معرفة عمل الله 1
كلمات الله اليومية اقتباس 141
تعني معرفة عمل الله في هذه الأزمنة، إلى حد كبير، معرفة ماهية الخدمة الرئيسية لله المتجسّد في الأيام الأخيرة، وما الذي جاء لعمله على الأرض. ذكرتُ من ذي قبل في كلامي أن الله أتى إلى الأرض (في الأيام الأخيرة) ليقدم مثالاً يُحتذى به قبل أن يغادر. كيف يقدم الله هذا المثال الذي يُحتذى به؟ من خلال النطق بالكلام والعمل والتحدث في جميع أرجاء المعمورة. هذا هو عمل الله في الأيام الأخيرة؛ أن يتحدث فقط، حتى تصبح الأرض عالمًا من الكلام، وحتى يُزّوِّدَ كلَّ شخص وينيرَه بكلامه، وحتى تفيق روح الإنسان وتتجلى له الرؤى. في الأيام الأخيرة، أتى الله المتجسد إلى الأرض لينطق بالكلام في المقام الأول. عندما جاء يسوع، نشر إنجيل ملكوت السماء وأنجز عمل فداء الصلب، وأنهى عصر الناموس وأبطل كل الأشياء القديمة. أسدل مجيء يسوع الستار على عصر الناموس وأعلن عن بداية عصر النعمة. وقد وضع مجيء الله المتجسد في الأيام الأخيرة نهاية لعصر النعمة. لقد جاء في المقام الأول لينطق بكلامه ويستخدمه في جعل الإنسان كاملاً، وتنويره واستنارته، ومحو مكان الإله المبهم في قلب الإنسان. ليست هذه مرحلة العمل التي نفذها يسوع عندما جاء. عندما جاء يسوع، أجرى العديد من المعجزات؛ فشفى المرضى، وأخرج الشياطين، وأتمَّ عمل فداء الصلب. ونتيجة لذلك، يعتقد الإنسان وفق تصوراته أن هذه هي الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها الله؛ لأنه عندما جاء يسوع، لم ينفذ عمل محو صورة الله المبهم من قلب الإنسان، وعندما جاء صُلب، لقد شفى المرضى وأخرج الشياطين ونشر إنجيل ملكوت السماء. من جهة، يزيل تجسد الله في الأيام الأخيرة المكان الذي شغله الإله المبهم في تصور الإنسان، حتى لا تعود هناك صورة للإله المبهم في قلب الإنسان. من خلال كلامه وعمله الفعليين وحركته في جميع أرجاء الأرض والعمل الحقيقي والطبيعي الذي ينفذه على نحو استثنائي بين البشر، يعرِّف الإنسان بحقيقة الله ويمحو مكان الإله المبهم في قلب الإنسان. ومن جهة أخرى، يستخدم الله الكلام الذي ينطق به جسدُهُ ليجعل الإنسان كاملاً وينجز كل شيء. هذا هو العمل الذي سينجزه الله في الأيام الأخيرة.
ما الذي يجب عليكم معرفته:
1. عمل الله ليس خارقًا للطبيعة ويجب عليكم ألا تتبنوا مفاهيم حول هذا الموضوع.
2. يجب عليكم أن تفهموا العمل الرئيسي الذي جاء الله المتجسد لينفذه في هذا الوقت.
إنه لم يأتِ ليشفي المرضى ولا ليخرج الشياطين ولا ليجري المعجزات، ولم يأتِ لينشر بشارة التوبة ولا ليمنح الإنسان الفداء؛ ذلك لأن يسوع نفذ هذا العمل بالفعل ولا يكرِّر الله العمل نفسه. اليوم، جاء الله ليضع نهاية لعصر النعمة ويطرح كل ممارسات عصر النعمة جانبًا. جاء الإله العملي ليظهر أنه حقيقي في المقام الأول. عندما جاء يسوع، تحدث بكلمات يسيرة؛ أظهر أولاً معجزات وأتى بآيات وعجائب وشفى المرضى وأخرج الشياطين أو تحدث أيضًا بالنبوءات ليقنع الإنسان وليبيِّن للإنسان أنه كان الله حقًا وأنه كان إلهًا نزيهًا. وفي النهاية، أكمل عمل الصلب. لا يأتي إله اليوم بالآيات والعجائب ولا يشفي المرضى ولا يخرج الشياطين. عندما جاء يسوع، كان العمل الذي قام به يمثل جزءًا من الله، غير أن الله جاء في هذا الوقت لينفذ مرحلة العمل المستحقة؛ لأن الله لا يكرر العمل نفسه؛ فهو الإله الجديد دومًا ولم يكن قديماً قط، ولذا فكل ما تراه اليوم هو كلام الإله العملي وعمله.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 142
لقد جاء الله المتجسد في الأيام الأخيرة في المقام الأول لينطق بكلامه، وليبين كل ما هو ضروري لحياة الإنسان، وليشير إلى ما ينبغي على الإنسان الدخول فيه، وليبين للإنسان أفعال الله، وليظهر للإنسان حكمة الله وقدرته وروعته. من خلال الطرق العديدة التي يتكلم بها الله، يبصر الإنسان تفوق الله وعظمة الله، بالإضافة إلى تواضع الله وخفائه. يرى الإنسان أن الله رفيع لكنه متواضع ومستتر، ويمكن أن يصبح أكثر الجميع تواضعًا. يأتي بعض كلامه مباشرة من منظور الروح، وبعض كلامه يأتي مباشرة من منظور الإنسان، وبعض كلامه يأتي من منظور الأقنوم الثالث. ومن هنا يمكن ملاحظة أن طريقة عمل الله تختلف اختلافًا شاسعًا، وأنها تتم من خلال الكلام الذي يسمح للإنسان برؤيته. إن عمل الله في الأيام الأخيرة طبيعي وحقيقي، ومن ثم تخضع جماعة الناس في الأيام الأخيرة لأعظم التجارب على الإطلاق. نظرًا للحالة الطبيعية لله وحقيقته، فقد خاض الناس جميعًا وسط هذه التجارب؛ وانحدر الإنسان إلى تجارب الله بسبب الحالة الطبيعية لله وحقيقته. أثناء عصر يسوع، لم تكن هناك تصورات أو تجارب. حيث كان يسوع يأتي بجُل العمل وفقًا لتصورات الإنسان، فتبعه الناس، دون أن تكون لديهم تصورات عنه. إن تجارب اليوم أعظم مما واجهه الإنسان من قبل، وعندما يقال إن هؤلاء الناس قد خرجوا من الضيقة العظيمة، فإن هذه هي الضيقة التي يُشار إليها. اليوم، يتحدث الله ليخلق الإيمان والمحبة والصبر والطاعة في هؤلاء الناس. يأتي الكلام الذي ينطق به الله المتجسد في الأيام الأخيرة وفقًا لجوهر طبيعة الإنسان، ووفقًا لسلوك الإنسان، ووفقًا لما ينبغي أن يدخل إليه الإنسان اليوم. إن طريقته في التحدث حقيقية وطبيعية على حد سواء: إنه لا يتحدث عن الغد ولا يعود بنظره إلى الأمس؛ إنه لا يتحدث إلا عما ينبغي أن يُدخَل إليه ويُمارَس ويُفهَم اليوم. إذا كان يوجد، في يومنا هذا، مَنْ يكون قادرًا على إظهار الآيات والعجائب، وإخراج الشياطين وشفاء المرضى والإتيان بالعديد من المعجزات، وإذا كان هذا الشخص يدعي أنه يسوع الذي جاء، فسيكون هذا تزييفًا من الأرواح الشريرة وتقليدًا منها ليسوع. تذكر هذا! لا يكرِّر الله العمل نفسه. لقد اكتملت بالفعل مرحلة عمل يسوع، ولن يباشر الله مرحلة العمل هذه مرة أخرى أبدًا. إن عمل الله متعارض مع تصورات الإنسان؛ فعلى سبيل المثال، تنبأ العهد القديم بمجيء مسيح، لكن الأمر انتهى بمجيء يسوع، لذا سيكون من الخطأ مجيء مسيح آخر مجددًا. لقد جاء يسوع بالفعل مرة واحدة، وسيكون من الخطأ أن يأتي يسوع مرة أخرى في هذا الزمان. يوجد اسم واحد لكل عصر، ويتميز كل اسم بالعصر. وفق تصورات الإنسان، يجب على الله دائمًا أن يظهر الآيات والعجائب، ويجب دائمًا أن يشفي المرضى ويخرج الشياطين، ويجب دائمًا أن يكون شبيهًا بيسوع، غير أن الله في هذا الزمان ليس هكذا على الإطلاق. إذا كان الله، في الأيام الأخيرة، سيستمر في إظهار الآيات والعجائب ولا يزال يخرج الشياطين ويشفي المرضى – إذا فعل ما أتى به بالفعل يسوع من الأعمال نفسها – فإن الله يكون بذلك يكرِّر العمل نفسه، ولن يكون لعمل يسوع أي أهمية أو قيمة. وهكذا، ينفذ الله مرحلة واحدة من العمل في كل عصر. ما إن تكتمل كل مرحلة من العمل، حتى تقلدها الأرواح الشريرة، وبعد أن يبدأ الشيطان بأن يحذو حذو الله، يتحول الله إلى طريقة مختلفة، وما إن يكمل الله مرحلة من عمله، حتى تقلدها الأرواح الشريرة. عليكم أن تفهموا هذا. لماذا يكون عمل الله اليوم مختلفًا عن عمل يسوع؟ لماذا لا يظهر الله اليوم الآيات والعجائب ولا يخرج الشياطين ولا يشفي المرضى؟ إذا كان عمل يسوع هو العمل نفسه الذي تم في عصر الناموس، فهل كان يمثل إله عصر النعمة؟ أكان يمكنه تتميم عمل الصلب؟ لو أن يسوع، كما في عصر الناموس، دخل الهيكل وحافظ على السبت، لم يكن ليضطهده أحد ولآمن به الجميع. إذا كان الأمر كذلك، فهل كان في الإمكان أن يُصلب؟ هل أتمَّ يسوع عمل الفداء؟ ماذا ستكون الغاية إن كان الله المتجسد في الأيام الأخيرة يُظهر آيات وعجائب، مثل يسوع؟ فقط إذا كان الله يأتي بجزء آخر من عمله في الأيام الأخيرة، جزء واحد يمثل جزءًا من خطة تدبيره، يمكن للإنسان أن يكتسب معرفة أعمق لله، وعندها فقط يمكن أن تكتمل خطة تدبير الله.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 143
في الأيام الأخيرة، أتى الله لينطق بكلامه في المقام الأول. إنه يتكلم من منظور الروح ومن منظور الإنسان وكذلك بصيغة الغائب؛ إنه يتكلم بطرق مختلفة، مستخدمًا طريقة واحدة لفترة من الزمن، ويستخدم طرق التحدث لتغيير تصورات الإنسان ومحو صورة الإله المبهم من قلب الإنسان. هذا هو العمل الرئيسي الذي نفذه الله. بما أن الإنسان يعتقد أن الله قد جاء ليشفي المرضى ويخرج الشياطين ويجري المعجزات ويمنح البركات المادية للإنسان وينفذ هذه المرحلة من العمل – عمل التوبيخ والدينونة – حتى يمحو هذه الأمور من تصورات الإنسان، بحيث يعرف الإنسان حقيقة الله وحالته الطبيعية، وبحيث تنمحي صورة يسوع من قلبه وتحل محلها صورة جديدة عن الله. ما إن تصبح صورة الله داخل الإنسان قديمة، حتى تصير صنمًا. عندما جاء يسوع ونفذ تلك المرحلة من العمل، لم يمثل الصورة الكلية لله، إنما نفذ بعض الآيات والعجائب، وتحدث ببعض الكلمات، وصُلب في نهاية المطاف، ومثَّل جزءًا واحدًا من الله. لم يستطع أن يمثل كل صفات الله، لكنه مثَّل الله في القيام بجزء واحد من عمل الله؛ ذلك لأن الله عظيم جدًا ورائع للغاية ولا يُسبر غوره، ولأن الله ينفذ جزءًا واحدًا فقط من عمله في كل عصر. إن العمل الذي نفذه الله أثناء هذه المرحلة هو بصورة رئيسية تقديم الكلام من أجل حياة الإنسان، والكشف عن شخصية الإنسان الفاسدة وجوهر طبيعته، والقضاء على التصورات الدينية، والتفكير الإقطاعي، والتفكير الذي عفا عليه الزمن، بالإضافة إلى معرفة الإنسان وثقافته. يجب أن يتم الكشف عن كل هذا وتطهيره من خلال كلام الله. في الأيام الأخيرة، يستخدم الله الكلام وليس الآيات والعجائب ليجعل الإنسان كاملاً. إنه يستخدم كلامه في كشف الإنسان ودينونة الإنسان وتوبيخ الإنسان وجعل الإنسان كاملاً، حتى يرى الإنسان في كلام الله حكمة الله ومحبته ويفهم شخصية الله، بحيث يبصر الإنسان أفعال الله من خلال كلام الله. في عصر الناموس، وجّه يهوه موسى للخروج من مصر بكلامه وتكلم ببعض الكلمات لبني إسرائيل. في ذلك الوقت، كان جزء من أفعال الله جليًا، لكن لأن مقياس الإنسان كان محدودًا ولم يكن هناك من شيء يجعل معرفته كاملة، استمر الله في التحدث والعمل. في عصر النعمة، رأى الإنسان مرة أخرى جزءًا من أفعال الله. كان يسوع قادرًا على أن يظهر الآيات والعجائب ويشفي المرضى ويخرج الشياطين ويُصلب، وقام بعدها بثلاثة أيام من بين الأموات، وظهر في الجسد أمام الإنسان. لم يعرف الإنسان عن الله أكثر من هذا. يعرف الإنسان بقدر ما يظهره الله له، وإذا لم يكن الله قد أظهر للإنسان شيئًا أكثر من ذلك، فسيكون هذا هو الحد الذي يعيّنه الإنسانُ لله. وهكذا، يستمر الله في العمل، حتى تصبح معرفة الإنسان به أعمق، وحتى يتعرف تدريجيًا على جوهر الله. يستخدم الله كلامه في الأيام الأخيرة ليجعل الإنسان كاملاً. يميط كلام الله اللثام عن شخصيتك الفاسدة، وتحل حقيقة الله محل تصوراتك الدينية. لقد جاء الله المتجسد في الأيام الأخيرة لتحقيق الكلمات "الكلمة صار جسدًا، والكلمة حل في الجسد، والكلمة ظهر في الجسد"، وإذا لم تكن لديك معرفة دقيقة بهذا، فستظل غير قادر على الصمود. وفي الأيام الأخيرة، ينوي الله في المقام الأول إنجاز مرحلة العمل التي يظهر فيها الكلمة في الجسد، وهذا جزء واحد من خطة تدبير الله. ومن ثم، يجب أن تكون معرفتكم واضحة؛ فبغض النظر عن كيفية عمل الله، لن يسمح الله للإنسان بأن يقيده. إذا لم يأتِ الله بهذا العمل في الأيام الأخيرة، فلن تتخطى معرفة الإنسان هذا الحد. ستعرف فقط أن الله يمكن أن يُصلب، ويمكنه أن يدمر سدوم، وأن يسوع يمكن أن يقوم من بين الأموات ويظهر لبطرس... لكنك لن تقول أبدًا إن كلام الله يمكن أن ينجز كل هذا ويمكن أن يُخضِع الإنسان. يمكنك أن تتحدث بهذه المعرفة فقط من خلال اختبار كلام الله، وكلما اختبرت عمل الله أكثر، أصبحت معرفتك به أعمق. عندها فقط ستتوقف عن تحديد الله بحدود تصوراتك الخاصة. يعرف الإنسانُ اللهَ من خلال اختبار عمله، ولا توجد طريقة صحيحة أخرى لمعرفة الله.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 144
اليوم، ينبغي أن يكون واضحًا لكم جميعاً، في الأيام الأخيرة، أن حقيقة "الكلمة صار جسدًا" ينجزها الله بالدرجة الأولى. فمن خلال عمل الله على الأرض، يُعرِّف الإنسان به ويشترك معه ويريه أفعاله الحقيقية. إنه يُري الإنسان بوضوح أنه قادر على إظهار الآيات والعجائب، وأن هناك أوقاتاً يعجز فيها عن القيام بذلك، وهذا يعتمد على العصر. من هنا يمكنك أن ترى أن الله غير عاجز عن إظهار الآيات والعجائب، لكنه بدلاً من ذلك يغيِّر من أسلوب عمله وفقًا لعمله ووفقًا للعصر. في المرحلة الحالية من العمل، لا يظهر الآيات والعجائب؛ فقد أظهر بعض الآيات والعجائب في عصر يسوع لأن عمله في ذلك العصر كان مختلفًا. لا يأتي الله بذلك العمل اليوم، ويؤمن بعض الناس بأنه غير قادر على إظهار الآيات والعجائب، أو يظنون كذلك أنه إذا لم يظهر الآيات والعجائب، فإنه لا يكون هو الله. أليست تلك مغالطة؟ إن الله قادر على إظهار الآيات والعجائب، لكنه يعمل في عصر مختلف، ولذا فإنه لا يأتي بمثل هذا العمل. بما أن هذا عصر مختلف، ولأن هذه مرحلة مختلفة من عمل الله، فإن الأفعال التي يجلّيها الله تكون مختلفة أيضًا. إن إيمان الإنسان بالله ليس إيمانًا بالآيات والعجائب، ولا إيمانًا بالمعجزات، لكنه إيمان بعمله الحقيقي في العصر الجديد. يتعرف الإنسان على الله من خلال الطريقة التي يعمل الله بها، وتثمر هذه المعرفة في الإنسان الإيمان بالله، وهو ما يعني الإيمان بعمل الله وأفعاله. في هذه المرحلة من العمل، وبصورة رئيسية، يتحدث الله. لا تنتظر أن ترى الآيات والعجائب؛ فلن تراها! ذلك لأنك لم تولد في عصر النعمة. لو كنتَ وُلدت حينها، لكان بإمكانك أن ترى الآيات والعجائب، لكنك وُلدت في الأيام الأخيرة، ولذا لا يمكنك أن ترى سوى حقيقة الله وحالته الطبيعية. لا تتوقع أن ترى يسوع الخارق للطبيعة في الأيام الأخيرة. فأنت غير قادر إلا على رؤية الإله العملي المتجسد، الذي لا يختلف عن أي إنسان طبيعي. في كل عصر، يأتي الله بأفعال مختلفة بسيطة. في كل عصر يأتي الله بجزء بسيط من أفعاله، ويمثل العمل في كل عصر جزءًا واحدًا من شخصية الله، ويمثل جزءًا واحدًا من أفعال الله. تختلف الأفعال التي يجلّيها باختلاف العصر الذي يعمل فيه، لكن جميعها تكسب الإنسان معرفة أعمق بالله وإيمانًا بالله أكثر واقعية وأكثر صدقًا. يؤمن الإنسان بالله بسبب جميع أفعال الله؛ ولأن الله رائع جدًا وعظيم جدًا، ولأن الله قدير، ولأنه لا يُسبر غوره. إذا آمنت بالله لأنه قادر على الإتيان بالآيات والعجائب وشفاء المرضى وإخراج الشياطين، فإن رؤيتك يجانبها الصواب، وسيقول بعض الناس لك "أليست الأرواح الشريرة أيضًا قادرة على القيام بمثل هذه الأمور؟" ألا يجعل هذا الأمر صورة الله ملتبسة مع صورة الشيطان؟ اليوم، يرجع سبب إيمان الإنسان بالله إلى أفعاله العديدة، ومقدار العمل الكبير الذي يقوم به، والطرق العديدة التي يتحدث بها. يستخدم الله أقواله ليُخضِع الإنسان ويجعله كاملاً. يؤمن الإنسان بالله بسبب أفعاله العديدة، وليس لأنه قادر على إظهار الآيات والعجائب، ويفهمه الإنسان فقط؛ لأنه يرى أفعاله. فقط من خلال معرفة أفعال الله الحقيقية وكيف يعمل وما الحكمة من الطرق التي يستخدمها وكيف يتحدث وكيف يجعل الإنسان كاملاً – من خلال معرفة هذه الجوانب فقط – يمكنك إدراك حقيقة الله وفهم شخصيته. معرفة ماذا يحب وماذا يبغض وكيف يعمل في الإنسان. من خلال فهم ما يحبه الله وما يبغضه، يمكنك التمييز بين ما هو إيجابي وما هو سلبي، ومن خلال معرفتك بالله تحرز تقدمًا في حياتك. باختصار، عليك أن تكتسب معرفة بعمل الله، وعليك أن تصحِّح أفكارك حول الإيمان بالله.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 145
بغض النظر عن كيفية سعيك، عليك أولاً أن تفهم العمل الذي يقوم به الله اليوم، وينبغي عليك أن تعرف أهمية هذا العمل. ينبغي عليك أن تفهم وتعرف العمل الذي يقوم به الله حين يأتي في الأيام الأخيرة، وما الشخصية التي يجلبها، وما سيكتمل في الإنسان. إن كنت لا تفهم ولا تعرف العمل الذي أتى الله ليقوم به في الجسد، فكيف يمكنك أن تدرك مشيئته إذًا؟ وكيف يمكنك أن تصير خليله؟ في الواقع أن تكون خليل الله ليس بالأمر المعقد، ولكنه ليس أيضًا بالأمر البسيط. إن كان في استطاعة الناس أن يفهموه تمامًا ويضعوه موضع التطبيق، فلن يكون عندئذ معقدًا؛ أما إذا لم يستطيعوا فهمه، فسيكون أصعب كثيرًا؛ كما يصبح الإنسان عرضة للسعي وسط الغموض. في السعي إلى الله، إن لم يكن لدى الإنسان مكانته التي يقف فيها، ولا يعرف ما هو الحق الذي ينبغي عليه أن يتمسك به، فهذا يعني أنه بلا أساس، وليس من السهل عليه أن يبقى صامدًا. اليوم يوجد العديد ممَنْ لا يفهمون الحق، وهم غير قادرين على التمييز بين الخير والشر أو المحبة والكراهية. لا يصمد أشخاص مثل هؤلاء إلا بالكاد. مفتاح الإيمان بالله هو القدرة على ممارسة الحق، والاهتمام بمشيئة الله، ومعرفة عمل الله في الإنسان حين يأتي في الجسد والمبادئ التي يتكلم بها. لا تتبع الجموع، ويجب أن يكون لديك مبادئ تتعلق بالأمور التي تدخل فيها، ويجب عليك أن تتمسك بتلك المبادئ. التمسك بهذه الأمور وأنت مستنير من الله يساعدك. إن لم تثبُت، ستنحرف اليوم في اتجاه، وتنحرف غدًا في اتجاه آخر، ولن تحصل على أي شيء واقعي أبدًا. اتباعك لهذا الأسلوب لن ينفع حياتك بشيء. مَن لا يفهمون الحق عادةً ما يتبعون آخرين: إن قال الناس هذا هو عمل الروح القدس، فأنت أيضًا ستقول إنه عمل الروح القدس؛ وإن قال الناس إنه عمل روح شرير، فأنت أيضًا ستتشكك أو تقول إنه عمل روح شرير. أنت دائمًا تكرر كلام الآخرين، ولست قادرًا على تمييز أي شيء بنفسك ولا التفكير بنفسك. هذا الشخص بلا مكانة، وهو غير قادر على التمييز، هذا الشخص هو صعلوك عديم القيمة! إنك تكرّر عادةً كلمات الآخرين: اليوم يُقال إن هذا هو عمل الروح القدس، ولكن في يوم آخر يقول أحدهم إنه ليس عمل الروح القدس بل أعمال إنسان، ومع ذلك لا يمكنك تمييز هذا وحين تراهم يقولون هذا، تقول نفس الشيء. إنه في الواقع عمل الروح القدس، ولكنك تقول إنه عمل إنسان؛ ألم تصبح واحدًا ممَنْ يجدفون على عمل الروح القدس؟ ومن خلال هذا، ألم تعارض الله لأنك لا تستطيع التمييز؟ مَنْ يعرف، قد يظهر في يوم ما أحد الحمقى الذي سيقول: "هذا عمل روح شرير"، وحين تسمع هذه الكلمات، ستضل وتكرر كلمات الآخرين مرةً أخرى. في كل مرة يثير أحدهم تشويشًا تصبح عاجزًا عن الثبات على موقفك، وكل هذا لأنك لا تمتلك الحق. الإيمان بالله والسعي وراء معرفة الله ليس بالأمر البسيط. هما أمران لا يمكن تحقيقهما من خلال الاجتماع معًا وسماع عظة ببساطة، ولا يمكن تكميلك بالشغف وحده. ينبغي أن تختبر وتعرف ويكون لديك مبادئ في أفعالك، وتحصل على عمل الروح القدس. حين تجتاز الخبرات، ستكون قادرًا على تمييز العديد من الأمور وستميز بين الخير والشر والبر والإثم، وبين ما هو من جسد ودم وما هو من الحق. ينبغي أن تكون قادرًا على التمييز بين كل تلك الأشياء، ومن خلال هذا، وبغض النظر عن الظروف، لن تضل أبدًا. هذه فقط هي قامتك الحقيقية.
من "مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 146
معرفة عمل الله ليست بالأمر البسيط: يجب أن يكون لديك معايير وهدف في سعيك، عليك أن تعرف كيف تطلب الطريق الحق، وكيف تقيس ما إذا كان هذا الطريق صحيحًا أم لا، وإذا كان هذا هو عمل الله أم لا. ما هو المبدأ الأساسي في طلب الطريق الحق؟ عليك أن تنظر ما إذا كان يوجد عمل للروح القدس في هذا الطريق أم لا، وما إذا كانت هذه الكلمات هي تعبير عن الحق، ومَنْ الذي تُقدم له الشهادة، وماذا تضيف إليك. التمييز بين الطريق الحق والطريق المزيف يحتاج العديد من أوجه المعرفة الأساسية، وأهمها هو معرفة إذا كان هذا هو عمل الروح القدس أم لا. جوهر إيمان الإنسان بالله هو الإيمان بروح الله، وحتى إيمانه بالله المتجسِّد يرجع لسبب أن هذا الجسد هو تجسيد لروح الله، مما يعني أن هذا الإيمان لا يزال إيمانًا في الروح. هناك اختلافات بين الروح والجسد، ولكن لأن هذا الجسد أتى من الروح، وأن الكلمة يصير جسدًا، لذلك فإن ما يؤمن به الإنسان لا يزال جوهر الله المتأصل. وعليه، في تمييز ما إذا كان هذا الطريق الحق أم لا، قبل أي شيء ينبغي أن تنظر ما إذا كان يوجد عمل الروح القدس أم لا، بعد ذلك عليك أن تنظر ما إذا كان يوجد حق أم لا في هذا الطريق. هذا الحق هو شخصية حياة البشرية العادية، أي إن هذا هو ما طُلب من الإنسان حين خلقه الله في البداية، أي من كافة البشر العاديين (بما في ذلك الحس والبصيرة والحكمة الإنسانية والمعرفة الأساسية للكينونة البشرية). أي إن عليك أن تنظر ما إذا كان هذا الطريق يمكنه أن يأخذ الإنسان إلى حياة البشر العاديين أم لا، وما إذا كان هذا الحق الذي يتم الإعلان عنه مطلوبًا وفقًا لواقع البشرية العادية أم لا، وما إذا كان هذا الحق عمليًّا وواقعيًّا، وإذا كان في وقته الصحيح أم لا. إن كان يوجد حق، فهو قادر على أخذ الإنسان عبر خبرات واقعية وعادية؛ ويصبح الإنسان بالإضافة إلى ذلك أكثر طبيعية، ويصبح الحس البشري للإنسان أكثر كمالاً، وتصبح حياة الإنسان في الجسد وحياته الروحية أكثر ترتيبًا، وتصبح عواطف الإنسان أكثر طبيعية. هذا هو المبدأ الثاني. ثمة مبدأ آخر وهو ما إذا كان لدى الإنسان معرفة متزايدة عن الله أم لا، وما إذا كان اختبار هذا العمل والحق يمكنه إلهام محبة الله فيه، ويقربه من الله أكثر من ذي قبل أم لا. وبهذا يمكن قياس ما إذا كان هذا الطريق هو الطريق الحق أم لا. الأساس أن يكون هذا الطريق واقعيًّا أكثر من كونه فائقًا للطبيعة، وأن يكون قادرًا على إمداد حياة الإنسان. إن تطابق مع هذه المبادئ، فيٌستنتج أن هذا الطريق هو الطريق الحق. لا أقول هذه الكلمات لأجعلكم تقبلون طرقًا أخرى في خبراتكم المستقبلية، ولا كنبوءة عن وجود عمل في عصر جديد آخر في المستقبل. أقول هذه الكلمات لكي تتيقنوا أن طريق اليوم هو الطريق الحق، ولكي لا تكونوا مرتابين تجاه عمل اليوم وتكونوا غير قادرين على الحصول على بصيرة نافذة عنه. مع أنه يوجد العديد من الناس الذين يمتلكون يقينًا، إلا أنهم لا يزالون تابعين في حيرة؛ مثل هذا اليقين بلا مبدأ، وسيُمحَون عاجلاً أم آجلاً. حتى أولئك المتحمسونفي تبعيتهم، يتيقنون قليلاً ويتشككون كثيرًا، مما يوضح أنهم بلا أساس. لأن مقدرتكم فقيرة للغاية وأساسكم ضحل للغاية، قد لا يكون لديكم فهم عن التمييز. الله لا يكرر عمله، ولا يقوم بعمل غير واقعي، ولا يطلب شروطًا مفرطة من الإنسان، ولا يقوم بعمل يتخطى الحس البشري. كل ما يفعله الله داخل نطاق الحس العادي للإنسان، ولا يتخطى حس البشرية العادية، وعمله يكون وفقًا لمتطلبات الإنسان العادي. إن كان هو عمل الروح القدس، يصير الإنسان عاديًا بدرجة أكبر، وتصبح بشريته عادية بدرجة أكبر. يحصل الناس على معرفة متزايدة عن شخصيتهم الشيطانية الفاسدة، وجوهر الإنسان، ويكون لديه اشتياق أكبر إلى الحق. أي إن حياة الإنسان تنمو أكثر فأكثر، وتصبح الشخصية الفاسدة للإنسان قادرة على اكتساب المزيد من التغير تدريجيًا، وكل هذا يعني أن الله يصبح حياة الإنسان. إن وجد طريق يعجز عن كشف هذه الأمور التي تمثل جوهر الإنسان، ويعجز عن تغيير شخصية الإنسان، ويعجز أيضًا عن الإتيان به أمام الله أو إعطائه فهمًا صحيحًا عن الله، بل ويقلّل من بشريته ويجعل حسه غير طبيعي، فمن المؤكد أن هذا الطريق ليس الطريق الحق، وربما يكون عمل روح شرير أو طريق قديم. باختصار لا يمكن أن يكون هو عمل الروح القدس الحالي. لقد آمنتم بالله طوال كل هذه السنوات، ومع ذلك ليس لديكم القليل من المعرفة بشأن مبادئ التمييز بين الطريق الحق والطريق الباطل أو السعي وراء الطريق الحق. معظم الناس حتى غير مهتمين بهذه الأمور؛ يذهبون حيث تذهب الأغلبية، ويكررون ما تقوله الأغلبية. كيف يمكن أن يكون هذا شخصًا يسعى وراء الطريق الحق؟ وكيف يمكن لأولئك الناس إيجاد الطريق الحق؟ إن فهمت هذه المبادئ المفتاحية المتعددة، فمهما يحدث، لن تنخدع. من الضروري اليوم أن يكون الإنسان قادرًا على القيام بهذه التمييزات؛ فهذا ما ينبغي على البشرية العادية أن تمتلكه، وما ينبغي على الإنسان العادي أن يمتلكه في خبراته. لو أن الإنسان لا يزال غير قادر على تمييز أي شيء في تبعيته، وحسه الإنساني لا يزال غير ناضج، فالإنسان أحمق للغاية، وسعيه خاطئ ومنحرف. لا يوجد أدنى تمييز في سعيك اليوم، صحيح أنك تقول إنك وجدت الطريق الحق، فهل اقتنيته؟ هل استطعت تمييز أي شيء؟ ما هو جوهر الطريق الحق؟ في الطريق الحق، أنت لم تقتنِ الطريق الحق، ولم تحصل على أي شيء من الحق، أي أنك لم تحقق ما طلبه الله منك، ولذلك لم يحدث أي تغيير في فسادك. إن داومت على السعي في هذا الطريق، ستُباد في النهاية. في تبعيتك حتى اليوم، يجب عليك أن تتيقّن أن الطريق الذي اتخذته هو الطريق الحق، ولا ينبغي أن يكون لديك المزيد من الشكوك. العديد من الناس يتشككون ويتوقفون عن السعي وراء الحق بسبب بعض الأمور الصغيرة. أناس مثل هؤلاء ليس لديهم معرفة عن عمل الله، وهم يتبعون الله في حيرة. الناس الذين لا يعرفون عمل الله عاجزون عن أن يكونوا أخِلاءه أو يحملوا شهادةً له. أنا أنصح أولئك الذين يسعون فقط وراء البركة ويسعون فقط وراء ما هو غامض ومجرد أن يسعوا وراء الحق بأسرع ما يمكن، لكي تكون حياتهم ذات أهمية. لا تخدعوا أنفسكم أكثر من ذلك!
من "مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 147
شهد العمل بالكامل على مدى ستة آلاف عام تغيرًا تدريجيًا على مر العصور. حدثت التحولات في هذا العمل وفقًا للظروف التي مر بها العالم بأسره. لكن لم يشهد عمل تدبير الله إلا تحولاً تدريجيًا وفقًا للتطورات التي شهدتها البشرية ككل؛ ولم يكن مخططًا له عند بدء الخليقة. قبل أن يُخلق العالم، أو بعد خلقه مباشرة، لم يكن يهوه قد وضع خطة المرحلة الأولى من العمل، أي مرحلة الناموس؛ أو المرحلة الثانية من العمل، أي مرحلة النعمة؛ أو المرحلة الثالثة من العمل، أي مرحلة الإخضاع، التي سيعمل فيها وسط مجموعة من الناس – بعض من سلالة مؤاب، وأثناء هذا سيُخضِع العالم بأسره. إنه لم يتحدث بهذا الكلام بعد خلق العالم؛ فلم يتحدث بهذا الكلام بعد مؤاب، ولا حتى قبل لوط. سار عمله ككل بطريقة عفوية. هذه بالضبط هي الطريقة التي بها تطوَّر كل عمله في التدبير الذي استمر ستة آلاف عام؛ وهو لم يقم بأي شكل من الأشكال بتدوين خطة كهذه قبل خلق العالم باعتبارها "مخططًا موجزًا لتطور البشرية". يعبَّر الله بوضوح في عمله عن ماهيته، ولا يُجهد عقله في صياغة خطة ما. بالطبع، تحدَّث كثير من الأنبياء بالنبوءات، لكن لا يمكن القول بأن عمل الله ينبع دومًا من وضع خطة مُحْكَمة؛ فكانت النبوءات تأتي وفق عمل الله الفعلي؛ فعمله بأكمله هو عمل فعلي من الدرجة الأولى. إنه يقوم بعمله وفق تطور الأزمنة، وينفِّذ عمله الفعلي هذا وفقًا لتغير الأشياء. القيام بالعمل في نظره أشبه ما يكون بصرف الدواء في حالة المرض؛ وأثناء قيامه بعمله، فإنه يلاحظ ويتابع عمله وفقًا لملاحظاته. في كل مرحلة من مراحل عمله، يكون قادرًا على التعبير عن حكمته البالغة والتعبير عن قدرته الواسعة؛ إنه يعلن حكمته البالغة وسلطانه النافذ وفقًا لعمل هذا العصر بعينه ويسمح لأي من أولئك الناس ممَنْ أعادهم خلال هذه العصور أن يروا شخصيته بكليتها. إنه يلبي احتياجات الناس وينفّذ العمل الذي ينبغي عليه القيام به وفقًا للعمل الذي يجب القيام به في كل عصر؛ إنه يلبي احتياجات الناس وفقًا لدرجة الفساد التي أحدثها الشيطان داخلهم. كانت هذه هي الطريقة نفسها عندما خلق يهوه آدم وحواء في البداية ليمكنهما من إظهار الله على الأرض وتقديم شهادة عن الله وسط الخليقة، لكن حواء وقعت في الخطيَّة بعد أن أغوتها الحية؛ وكذلك فعل آدم، وأكلا سويًا في الجنة من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر. وهكذا، كان على يهوه أن يقوم بعمل إضافي بينهما. لقد رأى عريهما وستر جسديهما بملابس مصنوعة من جلود الحيوانات. بعد هذا، قال لآدم: "لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ ٱمْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لَا تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ ٱلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ... حَتَّى تَعُودَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ." وقال للمرأة: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ." ومنذ ذلك الحين طردهما من جنة عدن، وجعلهما يعيشان خارج الجنة، كما يفعل الإنسان العصري الآن على الأرض. عندما خلق الله الإنسان في البداية، لم يكن يخطط لأن تغوي الحية الإنسان بعد أن خُلق، ثم يلعن الإنسان والحية. لم يكن لديه بالفعل خطة من هذا القبيل؛ إنما تطور الأمور ببساطة هو ما وضع على عاتقه عملاً جديداً بين خليقته. بعد أن قام يهوه بهذا العمل بين آدم وحواء على الأرض، استمرت البشرية في التطور لعدة آلاف من السنين، حتى "رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ يَهْوَهُ أَنَّهُ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. ... وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ يَهْوَهِ". في هذا الوقت كان لدى يهوه المزيد من العمل الجديد، لأن البشرية التي خلقها أضحت غارقة في الخطيَّة بعد إغواء الحية. في ظل هذه الظروف، اختار يهوه عائلة نوح من بين هؤلاء الناس وأبقى عليها، وقام بعمله في تدمير العالم بالفيضان. أخذت البشرية في التطور على هذا النحو حتى يومنا هذا، وعليه ازداد فسادها، وعندما يحبن الوقت لأن يبلغ التطور الإنساني أوجه، ستكون أيضًا نهاية البشرية. من بداية العالم إلى نهايته، كانت الحقيقة الكامنة في عمله تسير على هذا النحو. إنها الطريقة نفسها التي سيُصنَّف بها الإنسان وفق نوعيته، وليست المسألة أن كل شخص قد سبق أن قُدِّر له منذ البداية أن ينتمي إلى فئة معينة، ، بل لا يُصنَّف كل شخص تدريجيًا إلا بعد اجتياز عملية تطوير. وفي النهاية، فأي شخص لا يمكن خلاصه بالكامل سيعود إلى أسلافه. لم يكن أي من عمل الله بين البشرية معدًا له سلفًا عند خلق العالم؛ بل الأحرى أن تطور الأمور هو الذي أتاح لله أن يقوم بعمله بين البشر خطوة فخطوة بطريقة أكثر واقعية وعملية. على سبيل المثال، يوضح هذا بالضبط كيف أن يهوه الله لم يخلق الحية لكي تغوي المرأة. إنها لم تكن خطته المحددة أو أمر سبق وعيّنه عن عمدٍ. قد يقول قائل بأن هذا كان غير متوقع. ولهذا السبب طرد يهوه آدم وحواء من جنة عدن وأخذ على نفسه عهدًا بألا يخلق بشرًا مرة أخرى أبدًا. لكن لم يكتشف الناس حكمة الله إلا وفقًا لهذا الأساس، تمامًا مثلما ذكرتُ سابقًا: "تُمارس حكمتي استنادًا إلى مكائد الشيطان." بغض النظر عن الكيفية التي تنامى بها فساد البشرية أو الطريقة التي أغوتها بها الحية، كان يهوه لا يزال يمسك بتلابيب الحكمة؛ لذا أقدم على عمل جديد لم يقدم عليه منذ خلق العالم، ولم تتكرر أي من خطوات هذا العمل مجددًا. لقد استمر الشيطان في حياكة المكائد، واستمر أيضًا في إفساد البشرية، وفي المقابل استمر يهوه الله أيضًا في القيام بعمله الحكيم. إنه لم يفشل قط، ولم يتوقف عن عمله منذ خلق العالم حتى الآن. وبعد أن أفسد الشيطان البشر، عمل يهوه باستمرار بينهم ليهزمه، ذلك العدو الذي يعتبر مصدر فسادهم، وستستمر هذه المعركة من بداية العالم حتى نهايته، ومن أجل القيام بكل هذا العمل، لم يسمح يهوه للبشر، الذين أفسدهم الشيطان، بتلقي خلاصه العظيم فحسب، بل أتاح لهم أيضًا أن يروا حكمته وقدرته وسلطانه، وعلاوةً على ذلك، سيدعهم في النهاية يرون شخصيته البارة – فيعاقب الأشرار ويكافئ الأبرار. لقد حارب هو الشيطان إلى هذا اليوم ذاته ولم يُهزم أبدًا، لأنه إله حكيم، ويمارس حكمته استنادًا إلى مكائد الشيطان؛ وبهذا لم يجعل كل شيء في السماء يخضع لسلطانه فحسب، بل جعل كل شيء على الأرض أيضًا يستقر تحت موطئ قدميه، وأخيرًا وليس آخرًا، جعل الأشرار الذين يعتدون على البشرية ويضايقونها يقعون فريسة لتوبيخه. نبعت جميع نتائج العمل من حكمته. إنه لم يعلن حكمته قط قبل وجود البشرية، لأنه لم يكن له أعداء في السماء أو على الأرض أو في الكون بأسره، ولم تكن توجد قوى الظلام التي غزت كل شيء في الطبيعة. بعد أن خانه رئيس الملائكة، خلق البشرية على الأرض، وبسبب البشرية بدأ رسميًا حربه التي استمرت آلاف السنين مع الشيطان، رئيس الملائكة، حرب تزداد شراسة مرحلة تلو الأخرى. إن قدرته وحكمته حاضرة في كل مرحلة من هذه المراحل. لا يمكن لكل شيء في السماء وعلى الأرض أن يرى حكمة الله وقدرته، وخصوصًا حقيقته، إلا في هذا الوقت. إنه لا يزال ينفِّذ عمله بالطريقة الواقعية نفسها اليوم؛ إضافة إلى ذلك، فبينما هو ينفِّذ عمله يظهر أيضًا حكمته وقدرته؛ إنه يتيح لكم أن تروا الحقيقة الكامنة في كل مرحلة من مراحل العمل، وأن تروا كيف تفسرون قدرة الله بالضبط، وكيف تفسرون حقيقة الله على وجه الخصوص.
من "يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 148
يكتمل عمل الروح القدس دومًا بعفوية؛ ففي أي وقت يخطط فيه عمله، ينفِّذه الروح القدس. لماذا أقول دومًا بأن عمل الروح القدس واقعي؟ وأنه دومًا عمل جديد وليس بعمل قديم، وأنه مُتجددٌ دومًا؟ لم يكن عمله مُخططًا له بالفعل عندما خلق العالم؛ ليس هذا ما حدث على الإطلاق! تُحدِث كل خطوة من خطوات العمل تأثيرها المناسب في كل مرة، ولا تتداخل مع بعضها بعضًا. توجد العديد من الأحداث التي لا تتوافق فيها الخطط التي في عقلك ببساطة مع أحدث عمل للروح القدس. إن عمله ليس بسيطًا بدرجة بساطة منطق الناس، وليس معقدًا بدرجة تعقيد خيالاتهم؛ إنه يشتمل على تقديم إمدادٍ للناس في أي وقت وفي أي مكان وفقًا لاحتياجاتهم الحالية. لا يوجد مَنْ هو واضح لجوهر الناس مثله، ولهذا السبب على وجه التحديد لا شيء قادر على تلبية احتياجات الناس الواقعية كما يفعل عمله. لذا، فمن منظور إنساني، كان عمله مخططًا له سلفًا منذ عدة آلاف من السنين. وبينما هو يعمل بينكم الآن، حيث يعمل ويتحدث طوال الوقت وهو يراقب الحالات التي أنتم عليها، فإن لديه الكلمات المناسبة تمامًا والتي يقولها عند مواجهة كل نوع من أنواع الحالات، ويتكلم الكلام الذي يحتاج الناس إليها بالضبط. خذ الخطوة الأولى من عمله: زمن التوبيخ. بعد أزمنة التوبيخ، أظهر الناس سلوكًا معينًا، وتصرّفوا بتمرد بطرق معينة، وظهرت بعض الحالات الإيجابية، كما ظهرت بعض الحالات السلبية أيضًا، وبلغ الحد الأعلى لهذه السلبية مستوى معينًا. أجرى الله عمله استنادًا إلى كل هذه الأمور، ومن ثمَّ استغلها لتحقيق تأثير أفضل بكثير في عمله. إنه ببساطة ينفِّذ عمل الإمداد بين الناس وفقًا لحالاتهم الحالية. إنه ينفِّذ كل خطوة من عمله وفقًا للحالات الفعلية للناس، وبما أن كل الخليقة في يديه؛ أفلا يستطيع معرفتها؟ في ضوء حالات الناس، يقوم الله بتنفيذ الخطوة التالية من العمل الذي يجب القيام به، في أي وقت ومكان. لم يكن مخططًا سلفًا لهذا العمل بأي حال من الأحوال منذ آلاف السنين؛ هذا هو مفهوم الإنسان! إنه يعمل بينما يلاحظ تأثير عمله، ويتعمّق عمله ويتطوّر باستمرار؛ فبينما هو يلاحظ نتائج عمله، يقوم بالخطوة التالية من عمله. إنه يستخدم العديد من الأمور للانتقال تدريجيًا ولجعل عمله الجديد مرئيًا للناس مع مرور الوقت. لهذا النوع من العمل القدرة على تلبية احتياجات الناس، لأن الله يعلم جميع الناس جيدًا. هذه هي الكيفية التي ينفِّذ بها عمله من السماء. وبالمثل، يفعل الله المُتجسّد عمله بالطريقة نفسها، يقوم بالترتيبات حسب الظروف الفعلية ويعمل بين ظهراني البشر. لا شيء من عمله كان مخططًا له قبل خلق العالم، ولم يكن مخططًا له بدقة سلفًا. بعد ألفي عام من خلق العالم، رأى يهوه أن البشرية أصبحت فاسدة إلى درجة أنه تكلم على لسان النبي إشعياء ليتنبأ بأنه بعد انتهاء عصر الناموس، سوف ينفِّذ عمله في استعادة البشرية في عصر النعمة. كانت هذه بالطبع خطة يهوه، لكن هذه الخطة وُضعت أيضًا وفقًا للظروف التي لاحظها في ذلك الوقت؛ إنه لم يفكر فيها بالتأكيد فور خلق آدم. تنبأ إشعياء بها فحسب، لكن يهوه لم يقم بتحضيرات مسبقة لهذا العمل أثناء عصر الناموس؛ بل بالحريِّ، أعدَّ لهذا العمل في بداية عصر النعمة، عندما ظهر الملاك في حُلم ليوسف وأناره، وأخبره أن الله سيصير جسدًا، ومن ثمَّ بدأ عمل التجسّد. لم يُعِدَّ الله، كما يتصور الناس، لعمل التجسّد بعد خلق العالم؛ لم يتقرر هذا إلا وفقًا لدرجة التطور التي وصلت إليها البشرية وحالة حربه مع الشيطان.
من "يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 149
عندما تجسَّد الله، حلَّ روحه على إنسان؛ وبعبارة أخرى، اتخذ روح الله جسدًا. إنه يقوم بعمله على الأرض، وبدلاً من أن يفرض هذا العمل عدة خطوات مقيدة، كان هذا العمل غير محدود تمًاما. لا يزال العمل الذي قام به الروح القدس في الجسد محددًا بآثار عمله، وهو يستخدم هذه الأشياء لتحديد طول المدة التي سيقوم فيها بالعمل في الجسد. يعلن الروح القدس كل خطوة من عمله مباشرة؛ إنه يفحص عمله بينما يمضي فيه قدمًا؛ لا شيء خارق للطبيعة بقدر ما يمتد حدود الخيال البشري. يشبه هذا عمل يهوه في خلق السماء والأرض وكل شيء؛ إنه خطَّط وعمل في الوقت نفسه. إنه فصل النور عن الظلمة، وظهر الصباح والمساء – استغرق هذا يومًا واحدًا. وفي اليوم الثاني خلق السماء، التي استغرق خلقها يومًا واحدًا أيضًا، ثم خلق الأرض والبحار وما فيهما، واستغرق هذا يومًا آخر أيضًا. استمر هذا مرورًا باليوم السادس، عندما خلق الله الإنسان وتركه يُدَبِّرُ كل ما على الأرض من أشياء، حتى اليوم السابع، عندما فرغ الله من خلق كل شيء واستراح. بارك الله اليوم السابع وجعله يومًا مقدسًا. لقد قرّر أن يكون هذا اليوم مقدسًا بعد أن فرغ من خلق كل شيء، وليس قبل الخلق. نُفذ هذا العمل أيضًا بعفوية؛ قبل خلق كل شيء، لم يقرر أن يخلق العالم في ستة أيام ويستريح في اليوم السابع؛ ليست الحقائق هكذا على الإطلاق. إنه لم يقل هذا، ولم يُخطِّطه. لم يقل بأي حال من الأحوال أنه سيفرغ من خلق كل شيء في اليوم السادس وأنه سيستريح في اليوم السابع؛ بل بالحريِّ، خلق وفق ما بدا له جيدًا. وما إن انتهى من خلق كل شيء، كان هذا اليوم بالفعل هو اليوم السادس. لو كان اليوم الخامس هو الذي انتهى فيه من خلق كل شيء، لكان جعل اليوم السادس يومًا مقدسًا؛ ومع ذلك، فقد انتهى من خلق كل شيء في اليوم السادس، ومن ثمَّ أصبح اليوم السابع يومًا مقدسًا، الأمر الذي تم توارثه حتى وقتنا الحاضر. لذا، فإنه يقوم بعمله الحالي بالطريقة نفسها. إنه يتحدث إليكم ويلبي احتياجاتكم وفقًا لأحوالكم. وبعبارة أخرى، فإن الروح يتحدث ويعمل وفقًا لأحوال الناس؛ فالروح يراقب كل شيء ويعمل في أي وقت ومكان. فما أقوم به وما أقوله وما أضعه على عاتقكم وما أمنحكم إياه، بلا استثناء، هو ما تحتاجون إليه. ولهذا لا ينفصل أي شيء من عملي عن الواقع؛ فكله واقعي، لأنكم جميعًا تعرفون أن "روح الله يراقب الجميع". إذا كان هذا كله مقدَّرًا في وقت مبكر، ألن يكون من غير الوارد تغييره؟ في ظنك أن الله عمل بنجاح طوال ستة آلاف عام ثم عيَّن أن تكون البشرية متمردة ومعارضة ومعوَّجة ومخادعة، وفيها فساد الجسد والشخصية الشيطانية ومنغمسة في شهوة العيون وكل الملذات. لم يكن هذا مُعيَّنًا سلفًا، ولكن بالحريِّ بسبب فساد الشيطان. سيقول البعض: "ألم يكن الشيطان أيضًا في قبضة الله؟ وعيَّن الله أن يُفسد الشيطانُ الإنسانَ بهذه الطريقة، وبعد ذلك قام بعمله بين البشر". هل سبق أن قدر الله بالفعل أن يفسد الشيطانُ البشرية؟ فالله حريص جدًا أن يسمح للبشرية بأن تعيش حياة طبيعية؛ فهل كان سيتدخل فعلًا في حياتهم؟ إن كان الأمر كذلك، ألا تعتبر هزيمة الشيطان وخلاص البشرية جهدًا بلا فائدة؟ أنَّى يكون تمرد البشرية أمرًا مُعيَّنا سلفًا؟ كان ذلك بسبب مضايقات الشيطان في الواقع؛ فأنَّى يكون هذا مُعيَّنا سلفًا من الله؟ إن سلطان الله على الشيطان كما تفهمونه مختلف تمامًا عن سلطان الله على الشيطان كما أتحدث عنه أنا. وفقًا لكلامكم بأن "الله قدير، وأن الشيطان في قبضته"، فإن الشيطان لم يكن ليخونه. ألم تقل بأن الله قدير؟ إن معرفتكم نظرية جدًا وغير متماشية مع الواقع؛ فلا يقدر الإنسان على فهم أفكار الله ولا يمكنه فهم حكمة الله! الله قديرٌ؛ هذا ليس خطأ على الإطلاق. خان رئيسُ الملائكة اللهَ لأن الله أعطاه من البداية جزءًا من السلطان. بالطبع كان هذا حدث غير متوقع، تمامًا كما استسلمت حواء لإغواء الحية. ومع ذلك، فمهما كانت الطريقة التي نفَّذ بها الشيطان خيانته، فهو بخلاف الله ليس بقدير. فكما قلتم، إن الشيطان قوي؛ فمهما كان ما يفعله، فسلطان الله يهزمه دومًا. هذا هو المعنى الحقيقي وراء قول "الله قدير، والشيطان في قبضته." ولذا، فيجب أن تسير حربه مع الشيطان خطوة بخطوة؛ إضافة إلى ذلك، فهو يخطط عمله ردًا على خُدَع الشيطان. وهذا يعني، وفقًا للعصور، أنه يخلّص الناس ويعلن حكمته وقدرته. وبالمثل، لم يكن العمل في الأيام الأخيرة مُعيَّنًا سلفًا قبل عصر النعمة؛ ولا تتم حالات التقدير المسبق بطريقة منظمة كهذه: أولاً: يُغيِّر شخصية الإنسان الخارجية؛ وثانيًا: يُهيئ الإنسان لتلقي التوبيخ والتجارب؛ وثالثًا: يُخضع الإنسان لتجربة الموت؛ ورابعًا: جعل الإنسان يختبر وقت محبة الله ويعبّر عن قراره ككائن مخلوق؛ وخامسًا: السماح للإنسان برؤية إرادة الله ومعرفته معرفةً تامةً، وأخيرًا تكميل الإنسان. إنه لم يخطط كل هذه الأمور خلال عصر النعمة؛ بل بالحريِّ، بدأ يخططها في العصر الحالي. يمارس الشيطان العمل، كما يفعل الله، ويعبّر الشيطان عن شخصيته الفاسدة، بينما يتحدث الله مباشرة ويعلن بعض الأمور الحقيقية. هذا هو العمل الذي يقوم به اليوم، وهذا نوع مبدأ العمل نفسه الذي كان مستخدمًا منذ زمن بعيد، بعد أن خُلق العالم.
من "يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 150
في البداية خلق الله آدم وحواء، وخلق حية أيضًا. من بين هذه المخلوقات، كانت الحية الأكثر سُمًا؛ حيث يحتوي جسمها على السم، ووظّف الشيطان هذا السم للانتفاع به. كانت الحية هي التي أغوت حواء بالخطيَّة. وقع آدم في الخطيَّة بعد حواء، وكان الاثنان قادرين على معرفة الخير من الشر. لو كان يهوه يعرف أن الحية ستغوي حواء، وأن حواء ستغوي آدم، فلِمَ أدخلهم جميعًا الجنة؟ ولو كان قادرًا على التنبؤ بهذه الأشياء، فلِمَ خلق حية وأدخلها جنة عدن؟ لمَ احتوت جنة عدن على ثمرة شجرة معرفة الخير والشر؟ هل أراد لهما أن يأكلا من الثمرة؟ عندما جاء يهوه، لم يجرؤ آدم ولم تجرؤ حواء على مواجهته، وعندها فقط علم يهوه أنهما أكلا من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر وسقطا فريسة لخداع الحية. وفي النهاية لعن الحية ولعن آدم وحواء كذلك. وعندما أكل الاثنان من ثمرة الشجرة لم يكن يهوه على علم بأنهما كانا يفعلان ذلك. أصبحت البشرية فاسدة إلى حد كونها شريرة ومختلة جنسيًا، لدرجة أن الأشياء التي كانت تُخفيها القلوب كانت شريرة وآثمة؛ كانت جميعها دنسة. ومن ثمَّ ندم يهوه على خلق البشرية. بعد ذلك قام بعمله في تدمير العالم بالفيضان، الذي نجا منه نوح وأبناؤه. بعض الأمور ليست في الواقع متطورة وخارقة للطبيعة كما قد يتصور الناس. البعض يسأل: "بما أن الله كان يعلم أن رئيس الملائكة سيخونه، فلِمَ خلقه؟" هذه هي الحقائق: لما كانت الأرض غير موجودة بعد، كان رئيس الملائكة أعظم ملائكة السماء. كان له سلطة على جميع الملائكة في السماء؛ كان هذا هو السلطان الذي منحه الله. باستثناء الله، كان أعظم ملائكة السماء. عندما خلق الله البشرية في وقت لاحق، نفَّذ رئيس الملائكة خيانة أكبر تجاه الله على الأرض. وأقول بأنه خان الله لأنه أراد أن يُدَبِّرُ البشرية ويتخطى سلطان الله. إنه كان رئيس الملائكة الذي أغوى حواء بالوقوع في الخطيَّة؛ وكان ذلك لأنه أراد أن يقيم مملكته على الأرض ويجعل البشر يديرون ظهورهم لله ويطيعون رئيس الملائكة بدلاً منه. لقد رأى أن العديد من المخلوقات قد أطاعته؛ فالملائكة أطاعته، كما فعل الناس على الأرض. كانت الطيور والوحوش والأشجار والغابات والجبال والأنهار وكل شيء على الأرض تحت رعاية الإنسان – أي آدم وحواء – في حين أن آدم وحواء أطاعاه. ومن ثمَّ أراد رئيس الملائكة أن يتخطى سلطان الله ويخون الله. بعدها دفع العديد من الملائكة لخيانة الله، فأصبحت بعد ذلك أرواح نجسة مختلفة. ألم يكن تطور البشرية حتى يومنا هذا سببه فساد رئيس الملائكة؟ لم لم يسلك البشر السبيل التي هم عليها اليوم اليوم إلا لأن رئيس الملائكة خان الله وأفسد البشرية. إن هذا العمل التدريجي لا يقترب من مجرد التجريد والبساطة كما يتصور الناس. نفَّذ الشيطان خيانته لسبب ما، لكن الناس غير قادرين على فهم أمر بسيط كهذا. لِمَ خلق الله السماوات والأرض وكل شيء ولِمَ خلق الشيطان أيضًا؟ بما أن الله يحتقر الشيطان كثيرًا جدًا، والشيطان عدو له، فلِمَ خلق الشيطان؟ من خلال خلق الشيطان، ألم يخلق عدوًا؟ لم يخلق الله بالفعل عدوًا؛ بل بالحريِّ، خلق ملاكًا، وخانه هذا الملاك فيما بعد. كان شأنه عظيمًا لدرجة أنه أراد خيانة الله. ربما يقول أحدهم إن هذا كان مصادفة، لكنه كان أيضًا أمرًا حتميًا. إنه شبيه بكيفية موت المرء حتمًا في سن معينة؛ فالأمور قد تطورت بالفعل إلى مرحلة معينة. يوجد بعض السفهاء الذين يقولون: "بما أن الشيطان عدوك، فلِمَ خلقته؟ ألم تعلم أن رئيس الملائكة سيخونك؟ ألا تستطيع أن تكون مُطّلعًا من الأزل إلى الأبد؟ ألا تعلم طبيعته؟ بما أنك علمت أنه سيخونك، فلِمَ جعلت منه رئيسًا للملائكة؟ حتى إذا تجاهل المرء أمر خيانته، فسيظل يدفع العديد من الملائكة وينزل إلى عالم البشر ليفسد البشرية؛ حتى يومنا هذا، فأنت غير قادر على إكمال خطة التدبير التي تبلغ ستة آلاف عام." هل ذلك الكلام صحيح؟ عندما تفكر بهذه الطريقة، ألا تسبب لنفسك متاعب أنت في غنىً عنها؟ لا يزال البعض يقول: "لو لم يفسد الشيطان البشرية حتى يومنا هذا، لما كان الله قد خلّص البشرية بهذه الطريقة. وفي هذه الحالة ستكون حكمة الله وقدرته غير مرئيتين؛ فأين تظهر حكمته؟ وهكذا خلق الله جنسًا بشريًا للشيطان؛ وفي المستقبل سيُظهر الله قدرته – وإلا، فكيف يكتشف الإنسان حكمة الله؟ إذا لم يقم الإنسان بمقاومته والتصرف بتمرد تجاهه، فلن يكون من الضروري أن تظهر أفعاله. إذا كانت كل الخليقة تعبده وتطيعه، فلن يكون لديه عمل ليقوم به." هذا أبعد ما يكون عن حقيقة الأمور، لأنه لا يوجد شيء دنس عن الله ولا يستطيع أن يخلق الدنس. إنه لا يعلن عن أفعاله الآن إلا ليهزم عدوه وليخلّص البشر الذين خلقهم، وليهزم الأرواح الشريرة والشيطان، الذي يكرهه، والذي خانه وقاومه، والذي كان تحت سيادته وينتمي إليه منذ البدء؛ إنه يريد أن يهزم هذه الشياطين، ومن أجل ذلك يعلن قدرته على كل شيء. البشرية وكل ما على الأرض الآن تحت مُلك الشيطان وتحت مُلك الأشرار، ويريد الله أن يعلن عن أفعاله للجميع حتى يعرفه الناس، ومن ثمَّ يهزم الشيطان ويقهر أعداءه نهائيًا. إنه يُكمِّل هذا العمل تمامًا بالكشف عن أفعاله. جميع خلائقه تحت مُلك الشيطان، ولذا فهو يرغب في إظهار قدرته لهم، وبذلك يهزم الشيطان. إذا لم يوجد شيطان، فلن يحتاج إلى الكشف عن أفعاله. لولا مضايقات الشيطان، لكان قد خلق البشرية وأرشدها إلى الحياة في جنة عدن. لِمَ لمْ يكشف عن أفعاله للملائكة أو لرئيس الملائكة قبل خيانة الشيطان؟ ولو عرفه الملائكة ورئيس الملائكة، وأطاعوه أيضًا من البداية، فلم يكن ليقوم بتلك الأفعال التي لا معنى لها في العمل. وبسبب وجود الشيطان والشياطين، يقاومه الناس ممتلئين بالشخصية المتمردة، ولذلك يريد الله أن يكشف عن أفعاله. ولأنه يرغب في خوض الحرب مع الشيطان، يجب أن يستخدم سلطانه لهزيمة الشيطان ويستخدم جميع أفعاله لهزيمة الشيطان؛ وبهذه الطريقة، سوف يؤدي عمل الخلاص الذي يقوم به بين البشر إلى السماح لهم برؤية حكمته وقدرته؛ فالعمل الذي يقوم به الله اليوم له معنى ولا يشبه بأي حال من الأحوال ما يردده بعض الناس قائلين: "أليس العمل الذي تقوم به متناقض؟ أليست هذه السلسلة من العمل مجرد ترويض لنفسك على المتاعب؟ إنك خلقت الشيطان، ثم سمحت له بخيانتك ومقاومتك. إنك خلقت البشر، ثم أسلمتها إلى الشيطان، وسمحت لآدم وحواء أن يتعرضا للإغواء. بما أنك فعلت كل هذه الأمور عن قصد، فِلمَ تُبغض البشرية؟ لِمَ تُبغض الشيطان؟ أليست هذه الأمور من صنعك؟ فما الذي يجعلك تكره؟" سيقول كثير من السفهاء هذا. إنهم يرغبون في محبة الله، لكنهم يضمرون في قلوبهم الشكوى من الله – فيا له من تناقض! إنك لا تفهم الحقيقة، فلديك الكثير من الأفكار الخارقة للطبيعة، وتدّعي أن هذا خطأ الله – فيا لك من سفيه! أنت مَنْ يعزف عن الحقيقة؛ وليس خطأ الله! سيشكو بعض الناس مرارًا وتكرارًا قائلين: "أنت مَنْ خلق الشيطان، وأنت مَنْ طرح الشيطان بين البشر وسلَّمهم إليه. وبعد أن أصبحت لدى البشر شخصيةٌ شيطانية، لم تغفر لهم، بل على العكس أبغضتهم لدرجة كبيرة. في البداية أحببتَهم إلى درجة معيّنة، أما الآن فإنك تبغضهم. أنت مَنْ كره البشرية، لكنك أنت أيضًا من أحبها. فما هو بالضبط الذي يجري هنا؟ أليس هذا تناقضًا؟" بغض النظر عن الكيفية التي تنظرون بها إلى الأمر، فهذا هو ما حدث في السماء؛ خان رئيسُ الملائكة اللهَ بهذه الطريقة، وفسدت البشرية بهذه الطريقة واستمرت حتى اليوم بهذه الطريقة. بغض النظر عن الطريقة التي تعبرون بها، هذه هي القصة بأكملها. ومع ذلك، عليكم أن تفهموا أن الله يقوم بعمل اليوم من أجل خلاصكم، ومن أجل هزيمة الشيطان.
من "يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 151
استخدم الله تدبيره للناس ليهزم الشيطان. بإفساد الناس، يضع الشيطان مصير الناس في نهايته ويرهق عمل الله. من ناحية أخرى، عمل الله هو خلاص البشرية. أي خطوة من عمل الله لا تهدف إلى خلاص البشرية؟ أي خطوة لا تهدف إلى تطهير الناس وجعلهم يفعلون البر ويحيون بالطريقة التي ترسم صورة يمكن محبتها؟ ومع ذلك، فالشيطان لا يفعل هذا. إنه يفسد البشرية، ويستمر في القيام بعمله في إفساد البشرية في الكون بأسره. وبالطبع، يقوم الله أيضًا بعمله الخاص. إنه لا يأبه بالشيطان. مهما كان مقدار السلطان الذي يمتلكه الشيطان، فسلطانه كان عطية من الله له؛ ولم يعطه الله في الواقع سلطانه بالكامل، لذا فلا يهم ما يقوم به، فلن يستطيع التفوق على الله وسيكون دومًا في قبضة الله. لم يُظهر الله أيًا من أفعاله بينما هو في السماء. إنه أعطى الشيطان جزءًا صغيرًا فقط من السلطان ليسمح له بممارسة سلطته على الملائكة. لذا، فلا يهم ما يقوم به، فلن يتفوّق على سلطان الله، لأن السلطان الذي أعطاه الله له في الأصل محدود. بينما يعمل الله، يستمر الشيطان في مضايقاته. في الأيام الأخيرة، سينتهي من مضايقاته، وبالمثل سينتهي الله من عمله، وسيكتمل نوع الناس الذين يريد الله لهم أن يكتملوا. يرشد الله الناس على نحو إيجابي؛ فحياته هي الماء الحي، لا حد ولا حدود لها. لقد أفسد الشيطان الإنسان لدرجة معينة؛ وفي النهاية، سيكمِّل ماء الحياة الحي الإنسان، وسيكون من غير الممكن أن يتدخل الشيطان وينفِّذ عمله. وهكذا، سيقتني الله هؤلاء الناس بالكامل. لا يزال الشيطان يرفض التسليم بهذا الآن؛ إنه يعترض باستمرار على الله، لكن الله لا يأبه به. لقد قال، سأنتصر على جميع قوى الشيطان المظلمة وعلى كل تأثيرات الظلام. هذا هو العمل الذي يجب القيام به الآن في الجسد، وهذا أيضًا هو معنى التجسُّد. إنه يكمِّل مرحلة عمل هزيمة الشيطان في الأيام الأخيرة، للقضاء على كل ما ينتمي للشيطان. إن انتصار الله على الشيطان أمر حتمي! أخفق الشيطان بالفعل منذ فترة طويلة. عندما بدأ الإنجيل ينتشر في جميع أنحاء أرض التنين العظيم الأحمر، أي عندما بدأ الله المُتجسّد في العمل وبدأ هذا العمل في الحركة، كان الشيطان منهزمًا تمامًا، لأن التجسُّد كان يهدف إلى هزيمة الشيطان. رأى الشيطان أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى وبدأ أيضًا في القيام بعمله، ورأى أنه لا توجد قوة يمكنها أن توقف العمل. لذلك، صُعق عندما شاهد هذا العمل ولم يجرؤ على القيام بأي عمل آخر. في البداية ظن الشيطان أنه يمتلك أيضًا الكثير من الحكمة، وقاطع عمل الله وأرهقه، ومع ذلك، لم يكن يتوقع أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى، وأنه يقوم بعمله، واستخدم الله تمرده ليكون إعلانًا ودينونةً للبشرية، وبذلك يُخضِع البشر ويُلحق الهزيمة بالشيطان. الله أكثر حكمة منه، وعمله يفوقه بكثير. ولذا، ذكرت سابقًا ما يلي: العمل الذي أقوم به يُنفَّذ ردًا على خُدَع الشيطان. في النهاية سأظهر قدرتي وضعف الشيطان. عندما يقوم الله بعمله، يتعقبه الشيطان من الخلف، حتى يُلحِق به الهلاك في النهاية – ولن يعرف حتى ما أصابه! سيدرك الحقيقة فقط عندما يتحطم ويُسحق بالفعل؛ وفي ذلك الوقت سيكون محترقًا بالفعل في بحيرة النار. ألن يكون مقتنعًا تمامًا عندها؟ لأنه ليس لديه المزيد من الخطط ليستخدمها!
من "يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 152
لا ينفصل عمل الله بين البشر عن الإنسان، لأن الإنسان هو غرض عمله، وهو المخلوق الوحيد الذي خلقه الله الذي يمكن أن يقدم شهادةً له. حياة الإنسان وكل نشاطاته لا تنفصل عن الله، وتتحكم يد الله فيها كلها، ويمكن أن يُقال إن ليس ثمة من يمكنه أن يوجد مستقلاًّ عن الله. لا أحد يمكنه إنكار هذا، لأن هذه حقيقة. كل ما يفعله الله هو من أجل منفعة البشرية، وموجهة ضد مخططات الشيطان. كل ما يحتاجه الإنسان يأتي من الله، والله هو مصدر حياة الإنسان. وهكذا فإن الإنسان ببساطة غير قادر على الانفصال عن الله. بالإضافة إلى أن الله لم يكن لديه أبدًا أية نية للانفصال عن الإنسان. العمل الذي يقوم به الله هو من أجل البشرية كافة، وأفكاره دائمًا جيدة. بالنسبة للإنسان إذًا فإن عمل الله وأفكاره (أي مشيئة الله) جميعها "رؤى" ينبغي على الإنسان أن يعرفها. هذه الرؤى هي أيضًا تدبير الله، والعمل الذي لا يمكن أن يتم من خلال إنسان. بينما المتطلبات التي يطلبها الله من الإنسان أثناء عمله، يُطلق عليها "ممارسة" الإنسان. الرؤى هي عمل الله نفسه، أو مشيئته للبشرية أو أهداف وأهمية عمله. يمكن أيضًا أن نقول إن الرؤى جزء من التدبير، لأن هذا التدبير هو عمل الله، وهو موجه للإنسان، مما يعني أنه العمل الذي يقوم به الله بين البشر. هذا العمل هو الدليل والطريق الذي من خلاله يعرف الإنسان الله، وهو ذو أهمية قصوى للإنسان. بدلاً من إعارة انتباه لمعرفة عمل الله، لو فقط أعار الناس انتباهًا لعقائد الإيمان بالله، أو لتفاصيل تافهة غير هامة، فهم ببساطة لن يعرفوا الله ولن يكونوا بحسب قلبه. عمل الله مفيد للغاية لمعرفة الإنسان بالله، ويطلق عليه "رؤى". هذه الرؤى هي عمل الله، ومشيئته، وأهداف وأهمية عمله؛ جميعها مفيدة للإنسان. تشير الممارسة إلى ما ينبغي على الإنسان فعله، وإلى ما ينبغي على المخلوقات التي تتبع الله القيام به. هي أيضًا واجب الإنسان. الشيء المفترض على الإنسان فعله ليس شيئًا فهمه الإنسان منذ البداية، بل هو متطلبات الله من الإنسان أثناء عمله. تصير هذه المتطلبات أعمق بصورة تدريجية ثم تصير أكثر سموًّا بينما يعمل الله. على سبيل المثال، كان على الإنسان أن يتبع الناموس في عصر الناموس، ويحمل الصليب في عصر النعمة. عصر الملكوت مختلف: المتطلبات المطلوبة من الإنسان أعلى من عصري النعمة والناموس. عندما تصير الرؤى أكثر سموًّا، تصير المتطلبات المطلوبة من الإنسان أسمى، وأوضح وأكثر واقعية. بالمثل، تصير الرؤى أيضًا واقعية بصورة متزايدة. هذه الرؤى الحقيقية العديدة لا تساعد على طاعة الإنسان لله فحسب، بل تُفضي إلى معرفته به.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 153
إذا قورن عمل الله أثناء عصر الملكوت بعمله في العصور السابقة سنجده أكثر عملية وموجه أكثر لجوهر الإنسان كما أنه يُغيِّر شخصيته، وهو قادر أكثر على تقديم شهادة عن الله نفسه لكل الذين يتبعونه. بمعنى آخر، أثناء عصر الملكوت، إذ يعمل الله فإنه يظهر المزيد من نفسه للإنسان أكثر من أي زمن مضى، مما يعني أن الرؤى التي يجب على الإنسان أن يعرفها أعلى من أي عصر سابق. لأن عمل الله بين البشر قد دخل إلى منطقة غير مسبوقة، فإن الرؤى التي يعرفها الإنسان أثناء عصر الملكوت هي الأعلى بين كل عمل التدبير. لقد دخل عمل الله إلى منطقة غير مسبوقة، ولذلك فإن الرؤى التي يعرفها الإنسان صارت أعلى من كل الرؤى، وممارسة الإنسان الناتجة أيضًا أعلى من أي عصر سابق، لأن ممارسة الإنسان تتغير بما يتوافق مع الرؤى، وكمال الرؤى أيضًا يميز كمال متطلبات الإنسان. بمجرد أن ينتهي كل تدبير الله، كذلك تتوقف ممارسة الإنسان، وبدون عمل الله لن يكون لدى الإنسان خيار آخر سوى أن يحفظ عقيدة الأزمان الماضية، وإلا لن يكون لديه ببساطة طريق يرجع إليه. بدون رؤى جديدة، لن تكون هناك ممارسة جديدة للإنسان؛ بدون رؤى كاملة، لن تكون هناك ممارسة كاملة من الإنسان؛ بدون رؤى أعلى، لن تكون هناك ممارسة أعلى من الإنسان. تتغير ممارسة الإنسان بالتوافق مع خطى الله، وبالمثل أيضًا معرفة الإنسان وخبرته يتغيران مع عمل الله. بغض النظر عن قدرة الإنسان، هو لا يزال لا يمكنه الانفصال عن الله، ولو أن الله أوقف عمله للحظة واحدة، لمات الإنسان من نقمة الله على الفور. ليس لدى الإنسان شيء ليتفاخر به، لأنه مهما كان علو معرفة الإنسان اليوم، ومهما كان مدى عمق خبراته، فهو لا يمكن أن ينفصل عن عمل الله، لأن ممارسة الإنسان وما ينبغي عليه السعي وراءه في إيمانه بالله، لا ينفصل عن الرؤى. في كل مثال من عمل الله، توجد رؤى ينبغي للإنسان معرفتها، وعقب هذه ثمّةَ متطلبات مناسبة تتعيّن على الإنسان. بدون هذه الرؤى كأساس، سيصير الإنسان ببساطة عاجزًا عن الممارسة، ولن يكون قادرًا على اتباع الله بلا تردد. إن لم يعرف الإنسان الله أو يفهم مشيئته، فكل ما يفعل الإنسان يكون هباءً ولن يؤيده الله. لا يهم كثرة مواهب الإنسان، هو لا يزال لا يمكن فصله عن عمل الله وإرشاده. لا يهم مدى صلاح أو كثرة أعمال الإنسان، لا تزال غير قادرة على أن تحل محل عمل الله. وعليه، فإن ممارسة الإنسان لا يمكن فصلها عن الرؤى بأي حال من الأحوال. أولئك الذين لا يقبلون الرؤى الجديدة ليس لديهم ممارسة جديدة. ممارستهم غير متعلقة بالحق لأنهم ملتزمون بعقيدة ويحفظون ناموسًا ميتًا؛ ليس لديهم رؤى جديدة على الإطلاق، ونتيجة لذلك، لا يمارسون شيئًا في العصر الجديد. لقد فقدوا الرؤى، وبفعلتهم هذه فقدوا أيضًا عمل الروح القدس وفقدوا الحق. أولئك الذين بلا حق هم ذرية العبث، وتجسيد للشيطان. لا يهم نوع الشخص، لا يمكنه أن يحيا بلا رؤى عمل الله، ولا يمكنه أن يُحرم من حضور الروح القدس؛ بمجرد أن يفقد الشخص الرؤى، يهبط في الحال إلى الهاوية ويعيش وسط الظلمة. الناس الذين بلا رؤى هم أولئك الذين يتبعون الله بحماقة، وهم يخلُون من عمل الروح القدس، ويعيشون في الجحيم. أناس مثل هؤلاء لا يسعون وراء الحق ويتعاملون باسم الله مثل لافتة. أولئك الذين لا يعرفون عمل الروح القدس ولا الله المتجسد ولا الثلاث مراحل من العمل في تدبير الله الكلي – لا يعرفون الرؤى ولذلك هم بلا حق. أليس هؤلاء الذين لا يملكون الحق جميعهم فاعلي شر؟ أولئك الذين يرغبون في ممارسة الحق، الذين يرغبون في طلب معرفة الله، ومن يتعاونون مع الله بحق هم أناس الرؤى بالنسبة لهم أساس. إن الله يؤيدهم لأنهم يتعاونون معه، وهذا التعاون هو ما ينبغي على الإنسان ممارسته.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 154
تحتوي الرؤى على العديد من طرق الممارسة. كما أن المتطلبات العملية المطلوبة من الإنسان متضمَّنة أيضًا داخل الرؤى وكذلك عمل الله الذي ينبغي على الإنسان معرفته. في الماضي، أثناء التجمعات الخاصة أو التجمعات الكبيرة التي كانت تنعقد في أماكن متنوعة، كان يتم التحدث عن جانب واحد من مسار الممارسة. كانت هذه الممارسة هي التي ينبغي تطبيقها أثناء عصر النعمة، ونادرًا ما كانت تتعلق بمعرفة الله، لأن رؤية عصر النعمة كانت فقط رؤية صلب يسوع، ولم تكن هناك رؤى أعظم. كان من المفترض على الإنسان أن يعرف فقط عمل فداء الله للبشرية من خلال الصليب، ولذلك أثناء عصر النعمة لم تكن هناك رؤى أخرى ليعرفها الإنسان. بهذه الطريقة، كان لهذا الإنسان معرفة ضئيلة فقط عن الله، وبعيدًا عن معرفة محبة يسوع ورحمته، لم تكن هناك إلا أمور بسيطة وصغيرة للغاية لكي يمارسها، أمور بعيدة كل البعد عن اليوم. في الماضي، مهما كان الشكل الذي كان يتخذه اجتماع الإنسان، فقد كان غير قادر على التكلم عن معرفة عملية عن عمل الله، فضلاً عن أنه لم يكن قادرًا على قول أي مسار ممارسة مناسب للإنسان ليدخل فيه بوضوح. لقد أضاف فقط القليل من التفاصيل البسيطة لأساس طول الأناة والصبر؛ ببساطة لم يكن هناك تغيير في جوهر ممارسته، لأنه في نفس العصر لم يقم الله بأي عمل أجدد، ومتطلباته من الإنسان كانت فقط الاحتمال والصبر أو حمل الصليب. بعيدًا عن هذه الممارسات، لم تكن هناك رؤى أعلى من صلب يسوع. في الماضي، لم يكن هناك ذكر لرؤى أخرى لأن الله لم يقم بقدر كبير من العمل، ولأنه قام فقط بتقديم متطلبات محدودة من الإنسان. بهذه الطريقة، وبغض النظر عما فعله الإنسان، كان عاجزًا عن تجاوز هذه الحدود، الحدود التي لم تكن إلا مجرد أمور بسيطة وضحلة يجب على الإنسان ممارستها. اليوم أتكلم عن رؤى أخرى لأن اليوم المزيد من العمل قد تم، وهو العمل الذي يتجاوز بعدة مرات عمل عصر النعمة وعصر الناموس. كما أن المتطلبات من الإنسان أيضًا أعلى بكثير من العصور الماضية. إن كان الإنسان عاجزًا عن معرفة هذا العمل بالكامل، فلن يكون ذا أهمية كبيرة؛ يمكن أن يقال إن الإنسان سيلاقي صعوبة في معرفة هذا العمل بالكامل إن لم يكرس مجهود عمره له. في عمل الإخضاع، التكلم عن مسار الممارسة فقط لإخضاع الإنسان أمر مستحيل. مجرد التكلم عن الرؤى بدون أية متطلبات من الإنسان سيجعل أيضًا إخضاع الإنسان مستحيلاً. لو لم نتكلم عن شيء إلا طريق الممارسة، سيكون من المستحيل أن نضرب نقطة ضعف الإنسان غير المنيعة، أو إزالة تصورات الإنسان، ومن ثم سيكون من المستحيل أيضًا أن يتم إخضاع الإنسان بالكامل. الرؤى هي الأداة الرئيسية لإخضاع الإنسان، ومع ذلك لو لم يكن هناك طريق للممارسة بخلاف الرؤى، لما نال الإنسان أي طريقة للاتباع، فضلاً عن أنه لن يكون لديه أية وسائل للدخول. كان هذا هو مبدأ عمل الله من البداية إلى النهاية: في الرؤى هناك ما يمكن ممارسته، وهناك أيضًا الكثير من الرؤى بالإضافة إلى الممارسة. درجة التغيرات في حياة الإنسان وشخصيته تصاحبها تغيرات في الرؤى. لو اعتمد الإنسان فقط على جهوده، سيكون من المستحيل عليه أن يصل لأية درجة عظيمة من التغيير. تتكلم الرؤى عن عمل الله نفسه وتدبيره. تشير الممارسة إلى طريق ممارسة الإنسان وطريقة وجوده؛ في كل تدبير الله، العلاقة بين الرؤى والممارسة هي العلاقة بين الله والإنسان. لو أُزيلت الرؤى، أو لو تم التكلم عنها بدون التحدث عن الممارسة، أو لو كانت هناك فقط رؤى وتم القضاء على ممارسة الإنسان، فإن هذه الأمور لا يمكن اعتبارها تدبير الله فضلاً عن أنه لا يمكننا أن نقول إن عمل الله من أجل البشرية؛ بهذه الطريقة، لا تتم إزالة واجب الإنسان فحسب، بل أيضًا يتم إنكار هدف عمل الله. لو طُلبت من الإنسان فقط مجرد الممارسة من البداية للنهاية دون تضمين عمل الله، ولو لم يُطلب من الإنسان معرفة عمل الله، لما أمكن تسمية هذا العمل تدبير الله. لو لم يعرف الإنسان الله، وكان جاهلاً بمشيئته، ونفذ ممارسته بعمى بطريقة مجردة وعشوائية، لما صار أبدًا مخلوقًا مؤهلاً بالكامل. وعليه، هذان الأمران لا غنى عنهما. لو كان هناك فقط عمل الله، أي لو كان هناك فقط رؤى ولم يكن هناك تعاون أو ممارسة من طرف الإنسان، لما أمكن أن نطلق على هذه الأمور تدبير الله. لو كانت هناك فقط ممارسة الإنسان ودخوله، فبغض النظر عن مدى علو طريق دخول الإنسان، لكان هذا أيضًا أمرًا غير مقبول. يجب أن يتغير دخول الإنسان بالتدريج جنبًا إلى جنب مع العمل والرؤى؛ لا يمكن أن يتغير في نزوة. مبادئ ممارسة عمل الإنسان ليست حرة وغير مقيدة، بل هي موضوعة داخل حدود معينة. تلك المبادئ تتغير وفقًا لرؤى العمل. لذلك تدبير الله يُقلص في النهاية إلى عمل الله وممارسة الإنسان.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 155
لقد تحقق عمل التدبير فقط بسبب البشرية، مما يعني أنه أُنتج فقط بوجود البشرية. لم يكن هناك تدبير قبل البشرية، أو في البداية، عندما خلقت السماوات والأرض وكل الأشياء. في كل عمل الله، لو لم يكن هناك ممارسة نافعة للإنسان، أي، لو لم يطلب الله متطلبات مناسبة من البشرية الفاسدة (لو، في العمل الذي قام به الله، لم يكن هناك طريق مناسب لممارسة الإنسان)، فهذا العمل لا يمكن أن يُطلق عليه تدبير الله. إن تضمن عمل الله كله إخبار البشرية الفاسدة بكيفية أداء ممارستهم، ولم ينفذ الله أي شيء من مشروعه، ولم يُظهر ذرة من كلية قدرته أو حكمته، فلا يهم إذًا مدى علو متطلبات الله من الإنسان، ولا يهم طول المدة التي عاشها الله بين البشر، إذ لما كان الإنسان سيعرف شيئًا من شخصية الله؛ إن كان هذا هو الحال، فالعمل من هذا النوع سيكون أقل استحقاقًا من أن يُطلق عليه "تدبير الله." لنبسط القول نقول إن عمل تدبير الله هو العمل الذي يقوم به الله، وكل العمل الذي يتم تنفيذه تحت إرشاد الله من قبل أولئك الذين ربحهم الله. هذا العمل يمكن تلخيصه كتدبير، وهو يشير إلى عمل الله بين البشر، وأيضًا تعاون أولئك الذين يتبعونه معه؛ كل هذه الأمور معًا يمكن أن يُطلق عليها تدبيرًا. هنا، عمل الله يُسمى رؤى، وتعاون الإنسان يُسمى ممارسة. كلما سما عمل الله (أي كلما كانت الرؤى أسمى)، اتضحت شخصية الله للإنسان، وكانت متناقضة مع تصورات الإنسان، وأعلى من ممارسته وتعاونه. كلما علت متطلبات الإنسان، تعارض عمل الله مع تصورات الإنسان، ونتيجة لهذا فإن تجارب الإنسان والمعايير المطلوب منه تحقيقها، تصير أيضًا أعلى. في ختام هذا العمل، سوف تكتمل كل الرؤى، وما ينبغي على الإنسان ممارسته سيصل إلى ذروة الكمال. سيكون هذا أيضًا هو الوقت الذي يتم فيه تصنيف كل واحد حسب نوعه، لأن ما ينبغي على الإنسان أن يعرفه سيكون قد اتضح له. لذلك عندما تصل الرؤى لأوجها، سيصل العمل تباعًا لنهايته، وستصل ممارسة الإنسان أيضًا إلى ذروتها. ممارسة الإنسان مبنية على عمل الله، وتدبير الله مُعبر عنه بالتمام فقط بفضل ممارسة الإنسان وتعاونه. الإنسان هو تحفة عرض عمل الله، وهو هدف عمل تدبير الله كله، وأيضًا نتاج تدبير الله الكلي. إن عمل الله بمفرده، بدون تعاون الإنسان، لما وُجد شيء يكون بمثابة تبلور لعمله الكلي، وبهذه الطريقة لما كانت هناك أدنى أهمية لتدبير الله. فقط من خلال اختيار هدف مناسب خارج عمل الله، هدف يمكنه التعبير عن هذا العمل، وإثبات كلية قدرته وحكمته، صار من الممكن تحقيق هدف تدبير الله وتحقيق هدف استخدام كل هذا العمل لهزيمة الشيطان بالكامل. وعليه فإن الإنسان جزء لا غنى عنه في عمل تدبير الله، والإنسان هو الوحيد الذي بإمكانه جعل تدبير الله يثمر ويحقق هدفه النهائي؛ فيما عدا الإنسان، لا يوجد شكل حياة آخر يمكنه أن يتقلد هذا الدور. من أجل أن يصير الإنسان التبلور الحقيقي لعمل التدبير، يجب التخلص من عصيان البشرية الفاسدة بالكامل. هذا يتطلب أن تُعطى للإنسان ممارسة مناسبة لأوقات مختلفة وأن يقوم الله بتنفيذ العمل ذي الصلة بين البشر. وفي نهاية الأمر لن تُربح مجموعة من الناس الذين يبلورون عمل التدبير إلا بهذه الطريقة فقط. عمل الله بين البشر لا يمكن أن يشهد لله نفسه فقط من خلال عمل الله وحده؛ حيث تتطلب هذه الشهادة أيضًا أُناسًا أحياءً مناسبين لكي يتم تحقيق عمله فيهم. سيعمل الله أولاً على هؤلاء الناس، الذين من خلالهم سيتم التعبير عن عمله، وهكذا فإن هذه الشهادة عن مشيئته ستُقدم بين المخلوقات. وفي هذا، سيكون الله قد حقق هدف عمله. لا يعمل الله منفردًا لهزيمة الشيطان لأنه لا يمكنه أن يقدم شهادة مباشرة لنفسه بين كل المخلوقات. إن فعل هذا، لكان من المستحيل أن يتم إقناع الإنسان، لذلك يجب على الله أن يعمل على الإنسان ليخضعه، وبعدها فقط يصير قادرًا على ربح شهادة بين المخلوقات كافة. إن عمل الله وحده، ولم يكن هناك تعاون من إنسان، وإن لم يكن مطلوبًا من الإنسان أن يتعاون، لما استطاع الإنسان أبدًا أن يعرف شخصية الله، وكان سيظل دائمًا على غير دراية بمشيئته؛ بهذه الطريقة، لما أُطلق عليه عمل تدبير الله. لو كان الإنسان وحده يكافح، ويسعى ويعمل بجد، ولكنه لم يفهم عمل الله، بهذه الطريقة وكأن الإنسان يعبث. بدون عمل الروح القدس، يكون ما يقوم به الإنسان من الشيطان، فهو عاصٍ وفاعل شر؛ والشيطان ظاهر في كل ما تفعله البشرية الفاسدة، ولا يوجد شيء متوافق مع الله، وجميعها تجليات للشيطان. لا شيء مما تحدثنا عنه يخلو من الرؤى والممارسة. على أساس الرؤى، يجد الإنسان الممارسة وطريق الطاعة، وبذلك يتخلى عن تصوراته ويربح تلك الأشياء التي لم تكن لديه في الماضي. يطلب الله أن يتعاون الإنسان معه، وأن يخضع بالكامل لمتطلباته، ويطلب الإنسان أن يرى العمل الذي يقوم به الله بنفسه، ويختبر قوة الله القادرة، ويعرف شخصيته. باختصار هذه الأشياء هي تدبير الله. اتحاد الله مع الإنسان هو التدبير، وهو أعظم تدبير.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 156
ما يتضمن رؤى يشير بصورة أساسية لله نفسه، وما يتضمن ممارسة ينبغي أن يشير للإنسان ولا يتعلق بالله. عمل الله يكمله الله بنفسه، وممارسة الإنسان يحققها الإنسان بنفسه. ما ينبغي أن يقوم به الله نفسه لا يحتاج أن يقوم به الإنسان، وما ينبغي على الإنسان ممارسته لا يتعلق بالله. عمل الله هو خدمته الخاصة، ولا يتعلق بالإنسان. لا يحتاج أن يتم هذا العمل من خلال إنسان، بالإضافة إلى أن الإنسان لن يكون قادرًا على القيام بالعمل الذي يقوم به الله. ما يُطلب من الإنسان ممارسته يجب أن يحققه الإنسان، سواء كانت التضحية بحياته، أو تسليم نفسه للشيطان ليكون شاهدًا – هذه كلها يجب على الإنسان تحقيقها. يكمل الله بنفسه كل العمل الذي من المفترض أن يقوم به، وما ينبغي على الإنسان القيام به يتضح للإنسان وباقي العمل يُترك للإنسان. لا يقوم الله بعمل إضافي. يقوم فقط بالعمل الموجود في حدود خدمته، ويظهر فقط للإنسان الطريق، ويقوم فقط بعمل فتح الطريق، ولا يقوم بعمل تمهيد السبيل؛ يجب على الإنسان أن يفهم هذا. ممارسة الحق تعني ممارسة كلمات الله، وكل هذا هو واجب الإنسان، هذا ما ينبغي على الإنسان القيام به وهو أمر لا يتعلق بالله. إذا طلب الإنسان أن يقاسي الله أيضًا العذاب والتنقية في الحق، بنفس الطريقة التي يقاسي بها الإنسان، فالإنسان إذًا عاصٍ. عمل الله هو أداء خدمته، وواجب الإنسان هو طاعة كل إرشاد الله دون مقاومة. ما يجب على الإنسان تحقيقه هو لزام عليه، بغض النظر عن الأسلوب الذي يعمل به الله أو يحيا. الله وحده فقط يمكنه أن يطلب متطلبات من الإنسان، أي أن الله وحده هو من يصلح لطلب متطلبات من الإنسان. لا ينبغي على الإنسان أن يكون له خيار، ولا يجب عليه فعل أي شيء إلا الخضوع والممارسة بالكامل؛ هذا هو المنطق الذي يجب أن يملكه الإنسان. بمجرد أن يكتمل العمل الذي ينبغي على الله القيام به، يُطلب من الإنسان أن يختبره، خطوة بخطوة. ولو، في النهاية، عندما يكتمل كل تدبير الله، لم يفعل الإنسان ما طلبه الله منه، ينبغي أن يُعَاقَب الإنسان. لو لم يستوفِ الإنسان متطلبات الله، فهذا بسبب عصيانه؛ وهذا لا يعني أن الله لم يكن شاملاً بما يكفي في عمله. كل الأشخاص الذين لا يمكنهم ممارسة كلمات الله، وتحقيق متطلباته، وتقديم ولائهم وأداء واجبهم، سيعاقبون. اليوم، المطلوب منكم تحقيقه ليس متطلبات إضافية، بل واجب الإنسان، وهو ما ينبغي على كل الناس القيام به. إن كنتم غير قادرين حتى على أداء واجبكم، أو على أدائه بصورة جيدة، أفلا تجلبون المتاعب لأنفسكم؟ ألا تعجلون بالموت؟ كيف ما زلتم تتوقعون مستقبلاً وتطلعات؟ عمل الله هو من أجل البشرية، وتعاون الإنسان هو من أجل تدبير الله. بعد أن يقوم الله بكل ما ينبغي أن يقوم به، يُطلَب من الإنسان ألا يكون محدودًا في ممارسته، وأن يتعاون مع الله. في عمل الله، لا ينبغي على الإنسان بذل أي جهد، بل يجب أن يقدم ولاءه ولا ينخرط في تصورات عديدة، أو يجلس منتظرًا الموت. يمكن أن يضحي الله بنفسه من أجل الإنسان، فلماذا لا يمكن أن يقدم الإنسان ولاءه لله؟ لله قلب واحد وعقل واحد تجاه الإنسان، فلماذا لا يمكن للإنسان أن يقدم القليل من التعاون؟ يعمل الله من أجل البشر، فلماذا لا يستطيع الإنسان أن يؤدي بعضًا من واجبه من أجل تدبير الله؟ لقد وصل عمل الله لهذا المدى، وأنتم ما زلتم مشاهدين لا فاعلين، تسمعون ولا تتحركون. أليس مثل هؤلاء الناس كائنات للهلاك؟ كرس الله نفسه كلها من أجل الإنسان، فلماذا اليوم الإنسان عاجز عن أداء واجبه بجد؟ بالنسبة لله، عمله هو أولويته، وعمل تدبيره ذو أهمية قصوى. بالنسبة للإنسان ممارسة كلمات الله واستيفاء متطلباته هي أولويته. هذا ما ينبغي عليكم جميعًا أن تفهموه. الكلمات التي قيلت لكم قد وصلت إلى صميمكم، وعمل الله قد دخل لمكان غير مسبوق. العديد من الناس ما زالوا لا يفهمون حق أو زيف هذا الطريق؛ ما زالوا منتظرين ومشاهدين، ولا يؤدون واجبهم. بل يفحصون كل كلمة وتصرف من الله، يركزون على ما يأكله وما يلبس الله، وتصير تصوراتهم أكثر إيلامًا. ألا يصنع الناس ضجيجًا من لا شيء؟ كيف يمكن أن يكون هؤلاء الناس هم من يسعون وراء الله؟ والآن كيف يمكنهم أن يكونوا مَن عندهم النيّة للخضوع لله؟ يضعون ولائهم وواجبهم خلف عقلهم، ويركزون على مكان وجود الله. إنهم عار! لو فهم الإنسان كل ما يُفترض عليه فهمه، ومارس كل ما يُفترض عليه ممارسته، فبكل تأكيد سينعم الله عليه ببركاته، لأن المطلوب من الإنسان هو واجبه وهو ما ينبغي على الإنسان القيام به. إن كان الإنسان غير قادر على فهم ما ينبغي عليه فهمه، وغير قادر على ممارسة ما ينبغي عليه ممارسته، فسيُعاقب. أولئك الذين لا يتعاونون مع الله هم في عداوة معه، وأولئك الذين لا يقبلون عمله الجديد ويعارضونه، على الرغم من أن أولئك الأشخاص لا يفعلون شيئًا يبدو أنه معارضة له بوضوح. كل من لا يمارسون الحق المطلوب من الله هم أناس يعارضون كلماته عمدًا ولا يطيعونها، حتى لو كان هؤلاء الناس يعيرون انتباهًا خاصًّا إلى عمل الروح القدس. الناس الذين لا يطيعون كلمات الله ويخضعون لله هم عصاة ومعارضون لله. الناس الذين لا يؤدون واجبهم ولا يتعاونون مع الله، والناس الذين لا يتعاونون مع الله هم أولئك الذين لا يقبلون عمل الروح القدس.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 157
عندما يصل عمل الله لنقطة معينة، وعندما يصل تدبيره لنقطة معينة، أولئك الذين بحسب قلبه سيكونون جميعًا قادرين على استيفاء متطلباته. يقدم الله متطلبات من الإنسان وفقًا لمعاييره، ووفقًا لما يستطيع الإنسان تحقيقه. بينما نتكلم عن تدبير الله، فهو أيضًا يرشد الإنسان الطريق ويمده بسبيل النجاة. تدبير الله وممارسة الإنسان كلاهما نفس مرحلة العمل، ويتم تنفيذهما جنبًا إلى جنب. التكلم عن تدبير الله يتلامس مع تغييرات في شخصية الإنسان، والتكلم عما ينبغي على الإنسان القيام به والتغييرات في شخصيته يتلامس مع عمل الله؛ ليس ثمة وقت لانفصال هذين الأمرين. ممارسة الإنسان متغيرة، خطوة بخطوة. هذا لأن متطلبات الله من الإنسان تتغير أيضًا، ولأن عمل الله يستمر في التغير والتقدم. إن ظلت ممارسة الإنسان واقعة في شرك العقيدة، فهذا يثبت أنه يفتقر إلى عمل الله وإرشاده؛ لو لم تتغير ممارسة الإنسان أو تتعمق، فهذا يثبت أن الممارسة التي ينفذها الإنسان هي وفقًا لمشيئته وليست ممارسة الحق؛ لو لم يكن لدى الإنسان طريق ليتبعه، فهو قد سقط بالفعل في يد الشيطان وقد سيطر عليه، مما يعني أنه مسيطر عليه من الروح الشرير. لو لم تتعمق ممارسة الإنسان، لن يتطور عمل الله، ولو لم يكن هناك تغيير في عمل الله، سينتهي دخول الإنسان. هذا أمر حتمي. أثناء عمل الله كله، لو لم يلتزم الإنسان بناموس يهوه، لن يتقدم عمل الله، فضلاً عن أنه لن يكون من الممكن إنهاء العصر بأسره. لو حمل الإنسان الصليب دائمًا ومارس الصبر والاتضاع، سيكون من المستحيل أن يستمر عمل الله في التقدم. ستة آلاف عام من التدبير لا يمكنها ببساطة الإتيان بنهاية بين الناس الذين يلتزمون فقط بالناموس، أو يحملون فقط الصليب أو يمارسون الصبر والاتضاع. بل يتم اختتام عمل تدبير الله الكلي بين أولئك الذين يعيشون في الأيام الأخيرة، الذين يعرفون الله، وقد تحرروا من قبضة الشيطان، وتخلصوا بالتمام من تأثيره. هذا هو الاتجاه الحتمي لعمل الله. لماذا يُقال إن ممارسة أولئك الذين في الكنائس الدينية عتيقة الطراز؟ هذا لأن ما يمارسونه منفصل عن عمل اليوم. في عصر النعمة، ما كان يمارسونه كان صحيحًا، ولكن لأن العصر قد مر، قد تغير عمل الله، وصارت ممارستهم عتيقة الطراز تدريجيًّا. لقد تخلف إلى الوراء بسبب العمل الجديد والنور الجديد. بناءً على أساسه الأصلي، تقدم عمل الروح القدس عدة خطوات أعمق. ومع ذلك هؤلاء الناس ما زالوا عالقين في مرحلة عمل الله الأصلية، وما زالوا متمسكين بالممارسات القديمة والنور القديم. يمكن أن يتغير عمل الله بصورة ضخمة في ثلاثة أو خمسة أعوام، أفلا تحدث تغييرات أعظم على مدار 2000 عام؟ لو لم يكن للإنسان نور جديد أو ممارسات جديدة، فهذا يعني أنه لم يواكب عمل الروح القدس. هذا هو فشل الإنسان؛ وجود عمل الله الجديد لا يمكن إنكاره، لأن، اليوم، أولئك الذين لديهم عمل الروح القدس الأصلي ما زالوا ملتزمين بممارسات عتيقة الطراز. يتقدم عمل الروح القدس دائمًا للأمام، وكل من هم في تيار الروح القدس ينبغي عليهم أيضًا التقدم بصورة أعمق والتغير، خطوة بخطوة. لا ينبغي عليهم التوقف عند مرحلة واحدة. أولئك الذين لا يعرفون عمل الروح القدس سيظلون في عمله الأصلي، ولن يقبلوا عمله الجديد. فقط أولئك العصاة سيعجزون عن الحصول على عمل الروح القدس الجديد. لو لم تحتفظ ممارسة الإنسان بمسايرة عمل الروح القدس الجديد، فبالتأكيد ممارسة الإنسان ستكون منفصلة عن عمل اليوم، وغير متوافقة معه. أناس عتيقو الطراز مثل هؤلاء عاجزون ببساطة عن تحقيق مشيئة الله، فضلاً عن أنهم لا يمكن أن يكونوا آخر أشخاص يتمسكون بشهادته. بالإضافة إلى أنه لا يمكن اختتام عمل التدبير الكلي بين مجموعة مثل هذه من الناس. بالنسبة لأولئك الذين حفظوا ناموس يهوه مرة، وأولئك الذين عانوا من أجل الصليب مرةً، لو لم يقبلوا مرحلة عمل الأيام الأخيرة، فكل ما فعلوه سيذهب سدى ويكون بلا جدوى. أوضح تعبير لعمل الروح القدس هو في اعتناق هنا والآن، وليس في التعلق بالماضي. أولئك الذين لم يواكبوا عمل اليوم، وصاروا منفصلين عن ممارسات اليوم، هم أولئك الذين يعارضون عمل الروح القدس ولا يقبلونه. أناس مثل هؤلاء يتحدون عمل الله الحالي. على الرغم من أنهم تمسكوا بنور الماضي، فهذا لا يعني أنه من الممكن أن ينكروا أنهم لا يعرفون عمل الروح القدس. لماذا كان هناك الكثير من هذا الحديث كله عن التغيرات في ممارسة الإنسان أو الاختلافات في الممارسة بين الماضي والحاضر، وكيف كان يتم تنفيذ الممارسة أثناء العصر السابق، واليوم؟ هذه الانقسامات في ممارسة الإنسان دائمًا يتم التكلم عنها بسبب أن عمل الروح القدس يمضي قدمًا باستمرار، وهكذا فإنه مطلوب من ممارسة الإنسان أن تتغير باستمرار. إن ظل الإنسان عالقًا في مرحلة واحدة، فهذا يثبت أنه غير قادر على مواكبة عمل الله ونوره الجديدين؛ لكن هذا لا يثبت أن خطة تدبير الله لم تتغير. أولئك الموجودون خارج تيار الروح القدس دائمًا يظنون أنهم على صواب، ولكن في الواقع، عمل الله فيهم قد توقف منذ زمن بعيد، وعمل الروح القدس غائب عنهم. تحول عمل الله منذ مدة طويلة إلى جماعة أخرى من الناس، جماعة ينوي أن يكمل عمله الجديد فيها. لأن أولئك المتدينين عاجزون عن قبول عمل الله الجديد، ومتمسكون فقط بعمل الماضي القديم لذلك هجرهم الله، وهو يقوم بعمله الجديد على أناس يقبلون هذا العمل الجديد. هؤلاء هم الناس الذين يتعاونون مع عمله الجديد، وبهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق تدبيره. يمضي تدبير الله دائمًا قدمًا، وترتفع ممارسة الإنسان دائمًا إلى مستوى أعلى. يعمل الله دائمًا، والإنسان في احتياج دائمًا، لكي يصل كل منهما لأوجه، الإنسان والله في اتحاد كامل. هذا هو التعبير عن تحقيق عمل الله، والعاقبة النهائية لتدبير الله الكلي.
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 158
في كل مرحلة من مراحل عمل الله هناك أيضًا متطلبات مقابلة من الإنسان. كل من هم داخل تيار الروح القدس يمتلكهم حضور وانضباط الروح القدس، ومن ليسوا في داخل تيار الروح القدس هم تحت إمرة الشيطان، وبدون أي عمل للروح القدس. الناس الموجودون في تيار الروح القدس هم من يقبلون عمل الله الجديد، وهم أولئك الأشخاص الذين يتعاونون مع عمله الجديد. إن كان أولئك الذين هم في هذا التيار عاجزين عن التعاون، وغير قادرين على ممارسة الحق الذي طلبه الله أثناء هذا الزمن، فسيؤدبون، وعلى الأسوأ سيهجرهم الروح القدس. أولئك الذين يقبلون عمل الروح القدس الجديد، سيعيشون داخل تيار الروح القدس، وينالون رعايته وحمايته. أولئك الراغبون في ممارسة الحق يستنيرون بالروح القدس، ومن لا يرغبون في ممارسة الحق يؤدبهم الروح القدس، وقد يعاقبهم. بغض النظر عن نوع شخصيتهم، شريطةَ أنهم داخل تيار الروح القدس، سيتولى الله مسؤولية جميع من يقبلون عمله الجديد من أجل اسمه. أولئك الذين يمجدون اسمه وراغبون في ممارسة كلماته سينالون بركاته؛ أولئك الذين يعصونه ولا يمارسون كلماته سينالون عقابه. الناس الذين في داخل تيار الروح القدس هم من يقبلون العمل الجديد، وحيث أنهم قد قبلوا العمل الجديد، ينبغي عليهم أن يتعاونوا بصورة مناسبة مع الله وألا يتصرفوا كالعصاة الذين لا يؤدون واجبهم. هذا هو شرط الله الوحيد من الإنسان. أما من جهة الناس الذين لا يقبلون العمل الجديد: هم خارج تيار الروح القدس، وتأديب وعتاب الروح القدس لا ينطبق عليهم. يحيا هؤلاء الناس بطول اليوم داخل الجسد، يعيشون داخل عقولهم، وكل ما يفعلونه يكون وفقًا للعقيدة الناتجة عن تحليل وبحث أذهانهم. هذه ليست متطلبات عمل الروح القدس الجديد، فضلاً عن أنها ليست تعاونًا مع الله. أولئك الذين لا يقبلون عمل الله الجديد يفتقرون إلى حضور الله، وأيضًا يخلون من بركات الله وحمايته. معظم كلماتهم وأفعالهم تتمسك بمتطلبات عمل الروح القدس في الماضي؛ إنها عقيدة وليست حقًّا. هذه العقيدة وهذه الشريعة تكفي لإثبات أن الشيء الوحيد الذي يجمعهم هو الدين؛ هم ليسوا مختارين، أو أهداف عمل الله. تَجَمُّع كل أولئك فيما بينهم يمكن أن يُسمى فقط تجمُعًا كبيرًا للدين، ولا يمكن أن يُسمى كنيسة. هذه حقيقة غير قابلة للتغير. ليس لديهم عمل الروح القدس الجديد؛ ما يفعلونه تفوح منه رائحة الدين؛ ما يعيشون يبدو مفعماً بالدين؛ لا يملكون حضور وعمل الروح القدس، فضلاً عن أنهم غير مؤهلين أن ينالوا تأديب أو استنارة الروح القدس. هؤلاء الناس هم جثث بلا حياة، وديدان خالية من الروحانية. ليس لديهم معرفة عن عصيان الإنسان ومعارضته، وليس لديهم معرفة عن كل شر الإنسان، فضلاً عن أنهم ليس لديهم معرفة عن كل عمل الله ومشيئته الحالية. جميعهم جهال، ووضعاء، ودنسون وغير مؤهلين أن يُطلق عليهم مؤمنين! ولا شيء مما يفعلونه له وزنة في تدبير الله بل يضعف خططه. كلماتهم وأفعالهم مثيرة للاشمئزاز والشفقة، وببساطة لا تستحق أن تُذكر. لا شيء يفعله أولئك الذين ليسوا داخل تيار الروح القدس يتعلق بعمل الروح القدس الجديد. لهذا السبب، لا يهم ما يفعلونه، فهم بلا تأديب الروح القدس واستنارته. لأنهم جميعًا أناس ليس لديهم محبة للحق، وقد مقتهم ورفضهم الروح القدس. يُطلق عليهم فاعلي شر لأنهم يسيرون في الجسد، ويفعلون ما يرضيهم تحت لافتة الله. بينما يعمل الله، يعادونه عمدًا، ويركضون في الاتجاه المعاكس له. تقاعُس الناس عن التعاون مع الله هو عصيان فائق في حد ذاته، ألن ينال أولئك الناس الذين يتعمدون معارضة الله إذًا ضيقتهم العادلة؟
من "عمل الله وممارسة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 159
يجب عليكم أن تتعرفوا على رؤية عمل الله وأن تدركوا الاتجاه العام لعمله. هذا هو الدخول بطريقة إيجابية؛ فحالما تتقن حقائق الرؤية اتقانًا دقيقًا، سيكون دخولك آمنًا، وبغض النظر عن كيفية تغيير عمل الله، ستبقى ثابتاً في قلبك، متفهمًا للرؤية، وسيكون لدخولك وسعيك هدفٌ. وبهذه الطريقة، ستتعمّق كلُّ خبرة ومعرفة داخلك وتصبح أكثر نقاوة. وحالما تستوعب الصورة الأكبر كاملة، لن تعاني من خسائر في الحياة ولن تضل. إذا لم تتعرّف على خطوات العمل هذه فسوف تتكبد خسارة في كل منها. لا يمكنك التراجع في غضون أيام قليلة، ولن تتمكن حتى من الشروع في المسار الصحيح في غضون بضعة أسابيع. ألن يؤدي هذا إلى التعطيل؟ يحدث قدرٌ كبيرٌ من الدخول بطريقة إيجابية من مثل هذه الممارسات التي عليكم إتقانها، كما وعليك أيضًا فهم الكثير من النقاط التي تتعلق برؤية عمله، كأهمية عمله في الإخضاع، وطريق نيل الكمال مستقبلاً، وما يجب أن يتحقق من خلال اختبار التجارب والمحن، وأهمية الدينونة والتوبيخ، ومبادئ عمل الروح القدس، ومبادئ التكميل والإخضاع. هذه كلها حقائق الرؤية. أما البقية فهي مراحل العمل الثلاث في عصر الناموس، وعصر النعمة، وعصر الملكوت، وكذلك الشهادة المستقبلية. هذه أيضًا هي حقائق متعلقة بالرؤية، وهي أساسية ومهمة للغاية. وفي الوقت الحالي، يوجد الكثير مما يجب عليكم الدخول فيه وممارسته، وهو الآن مرتّبٌ ومفصّلٌ بدرجة أكبر. إذا لم تكن لديك معرفة بهذه الحقائق، فهذا دليل على أنك لم تدخل بعد. إن معرفة الإنسان بالحقيقة تكون في معظم الأحيان ضحلة جدًا، إذ لا يقدر الإنسان على ممارسة حقائق جوهرية بعينها ولا يعرف حتى كيفية التعامل مع المسائل التافهة. والسبب في عدم قدرة الإنسان على ممارسة الحق يرجع إلى شخصيته التي يغلب عليها العصيان، ولأن معرفته بعمل اليوم هي سطحية وأحادية الجانب للغاية. ومن ثمَّ، فإن تكميل الإنسان ليس بالمهمة السهلة. إن عصيانك عظيمٌ جدًا، وما زلت تحتفظ بالكثير من ذاتك القديمة، وغير قادر على الوقوف في جانب الحق، وغير قادر على ممارسة حتى أكثر الحقائق وضوحًا. لا يمكن خلاص مثل هؤلاء الناس، وهم أولئك الذين لم يُخضَعوا بعد. إذا لم يكن دخولك مُفصَّلاً وهادفًا، فسيكون نموك بطيئًا. فإذا لم يتحلّ دخولك بالقدر الأدنى من الواقعية، فسيكون سعيك بلا جدوى. وإذا كنت غير مدرك لجوهر الحق، فستبقى على حالك. يتحقق النمو في حياة الإنسان والتغييرات في شخصيته من خلال الدخول إلى الحقيقة، ويتحقق بالأكثر من خلال الدخول في خبرات مُفصَّلة. وستتغير شخصيتك بسرعة إذا كان لديك الكثير من الخبرات المُفصَّلة أثناء دخولك، والكثير من المعرفة والدخول الفعليين. حتى وإن لم تكن لديك فكرة واضحة للغاية حول الممارسة في الوقت الراهن، يجب أن تكون لك على الأقل فكرة واضحة عما يخص رؤية العمل. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلن تكون قادرًا على الدخول، ولن تكون قادرًا على القيام بذلك ما لم تكن لديك معرفة بالحق أولاً. ستكتسب فهمًا أعمق للحق وتدخل بعمق أكثر فقط إذا أنارك الروح القدس في خبرتك. عليكم أن تتعرّفوا على عمل الله.
من "وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسّد وواجب الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 160
في البداية، خدم بنو إسرائيل بعد خلق البشرية كأساس للعمل، وكانت إسرائيل كلها أساس عمل يهوه على الأرض. تجلّى عمل يهوه في القيادة المباشرة للإنسان ورعايته من خلال وضع نواميس تُمكِّنُ الإنسان من عيش حياة طبيعية وعبادة يهوه على الأرض بأسلوب طبيعي. كان الله في عصر الناموس غير مرئي أو ملموس من قِبَل الإنسان. كان فقط يقود الناس الذين أفسدهم الشيطان أولاً، وكان هناك ليُعَلِّمَ ويرعى هؤلاء الأشخاص، لذلك كانت الأقوال التي تفوّه بها تخص فقط التشريعات والفرائض والمعرفة العامة لعيش الحياةٍ كإنسان، ولم يتكلم على الإطلاق بحقائق تدعم حياة الإنسان. لم يكن بنو إسرائيل تحت قيادة الله فاسدين للغاية بسبب الشيطان. كان عمل ناموسه هو فقط المرحلة الأولى في عمل الخلاص، بل وبداية عمل الخلاص، ولم يكن له أية علاقة من الناحية العملية بالتغييرات في حياة شخصية الإنسان. لذلك، لم تكن له حاجة في بداية عمل الخلاص لكي يأخذ جسدًا لعمله في إسرائيل. لهذا تطلّب وسيطًا، أي أداة يتواصل من خلالها مع الإنسان. وهكذا، قام بين المخلوقات أناسٌ تكلّموا وعملوا نيابة عن يهوه، وبهذه الطريقة عمل بنو البشر والأنبياء بين الناس. عمل بنو البشر بين الناس باسم يهوه، وكانت حقيقة دعوة يهوه لهم تعني أنّهم وضعوا النواميس نيابة عنه وخدموا أيضًا ككهنة وسط بني إسرائيل. كان هؤلاء الناس كهنة محروسين ومحميين من يهوه، وقد عمل فيهم بروحه. كانوا قادة بين الناس وخدموا يهوه مباشرة، وكان الأنبياء، من ناحية أخرى، هم أولئك المكرسون لمخاطبة الناس نيابة عن يهوه في جميع البلدان والقبائل. وكانوا أيضًا من تنبّأ بعمله. سواء أكانوا من بني البشر أم الأنبياء، جميعهم أُقيموا بروح يهوه نفسه وكان عمل يهوه فيهم. كانوا من مثّل يهوه بين الناس مباشرة. وقد عملوا فقط لأنّ يهوه أقامهم وليس لأنهم كانوا الجسد الذي تجسد فيه الروح القدس ذاته. لذلك، مع أن بني البشر والأنبياء هؤلاء قد تكلموا وعملوا نيابة عن الله، لم يكونوا جسد الله المتجسِّد في عصر الناموس. حدث العكس تمامًا في عصر النعمة وفي المرحلة الأخيرة، لأن عمل خلاص الإنسان ودينونته قد نفّذهما الله المتجسد نفسه، ولهذا لم توجد حاجة لإقامة الأنبياء وبني البشر مرة أخرى للعمل نيابة عنه. لا توجد في نظر الإنسان فروقات جوهرية بين جوهر عملهم ووسائله. ولهذا السبب يخلط الإنسان دائمًا بين عمل الله المتجسِّد وعمل الأنبياء وبني البشر. فقد كان ظهور الله المتجسّد في الأساس هو نفسه ظهور الأنبياء وبني البشر، بل وكان الله المتجسّد طبيعيًا وواقعيًا بدرجة أكبر من الأنبياء. لهذا لا يقدر الإنسان تمامًا على التمييز بينهما. فالإنسان يركز على المظاهر فحسب، غير مدرك تمامًا أنه يوجد فرق كبير بينهما مع أن كلاهما يقوم بالتكلّم والعمل. وبما أن قدرة الإنسان على التمييز متواضعة للغاية، فلا يستطيع الإنسان تمييز القضايا الأساسية، وهو أضعف حتى من تمييز أمر مُعقّد للغاية. إن عمل الأنبياء وأقوالهم التي استخدمها الروح القدس قامت بواجب الإنسان، مؤدية وظيفته كمخلوق، وفعلت ما يجب على الإنسان فعله. إلا أن كلمة الله المتجسّد وعمله كانا لتأدية خدمته. مع أن شكله الخارجي كان مثل كائن مخلوق، إلا أن عمله لم يتمثل في أداء وظيفته إنما في خدمته. يُستخدم مصطلح "واجب" في إشارة إلى المخلوقات، في حين أن مصطلح "خدمة" يستخدم في إشارة إلى جسد الله المتجسّد. يوجد اختلاف جوهري بين الاثنين، ولا يمكن استبدال أحدهما بالآخر. يتمثل عمل الإنسان فقط في أداء واجبه، في حين أن عمل الله هو تدبير خدمته وإتمامها. لذلك، مع أن الروح القدس استخدم العديد من الرُسل وملأ الكثير من الأنبياء، إلا أن عملهم وأقوالهم كانت فقط لتنفيذ واجبهم كمخلوقات. مع أن نبوءاتهم قد تكون أعظم من طريق الحياة الذي تحدث عنه الله المتجسِّد، وحتى بشريتهم كانت أكثر سموًّا من بشرية الله المتجسِّد، إلا أنهم كانوا يؤدون واجبهم فحسب، ولم يكونوا يؤدّون خدمتهم. يشير واجب الإنسان إلى وظيفة الإنسان، وهو أمرٌ يمكن للإنسان تحقيقه. إلا أن الخدمة التي يؤديها الله المتجسِّد ترتبط بتدبيره، وهذا لا يمكن للإنسان تحقيقه. سواء أكان الله المتجسِّد يتكلم أم يعمل أم يُظهِر العجائب، فهو يقوم بالعمل العظيم في إطار تدبيره، ولا يمكن للإنسان القيام بهذا العمل بدلاً منه. يتمثل عمل الإنسان فقط في تنفيذ واجبه كمخلوق في مرحلة معينة من مراحل عمل تدبير الله. بدون تدبير الله، أي إذا لم تكن خدمة الله المتجسّد موجودة، سينتفي واجب المخلوق أيضًا. إن عمل الله في القيام بخدمته هو تدبير الإنسان، في حين أن تنفيذ الإنسان لواجبه يتمثل في الوفاء بالتزاماته تلبيةً لمطالب الخالق ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال تأدية لخدمة الشخص ذاته. من جهة جوهر الله المتأصل، أي روحُه، يُعد عملُ الله هو تدبيره، أما من جهة الله المتجسِّد الذي يلبس الشكل الخارجي لمخلوق، فيُعد عمله هو تأدية خدمته. أيًا كان العمل الذي يقوم به الله، فهو يعمله ليُنجزَ خدمته هو، وكل ما يستطيع فعله الإنسان هو أن يقدّم أفضل ما لديه في نطاق تدبير الله وتحت قيادته.
من "وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسّد وواجب الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 161
تكلم يسوع في عصر النعمة أيضًا وفعل الكثير. كيف اختلفَ عن إشعياء؟ وكيف اختلف عن دانيال؟ هل كان نبيًا؟ ولماذا قيل عنه إنه المسيح؟ ما أوجه الاختلاف بينهم؟ كانوا جميعهم أناسًا تفوّهوا بكلامٍ، وبدا كلامهم، كثيره أو قليله، للإنسان كأنه الكلام نفسه. كلهم تحدثوا وعملوا. تنبأ أنبياء العهد القديم بنبوءات، واستطاع يسوع أن يأتي بالمِثل. لِمَ الأمر على هذا النحو؟ إن التمييز هنا يعتمد على طبيعة العمل. لكي تميز هذا الأمر، لا يمكنك النظر إلى طبيعة الجسد وعليك ألا تفكر في عمق كلمات المرء أو سطحيتها. إنما عليك دائماً النظر أولاً لعمله والنتائج التي يحققها عمله في الإنسان، إذ لم تُشبِع النبوءات التي تكلم عنها الأنبياء آنذاك حياةَ الإنسان، وكانت الرسائل التي تلقاها أشخاصٌ مثل إشعياء ودانيال مجرد نبوءات ولم تكن طريق الحياة. لولا الوحي المباشر من يهوه، لما أمكن لأيٍّ من كان القيام بذاك العمل، فهو غير ممكن للبشر. تكلم يسوع أيضًا كثيرًا، لكن أقواله كانت طريق الحياة التي يمكن للإنسان أن يجد من خلالها سبيلاً لممارستها. هذا يعني أولاً، أن بإمكان يسوع أن يُشبع حياة الإنسان، لأن يسوع هو الحياة. ثانياً، يمكنه أن يغيّر انحرافات الإنسان. ثالثاً، أمكن لعمله أن يُنجح عمل يهوه ليكمل العصر. رابعًا، يمكن ليسوع استيعاب احتياجات الإنسان الداخلية وأن يفهم ما يفتقر إليه الإنسان. وخامسًا، يمكنه أن يبدأ عهدًا جديدًا ويختتم القديم. ولهذا السبب دُعِيَ يسوعُ اللهَ والمسيح. وهو ليس مختلف عن إشعياء فحسب، إنما عن جميع الأنبياء الآخرين أيضًا. خذ إشعياء فيما يخص عمل الأنبياء مثالاً. أولاً، لم يتمكن إشعياء من إشباع حياة الإنسان. ثانيًا، لم يتمكن من بدء عهد جديد. كان يعمل تحت قيادة يهوه وليس لبدء عهد جديد. ثالثًا، ما تحدث عنه بنفسه تجاوز إدراكه. كان يتلقى الإعلانات مباشرة من روح الله، ولم يفهمها البعضُ حتى بعد أن استمعوا إليها. هذه الأمورُ القليلة وحدها تكفي لإثبات أن أقوال إشعياء لم تكن سوى نبوءات، ولم تكن سوى أحد جوانب العمل المُنجَز باسم يهوه فحسب. ومع ذلك، فهو لا يستطيع أن يمثّل يهوه تمثيلاً كاملاً. كان خادم يهوه وأداة لعمله. كان يقوم بالعمل فقط في إطار عصر الناموس وفي نطاق عمل يهوه، ولم يعمل بعد عصر الناموس. أما عمل يسوع فكان مختلفًا. لقد تجاوز نطاق عمل يهوه. كان يعمل كالله المتجسد وخضع للصلب ليخلّص كل البشرية. وهذا يعني أنه قام بعمل جديد خارج العمل الذي قام به يهوه. وكانت هذه بداية عهد جديد. والأمر الآخر هو أنه استطاع التحدث بما لا يمكن للإنسان تحقيقه. كان عمله عملاً في إطار تدبير الله وشمل كل البشرية. لم يعمل فقط في عدد قليل من الناس، ولم يكن عمله لقيادة عدد محدود من الناس. أما كيف تجسَّد الله ليكون إنسانًا، وكيف أعطى الروح إعلاناتٍ حينها، وكيف نزل الروح على إنسانٍ ليقوم بالعمل، فهذه أمور لا يستطيع الإنسان رؤيتها أو لمسها. من المستحيل تمامًا أن تكون هذه الحقائق دليلاً على أنه الله المتجسِّد. ولهذا، لا يمكن التمييز إلا بالنظر إلى كلام الله وعمله، والتي هي أمورٌ ملموسة للإنسان. هذا فقط يُعد حقيقيًا. هذا لأن أمور الروح غير مرئية منك ولا تُدرَك إدراكًا جليّاً إلا من الله نفسه، وحتى جسد الله المتجسِّد لا يعرف الأشياء كلها. يمكنك فقط التحقق مما إذا كان هو الله من العمل الذي قام به. فمن خلال عمله، يمكن ملاحظة أنه أولاً قادر على فتح عهد جديد. وثانياً، هو قادر أن يشبع حياة الإنسان ويُريه الطريق ليتبعه. هذا كافٍ ليثبت أنه الله نفسه. على أقل تقدير، يمكن للعمل الذي يقوم به أن يمثّل روح الله تمامًا، ويمكن أن يُرى من عمل مثل هذا أن روح الله يسكنُ فيه. وبما أن العمل الذي قام به الله المتجسِّد كان أساسًا لبدء عهد وعمل جديدين، ولفتح عمل جديد، فهذه الأمور القليلة وحدها كافية لتثبت أنه الله نفسه. وهذا ما يميز يسوع عن إشعياء ودانيال والأنبياء الآخرين العظام. كان إشعياء ودانيال والآخرون جميعًا طبقة من الأشخاص المثقفين ورفيعي المستوى. كانوا أناسًا غير عاديين تحت قيادة يهوه. وكان جسد الله المتجسِّد أيضًا واسع الاطلاع ولا تنقصه الفطنة، لكن طبيعته البشرية كانت عادية على نحو خاص. كان إنسانًا عاديًا، ولم تستطع العين المجردة أن تميّز أي طبيعة خاصة لبشريته أو اكتشاف أي أمرٍ فيها يختلف عن طبيعة الآخرين. لم يكن خارقًا للطبيعة أو فريدًا على الإطلاق، ولم يتحلَّ بأي معرفة أو نظرية أو تعليمٍ سام. لم يكتسب الحياة التي تحدث عنها والطريق الذي سار فيه من خلال إدراكه لنظرية أو معرفة معينة، أو من خلال تجربة الحياة والتنشئة الأسرية. بالأحرى، كانت هذه كلها العمل المباشر للروح، الذي هو عمل الجسد المتجسِّد. هذا لأن الإنسان يحتفظ بمفاهيم عظيمة عن الله، وخاصة لأن هذه المفاهيم مكونة من عناصر غامضة كثيرة وخارقة للطبيعة، وفي نظر الإنسان، لا يمكن لإله عادي بضعف بشري، غير قادر على القيام بآيات وعجائب، أن يكون الله بالتأكيد. أليست هذه مفاهيم الإنسان الخاطئة؟ إذا كان جسد الله المتجسِّد ليس إنسانًا عاديًا، فكيف يُقال إذًا إنه صار جسدًا؟ أن يكون من جسدٍ يعني أن يكون إنسانًا عاديًا، فلو كان كائنًا متساميًا، لما كان من جسدٍ. ليثبت أنه بشر، احتاج الله المتجسِّد إلى أن يكون له جسد طبيعي، وكان هذا ببساطة لإكمال أهمية التجسّد. إلا أن الأمر لم يكن كذلك مع الأنبياء وبني البشر. كانوا أناسًا موهوبين ومُستَخدَمين من الروح القدس. وكانت بشريتهم في نظر الإنسان لها عظمتها الخاصة، إذ قاموا بالكثير من الأعمال التي تجاوزت الطبيعة البشرية العادية. لهذا السبب، اعتبرهم الإنسانُ مثل الله. لا بُدَّ وأنكم جميعًا تفهمون الآن كل هذه الأمور بوضوح، فهذا هو الأمر الأكثر حيرة لكل البشر في العصور الماضية. والتجسّد، فضلاً عن ذلك، هو الأكثر غموضًا بين كل الأشياء، والله المتجسِّد هو أصعب ما يمكن على الإنسان تقبّله. ما أقوله يفضي إلى إتمام وظيفتكم وفهمكم لسرّ التجسّد. هذا كله مرتبط بتدبير الله، مرتبط بالرؤية. إن فهمكم لهذا الأمر سيعود عليكم بفائدة أكبر لتحظوا بمعرفة الرؤية، أي بعمل التدبير. وبهذه الطريقة، ستكتسبون الكثير من الفهم للواجب الذي على الناس بأنواعهم المختلفة القيام به. مع أن هذه الأقوال لا تُظهر لكم الطريق مباشرة، إلا أنها لا تزال تنفع دخولكم كثيرًا، لأن حياتكم في الوقت الحاضر تفتقر إلى الرؤية كثيرًا، وستصبح هذه عقبة كبيرة تعترض دخولكم. إذا لم تكونوا قادرين على فهم هذه الأمور، فلن يوجد دافع يقودكم إلى الدخول. وكيف يمكن لمثل هذا السعي أن يمكّنكم من تحقيق واجبكم على أفضل وجه؟
من "وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسّد وواجب الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 162
سيسأل بعض الناس: "ما هو الفرق بين العمل الذي قام به الله المتجسِّد والعمل الذي قام به أنبياء ورسل الأزمنة القديمة؟" لُقِّبَ داود أيضًا بالسيد، وكذلك يسوع؛ ومع أنهما قاما بعمل مختلف، فقد أُطلق عليهما نفس اللقب. أنت تقول، لماذا لم تكن لهما نفس الهوية؟ما رآه يوحنا كان رؤيا جاءت من الروح القدس، وكان قادرًا على قول الكلمات التي نوى الروح القدس قولها؛ لماذا تختلف هوية يوحنا عن يسوع؟ الكلمات التي قالها يسوع كانت قادرة على تمثيل الله وعمله تمثيلاً تامًا. ما رآه يوحنا كان رؤيا، ولم يكن قادرًا على تمثيل عمل الله تمثيلاً تامًا. لماذا تكلم يوحنا وبطرس وبولس العديد من الكلمات – مثلما فعل يسوع – ومع ذلك لم تكن لهم نفس هوية يسوع؟ يرجع السبب في هذا أساسًا إلى أن العمل الذي قاموا به كان مختلفًا. مثَّل يسوع روح الله، وكان هو روح الله الذي يعمل مباشرة. أتمَّ عمل العصر الجديد، وهو عمل لم يقم به أحد من قبل. فتح طريقًا جديدًا، ومثَّل يهوه، ومثل الله نفسه. في حين أن بطرس وبولس وداود، بغض النظر عن ألقابهم، مثَّلوا فقط هوية أحد مخلوقات الله، وأرسلهم يسوع أو يهوه. لذلك بغض النظر عن كم العمل الذي قاموا به، وعظمة المعجزات التي صنعوها، هم لا يزالون مخلوقات الله، وعاجزين عن تمثيل روح الله. لقد عملوا باسم الله أو بعدما أرسلهم الله؛ بالإضافة إلى أنهم عملوا في عصور بدأها يسوع أو يهوه، ولم يكن عملهم عملاً منفصلاً. كانوا في المقام الأول مجرد مخلوقات خلقها الله. في العهد القديم، تنبأ العديد من الأنبياء أو كتبوا أسفار نبوة. لم يقل أحد إنه هو الله، ولكن ما أن بدأ يسوع العمل، قدّم روح الله شهادة عنه على أنه الله. لماذا؟ عند هذه النقطة، لابد وأنك تعرف الإجابة بالفعل! قبلاً، كتب الرسل والأنبياء رسائل متنوعة، وقدموا العديد من النبوات. بعد ذلك، اختار الناس بعضًا منها ليضعوه في الكتاب المقدس، والبعض الآخر فُقِدَ. حيث أنه يوجد أناسًا يقولون إن كل شيء يقولونه آتٍ من الروح القدس، لماذا يُعتبر بعض منه جيدًا وبعض منه سيئًا؟ ولماذا اُختير البعض ولم يُختر البعض الآخر؟ إن كانت حقًّا هي كلمات الروح القدس، هل كان من الضروري على الناس اختيارها؟ لماذا يختلف سردُ الكلمات التي قالها يسوع والعمل الذي قام به في كلٍّ من الأناجيل الأربعة؟ أليس هذا خطأ من سجلوها؟ يسأل بعض الناس: "حيث إن الرسائل المكتوبة على يد بولس وكتَّاب العهد الجديد الآخرين. والعمل الذي قاموا به ينبع جزئيًا من مشيئة الإنسان، ومختلَط بتصورات الإنسان، ألا توجد أخطاء بشرية في الكلمات التي تقولها أنت (يا الله) اليوم؟ ألا تحتوي حقًّا على تصورات الإنسان؟" هذه المرحلة من العمل الذي يقوم به الله مختلفة تمامًا عن تلك التي قام بها بولس والعديد من الرسل والأنبياء. لا يوجد فقط اختلاف في الهوية، بل يوجد في الأساس اختلاف في العمل المنفَّذ. بعد أن طُرح بولس ووقع أمام الرب، قاده الروح القدس للعمل، وأصبح مرسلاً، ولذا كتب رسائل إلى الكنائس وتلك الرسائل جميعها اتبعت تعاليم يسوع. أرسل الرب بولس للعمل باسم الرب يسوع، ولكن حين أتى الله نفسه، لم يعمل تحت أي اسم ولم يمثل أحدًا سوى روح الله في عمله. أتى الله للقيام بعمله مباشرةً: لم يُكمَّل من إنسان، ولم يُنفَّذ عمله بناءً على تعاليم أي إنسان. في هذه المرحلة من العمل لا يَقُود الله عن طريق التحدث عن خبراته الشخصية، بل ينفذ عمله مباشرةً وفقًا لما لديه. على سبيل المثال، تجربة عاملي الخدمة، وزمان التوبيخ، وتجربة الموت، وزمان محبة الله... كل هذا العمل لم يقم به قط من قبل، وهو عمل العصر الحاضر، وليس خبرات إنسان. في الكلمات التي قلتها، أيٌّ منها خبرات إنسان؟ ألا تأتي جميعها مباشرةً من الروح؟ أليست صادرة من الروح؟ كل ما في الأمر أن مقدرتكم ضعيفة حتى إنكم لا تقدرون على إدراك الحق! طريق الحياة العملي الذي تكلمتُ عنه هو لإرشادكم السبيل، ولم يتكلم عنه أحد قط من قبلي، ولم يختبر أي إنسان هذا الطريق، أو يعرف هذه الحقيقة. لم ينطق أحد قط بهذه الكلمات قبل أن أنطق بها. لم يتكلم أحد قط عن هذه الخبرات، أو عن هذه التفاصيل، وأيضًا لم يُشر أحد قط إلى مثل هذه الحالات ليكشف عن هذه الأمور. لم يسلك أحد قط الطريق الذي أسلكه اليوم، وإن كان قد سلكه إنسان، فإنه ليس بطريقٍ جديدٍ. لنأخذ بولس وبطرس كمثال. لم يكن لديهما خبراتهما الشخصية قبل أن يقود يسوع الطريق. لم يختبرا الكلمات التي قالها ولا الطريق الذي سلكه إلا بعد أن سلكه يسوع؛ ومن خلال هذا اكتسبا خبرات عديدةً وكتبا الرسائل. ولذلك فإن خبرات الإنسان لا تماثل عمل الله، وعمل الله لا يشبه المعرفة التي تصفها تصورات الإنسان وخبراته. لقد قلتُ مرارًا وتكرارًا إني اليوم أقود طريقًا جديدًا وأقوم بعمل جديد، وعملي وأقوالي مختلفة عن تلك التي قالها يوحنا وكافة الأنبياء الآخرين. أنا لا أكتسب خبرات أولاً أبدًا ثم أتكلم بها إليكم، لا يتم الأمر هكذا مطلقًا. إن كان الأمر هكذا، أما كان سيؤخركم هذا لمدة طويلة؟ في الماضي، كانت المعرفة التي تحدث عنها الكثيرون أيضًا سامية، ولكن كل كلماتهم كانت مبنية على كلمات من يُطلق عليهم شخصيات روحية. لم تهديهم تلك الكلمات في الطريق، بل أتت من خبراتهم ومما رأوه ومن معرفتهم. كان بعض مما قالوه من تصوراتهم وكان بعضه خبرتهم التي لخصوها. اليوم، طبيعة عملي مختلفة كليًّا عن طبيعة عملهم. لم أختبر أن يقودني آخرون، ولا أقبل أن يكمِّلني آخرون. بالإضافة إلى أن، يختلف كل ما تكلمت وشاركت به عمّا تكلم به أي شخص آخر، ولم يتكلم به قط أي شخص آخر. اليوم، وبغض النظر عن من أنتم، فإن عملكم يُنفّذ على أساس الكلمات التي أقولها. بدون هذه الأقوال والعمل، مَنْ يستطيع أن يختبر هذه الأمور (تجربة عاملي الخدمة، وزمن التوبيخ...)، ومَنْ يستطيع أن يتكلم بهذه المعرفة؟ هل أنت حقًّا عاجزٌ عن رؤية هذا؟ بغض النظر عن خطوة العمل، بمجرد ما تُنطق كلماتي، تدخلون في شركة وفقًا لها، وتعملون وفقًا لها، وهو طريق لم يفكر فيه أي واحد منكم. وصولاً إلى هذه النقطة، هل أنت عاجزٌ عن رؤية هذا السؤال الواضح البسيط؟ إنه طريق لم يخترعه أحد، وليس مبنيًّا على أية شخصية روحية. إنه طريق جديد، وحتى أن العديد من الكلمات التي قالها يسوع من قبل لم تعد سارية. ما أقوله هو عمل لافتتاح عصر جديد، وهو عمل يبقى بمفرده؛ العمل الذي أقوم به، والكلمات التي أقولها، جميعها جديدة. أليس هذا هو عمل اليوم الجديد؟ كان عمل يسوع أيضًا مثل هذا. كان عمله مختلفًا أيضًا عن عمل الناس في الهيكل، وكان مختلفًا أيضًا عن عمل الفريسيين، ولم يكن به أي شبه يتعلق بالعمل الذي يقوم به جميع شعب إسرائيل. بعدما شهد الناس عمله، لم يستطيعوا أن يتخذوا قرارًا: أهو حقًّا عمل قام به الله؟ لم يحفظ يسوع ناموس يهوه: حين جاء ليعلم الإنسان، كل ما قاله كان جديدًا ومختلفًا عمّا قاله أنبياء وقديسو العهد القديم القدامى، ولهذا السبب، بقي الناس على غير يقين. هذا هو ما يجعل الإنسان صعب المراس. قبل قبول هذه المرحلة الجديدة من العمل كان الطريق الذي سلكته أغلبيتكم هو الممارسة والدخول بناء على ما قالته الشخصيات الروحية. ولكن اليوم، العمل الذي أقوم به مختلف اختلافًا كبيرًا، لذلك أنتم غير قادرين على تحديد ما إذا كان صائبًا أم لا. لا أكترث بالسبيل الذي سلكتموه في السابق، ولست مهتمًّا من طعام مَنْ أكلتم، أو بمَنْ اتخذتموه "أب" لكم. حيث أني جئت بعمل جديد لأرشد الإنسان، ينبغي لجميع من يتبعونني أن يتصرفوا وفقًا لما أقول. بغض النظر عن قوة "الأسرة" التي انحدرت منها، ينبغي عليك أن تتبعني، ولا ينبغي أن تتصرف وفقًا لممارساتك السابقة، ويجب على "أبيك الذي رباك" أن يتنحى، وينبغي أن تأتي أمام الله وتطلب نصيبك الحقيقي. أنتَ بجملتك في يدي، ولا ينبغي لك أن تكرّس الكثير من الإيمان الأعمى في أبيك الذي رباك؛ إنه لا يستطيع السيطرة عليك بالكامل. عمل اليوم يبقى منفصلاً. من الواضح أن ما أقوله اليوم غير مبني على أساس من الماضي؛ إنها بداية جديدة، وإن قلت أنت إن هذا الأمر من صُنع يد الإنسان، فأنت إذًا شخص أعمى للغاية ولا يستحق الخلاص!
من "بخصوص الألقاب والهوية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 163
كان كل من إشعياء وحزقيال وموسى وداود وإبراهيم ودانيال قادة أو أنبياء بين شعب إسرائيل المختار. لماذا لم يُدعَوا الله؟ لماذا لم يقدّم الروح القدس شهادةً لهم؟ لماذا قدّم الروح القدس شهادةً ليسوع بمجرد أن بدأ عمله والتحدث بكلماته؟ ولماذا لم يقدم الروح القدس شهادةً لآخرين؟ جميعهم – البشر المخلوقون من جسد – دُعُوا "سيدًا". بغض النظر عن ألقابهم، فإن عملهم يمثل كيانهم وجوهرهم، كما أن كيانهم وجوهرهم يمثلان هويتهم. جوهرهم غير مرتبط بألقابهم؛ بل يُمثّله ما عبروا عنه، وما عاشوه. في العهد القديم، لم تكن دعوة أحدهم "سيدًا" بالأمر غير العادي، فكان يمكن للشخص أن يُسمى بأية طريقة، ولكن كان جوهره وهويته الموروثة غير قابلة للتغيير. من بين أولئك المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة والمخادعين، ألا يوجد أيضًا مَنْ دُعُوا إلهًا؟ ولماذا هم ليسوا الله؟ لأنهم عاجزون عن القيام بعمل الله. في الأصل هم بشر، مخادعون للناس، وليسوا الله، لذلك ليس لديهم هوية الله. ألم يُسمَّ داود سيدًا بين الأسباط الاثني عشرة؟ سُمي يسوع أيضًا سيدًا؛ لماذا سُمي يسوع وحده فقط الله المتجسِّد؟ ألم يُعرف أيضًا إرميا بابن الإنسان؟ ويسوع عُرف بابن الإنسان؟ لماذا صُلب يسوع نيابةً عن الله؟ أليس لأن جوهره مختلف؟ أليس لأن العمل الذي قام به كان مختلفًا؟ هل اللقب يهم؟ مع أن يسوع أيضًا قد دُعي ابن الإنسان، إلا إنه كان أول تجسُّد لله، وقد جاء ليتقلد السلطة ويحقق عمل الفداء. هذا يثبت أن هوية يسوع وجوهره كانا مختلفين عن هوية وجوهر أولئك أيضًا الذين دُعُوا ابن الإنسان. اليوم، مَنْ منكم يجرؤ على أن يقول إن كل الكلام الذي يقوله هؤلاء الأشخاص الذين استخدمهم الروح القدس جاء من الروح القدس؟ هل يجرؤ أحد على قول هذه الأمور؟ إن كنت تقول هذه الأقوال، لماذا إذًا رُفض سفر نبوة عزرا؟ ولماذا رُفضت أسفار القديسين والأنبياء القدامى؟ إن كانت جميعها تأتي من الروح القدس، فلماذا تجرؤون على عمل مثل هذه الخيارات النَّزَوِيَّة؟ هل أنت مؤهل لاختيار عمل الروح القدس؟ لقد رُفضت أيضًا العديد من قصص إسرائيل. وإن كنت تؤمن بأن كتابات الماضي جميعها جاءت من الروح القدس، لماذا رُفضت بعض الأسفار إذًا؟ إن كانت قد جاءت جميعها من الروح القدس، كان يجب الاحتفاظ بها جميعًا، وإرسالها إلى الإخوة والأخوات في الكنائس لقراءتها. ما كان ينبغي أن يتم اختيارها أو رفضها بمحض الإرادة البشرية؛ ففِعل هذا أمر خاطئ. عندما أقول إن خبرات بولس ويوحنا اختلطت برؤاهم الشخصية فهذا لا يعني أن خبراتهما ومعرفتهما جاءت من الشيطان، ولكن يوجد القليل من الأمور التي جاءت من خبراتهما ورؤاهما الشخصية. كانت معرفتهم نابعة من خلفية خبرات واقعية في ذلك الوقت، ومَنْ استطاع بثقة أن يقول إن جميعها أتت من الروح القدس؟ إن كانت البشارات الأربع جميعها قد جاءت من الروح القدس، فلماذا قال كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا أشياءً مختلفة بشأن عمل يسوع؟ إن كنتم لا تؤمنون بهذا، انظروا للروايات التي جاءت في الكتاب المقدس عن كيفية إنكار بطرس للرب ثلاث مرات: جميعها مختلفة، وجميعها لها سماتها الخاصة. العديد من الجُهال يقولون: "الله المتجسِّد أيضًا إنسان، فهل يمكن أن تأتي الكلمات التي يقولها بأكملها من الروح القدس؟ إن امتزجت كلمات بولس ويوحنا بالإرادة البشرية، أليست الكلمات التي يقولها الله المتجسِّد حقًّا ممتزجة بالإرادة البشرية؟" الأشخاص الذين يقولون أمورًا مثل هذه هم عميان وجهلة! اقرأ الأناجيل الأربعة بدقة؛ اقرأ ما سجلته البشارات عن أمور فعلها يسوع وكلمات قالها. كل قصة كانت – ببساطة شديدة – مختلفة، وكان لكل قصة منظورها الخاص. إن كان كل ما كتبه الكُتَّاب في هذه الأسفار قد جاء من الروح القدس، أما وَجَبَ أن تكون جميعها متشابهةً ومتسقةً؟ لماذا توجد إذًا تناقضات؟ أليس الإنسان غبيًا جدًا لأنه لا يرى هذا؟ إن طُلب منك أن تقدم شهادةً لله، ما هو نوع الشهادة التي ستقدّمها؟ هل يمكن لهذه الطريقة في معرفة الله أن تقدّم شهادةً له؟ إن سألك الآخرون: "إن كانت سجلات يوحنا ولوقا مختلطة بالإرادة البشرية، فهل الكلمات التي قالها إلهكم غير مختلطة بالإرادة البشرية؟" هل يمكنك تقديم إجابة واضحة؟ بعد أن سمع لوقا ومتى كلمات يسوع، ورأيا عمله، تكلما من واقع معرفتهما بأسلوب الذكريات مع تفصيل بعض الحقائق التي قام بها يسوع. هل يمكنك أن تقول إن معرفتهما كانت مُعلنة إعلانًا كاملاً من الروح القدس؟ كانت العديد من الشخصيات الروحية خارج الكتاب المقدس تحظى بمعرفة أكبر منهما؛ لماذا لم تتناقل الأجيال اللاحقة كلماتهم؟ ألم يستخدمهم الروح القدس أيضًا؟ اعلم أنه في عمل اليوم، أنا لا أتكلم عن رؤيتي المبنية على أساس عمل يسوع، ولا أتكلم عن معرفتي الشخصية المحيطة بخلفية عمل يسوع. ما هو العمل الذي قام به يسوع آنذاك؟ وما هو العمل الذي أقوم أنا به اليوم؟ ما أقوله وأفعله غير مسبوق. الطريق الذي أمشي فيه اليوم لم يطأه أحد قط من قبل، ولم يمشِ فيه أناس عصور الأجيال السابقة. اليوم قد انفتح الطريق، أوليس هذا عمل الروح؟ مع أنه كان عمل الروح، فقد نفّذ قادة الماضي جميعًا عملهم على أساس آخرين. ولكن عمل الله نفسه مختلف. كانت مرحلة عمل يسوع هي بالمثل هكذا: لقد فتح طريقًا جديدًا. حينما أتى، كرز ببشارة ملكوت السماوات، وقال إن الإنسان ينبغي أن يتوب ويعترف. بعدما أكمل يسوع عمله، بدأ بطرس وبولس وآخرون تنفيذ عمل يسوع. بعدما سُمّر يسوع على الصليب وصعد إلى السماء، أرسلهم الروح لنشر طريق الصليب. ومع سمو كلمات بولس، إلا أنها كانت أيضًا مبنية على الأساس الذي أرساه ما قاله يسوع، مثل طول الأناة أو المحبة أو المعاناة أو تغطية الرأس أو المعمودية أو العقائد الأخرى المُتبعة. كل هذا كان بناءً على أساس كلمات يسوع. لم يكونوا قادرين على فتح طريق جديد، لأنهم جميعًا كانوا بشرًا استخدمهم الله.
من "بخصوص الألقاب والهوية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 164
لم تتعلق أقوال يسوع وعمله آنذاك بعقيدة، ولم ينفذ عمله وفقًا لعمل ناموس العهد القديم، بل وفقًا للعمل الذي يجب القيام به في عصر النعمة. كان يعمل وفقًا للعمل الذي أحضره، وفقًا لخطته الشخصية، ووفقًا لخدمته. لم يعمل وفقًا لناموس العهد القديم. لا يوجد شيء مما فعله كان طبقًا لناموس العهد القديم، ولم يأتِ ليعمل على تتميم كلمات الأنبياء. لم يكن الهدف من أية مرحلة من مراحل عمل الله تتميم نبوات الأنبياء القدامى، ولم يأتِ ليلتزم بعقيدة أو يحقق عن عمد نبوات الأنبياء القدامى. ومع ذلك لم تعطل أفعاله نبوات الأنبياء القدامى أو تشوش على العمل الذي قام به سابقًا. النقطة الملحوظة في عمله هي عدم الالتزام بأية عقيدة، والقيام بالعمل الذي ينبغي أن يقوم به هو نفسه. لم يكن نبيًّا ولا رائيًا، بل عاملٌ أتى ليقوم بالفعل بالعمل المُفترض أن يقوم به، وقد أتى ليفتح عهده الجديد وينفذ عمله الجديد. من المؤكد أن يسوع حين أتى ليقوم بعمله، قد أتمّ أيضًا العديد من الكلمات التي قالها الأنبياء القدامى في العهد القديم. يتمم أيضًا عمل الحاضر نبوات الأنبياء القدامى للعهد القديم. كل ما في الأمر أني لم أعد أحمل "تلك الروزنامة الصفراء القديمة"، هذا هو كل ما في الأمر. ولأنه يوجد المزيد من العمل الذي ينبغي أن أقوم به، يوجد المزيد من الكلام الذي ينبغي أن أقوله لكم. وهذا العمل وهذا الكلام أعظم أهميةً من تفسير فقرات من الكتاب المقدس، لأن عمل مثل هذا ليس له أهمية أو قيمة عظمى لكم، ولا يمكن أن يساعدكم أو يغيركم. إنني أنوي القيام بعمل جديد ليس لتتميم أية فقرة من الكتاب المقدس. إن كان الله قد جاء إلى الأرض فقط لتتميم كلمات أنبياء الكتاب المقدس القدامى، فمن أعظم إذًا؛ الله المتجسِّد أم هؤلاء الأنبياء القدامى؟ في النهاية، هل الأنبياء مسؤولون عن الله أم أن الله مسؤول عنهم؟ كيف يمكنك تفسير هذه الكلمات؟
من "بخصوص الألقاب والهوية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 165
كل خطوة من عمل الله تتبع خطوة أخرى في نفس المسار، ولذلك في خطة التدبير الإلهي التي امتدت لستة آلاف عام، كل خطوة تبعتها، عن قرب، خطوةٌ تليها، منذ تأسيس العالم حتى اليوم الحاضر. لو لم يوجد أحد ليمهد السبيل، ما كان سيوجد أحد ليأتي بعده؛ وحيث إنه يوجد من يأتون فيما بعد، فهنالك من يمهدون لهم السبيل. بهذه الطريقة سار العمل متناقلاً خطوة بخطوة. خطوة تلي خطوة، وبدون وجود شخص يفتح الطريق، لكان من المستحيل بدء العمل، ولَما كان لدى الله أية وسيلة لدفع عمله نحو التقدّم. لا توجد خطوة تعارض الأخرى، وجميع الخطوات تتبع بعضها الآخر في تسلسل لتشكِّل تيارًا؛ كل هذا يعمله نفس الروح. ولكن بغض النظر عن وجود يفتح الطريق أو يكمل عمل شخص آخر، هذا لا يحدد هويتهما. أليس هذا صحيحًا؟ فتح يوحنا المعمدان الطريق ويسوع أكمله، فهل هذا يثبت أن هوية يسوع أقل من يوحنا؟ يهوه نفّذ عمله قبل يسوع، فهل يمكنك أن تقول إن يهوه أعظم من يسوع؟ سواء مهدوا السبيل أو أكملوا عمل آخرين، هذا لا يهم؛ الأكثر أهمية هو جوهر عملهم، والهوية التي يمثلها هذا الجوهر. أليس هذا صحيحًا؟ حيث إن الله قصد العمل بين البشر، كان عليه أن يقيم هؤلاء القادرين على تمهيد السبيل. حين بدأ يوحنا الكرازة قال: "أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ". قال هذا منذ البداية، ولماذا كان قادرًا على قول هذه الكلمات؟ من حيث الترتيب الذي قيلت فيه هذه الكلمات، كان يوحنا أول من تحدث عن بشارة ملكوت السماوات، ثم تحدث يسوع بعده. وفقًا لتصورات الإنسان، كان يوحنا هو من فتح طريقًا جديدًا، وبذلك يكون يوحنا بالطبع أعظم من يسوع. لكن يوحنا لم يقل إنه المسيح، ولم يقدّم الله شهادةً له كابن الله الحبيب، ولكنه استخدمه لفتح وإعداد الطريق للرب. لقد مهد السبيل ليسوع، لكنه لم يستطع أن يعمل نيابةً عنه. لقد حفظ الروح القدس أيضًا كل عمل الإنسان.
في عصر العهد القديم، كان يهوه هو من قاد الطريق، ومثَّل عمل يهوه عصر العهد القديم بأكمله، وكل العمل الذي تمّ في إسرائيل. أيَّد موسى هذا العمل على الأرض، وأعماله كانت مثل تعاون مُقدم من الإنسان. آنذاك، كان يهوه هو من تكلم، مناديًا موسى، ورفعه بين شعب إسرائيل وجعله يقودهم في البرية ومن ثم إلى كنعان. لم يكن هذا عمل موسى نفسه، بل كان عملاً يوجهه يهوه شخصيًا، لذلك لم يكن من الممكن أن يُدعى موسى الله. وضع موسى أيضًا الشريعة، ولكن يهوه هو الذي سَنَّهَا بشخصه، وكل ما في الأمر أنه جعل موسى ينطق بها. قدّم يسوع أيضًا وصايا ونقض ناموس العهد القديم ووضع وصايا العصر الجديد. لماذا يسوع هو الله نفسه؟ لأنهما ليسا نفس الشيء. كان العمل الذي قام به موسى آنذاك لا يمثل العصر أو يفتح طريقًا جديدًا؛ بل وَجَّهَهُ يهوه مباشرةً، وكان موسى مجرد شخص استخدمه الله. حين أتى يسوع، نفّذ يوحنا خطوة عمل تمهيد السبيل، وبدأ في نشر بشارة ملكوت السماء (الروح القدس قد بدأ هذا). عندما جاء يسوع، قام مباشرةً بأداء عمله الخاص، ولكن وُجد اختلاف كبير بين عمله وعمل موسى. نطق إشعياء أيضًا بالعديد من النبوات، فلماذا لم يكن هو الله نفسه؟ لم ينطق يسوع بالعديد من النبوات، فلماذا إذًا هو الله نفسه؟ لم يجرؤ أحد على القول إن عمل يسوع آنذاك جاء كله من الروح القدس، كما لم يجرؤ أحد على القول إنه جاء من مشيئة الإنسان، أو إنه في مجمله كان عمل الله نفسه. لم يكن لدى الإنسان وسيلة لتحليل مثل هذه الأمور. يمكن أن يُقال إن إشعياء قد قام بهذا العمل وقال هذه النبوات وجميعها أتت من الروح القدس؛ ولم تأتِ مباشرةً من إشعياء نفسه، بل كانت إعلانات من يهوه. لم يقم يسوع بقدر كبير من العمل أو يقل العديد من الكلمات، ولم ينطق بالعديد من النبوات. في نظر الإنسان، لم يبدُ وعظه ساميًا سموًا خاصًا، لكنه كان الله نفسه، وهذا أمر يتعذر على الإنسان تفسيره. لم يؤمن أحد بيوحنا المعمدان أو إشعياء أو داود أو يدعوهم الله، أو قال عن داود إنه الإله، أو يوحنا الإله؛ لم يقل أحد هذا قط، ولكن يسوع وحده هو من دُعي المسيح. هذا التصنيف يتم وفقًا لشهادة الله، والعمل الذي تولاه، والخدمة التي أداها. فيما يتعلق برجال الكتاب المقدس العظماء – إبراهيم وداود ويشوع ودانيال وإشعياء ويوحنا ويسوع – يمكنك أن تقول مَن هو الله نفسه من خلال الأعمال التي قاموا بها، وتتعرف على أي منهم أنبياء وأي منهم رسل. يختلف ويتحدد مَنْ استخدمهم الله ومَن كان هو الله نفسه بحسب جوهر العمل الذي قاموا به ونوعه. إن لم تستطع تحديد الفرق، فهذا يثبت أنك لا تعرف ما معنى الإيمان بالله. يسوع هو الله لأنه قال العديد من الكلمات، وقام بالكثير من العمل، وبالأخص قيامه بالعديد من المعجزات. بالمثل، يوحنا أيضًا قام بالكثير من العمل وقال الكثير من الكلمات، وكذلك موسى؛ لماذا لم يُدْعَيَا الله؟ خَلق الله آدم مباشرةً؛ لماذا لم يُدعَ الله، بل فقط دُعي مخلوقًا؟ إن قال أحد لك: "اليوم، قام الله بالكثير من العمل، وتحدث بالعديد من الكلمات؛ فهو الله نفسه. لذلك، وحيث إن موسى قد قال العديد من الكلمات، فلا بد من أنه هو أيضًا الله نفسه!" عليك أن تسألهم في المقابل: "لماذا قدّم الله شهادةً ليسوع آنذاك على أنه الله نفسه، وليس ليوحنا؟ ألم يأتِ يوحنا قبل يسوع؟ أيهما أعظم، عمل يوحنا أم يسوع؟ يبدو عمل يوحنا في نظر الإنسان أعظم من عمل يسوع، ولكن لماذا قدّم الروح القدس شهادةً ليسوع وليس ليوحنا؟" نفس الشيء يحدث اليوم! في البداية، حين قاد موسى شعب إسرائيل، تحدث إليه يهوه من بين السُحُب. لم يتحدث موسى مباشرةً، بل أرشده يهوه مباشرةً. كان هذا هو عمل إسرائيل العهد القديم. لم يكن الروح أو كينونة الله داخل موسى. لم يستطع القيام بهذا العمل، لذلك وُجد اختلاف كبير بين العمل الذي قام به وعمل يسوع. وهذا بسبب أن العمل الذي قاما به مختلف! سواء كان الشخص مُستخدمًا من قبل الله، أو نبيًّا أو رسولاً أو الله نفسه، فهذا يمكن تمييزه من خلال طبيعة عمله، وهذا سيُنهي شكوكك. مكتوب في الكتاب المقدس أن الخروف وحده بإمكانه فتح الختوم السبعة. على مر العصور، وُجد العديد من مفسري الكتاب المقدس من بين تلك الشخصيات العظيمة، فهل يمكنك أن تقول إنهم جميعًا الخروف؟ هل يمكنك أن تقول إن كل تفسيراتهم تأتي من الله؟ هم مجرد مفسرين؛ ليس لديهم هوية الخروف. كيف يستحقون فتح الختوم السبعة؟ صحيح أن "الخروف وحده بإمكانه فتح الختوم السبعة"، لكنه لا يأتِي فقط لفتح الختوم السبعة؛ فليس من ضرورة لهذا العمل، إنه يتم عرضًا. هو مدرك تمامًا لعمله الخاص؛ هل من الضروري له أن يقضي وقتًا في تفسير الأسفار المقدسة؟ هل يجب إضافة "عصر تفسير الخروف للأسفار المقدسة" إلى خطة العمل التي استمرت لستة آلاف عام؟ لقد أتى ليقوم بعمل جديد، ولكنه يقدم أيضًا بعض الإعلانات بشأن عمل الأزمنة الماضية، ويجعل الناس يفهمون حقيقة خطة العمل التي استمرت لستة آلاف عام. لا يوجد احتياج لتفسير العديد من فقرات الكتاب المقدس؛ إن عمل اليوم هو المفتاح، وهو الأمر المهم. يجب أن تعرف أن الله لم يأتِ ليفتح الختوم السبعة على وجه الخصوص بل أتى من أجل عمل الخلاص.
من "بخصوص الألقاب والهوية" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 166
مهد يوحنا السبيل ليسوع في عصر النعمة. لم يمكنه أن يقوم بعمل الله نفسه ويتمم واجب الإنسان فحسب. ومع أن يوحنا كان السابق الذي بشَّر بالرب، لكنه لم يستطع أن يمثل الله؛ كان مجرد إنسان استخدمه الروح القدس. بعد معمودية يسوع، حل الروح القدس عليه مثل حمامة. ثم بدأ عمله، أي إنه بدأ أداء خدمة المسيح. لهذا اتخذ هوية الله، لأنه أتى من الله. لا يهم كيف كان إيمانه قبل هذا – ربما كان أحيانًا ضعيفًا وأحيانًا قويًّا – كانت هذه كلها هي حياته الإنسانية العادية قبل أداء خدمته. بعد أن تعمد (أي مُسِحَ)، نال على الفور قوة الله ومجده، وهكذا بدأ أداء خدمته. كان بإمكانه أن يصنع آيات وعجائب ومعجزات، كان لديه قوة وسلطان، إذ كان يعمل مباشرةً بالنيابة عن الله نفسه؛ كان يقوم بعمل الروح بدلًا منه وعبَّر عن صوت الروح؛ وبذلك كان هو الله نفسه. هذا أمر مُثبت ولا شك فيه. استخدم الروح القدس يوحنا، ولكن يوحنا لم يستطع أن يمثل الله، ولم يكن ممكنًا له أن يمثل الله. إذا رغب في أن يفعل هذا، لكان الروح القدس قد منعه، لأنه لم يستطع أن يقوم بالعمل الذي نوى الله أن يحققه بنفسه. ربما كان بداخل يوحنا الكثير من مشيئة الإنسان أو ربما كان هناك شيء منحرف بداخله؛ لم يمكنه بأي حال من الأحوال أن يمثل الله تمثيلًا مباشرًا. كانت أخطاؤه وزلاّته تمثله هو وحده، ولكن عمله كان يمثل الروح القدس. ومع ذلك لا يمكن أن نقول إن يوحنا بمجمله كان يمثل الله. هل يمكن لانحرافه وخطئه أن يمثلا الله أيضًا؟ أن يكون خاطئًا حين يمثل الإنسان فهذا أمر عادي، ولكن لو كان لديه انحراف في تمثيل الله، ألا يكون هذا خزيًا لله؟ ألا يكون هذا تجديفًا على الروح القدس؟ لا يسمح الروح القدس للإنسان أن يقف في مكان الله، حتى لو عظَّمه آخرون. إن لم يكن هو الله، فلن يستطيع الصمود في النهاية. لا يسمح الروح القدس للإنسان أن يمثل الله حسبما يرضي الإنسان! على سبيل المثال، قدم الروح القدس شهادةً ليوحنا وأيضًا أعلن عن أنه الشخص الذي يمهد السبيل ليسوع، ولكن العمل الذي تم فيه من قبل الروح القدس كان مُقدَّرًا تقديرًا جيدًا. كل ما كان مطلوبًا من يوحنا أن يكون مُمَهِّد السبيل ليسوع، ويعد الطريق له. أي إن الروح القدس قد أيد عمله فقط في تمهيد السبيل وسمح له أن يقوم بهذا العمل فقط لا غير. مثَّل يوحنا إيليا، ومثَّل نبيًّا أعد الطريق. لقد أيَّده الروح القدس في هذا؛ طالما أن عمله هو تمهيد السبيل، كان الروح القدس يؤيده. ولكن لو ادعى أنه الله نفسه وأنه أتى ليتمم عمل الفداء، لوجب على الروح القدس تأديبه. ولكن على الرغم من عظمة عمل يوحنا وتأييد الروح القدس له، إلا أن عمله ظل داخل حدود. صحيح أن عمله كان مؤيدًا بالروح القدس، ولكن القوة المعطاة له آنذاك كانت قاصرة على إعداد الطريق. لم يستطع بتاتًا أن يقوم بأي عمل آخر، لأنه كان فقط يوحنا الذي أعد الطريق، وليس يسوع. لذلك فإن شهادة الروح القدس أمر مهم، ولكن العمل الذي يسمح الروح القدس للإنسان بأدائه هو أمر أكثر أهمية. ألم يكن يوحنا مشهودًا له شهادة مدوِّية؟ ألم يكن عمله أيضًا عظيمًا؟ لكن العمل الذي قام به لم يتخطَّ عمل يسوع، لأنه لم يكن أكثر من مجرد إنسان استخدمه الروح القدس ولم يستطع أن يمثل الله مباشرةً، ولذلك فإن العمل الذي قام به كان محدودًا. بعدما انتهى من عمل تمهيد السبيل، لم يستمر الروح القدس في تأييد شهادته، ولم يتبعه أي عمل جديد مجددًا، وقد اختفى من المشهد إذ بدأ عمل الله نفسه.
هناك بعض الأشخاص الذين تسكنهم الأرواح الشريرة ويصرخون باستمرار قائلين: "أنا الله!"، ولكنهم يُكشفون في النهاية، لأنهم مخطئون فيما يمثلونه. إنهم يمثلون إبليس، والروح القدس لا يعيرهم انتباهًا. لا يهم إن كنت تعظِّم نفسك بشدة أو تصرخ بقوة، أنت لا تزال كيانًا مخلوقًا ينتمي إلى إبليس. أنا لا أصرخ أبدًا قائلًا: "أنا الله، أنا ابن الله الحبيب!". ولكن ما أفعله هو عمل الله. هل أحتاج إلى الصراخ؟ لا حاجة إلى التمجيد. يقوم الله بعمله بنفسه ولا يحتاج أن يقدم الإنسان له مكانةً ولا لقبًا تكريميًّا؛ فعمله كافٍ لتمثيل هويته ومكانته. ألم يكن يسوع هو الله نفسه قبل معموديته؟ ألم يكن جسم الله المتجسِّد؟ من المؤكد أنه لا يمكن أن يُقال إنه صار ابن الله الوحيد فقط بعد أن شُهد له. ألم يكن هناك إنسان اسمه يسوع قبل أن يبدأ عمله بمدة طويلة؟ لا يمكنك توليد طرق جديدة أو تمثيل الروح. لا يمكنك التعبير عن عمل الروح أو الكلمات التي يقولها. لا يمكنك أداء عمل الله نفسه أو عمل الروح نفسه. لا يمكنك التعبير عن حكمة الله وعجبه وفهمه الكلي، أو كل الشخصية التي يوبخ بها الله الإنسان. لذلك فإن مزاعمك المتكررة عن أنك الله لا تهم؛ أنت تملك الاسم فقط ولا تملك أيًّا من الجوهر. لقد جاء الله بنفسه، ولكن لا يعرفه أحد، ومع ذلك هو مستمر في عمله ويفعل هذا مُمَثِّلًا الروح. سواء كنت تسميه إنسانًا أو الله، أو الرب أو المسيح، أو تسميها الأخت، هذا لا يهم. لكن العمل الذي يقوم به هو عمل الروح وهو يمثل عمل الله نفسه. هو لا يبالي بشأن الاسم الذي يطلقه الإنسان عليه. هل يمكن لذلك الاسم أن يحدد عمله؟ بغض النظر عمَّا تناديه به، هو الجسم المتجسِّد لروح الله عندما يتعلق الأمر بالله؛ إنه يمثل الروح والروح يؤيده. لا يمكنك صناعة طريق لعصر جديد، ولا يمكنك إنهاء القديم، ولا الإعلان عن عصر جديد أو القيام بعمل جديد؛ لذلك لا يمكن أن يُطلق عليك الله!
من "سر التجسُّد (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 167
حتى الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس لا يمكن أن يمثل الله نفسه، ولا يمكن لهذا الإنسان أن يمثل الله فحسب، بل أيضًا عمله لا يمكن أن يمثل الله مباشرة. بمعنى آخر، لا يمكن أن توضع خبرة الإنسان مباشرةً داخل تدبير الله، ولا يمكنها أن تمثل تدبيره. كل العمل الذي يقوم به الله نفسه ينوي القيام به في خطة تدبيره وهو يرتبط بالتدبير العظيم. العمل الذي يقوم به الإنسان يدعم خبرته الفردية؛ فهو يجد طريقًا جديدًا للخبرة غير ذاك الذي سار فيه من هم قبله فيقود إخوته وأخواته تحت إرشاد الروح القدس. ما يقدمه هؤلاء الناس هو خبرتهم الشخصية والكتابات الروحية لأناس روحيين. ومع أن الروح القدس يستخدمهم، إلا أن عمل هؤلاء الناس لا يتعلق بعمل التدبير العظيم في خطة الله الممتدة على مدى ستة آلاف عام. لقد أقامهم الروح القدس فقط في فترات مختلفة لقيادة الناس في تيار الروح القدس إلى أن يتمموا وظيفتهم أو إلى أن تنتهي حياتهم. العمل الذي يقومون به هو فقط إعداد طريق مناسب لله نفسه أو الاستمرار في بند واحد من بنود تدبير الله على الأرض. هؤلاء الناس غير قادرين على القيام بالعمل الأعظم في تدبيره، ولا يمكنهم افتتاح طرق جديدة، فضلًا عن أنهم لا يستطيعون اختتام كل عمل الله من العصر السابق. لذلك فإن العمل الذي يقومون به يمثل فقط كيانًا مخلوقًا يؤدي وظيفته ولا يمثل الله الذي يؤدي خدمته بنفسه. هذا لأن العمل الذي يقومون به مختلف عن العمل الذي يقوم به الله نفسه. لا يمكن أن يحل إنسان محل الله ويتمم عمل القيادة لعصر جديد، فهذا عمل لا يمكن إلا لله القيام به بنفسه. كل العمل الذي يقوم به الإنسان هو أداء لواجبه كواحد من الخليقة، وهو يقوم به عندما ينيره الروح القدس أو يحركه. الإرشاد الذي يقدمه مثل هذا الإنسان هو عن كيفية الممارسة في الحياة اليومية الإنسانية وكيف ينبغي التصرف وفقًا لمشيئة الله. لا يتضمن عمل الإنسان تدبير الله ولا يمثل عمل الروح. على سبيل المثال كان عمل كل من ويتنيس لي ووتشمان ني قيادة الطريق. سواء كان الطريق جديدًا أم قديمًا، فقد تأسَّس على مبدأ البقاء ضمن إطار الكتاب المقدس. سواء تمت استعادة الكنائس المحلية أو تم بناؤها، فإن عملهما يتعلق بتأسيس كنائس. العمل الذي قاما به هو استمرارية للعمل الذي لم ينهِه يسوع وتلاميذه في عصر النعمة. ما فعلاه في عملهما هو استعادة ما طلبه يسوع في عمله في الأجيال التي جاءت بعده، مثل تغطية الرأس أو المعمودية أو كسر الخبز أو شرب الخمر. يمكن أن يُقال إن عملهما فقط كان الالتزام بالكتاب المقدس والسعي وراء الطرق الموجودة فقط داخله. لم يقوما بأي تقدم جديد على الإطلاق. لذلك، يمكن للمرء أن يرى في عملهما فقط اكتشافًا لطرق جديدة داخل الكتاب المقدس، وأيضًا ممارسات أفضل وأكثر واقعيةً. لكن لا يمكن للمرء أن يجد في عملهم مشيئة الله الحاضرة، فضلًا عن أنه لا يجد العمل الجديد الذي سيقوم به الله في الأيام الأخيرة. هذا لأن الطريق الذي ساروا فيه لا يزال قديمًا؛ لم يكن هناك تقدم أو شيء جديد. استمروا في الحفاظ على حقيقة صلب يسوع وممارسة طلب التوبة من الناس والاعتراف بخطاياهم، وقول إن كل من يصبر حتى النهاية يخلص، وقول إن الرجل رأس المرأة والمرأة يجب أن تطيع زوجها، وحافظوا على التصور التقليدي القائل بأن الأخوات لا يمكن أن يعظنّ، ويجب عليهن الطاعة فقط. إن استمر هذا النوع من القيادة، لما استطاع الروح القدس أبدًا تنفيذ عملٍ جديد، وتحرير الإنسان من التعاليم، وقيادة البشر إلى عالم الحرية والجمال. وهكذا فإن هذه المرحلة من العمل لتغيير العصور يجب أن يفعلها ويقولها الله نفسه، بخلاف ذلك لا يوجد إنسان يمكنه فعله بدلًا منه. حتى الآن، كل عمل الروح القدس خارج هذا التيار قد توقف، وأولئك الذين استخدمهم الروح القدس قد فقدوا مواقفهم. لذلك، بما أن عمل الناس الذين استخدمهم الروح القدس يختلف عن العمل الذي يقوم به الله نفسه، فإن هوياتهم ومن يعملون نيابةً عنه مختلفة أيضًا. هذا لأن العمل الذي ينوي الروح القدس القيام به مختلف، وفقًا للهويات والأوضاع المختلفة لمن يعملون كافة. قد يقوم أيضًا الأشخاص الذين يستخدمهم الروح القدس ببعض العمل الجديد وقد يمحون بعضًا من العمل الذي تم في عصر سابق، ولكن عملهم لا يمكن أن يعبر عن شخصية ومشيئة الله في العصر الجديد. هم فقط يعملون ليتخلصوا من عمل العصر السابق، وليس للقيام بعمل جديد يمثل شخصية الله نفسه تمثيلًا مباشرًا. وهكذا، لا يهم كم الممارسات عتيقة الطراز اللاتي يُبطلونها ولا الممارسات الجديدة التي يقدمونها، هم لا يزالون يمثلون الإنسان والكيانات المخلوقة. ولكن عندما ينفذ الله نفسه العمل، فإنه لا يعلن على الملأ عن محو ممارسات العصر القديم أو الإعلان عن بدء عصر جديد بصورة مباشرة. إنه مباشر ومستقيم في عمله. إنه صريح في أداء العمل الذي ينويه؛ أي إنه يعبر عن العمل الذي جاء به مباشرة، ويقوم بعمله مباشرةً بالصورة الأصلية التي انتواها، ويعبر عن كيانه وشخصيته. كما يرى الإنسان، فإن شخصية الله وأيضًا عمله مختلفان عن العصور الماضية. ولكن من منظور الله نفسه، هذا مجرد استمرار وتطور إضافي لعمله. عندما يعمل الله نفسه، يعبر عن كلمته ويأتي بالعمل الجديد مباشرةً. على النقيض، عندما يعمل الإنسان فإنه يعمل من خلال المناقشة أو الدراسة أو يكون عمله تطويرًا للمعرفة وتنظيم الممارسة المبنية على أساس عمل الآخرين. بمعنى آخر، جوهر العمل الذي يقوم به الإنسان هو الحفاظ على التقليد و"السير في الطرق القديمة بأحذية جديدة". هذا يعني أنه حتى الطريق الذي سار فيه البشر الذين استخدمهم الروح القدس مبني على ما افتتحه الله نفسه. لذلك فإن الإنسان في المقام الأول ما زال إنسانًا، والله هو الله.
من "سر التجسُّد (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 168
وُلد يوحنا المعمدان بحسب الوعد، مثلما وُلد إسحاق لإبراهيم. لقد مهد السبيل ليسوع وقام بالكثير من العمل، ولكنه لم يكن الله. بل اعتُبِر نبيًّا لأنه مهد الطريق ليسوع. كان عمله أيضًا عظيمًا، وفقط بعد أن أعد الطريق، بدأ يسوع عمله رسميًّا. مبدئيًّا كان يوحنا يعمل ببساطة من أجل يسوع، كان عمله في خدمة عمل يسوع. بعد أن مهد السبيل، بدأ يسوع عمله، العمل الأحدث، والأكثر دقة، والأعظم تفصيلًا. قام يوحنا بعمل البداية فحسب؛ المزيد من العمل الجديد قام يسوع به. قام يوحنا بعمل جديد أيضًا، ولكنه لم يكن الشخص الذي قاد لعصر جديد. وُلد يوحنا بالوعد، والملاك قد أعطاه اسمه. آنذاك: أراد البعض أن يسموه على اسم أبيه زكريا، ولكن أمه تكلمت قائلة: "هذا الابن لا يمكن أن يطلق عليه هذا الاسم. ينبغي أن يُسمى يوحنا". كان هذا كله بتوجيه من الروح القدس. كان اسم يسوع أيضًا بتوجيه من الروح القدس، ووُلد من الروح القدس، وبوعد الروح القدس. كان يسوع هو الله، والمسيح، وابن الإنسان. كان عمل يوحنا عظيمًا أيضًا، ولكن لماذا لم يُسمَّ الله؟ ماذا كان الفرق بالضبط بين العمل الذي قام به يسوع والعمل الذي قام به يوحنا؟ أكان السبب الوحيد وراء هذا هو أن يوحنا هو الشخص الذي أعد الطريق ليسوع؟ أم لأن هذا كان مُسبق التعيين من الله؟ على الرغم من أن يوحنا قال أيضًا: "تُوبُوا لأَنَّ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قَدِ اقْتَرَبَ"، وكرز أيضًا بإنجيل ملكوت السماوات، لم يكن عمله في الصميم وكان عمله يشكل فقط مجرد بداية. على النقيض، أرشد يسوع إلى عصر جديد وأنهى القديم، ولكنه أيضًا تمم ناموس العهد القديم. كان العمل الذي قام به يسوع أعظم من عمل يوحنا، وقد أتى ليفدي البشرية جمعاء، لقد قام بهذه المرحلة من العمل. أعد يوحنا الطريق فقط. على الرغم من أن عمل يوحنا كان عظيمًا، وكلماته كانت عديدة، وأيضًا العديد من التلاميذ اتبعوه، لكن عمله لم يحقق إلا إعلان بداية جديدة للإنسان. لم ينل الإنسان منه حياةً أبدًا أو الطريق أو حقائق أعمق ولم يحصل الإنسان منه على فهم لمشيئة الله. كان يوحنا نبيًّا عظيمًا (إيليا) مهد طريقًا جديدًا لعمل الله وأعد المختارين؛ كان بشير عصر النعمة. هذه الأمر لا يمكن تمييزه ببساطة من خلال ملاحظات مظاهرهم البشرية العادية. وبالأخص أن يوحنا أيضًا قام بالكثير من العمل العظيم؛ بالإضافة إلى أنه ولد بوعد الروح القدس، وأيد الروح القدس عمله. وعليه، فإن التمييز بين هوياتهم المختصة يمكن أن يتم فقط من خلال عملهم، لأن مظهر الإنسان الخارجي لا يدل على جوهره، والإنسان غير قادر على التيقن من شهادة الروح القدس الحقيقية. العمل الذي قام به يوحنا والعمل الذي قام به يسوع ليسا متشابهين ولهما طبيعة مختلفة. هذا ما ينبغي أن يحدد إذا كان هذا هو الله أم لا. كان عمل يسوع سيبدأ ويستمر ويُختتم ويُنجز. كل واحدة من هذه الخطوات نفذها يسوع حيث إن عمل يوحنا لم يكن إلا بداية. في البداية، نشر يسوع الإنجيل وكرز بطريق التوبة، ثم بدأ يُعمِّد الناس ويشفي المرضى ويطرد الأرواح الشريرة. في النهاية فدى البشرية من الخطية وأكمل عمله للعصر كله. كرز للإنسان ونشر إنجيل ملكوت السماوات في الأماكن كافة. نفس الشيء حدث مع يوحنا، ولكن الفرق أن يسوع أرشد لعصر جديد وجلب عصر النعمة للإنسان. من فمه جاءت الكلمة حول ما يجب أن يمارسه الإنسان، والطريقة التي يجب أن يتبعها في عصر النعمة، وفي النهاية أنهى عمل الفداء. لم يكن هذا العمل ليتم قط من خلال يوحنا. وعليه، كان يسوع هو من قام بعمل الله نفسه، وهو الله ويمثل الله نفسه. تقول تصورات الإنسان إن كل من وُلدوا بالوعد ومن الروح وتأيدوا بالروح وكل من افتتحوا طرقًا جديدة هم الله، ووفقًا لهذا المنطق، فإن يوحنا سيكون أيضًا الله، وكذلك موسى وإبراهيم وداود. أليست هذه مزحة كبيرة؟
من "سر التجسُّد (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 169
قد يتساءل البعض: "لماذا يجب أن يستهل الله العصر بنفسه؟ ألا يمكن أن يفعل كيان مخلوق هذا بدلًا منه؟" أنتم جميعًا تدركون أن الله صار جسدًا صراحةً من أجل أن يستهل عصرًا جديدًا، وبالطبع، حين يستهل عصرًا جديدًا، فهو قد اختتم العصر السابق في نفس الوقت. الله هو البداية والنهاية؛ وهو من يحرك عمله بنفسه لذلك يجب أن يختتم هو بنفسه العصر السابق. هذا دليل على أنه هزم إبليس وأخضع العالم. في كل مرة يعمل فيها بنفسه بين البشر، تكون بداية معركة جديدة. بدون بداية عمل جديد، لن تكون هناك نهاية للقديم. وعدم وجود نهاية للقديم هو دليل على أن المعركة مع إبليس لم تنتهِ بعد. إذا أتى الله نفسه فقط ونفذ عملًا جديدًا بين البشر، لأمكن للإنسان التحرر من مُلك الشيطان وحصل على حياة وبداية جديدتين. ما لم يتحقق ذلك، فسيظل الإنسان يعيش في العصر القديم وسيعيش إلى الأبد تحت التأثير القديم للشيطان. مع كل عصر يقوده الله، يتحرر جزء من الإنسان، وهكذا يتقدم الإنسان مع عمل الله تجاه العصر الجديد. إن انتصار الله هو انتصار لجميع مَن يتبعونه. إن أُوكل للبشر المخلوقين اختتام العصر، فهذا سواء كان من منظور الإنسان أو إبليس، ليس أكثر من مجرد سلوك يعارض الله ويخونه، وليس فعل طاعة لله، ولأصبح عمل الإنسان أداة في يد إبليس. لن يقتنع الشيطان تمامًا إلا عندما يطيع الإنسان الله ويتبعه في العصر الذي استهله الله بنفسه، لأن هذا هو واجب الكيان المخلوق. ولذلك أقول إنكم تحتاجون فقط إلى أن تتبعوا وتطيعوا، ولا يُطلب منكم المزيد. هذا هو معنى أن يحافظ كل شخص على واجبه ويؤدي وظيفته. يقوم الله بعمل ولا يحتاج أن يقوم الإنسان بعمله بدلًا منه ولا يحتاج أن يشترك في عمل الكيانات المخلوقة. يؤدي الإنسان واجبه ولا يتدخل في عمل الله وهذه هي الطاعة الحقيقية والدليل الحقيقي على هزيمة الشيطان. بعد أن استهل الله بنفسه عصرًا جديدًا، لم يعد ينزل ليعمل بين البشر بنفسه. وقتها فقط يستطيع الإنسان أن يخطو رسميًّا إلى عصر جديد لأداء واجبه وتنفيذ مهمته ككيان مخلوق. هذه هي مبادئ العمل التي لا يمكن لأحد أن ينتهكها. العمل بهذه الطريقة فقط هو العمل الراشد والمعقول. يقوم الله بعمله نفسه. هو مَن يحرك عمله، وهو أيضًا مَن ينهيه. هو مَن يخطط عمله، وهو مَن يديره وهو أيضًا مَن يجعله يثمر. يقول الكتاب المقدس: "أَنَا الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ". كل ما يتعلق بعمل تدبيره يقوم به بنفسه. هو حاكم خطة التدبير التي امتدت على مدى ستة آلاف عام؛ لا يستطيع أحد أن يقوم بعمله بدلًا منه أو يختتم عمله، لأنه هو من يتحكَّم في كل مقاليد الأمور. وحيث إنه خلق العالم فهو من يقود العالم كله ليحيا في نوره، وسيختتم العصر كله ويجعل خطته تثمر!
من "سر التجسُّد (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 170
لقد انكشفت شخصية الله كلها على مدار خطة التدبير ذات الستة آلاف عام. لم تنكشف فقط في عصر النعمة، ولا فقط في عصر الناموس، ولا فقط في فترة الأيام الأخيرة بالطبع. العمل الذي يتم في الأيام الأخيرة يمثل الدينونة والغضب والتوبيخ. العمل الذي يتم في الأيام الأخيرة لا يمكن أن يحل محل عمل عصر الناموس وعمل عصر النعمة. ولكن، تتداخل المراحل الثلاث في كيان واحد وهي جميعًا عمل قام به الله. ينقسم تنفيذ هذا العمل بصورة طبيعية إلى عصور متفرقة. العمل الذي يتم في الأيام الأخيرة يختتم كل شيء؛ والعمل الذي تم في عصر الناموس هو البداية؛ والعمل الذي تم في عصر النعمة هو الفداء. بالنسبة لرؤى العمل في خطة التدبير ذات الستة آلاف عام، لا يمكن لأحد الحصول على البصيرة أو الفهم؛ إذ تظل تلك الرؤى أسرارًا دائمًا. في الأيام الأخيرة، يتم عمل الكلمة فقط ليستهل عصر الملكوت، ولكنه لا يمثل كل العصور. الأيام الأخيرة ليست إلا أيامًا أخيرة وليست أكثر من مجرد عصر الملكوت، وهو لا يمثل عصر النعمة ولا عصر الناموس. الأيام الأخيرة هي مجرد زمن فيه ينكشف كل عمل خطة التدبير ذات الستة آلاف عام لكم. هذا هو كشف الستار عن السر. لا يمكن لإنسان أن يكشف الستار عن سر مثل هذا. مهما كان مدى عظمة فهم الإنسان عن الكتاب المقدس، فهو يبقى مجرد كلمات، لأن الإنسان لا يفهم جوهر الكتاب المقدس. حين يقرأ إنسان الكتاب المقدس، قد ينال بعض الحقائق، ويفسر بعض الكلمات ويدقق في بعض الفقرات والأقوال الشهيرة، ولكنه لن يستطيع أبدًا استخراج المعنى المتضمن في تلك الكلمات، لأن كل ما يراه الإنسان هو كلمات ميتة وليس مشاهد من عمل يهوه ويسوع، والإنسان غير قادر على فك طلاسم سر هذا العمل. لذلك، فإن سر خطة التدبير ذات الستة آلاف عام هو أعظم الأسرار وأكثر الأسرار المستترة والإنسان غير قادر على استيعابه. لا أحد يمكنه فهم مشيئة الله مباشرة، ما لم يفسرها الله بنفسه ويعلنها للإنسان، فيما عدا ذلك تظل مشيئته مستترة عن الإنسان وتظل أسرار مخفية إلى الأبد. لا تهتموا أبدًا بأولئك الذين في العالم الديني؛ إن لم تُخبروا اليوم، لن تفهموا. هذا العمل الذي امتد لستة آلاف عام هو أكثر غموضًا من كل نبوات الأنبياء. هو أعظم سر منذ الخلق، ولم يكن هناك أي نبي سابق استطاع أبدًا أن يفهمه، لأن طلاسم هذا السر ستُفك في العصر الأخير ولم تنكشف أبدًا من قبل. إن كنتم تفهمون هذا السر وتستطيعون أن تقبلوه، فإن هذا السر سوف يُخضع جميع الأشخاص الدينيين. هذه وحدها هي أعظم الرؤى التي يجب على الإنسان أن يتوق إلى فهمها بشدة، ولكنها أيضًا الأكثر غموضًا بالنسبة له. عندما كنتم في عصر النعمة، لم تعرفوا العمل الذي قام به يسوع ولا العمل الذي قام به يهوه. لم يفهم الناس أسباب وضع يهوه للشرائع ولماذا طلب من الشعب الالتزام بها أو لماذا بُني الهيكل ولم يفهم الناس لماذا خرج بنو إسرائيل من مصر إلى البرية ثم إلى كنعان. بقيت هذه الأمور غير منكشفة حتى هذا اليوم.
من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 171
لا يقدر أحد على العيش باستقلالية ما عدا أولئك الذين يعطيهم الروح القدس توجيهات وإرشادات خاصة، لأنهم يطلبون خدمة أولئك الذين يستخدمهم الله ورعايتهم. وهكذا، يقيم الله في كل عصر أناسًا مختلفين يهرعون وينشغلون برعاية الكنائس من أجل عمله. وهذا معناه أن عمل الله يجب أن يتم من خلال أولئك الذين يُسرَّ بهم ويقبلهم. يجب على الروح القدس أن يستخدم ذلك الجزء بداخلهم والذي هو جدير بالاستخدام لكي يعمل، وهكذا يصبحون مناسبين للاستخدام من قبل الله من خلال جعلهم كاملين بواسطة الروح القدس. ولأن قدرة الإنسان على الفهم ضعيفة جدًا، يجب أن يرعاه أولئك الذين يستخدمهم الله. كان الأمر نفسه هو ما حدث مع استخدام الله لموسى، والذي وجد فيه الكثير المناسب للاستخدام في ذلك الوقت، وهو مَنْ اعتاد أن يقوم بعمل الله خلال تلك المرحلة. في هذه المرحلة، يستخدم الله الإنسان مستفيدًا أيضًا من الجزء فيه الذي يمكن أن يستخدمه الروح القدس لكي يعمل، ويوجهه الروح القدس، وفي الوقت نفسه يُكمِّل الجزء المتبقي غير القابل للاستخدام.
العمل الذي يقوم به الشخص الذي يستخدمه الله يهدف إلى التعاون مع عمل المسيح أو الروح القدس. هذا الإنسان الذي أقامه الله بين البشر موجود لقيادة كل المختارين من الله، والله أيضًا يقيمه من أجل أداء أعمال التعاون الإنساني. من خلال شخص مثل هذا قادر على القيام بعمل التعاون الإنساني، يمكن تحقيق المزيد من متطلبات الله تجاه الإنسان والعمل الذي يجب على الروح القدس القيام به بين البشر. يمكن صياغة هذا بطريقة أخرى على هذا النحو: هدف الله من استخدام هذا الإنسان هو أن يتمكن كل أولئك الذين يتبعون الله من أن يفهموا إرادة الله بشكل أفضل، وأن يتمكنوا من تحقيق المزيد من متطلبات الله. ولأن الناس غير قادرين على فهم كلمات الله أو إرادة الله بشكل مباشر، فقد أقام الله شخصًا يستخدمه في تنفيذ مثل هذا العمل. هذا الشخص الذي يستخدمه الله يمكن وصفه أيضًا بكونه وسيلة يوجه بها الله الناس، "كالمترجم" الذي يتواصل بين الله والناس. وهكذا، فإن مثل هذا الإنسان لا يشبه أياً من أولئك الذين يعملون في بيت الله أو رسله. وكما هو الأمر بالنسبة إليهم، يُمكن أن يقال إنه شخص يخدم الله، لكنه يختلف عن العاملين والرسل الآخرين اختلافًا كبيرًا في جوهر عمله وخلفية استخدامه بواسطة الله. من حيث جوهر عمله وخلفية استخدامه، فإن الإنسان الذي يستخدمه الله قد أقامه الله وأعده لعمل الله، وهو يتعاون في عمل الله نفسه. لا يمكن لأي شخص أن يقوم بعمله بدلاً منه؛ هذا تعاون إنساني لا غنى عنه إلى جانب العمل الإلهي. وفي الوقت نفسه، فإن العمل الذي يقوم به عاملون أو رسل آخرون هو مجرد نقل وتنفيذ العديد من جوانب الترتيبات الخاصة بالكنائس خلال كل فترة، أو عمل بعض الإمدادات الحياتية البسيطة من أجل الحفاظ على حياة الكنيسة. لا يتم تعيين هؤلاء العاملين والرسل بواسطة الله، كما لا يمكن تسميتهم بأنهم أولئك الذين يستخدمهم الروح القدس، بل يتم اختيارهم من بين الكنائس، وبعد أن يتم تدريبهم وتكريسهم لفترة من الزمن، يتم الإبقاء على أولئك الذين يصلحون، في حين يتم إرجاع أولئك الذين لا يصلحون إلى حيثما أتوا. ولأن هؤلاء الناس يتم اختيارهم من بين الكنائس، فإن البعض يظهرون على حقيقتهم بعد أن يصبحوا قادة، بل ويفعل بعضهم الكثير من الأشياء السيئة وينتهي الأمر باستبعاده. أما الإنسان الذي يستخدمه الله فهو الشخص الذي أعده الله، ويمتلك مكانة معيّنة، ويتمتع بإنسانية. لقد أعده الروح القدس وكمَّله مُسبقًا، ويوجهه الروح القدس توجيهًا كاملاً، ويقوده الروح القدس ويوجهه لاسيما عندما يتعلق الأمر بعمله – ونتيجة لذلك، لا يوجد انحراف عن الطريق أثناء قيادة المختارين من الله، لأن الله بالتأكيد يتحمل مسؤولية عمله الخاص، ويقوم الله بعمله الخاص في جميع الأزمنة.
من "حول استخدام الله للإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 172
إن العمل في تيار الروح القدس، سواء كان عمل الله الشخصي أو عمل الأشخاص المُستخدَمين، هو عمل الروح القدس. جوهر الله نفسه هو الروح، ويمكن أن يُطلق عليه الروح القدس أو الروح السباعي المُكثَّف. عمومًا، جميعها روح الله؛ علمًا أن أسماءً مختلفةً قد أُطلقت على روح الله في عصور مختلفة، ولا يزال جوهرها واحدًا. ولذلك، فإن عمل الله نفسه هو عمل الروح القدس؛ بينما لا يقلُّ عمل الله المتجسِّد عن الروح القدس العامل. وعمل الناس المُستخدمين هو أيضًا عمل الروح القدس. أما عمل الله فهو التعبير الكامل للروح القدس، وهذا أمر صحيح تمامًا، في حين يختلط عمل الناس المُستخدمين بأمور بشرية عديدة، وهو ليس التعبير المباشر للروح القدس، فضلًا عن أن يكون التعبير الكامل. يتنوع عمل الروح القدس ولا تحده أية ظروف. يتنوع عمله في مختلف الأشخاص، ويُبْرِزُ ماهيات مختلفة، كما يختلف حسب العصر وحسب الدولة. ومن الطبيعي أنه على الرغم من أن الروح القدس يعمل بطرق عديدة مختلفة ووفقًا لمبادئ كثيرة، بغض النظر عن كيف يتم العمل أو نوعية الناس الذين يتم عليهم العمل، فجوهره دائمًا مختلف، والعمل الذي يتم على أناس مختلفين له مبادئه وجميعه يمكن أن يمثل جوهر أهدافه. هذا لأن عمل الروح القدس محدد للغاية في النطاق ومحسوب تمامًا. ويختلف العمل الذي يتم في الجسم المتجسد عن العمل الذي يتم على الناس، كما يختلف العمل أيضًا على حسب قدرات الشخص الذي يجري العمل عليه. فالعمل الذي يتم في الجسم المتجسد لا يتم على الناس، وهو ليس نفس العمل الذي يتم على الناس. باختصار، وبغض النظر عن كيف يتم، فالعمل المنفذ على أجسام مختلفة غير متشابه أبدًا، والمبادئ التي يعمل بموجبها تختلف وفقًا لأحوال وطبائع الناس المختلفين الذين يعمل عليهم. يعمل الروح القدس على أناس مختلفين وفقًا لجوهرهم المتأصل ولا يضع مطالب عليهم تتجاوز ذلك الجوهر، ولا يعمل عليهم بما يتجاوز قدراتهم الفطرية. ولذلك، فإن عمل الروح القدس على الإنسان يسمح للناس برؤية جوهر هدف ذلك العمل. لا يتغير جوهر الإنسان المتأصل؛ وقدراته الفطرية محدودة. إن الروح القدس يستخدم الناس أو يعمل عليهم وفقًا لحدود إمكانيات الناس لكي يمكنهم الانتفاع منها. وعندما يعمل الروح القدس على الأشخاص المُستخدمين، يتم إطلاق مواهبهم وقدراتهم الفطرية لا كبحُها؛ فتُبذَل قدراتهم الفطرية خدمةً للعمل. قد يُقال إنه يستخدم أجزاء الناس التي يمكن استخدامها في عمله بهدف تحقيق نتائج في ذلك العمل. وفي المقابل، فإن العمل الذي يتم في الجسم المتجسد هو تعبير مباشر عن عمل الروح ولا يختلط بالأفكار والمفاهيم البشرية، ولا يمكن أن تبلغه خبرة الإنسان ووضعه الفطري. يهدف عمل الروح القدس الضخم كله لمنفعة الإنسان وبنيانه. لكن يمكن تكميل بعض الناس في حين لا يملك آخرون الشروط المناسبة من أجل نيل الكمال؛ بمعنى أنهم لا يمكن أن يُكمَّلوا، ومن الصعب أن ينالوا الخلاص، وعلى الرغم من أنهم قد يكونون نالوا عمل الروح القدس، فإنهم يتم إقصاؤهم في نهاية المطاف. أي أنه على الرغم من أن عمل الروح القدس هو لبنيان الناس، لا يمكن للمرء أن يقول إن كل من نالوا عمل الروح القدس سيكمَّلون بالكامل؛ لأن الطريق الذي يسلكه العديد من الناس في سعيهم ليس هو طريق التكميل. لديهم فقط عمل الروح القدس من جانب واحد، وليس التعاون البشري الشخصي ولا السعي البشري الصحيح. وبهذا، يأتي عمل الروح القدس على هؤلاء الناس ليخدم الذين مُنحوا الكمال. لا يمكن للناس أن يروا عمل الروح القدس مباشرةً، ولا أن يلمسوه مباشرة بأنفسهم، كما لا يمكن أن يتم التعبير عنه إلّا من قِبل الذين يتمتعون بموهبة العمل، مما يعني أن عمل الروح القدس يُقدَّم للأتباع من خلال التعابير التي يصنعها الناس.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 173
يُنجَز عمل الروح القدس ويكتمل من خلال أنواع عديدة من الناس وظروف عديدة مختلفة. وعلى الرغم من أن عمل الله المتجسد يمكن أن يمثل عمل العصر بأكمله، ويمكن أن يمثل دخول الناس في عصر بأسره، فإن العمل على تفاصيل دخول الناس لا تزال هناك حاجة لأن يتم من خلال الناس الذين يستخدمهم الروح القدس وليس من قِبل الله المتجسد. لذلك، فإن عمل الله، أو خدمة الله، هو عمل جسم الله المتجسد الذي لا يستطيع أن يقوم به إنسان بدلًا منه. يكتمل عمل الروح القدس من خلال العديد من نوعيات الناس المختلفة، ولا يمكن لشخص واحد فقط أن ينجزه أو يعبر عنه بكامله. وليس بإمكان الذين يقودون الكنائس أيضًا تمثيل عمل الروح القدس بالكامل؛ ولا يمكنهم سوى القيام ببعض عمل القيادة. وبهذا يمكن تقسيم عمل الروح القدس إلى ثلاثة أجزاء: عمل الله الخاص، وعمل الناس المُستخدمين، والعمل على كل أولئك الذين هم في تيار الروح القدس. يتمثل عمل الله في قيادة العصر بأسره؛ بينما عمل البشر المُستخدمين هو قيادة جميع أتباع الله، وذلك من خلال إرسالهم أو استقبال الإرساليات بعد قيام الله بعمله الخاص، وهؤلاء هم الذين يتعاونون مع عمل الله، أما العمل الذي يقوم به الروح القدس على أولئك الموجودين في التيار فهو الحفاظ على عمله الخاص بكامله، أي الحفاظ على تدبيره الكلي وشهادته، وفي الوقت ذاته يكمِّل أولئك الذين يمكن تكميلهم. هذه الأجزاء الثلاثة معًا هي عمل الروح القدس بكامله، ولكن لولا عمل الله نفسه، لتوقف عمل التدبير بأكمله. يتضمن عمل الله نفسه عمل البشرية جمعاء، وهو يمثِّل أيضًا عمل العصر بأسرِه. بمعنى أن عمل الله الخاص يمثِّل كل ديناميةٍ وتوجهٍ لعمل الروح القدس، في حين أن عمل الرسل يأتي بعد عمل الله الخاص ولا يقود العصر، ولا يمثل اتجاهات عمل الروح القدس في العصر بأسره. إنهم لا يفعلون سوى العمل الذي ينبغي على الإنسان فعله، وهو ما لا علاقة له إطلاقًا بعمل التدبير. إن العمل الذي يقوم الله به بنفسه هو مشروع ضمن عمل التدبير، أما عمل الإنسان فما هو سوى الواجب الذي يؤديه الأشخاص المستخدَمون، ولا علاقة له بعمل التدبير. وعلى الرغم من أن كليهما هو عمل الروح القدس، فإنه بالنظر إلى الاختلافات والتعارضات توجد اختلافات جوهرية وواضحة بين عمل الله الخاص وعمل الإنسان، بالإضافة إلى تنوع حدود العمل الذي يقوم به الروح القدس على أهداف لها هويات مختلفة. هذه هي مبادئ ونطاق عمل الروح القدس.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 174
يدل عمل الإنسان على خبرته وطبيعته البشرية، كما أن ما يقدمه الإنسان والعمل الذي يقوم به يمثلانه. كذلك يتضمن عمل الإنسان رؤيته وتفكيره ومنطقه وخياله الغني. وبإمكان خبرة الإنسان بخاصّةٍ أن تدل على عمله، وما يختبره الشخص يمثل مكونات عمله. يمكن أن يعبر عمل الإنسان عن خبرته. وعندما يختبر بعض الناس حالة سلبية، تتألف اللغة المستخدمة في شركتهم في معظمها من عناصر سلبية. وإن كانت خبرتهم إيجابية لفترة من الزمن وكانوا يمتلكون بصورة خاصة مسارًا في الجانب الإيجابي، فإن شركتهم تكون مشجعة جدًا، ويمكن أن يحصل الناس على إمدادات إيجابية منهم. وإذا ما صار العامل سلبيًّا لفترة من الزمن، فسوف تحمل شركته عناصر سلبية دائمًا. وهذا النوع من الشركة يسبب الاكتئاب، وسوف يشعر الآخرون لا شعوريًا بالاكتئاب بعد شركته. تتغير حالة الأتباع على حسب حالة القائد. أيًّا كان ما بداخل العامل فهو ما يعبر عنه، وعمل الروح القدس غالبًا ما يتغير مع حالة الإنسان. إنه يعمل وفقًا لخبرة الناس ولا يجبرهم بل يقوم بمطالبه منهم حسب مسار خبرتهم العادي. أي أن شركة الإنسان تختلف عن كلمة الله. ما يقدمه الناس في الشركة ينقل رؤاهم وخبراتهم الفردية، ويعبر عما يرونه ويختبرونه على أساس عمل الله. وتتمثل مسؤوليتهم، بعد أن يعمل الله أو يتكلم، في اكتشاف ما ينبغي عليهم ممارسته أو الدخول فيه من ذلك، ثم نقله إلى الأتباع. لذلك يمثل عمل الإنسان دخوله وممارسته. وبالطبع هذا العمل مختلط بدروس وخبرة بشرية أو ببعض الأفكار البشرية. وكيفما عمل الروح القدس، سواء كان يعمل على الإنسان أو في الله المتجسد، يعبر العاملون دائمًا عن ماهيتهم. وعلى الرغم من أن الروح القدس هو من يعمل، فإن العمل يتأسس على ماهية الإنسان المتأصلة؛ لأن الروح القدس لا يعمل بلا أساس. بمعنى آخر، لا يتم العمل من لا شيء، بل دائمًا يتم وفقًا لظروف فعلية وأحوال حقيقية. وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن تتغير شخصية الإنسان، ويمكن أن تتغير مفاهيمه وأفكاره القديمة. ما يعبر عنه الإنسان هو ما يراه ويختبره ويمكنه أن يتخيله، ويمكن أن يصل إليه تفكيره حتى لو كان تعاليمَ أو مفاهيمَ. لا يمكن أن يتجاوز عمل الإنسان نطاق خبراته، وما يراه، وما يمكنه تخيله أو تصوره، بغض النظر عن حجم ذلك العمل. ما يعبر عنه الله هو ماهيته، وهذا بعيد عن منال الإنسان، أي بعيد عما يمكن أن يصله بتفكيره. يُعبِّر الله عن عمله لقيادة البشرية جمعاء، وهذا لا يتعلَّق بتفاصيل خبرة بشرية، بل يختص بدلًا من ذلك بتدبيره الخاص، وما يعبر الإنسان عنه هو خبرته، أما ما يعبر الله عنه فهو كيانه، أي شخصيته المتأصلة، وهو بعيد عن منال الإنسان. خبرة الإنسان هي رؤيته ومعرفته التي حصل عليها بناءً على تعبير الله عن كيانه. ويُطلق على هذه الرؤية والمعرفة كيان الإنسان. ويتم التعبير عنها على أساس شخصية الإنسان المتأصلة وإمكانياته؛ ولهذا يُطلق أيضًا عليها كيان الإنسان. الإنسان قادر على الشركة فيما يتعلق بما يختبره ويراه. ولا يستطيع أحد الشركةَ فيما لم يختبره أو يَرَهُ أو لا يستطيع ذهنه الوصول له، أي الأشياء غير الموجودة بداخله. إن كان ما يعبر الإنسان عنه ليس من خبرته، فهو إذًا خياله أو تعاليمه. ببساطة، ليست هناك أية واقعية في كلماته. إن لم تتواصل أبدًا مع أمور المجتمع، فلن تكون قادرًا على أن تشارك بوضوح بشأن علاقات المجتمع المعقدة. إن لم تكن لديك أسرة بينما يتكلم أناس آخرون عن قضايا الأسرة، فلن تفهم معظمَ ما يقولونه. ولذلك، فإن ما يقدمه الإنسان في الشركة والعمل الذي يقوم به يمثلان كيانه الداخلي. إن قدّم أحد شركة عن فهمه للتوبيخ والدينونة، ولم تكن لديك خبرة في هذا الأمر، فلن تجرؤ على إنكار معرفته، فضلاً عن أن تكون واثقًا بشأنها بنسبة مئة بالمئة؛ ذلك لأن ما يتشارك بشأنه هو شيء لم تختبره أنت أبدًا، شيء لم تعرفه أبدًا، ولا يمكن لعقلك أن يتخيله. كل ما يمكنك أن تأخذه من معرفته هو طريق للخضوع للتوبيخ والدينونة في المستقبل. لكن هذا الطريق لا يمكن أن يكون سوى طريق لمعرفة التعاليم، ولا يمكن أن يحل محل فهمك فضلًا عن خبرتك. لعلك تظن أن ما يقوله صحيح تمامًا، لكن عندما تختبره تجده غير عملي من نواح عديدة. ولعلك تشعر أن بعضًا مما تسمعه غير عملي مطلقًا؛ وتخفي في نفسك مفاهيم عنه في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنك تقبله، فإنك لا تقبله إلا على مضض. ولكن عندما تختبر، فإن المعرفة التي تستمد منها المفاهيم تغدو طريقك للممارسة، وكلما مارست أكثر، زاد فهمك للقيمة الحقيقية والمعنى الحقيقي للكلمات التي سمعتها. وبعد حصولك على خبرتك، يمكنك بعد ذلك التكلم عن المعرفة التي ينبغي أن تكون لديك عن الأمور التي ينبغي أن تكون قد اختبرتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التمييز أيضًا بين أولئك الذين لديهم معرفة حقيقية وعملية وبين أولئك الذين لديهم معرفة مبنية على التعاليم وعديمة القيمة. لذلك، سواء كانت المعرفة التي تتكلم عنها تتفق مع الحق أم لا فهذا يعتمد بدرجة كبيرة على ما إذا كانت لديك خبرة عملية فيها. وحيث يكون هناك حق في خبرتك، فستكون معرفتك عملية وذات قيمة. ويمكنك من خلال خبرتك أيضًا الحصول على القدرة على التمييز والبصيرة، وتعميق معرفتك، وزيادة حكمتك ومنطقك السليم فيما يتعلق بحسن تصرفك. التعاليم هي المعرفة التي يعبر عنها الناس الذين لا يملكون الحق، بغض النظر عن مدى سموها. قد يكون هذا النوع من الأشخاص ذكيًّا جدًا حين يتعلق الأمر بأمور الجسد، ولكنه لا يمكنه التمييز عندما يتعلق الأمر بالأمور الروحية؛ وذلك لأن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة على الإطلاق في الأمور الروحية. هؤلاء هم الناس الذين لم يستنيروا في الأمور الروحية ولا يفهمون الأمور الروحية. بغض النظر عن نوع المعرفة الذي تُعبر أنت عنه، ما دام يمثل كيانك، فهو إذًا يمثل خبرتك الشخصية، ومعرفتك الحقيقية. ما يناقشه الناس الذين لا يتحدثون إلّا عن التعاليم، أي، أولئك الذين لا يملكون الحق أو الواقع، يمكن أن يُطلق عليه كيانهم؛ لأنهم توصلوا إلى تعاليمهم من خلال التأمل العميق، وهذا نتيجة تفكيرهم العميق، ولكنها مجرد تعاليم، وليست أكثر من خيال!
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 175
تمثل خبرات مختلف أنواع الناس الأمور الموجودة بداخلهم. وأي شخص يفتقر إلى الخبرة الروحية لا يمكنه التكلم عن معرفة الحق، ولا عن المعرفة الصحيحة عن مختلف الأمور الروحية. ما يعبر عنه الإنسان هو ما بداخله، هذا أمر مؤكد. إن كان شخص يرغب في الحصول على معرفة عن الأمور الروحية ومعرفة الحق، فعليه أن يحصل على خبرة حقيقية. وإن كنت لا تستطيع التكلم بوضوح عن المنطق السليم في الحياة البشرية، فكم بالأحرى ستكون أقل قدرةً على التكلم عن الأمور الروحية؟ أما أولئك الذين بإمكانهم قيادة الكنائس وإمداد الناس بالحياة، وأن يكونوا رسلًا للناس، فيجب أن يملكوا خبرات فعلية، وفهمًا صحيحًا للأمور الروحية، وتقديرًا وخبرة صحيحة للحق. أمثال هؤلاء الناس وحدهم مؤهلون لأن يكونوا عاملين ورسلًا يقودون الكنائس. وإلا فلا يمكنهم سوى الاتّباع في مرتبة أقل ولا يمكنهم القيادة، فضلًا عن أن يكونوا رسلاً قادرين على إمداد الناس بالحياة. هذا لأن وظيفة الرسل ليست هي الاندفاع ولا القتال؛ بل وظيفتهم هي العمل على خدمة الحياة وقيادة الآخرين في تغيير طباعهم. إن الذين يؤدون هذه الوظيفة مكلفون بتولي مسؤولية ثقيلة، مسؤولية لا يمكن لأيّ شخص تولّيها. ولا يمكن أن يُنفذ هذا النوع من العمل إلا من خلال أولئك الذين لديهم ماهية الحياة، أي أولئك الذين اختبروا الحق. كما لا يمكن تولّيه من قبل أشخاص يهملون، أو يندفعون أو يستعدون لبذل أنفسهم. ولا يمكن للذين لا خبرة لديهم في الحق، الذين لم يُهذّبوا أو يُدانوا، أداء هذا النوع من الأعمال. كما لا يمكن للأشخاص الذين لا يملكون خبرة، والذين هم بلا واقعية، أن يروا الواقع بوضوح لأنهم أنفسهم لا يملكون هذا النوع من الكيان. ولذلك، فهذا النوع من الأشخاص ليس فقط غير قادر على القيام بعمل القيادة، بل سيكون هدفًا للإقصاء إن بقي مجردًا من الحق لمدة زمنية طويلة. ويمكن أن تمثل الرؤية التي تعبّر عنها دليلًا على المصاعب التي اختبرتَها في الحياة، والأمور التي قد وُبِّخت فيها والقضايا التي أُدنت فيها. ينطبق هذا أيضًا على التجارب؛ حيث يُنقَّى المرء، وحيث يكون المرء ضعيفًا؛ هذه هي المواطن التي يكون لدى المرء خبرة وسبيل فيها. على سبيل المثال، إن عانى شخص من إحباطات في الزواج، فإنه يقول غالبًا في شركته: "الشكرِ لله، التسبيح لله، يجب أن أرضي رغبة قلب الله، وأقدم حياتي بأسرها، وأضع زواجي بالكامل في يَدَي الله. أنا مستعد لأن أتعهد بتقديم حياتي كلها لله." يمكن لجميع الأشياء داخل الإنسان أن تدلل على ماهيته من خلال الشركة. إن وتيرة حديث أي شخص، سواء كان يتحدث بصوت مرتفع أو بهدوء، مثل هذه الأمور ليست أمور خبرة ولا يمكنها أن تمثل ما لديه وماهيته. لايمكن لهذه الأمور سوى أن تحدد ما إذا كانت شخصية امرئ ما جيدة أم سيئة، أو ما إذا كانت طبيعته جيدة أم سيئة، ولكن لا يمكنها أن تتساوى مع ما إذا كانت لديه خبرات أو لا. وما قدرة الشخص على التعبير عن نفسه عندما يتحدث، أو مهارته أو سرعته في الكلام، إلّا مسألة ممارسة، ولا يمكنها أن تحل محل خبرته. عندما تتحدث عن خبراتك الفردية، فإنك تتشارك بما تولي له أهمية وبكافة الأمور الموجودة في داخلك. إن خطابي يمثل كياني، ولكن ما أقوله بعيد عن منال الإنسان. ما أقوله ليس ما يختبره الإنسان، وهو ليس شيئًا يمكن للإنسان أن يراه، كما أنه أيضًا ليس شيئًا يمكن للإنسان أن يلمسه، بل هو ماهيتي. يقر بعض الناس فقط بأن ما أُشارك به هو ما قد اختبرته، ولكنهم لا يعرفون أنه تعبير مباشر للروح. بالطبع، ما أقوله هو ما قد اختبرته. فأنا من قُمت بأداء عمل التدبير على مرّ ستة آلاف عام. لقد اختبرت كل شيء من بداية خلق البشرية حتى الآن؛ فكيف لا يمكنني أن أناقش ذلك؟ عندما يتعلق الأمر بطبيعة الإنسان، فقد رأيتها بوضوح، وقد راقبتها منذ مدة طويلة؛ فكيف يمكن ألا أكون قادرًا على التحدث عنها بوضوح؟ وبما أنني رأيت جوهر الإنسان بوضوح، فأنا أهلٌ لتوبيخ الإنسان ودينونته؛ لأن كل البشر قد جاؤوا مني ولكن الشيطان قد أفسدهم. ومن المؤكد أنني أيضًا أهل لتقييم العمل الذي قد قمت به. وعلى الرغم من أن هذا العمل لم يتم بجسدي، فإنه التعبير المباشر للروح، وهذا هو ما لدي وما أنا عليه. ولذلك فأنا مؤهل للتعبير عنه والقيام بالعمل الذي ينبغي عليَّ القيام به. ما يقوله الناس هو ما قد اختبروه، وهو ما قد رأوه، وما يمكن لعقولهم أن تصل إليه، وما يمكن لحواسهم أن تكشفه. هذا هو ما يمكنهم أن يتشاركوا به. الكلمات التي قالها جسد الله المتجسِّد هي التعبير المباشر للروح، وهي تُعبِّر عن العمل الذي قد قام به الروح، والذي لم يره الجسد أو يعبِّر عنه، ولكنَّه ما زال يعبِّر عن كيانه لأن جوهر الجسد هو الروح، وهو يعبر عن عمل الروح. إنه العمل الذي قام به الروح بالفعل، على الرغم من أنه بعيد عن متناول الجسد. فهو من بعد التجسد، ومن خلال تعبير الجسد، يُمكِّن الناس من معرفة كيان الله ويسمح للناس برؤية شخصية الله والعمل الذي قام به. إن عمل الإنسان يتيح للناس أن تكون لديهم صورة أكثر وضوحًا عما ينبغي أن يدخلوا فيه وما ينبغي أن يفهموه؛ وهذا يتضمن قيادة الناس نحو فهم الحق واختباره. فعمل الإنسان هو مؤازرة الناس، وعمل الله هو فتح طرق جديدة وعصور جديدة للبشرية، وأن يعلن للناس ما هو غير معروف للفانين، فيمكّنهم من معرفة شخصيته. عمل الله هو قيادة البشرية كافة.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 176
يؤدي الروح القدس عمله كله لمنفعة الناس؛ حيث يهدف كله لبنيان الناس؛ فلا يوجد عمل لا يفيد الناس. لا يهم ما إذا كان الحق عميقًا أو ضحلاً، ولا يهم شكل قدرات أولئك الذين يقبلون الحق، مهما كان ما يفعله الروح القدس، فهو مفيد للناس. ولكن عمل الروح القدس لا يمكن تنفيذه مباشرةً؛ بل يجب التعبير عنه من خلال البشر الذين يتعاونون معه، وبهذه الطريقة وحدها يمكن الحصول على نتائج عمل الروح القدس. بالطبع حين يكون عمل الروح القدس مباشرًا، فلا يمكن تشويهه على الإطلاق؛ أما عندما يعمل الروح القدس من خلال الإنسان، فإنه يصبح مشوبًا جدًا ولا يكون عملَ الروح القدس الأصلي. بهذه الطريقة يتغير الحق بدرجات متفاوتة. لا يستقبل الأتباع المقصد الأصلي للروح القدس بل مزيجًا من عمل الروح القدس وخبرة الإنسان ومعرفته. الجزء الذي يستقبله الأتباع والذي يمثل عمل الروح القدس هو الجزء الصحيح، بينما تتنوع المعرفة والخبرة التي ينالها الإنسان؛ بسبب اختلاف العاملين. فبمجرد أن يحصل العاملون على استنارة وإرشاد من الروح القدس، يستمرون في تلقي الخبرات بناءً على هذه الاستنارة والإرشاد. وضمن هذه الخبرات تختلط خبرة الإنسان وعقله، وأيضًا كيان الطبيعة البشرية، وبعد ذلك يحصل الإنسان على المعرفة أو الرؤية التي ينبغي عليه الحصول عليها. هذه هي طريقة ممارسة الإنسان بعد أن يكون قد اختبر الحق. طريقة الممارسة هذه ليست دائمًا واحدة؛ لأن الناس لديهم خبرات مختلفة والأشياء التي يختبرها الناس مختلفة. بهذه الطريقة، تفضي استنارة الروح القدس نفسها إلى معرفة وممارسة مختلفتين؛ لأن الأشخاص الذين يستقبلون الاستنارة مختلفون. يرتكب بعض الناس أخطاءً صغيرة أثناء الممارسة، ويرتكب البعض أخطاءً كبيرة، بينما لا يفعل آخرون شيئًا إلا ارتكاب الأخطاء. ذلك لأن الناس يختلفون في قدرتهم على الفهم، ولأن قدراتهم الفطرية تختلف أيضًا. يملك بعض الناس نوعًا من الفهم بعد سماع الرسالة، ويملك بعض الناس نوعًا آخر من الفهم بعد سماع الحق. يحيد بعض الناس قليلاً، والبعض الآخر لا يفهم المعنى الحقيقي للحق على الإطلاق. لذلك، يملي فهم المرء عليه كيف يقود الآخرين. هذا صحيح تمامًا، لأن عمل الإنسان هو مجرد تعبير عن ماهيته. فالأشخاص الذين يقودهم أشخاص يتمتعون بفهم صحيح للحق يحصلون أيضًا على فهم صحيح للحق. حتى لو كان هناك أناس لديهم أخطاء في فهمهم، فهم قلة قليلة، ولا يعاني الجميع الأخطاء. إن كان لدى أحد أخطاء في فهمه للحق، فإن الذين يتبعونه سيكونون خاطئين بكل ما تحمله الكلمة من معنى. تعتمد درجة فهم الحق بين الأتباع إلى حد كبير على العاملين. فالحق من الله صحيح بالطبع وخالٍ من الخطأ، وهو يقينيّ تمامًا. ولكن العاملين ليسوا على صواب بالكامل ولا يمكن أن يُقال إنهم موثوق بهم بالكامل. إن كان لدى العاملين طريقة عملية جدًا لممارسة الحق، فسيكون لدى الأتباع أيضًا طريقة للممارسة. فإذا لم يكن لدى العاملين طريقة لممارسة الحق ولكن لديهم تعاليمُ فقط، فلن يكون لدى الأتباع أية حقيقة. يتم تحديد قدرات الأتباع وطبيعتهم بالفطرة وليست مرتبطة بالعاملين. ولكن مدى فهم الأتباع للحق ومعرفة الله يعتمد على العاملين (هذا الأمر ينطبق فقط على بعض الناس). أيًّا كان شكل العامل، سيكون شكل الأتباع الذين يقودهم مثله. ما يعبر عنه العامل هو كيانه الشخصي ودون أي تَحَفُّظ، والمطالب التي يفرضها على أتباعه هي ما هو نفسه مستعد أو قادر على تحقيقه. ويستخدم معظم العاملين ما يفعلونه هم أنفسهم كأساس لجعله مطالب من أتباعهم، على الرغم من وجود الكثير الذي لا يستطيع أتباعهم تحقيقه على الإطلاق، وما لا يستطيع المرء تحقيقه يغدو عقبة أمام دخوله.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 177
ثمّةَ انحرافٌ أقلُّ كثيرًا في عمل أولئك الذين خضعوا للتهذيب والتعامل معهم والدينونة والتوبيخ، وكان التعبير عن عملهم أكثر دقة. أما الذين يعتمدون على بداهتهم في العمل فهم يرتكبون أخطاءً كبيرة تمامًا. إن عمل الناس الذين لم يُمنَحوا الكمالَ يعبر كثيرًا عن بداهتهم، مما يشكِّل عائقًا كبيرًا أمام عمل الروح القدس. ومهما تكن مكانة المرء جيدة، فلا بدّ أيضًا أن يخضعَ للتهذيب والتعامل معه والدينونة قبل أن يتمكن من تنفيذ عملِ إرساليةِ الله. فإن لم يخضع لمثل هذه الدينونة، فإن عمله لا يمكن أن يتماشى مع مبادئ الحق، مهما كان متقنًا، وسيكون دومًا نتاجَ بساطة وصلاح بشريين. أمّا عمل الذين خضعوا للتهذيب والتعامل معهم والدينونة، فهو أكثر دقة من عمل الذين لم يتم تهذيبهم والتعامل معهم ودينونتهم. إن الذين لم يخضعوا للدينونة لا يعبرون إلا عن الجسد والأفكار البشرية المختلِطة بالكثير من الذكاء الإنساني والمواهب الفطرية. ليس هذا تعبيرًا دقيقًا من الإنسان عن عمل الله. والذين يتبعون أمثال هؤلاء الناس تدفعهم إمكانياتهم الفطرية للمجيء أمامهم. وبما أنهم يعبرون عن العديد من الرؤى والخبرات الإنسانية، التي هي في الغالب لا ترتبط بالمقصد الأصلي لله، وتحيد بعيدًا جدًا عنه، فإن عمل هذا النوع من الأشخاص لا يمكن أن يأتي بالناس أمام الله، بل يأتي بهم أمام الإنسان. ولذلك فإن أولئك الذين لم يجتازوا الدينونة والتوبيخ غير مؤهلين لتنفيذ عمل إرسالية الله. إن عمل العامل المؤهل يمكنه أن يرشد الناس للطريق الصحيح ويمنحهم دخولًا أكبر في الحق؛ إذْ يمكن لعمله أن يأتي بالناس أمام الله. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العمل الذي يقوم به يمكن أن يختلف من فرد لآخر، وهو غير مقيد بقواعد، ويسمح للناس بالانطلاق والحرية، وللقدرات بالنمو تدريجيًّا في الحياة، والحصول على دخول في الحق أكثر عمقًا. إن عمل العامل غير المؤهل قاصر جدًا، وينطوي على حماقة؛ إذْ لا يمكنه إلّا أن يرشد الناس فقط إلى القواعد، ولا يختلف ما يطلبه من الناس من فرد لآخر. إنه لا يعمل وفقًا لاحتياجات الناس الفعلية. في هذا النوع من العمل، هناك عدد كبير جدًا من القواعد والتعاليم، ولا يمكنه أن يرشد الناس إلى الحقيقة ولا إلى الممارسة الطبيعية للنمو في الحياة، بل لا يمكنه سوى أن يجعل الناس قادرين على الالتزام بالقليل من القواعد عديمة القيمة. ليس من شأن هذا النوع من الإرشاد سوى أن يضلل الناس. إنه يقودك لتصبح مثله، ويمكنه أن يدخلك فيما هو عليه وما لديه. إن أراد الأتباع أن يميزوا ما إذا كان القادة مؤهلين أم لا، فالمفتاح لذلك يتمثل في النظر إلى الطريق الذي يقودون إليه ونتائج عملهم، ورؤية ما إذا كان الأتباع يحصلون على مبادئ متوافقة مع الحق وعلى طرق ممارسة مناسبة لتغييرهم. يجب عليك أن تميز العمل المختلف لأنواع الناس المختلفة؛ وألّا تكون تابعًا أحمق. يؤثر هذا في مسألة دخول الناس. إن كنت غير قادر على تمييز أية قيادة بشرية لديها طريق وأية قيادة ليس لديها طريق، فسوف تنخدع بسهولة. هذا كله له تأثير مباشر في حياتك. هناك الكثير من البساطة في عمل الناس غير المكملين؛ إذ يمتزج بقدر كبير من الإرادة البشرية، ويتمثل كيانهم بالبساطة الطبيعية، بحسب ما وُلدوا به، وليس الحياة بعد الخضوع للتعامل معهم أو الواقعية بعد التعرض للتغيير. كيف يمكن لمثل هذا الشخص أن يدعم أولئك الذين يسعون وراء الحياة؟ إن حياة الإنسان التي كان يتمتع بها في الأصل هي ذكاؤه أو موهبته الفطريّان. وهذا النوع من الذكاء أو الموهبة بعيد كل البعد عن مطالب الله المحددة للإنسان. إن لم يُكمَّل الإنسان، ولم يتم تهذيب شخصيته الفاسدة والتعامل معها، فستكون هناك فجوة كبيرة بين ما يعبر عنه وبين الحق؛ وسيمتزج ما يعبر عنه بأمور مبهمة؛ مثل خياله والخبرة أحادية الجانب. وبالإضافة إلى ذلك، فبغض النظر عن كيف يعمل، يشعر الناس أن ليس هناك هدف كلي ولا يوجد حق مناسب لدخول كل الناس. إن معظم ما هو مطلوب من الناس يفوق قدرتهم، كما لو أنهم كانوا بطّاتٍ اضطرت للجلوس على الفراخ وأصبحت هدفًا سهلًا. هذا هو عمل الإرادة البشرية. تتخلل شخصية الإنسان الفاسدة وأفكاره ومفاهيمه كافة أجزاء جسده. لم يولد الإنسان بغريزة ممارسة الحق، وليس لديه غريزة لفهم الحق بصورة مباشرة. أضف إلى ذلك شخصية الإنسان الفاسدة، عندما يعمل هذا النوع الطبيعي من الأشخاص، ألا يسبب هذا تعطيلاً؟ ولكن الإنسان الذي نال الكمال يتمتع بخبرة في الحق ينبغي على الناس فهمها، ولديه معرفة بطباعه الفاسدة، بحيث تزول الأمور المبهمة وغير الواقعية في عمله تدريجيًّا، وتقل خدع الإنسان، ويغدو عمله وخدمته أقرب ما تكونان إلى المعايير التي يطلبها الله. وبهذا دخل عمله في واقع الحق وأصبح واقعيًا. تسهم الأفكار الموجودة في ذهن الإنسان تحديدًا في إعاقة عمل الروح القدس. لدى الإنسان خيال غني ومنطق معقول وخبرة قديمة في التعامل مع الأمور. إن لم تخضع هذه الجوانب في الإنسان للتهذيب والتقويم، تصير جميعها عقبات أمام العمل؛ ولذلك لا يمكن أن يصل عمل الإنسان لأكثر المستويات دقةً، وبالأخص عمل الناس غير المكملين.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 178
يبقى عمل الإنسان محدودًا وضمن نطاق. ولا يمكن لشخص واحد أداء عمل مرحلة معينة كما لا يمكنه أداء عمل العصر بأسره، وإلّا قاد الناس إلى الخضوع للقواعد. كذلك لا يمكن أن ينطبق عمل الإنسان إلا على زمن أو مرحلة معينة؛ وذلك لأن خبرة الإنسان لها نطاقها، ولا يمكن للمرء أن يقارن عمل الإنسان بعمل الله. فطرق الإنسان للممارسة ومعرفته بالحق جميعها قابلة للتطبيق في نطاق محدد. لا يمكنك أن تقول إن الطريق الذي يسلكه الإنسان هو مشيئة الروح القدس بالكامل، لأن الإنسان يمكنه فقط أن يستنير بالروح القدس ولا يمكن أن يمتلئ بالروح القدس بالكامل. والأمور التي يختبرها الإنسان هي كلها داخل نطاق طبيعته البشرية ولا يمكن أن تتجاوز حدود الأفكار الموجودة في الذهن البشري العادي. وكل الذين يعيشون واقع الحق يَختبرون ضمن هذه الحدود. وعندما يختبرون الحق، يكون ذلك في العادة اختبارًا للحياة البشرية العادية التي تستمد استنارتها من الروح القدس، وليست طريقة اختبار تحيد عن الحياة البشرية العادية. إنهم يختبرون الحق مستنيرين بالروح القدس على أساس عيشهم حياتَهم البشرية، بالإضافة إلى أن هذا الحق يتنوع من شخص لآخر، ومدى عمقه مرتبطٌ بحالة الشخص. ولا يمكن سوى القول إن الطريق الذي يسلكونه هو طريق الحياة البشرية العادية لإنسان يسعى وراء الحق، ويمكن أن يَسمَّى 'الطريقَ الذي يسلكه إنسان عادي مستنير بالروح القدس'. لا يمكن للمرء القول إن الطريق الذي يسلكه هو الطريق الذي يأخذه الروح القدس. وبما أن الناس الذين يسعون ليسوا متشابهين في الخبرة البشرية العادية، فإن عمل الروح القدس أيضًا ليس واحدًا، بالإضافة إلى أنه ما دامت البيئات التي يختبرها الناس ومدى خبرتهم غير متماثلة، ونظرًا للامتزاج بين أفكارهم وعقلهم، فإن خبرتهم مختلطة بدرجات متفاوتة. يفهم كل شخص الحقّ وفقًا لظروفه الفردية المختلفة، وفهمهم للمعنى الحقيقي للحق ليس مكتملاً، بل هو مجرد جانب أو جوانب قليلة منه. ويختلف نطاق الحق الذي يختبره الإنسان بين شخص وآخر، وذلك وفقًا لظروف كل شخص. بهذه الطريقة، لا تتطابق معرفة الحق نفسه الذي يعبر عنه أشخاص مختلفون. أي أن خبرة الإنسان دائمًا لها حدود، ولا يمكنها أن تمثل بالكامل مشيئة الروح القدس، كما لا يمكن تصور عمل الإنسان بأنه عمل الله، حتى إنْ ما كان يعبر عنه الإنسان متوافقًا بصورة لصيقة مع مشيئة الله، وحتى لو أن خبرة الإنسان وثيقة الصلة بعمل التكميل الذي يؤديه الروح القدس. لا يمكن للإنسان إلّا أن يكون خادمًا لله، يقوم بالعمل الذي ائتمنه الله عليه. كذلك لا يمكن للإنسان إلّا أن يعبّر عن المعرفة باستنارة الروح القدس والحقائق التي حصل عليها من تجاربه الشخصية. فالإنسان غير مؤهل وليست لديه الشروط اللازمة ليكون مَخرجًا للروح القدس، ولا يحق له أن يقول إن عمله هو عمل الله؛ فللإنسان مبادئ تحكم عمل الإنسان، وكل البشر لديهم خبرات مختلفة وظروف متنوعة. يتضمن عمل الإنسان كل خبراته بموجب استنارة الروح القدس. ولا يمكن لهذه الخبرات أن تمثل سوى كيان الإنسان، وهي لا تمثل كيان الله أو مشيئة الروح القدس. ولذلك فالطريق الذي يسلكه الإنسان لا يمكن القول إنه الطريق الذي يسلكه الروح القدس؛ لأن عملَ الإنسان لا يمكن أن يمثل عمل الله، وعملُ الإنسان وخبرتُه ليسا مشيئة الروح القدس الكاملة. فعمل الإنسان عرضة للخضوع للقواعد، وتنحصر طريقة عمله بسهولة ضمن نطاق محدد، وهو غير قادر على قيادة الناس إلى طريق سالك. يعيش معظم الأتباع داخل نطاق محدد، وطريقة ممارستهم أيضًا محدودة في نطاقها. كذلك خبرة الإنسان دائمًا محدودة؛ وطريقة عمله أيضًا مقتصرة على أنواع قليلة، ولا يمكن أن تُقارن مع عمل الروح القدس أو عمل الله نفسه؛ هذا لأن خبرة الإنسان، في النهاية، محدودة. كيفما قام الله بعمله، فعمله غير مقيد بقواعد، وكيفما تم العمل، فهو ليس مقصورًا على طريقة واحدة. ليست هناك قواعدُ أيًّا كانت لعمل الله، فكل عمله حر ومنطلق. لا يهم كم الوقت الذي يقضيه البشر في اتباعه، حيث لا يمكنهم أن يستخلصوا قوانين تحكم طرق عمل الله. وعلى الرغم من أن عمله له مبادئ، فإنه يتمّ دائمًا بطرق جديدة وبه تطورات جديدة دائمًا، وهو بعيد عن منال الإنسان. أثناء فترة واحدة من الزمن، قد يكون لدى الله عدة أنواع مختلفة من العمل وطرق مختلفة لقيادة الناس، بحيث يكون للناس دائمًا الحصول على مداخل وتغييرات جديدة. لا يمكنك تمييز قوانين عمله؛ لأنه دائمًا يعمل بطرق جديدة، ومن خلال هذه الطريقة فقط يمكن لأتباع الله ألا يكونوا مقيدين بالقواعد. يتجنب عمل الله نفسُه مفاهيم الناس دائمًا ويواجهها. وأولئك الذين يتبعون الله ويسعون إليه بقلب صادق هم وحدهم من يمكن أن تتغير شخصياتهم ويصبحوا قادرين على العيش بحرية دون الخضوع لأية قواعد أو التقيد بأية مفاهيم دينية. إن عمل الإنسان يفرض عليه مطالب مبنية على خبرة الإنسان الشخصية وما يستطيع هو نفسه تحقيقه. ومعيار هذه المتطلبات محدود في نطاق معين، وطرق الممارسة أيضًا محدودة جدًا. وهكذا يعيش الأتباع بلا وعي داخل هذا النطاق المحدود؛ ومع مرور الوقت، تصير هذه الأمور بمثابة قواعد وشعائر. لو أن شخصًا لم يخضع لعملية تكميل الله الشخصي له، ولم ينل الدينونة، تولى قيادة العمل لفترة واحدة، فإن أتباعه سيصبحون جميعًا متدينيين وخبراء في مقاومة الله. لذلك إن كان شخصٌ ما قائدًا مؤهلاً، فإن ذلك الشخص لا بد أن يكون قد خضع للدينونة وقبل التكميل. أما أولئك الذين لم يخضعوا للدينونة، حتى إنْ كان لديهم عمل الروح القدس، فإنهم لا يعبّرون إلا عن أمور غير واقعية ومبهمة. ومع مرور الوقت، سيقودون الناس للخضوع لقواعد مبهمة وفوق طبيعية. فالعمل الذي يؤديه الله لا يتوافق مع جسد الإنسان وأفكاره، بل يقاوم مفاهيمه؛ ولا يشوبه لون ديني مبهم. ولا يمكن تحقيق نتائج عمل الله بواسطة إنسان لم يُكمله الله؛ فهي بعيدة عن منال الفكر الإنساني.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 179
العمل الموجود في ذهن الإنسان يحققه الإنسان بسهولة. فالقُسوس والقادة في العالم الديني، على سبيل المثال، يعتمدون على مواهبهم ومراكزهم في أداء عملهم. أما الناس الذين يتبعونهم لمدة طويلة فيُصابون بعدوى مواهبهم ويتأثرون ببعض ما هم عليه. هم يركزون على مواهب الناس وقدراتهم ومعارفهم، ويهتمون بالأمور الفائقة للطبيعة والعديد من التعاليم العميقة غير الواقعية (بالطبع هذه التعاليم العميقة لا يمكن الوصول إليها)، ولا يركزون على التغيرات في طباع الناس، بل يركزون على تدريب الناس على الوعظ والعمل وتحسين معرفتهم وإثراء تعاليمهم الدينية. لا يركزون على مقدار تغير شخصية الناس ومقدار فهمهم للحق، ولا يركزون على مدى تغير شخصية الناس، ولا على مدى فهمهم للحق، ولا يشغلون أنفسهم بجوهر الناس، فضلاً عن أن يحاولوا معرفة حالات الناس العادية وغير العادية. إنهم لا يواجهون مفاهيم الناس، ولا يكشفون تصوراتهم، فضلاً عن أن يهذبوا الناس فيصلحوا نقائصهم أو فسادهم. ومعظم الناس الذين يتبعونهم يخدمون بمواهبهم، وكل ما يصدر عنهم هو مفاهيم دينية ونظريات لاهوتية بعيدة عن الواقع وعاجزة تمامًا عن منح الناس حياةً. فجوهر عملهم في الواقع هو رعاية الموهبة، ورعاية الشخص الذي لا يتمتع بشيء ليصبح خريجًا موهوبًا من معهد لاهوتي، ثم بعد ذلك يمضي للعمل والقيادة. هل يمكنك أن تجد أية قوانين في عمل الله الذي استمر ستة آلاف عام؟ هناك العديد من القواعد والقيود في العمل الذي يقوم به الإنسان، والعقل البشري عقائدي بدرجة مفرطة. ولذلك فما يعبر عنه الإنسان هو المعرفة والإدراك داخل حدود خبرته، ولا يستطيع الإنسان التعبير عن أي شيء بخلاف ذلك؛ ذلك أن خبرات الإنسان أو معرفته لا تنبع من مواهبه الفطرية أو غريزته؛ بل تنشأ بسبب إرشاد الله ورعايته المباشرة. لا يملك الإنسان سوى الاستعداد لقبول هذه الرعاية، وليس الاستعداد للتعبير المباشر عن ماهية اللاهوت. فالإنسان غير قادر أن يكون هو المصدر، بل يمكنه فقط أن يكون وعاءً يقبل الماء من المصدر؛ هذه هي الغريزة البشرية، وهي الاستعداد الذي ينبغي أن يكون لدى المرء ككائن بشري. إنْ فَقَد الشخص الاستعداد لقبول كلمة الله وفقد الغريزة البشرية، فإنه يفقد أيضًا ما هو أكثر قيمة، ويفقد واجبه كإنسان مخلوق. إن لم يكن لدى الشخص معرفة أو خبرة بكلمة الله أو عمله، فإن هذا الشخص يفقد واجبه، أي الواجب الذي ينبغي عليه أداؤه ككائن مخلوق، ويفقد كرامة الكائن المخلوق. تقضي الفطرة الإلهية بالتعبير عن ماهية اللاهوت؛ سواء كان يتم التعبير عنه في الجسد أو مباشرةً بواسطة الروح؛ هذه هي خدمة الله. يعبر الإنسان عن خبراته أو معرفته الشخصية (أي أنه يعبر عن ماهيته) أثناء عمل الله أو بعد ذلك؛ هذه هي غريزة الإنسان وواجبه، وهو ما يجب على الإنسان تحقيقه. على الرغم من أن تعبير الإنسان يتصف بالقصور الشديد فيما يتعلق بما يعبر الله عنه، وأن تعبير الإنسان مقيد بالكثير من القواعد، يجب على الإنسان أن يؤدي الواجب الذي ينبغي عليه أداؤه، وأن يفعل ما يتعين عليه فعله. يجب على الإنسان أن يفعل كل ما يمكن للبشر فعله لأداء واجبه، ولا ينبغي أن يكون هناك حتى أدنى تحفظ.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 180
عليكم أن تعرفوا كيفية تمييز عمل الله عن عمل الإنسان. ما الذي يمكنك أن تراه في عمل الإنسان؟ هناك الكثير من عناصر خبرة الإنسان في عمله؛ فما يعبر عنه الإنسان هو ماهيّته. كذلك يعبر عمل الله الشخصي أيضًا عن ماهيّته، ولكن ماهيته تختلف عن ماهية الإنسان. فماهية الإنسان تمثل خبرة الإنسان وحياته (ما يختبره الإنسان ويواجهه في حياته أو فلسفات المعيشة التي يؤمن بها)، ويعبر الناس الذين يعيشون في بيئات مختلفة عن ماهيات مختلفة. ويمكن من خلال ما تعبّر عنه رؤيةُ ما إذا كانت لديك خبرات في المجتمع وكيف تعيش فعليًّا وتختبر في أسرتك، فيما تعبر عنه، بينما لا يمكنك أن ترى من خلال عمل الله المتجسد إن كانت لديه خبرات اجتماعية. إنه على دراية تامّة بجوهر الإنسان، ويمكنه أن يكشف كل أنواع الممارسات المتعلقة بجميع أنواع الناس. إنه حتى أفضل في كشف الشخصيات الفاسدة والسلوك المتمرد لدى البشر. إنه لا يعيش بين الناس في هذا العالم، لكنه عالم بطبيعة الفانين وكل أنواع فساد البشر في العالم. هذه هي ماهيّته. على الرغم من أنه لا يتعامل مع العالم، فهو يعرف قواعد التعامل مع العالم؛ لأنه يفهم بالتمام الطبيعة البشرية. إنه يعرف عمل الروح الذي لا يمكن لعيون الإنسان أن تراه ولا يمكن لآذان الإنسان أن تسمعه، في الحاضر والماضي على السواء. يتضمن هذا حكمة ليست فلسفة للمعيشة أو عجائب يصعب على الناس فهمها. هذه هي ماهيته المعلَنة للناس وأيضًا المحجوبة عنهم. ما يعبر عنه ليس ماهية شخص استثنائي، بل هو ماهية الروح وصفاته المتأصلة. فهو لا يجوب العالم ولكنه يعرف كل شيء فيه. إنه يتواصل مع "أشباه الإنسان" الذين ليس لديهم أية معرفة أو بصيرة، لكنه يعبر بكلمات أعلى من المعرفة وفوق مستوى الرجال العظماء. إنه يعيش بين جماعة من الناس البليدين وفاقدي الإحساس الذين يفتقرون إلى الطبيعة البشرية ولا يفهمون الأعراف والحياة البشرية، لكنه يستطيع أن يطلب من البشرية أن تعيش حياة بشرية عادية، وفي الوقت ذاته يكشف الطبيعة البشرية المتدنية والمنحطّة للبشر. كل هذا هو ماهيته، وهي أسمى من ماهية أي شخص من لحم ودم. بالنسبة إليه، من غير الضروري أن يختبر حياة اجتماعية معقدة ومربكة ومتدنية لكي يقوم بالعمل الذي يحتاج أن يقوم به وأن يكشف بصورة شاملة جوهر البشرية الفاسدة. إن الحياة الاجتماعية الدنيئة لا تبني جسده. فعمله وكلامه لا يكشفان سوى عصيان الإنسان، ولا يقدمان للإنسان خبرة ودروسًا من أجل التعامل مع العالم. إنه لا يحتاج إلى أن يتحرى عن المجتمع أو أسرة الشخص عندما يمد الإنسان بالحياة. إن كشف الإنسان ودينونته ليسا تعبيرًا عن خبرات جسده؛ بل هي لكشف إثم الإنسان بعد معرفة طويلة الأمد بعصيان الإنسان وكراهية فساد البشرية. ويهدف العمل الذي يقوم به كله لكشف شخصيته للإنسان والتعبير عن ماهيته. وحده هو من يمكنه أن يقوم بهذا العمل، وهو شيء لا يمكن للشخص الذي من لحم ودم تحقيقه.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 181
إن العمل الذي يقوم به الله لا يمثل اختبار جسده؛ أما العمل الذي يقوم به الإنسان فهو يمثل اختباره. يتكلم كل شخص عن خبرته الشخصية. يمكن لله أن يعبر عن الحق مباشرةً، بينما لا يمكن للإنسان إلا أن يعبر عن الخبرة المقابلة بعد اختبار الحق. ليس لعمل الله قواعد ولا يخضع لزمن أو قيود جغرافية، وهو يستطيع أن يعبِّر عن ماهيته في أي وقت وأي مكان. إنه يعمل كما يحلو له. أما عمل الإنسان فله شروط وسياق؛ وبدونهما لن يكون قادرًا على العمل أو التعبير عن معرفته بالله أو خبرته بالحق. ولكي تعرف ما إذا كان هذا هو عمل الله أم عمل الإنسان، ما عليك سوى أن تقارن الاختلافات بين الاثنين. إن لم يكن هناك عمل قام به الله نفسه، وكان هناك عمل الإنسان فقط، ستعرف ببساطة أن تعاليم الإنسان عالية، وخارج نطاق استطاعة أي شخص آخر؛ وأسلوب كلامهم ومبادئهم في التعامل مع الأمور وأسلوبهم المحنك الثابت في العمل كلها أمور بعيدة عن منال الآخرين. أنتم جميعًا تعجبون بهؤلاء الناس الذين يتمتعون بقدرات جيدة ومعرفة راقية، لكنك لا تستطيع أن ترى من عمل الله وكلامه مدى سمو طبيعته البشرية. بل هو عادي، وعندما يعمل يكون عاديًا وواقعيًّا لكنه أيضًا غير قابل للقياس من قبل الفانين، مما يجعل الناس لهذا يشعرون بنوع من التقوى له. ربما تكون خبرة الشخص في عمله متقدمة بصورة خاصة، أو يكون خياله وتفكيره متقدمًا أيضًا على نحو خاص، وتكون طبيعته البشرية جيدة بشكل خاص، وهذه الصفات لا يمكن إلا أن تحظى بإعجاب الناس، ولكنها لن تثير رهبتهم وخوفهم. إن جميع الناس يعجبون بالأشخاص الذين يستطيعون إتقان العمل، ولديهم خبرة خاصة وعميقة، ويمكنهم ممارسة الحق، ولكن مثل هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم أبدًا إثارة الرهبة، بل الإعجاب والحسد. غير أن الناس الذين اختبروا عمل الله لا يعجبون بالله، بل يشعرون بدلًا من ذلك بأن عمله بعيد عن منال الإنسان وعن فهمه، وأنه جديد وبديع. وعندما يختبر الناس عمل الله، تكون أول معرفة لهم عنه أنه فوق الإدراك وحكيم وبديع، ويتقونه لا شعوريًا، ويشعرون بغموض العمل الذي يقوم به، فهو خارج نطاق عقل الإنسان. لا يريد الناس سوى أن يكونوا قادرين على تلبية مطالبه، وإرضاء رغباته؛ ولا يرغبون في تجاوزه؛ لأن العمل الذي يقوم به يتجاوز مستوى تفكير الإنسان وخياله، ولا يمكن للإنسان أن يقوم به بدلاً منه. حتى الإنسان نفسه لا يعرف عيوبه الخاصة، لكن الله فتح طريقًا جديدًا، وجاء لينقل الإنسان إلى عالم أكثر جِدّةً وجمالاً، ولذلك استطاعت البشرية أن تحقق تقدمًا جديدًا وبداية جديدة. ما يشعر به الناس نحوه ليس إعجابًا، أو بالأحرى ليس مجرد إعجاب. خبرتهم الأعمق هي الرهبة والمحبة، وشعورهم هو أن الله بديع بالفعل؛ فهو يقوم بعمل لا يستطيع الإنسان القيام به، ويقول أمورًا لا يستطيع الإنسان أن يقولها، والناس الذين اختبروا عمله يختبرون دائمًا شعورًا لا يوصف. فالناس ذوو الخبرة العميقة بدرجة كافية يستطيعون فهم محبة الله، كما يستطيعون الإحساس بجماله، وبأن عمله حكيم ورائع للغاية، وبذلك تتولد قوة مطلقة بينهم. إنها ليست مشاعر الخوف ولا المحبة أو الاحترام التي تأتي عرضيًا، بل إحساس عميق برحمة الله وتسامحه مع الإنسان. لكن الناس الذين قد اختبروا توبيخه ودينونته يشعرون بجلاله وبأنه لا يتسامح مع أي إساءة إليه. حتى الناس الذين قد اختبروا كثيرًا من عمله لا يستطيعون فهمه؛ وكل الذين يتّقونه حقًّا يعرفون أن عمله لا يتماشى مع مفاهيم الناس، بل يسير دائمًا ضدها. إنه لا يحتاج إلى إعجاب الناس الكامل به أو تقديمهم مظهر الخضوع له، بل أن يكون لديهم تقوى وخضوع حقيقيان. في الكثير من عمله، يشعر أي شخص له خبرة حقيقية بالتقوى له، وهذه التقوى أعلى من الإعجاب. لقد رأى الناس شخصيته بسبب عمله في التوبيخ والدينونة؛ ولذلك فهم يتّقونه في قلوبهم. الله جدير بالاتقاء والطاعة؛ لأن ماهيته وشخصيته ليسا مثل ماهية الكائن المخلوق وشخصيته، وهما أسمى من كل الكائنات المخلوقة. الله موجود بذاته وأزلي، وهو كائن غير مخلوق، والله وحده مستحق للاتقاء والطاعة؛ أما الإنسان فهو غير أهلٍ لذلك. ولذلك، فإن كل الناس الذين اختبروا عمله وعرفوه حقًّا يتقونه. أما أولئك الذين لم يتخلوا عن مفاهيمهم عنه، أي أولئك الذين ببساطة لا يعتبرونه الله، فليس لديهم أي اتقاء له، وعلى الرغم من أنهم يتبعونه فإنهم لم يُخضعوا؛ إنهم أناس عصاة بطبيعتهم. ما يقصد الله تحقيقه بعمله هكذا هو أن تحظى كل الكائنات المخلوقة بقلوب تتقي الخالق وتعبده وتخضع لسيادته بلا شروط. هذه هي النتيجة النهائية التي يهدف كل عمله لتحقيقها. إن لم يكن لدى الناس الذين اختبروا مثل هذا العمل اتقاء له، ولو قليلاً، وإن لم يتغير عصيانهم الذي كان في الماضي مطلقًا، سيتم إقصاؤهم بكل تأكيد. إن كان موقف الشخص تجاه الله يقتصر على الإعجاب وإظهار الاحترام عن بعد ولا يتعدى ذلك إلى محبته ولو قليلاً، فهذا هو النتيجة التي يصل إليها الشخص الذي ليس لديه قلب يحب الله، وهذا الشخص يفتقر إلى الشروط اللازمة لكي يُكمَّل. إن لم يفلح كل هذا العمل في الحصول على محبة الشخص الحقيقية، فهذا يعني أن هذا الشخص لم يربح الله ولا يسعى وراء الحق بصدق. إن الشخص الذي لا يحب الله لا يحب الحق؛ وبالتالي لا يمكنه أن يربح الله، فضلاً عن أن ينال تأييد الله. أناس مثل هؤلاء، بغض النظر عن كيف اختبروا عمل الروح القدس، وبغض النظر عن كيف اختبروا الدينونة، ما زالوا غير قادرين على اتقاء الله. هؤلاء أناس طبيعتهم لا تتغير، وشخصياتهم شريرة للغاية. سيتم إقصاء جميع الذين لا يتقون الله، وسيكونون أهدافًا للعقاب، وسيُعاقبون مثل أولئك الذين يفعلون الشر، وسيعانون أكثر من أولئك الذين يفعلون أمورًا آثمة.
من "عمل الله وعمل الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 182
إن عمل الله في المقام الأول مختلف عن عمل الإنسان، فكيف يمكن إذًا أن تكون تعبيرات الله هي نفسها تعبيرات الإنسان؟ لله شخصية خاصة، بينما للإنسان واجبات ينبغي عليه إتمامها. شخصية الله معبَّر عنها في عمله، بينما واجب الإنسان متجسِّد في خبراته ومُعبَّر عنه في مساعيه. لذلك من الممكن معرفة ما إذا كان هذا تعبير الله أم تعبير الإنسان من خلال العمل الذي يقوم كل منهما به. الأمر لا يحتاج إلى أن يشرحه الله بنفسه أو يحتاج إلى أن يسعى الإنسان إلى تقديم شهادة، كما لا يحتاج الله نفسه إلى أن يتفوَّق على أي إنسان. كل هذا يأتي كإعلان طبيعي؛ هو ليس أمرًا إجباريًّا وليس شيئًا يمكن للإنسان أن يتدخل فيه. يمكن معرفة واجب الإنسان من خلال خبرته ولا يتطلب هذا من الناس أن يقوموا بأي عمل تجريبي إضافي. كل جوهر الإنسان يمكن أن ينكشف إذ يؤدي واجبه، بينما يعبِّر الله عن شخصيته المتأصلة بينما يؤدي عمله. إن كان هذا هو عمل الإنسان فلا يمكن أن يستتر. وإن كان هذا هو عمل الله فإن شخصيته أكثر استحالةً من قدرة أي شخصٍ على حجبها، ولا يمكن لأي إنسان أن يتحكَّم فيها. لا يمكن أن يُقال عن إنسان إنه الله، وكذلك لا يمكن النظر إلى عمله وكلماته على أنها مقدسة أو غير متغيرة. يمكن أن يُقال عن الله إنه إنسان لأنه لبس جسدًا، ولكن لا يمكن اعتبار عمله عمل إنسان أو واجب إنسان. إضافة إلى ذلك، فإن أقوال الله ورسائل بولس لا يمكن أن يستويا ولا يمكن أن يُقال إن دينونة الله وتوبيخه يتساويان مع كلمات الإنسان الإرشادية. لذلك توجد مبادئ تميِّز عمل الله عن عمل الإنسان. تتنوع وفقًا لجوهرها، وليس وفقًا لنطاق العمل أو كفاءة العمل المؤقتة. يرتكب معظم الناس أخطاءً متعلقة بالمبدأ عن هذا الموضوع. هذا لأن الإنسان ينظر إلى الخارج، الذي يمكنه أن يحقِّقه، بينما الله ينظر إلى الجوهر، الذي لا يمكن لعين الإنسان الجسدية ملاحظته. إن كنت تنظر إلى كلمات الله وعمله على أنها واجبات للإنسان العادي، وتنظر إلى عمل الإنسان واسعِ النطاق على أنه عمل الله الذي لبس جسدًا بدلًا من النظر إليه على أنه واجب يؤديه الإنسان، أفلست إذًا مخطئًا في المبدأ؟ يمكن كتابة رسائل الإنسان وسيره الذاتية بسهولة، ولكنها مؤسَّسة على أساس عمل الروح القدس. مع ذلك، فإن أقوال الله وعمله لا يمكن أن يحققهما الإنسان بسهولة ولا يمكن للحكمة والتفكير البشريين تحقيقهما، كما لا يمكن شرحهما بصورة شاملة بعد استكشافهما. إن لم يكن لديك أي رد فعل تجاه هذه المسائل المتعلقة بالمبدأ، فهذا يثبت أن إيمانك ليس حقيقيًّا ولا منقَّى للغاية. يمكن أن يُقال فقط إن إيمانك مملوء بالغموض وهو أيضًا مشوَّش وبلا مبدأ. بدون فهم أكثر القضايا الجوهرية الأساسية عن الله والإنسان، ألا يكون هذا النوع من الإيمان هو إيمان بدون فطنة؟
من "ما هو موقفك تجاه الرسائل الثلاث عشرة؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 183
بقي يسوع على الأرض ثلاثة وثلاثين عامًا ونصف العام، أتى ليقوم بعمل الصلب، ومن خلال عمل الصلب، تمجّد الله جزئيًا. عندما جاء الله في الجسد، كان قادراً على التواضع والاحتجاب، واستطاع تحمل عذابٍ هائلٍ. ومع أنه كان الله نفسه، فقد تحمل كل إهانة وكل مسبة، وتحمل عظيم الألم في الصلب على الصليب لكي يكمل عمل الفداء. بعد اختتام هذه المرحلة من العمل، ومع أن الناس قد رأوا أن الله قد تمجّد يمجد عظيم، لم يكن هذا مجده الكامل؛ بل كان مجرد جزء منه، وقد تمجّد بهذا الجزء من يسوع. ومع أن يسوع كان قادرًا على تحمُّل كل مشقة، وعلى أن يتواضع ويحتجب، ويُصلب من أجل الله، فقد تمجّد الله جزئيًا، وتمجّد بهذا المجد في إسرائيل. لا يزال لدى الله جزء آخر من مجده: المجيء إلى الأرض للقيام بالعمل بطريقة فعلية وتكميل جماعة من الناس. أثناء مرحلة عمل يسوع، قام ببعض الأمور الفائقة للطبيعة، ولكن تلك المرحلة من العمل لم يكن الهدف منها بأي حال من الأحول أداء الآيات والمعجزات فحسب، بل كان الهدف منها في المقام الأول إظهار أن يسوع قادر على أن يتألم ويُصلب من أجل الله، ويقاسي ألمًا هائلاً؛ لأنه أحب الله، ومع أن الله تخلى عنه، كان لا يزال راغبًا في تقديم حياته من أجل مشيئة الله. وبعدما أكمل الله عمله في إسرائيل وصُلب يسوع على الصليب، تمجّد الله، وحمل الله شهادةً أمام إبليس. أنتم لا تعرفون ولم تروا كيف صار الله جسدًا في الصين، فكيف يمكنكم أن تروا أن الله قد تمجّد؟ عندما يقوم الله بالكثير من عمل الإخضاع فيكم، وتثبتون على موقفكم، وقتها تكون هذه المرحلة من عمل الله ناجحة، وهذا جزء من مجد الله. أنتم لا ترون إلا هذا، ولم يكمّلكم الله بعد، ولم تقدموا قلوبكم بالكامل له. لم تروا هذا المجد بالكامل؛ أنتم لا ترون إلا أن الله قد أخضع قلبكم بالفعل، ولا يمكنكم أن تتركوه أبدًا، وستتبعونه حتى النهاية ولن يتغير قلبكم، وأن هذا هو مجد الله. ما الذي ترون مجد الله فيه؟ في آثار عمله في الناس. يرى الناس أن الله حنون للغاية، ويسكن الله قلوبهم، وهم لا يرغبون في تركه، وهذا هو مجد الله. حين تنهض قوة الإخوة والأخوات بالكنيسة، ويمكنهم أن يحبوا الله من قلوبهم، ويروا العظمة السامية للعمل الذي يقوم به الله، وعظمة كلماته التي لا يُقارن معها شيء، وعندما يرون سلطانًا في كلماته، وأن بإمكانه مباشرة عمله في مدينة الأشباح ببر الصين الرئيسي، وعندما تسجد قلوبهم أمام الله، على الرغم من ضعفهم، ويرغبون في قبول كلمات الله، ومع أنهم ضعفاء وغير مؤهلين يستطيعون أن يروا أن كلمات الله قريبة جداً من قلوبهم، وجديرة باعتزازهم، فهذا هو مجد الله. حين يأتي اليوم الذي يكمّل فيه الله الناس، ويصيرون قادرين على الخضوع أمامه وطاعته طاعةً كاملةً، وترك آمالهم وقدرهم في يدي الله، فسيكون الله قد تمجّد كليًا بالجزء الثاني من مجده. أي أنه عندما يكتمل عمل الله العملي بالكامل، سينتهي عمله في بر الصين الرئيسي؛ بمعنى آخر، سيتمجّد الله عندما يتكمّل أولئك الذين سبق الله فعيّنهم واختارهم. قال الله إنه قد جاء بالجزء الثاني من مجده إلى الشرق، ومع ذلك فإن هذا غير مرئي للعين المجردة. لقد جاء الله بالجزء الثاني من عمله إلى الشرق: لقد أتى بالفعل إلى الشرق، وهذا هو مجد الله. اليوم، مع أن عمله لم يكتمل بعد؛ لأن الله قرّر أن يعمل، فإن عمله بالتأكيد سيتم. لقد قرر الله أنه سيُكمل هذا العمل في الصين، وعزم على جعلكم كاملين، ولذلك لا يترك لكم مخرجًا، لقد أخضع بالفعل قلوبكم، ويجب عليك المضي قدمًا شئت أم أبيت، وعندما يربحك الله، فإنه يتمجّد. لم يتمجّد الله بالمجد الكامل اليوم؛ لأنكم لم تُكمّلوا بعد. ومع أن قلوبكم قد عادت إلى الله، فتوجد العديد من نقاط الضعف في جسدكم، وأنتم غير قادرين على إرضائه، وغير قادرين على الاهتمام بمشيئته، وما يزال لديكم العديد من الأمور السلبية التي يجب أن تتخلصوا منها، ويتعين عليكم بعدُ أن تخوضوا العديد من التجارب والتنقيات، وبتلك الطريقة وحدها يمكن أن تتغير طباعكم الحياتية وأن يربحكم الله.
من "حديث مختصر عن (المُلْك الألفي قد أتى)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 184
في ذلك الوقت، كان عمل يسوع هو فداء كل البشر، غُفِرَت خطايا كل مَنْ آمن به؛ فطالما آمنتَ به، فإنه سيفديك. إذا آمنتَ به، لن تعود خاطئًا بعد ذلك، بل تتحرر من خطاياك. كان هذا هو المقصود بأن تخْلُص وتتبرر بالإيمان. لكن ظل بين المؤمنين مَنْ عصى الله وقاومه، ومَنْ يجب أن يُنزَع ببطء. لا يعني الخلاص أن الإنسان قد أصبح مملوكًا ليسوع بأكمله، لكنه يعني أن الإنسان لم يعد مملوكًا للخطية، وأن خطاياه قد غُفِرَت: إذا آمنت، لن تصبح مملوكًا بعد للخطية. في ذلك الوقت، قام يسوع بالكثير من العمل الذي لم يكن مفهومًا لتلاميذه، وقال الكثير مما لم يفهمه الناس. هذا لأنه، في ذلك الوقت، لم يعطِ أيَّ تفسير. وهكذا، بعد عدة سنوات على رحيل يسوع، كتب متَّى عن سلسلة أنسابه، وقام آخرون أيضًا بالكثير من العمل الذي كان نابعًا من إرادة الإنسان. لم يأتِ يسوع كي يربح الإنسان ويكمِّله، بل كي يقوم بمرحلة واحدة من العمل: حمل إنجيل ملكوت السماوات واستكمال عمل صلبه – وهكذا حالما صُلب يسوع، وصل عمله إلى نهاية كاملة. ولكن في المرحلة الحالية – مرحلة عمل الإخضاع – يجب التفوه بالمزيد من الكلمات، والقيام بالمزيد من العمل، ويجب أن يكون هناك العديد من الإجراءات. كذلك يجب أن يُكشف عن أسرار عمل يسوع ويهوه، حتى يتسنى لجميع الناس أن يمتلكوا الفهم والوضوح في إيمانهم، لأن هذا هو عمل الأيام الأخيرة، والأيام الأخيرة هي نهاية عمل الله، وقت إتمام العمل. ستفسر لك مرحلة العمل هذه شريعة يهوه وفداء يسوع، وهي في الأساس لكي تتمكَّن أنتَ من فهم العمل الكامل لخطة تدبير الله التي تبلغ ستة آلاف سنة، وتقدّر كل معنى خطة تدبير الستة آلاف سنة هذه وجوهرها، وفهم الغاية من كل العمل الذي قام به يسوع والكلمات التي تكلم بها، وحتى إيمانك الأعمى بالكتاب المقدس وسجودك للكتاب المقدس. سوف يسمح لك كل هذا بأن تدرك إدراكًا تامًا. سوف تتمكَّن من فهم كلٍ من العمل الذي قام به يسوع، وعمل الله اليوم؛ سوف تفهم وتعاين كلّ الحق والحياة والطريق. في مرحلة العمل الذي قام به يسوع، لماذا رحل يسوع دون إتمام العمل الختامي؟ لأن مرحلة عمل يسوع لم تكن مرحلة عمل اختتام. عندما سُمِّرَ على الصليب، وصلت كلماته أيضًا إلى النهاية؛ وبعد صلبه، انتهى عمله تمامًا. المرحلة الحالية مختلفة: فقط بعد أن تكون الكلمات قد قيلت إلى النهاية وينتهي عمل الله بأكمله، عندها ينتهي عمله. خلال مرحلة عمل يسوع، كان هناك العديد من الكلمات التي لم يتفوه بها، أو التي لم يُعبَّر عنها كليًا. لكن يسوع لم يهتم بما قاله أو لم يقله، لأن خدمته لم تكن خدمة الكلام، وهكذا بعد أن سُمِّرَ على الصليب، غادر. كانت تلك المرحلة من العمل بشكل رئيسي من أجل الصلب، وهي على خلاف المرحلة الحالية. مرحلة العمل الحالية هذه هي أساسًا من أجل الإتمام، والإيضاح، وختام جميع العمل. إذا لم تُقل هذه الكلمات إلى نهايتها، فلن تكون هناك طريقة لإتمام هذا العمل، لأنه في هذه المرحلة من العمل يُكتمل كل العمل ويُنجز باستخدام الكلمات. في ذلك الوقت، قام يسوع بالكثير من العمل الذي لم يفهمه الإنسان. لقد رحل بهدوء، واليوم لا يزال هناك الكثير مِمَن لا يفهمون كلماته، وفهمهم خاطئ، ومع ذلك ما زالوا يعتقدون أن فهمهم صحيح، ولا يعرفون أنهم مخطئون. في النهاية، ستُتمِّم هذه المرحلة عمل الله نهائيًا، وتقدم خاتمته. سوف يفهم الجميع خطة تدبير الله ويعرفها. سوف تُصحَّح المفاهيم التي في داخل الإنسان، ونواياه، وفهمه الخاطئ، ومفاهيمه حول عمل يهوه ويسوع، وآراؤه حول الوثنيين، وانحرافاته وأخطاؤه الأخرى. وسيفهم الإنسان جميع طرق الحياة الصحيحة، وكل العمل الذي أنجزه الله، والحق كاملًا. عندما يحدث ذلك، ستنتهي هذه المرحلة من العمل. كان عمل يهوه خلق العالم، كان البداية؛ هذه المرحلة من العمل هي نهاية العمل، وهذه هي الخاتمة. في البداية، نفَّذ الله عمله بين الأشخاص المختارين في إسرائيل، وكان فجر حقبة جديدة في أقدس موضع. أما المرحلة الأخيرة من العمل فتُنفَّذ في البلد الأكثر دنسًا، لدينونة العالم ووضع نهاية للعصر. في المرحلة الأولى، تمّ عمل الله في أكثر الأماكن إشراقًا، وتُنفَّذ المرحلة الأخيرة في أكثر الأماكن ظلامًا، وسيُطرد هذا الظلام، ويؤتى بالنور، وتُخضَع جميع الشعوب. عندما أُخضِعَ الناس من هذه الأماكن الأكثر دنسًا وأكثرها ظلمة في جميع الأماكن، واعترف جميع السكان بأن هناك إلهًا، وهو الإله الحقيقي، وكان كل شخص مقتنعًا تمامًا، عندها ستُستخدَم هذه الحقيقة لمواصلة عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون. هذه المرحلة من العمل رمزية: بمجرد الانتهاء من العمل في هذا العصر، فإن عمل الستة آلاف سنة من التدبير سيصل إلى نهاية كاملة. وبمجرد أن يُخضع كلّ الذين يعيشون في أظلم الأماكن، فغني عن القول إن الوضع سيكون كذلك في كل مكان آخر. على هذا النحو، يحمل عمل الإخضاع فقط في الصين رمزية ذات معنى. تُجسِّد الصين كل قوى الظلام، ويمثل شعب الصين كل أولئك الذين هم من الجسد، ومن الشيطان، ومن اللحم والدم. إن الشعب الصيني هو أكثر مَنْ فَسَد بسبب التنين العظيم الأحمر، الذي يعارض الله أقوى معارضة، وهو الشعب الذي تعتبر إنسانيته الأكثر دناءة ودناسة، ومن ثمَّ فهم النموذج الأصلي لكل البشرية الفاسدة. هذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل على الإطلاق لدى دول أخرى؛ فمفاهيم الإنسان كلها متشابهة، وعلى الرغم من أن شعوب هذه البلدان قد يكونون من العيار الجيد، فإن كانوا لا يعرفون الله، فقد يعني ذلك أنهم يعارضونه. لماذا عارض اليهود أيضًا الله وتحدّوه؟ لماذا عارضه الفريسيون أيضًا؟ لماذا خان يهوذا يسوع؟ في ذلك الوقت، لم يكن العديد من التلاميذ يعرفون يسوع. لماذا، بعد أن صُلب يسوع وقام، ظل الناس غير مؤمنين به؟ أليس عصيان الإنسان متشابه لدى الجميع؟ ببساطة، شعب الصين مثالٌ على ذلك، وعندما يُخضَعون سوف يصبحون نموذجًا وعينة، وسيكونون مثل مرجع للآخرين. لماذا قلت دائمًا إنكم جزء من خطة تدبيري؟ ففي الشعب الصيني يتجلى الفساد والدنس والإثم والمعارضة والتمرد على أكمل وجه ويُكشف بجميع أشكاله المتنوعة. فمن ناحية، عيارهم متدنٍ، ومن ناحية أخرى، حياتهم وعقليتهم متخلفة، وعاداتهم، وبيئتهم الاجتماعية، وعائلة نشأتهم – كلها فقيرة والأكثر تخلفًا. كما أن مكانتهم أيضًا وضيعة للغاية. العمل في هذا المكان رمزي، وبعد أن يُنفَّذ هذا الاختبار في مجمله، سيقوم الله بعمله اللاحق بشكل أفضل. إذا كان يمكن استكمال خطوة العمل هذه، فإن العمل اللاحق سيُنجز تلقائيًا. وبمجرد إنجاز هذه الخطوة من العمل، فإن نجاحًا كبيرًا سيتحقق بالكامل، وسوف ينتهي تمامًا عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون.
من "رؤية عمل الله (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 185
إن العمل الآن على أحفاد مؤاب هو لخلاص أولئك الذين سقطوا في أكثر الظلمات حلكة. على الرغم من أنهم كانوا ملعونين، فإن الله يرغب في ربح المجد منهم؛ هذا لأنهم في البداية كانوا جميعًا أشخاصًا تفتقر قلوبهم إلى وجود الله فيها – فالإخضاع الحقيقي هو جعلُ أولئك الذين يفتقرون إلى وجود الله في قلوبهم يطيعون الله ويحبونه، وثمرة عمل كهذا هي الأكثر قيمة وإقناعًا. هكذا فقط يكون ربح المجد – هذا هو المجد الذي يريد الله أن يربحه في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من أن مستوى هؤلاء الأشخاص متدنٍ، فإن كونهم قادرون الآن على نيل مثل هذا الخلاص العظيم هو حقًّا ترقية من الله. لهذا العمل مغزى كبير، فالله يربح هؤلاء الأشخاص من خلال الدينونة. فهو لا يقصد معاقبتهم بل تخليصهم. لو كان لا يزال مستمرًا بعمل الإخضاع في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، لكان ذلك من دون جدوى؛ فحتى لو أثمر، لما كانت له أي قيمة أو أي أهمية كبيرة، ولن يكون قادرًا على ربح كل المجد. إنه يعمل عليكم، أي أولئك الذين وقعوا في أحلك الأماكن، والذين هم الأكثر تخلفًا. هؤلاء الناس لا يعترفون بوجود إله ولم يعرفوا أبدًا أنه يوجد إله. لقد أفسد الشيطان هذه المخلوقات إلى درجة أنها نسيت الله. لقد أعماها الشيطان وهي لا تعرف على الإطلاق أن هناك إلهًا في السماء. في قلوبكم، تعبدون جميعًا الأصنام، وتعبدون الشيطان، ألستم الأكثر وضاعة والأكثر رجعية من بين الناس؟ أنتم الأكثر وضاعة من بين البشر، وتفتقرون إلى أي حرية شخصية، وتعانون أيضًا من الضيقات. أنتم أيضًا الأدنى مستوى في هذا المجتمع، ولا تتمتعون حتى بحرية الإيمان، وهنا تكمن أهمية العمل عليكم. العمل عليكم اليوم، أنتم أحفاد مؤاب، لا يُقصد منه إذلالكم، بل كشف أهمية العمل. إنها ترقية كبيرة لكم. إن كان شخص ما يتمتع بالعقل والبصيرة، فسيقول: "أنا من ذرّية مؤاب، ولا أستحق حقًا أن أنال مثل هذه الترقية أو النِّعَم العظيمة التي منَّ بها الله عليّ اليوم. في كل ما أفعله وأقوله، واستنادًا إلى مكانتي وقيمتي، أنا لا أستحق مطلقًا مثل هذه النعم العظيمة من الله. يكنّ بنو إسرائيل حبًّا كبيرًا لله، وهو الذي منحهم النعمة التي يتمتعون بها، ولكن مكانتهم أعلى بكثير من مكانتنا؛ فقد كان إبراهيم مُخلصًا جدًّا ليهوه، وكان بطرس مُخلصًا جدًا ليسوع، وقد تجاوز إخلاصهما إخلاصنا بمائة مرة، واستنادًا إلى أفعالنا، نحن لا نستحق مطلقًا أن نتمتع بنعمة الله". ببساطة لا يمكن عرض خدمة هؤلاء الناس في الصين أمام الله على الإطلاق. إنها فوضى كاملة؛ تمتعكم الآن بالكثير من نعمة الله هو ترقية بحتة من الله! فمتى سعيتم إلى عمل الله؟ ومتى ضحيتم بحياتكم من أجل الله؟ ومتى تخليتم عن عائلتكم ووالديكم وأولادكم؟ لم يدفع أي منكم ثمنًا باهظًا! لو لم يُظهرك الروح القدس، فكم من بينكم كان ليتمكن من التضحية بكل شيء؟ لقد اتبعتموني حتى اليوم تحت القوة والإكراه فحسب. أين تفانيكم؟ أين طاعتكم؟ فاستنادًا إلى أفعالكم، كان يُفترض أن تكونوا قد دُمرتم منذ فترة طويلة – بل مُسحتم جميعًا بشكل كامل. ما الذي يؤهلكم للتمتع بمثل هذه النِعم العظيمة؟ أنتم لا تستحقونها مطلقًا! من منكم شق طريقه الخاص؟ من منكم وجد الطريق الصحيح بنفسه؟ جميعكم كسالى ونهمون، وبائسون يبحثون عن الراحة! أتعتقدون أنكم عظماء؟ ماذا لديكم لتتباهوا به؟ حتى لو تجاهلنا أنكم من ذرّية مؤاب، فهل طبيعتكم أو مسقط رأسكم من أرفع طراز؟ وحتى بتجاهل أنكم ذرّيته، ألستم جميعًا من ذرية مؤاب بكل معنى الكلمة؟ هل يمكن تغيير حقيقة الوقائع؟ هل يشوه كشف طبيعتكم الآن حقيقة الوقائع؟ انظروا إلى خنوعكم، وإلى حيواتكم، وشخصياتكم – ألا تعرفون أنكم الأدنى بين أدنى البشر مستوى؟ بماذا تتباهون؟ انظروا إلى مركزكم في المجتمع. ألستم في أدنى مستوى؟ أم تعتقدون أنني أخطأت في الكلام؟ لقد قدَّمَ إبراهيم اسحق، فما الذي قدمتموه أنتم؟ وقدَّم أيّوب كل شيء، فما الذي قدّمتموه أنتم؟ قدّم أشخاص كثيرون حيواتهم، وضحّوا بأرواحهم، وسفكوا دمائهم من أجل السعي وراء الطريق الصحيح. هل دفعتم هذا الثمن؟ على سبيل المقارنة، أنتم لستم مؤهلين على الإطلاق للتمتع بمثل هذه النعمة العظيمة، أمن الظلم لكم أن تقولوا اليوم إنكم من ذرّية مؤاب؟ لا تتفاخروا كثيرًا فليس لديكم شيء تتفاخرون به. يُمنح لكم هذا الخلاص والنعمة العظيمان مجانًا، فأنتم لم تضحوا بشيء، ومع ذلك تتمتعون بالنعمة مجانًا. ألا تشعرون بالخجل؟ هل بحثتم عن هذا الطريق الصحيح ووجدتموه بأنفسكم؟ ألم يكن الروح القدس هو الذي أجبركم على قبوله؟ لم تكن لديكم مطلقًا قلوب محبة للسعي، وبشكل خاص، لم تملكوا قلوبًا تحب السعي إلى الحق وتتوق إليه. كل ما فعلتموه هو الاستلقاء والتمتع به، وربحتم هذا الحق دون بذل أي جهد. أي حق لديكم لتتذمروا؟ أتعتقدون أن قيمتكم عظيمة؟ مقارنة مع أولئك الذين ضحوا بحيواتهم وسفكوا دماءهم، ممَّ تشتكون؟ سيكون تدميركم الآن صحيحًا وطبيعيًّا! لا خيار لديكم سوى أن تطيعوني وتتبعوني، فببساطة لا قيمة لكم! تم استدعاء معظمكم، ولكن لو لم تجبركم البيئة أو لو لم يتم استدعاؤكم، فما كنتم لترغبوا أبدًا في الظهور. من على استعداد لتحمل مثل هذا التخلي؟ من يرغب في التخلي عن ملذات الجسد؟ أنتم جميعًا أناس يتمتعون بالراحة بجشع ويسعون وراء حياة مترفة! لقد ربحتم هذه النِعم العظيمة – ماذا لديكم لتقولوه؟ أي شكاوى لديكم؟ لقد سُمح لكم بالتمتع بأعظم البركات وأعظم نعمة في السماء، وقد كُشف لكم اليوم عن عمل لم يسبق القيام بمثله على الأرض من قبل. أليست هذه بركة؟ أنتم توبخون هكذا اليوم لأنكم قاومتم الله وتمرّدتم عليه. وبسبب هذا التوبيخ رأيتم رحمة الله ومحبته، وأكثر من ذلك، رأيتم برّه وقداسته. بسبب هذا التوبيخ وبسبب قذارة البشر، رأيتم قوة الله العظيمة، ورأيتم قداسته وعظمته. أليست هذه أندر الحقائق؟ أليست هذه حياة ذات معنى؟ العمل الذي يقوم به الله مليء بالمعاني! لذا كلما كان مستواكم أكثر تدنيًا أثبتَ ترقية الله لكم، وأثبت كذلك مدى قيمة عمله عليكم اليوم. إنه ببساطة كنز لا يقدّر بثمن، ولا يمكن الظفر به في أي مكان آخر! وعلى مر العصور لم يتمتع أحد بخلاص عظيم كهذا. تدل حقيقة مستواكم المتدني على مدى عظمة خلاص الله، وتُبين أن الله مخلص للبشر – إنه يخلّص، ولا يدمّر.
من "أهمية تخليص ذرّية مؤاب" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 186
عندما جاء الله إلى الأرض لم يكن من العالم ولم يصِر جسدًا ليتمتع بالعالم. فالمكان الذي سيكشف فيه العمل شخصيتَه ويكون أكثر أهمية هو المكان الذي وُلد فيه. سواء كانت أرضًا مقدسة أم قذرة، وبغض النظر عن مكان عمله، فهو قدّوس. إنه من خلق كل شيء في العالم على الرغم من أن الشيطان أفسد كل شيء. ومع ذلك، لا تزال جميع الأشياء تنتمي إليه؛ فهي جميعها في يديه. يأتي إلى أرض قذرة ويعمل فيها من أجل إعلان قداسته؛ إنه يفعل ذلك من أجل عمله فحسب، أي إنه يتحمل إذلالًا كبيرًا للقيام بمثل هذا العمل من أجل تخليص شعب هذه الأرض القذرة. يتم القيام بهذا من أجل تقديم الشهادة، ومن أجل البشرية جمعاء. ما يُظهره هذا النوع من العمل هو برّ الله، وهو أفضل قدرة على إظهار سيادة الله. عظمته ونزاهته تتجليان في تخليص مجموعة من الناس الوضعاء الذين يزدريهم الآخرون. لا تدل ولادته في أرض قذرة على أنه وضيع على الإطلاق؛ فهي ببساطة تتيح لكل الخلق رؤية عظمته ومحبته الحقيقية للبشرية. فكلما فعل ذلك أكثر، كشف عن محبّته الصافية والتي لا تشوبها شائبة للإنسان. الله قدوس وبار. وعلى الرغم من أنه وُلد في أرض قذرة، وأنه يعيش مع هؤلاء الأشخاص المليئين بالقذارة، تمامًا كما عاش يسوع مع الخُطاة في عصر النعمة، ألم يُنفَّذ كل عمله من أجل بقاء البشرية جمعاء؟ أليس كل ذلك حتى تتمكن البشرية من نيل خلاص كبير؟ قبل ألفي سنة عاش مع الخطاة عددًا من السنين. كان ذلك من أجل الفداء. وهو يعيش اليوم مع مجموعة من الناس القذرين والوضعاء، وهذا من أجل الخلاص. أليست كل أعماله من أجلكم، أنتم البشر؟ لو لم يكن من أجل تخليص البشرية، لماذا عاش وتعذّب مع الخطاة لسنوات عديدة بعد ولادته في مِذْوَد؟ وإن لم يكن من أجل تخليص البشرية، فلماذا يتجسّد مرة ثانية، ويولد في هذه الأرض حيث تتجمع الشياطين، ويعيش مع هؤلاء الناس الذين أفسدهم الشيطان بشدة؟ أليس الله مُخلِصًا؟ أي جزء من عمله لم يكن من أجل البشر؟ أي جزء لم يكن من أجل مصيركم؟ الله قدّوس، هذا شيء ثابت! هو ليس ملوثًا بالقذارة، على الرغم من مجيئه إلى أرض قذرة؛ إذ لا يعني هذا كله سوى أن محبة الله للبشر غير أنانية على الإطلاق، وأن المعاناة والإذلال اللذين يتحملهما عظيمان جدًا! ألا تعلمون مدى عظمة الإذلال الذي يتحمله من أجلكم جميعًا ومن أجل مصيركم؟ فبدلًا من تخليص أشخاصٍ عظماء أو أبناء عائلات ثرية وذات نفوذ، يهتم بتخليص أولئك الوضعاء والذين ينظر إليهم الآخرون باستعلاء. أليس هذا كله قداسته؟ أليس هذا كله برّه؟ يفضل أن يولد في أرض قذرة ويتحمل كل الإذلال من أجل بقاء البشرية جمعاء. الله حقيقي جدًا – إنه لا يقوم بعمل خاطئ. ألم تُنجز كل مرحلة من مراحل عمله بطريقة عملية؟ على الرغم من أن الناس جميعًا يشهّرون به ويقولون إنه يجلس على المائدة مع الخُطاة، وعلى الرغم من أن الناس جميعًا يسخرون منه ويقولون إنه يعيش مع أبناء القذارة، ومع أكثر الناس وضاعة، لا يزال يكرّس نفسه بتفانٍ، ولا يزال مرفوضًا هكذا بين البشر. أليست المعاناة التي يتحملها أكبر من معاناتكم؟ أليس العمل الذي يقوم به أثمن من الثمن الذي دفعتموه؟ لقد وُلدتم في أرض قذرة لكنكم ربحتم قداسة الله. وُلدتم في أرض تتجمع فيها الشياطين لكنكم تلقيتم حماية كبيرة. أي خيار آخر لديكم؟ ما هي الشكاوى التي لديكم؟ أليس الألم الذي قاساه أكبر من الألم الذي قاسيتموه؟ لقد أتى إلى الأرض ولم يتمتع أبدًا بملذات العالم البشري، فهو يكره تلك الأمور. لم يأتِ الله إلى الأرض ليُقدِّمَ له الإنسان فوائد مادية، كما أنه لم يأتِ ليتمتع بطعام الإنسان وملابسه وزينته. إنه لا يبالي بهذه الأمور، بل أتى إلى الأرض ليتألم من أجل الإنسان، وليس للتمتع بالأمور الدنيوية المترفة. أتى ليتألم، وليعمل، وليستكمل خطة تدبيره. لم يختر مكانًا جميلًا، ولم يسكن في سفارة أو فندق فاخر، ولم يكن لديه عدد من الخدم ليخدموه. بناء على ما رأيتم، ألا تعرفون إن كان قد جاء للعمل أم للاستمتاع؟ ألا ترون بأعينكم؟ كم أعطاكم؟ لو كان قد وُلد في مكان مريح هل سيتمكن من أن ينال المجد؟ هل سيكون قادرًا على العمل؟ هل سيكون لقيامه بهذا أي أهمية؟ هل سيكون قادراً على إخضاع البشرية بشكل كامل؟ هل سيكون قادرًا على إنقاذ الناس من أرض القذارة؟ يسأل الناس وفقًا لمفاهيمهم: "بما أن الله قدوّس، فلماذا وُلدَ في مكاننا القذر هذا؟ أنت تكرهنا وتمقتنا نحن البشر القذرين. تمقت مقاومتنا وتمرّدنا، فلماذا تعيش معنا إذن؟ يا لك من إله عظيم – كان يمكن أن تولد في أي مكان، فلماذا كان عليك أن تولد في هذه الأرض القذرة؟ توبّخنا وتديننا كل يوم وأنت تعرف تمام المعرفة أننا من ذرّية مؤاب، فلماذا لا تزال تعيش بيننا؟ لماذا وُلدتَ في عائلة من ذرّية مؤاب؟ لماذا فعلت ذلك؟" يفتقر هذا النوع من التفكير لديكم إلى العقل! هذا هو العمل الوحيد الذي يسمح للناس برؤية عظمته وتواضعه واحتجابه. إنه مستعد للتضحية بكل شيء من أجل عمله، وقد تحمل كل الألم من أجل عمله. إنه يتصرف من أجل البشر، بل أكثر من ذلك، ليقهر الشيطان حتى تخضع جميع المخلوقات لسيادته. هذا هو العمل الوحيد الذي له قيمة ومغزى.
من "أهمية تخليص ذرّية مؤاب" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 187
في الوقت الذي عمل فيه يسوع في اليهودية، كان يعمل علنًا، لكني الآن أعمل وأتكلم بينكم سرًّا. غير المؤمنين ليسوا على دراية بشأن هذا الأمر تمامًا. عملي بينكم مغلق أمام الآخرين. هذه الكلمات وهذه التوبيخات وهذه الدينونات معروفة فقط لكم جميعًا وليس لأحد آخر. كل هذا العمل يُنفذ بينكم ومعلن لكم فقط؛ لا يعرف هذا أي من أولئك غير المؤمنين، لأن الوقت لم يحِن بعد. هؤلاء البشر هنا قريبون من أن يُكمَّلوا بعد تحمُّلهم التوبيخات، ولكن أولئك الذين في الخارج لا يعرفون شيئًا عن هذا. هذا العمل مستتر للغاية! بالنسبة لهم، أن يصير الله جسدًا فهذا يعد سرًّا، ولكن بالنسبة لأولئك الذين هم في هذا التيار يمكن اعتباره معلنًا. مع أن الكل معلن في الله، ومكشوف ومُطلق، فإن هذا صحيح فقط مع الذين يؤمنون به، ولا شيء يُعلن لغير المؤمنين. العمل الذي يُنفذ الآن بينكم وفي الصين مغلق بشكل صارم لمنعهم من المعرفة. إن صاروا يعرفون هذا العمل، فكل ما يفعلونه هو إدانته واضطهاده، ولا يؤمنون به. إن العمل في أمة التنين العظيم الأحمر، أكثر الأماكن تخلفًا، ليس مهمة سهلة. إن كان سيُعلن هذا العمل، لكان من المستحيل أن يستمر. هذه المرحلة من العمل ببساطة لا يمكن تنفيذها في هذا المكان. كيف كانوا سيتسامحون مع تقدمه لو أن هذا العمل كان يُنفذ علانيةً؟ ألن يشكل هذا خطورة أكبر على العمل؟ لو لم يُحجب هذا العمل، بل استمر كما هو الحال في زمن يسوع عندما كان يشفي المرضى ويطرد الأرواح الشريرة بصورة مذهلة، ألم يكن "سيُقيَّد" من الشياطين منذ أمد بعيد؟ هل كانوا سيتسامحون مع وجود الله؟ لو كنت سأدخل الآن إلى المجامع لأبشر وأحاضر الإنسان، ألم أكن لأُمزَّق إلى أشلاءٍ منذ مدة طويلة؟ وإن حدث ذلك، كيف كان سيستمر تنفيذ عملي؟ السبب وراء عدم إظهار الآيات والمعجزات علنًا هو من أجل الكتمان. لذلك لا يمكن لغير المؤمنين أن يروا عملي أو يعرفوه أو يكتشفوه. إن كانت هذه المرحلة من العمل تتم بنفس الطريقة التي تمت بها مرحلة عمل يسوع في عصر النعمة، لما كانت ستصمد كما هي صامدة الآن. لذلك حجْب العمل بهذه الطريقة هو ذو منفعة لكم وللعمل كله. عندما ينتهي عمل الله على الأرض، أي عندما يُختتم هذا العمل سرًّا، ستصير هذه المرحلة من العمل معلنةً للجميع. سيعرف الجميع أن هناك مجموعة من الغالبين في الصين؛ سيعرف الجميع أن الله قد صار جسدًا في الصين وأن عمله قد انتهى. وقتها فقط سيحين فجر الإنسان: لماذا يجب أن تنحدر الصين أو تنهار؟ يتضح أن الله ينفذ عمله بصورة شخصية في الصين وقد كمَّل مجموعة من الناس ليصيروا غالبين.
من "سر التجسُّد (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"