(ج) كلمات عن كشف تصورات البشر وبدعهم ومغالطاتهم الدينية الفاسدة

135. يإيمانك بالله، كيف يجب أن تعرف الله؟ ينبغي أن تتعرّف إلى الله استنادًا إلى كلامه وعمله اليوم، بدون أي تحريف أو مغالطة. وقبل كل شيءآخر، عليك معرفة عمل الله. هذا هو أساس معرفة الله. إن كل تلك المغالطات المتنوعة التي تفتقر إلى قبول خالص لكلام الله هي مفاهيم دينية. إنها قبول محرّف وخاطئ. إن أفضل مهارة تتحلّى بها الشخصيات الدينية هي أخذ كلام الله الذي كان مقبولاً في الماضي ومقارنته بكلام الله اليوم. عندما تخدم إله اليوم، إنْ تمسّكت بالأمور التي استُنيرت بالروح القدس في الماضي، فستسبّب خدمتك مقاطعةً وستكون ممارستك قديمة ولا تمثّل أكثر من احتفال ديني. إن اعتقدت أن الذين يخدمون الله عليهم أن يتحلّوا ظاهريًّا بالتواضع والصبر، وإن طبّقت هذا النوع من المعرفة اليوم، فإن معرفة كهذه هي مفهوم ديني وممارسة كهذه أصبحت أداءً زائفًا. وتشير "المفاهيم الدينية" إلى الأمور التي أصبحت قديمة وعتيقة (بما في ذلك قبول الكلمات التي سبق لله أن قالها والنور الذي كشفه الروح القدس مباشرةً). وإذا طُبِّقت هذه الأمور اليوم، فهي تمثّل مقاطعة لعمل الله ولا تعود بأي فائدة للإنسان. إذا كان الإنسان غير قادر على تطهير ذاته من هذه الأمور التي تنتمي إلى المفاهيم الدينية، فسوف تشكّل عائقًا كبيرًا أمام خدمته لله. إن الناس الذين لديهم مفاهيم دينية لا يمكنهم أبدًا أن يواكبوا خطوات عمل الروح القدس، فهم يتأخرون بخطوة واحدة ثم باثنتين؛ لأن هذه المفاهيم الدينية تجعل الإنسان متعاليًا ومتعجرفًا بشكلٍ ملحوظٍ. إن الله لا يحنّ إلى ما قاله وما فعله في الماضي. إذا كان عتيقًا فسوف يُزيله. هل أنت متأكّد من أنك قادر على التخلي عن مفاهيمك؟ إذا تمسّكت بالكلام الذي قاله الله في الماضي، فهل هذا يُثبت أنك تعرف عمل الله؟ إذا كنت غير قادر على قبول نور الروح القدس اليوم، وعوضًا عن ذلك، تتمسّك بنوره في الماضي، فهل هذا يُثبت أنك تسير على خطى الله؟ هل ما زلت غير قادر على التخلي عن المفاهيم الدينية؟ إذا كان الأمر كذلك، فسوف تصبح شخصًا يعارض الله.

من "الذين يعرفون عمل الله اليوم هم الوحيدون الذين يمكن أن يخدموا الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

136. ونظرًا إلى أنه توجد تطورات جديدة دائمًا في عمل الله، فهناك عمل يغدو قديمًا ولاغيًا حينما يظهر العمل الجديد. وهذا النوعان من العمل، القديم والجديد، لا يتناقضان بل يتكاملان. فكل خطوة مكمِّلة للأخيرة. ونظرًا إلى أنه ثمة عمل جديد، لا شك في أنه ينبغي إزالة الأشياء القديمة. وعلى سبيل المثال، إن بعض ممارسات الإنسان القديمة العهد والأقوال المألوفة التي تترافق مع سنوات عديدة من الاختبارات والتعاليم قد شكّلت جميع أنواع المفاهيم في عقل الإنسان. ولكن ما ساهم بشكل أكبر في تشكيل هذه المفاهيم لدى الإنسان هو أن الله لم يكشف تمامًا للإنسان عن وجهه الحقيقي وشخصيته المتأصلة حتى الآن، بالإضافة إلى انتشار النظريات التقليدية على مر السنوات منذ العصور القديمة. إنه لمن المنصف القول إنه، في خلال مسيرة إيمان الإنسان بالله، أدّى تأثير المفاهيم المختلفة إلى التشكل والتطوّرٍ المستمرّين لجميع أنواع الفهوم التصورية لله لدى الناس، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص المتدينين الذين يخدمون الله يصبحون أعداءه. وهكذا، كلما كانت مفاهيم الناس الدينية أقوى، عارضوا الله أكثر وأصبحوا أعداء له أكثر. إن عمل الله دائمًا جديد وغير قديم أبدًا، ولا يشكّل أبدًا عقيدة، بل يتغير ويتجدد باستمرار بقدر أكبر أو أقل. وهذا العمل هو تعبير عن شخصية الله نفسه المتأصلة. كما أنه تعبير عن مبدأ متأصل في عمل الله وإحدى الوسائل التي يحقق الله من خلالها تدبيره. لو لم يعمل الله بهذه الطريقة، لما تغيّر الإنسان أو تمكّن من معرفة الله ولما كان الشيطان قد هُزم. ولذلك، تطرأ باستمرار تغييرات على عمله تبدو عشوائية، ولكنها في الواقع منتظمة. إلا أن الطريقة التي يؤمن بها الإنسان بالله مختلفة تمامًا. فالإنسان يتمسك بالعقائد والأنظمة القديمة والمألوفة. وبقدر ما تكون قديمة، بقدر ما يستسيغها. كيف يمكن لإنسان ذي عقلٍ جاهل ومتصلّب كالصخر أن يقبل هذا القدر الكبير من كلام الله وعمله الجديد الذي لا يمكن إدراكه؟ يمقت الإنسان الإله الذي يتجدد دائمًا ولا يصبح قديمًا أبدًا؛ ولا يحب سوى الإله القديم، الكبير السّنّ، والذي شابَ شعره وعَلِق في مكانه. وبالتالي، بما أن لكل من الله والإنسان ما يفضّله، أصبح الإنسان عدوًّ الله. ولا يزال كثير من هذه التناقضات موجوداً حتى اليوم، في وقت كان الله فيه يقوم بعمل جديد لما يقارب الستة آلاف سنة. وقد باتت، إذًا، هذه التناقضات مستعصية، ربما بسبب تعنّت الإنسان أو عدم جواز انتهاك مراسيم الله الإدارية من قبل الإنسان. إلا أن هؤلاء رجال ونساء الدين ما زالوا يتمسكون بالكتب والوثائق القديمة العفنة، في حين أن الله يواصل عمل تدبيره غير المكتمل كما لو لم يكن لديه أحد بجانبه. وعلى الرغم من أن هذه التناقضات تجعل من الله والإنسان عدوّين لا يمكن حتى التوفيق بينهما، لا يكترث الله لهذه التناقضات كما لو أنها، رغم وجودها، غير موجودة. إلا أن الإنسان ما زال يتمسك بمعتقداته ومفاهيمه ولا يتخلّى عنها أبدًا. ولكن، ثمة أمر بديهي. فعلى الرغم من أن الإنسان لا يحيد عن وضعيته، تبقى قدما الله في حركة مستمرة، وهو يغيّر دائمًا وضعيته بحسب البيئة. وفي النهاية، إن الإنسان هو الذي سيُهزم بدون معركة. وفي الوقت نفسه، إن الله هو العدو الأكبر لكل أعدائه الذين هُزموا، وهو أيضًا بطل أولئك الذين هُزموا من البشر والذين لم يُهزموا بعد. من يستطيع أن يتنافس مع الله وينتصر؟ يبدو أن الإنسان يستمدّ مفاهيمه من الله؛ لأن العديد منها أبصر النور نتيجةً لعمل الله. ومع ذلك، لا يغفر الله للإنسان بسبب هذا، كما أنه لا يُغدق مديحه على الإنسان الذي ينتج دفعة تلو الأخرى من منتجات "من أجل الله" تخرج عن عمل الله. وعوضًا عن ذلك، يشعر بالاشمئزاز الشديد من مفاهيم الإنسان ومعتقداته القديمة والتقية، وحتى لا يلقي بالًا للاعتراف بتاريخ نشوء هذه المفاهيم للمرة الأولى، ولا يتقبل أبدًا أن تكون كل هذه المفاهيم ناتجة من عمله؛ لأن مفاهيم الإنسان ينشرها الإنسان؛ ومصدرها هو أفكار الإنسان وعقله وليس الله، بل الشيطان. لطالما قصد الله أن يكون عمله جديدًا وحيًّا، لا قديمًا وميتًا، وما يجعل الله الإنسان متمسّكًا به ليس أبديًّا وغير قابل للتغيير، بل يتغير وفق العصر والفترة؛ هذا لأنه إله يجعل الإنسان يعيش ويتجدد، لا شيطان يجعل الإنسان يموت ويصبح قديمًا. أما زلتم لا تفهمون ذلك؟ لديك مفاهيم عن الله ولا تستطيع التخلي عنها؛ لأنك منغلق في تفكيرك. وهذا لا يعود إلى أن عمل الله يفتقر إلى المنطق أو لأنه لا يتماشى مع الرغبات البشرية، أو إلى أن الله مهمل دائمًا في واجباته. إنّ ما يجعلك غير قادر على التخلي عن مفاهيمك هو افتقارك الشديد إلى الطاعة، وإلى أنك لا تشبه البتّة مخلوقات الله، وليس لأن الله يصعّب الأمور عليك. وكل هذا تسببتَ به أنت ولا علاقة لله به. كل المعاناة والمأساة سببها الإنسان. إن مقاصد الله دائمًا حسنة: فهو لا يرغب في أن يجعلك تنتج مفاهيم، ولكنه يرغب في أن تتغير وتتجدد مع مرور الزمن. مع أنك لا تميّز الألف من العصا، فأنت تبقى غارقًا إما في الفحص أو في التحليل. هذا لا يعني أن الله يُصعّب الأمور، بل أنت من لا يتّقي الله، وعصيانُك كبير للغاية. يتجرّأ مخلوق صغير على أخذ جزء تافه مما سبق لله أن منحه إياه، فيعكسه ويستخدمه ليهاجم به الله، أليس هذا عصياناً من الإنسان؟ ومن الإنصاف القول إن البشر غير مؤهلين على الإطلاق ليعبّروا عن وجهات نظرهم أمام الله، ناهيك عن أن يكونوا أهلًا لاستعراض لغتهم التافهة والفاسدة والمنتنة والمنمّقة كما يرغبون، فضلًا عن تلك المفاهيم المتعفّنة. أوَليست حتى أشدّ تفاهةً؟

من "الذين يعرفون عمل الله اليوم هم الوحيدون الذين يمكن أن يخدموا الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

137. يمضي عمل الله قُدُمًا، ومع أن الهدف من عمله لا يتغير، إلا أن الوسائل التي يعمل بها تتغير باستمرار، وكذلك من يتبعونه. كلما كثُر عمل الله، كلما عرف الإنسان الله بصورة أشمل، وكلما تغيرت شخصية الإنسان وفقًا لعمل الله. ولكن لأن عمل الله دائم التغير، فإن هؤلاء الذين لا يعرفون عمل الروح القدس والحمقى الذين لا يعرفون الحق يصيرون أعداءً لله. لم يتوافق قط عمل الله مع تصورات الإنسان، لأن عمله جديد دائمًا ولم يكن أبدًا قديمًا، ولا يكرِّر عملاً قديمًا بل يتقدم إلى الأمام بعمل لم يقم به من قبل أبدًا. حيث أن الله لا يكرر عمله، والإنسان بصورة ثابتة يحكم على عمل الله اليوم بناءً على عمله في الماضي، من الصعب جدًّا على الله أن ينفذِّ كل مرحلة من عمل العصر الجديد. يضع الإنسان عوائق عديدة! فكِر الإنسان قليل الذكاء! لا أحد يعرف عمل الله، ومع ذلك جميعهم يحدّون هذا العمل. بعيدًا عن الله يفقد الإنسان الحياة والحق وبركات الله، ومع ذلك لا يقبل الإنسان لا الحياة ولا الحق، وبالأقل البركات الأعظم التي ينعم الله بها على البشرية. كل البشر يبتغون الفوز بالله، وهم مع ذلك غير قادرين على التصالح مع أية تغيرات في عمل الله. مَن لا يقبلون عمل الله الجديد يؤمنون بأن عمل الله لا يتغير، وأن عمله يبقى ثابتًا للأبد. في اعتقادهم، كل ما يحتاجه الإنسان للحصول على الخلاص الأبدي من الله هو الحفاظ على الشريعة، وطالما أنهم يتوبون ويعترفون بخطاياهم، سيظلون يرضون مشيئة الله إلى الأبد. رأيهم أن الله يمكنه فقط أن يكون الإله الذي بحسب الناموس والله الذي سُمِّر على الصليب من أجل الإنسان؛ يرون أيضًا أن الله لا يجب عليه ولا يمكنه تجاوز الكتاب المقدس. هذه الآراء بالتحديد كبَّلتهم بناموس الماضي وقيَّدتهم بلوائح جامدة. والمزيد يؤمنون بأن أيًّا كان عمل الله الجديد، يجب أن يتأيد بالنبوات وأنه في كل مرحلة من العمل، كل الذين يتبعونه بقلب حقيقي يجب أيضًا أن تُظهَر لهم إعلانات، وإلا فإن أي عمل آخر لا يمكن أن يكون من الله. مهمة معرفة الإنسان لله مهمة ليست سهلة بالفعل، بالإضافة إلى قلب الإنسان الأحمق وطبيعته المتمردة المغرورة والمهتمة بالذات، ثم أنه من الأصعب بالنسبة للإنسان قبول عمل الله الجديد. الإنسان لا يدرس عمل الله الجديد بعناية ولا يقبله باتضاع؛ بل، يتبنى الإنسان موقف الازدراء وينتظر إعلانات الله وإرشاده. أليس هذا سلوك إنسان يعصى الله ويقاومه؟ كيف يمكن لبشر مثل هؤلاء أن يحصلوا على تأييد الله؟

من "كيف يمكن للإنسان الذي حصر الله في مفاهيمه أن ينال إعلانات الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

138. بما أن الإنسان يؤمن بالله، يجب عليه أن يتبع خطى الله، خطوة بخطوة؛ ينبغي عليه أن "يتبع الحمل أينما يذهب." فقط أولئك الناس الذين يطلبون الطريق الصحيح، هم وحدهم الذين يعرفون عمل الروح القدس. الناس الذين يتبعون العقائد والحروف بخنوع هم أولئك الذين سيبادون بعمل الروح القدس. في كل فترة زمنية، يبدأ الله عملاً جديدًا، وفي كل فترة، ستكون هناك بداية جديدة بين البشر. لو تقيد الإنسان فقط بالحقائق القائلة بإن "يهوه هو الله" و"يسوع هو المسيح" التي هي حقائق تنطبق فقط على عصر واحد، لن يواكب الإنسان أبدًا عمل الروح القدس، وسيظل دائمًا عاجزًا عن الحصول على عمل الروح القدس. بغض النظر عن كيفية عمل الله، يتبع الإنسان دون أدنى شك، ويتبع عن كثب. بهذه الطريقة، كيف يمكن أن يُباد الإنسان بالروح القدس؟ بغض النظر عما يفعله الله، طالمًا أن الإنسان متيقن أنه هو عمل الروح ويتعاون مع عمل الروح القدس دون أية شكوك، ويحاول أن يستوفي متطلبات الله، فكيف سيُعاقب إذًا؟ لم يتوقف عمل الله أبدًا، ولم تتوقف خطاه أبدًا، وقبل اكتمال عمل تدبيره، كان دائمًا مشغولاً، ولم يتوقف أبدًا. لكن الإنسان مختلف: بعد أن يحصل الإنسان على قلة قليلة من عمل الروح القدس، يتعامل معها كما لو أنها لن تتغير أبدًا؛ بعد حصوله على القليل من المعرفة، لا يستمر في اتباع خطى عمل الله الأحدث؛ بعد أن يرى القليل فقط من عمل الله، يشخص الله على الفور على أنه شكل خشبي خاص، ويؤمن أن الله سيظل دائمًا بهذا الشكل الذي يراه أمامه، أي أنه كان كذلك في الماضي وسيظل هكذا في المستقبل؛ بعد حصوله على مجرد معرفة سطحية، يصير الإنسان فخورًا للغاية وينسى نفسه ويبدأ بصورة تعسفية بادعاء شخصية وكيان الله غير الموجودين ببساطة؛ وبعد أن يصبح متيقنًا من مرحلة عمل واحدة من الروح القدس، بغض النظر عن نوع شخصيته الذي يعلن عمل الله الجديد، فإنه لا يقبله. هؤلاء هم الناس الذين لا يقبلون عمل الروح القدس؛ إنهم متحفظون للغاية، وغير قادرين على قبول الأشياء الجديدة. أناس مثل هؤلاء يؤمنون بالله ولكنهم أيضًا يرفضونه. يؤمن الإنسان أن بني إسرائيل كانوا خاطئين في "إيمانهم فقط بيهوه وعدم إيمانهم بيسوع"، ومع ذلك أغلبية الناس يتلقون الدور الذي فيه "يؤمنون فقط بيهوه ويرفضون يسوع" و"يشتاقون لعودة المسيا، لكنهم يعارضون المسيا المدعو يسوع". لا عجب إذًا في أن الناس ما زالوا يعيشون تحت تأثير الشيطان بعد قبول مرحلة واحدة من عمل الروح القدس، وما زالوا لم ينالوا بركات الله. أليست هذه هي نتيجة عصيان الإنسان؟ المسيحيون عبر العالم الذين لم يواكبوا عمل اليوم الجديد متمسكون بالاعتقاد بأنهم المحظوظون، وأن الله سيحقق كل رغبة من رغباتهم. ومع ذلك لا يمكنهم أن يقولوا بكل تأكيد لماذا سيأخذهم الله إلى السماء الثالثة، ولا يمكنهم أن يتيقنوا أن يسوع سيأتي ليجمعهم راكبًا سحابة بيضاء، فضلاً عن أنهم لا يمكنهم أن يقولوا بيقينية إن كان يسوع سيصل حقًّا على سحابة بيضاء في اليوم الذي يتخيلونه أم لا. إنهم قلقون ومرتبكون، حتى أنهم هم أنفسهم، أي هذه الجماعة الصغيرة المتنوعة من الناس، الذين يأتون من كل طائفة، لا يعرفون ما إذا كان الله سيأخذهم أم لا. العمل الذي يقوم به الله الآن، والعصر الحالي، ومشيئته، لا يفهمون أيًّا من هذه، ولا يمكنهم فعل شيء إلا عد الأيام على أصابعهم. فقط أولئك الذين يتبعون خطى الحمل حتى النهاية يمكنهم الحصول على البركة النهائية، بينما أولئك "الناس الأذكياء" غير القادرين على الاتباع حتى النهاية ومع ذلك يؤمنون أنهم قد حصلوا على الكل، وهم عاجزون عن الشهادة عن ظهور الله. جميعهم يؤمنون أنهم أذكى الأشخاص على الأرض، ويختصرون تطور عمل الله المستمر بلا سبب على الإطلاق، ويبدو أنهم يؤمنون بيقينية مطلقة أن الله سيأخذهم إلى السماء، "أولئك الذين لديهم إخلاص فائق لله، ويتبعونه، ويلتزمون بكلماته." حتى على الرغم من أن لديهم "إخلاص فائق" تجاه الكلمات التي يقولها الله، فإن كلماتهم وأفعالهم تبدو مثيرة للاشمئزاز للغاية لأنهم يعارضون عمل الروح القدس، ويرتكبون الشر والخداع. أولئك الذين لا يتبعون حتى النهاية، الذين لا يواكبون عمل الروح القدس، ويتشبثون فقط بالعمل القديم لم يفشلوا فقط في تقديم الولاء لله، بل على النقيض، صاروا هم من يعارضونه، وصاروا هم من يرفضون العصر الجديد، وهم من سيعاقبون. هل هناك أحقر منهم؟ يؤمن العديد أن كل من رفضوا الناموس القديم وقبلوا العمل الجديد هم بلا ضمير. هؤلاء الناس، الذين يتكلمون فقط عن "الضمير" ولا يعرفون عمل الروح القدس الجديد، سيجدون في النهاية ضمائرهم توقف تطلعاتهم. لا يلتزم عمل الله بعقيدة، وعلى الرغم من أنه عمله الخاص، لا يزال الله غير متعلق به. ما ينبغي أن يتم إنكاره، يتم إنكاره، وما ينبغي أن تتم إبادته، تتم إبادته. لكن يضع الإنسان نفسه في عداوة مع الله متمسكًا بجزء صغير من عمل تدبير الله. أليست هذه هي لا معقولية الإنسان؟ أليس هذا هو جهله؟ كلما كان الناس خائفين ومرتعدين لأنهم لا يحصلون على بركات الله، كانوا عاجزين عن ربح بركات أعظم، ونيل البركة النهائية. أولئك الناس الذين يلتزمون بخنوع بالناموس يُظهرون جمعيًا ولاءً تجاه الناموس، وكلما أظهروا ولاءً تجاه الناموس، كلما صاروا عصاة يعارضون الله. لأن الآن هو عصر الملكوت وليس عصر الناموس، وعمل اليوم لا يمكن مضاهاته بعمل الماضي، وعمل الماضي لا يمكن مقارنته مع عمل اليوم. لقد تغير عمل الله، وقد تغيرت ممارسة الإنسان أيضًا؛ لم تعد ممارسته هي التمسك بالناموس أو حمل الصليب. لذلك، ولاء الناس تجاه الناموس والصليب لن ينال تأييد الله.

من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

139. إن البشر الذين فسدوا يعيشون بجملتهم في فخ الشيطان، جميعهم يعيشون للجسد ولرغبات ذواتهم، ولا يوجد بينهم مَنْ يتوافق معي. هناك مَنْ يقولون إنهم يتوافقون معي، لكنهم جميعًا يعبدون أوثانًا مبهمة؛ ومع أنهم يعترفون بأن اسمي قدوس، فإنهم يسلكون طريقًا معاكسًا لي، وكلمتهم مشحونة كبرياءً وإعجابًا بالنفس، ذلك لأنهم جميعًا – من الأساس – ضدي وغير متوافقين معي. يسعون في كل يوم إلى اقتفاء أثري في الكتاب المقدس ويبحثون عشوائيًا عن فقراتٍ "مناسبة" يقرأونها دون نهاية ويتلونها كنصوصٍ مقدسة، لكنهم لا يعرفون كيف يكونون في توافق معي أو ما يعنيه أن يكونوا في عداوة معي، بل يكتفون بقراءة الكتب المقدسة دون تدبُّر. إنهم يضعون داخل حدود الكتاب المقدس إلهًا غامضًا لم يروه من قبل ولا يستطيعون أن يروه، ويخرجونه ليتطلعوا إليه في وقت فراغهم. يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل أناسًا تشبَّثوا بالكلمات بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل أناسًا يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس. وفي سبيل حماية مصالح الكتاب المقدس، ورفعة شأنه وحماية كرامته، ذهبوا مذهبًا بعيدًا حتى إلى صلب يسوع الرحيم على الصليب، وهو ما فعلوه لمجرد الدفاع عن الكتاب المقدس والحفاظ على وضع كل كلمة من كلماته في قلوب الناس. لذلك فضَّلوا أن يتنازلوا عن مستقبلهم وعن ذبيحة الخطيّة حتى يدينوا يسوع الذي لم يلتزم بعقيدة الكتب المقدسة ويحكموا عليه بالموت. أليسوا بذلك عبيدًا لكل كلمة في الكتب المقدسة؟

وماذا عن الناس اليوم؟ لقد جاء المسيح لينشر الحق، لكنهم يفضلون أن يلفظوه من بين البشر حتى يدخلوا السماء وينالوا النعمة. إنهم يفضلون أن ينكروا مجيء الحق تمامًا حتى يحموا مصالح الكتاب المقدس، وسيفضلون أن يسمِّروا المسيح العائد في الجسد على الصليب مرة أخرى حتى يضمنوا الوجود الأبدي للكتاب المقدس. كيف يحصل الإنسان على خلاصي عندما يكون قلبه شريرًا وطبيعته معادية نحوي إلى هذا الحد؟ أنا أعيش بين البشر، لكن الإنسان لا يفطن إلى وجودي، وعندما أشرق بنوري عليه، يظل جاهلاً بوجودي، وعندما أسخط عليه، فإنه يتشدَّد أكثر في إنكار وجودي. يبحث الإنسان عن التوافق مع الكلمات، مع الكتاب المقدس، لكنَّ أحدًا لا يأتي أمامي طالبًا طريق التوافق مع الحق. يرفع الإنسان نظره إلىَّ في السماء ويهتم اهتمامًا خاصًا بوجودي في السماء، لكنَّ أحدًا لا يهتم بي متجسدًا، لأني أنا الذي أحيا بين البشر ببساطة ليس لي أهمية كبيرة. أنظر إلى أولئك الذين لا ينشدون سوى التوافق مع كلمات الكتاب المقدس ومع إله غامض فأراهم في منظرٍ بائس. ذلك لأن ما يعبدوه هو كلماتٍ ميتة وإله قادر على أن يمنحهم كنوزًا لا يُنطَق بها. ما يعبدوه هو إله يضع نفسه تحت رحمة الإنسان، وليس له وجود. ماذا إذًا يستطيع أشخاصٌ كأولئك أن ينالوا مني؟ الإنسان ببساطة وضيع جدًا حتى أن الكلمات لا تصفه. أولئك الذين يعادونني، الذين يطلبون مني طلبات لا تنتهي، الذين ليست فيهم محبة الحق، الذين يقاومونني، كيف يكونون في توافق معي؟

من "يجب أن تبحث عن طريق التوافق مع المسيح" في "الكلمة يظهر في الجسد"

140. إن استخدمتم مفاهيمكم لقياس الله وتعيين حدوده، كما لو كان الله صنمًا من الصلصال لا يتغير، وإذا ما رسمتم حدودًا لله ضمن ضوابط الكتاب المقدس، وحصرتموه ضمن نطاق محدد من العمل، فإن ذلك يثبت أنكم أدنتموهله، ولأن اليهود في عصر العهد القديم، قد عمدوا، في قلوبهم، إلى أن يضفوا على الله شكل الوثن، وكأن الله لا يمكن أن يُسمّى إلا المسيَّا فقط، وأنّ مَنْ كان يسمّى المسيَّا هو وحده الله، ولأنهم خدموا الله وتعبّدوا له كما لو كان صنمًا صلصاليًا (بلا حياة)، فقد سمّروا يسوع وقتئذِ على الصليب، وحكموا عليه بالموت – وبذلك حكموا على يسوع البريء بالموت. لم يقترف الله أي جريمة، ومع ذلك، لم يصفح الإنسان عن الله، وحكم عليه حكمًا صارمًا بالموت. وهكذا صُلب يسوع. لطالما اعتقد الإنسان بأن الله لا يتغير، ولطالما عرَّفه وفقًا للكتاب المقدس، وكأن الإنسان قد أدرك تدبير الله، وكأن جُلّ ما يفعل الله هو في متناول يد الإنسان. لقد بلغ الناس منتهى السخف، فقد استحوذ عليهم الغرور في أقصى صوره، ولديهم جميعًا، ميل إلى البلاغة الطنّانة. بغض النظر عن وفرة معرفتك بالله فإِنّني، على الرغم من ذلك، أقول بأنك لا تعرف الله، وأن ليس ثمة أحد أكثر منك معارضة لله، وأنّك تدين الله؛ والسبب في ذلك أنّك عاجز تمامًا عن طاعة عمل الله، وانتهاج طريق الكائن الذي جعله الله كاملاً. لماذا لم يرضَ الله البتّة عن أفعال الإنسان؟ لأنّ الإنسان لا يعرف الله، ولأن لديه مفاهيم كثيرة جدًّا، ولأنه، بدلاً من الاستجابة للحقيقة، فان كل معرفته بالله تسير على الوتيرة وتستخدم المنهج نفسه في كل موقف. وهكذا، وبعد أن هبط الله إلى الأرض اليوم، فإن الإنسان قد سمَّر اللهَ من جديد على الصليب.

من "ينبغي أن يُعاقَب الشرير" في "الكلمة يظهر في الجسد"

141. لقد اشتاق الإنسان لآلاف السنين إلى أن يكون قادرًا على أن يشهد مجيء المخلِّص. اشتاق الإنسان إلى أن يرى يسوع المُخلِّص نازلا على سحابة بيضاء، بشخصه، بين أولئك الذين اشتاقوا وتاقوا إليه لآلاف السنين. اشتاق الإنسان إلى أن يعود المُخلِّص ويتَّحد مع شعبه من جديد، أي إنه اشتاق إلى أن يرجع يسوع المُخلِّص إلى الشعب الذي انفصل عنه لآلاف السنين. والإنسان يأمل أن ينفِّذ يسوع عمل الفداء الذي قام به بين اليهود مرةً أخرى، وأن يكون شفوقًا على الإنسان ومحبًّا له، وأن يغفر خطايا الإنسان ويحملها، بل ويحمل تعدّيات الإنسان كلّها ويخلِّصه من الخطيَّة. إنهم يشتاقون إلى أن يكون يسوع المخلِّص مثلما كان من قبل؛ مُخلّصاً مُحِباً، ودوداً، مهيباً، غير ساخط أبدًا على الإنسان، ولا يعاتبه البتَّة. يغفر هذا المخلِّص جميع خطايا الإنسان ويحملها، بل ويموت أيضًا على الصليب من أجل الإنسان مرة أخرى. منذ أن رحل يسوع، يشتاق إليه بشدةٍ التلاميذ الذين تبعوه والقديسون كلّهم الذين خَلصوا بفضل اسمه، والذين كانوا يتلهفون إليه وينتظرونه بشدة. كل أولئك الذين نالوا الخلاص بنعمة يسوع المسيح في عصر النعمة كانوا يشتاقون إلى اليوم البهيج في الأيام الأخيرة، حين يصل يسوع المُخلِّص على سحابةٍ بيضاء ويظهر بين البشر. بالطبع هذه أيضًا رغبة جماعية لكل مَنْ يقبلون اسم يسوع المخلِّص اليوم. جميع مَنْ يعرفون خلاص يسوع المخلِّص في الكون بأسرِه يتوقون بشدةٍ إلى مجيء يسوع المسيح المفاجئ، لإتمام كلمات يسوع حينما كان على الأرض: "سوف أجيء مثلما رحلت". يؤمن الإنسان أنه بعد الصلب والقيامة، رجع يسوع إلى السماء على سحابةٍ بيضاء، وأخذ مكانه عن يمين العظمة. يتصوَّر الإنسان أن يسوع سينزل مجددًا بالمثل في الأيام الأخيرة على سحابةٍ بيضاء (هذه السحابة تشير إلى السحابة التي ركبها يسوع عندما عاد إلى السماء)، بين أولئك الذين كانوا وما زالوا يشتاقون بشدةٍ إليه لآلاف السنين، وأنه سيحمل صورة اليهود ويتسربل بملابسهم. بعد ظهوره للبشر سيُنعم عليهم بالطعام، ويفيض عليهم بالماء الحي، ويحيا بينهم مملوءًا نعمةً ومحبةً، حيٌ وحقيقيّ. وما إلى ذلك. إلا أنّ يسوع المُخلِّص لم يفعل هذا؛ بل فعل عكس ما تصوَّره الإنسان. لم يأتِ بين أولئك الذين كانوا يشتاقون لرجوعه، ولم يظهر لجميع البشر راكبًا على السحابة البيضاء. لقد جاء بالفعل، لكن الإنسان لا يعرفه، ويظل جاهلًا به. الإنسان ينتظره فقط بلا هدف، غير دارٍ بأنه نزل بالفعل على "سحابة بيضاء" (السحابة التي هي روحه وكلماته وشخصيته الكليَّة وكل ماهيته)، وهو الآن بين جماعة من الغالبين سوف يؤسّسها في أثناء الأيام الأخيرة. لا يعرف الإنسان هذا: فمع أنَّ المخلِّص يسوع القدّوس مملوء رأفة ومحبة تجاه الإنسان، كيف له أن يعمل في "هياكل" تسكنها أرواح نجسة وغير طاهرة؟ مع أن الإنسان كان ينتظر مجيئه، كيف له أن يظهر بين أولئك الذين يأكلون جسد غير الأبرار ويشربون دمّهم ويلبسون ثيابهم، الذين يؤمنون به لكنّهم لا يعرفونه، ويسلبونه باستمرار؟ لا يعرف الإنسان إلا أن يسوع المخلِّص مملوء محبة وشفقة، وهو ذبيحة للخطيَّة مملوء فداءاً. لكن ليس لدى الإنسان فكرة أنه هو الله نفسه أيضًا الممتلئ بالبر والجلال والغضب والدينونة، ولديه كل سلطان ومملوء كرامة. ولذلك، ومع أن الإنسان يشتاق بحماسة إلى عودة الفادي ويتعطَّش إليها، وحتى السماء تتأثَّر بصلاة الإنسان، لا يظهر يسوع المخلِّص لمَنْ يؤمنون به ولكنَّهم لا يعرفونه.

من "عاد المُخلِّص بالفعل على (سحابة بيضاء)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

142. لو أن يسوع، كما يتخيل الإنسان، سيأتي من جديد في الأيام الأخيرة وسيظل اسمه يسوع ويأتي على سحابة بيضاء وينزل بين البشر في صورة يسوع: ألا يكون هذا تكرارًا لعمله؟ هل الروح القدس قادر على التعلق بالماضي؟ كل ما يؤمن به الإنسان هو تصورات، وكل ما يفهمه هو وفقًا للمعنى الحرفي، وأيضًا وفقًا لخياله؛ جميعها أمور لا تتوافق مع عمل الروح القدس، ولا تتماشى مع مقاصد الله. لن يعمل الله بتلك الطريقة؛ فالله ليس أحمق ولا غبيًّا لهذه الدرجة، وعمله ليس بالبساطة التي تتخيلها. بناءً على كل ما يتخيَّله الإنسان، سيأتي يسوع راكبًا على سحابة وينزل في وسطكم. سترونه، وهو راكب على سحابة، ويخبركم أنه يسوع. وسترون أيضًا آثار المسامير في يديه، وستعرفون أنه يسوع. وسوف يخلّصكم من جديد، وسيكون إلهكم القدير. سيخلّصكم، وينعم عليكم باسم جديد، ويعطي كل واحد منكم حصاة بيضاء، وسيُسمح لكم بعد ذلك بدخول ملكوت السماوات ويتم استقبالكم في الفردوس. أليست هذه المعتقدات هي تصورات الإنسان؟ هل يعمل الله وفقًا لتصورات الإنسان أم ضدها؟ أليست تصورات الإنسان جميعها مُستمدة من الشيطان؟ ألم يفسد الشيطان الإنسان كله؟ لو قام الله بعمله وفقًا لتصورات الإنسان، ألن يكون إذًا شيطانًا؟ ألن يكون من نفس نوع خلقه؟ بما أن خليقته قد أفسدها الشيطان الآن وصار الإنسان تجسيدًا للشيطان، لو عمل الله وفقًا لأمور الشيطان، ألن يكون متآمرًا مع الشيطان؟ كيف يمكن للإنسان أن يسبر أغوار عمل الله؟ ولذلك، لن يعمل الله أبدًا وفقًا لتصورات الإنسان، ولن يعمل بالطرق التي تتخيلونها. هناك أولئك الذين يقولون إن الله قال بنفسه إنه سيأتي على سحابة. صحيح أن الله قال هذا بنفسه، لكن ألا تعرف أنه لا يوجد إنسان يمكنه أن يفهم أسرار الله؟ ألا تعرف أنه لا يوجد إنسان بإمكانه شرح كلمات الله؟ هل أنت متيقن، بلا أدنى شك، أنك مضاء ومستنير بالروح القدس؟ بالتأكيد لم يكن الروح القدس هو الذي وضح لك بهذا الأسلوب المباشر؟ هل الروح القدس هو الذي أرشدك، أم أن تصوراتك الشخصية هي التي قادتك لتفكر بهذه الطريقة؟ قلت "إن الله بنفسه قال هذا"، لكن لا يمكننا أن نستخدم تصوراتنا الشخصية وعقولنا لقياس كلمات الله. بالنسبة إلى الكلمات التي قالها إشعياء، هل يمكنك أن تفسر كلماته بيقينية مطلقة؟ هل تجرؤ على تفسير كلماته؟ بما أنك لا تجرؤ على تفسير كلمات إشعياء، لماذا تجرؤ على تفسير كلمات يسوع؟ مَن أكثر تمجيدًا، يسوع أم إشعياء؟ بما أن الإجابة هي يسوع، لماذا تفسر الكلمات التي قالها يسوع؟ هل أخبرك الله بعمله مسبقًا؟ لا يمكن لأحد من المخلوقات أن يعرف، ولا حتى الرسل في السماء، ولا حتى ابن الإنسان، فكيف يمكنك أنت أن تعرف؟

من "رؤية عمل الله (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

143. هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد قاموا بارتكاب خطأ التمسك عبثًا باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليست هذه الآراء منافية للعقل وسخيفة؟ سَأسْألكم مجددًا: أليس من السهل للغاية بالنسبة إليكم أن ترتكبوا أخطاء الفريسيين الأولين بالنظر إلى أنكم ليس لديكم أدنى فهم ليسوع؟ هل أنت قادر على تمييز طريق الحق؟ هل تضمن حقًّا أنك لن تعارض المسيح؟ هل أنت قادر على اتباع عمل الروح القدس؟ إذا كنت لا تعرف ما إن كنت ستقاوم المسيح أم لا، فإنني أقول لك إذًا إنك تعيش على حافة الموت بالفعل. أولئك الذين لم يعرفوا المسيا كانوا جميعًا قادرين على معارضة يسوع ورفضه والافتراء عليه. يستطيع الناس الذين لا يفهمون يسوع أن يجحدوه ويسبّوه. وإضافة إلى ذلك فهم ينظرون إلى عودة يسوع باعتبارها مكيدة من الشيطان، وسوف يُدين مزيد من الناس يسوع العائد في الجسد. ألا يجعلكم كل هذا خائفين؟ ما ستواجهونه سيكون تجديفًا ضد الروح القدس، وتخريبًا لكلمات الروح القدس للكنيسة، ورفضًا لكل ما عبَّر عنه يسوع. ما الذي يمكنكم الحصول عليه من يسوع إن كنتم مشوشين للغاية؟ كيف يمكنكم فهم عمل يسوع عندما يعود في الجسد على سحابة بيضاء، إذا كنتم ترفضون بعِناد أن تدركوا أخطاءكم؟ أقول لكم هذا: الناس الذين لا يتقبلون الحق، ومع ذلك ينتظرون بلا تبصُّرٍ قدومَ يسوع على سحابة بيضاء، من المؤكد أنهم سيجدفون على الروح القدس، وهم الفئة التي ستهلك. أنتم فقط تتمنَّوْن نعمة يسوع، وفقط تريدون التمتع بعالم السماء السعيد، ولكنكم لم تطيعوا قطُّ الكلمات التي تكلم بها يسوع، ولم تتقبلوا مطلقًا الحقَّ الذي يعبّر عنه يسوع عندما يعود في الجسد. ما الذي تتمسكون به في مقابل حقيقة عودة يسوع على سحابة بيضاء؟ هل هو إخلاصكم في ارتكاب الخطايا بصورة متكررة، ثم الاعتراف بها، مرارًا وتكرارًا؟ ما الذي ستقدمونه كذبيحة ليسوع العائد على سحابة بيضاء؟ هل هي سنوات العمل التي تمجّدون فيها أنفسكم؟ ما الذي ستتمسكون به لتجعلوا يسوع العائد يثق بكم؟ هل هي طبيعتكم المتغطرسة التي لا تطيع أي حق؟

من "حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

144. ولاؤكم بالكلمات فحسب، ومعرفتكم هي مجرد معرفة عقلية وتصورية، وعملكم من أجل كسب بركات السماء، فكيف يكون شكل إيمانكم؟ حتى في هذه الأيام، لا تزالون تصمّون آذانكم عن كل كلمة من كلمات الحق. أنتم لا تعرفون ماهية الله، ولا تعرفون ماهية المسيح، ولا تعرفون كيف تتّقون يهوه، ولا تعرفون كيف تدخلون في عمل الروح القدس، ولا كيف تميزون بين عمل الله نفسه وخداع الإنسان. أنت لا تعرف إلا أن تدين أيَّ كلمةِ حقٍّ عبَّر عنها الله ولا تتوافق مع أفكارك. أين تواضعك؟ أين طاعتك؟ أين ولاؤك؟ أين رغبتك في طلب الحق؟ أين مخافتك لله؟ أقول لكم، أولئك الذين يؤمنون بالله بسبب العلامات هم بالتأكيد الفئة التي ستُدَمَّر. لا شك في أن أولئك العاجزين عن تقبُّل كلمات يسوع العائد في الجسد، هم ذريّة الجحيم، أحفاد رئيس الملائكة، والفئة التي ستخضع للدمار الأبدي. قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم. أنصحكم أن تسلكوا طريق الإيمان بالله بعناية. لا تقفزوا إلى الاستنتاجات، بل وفوق ذلك، لا تكونوا لامبالين ومستهترين في إيمانكم بالله. عليكم أن تعرفوا، بأقل تقدير، أنَّ مَن يؤمنون بالله يجب أن يكونوا متواضعين ومُتّقين. أما الذين سمعوا الحق ولكنَّهم ازدروه فهم حمقى وجُهَّال، وأولئك الذين سمعوا الحق ومع ذلك يقفزون إلى الاستنتاجات بلا اكتراث أو يُدينون الحق فهم مملوؤون غطرسةً. لا يحق لأي شخص يؤمن بيسوع أن يلعن الآخرين أويُدينهم. عليكم جميعًا أن تكونوا عقلانيين وتقْبلوا الحق. لَعلّك بعد سماعك لطريق الحق وقراءتك لكلمة الحياة، تؤمن أن واحدةً فقط من بين 10.000 كلمة من هذه الكلمات متوافقة مع قناعاتك والكتاب المقدس، لذلك عليك أن تستمر في البحث عن تلك الكلمة التي نسبتها واحد من عشرة آلاف من هذه الكلمات. لا أزال أنصحك أن تكون متواضعًا، وألّا تكون مُفرطًا في ثقتك بنفسك، وألّا تبالغ في الاستعلاء. كلّما تمسّك قلبُك بالتقوى لله، ولو بقدر يسير، حصلت على نور أعظم. إن تفحّصتَ هذه الكلمات بدقة وتأملت فيها بصورة متكررة، ستفهم ما إذا كانت هي الحقَّ أم لا، وما إذا كانت هي الحياةَ أم لا. لعلَّ بعضَ الناس، بعد أن يقرؤوا بضعَ جملٍ فقط، سيُدينون هذه الكلمات بشكل أعمى قائلين: "ليس هذا إلا قدرًا يسيرًا من استنارة الروح القدس"، أو "هذا مسيح كاذب جاء ليخدع الناس". مَنْ يقولون هذا قد أعماهم الجهل! أنت تفهم أقلَّ القليل عن عمل الله وحكمته، أنصحك أن تبدأ الأمر برمته من جديد! يجب عليكم ألّا تُدينوا بشكل أعمى الكلماتِ التي قالها الله بسبب ظهور مسحاءِ كذبةً في الأيام الأخيرة، ويجب عليكم ألّا تكونوا أشخاصًا يجدّفون على الروح القدس لأنكم تخشون الخداع. أوليس هذا مدعاةَ أسفٍ كبرى؟ إن كنتَ، بعد الكثير من التمحيص، لا تزال تؤمن أن هذه الكلمات ليست الحق وليست الطريق، وليست تعبير الله، فستنال عقابًا في النهاية، ولن تنال البركات.

من "حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

145. أنت لم تؤمن بالله لوقت طويل، ومع ذلك لديك الكثير من المفاهيم عنه، لدرجة أنك لا تجرؤ على أن تفكر لثانية واحدة أن إله بني إسرائيل سوف يتفضل لينعم عليكم بوجوده. ولم تجرؤوا على الأقل حتى على التفكير في كيف يمكنكم رؤية الله وهو يقوم بظهور شخصي، نظرًا إلى مدى دناستكم الشديدة. أنتم أيضًا لم تفكروا قط كيف يمكن لله أن ينزل شخصيًا في أرض أممية. يجب أن ينزل على جبل سَيْناء أو جبل الزيتون ويظهر للإسرائيليين. أليست الأمم (أي الناس من خارج إسرائيل) جميعها موضع احتقاره؟ كيف يمكنه أن يعمل بشكل شخصي بينهم؟ كل هذه هي المفاهيم المتأصلة التي وضعتموها على مدى سنوات عديدة، والغرض من إخضاعكم اليوم هو تحطيم مفاهيمكم هذه؛ وهكذا رأيتم الله شخصيًا يظهر بينكم، ليس على جبل سيناء أو على جبل الزيتون، بل بين أناس لم يسبق له أن قادهم من قبل. بعد أن أنجز الله مرحلتي عمله في إسرائيل، تبنَّى بنو إسرائيل وجميع الأمم على حدٍ سواء المفهوم القائل إنه على الرغم من أن الله خلق كل شيء، فهو مستعد لأن يكون إله إسرائيل فقط، وليس إله الأمم. يؤمن بنو إسرائيل بما يلي: الله لا يمكن أن يكون إلا إلهَنا، وليس إلهَكم أيتها الأمم، ولأنكم لم تتقوا يهوه، فإن يهوه إلهَنا يحتقركم. يؤمن هؤلاء اليهود أيضًا بما يلي: لقد اتخذ الرب يسوع صورتنا نحن الشعبَ اليهوديَّ، وهو إله يحمل علامةَ الشعبِ اليهوديِّ؛ ومن بيننا يعمل الله، وصورة الله وصورتنا متشابهتان، وصورتنا وثيقة الصلة بالله. والرب يسوع هو ملكنا نحن اليهود. الأمم غيرُ أهلٍ لتلقّي مثلِ هذا الخلاص العظيم. الرب يسوع هو ذبيحة الخطيّة من أجلنا نحن اليهود. كان ذلك فقط على أساس مرحلتَي العمل اللّتين شكَّل فيهما بنو إسرائيل والشعب اليهودي كل هذه المفاهيم. إنهم يدّعون باستبداد أن الله لهم، ولا يسمحون بأن يكون اللهُ إلهَ الأمم أيضًا. وبهذه الطريقة، أصبح الله فراغًا في قلوب الأمم؛ هذا لأن الجميع أصبحوا يؤمنون بأن الله لا يريد أن يكون إله الأمم، وأنه لا يحب سوى إسرائيل– شعبه المختار – والشعب اليهودي، ولا سيما التلاميذ الذين اتبعوه. ألا تعرف أن العمل الذي قام به يهوه ويسوع هو من أجل بقاء البشرية جمعاء؟ هل تعترف الآن بأن الله هو إلهكم جميعًا أنتم المولودين خارج إسرائيل. أليس الله هنا بين ظَهْرانَيْكُم اليوم؟ هذا لا يمكن أن يكون حلمًا، أليس كذلك؟ ألا تقبلون هذا الواقع؟ إنكم لا تجرؤون على تصديقه أو التفكير فيه. بغض النظر عن كيفية رؤيتكم له، أليس الله هنا في وسطكم؟ هل ما زلتم خائفين من تصديق هذه الكلمات؟ من اليوم فصاعدًا، أليس كل الناس الخاضعين وجميع الذين يرغبون في أن يكونوا أتباع الله هم شعب الله المختار؟ ألستم جميعُكم، مَنْ هم أتباع اليوم، الشعبَ المختار من خارج إسرائيل؟ أليس وضعكم مثل وضع بني إسرائيل؟ أليس كل هذا ما يجب عليكم التعرف عليه؟ أليس هذا هو الهدف من عمل إخضاعكم؟ بما أنكم تستطيعون رؤية الله، فإنه سيكون إلهكم إلى الأبد، منذ البدء وحتى المستقبل. لن يتخلَّى عنكم، ما دمتم على استعداد لأن تتبعوه وأن تكونوا خليقته المخلصين المطيعين.

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

146. يمكنك فقط من خلال نبذ تصوراتك القديمة أن تحصل على المعرفة الجديدة، وليس بالضرورة أن تكون معرفتك القديمة عبارة عن تصورات قديمة. تشير "التصورات" إلى الأشياء التي ظنَّ الإنسان أنها غير متماشية مع الواقع. فإذا كانت المعرفة القديمة قد عفا عليها الزمن بالفعل ووقفت حجر عثرة أمام دخول الإنسان إلى العمل الجديد، فإن هذه المعرفة تكون أيضًا تصورًا. أما إذا كان الإنسان قادرًا على انتهاج المنهج الصحيح نحو هذه المعرفة وكان بإمكانه معرفة الله من عدة جوانب مختلفة عن طريق الجمع بين القديم والحديث، فإن المعرفة القديمة تصبح عونًا للإنسان وأساسًا يستطيع من خلاله الدخول إلى العصر الجديد. تتطلب منك العبرة من معرفة الله أن تتقن العديد من المبادئ: كيف تسلك طريق معرفة الله، وأي الحقائق يجب عليك فهمها حتى تعرف الله، وكيف تتخلّص من تصوراتك وطبيعتك القديمة لعلك تخضع لجميع تنظيمات العمل الجديد لله. إذا استخدمت هذه المبادئ كأساس للدخول إلى العبرة من معرفة الله، فستصبح معرفتك أعمق وأعمق. إذا كانت لديك معرفة واضحة بالمراحل الثلاث للعمل – أي بخطة تدبير الله الكاملة – وإذا كنت تستطيع أن تربط المرحلتين السابقتين من عمل الله بالمرحلة الحالية ربطًا محكمًا، ويمكنك أن ترى أن مَنْ قام بالعمل إله واحد، فلن يكون لديك أساس أكثر ثباتًا من هذا. ... إذا كان الإنسان يستطيع أن يرى في المراحل الثلاث للعمل التي قام الله فيها بالعمل بنفسه في أوقات مختلفة، وفي أماكن مختلفة، وفي أناس مختلفين، وإن كان الإنسان يستطيع رؤية أنه على الرغم من أن العمل مختلف، فإن الذي يقوم به كله إله واحد، وبما أن الذي يقوم بالعمل كله إله واحد، فلا بد أن يكون صحيحًا وبدون أخطاء، وأنه على الرغم من تعارضه مع تصورات الإنسان، إلا أنه ليس هناك مَنْ ينكر أنه عمل إله واحد إذا كان الإنسان يستطيع أن يقول على وجه اليقين إنه عمل إله واحد، فإن تصورات الإنسان ستصبح مجرد تفاهات، وغير جديرة بالذكر. لأن رؤى الإنسان غير واضحة، ولأن الإنسان لا يعرف إلا يهوه باعتباره الله، ويسوع باعتباره الرب، ويقف حائرًا بشأن الله المتجسد اليوم، فلا يزال العديد من الناس مُكرَّسين لعمل يهوه ويسوع، ومحاطين بتصورات حول عمل اليوم، ودائمًا ما يساور الشك معظم الناس ولا يأخذون عمل اليوم على محمل الجد. لا يحمل الإنسان أي تصورات تجاه مرحلتي العمل الأخيرتين اللتين كانتا غير مرئيتين. وذلك أن الإنسان لا يفهم واقع المرحلتين الأخيرتين من العمل، ولم يشهدهما بنفسه. والسبب في عدم إمكانية رؤيتهما أن الإنسان يتخيل وفق ما يحب؛ وبغض النظر عما توصل إليه، فلا توجد أي حقائق لإثبات ذلك ولا يوجد أحد يتولى تصحيحه. يطلق الإنسان لغريزته الطبيعية العنان متخليًا عن الحذر مما قد تأتي به الرياح ومطلقًا لخياله العنان لأنه لا توجد حقائق لإثبات ذلك، ومن ثمَّ تصبح تصورات الإنسان "حقيقة" بغض النظر عن وجود ما يثبتها. هكذا يؤمن الإنسان بالإله الذي يتصوره في ذهنه، ولا يسعى لإله الواقع. إذا كان للشخص الواحد نوع واحد من الاعتقاد، فسيكون هناك مائة نوع من الاعتقاد من بين مائة شخص. يمتلك الإنسان مثل هذه المعتقدات لأنه لم ير حقيقة عمل الله، لأنه لم يسمعها إلا بأذنيه ولم يبصرها بعينيه. لقد سمع الإنسان الأساطير والقصص – ولكن نادراً ما سمع بمعرفة حقائق عمل الله. ولذلك فإن الذين مر على إيمانهم عام واحد هم فقط يؤمنون بالله وفق تصوراتهم الخاصة، وينطبق الشيء نفسه على أولئك الذين آمنوا بالله طوال حياتهم. إن أولئك الذين لا يستطيعون رؤية الحقائق لن يتمكنوا أبداً من الهروب من عقيدة بها تصورات عن الله. يعتقد الإنسان أنه حرّر نفسه من قيود تصوراته القديمة، وأنه دخل منطقة جديدة. ألا يعلم البشر أن المعرفة التي لدى مَنْ لا يستطيعون رؤية وجه الله الحقيقي ليست إلا تصورات وهرطقة؟ يظن الإنسان أن تصوراته صحيحة وبدون أخطاء ويظن أن هذه التصورات تأتي من الله. واليوم، عندما يشهد الإنسان عمل الله، فإنه يطلق التصورات التي تراكمت على مر سنوات عديدة. أصبحت تصورات الماضي وأفكاره عقبة أمام عمل هذه المرحلة، ويُصبِح من الصعب على الإنسان أن يتخلى عن هذه التصورات ويدحض مثل هذه الأفكار. لقد أصبحت التصورات تجاه هذا العمل التدريجي لدى العديد من أولئك الذين اتبعوا الله حتى اليوم أكثر خطورة، وقد كوَّن هؤلاء الناس بالتدريج عداءً مستعصيًا تجاه الله المتجسد، ومصدر هذه الكراهية تصورات الإنسان وتخيلاته. لقد غدت تصورات الإنسان وتخيلاته عدوًا لعمل اليوم، العمل الذي يتناقض مع تصورات الإنسان. ويرجع السبب في هذا تحديدًا إلى أن الحقائق لا تسمح للإنسان بأن يطلق العنان لخياله، وعلاوة على ذلك لا يمكن للإنسان أن يدحضها بسهولة، ولا تحتمل تصورات الإنسان وخيالاته وجود الحقائق، فضلاً عن أن الإنسان لا يفكر في صحة الحقائق ودقتها، بل يطلق فقط تصوراته بإصرار، ويوظِّف خياله. يمكن القول فقط بأنه قصور في تصورات الإنسان ولا يمكن القول بأنه قصور في عمل الله.

من "معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

147. يقول الناس إن الله هو إله بار، وإنه طالما أن الإنسان يتبعه حتى النهاية، فإنه بالتأكيد سيكون منصِفًا تجاه الإنسان، لأن بره عظيم جدًا. إذا تبعه الإنسان حتى النهاية، فهل سيلقي بالإنسان جانبًا؟ أنا لست متحيزًا تجاه جميع البشر، وأدين جميع البشر بشخصيتي البارة، ومع ذلك هناك شروط مناسبة للمتطلبات التي أطلبها من الإنسان، والتي يجب على جميع البشر تحقيقها، بغض النظر عمَّنْ هم. لا يهمني مدى اتساع مؤهلاتك أو عظمتها، فلا أهتم إلا بكونك تسير في طريقي أم لا، وما إذا كنت تحب الحق وتتوق إليها أم لا. إذا كنت تفتقر إلى الحق، بل وتجلب العار على اسمي، ولا تسلك وفقًا لطريقي، وتمضي دون اهتمام أو انشغال، ففي ذلك الوقت سأضربك وأعاقبك على شرّك، وماذا ستقول حينها؟ هل تستطيع أن تقول إن الله ليس بارًا؟ اليوم، إذا كنت قد امتثلت للكلمات التي تحدثت بها، فأنت من النوع الذي أستحسنه. إنك تشكو أنك عانيت دائمًا أثناء اتباعك لله، وتدَّعي أنك تبعته في السراء والضراء، وكنت في معيته في الأوقات الجيدة والسيئة، لكنك لم تحيا بحسب الكلام الذي قاله الله؛ فطالما تمنيت مجرد السعي وبذل نفسك من أجل الله كل يوم، ولكنك لم تفكر قط في أن تحيا حياة ذات معنى. كما تقول أيضًا: "على أية حال أنا أؤمن أن الله بار: لقد عانيتُ من أجله، وانشغلتُ به، وكرَّستُ نفسي من أجله، وجاهدتُ مع أنني لم أحصل على أي اهتمام خاص؛ فمن المؤكد أنه يتذكرني. إن الله بار حقًا، ولكن لا تشوب هذا البر أي شائبة: فلا تتداخل في بره أية إرادة بشرية، ولا يدنسه الجسد، أو التعاملات الإنسانية. سوف يُعاقَب جميع المتمردين والمعارضين، الذين لا يمتثلون لطريقه؛ فلن يُعفى أحد، ولن يُستثنى أحد! بعض الناس يقولون: "اليوم أنا منشغل بك؛ وعندما تأتي النهاية، هل يمكنك أن تمنحني بركة قليلة؟" لذا أسألك: "هل امتثلت لكلامي؟" إن البر الذي تتحدث عنه يستند على صفقة. إنك لا تفكر سوى في أنني بار، ومُنصف تجاه كل البشر، وأن كل الذين يتبعونني حتى النهاية هم بالتأكيد مَنْ سيخلصون وينالون البركات. يوجد معني متضمن في كلامي بأن "كل الذين يتبعونني حتى النهاية هم بالتأكيد مَنْ سيخلصون"، بمعنى أولئك الذين يتبعونني حتى النهاية هم الذين سأقتنيهم اقتناءً كاملًا، إنهم أولئك الذين يسعون، بعد أن أُخضعوا، إلى الحق وسيُكمَّلون. ما هي الشروط التي حققتها؟ كل ما حققته ليس إلا أنك تبعتني حتى النهاية، ولكن ماذا أيضًا؟ هل امتثلت لكلامي؟ لقد حققت أحد متطلباتي الخمسة، ولكنك لا تنوي تحقيق الأربعة المتبقية. لقد وجدت ببساطة أبسط الطرق وأسهلها، وسعيت في إثرها متفكرًا في نفسك أنك محظوظً. إن شخصيتي البارة نحو شخص مثلك تتضمن التوبيخ والدينونة، إنه الجزاء العادل، والعقاب العادل لجميع الأشرار؛ فجميع أولئك الذين لا يسيرون في طريقي سيعاقبون بالتأكيد، حتى لو اتبعوا الطريق حتى النهاية. هذا هو بر الله. عندما يُعبَّر عن هذه الشخصية البارة في عقاب الإنسان، فسيصاب بالذهول، ويندم على ذلك، فبينما يتبع الله، لم يكن سالكًا في طريقه. "لقد عانيت في ذلك الوقت مجرد معاناة قليلة أثناء تبعيتي لله، لكنني لم أسلك في طريق الله. ما هي الأعذار لذلك؟ لا يوجد خيار سوى أن أخضع للتوبيخ!" لكنه يفكر في ذهنه: "على أية حال، لقد تبعتُ حتى النهاية، لذا فحتى لو وبختني، فلا يمكن أن يكون توبيخًا شديدًا جدًا، وبعد فرض هذا التوبيخ فستظل تريدني. أعلم أنك بار، ولن تعاملني بهذه الطريقة إلى الأبد. على أية حال، أنا لستُ مثل أولئك الذين سوف يُبادون؛ فسوف يتلقى أولئك الذين يبادون توبيخًا قاسيًا، في حين سيكون التوبيخ الذي أتلقاه أخف." إن شخصية الله البارة ليست كما تقول أنت. فالأمر لا يتعلق بأن يحظى أولئك الذين يجيدون الاعتراف بآثامهم بمعاملة أكثر تساهلًا. إن البر هو القداسة، وهذا معناه أنه شخصية لا تتساهل مع إساءات الإنسان، وهكذا يصبح كل ما هو دنس ولم يتغير هدفًا يمقته الله. إن شخصية الله البارة ليست قانونًا، بل مرسومًا إداريًا: إنه مرسوم إداري في الملكوت، وهذا المرسوم الإداري هو العقوبة العادلة لأي شخص لا يمتلك الحق ولم يتغير، ولا يوجد هامشًا للخلاص. لأنه عندما يصنَّف كل إنسان حسب نوعه، سيُكافأ الصالح وسيُعاقب الشرير. عندما يُكشف عن وجهة الإنسان، يكون هذا هو الوقت الذي ينتهي فيه عمل الخلاص، وبعدها لا يكون هناك عمل على خلاص الإنسان مرة أخرى، وسيحل العقاب على كل مَنْ يرتكب الشر. بعض الناس يقولون: "الله يتذكر كل واحد من أولئك الذين كثيرًا ما يبقون إلى جانبه. ولن ينسى أي واحد منا. فنحن نضمن أننا سنتكمَّل بواسطة الله. ولن يتذكر أي من أولئك الذين في الأسفل، أولئك الذين بينهم وسيتكمَّلون مضمون أنهم أقل منا، والذين غالبًا ما يواجهون الله. الله لم ينس أحدًا منا، فالله استحسنا جميعًا، وقد ضمنا أن الله سيُصيرنا كاملين". جميعكم تتبنون مثل هذه التصورات. هل هذا هو البر؟ هل بدأت ممارسة الحق أم لا؟ إنك في الواقع تنشر شائعات كهذه – فأنت لا تخجل من نفسك!

من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

148. اعلموا أنكم تعارضون عمل الله أو تستخدمون تصوراتكم الخاصة لقياس عمل اليوم، ذلك لأنكم لا تعلمون مبادئ عمل الله ولأنكم لا تأخذون عمل الروح القدس مأخذ الجد بالقدر الكافي. إن معارضتكم لله وعرقلتكم لعمل الروح القدس سببها تصوراتكم وغطرستكم المتأصلة. ليس لأن عمل الله خطأ، لكن لأنكم عصاة جدًا بالفطرة. لا يمكن لبعض الناس، بعد اكتشاف إيمانهم بالله، القول من أين جاء الإنسان على وجه اليقين، لكنهم يجرؤون على إلقاء الخطب العامة ليقيِّمون أوجه الصواب والخطأ في عمل الروح القدس. حتى أنهم يعظون الرسل الذين نالوا العمل الجديد للروح القدس، فيعلِّقون ويتحدثون بحديث في غير محله؛ فبشريتهم ضحلة للغاية وليس لديهم أدنى إحساس بهم. ألن يأتي اليوم الذي يرفض فيه عمل الروح القدس هؤلاء الناس ويحرقهم في نار الجحيم؟ إنهم لا يعرفون عمل الله لكنهم ينتقدون عمله ويحاولون أيضًا توجيه الله في عمله. كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس غير المنطقيين أن يعرفوا الله؟ يتجه الإنسان لمعرفة الله أثناء البحث عنه وتجربته؛ وليس من خلال انتقاده بدافع أن يأتي لمعرفة الله من خلال استنارة الروح القدس. كلما كانت معرفة الناس بالله دقيقة أكثر، كانت معارضتهم له أقل. وعلى النقيض من ذلك، كلما قلَّ عدد الأشخاص الذين يعرفون الله، زاد احتمال معارضتهم له. إن تصوراتك وطبيعتك القديمة وطبيعتك البشرية وشخصيتك ونظرتك الأخلاقية هي "الوقود" الذي يشعل بداخلك مقاومة الله، كلما كنت فاسدًا ومتدهورًا ومنحطًا أكثر، كنت أشد عداوة لله. إن أولئك الذين لديهم تصورات بالغة الخطورة ولديهم شخصية ترى أنها أكثر برًا من الآخرين، هم ألد أعداء لله المتجسد وأولئك هم أضداد المسيح. إذا لم تخضع تصوراتك للتصحيح، فستكون دومًا ضد الله؛ ولن تكون متوافقًا مع الله، وستكون دومًا بمعزلٍ عنه.

من "معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

149. لم يؤمن الإنسان أنه "لا يوجد فقط الآب في السماء، لكن هناك أيضًا الابن والروح القدس" إلا بعد أن أصبح تجسُّد يسوع حقيقةً. هذا هو التصور التقليدي الذي يعتنقه الإنسان، أنه ثمة إله في السماء هكذا: ثالوث وهو الآب والابن والروح القدس، إله واحد. كل البشرية لديها هذا التصور: الله هو إله واحد، لكنه يتكون من ثلاثة أجزاء، وكل ما رسخه أولئك بشدة في التصورات التقليدية يَعتبر أنه الآب والابن والروح القدس، ولا يصبح الله واحدًا إلا بهذه الأجزاء الثلاثة. فمن دون الآب القدوس، لا يكون الله كاملاً. وبالمثل، لا يكون الله كاملاً من دون الابن أو الروح القدس. فهم يؤمنون – بحسب اعتقاداتهم – أنَّ أيًا من الآب وحده أو الابن وحده لا يمكن اعتباره الله ذاته. فقط الآب والابن والروح القدس معًا يمكن اعتبارهم الله ذاته. والآن، يعتنق جميع المؤمنين المتدينين، وحتى كل تابع منكم، هذا الاعتقاد، لكن ليس بوسع أحد أن يوضح ما إذا كان هذا الاعتقاد صحيحًا أم لا؛ لأنكم دوماً في التباسٍ بشأن أمور الله ذاته. وعلى الرغم من أن هذه عبارة عن تصورات، فإنكم لا تدرون ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة؛ لأنكم أصبحتم متأثرين تأثرًا خطيرًا بالتصورات الدينية. لقد قبلتم تلك التصورات الدينية التقليدية بعمقٍ، وقد تسرب هذا السم بعمقٍ إلى داخلكم؛ ومن ثم، فقد استسلمتم في هذا الأمر أيضًا لهذا التأثير الضار؛ ذلك لأن الثالوث ببساطة غير موجود، أي أن ثالوث الآب والابن والروح القدس ببساطة غير موجود. هذه كلها تصورات تقليدية لدى الإنسان، ومعتقداتٌ خاطئة لديه. لطالما ظل الإنسان طوال هذه السنوات الكثيرة يعتقد في هذا الثالوث الذي تستحضره تصورات في ذهن الإنسان اختلقها الإنسان، لكنه لم يرها مطلقاً من قبل. ظهرت على امتداد هذه السنوات شخصيات روحية عظيمة تشرح "المعنى الحقيقي" للثالوث، لكن ظلت هذه التفسيرات للثالوث – بوصفه ثلاثة أشخاص متمايزين ومتحدين في الجوهر – مبهمة وغير واضحة، وبات جميع الناس في حيرة بشأن "تركيب" الله. لم يتمكن إنسان عظيم مطلقًا من أن يقدم تفسيرًا جامعًا؛ فمعظم التفسيرات مقبولة من حيث التعليل وعلى الورق، لكن لا أحد يفهم معناها فهمًا واضحًا تمامًا؛ ذلك لأن هذا الثالوث العظيم الذي يحتفظ به الإنسان في قلبه غير موجود. ...

إذا تم تقييم مراحل العمل الثلاثة بحسب مفهوم الثالوث هذا، فلا بد إذًا من وجود ثلاثة آلهة حيث إن العمل الذي يقوم به كل منهم ليس العمل نفسه الذي يقوم به الآخر. إن كان بينكم من يقول إن الثالوث موجود حقًا، فاشرحوا إذًا ما الذي يعنيه بالضبط إله واحد في ثلاثة أقانيم. ما الآب القدوس؟ ما الابن؟ ما الروح القدس؟ هل يهوه هو الآب القدوس؟ هل يسوع هو الابن؟ فما هو الروح القدس إذًا؟ أليس الآب روحًا؟ أليس جوهر الابن أيضًا روحًا؟ ألم يكن عمل يسوع هو عمل الروح القدس؟ ألم يكن عمل يهوه في ذلك الوقت قد تم بواسطة روحٍ كمثل روح يسوع؟ كم روحًا يمكن أن تكون لله؟ وفقًا لتفسيرك، فإن الأقانيم الثلاثة، الآب والابن والروح القدس، هي واحد؛ فإن كان الأمر كذلك، توجد ثلاثة أرواح، لكنَّ وجود ثلاثة أرواح يعني وجود ثلاثة آلهة، وهذا يعني عدم وجود إله حقيقي واحد؛ فكيف مازال هذا النوع من الآلهة يمتلك الجوهر الأصلي لله؟ إذا قبلتَ بوجود إله واحد فقط، فكيف يكون له ابنٌ وكيف يكون هو أبًا؟ أليست هذه كلها تصوراتك؟ يوجد إله واحد فقط، وليس إلا شخص واحد في هذا الإله وروح واحدة لله تمامًا كما هو مكتوب في الكتاب المقدس أنه "يوجد روح قدس واحد وإله واحد فقط." بغض النظر عما إذا كان الآب والابن اللذان تتكلم عنهما موجودين، فليس هناك إلا إله واحد في النهاية، وجوهر الآب والابن والروح القدس الذين تؤمن بهم هو نفسه جوهر الروح القدس. بعبارة أخرى، الله روح لكنه قادر على أن يتجسد ويعيش بين الناس وأيضًا أن يكون فوق كل الأشياء. روحه شامل وكلي الوجود. يستطيع أن يكون في الجسد وأن يكون – في الوقت ذاته – في الكون وفوقه. لَمَّا كان الناس كلَّهم يقولون إن الله هو وحده الإله الواحد الحقيقي، فإنه إذًا يوجد إله واحد غير منقسم بإرادة أحد! الله روحٌ واحدٌ فقط وشخصٌ واحدٌ فقط، وهذا الروح هو روح الله. لو كان الأمر كما تقول، الآب والابن والروح القدس، أفلا يكونون ثلاثة آلهة؟ حيث يكون الروح القدس جوهرًا، والابن جوهرًا آخر، والآب جوهرًا آخر كذلك، ذواتهم مختلفة وجواهرهم مختلفة، فكيف إذًا يكون كل واحد منهم جزءًا من إلهٍ واحد؟ الروح القدس روح، هذا يسهل على الإنسان فهمه. إن كان الأمر كذلك، فإن الآب كذلك من باب أولى روحٌ؛ فهو لم ينزل على الأرض ولم يتجسد. إنه يهوه الله في قلب الإنسان، وهو أيضًا روح بالتأكيد. فما العلاقة إذًا بينه وبين الروح القدس؟ هل هي علاقة بين أبٍ وابنه؟ أم أنها العلاقة بين الروح القدس وروح الآب؟ هل مادة كلا الروحين واحدة؟ أم أن الروح القدس هو أداة للآب؟ كيف يمكن تفسير ذلك؟ ثم، ما العلاقة بين الابن والروح القدس؟ هل هي علاقة بين روحين أم علاقة بين إنسان وروح؟ هذه كلها أمور لا يمكن أن يكون لها تفسير! إذا كانوا كلهم روحًا واحدًا، فلا مجال للحديث عن ثلاثة أشخاص؛ لأن لهم روحًا واحدًا. ولو كانوا أشخاصًا متمايزين، لكانت أرواحهم متفاوتة في القوة، ولا يمكنهم – ببساطة – أن يكونوا روحًا واحدًا. إن هذا المفهوم للآب والابن والروح القدس بمنتهى العبث! فهذا يُجزِّئ الله ويقسمه إلى ثلاثة أشخاص، لكلٍّ منهم حالة وروح؛ فكيف يمكن إذًا أن يظل روحًا واحدًا وإلهًا واحدًا؟ أخبروني، هل خُلِقَت السموات والأرض وكل ما فيها بواسطة الآب أم الابن أم الروح القدس؟ البعض يقول إنهم خلقوها معًا. إذًا فمَنْ افتدى البشرية؟ أهو الروح القدس أم الابن أم الآب؟ البعض يقول إن الابن هو مَنْ افتدى البشرية. إذًا فمَنْ هو الابن في جوهره؟ أليس هو تجسُّد روح الله؟ المُتجسِّد يدعو الله الذي في السماء باسم الآب من منظور إنسان مخلوق. أما تدري أن يسوع وُلِدَ من حَبَلٍ عن طريق الروح القدس؟ في داخله الروح القدس، لذلك، فمهما قلتَ، فإنه يظل واحدًا مع الله في السماء؛ لأنه تجسد روح الله. إن فكرة الابن هذه ببساطة غير حقيقية. إنه روح واحد، وهو الذي يقوم بكل العمل؛ الله ذاته فقط، الذي هو روح الله، هو الذي يقوم بعمله. فمَنْ هو روح الله؟ أليس هو الروح القدس؟ أليس الروح القدس هو الذي يعمل في يسوع؟ لو لم يكن العمل قد تم بواسطة الروح القدس (الذي هو روح الله)، فهل كان عمله يمثل الله ذاته؟ عندما نادى يسوع الله الذي في السماء في صلاته باسم الآب، كان ذلك فقط من منظور إنسان مخلوق؛ ذلك فقط لأن روح الله ارتدى جسدًا عاديًا وطبيعيًا وكان له الغطاء الخارجي لكائن مخلوق. حتى إن كان روح الله داخله، ظل مظهره الخارجي مع ذلك مظهر إنسان عادي. بعبارة أخرى، إنه أصبح "ابن الإنسان" الذي تحدث عنه كل البشر، بمَنْ فيهم يسوع نفسه. وبالنظر إلى أنه يُدعى ابن الإنسان، فهو شخص (سواء كان رجلاً أو امرأة، فهو في كلتا الحالتين شخص له شكل خارجي لإنسان) وُلِدَ في أسرة طبيعية لناسٍ عاديين؛ ومن ثم، كانت مناداة يسوع لله الذي في السماء بالآب كمثل ما ناديتموه أولاً أبًا؛ لأنه فعل ذلك من منظور إنسان من الخليقة. هل ما زلتم تذكرون الصلاة الربانية التي علمها لكم يسوع لتحفظوها؟ "أبانا الذي في السموات..."، لقد طلب من كل إنسان أن يدعو الله الذي في السماء باسم أب. ولما كان هو ذاته قد دعاه أبًا أيضًا، فإنه فعل ذلك من منظور شخص يقف على قدم المساواة معكم جميعاً. وحيث إنكم دعوتم الله الذي في السماء باسم الآب، فإن هذا يوضح أن يسوع رأى نفسه مساويًا لكم وأنه إنسان اختاره الله على الأرض (هذا معنى ابن الله). إذا دعوتم الله "أبًا"، أليس هذا لأنكم مخلوقون؟ مهما كان عِظَم سلطان يسوع على الأرض، فإنه لم يكن قبل الصلب سوى ابن الإنسان يهيمن عليه الروح القدس (الذي هو الله)، وأحد المخلوقين الأرضيين، لأنه لم يكن قد أتم عمله بعد؛ ومن ثم، لم تكن دعوته لله الذي في السماء أبًا إلا طاعة وتواضعًا منه. لكنَّ مخاطبته لله (وهو الروح الذي في السماء) بتلك الطريقة لا تثبت أنه ابن روح الله الذي في السماء. لكنها بالأحرى توضح أن منظوره ببساطة مختلفٌ، وليس أنه شخصٌ مختلفٌ. إن وجود أشخاصٍ متمايزين مغالطة! كان المسيح قبل صلبه ابن الإنسان خاضعاً لقيود الجسد، ولم يكن يمتلك سلطة الروح بشكل كامل، لهذا كان يطلب فقط إرادة الله الآب من منظور كائن مخلوق، فهكذا صلى ثلاث مرات في جَثْسَيْماني: "لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ". لم يكن قبل وضعه على الصليب إلا ملك اليهود. كان المسيح ابن الإنسان، لكنه لم يكن جسداً مُمجَّداً؛ ولهذا السبب دعا اللهَ أبًا من منظور كائن مخلوق. الآن لا تستطيع أن تقول إن كل مَنْ يدعون الله الآب هُم الابن. لو كان الأمر كذلك، أما كنتم تصبحون كلكم الابن بمجرد أن علمكم يسوع الصلاة الربانية؟ إن لم تقتنعوا بعد، فأخبروني مَنْ هو ذاك الذي تدعونه أبًا؟ إذا كنتم تشيرون إلى يسوع، فمَنْ هو الآب ليسوع بالنسبة إليكم؟ بعد أن رحل يسوع، لم تعد فكرة الآب والابن موجودة. كانت هذه الفكرة مناسبة فقط للسنوات التي تجسد فيها يسوع، أما في باقي الأحوال الأخرى، فالعلاقة كانت بين رب الخليقة ومخلوق عندما تدعون الله الآب. لا يوجد وقت تستطيع فيه فكرة الثالوث من الآب والابن والروح القدس أن تصمد؛ فهي مغالطة نادرًا ما تُرى على مر العصور وغير موجودة!

من "هل للثالوث وجود؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

150. لم يرد في العهد القديم من الكتاب المقدس أي ذِكْر للآب والابن والروح القدس، فقط ذُكِرَ إله واحد حقيقي، يهوه، يقوم بعمله في إسرائيل، وقد دُعِي هذا الإله بأسماء مختلفة مع تغيُّر الأزمان، لكن ليس بوسع هذا أن يثبت أن كل اسم يشير إلى شخصٍ مختلف. لو كان الوضع كذلك، أفلا يكون هناك حينئذٍ عددٌ لا يُحصى من الأشخاص في الله؟ ما هو مكتوب في العهد القديم هو عمل يهوه، وهو مرحلة من عمل الله ذاته للبدء في عصر الناموس. كان ذلك عمل الله بحسب الموجود وهو يتكلم، وبحسب القائم وهو يأمر. لم يقل يهوه مطلقًا إنه الآب الذي أتى ليقوم بعملٍ، ولم يتنبأ مطلقًا بمجيء الابن لفداء البشرية. لكن فيما يتعلق بزمان يسوع، لم يُذكَر إلا أن الله تجسد ليفدي كل البشرية، لكن لم يُذكَر أن الابن هو الذي جاء. وبما أن العصور ليست متماثلة، والعمل الذي يقوم به الله نفسه أيضًا يختلف، فكان لا بد أن يقوم بعمله في ممالك مختلفة. وهكذا، اختلفت أيضًا الشخصية التي يمثلها. يعتقد الإنسان أن يهوه هو الآب ليسوع، لكنَّ يسوع لم يعترف بذلك في واقع الأمر، حيث قال: "لم نكن متمايزين كآب وابن مطلقًا؛ فأنا والآب السماوي واحد. الآب فيَّ وأنا في الآب؛ عندما يرى الإنسان الابن، فهو يرى الآب السماوي." بعد كل ما قيل، سواء كان الآب أو الابن، فهما روح واحد، وغير منفصلين إلى شخصين منفصلين. بمجرد أن يشرع الإنسان في التفسير، تتعقد الأمور بفكرة الأشخاص المتمايزين وكذلك بالعلاقة بين آب وابن وروح. عندما يتكلم الإنسان عن أشخاص منفصلين، أما يُعَد ذلك تجسيمًا لله؟ حتى إن الإنسان يرتب الأشخاص كشخصٍ أول وثانٍ وثالث؛ ليست هذه كلها إلا تصورات الإنسان ولا تستحق الإشارة إليها، وهي غير واقعية بالمرة! إن سألته: "كم إلهًا يوجد؟"، لقال لك إن الله ثالوث مكون من الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد الحقيقي. فإذا سألته أيضًا: "مَنْ هو الآب؟"، سيقول: "الآب هو روح الله في السماء. هو الضابط للكل، وسيد السماء." "فهل يهوه هو الروح؟"، سيقول: "نعم!". فإذا سألته حينئذٍ: "من هو الابن؟"، سيقول إن يسوع هو الابن بالطبع. "فما قصة يسوع إذًا؟ من أين أتى؟"، سيقول: "يسوع وُلِدَ من مريم من خلال الحبل بالروح القدس." "إذًا أليست مادته هي الروح أيضًا؟ أليس عمله أيضًا يمثل الروح القدس؟ يهوه هو الروح، وهكذا أيضًا مادة يسوع. الآن في الأيام الأخيرة، لا يعوزنا أن نقول إن الروح مازال يعمل؛ فكيف يكونون أشخاصًا مختلفين؟ أليس الأمر ببساطة أن روح الله يقوم بعمل الروح لكن من مناظير مختلفة؟" لهذا، لا يوجد تمييز بين الأشخاص؛ فيسوع تم الحمل به بواسطة الروح القدس، وعمله – من دون شك – هو عمل الروح القدس بالضبط. إن يهوه في المرحلة الأولى من العمل الذي قام به لم يتجسد أو يظهر للإنسان؛ إذن، لم يرَ الإنسان شكله مطلقًا. بغض النظر عن عظمته أو طوله، ظل هو الروح، الله نفسه الذي خلق الإنسان في البدء. كان هو روح الله. عندما تحدث إلى الإنسان من بين السحاب، كان مجرد روح. لم يشهد أحدٌ شكله إلا في عصر النعمة عندما تجسد روح الله واتخذ جسدًا في اليهودية، حينئذٍ فقط رأى الإنسان للمرة الأولى صورة التجسد كيهودي. لم يكن الإحساس بيهوه ممكنًا. لكنه كان قد حُبِلَ به من الروح القدس، بمعنى أنه حُبِلَ به من روح يهوه نفسه، ووُلِدَ يسوع بوصفه تجسد روح الله. ما رآه الإنسان في البداية هو نزول الروح القدس مثل حمامة على يسوع، لكنه لم يكن الروح الخاص بيسوع، بل الروح القدس. فهل يمكن فصل روح يسوع عن الروح القدس؟ لو كان يسوع هو يسوع، الابن، وكان الروح القدس هو الروح القدس، فكيف يمكن لهما أن يكونا واحدًا؟ لو كان الأمر كذلك لتعذر القيام بالعمل. الروح الموجود في يسوع والروح الذي في السماء وروح يهوه كلها واحد. يجوز أن يطلق عليه الروح القدس وروح الله والروح المُؤلَّف من سبعة أرواح، والروح الكلي. يستطيع روح الله أن يقوم بعملٍ كثير؛ فهو يستطيع أن يخلق العالم وأن يفنيه بإغراق الأرض، ويستطيع أن يفدي كل البشرية، بل وأن يُخضِع كل البشرية ويفنيها. هذا العمل يتم بواسطة الله ذاته، ولا يمكن أن يكون قد تم بواسطة أيٍّ من أشخاص الله الآخرين في محله. يمكن أن يُنادى روحه باسم يهوه ويسوع، وأيضًا باسم القدير. إنه الرب والمسيح. كذلك يمكنه أن يكون ابن الإنسان. إنه في السموات وعلى الأرض أيضًا. إنه أعلى من الأكوان وفوق البشر. إنه السيد الوحيد للسموات والأرض. من وقت الخلق وحتى الآن، ظل هذا العمل يتم بواسطة روح الله ذاته. سواء العمل الذي تم في السموات أم في الجسد، الكل قد تم بواسطة روحه. جميع المخلوقات، ما في السماء أو ما على الأرض، في قبضة يده القديرة، وكل هذا هو عمل الله ذاته، ولا يمكن لأحدٍ غيره في محله أن يقوم به. هو في السماء الروح، لكنه أيضًا الله ذاته، وهو بين البشر جسدٌ لكنه يظل الله ذاته. رغم أنه قد يُدعى بمئات الآلاف من الأسماء، لكنه يظل هو ذاته، وكل العمل هو تعبير مباشر عن روحه. كان فداء البشرية كلها من خلال صلبه هو العمل المباشر لروحه، وكذلك أيضًا المناداة على كل الأمم والأراضي في الأيام الأخيرة. في جميع الأزمان، لا يمكن أن يُدعى الله إلا بالقدير والإله الواحد الحقيقي الذي هو الله الكامل ذاته. لا وجود للأشخاص المتمايزين، وبالأحرى لفكرة الآب والابن والروح القدس! يوجد فقط إله واحد في السماء وعلى الأرض!

من "هل للثالوث وجود؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

151. لكن ربما يقول البعض مع ذلك إنَّ: "الآب هو الآب، والابن هو الابن، والروح القدس هو الروح القدس، وهُم في النهاية سوف يُجعَلون واحدًا". فكيف تجعلهم واحدًا؟ كيف يمكن أن يُجعل الآب والروح القدس واحدًا؟ إذا كانوا اثنين في الجوهر، فمهما كانت طريقة ارتباطهما معًا، أما يظلّان جزأين؟ عندما تقول "جَعْلهما واحداً"، أليس هذا ببساطة ربط جزأين منفصلين لجعلهما واحداً كاملاً؟ ألم يكونا جزأين قبل أن يُجعلا كلاً؟ لكل روح مادة مميزة، ولا يمكن أن يُجعل روحان روحًا واحدًا. الروح ليس شيئًا ماديًا وهو غير أي شيء في العالم المادي. هكذا يراه الإنسان، الآب روح واحد، والابن روح آخر، والروح القدس آخر، ثم يمتزج الثلاثةُ أرواحٍ مثلما يمتزج ثلاثة أكواب ماء في واحدٍ كاملٍ. أليس حينذاك يُجعل الثلاثة واحدًا؟ هذا تفسير خاطئ تمامًا! أليس هذا تقسيمًا لله؟ كيف يُجعل الآب والابن والروح القدس واحدًا؟ أليسوا ثلاثة أجزاء لكل منهم طبيعة مختلفة؟ يظل هناك مَنْ يقول: "ألم يذكر الله صراحة أن يسوع هو ابنه الحبيب؟" بالتأكيد قيلت عبارة "يسوع هو ابن الله الحبيب الذي به يُسَر" بواسطة الله ذاته. كانت تلك شهادة الله عن ذاته، لكن فقط من منظور مختلف، وهو منظور الروح الذي في السماء يشهد لذاته في الجسد؛ فيسوع هو تجسده وليس ابنه الذي في السماء. هل تفهم؟ ألا تشير كلمات يسوع: "أنا في الآب والآب فيَّ" إلى أنهما روح واحد؟ ألم ينفصلا بين السماء والأرض بسبب التجسد؟ إنهما – في الواقع – لا يزالان واحدًا، ومهما يكن، فالأمر ببساطة أن الله يشهد لنفسه. إنه بسبب التغير في كلٍّ من العصر ومتطلبات العمل والمراحل المختلفة لخطة تدبيره، تغير أيضًا الاسم الذي يدعوه به الإنسان؛ فعندما جاء ليقوم بالمرحلة الأولى من العمل، لم يكن يُدعى إلا بيهوه راعي إسرائيل، وفي المرحلة الثانية، لم يكن يُدعى الله المتجسد إلا الرب والمسيح. لكن في ذلك الوقت، لم يذكر الروح الذي في السماء سوى أنه الابن الحبيب، ولم يذكر شيئًا عن أنه ابن الله الوحيد. ببساطة هذا لم يحدث. فكيف يكون لله ابن وحيد؟ ألم يكن الله ليصبح إنساناً إذن؟ لقد دُعي الابن الحبيب لأنه المتجسد، ومن هنا جاءت العلاقة بين الآب والابن التي كانت ببساطة بسبب الانفصال بين السماء والأرض. وقد جاءت صلاة يسوع من منظور الجسد؛ فهو إذ كان قد اتخذ جسدًا ذا طبيعة بشرية عادية، قال من منظور هذا الجسد: "جسدي الخارجي لمخلوقٍ، وحيث إنني اتخذت جسدًا كي آتي إلى هذه الأرض، فأنا بعيد كل البعد عن السماء". لهذا السبب، لم يكن يستطيع إلا أن يصلي إلى الله الآب من منظور الجسد؛ فهذا واجبه، وما ينبغي على روح الله المتجسد أن يُجهَّز به. لا يمكن القول بأنه ليس الله لمجرد أنه يصلي إلى الآب من جهة الجسد. رغم أنه يُدعى ابن الله الحبيب، يظل هو الله ذاته؛ لأنه ليس إلا تجسد الروح، وتظل مادته هي الروح.

من "هل للثالوث وجود؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: (ب) كلمات عن كشف الشخصيَّة الشيطانيَّة للبشريَّة الفاسدة وطبيعتها وجوهرها

التالي: (د) كلمات عن كشف ماهية الحق

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب