هـ. كيفية التمييز بين عمل الروح القدس وعمل الأرواح الشريرة
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
كيف يعمل الروح القدس في الإنسان؟ وكيف يعمل الشيطان في الإنسان؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة في الإنسان؟ وما هي المظاهر؟ عندما يحدث لك شيء ما، هل يكون هذا الشيء من الروح القدس، وهل ينبغي عليك أن تخضع له أم ترفضه؟ في الممارسة الفعلية للناس ينجم الكثير عن الإرادة البشرية، لكنَّ الناس دائمًا يعتقدون أنها من الروح القدس؛ فالبعض يكون من أرواحٍ شريرة، لكن يظل الناس يظنون أن ذلك من صُنع الروح القدس، وأحيانًا يرشد الروح القدس الناس من الداخل، لكن الناس يتخوفون من أن يكون هذا الإرشاد من الشيطان ولذلك لا يجرؤون على الخضوع له، في حين أن ذلك الإرشاد – في واقع الأمر – هو استنارة الروح القدس؛ ومن ثم، فمن دون ممارسة التمييز لا يكون هناك سبيل إلى الاختبار عندما تمر بتلك الخبرات بالفعل، ومن دون تمييز، لا يكون هناك سبيل إلى اقتناء الحياة. كيف يعمل الروح القدس؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة؟ ما الذي يصدر عن إرادة الإنسان؟ وما الذي ينتج عن إرشاد واستنارة الروح القدس؟ إذا استوعبت قواعد عمل الروح القدس داخل الإنسان، فسوف تتمكن من زيادة معرفتك والتمييز في حياتك اليومية وأثناء الخبرات الفعلية التي تمر بها، وسوف تتوصل إلى معرفة الله وتتمكن من فهم الشيطان وتمييزه، ولن تكون مشوشًا في خضوعك أو في سعيك، وسوف تكون شخصًا ذا فكرٍ صافٍ يخضع لعمل الروح القدس.
يُعَد عمل الروح القدس شكلاً من أشكال الإرشاد الاستباقي والاستنارة الإيجابية، فهو لا يسمح للناس بأن يكونوا سلبيين، بل يواسيهم ويمنحهم الإيمان والعزيمة ويمكَّنهم من متابعة مسيرة تحقيق الكمال من قبل الله. عندما يعمل الروح القدس، يكون الناس قادرين على الدخول بفاعلية، وبذلك لا يكونون سلبيين أو مُجبرين بل مبادِرين؛ وعندما يعمل الروح القدس، يصبح الناس مسرورين ومتحمسين، ويكونون مستعدين للخضوع وراضين بتذليل ذواتهم، ورغم كونهم متألمين وضعافًا من الداخل، فإنهم عازمون على التعاون، وهم يعانون بسرور، وقادرون على الخضوع دون أن يكونوا مشوبين بتفكير الإنسان، وبالتأكيد غير ملوثين برغبات أو دوافع بشرية. عندما يختبر الناس عمل الروح القدس، يتمتعون بقداسة داخلية خاصة. إن أولئك الذين يسيطر عليهم عمل الروح القدس يحيون في محبة الله ومحبة إخوتهم وأخواتهم، ويسرون بالأشياء التي تسر الله، ويكرهون الأشياء التي يكرهها الله. إن الأشخاص الذين تأثروا بعمل الروح القدس هم أولئك الذين يتمتعون بإنسانية طبيعية، ويسعون إلى الحق باستمرار ويمتلكون الإنسانية. عندما يعمل الروح القدس داخل الناس، تصبح أحوالهم أفضل فأفضل، وتصبح إنسانيتهم طبيعية أكثر فأكثر، ورغم أن قدرًا من تعاونهم قد يتسم بالتهور، إلا أن دوافعهم سليمة، ودخولهم إيجابي، ولا يحاولون إحداث خلل، ولا يكنّون في داخلهم أي ضغينة. إن عمل الروح القدس طبيعي وفعلي، فهو يعمل في الإنسان وفقًا لقواعد حياة الإنسان الطبيعية، ويجعل الناس مستنيرين ويرشدهم وفقًا للسعي الفعلي للناس العاديين. عندما يعمل الروح القدس في الناس، فإنه يرشدهم وينيرهم وفقًا لاحتياجات الناس العاديين، ويكفيهم وفقًا لاحتياجاتهم، ويرشدهم وينيرهم وفقًا لما يفتقرون إليه ووفقًا لنقائصهم. يتمثل عمل الروح القدس في إضاءة الناس وإرشادهم في الحياة الواقعية، ولا يستطيع الناس أن يروا عمل الروح القدس إلا إذا اختبروا كلام الله في حياتهم الفعلية. إذا كان الناس في حياتهم اليومية في حالة إيجابية ويعيشون حياة روحية طبيعية، فإنهم بذلك يخضعون لعمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة، عندما يأكلون ويشربون كلام الله يكون لديهم إيمان، وعندما يُصلُّون يكونون مُلهمين، وعندما يحدث لهم شيء لا يكونون سلبيين، ويستطيعون أثناء حدوثه أن يروا الدروس التي يريدهم الله أن يتعلموها، ولا يكونون سلبيين أو ضعفاء، ورغم المصاعب الحقيقية التي تواجههم، يكونون راغبين في الخضوع لكل ترتيبات الله.
...
ما العمل الذي يصدر عن الشيطان؟ في العمل الذي يصدر عن الشيطان، تكون الرؤى في الناس غير واضحة، ولا يملكون إنسانية طبيعية، وتكون الدوافع الكامنة وراء أفعالهم خاطئة، ورغم أنهم يرغبون في محبة الله، توجد في داخلهم دائمًا اتهامات، وهذه الاتهامات والظنون تسبب اضطرابًا دائمًا في داخلهم وتعيق تطور حياتهم، وتمنعهم من أن يأتوا أمام الله في حال طبيعية. هذا يعني أنه حالما يوجد عمل الشيطان داخل الناس، لا تستطيع قلوبهم أن تكون في سلام أمام الله، ولا يعرفون ماذا يفعلون بأنفسهم، وعندما يرون الناس مجتمعين معًا يرغبون في الفرار، ويتعذر عليهم إغماض أعينهم عندما يصلي غيرهم. إن عمل الأرواح الشريرة يدمر العلاقة الطبيعية بين الإنسان والله، ويُربك الرؤى السابقة للناس أو طريقهم السابق للدخول في الحياة ولا يستطيعون مطلقًا في قلوبهم أن يقتربوا من الله، ودائمًا ما تحدث أشياء تسبب لهم الإزعاج وتقيدهم، ولا تستطيع قلوبهم أن تجد سلامًا، فلا تبقى لديهم قوة ليحبوا الله، وتتردّى أرواحهم. تلك هي مظاهر عمل الشيطان. يظهر عمل الشيطان على النحو التالي: عدم القدرة على التمسك بمواقفك والتمسك بالشهادة، مما يجعلك مذنبا أمام الله وغير مخلص له، عندما يسبب الشيطان الإزعاج، فإنك تفقد الحب والإخلاص لله في داخلك، وتتجرد من العلاقة الطبيعية مع الله، ولا تنشد الحق أو تحسن من ذاتك، وتنتكس وتصبح سلبيًا، وتسرف على نفسك، وتطلق العنان لنشر الخطيئة، ولا تكره الإثم، وكذلك يجعلك تَدخُّل الشيطان منحلاً، ويتسبب في اختفاء أثر الله من داخلك، ويجعلك تشتكي من الله وتعارضه، فيصل بك الأمر إلى الشك في الله، بل وحتى احتمال أن تتركه. كل هذا من عمل الشيطان.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الروح القدس وعمل الشيطان
إن عمل الروح القدس في الإنسان طبيعي على وجه الخصوص، وليس بمقدور الإنسان أن يشعر به، ويبدو وكأنه نابع من الإنسان ذاته، وإن كان في الواقع عملَ الروح القدس. يعمل الروح القدس في الحياة اليومية كل أنواع الأعمال صغيرها وكبيرها في كل شخص، ولا يختلف سوى مدى هذا العمل؛ فبعض الناس يتمتعون بمستوى جيد، ويفهمون الأمور بسرعة، وبداخلهم استنارة قوية مميزة من الروح القدس، في حين أن البعض الآخر ذوو مستوى ضعيف، ويستغرقون وقتًا أطول في فهم الأمور، لكن الروح القدس يؤثر فيهم داخليًا، ويستطيعون هم أيضًا أن يحققوا الإخلاص لله. ويعمل الروح القدس في كل الذين يسعون نحو الله. عندما لا يعارض الناس الله في حياتهم اليومية ولا يتمردون عليه ولا يفعلون أشياءَ تعرقل تدبير الله ولا يزعجون عمله، فإن روح الله يعمل في كل واحد منهم بدرجة أو بأخرى، ويترك أثره فيهم وينيرهم ويمنحهم الإيمان والقوة ويحركهم كي يدخلوا بطريقة استباقية، لا أن يكونوا كسالى أو مشتهين لملذات الجسد، بل راغبين في ممارسة الحق ومشتاقين إلى كلام الله. إن كل هذا العمل نابع من الروح القدس.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الروح القدس وعمل الشيطان
كل عمل الروح القدس طبيعي وواقعي. عندما تقرأ كلام الله وتصلي، فإن داخلك يكون مشرقًا وثابتًا، ولا يمكن للعالم الخارجي أن يزعجك؛ فأنت ترغب على المستوى الداخلي في محبة الله، وعلى استعداد للمشاركة في الأشياء الإيجابية، وأنت تمقت العالم الشرير. هذا هو العيش في معية الله. إنه ليس، كما يقول الناس، اختبار متعة عظيمة – مثل هذا الكلام ليس عمليًا. يجب أن يبدأ كل شيء اليوم من الحقيقة. كل ما يفعله الله عمليّ، وفي اختباراتك يجب أن تنتبه إلى معرفة الله حقًا، وأن تبحث عن آثار أقدام عمل الله والوسائل التي يلمس بها الروح القدس الناس وينيرها. إذا أكلت كلام الله وشربته وصليت، وتعاونت بطريقة أكثر واقعية، مستوعبًا ما كان جيدًا من الأوقات التي مرّت، ورافضًا ما كان سيئًا مثلما فعل بطرس، وإذا كنت تسمع بأذنيك وترى بعينيك، وكثيرًا ما تصلي وتتأمل في قلبك، وتفعل كل ما بوسعك لتتعاون مع عمل الله، فسوف يرشدك الله بالتأكيد.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الحقيقة
عندما يعمل الروح القدس من أجل إنارة الناس، فإنه – بصفة عامة – يمنحهم معرفة بعمل الله وبدخولهم الحقيقي وحالتهم الحقيقية، ويسمح لهم كذلك بفهم مقاصد الله العاجلة ومتطلباته من الإنسان اليوم، حتى يكون لديهم العزيمة ليبذلوا كل شيء لإرضاء الله وليحبوا الله حتى لو تعرضوا للاضطهاد والشدائد، ويتمسكوا بالشهادة لله حتى إن عنى ذلك سفك دمائهم أو تقديم حياتهم، ويفعلوا ذلك بلا ندم. إن كان لك تلك العزيمة فمعنى ذلك أن لديك نخسات الروح القدس وعمله، لكن اعلم أنك لا تملك هذه النخسات في كل لحظة تمر عليك؛ في بعض الأحيان عندما تصلّي وتأكل وتشرب كلام الله في الاجتماعات، يمكنك أن تشعر أنك متحمس ومُلهم للغاية. إنه شعور بالجدة والنشاط عندما يشارك الآخرون شركةً ما عن اختبارهم وفهمهم لكلام الله، ويصبح قلبك صافيًا ومشرقًا تمامًا. هذا كله عمل الروح القدس. إذا كنتَ ممن يتولون مسؤولية القيادة، ويمنحك الروح القدس استنارة وإنارة استثنائيتين عندما تذهب إلى الكنيسة للعمل، ويمنحك بصيرة في المشكلات التي توجد داخل الكنيسة، ويسمح لك بمعرفة كيفية مشاركة شركة عن الحق لحل تلك المشكلات، ويجعلك جادًا بدرجة لا تُصدق، ومسؤولًا وجادًا في عملك، فإن هذا كله هو عمل الروح القدس.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (1)
إن الطريقة التي يساعد بها عمل الروح القدس الناس بالأكثر هي من خلال مدَّهم بالاستنارة والإضاءة، والسماح لهم بفهم الحق ومقاصد الله والتمكن من فعل الأشياء وفقًا لمطالب الله، وعدم الانحراف عن الطريق الصحيح. ما هدف عمل الروح القدس في مدّ الناس بالاستنارة؟ أحيانًا تكون مهمته الإرشاد إلى الطريق، وأحيانًا يعمل كتذكير ويجعلك تتمتع بقدر من العقل، وأحيانًا يمدُّك بالاستنارة، ويساعدك على فهم الحق، ويمنحك طريقًا للممارسة. عندما تضل وتسلك طريقك الخاص، فإنه يدعمك ويساعدك مثل العكاز ويقودك إلى الطريق الصحيح ويرشدك. ومهما كان النور والمعرفة اللذان يمدّ بهما الروح القدس الناس بالاستنارة، واللذان قد يختلفان بسبب الخلفيات الشخصية للناس، فإن ذلك لا يتناقض أو يتعارض مع الحق على الإطلاق. إن كان للجميع أن يختبروا بطريقة تنطوي على السعي الحقيقي والصلاة والخضوع الحقيقي، بحيث يعمل الروح القدس باستمرار على مدِّهم بالاستنارة وإرشادهم، وإذا كانوا حريصين وثاقبي التفكير ويمكنهم ممارسة تلك الأشياء التي يمدُّها الروح القدس بالاستنارة والدخول إليها، فإن قامتهم سوف تنمو بسرعة كبيرة. وسوف يكونون حينها قد انتهزوا الفرصة. من خصائص عمل الروح القدس أنه في غاية السرعة، فهو ينتهي في لمح البصر، على عكس عمل الأرواح الشريرة الذي يحث الناس دائمًا ويجبرهم على فعل الأشياء بحيث لا يستطيعون التصرف بأي طريقة أخرى. يعمل الروح القدس أحيانًا عن طريق إعطاء الناس شعورًا عندما يكونون على حافة الخطر مما يجعلهم يحسون بالاضطراب والقلق الشديد، وهذا يحدث في ظل ظروف خاصة. في المعتاد، عندما يقترب الناس من الله ويسعون إلى الحق أو عندما يقرأون كلام الله، يمنحهم الروح القدس شعورًا أو تفكيرًا ثاقبًا أو فكرة، أو قد ينقل إليك تعبيرًا أو رسالة. يبدو الأمر وكأنه يوجد صوت، ولكنه يبدو وكأنه بلا صوت أيضًا. إنه أشبه بتذكير، ويمكنك فهم ما يعنيه. إذا مضيت قُدُمًا وقبلت المعنى الذي فهمته وعبَّرت عنه بالكلمات المناسبة، فسوف تربح شيئًا، وسوف يثقف الآخرين أيضًا. إذا كان الناس يختبرون دائمًا بهذه الطريقة، فسوف يتوصلون تدريجيًّا إلى فهم العديد من الحقائق. إذا كان عمل الروح القدس إلى جانب الناس دائمًا وكان يوجد دائمًا نور جديد يقودهم، فمن المؤكد أنهم لن يضلوا أبدًا عن الطريق الحق. وحتى إذا لم يكن أحد يقيم الشركة معك ولا أحد يرشدك ولم تكن لديك ترتيبات عمل، وإذا كنت تسير في الاتجاه الذي يرشدك إليه الروح القدس، فمن المؤكد أنك لن تضل.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ربح الحق هو الشيء الأهم في الإيمان بالله
وعلى الرغم من عمل الروح القدس، لا تزال توجد في داخل الناس شخصية فاسدة؛ لكن من السهل أثناء عمل الروح القدس على الناس أن يكتشفوا ويعترفوا بتمردهم ودوافعهم وخدعهم. وعندها فقط يشعر الناس بالندم ويغدون مستعدين للتوبة. ومن ثم يتم التخلص من شخصياتهم المتمردة والفاسدة بصورة تدريجية. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، ويظل الناس أثناء عمله يعانون من متاعب ويظلون يبكون ويتألمون ويبقون ضِعافا ويظل هناك الكثير غير واضح لهم، لكنهم يكونون في تلك الحالة قادرين على منع أنفسهم من الانزلاق إلى الوراء وقادرين على أن يحبوا الله، ويظلون رغم بكائهم وحزنهم قادرين على تسبيح الله. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، وليس خارقًا للطبيعة ولو بشيءٍ ضئيل. تعتقد غالبية الناس أنه حالما يبدأ الروح القدس في العمل، تحدث التغيرات في حالة الناس وتُنتَزع منهم أشياء ضرورية لهم، بيد أن مثل هذه الاعتقادات محرّفة؛ فعندما يعمل الروح القدس في الإنسان، تظل الأشياء السلبية في الإنسان موجودة وتظل قامته كما هي، لكنه يكسب إنارة الروح القدس واستنارته، وهكذا تصبح حالته أكثر إيجابية، وتصبح الأحوال داخله طبيعية، ويتغير بسرعة.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الروح القدس وعمل الشيطان
يسمح عمل الروح القدس للناس بإحراز تقدم إيجابي، في حين أن عمل الشيطان يجعلهم يصبحون سلبيين ويرتدون ضد الله ويقاومونه، ويفقدون الإيمان فيه، ويصيرون ضعفاء في واجبهم. كل ما يصدر عن استنارة الروح القدس طبيعي تمامًا، وليس مفروضًا عليك. إن خضعت له فسوف تنعم بالسلام، وإن لم تتبعه، فسيتم توبيخك بعد ذلك. إن حظيت باستنارة الروح القدس، فلن يكون ثمة ما يُحدث الاضطراب فيما تفعله أو يقيده، وسوف تُحرَّر، وسيكون ثمة طريق للممارسة في أفعالك، ولن تخضع لأي قيودٍ، بل ستتمكن من التصرف بناءً على إرادة الله. إن عمل الشيطان يسبب لك الاضطراب في أمور كثيرة، ويجعلك غير راغب في الصلاة ومتكاسلاً بشدة بحيث لا تستطيع أن تأكل وتشرب كلام الله، وغير راغب في أن تحيا الحياة الكنسية، وينفرك من الحياة الروحية. أما عمل الروح القدس، فهو لا يتدخل في حياتك اليومية، ولا يتدخل في حياتك الروحية الطبيعية. لا يمكنك تمييز أشياء كثيرة في اللحظة التي تحدث فيها بالضبط، لكن قلبك بعد بضعة أيام يصبح أكثر إشراقًا، وذهنك أشد صفاء، ويصبح لديك إحساسٌ ما حول أمور الروح، ويمكنك أن تتوصل ببطء إلى تمييز ما إذا كانت فكرة ما قد جاءت من الله أم من الشيطان. بعض الأشياء بوضوح تجعلك تعارض الله وتتمرد عليه، أو تمنعك من أن تضع كلام الله موضع تطبيق، وهذه الأشياء كلها من الشيطان. بعض الأشياء ليست ظاهرة، ولا تستطيع تمييز ماهيتها في ذلك الوقت، لكن بعد ذلك، يمكنك أن ترى تجلياتها، ثم تمارس التمييز. إن كنت تستطيع أن تميز ما هو آتٍ منها من الشيطان وما هو الذي يوجهه الروح القدس، عندئذ لن تضل بسهولة في خبراتك.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الروح القدس وعمل الشيطان
يحدث أحيانًا عمل الروح القدس أثناء اختبار عمل الله، في حين أن حضور الروح القدس ثابت تقريبًا. ما دام عقل الناس وتفكيرهم طبيعيين وما دامت حالاتهم طبيعية، فمن المؤكد أن الروح القدس معهم. أما عندما لا يكون عقل الناس وتفكيرهم طبيعيين، فإن إنسانيتهم لا تكون طبيعية. فإذا كان عمل الروح القدس في هذه اللحظة فيك، فمن المؤكد أن الروح القدس سوف يكون أيضًا معك. لكن إذا كان الروح القدس معك، فلا يتبع ذلك أن الروح القدس يعمل داخلك بالتأكيد؛ ذلك لأن الروح القدس يعمل في أوقاتٍ معينة. إن وجود الروح القدس يمكن أن يُبقي فحسب على وجود الناس الطبيعي، لكن الروح القدس لا يعمل إلا في أوقاتٍ معينة. فإذا كنتَ – على سبيل المثال – قائدًا أو عاملًا، فعندما تروي الكنيسة وتدعمها، فإن الروح القدس سيمنحك الاستنارة لبعض الكلمات التي تبني الآخرين ويمكنها أن تحل بعض المشاكل العملية التي يواجهها إخوتك وأخواتك – يعمل الروح القدس في مثل هذه الأوقات. أحيانًا يمنحك الروح القدس عندما تأكل وتشرب كلام الله استنارة ببعض الكلمات التي تُعد بصفة خاصة ذات صلة باختباراتك الشخصية، مما يمنحك معرفة أكبر بحالاتك الشخصية، وهذا أيضًا عمل الروح القدس. أحيانًا – بينما أنا أتكلم، تستمعون أنتم وتستطيعون أن تقيسوا حالاتكم على كلامي، وأحيانًا ما تتأثرون أو تُلهَمون، وهذا كله هو عمل الروح القدس. يقول البعض إن الروح القدس يعمل فيهم دائمًا، لكنَّ هذا مستحيل. لو أنهم قالوا إن الروح القدس موجود معهم دائمًا، لكان ذلك واقعيًا، ولو أنهم قالوا إن تفكيرهم وشعورهم طبيعيّان دائمًا، لكان ذلك أيضًا واقعيًا، ولأظهر ذلك أن الروح القدس معهم. إذا قالوا إن الروح القدس يعمل دائمًا داخلهم، وإنهم يستنيرون من الله ويلمسهم الروح القدس في كل لحظة، ويكتسبون معارف جديدة في كل أوان، فإن هذا ليس طبيعيًّا بأية حال من الأحوال. هذا فائق للطبيعة تمامًا! أولئك الناس – بلا أدنى شك – أرواح شريرة! حتى عندما يدخل روح الله في الجسد، فسوف تأتي أوقات لا بد له من أن يأكل ويرتاح فيها، ناهيك البشر. يبدو أولئك الذين تسكنهم أرواح شريرة لا يعانون ضعف الجسد؛ فبوسعهم أن يتخلوا عن أي شيء وأن يهجروا كل الأشياء، وهم خالون من المشاعر. إنهم قادرون على تحمل العذاب، ولا يشعرون بأدنى تعب، وكأنهم قد سموا فوق الجسد. أليست هذه أشياء تفوق الطبيعة؟ إن عمل الأرواح الشريرة يفوق الطبيعة، ولا يستطيع إنسان أن يبلغ هذه الأشياء. يُصاب الذين يفتقرون إلى التمييز بالحسد عندما يرون أولئك الناس، ويقولون إن لديهم هذه القوة في إيمانهم بالله، ولهم إيمان عظيم، ولا تظهر عليهم أي بادرة ضعف مطلقًا. في الواقع، فإن هذه جميعها تجليات عمل روح شرير؛ ذلك أن الناس الطبيعيين حتمًا لديهم نقاط ضعف بشرية، وهذه هي الحالة الطبيعية لأولئك الذين حصلوا على وجود الروح القدس.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (4)
يعمل الله بطريقة لطيفة ورقيقة ومحبَّة ومراعية، طريقةٍ مدروسة ومناسبة للغاية، وطريقة لن تستفز فيك مشاعر قوية مثل: "الله يجبرني على فعل هذا" أو "الله يجبرني على فعل ذلك". لن يمنحك الله أبدًا هذا النوع من الإدراك أو الشعور القوي الذي لا يستطيع قلبك تحمله. أليس كذلك؟ حتّى عندما تقبل كلمات دينونة الله وتوبيخه، كيف تشعر بعد ذلك؟ عندما تشعر بسلطان الله وبقوّته، كيف تشعر بعد ذلك؟ هل تشعر أن الله كائنٌ سماويّ لا يمكن انتهاك خصوصيّته؟ هل تشعر بمسافة تفصلك عن الله في هذه الأوقات؟ هل تشعر بمدى المخافة من الله؟ كلا، بل تشعر بالتقوى لله. ألا يشعر الناس بجميع هذه الأشياء بسبب عمل الله؟ هل ستكون لديهم هذه المشاعر إذا كان الشيطان هو الذي يعمل؟ بالطبع لا. ...
ما الذي يميز عمل الشيطان على الإنسان؟ يجب أن تعرفوا هذا من خلال اختباراتكم الشخصيّة – إنها السمة النموذجية للشيطان، الشيء الذي يفعله باستمرار والشيء الذي يحاول عمله مع كلّ شخصٍ. ربّما لا يمكنكم رؤية هذه السمة، ولذا فأنتم لا تشعرون بأن الشيطان مخيف وبغيض إلى هذا الحد. هل يعرف أحدٌ هذه السمة؟ (إنه يغوي الإنسان ويغريه ويُجرِّبه). هذا صحيحٌ، هذه عدة طرق تظهر بها هذه الميزة. الشيطان أيضًا يُضلِّل ويهاجم ويتّهم الإنسان – هذه كلّها تجليات. هل يوجد المزيد؟ (يختلق الأكاذيب). يرتبط الغشّ والكذب ارتباطًا طبيعيًّا بالشيطان. غالبًا ما يفعل هذه الأشياء. هناك أيضًا التحكم في الناس، وتحريضهم، وإجبارهم على القيام بأشياء، وإصدار الأوامر لهم، والاستيلاء عليهم بالقوة. الآن، سوف أصف لكم شيئًا سيجعل شعركم يقف، ولكنني لا أفعل ذلك لإخافتكم. يعمل الله على الإنسان ويعتز به في كلٍّ من موقف الله وقلبه. من جهة أخرى، لا يعتز الشيطان بالإنسان على الإطلاق، ويقضي كل وقته في التفكير في كيفية إيذاء الإنسان. أليس الأمر كذلك؟ عندما يفكر في إيذاء الإنسان، هل يكون في حالة نفسية ملحة؟ (نعم). ولذلك عندما يتعلّق الأمر بعمل الشيطان على الإنسان، لديَّ عبارتان يمكنهما وصف طبيعة الشيطان الشرّيرة الخبيثة بوضوحٍ، ويمكنهما السماح لكم حقًّا بمعرفة بُغض الشيطان: ففي طريقة اقتراب الشيطان من الإنسان يريد دائمًا أن يحتلّه ويتملّك الإنسان بالقوّة، كلّ إنسانٍ، إلى درجة أن يتمكّن من السيطرة التامّة على الإنسان وإيذائه بشدة كي يُحقِّق هدفه وطموحه الجامح. ماذا يعني "الاحتلال بالقوّة"؟ هل هو شيء يحدث بموافقتك أم بدون موافقتك؟ هل يحدث بعلمك أم بدون علمك؟ الإجابة هي إنه يحدث بدون علمك تمامًا! يحدث في المواقف التي لا تكون فيها واعيًا، ربّما دون قول أو فعل أي شيء لك، دون فرضيّةٌ ولا سياقٌ يكون الشيطان، يدور حولك، محيطًا بك. يبحث عن فرصةٍ لاستغلالها، ثم يحتلّك بالقوّة ويتملّكك مُحقِّقًا هدفه المُتمثِّل في التحكّم الكامل فيك وإلحاق الأذى بك. وهذه هي النيّة والسلوك الأكثر شيوعًا للشيطان، إذ يجاهد لانتزاع البشرية من الله.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)
عندما يكون لدى الناس معرفة بالله، فإنهم يسعدون بالمعاناة والعيش من أجل الله، لكن الشيطان لا يزال يتحكم في نقاط الضعف بداخلهم، ولا يزال قادرًا على جعلهم يعانون، ولا تزال الأرواح الشريرة قادرة على العمل وإحداث اضطراب بداخلهم، وغوايتهم، لجعلهم مشوشين وقلقين، ومضطربين تمامًا. هناك أشياء في أفكار الناس ووعيهم يمكن أن يسيطر عليها الشيطان ويتلاعب بها. لذلك، في بعض الأحيان تكون مريضًا أو مضطربًا، وهناك أوقات تشعر فيها بأن العالم موحش، أو أنه لا فائدة من العيش، بل هناك أوقات قد تسعى فيها للموت وتريد قتل نفسك. وهذا يعني أن الشيطان يستخدم هذه الآلام، وهي نقطة الضعف المهلكة للإنسان. فالشيء الذي أفسده الشيطان وداس عليه لا يزال من الممكن أن يستخدمه الشيطان؛ هذا هو الأمر الذي يستغله الشيطان. ... عندما تعمل الأرواح الشريرة، لا توجد فجوة لن تستغلها. قد يتكلمون في داخلك أو في أذنك أو قد يزعجون عقلك ويشوشون أفكارك، ويخدرونك بحيث لا تشعر بلمسة الروح القدس، ويمنعونك من الشعور بها، ومن ثم ستبدأ الأرواح الشريرة إزعاجك، وإثارة الفوضى في أفكارك وتجعلك تفقد إحساسك، بل قد تتسبب في مفارقة روحك لجسدك. هذا هو العمل الذي تقوم به الأرواح الشريرة في البشر، ويصبح الناس في خطر كبير إذا لم يتمكنوا من معرفة هذا الأمر على حقيقته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. أهمية تذوق الله للآلام الدنيوية
هناك اليوم بعض الأرواح الشريرة التي تضلل الإنسان بأمور خارقة للطبيعة؛ وهي ليست إلا مجرد محاكاة من طرفها، لتضليل الإنسان من خلال العمل الذي لا يقوم به الروح القدس في الوقت الحاضر. يجري الكثيرون المعجزات ويشفون المرضى ويطردون الأرواح الشريرة؛ وهي ليست إلا عمل الأرواح الشريرة، لأن الروح القدس لم يعد يقوم بمثل هذا العمل في الوقت الحاضر. كل مَن جاؤوا فيما بعد وحاكوا عمل الروح القدس هم أرواح شريرة. كل العمل المنفذ في إسرائيل آنذاك كان فائقًا للطبيعة، ومع أن الروح القدس لا يعمل الآن بهذا الأسلوب، وأي عمل من هذا النوع هو تقليد وتخفِّي من الشيطان وإزعاجه. لكن لا يمكنك أن تقول إن كل الأمور الفائقة للطبيعة هي من عمل الأرواح الشريرة، فهذا يعتمد على عصر عمل الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (1)
الله لا يكرر عمله، ولا يقوم بعمل غير واقعي، ولا يطلب شروطًا مفرطة من الإنسان، ولا يقوم بعمل يتخطى الحس البشري. كل ما يفعله الله داخل نطاق الحس العادي للإنسان، ولا يتخطى حس الطبيعة البشرية، ويتم عمله وفقًا لمتطلبات الإنسان العادي. إن كان هو عمل الروح القدس، يصير الناس عاديين بدرجة أكبر، وتصبح بشريتهم عادية بدرجة أكبر. يحصل الناس على معرفة متزايدة عن شخصيتهم الشيطانية الفاسدة، وجوهر الإنسان، ويربحون اشتياقًا أكبر إلى الحق. أي إن حياة الإنسان تنمو أكثر فأكثر، وتصبح شخصية الإنسان الفاسدة قادرة على اكتساب المزيد من التغير تدريجيًا، وكل هذا يعني أن الله يصبح حياة الإنسان. إن وجد طريق يعجز عن كشف هذه الأمور التي تمثل جوهر الإنسان، ويعجز عن تغيير شخصية الإنسان، ويعجز أيضًا عن الإتيان بالناس أمام الله أو منحهم فهمًا صحيحًا عن الله، بل ويقلّل من بشريتهم ويجعل حسهم غير طبيعي، فمن المؤكد أن هذا الطريق ليس الطريق الصحيح، وربما يكون عمل روح شرير أو الطريق القديم. باختصار لا يمكن أن يكون هو عمل الروح القدس الحالي.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه
ترانيم ذات صلة
عندما يعمل الروح القدس في الإنسان
عمل الله لا يتكرر