934 الله حاكم كل الأشياء
الفرق الأكبر بين الله والبشر هو أن الله يسود على جميع الأشياء ويمدّ جميع الأشياء. الله مصدر كلّ شيءٍ، والبشر يتمتّعون بكلّ شيءٍ بينما الله يمدّهم. وهذا يعني أن الإنسان يتمتّع بجميع الأشياء عندما يقبل الحياة التي يمنحها الله لجميع الأشياء. يتمتّع البشر بنتائج خلق الله لجميع الأشياء، في حين أن الله هو السيّد. يمكن أن يرى الله بوضوحٍ أنماط النموّ لجميع الأشياء وأن يتحكّم في أنماط النموّ لجميع الأشياء ويسود عليها. وهذا يعني أن جميع الأشياء تحت رقابة الله وضمن نطاق فحصه، وهل يستطيع البشر رؤية جميع الأشياء؟ ما يراه البشر محدودٌ؛ فهذا مُجرّد ما يراه البشر أمام أعينهم. لا يمكن أن يرى البشر الأماكن الأعلى والأبعد والأعمق. ولا يمكنهم سوى رؤية ما هو أمام أعينهم وضمن نطاق الرؤية.
2 وحتّى إذا عرف البشر نمط الفصول الأربعة في السنة وأنماط النموّ لجميع الأشياء، فهم لا يقدرون على تدبير جميع الأشياء أو السيادة عليها. من ناحيةٍ أخرى، فإن الطريقة التي يرى بها الله جميع الأشياء تشبه الطريقة التي يرى بها الله آلةً صنعها بنفسه. إنه يعرف كلّ مُكوّنٍ تمام المعرفة. يعرف الله بكلّ وضوحٍ وصفاءٍ مبادئ الآلة وأنماطها وغرضها. وبالتالي فإن الله هو الله والإنسان هو الإنسان! وحتّى إذا استمرّ الإنسان في بحث العلوم وقوانين جميع الأشياء، فلا يكون هذا سوى ضمن نطاقٍ محدود، بينما يسود الله على كلّ شيءٍ. يعتبر الإنسان أن هذا لانهائيّ. إذا بحث الإنسان في شيءٍ صغير للغاية صنعه الله، فمن الممكن أن يقضي حياته كلّها في بحثه دون تحقيق أيّة نتائج حقيقيّة.
مقتبس من الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ح)