كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 147
2020 أغسطس 30
الكيفيّة التي يستخدم بها الشيطان المعرفة لإفساد الإنسان
سوف نتحدَّث أوّلاً عن المعرفة. ألا يُعِد الجميع المعرفة شيئًا إيجابيًّا؟ أو على أقلّ تقديرٍ، يعتقد الناس أن دلالة كلمة "المعرفة" إيجابيّةٌ أكثر منها سلبيّة. لماذا نذكر هنا إذًا أن الشيطان يستخدم المعرفة لإفساد الإنسان؟ أليست نظريّة التطوّر جانبًا من جوانب المعرفة؟ أليست قوانين نيوتن العلميّة جزءًا من المعرفة؟ إن قوّة الجاذبيّة الأرضيّة جزءٌ من المعرفة، أليس كذلك؟ (بلى). لماذا تندرج المعرفة إذًا ضمن محتوى ما يستخدمه الشيطان لإفساد البشر؟ ما رأيكم في هذا؟ هل تملك المعرفة ذَرّةً حتَّى من الحقّ؟ (كلا). ما جوهر المعرفة إذًا؟ (إنها تسير ضدّ الحقّ). على أيّ أساسٍ يجري تعلُّم المعرفة التي يدرسها الإنسان؟ هل تستند إلى نظرية التطوّر؟ أليست المعرفة التي استكشفها الإنسان، بمُجملها، مستندة إلى الإلحاد؟ (بلى). هل يرتبط أيّ قدرٍ من هذه المعرفة بالله؟ هل يتّصل بعبادة الله؟ هل يتّصل بالحقّ؟ (كلا). كيف يستخدم الشيطان المعرفة إذًا لإفساد الإنسان؟ قلت للتوّ إن هذه المعرفة لا يرتبط أيّ قدرٍ منها بعبادة الله أو بالحقّ. يُفكِّر بعض الناس في الأمر على هذا النحو: "ربّما لا تكون لها أيّة علاقةٍ بالحقّ، ولكنها لا تُفسِد الناس". ما رأيكم في هذا؟ هل علَّمتكم المعرفة أن سعادة الناس تعتمد على ما أبدعوه بأيديهم؟ هل علَّمتكم المعرفة أن مصير الإنسان كان بيده؟ (نعم). ما هذا النوع من الكلام؟ (هذا هُراءٌ). بمعنى الكلمة! هذا هُراءٌ! المعرفة مسألةٌ مُعقَّدة للمناقشة. يمكنك أن تقول ببساطةٍ إن أحد مجالات المعرفة لا يعدو كونه معرفةً. ذلك مجالٌ للمعرفة يجري تعلُّمه على أساس عدم عبادة الله وغياب الفهم بأن الله خلق جميع الأشياء. عندما يدرس الناس هذا النوع من المعرفة، فإنهم لا يرون أن الله له السيادة على جميع الأشياء، ولا يرون أن الله هو المسؤول عن جميع الأشياء أو أنه يُدبِّرها. وبدلاً من ذلك، فإن كلّ ما يفعلونه هو البحث والاستكشاف إلى ما لا نهاية في ذلك المجال من مجالات المعرفة والبحث عن إجاباتٍ تستند إلى المعرفة. ومع ذلك، إذا كان الناس لا يؤمنون بالله بل يسعون بدلاً من ذلك وراء البحث فقط، فلن يجدوا أبدًا الإجابات الصحيحة، أليس كذلك؟ المعرفة لا تعطيك سوى المعيشة، ولا تُوفِّر سوى الوظيفة، ولا تُقدِّم سوى الدخل حتَّى لا تجوع، لكنها لن تجعلك أبدًا تعبد الله، ولن تجعلك أبدًا بعيدًا عن الشرّ. كُلَّما درست المعرفة رغبت أكثر في التمرُّد ضدّ الله وفحص الله وتجربته والتمرد عليه ماذا نرى الآن إذًا في التعليم الذي تُقدِّمه المعرفة للناس؟ إنها فلسفة الشيطان بأكملها. هل ترتبط فلسفات الشيطان وقواعد البقاء الكامنة في البشر الفاسدين بالحقّ؟ (كلا). لا يربطها أيّ ارتباطٍ بالحقّ، فهي في الواقع عكس الحقّ. كثيرًا ما يقول الناس: "الحياة حركةٌ"؛ أيّ نوعٍ من الكلام هذا؟ (هُراءٌ). يقول الناس أيضًا: "الإنسان من حديدٍ والأرز من فولاذٍ، والإنسان يشعر بالجوع الشديد إذا تخطَّى وجبةً"؛ ما هذا؟ إنها مغالطةٌ أسوأ ومن المثير للاشمئزاز سماعها. المعرفة إذًا شيءٌ ربّما يعرف عنه الجميع. وضع الشيطان قليلاً من فلسفته في الحياة وفكره في معرفة الإنسان المزعومة. وكما يفعل الشيطان هذا، يسمح الشيطان للإنسان بأن يعتنق تفكيره وفلسفته ووجهة نظره حتَّى يتمكَّن الإنسان من إنكار وجود الله وإنكار سيادة الله على جميع الأشياء وسيادته على مصير الإنسان. وهكذا، مع تقدُّم دراسات الإنسان، فإنه يشعر أن وجود الله يصبح غامضًا عندما يكتسب المزيد من المعرفة، وربّما يشعر الإنسان حتَّى أن الله غير موجودٍ. وبما أن الشيطان أضاف وجهات نظرٍ ومفاهيم وأفكار إلى عقل الإنسان، ألا يكون الإنسان قد فسد بهذا عندما يضع الشيطان هذه الأفكار في عقله؟ (بلى). إلى ماذا يسند الإنسان حياته الآن؟ هل يعتمد حقًّا على هذه المعرفة؟ لا؛ يسند الإنسان حياته إلى أفكار الشيطان ووجهات نظره وفلسفاته المخفيّة في هذه المعرفة. هذا هو المكان الذي يحدث فيه صميم إفساد الشيطان للإنسان، هذا هو هدف الشيطان وطريقته لإفساد الإنسان.
سوف نتحدَّث أوّلاً عن الجانب الأكثر سطحيّةً في هذا الموضوع. هل القواعد النحويّة والكلمات في دروس اللغة قادرةٌ على إفساد الناس؟ هل تستطيع الكلمات أن تُفسِد الناس؟ (كلا). الكلمات لا تُفسِد الناس؛ فهي أداةٌ تسمح للناس بالتحدُّث وأداةٌ يتواصل بها الناس مع الله. بالإضافة إلى ذلك، فإن اللغة والكلمات هي الكيفيّة التي يتواصل بها الله مع الناس الآن، فهي أدواتٌ وهي ضرورةٌ. حاصل جمع واحد زائد واحد يساوي اثنين، هذه هي المعرفة، أليس كذلك؟ وحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعة، هذه هي المعرفة، أليس كذلك؟ ولكن هل من الممكن أن يُفسِدك هذا؟ هذا منطقٌ وقاعدةٌ ولذلك لا يمكن أن يُفسِد هذا الناس. ما المعرفة التي تُفسِد الناس إذًا؟ إنها المعرفة التي تختلط بها وجهات نظر الشيطان وأفكاره، فالشيطان يسعى لوضع وجهات النظر والأفكار هذه لدى البشر من خلال المعرفة. على سبيل المثال، في أيّ مقال مكتوب، هل يوجد أيّ خطأ في الكلمات المكتوبة؟ (كلا). أين ستكمن المشكلة؟ وجهات نظر المُؤلِّف ونيّته عندما كتب المقال وكذلك محتوى أفكاره – هذه الأشياء الروحيّة – هي القادرة على إفساد الناس. على سبيل المثال، إذا كنت تشاهد عرضًا تلفزيونيًّا، فما نوع الأشياء التي فيه يمكنها تغيير وجهة نظرك؟ هل ما يقوله المُؤدّون، أي الكلمات نفسها، يمكنها إفساد الناس؟ (كلا). ما نوع الأشياء التي تُفسِد الناس؟ سوف تكون تلك الأفكار والمحتويات الأساسيّة للعرض التي تُمثِّل آراء المُخرِج، والمعلومات التي تحملها هذه الآراء يمكنها التأثير في قلوب الناس وعقولهم. هل هذا صحيحٌ؟ (نعم). هل تعرفون ما أشير إليه في مناقشتي عن استخدام الشيطان للمعرفة لإفساد الناس؟ (نعم، نعرف). لن تسيئوا الفهم، أليس كذلك؟ عندما تقرأ إذًا روايةً أو مقالاً مرّةً أخرى، هل يمكنكم تقييم ما إذا كانت الأفكار التي يُعبِّر عنها المقال تُفسِد البشر أو تفيد البشر؟ (يمكننا أداء ذلك قليلاً). هذا شيءٌ ينبغي دراسته واختباره بوتيرةٍ بطيئة، فهو أمرٌ لا يمكن فهمه بسهولةٍ على الفور. على سبيل المثال، عند بحث أو دراسة مجالٍ من مجالات المعرفة، ربّما تساعدك بعض الجوانب الإيجابيّة لتلك المعرفة على فهم قدرٍ من منطق ذلك المجال، وما يجب على الناس تجنُّبه. فكِّر على سبيل المثال في "الكهرباء"، فهذا مجالٌ من مجالات المعرفة، أليس كذلك؟ سوف تكون جاهلاً إذا لم تكن تعرف أن الكهرباء يمكن أن تصدم الناس، أليس كذلك؟ ولكن بمُجرَّد أن تفهم هذا المجال من مجالات المعرفة، فإنك سوف تأخذ حذرك من لمس أيّ شيءٍ به كهرباء وسوف تعرف كيفيّة استخدام الكهرباء. هذه أمورٌ إيجابيّة. هل يتّضح لكم ما نناقشه حول الكيفيّة التي تُفسِد بها المعرفة الناس؟ (نعم، يتّضح لنا). إذا كنتم تفهمون فلن نستمرّ في الحديث عنه بمزيدٍ من التفصيل لأنه يوجد العديد من أنواع المعرفة المدروسة في العالم وينبغي عليكم تخصيص وقتكم للتمييز بينها بأنفسكم.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (هـ)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
أنواع أخرى من الفيديوهات