كلمات الله اليومية: معرفة عمل الله | اقتباس 166

2020 أغسطس 19

مهد يوحنا السبيل ليسوع في عصر النعمة. لم يمكنه أن يقوم بعمل الله نفسه ويتمم واجب الإنسان فحسب. ومع أن يوحنا كان السابق الذي بشَّر بالرب، لكنه لم يستطع أن يمثل الله؛ كان مجرد إنسان استخدمه الروح القدس. بعد معمودية يسوع، حل الروح القدس عليه مثل حمامة. ثم بدأ عمله، أي إنه بدأ أداء خدمة المسيح. لهذا اتخذ هوية الله، لأنه أتى من الله. لا يهم كيف كان إيمانه قبل هذا – ربما كان أحيانًا ضعيفًا وأحيانًا قويًّا – كانت هذه كلها هي حياته الإنسانية العادية قبل أداء خدمته. بعد أن تعمد (أي مُسِحَ)، نال على الفور قوة الله ومجده، وهكذا بدأ أداء خدمته. كان بإمكانه أن يصنع آيات وعجائب ومعجزات، كان لديه قوة وسلطان، إذ كان يعمل مباشرةً بالنيابة عن الله نفسه؛ كان يقوم بعمل الروح بدلًا منه وعبَّر عن صوت الروح؛ وبذلك كان هو الله نفسه. هذا أمر مُثبت ولا شك فيه. استخدم الروح القدس يوحنا، ولكن يوحنا لم يستطع أن يمثل الله، ولم يكن ممكنًا له أن يمثل الله. إذا رغب في أن يفعل هذا، لكان الروح القدس قد منعه، لأنه لم يستطع أن يقوم بالعمل الذي نوى الله أن يحققه بنفسه. ربما كان بداخل يوحنا الكثير من مشيئة الإنسان أو ربما كان هناك شيء منحرف بداخله؛ لم يمكنه بأي حال من الأحوال أن يمثل الله تمثيلًا مباشرًا. كانت أخطاؤه وزلاّته تمثله هو وحده، ولكن عمله كان يمثل الروح القدس. ومع ذلك لا يمكن أن نقول إن يوحنا بمجمله كان يمثل الله. هل يمكن لانحرافه وخطئه أن يمثلا الله أيضًا؟ أن يكون خاطئًا حين يمثل الإنسان فهذا أمر عادي، ولكن لو كان لديه انحراف في تمثيل الله، ألا يكون هذا خزيًا لله؟ ألا يكون هذا تجديفًا على الروح القدس؟ لا يسمح الروح القدس للإنسان أن يقف في مكان الله، حتى لو عظَّمه آخرون. إن لم يكن هو الله، فلن يستطيع الصمود في النهاية. لا يسمح الروح القدس للإنسان أن يمثل الله حسبما يرضي الإنسان! على سبيل المثال، قدم الروح القدس شهادةً ليوحنا وأيضًا أعلن عن أنه الشخص الذي يمهد السبيل ليسوع، ولكن العمل الذي تم فيه من قبل الروح القدس كان مُقدَّرًا تقديرًا جيدًا. كل ما كان مطلوبًا من يوحنا أن يكون مُمَهِّد السبيل ليسوع، ويعد الطريق له. أي إن الروح القدس قد أيد عمله فقط في تمهيد السبيل وسمح له أن يقوم بهذا العمل فقط لا غير. مثَّل يوحنا إيليا، ومثَّل نبيًّا أعد الطريق. لقد أيَّده الروح القدس في هذا؛ طالما أن عمله هو تمهيد السبيل، كان الروح القدس يؤيده. ولكن لو ادعى أنه الله نفسه وأنه أتى ليتمم عمل الفداء، لوجب على الروح القدس تأديبه. ولكن على الرغم من عظمة عمل يوحنا وتأييد الروح القدس له، إلا أن عمله ظل داخل حدود. صحيح أن عمله كان مؤيدًا بالروح القدس، ولكن القوة المعطاة له آنذاك كانت قاصرة على إعداد الطريق. لم يستطع بتاتًا أن يقوم بأي عمل آخر، لأنه كان فقط يوحنا الذي أعد الطريق، وليس يسوع. لذلك فإن شهادة الروح القدس أمر مهم، ولكن العمل الذي يسمح الروح القدس للإنسان بأدائه هو أمر أكثر أهمية. ألم يكن يوحنا مشهودًا له شهادة مدوِّية؟ ألم يكن عمله أيضًا عظيمًا؟ لكن العمل الذي قام به لم يتخطَّ عمل يسوع، لأنه لم يكن أكثر من مجرد إنسان استخدمه الروح القدس ولم يستطع أن يمثل الله مباشرةً، ولذلك فإن العمل الذي قام به كان محدودًا. بعدما انتهى من عمل تمهيد السبيل، لم يستمر الروح القدس في تأييد شهادته، ولم يتبعه أي عمل جديد مجددًا، وقد اختفى من المشهد إذ بدأ عمل الله نفسه.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (1)

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر