدى حبهم لله. لذلك، يخرجون إلى الشوارع ويجدون مكانًا ليس به الكثير من الناس حولهم، حيث يصرخون كما يحلو لهم. لكن قبل أن يتمكنوا من ذلك، يشعرون وكأنهم لا يملكون الثقة للمضي قدمًا. ينظرون إلى المشهد من حولهم، ولا يستطيعون الصراخ. ماذا يدور في أذهانهم؟ يفكرون: "هذا لن يكون كافيًا. لا يكفي أن يكون لديك قلب طفولي شفاف فحسب. ليس لديَّ قلب محب لله بعد. لا عجب أنه ليس لدي ما أصرخ به". وهكذا، بحزن وألم، يعودون إلى المنزل ويصلون بالدموع إلى الله: "يا الله، لم أجرؤ على الصراخ بعبارة "أنا أحبك" في الماضي عندما كنت في مكان لا يسمح بذلك. والآن، أنا في بيئة تسمح بذلك، لكن لا أزال لا أملك الثقة. صراخي لم يصدر. يبدو أن قامتي وثقتي حقيرتين للغاية. ليست لديَّ الحياة". ومنذ ذلك الحين، يُصلّون من أجل هذه القضية، ويقومون بالاستعدادات، وينشغلون بالأمر. غالبًا ما يقرأون كلام الله ويتأثرون إلى حد البكاء، وتلك المشاعر والحماسة تختمر وتتراكم في قلوبهم. ويستمر ذلك إلى أن يأتي يوم يشعرون فيه بامتلاء عواطفهم بما يكفي للذهاب إلى ساحة عامة بسعة عدة آلاف شخص ويصرخون "أنا أحبك، يا الله القدير" أمام الحشد؛ لكن عندما يذهبون إلى الساحة ويرون كل الناس هناك، لا يصدر صراخهم. ربما لم يصرخوا بها بعد حتى الآن. ولكن سواء فعلوا أم لم يفعلوا، فما الذي يعنيه ذلك؟ هل ممارسة الحق هي أن تصرخ هكذا؟ هل هي شهادة لله؟ (كلا.) إذن، لماذا يصرون على الصراخ هكذا؟ إنهم يؤمنون بأن صياحهم سيكون أقوى وأكثر فعالية من أي طريقة أخرى لنشر كلام الله والشهادة لله. هذا ما يعنيه أن تكون شخصًا بقلب طفولي شفاف. هل هو شيء جيد أم سيئ أن يكون لدى الشخص مثل هذه العواطف؟ هل هذا طبيعي أم غير طبيعي؟ هل يمكن تصنيف ذلك على أنه يقع ضمن نطاق الإنسانية الطبيعية؟ (لا.) لم لا؟ ما هدف الله من جعل الناس يؤدون واجباتهم، وجعلهم يفهمون الحق ويمارسونه؟ هل هو زيادة مشاعر حب الناس له أو زيادة عاطفتهم في أداء واجبهم؟ (لا.) هل تكون لديكم مثل هذه المشاعر أحيانًا، أو ربما في كثير من الأحيان؟ (نعم.) وحين تكون لديك، هل تشعر أنها تأتي فجأة وبشكل غير طبيعي، أو أنه من الصعب كبتها؟ يجب عليك أن تكبتها، على الرغم من صعوبة كبتها. بصرف النظر عن كل شيء آخر، هذه مجرد عواطف، وليست إنجازات تأتي بعد أن يفهم الناس الحق ويمارسوه، أو بعد أن يتبعوا طريق الله. إنها حالة غير طبيعية. هل هذه الحالة غير الطبيعية يمكن تصنيفها تحت العناد الجذري إذن؟ هذا يختلف من حالة إلى حالة. ثمة درجات مختلفة؛ يمكن تصنيف بعضها تحت العناد الجذري، والبعض الآخر يرتفع إلى مستوى السخافة. من الطبيعي أن يتدفق من شخص ما القليل من هذا المزاج من حين لآخر. ما مظاهره غير الطبيعية إذن؟ القيام بشيء بدافع عاطفة لا يمكن كبتها. عندما يعيش المرء كل يوم ويندفع من أجل هذا الشيء، ويقرأ كلام الله وينشر الإنجيل من أجله أيضًا، ويؤدي جميع الواجبات من أجله – عندما يدور كل شيء حول هذا الشيء، ويصبح هو قيمة وأهمية وجود المرء وحياته – فهذا يسبب المتاعب. ينحرف هدف هذا الشخص واتجاهه. ثمة قُبح لدى الأشخاص الذين يعيشون بقلوبهم الطفولية الشفافة. ثمة شيء من العناد فيهم، ولديهم مشاعر غير طبيعية. إذا كان شخص ما يعيش بهذه الأشياء، وغالبًا يعيش في مثل هذه الحالة، فهل يمكنه فهم الحق؟ (لا.) إذا كان لا يستطيع فهم الحق، فما إطاره الذهني عندما يستمع إلى المواعظ؟ ما مقصده عند قراءة كلام الله؟ هل يمكن لشخص يؤمن دائمًا بالله بقلب طفولي شفاف وطقس ديني أن يفهم الحق ويكتسبه؟ (لا.) لم لا؟ كل ما يفعله لا يستند إلى الحق، لكن إلى النظرية الدينية والمفاهيم والتصورات. والأمر لا يتعلق بالسعي إلى الحق وممارسته أيضًا. إنه لا يهتم على الإطلاق بما هو الحق بالفعل أو ما تقوله كلمات الله. لا يهتم بذلك، كما لو أن كل ما يحتاجه المرء للإيمان بالله هو قلب طفولي شفاف، كما لو أن كل ما عليه فعله هو التعامل مع الأشياء وبذل الجهد في الكنيسة. الأمر بهذه البساطة بالنسبة إليه. إنه لا يفهم ما يعنيه فهم الحق وممارسته، ولا ما يجب اتباعه من أجل نيل الخلاص. قد يفكر في هذه الأشياء أحيانًا، لكنه لا يستطيع حلها. إنه يفكر طوال الوقت: "ما دام لديَّ حماس، وأصل إلى مستوى عال من العاطفة، وأستطيع المثابرة حتى النهاية، قد أنال الخلاص"، وبالتالي، ينجرف بمشاعره المتزايدة، لا يفعل شيئًا سوى أشياء حمقاء، أشياء تتعارض مع مبادئ الحق. وفي النهاية، ينكشف ويُستبعد. يبدو أن المشاعر المتزايدة ليست شيئا رائعًا في نهاية المطاف.

ثمة حالة أخرى سيئة إلى حد ما في العيش بقلب طفولي شفاف، وهي أن بعض الناس يعتمدون دائمًا على الحماس للإيمان بالله. النار في قلوبهم لا تنطفئ أبدًا؛ يعتقدون أن كل ما يحتاجونه للإيمان بالله هو قلب طفولي شفاف. يفكرون قائلين: "لست بحاجة إلى فهم الحق، ولست بحاجة إلى فحص ذاتي، ولست بحاجة إلى المجيء أمام الله للاعتراف بخطاياي والتوبة؛ وبالتأكيد لست بحاجة إلى قبول أي دينونة، أو توبيخ، أو تهذيب، أو لوم وانتقاد من أي شخص. لست بحاجة إلى هذه الأشياء. كل ما أحتاجه هو قلب طفولي شفاف". هذا هو مبدأ إيمانهم بالله. يفكرون: "لست مضطرًا لقبول الدينونة والتوبيخ. يكفي بالنسبة لي أن أشعر بالرضا عن نفسي فحسب. أعتقد أنه من المؤكد أن الله سيكون سعيدًا بقيامي بذلك. إذا كنت سعيدًا، فإن الله سيكون سعيدًا؛ هذا كل ما في الأمر. سوف أنال الخلاص إذا آمنت بالله على هذا النحو". أليست هذه طريقة تفكير ساذجة للغاية؟ لقد اعتدتم أن تكونوا في حالة كهذه، أليس كذلك؟ (بلى.) إذا كنتم تعيشون حتى النهاية في حالة كهذه، غير قادرين على أي إصلاح، فمن العدل أن نقول إنكم لا تفهمون أدنى قدر من الحق. الحق ليس له تأثير عليكم. أنتم لا تعرفون هدف أو أهمية تخليص الله للإنسان، ولا تفهمون ما هو الإيمان بالله. ما الفارق بين الإيمان بالله والإيمان بالدين؟ كل إنسان يتصور أن الإيمان بالدين يرجع إلى أن الشخص يفتقر إلى سبل العيش، وأنه ربما يواجه صعوبات في البيت. وبخلاف ذلك، يريد إيجاد شيء يعتمد عليه، إيجاد الغذاء الروحي. غالبًا ما يتمثل الإيمان بالدين فقط في حث الناس على أن يكونوا صالحين، وخيرين، ويساعدون الآخرين، ولطفاء مع الآخرين، والقيام بالمزيد من الأعمال الصالحة لمراكمة الفضيلة، وعدم ارتكاب القتل أو الحرق العمد، وعدم خرق القانون أو ارتكاب الجرائم، وعدم القيام بأشياء سيئة، وعدم ضرب الناس أو لعنهم، وعدم السرقة أو السلب، وعدم الغش أو الاحتيال. هذا هو مفهوم "الإيمان بالدين" الموجود في أذهان الجميع. ما مقدار مفهوم الإيمان بالدين الموجود في قلوبكم اليوم؟ هل تلك الأشياء المرتبطة بالإيمان بالدين تتماشى مع الحق؟ من أين تأتي بالضبط؟ هل تعرفون؟ إذا كنتم تؤمنون بالله بقلب يُضمر الإيمان بالدين، فماذا ستكون النتيجة؟ هل هذه هي الطريقة الصحيحة للإيمان بالله؟ هل هناك فارق بين حالة الإيمان بالدين وحالة الإيمان بالله؟ ما الفارق بين الإيمان بالدين والإيمان بالله؟ عندما بدأت تؤمن بالله لأول مرة، ربما تكون شعرت أن الإيمان بالدين والإيمان بالله هما الشيء نفسه. لكن اليوم، بعد الإيمان بالله لعدة سنوات، ما هو الإيمان حقًا في رأيك؟ هل ثمة فارق عن الإيمان بالدين؟ الإيمان بالدين يعني اتباع بعض الطقوس الدينية من أجل جلب السعادة والراحة لروح المرء. إنه لا يتعلق بأسئلة حول المسار الذي يسلكه الناس أو كيف يعيشون حياتهم. لا يوجد تغيير في عالمك الداخلي؛ أنت لا تزال أنت، ويظل جوهر طبيعتك كما هو. أنت لم تقبل الحقائق التي تأتي من الله وتجعلها حياتك، لكنك فعلت فقط بعض الأعمال الصالحة أو اتبعت الطقوس واللوائح. لقد شاركت فقط في بعض الأنشطة المتعلقة بالإيمان بالدين؛ فقط هذا، هذا كل ما في الأمر. ما الذي يشير إليه الإيمان بالله إذن؟ إنه يعني تغييرًا في طريقة عيشك، ويعني أنه ثمة تغيير بالفعل في قيمة وجودك وأهدافك في الحياة. أنت عشت في الأصل من أجل أشياء مثل تكريم أسلافك، والتميُز عن الآخرين، والتمتع بحياة جيدة، والسعي لتحقيق الشهرة والثروة. واليوم، نبذت هذه الأشياء. لم تعُد تتبع الشيطان، لكنك ترغب في التخلي عنه، والتخلي عن هذا الاتجاه الشرير. أنت تتبع الله، وما تقبله هو الحق، والطريق الذي تسلكه هو طريق السعي للحق. اتجاه حياتك تغير تمامًا. بعد الإيمان بالله، أنت تتعامل مع الحياة بشكل مختلف، ولديك طريقة حياة مختلفة، وتتبع الخالق، وتقبل وتخضع لسيادة الخالق وترتيباته، وتقبل تخليص الخالق، وفي النهاية تصبح كائنًا مخلوقًا حقيقيًّا. أليس هذا تغييرًا لطريقة حياتك؟ إنه انعكاس تام لمساعيك السابقة، وطريقة حياتك، والدوافع والأهمية وراء كل ما فعلته؛ إنهما يختلفان تمامًا، وليسا حتى في الملعب نفسه. سننتهي عند الفارق بين الإيمان بالله والإيمان بالدين. هل يمكنكم أن تروا في أنفسكم حالة وجود "قلب طفولي شفاف" التي كنا نتحدث عنها؟ (نعم.) إذن، هل تعيشون بقلب طفولي شفاف معظم الوقت، أم أن هذه الحالة لديكم فقط في بعض الأحيان؟ إذا كان ذلك عرضيًّا، فهذا يثبت أنك قد تخلصت من تلك الحالة بالفعل وبدأت السعي إلى الحق، وبدأت في الخروج من هذه الحالة؛ أما إذا كنت لا تزال تعيش بقلب طفولي شفاف معظم الوقت ولا تعرف كيف تعيش بكلام الله، أو بالحق، ولا كيف تتخلص من قيود القلب الطفولي الشفاف وتخرج من تلك الحالة، فهذا يثبت أنك لا تعيش أمام الله، وأنك لا تعرف بعد ما الحق أو كيف تطلبه. هل هذا فارق كبير؟ (نعم.) إذا واصلت العيش بهذه الطريقة، دون فهم الحق على أقل تقدير، فأنت في خطر؛ سوف تُستبعَد عاجلًا أم آجلًا. أما فيما يتعلق بكيفية ظهور هذا القلب الطفولي الشفاف في الوجود، فعليك طلب الحق، وتشريح الحالة، وتغيير تلك الحالة. لماذا يمتلك المرء هذا القلب الطفولي الشفاف؛ وما العواقب التي ستنجم عن الاعتماد على الحماس للإيمان بالله؛ وما إذا كان بإمكانك كسب الحق من خلال الإيمان بالله بهذه الطريقة؛ وما إذا كان سيعزز إيمانك بالله؛ يجب أن تكون واضحًا في القلب بشأن هذه الأسئلة. هذا يتطلب منك أن تكون على مستوى المقارنة، وأن تفكر، وأن تطلب الحل.

ثمة نوع من الأشخاص يتحمسون من القلب في إيمانهم بالله. أي واجب يُعد مقبولًا لديهم، وبالمثل القليل من المشقة، لكن مزاجهم غير مستقر؛ إنهم عاطفيون، ومتقلبون، وغير متسقين. يتصرفون وفقًا لمزاجهم فقط. عندما يكونون سعداء، يقومون بالمهمة الموكلة إليهم بشكل جيد، وينسجمون بشكل جيد مع من يشتركون معهم ومن يرتبطون بهم. وهم على استعداد لتحمل المزيد من الواجب أيضًا؛ وأيًّا كان الواجب الذي يؤدونه، فلديهم شعور بالمسؤولية تجاهه. هذه هي الطريقة التي يتصرفون بها عندما يكونون في حالة جيدة. قد يوجد سبب لكونهم في حالة جيدة: ربما نالهم الثناء لقيامهم بعمل جيد فيما يتعلق بواجبهم، وفازوا بتقدير المجموعة واستحسانها. أو ربما كثير من الناس يقدرون العمل الذي أنتجوه، لذا فهم منتفخون مثل البالون الذي يمتلئ مع كل نفخة من الثناء. وهكذا، يستمرون في أداء الواجب نفسه كل يوم، مع ذلك، طوال الوقت، لا يستوعبون مطلقًا مقاصد الله أو يطلبون مبادئ الحق. إنهم يتصرفون دائمًا بناءً على قوة خبرتهم. هل الخبرة هي الحق؟ هل يمكن الاعتماد على التصرف بناء على الخبرة؟ هل يتوافق ذلك مع مبادئ الحق؟ إن التصرف بناءً على الخبرة لا يتوافق مع المبادئ؛ ستوجد بالضرورة أوقات تفشل فيها الخبرة. لذلك، يأتي يوم لا يؤدون فيه واجبهم بشكل جيد. أشياء كثيرة تسوء، ويتعرضون للتهذيب. المجموعة ليست راضية عنهم. يصبحون سلبيين عندئذ: "لن أؤدي هذا الواجب بعد الآن. سأفعل ذلك بشكل سيء. أنتم جميعًا أفضل مني. أنا من هو ليس جيدًا. كل من يرغب في القيام بذلك، فليتفضل!". شخص ما يعقد معهم شركة حول الحق، لكن الحق لا يصل إليهم، ولا يفهمون، قائلين: "ما هذا الذي تُعقَد الشركه حوله؟ لا يهمني إذا كان هذا هو الحق أم لا؛ سأقوم بواجبي عندما أكون سعيدًا، ولن أقوم به عندما لا أكون سعيدًا. لماذا أجعل الأمر معقدًا للغاية؟ أنا لا أقوم به الآن؛ سأنتظر يومًا أكون فيه سعيدًا". هذا حالهم، باستمرار. سواء في أداء واجبهم؛ قراءة كلام الله، أو الاستماع إلى المواعظ وحضور التجمعات؛ أو في تفاعلاتهم مع الآخرين؛ في كل ما يؤثر على أي جانب من جوانب حياتهم، ما يكشفونه غائم لحظة ومشمس في اللحظة التالية، مرتفع في لحظة ومنخفض في اللحظة التالية، بارد في لحظة وساخن في اللحظة التالية، سلبي في لحظة وإيجابي في اللحظة التالية. باختصار، فإن حالهم، سواء أكان جيدًا أو سيئًا، هو دائمًا واضح تمامًا. يمكنك أن تراه بمجرد لمحة. إنهم غير متسقين في كل شيء يفعلونه، فقط يُسَلِمون أنفسهم لمزاجهم. عندما يكونوا سعداء، يقومون بعمل أفضل، وعندما لا يكونوا سعداء، يصبحون رديئين؛ قد يتوقفون عن فعل الشيء ويمتنعون عنه. أيّا كان ما يفعلونه، يقومون به وفقًا لمزاجهم، وفقًا للبيئة، وفقًا لمطالبهم. ليس لديهم أي رغبة على الإطلاق لتحمُل المشقة؛ فهم مدللون ومنحلون، وهستيريون، ولا يستجيبون للعقل، ولا يفعلون شيئًا لكبح جماح ذلك. لا يجوز لأحد الإساءة إليهم؛ وكل من يفعل ذلك يصبح هدفًا لمزاجهم، الذي يأتي مثل عاصفة؛ وبعد مرورها مباشرة، يصبحون سلبيين ومحبطين عاطفيًّا. وعلاوة على ذلك، هم يفعلون كل شيء بناء على تفضيلاتهم. "إذا أحببت هذه الوظيفة، سأقوم بها؛ وإذا لم أحبها، فلن أقوم بها، لن أفعل ذلك مطلقًا. يمكن لأي واحد منكم لديه الرغبة أن يقوم بها. ذلك لا علاقة له بي". ما نوع هذا الشخص؟ عندما يكون سعيدًا وحالته جيدة، يعمل بحماس من قلبه ويقول إنه يريد أن يحب الله. إنه يعمل بحماس لدرجة أنه يبكي، والدموع الساخنة تنهمر على وجهه، وينتحب بصوت عال. هل قلبه يحب الله حقًا؟ إن حالة محبة الله في القلب هي حالة طبيعية، لكن بالنظر إلى شخصيته، وسلوكياته، وإعلاناته، قد تعتقد أنه كان طفلًا في العاشرة من العمر أو نحو ذلك. شخصيته هذه، وطريقة عيشه، تتسم بالتقلب. إنه غير متسق، وغير مُخلص، وغير مسؤول، وعاجز في كل ما يفعله. إنه لا يتحمل المشقة مطلقًا ولا يرغب في تحمل المسؤولية. عندما يكون سعيدًا، يقبل القيام بأي شيء؛ القليل من المشقة مقبول، وإذا تعرضت مصالحه لضربة، فلا بأس بذلك أيضًا. لكن إذا كان غير سعيد، فلن يفعل أي شيء. أي نوع من الأشخاص هذا؟ هل حالة كهذه طبيعية؟ (كلا). هذه القضية تتجاوز مسألة الحالة غير الطبيعية؛ إنها مظهر من مظاهر التقلب الشديد، والحماقة والجهل الشديدين، والطفولية الشديدة. ما مشكلة التقلب؟ قد يقول البعض: "إنه عدم استقرار في المزاج. إنه صغير جدًا ولم يمر بصعوبات تُذكر، ولم تتحدد شخصيته بعد، لذلك غالبًا ما توجد تقلبات في سلوكه". الحقيقة هي أن التقلبات لا علاقة لها بالعمر: ثمة أشخاص فوق الأربعين والسبعين ويتقلبون أحيانًا أيضًا. كيف يمكن تفسير ذلك؟ التقلب هو في الواقع مشكلة في شخصية المرء، وهي مشكلة خطيرة للغاية، في هذا الصدد! فإذا كان يؤدي واجبًا مُهمًا، فقد تؤخر هذه المشكلة ذلك الواجب وتؤخر تقدم العمل، مما يسفر عن خسائر في مصالح بيت الله؛ وفي الواجبات العادية أيضًا، قد تؤثر على تلك الواجبات أحيانًا، وقد تعيق أشياء. لا يوجد في ذلك شيء يفيد الآخرين، أو نفسه، أو عمل الكنيسة. المهام الصغيرة التي يقوم بها والأثمان التي يدفعها تسفر عن خسارة صافية. الأشخاص المتقلبون للغاية غير مؤهلين لأداء واجبات في بيت الله، وثمة الكثير من هؤلاء الناس. التقلب هو المظهر الأكثر شيوعًا بين الشخصيات الفاسدة. كل شخص تقريبًا لديه مثل هذه الشخصية. ما هذه الشخصية؟ بطبيعة الحال، كل شخصية فاسدة هي نوع من أنواع شخصيات الشيطان، والتقلب هو شخصية فاسدة. بعبارات لطيفة، إنه ليس محبة الحق أو قبوله؛ وبعبارات أقوى، إنه نفور من الحق وكراهية له. هل يمكن للأشخاص المتقلبين أن يخضعوا لله؟ كلا بالتأكيد. يمكنهم ذلك لحظيًّا، عندما يكونوا سعداء ويربحون، لكن عندما يكونوا غير سعداء ولا يربحون، فإنهم يستشيطون غضبًا ويتجرأون على مقاومة الله وخيانته. سيقول لنفسه: "لا يهمني ما إذا كان هذا هو الحق أم لا؛ ما يهم هو أنني سعيد، وأنني راضٍ. إذا كنت غير سعيد، لن يساعدني أي شيء يقوله أحد! ما أهمية الحق؟ ما أهمية الله؟ أنا الرئيس!". أي نوع من الشخصية الفاسدة هذا؟ (كراهية الحق). إنها شخصية تكره الحق، شخصية تنفر منه. هل ثمة عنصر من الغطرسة والغرور في ذلك؟ عنصر من العناد؟ (نعم). ثمة حالة فظيعة أخرى هنا. عندما يكون في مزاج جيد، يكون لطيفًا مع الجميع ومسؤول في أداء واجبه؛ ويعتقد الناس أنه شخص صالح وخاضع، شخص مستعد لدفع الثمن، يحب الحق فعلًا. لكن بمجرد أن يصبح سلبيًّا، سوف ينصرف، ويشتكي، وحتى يمتنع عن التعقل. هنا يظهر جانبه الشرير. لا يجوز لأحد أن يوبخه. بل إنه سيقول: "أنا أفهم كل حق، أنا فقط لا أمارسه. يكفي بالنسبة لي فقط أن أكون مستريحًا مع نفسي!". ما هذه الشخصية؟ (شخصية خبيثة). هؤلاء الأشخاص الأشرار ليسوا مستعدين فقط لمقاومة أي شخص قد يهذبهم، بل سيؤذونه ويضرونه، مثل شيطان صغير. لن يجرؤ أحد على العبث معهم. أليس هذا تقلُبًا وخبثًا شديدًا من جانبهم؟ هل هذه مشكلة متعلقة بالشباب؟ ألن يكونوا غير متقلبين إذا كانوا أكبر سنًا؟ هل سيكونون أكثر تفكيرًا وعقلانية إذا كانوا أكبر سنًا؟ كلا. هذه ليست مسألة تتعلق بشخصيتهم أو أعمارهم. ثمة شخصية فاسدة عميقة الجذور مختبئة داخلهم. إنهم محكومون بشخصية فاسدة، ويعيشون بشخصية فاسدة. هل ثمة خضوع لدى شخص يعيش في شخصية فاسدة؟ هل يمكنه طلب الحق؟ هل جزء منه يحب الحق؟ (كلا). كلا، لا يوجد شيء من هذه الأشياء. هل كان لديكم جميعًا حالة متقلبة؟ (نعم). هل كنتم ستشعرون أنها مشكلة لو لم نعقد شركة حولها؟ (لم نكن لنشعر بذلك). والآن، بعد أن عقد شركة حول هذا الموضوع، هل تشعرون أنها مشكلة خطيرة للغاية؟ (نعم). بعض التقلبات العَرَضية تنشأ من أسباب موضوعية. هذه ليست مشكلة في الشخصية. جميع المشاكل المتعلقة بالشخصية، وكل كشف عن شخصية فاسدة في أفعال المرء، ستؤدي إلى عواقب سلبية. إليكم مثال على سبب موضوعي: لنفترض أن شخصًا ما يعاني من آلام رهيبة في المعدة اليوم. إنه يعاني من ألم شديد لدرجة أنه بالكاد يمتلك القوة للتحدُث. إنه يرغب فقط في الاستلقاء لفترة من الوقت. وعندئذ، يأتي شخص ما ويتحدث معه ببضع كلمات، وتكون نبرة صوته في الرد قاسية بعض الشيء. هل هذه مشكلة في شخصيته؟ كلا، ليست كذلك. إنها ترجع فقط لأنه مريض ويتألم. إذا كان هذا هو نوع الشخص الذي كان عليه في الأوقات العادية، الشخص الذي يتحدث بهذه الطريقة، فستكون هذه مشكلة تتعلق بالشخصية. لكن في هذه الحالة، توجد نبرة سيئة في كلامه لأن ألمه قد تجاوز عتبة معينة. هذا شيء من الطبيعي أن يحدث. إذا كان هناك سبب موضوعي، وأقر الجميع بأن التحدث أو التصرف بهذه الطريقة هو أمر يمكن مسامحته ومعقول، بالنظر إلى الظروف، وأنه مجرد طبيعة بشرية، فعندئذ يكون ذلك سلوكًا وكشفًا لإنسانية طبيعية. لنأخذ مثال شخص فقد أحد أقاربه وبدأ في البكاء من الحزن. هذا طبيعي جدًا. ومع ذلك، هناك أشخاص يدينونه ويقولون: "هذا الشخص عاطفي. لقد آمن بالله طوال هذه السنوات لكنه لا يزال لا يستطيع التخلي عن عاطفته تجاه أسرته. إنه يبكي حتى عندما يموت أحد أقاربه. يا لها من حماقة!". ثم يحدث أنه عندما تموت والدة المتحدث، فإنه يبكي أكثر من أي شخص آخر. كيف يجب للمرء أن ينظر إلى هذا؟ لا يمكنك تطبيق اللوائح بشكل أعمى أو تقديم تعميمات حول الأمر؛ فبعض الأشياء لها أسباب موضوعية، وهي سلوكيات وإعلانات تنم عن إنسانية طبيعية. ما هي سلوكيات وإعلانات الإنسانية الطبيعية، وما الذي لا يُعد كذلك؛ هذا يختلف باختلاف الظروف. أيًّا كان ما يُذكّر حول ما يعيش به المرء، فإن ما يقال يمس المشاكل المتعلقة بشخصيات الناس من ناحية، ومن ناحية أخرى، يتعلق بالمشاكل في آراء الناس، وأساليب سعيهم، ومسارات سعيهم. إنها ليست مسألة مزاجهم أو شخصيتهم، أو طرقهم الخارجية في فِعل الأشياء على الإطلاق.

ثمة حالة من نوع آخر، وهي العيش بفلسفات التعاملات الدنيوية. معظم الناس يحبون السعي من أجل الشهرة، والكسب، والمكانة في إيمانهم بالله، دون التركيز على السعي إلى الحق. ما دام ثمة شخص ما لديه قدر ما من مستوى القدرات وبعض الأفكار، فإنه يمتلك مجموعة من فلسفات الشيطان وقواعده للعيش. ولكل منهم "حيلِه الخاصة الخفية" فيما يتعلق بكيفية العيش بسعادة، وكيفية العيش بطريقة تميزه وتجلب الشرف لاسم عائلته، وتحظى بإشادة الجميع. ما تلك الحيل؟ إنها فلسفات "عليا" للتعاملات الدنيوية. بعض الناس قد يجدون من المضحك سماع: "عليا" و"فلسفات التعاملات الدنيوية" فهما لا تقترنان. يا له من اقتران غريب. إذن، لماذا تُستخدم كلمة "العليا" هنا؟ بشكل عام، يعتقد الشخص الذي لديه فلسفة التعاملات الدنيوية أنه من أجل العيش، يجب أن يكون مستعدًا ببعض قواعد الوجود، أي بعض أسرار البقاء. إنه يعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافه في الحياة. وهو يعتبر قواعد الوجود هذه، التي هي فلسفات التعاملات الدنيوية، بمثابة أعلى مبادئه، تمامًا مثل تلك الشعارات التي يرددها الناس. إنه يتمسك بفلسفته في التعاملات الدنيوية ويلتزم بها كما لو كانت هي الحق، دون استبعاد حتى شعب الله المختار من هذه المعاملة. إنه يعتقد أنه: "لا يمكن لأي إنسان أن يفصل نفسه عن الشؤون الدنيوية. أنتم تؤمنون بالله، أليس كذلك؟ أنتم تتبعون المبادئ، أليس كذلك؟ أنتم تفهمون الحق، أليس كذلك؟ حسنًا إذن، لديَّ فلسفة التعاملات الدنيوية للتعامل معكم. أنتم دقيقون، أليس كذلك؟ تتبعون مبادئ الحق، أليس كذلك؟ حسنًا، أنا لا أفهم مبادئ الحق، ولا يزال بإمكاني جعلكم تتصرفون جيدًا تجاهي وأبقيكم تدورون في حلقات مفرغة دون تحقيق أي نتيجة. سأبقيكم في مداري؛ ستقولون إنني شخص صالح ولن تقولوا أي شيء سيئ عني من وراء ظهري. حتى أنني سأدينكم عندما لا تكونون في الجوار، وأفعل أشياء سيئة لكم، وأبيعكم؛ ولن تكونوا أكثر حكمة". هذا هو الشخص الذي يعيش بفلسفات التعاملات الدنيوية. ماذا يوجد داخل فلسفات التعاملات الدنيوية تلك؟ الحيلة، والخداع، والتكتيكات، وكذلك المناهج والأساليب. على سبيل المثال، عندما يرى شخصًا يتمتع بالمكانة، شخص يمكن أن يكون مفيدًا، فإنه يكون مهذبًا للغاية، ينحني له ويتملقه ويتغنى بمدحه. ومع أولئك الذين يعتقد أنه ليس لديهم الكثير ليقدموه، وليسوا جيدين مثله، يتحدث دائمًا بتعالي وينظر إليهم بازدراء، مما يجعل هؤلاء الناس يشعرون بأنهم أعلى مكانة ويجب التطلع إليهم دائمًا. في عالمه الداخلي، لديه نظام للعب مع الناس والتلاعب بهم، وطريقة لكيفية تعامله مع كل نوع من الأشخاص. عندما يقابل شخصًا ما، فإنه يعرف بلمحة نوع هذا الشخص، وكيف يجب أن يتعامل معه ويرتبط به. يبتكر عقله صيغة على الفور. إنه متطور ومتمرس في ذلك. لا يحتاج إلى التفكير في تطبيق فلسفات التعاملات الدنيوية هذه؛ فهو لا يحتاج إلى مخططات أولية أو تعليمات من أي شخص. لديه أساليبه الخاصة. بعض هؤلاء يفكرون بأنفسهم؛ والبعض الآخر تعلموا من آخرين، أو شاهدوا آخرين، أو استفادوا من تأثير الآخرين. قد لا يخبرهم أحد عن تلك الأساليب، لكن بإمكانهم استنتاج التفاصيل الدقيقة، وهكذا يتعلمون فلسفاتهم للتعاملات الدنيوية، والتقنيات، والمناهج، والأساليب، والمخططات، والحسابات. هل الناس الذين يعيشون بهذه الأشياء يمتلكون الحق؟ هل يمكنهم العيش بالحق؟ (كلا). لا يستطيعون. إذن، ما تأثيرهم على الآخرين؟ غالبًا ما ينخدع الآخرون ويُغشون بهم، ويجري استخدامهم واللعب بهم، وما إلى ذلك. هذه الفلسفات للتعاملات الدنيوية ليست بالضرورة من اختصاص المثقفين أو مجموعة من الناس وحدهم؛ إنها في الحقيقة موجودة في كل شخص.

ما الطرق الأخرى التي تتجلى بها الفلسفات الشيطانية؟ بعض الناس متحدثون رائعون. إنهم يجتذبون السعادة والرضا من الناس، فيخرجون هادئين لأنهم سمعوهم يتحدثون، لكنهم لا يقومون بأي عمل فعلي على الإطلاق. أي نوع من الأشخاص هذا؟ إنه شخص يتلاعب بالناس بكلمات معسولة. بعض القادة والعمال يعملون لفترة من الوقت، ثم يفكرون بينهم وبين أنفسهم: "هل الأعلى يفهمني؟ هل الله يعرف عني؟ أحتاج إلى الإبلاغ عن بعض المشاكل حتى يعرف الأعلى أنني أعمل. إذا رأى الأعلى أن المشاكل التي أبلغ عنها حقيقية وموضوعية تمامًا، وأنها قضايا جوهرية، فربما يُقدرني إذ يرى أنه يمكنني القيام بعمل فعلي". وهكذا، يجد فرصة لذِكر المشاكل. لديه ما يبرر ذِكر المشاكل، وهذا هو المنطق السليم، والعمل يتطلب ذلك. لكن هذا لا ينبغي أن تلوثه نواياهم الشخصية. هل يمكنكم رؤية نية هذا الشخص في الإبلاغ عن هذه المشاكل؟ ما المشكلة الحقيقية في نيته هذه؟ هذا السؤال يستدعي التفكير والتمييز. إذا كان يذكر القضايا من أجل أداء واجبه بشكل جيد وإرضاء الله، فسيكون ذلك مُبرَرًا؛ وسوف يعني أنه كان شخصًا مسؤولًا، شخصًا قام بعمل فعلي. غير أنه يوجد حاليًا بعض القادة والعمال الذين لا يقومون بعمل فعلي، لكنهم انتهازيون ويقلصون في بذل الجهد، ويكذبون على رؤسائهم، ويخفون الأشياء عمن دونهم. ومع ذلك، يرغبون في أن يكونوا سلسين وماكرين، وأن يرضوا الجميع. بالممارسة بهذه الطريقة، ألا يعيشون بفلسفات شيطانية؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف يجب حل المشكلة؟ ما الحقائق التي يجب طلبها، وكيف يمكن معرفتها وتمييزها؛ يجب توضيح هذه الأشياء قبل حل مشكلة نيتهم الفاسدة. إليكم مثال آخر. يقترن شخصان لأداء واجب. سيذهبان إلى كنيسة في منطقة أخرى للتعامل مع مشكلة هناك. الظروف المعيشية هناك سيئة نسبيًّا، والأمن العام ليس جيدًا، وهو مكان محفوف بالمخاطر بعض الشيء. أحدهم يقول: "الناس في تلك الكنيسة لا يحبونني. حتى لو ذهبت، ما من شيء يضمن أنه يمكنني حل المشكلة هناك. لكن كلهم يحبونك. سيكون من المفيد أن تذهب أنت لحل المشكلة". يجد الآخر أن هذا صحيح ويذهب. بوضع كل ما عدا ذلك جانبًا، أليست ثمة مشكلة لدى الشخص الذي وجد أسبابًا وأعذارًا لعدم الذهاب؟ سواء كانت أعذاره وأسبابه صحيحة أم لا، هل يمارس الحق بهذا؟ هل يفكر في إخوانه وأخواته؟ كلا؛ إنه يكذب. إنه يستخدم كلمات معسولة لتحقيق أهدافه الخاصة. أليست هذه تقنية؟ إذا كنت تفكر هكذا وتتصرف هكذا، فأنت لم تتمرد على الجسد. أنت لا تزال تعيش بالفلسفات الشيطانية. لكن ماذا لو استطعت أن تتمرد على نفسك ولم تعش بالفلسفات الشيطانية؟ أنت في البداية لا ترغب في الذهاب إلى تلك الكنيسة للتعامل مع مشاكلها، لكنك تفكر في الأمر: "هذا ليس صحيحًا. إن حقيقة تفكيري بهذه الطريقة تعني أنني شخص سيئ، وأنني غير أخلاقي. يجب أن أتراجع عما قلته بأسرع ما يمكن. يجب أن أعتذر له وأكون منفتحا بشأن الفساد الذي كشفته. يجب أن أذهب إلى ذلك المكان اليوم، حتى لو كان ذلك يعني أنني سأموت هناك". ليس من المؤكد في الواقع أنك ستموت هناك. منذ متى يأتي الموت بهذه السهولة؟ الحياة والموت مُقدران مسبقًا من الله. وبصورة عامة، في مثل هذه الحالة، أنت تحتاج إلى امتلاك العزم والقدرة على التمرد على نفسك. فقط عندئذ ستقدر على العيش بالحق. سأعطيكم مثالًا آخر. يقترن شخصان لأداء واجب. كلاهما خائف من تحمل المسؤولية عن ذلك، لذلك تصبح معركة ذكاء. يقول أحدهم: "أنت تذهب لتتولى هذا". يقول الآخر: "سيكون من الأفضل أن تتعامل أنت مع الأمر. مستوى قدراتي أسوأ من مستوى قدراتك". ما يفكران فيه حقًا هو: "ليست ثمة مكافأة للقيام بهذا الشيء بشكل جيد، وإذا تم القيام به بشكل سيئ، فسوف أواجه التهذيب. أنا لن أذهب؛ أنا لست بهذا الغباء! أنا أعرف ما تنوي القيام به. توقف عن محاولة إقناعي بالذهاب". ماذا يحدث في نهاية تفاعلهما؟ لا يذهب أي منهما، ويتأخر العمل نتيجة لذلك. أليس هذا غير أخلاقي؟ (إنه كذلك). ألا يُعد تأخير العمل نتيجة خطيرة؟ إنها نتيجة سيئة. إذن، ما الذي يعيش به هذان الشخصان؟ كلاهما يعيش بفلسفات شيطانية؛ إنهما مقيدان ومكبلان بالفلسفات الشيطانية وخداعهما. لقد فشلا في ممارسة الحق، وعلى هذا النحو، فإن أدائهما لواجبهما لا يرقى إلى المعيار المطلوب. هذه لا مبالاة، ولا تنطوي على شهادة على الإطلاق. لنفترض اقتران شخصين لأداء واجب. يحاول أحدهما أن يتخذ موقفًا مُهيمنًا في كل شيء ويرغب دائمًا في أن تكون له الكلمة الفصل، وقد يفكر الآخر: "إنه الشخص القوي؛ وهو يحب أخذ زمام المبادرة. حسنًا، يمكنه أخذ زمام المبادرة في كل شيء، وعندما يحدث خطأ ما، سيكون هو من يتعرض للتهذيب. "الطائر الذي يبرز عنقه هو الذي يُطلق عليه الرصاص!" لن أتمسك إذن. كل ما في الأمر أن مستوى قدراتي ضعيف، ولا أحب أن تزعجني الأشياء. إنه يحب أخذ زمام المبادرة، أليس كذلك؟ حسنًا، إذا كان ثمة شيء يجب القيام به، فسأتركه له!". الشخص الذي قد يقول مثل هذه الأشياء يستمتع بكونه مُرضِيًا للناس، تابعًا. ما رأيكم في طريقته لأداء الواجب؟ ما الذي يعيش به؟ (فلسفات التعاملات الدنيوية). إنه يفكر في شيء آخر أيضًا: "ألن يغضب مني إذا خطفت منه الأضواء؟ ألن يحدث خلاف بيننا في المستقبل؟ إذا كان ذلك سيؤثر على علاقتنا، فسنواجه صعوبة في التوافق معًا. سأكون أفضل حالًا إذا سمحت له بفرض أسلوبه". أليست هذه فلسفة التعاملات الدنيوية؟ الطريقة التي يعيش بها توفر عليه المتاعب. تُمكِنه من تجنب تحمل المسؤولية. سوف يتابع كل ما عليه أن يفعله، دون الحاجة إلى أخذ زمام المبادرة أو التمسك بها، ودون حاجة إلى التفكير في أي مشاكل. كل شيء يتولاه شخص آخر، لذا لن يتعب نفسه. إن استعداده لأن يكون تابعًا يُثبِت أنه يفتقر إلى أي شعور بالمسؤولية. إنه يعيش بفلسفات التعاملات الدنيوية. لا يقبل الحق أو يتمسك بالمبادئ. هذا ليس تعاونًا متناغمًا؛ إنه كونك تابعًا، مُرضِيًا للناس. لماذا لا يُعتبر هذا تعاونًا؟ لأنه لا يرقى إلى مستوى الاضطلاع بمسؤوليته في أي شيء. إنه لا يتصرف من كل قلبه أو من كل عقله، وربما لا يتصرف بكل قوته أيضًا. لهذا السبب أقول إنه يعيش بفلسفات التعاملات الدنيوية، وليس بالحق. إليكم مثال آخر: شخص ما يفعل شيئًا سيئًا أثناء أداء واجبه، وهو أمر يؤدي إلى خسارة مصالح بيت الله. أنت ترى ذلك، لكنك تفكر بينك وبين نفسك: "هذا ليس من شأني. لم يضر ذلك بمصالحي. وبالإضافة إلى ذلك، أنا لست الشخص المسؤول. ماذا أفعل، هل أحشر أنفي في شؤون الآخرين؟ يمكن لشخص آخر أن يعتني بالأمر، أيًّا كان من يرغب في ذلك. كل ما يجب أن أفعله هو الاهتمام بعملي. لا علاقة لي إذا فعل الآخرون أشياء سيئة. لا يهمني إذا رأيت ذلك؛ لا يهمني إذا ضلوا الطريق؛ وإذا كانت ثمة خسارة لعمل الكنيسة، فلا علاقة لي بذلك". أليست هذه فلسفة التعاملات الدنيوية؟ (بلى، إنها كذلك). هل نوايا هذا الشخص صالحة؟ (كلا). إنه يعيش بفلسفات شيطانية. بعض الناس يفعلون ذلك من حين لآخر في بعض الأمور؛ وآخرون يفعلون ذلك بشكل متكرر، دون طلب الحق أو تأمل أنفسهم، ودون معالجة شخصياتهم الفاسدة. هذان النوعان من الناس في مواقف مختلفة. لكن بصرف النظر عما إذا كان ذلك يحدث في مواقف معزولة أو في جميع الأمور، فإنه يمس مشكلة الشخصية الفاسدة. إنها ليست قضية بسيطة تتعلق بأساليب المرء؛ إنها عيش المرء لحياته بالفلسفات الشيطانية. ما الفلسفات الأخرى للتعاملات الدنيوية التي يراها الناس عادة ويتعاملون معها؟ (رشوة الآخرين بخدمات تافهة، وتلبية تفضيلات الآخرين، ومدح الناس، وإرضائهم). تلبية تفضيلات الآخرين هي إحدى التقنيات، أحد أنواع فلسفة التعاملات الدنيوية. ماذا غير ذلك؟ (عدم التحدث مباشرة بعد رؤية شخص ما يفعل شيئًا ينتهك المبادئ، خوفًا من إيذاء مشاعره). أن تكون غير مباشر في حديثك، وتدور دائمًا حول القضية، وتختار دائمًا كلمات لطيفة لا تنطوي على المبادئ أو المشكلة الجوهرية؛ هذا نوع آخر من فلسفة التعاملات الدنيوية. هل ثمة شيء آخر؟ (الإطراء والتملق لأي شخص يتمتع بمكانة). هذا هو التودد، وهو أيضًا نوع من فلسفة التعاملات الدنيوية. ثمة أشخاص، بطبيعتهم، يتطلعون دائمًا إلى التلاعب بالآخرين والاستفادة منهم. إنهم خائنون للغاية. وثمة أشخاص سلسون وماكرون في كل مكان يذهبون إليه. ما يقولونه يعتمد على من يقولونه له. عقولهم سريعة جدا في الرد: إنهم يعرفون كيفية التعامل مع الشخص من أول مرة تلتقي فيها أعينهم. هؤلاء الناس ماكرون للغاية؛ لا يمكنهم العيش بالحق. ما الطرق الأخرى التي تتجلى بها فلسفات التعاملات الدنيوية؟ (عدم الجرأة على التحدث بعد رؤية مشكلة خوفًا من تحمل اللوم إذا تبين أنه على خطأ، ومراقبة ما يقوله ويفعله الآخرون، وعدم التعبير عن الرأي إلى أن تتحدث الأغلبية بالفعل). الناس يميلون إلى مجاراة التيار، معتقدين أن القانون لا يمكن تطبيقه عندما يكون الجميع مخالفين. أي نوع من المشكلات هذا؟ أي نوع من الشخصية؟ أليست شخصية مخادعة؟ عدم الجرأة على التمسك بمبادئ الحق لأنك تريد دائمًا إرضاء الناس وتخشى التسبب في إساءة، ولكنك أيضا تخشى أن يتم كشفك واستبعادك لعدم ممارسة الحق؛ هذه معضلة كبيرة! هذه هي المحنة المثيرة للشفقة لدى الناس الذين يرغبون في إرضاء الآخرين. عندما لا يمارس الناس الحق، فهذه هي الظروف القبيحة التي يعيشونها؛ كلهم يحملون شبه الشيطان الخبيث. بعض هؤلاء الناس غدارون، وبعضهم خائنون، وبعضهم حقراء، وبعضهم أنذال، وبعضهم سفلة، والبعض الآخر يرثى له. هل تعيشون بفلسفات شيطانية؟ تتملقون أي قائد بينما تتجاهلون القادة الذين جرى استبدالهم واستبعادهم؛ تتملقون أي شخص يُختار قائدًا، أيًّا كان من هو؛ تقولون كل أنواع الأشياء المثيرة للغثيان من قبيل: "يا إلهي، أنتِ جميلة، وجيدة البنية؛ أنت صورة الجمال ذاتها. لديكِ صوت مذيعة نشرة أخبار وصوت غناء طار القُبرة"، بحثًا عن طرق لكسب ودهم؛ تملقهم في كل فرصة متاحة؛ رشوتهم بخدمات تافهة؛ وبشكل عام مراقبة ما يفعلونه ويقولونه، والتفكير في طرق لإرضائهم عند رؤية أنهم يحبون شيئًا ما. هل هذه هي التكتيكات التي لديكم؟ (نعم. أحيانًا أرى أن القائد أو العامل لديه بعض المشاكل أو أوجه القصور، ومع ذلك لا أجرؤ على قول أي شيء، خوفًا من أن يلومني ويسيئ معاملتي). هذا افتقار إلى المبادئ. هل تعرف إذن ما إذا كنت قد حددت هذه المشاكل بشكل صحيح وما إذا كان من المفيد لعمل الكنيسة أن تتحدث عنها؟ (قليلًا). أنت تعرف قليلًا؛ إذن ماذا يجب أن تفعله حتى تكون متوافقًا مع مبادئ الحق؟ إذا كنت متأكدًا من أنك وجدت مشكلة، وفهمت في قلبك أن هذه المشكلة يجب حلها، وإلا فإنها ستؤخر العمل، لكنك غير قادر على الالتزام بالمبادئ، وتخشى الإساءة إلى الآخرين، فما هي المشكلة القائمة هنا؟ لماذا تخشى الالتزام بالمبادئ؟ هذه مسألةٌ ذات طبيعة خطيرة، وهي تمسّ ما إذا كنت تحبّ الحقّ، وما إذا كان لديك حسٌّ بالعدالة. يجب أن تُعبِّر عن رأيك حتَّى إن كنت لا تعرف ما إذا كان صحيحًا. وإذا كان لديك رأيٌ أو فكرة، فعليك أن تقولهما، وأن تدع الآخرين يقيمونهما. سوف توجد فوائد لك عند عمل ذلك، وسوف يساهم ذلك في حلّ المشكلة. إذا فكَّرت في نفسك قائلًا: "أنا لا أتورط. فإذا كان ما أقوله صحيحًا فلن يكون لي الفضل، وإذا كان خطأً، فسوف أتعرض للتهذيب. الأمر لا يستحقّ"، أليس هذا أنانيًّا ودنيئًا من جانبك؟ دائمًا ما يُفكِّر الناس في مصالحهم الخاصَّة، ولا يمكنهم ممارسة الحقّ. وهذا هو الشيء الأصعب بخصوص الناس. أليس لديكم جميعًا الكثير من فلسفات التعاملات الدنيوية والخطط بداخلكم؟ يوجد عددٌ كبير من عناصر فلسفات الشيطان في كل إنسان، وقد اجتاحته منذ فترةٍ طويلة. فلا عجب إذًا أن يستمع الناس إلى العظات لأعوامٍ دون فهم الحقّ، وأن دخولهم إلى واقع الحقّ بطيء، وقامتهم تظلّ دائمًا ضئيلة للغاية. والسبب هو أن مثل هذه الأشياء الفاسدة تعيقهم وتزعجهم. ما الذي يعيش الناس به عندما يحتاجون إلى ممارسة الحقّ؟ إنهم يعيشون بهذه الشخصيَّات الفاسدة، بالمفاهيم والتصوُّرات، وفلسفات التعاملات الدنيوية وكذلك المواهب. وعند عيش الناس بهذه الأشياء، يصعب عليهم جدًّا أن يأوا أمام الله. لماذا؟ لأن حِملهم كبير للغاية، ونيره ثقيل للغاية. وعيش الإنسان بهذه الأشياء منفصل حتَّى الآن عن الحقّ. فهذه الأشياء تمنعك من فهم الحقّ ومن ممارسة الحقّ. وإذا لم تفهم الحقّ، فهل سيزيد إيمانك بالله؟ (كلا). بالتأكيد لن يزداد إيمانك بالله، فما بالك بمعرفتك به. وهذا شيءٌ بائس ومخيف للغاية.

ما يعيش به الناس له علاقة بوجهات نظرهم في الأشياء، وكذلك بشخصياتهم. بعض الناس يسعون دائمًا نحو تحقيق أحلامهم ورغباتهم. هؤلاء أناس لديهم أحلام. البعض يعيشون دائمًا برغباتهم. وماذا تشمل رغباتهم؟ هناك الرغبة في القيام بالعمل وجعل أنفسهم مشهورين، وثمة الرغبة في التباهي بأنفسهم. على سبيل المثال، ثمة أولئك الذين يحبون المكانة. بدون المكانة، لن يؤمنوا بالله؛ بدون المكانة، لن يرغبوا في عمل أي شيء، والإيمان بالله مُمل بالنسبة لهم أيضًا. إنهم يعيشون برغبتهم في السعي إلى المكانة، ويقضون أيامهم، يومًا تلو الآخر، تحت هيمنة هذه الرغبة. وأيًّا كانت المكانة التي يصلون إليها، فهي ثمينة جدًا بالنسبة إليهم. إنهم لا يفعلون أي شيء إلا من أجل المكانة: الحفاظ على مكانتهم، ودعم مكانتهم، وتوسيع نطاق صلاحيتهم؛ كل ما يفعلونه، بكل الطرق، يتعلق برغبتهم هذه. إنهم يعيشون بالرغبة. وثمة آخرون يعيشون حياة بائسة يُرثى لها في العالم. إنهم أناس أبرياء، يتعرضون دائمًا للتنمر، ويأتون من منازل سيئة، من بيئة اجتماعية فقيرة، مع عدم وجود أحد يعتمدون عليه. إنهم وحيدون ولا ينالون رعاية، إلى أن يؤمنوا بالله، وعند هذه المرحلة يشعرون أنهم وجدوا أخيرًا سندًا يدعمهم. لديهم طموح، وهم مدفوعون به في إيمانهم بالله. ولم يتغير طموحهم أبدًا، حتى إلى الوقت الحاضر. إنهم يفكرون: "بالإيمان بالله، أعيش بكرامة وقوة شخصية؛ بالإيمان بالله، يمكنني أن أرفع رأسي وكتفي فوق الآخرين، وأعيش حياة أسمى من حياة الآخرين. عندما أذهب إلى السماء، سيتعين عليكم جميعًا أن تحترموني. لن ينظر إليّ أحد بازدراء بعد الآن". هذه الرغبة، هذا الأمل الذي لديهم أجوف ومُبهم للغاية. إنهم يشعرون بأنهم كانوا يعيشون مثل هذه الحياة البائسة في العالم، بسبب ظروف عائلاتهم أو غير ذلك من الأسباب. أما بالعيش في بيت الله، فلديهم شيء يعتمدون عليه. الإخوة والأخوات لا يتنمرون عليهم. لم يعودوا بائسين؛ لديهم سند يدعمهم. وأكثر من ذلك أن أكبر آمالهم هو كسب غاية رائعة لأنفسهم بعد موتهم، أو في هذه الحياة، حيث يكونون قادرين على رفع رؤوسهم عاليًا. ذلك هو هدفهم. إنهم يعيشون بهذا الطموح، وفي كل مكان، وفي كل شيء، يستخدمون هذا الفِكر، هذه الرغبة، كدافع لهم. يصعب عليهم جدًا العيش بالحق. مثل هؤلاء الناس يعيشون بشكل يُرثى له. وثمة آخرون لديهم الرغبة في التباهي أو جعل أنفسهم مشهورين. ولهذا السبب، يحبون كثيرًا العيش ضمن مجموعة، ويفعلون هذا وذاك لجعل الآخرين في المجموعة ينظرون إليهم بتقدير، وهو ما يرضي غرورهم. يفكرون: "قد لا أكون قائدًا، لكن ما دمت أستطيع عرض مواهبي على المجموعة وأبدو متألقًا لامعًا، محاطًا بهالة، فإن الأمر يستحق أن أؤمن بالله. هذا ما أعيش من أجله؛ فهو ليس أسوأ من الوجود في العالم". لذا، هذا ما يعيشون من أجله منذ ذلك الحين فصاعدًا. إنهم يعيشون كل أيامهم وسنواتهم على هذه الحال، دون أي تغيير في نيتهم الأصلية. هل هذا عيش بالحق؟ كلا بالتأكيد. إنهم يعيشون بالأحلام والرغبات، مثل غير المؤمنين. هذه مشكلة تتعلق بوجهات نظر المرء في الأشياء، وكذلك بالشخصيات الفاسدة. وإذا استمرت هذه المشكلة دون حل، فلا توجد طريقة لفهم الحق أو ممارسته، ويصعب للغاية العيش بالحق عندئذ.

هناك أيضًا بعض النساء اللاتي يعشن بمظهرهن، ويعتقدن دائمًا أنهن جميلات، ويعتقدن أنهن أينما ذهبن، فإن الجميع يحبونهن، وينظرون إليهن باحترام شديد واستحسان. أينما ذهبن، يسمعن كلمات الإطراء من الناس تجاههن، ويرين وجوه الناس المبتسمة موجهة إليهن. إنهن مسرورات جدًا بأنفسهن، وواثقات تمامًا، ويعشن على هذه الحال. لذلك، يعتقدن أن عيشهن هكذا يمنحهن رأس مال، وأن ثمة قيمة كبيرة في عيشهن؛ أن الكثير من الناس يقدرنهن، على أقل تقدير. أليس ثمة رجال منخرطون أيضًا في العيش بمظهرهم؟ لنفترض أنك وسيم، وفي حديثك مع أخواتك في الكنيسة، أنت ذكي، وجريء، ورومانسي. أنت مسرور جدًا بنفسك، حيث الجميع يقدرونك ويدورون في مدارك. تقول: "ليس الأمر كما لو أنني أحاول مواعدة أي شخص. أنا فقط أعيش هكذا، وهذا جميل! ممارسة الحق؛ يا له من شيء ممل!". وثمة آخرون يعيشون على نوع ما من رأس المال، وللحصول على رأس المال، يجب أن يكون لديهم بالطبع شيء حقيقي من نوع ما. وماذا قد تكون هذه الأشياء الحقيقية؟ بعض الناس، مثلًا، يشعرون أنهم خرجوا من الرحم مؤمنين بالله. لقد آمنوا بالله لمدة خمسين عامًا أو أكثر، وهذا هو رأس مالهم. عندما يرون أخًا أو أختًا، يسألون: "كم سنة آمنت بالله؟"، فيقول الآخر: "خمس سنوات". لقد آمن هو بالله لفترة أطول بعشرة أضعاف هذا الشخص، وعندما يرى ذلك، يفكر في نفسه: "هل آمنت أنت بالله لمدة تقترب من سنوات إيماني العديدة؟ أنت صغير السن جدًا. من الأفضل أن تتصرف بأدب؛ أمامك طريق طويل لتقطعه!". هكذا يعيشون على رأس مالهم. وما أنواع رأس المال الأخرى؟ بعض الناس خدموا بوصفهم قادة وعمال على جميع المستويات. لقد أمضوا وقتًا طويلًا، يعملون ويتنقلون ويتجولون بين الكنائس، ولديهم الكثير من الخبرة. إنهم على دراية تامة بترتيبات عمل الأعلى، وكذلك بالأنواع المختلفة من الأشخاص ومجالات العمل في الكنيسة. لذلك، يفكرون: "أنا قائد مخضرم وصاحب رأس مال مخضرم. كنت أعمل لفترة طويلة، ولديَّ خبرة. ماذا تعرفون جميعًا؟ أنتم أطفال. كم عدد الأيام التي عملتم فيها؟ أنتم صغار جدًا. لا تعرفون أي شيء. نعم، أنتم تستمعون لي، هذا صحيح!". وهكذا، يستمرون في الوعظ طوال اليوم، دون أي شيء عملي في وعظهم؛ كلها كلمات وتعاليم. ومع ذلك، سيختلقون الأعذار: "أنا في مزاج سيئ اليوم. ثمة ضد مسيح يسبب العرقلة والإزعاج، وقد وصل إليّ. سأعظ بشكل صحيح في المرة القادمة". هذا يوضح حقيقتهم، أليس كذلك؟ إنهم يعيشون على رأس مال شخص مخضرم، وراضون عن أنفسهم إلى أبعد حد. حقًا، كم هو مثير للاشمئزاز، كم هو مقزز! هذا أحد أنواع رأس المال. وثمة آخرون سُجِنوا بسبب إيمانهم بالله، أو مروا باختبار استثنائي آخر، أو أدوا واجبات استثنائية. لقد عانوا، وهذا أيضًا يخدمهم بوصفه نوعًا من رأس المال. لماذا يعيش الناس دائمًا اعتمادًا على رؤوس أموالهم؟ ثمة مشكلة في ذلك: إنهم يعتقدون أن رأس المال هذا هو حياتهم. ما داموا يعيشون على رأس مالهم، فهم قادرون على الإعجاب بأنفسهم والاستمتاع في كثير من الأحيان، واستخدام رأس المال هذا لإرشاد الآخرين والتأثير فيهم، وهو أمر مفيد في كسب الثناء منهم. إنهم يعتقدون أنه في ظل وجود رأس مالهم كأساس، ما داموا يسعون إلى القليل من الحق، أو يقومون بواجبهم بشكل جيد ولديهم بعض الأعمال الصالحة التي أنجزوها، فإنهم، مثل بولس، قد يفوزون بإكليل بر محفوظ لهم. سوف ينجون بالتأكيد؛ وسوف يصلون إلى غاية صالحة بالتأكيد. بالعيش على رأس مالهم، غالبًا ما يعيشون في حالة من السرور الذاتي، والرضا الذاتي الهائل، حالة من الرضا المسرور عن النفس. إنهم يشعرون أن الله مسرور برأس مالهم، وأنه يسعد بهم، وسيسمح لهم بالبقاء حتى النهاية. أليس هذا هو العيش على رأس المال؟ إنهم يكشفون عن هذه العقلية في كل منعطف. وفي الأشياء التي يكشفون عنها، في الأشياء التي يعيشون بها، وفي الأشياء التي يعظون بها الآخرين في كل فرصة تتاح لهم، يكون ما يدور في أذهانهم واضحًا للعيان. وثمة آخرون حصلوا على نعمة أو رعاية خاصة من الله، وهو شيء لا يمتلكه أي شخص آخر؛ هم فقط. لذا، يعتقدون أنهم مميزون، وأنهم مختلفون عن البقية. يقولون: "إيمانكم بالله يختلف عن إيماني. يبدأ الله بإعطائكم الكثير من النعمة ويقودكم. وبعد ذلك، بمجرد أن تفهموا ببطء بعض الحقائق، فإن الله يهذبكم، ويدينكم، ويوبخكم. هذا هو الحال بالنسبة لكم جميعًا. الأمر مختلف بالنسبة لي: الله يمنحني نعمة خاصة. يعاملني بعطف خاص، وهذا العطف الخاص هو رأس مالي؛ إنه ضمانتي وبطاقة دخولي إلى الملكوت". ما شعوركم عندما تسمعوهم يقولون هذه الأشياء؟ هل لديهم معرفة بعمل الله؟ هل لديهم معرفة بأنفسهم؟ على الإطلاق. من العدل أن نقول إنهم لا يفهمون الحق، ويعتقدون أنه يمكنهم الخلاص دون الحاجة إلى السعي إلى الحق، أو طلب الحق، أو قبول الدينونة والتوبيخ. من هؤلاء الذين لديهم حالات مثل هذه؟ إنهم أولئك القلائل الذين رأوا بعض الرؤى، والذين تلقوا بعض الحماية الخاصة ونجوا من كارثة. أو أولئك الذين ماتوا وعادوا إلى الحياة، ولديهم شهادة خاصة أو اختبار خاص. إنهم يعتبرون أن هذه الأشياء هي حياتهم، أنها أساس حياتهم، ويستخدمونها كبديل لممارسة الحق. وعلاوة على ذلك، يعتبرون هذه الأشياء علامات الخلاص ومعاييره. هذا هو رأس المال. هل لديكم مثل هذه الأشياء؟ قد لا يكون لديكم هذا النوع من الاختبارات الخاصة، لكن إذا كنتم قد أديتم واجبًا معينًا لفترة طويلة وحققتم نتائج، فستفترضون أن لديكم رأس مال. لنفترض أنك قمت بواجب المُخرِج لفترة طويلة، وأنتجت العديد من الأعمال الجيدة. هذا يتخذ شكل رأس المال بالنسبة إليك. قد لا يكون لديك أي رأس مال حتى الآن، لأنك لم تنتج أي أعمال. أو ربما تكون قد صورت فيلمين تعتقد أنهما ليسا سيئين، لكنك لا تجرؤ بعد على اعتبارهما رأس مالك. أنت تفتقر إلى الثقة فيهما؛ تشعر أنك لا تملك ما يكفي من الخبرة أو رأس المال حتى الآن، لذلك أنت حذر، ومتحفظ، ومستكين. أنت لا تجرؤ على الإساءة لأحد، فضلًا عن أن تكون مغرورًا ومختالًا. ومع ذلك، فأنت سعيد للغاية بنفسك ومعجب بنفسك في جميع الأوقات، وهذه هي الأشياء التي تعيش بها. أليست هذه هي المحنة المحزنة للبشرية الفاسدة؟

بعض الناس يتسمون بمظاهر خبيثة للغاية. إنهم كبار الحجم ومفتولي العضلات وأقوياء، ويتطلعون دائمًا إلى التنمر على الآخرين. في الكلام، هم مسيطرون ومستبدون للغاية؛ لا يخضعون لأي شخص، أيًّا كان. لذلك، يشعر الناس بالخوف قليلًا عند رؤيتهم، ويعاملوهم باحترام، محاولين نيل الحظوة لأنفسهم. هذا يجعلهم فخورين للغاية. يشعرون أن الحياة سهلة، ويعتقدون أن كل هذا ناتج عن قدرة لديهم؛ يعتقدون أنه لن يجرؤ أحد على التنمر عليهم، ويعيشون بهذه الطريقة. إذا كنت تريد أن تقف بثبات وسط الناس، عليك أن تعتمد على ذاتك، وأن تكون متمكنًا ذاتيًّا، وقويًّا وصلبًا؛ هذه هي عقيدتهم في الحياة. ولكي يقفوا بثبات بين الآخرين، دون أن يجرؤ أحد على التنمر عليهم أو التلاعب بهم، ولا يجرؤ أي شخص على خداعهم واستغلالهم، فإنهم يختزلون الأمور في عقيدة مثل هذه: "أحتاج أن أكون قويًّا وصارمًا إذا أردت أن أعيش بشكل جيد؛ كلما كنت أكثر شراسة، كان ذلك أفضل. بهذه الطريقة، لن يفكر أحد في أي مكان أن يتنمر عليَّ". لذلك، يعيشون بهذه الطريقة لبضع سنوات، وبالفعل، يتبيَّن أنه لا أحد يجرؤ على التنمر عليهم. لقد حققوا هدفهم أخيرًا. أيًّا كانت المجموعة التي ينتمون إليها، فإنهم يُظهِرون تعبيرًا جادًا، ووجهًا جامدًا، ويستخدمون جاذبيتهم، ويتذمرون بازدراء بارد. لا أحد يجرؤ على التحدث من حولهم؛ يبكي الأطفال لمجرد رؤيتهم. إنهم أبالسة وُلِدوا من جديد؛ هذا ما هم عليه! إنهم يعيشون بالقوة؛ أي شخصية هذه؟ إنها شخصية شريرة. أينما ذهبوا، فإن أول شيء يفعلونه هو تعلُم كيفية المناورة واستغلال الناس. يريدون السيطرة على الناس، أيضًا، وقهرهم. هم يفكرون في طرق لإعطاء أي شخص لا يحترمهم ما يستحق، ويبحثون عن فرص لمعاقبة أي شخص يتحدث إليهم بوقاحة بكلمات لاذعة. أليس من الشر العيش بهذه الأشياء؟ التعامل مع الأشياء بالقوة، كما يفعلون، له بعض التأثير: كثير من الناس يخشونهم، مما يمهد لهم الطريق. لكن هل يمكن لمثل هؤلاء الناس قبول الحق، بالنظر إلى أنهم يعيشون بتهور وبشخصية خبيثة؟ هل يمكنهم التوبة حقًا؟ سيكون هذا مستحيلًا، لأنهم ييتبنون فلسفات شيطانية ويتبنون استخدام القوة. إنهم لا يعيشون إلا بالفلسفات الشيطانية واستخدام القوة؛ فيجعلون الجميع يطيعونهم ويخشونهم، حتى يتمكنوا من التصرف بعشوائية وتهور، ويفعلون ما يحلو لهم. ما يقلقهم ليس أن تكون لهم سمعة سيئة، بل ألا تكون سمعتهم شريرة. هذا هو مبدأهم. وبمجرد أن يحققوا هدفهم على هذا النحو، يفكرون: "لقد تمكنت من الوقوف بثبات في بيت الله وبين هذه المجموعات. الجميع يخشونني؛ لن يجرؤ أحد على العبث معي. إنهم جميعًا يحترمونني". إنهم يعتقدون أنهم فازوا. فهل صحيح حقًا أن لا أحد يجرؤ على العبث معهم؟ إن عدم الجرأة على العبث معهم يُعد أمرًا خارجيًّا. فكيف ينظر الجميع – في أعماق قلوبهم – إلى هؤلاء الناس؟ لا شك في ذلك: لقد سئموا منهم، ويشعرون تجاههم بالاشمئزاز، والكراهية، والاتقاء، والاجتناب. هل كنتم لترغبوا في التعامل مع مثل هذا الشخص؟ (لا.) لِم لا؟ سوف يفكر دائمًا في طرق لتعذيبك. هل ستقدر على تحمله؟ في بعض الأحيان، بدلًا من تهديدك بالقوة، سيستخدم بعض الأساليب لإرباكك ثم تهديدك. بعض الناس لا يستطيعون تحمل التهديد، لذلك يتوسلون من أجل الرحمة ويستسلمون للشيطان. الأشرار يتكلمون ويتصرفون بأي وسيلة ضرورية. الخجولون والخائفون يستسلمون لهم، ثم يتبعوهم في القول والفِعل. إنهم شركاء الشخص الشرير، أليس كذلك؟ ماذا ستفعلون عندما ترون مثل هذا الشخص الشرير؟ أولًا، لا تخافوا. يجب أن تجدوا طريقة للتعامل معه وفضحه. يمكنك أيضًا التعاون مع الإخوة والأخوات الذين يؤمنون حقًا بالله للإبلاغ عنهم. لا جدوى من الخوف؛ فكلما زاد خوفك منه، زاد تنمره عليك وإزعاجه لك. إن التعاون للإبلاغ عن الشخص الشرير هو الطريقة الوحيدة لجعله خائفًا وخجلًا. إذا كنت خائفًا جدًا وتفتقر إلى الحكمة، فمن المؤكد أنك ستتعرض لوحشية هذا الشخص الشرير. ما أضعف إيمان الناس؛ يا له من أمر مثير للشفقة! في الواقع، حتى لو غامر شخص شرير بكل شيء، فماذا يمكنه أن يفعل بالناس؟ هل يجرؤ على التلويح بقبضته بشكل عرضي وضرب شخص ما حتى الموت؟ نحن في مجتمع قانون الآن. لن يجرؤ على ذلك. وعلاوة على ذلك، فإن الأشرار الشياطين هم أقلية صغيرة معزولة من الناس. إذا كان لدى المرء الجرأة للتنمر على الناس والتطاول على الكنيسة، فكل ما يتطلبه الأمر هو أن يتعاون شخصان أو ثلاثة للإبلاغ عنه وفضحه. هذا من شأنه إنهاء الأمر. أليس كذلك؟ إذا كان عدد قليل فقط من شعب الله المختار على عقل واحد وقلب واحد، فيمكنهم بسهولة تولي أمر شخص شرير. يجب أن تؤمن بأن الله بار، الله قدير، وأنه يمقت الأشرار، وسيؤازر شعبه المختار. ما دام المرء لديه إيمان، فلا ينبغي أن يخاف من شخص شرير؛ وبقليل من الحكمة والاستراتيجية، إذا استطاع أن يتعاون مع الآخرين، فإن الشخص الشرير سوف يستسلم بشكل طبيعي. أما إذا لم يكن لديك إيمان حقيقي بالله، وكنت تخشى الأشرار وتعتقد أن بإمكانهم أن يأخذوك بين براثنهم ويسيطروا على مصيرك، فقد انتهيت. لن يكون لديك شهادة، ولا شيء تقدمه، وستعيش حياة جبانة وبائسة. ما الذي يجب فِعله في مثل هذا الوضع؟ بعض الناس يعيشون دائمًا بمكرِهم التافه، ويفكرون: "أنا لا أعرف أين الله، ولست متأكدًا مما إذا كان الأعلى يعرف عن هذا الأمر. إذا أبلغت واكتشف الشخص الشرير ذلك، ألن يعذبني أكثر بسبب هذا؟" وكلما فكروا في الأمر، زاد خوفهم، وأرادوا الانحناء والاختباء أسفل الطاولة. هل يمكن لشخص يفعل ذلك أن يستمر في ممارسة الحق والتمسك بالمبادئ؟ (كلا.) إنهم أناس صغار جبناء، أليس كذلك؟ هذا هو حال أغلبكم. منذ زمن بعيد، كان ثمة شخص ضد المسيح وعذب بعض الناس. كان هؤلاء الناس جبناء بما يكفي ليسمحوا بتعريض أنفسهم للتعذيب. هل التعذيب شيء جيد أم سيئ؟ إنه شيء سيئ، من وجهة نظر الإنسان: إنه يعني أن تتعرض للظلم، وأن تتعرض للألم. لكن المرء يمكن أن يأخذ درسًا من ذلك ويستفيد منه، وهذا ليس بالشيء السيئ؛ إنه شيء جيد. ومع ذلك، ثمة بعض الأشخاص الذين يفتقرون إلى الحكمة وهم ضعاف الإرادة. عندما يقوم شخص ما بتعذيبهم والتنمر عليهم، فإنهم لا يقاومون، على الرغم من أنهم على حق. إنهم يعرفون أن هذا الشخص قائد كاذب، ضد المسيح، لكنهم لا يبلغون عنه، ولا يجرؤون على دحضه وفضحه. يا له من حثالة جبان! إذا أمكن تقييد شخص ما عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأمور، فهذا يدل على أنه ضئيل للغاية من حيث القامة ومثير للشفقة من حيث الإيمان: إنه لا يعرف الاتكال على الله، ولا يفكر في الحفاظ على عمل الكنيسة. إنه لا يفهم مقاصد الله. شعب الله المختار لديه الحق في اتخاذ موقف ضد الأشرار وأضداد المسيح. الله يستحسن القيام بذلك ويباركه. أليس من المثير للشفقة أنك لا تشن حربًا ضد الشيطان وتتغلب عليه؟ ذلك الشخص فاعل للشر بوضوح، وهو قوة سلبية؛ إنه شيطان، إبليس، إنه روح شريرة مُدنسة؛ ومع ذلك أنت تُعَذَب على يده. ولست وحدك في ذلك؛ بل ثمة كثيرون آخرون يُعذَبون أيضًا. أليس هذا جُبنًا؟ لماذا لا يمكنكم التكاتف لخوض معركة ضده؟ كم تفتقرون إلى الذكاء والحكمة. ابحثوا عن عدد قليل من الأشخاص المميزين الذين يفهمون الحق لتشريح سلوك هذا الشخص. افعلوا هذا، وسيتمكن معظم شعب الله المختار من رؤية الأشياء كما هي والثورة عليه. ألن تكون المشكلة عندئذ سهلة الحل؟ عندما تواجهون ثانية مثل هذا الشيء، هل ستقدرون على الثورة وخوض معركة مع ضد المسيح؟ (نعم.). أود أن أرى عدد أضداد المسيح الذين يمكنكم التعامل معهم وتولي أمرهم. هذه شهادة الغالبين. أنتم تقولون إنكم قادرون على ذلك الآن، لكن هل ستتمكنون من التمسك بالمبادئ عندما يحدث ذلك حقًا؟ قد تشعرون بالخوف مرة أخرى لدرجة أنكم ستختبئون تحت الطاولة. الشخص البائس المثير للشفقة الذي أصبحوا عليه، هؤلاء الأشخاص الذين لا يفهمون الحق عندما تصيبهم الأشياء؛ وإنه لمن المؤلم أن يرى المرء ذلك! إنه لأمر يرثى له! إنهم لا يجرؤون على قول أي شيء عندما يُعذَبون، والخوف يلازمهم بعد ذلك. إنهم يصابون بالهلع. يا لضألة قامة الشخص الذي لا يستطيع حتى معرفة شخص شرير عندما يراه. إنه لا يفهم أي حقائق على الإطلاق. أليس مثيرًا للشفقة؟ الأشرار يعيشون بالقوة؛ يعيشون بقمع الناس، والتنمر على الصالحين، والاستفادة على حساب الآخرين؛ يعيشون بطبيعتهم الخبيثة وشخصياتهم الشريرة، ويجعلون الآخرين يخشونهم، ويتملقونهم، ويمدحونهم. إنهم يعتقدون أنه شيء عظيم أن يعيشون بهذه الطريقة. أليسوا من كبار المجرمين؟ أليسوا قطاع طرق وأفراد عصابات؟ أنتم لستم أشرارًا، لكن هل تكون لديكم مثل هذه الحالات؟ ألا تعيشون أيضا بمثل هذه الأشياء؟ عندما يقترن بعضكم بشخص ما ويرى أنه أصغر سنًا، فإنكم تفكرون: "أنت لا تفهم أي شيء. يمكنني التنمر عليك، وأنت لا يمكنك أن تفعل شيئًا حيال ذلك. أنا أقوى منك وأقف على أرض أعلى؛ أنا أكبر منك سنًا، وقبضتي تضرب بقوة أكبر؛ لذا، يمكنني التنمر عليك". ما الذي تعيشون به؟ إنه العيش بالقوة؛ إنه العيش والتصرف بشخصية شريرة. عندما يرى هؤلاء شخصًا طيب السريرة، فإنهم يتنمرون عليه، وعندما يرون شخصًا ضخمًا، يختبئون. إنهم يفترسون الضعيف ويخشون القوي. بعض الأشرار يخشون العزلة عندما يرون أن الناس يتجنبونهم، لذلك يختارون عددًا قليلًا من الأبرياء الجبناء للتفاعل معهم وتكوين صداقات معهم. وهكذا يزيدون قوتهم، ثم يستخدمون هؤلاء الأبرياء الجبناء في تعذيب الصالحين، ومهاجمة الأشخاص الذين يسعون إلى الحق، وتعذيب كل من هو ساخط أو متمرد عليهم. من الواضح هنا أن الشرير لديه نية وهدف من وراء مصادقة عدد قليل من الأبرياء. باختصار، إذا كنت لا تستطيع قبول الحق أو التفكير فيما إذا كنت ترتكب الشر أو تفعل الخير في سلوكياتك وأفعالك، فبصرف النظر عما إذا كنت شخصًا صالحًا أو سيئًا، وبصرف النظر عن عدد السنوات التي آمنت فيها بالله، فلن تقدر على التوبة الحقيقية. ربما أنت لست شخصًا لديه شخصية شريرة؛ وإنما أنت تعيش بفلسفات شيطانية فحسب. ربما لم تفعل الشر، أو ربما قمت ببعض الأعمال الصالحة، لكنك لا تزال لا تعيش بالحق. أنت تعيش بأشياء لا علاقة لها بالحق. باختصار، ما دامت شخصيك شيطانية فاسدة، فأيًّا كان عدد السنوات التي آمنت فيها بالله، فربما تعيش بأشياء لا علاقة لها على الإطلاق بالحق. قد تكون هذه الأشياء ملموسة، أو قد تكون غير ملموسة؛ وقد تكون على علم بها، أو قد لا تكون على علم بها إطلاقًا؛ وقد تأتي هذه الأشياء من الخارج، أو تكون أشياء لها جذور عميقة وراسخة في شخصيتك؛ في كل الأحوال، لا شيء من هذه الأشياء هو الحق. إنها كلها تنشأ من البشرية الفاسدة نفسها؛ أو، على وجه التحديد، لها أصول في الشيطان. لذا، عندما يعيش الناس بهذه الأشياء الشيطانية، ما نوع الطريق الذي يسلكونه بالضبط؟ هل يتبعون طريق الله؟ كلا بالتأكيد. إذا كان شخص ما لا يمارس الحق في أفعاله وسلوكياته، إذن فهو في الحقيقة لا يؤدي واجب الكائن المخلوق. قد يؤدي واجبًا في الظاهر، لكن ثمة مسافة بين ذلك وبين معيار أداء الواجب، خاصة من حيث أنه ملوث بنواياه ومعاملاته. قد يؤدي واجبًا، لكنه غير مخلص أو يستند إلى المبادئ، ومن المؤكد أن قيامه بذلك لا يؤدي إلى نتائج عملية. هذا يثبت أنه في أدائه لواجبه كان في الواقع يفعل الكثير من الأشياء التي لا علاقة لها بالحق. لا شيء من هذه الأشياء يمس مبادئ الحق؛ إنها كلها أشياء تتم وفقًا لتصورات وتفضيلات هذا الشخص. كيف يمكن لأداء واجب بهذه الطريقة أن يلقى استحسان الله؟

لقد عقدنا الشركة حول هذه الحالات من جميع جوانبها. هل يمكنكم الآن تحديد بماذا تعيشون؟ سواء في أداء واجبكم أو في حياتكم اليومية، هل تعيشون بالحق في كثير من الأحيان؟ (كلا). إنني دائمًا ما أكشف لكم باطنكم في شركتنا، وأنتم تشعرون أنكم تعيشون حياة مشينة. لقد فقدتم ثقتكم بأنفسكم؛ لم تعودوا رائعين للغاية كما كنتم. ثمة كثير من الأشياء التي تشعرون بالحرج من التعبير عنها؛ لم يعُد في إمكانكم الشعور بأن لديكم ما يبرر أن تكونوا مباركين أو أن تصلوا إلى غاية صالحة في المستقبل. ما الذي يجب عمله حيال ذلك؟ هل هو شيء جيد أن أكشفكم كما كنتم؟ (نعم). ما الغرض إذن من أن أكشف لكم باطنكم؟ يجب أن يمتلك الناس معرفة واضحة بأنواع الحالات التي يعيشون فيها، بالحالات التي يعيشون فيها؛ يجب أن يمتلكوا معرفة واضحة بالطريق الذي يسلكونه، وبنمط معيشتهم، والسلوكيات غير الطبيعية التي لديهم، والأشياء غير اللائقة التي يفعلونها، وما إذا كان بإمكانهم كسب الحق والمجيء أمام الله، وبطريقة العيش التي يعيشون بها. هذه هي أهم الأشياء. قد تقول: "لدي ضمير مستريح بشأن كيفية عيشي. لم أشعر مطلقًا بالقلق أو التعاسة حيال ذلك، ولم أشعر مطلقًا بفراغ". لكن ما الذي ينتج عن ذلك؟ سخط الله. أنت لا تتبع طريق الله. الطريق الذي تسلكه ليس الطريق الحق للحياة البشرية، الطريق الذي يبينه لك الله؛ وبدلًا من ذلك، أنت على الطريق الذي وجدته بتصوراتك، بتفكيرك بالتمني. على الرغم من أنك كنت تنشط بسعادة وتسعى كثيرًا، ما النتيجة التي ستحققها في نهاية المطاف؟ ستكون نواياك ورغباتك والطريق الذي تسلكه هي ما يؤذيك ويؤدي بك إلى الهلاك؛ إيمانك بالله محكوم عليه بالفشل. وماذا يعني أن يفشل إيمان المرء بالله؟ (أنه لن يحقق أي نتيجة). أن ترى الأمر الآن، سيكون ذلك نتيجة لعدم اكتسابك الحق. لقد آمنت بالله لسنوات، لكن دون التركيز على اكتساب الحق، وبالتالي سيأتي اليوم، لسبب أو لآخر، تنكشف وتُستبعَد. وعندئذ، سيكون أوان الندم قد فات. تقول: "هذه طريقة معقولة للعيش بالنسبة لي! أشعر بالثقة في العيش بهذه الطريقة، وأنا ممتلئ وغني في قلبي". هل سيفيد ذلك إذن؟ سواء كانت كيفية سيرك على طريق الإيمان بالله صحيحة أم لا، وما إذا كانت كيفية عيشك صحيحة أم لا، وما إذا كانت الأشياء التي تعيش بها صحيحة أم لا، فإن كل ذلك يعتمد على النتائج. أي أنها تعتمد على ما إذا كنت تكتسب الحق في النهاية أم لا، وما إذا كانت لديك شهادة حق أم لا، وما إذا كانت شخصيتك الحياتية قد تغيرت أم لا، وما إذا كنت قد عشت حياة ذات قيمة أم لا. إذا كنت قد حققت كل هذه النتائج، فسوف تنال استحسان الله وثناء شعب الله المختار، ما يثبت أنك على الطريق الصحيح. وإذا لم تكن قد حققت هذه النتائج الإيجابية، وليس لديك أي شهادة اختبارية حقيقية ولا أي تغيير حقيقي في شخصيتك الحياتية، فهذا يثبت أنك لست على الطريق الصحيح. هل يسهل فهم الأمر بهذه الصياغة؟ باختصار، أيًّا كانت طريقة عيشك، ومهما كنت مستريحًا في الحياة، وأيًّا كان الاستحسان الذي قد تناله من الآخرين، فهذا ليس صلب الموضوع. تقول: "هناك الكثير الذي أستمتع به في الطريقة التي أعيش بها وأمارس بها. لديَّ شعور كبير بالرفاهية، والتكريم، وثمة ما يؤكد ذلك". ألا تخدع نفسك؟ لنفترض أن أحدهم سألك: "هل مارست أن تكون شخصًا صادقًا؟ ما الذي كان يُمثل تحديًا لك في هذه الممارسة؟ ما الظروف التي تجعل من الصعب عليك أن تكون شخصًا صادقًا؟ تحدث قليلًا عن ذلك، إذا كان لديك اختبار بهذا الصدد. هل لديك شهادة لمحبة الله؟ هل لديك اختبار لمحبة الله والخضوع له؟ هل لديك اختبار في تغيُر شخصيتك بعد قبولك للدينونة، والتوبيخ، والتهذيب؟ ما الأشياء المميزة التي اختبرتها على مسار النمو في حياتك، وأبقت حياتك تتغير باستمرار، وتقترب باستمرار من الهدف الذي حدده الله لك، ويطلب منك تحقيقه؟ إذا لم تكن لديك إجابات واضحة لهذه الأشياء، إذا كنت لا تعرف، فهذا يثبت أنك لست على الطريق الصحيح. هذا أمر واضح وضوح النهار.

كلمات الشركة أعلاه هي مجرد عبارات بسيطة. ثمة بعض النقاط الثانوية التي لا تتطلب شرحًا مفصلًا. يفعل الناس الأشياء بمثابرتهم، مثلًا، أو بطيبة قلوبهم، أو باستعدادهم للمعاناة، أو بمفاهيمهم وتصوراتهم، وما إلى ذلك؛ ولا أحد من هؤلاء يعيش بالحق. إنها كلها أمثلة على أشخاص يعيشون بتفكيرهم بالتمني، بشخصياتهم الفاسدة، بصلاحهم البشري، وفلسفات الشيطان. كل هذه الأشياء تأتي من دماغ الإنسان، وأبعد من ذلك، تأتي من الشيطان. العيش بهذه الأشياء لا يمكن أن يرضي الله. إنه لا يريدها، بصرف النظر عن مدى صلاحها، لأن هذه ليست ممارسة الحق. العيش بهذه الأشياء هو العيش بفلسفات الشيطان وشخصياته الفاسدة. هذه إساءة لله. إنها ليست شهادة حقيقية. إذا كنت ستقول: "أنا أعرف أن هذه التصرفات هي مجرد طيبة قلب، ولا تتفق مع مبادئ الحق؛ هذه ليست الطريقة التي يجب أن أمارس بها" بفهم حقيقي لذلك في قلبك، وشعور بأنه من الخطأ التصرف بهذه الطريقة، فعندئذ تكون لديك معرفة. منظورك سوف يتغير. هذه هي النتيجة التي يريدها الله. يجب أن تعرف أين تكمن تحريفاتك. غيّر منظورك، وتخل عن مفاهيمك، وافهم الحق ومقاصد الله. بمجرد أن تفعل ذلك، مارس بزيادة تدريجية في هذا الاتجاه، واتبع المسار الصحيح. هذا هو أملك الوحيد لتحقيق الهدف الذي أعطاك الله إياه. وإذا لم تمارس وتدخل المسار الذي يطلبه الله، ولكنك تقول: "هذا ما أفعله. ليس الأمر كما لو أنني كنت كسولًا: لقد كنت أؤدي واجبي. أنا متأكد من أنني كائن مخلوق، وقد اعترفت بخالقي"، فهل سيكون ذلك مفيدًا؟ كلا، لن يكون مفيدًا. أنت تقاوم الله، أنت عنيد! الآن هو الوقت المناسب لاختيار طريق في الحياة. الشيء المهم هو ما عليك القيام به لاتباع الطريق الذي يطلب منك الله أن تسلكه. أولًا، لا تعمل وفقًا للمفاهيم والتصورات البشرية؛ ثانيًا، لا تعمل وفقًا للتطلعات البشرية؛ ثالثًا، لا تعمل وفقًا للتفضيلات البشرية؛ ورابعًا، لا تعمل وفقًا للعاطفة البشرية. والأهم من كل ذلك، لا تعمل انطلاقًا من شخصية فاسدة. يجب ألا تضيع وقتًا في التخلص من هذه الأشياء. أيًّا كان رأس المال الذي تمتلكه، بالنسبة لله هي أشياء لا قيمة لها، خردة رخيصة، كلها، لا تقترب من الواقع. يجب أن تتخلص من هذه الأشياء، واحدة تلو الأخرى، وتتخلى عنها كلها، وستفهم أكثر فأكثر أنه فقط ما يُكتسب بالاعتماد على ممارسة الحق هو ما له قيمة ويتوافق مع معايير متطلبات الله للإنسان. كل ما يأتي من الإنسان لا قيمة له؛ عديم الفائدة في النهاية، أيًّا كان مقدار ما تتعلمه منه. كل شيء خردة رخيصة، قمامة؛ فقط الحق الذي يمنحه الله للإنسان هو الكنز والحياة. إن له قيمة أبدية. أنت تتمسك دائمًا بأشياءك الخاصة، وتفكر: "لقد استغرق الأمر مني سنوات من الدراسة الشاقة لأكتسب مهاراتي. بذل والداي هذه الجهود نيابة عني، وأنفقا الكثير من المال، ودفعا ثمنًا باهظًا، بالدم، والعرق، والدموع؛ كيف يمكنني تشريح ذلك وإدانته بهذه البساطة؟ هذه صفقة ضخمة، مسألة حياة أو موت! ما الذي سأعيش به بدون هذه الأشياء؟" يا لك من أحمق. إذا عشت بهذه الأشياء، فسوف تذهب إلى الجحيم. يجب أن تعيش بكلام الله. غيّر طريقة معيشتك؛ دع كلام الله يدخل، وتخلص من تلك الأشياء القديمة لديك. يجب أن تقوم بتشريحها ومعرفتها، بفتحها وإظهارها ليراها الجميع، حتى تتمكن المجموعة من اكتساب التمييز. دون أن تدرك الأمر، سوف تصل إلى كره تلك الأشياء، كره الأشياء التي أحببتها ذات يوم، كره الأشياء التي اعتمدت عليها ذات يوم للبقاء على قيد الحياة، وكره الأشياء التي اعتقدت ذات يوم أنها حياتك وأنها الأشياء التي كنت تعتز بها أكثر من غيرها. هذا هو الطريق لعزل هذه الأشياء وفصلها عن نفسك تمامًا، الطريق إلى الفهم الحقيقي للحق، والسير في طريق ممارسة الحق. بالطبع هذه عملية معقدة وصعبة، ومؤلمة أيضًا. لكنها عملية يجب على المرء أن يخضع لها. عدم الخضوع لها لن يجدي نفعًا. إن اختبار عمل الله يشبه العلاج من مرض: إذا كان لديك ورم، فإن الطريقة الوحيدة لعلاجه هي على طاولة العمليات. إذا لم تصعد على تلك الطاولة وتخضع للسكين الذي يقوم بتشريح الورم وإزالته، فإن مرضك لن يشفى، وحالتك لن تتحسن.

كثير من الناس يعتبرون الناس الصادقين حمقى، ويفكرون: "إنهم يتبعون كل ما يقوله الله. يقول إن عليك أن تكون شخصًا صادقًا، وهم يفعلون ذلك حقًا؛ يقولون الحقيقة، دون كلمة كذب واحدة. إنهم حمقى، أليس كذلك؟ يمكنك أن تكون شخصًا صادقًا، لكن فقط إذا لم يكبدك ذلك أي خسائر أو أضرار. لا يمكنك قول كل شيء فحسب! أن تكشف عن كل ما لديك؛ هذه حماقة، أليس كذلك؟" يعتقدون أن كونك شخصًا صادقًا هو حماقة. هل هذا صحيح؟ مثل هذا الشخص هو الأذكى على الإطلاق، لأنه يعتقد أن: "كل كلام الله هو الحق، وأن تكون شخصًا صادقًا هو الحق، لذا فمن أجل كسب استحسان الله، يجب أن يكون الناس صادقين. إذن، أيًّا كان ما يقوله الله، أفعله؛ أيًا كان بُعد المكان الذي يريدني أن أذهب إليه، فهذا هو المدى الذي سأذهب إليه. يطلب الله مني أن أخضع، لذا أخضع، وسأستمر في الخضوع إلى الأبد. لا يهمني إذا قال أحدهم إنني أحمق؛ استحسان الله يكفيني". أليس هذا الشخص أذكى من الجميع؟ لقد رأى بدقة ما هو مهم وما هو غير مهم. ثمة بعض الأشخاص لديهم أجندات خفية، ويفكرون: "الخضوع في كل شيء سيكون من الحماقة، أليس كذلك؟ القيام بذلك هو الافتقار إلى الاستقلال، أليس كذلك؟ هل يمتلك المرء كرامة إذا لم يكن يمتلك حتى نفسه؟ لا بد أن لدينا إذن خاص للحفاظ على القليل من الكرامة لأنفسنا، أليس كذلك؟ لا يمكننا الخضوع بالكامل، أليس كذلك؟". وهكذا فإنهم يمارسون الخضوع بطريقة منقوصة إلى حد كبير. هل يمكن أن يرتقي ذلك إلى معايير ممارسة الحق؟ لا؛ إنه أقل من ذلك بكثير! إذا كنت لا تمارس الحق وفقًا للمبادئ، وبدلًا من ذلك تختار دائمًا طرقًا للحلول الوسط لا تميل إلى الحق ولا إلى الشيطان، لكنها تحافظ على الطريق الأوسط، فهل تمارس الحق إذن؟ هذه هي فلسفة الشيطان، أكثر شيء يكرهه الله. الله يكره موقف الإنسان هذا من الحق؛ إنه يكره أن يشكك الناس دائمًا في الحق وفي كلامه، أنهم لا يثقون دائمًا في كلامه، أو يتبنون دائمًا موقفًا تمييزيًّا، وازدرائيًّا، ووقحًا. ما أن يتخذ الإنسان هذا الموقف تجاه الله؛ يشك فيه، ولا يثق به، ويساءله، ويحلله، ويسيء فهمه، ويدرسه دائمًا، ويحاول أن يزنه بعقله، فإن الله عندئذ سيكون مختفيًا عنه. هل يظل بإمكانك اكتساب الحق، بعد أن يختفي الله عنك؟ تقول "يمكنني! إنني أقرأ كلام الله كل يوم، وأكون في التجمعات طوال الوقت، وأستمع إلى المواعظ كل أسبوع، وأتأمل فيها وأدون الملاحظات يوميًّا بعد ذلك. أنشد التراتيل وأصلي أيضًا. أعتقد أن الرُوُح القدس يعمل فيِّ". هل سيفلح ذلك؟ هذه الطرق للإيمان بالله لا بأس بها، لكنها ليست هي المهمة؛ الأمر المهم هو أن تكون النوع المناسب من الأشخاص، وأن يكون قلبك سليمًا؛ عندئذ فقط لن يخفي الله وجهه عنك. وحين لا يخفي الله وجهه عنك، وإنما ينيرك ويرشدك في جميع الأوقات، ويجعلك تفهم مقاصده وتفهم الحق في كل شيء، بحيث تكتسب الحق في نهاية المطاف، ستكون مباركًا بقدر عظيم. لكن إذا لم يكن قلبك سليمًا، وكنت دائمًا تشك في الله، وتتبنى موقفًا دفاعيًّا ضده، وتضعه في اختبار، وتسيء فهمه ببراعتك وآرائك التافهة، أو بفلسفات التعلم الشيطانية الخاصة بك، فأنت في ورطة. بعض الناس يتجاوزون الدفاع، والاختبار، والشك، وسوء فهم الله، إلى مقاومته والتنافس معه. لقد أصبحوا شياطين؛ إنهم في ورطة أسوأ. أنت لن تفهم الحق فقط من خلال فهم المعنى الحرفي لكلامه وتعاليمه البسيطة. إن فهم الحق ليس بالأمر البسيط. يعمل معظم الناس في ظل سوء الفهم هذا، ولا يغيرون رأيهم حتى بعد تأكيد الحق لهم مرارًا وتكرارًا. يفكرون: "كل يوم، أقرأ كلام الله وأستمع إلى العظات والشركة، وأؤدي واجبي عامًا بعد عام. أنا مثل بذرة في حقل؛ حتى لو لم تسقها أو تسمدها، فسوف تنمو ببطء من تلقاء نفسها مع المطر، وتؤتي ثمارها في الخريف". لا تسير الأمور على هذا النحو. إن المكون التعاوني للشخص، وطريقة تعاونه، وقلبه، وموقفه تجاه الحق وتجاه الله، هي الأمور المهمة. هذه هي الأمور ذات الأهمية الحيوية. ألا تتعلق هذه الأشياء أيضًا بما يعيش به المرء؟ (بلى). إذا كنت تعيش دائمًا وفقًا للتفضيلات البشرية والفلسفات الشيطانية، وتحمي نفسك دائمًا من الله، ولا تأخذ كلامه على أنه الحق، فإن الله لن يبالي بك بعد الآن. وما الذي ستتمكن من كسبه عندئذ، عندما لا يبالي الله بك؟ إذا تجاهلك الخالق، فأنت لا تعود كائنًا مخلوقًا له. إذا نظر إليك على أنك إبليس، على أنك شيطان، فهل ستظل قادرًا على المجيء أمام الله بعد ذلك؟ هل ستظل موضعًا لخلاصه؟ هل سيظل لديك أمل في نيل الخلاص؟ سيكون ذلك مستحيلًا. لذلك، لا يهم كيف تبدو حياتك المنزلية، أو مستوى القدرات التي تمتلكها، أو مدى عظمة مواهبك، ولا يهم العمل الذي تقوم به في الكنيسة، أو الواجب الذي تؤديه، أو ما هو دورك. لا يهم نوع الذنوب التي ارتكبتها في الماضي، أو نوع حالتك حاليًا، أو درجة نموك في الحياة، أو مدى عظمة قامتك. لا شيء من هذا هو الأكثر أهمية. الأمر الأكثر أهمية هو علاقتك مع الله، ما إذا كنت تشك فيه باستمرار وتسيء فهمه، أو تقوم دائمًا بدراسات عنه، وما إذا كان قلبك سليمًا. هذه الأمور هي المهمة. كيف يمكن للناس أن يعرفوا هذه الأشياء المهمة؟ للقيام بذلك، عليهم دائما فحص أنفسهم، لا أن يهيموا في حيرة وارتباك كما يفعل غير المؤمنين، حيث يشاهدون مقاطع الفيديو العلمانية، ويلعبون، ويعبثون عندما لا يوجد لديهم ما يفعلونه. كيف سيقوم شخص ما بأداء واجب إذا كان قلبه لا يستطيع أن يأتي أمام الله؟ إذا لم تبذل جهدًا لكي تأتي أمام الله، فإنه لن يجبرك على ذلك، لأن الله لا يجبر الناس على فعل الأشياء. الله يُعبر عن الحق حتى يفهمه الناس ويقبلونه. فإذا لم يرجع الناس أمام الله، فكيف سيقبلون الحق؟ إذا كان الناس سلبيين دائمًا، وإذا كانوا لا يبحثون عن الله أو يحتاجون إليه في قلوبهم، فكيف سيعمل الرُوح القُدُس فيهم؟ لذا، بما أنك تؤمن بالله، أليس من الأهمية بمكان أن تطلبه بشكل استباقي وأن تتعاون معه؟ هذه هي وظيفتك! إذا كان الإيمان بالله مجرد نشاط جانبي بالنسبة إليك، مجرد هواية خارج المنهج الدراسي، فأنت في ورطة! ثمة أناس يظلون مؤمنين حتى الآن واستمعوا إلى الكثير من العظات، لكنهم مع ذلك لا يزالون يعتقدون أن الإيمان بالله هو الإيمان بالدين، وأنه هواية يمارسونها في وقت فراغهم. يا لها من نظرة استخفاف إلى الإيمان بالله! إلى الآن، في هذه المرحلة، لا يزالون يحملون وجهة النظر هذه. في إيمانهم بالله، لم يفشلوا فقط في إقامة علاقة طبيعية معه؛ بل ليس لديهم علاقة معه على الإطلاق. إذا كان الله لا يعترف بك كتابع له، فهل لا يزال لديك أمل في نيل الخلاص؟ كلا، ليس لديك أمل. لهذا السبب من المهم إقامة علاقة طبيعية مع الله! على أي أساس، إذن، تتأسس هذه العلاقة الطبيعية؟ على أساس تعاون الناس. إذن، ما نوع الموقف أو وجهة النظر التي يجب أن يتبناها الناس؟ ماذا يجب أن تكون حالتهم؟ ما نوع الإرادة التي يجب أن تكون لديهم؟ كيف تعامل الحق في قلبك؟ بالشك؟ بالدراسة؟ بعدم الثقة؟ بالرفض؟ هل تكون سليم القلب إذا كانت لديك هذه الأشياء؟ (لا). إذا كنت تريد أن تكون سليم القلب، فما نوع الموقف الذي يجب أن تتبناه؟ يجب أن يكون لديك قلبًا خاضعًا. أيًّا كان ما يقوله الله، وأيًّا كان ما يطلبه، يجب أن تكون عازمًا على الخضوع له، دون شك ودون مبررات. هذا هو الموقف الصحيح. يجب أن تؤمن، وتقبل، وتخضع دون تقديم أي تنازلات. هل عدم تقديم امتيازات أمر يمكن تحقيقه على الفور؟ كلا؛ لكن عليك أن تحاول الدخول فيه. تصور لو قال لك الله: "أنت مريض"، وقلت: "كلا، أنا لست مريضًا". هذه لن تكون مشكلة؛ ربما أنت لا تصدق ذلك. لكن عندئذ يقول الله: "أنت مريض جدًا. تناول بعض الأدوية"، وأنت تقول: "أنا لست مريضًا، لكن قد أتناول بعض الأدوية أيضًا، كما تقول. لن يضر ذلك، في كلتا الحالتين، وإذا كنت مريضًا، فقد يكون ذلك هو الأفضل. سأتناول بعض الأدوية". تتناول الأدوية، وتشعر أنك مختلف جسديًّا عما كنت عليه؛ تستمر في تناولها بالجرعة المحددة، وبعد فترة تشعر أنك تتحسن جسديًّا. عندئذ تؤمن أن المرض الذي تحدث عنه الله كان حقيقيًّا بالفعل. وما النتيجة التي يسفر عنها هذا النوع من الممارسة؟ أنت شفيت من مرضك، لأنك آمنت وخضعت لكلام الله. على الرغم من أنك في البداية لم تتناول الكثير من الدواء كما أخبرك الله، لكن بدلًا من ذلك قدمت تنازلًا بسيطًا لنفسك، وكان لديك القليل من عدم الثقة، وكنت متذمرًا ومترددًا بعض الشيء، فقد انتهى بك الأمر إلى تناول الدواء كما أخبرك الله في النهاية، وشعرت بفوائده بعد ذلك. لذلك، واصلت تنال الدواء، وكلما تناولت أكثر، زاد إيمانك، وأصبحت تشعر بشكل متزايد أن كلام الله كان صحيحًا وأنك كنت مخطئًا، وأنك يجب ألا تشك في كلامه. وفي النهاية، عندما تناولت كل الأدوية التي طلب منك الله تناولها، استعدت صحتك. عند هذه النقطة، ألن يزداد صدق إيمانك بالله أكثر من أي وقت مضى؟ ستعرف أن كلام الله صحيح، وأن عليك الخضوع لله دون تنازل وممارسة كلامه دون تنازل. ما الهدف من هذا المثال؟ إن مرضك يمثل شخصية الإنسان الفاسدة، وتناول الدواء يُمثل قبول دينونة الله وتوبيخه. والرسالة الرئيسية للمثال هي أنه إذا استطاع الناس قبول دينونة الله وتوبيخه، فإن فسادهم يمكن تطهيره، ويمكنهم نيل الخلاص. هذا ما يتحقق باختبار عمل الله. هل أنتم خائفون من الفشل؟ قد تقول: "يجب أن أهدف إلى الكمال. قال الله إن عليّ أن أخضع بشكل مطلق، دون تنازل. لذلك، يجب أن أحقق الخضوع المطلق لكلامه في أول مرة أمارسه فيها. إذا لم أتمكن من تحقيق ذلك هذه المرة، فسأنتظر الفرصة التالية، وببساطة لن أمارس الخضوع هذه المرة". هل هذه طريقة جيدة؟ (لا). من منظور الله، توجد عملية لممارسة الناس للحق. إنه يمنح الناس فرصًا. عندما يكون لدى شخص ما حالة فاسدة، سوف يكشفها الله ويقول: "لقد قدمت تنازلات، أنت غير خاضع، أنت متمرد". إذن، ما هدف الله من كشفه؟ الهدف هو أن يجعلك تقدم تنازلات أقل من أي وقت مضى، وتمارس الخضوع أكثر فأكثر، وأن تجعل استيعابك أكثر نقاء وأقرب إلى الحق، حتى تتمكن من الخضوع حقًا لله. هل عاقبك الله بينما كان يكشفك؟ عندما يهذبك الله ويضعك في تجارب، فإنه يؤدبك ويوبخك فحسب. أنت مكشوف بعض الشيء، وموبخ قليلًا، وتشعر ببعض الألم؛ لكن هل أخذ الله حياتك منك؟ (لا). لم يأخذ حياتك، ولم يسلمك للشيطان. في ذلك، يمكن رؤية مقصده. وما هو مقصده؟ سوف يخلصك. في بعض الأحيان، بعد قليل من المشقة، يزداد تردد الناس ويفكرون: "الله لا يحبني. لا أمل لي". أنت في ورطة إذا كنت دائمًا تسيء فهم الله هكذا. إنه تأخير في نموك في الحياة. لذا، أيًّا كان الوقت، سواء كنت ضعيفًا أو قويًّا، سواء كانت حالتك جيدة أو سيئة، أيًّا كان مدى نموك في الحياة، ما من حاجة للقلق بشأن هذه الأشياء الآن. اهتم فقط بممارسة الكلمات التي قالها الله، حتى لو كنت تحاول فقط ممارستها. هذا جيد أيضًا. حاول جاهدًا أن تتعاون، وافعل ما يمكنك القيام به. ادخل الحالة التي تحدث عنها كلام الله. انظر كيف تشعر عندما تمارس الحقائق التي عبر عنها الله، وما إذا كنت قد استفدت منها، وما إذا كان لديك دخول إلى الحياة. يجب أن تتعلم السعي إلى الحق. لا يفهم الناس عملية النمو في الحياة. إنهم يأملون دائمًا في بناء روما في يوم واحد، ويفكرون: "إذا لم أتمكن من تحقيق الخضوع الكامل، فلن أخضع ببساطة. سأخضع فقط عندما أتمكن من القيام بذلك بالكامل. لن أكون وقحًا حيال ذلك. هذا يدل على مقدار الإصرار الذي أمتلكه، مقدار الشخصية والكرامة!" أي نوع من "الإصرار" هذا؟ إنه تمرد وعناد!

فكروا جيدًا في الشركة التي عقدناها للتو. لقد انتهينا في شركتنا من أربعة عناوين فرعية بشأن السؤال: "ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش؟" يعتمدون على مواهبهم للعيش؛ على معرفتهم، على قلوبهم الطفولية الشفافة، وعلى فلسفات الشيطان. هل تفهمون ما سمعتموه عن هذه الحالات الأربع؟ هل يمكنكم رؤية ما يوجد منها فيكم؟ هل أنتم قادرون على استيعاب ذلك؟ هل عقدنا شركة حول هذه الأشياء من قبل؟ قد يكون لديكم إلمام ببعض الحالات وتعرفون القليل عنها، لكن ليس بطريقة تتعلق بممارسة الحق أو بموضوع شركتنا اليوم. اليوم، عقدنا شركة حول هذه الحالات من موضوع وزاوية "ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش؟" هذا أقرب قليلًا إلى ممارسة الحق والعيش به. لديَّ سؤال آخر. عليكم تدوين ذلك. السؤال هو: ما الأشياء التي تحبها أكثر؟ ما موقف الله تجاه تلك الأشياء التي تحبها أكثر؟ سنأخذ وقتنا في عقد شركتنا حول هذا السؤال في المستقبل. اليوم، كنا نكشف بشكل أساسي عن العديد من الحالات السلبية التي تأتي من الأشياء التي يعيش بها الناس. لم نعقد شركة حول كيفية ممارسة الحق في إشارة محددة إلى تلك الحالات السلبية. على الرغم من عدم عقد شركة حول ذلك، هل تعرفون أين توجد الأخطاء في هذه الحالات؟ من أين تنبع المشاكل؟ ما الشخصيات التي تُعتبر جزءًا منها؟ كيف يجب ممارسة الحق؟ عندما تظهر مثل هذه الأشياء، عندما يكون لديك مثل هذه الحالات ومثل هذه الأساليب، هل تعرف كيف يجب أن تستخدم الحق لاستئصالها؟ ما الحقائق التي يجب أن تمارسها؟ الشيء المهم والأولي الذي يجب عليك فعله الآن هو البدء في إدراك هذه الحالات وتشريح نفسك. عندما تعيش في هذه الحالات، يجب أن تعرف على الأقل في قلبك أنها خاطئة. وعكس هذه الحالات هو الخطوة التالية بعد معرفة أنها خاطئة. إذا كنت لا تعرف ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة، ولا أين توجد أخطائها، فكيف يمكنك عكسها؟ لذا، تتمثل الخطوة الأولى في أن تكون قادرًا على تمييز ما إذا كانت هذه الحالات صحيحة أم خاطئة. فقط بعد ذلك يمكنك معرفة كيف يجب ممارسة الخطوة التالية. لقد عقدنا شركة فقط حول قضية عدد قليل من الحالات الفاسدة المختلفة في الإنسان اليوم، وكان هناك الكثير لنقوله. لذا، بالنسبة للمواصفات المتعلقة بكيف، بالضبط، يمكنكم العيش بالحق، امنحوا القضية مزيدًا من التفكير بأنفسكم. يجب أن تكونوا قادرين على تحقيق نتائج.

5 سبتمبر 2017

السابق: معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية

التالي: لا يمكن أن يتحقق تغيير في الشخصية إلا من خلال ممارسة الحق والخضوع لله

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب