تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله

سنستمع أولًا لترنيمة من كلام الله: "اتَّبِعوا كلام الله ولن تضِلُّوا".

1 يأمل الله أن تتمكنوا من أن تأكلوا وتشربوا بشكل مُستقِل، وأن تعيشوا دائمًا في نور حضرة الله، وألا تتركوا كلام الله أبدًا في طريقة معيشتكم، حينها فقط ستكونون قد تَشَبَّعتم بكلام الله. في كُلِّ كلمة تقولُها وكُلِّ فعلٍ تفعله، سيقودُك كلام الله بالتأكيد إلى الأمام. إذا اقتربتَ من الله بصدقٍ إلى هذه الدرجة، فستكون قادرًا دائمًا على التواصل معه باستمرار، ولن تكون نهاية أيِّ شيءٍ تفعله الحيرةَ أو الشعور بالجهل. ستتمكنُ بالتأكيد من التمتع بوقوف الله إلى جانبك، كما ستتمكن دائمًا من التصرف وفقًا لكلمة الله.

2 مع كُلِّ شخص تقابله، أو مسألة أو أمر تواجهه، ستظهر لك كلمة الله في أي وقت وتوجهك للعمل وفقًا لمشيئته. افعل كُلَّ شيء ضمن كلمة الله، وسوف يقودُكَ الله إلى الأمام في كُلِّ ما تفعل، ولن تَضِلَّ أبدًا، وستكون قادرًا على العيش في نورٍ جديد مع استنارات أكثر وأحدث. لا يُمكنكَ استخدام المفاهيم الإنسانية للتفكير فيما عليك القيام به؛ بل يجب أن تخضع لإرشاد كلمة الله، وتملكَ قلبًا صافيًا، وتكونَ هادئًا أمام الله، وتقومَ بالمزيد من التأمل. لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا.

3 آمِنْ بأنَّ الله هو القدير. ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك.

– اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة

لقد استمعتم الآن للترنيمة "اتَّبِعوا كلام الله ولن تضِلُّوا"، فهل ربحتم أي نور أو طرق للممارسة بعد الاستماع لهذه الترنيمة؟ ما الكلمات التي ألهمتكم وأنارتكم؟ "اتَّبِعوا كلام الله ولن تضِلُّوا"؛ هل هذه الكلمات صحيحة؟ وهل هي الحق؟ (نعم). أيٌ من سطور هذه الترنيمة تجدها مفيدة لاختبارك في الحياة الواقعية؟ ابدأ القراءة من السطر التالي: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه" ("أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا. آمِنْ بأنَّ الله هو القدير. ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك".) أيٌ من سطور هذا المقطع تقدم طريقًا للممارسة؟ وأيّها تمثل مبادئ الممارسة للتعامل مع مواقف في واقع الحياة أبلغ الله الإنسانَ بها؟ هل بإمكانكم اكتشاف هذه السطور؟ تتضمن جميع الصحف والمجلّات والكتب المختلفة التي يطالعها الناس أجزاءً يعتبرونها جديرة بالملاحظة، فما هي هذه الأجزاء؟ إنها الأجزاء التي يهتم بها الناس، والأجزاء التي يعتقدون أنها الأهم، والأجزاء التي توفر معلومات مهمة يحتاجون إلى معرفتها في حياتهم اليومية. فما هي إذًا الأجزاء الجديرة بالملاحظة في هذا المقطع من كلام الله؟ ما الأجزاء التي توضح متطلبات الله من الناس؟ وأيها يتضمن المبادئ التي حددها الله للناس ليمارسوها ويمتثلوا لها عند مواجهة مواقف في حياتهم اليومية؟ هل يمكنكم تحديد هذه الأجزاء؟ (ليس تمامًا). اقرؤوها ثانيةً: ("لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه. أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا. آمِنْ بأنَّ الله هو القدير. ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك"). هل تفهمون معنى كل سطر في هذا المقطع؟ (نعم). يتألف هذا المقطع من كلمات بسيطة سهلة الفهم، وليست مبهمة. من السهل فهم المعنى الحرفي لهذه الكلمات، فما المبدأ التي تنطوي عليه؟ وهل بإمكانكم معرفته عند قراءة هذه الكلمات؟ ما تعريف المبدأ؟ نقول، بصورة أعم، إن كلام الله وحقائقه عبارة عن مبادئ، لكن تعريف المبادئ بهذه الطريقة يبدو فارغًا تمامًا من المعنى بل ومبهمًا قليلًا. وبمعنىً أدقّ، فإنَّ المبدأ هو طريق الممارسة ومعيارها الذي يتعين على المرء امتلاكه عند القيام بالأمور. هذا هو ما نسميه بـ "المبدأ". فما المبدأ الوارد في هذا المقطع، إذًا؟ لكي نكون دقيقين، يتضمن هذا المقطع طريقًا للممارسة. لقد أخبر الله الناس بالفعل بكيفية الممارسة وكيفية التصرف عندما تحل بهم الأمور. اقرأ هذا المقطع مرة أخرى وأصغِ بعناية إلى الكلمات: ("لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه. أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا. آمِنْ بأنَّ الله هو القدير. ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك"). لقد قرأتم جميعًا هذا المقطع ثلاث مرات، فهل ترك انطباعًا لديكم؟ هل تشعرون، بعد قراءته ثلاث مرات، بإحساس مختلف عما تشعرون به عند الاستماع إلى هذه الترنيمة من دون الانتباه بعناية كما تفعلون عادةً؟ (نعم). فما مبادئ الممارسة التي يمكنكم إيجادها وفهمها في هذا المقطع؟ ما جانب الحق الذي يطرحه الله هنا؟ يرتبط هذا الجانب من الحق بأحد مبادئ الممارسة، ولكن ما هو المبدأ المقصود هنا بالضبط؟ ما نوع القضايا الحقيقية التي يتناولها؟ يتناول السطر الأول قضية حقيقية؛ فهو يتكلم عن أمور لا تفهمونها. من هذه الأمور التي لا تفهمونها قضايا متعلقة بالحق وبممارستكم، والتغيير في شخصيتكم، والمشكلات المرتبطة بمجال عملكم، والحالات الشخصية التي تختبرونها في أثناء أداء واجبكم، إضافةً إلى القضية الخاصة بكيفية تمييزكم لجوهر الأشخاص، وغير ذلك من القضايا. إنَّ مثل هذه الأمور تحدث حولك بالفعل، وقد شاهدتَها وسمعتَ عنها، لكنك لا تفهم جوهر هذه القضايا ولا الحقائق التي تتطرق إليها، فضلًا عن أن تعرف طريق الممارسة والمبادئ التي ينطوي عليها. وأنت لا تعلم أيضًا بطبيعة الحال مشيئة الله في الأمر، وأمورًا أخرى من هذا القبيل. عندما لا يفهم المرء هذه الأشياء ولا يعرفها ولا يدرك حقيقتها، فإنها تغدو أكبر صعوباته، وينبغي معالجتها انطلاقًا من كلمات الله: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه. أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا". ثمة أمور كثيرة لا تفهمها؛ أمور في العالم الخارجي وأخرى في بيت الله. فما الذي ينبغي أن تفعله بما أنك لا تفهم هذه الأمور؟ أولًا، عليك أن تطلب الحق وترى ما يُقال في كلمات الله، وما المبادئ التي يمكن إيجادها هناك. وعليك أن تتأمل بعناية، بينما تكرر قراءة كلام الله عدة مرات. اعرف أولًا واقع الحق، ثم افهم ما يطلبه الله منك، وبعد ذلك حدد مبادئ ممارسة الحق، وبذلك سيكون من السهل عليك فهم الحق. هذه هي عملية قراءة كلام الله طلبًا للحق؛ فهل تستطيع فهم ما قلتُه؟ (نعم). لقد رتب الله بيئتك، والناس والأحداث والأشياء من حولك، فما موقف الله إذًا حيال هذا؟ يمكنك رؤيته في كلمة الله؛ إذ يأمرك الله لك بألّا تقلق بشأن إيجاد حلول، وألّا تتسرع بتعريف الأشياء وإصدار الأحكام أو أي قرارات. لمَ هذا؟ لأنك لا تفهم بعدُ هذا الحدث الذي رتبه الله لك. عندما يأمرك الله ألّا تتعجل، فما الذي يعنيه هذا؟ معناه أن هذا الحدث قد وقع، وأن الله رتبه أمامك ووضعك في هذه البيئة، وترتيب الله واضح للغاية. يقول الله لك: "لست على عجلة من أمري لأُفهمك تمامًا ما يجري في هذا الموقف، ولا أتعجّل جعلك تصدر حكمًا على الفور وتدلي باستنتاجك أو تقترح أي نوع من الحلول له". هذا الأمر غير مألوف لك، ولست تفهمه؛ فهو شيء لم يسبق أن واجهتَه من قبل، ودرس لم تتعلمه بعدُ، كما أنك لا تمتلك معرفة اختبارية أو تعليمات بشأنه، ولم تختبره مطلقًا من قبل، ولذلك فإن الله لا يستعجلك لإبداء إجابة عنه. يسأل بعض الناس: "ما دام الله قد رتب هذه البيئة، فلماذا لا يتعجل رؤية نتائجها؟" هنا تكمن مشيئة الله أيضًا؛ فمقصد الله من ترتيب البيئات ليس أن يجعلك تسارع إلى إصدار حكم أو استنتاج نظري حول الأمر، بل يريدك أن تختبر مثل هذه البيئة والحدث، وأن تفهم الناس والأحداث والأشياء التي تحتوي عليها، لكي تتعلم درسًا في الخضوع لله. وبمجرد أن تربح مثل هذا الفهم والاختبار الشخصي، يغدو هذا الحدث ذا مغزى بالنسبة إليك، ويحمل دلالة وقيمة كبيرين لك، وفي نهاية المطاف، بعد اختبار هذا الأمر، فإن ما ستربحه ليس نظرية ولا مفهومًا ولا تصورًا ولا حكمًا، ولا حتى معرفة اختبارية أو درسًا يلخصه الإنسان، بل اختبارًا شخصيًّا مباشرًا ومعرفة حقّةً به. ستكون هذه المعرفة قريبة من الحق أو موافقة له. وستتمكن من خلال اختبار مثل هذه الأمور أن تدرك أن موقف الله من الإنسان واضح جدًّا، ومعبَّرٌ عنه بطريقة يسهل فهمها؛ فهو يرى أنه ليس في عجلة من أمره كي تسارع إلى إبداء ردك أو تقديم إجابتك. يريدك الله أن تختبر هذه البيئة، وهذا هو موقفه. وبما أن هذا هو موقف الله، فلديه مطلب ومعيار للإنسان، وهذا المعيار مبدأ ينبغي للناس ممارسته. ما مبدأ الممارسة؟ هو المقاربة والمنهج والوسيلة التي تستخدمها عندما تواجه حدثًا معيّنًا. وعندما تفهم مشيئة الله وموقفه تجاه حدث ما، فعليك ممارسة متطلباته. وما الذي يطلبه الله منك؟ قال الله: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول". ثمة سياق لهذا القول: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول". إذًا فلماذا يضع الله مثل هذا المطلب والمعيار على الإنسان؟ هل اتضحت لكم هذه النقطة؟ ذلك لأنك شخص عادي، ولست إنسانًا خارقًا، وتفكيرك تفكير شخص طبيعي. أنت شخص من عامّة الناس، وبغض النظر عما إذا عشت حتى سن الأربعين أو الخمسين أو حتى سن الثمانين، فسوف تستمر في النمو على الدوام، ولست تبقى إلى الأبد على الحال التي ولدت عليها تمامًا. إن اختباراتك الراهنة، ومعرفتك الاختبارية، وفهمك، والأشياء التي تراها وتسمعها، واختباراتك الحياتية، وغير ذلك – هذا كله – إلى جانب سائر الأشياء التي تعرفها وتفهمها في قلبك وعقلك؛ فهذه جميعًا هي النتائج التراكمية لأعوام من الصقل، وهذه تُعرف بالإنسانية الطبيعية؛ إنها عملية النمو الإنساني الطبيعي الذي قدّره الله للإنسان، وهي تعبير عن الإنسانية الطبيعية. ولهذا فإنك عندما تصادف شيئًا لا تفهمه، شيئًا غير مألوف لديك، لا يطلب الله منك أن تسارع إلى الإجابة عنه وأن تستجيب له بسرعة كبيرة كما لو كنتَ إنسانًا آليًّا. وبما أن الإنسان الآليّ يُدخل كل المعلومات في ذاكرته دفعةً واحدةً، فإنه عندما تطلب منه إجابة يستجيب بعد عملية بحث واحدة، بشرط إمكانية إيجاد الإجابة في ذاكرته، وهذا لا ينطبق على الأشخاص الطبيعيين. وحتى عندما يكونون قد اختبروا شيئًا ما سابقًا، فلا يكون بالضرورة مختزنًا في ذاكراتهم. عندما يتعلق الأمر بالأشخاص، فإنه لا يميزهم عن الأُناس الخارقين والأشخاص الآليين والناس ذوي القدرات الخاصة سوى الأمور المرتبطة بالإنسانية الطبيعية؛ مثل المعرفة الاختبارية، والاختبارات، والخبرة الحياتية، والمعرفة الحقيقية المباشرة.

لقد حدد الله المتطلبات والمعايير للناس استنادًا إلى ما يحتاج إليه ذوو الإنسانية الطبيعية وينبغي أن يمتلكوه، وبيّن لهم طريقًا للممارسة؛ فما طريق الممارسة هذا؟ "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه". يفيدك هذا أنه من غير المجدي لك أن تتعجل إيجاد حلول. لِمَ هذا الأمر كذلك؟ ما أنت سوى امرئ عادي. وعلى الرغم من أنك قد تمتلك قليلًا من المعرفة الاختبارية والفهم من اختباراتك السابقة، فإن قُدِّر أن يحصل الأمر نفسه ثانيةً في المستقبل، فقد لا تكون بالضرورة قادرًا على فهم مشيئة الله تمامًا، أو الممارسة وفقًا للحق تمامًا، أو الحصول على الاستحسان التام، بل إن هذا أقل احتمالًا عندما يتعلق الأمر بأمور لا تفهمها؛ ولذلك ينبغي أن تكون حتى أقل استعجالًا في تلك الظروف لإيجاد حل. ما الذي يقوله التوجيه للناس بشأن عدم القلق بشأن إيجاد حلول؟ القصد منه جعل الناس يفهمون الإنسانية الطبيعية؛ فالإنسانية الطبيعية ليست استثنائية أو غير عادية أو خاصة. إن فهم الناس ومعرفتهم الاختبارية وتقديرهم واستيعابهم لمختلف الأشياء، وكذلك وجهات نظرهم حول جوهر الناس بمختلف أنواعهم، كل ذلك يتحقق من خلال اختبارهم لمختلف البيئات والناس والأحداث والأشياء؛ هذه هي الإنسانية الطبيعية. ليس فيها ما هو متعالٍ، وهي تمثل حاجزًا ليس بمقدور أحد أن يتجاوزه، وإن رغبت في تجاوز هذه القوانين التي أعدها الله للإنسان فلن يكون ذلك طبيعيًّا. فهي من جهة لا تبيّن سوى أنك لا تعرف ما هي الإنسانية الطبيعية، ومن جهة أخرى، تكشف غطرستك المفرطة وعدم جدواك. لقد أمر الله الناس ألّا يقلقوا بشأن إيجاد حلول لما لا يفهمونه. ما دمت شخصًا طبيعيًا فأنت بحاجة إلى أن يرتب الله لك مزيدًا من البيئات لكي تتمكن من اختبار فساد الإنسان الموضح فيها وتفهمه وتتعرف عليه، وتفهم أيضًا مشيئة الله من خلال هؤلاء الناس والأحداث والأشياء. هذا ما ينبغي أن يفعله الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية. والآن ما طريق الممارسة الذي يمكن اكتشافه في: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه"؟ (لا تقلق بشأن إيجاد حلول). عندما يواجه امرؤ موقفًا ولا يستطيع إدراكه أو فهمه، ولا يكون قد سبق له أن واجهه أو تصوره من قبل، ويكون من المستحيل عليه حتى أن يتخيل كيف يحل هذه المشكلة بالاعتماد على المفاهيم البشرية، فما الذي يتعين عليه فعله؟ ما المبدأ الذي يطلبه الله؟ (لا تقلق بشأن إيجاد حلول). لقد طلب الله هذا منك، فكيف ينبغي أن تمارس؟ ما الموقف الذي ينبغي أن تواجه به مثل هذه الأشياء؟ عندما يواجه الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية أمورًا لا يمكنهم إدراكها ولا فهمها، ولا يملكون خبرة فيها، ولا حتى مواقف يكونون فيها في غاية العجز، فعليهم أولًا اتخاذ موقف مناسب وقول ما يلي: "أنا لا أفهم هذا النوع من الأشياء، ولا يمكنني إدراكه ولا خبرة لي فيه، ولا أعلم ما الذي عليّ فعله. أنا مجرد شخص عادي، ومن ثم فهناك حدود لما أستطيع تحقيقه. لا عيب في عجزي عن إدراك بعض الأمور أو فهمها، وحتمًا لا حرج في عدم اختبارها". وعندما تتحقق من أن هذا ليس مدعاة للخجل، فهل ذلك نهاية الأمر؟ وهل ستكون المشكلة قد حُلَّت؟ إن عدم الانزعاج من جلب العار على النفس ما هو سوى فهم وموقف يمكن أن يتخذه الناس تجاه مثل هذه الأمور، وهو يختلف عن الممارسة طبقًا لمتطلبات الله. فكيف إذًا يمكن للمرء أن يمارس طبقًا لمتطلبات الله؟ لنفرض أنك تفكر قائلًا في نفسك: "لم يسبق لي أبدًا أن اختبرت هذا النوع من الأمور من قبل، ولا يمكنني إدراكه، ولا أعلم ما يدل عليه ترتيب الله لمثل هذه البيئة أو ما الآخرة المقصود تحقيقها، كما لا أعلم موقف الله كذلك. ولذلك لا أرى ثمة داعيًا للانزعاج بشأن ذلك. لا يسعني سوى أن أدع الأمر يجري مجراه الطبيعي وأتجاهله" – ما رأيك بمثل هذا الموقف؟ هل هذا موقف طلب الحق؟ وهل هو موقف الممارسة وفقًأ لمشيئة الله؟ وهل هو موقف اتّباع كلمة الله؟ (كلا). يفكر أناس آخرون في أنفسهم عند مصادفة مثل هذا الموقف قائلين: "لا يمكنني إدراك هذا الأمر أو فهمه، ولم يسبق لي أن اختبرته مطلقًا؛ إذ لم يرد في محاضراتي الجامعية. أحمل درجة الماجستير، والدكتوراه، حتى إنني عملت أستاذًا جامعيًّا؛ فإن لم أستطع فهم هذا، فمن يمكنه يا تُرى؟ أليس من المربك للغاية أن أدع الجميع يعرفون أنني لا أستطيع إدراك هذا ولا خبرة لي فيه؟ ألن يزدروني جميعًا؟ لا، لا يمكنني قول إن هذا شيء لا أستطيع إدراكه. عليّ القول: 'فيما يتعلق بأمور من هذا النوع، انظر إلى كلمة الله، واسعَ، فستجد الإجابة'. أفضل الموت على الإقرار بأنني لا يمكنني إدراك هذا الأمر أو فهمه". ما رأيك بهذا الموقف؟ (ليس جيدًا). من يظن هذا الشخص نفسه؟ إنه يعتقد أنه قديس، شخص كامل. يفكر في نفسه: "هل يمكن حقًّا أن تكون ثمة أشياء لا يمكنني، أنا الطالب الجامعي المحترم، والباحث المشهور، وحامل درجتَي الماجستير والدكتوراه، والشخصية العظيمة والشهيرة، أن أفهمها أو أدركها؟ مستحيل! وحتى إن كانت هناك أشياء كهذه فستكون أمرًا لا يستطيع أحد منكم فهمه، ومن ثم فليست هذه مشكلة. وحتى إن لم أستطع إدراكه فمن المؤكد أنني لن أدعكم تعرفون ذلك. 'لا يمكنني إدراكه'، 'لا أفهم'، 'لا أستطيع' – يجب ألّا تخرج مثل هذه الكلمات أبدًا من فمي!" أي نوع من الأشخاص هذا؟ (شخص متغطرس). هذا شخص متغطرس ومغرور بنفسه وقليل العقل. إن قرأ شخص من هذه النوعية الكلمات التالية "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه"، فهل سيربح طريقًا للممارسة؟ وهل سيحظى بقبس من الإلهام؟ إن لم يكن ذلك، فستكون قراءة هذه الكلمات كلها بلا طائل. هذه الكلمات مكتوبة بوضوح وسهلة الفهم، فلِمَ إذًا لا يستطيع فهمها؟ لقد ذهبت جميع تلك الأعوام التي قضيتَها في الدراسة وتعلم الكلام أدراج الرياح. إن لم تستطع حتى فهم هذه الكلمات البسيطة والمباشرة فأنت في الواقع لا تصلح لشيء!

والآن لِنُلقِ نظرة أخرى لنعرف أي طريق ممارسة يشتمل عليها السطر التالي: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه". قبل كل شيء، عليك اعتماد موقف لا تقلق فيه بشأن إيجاد حلول، وعليك بدلًا من ذلك أولًا معرفة ما يمكن أن تحققه قدراتك المتأصلة، والتعرف على ماهية الإنسانية الطبيعية، وفهم ما يقصده الله حين يتحدث عن الإنسانية الطبيعية، وعليك فهم ما يقصده الله حقًا حين يقول إنه لا يريد أن يكون الناس أُناسًا خارقين أو متسامين أو غير عاديين، وإنما يريدهم أن يكونوا أناسًا عاديين. عليك أن تفهم أولًا هذه الأمور. ليس من المفيد أن تتظاهر بمعرفة الأشياء التي لا تفهمها. مهما يكن مدى تظاهرك خلاف ذلك فستظل لا تعرفها، وحتى إن استطعت خداع جميع الآخرين فلن يكون بإمكانك خداع الله. عندما تصيبك مثل هذه الأمور، إن لم تفهمها فما عليك سوى القول إنك لا تفهمها. عليك اتخاذ موقف صادق والتمتع بقلب ورع، والسماح لمن حولك برؤية أن هناك أمورًا لا تعلمها ولا يمكنك إدراكها؛ أشياء لم تختبرها من قبل، وأنك مجرد شخص عادي، لا تختلف عن أي شخص آخر. ليس ثمة عار في ذلك، فهو مظهر من مظاهر الإنسانية الطبيعية، وعليك تقبّل هذه الحقيقة، وبعد تقبّلها، ماذا بعدُ؟ أَعلِم الجميع بها بقولك: "لم يسبق لي مطلقًا أن اختبرت هذا الأمر من قبل، ولا يمكنني أن أدركه، ولا أعلم ما أفعل. أنا مثلكم تمامًا، وإن كان من الممكن أن أتفوق عليكم في مجال واحد: لقد رأيت النور ووجدت طريق الممارسة في كلام الله، ولديّ الرجاء، وأعرف كيف أمارس". أين يكمن هذا الرجاء؟ إنه يكمن في كلمات الله: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا". يعني هذا أن تأخذ الأمر على محمل الجد، وتضعه أمام الله بين حين وآخر لبحثه. عليك أن تأخذ الأمر بجدّيّة، وتحوله إلى نوع من الالتزام عليك لتفهم الحق ومشيئة الله فيه، وتجعله مسؤوليتك ووجهة سعيك وهدفه. إن مارست على هذا النحو، فستمثل أمام الله، وستتمكن من حل مشكلتك، وستكون قد دخلت في واقع هذه الكلمات. كيف يفترض بك أن تمارس هذا على وجه التحديد؟ عليك أن تَمثلَ أمام الله وتصلّي وتسعى، وعليك أيضًا أن تجد فرصًا لمشاركة هذا الأمر أثناء تقديمك لشركة في الاجتماعات، وأن تتواصل وتتأمل فيه مع الجميع. "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا". يجب أن يكون قلبك مخلصًا وصادقًا، وعليك ألّا تعمل بشكل سطحي فحسب أو تتصرف بطريقة تدل على اللامبالاة، وعليك أن تعني ما تقول. ينبغي أن تتحمل المسؤولية تجاه هذا الأمر وأن تُقبِل بقلب يتوق ويتعطش إلى البرّ، رغبةً في فهم مشيئة الله في هذا الأمر وفي إدراك جوهره، مع الرغبة في الوقت نفسه في معالجة المشكلات والحيرة التي يتعرض لها الناس عند مواجهة هذا الأمر، وكذلك مشكلات مثل شخصيتك الفاسدة أو أحوالك غير الطبيعية المختلفة. "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا". يمثل هذا مسارًا كاملًا للممارسة أخبر اللهُ الإنسانَ عنه. ما الذي تراه في هذا السطر؟ أن هدف الله من ترتيب بيئات للإنسان هو، من ناحية، أن يسمح للناس باختبار أشياء مختلفة بطرق عديدة، وتعلّم دروس منها، والدخول في مختلف وقائع الحق التي تنطوي عليها كلمة الله، وإثراء اختبارات الناس، ومساعدتهم على ربح مزيد من الفهم الشامل والمتعدد الأوجه لله ولأنفسهم ولبيئاتهم وللبشرية. ومن ناحية أخرى، يريد الله للناس أن يحافظوا على علاقة طبيعية معه من خلال تنظيم بعض البيئات الخاصة وترتيب بعض الدروس الخاصة لهم. وبهذه الطريقة، يزداد تكرار مثول الناس أمامه، بدلًا من العيش في حالة من الإلحاد مع قولهم إنهم يؤمنون بالله، ولكنهم يتصرفون بطريقة لا صلة لها بالله أو بالحق، الأمر الذي سيفضي إلى متاعب. ولذلك يأتي الله نفسه بالناس، في واقع الأمر، في البيئات التي رتّبها، ليمثلوا أمامه على مضض وبسلبية، وهذا يبين مقاصد الله الحسنة. كلما زاد افتقارك إلى فهم مسألة معيّنة، تَعيَّن عليك أن تزيد من خشية قلبك وتقواه لله، وأن يتكرر كثيرًا وقوفك بين يدَي الله تلتمس مشيئته وتسعى للحق. وعندما لا تفهم الأمور، فإنك تحتاج إلى استنارة وإرشاد من الله، وعندما تواجه أشياء لا تفهمها، تحتاج إلى أن تطلب من الله مزيدًا من عمله فيك. وهذا مقاصد الله الحسنة. فكلما أكثرت من حضورك أمام الله، ازداد قلبك قربًا منه. أليس صحيحًا أنك كلما زاد قرب قلبك من الله سكن الله في قلبك أكثر؟ وكلما ازداد حضور الله في قلب المرء تحسن سعيه والطريق الذي يسلكه والحال التي سيغدو عليها قلبه. كلما توثقت صلتك بالله أكثر، سَهُل عليك المثول كثيرًا بين يديه لتقدّم له قلبك المخلص، وغدا إيمانك بالله أكثر صدقًا، وفي الوقت نفسه، ستُقيَّد حياتك وأفعالك وسلوكك. كيف ينشأ مثل هذا التقييد؟ إنه ينشأ عندما يصلّي الناس لله غالبًا، ويسعون إلى الحق، ويقبلون تمحيص الله؛ فهذا أهم شيء. إذًا، في أي سياق وبأية شروط يستطيع المرء قبول تمحيص الله؟ (عندما تكون صلتهم بالله طبيعية). ذلك صحيح، عندما تكون صلتهم بالله طبيعية. إذا كانت علاقتك بالله طبيعية، ألا يعني ذلك أن الله في قلبك وأنك شديد القرب منه؟ سيعني ذلك أن لله في قلبك مكانًا على الدوام، وأن الله يشغل مركزًا مرموقًا في قلبك. ونتيجة لذلك، ستفكر دائمًا في الله، وتفكر في كلمة الله، وفي هوية الله وجوهره وسيادته، وفي كل شيء يتعلق بالله. وبعبارة باللغة الدارجة، سيُفعم قلبك تمامًا بالله، وسيشغل الله مكانًا عاليًا جدًا في قلبك. إن امتلأ قلبك بالله، فستحظى بصلة طبيعية بالله، وستتمكن من قبول تمحيص الله، وفي الوقت نفسه سيكون لديك أيضًا قلب يخاف الله، وعندها فقط ستكون قادرًا على التصرف مع ضبط النفس. الجملة التالية "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا" هي جملة بسيطة، إلّا أنها تحتوي على مستويات عديدة من المعنى؛ إذ تنطوي على مقاصد الله للبشرية، والموقف الذي يطلب الله من الناس أن يتصرفوا بموجبه، في حين تنقل أيضًا المتطلبات التي يفرضها الله على البشر. إذًا، فما متطلبات الله من البشر؟ ألّا تستسلم، أو تهرب، أو تتخذ موقفًا لا مباليًا تجاه الأمور التي تحدث لك. ما الذي يتعين عليك فعله إن واجهك أمرٌ لا تفهمه ولا تدركه أو لا تستطيع التغلب عليه، أو حتى أمرٌ يُضعفك؟ لا تقلق بشأن إيجاد حلول؛ فالله لا يكلف الناس فوق طاقتهم، ولا يطلب من الناس مطلقًا أن يفعلوا أشياء تخرج عن نطاق قدرات الإنسان. إن ما يكلفك الله بفعله والأمور التي يطلبها منك هي جميعها أشياء يمكن للناس ذوي الإنسانية الطبيعية تحقيقها والحصول عليها وإنجازها. ولذلك فإن متطلبات الله ومعاييره للإنسان ليست فارغة أو مبهمة على الإطلاق، بل إن متطلباته من الإنسان ما هي سوى معيار يشمل نطاق ما يمكن للناس ذوي الإنسانية الطبيعية تحقيقه. إن كنت دائمًا تتبع تصوراتك وتريد أن تكون أفضل من الآخرين ومتفوقًا عليهم وأكثر قدرة منهم، وإذا أردت دائمًا أن تفوق الآخرين في الأداء، فأنت بذلك قد أسأت فهم مقصد الله. غالبًا ما يكون المتكبرون والمعتدّون ببرهم الذاتي على هذه الشاكلة. يقول الله لا تقلق بشأن إيجاد الحلول، ويأمر بطلب الحق والعمل بالمبادئ، لكن المتكبرين والمعتدّين ببرهم الذاتي لا يتفكرون بعناية بمتطلبات الله هذه، وبدلًا من ذلك يصرّون على محاولة إنجاز الأمور بدفقة من القوة والطاقة، وفعل الأشياء بطريقة أنيقة وجميلة، والتفوق على الآخرين جميعًا بطرفة عين. إنهم يريدون أن يكونوا رجالًا خارقين، ويرفضون أن يكونوا أناسًا عاديين. أليس هذا معاكسًا لنواميس الطبيعة التي وضعها الله للإنسان؟ (بلى). من الواضح أنهم ليسوا أشخاصًا طبيعيين؛ فهم يفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية، وهم متغطرسون للغاية. إنهم يتجاهلون المتطلبات التي تقع ضمن نطاق الإنسانية الطبيعية التي وضعها الله للبشر، ويتجاهلون المعايير التي يمكن للناس تحقيقها بالإنسانية الطبيعية التي وضعها الله للبشرية. ولذلك يحتقرون متطلبات الله ويفكرون قائلين: "إن متطلبات الله متدنية للغاية. كيف يمكن للمؤمنين بالله أن يكونوا أناسًا طبيعيين؟ لا بد أن يكونوا أناسًا غير عاديين، وأشخاصًا يتسامون ويفوقون الناس العاديين. يجب أن يكونوا شخصيات عظيمة ومشهورة". إنهم يتجاهلون كلام الله اعتقادًا منهم أنه على الرغم من أن كلام الله صحيح وأنه الحق، فهو كلام مألوف وعاديّ للغاية، ولذلك يتجاهلون كلامه ويستخفّون به، غير أن هذا الكلام المألوف والعادي بالضبط، والذي يحتقره هكذا أولئك الذين يُدعون بالرجال الخارقين والشخصيات العظيمة، هو الذي يبين الله فيه المبادئ والطرق التي ينبغي للناس الامتثال لها وممارستها. إن كلام الله صادق وموضوعي وعملي للغاية؛ فهو لا يفرض مطالب عالية على الناس مطلقًا، بل هو كله عبارة عن أمور يستطيع الناس - وينبغي لهم - أن يحققوها. ما دام لدى الناس ذرة من عقل طبيعي، فينبغي ألّا يحاولوا الطفو وسط الأجواء على غير هدى، بل يقبلوا كلام الله والحق بثبات، ويؤدوا واجباتهم بإتقان، ويحيَوا أمام الله، ويعاملوا الحق بوصفه مبدأً لسلوكهم وأعمالهم. ويجب ألّا يفرطوا في الطموح. في السطر التالي: "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا"، ينبغي أن يتعزز فهم الناس بأن كلام الله هو الحق، وأن الحقائق هي المبادئ التي يتعين على الناس ممارستها. لمن الإشارة بكلمة "الناس" هنا؟ إنها تشير إلى الناس الطبيعيين الذين لديهم عقلانية طبيعية ومحاكمة عقلية طبيعية، والذين يحبون الأمور الإيجابية، والذين يفهمون ما هو موضوعي، وما هو عملي، وما هو مألوف وعادي. خصص وقتًا لتذوق هذه الكلمات: "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا". على الرغم من أن هذه كلمات بسيطة وعادية، فهي تصف شيئًا ينبغي للأشخاص الذين يمتلكون عقل الإنسانية الطبيعية أن يكونوا قادرين على فعله، وهي تمثل أيضًا مبدأ الحق الذي ينبغي بشدة لمن يتمتع أكثر بالإنسانية الطبيعية أن يمارسه عند مواجهة المصاعب في حياته الواقعية؛ فهي تمثل الحق الذي تشتد إليه حاجة الأشخاص الذين يتمتعون بعقل الإنسانية الطبيعية، وهي ليست كلمات فارغة على الإطلاق. لقد ترنّمتم وأصغيتم إلى هذه الكلمات العادية مرات عديدة، ولكن لم يتعامل أحد منكم مع هذه الكلمات على أنها حقائق ليتأملها بعناية ويعقد شركة عنها باهتمام. وبهذه الطريقة تكون قد سمحت لهذه الكلمات النفيسة أن تتطاير من بين أصابعك وتذهب هباء. والواقع أن هذه الكلمات تتضمن مشيئة الله وتذكيرات الله وتحذيراته للإنسان، ومتطلبات الله من الناس. إنها تحتوي على الكثير للغاية. إن الناس قساة ويفتقرون إلى العقلانية، وهم يعاملون هذه الكلمات ككلمات عادية، فلا يقدّرونها، أو يتأملونها، أو يمارسونها. من هم الذين سيعانون ويخسرون في النهاية بسبب ذلك؟ الناس أنفسهم. أليس هذا درسًا؟

إن من السهولة بمكان أن يمارس الناس العاديون المتطلبات التي حددها الله في هذا المقطع؛ إذ ليس ثمة ما هو صعب أو مرهق في هذه الممارسة، كما أنها ممارسة فعالة، حيث يمكن أن تمنحك القدرة تدريجيًّا في نهاية المطاف على النمو والتقدم. وبطبيعة الحال، فإنك بعد أن تطبق المبدأ القائل: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا"، ستحرز تقدمًا فيما يتعلق بالحق، وتَغيير الشخصية، والفهم الذي تربحه من اختبار البيئات المختلفة، وغير ذلك. يا لروعةَ هذه الكلمات! إن عَقَلَ الناس وطبقوا هذا الكلام، فسيتمكنون، بإرشاد كلام الله وتوجيهه، من معرفة مشيئة الله عندما يرتب البيئات المختلفة. وسيتمكنون أخيرًا، وبعد فترة من الزمن، من جني الثمار، وربح الاختبار، والتوصل إلى فهم الحق في تلك البيئات. عندما تجني مثل هذه الثمار ستعرف لماذا رتب الله مثل هذه البيئات، وما هي مشيئة الله، وما يريد الله للناس أن يربحوا منها. أضف إلى ذلك أن المنعطفات التي يسلكها الناس، والنكسات التي يختبرونها، والفهوم المشوهة التي يضمرونها، والأفكار غير الواقعية التي يحملونها، والمفاهيم والمقاومة لله التي نشأت في داخلهم، وغير ذلك، ستُكشف وتُعلَن كلها تدريجيًّا أثناء اختبارهم لهذه البيئات. وبغض النظر عما إذا كانت هذه الأمور إيجابية أم سلبية، فإن الأمر يستغرق فترة من الاختبار لرؤية ما كُشف وأُعلن من خلال هذه البيئات وفهمها بوضوح. وبذلك يتحقق المعنى الحقيقي لكلمات الله: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه". وبعبارة أخرى، حين يرتب الله شيئًا لا يمكنك إدراكه أو فهمه، ولم تختبره من قبل، فإن الأشياء التي يريدك الله أن تفهمها وتربحها وتختبرها شخصيًّا من ذلك الموقف لا يمكن الوصول إليها في بضعة أيام فحسب. ولا يمكنك أن تربح فهمًا وتحقق نتائج بصورة تدريجية إلا بعد مرور بعض الوقت، وبتوجيه واستنارة وإرشاد من الله عند كل خطوة. ليس الأمر كما يتصور الناس، فأنت لا تفهم كل شيء بشكل مفاجئ وبدفقة من الاستنارة، ولا تعرف ما يقصده الله في ومضة إلهام. لا يفعل الله مثل هذه الأشياء بوسائل خارقة للطبيعة، ولا يتصرف بهذه الطريقة. هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله؛ إذ يسمح لك باختبار أسباب موقفٍ ما وعواقبه، وتتوصل أنت تدريجيًّا إلى أن تدرك الأمر: "إذًا، فجوهر هذا النوع من الأشخاص هو هكذا، وواقع ذلك النوع من الأشياء وجوهره هكذا، وفي هذا تحقيق لسطر كذا وكذا من كلمة الله. وفي النهاية أفهم ما قصده الله عندما قال ذلك، ولماذا قال الله مثل هذه الأشياء عن أمور كهذه وأناس كهؤلاء". يسمح الله لك بالتوصل إلى مثل هذه المدركات من خلال اختباراتك. ألا يستغرق التحقق من هذه الأمور بعض الوقت؟ (بلى). إن المعرفة التي تتوصل إليها، والحقائق التي تتمكن من فهمها من خلال فترة الاختبار ليست عبارة عن تعاليم أو أمور نظرية، بل هي اختباراتك الشخصية ومعرفتك الحقّة. هذا هو واقع الحق الذي تدخل فيه، وهنا يكمن سبب كلمات الله ومصدرُها: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول". عندما يسمح الله لك بجني مكافآت من الأحداث التي تختبرها، فإنه لا يريدك أن تجتاز عملية أو تتعلم نظرية فحسب، بل أن تربح فهمًا وبعض المعرفة ووجهة نظر إيجابية، وطريقة صحيحة للممارسة. على الرغم من أن هذا المقطع لا يتضمن سوى بضعة أسطر، ولا يشتمل على محتوى كبير، فإن المتطلبات التي يبينها الله في هذا المقطع ومبادئ الممارسة التي يقدمها للناس من خلاله تكتسب أهمية كبرى. ينبغي للناس ألّا يتعاملوا مع كلام الله بالأسلوب ذاته الذي يتبنونه تجاه المعرفة والتعاليم الإنسانية؛ فلا بد أن يكون لديك مبادئ لكي تمارس كلام الله، وهذا يعني أنه ينبغي أن يكون لديك مبدأ ومنهج للممارسة عندما تواجه موقفًا من نوعية معيّنة. هذا هو ما تعنيه ممارسة الحق، وهذا هو ما نسميه مبدأ. ولذلك فهذه ليست مجرد بضع كلمات بسيطة. فعلى الرغم من أن طريقة التعبير عنها وعرضها واضحة ومتيسرة، وأن الكلمات تبدو صريحة للغاية، وغير مزخرفة بلغة جميلة منمقة، أو مصطلحات أنيقة، أو أسلوب تعبيري راقٍ، وحتمًا خالية من اللهجة المتعالية، بل هي مجرد نصائح ومتطلبات قيلت وجهًا لوجه، ومن قلب لقلب، فهي توصل في الواقع إلى الناس أهم مبادئ الممارسة وطرقها.

إن كثيرًا من الناس لا يأخذون الكلام العادي جدًّا التي ينطق به الله على محمل الجد؛ فهم لا يعتبرون سوى الكلام العميق والغامض الذي ينطق به على أنه كلامه. أليس هذا من مظاهر الفهم المنحرف؟ إن كل جملة في كلام الله هي الحق. وبغض النظر عما إن كان كلامًا عاديًّا أو بليغًا، فإن كلام الله كله يحتوي على حقائق وأسرار، ويتطلب فهمه ومعرفته سنوات من الاختبار وقامة معيّنة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى كلمات الله الجيدة والمهمة الواردة في الترتيلة التي رنّمتموها للتوّ – لا أحد يأخذ تلك الكلمات على محمل الجد. وعلى الرغم من تلحينها موسيقيًّا، وأن الجميع ترنموا بها على مدى سنوات، لم يكتشف أحد أبدًا مبدأ الممارسة هذا البالغ الأهمّيّة والذي تحتوي عليه هذه الكلمات. وحتى إن كان لدى بعض الناس إحساس في وعيهم بأن كلام الله يبدو كما لو أنه يقول لهم: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا"، ويشعرون بأن هذه متطلبات الله من الناس، فمن سبق أن مارس حقًّا واقع كلمات الله هذه وطبقها ودخل فيها في حياته الواقعية؟ هل فعل أحد ذلك؟ (كلا). لم يفعل أحد ذلك. كلمات الله هذه بسيطة للغاية، غير أنه لا أحد يمكنه اتباعها. أليست ثمة مشكلة جوهرية ينطوي عليها ذلك؟ (بلى، إنها تدل على أن الناس سئموا الحق). أي شيء آخر؟ (إن هذه الكلمات التي حدثنا الله بها عملية جدًّا، وهي جميعًا كلمات مبدأ، ولكننا لم نأخذ كلمات الله على محمل الجد، ولم نلقِ لها بالًا، ولم نمارسها). فكيف إذًا تقرؤون عادةً كلام الله؟ (عندما نقرأ كلام الله فإننا في العادة نتصفحه بسرعة فحسب، وبعد أن نفهم المعنى الحرفي للكلمات، نمضي قُدمًا. إننا لا نفهم ما مشيئة الله في تلك الكلمات أو ما مبادئ الحق التي يجب أن نمارسها، فنحن لم نتأملها بعناية على ذلك النحو). لقد أجبتم ببعض الأفكار النظرية، وما تقولونه يبدو سليمًا، غير أنكم لم تدركوا السبب الأصلي لذلك؛ وهو أن الناس لا يقدّرون كلمة الله. إن قدّرتَ كلام الله فسيكون بإمكانك اكتشاف ما يحويه من كنوز وذهب وماس، وستستمتع بهذه الأشياء مدى الحياة. إن لم تقدّر كلام الله فلن تستطيع الحصول على هذه الكنوز. ما الذي يعنيه عدم تقدير كلام الله؟ يعني ذلك أنك لا تُعِزّ كلام الله؛ إذ تشعر أن هناك الكثير جدًّا من كلمات الله، وأنها جميعًا هي الحق، ولا تدري أيًّا منها عليك أن تقدّر، وتشعر أنها جميعًا عاديّة، وهذا يعني مشكلة. وما الذي يعنيه تقدير كلام الله؟ يعني ذلك أنك تعرف أن كلام الله كله حقائق، وأن هذه الحقائق هي أنفع الكنوز وأنفسها لحياة الناس وعيشهم. كذلك يعني أنك تعامل كلمات الله على أنها كنوز تحبها كثيرًا جدًّا بحيث لا تفارقها. يسمّى هذا الموقف تجاه كلام الله تقديرًا له. ويدلّ تقدير كلام الله على أنك اكتشفت أن جميع كلمات الله كنوز ذات قيمة عظمى، وأنها أغلى بمائة مرة وألف مرة من الشعارات الحياتية لأي شخصية مشهورة أو عظيمة، كما تعني أنك قد حصلت على الحق في كلمات الله، وأنك اكتشفت أعظم كنوز الحياة وأعلاها قيمة. إن ربح هذه الكنوز يمكن أن يساعدك على تعزيز قيمتك والوصول إلى استحسان الله. ولهذا السبب، فإنك تقدر هذه الحقائق بصورة خاصة. سأعطي مثالًا لذلك من واقع الحياة. لنفرض أن امرأة تشتري ثوبًا جميلًا، وعندما تعود إلى البيت تجرب ارتداءه أمام المرآة. وفيما تنظر يمينًا وشمالًا، تقول في نفسها: "هذا الثوب جميل للغاية؛ فقماشه ممتاز، وصَنعته رائعة، وهو مريح وناعم عند ارتدائه. كم أنا محظوظة لأتمكن من شراء مثل هذه الثياب الظريفة. هذا ثوبي المفضل، ولكنني لا أستطيع ارتداءه طول الوقت، فسأرتديه عندما أحضر أرقى المناسبات وألتقي أكثر الأشخاص تميزًا". وعندما تجد بعض وقت الفراغ فإنها غالبًا ما تُخرج الثوب لتبدي إعجابها به وتجرب ارتداءه. وبعد ستة شهور، لا تزال على فرحها بالثوب، ولا يمكنها أن تطيق التخلي عنه. هذا هو معنى أن تقدّر شيئًا ما. هل وصل موقفك من كلام الله إلى هذا المستوى؟ (كلّا). كم هو مؤسفٌ ألّا تقدّروا كلام الله بعدُ كما تقدّر امرأة ثوبها المفضل! ولا عجب أنكم قرأتم الكثير من كلام الله، ولكنكم أخفقتم في اكتشاف العديد جدًّا من الحقائق، ولم تستطيعوا مطلقاً الدخول في الواقع. إنكم تقولون دائمًا إن كلام الله كله هو الحق، لكن هذه مجرد مزاعم نظرية وشفوية. إنْ عُرض أحد أبسط المقاطع من كلام الله وأولها صدورًا، وسئلتم ما الحقائق التي احتوت عليها تلك الكلمات، وما مشيئة الله، أو ما المتطلبات والمعايير التي يقدمها الله للإنسان، فستنعقد ألسنتكم عن الكلام، ولن تستطيعوا النطق ببنت شفة ردًّا على ذلك. لقد قرأتم واستمعتم إلى كلام الله كثيرًا، فلماذا لا يوجد لديكم فهم حقيقي له؟ أين أصل المشكلة؟ أصل المشكلة، في الواقع، أن الناس لا يقدّرون كلام الله بما يكفي. ففي المستوى الحالي الذي وصلتم إليه في تقدير كلام الله، أنتم بعيدون عن اكتشاف الحق في كلام الله، وعن اكتشاف المتطلبات والمبادئ وطرق الممارسة التي يهبها الله للإنسان من خلال كلامه. وهذا هو السبب وراء حيرتكم دائمًا عندما تحدث معكم أمور ولا تستطيعون مطلقًا اكتشاف المبادئ. وهذا هو السبب وراء اختباركم أمورًا كثيرة، ولكنكم لا تعرفون مطلقًا مشيئة الله، ولا تنمْون أو تتغيرون كثيرًا جدًّا، أو تجنون أكثر من مكافآت ضئيلة. ألا يثير أمثال هؤلاء الناس كثيرًا من الشفقة؟

اقرؤوا هذا المقطع ثانيةً: ("لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا. 3 آمِنْ بأنَّ الله هو القدير. ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك".) دعوني ألفتُ انتباهكم إلى النقاط المهمة، وأوضح لكم المبادئ الخاصة بقراءة كلام الله، وكيفية إيجاد مسار للممارسة فيه. اقرؤوا المقطع مرة أخرى، سطرًا سطرًا. ("لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه.") يتضمن هذا السطر مبدأً يجب أن يفهمه الناس؛ وهو ما يلي: لا تتسرع، لا يُصبْك الهلع، لا تتعجل رؤية النتائج. هذا موقف. يحتوي السطر الأول هذا على الموقف السليم الذي ينبغي أن يتخذه الناس تجاه الأمور، ويكمن هذا الموقف السليم ضمن نطاق عقل الإنسانية الطبيعية. إنه يقع ضمن نطاق عقل الناس الذين يتمتعون بالإنسانية الطبيعية وقدراتهم. والآن اقرؤوا السطر الثاني: ("أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا".) ماذا يعني هذا؟ (إنه طريق الممارسة الذي يمنحه الله للإنسان). صحيح، إنه بتلك البساطة. هذا هو طريق الممارسة. هنا "دائمًا" تعني أن ذلك لا ينبغي فعله كلما شعرت بالرغبة فيه، وحتمًاً لا يعني ذلك نادرًا، بل يعني أنه حالما تخطر لك هذه الأمور فعليك أن تستحضرها أمام الله لكي تصلي وتطلب. إن كنت تتحمل مسؤولية في هذه الأمور، وكان لديك قلب يتوق ويتعطش إلى البر، وكنت متشوقًا إلى فهم مشيئة الله ومتطلباته في هذه الأمور، وكذلك جوهر المشكلات التي تريد أن تدركها، فعليك أن تمْثل بين يدي الله غالبًا؛ أي بوتيرة عالية للغاية. واستنادًا إلى البيئة التي تكون فيها، عندما تكون مشغولًا، اغتنم لحظة من وقت الفراغ للنظر في هذه الأمور، كما لو كنت تفكر فيها، أو تصلي إلى الله وتطلبها. أليس هذا النمط من الممارسة واضحًا للغاية؟ (بلى). على سبيل المثال، عندما تأخذ استراحة بعد الانتهاء من إحدى الوجبات، تأمل وصلِّ قائلًا: "يا الله، لقد اختبرت بيئة كذا وكذا. أنا لا أفهم مشيئتك، ولا أستطيع إدراك سبب حدوث ذلك لي. ما هو بالضبط قصد هذا الشخص؟ كيف يُفترض بي أن أحل هذا النوع من المشاكل؟ ماذا تريدني أن أفهم من هذا الأمر؟" بهذه الكلمات البسيطة القليلة تصلي إلى الله وتطلب منه بخصوص الأمور التي ترغب في التماسها، والمشكلات التي تود أن تفهم جوهرها. ما الغرض من الصلاة على هذا النحو؟ أنت لا تطرح المسألة أمام الله فحسب، بل تطلب الحق منه، وتسعى إلى أن يجعل الله لك مخرجًا ويدلّك على ما تفعله بشأن هذا الأمر، وتسأل الله أن ينيرك ويرشدك. ما الشروط اللازمة لكي تتمكن من فعل ذلك؟ (عليّ ألّا أقلق بشأن إيجاد حلول). إن عدم القلق بشأن إيجاد الحلول مجرد موقف؛ ليس الأمر هو عدم قلقك بشأن الحلول، ولكن بموجب المطلب الأساسي الكبير بألّا تقلق بشأن إيجاد حلول، فأنت لديك قلب يتوق إلى البر ويتعطش له، وأنت تحمل عبئًا في هذا الأمر. بعبارة أخرى، يمثل هذا الأمر نوعًا من الضغط عليك، وذلك الضغط يلقي عبئًا على كاهلك؛ بحيث تكون لديك مشكلة تود أن تفهمها وتحلها. هذا هو طريقك للممارسة؛ ففي أوقات فراغك، وأثناء وقت العبادة المعتاد، أو عندما تتحدث مع إخوتك وأخواتك، يمكنك أن تعرض مصاعبك ومشكلاتك العملية، وتعقد شركة وتبحث مع إخوتك وأخواتك. وإذا لم تستطع مع ذلك حل المشكلات، فائتِ بها بين يدي الله لتصلي وتطلب الحق. وعندما تفعل ذلك، قل: "يا الله، ما زلت لا أعلم كيف ينبغي أن أختبر البيئة التي رتبتها لي. ما زلت لا أفهمها، ولا أعلم أين أبدأ أو كيف أمارس. قامتي ضئيلة، ولا أفهم كثيرًا من الحقائق. أرجوك أن تنيرني وترشدني؛ فأنا لا أعلم ما تريدني أن أربح أو أفهم من هذه البيئة، أو ما تريد أن تكشف من أمور حولي من خلال هذه البيئة. أرجوك أن تنيرني وتسمح لي بفهم مشيئتك". هذا هو طريق الممارسة الموجود في السطر التالي: "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا". مارس على هذا النحو؛ حيث تفكر أحيانًا في قلبك، وأحيانًا تصلي إلى الله بصمت وأحيانًا أخرى علنًا، وأحيانًا تعقد شركة مع إخوتك وأخواتك. إن كانت لديك هذه المظاهر فيدل ذلك على أنك تعيش بالفعل أمام الله. إن تواصلت غالبًا مع الله هكذا في قلبك، فأنت إذًا على علاقة طبيعية مع الله، وبعد عدة سنوات من مثل هذا الاختبار ستدخل بصورة طبيعية في واقع الحق. هل ثمة أي صعوبات بشأن هذه الممارسة؟ (كلا). ذلك جيد. على سبيل المثال، عندما تقرأ كلام الله في بعض الأحيان، فإنك كلما أكثرت من القراءة ازداد قلبك إشراقًا؛ وهذا يعني أنك قرأت كلامًا اختبرته، وأن مفاهيمك وتصوراتك السابقة ستنكشف كلها على الفور. في هذا الوقت عليك أن تصلي إلى الله وتقول: "يا الله، لقد أضاءت قراءة هذا المقطع قلبي، واتضحت لي الآن فجأة مشكلاتي السابقة. أعلم أن هذه هي استنارتك، وأنا أشكرك على السماح لي بفهم هذا المقطع من كلامك". أليس هذا صلاة وحضورًا بين يدي الله من جديد؟ (بلى). هل يصعب فعل هذا؟ هل بإمكانك تخصيص وقت لهذا؟ (نعم). ألن تكونوا قد مارستم باستمرار، من بداية سعيكم وحتى هذه الصلاة، مبدأ كلمات الله: "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا". عندما تعيش بشكل دائم في ممارسة هذه الكلمات، وتتمسك دائمًا بمبدأ الممارسة الذي تنطوي عليه، وتعيش دومًا في واقع من هذا النوع، فهذا يسمى الالتزام بمبدأ الممارسة. فهل هذا صعب؟ (ليس صعبًا). إنه لا يتطلب منك سوى أن تستعمل قلبك، وتحرك شفتيك، وتخصص بعض الوقت وقليلًا من التفكير، بحيث تجد لحظة في بعض الأحيان لتناجي الله وتُسرّ إليه وتشاركه الكلام الذي يحوك في قلبك. هذا هو المثول أمام الله في أغلب الأحيان. إنه بتلك البساطة والعفوية والسهولة، ولا صعوبة فيه. أنت تحمل شيئًا تعتبره في غاية الأهمية في قلبك، وتتعامل معه كعبء، ولا تنساه أو تتخلى عنه مطلقًا – لديك شيء كهذا في قلبك، وتمثل أمام الله من وقت لآخر لتصلي إليه، ولتتكلم وتتحدث إليه حوله. ما نوع القلب الذي ينبغي ان يكون لديك عندما تتحدث إلى الله؟ (قلب مخلص). ذلك صحيح، ينبغي أب يكون لديك قلب مخلص. إن كنت تحمل عبئًا على عاتقك، فسيكون قلبك صادقًا، وعندما يشارك آخرون في المحادثة فستصلي وتعقد شركة مع الله في قلبك. وأحيانًا، عندما تكون متعبًا من العمل وتأخذ استراحة، ستتذكر الأمر وتقول: "ليس هذا جيدًا، ما زلت لا أفهم هذا الأمر، ولا يزال عليّ أن أتحدث عنه مع الله". لِمَ ستتذكر هذا الأمر كلما أتيح لك الوقت؟ ذلك لأنك تأخذ الأمر على محمل الجد تمامًا في قلبك، وتعتبره عبئًا لك ونوعًا من المسؤولية، وتريد أن تفهمه وتعالجه. عندما تمثل أمام الله وتتحدث إليه وتحادثه بحميمية يغدو قلبك مخلصًا بشكل طبيعي. وعندما تعقد شركة مع الله في هذا السياق وبهذه العقلية، ستشعر بأن علاقتك مع الله لم تعد تتّسم بالبرودة والبعد كما كانت من قبل، وستشعر بدلًا من ذلك أنك أصبحت أقرب إليه. هذا هو مدى تأثير طرق الممارسة، التي يمنحها الله للإنسان، في الناس. ما رأيك، هل من الصعب التواصل مع الله على هذا النحو؟ أنت تأخذ مسألةً على محمل الجد، وتتحدث إلى الله حولها بين الفينة والأخرى، وتأتي أمام الله وتحييه من وقت لآخر، وتتحدث إلى الله عما في قلبك وعن مصاعبك، وتتحدث عن الأشياء التي تريد أن تفهمها، والأشياء التي تفكر فيها، وعن شكوكك وصعوباتك ومسؤولياتك – إن تحدثت إلى الله عن جميع هذه الأشياء، ألا تعيش أمام الله من خلال الممارسة على هذا النحو؟ هذه هي الممارسة وفقًا لمتطلبات الله. إن مارست على هذا النحو لفترة من الوقت، ألن تتمكن من رؤية النتائج وجني الثمار بسرعة كبيرة؟ (بلى). ولكن الأمر ليس بتلك البساطة، فهو عبارة عن عملية متسلسلة. إن مارست بهذا الشكل لبعض الوقت، فستصبح صلتك بالله أوثق أكثر فأكثر، وستتحسن عقليتك، وستصبح حالتك طبيعية على نحو متزايد، وسيزداد اهتمامك بكلام الله وبالحق أكثر فأكثر. هذا هو ما يعنيه امتلاك علاقة طبيعية مع الله. إذا استطعت فهم بعض الحقائق ومارستها، فستكون قد بدأت تدخل في واقع كلام الله. لكن هذا لا يمكن تحقيقه في فترة وجيزة من الوقت، بل قد يستغرق ستة شهور أو سنة أو حتى سنتين أو ثلاث سنوات قبل أن ترى نتائج واضحة. هل سيتحرر الناس من الفساد والتمرد أثناء هذه الفترة؟ كلّا. وحتى إن صليتَ إلى الله مرات لا تحصَى، ومارست بهذه الطريقة، فهل يعني ذلك أنك ستحصل حتمًا على نتائج؟ هل يجب على الله أن يريك نتيجة؟ وهل عليه أن يعطيك إجابة؟ ليس بالضرورة. يقول بعض الناس: "إن كان غير مؤكد ما إذا كنت سأحصل على نتائج، وكانت النتائج غير مضمونة، فلماذا لا يزال الله يتصرف بهذا الشكل؟ ولماذا يجعل الناس يمارسون بهذه الطريقة؟" لا تقلق؛ فالممارسة بهذه الطريقة حتماً لن تكون عديمة الجدوى. فحتى إن مارستَ بهذه الطريقة لمدة عام أو عامين، ولا ترى أنك قد حصلت على أي نتائج في المدى العاجل أو القريب، فلعلك، بعد خمسة أو عشرة أعوام، عندما يرتب الله لك بيئة مماثلة من جديد، ستدرك بسرعة جانبًا من الحق لم تستطع إدراكه من قبل. لكن هذا الحق، الذي تتوصل إلى إدراكه وفهمه بعد خمسة أو عشرة أعوام، يتطلب الأساس الذي أُرسي من خلال اختباراتك ومعرفتك وفهمك في الوقت الراهن. لا بد لهذا الإدراك اللاحق أن يُبنَى على هذا الأساس. هل تعتقد أنه من السهل على الناس فهم جانب من الحق؟ (ليس سهلًا). هذه هي أهمية وقيمة دفع ثمن من أجل ممارسة الحق. هذا هو مبدأ الممارسة الذي تضمنه السطر الثاني: "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا". لقد صيغ هذا السطر بلغة واضحة وميسورة وسهلة الفهم للغاية؛ وهو يعني أن عليك أن تزيد من الصلاة وتمتلك قلبًا مخلصًا؛ لأن الأمور تثمر من خلال القلب المخلص. إن الأمر بتلك البساطة، لكن هذه الكلمات هي في الحقيقة واقع الحق الذي ينبغي أن يدخل الجميع فيه، والطريق الوحيد الذي يمكنهم من خلاله المثول أمام الله، والحصول في النهاية على الخلاص. وعلى الرغم من أن هذا السطر قيل بكلمات واضحة وبسيطة، فلا بد للجميع من الاختبار والدخول بهذه الطريقة؛ فالأمر أشبه ما يكون بإنشاء مبنى؛ إذ لا يهم إن كان مؤلفًا من 30 طابقًا أو 50 طابقًا أو حتى نحو مائة طابق، فلا بد له من أساس، وإذا لم يكن أساس المبنى ثابتًا فلا يهم مدى ارتفاعه، ولن يثبت طويلًا، بل سينهار خلال بضع سنوات. وهذا يعني أنه بينما يعيش الناس في هذا العالم لا بد لهم من امتلاك الحق كأساس لهم. هذه هي الطريقة الوحيدة لهم لكي يقفوا بثبات ويكسبوا رضى الله. إن أراد الناس التوصل إلى فهم حقائق أعمق وأرقى فيجب أن يمتلكوا أهم الأمور الأساسية؛ أي الأشياء التي تكوّن أساسًا. فامتلاك أساس هش أخطر شيء. لا تستخفّ بهذه الحقائق والمبادئ وطرق الممارسة الأساسية والأكثر أهمية. فما دامت هي حقائق فهي أشياء ينبغي للناس امتلاكها وممارستها. وسواء كانت كبيرة أم صغيرة، عالية أم منخفضة، فلا يهم. عليك أن تنطلق من الأساسيات. هذا هو السبيل الوحيد لإرساء أساس متين.

والآن اقرأ السطر الثالث: ("آمِنْ بأنَّ الله هو القدير".) إلامَ يشير السطر ("آمِنْ بأنَّ الله هو القدير".)؟ إنه يشير إلى الإيمان والرؤية. عندما تدعمك هذه الرؤية وترشدك سيكون لديك مسارٌ أمامك. هل سيكون للممارسة بهذه الطريقة تأثير؟ يقول بعض الناس: "لقد مللت من كل هذه الممارسة، ومع ذلك لم يُنِرْني الله ولم يقل لي أي شيء. لا أستطيع الشعور بحضور الله. هل يوجد إله حقًّا؟" لا يمكنك التفكير على هذا النحو، فالله قدير سواء تحدث إليك أم لا. عندما يريد الله أن يتحدث إليك، ويتحدث إليك بالفعل، فهو قدير. وعندما لا يريد أن يتحدث إليك، ولا يتحدث إليك، فهو لا يزال قديرًا. إن الله قدير سواء سمح لك بفهم الأشياء أم لم يسمح؛ فجوهر الله وهويته لا يتغيران. هذه هي الرؤية التي يتعين على الناس أن يفهموها. هذا هو السطر الثالث؛ إنه بسيط للغاية، وعلى الرغم من بساطته، يجب أن يختبره الناس بالفعل. وعندما يفعل الناس هكذا، سيُثبت ذلك لهم أن هذه الكلمات هي الحق بالفعل، ولن يجرؤوا بعد ذلك على الارتياب فيها بأي شكل من الأشكال.

تابع القراءة حتى السطر الرابع: ("يجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لله".) "يجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لله" هذا هو ما يطلبه الله من الإنسان. يحتاج الناس إلى فهم ما هو مقصود بكلمة "كبير". هل يعتبر التباهي والتفاخر، وامتلاك قلب مفعم بالطموح، والغطرسة والاعتداد بالبر الذاتي، والتسلط والاستبداد، وعدم الخضوع لأحد "كبيرًا"؟ كيف يجب أن يُفهم السطر "توقٌ كبير لله"؟ كيف يكون لديك "توق إلى الله"؟ إنه كما ورد في السطر السابق "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا" – عليك أن تتمتع برغبة وتطلع إلى السعي لفهم الحق، والسعي للخلاص، وينبغي أيضًا أن تكون لديك رغبة في قبول سيادة الله وتنظيماته، والوصول إلى فهم لمشيئة الله والخضوع لسيادته. يُسمّى هذا توقًا كبيرًا إلى الله. على الرغم من أن الله يستخدم لغة بشرية ليصف هذا الأمر بوضوح، ينبغي أن يفهم الناس معناه بطريقة نقية، لا أن يفسروه بطريقة مبالغ فيها. فكلمة "كبير" هنا لا تشير إلى استخدام مقدار زائد من القوة المفرطة لفعل أشياء بطريقة متهورة. وهي لا تنطوي على العنف، فضلًا عن الجهل أو الطيش، بل تشير كلمة "كبير" بصورة رئيسية إلى التوق، وهذا يشبه حال المرء حينما يقدّر شيئًا إلى درجة أنه ببساطة يجب أن يمتلكه، وكذلك عندما يصمم على امتلاكه ولا يستسلم حتى يفعل ذلك. ويعدّ هذا "التوق الكبير لله" أمرًا إيجابيًا تمامًا، ولا يمكن أن يحقق سوى نتائج إيجابية. إذًا، فما هو المعنى الدقيق لعبارة "توقٌ كبير لله"؟ (إنها تعني المجيء أمام الله في أغلب الأحيان، والتمتع بالرغبة والتطلع إلى فهم الحق وفهم مشيئة الله في الأمور التي تواجه المرء). ذلك صحيح؛ إنه بتلك البساطة. إنه يعني تمامًا التخلي عن اهتمامات الجسد وملذاته، والتخلي أيضًا عن وقت فراغك الخاص، واستعمال هذا الوقت في أشياء إيجابية، مثل الطلب من الله، والصلاة إلى الله، والمثول بين يدي الله، والسعي لفهم سيادة الله. إنه يتعلق بالصلاة بعقلانية لأجل شيء، والسعي، وبذل وقتك وطاقتك، ودفع ثمن معين من أجل فهم جانب من الحق؛ يسمّى هذا توقًا كبيرًا إلى الله. هل هذه طريقة دقيقة لوصفه؟ هل يتماشى مع منطق الإنسانية الطبيعية؟ هل يسهل فهم هذه الكلمات؟ (نعم). وهل هذه المظاهر، إذًا، تتضمن التكشير عن أنياب المرء وإبداء مخالبه والاستيلاء بعنف على ما يريد؟ هل يتجلى ذلك بالقسوة والتهور وعدم الحكمة؟ (كلا). إذًا، فما الذي تعنيه كلمة "كبير"؟ كرروا ما قلته للتو لكم. (تعني القدرة على المثول بين يدي الله في أغلب الأحيان، والتطلع إلى فهم الحق، والقدرة على التخلي عن بعض ملذات الجسد، وبذل مزيد من الوقت والطاقة على السعي إلى الحق، والقدرة على بذل الطاقة، ودفع ثمن لأجل هذا). إذًا فكيف يتم تطبيق هذا بشكل ملموس؟ سأعطي مثالًا. ستدرك أحيانًا وبصورة مفاجئة أنه قد مر وقت طويل منذ أن شاهدت ممثلك المفضل وتتساءل عن الفيلم الذي يمثّل فيه. وستود أن تمضي في البحث عن أخبار حوله على الحاسوب، ولكنك ستتأمل وتفكر: "ذلك غير صائب، فما علاقة الفيلم الذي يشارك فيه بي؟ إن المداومة على مشاهدة الأفلام طوال الوقت تسمّى إهمالًا لعمل المرء اللائق. عليّ المثول أمام الله والصلاة". عندئذ، ستهدئ من روعك وتتذكر المشكلة التي كنت سابقًا تبحث عن إجابة لها في حضرة الله. أنت لا تزال تفتقر إلى أي تصور عن ذلك الأمر، ولا تفهمه مطلقًا، ولذلك تُطمْئن قلبك أمام الله، وتصلي إليه قائلًا: "يا الله، أنا راغب في أن أضع قلبي أمامك. لقد أثّرت فيّ كثيرًا البيئة التي كنت أختبرها مؤخرًا. ومع هذا، ما زلت لا أستطيع أن أطيع، ولا أن أرى بجلاء أن هذه سيادتك. أرجوك أن تنيرني وترشدني وأن تكشف فسادي وعصياني في البيئات التي ترتبها من أجلي، بحيث يمكنني فهم مشيئتك وإطاعتك". وبعد الصلاة، ستتأمل وتفكر: "لا، لا تزال مشكلتي دون حل. أحتاج إلى قراءة المزيد من كلام الله كي أجد حلًّا". ثم ستمضي على الفور لقراءة كلام الله لفترة. وبينما تعاين الوقت، ستقول: "أوه، لقد مر نصف ساعة بالفعل! كلام الله جيد حقًّا، ولكن المقطع الذي قرأته لا علاقة له بمشكلتي على الإطلاق، ولذا فمشكلتي لم تُحلّ بعد، وأنا لا أعلم ما يريدني الله أن أفهمه من خلال ترتيب هذه البيئة لأجلي، ولا أعرف مشيئته. عليّ أن أسارع إلى العمل وأداء واجبي، كما يجب ألّا أؤجل الأمور المهمة. لعلي سأقرأ ذات يوم كلام الله المناسب وأحل مشكلتي". هل يعدّ هذا بذلًا للوقت وللطاقة؟ (نعم). الأمر تمامًا بهذه البساطة. ففي الوقت الذي تتخلى فيه عن تفضيلاتك الخاصة وترفيهك ووقت راحتك، ستربح قليلًا من الإخلاص وتمارس بعضًا من التوق الكبير إلى الله. وستشعر في قلبك بقسط وفير من الراحة والطمأنينة. وللمرة الأولى في حياتك، ستختبر شخصيًّا الطمأنينة والقوت العظيمين من خلال نبذ الجسد والتخلي عن متعك الجسدية. وستتذوق أيضًا شخصيًّا كيف أن تهدئة نفسك أمام الله، وقراءة كلامه، وفتح قلبك لله، والتحدث بالكلام معه في قلبك، يجلب لك سلامًا ورضىً لا يمكن أن يجلبهما الاهتمام بالاتجاهات والشؤون الاجتماعية، وأن بإمكانك أيضًا ربح شيء منه، والتوصل إلى فهم الحق وإدراك الكثير من الأشياء. ونتيجة لذلك، ستشعر أن كلام الله جيد حقًّا، وأن الله صالح فعلًا، وأن الوصول إلى الحق يمثل ربح كنز بالفعل. لن تتمكن من إدراك كثير من الأشياء دون حيرة فحسب، بل ستكون قادرًا أيضًا على أن تحيا أمام الله وأن تحيا كذلك بكلمات الله. هذه هي الآثار التي يمكن أن يحققها توق كبير إلى الله. فالممارسة على هذا النحو، وتكريس وقتك وطاقتك، والتخلي عن متعة جسدك، إنما هي إحدى تجليات توقٍ كبيرٍ إلى الله. فما رأيكم، إذًا؟ هل هذا التجلي فارغ؟ (ليس فارغًا). هل هو سهل التحقيق؟ (نعم). إنه سهل التحقيق، وهو شيء يستطيع الناس ذوو الإنسانية الطبيعية تحقيقه.

عندما تكون للناس أفكارٌ تكون لديهم خياراتٌ. وإذا حدث لهم شيءٌ ما واتَّخذوا القرار الخاطئ، فيجب أن يعودوا ويتَّخذوا القرار الصحيح؛ ينبغي ألَّا يتمسَّكوا بخطئهم على الإطلاق. أناسٌ كهؤلاء هم أذكياء. ولكن إذا علم المرء أنه اتَّخذ القرار الخاطئ ولم يعد عنه لاتّخاذ القرار الصحيح، فهو لا يحبّ الحقّ، ومثل هذا الشخص لا يريد الله حقًّا. لنفترض مثلًا أنك تريد أن تكون مهملًا ومتهاونًا عندما تؤدي واجبك، وتحاول التراخيوتجنُّبَ تمحيص الله. في مثل هذه الأوقات، أسرع للمثول أمام الله للصلاة، وتأمَّل فيما إذا كانت هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرُّف. ثم فكِّر في الأمر: "لماذا أؤمن بالله؟ فمثل هذا التراخي قد لا يلاحظه الناس، ولكن ألن يلاحظه الله؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن إيماني بالله لا يعني التراخي، لكنه من أجل الخلاص. وتصرُّفي هكذا ليس تعبيرًا عن إنسانية طبيعية، ولا يحبّه الله. لا، فربَّما تراخيت وفعلت ما يحلو لي في العالم الخارجيّ، لكنني الآن في بيت الله، وفي ظلّ سيادة الله، وقيد تمحيص نظر الله. أنا إنسانٌ، وعليّ أن أتصرف كما يملي عليّ ضميري، ولا يمكنني أن أفعل ما أشاء. ينبغي أن أتصرَّف وفقًا لكلام الله، وينبغي ألَّا أكون مهملًا وبلا مبالاة، ولا يمكنني أن أتراخى. كيف يجب أن أتصرَّف إذًا حتَّى لا أكون متراخيًا ومهملًا وبلا مبالاة؟ ينبغي أن أبذل بعض الجهد. الآن فحسب شعرت أن التصرُّف على هذا النحو كان ينطوي على الكثير من المتاعب، وأنني أردت تجنُّب المشقَّة، لكنني الآن أفهم: قد ينطوي التصرُّف هكذا على الكثير من المتاعب، لكنه أمرٌ فعَّال، وهذه هي الطريقة التي يجب عمله بها". عندما تعمل ولا تزال تشعر بالخوف من المشقَّة، في مثل هذه الأوقات ينبغي أن تُصلِّي إلى الله: "يا الله! أنا كسولٌ ومخادع، فأتوسَّل إليك أن تُؤدِّبني وتُوبِّخني حتَّى يشعر ضميري بشيء ويصير لديّ إحساسٌ بالخزي. لا أريد أن أكون مهملًا وبلا مبالاة. أتوسَّل إليك أن ترشدني وتنيرني، وأن تكشف لي تمرُّدي وقبحي". عندما تُصلِّي هكذا وتتأمَّل نفسك وتحاول معرفتها، سيثير هذا شعورًا بالندم وستتمكَّن من كراهية قبحك، وتبدأ حالتك الخاطئة بالتغيُّر، وستتمكَّن من التأمُّل في هذا ومبادرة نفسك بالقول: "لماذا أنا مهملٌ وبلا مبالاة؟ لماذا أحاول التقاعس دائمًا؟ التصرُّف على هذا النحو يخلو من أيّ ضميرٍ أو حسّ – فهل ما زلت شخصًا يؤمن بالله؟ لماذا لا آخذ الأمور على محمل الجدّ؟ ألا أحتاج إلى أن أخصِّص المزيد من الوقت والجهد؟ إنه ليس عبئًا كبيرًا. فهذا ما يجب أن أفعله. إذا لم أتمكَّن حتَّى من عمل ذلك، فهل يصلح أن أُدعى إنسانًا؟" ونتيجةً لذلك، تتخذ قرارًا وتقسم قائلًا: "يا الله! لقد خذلتك، فأنا في الواقع فاسد في الصميم، وبلا ضمير أو إحساس، وأفتقر إلى الإنسانيَّة، وأتمنَّى أن أتوب. أتوسَّل إليك أن تسامحني، وسوف أتغيَّر بالتأكيد. وإذا لم أتب فأتمنى أن تعاقبني". بعد ذلك، ستتغير عقليتك، وتبدأ في التغير، وتتصرف وتُؤدِّي واجباتك بوعي وبقدرٍ أقلّ من الإهمال واللامبالاة، وستكون قادرًا على المعاناة ودفع الثمن، وستشعر أن أداء واجبك بهذه الطريقة أمرٌ رائع، وستشعر بالطمأنينة والبهجة في قلبك. عندما يتمكن الناس من قبول تمحيص الله، وعندما يمكنهم الصلاة إليه والاتكال عليه، فإن أحوالهم سرعان ما تتغير. بعد أن تتغير حالة قلبك، وتتخلى عن نواياك، وعن رغبات جسدك الأنانية، وتكون قادرًا على التخلي عن راحة الجسد ومتعته، وتتصرف وفقًا لمتطلبات الله، ولا تعود متعسفًا أو طائشًا، ستحظى بالطمأنينة في قلبك، ولن يؤنبك ضميرك. هل من السهل التخلي عن الجسد والتصرف وفقًا لمتطلبات الله بهذه الطريقة؟ ما دام لدى الناس توق كبير إلى الله، فيمكنهم التخلي عن الجسد، وممارسة الحق. وما دمتَ قادرًا على الممارسة بهذه الطريقة، فلن تدري إلّا وقد دخلت في واقع الحق. لن يكون ذلك صعبًا على الإطلاق. بالطبع، عند ممارسة الحق، لا بدّ أن تمر بعملية صراع وتغيير في تفكيرك، ويجب إيجاد حل لهاتين من خلال السعي إلى الحق. إن كنت شخصًا لا يحب الحق، فسيكون من الصعب عليك معالجة حالتك السلبية، ولن تتمكن من فهم الحق وممارسته. ويعتمد مقدار الصعوبة التي يواجهها المرء في عملية تغيير تفكيره على ما إذا كان يستطيع قبول الحق. فإذا لم يستطع قبول الحق فسيكون من الصعب جدًّا عليه أن يغير تفكيره. أما الذين يستطيعون قبول الحق، من جهة أخرى، فلن يجدوا صعوبة في ذلك على الإطلاق، وسيتمكنون بالطبع من الممارسة والخضوع للحق. بإمكان الذين يحبون الحق فعلًا أن يتوكلوا على الله للتغلب على المصاعب مهما كانت درجتها. وبهذه الطريقة سيكون لديهم شهادة اختبارية، وهذا قلبٌ يتمتع بتوق كبير إلى الله. ما دام قلبك يُكنّ توقًا كبيرًا إلى الله، فهل يعني هذا أنك لا يُسمح لك بأن يكون لديك فساد وعصيان؟ كلّا. يعني ذلك أنك، ما دام لديك قلب فيه توق كبير إلى الله، فيمكنك على الأقل العمل وفقًا لضميرك وعقلك، ويمكنك طلب الحق. وبهذه الطريقة تستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح في أي موقف من المواقف، والممارسة والدخول في الاتجاه الصحيح. يسمى هذا قلبًا فيه توق كبير إلى الله. هل هذه المظاهر جوفاء؟ (ليست جوفاء). ليست جوفاء أو مبهمة، بل هي عملية وواقعية للغاية، وليست مبهمة مطلقًا. يقول بعض الناس: "أوه، لقد آمنت بالله سنوات عديدة، ولكنني دائمًا أواجه الصعوبات كلما تعلق الأمر بممارسة الحق؛ فأنا أشعر بقلق شديد حتى أتصبب عرقًا، ولكنني لا يوجد لدي مسار. أريد دومًا أن أمارس الحق بدون مواجهة أي مشقة بدنية أو إصابة مصالحي بأية خسائر، ونتيجة لذلك لا أستطيع إيجاد مسار. الآن فقط أدرك أن امتلاك قلب لديه توق كبير إلى الله هو بهذه البساطة. ليتني عرفت هذا من قبل وطبقت هذه الكلمات قبل الآن!" من ينبغي أن تضع اللوم عليه لعدم ممارسة كلام الله؟ من أجبرك على عدم تقدير كلام الله كل هذه السنوات، وعلى التخبط فحسب بدلًا من ذلك؟ والآن يمكننا تلخيص جملة: عندما تؤمن بالله، عليك أن تمارس كلام الله وتختبره لكي تفهم الحق؛ إذ لا يمكنك ربح رضى الله إلّا بالوصول إلى مرحلة تتعامل فيها مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق. عليك ألّا تفعل الأشياء مطلقًا بحسب رغبتك، وألا تسعى وراء الشهرة والثروة، وعليك ألّا تشكل مجموعات أو تبحث عن مؤيدين في الكنيسة. لن تكون هناك عاقبة جيدة للذين يفعلون ذلك. إن الذين لا يركزون على أداء واجباتهم بإتقان، والذين لا يسعون إلى الحق، والذين يتطلعون دومًا إلى الآخرين ويتكلون عليهم، والذين يحبون أن يتبعوا القادة الكذّابين وأضداد المسيح في إثارة الاضطرابات العقيمة، يجلبون جميعًا الخراب لأنفسهم من خلال التخبط وفقدان فرصتهم في الخلاص. سيتركهم ذلك في حيرة من أمرهم. إن أردت أن تتوقف عن المضي في طريقك الخاص بك، فعليك الإكثار من المثول أمام الله، والصلاة إليه، وطلب الحق في الأمور كافّة. بهذه الطريقة يمكنك الوصول إلى ثمرة فهم الحق، والانطلاق في طريق ممارسة الحق، والدخول في حقيقة الحق. النقطة الرئيسية هنا أنه يجب عليك ألّا تتبع الآخرين ولا أن تسايرهم مطلقًا، بأن تتبع هذا الشخص ذات يوم لأنك تظن أنه رائع، ثم تتبع شخصًا آخر في اليوم التالي لأنك تعتقد أنه على حق، وتقضي وقتًا طويلًا متخبطًا بدون ربح الحق. مهما تكن المشكلات التي تواجهها، عليك أن تطلب الحق وتعالجها وفقًا لكلام الله. إن اتبعت الآخرين بشكل أعمى، بحيث تتبع كل من يحسن الحديث ويستخدم كلمات رنانة، فمن المرجح أن تُخدَع. ينبغي على الأشخاص الذين يؤمنون بالله أن يؤمنوا فقط بأن كلام الله هو الحق، وألّا يستمعوا إلّا إلى كلام الله، وأن يمارسوا وفقًا له؛ ففعل ذلك سيقيهم من اتباع آخرين ومسايرتهم في الطريق الخاطئ.

تابع واقرأ السطر التالي: ("وأن تسعى بشوق بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله".) هذا أيضًا يتعلق بالممارسة. "تسعى بشوق" تشير هذه العبارة إلى الرغبة في ممارسة الحق ولكن مع الافتقار إلى المسار، والرغبة في إرضاء الله، ولكن دون معرفة كيفية الممارسة – عندما تكون تواقًا على هذا النحو، فسوف تطلب وتصلي. إن شعورك باستمرار بوجود كثير جدًا مما تفتقر إليه، وخصوصًا أن تجد أنك تفتقر إلى وجود مسار عندما تحدث لك أمور، دون أن تعرف ما عليك فعله لترضي الله، وتمردك دومًا وفعلك أشياء بالطريقة التي تريدها، بقلب قلق، ورغبتك في ممارسة الحق، ولكنك دون معرفة كيف تفعل ذلك – هذا هو الشعور بالتوق. إن كنت تواقًا، فعليك بالسعي، وإذا لم تسعَ فلن يكون لديك مسار. إن لم تسعَ فستسقط في الظلمة، وإذا لم تسعً أبدًا فسينتهي أمرك، وستكون ملحدًا. ما الذي تعنيه عبارة "ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله" إنها تعني أن الناس عندما يواجهون مواقف تكون لديهم دائمًا إرادتهم الخاصة؛ ويفكرون دومًا بمصالحهم وبأجسادهم. ففي أوقات كهذه، سيؤنبك ضميرك، حاثًّا إياك على ممارسة الحق وإطاعة الله. وفي مثل هذه المواقف سيكون هناك صراع في قلبك، ويتعين عليك أن ترفض مبررات الشيطان وترفض مختلف الأسباب المتعلقة بالجسد. إن "الرفض" يعني القدرة على الاختراق وإدراك المبررات والأسباب لدى الناس لعدم ممارسة الحق؛ وهي مقاصد الشيطان وحيله، ثم التخلي عنها. هذه هي عملية الرفض. أحيانًا تنشأ لدى الناس أفكار ونوايا وأغراض فاسدة معينة، وكذلك بعض المعارف والفلسفات والنظريات والطرق والوسائل والحيل والمكائد لتصرفاتهم وغير ذلك. وعندما يحدث هذا، ينبغي أن يدرك الناس على الفور أن هذه أمور فاسدة تتدفق منهم، وأن عليهم السيطرة عليها، وطلب الحق، وتحليلها بدقة، ورؤية حقيقتها بوضوح، ورفضها ونبذها تمامًا، ووأدها في المهد. ما دامت الأفكار أو الخواطر أو النوايا أو المفاهيم الفاسدة قد نشأت لدى الشخص، أيًّا كان وقت حدوثها، فينبغي على الفور أن يسيطر على هذه الأمور ويستقصيها ويدرك حقيقتها، ويتخلى عنها، ومن ثم يتوصل إلى التغيير في نفسه. العملية هي على هذا النحو. هذه هي كيفية الممارسة مع رفض الشيطان ونبذ الجسد. أليس ذلك بسيطًا جدًّا؟ الواقع أنه قد تم التطرق إلى هذه العملية بالفعل في المثالين الذين وردا للتوّ. هذا مبدأ للممارسة لمعالجة الحالات غير اللائقة التي تنشأ لدى الناس عندما تصيبهم أمور.

تابع القراءة. ("لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك".) يعني هذا أن تسعى وتنتظر من كل قلبك وعقلك. هذه العبارات الأربع البسيطة "لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك." تحمل معنيين. ما هذان المعنيان؟ (الأول، هو لا تيأس و لا تكن ضعيفًا؛ أي لا تيأس أو تثبط عزيمتك عندما تواجه المصاعب أو لا تستطيع فهم الأمور للحظة في أثناء سعيك. والثاني، أن عليك أن تسعى وتنتظر من كل قلبك. أي عليك أن تتمتع بالمثابرة في عملية سعيك، وأن تستمر في السعي والصلاة عندما لا تفهم، وتنتظر استعلان مشيئة الله. هذا هو المعنى الثاني). تعني عبارة "لا تيأس. لا تكن ضعيفًا" أن على الناس أن يحافظوا على الإيمان الصادق بالله، ويؤمنوا أن الله قدير، وأنه يستطيع أن ينيرهم ويمكّنهم من فهم الحق. فلماذا إذًا لا تستطيع فهم الحق الآن؟ ولماذا لا ينيركم الله الآن؟ لا بد من وجود سبب لذلك. ما هو السبب الأساسي؟ السبب بالضبط هو أن وقت الله لم يَحِنْ؛ فالله يختبر إيمانكم، وفي الوقت نفسه يريد أن يستخدم هذه الطريقة لتعزيز إيمانكم. هذا هو الشيء الأساسي الذي ينبغي أن يفهمه الناس ويعرفوه. افترض أنك قد عملت وفقًا للمبادئ التي يطلبها الله، وصليت وسعيت، ولديك قلب فيه توق شديد إلى الله، وبدأت تقدّر كلام الله، ولديك اهتمام بكلام الله، وغالبًا ما تذكّر نفسك بممارسة كلام الله واختباره، وبالمثول أمام الله، وبعدم الضلال عنه، وبالسعي عند فعل هذه الأشياء. لكنك تفكر في نفسك قائلًا: "لا أعتقد أنني شعرت بوضوح أن الله قد منحني أي استنارة أو إضاءة أو إرشاد خاص، بل وليس لديّ شعور واضح بأن الله قد منحني أي مَلَكات أو مواهب أو قدرات خاصة لأجل الواجب الذي أؤديه، وبدلًا من ذلك أشعر أن الأشخاص الذين لا يرتقون إلى مستواي يفهمون أكثر مما أفهم، وهم أفضل في أداء واجباتهم، وأكثر فصاحة في نشر الإنجيل، فلِمَ لا أكون مساويًا للناس الآخرين في صلاحهم؟ لِمَ لا أزال أقف في المكان نفسه وأحرز القليل من التقدم؟" ثمّةَ سببان لذلك: أحدهما أن الناس أنفسهم يعانون مشاكل كثيرة، مثل أساليبهم ونواياهم وأهدافهم الفردية في السعي، وكذلك مقاصدهم ودوافعهم في الصلاة إلى الله ورفعهم طلبات إلى الله وغير ذلك. إنك تحتاج في هذه الأمور جميعًا إلى التأمل وربح المعرفة واكتشاف المشاكل في الداخل، وتغيير مسارك على الفور. ليس هناك من حاجة إلى أن تدخل في التفاصيل حول ذلك. والسبب الثاني هو أنه عندما يتعلق الأمر بمقدار ما يمنحه الله لأناس مختلفين، وكيف يُنعم عليهم، فإن لله طريقته الخاصة. تحدّث الله بالكلمات التالية: " أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ" (الخروج 33: 19)." ربما تكون هدفًا للطف الله، وربما تكون هدفًا لرحمته، وربما لا تكون أيًّا من هذين النوعين من الناس اللذين تحدث الله عنهما. وربما يرى الله أنك أقوى من الآخرين، أو أنك تتطلب وقتًا أطول من الآخرين لامتحانك وتليينك. توجد أسباب عديدة، ولكن أيًّا كان السبب، فإن أي شيء يفعله الله هو الصواب. على الناس ألّا يقدموا أي مطالب مبالغ فيها إلى الله. الشيء الوحيد الذي عليك فعله هو اسع من كُلِّ قلبك و انتظر من كل قلبك. وقبل أن يسمح الله لك بالفهم ويعطيك الإجابات، فإن الأمر الوحيد الذي عليك فعله هو السعي، بينما في الوقت نفسه تنتظر الوقت الذي يعطيك الله فيه شيئًا، والوقت الذي يكون الله لطيفًا معك، وكذلك الوقت الذي ينيرك الله فيه ويرشدك. وعلى النقيض من المفاهيم البشرية، لا يوزع الله الأشياء على الناس بالتساوي، ومن ثم فلا يمكنك استعمال كلمة "مساوٍ" لرفع مطالب إلى الله. عندما يعطيك الله شيئًا، فذلك هو الوقت الذي يُفترض بك أن تحصل عليه، وعندما لا يعطيك الله شيئًا، فمن الواضح أنه ليس الوقت المناسب أو الصحيح في نظر الله، وبالتالي ينبغي ألّا تحصل عليه في ذلك الوقت. وعندما يقول الله إنك ينبغي ألّا تحصل على شيء ما ولا يريد أن يمنحك إيّاه، فما الذي ينبغي أن تفعله؟ يقول الشخص العاقل: "إذا لم يعطني الله إياه، فسأخضع وأنتظر. أنا لست جديرًا في الوقت الحالي بالحصول عليه؛ ربما لأن قامتي لا يمكنها تحمله، ولكن قلبي يمكنه أن يطيع الله دون تذمر أو ارتياب، وحتمًا دون أي شكوك". في هذا الوقت، يجب ألّا يفقد الناس عقولهم. كيفما عاملك الله، عليك أن تختار بتعقل أن تطيع الله. لا يوجد سوى موقف واحد يتعين على الخلق اتخاذه نحو الله: أن يستمعوا ويطيعوا، فليس ثمة خيارات أخرى. لكن الله يستطيع اتخاذ مواقف مختلفة نحوك. ثمة أساس لهذا؛ لله مشيئته، وهو يأخذ خياراته وأساليبه عندما يتعلق الأمر بهذه الأمور وبالموقف الذي يتخذه تجاه كل شخص. وبطبيعة الحال، فإن مقاصد الله تكمن وراء هذه الخيارات والأساليب. قبل أن يصل الناس إلى فهم مقاصد الله، فإن الشيء الوحيد الذي ينبغي لهم وبإمكانهم فعله هو السعي والانتظار، مع تجنب فعل أي شيء للتمرد على لله. وآخر شيء ينبغي للناس أن يفعلوه في هذه الأوقات – أي عندما لا يشعرون باستنارة الله وإرشاده ولطفه ورحمته – هو الضلال عن الله والقول إنه ليس بارًّا، أو الصراخ في وجه الله، أو حتى إنكار وجود الله عندما لا يستطيعون الشعور باستنارته وإرشاده. هذا هو الشيء الذي لا يرغب في أن يراه. وبالطبع، إن وصلت حقًّا إلى حد إنكار الله وإنكار برّه وهويته وجوهره، والصراخ على الله، فسيؤكد ذلك أن الله كان على حق في اعتماد موقف اللامبالاة بك في المقام الأول. إن لم تستطع حتى أن تتحمل هذه التجربة والامتحان الصغيرين، فإنك عندئذ تفتقر إلى أدنى درجة من الإيمان بالله، ويكون إيمانك فارغًا جدًا. عندما لا يشعر امرؤ باستنارة الله وإرشاده، فإن أهم شيء يفعله هو السعي والانتظار من كل قلبه. إن السعي والانتظار هما مسؤولية الإنسان، وهما أيضًا الحس والموقف ومبدأ الممارسة الذي يجب على الناس اتخاذه تجاه الله. عند السعي والانتظار، لا تضمر عقلية قائمة على الصدفة. لا تفكر دائمًا وتقول: "لعلي إن انتظرت سينعم الله علي بكلمات واضحة. ليس عليّ سوى أن أكون أكثر إخلاصًا بقليل وأرى إن كان الله سينيرني أم لا. لعله سينيرني، وإذا لم يفعل فسأفكر بطريقة أخرى". لا تضمر عقلية كهذه مبنية على الصدفة؛ فالله يبغض هذا النوع من المواقف من الناس. أي نوع من المواقف هذا؟ إنه موقف المصادفة الذي ينطوي على الغواية. هذا ما يبغضه الله أشد البغض. إن كنت ستنتظر فافعل ذلك بصدق، واحمل معك عقلية الجوع والتعطش إلى البرّ، بينما تصلّي إلى الله وتسعى إلى الحق، وتحل مشكلاتك العملية، وترجو من الله الاستنارة والإرشاد. مهما كانت الطريقة التي يعاملك الله بها، أو سواء سمح لك في النهاية بربح فهم كامل، فعليك أن تلتزم بمبدأ الطاعة من دون أي انحراف. وبهذه الطريقة، ستحافظ بثبات على المكانة والواجب اللذين ينبغي أن يتمتع بهما أي كائن مخلوق. بصرف النظر عمّا إذا كان الله في نهاية المطاف يخفي وجهه عنك، وما إذا كان لا يريك سوى ظهره، أو ما إذا كان يَظهر لك، فما دمت متمسكًا بواجبك وبمركزك الأصلي ككائن مخلوق، فستكون قد قدمت الشهادة وستكون من الغالبين. "لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك." تعدّ هذه العبارات الأربع في غاية الأهمية؛ فهي تشمل العقل الذي ينبغي للإنسان أن يتمتع به، والموقف الأصلي الذي يتعين على الإنسان أن يقفه، وطريق الممارسة الذي يجب على الإنسان اتباعه. يقول بعض الناس: "إننا جميعًا نسعى وننتظر بكل قلوبنا وعقولنا، فلماذا إذًا لا ينيرنا الله؟ لماذا لا يمنحني أي إلهام؟" لله مشيئته الخاصة به، فلا تقدم مطالب إلى الله. هذا هو معنى الإنسانية الطبيعية، وهذا هو العقل الذي ينبغي أن يمتلكه الخلق. طبقًا لعقول الناس وأفكارهم ومفاهيمهم، يوجد العديد جدًّا من الأشياء التي لا يفهمها الناس، وينبغي لله أن يخبر الناس عن هذ الأشياء. لكن الله يقول: "ليس من مسؤوليتي أو واجبي أن أخبرك عن تلك الأشياء. إن أردتك أن تعرف شيئًا، فستعرف قليلًا، وسيكون هذا تفضلًا مني عليك، وعندما لا أريدك أن تعرف شيئًا ما، فلن أقول كلمة واحدة عنه، ولا أتصور أن بإمكانك أن تفهمه عندئذ!" يقول بعض الناس: "لماذا تضع نفسك في موقفٍ مضادٍّ لنا في هذا الأمر؟" لا يضع الله نفسه في موقف مضاد لكم؛ فالخالق سيكون دومًا هو الخالق، وله طرقه وأساليبه في فعل الأشياء. وعلى الرغم من أن طرقه وأساليبه لا تتوافق مع أذواق الإنسان أو أفكاره ومفاهيمه، وحتمًا لا تتفق مع ثقافة الإنسان التقليدية، بغض النظر عن جوانب الإنسان التي لا تتفق معها، وببساطة، بغض النظر عن حقيقة أنها لا تتفق مع متطلبات الإنسان ومعاييره – مهما كان ما يفعله الخالق، وسواء استطاع الناس فهمه أم لا، فإن هوية الخالق وجوهره لن يتغيرا أبدًا. يجب ألّا يستخدم الناس اللغة البشرية أو الأفكار البشرية أو أي أسلوب بشري لقياس الخالق. هذا هو العقل الذي يجب أن يمتلكه الناس. إن افتقرتَ حتى إلى هذا الجزء القليل من العقل، فإنك عندئذ – وسأكون صريحًا معك – لا تقدر على التصرف كإنسان مخلوق. ذات يوم، عاجلًا أم آجلًا، سيحدث لك شيء سيئ. إن كان يعوزك حتى هذا القدر الضئيل من العقل، فإن شخصيتك الشيطانية، ذات يوم، عاجلًا أم آجلًا، ستنفجر. وفي ذلك الوقت سترتاب في الله، وتسيء إليه بلسانك، وتنكر الله، وتخونه. وعندئذ ستكون قد انتهيت تمامًا، ولا بدّ أن تُستبعَد. لذلك فإن العقل الذي يجب أن يمتلكه الخلق مهم للغاية: "لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك." هذه العبارات الأربع هي المعنى والمبادئ التي يجب أن يمتلكها المخلوقون عند التعامل مع البيئات المختلفة التي يواجهها الناس غالبًا في حياتهم الواقعية، ومن أجل تحسين علاقتهم مع الله.

يقول القسم الأول من هذا المقطع: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه"، ويقول السطر قبل الأخير: "اسعَ من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك". يقول بعض الناس: "هل المعنى غير المنطوق للكلمات "لا تقلق بشأن إيجاد حلول" هو أن العاقبة النهائية حتمية؟ إنْ سعينا وانتظرنا من كل قلوبنا، وكان لدينا قلب مفعم بتوق شديد إلى الله، واشتقنا إلى كلام الله، فهل الله مضطر إلى أن يعطينا الإجابة ويَسمح لنا بفهم حقيقة الأمر؟" هذه إجابتي لك: إنه غير حتميِّ وليس بالضرورة كذلك. فكل كلمة في هذا المقطع هي متطلب يَطرحه الله للإنسان، ومبدأ ممارسة ينبغي للمخلوقين الامتثال له. يَمنح الله مسار ممارسة للإنسان، ومبادئ ينبغي أن يضعها الناس موضع التطبيق ويراعوها في المواقف التي يجدون أنفسهم فيها في الحياة اليومية. ومع ذلك لم يَقل الله للناس: "مهما تكن درجة فهمكم لهذا الكلام، ما دمتم تمتثلون لهذه المبادئ، فيجب أن أخبركم بالحقائق، ويجب أن أعطيكم الإجابة، وأن أعطيكم تفسيرًا في النهاية". ليست لدى الله هذه المسؤولية، وليس لديه مثل هذه الـ "يجب". على الناس ألَّا يُقدِّموا إلى الله مثل هذه المطالب غير المعقولة. هذا أمر على كلٍّ منكم أن يفهمه. إنَّ عبارة "ليس بالضرورة كذلك" تفيد الناس بحقيقة واحدة: لن يلتزم الله مطلقًا بمبادئ اللعبة التي وضعها البشر وفقًا لمفاهيمهم البشرية، والفلسفات الإنسانية، واختبار الإنسان وعِبَره، وحتى لن يمتثل للقانون البشري، بل بالأحرى على البشر أن يمتثلوا لمبادئ متطلبات الله، ويَدخلوا في حقيقة كل حق صادر عن الله. هل فهمتم هذا؟ (أجل). يتضمن هذا المقطع شرحًا واضحًا للمبادئ المطلوب الالتزام بها. ابدأ بالسطر الأول. ("لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه".) هذا مبدأ يسهل تطبيقه وفهمه، ولا يسبب تطبيقه أي عبء أو ضغط عليك؛ فهو سهل للغاية. والسطر الثاني؟ ("أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا".) أنت شخص طبيعي تعيش في العالَم، وذلك كل ما تحتاج إلى إنجازه ("أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا".) ما دمتَ لا تخلو من قلب فبإمكانك فعله. لديك أربع وعشرون ساعة في اليوم. علاوة على عملك المعتاد، ووقت راحتك، ووجباتك، وعباداتك الروحية الشخصية، هل مِن السهل أن "تُحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وتقدِّم له قلبًا مخلصًا"؟ (من السهل فعله). يمكن فعله أثناء المشي أو تبادل الأحاديث أو الاستراحة؛ إذ لن يتعارَض مع أعمالك المعتادة، أو مع أداء واجبك، أو مع العمل الذي تقوم به. إنه شيء بسيط حقًّا! وبغض النظر عن قدرات المرء، ما دام يقدِّم قلبًا مخلِصًا ويسعى وراء الحق، فسوف يتوصل تدريجيًّا إلى فهم الحق، ويدخل في هذا الواقع بسهولة.

ما هو السطر التالي؟ ("آمِنْ بأنَّ الله هو القدير".) سأعود الآن وأسألكم جميعًا: هل تؤمنون بأن "الله هو القدير"؟ متى بدأت تؤمن بهذا؟ ما الأمور التي توصلت فيها إلى الإيمان بذلك؟ هل شهدتَ على هذا؟ هل اختبرتَ هذا؟ ماذا لو سألك أحد: "هل تؤمن بأن الله هو القدير؟" لعلك، نظريًّا، تقول دونما تردد: "الله هو القدير! كيف يمكن ألَّا يكون الله هو القدير؟" وماذا لو سألك ثانيةً: "هل الله هو القدير؟ ما الأمور التي توكلتَ فيها على الله وشهدتَ أفعاله؟ إلى أي درجة تجلّت قدرة الله فيك شخصيًّا؟ متى اكتشفتَ أن الله هو القدير؟ وما الأمور التي تشعر فيها أن الله هو القدير؟ إن أقررت بأن الله قدير وأنه لا شيء مستحيل معه، فلمَ أنت ضعيف للغاية في بعض الأحيان؟ لمَ لا تزال سلبيًّا؟ ولمَ لا تستطيع التخلي عن الجسد وممارسة الحق عندما يحدث لك أمر؟ ولمَ تعيش دومًا بموجب الفلسفة الشيطانية في تعاملاتك مع الآخرين؟ ولماذا لا تزال تكذب في كثير من الأحيان دون أن تشعر بتوبيخ الله؟ هل الله حقًّا هو القدير في نظرك؟ ما رأيك بالضبط فيما تشير إليه قدرة الله؟ هل تتماشى مع جوهر الله؟" إن وُجِّهت إليك هذه الأسئلة، فهل ستظل تجرؤ على الإجابة بهذا اليقين؟ عندما أسأل على هذا النحو، ينعقد لسان الناس عن الكلام. ليس لديك مثل هذا الاختبار، ولم تُقِم علاقة مع الله بهذا المستوى. ففي كل السنوات التي آمنت فيها بالله، لم تختبر مطلقًا سيادة الله، ولم تشاهد أبدًا يدَ الله، ولم تعاين السيادة التي يمارسها الله القدير على الناس والأحداث والأشياء. هذا أمر لم تَرَهُ أو تسمع به، فضلًا عن أن تختبره أو تشعر به شخصيًّا. لذا، فيما يتعلق بالسؤال "هل الله قدير في نظري؟"، أنت لا تعرف ولا تجرؤ على الكلام. يدل هذا على أنك تفتقر إلى مثل هذا الإيمان. بالنسبة إليك، ينبغي أن يصبح هذا السطر رؤيتَك، ويجب أن يكون أقوى دليل على أنك تؤمِن بالله وتتبعه. وهو أيضًا أحد جوانب الرؤية التي تدعمك وأنت تمضي قدمًا. ومع ذلك فأنت لا تجرؤ على الإجابة بيقين. لماذا؟ لأن إيمانك بالله ما هو سوى إيمان بأن الله موجود. لكنك حتى الآن لم تتبع الله حقًّا، ولم تؤسِّس علاقة بالله فعلًا، ولم تدخل بعدُ في حقيقة كلام الله، ولم تشارك بعدُ في اختبار الخضوع لسيادة الله، ولم تتحقق حتى الآن مباشرةً من حقيقة سيادة الله على كل الأشياء. أنت لم ترَ أو تختبر هذه الأشياء، فضلًا عن أن تفهمها. إنْ سئلتَ ببساطة: "هل الله هو القدير؟" فستجيب بالتأكيد: "أجل". وإنْ سئلتَ بعد ذلك كيف اختبرتَ هذا وكيف توصلتَ إلى هذا الفهم، فستنكِّس رأسك حتمًا وتعجز عن الكلام، دون أن تجرؤ على الإجابة. ما سبب هذه الحقيقة؟ (ليس لدينا اختبار في هذا الخصوص). أنت تتحدث من ناحية نظرية، وأنت في واقع الأمر تُعلن شفويًّا أنك مخلوق وتابع لله. لكنك منذ اليوم الذي بدأت فيه تتبع الله لم تؤدِّ قَط واجبات المخلوق. تتضمن مسؤوليتك قبول كلمة الله بوصفها أساس وجودك، واتخاذ كلمة الله باعتبارها المبدأ ومسار الممارسة لأداء واجبك، والدخول في حقيقة كلمة الله. وإن لم تكن قد دخلتَ بعدُ في وقائع الحق هذه، فما يعني ذلك ضمنيًّا؟ يعني ذلك أنك حتى وإن كنتَ تتبع الله، وحتى إن كنت قد تخليت عن عائلتك وعملك ومهنتك، واستطعت اتّباع الله حتى اليوم، فإن قلبك لم يَقبل الحق والحياة اللذين وهبهما الله للبشر، بل تتّبع بدلًا من ذلك الأشياء التي أنت نفسك تحبها ولم تتخلَّ عنها. هل يُعتبر هذا اتباعًا لله وخضوعًا لعمل الله؟ إن كنتَ لا تقبَل في قلبك أهداف الحياة، واتجاهاتها، ومعايير الحياة والعيش التي وضعها الله للإنسان، وإنما تردِّد فقط كالببغاء الكلمات التي تسمعها وتتفوه ببعض التعاليم، فهل يُعتبر هذا قبولًا للحق؟ على الرغم من أنك تتبع الله ويمكنك في الظاهر أن تؤدي واجبك، فإن قلبك لم يَقبل الحق. وعلى الرغم من أنك قد آمنت بالله لسنوات عدة، فإن المبادئ التي تعيش بحسبها، وأساليبك والمسار الذي تتبعه حياتك، لا تزال هي مبادئ الشيطان وأساليبه ومساره. أنت لا تزال الشخص القديم نفسه الذي كنتَه دومًا، ولا تزال تعيش بحسب شخصيتك الشيطانية وطريقة الإنسان الفاسد، ولم تتقبل المتطلبات والمبادئ التي تأتي من الله. من هذا المنظور الأساسي، ما تفعله ليس في الحقيقة اتباعًا لله؛ فأنت تعترف فحسب بأنك مخلوق وأنَّ الخالق هو إلهك. وعلى هذا الأساس النظري، تفعل القليل لأجل الله وتقدِّم له بعض التقدمات القليلة. في ضوء هذه الفرضية، أنت تعترف على مضض أن الله إلهك وأنك تتبعه، غير أن قلبك لم يقبل الله البتة على أنه حياتك وربك وإلهك. يعيدنا هذا إلى السؤال الذي طرحتُه للتوّ: "هل الله هو القدير؟" للأسباب الآنفة الذِكر، أنت لا تجرؤ على الإجابة بكل ثقة. الله قدير بالنسبة إلى كل الأشياء وإلى الكون بأكمله، أما بالنسبة إليك فيمكنك أنْ تعترف بأنّ الله قدير من الناحية النظرية، أما في الواقع فأنت لم تختبر أو تعاين ذلك. وفيما يتعلق بقدرة الله، لديك علامة استفهام مرسومة في قلبك. متى سيتمكن الناس من تأكيد الكلمات التالية بصدق: "الله هو القدير"، ويجعلون هذه الرؤية أساس إيمانهم به؟ لا يمكن للناس الإقرار بصدق بأن "الله هو القدير" إلَّا عندما يَقبلون هوية الله وجوهره ومكانته في قلوبهم، ويَدخلون في حقيقة كلام الله، ويحوِّلون كلام الله إلى أساس لوجودهم. إن تحقيق هذا الكلام هو في الواقع في غاية الصعوبة، ولكن الله جاء به موضحًا أهميته للإنسان. على المرء الذي يريد أن يختبِر هذا الكلام ويتحقق منه أن يقضي حياة كاملة وهو يفعل ذلك. ولكي يعطي إجابة صادقة ومؤكَّدة عن السؤال المطروح من خلال هذه الكلمات من صميم قلبه، فإنه يحتاج إلى قضاء حياة كاملة وهو يعمل على ترسيخ علاقة طبيعية بينه وبين الله، أي علاقة مخلوق مع خالقه. يُمكن تحقيق هذا كله على أساس تطبيق مبدأ "أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا". إن تطبيق هذا في الواقع بسيط تمامًا، ولكن ليس من السهل تحقيق الهدف الذي يطلبه الله فعليًّا. على المرء بذل وقت وجهد ودفع ثمن لذلك.

ما السطر التالي؟ ("ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير للهُ".) هذه كل المتطلبات التي يطلُبها الله من الإنسان. إن أراد الناس فَهم الحق ونيل الخلاص، فيجب أن تتوق قلوبهم إلى هذا، وأن تكون لديهم الإرادة للسعي إليه، وأن يكون لديهم شوق حقيقي. ثم عليهم أن يمارسوا ويدخلوا وفقًا لمسار الممارسة الذي حدَّده الله. وتدريجيًّا سيُدخِل الله هؤلاء الأشخاص في حقيقة الحق وفي حالة صحيحة وطبيعية. سيفهَم أمثال هؤلاء الناس المزيد من الحقائق في كلام الله بطريقة عملية وعلى نحو متزايد. وفي نهاية المطاف، سيتم تدريجيًّا معالجة الحالات غير الطبيعية التي توجد لدى هؤلاء الناس، والفساد الذي يُكشف لديهم، وعصيانهم، من خلال أساليب عمل الله المختلفة في البيئات المتنوعة العديدة التي يرتبها. ما الذي ينبغي أن تفهموه إذًا؟ هو ما يلي: يجب إنجاز الأشياء التي من المفروض أن يفعلها الناس، والأشياء التي ينبغي أن يمارسوها، وذلك وفقًا لمتطلبات الله. عندما يمارِس الناس ويتصرفون وفقًا لمتطلبات الله، سيسيرون في المسار الصحيح الذي أوضحه الله لهم. وعندما يسير الناس في هذا المسار الصحيح، فسوف يمنحهم الله نصيبًا لائقًا في الوقت المناسب، وذلك بطريقته وبموجب متطلباته ومبادئه. ما الذي ينبغي أن يفهمه الناس هنا؟ إنَّ تعاوُن الناس، والثمن الذي يدفعونه، وما يبذلونه، هي أمور لا غنى عنها. على الناس أن يعملوا ويمارسوا طبقًا لمتطلبات الله، وألَّا يتصرفوا وفقًا للشهوات البشرية، أو على أساس التصورات والمفاهيم الإنسانية. ما النتيجة النهائية التي يتم تحقيقها، وإلى ّ مدى يستطيع المرء أن يتغير، وكم بإمكانه أن يربح: هل تُحدَّد هذه الأمور من خلال رغبات الشخص بمفرده؟ لا، فذلك شأن الله، وليس له علاقة بك. وفي نهاية الأمر، ماذا وكم يمنحك الله، ومتى يعطيك إياه، والسنّ الذي تحصل فيه على ما يُمنح لك: ذلك شأن الله، ولا علاقة له بك. ما هو قصدي بذلك؟ أقصدُ أنك لا تحتاج إلا للتركيز على ممارسة الحق، والدخول وفقًا للمسار الذي يعطيك الله إياه، والتصرف كما يليق بالمخلوق، وتقديم التعاون الذي ينبغي أن تقدمه. وفيما يتعلق بما ستحصل عليه ومقداره، ومتى ستحصل عليه، وكيف سيدبِّر الله هذه الأمور، فذلك شأن الله وسيحدُث في زمن الله. يقول بعض الناس: "إن مارستُ هذا، هل سأنال الخلاص في الآخرة؟ قولوا لي، هل ترون أنَّ بوسعه نوال الخلاص؟ إنّ هذه الكلمات والحقائق التي أنعم الله بها على الإنسان وزوَّده بها هي طريق الإنسان إلى الخلاص. إن مارستَ وفقًا لهذه الكلمات والحقائق من الله ودخلتَ في حقيقة كلمة الله، فهل ستظل بحاجة إلى القلق من أنك لن تُخَلَّص؟ ألا تزال تُمضي كل يوم منزعجًا وقلقًا خشية أن يتخلى الله عنك؟ أليس هذا ناتجًا عن ضعف الإيمان والإخفاق في فهم مشيئة الله؟ إن دخلتَ حقًّا في حقيقة الحق، وإن كان قلبك يشعر بالطمأنينة والفرح، وكنتَ تستطيع تقديم الشهادة من اختبار حقيقي، وفي قلبك علاقة طبيعية مع الله، فهل ستظل تقلق من أنك لن تحظى بالخلاص؟ لا تقلق؛ فهذا ليس شأنك، وما عليك سوى أن تمارس وتدخُل في كلمة الله؛ ففي كلمة الله لا يوجد سطر لا يتمتع بالأهمية. إن كلمة الله بكاملها هي الحق، والحق هو الحياة التي ينبغي للإنسان أن يمتلكها. إن كلام الله بأكمله هو ما يحتاج إليه الناس وينبغي أن يمتلكوه ليتحقق لهم الخلاص. إن اتّبعتَ كلام الله هذا في الممارسة العملية، ولكنك لا تزال قلقًا من أنك لن تُخَلَّص، فهل أنت أحمقُ وجاهل؟ هل أعصابك مصابة بفرط الحساسية؟ ستحظى بمزيد من المتعة إن أبديت التقدير لمشيئة الله بدلًا من تقبُّل أفكار عقيمة. إن سلكت المسار الصحيح، فإن الغاية النهائية التي تصل إليها ستكون هي الغاية الصحيحة؛ الغاية التي حدَّدها الله لك، ولن تضلَّ. ولذلك، إن مارستَ ودخلت في متطلبات الله، فلا داعي لأن تقلق بشأن ما إذا كان بإمكانك نيل الخلاص أم لا. ما عليك سوى الممارسة واتباع طريق الخلاص الذي أوضحه الله، فذلك هو الطريق الصحيح. يقول بعض الناس: "كيف سيكون الشعور بنيل الخلاص؟ هل سنشعر كما لو أننا نحلِّق في الهواء؟ هل سيكون شعورنا مختلفًا عن شعورنا الآن؟" هذا السؤال سابق قليلًا لأوانه، وليس هذا شيئًا تحتاج إلى معرفته في الحال. سوف تكتشف عندما تنال الخلاص حقًّا. يقول بعض الناس: "عندما أنال الخلاص، هل سيتجلَّى الله لي كما تجلَّى لأيوب؟" هل هذا طلب معقول؟ لا تطلب ذلك؛ فأنت ما زلتَ لا تعرف إن كان يمكنك الخلاص، فما فائدة بتقديم هذا الطلب؟ لا فائدة مطلقًا. على سبيل المثال، افرض أنك الآن في مدرسة ابتدائية، فينبغي أن تركز جيدًا على التفوق، وإتقان دروسك كلها، والوفاء بمتطلبات معلمك. لا تتفكر دائمًا حول "أي جامعة سأذهب إليها في المستقبل؟ ما نوع الوظيفة التي سأحصل عليها في الحياة فيما بعد؟" لا فائدة من التفكير بتلك الأشياء؛ فهو أمر بعيد كل البعد وهو غير واقعي. ما دمت تمارس وتدخل في أساليب ومسارات صحيحة، فسوف تتمكن حتمًا من تحقيق الهدف النهائي. وبالإضافة إلى ذلك، ما دام معك إرشاد الله، فما الذي لا تزال خائفًا منه؟ هل تؤمن بأن الله هو القدير؟ (أؤمن بذلك). الله هو القدير، فهل من الصعب على الله إذًا تخليص شخص صغير مثلك؟ لن تكون مهمَّة صعبة على الله أن يأخذ العالم بأكمله ويعطيه لك، فكيف يكون من الصعب أن يخلِّص إنسانًا فاسدًا صغيرًا؟ أما زلت بحاجة إلى أن تشعر بالقلق؟ لا تقلق بشأن ما إذا كان الله سيخلِّصك، ولا ما إذا كان كلام الله يمكنه أن يخلِّصك. بل عليك أن تقلق بشأن ما إذا كنت تستطيع فَهم كلام الله ويمكنك أن تجد مسارًا للممارسة فيه. عليك أن تقلق حول ما إذا دخلت الآن في حقيقة كلام الله، وما إذا كنت تسلك في أعمالك المسار الذي دلَّك الله عليه؛ فذلك أفضل كثيرًا، والتفكير في هذه الأمور عمليٌّ وواقعيّ. من غير المجدي القلق حيال أي شيء آخر.

ما هو السطر التالي؟ ("ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله".). ناقشنا هذا السطر للتو، ولذلك ينبغي أن يكون حل هذه المشكلة سهلًا. ليس على الإنسان سوى فهم أن "مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله" تنبع في معظم الأوقات من الأسباب والأعذار والنوايا والحيل المختلفة التي تنتجها شخصية الإنسان الفاسدة، وكذلك الأساليب التي يستخدمها مختلف الناس الأشرار وضعفاء الإيمان الذين تتواصل معهم. أما كيف يمكنك تمييز مثل هذه الأمور ورفضها، وما يتعلَّق بالاختيارات التي ينبغي أن تقوم بها، فذلك يعود إلى مسعاك الشخصي. اقرأ السطر التالي. ("لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك".) لقد ناقشنا هذا السطر بالتفصيل كذلك. فكل سطر يعدُّ تحذيرًا وتذكيرًا للإنسان، ويمثِّل، في الوقت نفسه، نوعًا من الدعم والعون والمؤونة. هذه الكلمات بالطبع تحتوي على مشيئة الله للبشرية، وتحمل فيض رجائه للبشرية. عندما يواجِه الناس الضَعف والمصاعب، لا يريد الله أن يراهم يَفقدون الرجاء أو الإيمان أو التوق إلى السعي إلى الحق والخلاص، أو أن تضيع منهم الفرصة لربح الحق والكمال من الله. لا يريد الله أن يكون الناس جبناء، بل مهما واجهوا من صعوبات، ومهما كانوا ضعفاء، ومهما انكشف لديهم من فساد، فإنه يرجو ألا يستسلم الناس أبدًا، وأن يواظبوا خلال ذلك كله، ويستمروا في السعي إلى الحق، واتباع مسارات الممارسة التي أوضحها الله لهم في سعيهم، وأن يظل لديهم قلب مفعم بتوق شديد إلى الله. يجب أن ينمو إيمان الناس بالله على نحو متزايد من خلال الاختبار وفهمهم لكلام الله، ويجب ألَّا يتراجعوا عند مواجهة الضَعف، أو يصبحوا سلبيين عند مواجهة المصاعب، أو ينتحبوا عند الكشف عن قليل من الفساد، أو يُحجِموا بدلًا من السير قُدُمًا. لا يريد الله أن يرى مظاهرَ كهذه، بل يأمل أن يتوجه الناس إلى الله بكل قلوبهم، وألَّا يغيّروا ذلك لأسباب الوقت أو البيئة أو الموقع المادي أو أي مواقف قد تحدث. إن لم تتغير رغبتك في السعي إلى الله، ولم يتراخَ عزمك على السعي إليه، فسوف يرى الله صِدق قلبك ويَعلمه. وفي النهاية، ما يُنعِم الله به عليك سيفوق كل ما يمكنك أن تريده. خلال عشرات السنين التي اختبر أيوب فيها سيادة الله، لم يجرؤ مطلقًا على تصوُّر أن الله سيكلمه أو يتجلَّى له بذاته. لم يجرؤ على تخيل ذلك، ولكن الله تجلَّى له بعد تجربته الأخيرة، مكلِّمًا إياه بنفسه من خلال زوبعة. ألا يفوق هذا كل ما يمكن أن يطلبه الإنسان؟ (أجل). يفوق هذا أي شيء يمكن أن يطلبه المرء، ولا يجرؤ أحد حتى على أن يتقبل الفكرة. أيًّا كان ما يطلبه الله، على الإنسان أن يقف في موضعه المناسب، وأن يفعل الأشياء التي يُفترض به أن يفعلها، ويسلك المسار الذي ينبغي أن يسلكه، ويؤدي الواجبات التي يُكلَّف بها دون أن يتجاوز ما طُلب منه، ويمتنع عن فعل الأمور التي يبغضها الله. كلما شعرتَ بأنك تبالغ في الطلب من الله، وأن طلباتك ناتجة عن رغباتك الجامحة وانعدام الإحساس، فعليك أن تَمثل فورًا بين يدي الله، وتركع أمامه، وتعترف بخطاياك. عليك أن تتوب بصدق وأن تعود من صميم قلبك. هذا ما يطلبه الله من البشر وما يرجوه لكل من يتبعه ويحب الحق.

هنا ننهي شركتنا حول هذا المقطع. بعد عقد عدد كبير جداً من جلسات الشركة، أمَرت بما ينبغي الأمر به، وأفهمتكم ما هو لائق بالإنسان أن يفهمه. يُقصَد بهذا النوع من الشركة أن أُعْلمكم كيف تقرؤون كلام الله، وأُعلّمكم طريقة قراءة كلام الله، وأعرّف الجميع بأنه ليس في كلمة الله أي مقطع قيل عبثًا. فهي كلها حافلة بمشيئة الله، وتحمل رجاء الله. ومن هذا المنطلق، فإن كلام الله كله عبارة عن أمور، مهما تكن عميقة أو بسيطة، ينبغي للإنسان أن يمتلكها ويمتثل لها. فمجرد بضع كلمات بسيطة تحتوي على مبادئ الممارسة التي يتعين على الإنسان أن يتقيد بها، ومع ذلك لا يحقق أحد هذا. لا أحد يعير أي أهمية لهذه الكلمات القليلة من الله، ولا أحد يُقِيم أي اعتبار لها. قل لي، إلى أي مدى وصل انعدام الإحساس لدى الإنسان؟ في الواقع، تعد عبارة انعدام الإحساس طريقة لطيفة لوصف الأمر. والواقع أنه نتيجة لغطرسة الإنسان اللامحدودة يزدري الناس جميعًا هذه الكلمات، ولا يرغبون في رؤيتها أو قراءتها. ما الذي يودّون قراءته؟ إنهم يودون قراءة كلام فلسفيّ منهجيّ عميق وراقٍ. لا تتحدثوا عن هذه الكلمات الراقية والعميقة؛ إن استطاع الناس فهم هذه الكلمات السهلة القليلة فهذا أمر جيد تمامًا. لعل هذه الكلمات تبدو بسيطة، ويستطيع أي شخص يقرؤها أن يفهمها، لكن من يمارسها في الواقع؟ من يستطيع حقًّا أن يأخذ الأشياء التي تحدث معه أمام الله ويصلي؟ من ينتظر وقت الله دون أن يقلق بشأن إيجاد الحلول؟ كم شخصًا يمكنهم ممارسة هذا؟ حتى الآن، لم أجد أحدًا يراعي كلمات الله هذه ويمارسها، كما لم أجد أحدًا اجتذبته هذه الكلمات وقدّر كلمات الله بعد رؤية مدى صدقها وإخلاصها ونفاستها. وبعد أن سمعتكم تعزفون هذه الترنيمة في هذه اللحظات، سألتكم كيف أكلتم وشربتم هذا المقطع من كلمة الله. هل اكتشف أحد مشيئة الله من هذه الكلمات البسيطة الواضحة والمباشرة من خلال قراءتها والصلاة بها؟ هل قرأها أحد وصلى بها حتى يجد مسار الممارسة الذي ينبغي للمرء فهمه والدخول فيه؟ هل فهم أحد أي حق منها؟ ما أسأل عنه هو: هل أثمرت الحقائق التي تحتوي عليها في أشخاص بعينهم؟ هل كان لها تأثير؟ لقد أظهرت شركتنا أنها في الواقع لم يكن لها تأثير؛ فقامتكم ضئيلة للغاية، ويبدو أن معظم الكلمات التي تكلم بها الله عبر هذه السنوات لم تترسخ فعلًا في قلوبكم، ولم تصلوا بعدُ إلى المستوى الذي تقدرونها فيه كحقائق. ليس هذا بالطالع الحسن، كما أنه ليس أَمارة جيدة. يقول بعض الناس: "نحن جِدُّ مشغولين بأداء واجباتنا كل يوم، وليس لدينا وقت للتفكر في كلام الله". والواقع أنه ليس الأمر أنهم لا يملكون الوقت، بل هم لا يبذلون الجهد أو يهتمون. مهما يكن الواجب الذي يؤديه المرء، هل يؤثر في كيفية تفكرهم في كلام الله في قلوبهم؟ ألا يستطيعون التفكر في كلام الله أثناء تناولهم الطعام وراحتهم؟ يتوقف الأمر كله على ما إذا كانت لديهم الرغبة. يظن الناس أن الانشغال الشديد يعني أن المرء يشعر بالإنجاز. في الواقع، عندما يكون لديك وقت فراغ للتفكير، ستدرك أنك لم تتفكر مطلقًا في أي من كلمات الله في قلبك، ولم تحفظ أيًّا منها، كما أنها لم تصبح المرشد لحياتك والمعيار لممارستك. عندما تفكر في هذا ستشعر بالخزي. فانشغالك ما هو سوى وهمٍ يخدعك. إنه يجعلك، نظرًا لإيمانك بالله، تشعر أن حياتك ملأى وليست فارغة، وأنك مختلف عن سكان العالم، وأنك لا تتبع توجهات العالم. بل أنت بالأحرى من أكثر الناس برًّا، فأنت تتعاون في عمل الله، وتقوم بأعمال بارّة. أنت تشعر بأنك مخلَّصٌ بالفعل، أو أنك قد باشرت سلفًا بالسير في طريق الخلاص. يصل الأمر ببعض الناس إلى التفكير بأنهم غالبون بالفعل. وبالنظر إلى هذا كله، فإنكم حتى تتبنّون هذا النوع من المواقف تجاه ترنيمة بسيطة كهذه، وبضع كلمات بسيطة من كلمات الله، وهي من أول ما عبر الله عنه. لم يربح أحد أي شيء أو يجد أي استنارة في هذه الكلمات، أو يطبقها بأي شكل من الأشكال. لا يمكنني رؤية أحد قد حصل على أي أرباح أو نتائج لأنفسهم. هل هذا أمر جيد أم سيئ؟ (أمر سيئ). خلال هذه السنوات قمتم بأداء واجباتكم بنشاط، وشغلتم أنفسكم بصورة خاصة بعمل الإنجيل. لقد حققتم بعض النجاح، ويراود قلوبكم جميعًا شعور رائع. بطريقة أو بأخرى، انتشرت كلمة الله وعمل الإنجيل، وتم إيصال كلمة الله إلى الناس في جميع الدول والمناطق، وغدا المزيد من الناس يأكلون كلمة الله ويشربونها. ظاهريًّا، يبدو أنكم قد حققتم النجاح، ولكن هل لديكم أي فكرة عن ذلك الأمر العظيم في الحياة: خلاصكم؟ استنادًا إلى الموقف الذي يتخذه الناس تجاه هذا المقطع من كلمة الله، لا توجد لديهم فكرة. وإذا استخدمنا تعبيرًا محليًّا، فإن جرّة القلم الأولى لم تتمّ. أخبروني، كيف هو شعوري وأنا أراكم على هذا النحو؟ إنما هي بضع كلمات بسيطة، غير أنني لا أزال بحاجة إلى أن أتوسع وأناقشها بالتفصيل معكم؛ فكلامي شامل للغاية ومفرط في التفصيل. هل أنتم على استعداد للإصغاء؟ هل ستقولون إنني أبالغ في التذمّر؟ أنا لا أريد أن أتذمّر على هذا النحو أيضًا؛ فأنتم جميعًا تبدون مستقيمين، وتمتلكون جميعًا حظًّا من العقل والمعرفة، ويتمتع معظمكم بمهارة، ومع ذلك لا تولون أي اهتمام بالكلمات القليلة لهذه الترنيمة، ولم تضعوها في قلوبكم. وحتى الآن، لم يدخل أي شخص في حقيقة هذه الكلمات. في الواقع يمثل ذلك مصدر صداع وإزعاج! فما الجدوى إذًا من كل العمل الذي تفعلونه في الكنيسة؟ هل هو لأجل الهدف الذي كان بولس يتكلم عنه عندما قال: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ"؛"؟ إن كان هذا هو الهدف فعلًا، فأنتم كلكم بولس، وما يتبع ذلك لا يمكن أن يكون جيدًا! أليس كذلك؟ (بلى). إن لم تجتهدوا في أكل كلام الله وشربه، فستُستبعَدون عاجلًا أم آجلًا، ولن تربحوا شيئًا، وفي اليوم الذي تُستَبعد فيه ستقول: "ما الذي ربحته؟" لم تربح شيئًا، ولذلك فأنت خَجِل تمامًا، حتى إنك لتتمنّى لو أنك مُتّ. إنه لأمر مثيرٌ جدًّا للشفقة. فكلام الله غنيٌّ ووفير، ويتحدث عن جميع الأمور، ومن المؤسف أنك لم تضع قلبك أبدًا في اتّباعه، ولم تقرأ مطلقًا كلام الله. من بين كلام الله الكثير كله، لا يحتل سطر واحد منه مكانًا في قلبك. إن لم تُستبعد أنت، فمن يا تُرى؟ هل هذا هو حال الأمور؟ (أجل). إنّ أكل كلام الله وشربه، وجعْل كلام الله ضمن واقعك: ذلك حدث كبير، وهو أهم من أيّ شيء آخر، وأهم من ولادة الجيل التالي، وأهم كذلك من أداء واجب المرء، ومن اكتساب مهارة احترافية، ومن العمل على نشر الإنجيل، ومن كل شيء آخر. ما لم تكن قد دخلت في واقع كلمات الله، فمهما أديت من واجبات، ومهما قطعت من مسافات، فلن يكون لذلك كله أي قيمة. وفي النهاية، لن تحقق أي نتائج، ولن يسفر كل ما تفعله عن شيء. ومهما ركضتَ وبذلت من جهد الآن، ومهما كان منصبك الحالي، فإن العمل الذي تقوم به، أو أيًّا كانت الإنجازات الكبرى التي حققتها، فما هي سوى خيط من دخان ما يلبث أن يختفي أخيرًا عن الأنظار. إلّا أنه عندما يدخل المرء في حقيقة كلمات الله، ويحصل على الحق الذي تحويه، ويجد مبادئ الممارسة وسبلها واتجاهاتها في كلام الله، فلن يستطيع أحد أن يسلبه هذه الأشياء. ولن يكون لأدائه واجباته، والثمن الذي دفعه عن كل شيء، معنى وقيمة إلّا بعد أن يدخل في وقائع الحق هذه، وعندها فقط سيرضي ذلك الله. وبعد أن تدخل في حقيقة كلمة الله وتمارس المبادئ والمعايير المطلوبة من خلال كلمة الله في كل ما تفعله، عند ذلك لن يكون أداء واجبك عبثًا، وسيكون جزء منه مُرضيًا لله. هل تفهم؟ (أجل). أمّا إذا اعتمدت فقط على ضبطك لنفسك، والمثابرة البشرية، والعقول والمواهب الإنسانية، وطرق الإنسان وأساليبه في تحمل المعاناة ودفع الثمن، فكل ما تفعله لا علاقة له بكلام الله. يجب أن يتضح لك ما هي النتيجة النهائية. بإمكان العديد من الناس أن يُحصوا حساباتهم الاقتصادية وحسابات التكلفة والعائد، ولكن ليس ثمة من يحصي هذا الحساب. يبدو أنكم أذكياء تمامًا في التعامل مع الشؤون الظاهرية، ولديكم وسائلكم وطرائقكم الخاصة، وأنتم أذكياء، ولكنكم أهملتم أمر إيمانكم بالله وخلاصكم وأمر كيف تتعاملون مع كلام الله، ولا تولون مطلقًا أي انتباه لهذه الأشياء. هل ظننتَ أنك بعدم الاهتمام يمكنك التهرب من القانون الذي يطلبه الله؟ وهل ظننتَ أنك بقليل من الجهد سيواتيك الحظ وتنجو من دينونة الله البارّة؟ لا تخدع نفسك! إن القوانين التي صنعها الإنسان كلها نتاج المعرفة والرؤى الإنسانية، وهي جميعًا تمثّل ذكاء الإنسان، وليست قوانين أنتجتها شخصية الله البارّة. لا تتبنَّ عقلية الصدفة عندما يتعلق الأمر بخلاصك؛ إذ لا يمكنك أن تخدع سوى نفسك، ولا يمكنك أن تخدع الله.

ما أول شيء رائع يتعين عليك فعله في السعي إلى الخلاص؟ كُلْ كلام الله واشربْه حتى تفهم الحق وتدخل في الواقع. هذا أول شيء رائع. مهما كنتَ مشغولًا بأداء واجبك، ومهما تراكم لديك من عمل، فيجب رغم ذلك أن تخصص وقتًا تأكل فيه كلام الله وتشربه، وتجد فيه المبادئ والسبل لممارسة الحق في كل الأشياء، وتدخل في واقع الحق. هذا هو الهدف الوحيد للإيمان بالله. وبمجرد أن تكون قد دخلتَ في واقع الحق وحصلت على مبادئ الممارسة، فكلّ ما تفعله بعد ذلك سيكون بمثابة أداء مُرضٍ لواجبك، وسيغدو عظيم القيمة والمعنى، وإلّا فإن كل ما تفعله إنما هو أداء خدمة، ولست تؤدّي واجبك، كما لن تساعد هذه الخدمة على خلاصك. إذا لم تأكل كلام الله وتشربه، ولم تمارس كلام الله وتختبره، ولم تأخذ الدخول في واقع الحق على محمل الجد، وقنعتَ فقط ببذل نفسك وفعل أشياء بدون الاهتمام بممارسة الحق، ألا تكون بذلك أحمقَ؟ يظن الجميع أنهم أذكياء وموثوقون في عملهم. "بما أنني الآن هنا، فمن المؤكد أن هذا العمل سيُنفَّذ بشكل جيد. ما دمتُ هنا للمراقبة، فلن يعترض سبيلَ عملِ الكنيسة شيء. ما دمتُ غير متكاسل، وما دمت مستمرًا في أداء واجبي في بيت الله، فسأنال الخلاص". لا تخدع نفسك؛ فالله لم يقل مطلقًا إنه ما دام المرء مستمرًّا في أداء واجبه فسينال الخلاص. مصدر هذا خيال المرء وتفكيره القائم على التمني، والذين يقولون هذا لا يعرفون أنفسهم على الإطلاق، ولا يفهمون جوهر الحق فيما يتعلق بمدى عمق إفساد الشيطان للإنسان. ولهذا يمكنهم التحدث بمثل هذا الكلام السخيف. عبر كل العصور، ألم يكن أتباع الله جميعًا يؤدون واجباتهم؟ هل نالوا الخلاص؟ كلّا. هل هم مؤهلون لدخول ملكوت السماء؟ كلّا. لقد أسهم عمل الله في الدينونة في الأيام الأخيرة في الكشف بوضوح عن مدى حقيقة فساد الإنسان، وهذا يتيح للجميع إمكانية للفهم، وتغيير المسار، وربح الحق، ودخول الواقع، مع التعرض لتغيرات حقيقية. هذا ما يطلبه الله من الإنسان. هل بإمكانك تحقيق تغيير حقيقي إذا ما قصَرتَ تركيزك على أداء واجبك باستمرار؟ هل بإمكانك ربح الحق؟ هل يمكنك تحقيق طاعة الله؟ لا فرصة لذلك. الأمر البالغ الأهمية هو أن على المرء أن يسعى إلى الحق، ويخضع لدينونة الله وتوبيخه، ويحصل على الحق لكي يمتثل لمشيئة الله. من خلال قول هذه الكلمات، يدفع الله الثمن من دم قلبه ويقدم حياته لأجل الإنسان. فإذا لم تقدِّر هذه الكلمات، بل تجاهلتها واحتقرتها في قلبك على الدوام، دون أن تأخذ كلام الله أبدًا على محمل الجد، فهل يمكنك أن تحظى بالخلاص؟ هل يمكن أن تكون النتيجة النهائية جيدة بأية حال؟ أنت لا تحتاج حتى إلى التفكير فيها؟ ما أول شيء رائع عندما تؤمن بالله؟ هو أن تأكل كلام الله وتشربه لكي تفهم الحق، وبذلك تدخل في واقع الحق دونما تأخير. ابدأ بالأشياء التي تحدث حولك، وبما يمكنك رؤيته والشعور به. استخدم كلمة الله لتتأمل في نفسك، واطلب الحق وحلَّ جميع المشكلات، وأنجز جميع التغييرات. إن لم تأكل كلمة الله وتشربها ولم تدخل في حقيقة كلمة الله، فإن فرصك في الخلاص تبقى معدومة. لقد أضعت تمامًا أي فرصة في الخلاص، وبعد أن ينتهي عمل الله ستقول: "قمت بدوري سابقًا أثناء عمل نشر الإنجيل، دفعت الثمن وكرست وقتي وجهدي في خطوة كذا-و-كذا المهمة". لكنك حتى ذلك اليوم، ما زلت لم تربح الحق، ولا يمكنك أن تأكل كلام الله وتشربه بشكل طبيعي، ولا أن تؤدي واجبك بصورة اعتيادية. في الأساس، لستَ شخصًا يطيع الله. عندها فقط ستعرف أنك قد أضعت بالفعل فرصتك في الخلاص. فهل فات الأوان بالفعل؟ ليست لديك أي فرصة؛ فقد وقعت بك الكارثة فعلًا، ومن ثم أصبح موتك وشيكًا؛ ولذلك فإن هذه الفرصة للخلاص نادرة جدًّا، وعليك أن تقدّر كل يوم وكل دقيقة. ابدأ بالأشياء الصغيرة المحيطة بك أولًا، ثم انتقل تدريجيًا إلى مزيد من الأشياء وإلى أشياء أكبر. اطلب كلام الله واسع إلى الحق، وادخل في كلام الله وفي واقع الحق. عليك أن تكثر من الصلاة إلى الله في قلبك وأن تتقرب إليه. لا تدع قلبك ينشغل مطلقًا برغبات الجسد، وبتوجهات العالم، وبأشياء شيطانية أخرى من هذا القبيل، بل دع كلام الله والحقّ يسيطران في قلبك، وسيبدأ قلبك بتقدير كلام الله. ما دام كلام الله والحق يشغلان مكانًا في قلبك ويوجهان حياتك، فسيكون لحياتك هدف ونور يرشدانه، وسيعرف قلبك المتعة. إن فهمت ثلاثًا ثم خمسًا من كلمات الله، ثم عشر كلمات، ثم مائة كلمة، فستتجمع هذه الكلمات، وتدريجيًّا ستحتل كلمات الله قلبك شيئًا فشيئًا، وتوجه أفكارك وأعمالك وحياتك. وشيئًا فشيئًا، ستدخل في حقيقة كلام الله، وستتمكن من استيعاب المزيد والمزيد من مبادئ الحق، ولن تعود أفعالك تعتمد على إرادتك ورغباتك الفردية. وسوف تقل الشوائب التي تخالط أداءك لواجبك شيئًا فشيئا، كما ستتعامل مع الله على نحو متزايد بقلب مخلص، وسوف تتحول التعاليم التي تفهمها ببطء إلى واقع الحق، وبهذه الطريقة، سيكون هناك تغيير حقيقي في شخصيتك الحياتية. ولن يعود أملك في الخلاص ضعيفًا أو خفيًّا، بل سيغدو ملموسًا وعظيمًا على نحو متزايد. وعندما تتمكن من رؤية هذا النور، فهذا هو الوقت الذي تبدأ فيه بالفعل في اكتساب اهتمام في كلام الله، واستثمار أمل كبير في أمر الخلاص. وفي وقت كهذا، سيسمح الله لك أكثر فأكثر بفهم كلامه، ويُدخلك في كلماته، ويحميك من الوقوع في الغواية، ومن السقوط في حبائل الشيطان ونفوذه المظلم، ويحميك كذلك من التعقيدات والصراعات والغيرة والنزاعات وغير ذلك، وبهذه الطريقة سيجعلك الله تحيا في النور وفي ظل إرشاد كلامه. هذه هي السعادة والبهجة والطمأنينة. يبدأ تحقيق ذلك كله بتقدير كلام الله وممارسة كلماته واختبارها من أجل فهم الحق. والواقع أن ذلك ليس بالصعب. إن استمعت كثيرًا إلى العظات، واستطعت ممارسة كلمات الله واختبارها، فسوف تتمكن تدريجيًّا من فهم الحق، وبهذه الطريقة، من خلال الانتقال التدريجي قليلًا في كل مرة، والمضي قُدمًا شيئًا فشيئًا، لن تجد الأمر صعبًا. والأمر الأساسي هو ما إذا كنت تحب الحق أم لا. إن أحببت الحق، فستتمكن من خلال الإيمان بالله من الاهتمام بالأمور الصحيحة، والسعي من أجل الحق، والتركيز على قراءة كلام الله والتفكر فيه. تعلّم التأمل في كلام الله، وقراءة كلام الله والصلاة به، وعندئذ ستتمكن من فهم معنى كلام الله واكتشاف سُبُل الممارسة في كلام الله، ومن فهم مشيئة الله، وستبدأ بفهم الحق. إذًا، تأمل في شخصيتك الفاسدة وتعرف عليها بناء على فهمك للحق، وحلل جوهر شخصيتك الفاسدة، ثم استخدم الحق لمعالجتها. إن مارست ودخلت بهذه الطريقة، فستكون قادرًا على معرفة نفسك حقًّا، وسيكون من السهل تخليص نفسك من شخصيتك الفاسدة. سيبدأ الناس بالتغير دون حتى أن يدروا، وذلك من خلال كسب المعرفة والخبرة شيئًا فشيئًا، والتمكن من فهم مشيئة الله والتخلص من الفساد تدريجيًا. هذه هي عملية الاختبار الحياتي. يعدّ فهم الحق أهم الأمور. فبمجرد أن يفهم المرء الحق، سيعرف المعايير التي يتطلب الله من الإنسان اتباعها، وسيعرف أيضًا لماذا يريد الله أن يقول هذا، والأثر الذي يسعى لتحقيقه. كما سيعرف أيضًا أن المعايير التي يتطلبها الله من الإنسان هي في الواقع قابلة جميعًا للتحقيق من قبل الناس. فهي جميعها أمور يستطيع ضمير الإنسان وعقله تحقيقها. وهذه العمليات كلها مسألة دخول في الحياة. فأنت تحتاج لدخول الحياة إلى الاجتهاد في أداء واجباتك، والسعي إلى الحق، وممارسة الحق بجِدّ، والصلاة إلى الله، والاتكال عليه لأداء واجباتك بالشكل اللائق. فمن خلال اختبار وممارسة كهذين، ستحظى بنتائج أفضل فأفضل. والأشخاص الذين لا يحبون الحق لن يُبدوا اهتمامًا بمثل هذه الأشياء؛ فهم لا يشعرون بمسؤولية لدخول الحياة، ولا اهتمام لديهم بفعل ذلك؛ ولذلك على الرغم من أنهم قد آمنوا بالله سنين عديدة، فإنهم لا يستطيعون التحدث عن شهادتهم الاختبارية، أمّا الأشخاص الذين يحبون الحق فهم ليسوا على هذه الشاكلة؛ إذ يمكنهم تدوين شهادات عن كل شيء اختبروه وكل فترة من فترات اختباراتهم. إنهم يربحون في الواقع من جميع خبراتهم، حيث تتراكم هذه الخبرات المكتسبة عبر الأيام والشهور. وبعد عشرة أعوام أو عشرين عامًا سيكونون قد مروا بتغييرات كبرى، وفي ذلك الوقت يمكنهم تدوين الشهادات حول اختباراتهم من دون جهد، وهم يرون أن المشاركة في الشركة حول الحق ليس بالأمر الصعب، وهم يفعلون كل شيء على النحو اللائق من خلال أداء واجبهم.

هل أنتم أناسٌ يحبون الحق؟ هل لديكم قلوب مفعمة بتوق شديد إلى الله؟ هل لديكم قلوب صادقة؟ من الصعب الإجابة، أليس كذلك؟ الواقع أن هذه النقطة واضحة لكم جميعًا في قلوبكم. وعندما تريدون أداء واجبكم بطريقة روتينية ولا مبالية، وتودون أن تكونوا مراوغين أو متكاسلين، وأن تكونوا عنيدين وطائشين، فهل تستطيعون إدراك هذا؟ هل بإمكانكم التخلي عن الجسد؟ ما الاختيار الذي تأخذ به؟ هل تختار ممارسة الحق أم رغبات الجسد؟ هل تختار الإيجابي أم السلبي؟ هل تختار المعاناة ودفع الثمن لكي تربح الحق، أم أنّك تختار الجري خلف راحة الجسد؟ هذه هي الأسئلة التي ستستخدم لقياس ما إذا كان لديك قلب يحب الله ويطيعه حقًّا، وما إذا كنت تبذل نفسك بإخلاص لأجل الله. إن لم يكن لديك قلب مخلص لله، وكنت تحب فعل الأشياء بعناد وطيش، وكنت سعيدًا ما دمت راضيًا بينما تغضب وتعتريك نوبة غضب إن لم تكن راضيًا، وتغادر عندما لا تكون الأمور على هواك، فهل هذه هي الحالة الذهنية اللائقة؟ هل هذا هو ما يعنيه أن يكون لك قلب يطيع الله؟ وهل يمثّل هذا أداء واجبك بإخلاص؟ لماذا لا تمارس الحق؟ هل ذلك لأنك لا تفهم كلام الله؟ أم لأنك لا تحب الحق؟ يقول بعض الناس في أنفسهم: "كلام الله بسيط، غير أنه من الصعب تطبيقه. يتطلب بيت الله من الناس دائمًا ممارسة الحق، ولكن هذا صعب على الناس، ويسبب لهم كثيرًا من المشكلات. ما لم يكن قلبي مرتاحًا، فلا أمارس الحق. وما دامت الكنيسة لا تتخلص مني أو تستبعدني، فسأختار أن أكون حرًّا ومرتاحًا وأن أفعل ما أريد". هل هذا شخص يؤمن حقًّا بالله؟ أليس هذا ملحدًا؟ هذا هو الموقف الذي يتخذه الملحدون عند أداء واجباتهم. وبما أنهم لا يقبلون الحق، فهم يحبون الحرية والفسق، والعشوائية واللامبالاة. وبغض النظر عن كيفية تهذيبهم والتعامل معهم، فلا جدوى من ذلك؛ إذ لن تسمع آذانهم شيئًا من الشركة حول الحق. لا شيء يمكن فعله سوى إقصائهم واستبعادهم. وبما أنهم لا يقبلون الحق، بل هم غير مؤمنين ويسأمون الحق، فلن يخلّصهم الله. أما الأشخاص الذين يحبون الحق، حتى عندما تنكشف شخصيتهم الفاسدة، فيمكنهم قبول تهذيبهم والتعامل معهم، والسعي إلى الحق، والتأمل في أنفسهم، والتوصل إلى معرفة أنفسهم، ويمكنهم معرفة كيف يتوبون. هؤلاء هم الذين يريد الله أن يخلصهم. عندما لا يحب امرؤٌ الحق، يصعب عليه قبوله. ما هو الخطر الأكبر لهذا العجز عن قبول الحق؟ إنه خيانة الله؛ فالذين لا يحبون الحق هم الأشد عرضةً لأن يخونوا الله، وقد يخونون الله في أي مكان أو زمان، وبإمكانهم خيانة الله عندما لا يتحقق لهم أمر ثانوي بما يوافق هواهم، كما يمكن أن يخونوا الله لأنهم لا يستطيعون قبول تهذيبهم والتعامل معهم مرة واحدة، وعندما تواجههم كارثة فإنهم على الأرجح سيتذمرون ويخونون الله. ومهما يكن، فإن الذين لا يحبون الحق أو يقبلونه هم في خطر بالغ. فإمكانية أن ينال أحد الخلاص يتوقف على مدى حبه للحق والأمور الإيجابية، وكذلك على ما إذا كان يقبل الحق ويمارسه. استخدم متطلبات الحق لتقيس قامتك الحقيقية، وتتعرف إلى نفسك، وتعرف حقيقة فسادك، وتدرك ما هي طبيعتك في الواقع. من ناحية، يساعدك حسن التمييز هذا على معرفة نفسك والقدرة على الوصول إلى التوبة الصادقة. ومن ناحية أخرى، يسمح لك بمعرفة الله وفهم مشيئته. يعدّ العجز عن قبول الحق أحد مظاهر عصيان الله ومقاومته، أما الفهم الواضح لهذه المشكلة فسيساعدك على سلوك طريق الخلاص. عندما يحب المرء الحق بصدق يمكنه أن يحظى بقلب يملؤه شوق عارم إلى الله، وبقلب مخلص، وبدافع لممارسة الحق وطاعة الله. وإذا امتلك القوة الحقيقية أمكنه أن يدفع الثمن، ويكرس طاقته ووقته، ويتخلى عن منافعه الشخصية، ويتخلص من عوائق الجسد؛ بحيث يمهد الطريق لممارسة كلام الله وممارسة الحق، والدخول في حقيقة كلمة الله. إن استطعت – لكي تدخل في حقيقة كلمة الله – أن تتخلى عن مفاهيمك الخاصة، وعن الاهتمامات الخاصة بجسدك وسمعتك ومكانتك ومتع جسدك – إن استطعت التخلي عن أمثال هذه الأمور جميعًا، فستدخل حينئذ أكثر فأكثر في واقع الحق. ومهما كانت لديك من مصاعب ومتاعب فلن تعود هناك أية مشكلات؛ إذ ستنحل بسهولة، وستدخل أنت بسهولة في حقيقة كلام الله. وللدخول في واقع الحق، يمثل القلب المخلص والقلب الممتلئ شوقًا عارمًا إلى الله شرطين لا مناص منهما. إن امتلكتَ قلبًا مخلصًا فحسب، ولكنك جبان دائمًا، وتفتقر إلى شوق عارم إلى الله، وتنكص على عقبيك عندما تواجه الصعاب، فذلك لا يكفي. وإن امتلك قلبك شوقًا عارمًا إلى الله فحسب، وكنت متهورًا قليلًا، ولديك هذا الإلهام فقط، ولكنك تفتقر إلى القلب المخلص عندما تحدث معك أمور، وتتراجع خائفًا، وتختار مصالحك الخاصة، فهذا أيضًا لا يكفي. أنت بحاجة إلى قلب مخلص وقلب يملؤه شوق عارم إلى الله على حد سواء. فمستوى إخلاص قلبك وقوة شوقك العارم إلى الله يحددان قوة الدافع لديك لممارسة الحق. ما لم تمتلك قلبًا مخلصًا وما لم يكن قلبك عامرًا بشوق عارم إلى الله فلن تستطيع فهم كلام الله، ولن يكون لديك الدافع لممارسة الحق؛ وبذلك لا يمكنك الدخول في واقع الحق، وسيكون من الصعب عليك الحصول على الخلاص.

لا يعرف كثير من الناس بوضوح معنى أن ينالوا الخلاص؛ فبعضهم يعتقدون أنهم إذا آمن بالله مدة طويلة، فسينال الخلاص على الأرجح، بينما يعتقد البعض الآخر أنهم يفهمون كثيرًا من التعاليم الروحية، فمن المرجح إذًا أن ينالوا الخلاص، أو يعتقد البعض أن القادة والعاملين سيَخلُصون بالتأكيد. كل هذه مفاهيم وتخيلات بشرية. الأمر الأساسي هو أنه يتعين على الناس أن يفهموا ما معنى الخلاص. يعني الخلاص في الأساس التحرر من الخطيئة ومن تأثير الشيطان، والتحرر من الخطية، والتوجه بإخلاص إلى الله وطاعته. ماذا يجب عليك أن تمتلك حتى تتحرر من الخطية ومن تأثير الشيطان؟ الحق. إذا كان الناس يأملون في ربح الحق، فيجب أن يكونوا مجهزين بالكثير من كلام الله، وأن يكونوا قادرين على اختباره وممارسته، حتى يتمكنوا من فهم الحق ويدخلوا واقع الحق. وعندها فقط يمكنهم نيل الخلاص. وسواء كان يمكن للمرء أن يَخلُصَ أم لا، فلا علاقة لذلك بطول المدة التي آمن خلالها بالله، أو مقدار المعرفة التي يمتلكها، أو ما إذا كان يمتلك مواهب أو نقاط قوة، أو مقدار معاناته. الشيء الوحيد الذي له علاقة مباشرة بالخلاص هو ما إذا كان الشخص يمكنه اكتساب الحق أم لا. إذن، كم فهمت اليوم من الحقِّ بالفعل؟ وكم عدد كلمات الله التي صارت حياتك؟ في أيّ متطلَّبٍ من بين جميع متطلبات الله حققتَ الدخول؟ خلال سنوات إيمانك بالله، ما مقدار دخولك إلى حقيقة كلمة الله؟ إذا كنت لا تعرف، أو إذا لم تكن قد حققت الدخول في حقيقة أيٍّ من كلمات الله، فبصراحة، ليس لديك رجاء في الخلاص. خلاصك يُعد مستحيلاً. لا يهم ما إذا كنت تمتلك درجة عالية من المعرفة، أو إذا كنت تؤمن بالله لفترة طويلة، أو تتمتع بمظهر جيد، أو يمكنك التحدث بشكل جيد، وكنت قائداً أو عاملاً لعدة سنوات. إذا كنت لا تطلب الحق، ولا تمارس كلام الله وتجربته بشكل صحيح، وتفتقر إلى الخبرة الحقيقية والشهادة، فلا أمل لك في الخلاص. أنا لا يهمني كيف تبدو، وكم تملك من المعرفة العلمية، وكم عانيت، أو كم من الثمن قد دفعت. أقول لك ما يلي: ما لم تقبل الحق وما لم تدخل أبدًا في واقع كلام الله، فلا يمكنك أن تنال الخلاص. هذا مؤكد. إن أخبرتني ما مدى دخولك في واقع كلام الله فسأخبرك مقدار رجائك في الخلاص. والآن بعد أن أخبرتكم عن معايير قياس هذا الأمر، ينبغي أن تكون لديكم القدرة على قياسه بأنفسكم. ما الحقيقة التي تخبركم بها هذه الكلمات؟ استخدم الله الكلام ليخلق العالم، كما استخدم الكلام لإنجاز جميع أنواع الحقائق، وإنجاز الحقائق التي رغب الله في تنفيذها، وكذلك استخدم الكلام لتنفيذ مرحلتين من عمله. واليوم، ينفذ الله المرحلة الثالثة من عمله، وفي هذه المرحلة من العمل، تحدّث الله بكلمات أكثر مما تحدث به في أي مرحلة أخرى. هذا هو الوقت الذي تحدث الله فيه أكثر من أي وقت آخر في عمله على مدار تاريخ البشرية. إن كون الله قد تمكن من استخدام كلامه لخلق العالم، ولإنجاز كل الحقائق، وجلب كل الحقائق إلى الوجود من العدم، وتحويل الوجود إلى العدم – هذا هو سلطان كلام الله، وفي النهاية سيستخدم الله أيضًا الكلام لإنجاز حقيقة خلاص البشرية. واليوم يمكنكم جميعًا رؤية هذه الحقيقة، ففي أثناء الأيام الأخيرة لم يقم الله بأي عمل لا يرتبط بكلامه؛ إذ تكلم طوال الوقت، واستخدم الكلام طوال الوقت لإرشاد الإنسان إلى اليوم. بالطبع، استخدم الله الكلام أيضًا أثناء حديثه لحفظ علاقته مع الذين اتبعوه، واستخدمه لإرشادهم، ويتسم هذا الكلام بأهمية عظمى لأولئك الراغبين في الخلاص، أو الذين يرغب الله في خلاصهم، وسوف يستخدم الله هذا الكلام لإنجاز حقيقة خلاص البشرية. ومن الواضح أنه سواء تم النظر إلى هذه الكلمات من حيث محتواها أو عددها، وبغض النظر عن نوعيَّة هذه الكلمات وأي جزء تشكله من كلام الله، فإنها ذات أهمية قصوى لكل واحد من الراغبين في الخلاص. إذ يستخدم الله هذه الكلمات لتحقيق النتيجة النهائية لخطة تدبيره الممتدة لستة آلاف سنة. إنها كلمات ذات أهمية قصوى للبشرية، سواء للبشرية في هذه الأيام أو في المستقبل. فهي فِكر الله والقصد والدلالة العميقة لكلامه. فما الذي يتعين على البشرية فعله إذًا؟ على البشرية أن تتعاون في كلام الله وعمله، وألّا تتجاهله. ولكن طريقة إيمان بعض الناس بالله ليست هكذا: مهما يكن ما قاله الله، فهو كما لو أن كلامه لا يمت إليهم بصلة. فهم لا يزالون يسعون إلى ما يريدون السعي إليه، ويفعلون ما يريدون فعله، ولا يطلبون الحق بحسب كلام الله. ليس هذا اختبارًا لعمل الله. ثمة آخرون لا يلقون بالًا مهما كان ما يقوله الله، ولديهم يقين وحيد في قلوبهم: "سأفعل كل ما يطلبه الله؛ فإن أمرني الله بأن أذهب غربًا سأذهب غربًا، وإن أمرني بأن أذهب شرقًا سأذهب شرقًا، وإن أمرني بأن أموت سأدعه يراني أموت". ولكنَّ هناك أمرًا واحدًا فقط: إنهم لا يستوعبون كلام الله؛ إذ يقولون في أنفسهم: "يوجد عدد كبير جدًا من كلمات الله، وينبغي أن تكون أكثر مباشرة نوعًا ما، وينبغي أن تقول لي بالضبط ما ذا أفعل، فأنا قادر على طاعة الله في قلبي". مهما يكن عدد الكلمات التي يتكلم بها الله، فإن أناسًا كهؤلاء يبقون في نهاية المطاف عاجزين عن فهم الحق، ولا يستطيعون التحدث عن اختباراتهم ومعرفتهم؛ فهم أشبه بشخص من عامة الناس لا يفقه شيئًا من الأمور الروحية. هل تظن أن أناسًا كهؤلاء محبوبون من الله؟ هل يرغب الله في أن يكون رحيمًا بأمثال هؤلاء الأشخاص؟ (كلّا). من المؤكد أنه لا يرغب في ذلك؛ فالله لا يحب أمثال هؤلاء الناس. يقول الله: "لقد تحدثت بآلاف لا تعد ولا تحصى من الكلمات. فكيف بك – كشخص أعمى أو أصم – لم ترها ولم تسمعها؟ ما الذي تفكر فيه بالضبط في قلبك؟ أرى أنك لست أكثر من شخص مهووس بالجري وراء البركات والغاية الجميلة: إنك تسعى وراء الأهداف نفسها التي سعى إليها بولس. إن لم تشأ أن تستمع إلى كلامي، ولم ترغب في اتباع سبيلي، فلماذا تؤمن بالله إذًا؟ أنت لا تسعى وراء الخلاص، بل تسعى وراء الغاية الجميلة والرغبة في البركات. وبما أن هذا هو ما تخطط له، فإن أنسب شيء لك هو أن تكون عامل خدمة". والواقع أن كون المرء عامل خدمة مخلصًا هو أيضًا أحد مظاهر الطاعة لله، ولكن هذا هو المعيار الأدنى. ويعتبر البقاء عامل خدمة مخلصًا أفضل كثيرًا من الانغماس في الهلاك والدمار مثل غير المؤمن؛ ذلك أن بيت الله بصورة خاصة يحتاج إلى عاملي خدمة، وتعد القدرة على القيام بالخدمة أيضًا بمثابة بركة. وهذا أفضل كثيرًا – أفضل بدرجة لا مثيل لها – من كون الأشخاص أذنابًا لملوك الشياطين. لكن القيام بالخدمة لله ليس مرضيًا تمامًا لله؛ لأن عمل دينونة الله يهدف إلى خلاص الناس وتطهيرهم وتكميلهم. إن رضي الناس بمجرد أداء الخدمة لله فهذا ليس الهدف الذي يرغب الله في تحقيقه من خلال عمله في الناس، ولا النتيجة التي يرغب الله في رؤيتها. ولكن الناس تضطرم فيهم الرغبة؛ فهم حمقى وعميان: سحرتهم بعض المنافع التافهة واستنزفتهم، وصاروا يَعزِفون عن كلمات الحياة النفيسة التي نطق بها الله؛ إذ لا يمكنهم حتى معاملتها بجدية، فضلًا عن أن يقدّروها حقّ قدرها. وبالنسبة إلى عدم قراءة كلام الله أو عدم إعزاز الحق: هل هذا عمل ذكيّ أم غبيّ؟ هل بإمكان الناس تحقيق الخلاص بهذه الطريقة؟ على الناس فهم هذا كله. فلا رجاء لهم في الخلاص إلّا إذا تخلَّوا عن مفاهيمهم وتصوراتهم وركزوا على السعي إلى الحق.

يسأل بعض الناس: "يتطلب كلام الله من الإنسان أن يتخذ موقف كائن مخلوق، ويؤدي واجبه كمخلوق. لسنا مطالبين بأن يكون أحدنا إنسانًا خارقًا أو إنسانًا عظيمًا، لكنني أشعر دائمًا بمثل هذه الطموحات والرغبات. أنا لست راضيًا بأن أكون شخصًا عاديًّا. ما الذي ينبغي أن أفعل إذًا؟" هذه المشكلة بسيطة للغاية. لِمَ لا ترغب أن تكون شخصًا عاديًّا؟ إن سبرت أوّلًا أصل هذا السؤال فسوف تُحَلّ مشكلتك بسهولة. يتطلب الله أن يكون الإنسان صادقًا. هذا أهمّ الأمور من حيث المغزى. إن فهمتَ حقيقة من يفترَض أن يكون شخصًا صادقًا، فستعرف أن كون المرء صادقًا يعني أن يكون شخصًا يتمتع بإنسانية طبيعية، أي إنسانًا حقيقيًّا. ماهي العلامات الظاهرة للشخص الصادق؟ كون المرء شخصًا صادقًا يعني أن يكون إنسانًا طبيعيًا. ما الغرائز الطبيعية والأفكار والعقل لدى الناس الطبيعيين؟ كيف تبدو كلمات الأشخاص الطبيعيين وأفعالهم؟ بإمكان الشخص الطبيعي أن يتكلم من قلبه، وسيقول كل ما في قلبه بدون أي كذب أو خداع. إن استطاع فهم أمرٍ واجهه فسيتصرف وفقًا لضميره وعقله، وإن لم يستطع إدراكه بوضوح فسيقترف الأخطاء ويُخفق، وستساوره الشبهات والمفاهيم وتصوراته الشخصية، وستعميه الأوهام أمام ناظريه. هذه هي العلامات الخارجية للإنسانية الطبيعية. هل تفي هذه العلامات الخارجية للإنسانية الطبيعية بمتطلبات الله؟ كلا؛ فليس بإمكان الناس تلبية متطلبات الله إن لم يكونوا يمتلكون الحق. وهذه العلامات الخارجية للإنسانية الطبيعية هي مقتنيات شخص عادي فاسد. هذه هي الأشياء التي يولد الإنسان بها والأمور الأصيلة فيه. عليك أن تسمح لنفسك بإظهار هذه العلامات والمظاهر الخارجية. وبينما تسمح لنفسك بإظهار هذه العلامات والمظاهر الخارجية، عليك أن تفهم أنه هكذا تكون غرائز الإنسان الطبيعية ومقدرته وطبيعته الفطرية. ما الذي يتعين عليك فعله بمجرد أن تفهم هذا؟ عليك أن تنظر إلى الأمر نظرة صحيحة. ولكن كيف تضع هذه النظرة الصحيحة موضع التطبيق؟ يتم هذا من خلال قراءة المزيد من كلمات الله، إضافةً إلى تجهيز نفسك بالحق، وإحضار الأشياء التي لا تفهمها، والأشياء التي تساورك مفاهيم حولها، والأشياء التي قد تُصدر في أغلب الأحيان بسببها أحكامًا خاطئة على الله للتأمل فيها وطلب الحق لكي تحل جميع مشكلاتك. إن اختبرت مثل هذا لفترة من الزمن، فلا يهم إن أخفقت وتعثرت بضع مرات. أهم شيء هو أن باستطاعتك أن ترى بوضوح هذه الأشياء في كلام الله، وتعرف كيف تتصرَّف وفقًا للمبادئ ولمشيئة الله. وهذا يدل على أنك قد تعلمتَ درسًا. وبعد المرور بعدة سنوات من الإخفاقات والتعثرات، إن فهمت بوضوح جوهر الإنسان الفاسد، ورأيت أصل الظلمة والشر في العالم، وميّزتَ الأنواع المختلفة من الناس والأحداث والأشياء، فسيكون عندئذ بإمكانك التصرف وفقًا لمبادئ الحق. وبما أنك لستَ إنسانًا خارقًا ولا رجلًا عظيمًا، فلا يمكنك النفاذ إلى جميع الأشياء وفهمها. كما يستحيل عليك إدراك حقيقة العالم بلمحة، ولا إدراك حقيقة البشرية بنظرة، ولا فَهم حقيقة كل ما يجري حولك بلمحة. أنت شخص عادي. ينبغي أن تمر بإخفاقات كثيرة، وبفترات عديدة من الحيرة، وبأخطاء كثيرة في إصدار الأحكام، وبانحرافات عديدة. هذا يمكن أن يكشف تمامًا عن شخصيتك الفاسدة، ونقاط ضعفك وأوجه قصورك، وجهلك وحماقتك، مما يتيح لك إعادة فحص نفسك ومعرفتها، ومعرفة قدرة الله المطْلقة وحكمته الكاملة، وشخصيته. سوف تربح منه أشياء إيجابية، وسوف تفهم الحق وتدخل إلى الواقع. سوف ينطوي اختبارك على الكثير مما لا يسير وفقًا لرغبتك، ومما ستشعر معه بالعجز. في ظل هذه الأمور، ينبغي أن تسعى وتنتظر؛ ينبغي أن تربح إجابة من الله لكل مسألة، وأن تفهم من كلامه الجوهر الأساسي لكل مسألة، وجوهر كل نوع من الأشخاص. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الشخص العادي الطبيعي. يجب أن تتعلم قول: "لا أستطيع" و"إنه فوق طاقتي" و"لا يمكنني النفاذ إليه" و"لم أختبره" و"لا أعلم شيئًا على الإطلاق" و"لمَ أنا ضعيف إلى هذه الدرجة؟" و"لماذا لا أصلحُ لشيء؟" و"أنا بهذا المستوى من المقدرة الضعيفة" و"أنا بليد الإحساس وبطيء الفهم" و"أنا شديد الجهل حتى إنه سيستغرق الأمر معي عدة أيام قبل أن أتمكن من فهم هذا الشيء والاهتمام به" و"أحتاج إلى مناقشة هذا مع شخص ما". عليك تعلُّم الممارسة على هذا النحو. هذه علامة ظاهرية على اعترافك بأنك إنسان طبيعي وعلى رغبتك في أن تكون إنسانًا طبيعيًا. فأولئك الذين يعتبرون أنفسهم بأنهم العظماء والقديرون، ويظنون أنهم غير عاديين بل متفوقين وخارقين، لا يقولون: "لا أستطيع" و"إنه فوق طاقتي" و"لا يمكنني النفاذ إليه" و"لا أعرف، عليّ أن أتعلم، وعليّ أن أبحث عنه، وعليّ أن أجد أناسًا أعقد شركة معهم، وعليّ أن أسأل الأعلى". إنهم لا يقولون مثل هذه الكلمات مطلقًا؛ ولا سيّما بعد أن يحظى امرؤ كهذا بمكانة، فإنه لا يريد أن يعتقد الناس أنه شخص عاديّ، وأنه، مثل أي شخص آخر، توجد أمور لا يستطيع إدراكها، وأمور لا يستطيع فهمها. بل يريد دومًا أن يظنّوا خطأً أنه إنسان خارق. ولذلك عندما تحدث معه أمور، لا يحتاج إلى أن يستحضر مثل هذه الأمور أمام الله كثيرًا، وأن يقدم له قلبًا صادقًا، كما لا يحتاج إلى السعي؛ فهو يفهم ويتعلم ويدرك حقيقة كل شيء يحدث معه في غضون دقائق، ولا يعاني أي فساد أو ضعف، وليس ثمة شيء لا يستطيع إدراك حقيقته أو لم يختبره. وحتى إن وُجد شيء لم يختبره بعد فسيدركه بلمحة. إنه ببساطة إنسان خارق تمامًا. هل هذا مظهر لإنسانية طبيعية؟ (كلّا). إذًا، هل هو شخص طبيعيّ؟ حتمًا لا. فشخص من هذا النوع لا يعترف بأنه شخص عادي، وأن لديه مواطن ضعف وعيوبًا وشخصية فاسدة. فهل بإمكانه إذًا أن يَمثل أمام الله في أغلب الأحوال بقلب صادق لكي يطلب ويصلي؟ حتمًا لا. يدل هذا على أنه حتى الآن يفتقر إلى ضمير الإنسانية الطبيعية ومنطقها، ولا يعيش بحسب الإنسانية الطبيعية.

قولوا لي كيف يمكنكم أن تكونوا أناسًا عاديين وطبيعيين؟ كيف يمكن للناس، كما يقول الله، أن يأخذوا المكان المناسب لكائن مخلوق - كيف لا يمكنك أن تحاول أن تكون إنسانًا خارقًا، أو شخصية عظيمة؟ كيف لك أن تمارس لتكون شخصًا عاديًّا وطبيعيًّا؟ كيف يمكن فعل ذلك؟ من سيجيب؟ (قبل كل شيء، علينا أن نقرّ بأننا أشخاص طبيعيون وعاديون جدًا. توجد أمور كثيرة لا نفهمها ولا نستوعبها ولا ندرك حقيقتها. علينا أن نعترف بأننا فاسدون ولدينا عيوب، ومن ثمّ ينبغي أن يكون لدينا قلب مخلص ونَمثل كثيرًا أمام الله لكي نطلب). أولًا، لا تمنح نفسك لقبًا وتصبح مكبلًا به. قائلًا: "أنا القائد، أنا رئيس الفريق، أنا المشرف، لا أحد يعرف هذا العمل أفضل مني، لا أحد يفهم المهارات أكثر مني". لا تنشغل باللقب الذي اخترته لنفسك. فبمجرد قيامك بذلك، ستقيد يديك وقدميك، وسيتأثر ما تقوله وتفعله؛ كما سيتأثر تفكيرك العادي وحكمك على الأمور. لهذا يجب أن تحرر نفسك من أغلال هذه المكانة؛ أنزل نفسك أولًا من هذا اللقب والمنصب الرسمي، وضع نفسك في موضع شخص عادي. إذا قمت بذلك، فستصبح عقليتك طبيعية نوعًا ما. يجب أيضًا أن تعترف وتقول: "لا أعرف كيف أفعل هذا، ولا أفهم ذلك أيضًا – سأضطر إلى إجراء بعض البحث والدراسة" أو "لم أجرب هذا مطلقًا، لذلك لا أعرف ماذا أفعل". عندما تكون قادرًا على قول ما تفكر فيه حقًّا وتتحدث بصدق، ستتمتع بإحساس طبيعي. سيعرف الآخرون حقيقتك، وبالتالي ستصير لديهم نظرة طبيعية تجاهك، ولن تضطر إلى التظاهر، ولن يكون هناك أي ضغط كبير عليك، وبالتالي ستكون قادرًا على التواصل مع الناس بشكل طبيعي. العيش بهذه الطريقة حرٌّ وسهل؛ وكل من يجد الحياة مرهقة قد تسبب في ذلك بنفسه. لا تتظاهر أو ترتدِ قناعًا. انفتح أولًا حول ما تفكر فيه في قلبك، حول أفكارك الحقيقية، حتى يكون الجميع على دراية بها ويفهمها. نتيجة لذلك، ستتخلص من مخاوفك والحواجز والشكوك بينك وبين الآخرين. كذلك تتعثّر أنت بسبب شيء آخر؛ إذْ تعتبر نفسك دائمًا رئيسًا للفريق أو قائدًا أو عاملًا أو شخصًا له لقب ومكانة ومركز: إذا قلت إنك لا تفهم شيئًا ما، أو لا تستطيع أن تقوم بأمرٍ ما، ألستَ تشوه سمعتك؟ عندما تضع هذه القيود الموجودة في قلبك جانبًا، وعندما تتوقف عن التفكير في نفسك كقائد أو عامل، وعن الاعتقاد بأنك أفضل من الآخرين، وتشعر بأنك شخص عادي كأي شخص آخر، وأن هناك بعض المجالات التي تكون فيها أقل شأنًا من الآخرين - عندما تشارك الحق والمسائل المتعلقة بالعمل بهذا السلوك، يصبح التأثير مختلفًا، وكذلك الأجواء. إذا كانت في قلبك مخاوف دائمًا، إذا كنت تشعر دائمًا بالتوتر والعجز، وإذا كنت تريد التخلص من هذه الأشياء ولكنك لا تستطيع، فينبغي أن تصلي بجدّيّة إلى الله، وتتأمل في نفسك، وترى عيوبك، وتسعى نحو الحق. إن وضعت الحق موضع التطبيق فستحظى بنتائج. مهما فعلت، لا تتحدث أو تتصرف من منصبٍ معين أو تستخدم لقبًا معينًا. أولًا، نحِّ كل هذا جانبًا، وضع نفسك في موضع الشخص العادي. عندما يقول امرؤ: "ألستَ القائد؟ ألست مسؤولًا عن الفريق؟ عليك أن تفهم هذا"، تقول أنت في ردّك: "أين ورد في كلمة الله أنك، إن كنت قائدًا أو قائد فريق، يمكنك أن تفهم كل شيء؟ لا أفهم هذا. لا تستخدم عينيك لتحكم عليّ؛ فأنت تبالغ في متطلباتك. صحيح أنني قائد، ولكن فهمي للحق لا يزال ضحلًا جدًّا، ولا أعلم ما القرار الواجب اتخاذه؛ لأنني لم أختبر هذا الشيء، وما زلت لا أدركه. أحتاج إلى أن أصلي وأسعى. لقد قال الله: "لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه". أنت تريدني دائمًا أن أفهم الآن حالاً وأتخذ قرارًا في هذه اللحظة. ماذا لو اتخذتُ القرار الخطأ؟ من سيكون مسؤولًا عن ذلك؟ هل أنت قادر على تحمل المسؤولية؟ هل تريدني أن أرتكب خطأً؟ وبفعل ذلك، هل أنت مسؤول عني؟ علينا أن نعمل معًا، ونصلي ونسعى معًا، وأن نحسن التعامل مع هذا الأمر". هل يمكنك فعل هذا؟ هل من السهل فعل هذا؟ إن استطعت التحدث إلى الآخرين من قلبك فيمكنك عندئذ القول: "في الواقع، قامتي ضئيلة للغاية أيضًا. ما لم أسعَ وأصلِّ، فيمكنني أن أرتكب خطأً في أي وقت. أحيانًا، لا يسعني إلّا أن أرتكب أخطاءً. كم كان حجم قامتي في رأيك؟ لقد بالغتَ في إحسان الظنّ بي". عندما يسمع الشخص الآخَر ما تقول، سيشعر في قلبه أنك امرؤ في غاية الصدق، ويمكنك أن تتحدث من القلب. عندئذ لن يطلب منك كثيرًا جدًّا، بل يعمل معك بدلًا من ذلك. إن طبقتَ هذا فستغدو أكثر عقلانيةً في الأشياء التي تفعلها، ولن تقيدك وتربطك الشهرة والربح والمكانة، وسينعَم قلبك بالحرية، وستكون قادرًا على الحديث والتصرف بقلب منفتح، وعلى التعاون بانسجام مع الآخرين، ومعاملة الإخوة والأخوات بشكل صحيح. في هذا الوقت، ستصبح حالتك طبيعية على نحو متزايد، وستصبح أفعالك أكثر فأكثر عقلانية. سيكون بإمكان الجميع رؤية هذا والقول: "لقد تغير هذا القائد حقًّا؛ فهو يمتلك في الحقيقة ضميرًا وعقلًا، وقد عاش بحسب الإنسانية الطبيعية. بوجود مثل هذا الشخص قائدًا علينا، نربح أيضًا كثيرًا من المنافع!" في هذا الوقت، عندما تشارك في العمل من جديد، سواء كان سعيًا أم صلاةً أم ذهابًا إلى آخرين من أجل الشركة، فإن ما تفعله صواب ومناسب، ولن تتعرض لأي شكوك. إنك تتقدم بقوة وثبات في كل ما تفعله، ولا تقلقُ بشأن إيجاد حلول، وإنما تدع الأمور تجري حتى النهاية. ومهما واجهت فبإمكانك إحضاره بين يدي الله وتقديم قلبك المخلص. هذا مبدأ تستطيع ممارسته في كل الأمور. فالجميع، سواء كانوا قادة وعاملين أم إخوة وأخوات، هم أشخاص عاديون. عليهم جميعًا أن يطبقوا هذا المبدأ. لكل واحد نصيبٌ في ممارسة كلمة الله ومسؤوليةٌ عنها. قد تكون قائدًا، أو عاملًا، أو رئيس فريق، أو شخصًا مسؤولًا، أو شخصًا ينظر إليك باقي أفراد المجموعة بتقدير. وبغض النظر عمّن تكون، عليك أن تمارس بهذه الطريقة. انزع الهالة واللقب اللذين ترتديهما على رأسك، واخلع الأكاليل التي أضفاها عليك الآخرون، وستجد بعد ذلك أن من السهل أن تصبح شخصًا عاديًّا، وستتصرف بسهولة استنادًا إلى الضمير والعقل. وبعد ذلك، بطبيعة الحال، لا يكفي أن تُقرّ ببساطة بأنك لا تفهم ولا تعلم؛ فليس هذا هو الحل النهائي الذي يحل المشكلة. ما الحل النهائي؟ أحضر الأمور والصعوبات أمام الله لكي تصلي وتطلب. ليس كافيًا أن يصلي شخص ما بمفرده، بل عليك أن تقدم الصلوات بشأن هذا الأمر بمعية الجميع وأن تحمل على عاتقك هذه المسؤولية والالتزام. تلك طريقة رائعة لفعل الأشياء! سوف تتجنب سلوك مسار المحاولة لأن تكون شخصية عظيمة أو شخصًا خارقًا. إن استطعت فعل ذلك، فسوف تتولى لا شعوريًّا المكان اللائق بالمخلوق وتتحرر من أغلال الطموح والرغبة في أن تكون شخصًا خارقًا وشخصية عظيمة.

الوقوف في المكان اللائق بالكائن المخلوق والشخص العادي: هل هذا أمر يسهل فعله؟ (ليس سهلًا). أين تكمن الصعوبة؟ تكمن فيما يلي: يشعر الناس دائمًا بأن رؤوسهم تعلوها هالات وألقاب كثيرة، ويمنحون أنفسهم هوية شخصيات عظيمة وأشخاص خارقين ومكانتهم، وينخرطون في كل تلك الممارسات والعروض الخارجية المصطنعة والزائفة. فما لم تتخلّ عن هذه الأشياء، وكانت هذه الأمور دائمًا تقيد كلماتك وأفعالك وتتحكم بها، فسوف تجد عندئذ صعوبة في الدخول إلى حقيقة كلمة الله. سيكون من الصعب التوقف عن القلق بشأن إيجاد حلول لأشياء لا تفهمها، وإحضار مثل هذه الأمور أمام الله في أغلب الأحيان، وتقديم قلب مخلص له. لن يكون باستطاعتك فعل هذا. بما أن مكانتك وألقابك وهويتك وأمثال هذه الأشياء جميعها زائفة وباطلة؛ لأنها تتعارض وتتناقض مع كلام الله، فإن هذه الأمور هي بالضبط ما يقيدك بحيث لا يمكنك المثول أمام الله. ما الذي تعود به هذه الأشياء عليك؟ إنها تجعلك ماهرًا في تمويه نفسك، والتظاهر بالفهم، وتصنّع الذكاء، والتظاهر بأنك شخصية عظيمة وأنك من المشاهير، وأنك تتمتع بالمقدرة وبالحكمة، وحتى التظاهر بأنك تعرف كل شيء، وأنك قادر على كل شيء وعلى فعل كل شيء. وهذا يجعل الآخرين يعبدونك ويعجبون بك، ويأتون إليك بجميع مشكلاتهم، بحيث يتكلون عليك وينظرون إليك بتقدير. وهكذا فالأمر كما لو أنك تضع نفسك على نار لتُشوَى عليها؟ قل لي، هل يبدو جيدًا أن تُشوى على النار؟ (كلّا). أنت لا تفهم، ولكنك لا تجرؤ على القول إنك لا تفهم. لا يمكنك إدراك الأمر، ولكنك لا تجرؤ على القول إنك لا تستطيع إدراك ذلك. من الواضح أنك اقترفت خطأً ولكنك لا تجرؤ على الاعتراف به. فقلبك يتألم، ولكنك لا تجرؤ على أن تقول: "إنه خطئي في الواقع هذه المرة، وأنا مدين لله ولإخوتي وأخواتي. لقد سبّبتُ مثل هذه الخسارة الكبرى لبيت الله، ولكنني لا أملك الشجاعة لأقف أمام الجميع وأعترف بذلك". لِمَ لا تجرؤ على الكلام؟ أنت تعتقد ما يلي: "أنا بحاجة إلى العيش بمستوى السمعة والهالة اللتين منحني إياهما إخوتي وأخواتي، ولا يمكنني أن أخون الاحترام والثقة الكبيرين اللذين يُكنّونهما لي، فضلًا عن التوقعات التوّاقة التي شعروا بها تجاهي على مدى سنين عديدة. ولذلك يتعين عليّ أن أستمر في التظاهر". كيف يبدو مثل هذا التمويه؟ لقد حولت نفسك بنجاح إلى شخصية بارزة وإنسان خارق. يريد الإخوة والأخوات أن يأتوا إليك ليستفسروا ويستشيروا، وحتى يلتمسوا منك المشورة حول أية مشكلات تواجههم. يبدو أنهم لا يستطيعون حتى أن يعيشوا من دونك. ولكن ألا يشعر قلبك بالألم؟ بالطبع، لا يشعر بعض الناس بهذا الألم. فضِدُّ المسيح لا يشعر بهذا الألم، بل يبتهج به، ظنًّا منه أن مكانته فوق مكانة الآخرين جميعًا. لكن الشخص العاديّ والطبيعيّ يشعر بالألم عندما يُشوَى على النار، فهو يشعر أنه ليس شيئًا على الإطلاق، كمجرد شخص عادي. فهو لا يعتقد أنه أقوى من الآخرين، ولا يرى أنه لا يمكنه إنجاز أي عمل فعلي فحسب، بل أنه أيضًا سيؤخر عمل الكنيسة ويؤخر شعب الله المختار، ولذلك فهو سيتحمل المسؤولية ويستقيل. هذا شخص عاقل. هل هذه المشكلة سهلة الحل؟ من السهل على العقلاء حل هذه المشكلة، ولكنها صعبة على غير العقلاء. إن كنت بمجرد الحصول على المكانة تستمتع دون خجل بمنافع المكانة، بحيث تكون النتيجة أن تنكشف وتُستَبعد نظرًا لإخفاقك في القيام بعمل حقيقي، فقد تسببت بهذا لنفسك وتستحق ما يصيبك! أنت لا تستحق حتى قليلًا من الشفقة أو التعاطف. لِمَ أقول هذا؟ لأنك تصرّ على الوقوف في مكان عالٍ، وتضع نفسك على النار حتى تحترق؛ فجرحك صنعته بنفسك. إن لم تُرد أن تجلس على النار وتحترق فعليك بالتخلي عن كل هذه الألقاب والهالات، وإطلاع إخوتك وأخواتك على المكانة الحقيقية والخواطر التي تحيك في قلبك. وبهذه الطريقة يستطيع الإخوة والأخوات أن يعاملوك معاملة صحيحة ولا تحتاج إلى التنكر. والآن بعد أن فتحت قلبك وسلطت الضوء على حالتك الحقيقية، ألا يشعر قلبك بمزيد من الارتياح والاسترخاء؟ فلماذا تسير بمثل هذا العبء الثقيل على كاهلك؟ إن بُحتَ بحالتك الحقيقية، هل حقًّا سيحتقرك الإخوة والأخوات؟ وهل سيتخلون عنك حقًّا؟ قطعًا لا. بل على العكس، فإن الإخوة والأخوات سيتقبلونك ويعجبون بك لجرأتك في البوح بما في قلبك، وسوف يقولون إنك شخص صادق. لن يعيق هذا عملَك في الكنيسة، ولن يكون له أدنى تأثير سلبي فيه. إن رأى الإخوة والأخوات حقًّا أن لديك صعوبات فسوف يساعدونك ويعملون معك طواعية. ما رأيكم؟ أليس هذا ما سيكون عليه الحال؟ (أجل). إن أغبى الأشياء أن تتنكر دومًا ليحترمك الآخرون، وأفضل أسلوب هو أن تكون شخصًا عاديًّا بقلب سويّ، وأن تكون قادرًا على الانفتاح على شعب الله المختار بطريقة نقية وبسيطة، وأن تشارك غالبًا في أحاديث من القلب. لا تقبل الأمر مطلقًا عندما يتطلع الناس إليك بالتقدير، أو يُعجبون بك، أو يبالغون بالثناء عليك، أو يقولون لك كلمات الإطراء. يجب رفض هذه الأشياء جميعًا. على سبيل المثال، قد يقول بعض الناس: "ألستَ أستاذًا جامعيًّا؟ بما أنك واسع المعرفة، فلا بد أنك تملك فهمًا واسعًا للحق". قل لهم: "أي نوع من الأساتذة الجامعيين أنا؟ لا يمكن لأي مقدار من المعرفة أن يحل محل الحق. لقد سببت لي هذه المعرفة كثيرًا من المعاناة. إنها عديمة الفائدة تمامًا. لا تبالغوا في تقديري، فما أنا سوى شخص عادي". بطبيعة الحال، يجد بعض الناس صعوبة في التخلي عن مكانتهم؛ فهم يريدون فعلًا أن يكونوا أُناسًا عاديين ومألوفين، ويقفوا في المكان اللائق بكائن مخلوق، وهم لا يودّون أن يعانوا هكذا، ولكنهم لا يسعهم فعل شيء لأنفسهم. إنهم دائمًا ما يرون أنفسهم أناسًا متميزين، ولا يمكنهم التنازل عن مركزهم الرفيع، وهذه مشكلة. فهم يروق لهم الأمر عندما يلتف الناس حولهم ويرمقونهم بنظرات الإعجاب، ويحبون أن يأتي الناس إليهم حاملين مشكلاتهم إليهم، ويتكلوا عليهم، ويستمعوا إليهم، ويتطلعوا إليهم باحترام. يعجبهم أن يعتقد الناس أنهم أناس متفوقون وخبراء في كل شيء، وأنهم واسعو العلم بحيث لا يوجد شيء يتعذر عليهم فهمه، بل إنهم يعتقدون أنه من الجيد والرائع أن يعتبرهم الناس غالبين. هذا أمر يتعذر علاجه. يتقبل بعض الناس المجاملات والأكاليل التي يمنحهم إياها الآخرون، ويؤدون دور الإنسان الخارق والشخصية العظيمة لمدة من الزمن، ولكنهم يشعرون بعدم الارتياح ويعانون الألم. ما الذي ينبغي لهم فعله؟ كل من يريد أن يتملّقك في الواقع يضعك على النار لتحترق، فعليك أن تبتعد عنهم، وإلّا فأوجد فرصة لتكشف لهم حقيقة فسادك، وتتحدث إليهم عن وضعك الحقيقي، وتكشف لهم عن عيوبك ومواطن القصور لديك، وبهذه الطريقة، لن يعبدوك أو يتطلعوا إليك بإجلال. هل من السهل فعل هذا؟ الواقع أن فعله سهل. إن لم تستطع حقًّا فعل هذا فيدل ذلك على أنك شديد الغطرسة والغرور؛ فأنت في الواقع تعتبر نفسك إنسانًا خارقًا وشخصية عظيمة، ولا تكره أو تبغض هذا النوع من الشخصيات من قلبك. وعليه، فلا يمكنك سوى انتظار العثرات التي تخزيك في نظر الآخرين. إن كنت امرأً ذا عقل في الواقع فستشعر بالقرف والاشمئزاز من الشخصية الفاسدة التي تريد دومًا أن تلعب دور الإنسان الخارق والشخصية العظيمة. على أقل تقدير، يجب أن يكون لديك هذا الشعور. وعندئذ فحسب يمكنك أن تكره نفسك وتزهد في الجسد. كيف ينبغي أن تمارس لتكون شخصًا اعتياديًا، شخصًا عاديًّا، وشخصًا طبيعيًّا؟ أولًا، عليك أن ترفض تلك الأشياء التي تتمسك بها ظنًّا منك أنها جيدة جدًّا وذات قيمة، وتتخلى عنها، وكذلك تلك الكلمات السطحية التافهة التي يُعجَب بك الآخرون ويثنون عليك بسببها. إذا كنت، في قلبك، على معرفة واضحة بشأن نوع الشخص الذي أنت عليه، وما هو جوهرك، وما هي إخفاقاتك، وما الفساد الذي تظهره، فعليك أن تتعاون علنًا مع أشخاص آخرين، حتى يتمكنوا من رؤية حالتك الحقيقية، ما هي أفكارك وآراؤك، حتى يعرفوا ما لديك من معرفة بمثل هذه الأشياء. مهما فعلت، لا تتظاهر أو ترتدِ قناعًا، لا تُخفِ فسادك وإخفاقاتك عن الآخرين، حتى لا يعرف أحد بأمرها. هذا النوع من السلوك الزائف هو عقبة موجودة في قلبك، وهو يمثل أيضًا شخصية فاسدة، ويمكن أن يمنع الناس من التوبة والتغيير. يجب أن تصلي إلى الله، وتتوقَّف للتفكير وتحليل الأشياء الكاذبة مثل الثناء الذي يمنحك إياه الآخرون، والمجد الذي يغمرونك به، والأكاليل التي يمنحونها لك، يجب أن ترى الضرر الذي تسببه لك هذه الأشياء - وعند القيام بذلك، ستعرف حدودك، وستصل إلى معرفة ذاتك، ولن ترى نفسك بعد ذلك على أنك إنسان خارق، أو شخصية عظيمة. بمجرد أن يكون لديك مثل هذا الوعي الذاتي، يصبح من السهل عليك أن تقبل الحق، وأن تقبل كلام الله وما يطلبه الله من الإنسان في قلبك، وأن تقبل خلاص الخالق لك، وأن تكون بثبات شخصًا عاديًا، شخصًا صادقًا وموثوقًا، وأن تقيم علاقة طبيعية بين نفسك - ككائن مخلوق، وبين الله - الخالق. هذا هو بالضبط ما يطلبه الله من الناس، وهو أيضًا شيء يمكنهم تحقيقه بالكامل. لا يسمح الله إلّا للأناس العاديين والطبيعيين بالمثول أمامه؛ فهو لا يقبل العبادة من أولئك الذين يتنكرون، أو من المشاهير الزائفين والشخصيات العظيمة والناس الخارقين. عندما تتخلى عن هذه الهالات الكاذبة، وتعترف بأنك شخص عاديّ وطبيعيّ، وتأتي إلى الله لتطلب الحق وتصلي إليه، سيكون القلب الذي تحمله لأجله أكثر نقاءً، وستشعر بمزيد من الارتياح. وستشعر، في وقت كهذا، بأنك تحتاج إلى الله ليسندك ويعينك، وسيكون بمقدورك أن تمثل أمام الله في أغلب الأحيان ساعيًا ومصليًّا إليه. قولوا لي: هل ترون أنه من الأسهل أن يكون أحدكم شخصية عظيمة أو إنسانًا خارقًا، أو شخصًا عاديًّا؟ (شخصًا عاديًا). نظريًّا، من السهل أن تكون شخصًا عاديًّا، لكنه من الصعب أن تكون شخصية عظيمة أو إنسانًا خارقًا، الأمر الذي يسبب الألم دائمًا. لكن عندما يتخذ الناس خياراتهم الخاصة بهم ويمارسون ذلك، لا يسعهم إلّا أن يريدوا أن يكونوا إنسانًا خارقًا أو شخصية عظيمة. فهم لا يستطيعون أن يعوّلوا على أنفسهم، وهذا ناجم عن جوهر طبيعتهم. ومن ثم فإن الإنسان يطلب خلاص الله. في المستقبل، عندما يسألك شخص: "كيف يمكن للمرء أن يتوقف عن محاولة أن يكون إنسانًا خارقًا وشخصية عظيمة؟" فهل ستتمكنون من الإجابة عن هذا السؤال؟ كل ما تحتاجون إلى فعله هو ممارسة الطريقة التي وضعتُها. كن شخصًا عاديًّا، ولا تموّه نفسك، وصلِّ إلى الله، وتعلّم أن تنفتح بطريقة بسيطة وأن تتكلم من القلب. سوف تثمر مثل هذه الممارسة بطبيعة الأمر، وتدريجيًّا ستتعلم أن تكون شخصًا عاديًّا، ولن تعود تشعر بالضجر من حياتك، ولا بالكآبة والألم. فكل الناس أناس عاديون، وليس ثمة فرق بينهم، باستثناء أن مواهبهم الشخصية مختلفة، ويمكن أن يختلفوا فيما بينهم إلى حدٍّ ما من حيث المقدرة. ولولا خلاص الله وحمايته لارتكبوا جميعًا الشر ولَعانَوا العقوبة. إن استطعت الاعتراف بأنك شخص عادي، وتمكنت من التحرر من إسار تصورات الإنسان وأوهامه الفارغة، وسعيت لتكون امرأً صادقًا ولتفعل أعمالًا نزيهة، واستطعت إطاعة الله بوعي، فلن تعاني أية مشكلات، وستعيش بحسب شبه إنساني. الأمر بهذه البساطة، فلِمَ إذًا لا يوجد مسار؟ ما قلتُه الآن بمنتهى البساطة. الواقع أن ذلك هو الحال بالضبط. فالذين يحبون الحق يمكنهم قبوله تمامًا، وسيقولون أيضًا: "في الواقع، لا يتطلب الله من الإنسان أكثر من المعقول؛ إذ من الممكن تلبية جميع متطلباته بضمير الإنسان وعقله. ليس من الصعب على المرء أن يؤدي واجبه جيدًا. إن تصرف امرؤ من القلب وكانت لديه الإرادة والرغبة لممارسة هذا، فمن السهل تحقيق ذلك". غير أن بعض الناس لا يمكنهم تحقيق ذلك. فبالنسبة إلى الذين لديهم مطامح ورغبات على الدوام، ويودون دومًا أن يكونوا أشخاصًا خارقين وشخصيات عظيمة، ليس من السهل عليهم أن يكونوا أشخاصًا عاديين، وإن أرادو ذلك. إنهم يشعرون دائمًا بأنهم أعلى وأفضل من غيرهم، ولذلك فإن قلبهم وعقلهم بكاملهما تسيطر عليهما الرغبة في أن يكونوا أشخاصًا خارقين أو شخصيات عظيمة. وهم لا يفتقرون إلى الرغبة في أن يكونوا أناسًا عاديين ويحافظوا على مكانتهم كمخلوقين فحسب، بل يقطعون عهدًا بأنهم لن يتخلوا مطلقًا عن سعيهم ليكونوا أناسًا خارقين وشخصيات بارزة عظيمة، وهذا أمر لا علاج له.

بعض الناس لا يسعون إلى الحق، ولا يصلّون إلى الله مهما واجهتهم من أمور، ولا يتصرفون إلّا بناء على رغباتهم ومواهبهم وقدراتهم. وحتى عندما يصلّون إلى الله فإنهم لا يبذلون جهدًا حقيقيًّا، ويفكرون في قلوبهم قائلين: "سواء أنارني الله أم لا فهذا شأنه. سأعمل على النحو الذي أراه أفضل". إنهم يشعرون بأنهم قادرون تمامًا على معالجة هذه الأمور بأنفسهم، وأنهم أكْفاء تمامًا للقيام بالعمل الذي ينفذونه. تُعدّ الصلاة إلى الله في نظرهم مجرد عمل سطحي. كيف هو حال أمثال هؤلاء الناس؟ هل بإمكانهم الإقرار بأنهم أناس عاديون وطبيعيون؟ هل يمكنهم الدخول في حقيقة كلمة الله؟ (لا، مطلقًا). هل يعتقد أمثال هؤلاء أن بإمكانهم فعل أي شيء؟ (أجل). إنهم يعتقدون أنهم، حتى إن لم يتصرفوا بما يتماشى مع كلام الله، يستطيعون التعامل مع أي شيء، ويمكنهم إنجاز الأشياء من دون طلب كلام الله دونما أي إزعاجات أو صعوبات. أيّ طريق يسلكه أناس كهؤلاء؟ هل هو طريق السعي ليكونوا أناسًا خارقين وشخصيات عظيمة؟ (أجل). ومهما كان حجم الفوضى التي يُحدثونها أو عدد الانتهاكات التي يرتكبونها، فهي في نظرهم لا تعدّ شيئًا. وما داموا قد فعلوا أشياء كثيرة، وراكموا إنجازات معينة، وشعروا بإحساس معيّن بالفوقية، فإنهم يشعرون بأنهم يمتلكون موارد وقدرات. إنهم يظنون أنهم أُناس قد اجتهدوا وأنجزوا الكثير لبيت الله؛ وليسوا بحاجة إلى كلام الله، ولا إلى عمل الله، بل هم أنفسهم يمكنهم فعل أي شيء. لن يَمثل أمثال هؤلاء الناس مطلقًا بين يدي الله؛ فهم يتباهون بأنه ليس ثمة شيء لا يمكنهم فعله، وعندما يواجهون أمرًا، لا يصلّون إلى الله أبدًا، ولا يسْعون إلى مبادئ الحق، فضلًا عن أن يعقدوا شركة مع إخوتهم وأخواتهم، ولا يطلبون الأعلى، فضلًا عن أن يطلبوا الحق في كلام الله. فهم يعتقدون أن كثيرًا من الأمور لم يتم التطرق إليها ولم تحظَ بإيضاح ملموس في كلام الله؛ ولذا فلا بأس في نظرهم في أن يعالجوا مثل هذه الأشياء بأنفسهم. وما يدرون إلّا وقد وضعوا الله جانبًا، ودون أن يدروا، يحتقرون الآخرين ويدوسون كرامة الجميع. إن الطريق الذي يسلكونه هو الطريق إلى أن يغْدوا من المشاهير، وشخصيات بارزة وأُناسًا خارقين، وفي نهاية المطاف، لا يمكن لشخص من هذه النوعية أن يصمد. إن كان لك أن تطلب منهم أن يتعلموا الإقرار بأنهم أشخاص عاديون، وأن لديهم قابلية لارتكاب أخطاء وتعديات والإخفاق، وأن لديهم كثيرًا من العيوب وأوجه القصور، فهل بإمكانهم فعل ذلك؟ (لا يمكنهم ذلك). إن طلبت منهم إزالة تلك الهالات والأكاليل، والتخلي عن التقدير الشديد الذي يوجهه لهم إخوتهم وأخواتهم، وعن مهابتهم ومكانتهم في الكنيسة، فهل سيوافقون؟ (لن يوافقوا). سيقولون: "كيف يمكنني التخلي هكذا بارتياح عن شهرتي وأكاليلي التي اكتسبتها بعرق الجبين؟ أنا لست بذلك الغباء!" إنهم يتلهفون إلى أن يعاملهم مزيد من الناس بوصفهم أناسًا خارقين وشخصيات بارزة، وهم لا يودّون أن يرى الناس أخطاءهم وعيوبهم ويعاملوهم كأشخاص عاديين. بل إنهم كذلك يكرهون أن يكشف الناس عن أخطائهم وإخفاقاتهم وسلوكهم. هل يستطيع أمثال هؤلاء الأشخاص الإكثار من الوقوف بين يدي الله للصلاة وطلب الحق؟ (لا يمكنهم ذلك). وحتى إن مَثُلوا بين يدي الله للصلاة، هل سيتمتعون بقلب صادق؟ كلا. فكل ما يقولونه ويفعلونه هو من أجل الإكليل على رؤوسهم ومن أجل هيبتهم، وهم يفعلون أشياء ليراها الجميع، ولكنهم لن يقبلوا تمحيص الله لهم، ولا يمكنهم تقديم قلب مخلص لله؛ فهم لا يمتلكونه. لا يمكنهم بأي شكل من الأشكال استيعاب مشيئة الله في كلمة الله والتصرف وفقًا لما يطلبه الله؛ ولذلك، حتى إن أراد هذا النوع من الأشخاص أن يسعى إلى الحق ويتخلص من الرغبة في أن يكون من المشاهير أو من الشخصيات البارزة، فهو غير مخلص؛ إذ لا يمكنه التخلي عن الجسد، ولا ممارسة الحق. أي نوع من الأشخاص هؤلاء؟ إنهم ملحدون، وهم أضداد المسيح. ما إن يحظى أضداد المسيح بالمكانة والسلطان وشيء من الهيبة بين الناس حتى ينطلقوا إلى إقامة مملكة مستقلة، ويدخلوا في مسار لا عودة عنه. ومهما أشركْتَهم مرارًا في شركة حول الحق أو هذبتهم وتعاملت معهم، فلن يحقق ذلك أي نتيجة. إن الشركة حول الحق في بيت الله، والحديث عن الاختبارات والشهادات، والسعي لمحبة الله والشهادة له، والانخراط في شركة حول الفهم الخالص ومبادئ الحق: هذه الأمور الإيجابية ليست فعّالة إلّا للذين يحبون الحق ولديهم توق عارم إلى الله. أما الذين لا يحبون الحق، والذين لا يسعون إلّا وراء البركات، والذين يحبون أن يلعبوا دور الإنسان الخارق والشخصية البارزة، فإن هذه الأشياء لا فائدة منها على الإطلاق. إن أي حقائق وكلمات صحيحة وأشياء إيجابية هي جميعًا للذين يحبون الحق، ويحبون كلمة الله، ولديهم توق شديد إلى الله. وعقب إصغاء الذين لا يمتلكون هذه المؤهلات إلى الحق سيقولون أيضًا إن الحق هو الصواب وهو الخير، غير أنهم سيتفكرون فيه ويقولون في أنفسهم: "ما الذي أعيش لأجله؟ لأجل الجاه والمكانة والأكاليل والهالات ومكافآت الله. هل كنت سأظل أتمتع بالكرامة لولا هذه الأشياء؟ ما هو معنى حياتي؟ أليس الإيمان بالله مجرد وسيلة للسعي وراء المكافآت والأكاليل؟ والآن بعد أن دفعت الثمن بالكثير من قلبي ودمي، وبعد الانتظار كل هذه المدة الطويلة، حان الوقت أخيرًا لكي يكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار، وهذا هو الوقت الذي ينبغي فيه تتويجي واستلامي مكافأتي. كيف يمكنني أن أتنازل عن هذا لشخص آخر؟ أن أكون شخصًا طبيعيًّا، شخصًا عاديًّا، تمامًا مثل كل الأشخاص الآخرين العاديين، ما الفائدة من العيش على ذلك النحو؟ أنا لست بذلك الغباء!" أليس مثل هذا الشخص عصيًّا على العلاج؟ (بلى). لا تسعَ إلى إقناع أشخاص كهؤلاء؛ فالحق ليس لأجلهم، وما يريدونه ليس الحق. يسعى هذا النوع من الأشخاص وراء البركات والأكاليل فحسب، وتتجاوز رغباتهم ومطامحهم حدود ما هو ضروري للناس الطبيعيين. لا يمكن لبعض الناس أن يتصوروا سبب تمسك شخص من هذه النوعية بالمكانة والسلطة ولا يتخلى عنهما. هذا هو جوهر هذا النوع من الأشخاص وفطرتهم. لا يمكنك اكتشاف ذلك لأن جوهرك يختلف عن جوهرهم، ولا يمكنهم أيضًا أن يفهموك. إنهم لا يعرفون لمَ أنت غبيٌّ إلى هذه الدرجة؛ فأنت لا تريد أكاليل جاهزة وهالات ومهابة، وبدلًا منها تودّ أن تكون شخصًا عاديًّا. إنهم يجدونك غير قابل للتصديق. يفكر هذا النوع من الأشخاص مخاطبًا نفسه: "أنت تسعى وراء الحق عن وعي، وتمارس ما يأمرك به الله، وتفعل ما يأمرك الله بفعله، وتطيع كل ما يأمرك الله بفعله، فكيف يمكنك أن تكون بهذا الغباء؟" يظنون أن كون المرء صادقًا وممارسًا للحق هو من الغباء والجهل وبطء الفهم، ويعتقدون أنهم أذكياء في السعي وراء المعرفة، ولعب دور الشخص المتفوق. ونظرًا لظنهم أنهم يفهمون كل شيء، فإنهم يَخلُصون إلى أن "حياة الشخص الذي يفتقر إلى المكانة والهيبة ولا يضع أكاليل على رأسه، ولا قيمة له بين الناس ولا سلطة ليتحدث، تعدّ عديمة الجدوى. إن لم يعش المرء للشهرة، فيجب أن يعيش للربح، وإن لم يعش للربح فيجب أن يعيش للشهرة". أليس هذا منطق الشيطان؟ ليس ثمة علاج لهم ما داموا يعيشون بموجب منطق الشيطان. لم يستطيعوا أبدًا قبول أيٍّ من كلمات الله، أو الأمور الإيجابية، أو النصح الصحيح. إن لم يكن بإمكانهم قبول هذا، فما الذي يمكن فعله؟ ليس هذا الكلام موجَّهًا إليهم، وإنما هو موجَّه فقط إلى الأشخاص ذوي الإنسانية الطبيعية وذوي التوق الشديد إلى الله. إنه موجه فقط إلى هؤلاء الأشخاص؛ فهم وحدهم يستطيعون الاستماع بجدّيّة إلى كلام الله والتأمل فيه، والوصول إلى فهم الحق، والعمل بمقتضى مبادئ الحق، وأداء واجباتهم وفقًا لمتطلبات الله، وممارسة كلام الله واختباره في البيئات التي رتبها الله، والدخول تدريجيًّا في واقع الحق. أما أولئك الذين يضمرون الازدراء والعداء للإيجابيات ولكلمة الله في قلوبهم، فلا يمكنهم تقبّل أن يعيشوا حياة غير مرموقة ومميزة، وأن يكونوا أشخاصًا عاديين، وأن يَمثُلوا بين يدي الله بضمير حيّ، ويسعوا وينتظروا بكل قلوبهم بشأن أمور لا يفهمونها. إنهم غير راضين بأن يكونوا شخصًا كهذا؛ ومن ثم فمن المستحيل على شخص كهذا أن يحظى بالخلاص. لمْ يُعدَّ ملكوت السماء لأجل هؤلاء الأشخاص. هل تفهمون؟ (نفهم). من يستطيع أن يكون الكائن المخلوق العاديّ والطبيعيّ الذي يتحدث الله عنه، وأن يقف في المكان الذي يليق بكائن مخلوق، ومن يرغب في أن يكون ذلك الشخص الأحمق الذي يزدريه الآخرون، ويستطيع قبول كلام الله وإطاعته، بغض النظر عما يقول، ويَمثل كثيرًا بين يدي الله، ويسعى غالبًا، ويمتلك قلبًا مخلصًا، فبإمكانه أن يصبح أحد الغالبين الذين يتحدث الله عنهم. من يصبح أحد الغالبين الذين يتحدث الله عنهم سينال أخيرًا ما وعد الله به البشرية، وهذا حتمي.

عندما يزِنُ الله ما إذا كان امرؤٌ صالحًا أم سيئًا، وما إذا كان يسعى إلى الحق، وما إذا كان يستطيع نيل خلاص الله، فإنه (الله) يأخذ في الاعتبار فهم ذلك المرء لكلامه وموقفه منه، ويعتبر ما إذا كان الشخص يمارس الحقائق التي يفهمها، وما إذا كان يستطيع قبول الحق عندما يتم تهذيبه والتعامل معه وعندما يتعرض للتجارب. إنه يأخذ في الحسبان ما إذا كان الشخص يشتاق إلى الله ويقبله بقلب صادق. لا يحكم الله على مستوى تعليمه ومقدرته، ومقدار ما يملك من مواهب، والمسافات التي سافرها، أو حجم العمل الذي عَمِلَه. لا ينظر الله إلى هذه الأشياء ولا يرغب فيها. افترض أنك تودّ دومًا أن تأخذ رغباتك ومطامحك إلى الله وتستبدل بها مكافآت وأكاليل، غير أنك أغفلت كلام الله وتجاهلته دائمًا. على الرغم من أن الله قد تكلم آلافًا فوق آلاف من الكلمات، لا تبقى كلمة واحدة من الله في قلبك، ولا حتى كلمة من مواعظ الله أو تحذيراته أو تذكيراته، أو حتى دينوناته وتوبيخاته أو تعاليمه – لا يوجد معك كلمة واحدة من هذه الكلمات في قلبك. إنك لا تتخذ كلمة واحدة مما تكلم به الله شعارًا لك في قلبك. وقلبك لا يتذكر كلمة واحدة من الله، وفي الوقت نفسه لا تدفع أي ثمن لممارسة كلام الله والدخول فيه. إذا كان هذا كله صحيحًا، فإن آخرتك وغايتك عندئذ، من منظور الله، قد تحددتا بالفعل. أما إذا تقبلتَ، في حضرة الله، أي في حضرة الخالق، أن تكون شخصًا عاديًّا أو مألوفًا، وإذا تجرأت في حضرة الخالق على ارتكاب وقاحة، وأردت دومًا أن تلعب دور الشخصية البارزة أو الإنسان الخارق والاستثنائي، ولم تبقَ في المركز الذي منحك الله إياه، فما الذي لا تزال تود أن تحصل عليه من الله؟ هل سيمنحك الله إياه؟ إن أراد الناس أن يحصلوا على ما وعد الله به الإنسان، فعليهم أولًا اتباع طريق الله. هذه هي التهيئة العامة. ومن أجل التهيئة المحددة، يتعين عليهم الاستماع إلى كلام الله وممارسته. لن يوجههم هذا المسار بشكل خاطئ أبدًا. استمع إلى كلام الله ومارسْه، وحوّل كلام الله إلى واقع في حياتك، وإلى الأساس والمبادئ والاتجاه والهدف لما تقوله، وكيفية تصرفك ورؤيتك للأمور وفعلك للأشياء. معنى هذا أن ما تقوله والأحكام التي تصدرها لا بد أن تستند إلى كلام الله. وكلما اخترت الانخراطَ مع شخص من نوعيّة ما وتجنُّبَ شخص من نوع آخر أو رفضه، يجب أن يكون ذلك على أساس كلام الله. وحتى إن غضبت من آخرين أو شتمتهم، فيجب أن تكون لأفعالك مبادئ وسياق، وأن تنسجم أساسًا مع الحق. وبهذه الطريقة ستعيش بحسب حقيقة كلمة الله وتحظى باستحسان الله. إن السعي للدخول في واقع الحق هو عملية السعي إلى الحق والعيش بحسب الإنسانية الطبيعية لكي تصبح كائنًا مخلوقًا مؤهلًا. وهو أيضًا عملية تحرر من محاولة أن تكون إنسانًا خارقًا، أو شخصًا استثنائيا وأحد المشاهير، أو شخصية بارزة وعظيمة. إن أردتَ تفادي طريق السعي لأن تصبح شخصًا خارقًا، وأحد المشاهير، وشخصية بارزة، أو هذا النوع من طرق السعي، فعليك أولًا أن تخفض من وضعك وتتواضع، وتعترف بأنك شخص، شخص غير مهم، وشخص لا يمكنه فعل شيء بدون إرشاد الله؛ مجرد شخص عادي. عليك أن تقرّ بأنك لا شيء في معزل عن الله وكلامه. أنت شخص راغب في قبول سيادة الخالق وتنظيمه. لولا النفَس الذي وهبك الله إياه، ولولا كل الذي منحك إياه، لكنت جثة وعديم الفائدة. بطبيعة الحال، في الوقت الذي تعترف فيه بهذه الأشياء، عليك أن تَمثُل أمام الله وتقْبل كافة كلام الحياة الذي تكلم به. والأهم من ذلك، عليك أن تدخل في حقيقة هذا الكلام الذي تحدث به الله، وتجعل كلام الله حياتَك، وتجعله أساسًا وركيزة لحياتك ووجودك، وأن تحوله إلى مصدر وسند لبقائك طوال حياتك كلها. هذه هي مشيئة الله وأسمى متطلباته للإنسان.

كان الموضوع الرئيسي اليوم لشركتنا: كيف تعامل كلام الله، وكيف تأكل كلام الله وتشربه، وكيف يجب على الناس أن يقدّروا كلام الله، وكيف ينبغي أن يمارسوا كلام الله لكي يدخلوا في واقع الحق ويحظوا بالخلاص. وبصورة رئيسية، فقد شاركنا في شركة حول أهمية كلمة الله. هذه الأمور هي تحديدًا الأمور التي تفتقرون إليها، والأشياء التي ينبغي للإنسان أن يمتلكها. ما لم أشارك معكم على هذا النحو فلن تتمكنوا من رؤية مثل هذه الأمور بوضوح. يبدو أنكم قد حصلتم على بعض المعرفة اللاشعورية، ولكنكم لا تستطيعون شرح ما تعرفون بوضوح. يشبه الأمر كتابة مقال، عندما يتم وضع الخطوط العامة، ولكنكم لا تزالون لا تستطيعون صياغة المحتوى. هذا هو موقفكم الفعلي. تُعتبر شركة اليوم حول هذه الأشياء تذكيرًا وتحذيرًا لكم. يُعدّ كلام الله أهم شيء لكل شخص، وليس ثمة بديل عن الحق. بمجرد أن تفهموا هذه النقطة، ينبغي أن يكون لديكم مسار لكيفية الممارسة. عليكم أن تفعلوا المزيد لتأكلوا كلام الله وتشربوه، وتمارسوا كلام الله لكي تدخلوا في حقيقة كلام الله. ما الذي يجب أن تفعله إن شعرت أن قامتك ضئيلة للغاية، وأن مقدرتك على الفهم منعدمة، ولم تستطع النفاذ أو الوصول إلى كلمات الله العميقة، ولم تتمكن من تطبيقها على نفسك؟ ابدأ بالأكل والشرب من الكلمات والعبارات الضحلة، وفي قلبك استظهِر الكلمات البسيطة والسهلة الفهم التي يمكنك ممارستها بنفسك، واجعلها المبادئ التي تتّبعها في الممارسة، واعمل وفقًا لكلام الله. إنْ قال الله اذهب شرقًا فاذهب شرقًا، وإن قال اذهب غربًا فاذهب غربًا، وإن قال أكثر من الصلاة فأكثر من الصلاة. افعل كل ما يقوله الله. من الأفضل أن يظنّ الآخرون أنك أحمق من أن تكون ما يعتبره الشيطان شخصًا ألمعيًا وذكيًّا؛ فإن أولئك الذين يختارون أن يمارسوا الحق بالهدف الوحيد المتمثل في ربح استحسان الله هم وحدهم الأذكياء والحكماء حقًّا.

25 أيلول/سبتمبر 2021

السابق: من المهم تصحيح العلاقات بين الإنسان والله

التالي: كيف يعبر الإنسان إلى العصر الجديد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب