كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 516

2020 نوفمبر 4

يمكن القول إنَّ تجاربك العديدة من فشل وضعف وأوقات سلبيَّة هي تجارب من الله؛ هذا لأن كل شيء يأتي من الله، وكل الأشياء والأحداث في يديه. سواء أكنت فاشلاً أم ضعيفًا ومتعثرًا، فالأمر كلّه يعتمد على الله وهو في قبضته. في نظر الله، هذه تجربة لك، وإذا كنت لا تستطيع أن تدرك ذلك، فسوف تكون غواية. هناك نوعان من الحالات يجب أن يعرفهما الناس: حالة تأتي من الروح القدس، والمصدر المرجَّح للأخرى هو الشيطان. الحالة الأولى ينيرك فيها الروح القدس ويسمح لك أن تعرف نفسك، وأن تكره نفسك وتتحسَّر على نفسك وتكون قادرًا على أن تُكِنَّ محبة حقيقية لله، وتوجِّه قلبك لإرضائه. والحالة الأخرى هي حالة تعرف فيها نفسك، لكنّك تكون فيها سلبيًّا وضعيفًا. يمكن القول إنّ هذه الحالة هي تنقية الله، وهي أيضًا غواية من الشيطان. إذا أدركت أن هذا هو خلاص الله لك وشعرت بأنَّك الآن مدين له بشدة، وإذا حاولت من الآن فصاعدًا أن ترد له الجميل ولم تعد تسقط في هذا الفساد، وإذا اجتهدت في أكل كلامه وشربه، وإذا اعتبرت نفسك مفتقرًا دائمًا، وامتلكت قلبًا توَّاقًا، فهذه تجربة من الله. بعد أن تنتهي المعاناة وتبدأ في المسير إلى الأمام مرة أخرى، فسيظل الله يقودك ويرشدك وينيرك ويغذِّيك. ولكن إذا لم تتعرَّف على هذا وكنت سلبيًا، واستسلمتَ ببساطة لليأس، إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فقد غلبت عليك غواية الشيطان. عندما تعرّض أيوب للتجارب، كان الله والشيطان يتراهنان، وسمح الله للشيطان أن يعذِّب أيوب. ومع أن الله كان يختبر أيوب، كان في الواقع الشيطان هو مَنْ أصابه بالألم. بالنسبة إلى الشيطان، كان الأمر غوايةً لأيوب، ولكن أيوب كان في جانب الله؛ ولو كان الأمر غير ذلك، لسقط أيوب في الغواية. حالما يسقط الناس في الغواية، فإنهم يتعرَّضون للخطر. يمكن القول إن الخضوع للتنقية هو تجربة من الله، ولكن إن لم تكن في حالة جيدة، يمكن القول إنَّه غواية من الشيطان. إذا لم تكن لديك رؤية واضحة، فإن الشيطان سيتَّهمك ويحجب عنك الرؤية، ولن تلبث أن تقع في الغواية.

إذا لم تختبر عمل الله فلن تنال الكمال أبدًا. في اختبارك، يجب عليك أيضًا الدخول في التفاصيل. على سبيل المثال، ماهي الأمور التي تؤدي بك إلى أن تكوّن مفاهيمَ ودوافع مُغالى فيها، وأي نوع من الممارسات المناسبة تمتلكها للتصدي لهذه المشكلات؟ إذا استطعت أن تختبر عمل الله، فهذا يعني أن لديك قامة. إن كان يبدو عليك أنَّك لا تملك إلا الحيوية، فهذه ليست قامة حقيقية وبالتأكيد لن تكون قادرًا على الصمود. عندما تكونون قادرين على اختبار عمل الله والتأمُّل فيه في أي وقت وفي أي مكان، وحينما تستطيعون ترك الرعاة، وتعيشون بطريقة مستقلَّة مُتَّكلين على الله، وتقدرون على رؤية أفعال الله الحقيقية، فعندئذٍ فقط سوف تتحقق إرادة الله. في الوقت الحالي، لا يعرف معظم الناس كيف يختبرون، وعندما تواجههم مشكلة لا يعرفون كيف يهتمّون بها، ولا يمكنهم اختبار عمل الله، كما لا يمكنهم أن يعيشوا حياة روحية. يجب أن تأخذ كلام الله وعمله في حياتك العملية.

أحيانًا يعطيك الله نوعًا معينًا من الإحساس؛ إحساسًا يجعلك تفقد متعتك الداخلية، وتفقد حضور الله، بحيث يغمرك الظلام. هذا نوع من التنقية. كلَّما فعلتَ شيئًا، فلم يَسِر الأمر على ما يرام أو وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ، فهذا تأديب الله. أحيانًا، عندما تفعل أمرًا ينطوي على العصيان والتمرُّد على الله، قد لا يدري أحد آخر بذلك، ولكن الله يعرف. لن يَدَعكَ تفلت من دون عقاب، وسوف يؤدِّبك. عمل الروح القدس مفصّل جدًا. فهو يراقب بدقَّةٍ شديدة كلّ كلمة وفعل من الناس، وكلّ تصرّف وحركة منهم، وكل فكرة من أفكارهم وخاطرة من خواطرهم حتى يتمكَّن الناس من اكتساب وعي داخلي بهذه الأمور. أنت تفعل شيئًا ما مرة واحدة ولا يسير على ما يرام، فتفعله مرة أخرى ولا يسير أيضًا على ما يرام، فتتوصَّل بالتدريج إلى فهم عمل الروح القدس. خلال المرّات العديدة التي تتعرَّض فيها للتأديب، سوف تعرف ما يتعيَّن عليك القيام به ليتماشى مع إرادة الله وما لا يتماشى مع إرادته. في النهاية، ستكون لديك استجابات دقيقة لإرشاد الروح القدس من داخلك. في بعض الأحيان ستكون متمردًا وسوف يُبَكِّتُك الله من الداخل. كل هذا يأتي من تأديب الله. إذا لم تُقدِّر كلمة الله، واستخففتَ بعمله، فلن يُوليَك أي اهتمام. كلَّما تعاملت بجدية أكبر مع كلام الله، زادَ من استنارتِه لك. في الوقت الحالي، يوجد بعض الأشخاص في الكنيسة لديهم إيمان مشوَّش ومرتبك، ويقومون بالكثير من الأمور غير المناسبة ويتصرَّفون دون انضباط، ومن ثَمَّ لا يمكن رؤية عمل الروح القدس بوضوح في داخلهم. يهمل بعض الناس واجباتهم من أجل ربح المال، ويخرجون لإدارة أعمالهم دون أن يخضعوا للتأديب، وتكون تلك النوعية من الأشخاص في خطر أكبر؛ فهُم لا يفتقرون حاليًا إلى عمل الروح القدس فحسب، بل سيكون من الصعب أيضًا تكميلهم في المستقبل. يوجد العديد من الناس الذين لا يمكن رؤية عمل الروح القدس في داخلهم، ولا يمكن رؤية تأديب الله فيهم. إنَّهم أولئك الذين لا يفهمون بوضوح إرادة الله ولا يعرفون عمله. أمَّا أولئك الذين يستطيعون الوقوف بثبات في خضمّ التنقيات، الذين يتبعون الله بغض النظر عمَّا يفعله، وهم على أقل تقدير قادرون على عدم الرحيل، أو على تحقيق 0.1٪ ممَّا حققه بطرس، فإنَّهم يبلون بلاءً حسنًا، ولكنَّهم بلا قيمة من حيث استخدام الله إيّاهم. كثيرٌ من الناس يفهمون الأمور بسرعة، ويحبّون الله محبة حقيقيَّة، ويمكنهم أن يتجاوزوا مستوى بطرس، ويقوم الله بعمل التكميل فيهم، فيوافي التأديب والاستنارة هؤلاء الأشخاص، وإن وُجد لديهم شيء لا يتماشى مع إرادة الله، فإنهم يستطيعون التخلُّص منه على الفور. معدن هذا النوع من الأشخاص هو الذهب والفضة والأحجار الكريمة – قيمتهم هي الأعلى! إذا كان الله قد قام بالعديد من أنواع العمل، لكنَّك لا تزال مثل الرمل أو الحجر، فأنت عديم القيمة!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر