كيفية السعي إلى الحق (14) الجزء الرابع

فيما يتعلق بتكييف العائلة، بخلاف الأفكار ووجهات النظر التي ذكرناها، هل هناك أي شيء آخر؟ يُرجى التلخيص. ثمة العديد من الأشياء التي تأتي من العائلة، وفي الصين، يُطلِق الناس على هذا اسم "ثقافة طاولة الطعام". على سبيل المثال، على طاولة الطعام، قد يقول طفل: "مراقبة الفصل لدينا، تلك الفتاة ذات الخطوط الثلاثة على كمها، تتحقق دائمًا من واجبي المنزلي وتقول إنني لم أنته منه، على الرغم من أنني أكون قد انتهيت منه. إنها دائمًا ما تنتقدني". وقد يجيب الوالدان: "أنت صبي، وهي فتاة. لماذا تبالي بها؟ ركز على دراستك واجعل أمك تفتخر بك. عندما تصبح مراقب الفصل، يمكنك التحقق من واجباتها المدرسية، وهذا من شأنه تسوية الأمور، أليس كذلك؟". عند سماع هذا، قد يفكر الطفل: "هذا منطقي. أنا صبي، وحتى لو كانت مراقبة الفصل، فهي لا تزال فتاة. لا ينبغي أن أبالي بها. إذا بدأت في إزعاجي مرة أخرى، فسوف أتجاهلها وستكون هذه هي نهاية الأمر. وكلما زادت في إزعاجي سأستذكر أكثر. سأتفوق عليها، وفي الفصل الدراسي المقبل، سأصبح مراقب الفصل وسأكون مسؤولًا عنها. هذا من شأنه أن يسوي الأمور بيننا". هذا مثال على ثقافة طاولة الطعام. إذا بدأ الصبي في البكاء على طاولة الطعام، فقد يقول الوالدان: "احبس دموعك! لماذا تبكي؟ أنت عديم النفع!". هل البكاء يعني أنك عديم النفع؟ هل هذا يعني أن الأشخاص الذين لا يبكون واعدون؟ هل كل صبي لم يبك قط هو صبي واعد؟ ألق نظرة على هؤلاء الأشخاص الصاعدين؛ هل بكوا أم لم يبكوا ويذرفوا الدموع عندما كانوا صغارًا؟ هل كانت لديهم عواطف؟ هل اختبروا الفرح، والغضب، والحزن، والسعادة؟ لقد اختبروا كل هذه المشاعر. بغض النظر عما إذا كان شخص ما شخصية بارزة أو شخصًا عاديًا، فإن كل شخص لديه جانب من الضعف البشري أو الغريزة البشرية. وبسبب تعليم الوالدين والخلفية الاجتماعية، غالبًا ما ينظر الناس إلى هذا الجانب باعتباره جانب ضعف، أو جبن، أو عدم كفاءة، أو عرضة للتنمر بسهولة. إنهم لا يجرؤون أبدًا على الكشف عنه علانية؛ وبدلًا من ذلك، يعبرون عنه سرًا في ركن منعزل. عندما تواجه بعض الشخصيات البارزة أصعب الأوقات في حياتهم المهنية، دون أن يكون هناك من يساعدهم أو يدعمهم، قد ينتظرون حتى ينسحب جميع الجنود، أو المرؤوسين، أو الخدم من حولهم. ومن ثم ينفسون عن مشاعرهم بالعواء مثل الذئاب في حالة من الاضطراب الشديد. وبعد الصراخ، يفكرون في الأمر: "هل سمع أحد ذلك؟ هل أطلقت العنان أكثر من اللازم؟ من الأفضل أن أخفض صوتي قليلًا!". لكن خفض الصوت لا يبدو كافيًا، لذلك يغطون أفواههم بمنشفة ويستمرون في العواء مثل الذئاب. تتطلب الإنسانية الطبيعية إطلاق العنان لمشاعر مختلفة والتعبير عنها. ولكن في ظل الضغوط الهائلة لهذا المجتمع وقمع مختلف الآراء العامة، لا يجرؤ أحد على التعبير عن مشاعره بشكل طبيعي؛ لأنه – بدءًا من تعليم العائلة وتكييفها – تم غرس معتقدات خاطئة معينة في كل فرد مثل: "يجب أن يكون الرجل معتمدًا على نفسه"، "يجب أن يكون المرء قويًا لتشكيل الحديد"، "لا داعي للقلق بشأن الشائعات إذا كان المرء مستقيمًا"، و"إذا كان ضميرك مستريح، فلا تخشى أن تطرق الأشباح بابك". وهناك أيضًا: "الشخص الوديع يتعرض للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع"، والتي تنقل رسالة مفادها أنه يجب على المرء تجنب أن يكون لقمة سائغة، ولكن يجب أن يتنمر على الآخرين بدلًا من ذلك. ماذا تعني كلمة "وديع" في سياق "الشخص الوديع يتعرض للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع"؟ إنها تعني شخصًا بريئًا، وبسيطًا، ومخلصًا، ولطيفًا، ومستقيمًا. أي أنها تشير إلى أنه يجب عليك تجنب أن تكون هذا النوع من الأشخاص، لأن هؤلاء الأشخاص هم لقمة سائغة. ما الذي يجب أن تكونه بدلًا من ذلك إذن؟ يجب أن تكون شخصًا تافهًا، مارقًا، وغدًا، خبيثًا، شريرًا، ومجرمًا؛ وعندئذ لن يجرؤ أحد على أن يعبث معك. أينما ذهبت، إذا لم يفلح العقل والمنطق، يجب أن تتصرف مثل وغد، وأن تكون قادرًا على إثارة جلبة، والدخول في نوبات غضب، وأن تكون غير عقلاني، وتخلق الفوضى. يزدهر الناس الذين يتصرفون بهذه الطريقة. في أي مكان عمل أو فئة اجتماعية، يخشى معظم الناس مثل هؤلاء الأفراد، ولا يجرؤ أحد على استفزازهم. إنهم مثل براز كلب نتن الرائحة أو مثل حشرات مزعجة، وبمجرد أن يصلوا إليك، يكون من الصعب التخلص منهم. يجب أن تصبح مثل هذا النوع من الأشخاص. لا تدع الناس يعتقدون أنك هدف سهل أو يمكن استفزازك بسهولة. يجب أن يكون هناك أشواك في جميع أنحاء جسمك. إذا لم يكن جسمك محاطًا بالأشواك، فلن تتمكن من ترسيخ مكانة لنفسك في هذا المجتمع. سيكون هناك دائمًا من يتنمر عليك. يلعب التعليم العائلي دور الدليل لمسار حياتك، بالإضافة إلى كونه تعليمًا محددًا يغرس المبادئ بشأن كيفية سلوكك. أي أن الآباء يستخدمون هذه الأفكار والأقوال لتعليمك كيفية السلوك، والتصرف، والتعامل مع الأشياء. أي نوع من الأشخاص يخبرونك أن تكونه؟ قد يقول بعض الآباء أشياء تبدو جيدة ظاهريًا، مثل: "لا يحتاج ولدي إلى الصعود إلى الصدارة أو أن يصبح مشهورًا؛ يكفيه أن يكون شخصًا صالحًا". إلا أنهم يقولون لأبنائهم أيضًا عبارات من قبيل: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"، "الشخص الوديع يتعرض للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع" و "يجب أن يكون الرجل معتمدًا على نفسه". لذا، بعد الكثير من الحديث، هل يخبرون أطفالهم أن يكونوا أشخاصًا صالحين أم شيئًا آخر؟ (إنهم يشجعونهم على أن يكونوا شرسين، أو قادرين على حماية أنفسهم على أقل تقدير). أخبرني، هل معظم الآباء على استعداد لرؤية أطفالهم يتنمرون على الآخرين، أم يفضلون رؤيتهم مستقيمين تمامًا ويسيرون في الطريق الصحيح، ولكن يتعرضون للتنمر في كثير من الأحيان ويتعرضون لبعض الإقصاء؟ أي نوع من الأشخاص يجب أن يصبح الطفل ليجعل والديه الأسعد، والأكثر فخرًا، ويجعل وجهيهما يتألقان؟ (يشعر الآباء بالفخر عندما يكون أطفالهم قادرين على التنمر على الآخرين، لكنهم يعتبرون أنه من المخزي أن يتعرض أطفالهم في كثير من الأحيان لسوء المعاملة أثناء السير في الطريق الصحيح). إذا كنت تسير في الطريق الصحيح ولكنك تتعرض لسوء المعاملة بشكل متكرر، سيشعر والداك بالحزن، والأسى، ووجع القلب ولن يكونا على استعداد للسماح بحدوث ذلك. ما أصل هذا الأمر؟ بغض النظر عن الأسباب، فإن كل فكرة ووجهة نظر يعلمها الآباء لأطفالهم حول كيفية سلوكهم وتصرفهم غير صحيحة وتتعارض مع الحق. باختصار، هذه الأفكار ووجهات النظر التي يغرسها الآباء فيك لن تقودك أبدًا إلى حضرة الله، ولن تقودك إلى طريق السعي إلى الحق. بالطبع، لن ينال الناس الخلاص أبدًا باتباع توجيهات هذه الأفكار ووجهات النظر. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لذا، أيًا كانت مقاصد والديك أو دوافعهما، وأيًا كان تأثيرهما عليك، إذا كان ما تعيشه يتعارض مع الحق، ويخالف الحق، ويمنعك من الخضوع لله والحق، فيجب عليك التخلي عنه.

فيما يتعلق بالأفكار المتعددة المستمدة من تكييف العائلة التي شكلت جلسات الشركة القليلة الماضية التي عقدناها، على الرغم من أن هذه الأفكار تُستخدم على نطاق واسع ويُروج لها بين الناس، بغض النظر عن مدى قبولها على نطاق واسع أو عدد الأشخاص الذين يعتنقونها، وبغض النظر عن عدد من يعتمدون عليها من الناس، فبالنظر إلى الضرر الذي تسببه هذه الأفكار ووجهات النظر للأفراد، فمن الضروري أن يتخلى الناس عنها. يجب عليهم إعادة فحص الأمور المختلفة التي تتوافق مع هذه الأفكار ووجهات النظر أو مواجهتها، والبحث عن الطرق الصحيحة للممارسة ومبادئ الحق في كلام الله، والدخول في وقائع الحق بافتراض التخلي عن هذا التكييف الفكري، وبالتالي ربح الرجاء في الخلاص. من خلال جلسات الشركة هذه حول الأفكار ووجهات النظر والأقوال المحددة المختلفة التي كيفتك عليها العائلة، أتساءل إلى أي مدى تعرفتم على الأفكار ووجهات النظر المختلفة الموجودة في أعماق أرواحكم. باختصار، أيًا يكن الأمر، يجب أن تكون جلسات الشركة هذه بمثابة دعوة للاستيقاظ، حيث تزود الناس بفهم جديد لمفهوم العائلة، بالإضافة إلى فهم وإدراك جديد تمامًا لتكييف أقارب العائلة، وأفكار العائلة، وثقافة العائلة، مما يمنحهم نهجًا جديدًا تمامًا، إضافة إلى القدرة على تبني المنظور والموقف الصحيحين حول كيفية تعاملهم مع عائلاتهم. مهما كانت الطريقة الظاهرية التي تتعامل بها مع عائلتك، باختصار، فيما يتعلق بالأفكار ووجهات النظر الخاطئة حول كيفية رؤية الأشخاص والأشياء، وكيفية السلوك، وكيفية التصرف، والتي أثرت بها عائلتك عليك، يجب عليك تمييز كل واحدة منها، ثم التخلي عن هذه الأفكار واحدة تلو الأخرى، من أجل اعتناق وجهات النظر والأساليب التي يعلمها الله للناس بفهم خالص، وقبول مختلف وجهات النظر والأساليب الصحيحة التي يعطيها الله للناس حول كيفية رؤية الناس والأشياء، وكيفية السلوك، وكيفية التصرف. هذا ما يجب أن يفعله الأفراد الذين يسعون بصدق إلى الحق.

إحدى الأفكار ووجهات النظر المهمة التي غرستها العائلات في الناس هي أنه يجب أن يكونوا شرسين وأن يستخدموا وسائل مختلفة لحماية أنفسهم. بالنظر إلى كيفية حماية الناس لمصالحهم، وأجسادهم، وسلامتهم الشخصية، بعد استنباط وسائل وأساليب التعامل مع العالم من تكييف الأفكار ووجهات النظر المختلفة، ما هو الغرض الأساسي من غرس العائلات لهذه الأفكار؟ هو حماية الأفراد من التعرض للتنمر. الآن، دعونا نفحص جوهر التعرض للتنمر. هل من الجيد أن تتعرض للتنمر؟ هل يمكن تجنبه؟ هل يوجد أي شخص لم يتعرض للتنمر من قبل؟ ماذا يعني التعرض للتنمر؟ بخلاف تمني الآباء أن يتمكن أطفالهم من الاندماج في المجتمع وإثبات أنفسهم بشكل طبيعي، يراودهم خوف دائم أيضًا من تعرض أطفالهم للتنمر. لذلك، غالبا ما يشارك والداك بعض الحيل والوسائل معك للتعامل مع العالم باستخدام هذه الأساليب لحمايتك وتجنيبك التعرض للتنمر. نظرًا لأن والديك لا يستطيعان مرافقتك أو حمايتك طوال الوقت، عندما تنشر جناحيك وتضطر إلى التحليق بمفردك، فإنهما يسلحانك بأفكار ووجهات نظر معينة لضمان عدم تعرضك للتنمر. هل هذه الأفكار ووجهات النظر صحيحة؟ هل تخشون التعرض للتنمر؟ هل لديكم هذه الفكرة ووجهة النظر: "عندما أصل إلى المجتمع والفئات الاجتماعية، وخاصة عندما أتفاعل مع غير المؤمنين، أخشى أن أتعرض للتنمر؛ هذا هو أكثر ما يقلقني. إذا واجهت شخصًا مساويًا لي تقريبًا، فلا يزال بإمكاني الدفاع عن نفسي، لكن إذا واجهت شخصًا أكثر شراسة مني، فلن أجرؤ على المقاومة. سأتقبل فحسب أي تنمر أتعرض له. لا أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك. لديهم مؤيدون وأشخاص وراء الكواليس، وسأضطر إلى تحمل ذلك". هل هذه هي الفكرة ووجهة النظر السائدة لدى معظم الناس؟ (اعتدت أن يكون لدي وجهات النظر هذه، وبعد أن آمنت بالله، بدأت في التعايش بانسجام مع إخوتي وأخواتي. عند التفاعل مع غير المؤمنين، حتى لو واجهت التنمر والاضطهاد، أعلم أن الله يسمح بذلك، وهناك درس يجب عليَّ تعلمه. لذا، أنا أقل خوفًا وتعلمت بدلًا من ذلك الاتكال على الله لاختبار الدرس). أي نوع من الأشخاص يخاف بشدة؟ (أولئك الذين يفتقرون إلى الإيمان بالله). بعيدًا عن هؤلاء الأفراد، هناك أيضًا أولئك الذين يتسمون بالجبن الشديد، والانطوائيون وأصحاب تقدير الذات المتدني، والضعفاء والواهنين، وأصحاب الجاذبية الجسدية القليلة أو أصحاب القامة الضئيلة، والذين يأتون من خلفيات فقيرة – لا سيما أولئك الذين تتعرض خلفياتهم العائلية للسخرية أو التمييز ضدهم – وأصحاب الوضع الاجتماعي المتدني، والذين يفتقرون إلى المهارات أو الخبرة، والذين يعملون كعمال يدويين، وذوي الإعاقات الجسدية، وغيرهم. كل هؤلاء الناس أكثر عرضة للتنمر ويخافون منه. هل التنمر مشكلة سائدة في المجتمع؟ (نعم). أينما كان هناك أناس، ستحدث هذه الأشياء. كيف يحدث التنمر؟ (لأنه بعد أن أفسد الشيطان الجنس البشري، أصبحوا أشرارًا جدًا، راغبين في التنمر على الآخرين بينما لا يحبون التعرض للتنمر هم أنفسهم. لذا، فإن حالات الظلم هذه موجودة في كل مكان). هذا أحد الجوانب. بعض الناس لا يريدون أن يتعرضوا للتنمر من قبل الآخرين، لذلك يأخذون زمام المبادرة، فيتنمرون هم على الآخرين أولًا ويخيفونهم حتى لا يجرؤ أحد على التنمر عليهم. في الواقع، في أعماقهم، لا يريدون أن يكون هذا سلوكهم؛ فهو متعب لهم أيضًا. عندما تطرح الجميع أرضًا وتهزمهم، ألست تشعر بالتعب أنت أيضًا؟ ثمة قول مأثور مفاده: "إن قتلت ألفًا من رجال العدو، تخسر ثمانمائة من رجالك". خذ القنفذ، على سبيل المثال: بعد أن يطلق أشواكه، ألا يستنفد جهازه العصبي؟ إنه يؤلم الناس عندما يوخزهم، ويكون متعبًا أيضًا. إذن، لماذا يفعل ذلك إذا كان يرهقه للغاية؟ إنه للحفاظ على الذات؛ إذ يجب على القنفذ بذل بعض الجهد لحماية نفسه. فنظرًا لأن هذا العالم الشرير يفتقر إلى أي مبادئ إيجابية أو دقيقة لمعاملة مختلف الناس، ويصنّف الناس بناء على فلسفة الشيطان في التعاملات الدنيوية والتسلسل الهرمي الاجتماعي، ينشأ الاختلاف والتسلسل الهرمي بين الناس بناء على مبادئ ومعايير التقسيم غير المتساوي. وعندما يحدث هذا، لا يمكن للناس التفاعل بشكل عادل ومتناغم. إنهم يتنافسون ليكونوا في المستويات العليا، ليكونوا الأفضل على الإطلاق. يمكن لمن هم في القمة أن يسودوا على الآخرين، وأن يتنمروا عليهم ويسيطروا عليهم إذا شاءوا. إن مبادئ معاملة الناس غير عادلة لأن هذا المجتمع غير عادل. وهكذا، لن تكون التفاعلات بين الناس متناغمة بالتأكيد، وستصبح مبادئ وأساليب ووسائل تفاعل الناس مع بعضهم بعضًا غير عادلة. وهذا الظلم يخاطب على وجه التحديد الأشخاص الذين يقارنون القوة، والخلفية العائلية، والمهارات، والقدرات، والمظهر الجسدي، والطول، إضافة إلى التكتيكات، والمخططات، والاستراتيجيات. من أين تأتي كل هذه الأشياء؟ إنها لا تأتي من الحق أو من الله، بل تأتي من الشيطان. هذه الأشياء من الشيطان تصبح مغروسة في الناس، ويعيشون وفقًا لها، فكيف تعتقد أن الناس سيتفاعلون مع بعضهم بعضًا؟ هل سيعاملون الجميع بإنصاف؟ (كلا، لن يفعلوا). كلا بكل تأكيد. هل يمكن حتى لأبسط مبدأ في بيت الله، وهو الانتخاب، أن يفلح في العالم الشرير الذي يهيمن عليه الشيطان؟ (كلا، لا يمكن). ما هو جوهر سبب عدم نجاحه؟ السبب هو أن هذا العالم الشرير لا يحكمه الحق. إنه محكوم باتجاهات الشر، إلى جانب أفكار الشيطان المختلفة وفلسفاته. لذا، لا يمكن إلا أن يتنمر الناس على بعضهم بعضًا ويسيطروا على بعضهم بعضًا؛ هذا هو الوضع الوحيد الممكن. من المستحيل تجنب التنمر؛ إنه أمر طبيعي تمامًا. فنظرًا لأن العالم ليس تحت حكم الحق في هذا العالم الشرير، فعندما يتفاعل الناس مع بعضهم بعضًا، إذا لم تكن شخصًا يتنمر على الآخرين، فستكون أنت الشخص الذي يتعرض للتنمر. دورك يقتصر فقط على أحد هذين الأمرين. في الواقع، كل شخص يتنمر على الآخرين ويتعرض للتنمر؛ وهذا لأن هناك دائمًا أشخاص أعلى منك وأقل منك. أنت تتنمر على الآخرين لأنك تتمتع بمكانة أعلى من مكانتهم، ولكن في الوقت نفسه، بينما أنت تتنمر عليهم، هناك أشخاص يتمتعون بمكانة ومركز أعلى منك، وسوف يتنمرون عليك، وسيتعين عليك تحمل التنمر. طبقة من الناس تتنمر على طبقة أخرى: هذه هي العلاقة بين الناس، علاقة التنمر والتعرض للتنمر. إنها العلاقة الوحيدة. لا توجد عاطفة عائلية حقيقية، ولا محبة، ولا تسامح، ولا صبر، ولا احتمال لمعاملة كل شخص بعدل وإنصاف وفقًا للمبادئ. فنظرًا لأن هذا العالم لا يحكمه الحق، بل الشيطان، فإن العلاقات التي تتشكل بين الناس لا يمكن أن تكون سوى علاقات التنمر والتعرض للتنمر، واستغلال الآخرين والتعرض لاستغلالهم. هذا أمر حتمي، ولا يمكن لأحد الهروب منه. قد تقول إنك رئيس في عالم الجريمة، ولديك العديد من الأتباع والخدام، وأنت تتنمر عليهم وتسيطر عليهم جميعًا. ولكن حتى رئيس عالم الجريمة لديه رؤساء، وهناك أيضًا الحكومة. وعلى الرغم من أنه يقال إن المسؤولين الحكوميين وعصابات المجرمين هم عائلة واحدة، ففي بعض الأحيان، تبحث الحكومة عن قصد عن المشكلات، وتحاول زيادة نفوذها، ولن تسمح لك بالإفلات. سيتعين عليك دفع مبلغ إلى مركز الشرطة والتقرب منهم. كما تعلم، على الرغم من أن رئيس العالم السفلي يبدو عظيمًا، عندما يذهب إلى مركز الشرطة، لا يزال يتعين عليه الانحناء والخضوع؛ إنه لا يجرؤ على أن يكون متعجرفًا. فكما تقول الأمثال المتداولة بين غير المؤمنين: "بينما يتسلق الكاهن عمودًا، يتسلق الشيطان عشرة"، و"هناك دائمًا سمكة أكبر". يعني هذا أن كل شخص يتنمر على الآخرين ويتعرض للتنمر، وهذا هو جوهر التنمر وظاهرة التنمر.

فيما يتعلق بمسألة التنمر، بما أنه شيء لا يمكن لأحد أن يتجنبه، فكيف ينبغي للمرء أن يتعامل معه؟ على الرغم من أنك قد لا تخشى التعرض للتنمر في الكنيسة، فهل هذا النوع من الأشياء موجود؟ هل يمكن أن يحدث؟ عندما تتفاعل مع غير المؤمنين، قد تتعرض للتنمر. ألا يحدث هذا داخل الكنيسة إذن؟ (إنه يحدث). إنه يحدث، بدرجات متفاوتة، لأن جميع الناس أفسدهم الشيطان. غالبًا ما يكشف الناس عن الفساد قبل أن ينالوا الخلاص، وأحد جوانب هذا الكشف عن الفساد هو معاملة الآخرين وفقًا لمشيئتهم، وعدم التعامل معهم بإنصاف. عندما تنشأ هذه المعاملة غير المنصفة للآخرين، يحدث أيضًا تنمر الشخص على الآخرين وتنمرهم عليه. إذن، هذه الأمور تحدث أحيانًا، ولا يمكن للناس الهروب منها أو تجنبها. ما هو المبدأ الصحيح للتعامل مع هذا الأمر وإدارته؟ (وفقًا لكلام الله ووفقًا للمبادئ). من الناحية النظرية، هذا ما يقال؛ فماذا عن الطريقة المحددة لممارسته؟ كيف تفهم مسألة التنمر على الآخرين والتعرض للتنمر منهم؟ على سبيل المثال، لنفترض أنك تكتب رسالة للإبلاغ عن مشكلات مع قائد زائف، وكان القائد الزائف يريد أن يتنمر عليك قائلًا: "إذا لم تحسن التصرف، وإذا واصلت الإبلاغ عن مشكلاتي إلى القيادات العليا، أو الوشاية بي، أو كتابة شيء سلبي في تقييماتي، فسأقتلك! لديّ القدرة على طردك. ألست خائفًا؟" كيف ستتعامل مع هذا الموقف؟ إنه يهددك؛ وبعبارة أكثر تحديدًا، إنه يتنمر عليك. هو يملك النفوذ، وأنت مؤمن عادي، لذا فهو يعذبك بشكل تعسفي دون أي مبادئ أو أساس. يعاملك كما يعامل الشيطان الناس. لتوضيح ذلك بعبارات واضحة، ألا يتنمر عليك؟ ألا يحاول تعذيبك؟ (بلى). إذن كيف تتعامل مع هذا؟ هل ستقدم تنازلات أم ستتمسك بالمبادئ؟ (سأتمسك بالمبادئ). من الناحية النظرية، يجب على الناس أن يتمسكوا بالمبادئ وألا يخافوا من هذا القائد الزائف. ما هو أساس هذا؟ لماذا لا يجب أن تخشاه؟ إذا طردك حقًا، هل ستخاف منه؟ لأنه قادر حقًا على طردك، فقد لا تجرؤ على التمسك بالمبادئ، وقد تخاف. أين يفشل هذا الأمر؟ كيف يمكن أن تخاف؟ (لأنني لا أعتقد أن بيت الله تحت حكم الحق). هذا أحد جوانب الأمر. أنت بحاجة إلى أن يكون لديك هذا الإيمان الذي يجعلك تقول: "أنت شخص شرير. لا تظن أنه لمجرد أنك قائد الآن فلديك القدرة على طردي. إن طردي سيكون خطأ. سوف ينكشف هذا الأمر عاجلًا أو آجلًا. بيت الله ليس تحت سلطتك المنفردة. إذا طردتني اليوم، فسوف تُعاقب في النهاية. إذا كنت لا تصدق، فانتظر وسترى. بيت الله يحكمه الحق، ويحكمه الله. لا يستطيع الناس أن يعاقبوك، لكن الله يستطيع أن يكشفك ويستبعدك. عندما تنكشف آثامك، حينها ستواجه عقابك". هل لديك هذا الإيمان؟ (نعم). حقًا؟ إذن لماذا لا تستطيعون قول هذا؟ يبدو أنك ستكون في خطر إذا واجهت مثل هذه المواقف؛ أنت تفتقر إلى الشجاعة والإيمان الحقيقي. عندما تواجه حقًا هذه الأمور، وعندما تواجه الأشرار وأضداد المسيح الذين هم بهذه الشراسة، والذين تشبه أساليبهم في تعذيب الناس أساليب التنين العظيم الأحمر، ماذا ستفعل عندئذٍ؟ ستبدأ بالبكاء قائلاً: "أنا ضئيل القامة، أنا خجول، لطالما كنت أخاف من المشكلات، حتى أنني أخاف من سقوط ورقة شجر على رأسي. أرجو حقًا ألا أضطر إلى مواجهة مثل هؤلاء الناس. ماذا أفعل إذا تنمروا عليّ؟". هل يتنمرون عليك؟ إنهم لا يتنمرون عليك، بل هو الشيطان يعذبك. إذا نظرت إلى الأمر من منظور بشري، ستقول: "هذا الشخص هائل، ولديه مكانة، ويتنمر على الأشخاص السذج الذين لا مكانة لهم". هل هذا ما يحدث؟ من وجهة نظر الحق، هذا ليس تنمرًا، بل هو الشيطان يجعل الناس يعانون، ويعذبهم، ويخدعهم، ويفسدهم، ويدوسهم. كيف ينبغي عليك التعامل مع هذه الأفعال من الشيطان والتفاعل معها؟ هل يجب أن تخاف؟ (لا ينبغي لي ذلك، بل ينبغي لي أن أبلغ عنه وأفضحه). يجب ألا تخشاه في قلبك. إذا لم يكن الإبلاغ عن مشكلاته وخوض نزاع معه مناسبًا في الوقت الحالي، فينبغي عليك أن تتحمله مؤقتًا وتجد وقتًا مناسبًا للإبلاغ عنه لاحقًا. إذا كان هناك أفراد مثلك بين إخوتك وأخواتك ممن يستطيعون التمييز، فيجب أن تتحدوا للإبلاغ عن أفعاله الشريرة وفضحها. وإذا لم يكن هناك أحد آخر لديه تمييز، وإذا رفضك الجميع عندما تتقدم للإبلاغ عنه، فتحل بالصبر في الوقت الحالي. عندما يأتي القادة الأعلى مستوى إلى كنيستكم للتحقق من العمل ومتابعته، ابحثوا عن وقت مناسب للإبلاغ عن مشكلاته إلى هؤلاء القادة، مع ذكر أفعاله الشريرة بوضوح وبتفصيل كامل، واجعلوا القادة يستبعدونه. هل هذا من الحكمة؟ (نعم). من ناحية، يجب أن تتحل بالإيمان وألا تخاف من الأشرار، أو أضداد المسيح، أو الشيطان. ومن ناحية أخرى، لا يجب أن ترى تصرفاته تجاهك على أنها تنمر شخص على آخر، بل يجب أن ترى جوهر ذلك على أنه الشيطان يخدع الناس، ويعذبهم، ويدوسهم. ثم، بحسب الموقف، يجب عليك أن تتحل بالحكمة في التعامل مع تعذيبه لك، وأن تجد الوقت المناسب لفضحه والإبلاغ عنه، وأن تحافظ على مصالح بيت الله وعمل الكنيسة. هذه هي الشهادة التي يجب أن تتمسك بها بحزم، والواجب والالتزام الذي يجب أن تقوم به كإنسان. مهما تنمر عليك أو عاملك بشكل غير منصف، لا تعتبر ذلك تنمرًا. إنه لا يتنمر عليك؛ بل إنه الشيطان يخدع الناس، ويدوسهم، ويعذبهم. هل ستقول إن التنين العظيم الأحمر يتنمر عليك عندما يضطهد المؤمنين بالله؟ (لا). إنه لا يتنمر عليك. لماذا يضطهدك؟ (لأن جوهره هو مقاومة الله). جوهره هو مقاومة الله. إنه يعتبر الله عدوًا له ويعتبر كل عمل الله مسمارًا في عينه وشوكةً في جنبه، كما أنه يعتبر المختارين من الله أعداءً له. إذا اتبعت الله، سيبغضك، تمامًا كما يقول الكتاب المقدس: "إِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ" (يوحنا 15: 18). إن التنين العظيم الأحمر يكره الناس، ويكره الله، ويعتبر الله عدوًا له، ويعتبر الذين يتبعون الله، لا سيما أولئك الذين يمارسون الحق، أشد عداوة له. ولهذا السبب يريد أن يضطهدك، ويقتلك، ويمنعك من اتباع الله، ويجعلك تقدسه، وتتبعه، ويجعلك تلعن الله. قد تقول: "لن ألعن الله"، فيهددك قائلًا: "إن لم تلعن الله، ستموت!". سيحاول إجبارك على أن تقول: "الحزب الشيوعي جيد"، وسترد: "لن أقول ذلك"، فيقول لك: "إذا لم تقل ذلك، فسأتعبك، وسأعاملك وأجيبك وأرد عليك بعذاب قاسٍ!". هل هذا تنمر عليك؟ كلا، هذه إساءة معاملة الشيطان للناس. هل تفهم؟ (أفهم). يجب أن يكون لديك الفهم الصحيح عند التعامل مع مسألة التنمر. في المجتمع وبين فئات الناس، إذا نظرت إلى الأمر من منظور إنساني، فإن كل شخص يقوم بالدورين، التنمر على الآخرين وتنمر الآخرين عليه. ولكن إذا نظرت إلى الأمر من منظور الحق، فلا يجب أن تراه بهذه الطريقة. لا يُعتبر جوهر سلوك أي شخص يريد أن يتنمر عليك ويتحكم بك تنمرًا، بل هو خداع الشيطان، وإساءة المعاملة، والتلاعب والدوس، والفساد. وبشكل محدد، هذا يعني أنه لا يعاملك وفقًا لأساليب عقلانية وإنسانية، ولا يعاملك بإنصاف، بل يتبنى وجهة نظر الشيطان وموقفه، ويستخدم أفكار الشيطان كدليل له في كيفية معاملته لك، والتحدث معك، والتفاعل معك. على سبيل المثال، لنفترض أنك وشخص شرير تتشاركان غرفة واحدة. تصل أنت أولًا، لذا يجب أن تختار موقعًا مناسبًا أولًا، وتختار أنت السرير السفلي. وبمجرد وصوله ورؤية ذلك، يقول: "هل كان من الصواب أن تختار أنت السرير السفلي؟ أنا لم أختر حتى الآن، هل حان دورك؟ هل تجرؤ على النوم في السرير السفلي رغماً عني؟ يا للجرأة! أنت لم تناقش الأمر معي حتى واخترت السرير السفلي للنوم. اذهب إلى السرير العلوي!". فتجيب أنت: "لماذا لا تنام أنت على السرير العلوي؟ لقد وصلت بعدي؛ ووفقًا لهذا الترتيب، يجب أن تنام على السرير العلوي". فيقول: "ترتيب؟ أنا لم أتبع أي ترتيب من قبل! أنا لا أقوم بالاصطفاف في أي مكان؛ لم أكن لأصطف حتى لمقابلة الرئيس! هل كلّفت نفسك عناء معرفة من أكون؟ هل تجرؤ على التحدث معي عن الترتيب –؛ يا لوقاحتك! هل تريد الموت؟ اصعد إلى السرير العلوي!". لذا، عليك أن تصعد طائعًا لتنام على السرير العلوي. هل هذا تنمر عليك؟ من منظور إنساني، يبدو هذا تنمرًا. إنه يراك شخصًا ساذجًا، يمكنه التلاعب به. يستعرض قوته عليك أولًا ليخيفك، ثم يلقنك درسًا ليجعلك تفهم من هو. هذا هو النظر إلى الأمر من منظور إنساني، أو من منظور المشاعر الإنسانية، أو الجسد البشري. لكن، إذا نظرت إلى هذا من منظور الحق، هل يمكنك أن ترى الأمر بالطريقة نفسها؟ لقد اخترت السرير السفلي أولًا، وكان كل شيء مرتبًا، لكنه أصر على أن تنتقل إلى السرير العلوي، وأزعجك حتى تنتقل إلى السرير العلوي. أليس هذا غير عقلاني؟ ألا يعذبك؟ أليس لا يعاملك كإنسان؟ ألا يعاملك بقلة احترام؟ ألا يتصرف كما لو كان هو الآمر الناهي، ويعاملك كخادم أو عبد؟ ما هو المنطق وراء أفكاره؟ كل شخص لا يملك قوة مثل قوته هو خادم له، أو شخص يستطيع التحكم فيه، أو شخص يستطيع تعذيبه. من وجهة نظر الحق، لا يمكن تسمية هذا تنمرًا، بل هو يتعلق بتعذيب الناس. من هو القادر على تعذيب الناس؟ الأشرار، والأبالسة، والبلطجية، والمشاغبين، والأوغاد، والأنذال، والأشخاص غير العقلانيين، الذين يفتقرون إلى الإنسانية، ولا يحترمون أحدًا. إنهم لا يتبعون القواعد في أي مكان يذهبون إليه، ويتصرفون وكأنهم الآمر الناهي، وكأن أي شيء جيد أو مفيد أو متميز يخصهم وحدهم. لا يُسمح للآخرين أن يكون لهم أي نصيب في مثل هذه الأشياء أو حتى التفكير في أخذها. أليس هذا وغدًا؟ (بلى). هذا ما يفعله الأوغاد والأبالسة. إنهم يعذبونك بهذه الطريقة، لذا أفلن تشعر بالخوف؟ ستفكر: "يا إلهي، إذن هناك أناس بهذه القوة في نهاية المطاف. إنه حتى يعتقد أنه من الخطأ أن أنام على السرير السفلي. ماذا يحدث؟" ستشعر بالخوف، ومن ذلك الحين فصاعدًا، عندما تتحدث إليه، سيتعين عليك أن تكون انتقائيًا. سيكون عليك أن تتأمل مليًا في الأمر وتفكر: "لا يمكنني إغضابه، ولا يمكنني استفزازه. إذا استفززته، فسيزعجني كثيرًا". إذا كانت لديك مثل هذه العقلية، فقد حقق هدفه. ما هو هدفه؟ إنه يريد إخافتك، وجعلك تخشاه، وخلق فارقا هرميًا بينك وبينه، حيث يكون هو الآمر الناهي، وأنت الخادم، وأينما ذهبت عليك أن تستمع إليه وتذعن له. أليس هذا هو المبدأ الذي يعمل الشيطان بموجبه؟ يجب أن يكون رئيسك، وعليك أن تكون خادمه. عليك أن تكون منضبطًا وأن يتسلط عليك ويتلاعب بك بشكل تعسفي؛ ويجب أن تخضع له في كل شيء. لا يمكنك أن تكون ندًا له، وإن أردت أن تكون ندًا له، فإن الحالة الوحيدة التي يمكنك فيها ذلك هي عندما يموت؛ فأنت لا تستحق أن تكون ندًا إلا لشخص ميت. أخبرني، إلى أي مدى تعرضت لتنمره عليك؟ هل أخافتك أفعاله الشريرة وأسلوبه المتسلط في أعماق قلبك؟ (نعم). لقد قبلت هذه الحقيقة، وتنازلت، فهل يمكننا القول إنه أفسدك نتيجة لذلك؟ لقد أحكم قبضته عليك؛ لذا عندما يفعل أشياء شريرة وينتهك المبادئ، لن تجرؤ على التحدث لأنه في ذلك الوقت أرسلك من السرير السفلي إلى السرير العلوي بركلة واحدة. لن تجرؤ على استفزازه مرة أخرى، وعندما تراه ستسير بعيدًا عن طريقه، ومجرد ذكره سيجعلكَ تتصبب عرقًا باردًا. أليس هذا خوفًا منه؟ أنت لا تجرؤ على معاملته بإنصاف وفقًا للمبادئ؛ فأنت في قبضته. ما هو جوهر امتلاكه لك في قبضته؟ هذا يعني أنه يمتلكك ويسيطر عليك. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). إذن، كيف ينبغي للناس أن يتعاملوا مع هذا الوضع لتجنب السيطرة عليهم؟ يجب أن تنظر إلى مسألة تنمر الأشرار على الناس باعتبارها ظاهرة من ظواهر إفساد الشيطان للناس وإساءة معاملته لهم. كيف يجب أن تتعامل بعد أن ترى حقيقة هذا الجوهر؟ يجب أن تمقت في أعماق قلبك الأفراد الأشرار وترفضهم، ولا تخافهم. ينبغي أن تفكر: "هل تريدني أن أنام على السرير العلوي؟ حسنًا، سأنام على السرير العلوي. لكنني رأيت اليوم تصرفات شخص شرير آخر، وتعرفت على جوهر شخص شرير آخر، ومن الآن فصاعدًا سأكون قادرًا على تمييز نوع آخر من السلوك الذي ينخرط فيه الأشرار خلال حياتهم اليومية ومن وراء ظهور الناس. بدءًا من اليوم، سأراقب عن كثب ما يقولونه ويفعلونه، وما إذا كانوا ينخرطون في الخداع. إذا كان بيت الله يستخدمهم، فسأرى ما إذا كانوا يتصرفون وفقًا للمبادئ، وما إذا كانوا يحافظون على مصالح بيت الله، وما إذا كانوا يبددون التبرعات، وما إذا كانوا لا يزالون يعذبون الآخرين". يجب أن تصلي في أعماق قلبك قائلًا: "يا الله، أرجوك أن تفضح هذا الشخص الشرير، وأن تمكِّنني من تمييز أعماله الشريرة وجوهره. ساعدني على جمع الأدلة على أعماله الشريرة، وامنحني الشجاعة، ومكِّنني من عدم الخوف من الأشرار، وأن يكون لديّ إيمان وقوة لمحاربتهم". على الرغم من أنك ستظل تشاركه الغرفة نفسها، ولن يتغير شيء في الظاهر، ففي أعماق قلبك لن تخشاه لأن كل ما يفعله بك ليس تنمرًا؛ بل هو كشف وفضح لطبيعته الشيطانية. هل ستظل خائفًا منه عندما تراه على هذا النحو؟ ستلعنه في قلبك مع كل عمل شرير يكشف عنه وكل كلمة سخيفة ينطق بها قائلًا: "أنت إبليس، أنت شيطان، أنت تفعل الشر وتقاوم الله، وعاجلًا أو آجلًا ستحل عليك اللعنة. لن يدعك الله تفلت، وسوف تنكشف في النهاية". هذه هي الطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع الأشرار. يجب أن تتحل بالإيمان والقوة لمحاربتهم، وعليك أن تصلي إلى الله، وعندها سيكون لديك قوة في قلبك، ولن تخشاهم. ما رأيك في هذا؟ أليست هذه الأساليب فعالة؟ (إنها فعَّالة). عندما تميزهم هكذا من وجهة نظر الحق، أليس هذا أكثر فعالية مما علَّمك إياه أبواك: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"؟ ما فائدة الحذر؟ لا يمكنك الحذر من سوء معاملة الشيطان وإفساده لك. لا يمكنك الحذر من إساءة الشيطان معاملتك وإفساده لك، لأنها في كل مكان. إفساد الشيطان للناس ليس فقط ظاهريًا، وليس فقط خارجيًا؛ فهو يفسدك أيضًا في أفكارك. هل يمكنك تجنب ذلك بالحذر؟ أهم شيء هو أن تتسلح بالحق وتتكل وتعتمد على الله. لا ينبغي عليك أن تميز أفعال الأشرار فحسب، بل أيضًا جوهر الأشرار، وفي الوقت نفسه، يجب أن تميز مختلف الأفكار ووجهات النظر التي يعبر عنها الأشرار، ثم تتسلح بالحق، مستخدمًا كلام الله والحق لفضحها وتشريحها، حتى يتمكن إخوتك وأخواتك أيضًا من اكتساب التمييز. وبعد ذلك، يمكن للجميع أن يهبوا معًا لرفضهم. كم هذا رائع. إذا كنت تتخذ دائمًا موقف الدفاع، ودائمًا في حالة حذر، ودائمًا ترفض أو تتجنب، فهذا جبن، وهذا ليس مظهر شخص منتصر.

بعد أن عقدنا شركة عن كل هذا، هل لديكم الآن وجهة نظر جديدة حول مسألة تعرض الناس للتنمر؟ هل التنمر صحيح؟ (لا، ليس صحيحًا). ما هي طبيعة التنمر؟ (إنه عبارة عن أناس أشرار يعذبون الآخرين). إنه في جوهره عبارة عن تعذيب أناس أشرار والشيطان لآخرين وخداعهم لهم. وإذن، ما هي طبيعة التعرض للتنمر؟ (إنه ضعف، وعدم ممارسة الحق، وعدم الجرأة على الاعتراض والمقاومة). هذا صحيح، الخوف من الأشرار، والخوف من قوى الشر، والافتقار إلى الإيمان لقتال الشيطان، والافتقار إلى الإيمان للتعرف على وجه الشيطان القبيح، وتمييزه، ورؤيته على حقيقته، والافتقار إلى الإيمان لمقاومة دوس الشيطان لك وإساءته معاملتك؛ أليست هذه هي طبيعة الأمر؟ (بلى). أولئك الذين ليس لديهم إيمان لديهم دائمًا خوف في قلوبهم؛ فهم دائمًا خائفون، ويفكرون: "يجب ألا يتنمر الآخرون عليّ. أنا لا أتنمر على الآخرين، ولا يجب أن أتنمر على الآخرين، كما قالت أمي: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون". يصلون إلى الله قائلين: "يا الله، لا تدعني أواجه الأشرار؛ أنا جبان، كنت دائمًا ساذجًا وبسيطًا. أنا أؤمن بك وأتبعك؛ يجب أن تحميني!". هذا هو ضعف الشخصية. لقد سمعت الكثير من الحقائق، وتفهم الكثير من الحقائق. أنت لا تخاف من الأبالسة والشيطان، فهل أنت خائف من شخص شرير؟ هل أنتم خائفون من التنين العظيم الأحمر؟ (إذا أمسك بي سأخاف، ولكن يمكنني أن أصلي إلى الله وأعتمد عليه). هذا يعني أنك لم تخف من شره. وهذا أيضًا مظهر لا يأتي إلا بأساس معين من الإيمان. يقول بعض الناس: "أنت تقول إنني خائف من التنين العظيم الأحمر. لو كنت خائفًا من التنين العظيم الأحمر، هل كنت لأصل إلى هذا الحد؟ أليست هذه حقيقة؟ ولكن إذا طلبت مني أن أقول إنني لست خائفًا من التنين العظيم الأحمر، فما زلت أخاف قليلًا من القيام بذلك. ماذا لو سمع التنين العظيم الأحمر بذلك؟". لا يزال هناك بعض الخوف. يخشى هؤلاء الناس بعض الشيء من أن يقولوا علنًا إن التنين العظيم الأحمر شرير وقاسٍ؛ فهم يفتقرون إلى هذا الإيمان ولا تزال قامتهم ضئيلة جدًا. أنا لا أطلب منك أن تخالف التنين العظيم الأحمر علنًا أو أن تستفزه. لكن في أعماق قلبك، على أقل تقدير، ينبغي أن تعرف أن التنين العظيم الأحمر، هذا الإبليس، يعامل الناس بالإساءة، والفساد، والخداع، والدوس عليهم، ثم يلتهمهم. هذا ليس تنمرًا؛ ليس الأمر كما لو أنه يتنمر على المؤمنين ويعذبهم لسذاجتهم وعدم اتباعهم القواعد والتزامهم بالقانون. هذا هراء، إنها عبارة تفتقر إلى الفهم الروحي. التنين العظيم الأحمر يسيء معاملتك. كيف يسيء معاملتك؟ إنه يهددك، ويخيفك، ويضطهدك ويعذبك. ما هو الغرض من إساءته معاملتك؟ أن يجعلك تتخلى عن إيمانك، وأن يجعلك تنكر الله، وأن تتخلى عن الله، ثم تتنازل له، وفي النهاية، يجعلك تقدسه، وتتبعه، وتخضع له، وتقبل أفكاره المختلفة، وتركع أمامه ساجدًا. إنه يفرح بهذا، وهذا هو غرضه من اضطهادك. ولأنه يرى أنك تتبع الله ولا تتبعه هو، تأكله الغيرة، ولن يدعك وشأنك. بالطبع، إذا لم تتبع الله، فهل سيدعك وشأنك؟ (كلا، إنه يسيء أيضًا معاملة أولئك الذين لا يؤمنون بالله). هذا صحيح، بتعبير بسيط، هذه هي حقيقته، وبعبارة أدق، هذا هو جوهر طبيعته. حتى أولئك الذين يتبعونه، وأولئك الذين يسبحون بحمده، لا يزالون يتعرضون لإساءة معاملته، وخداعه لهم، والدوس عليهم، وبعد أن يستغلهم يرميهم بعيدًا، بل ويقتل بعضهم ليغلق أفواههم، ويلتهمهم في النهاية التهامًا تامًا. وعلى أي حال، لا ينتهي الأمر على خير بالنسبة إليهم. ومهما كان الأمر، يجب أن يرى الناس بوضوح أن الغرض النهائي من التكييف العائلي وغرس الأفكار ووجهات النظر المختلفة في الناس ليس في الحقيقة حمايتهم أو توجيههم إلى الطريق الصحيح، بل هو توجيه الناس بعيدًا عن الله، وجعلهم يعيشون وفقًا لفلسفات الشيطان، وجعل الناس يقبلون مرارًا وتكرارًا وبشكل منتظم دوس أفكار مختلفة وتكييف مختلف الاتجاهات الشريرة التي تأتي من المجتمع والشيطان. وبغض النظر عن المقاصد أو الأغراض الأولية وراء قيام العائلات بذلك، فإن هذا في النهاية لا يمكن أن يرشد الناس إلى الطريق الصحيح أو يقودهم إلى الدخول إلى واقع الحق ونيل الخلاص في نهاية المطاف. ومن ثم، فإن الأفكار ووجهات النظر المختلفة التي تأتي من العائلات هي شيء يجب أن يتخلى عنه الناس، شيء يجب أن يتخلوا عنه في عملية السعي إلى الحق وفي طريقهم إليه. حسنًا، لنختتم شركتنا هنا لهذا اليوم. إلى اللقاء!

4 مارس 2023

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.