339 لمَنْ يكون ولاؤكم؟
1 إذا وضعتُ بعض النقود أمامكم في هذه اللحظة وتركت لكم حرية الاختيار، وإذا لم أُدِينْكم على اختياركم، عندئذ سيختار معظمكم النقود ويتخلى عن الحق. أما الأخيار بينكم فسيتخلون عن النقود ويختارون الحق بتردد، بينما أولئك الذين هم في المنتصف فسيمسكون بالنقود في يد وبالحق باليد الأخرى. ألن تغدو بذلك حقيقتكم واضحة جلية؟ وعند الاختيار بين الحق وأي شيء تُكنّون له الإخلاص سوف يكون هذا هو اختياركم ويبقى موقفكم هو نفسه. أليس كذلك؟ أليس هناك العديد بينكم ممن تأرجحوا بين الحق والباطل؟ وفي المنافسة بين الإيجابيات والسلبيات، والأبيض والأسود، أنتم تدركون حقًّا الخيارات التي قمتم بها بين العائلة والله، وبين الأطفال والله، وبين الطمأنينة والتشتت، وبين الغنى والفقر، وبين المكانة والحالة العادية، وبين أن تتلقوا الدعم وأن يتم التخلي عنكم، وغير ذلك من الخيارات.
2 عند الاختيار بين العائلة الهادئة المطمئنة والعائلة الممزقة، قمتم باختيار الأولى، وفعلتم ذلك دون أدنى تردد، وكذلك عند الاختيار بين الغنى والواجب قمتم باختيار الأول حتى دون أن توجد لديكم إرادة العودة إلى بر الأمان وعند الاختيار بين الرفاهية والفقر قمتم باختيار الأولى، أما وعند الاختيار بين أبنائكم وبناتكم وزوجاتكم وأزواجكم وبيني فقد اخترتم الأولى عليّ، وعند الاختيار بين التصورات والحق اخترتم الأولى أيضاً. وبعد أن قُوبلتُ بكل ضروبِ أعمالكم الشريرة فقدتُ ببساطة الثقة فيكم. يُذهلني تمامًا أن قلوبكم عصيّةٌ جدًا على أن تلين.
3 ويبدو أن أعوامًا عديدة من التكريس والجهد لم تَعُد عليّ منكم سوى بالنبذ والقنوط، غير أن آمالي فيكم تنمو مع كل يوم يمر؛ لأن يومي قد أصبح واضحًا تمامًا أمام أعين الجميع، ومع ذلك تتمادون في السعي وراء الأمور المظلمة والشريرة، وترفضون التخلّي عنها. ماذا ستكون عاقبتكم إذًا؟ هل سبق أن فكرتم بهذا بعناية؟ إذا ما طُلب منكم الاختيار من جديد، فماذا سيكون موقفكم؟ هل سيبقى هو الأول؟ هل ستظلّون تسببون لي خيبة الأمل والحزن البائس؟ هل ستبقى قلوبكم تمتلك النزر اليسير فقط من الدفء والحماس؟ هل ستظلون غير مدركين ما ينبغي أن تفعلوا لتريحوا قلبي؟
مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. إلى مَنْ تكون مخلصًا؟