كلمات الله اليومية: معرفة عمل الله | اقتباس 154

2020 أغسطس 9

تحتوي الرؤى على العديد من طرق الممارسة. كما أن المتطلبات العملية المطلوبة من الإنسان متضمَّنة أيضًا داخل الرؤى وكذلك عمل الله الذي ينبغي على الإنسان معرفته. في الماضي، أثناء التجمعات الخاصة أو التجمعات الكبيرة التي كانت تنعقد في أماكن متنوعة، كان يتم التحدث عن جانب واحد من مسار الممارسة. كانت هذه الممارسة هي التي ينبغي تطبيقها أثناء عصر النعمة، ونادرًا ما كانت تتعلق بمعرفة الله، لأن رؤية عصر النعمة كانت فقط رؤية صلب يسوع، ولم تكن هناك رؤى أعظم. كان من المفترض على الإنسان أن يعرف فقط عمل فداء الله للبشرية من خلال الصليب، ولذلك أثناء عصر النعمة لم تكن هناك رؤى أخرى ليعرفها الإنسان. بهذه الطريقة، كان لهذا الإنسان معرفة ضئيلة فقط عن الله، وبعيدًا عن معرفة محبة يسوع ورحمته، لم تكن هناك إلا أمور بسيطة وصغيرة للغاية لكي يمارسها، أمور بعيدة كل البعد عن اليوم. في الماضي، مهما كان ما يشكله تجمع الإنسان، فهو كان غير قادر على التكلم عن معرفة عملية عن عمل الله، فضلاً عن أنه لم يكن قادرًا على قول أي مسار ممارسة مناسب للإنسان ليدخل فيه بوضوح. لقد أضاف فقط القليل من التفاصيل البسيطة لأساس طول الأناة والصبر؛ ببساطة لم يكن هناك تغيير في جوهر ممارسته، لأنه في نفس العصر لم يقم الله بأي عمل أجدد، ومتطلباته من الإنسان كانت فقط الاحتمال والصبر أو حمل الصليب. بعيدًا عن هذه الممارسات، لم تكن هناك رؤى أعلى من صلب يسوع. في الماضي، لم يكن هناك ذكر لرؤى أخرى لأن الله لم يقم بقدر كبير من العمل، ولأنه قام فقط بتقديم متطلبات محدودة من الإنسان. بهذه الطريقة، وبغض النظر عما فعله الإنسان، كان عاجزًا عن تجاوز هذه الحدود، الحدود التي لم تكن إلا مجرد أمور بسيطة وضحلة يجب على الإنسان ممارستها. اليوم أتكلم عن رؤى أخرى لأن اليوم المزيد من العمل قد تم، وهو العمل الذي يتجاوز بعدة مرات عمل عصر النعمة وعصر الناموس. كما أن المتطلبات من الإنسان أيضًا أعلى بكثير من العصور الماضية. إن كان الإنسان عاجزًا عن معرفة هذا العمل بالكامل، فلن يكون ذا أهمية كبيرة؛ يمكن أن يقال إن الإنسان سيلاقي صعوبة في معرفة هذا العمل بالكامل إن لم يكرس مجهود عمره له. في عمل الإخضاع، التكلم عن مسار الممارسة فقط لإخضاع الإنسان أمر مستحيل. مجرد التكلم عن الرؤى بدون أية متطلبات من الإنسان سيجعل أيضًا إخضاع الإنسان مستحيلاً. لو لم نتكلم عن شيء إلا طريق الممارسة، سيكون من المستحيل أن نضرب نقطة ضعف الإنسان غير المنيعة، أو إزالة تصورات الإنسان، ومن ثم سيكون من المستحيل أيضًا أن يتم إخضاع الإنسان بالكامل. الرؤى هي الأداة الرئيسية لإخضاع الإنسان، ومع ذلك لو لم يكن هناك طريق بخلاف الرؤى، لما نال الإنسان أي طريقة للاتباع، فضلاً عن أنه لن يكون لديه أية وسائل للدخول. كان هذا هو مبدأ عمل الله من البداية إلى النهاية: في الرؤى هناك ما يمكن ممارسته، وهناك أيضًا الكثير من الرؤى التي لا تتضمن أية ممارسة. درجة التغيرات في حياة الإنسان وشخصيته تصاحبها تغيرات في الرؤى. لو اعتمد الإنسان فقط على جهوده، سيكون من المستحيل عليه أن يصل لأية درجة عظيمة من التغيير. تتكلم الرؤى عن عمل الله نفسه وتدبيره. تشير الممارسة إلى طريق ممارسة الإنسان وطريقة وجوده؛ في كل تدبير الله، العلاقة بين الرؤى والممارسة هي العلاقة بين الله والإنسان. لو أُزيلت الرؤى، أو لو تم التكلم عنها بدون التحدث عن الممارسة، أو لو كانت هناك فقط رؤى وتم القضاء على ممارسة الإنسان، فإن هذه الأمور لا يمكن اعتبارها تدبير الله فضلاً عن أنه لا يمكننا أن نقول إن عمل الله من أجل البشرية؛ بهذه الطريقة، لا تتم إزالة واجب الإنسان فحسب، بل أيضًا يتم إنكار هدف عمل الله. لو طُلبت من الإنسان فقط مجرد الممارسة من البداية للنهاية دون تضمين عمل الله، ولو لم يُطلب من الإنسان معرفة عمل الله، لما أمكن تسمية هذا العمل تدبير الله. لو لم يعرف الإنسان الله، وكان جاهلاً بمشيئته، ونفذ ممارسته بعمى بطريقة مجردة وعشوائية، لما صار أبدًا مخلوقًا مؤهلاً بالكامل. وعليه، هذان الأمران لا غنى عنهما. لو كان هناك فقط عمل الله، أي لو كان هناك فقط رؤى ولم يكن هناك تعاون أو ممارسة من طرف الإنسان، لما أمكن أن نطلق على هذه الأمور تدبير الله. لو كانت هناك فقط ممارسة الإنسان ودخوله، فبغض النظر عن مدى علو طريق دخول الإنسان، لكان هذا أيضًا أمرًا غير مقبول. يجب أن يتغير دخول الإنسان بالتدريج جنبًا إلى جنب مع العمل والرؤى؛ لا يمكن أن يتغير في نزوة. مبادئ ممارسة عمل الإنسان ليست حرة وغير مقيدة، بل هي موضوعة داخل حدود معينة. تلك المبادئ تتغير وفقًا لرؤى العمل. لذلك تدبير الله يُقلص في النهاية إلى عمل الله وممارسة الإنسان.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وممارسة الإنسان

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر