888 محبة الله للبشر لا تعرف حدودًا
1 يجب أن ترى أن مقاصد الله الصالحة مُصمَّمةٌ بالكامل لخلاص الناس وأنها جميعًا تُجسِّد محبَّة الله. بغضّ النظر عمَّا إذا كنت تنظر إلى الأمر من منظور الحكمة في عمل الله، أو من منظور الخطوات والأساليب في عمل الله، أو من منظور مدَّة العمل أو ترتيباته وخططه الدقيقة، فإن هذا كلّه يتضمَّن محبَّته. يحبّ جميع الناس أبناءهم وبناتهم حتَّى يتمكَّن أطفالهم من السير في الطريق الصحيح وبذل مجهودٍ كبير. وعندما يكتشف الوالدان نقاط ضعف أطفالهما، فإنهما يخشيان أنه إذا تحدَّثا بهدوءٍ لن يستمع أطفالهما ولن يتمكَّنا من التغيير، ويخشيان أنه إذا تحدَّثا بصرامةٍ شديدة فإنهما سوف يؤذيان احترام أطفالهما لذاتهم ولن يكون أطفالهما قادرين على تحمُّل ذلك. يجري هذا كلّه بدافع المحبَّة، ويبذل الوالدان مجهودًا كبيرًا في ذلك.
2 ربَّما اختبرتم كأبناءٍ وبنات محبَّة والديكم. لا تنطوي المحبَّة على مُجرَّد اللطف ومراعاة الآخرين، بل الأكثر من ذلك أنها تنطوي على تزكيةٍ صارمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن كلّ ما يفعله الله للبشريَّة يجري بدافع المحبَّة. فالله يعمل بموجب الشرط المسبق للمحبَّة، ولهذا فإنه يبذل قصارى جهده لتحقيق الخلاص للبشريَّة الفاسدة. إنه لا يتعامل مع الناس بطريقةٍ روتينيَّة؛ ولكنه يضع خططًا دقيقة ويتابعها خطوة بخطوةٍ. أمَّا فيما يتعلَّق بالزمان والمكان ونبرة صوت الله وطريقة كلامه ومقدار الجهد الذي يبذله ...، فيمكن القول بأن هذا كلّه يكشف عن محبَّته ويُوضِّح تمامًا أن محبَّته للبشريَّة لا حدود ولا قياس لها.
مقتبس من الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. هل تعرف محبة الله للبشرية؟