كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 164

2020 يوليو 27

لا يزال فهمكم المتبصر لجوهر الله يتطلَّب الآن فترةً طويلة من الوقت لتتعلَّموه وتُؤكِّدوه وتشعروا به وتختبروه إلى أن تعرفوا يومًا ما من أعماق قلبكم أن قداسة الله هي جوهر الله الذي لا تشوبه شائبةٌ، ومَحبَّة الله الخالصة، وأن كلّ ما يمنحه الله للإنسان ناكرٌ للذّات، وسوف تعرفون أن قداسة الله لا تشوبها شائبةٌ ولا عيب فيها. مظاهر جوهر الله هذه ليست مُجرَّد كلماتٍ يستخدمها لإظهار هويّته، ولكن الله بدلاً من ذلك يستخدم جوهره للتعامل في صمتٍ وإخلاص مع كلّ فردٍ. يعني هذا أن جوهر الله ليس فارغًا أو نظريًّا أو عقائديًّا كما أنه بالتأكيد ليس نوعًا من المعرفة. إنه ليس نوعًا من التعليم للإنسان، ولكنه بدلاً من ذلك الإعلان الحقيقيّ لأفعال الله الخاصّة، وهو الجوهر المُوحى به لما لدى الله ومن هو الله. يجب أن يعرف الإنسان هذا الجوهر ويفهمه؛ لأن كلّ ما يفعله الله وكلّ كلمةٍ يقولها لها قيمةٌ عظيمة وأهميّة كبيرة لكلّ شخصٍ. عندما تستوعب قداسة الله يمكنك حينها أن تؤمن حقًّا بالله؛ وعندما تستوعب قداسة الله يمكنك حينها أن تُدرِك حقًّا المعنى الحقيقيّ لتعبير "الله ذاته، الفريد". لن تتصوَّر فيما بعد أنه يمكنك اختيار السير في طُرقٍ أخرى، ولن تكون على استعدادٍ فيما بعد لخيانة كلّ شيءٍ قد رتَّبه الله لك. لأن جوهر الله قدوس، فهذا يعني أنه لا يمكنك السير على الطريق الصحيح والمشرق في الحياة إلا من خلال الله وحده، ولا يمكنك أن تعرف معنى الحياة إلا من خلال الله وحده، ولا تستطيع أن تحيا حياة حقيقية، وتقتني الحق، وتعرف الحق إلا من خلاله، ومن خلال الله وحده يمكنك اقتناء الحياة من الحق. يستطيع الله وحده بذاته أن يساعدك على نبذ الشر، وأن ينجيك من الأذى ومن سيطرة الشيطان. لا يستطيع أحد أو شيء سوى الله أن يخلصك من بحر العذاب، فلا تتألم مجددًا: هذا ما يحدده جوهر الله. يُخلِّص الله بذاته وحده نفسك بلا أنانية، فالله وحده هو المسؤول في النهاية عن مستقبلك، وعن مصيرك، وعن حياتك، وهو يرتب كل شيء لك. هذا أمر لا يمكن لشيء مخلوق أو غير مخلوق أن يحققه، لأنه لا شيء مخلوق أو غير مخلوق يمتلك جوهرًا مثل جوهر الله هذا، ولا يوجد شخص أو شيء لديه القدرة على أن يُخلِّصك أو يقودك. هذه هي أهميّة جوهر الله للإنسان. ربّما تشعرون أن هذه الكلمات التي قُلتَها قد تساعد قليلاً في الواقع من حيث المبدأ. ولكن إذا كنت تبحث عن الحقّ، وإذا كنت تُحبّ الحقّ، فإنه في اختبارك فيما بعد لن تُغيِّر هذه الكلمات مصيرك وحسب، ولكن الأكثر من ذلك سوف تأتي بك إلى الطريق الصحيح للحياة.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (و)

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

مشاركة

إلغاء الأمر